‫ثانيا‪ -‬أنواع الشخصيات في رواية وادي الجن ‪:‬‬

‫إن الشخصية هي عنصر هام من عناصر بناء الرواية ألنها تصور الواقع من‬
‫خالل حركتها داخل الرواية وتطورها ‪ ،‬وتؤثر في سير تسلسل األحداث ‪ ،‬ومن خالل‬
‫دراستنا لرواية "وادي الجن" يتبين لنا أنها تحمل العديد من الشخصيات المتنوعة‬
‫والمثيرة والتي يمكن تقسيمها إلى ‪:‬‬

‫‪-1‬الشخصيات الرئيسية ‪:‬‬

‫• فريد ‪:‬‬

‫هو الشخصية المحورية (البطل) التي تدور حولها أحداث الرواية ‪ ،‬فهو األكثر‬
‫حضو ار منذ بداية الرواية حتى نهايتها ‪ ،‬هو شاب من عائلة بسيطة شجاع يحب‬
‫المغامرة والمخاطرة ‪ ،‬صاحب مصنع لمواد البناء وحلمه الحصول على وادي الجن ‪،‬‬
‫يلقب "بالجحش" حيث أطلق عليه أصدقاؤه هذا االسم في طفولته ألنه كان يذهب‬
‫للحقول ويأكل من كل الحشائش التي تأكل منها الحيوانات وخاصة الحمار ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫"وتقدمت من الحمار حتى صار رأسي أمام رأسه ‪ ...،‬وضعت جبيني على أنفه‬
‫وكنت سأقبله ‪ ...‬في يومها سماني أصحاب طفولتي‪ ..‬فريد الجحش "‪ .1‬فريد هو ابن‬
‫صر‬
‫وادي الجن ‪ ،‬الوادي الذي يسكنه الجن والوحوش ويخافه الجميع إال فريد كان ُم ًا‬
‫على دخوله متحدياً كل المخاطر ‪ ،‬كان يحلم باستغالل الثروات التي بداخله ‪،‬‬
‫ويصبح رجل أعمال كبير ‪ ،‬قائالً ‪ " :‬كبرت رغبتي معي‪ ،‬وزاد إصراري على االقتراب‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪ :‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬دار الجزائر تق أر للنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪(،‬دط) ‪2018،‬م‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫أكثر ‪،‬كنت أرمي حكايا الناس على جنبي وأطلب المغامرة "‪،1‬وهذا ماجعل الناس‬
‫تناديه بالعفريت ألنه الشخص الوحيد الذي يدخل ويخرج من الوادي مع الجدة ‪،‬يقول‬
‫في هذا الصدد ‪ " :‬أنت عفريت جملة صاحبتني ومازالت ‪،...‬هل مسني في الوادي‬
‫جن حين دخلته طفال ‪،‬حيث استأنست بوحشته واستحممت في زهره ‪،‬وصرت أرتاح‬
‫بشكل عجيب وأنا وحدي في عمقه "‪.2‬‬

‫َح َب فريد نهى وتزوجها ‪ ،‬ولكن هذه المحبة لم تكتمل ألنها بعد إنجابها هربت‬
‫أَ‬

‫مع ابنتها ماريا وتركته وحيداً وهذا ماحطم نفسيته وأصبح شخصاً عاج اًز ‪ ،‬في قوله‪":‬‬
‫‪3‬‬
‫تركتموني يتيما ‪ ..‬عاريا تماما من كل دفء ‪"...‬‬

‫عمار ‪:‬‬
‫• ّ‬

‫حظيت هذه الشخصية بمكانة متميزة في الرواية ‪ ،‬لذلك اعتبرت من الشخصيات‬

‫عمار الصديق المقرب‬
‫ويعد ّ‬
‫األساسية ‪ ،‬فكان حضورها في الرواية من نوع خاص ‪ُ ،‬‬
‫عمار الفتى اليتيم طيب القلب ‪ ،‬كفله الشيخ درويش‬
‫لفريد وشريكه في المشروع ‪ّ ،‬‬
‫أن زوجته كانت قاسية في تعاملها معه ‪ ،‬وهذا ماجعله ينام خارج‬
‫إمام الجامع ‪ ،‬إال ّ‬
‫البيت مع كلبه ‪ ،‬يقول في هذا الصدد ‪ " :‬كان الشيخ درويش عطوفا ‪ ،‬وكان يبكي‬
‫لحالي ‪ ،‬ولكنه كان اليقاوم زوجته‪ ،‬حين يختصمان من أجلي ‪ ...،‬وآوي إلى عشة‬
‫الكلب ‪...،‬وشاع في القرية كلها أني أخ الكلب ‪ ،‬أشاركه الطعام والفراش ‪ ،‬وكلهم‬
‫‪4‬‬
‫بعمار الكلب ‪"...‬‬
‫ينادوني ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪ :‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫كان الجميع يتعاطفون معه ‪ ،‬ولكن أكثرهم ُحباً له ورعاية لشؤؤنه هو محمود‬
‫عمار الشخصية التي لم تعرف يوماً حب األبوين إال أنه عندما كبر‬
‫الموسخ ‪ّ ،‬‬
‫ويحس بمعاناتهم ‪،‬‬
‫أصبح يتكفل باليتامى ألنه الشخص الوحيد الذي يشعر ُ‬

‫عمار هو من بنى مسجدا كبي ار ‪ ...‬ويكفل حفظة القران‬

‫يقول في هذا الصدد ‪ّ " :‬‬
‫‪ ، ...،‬وهو من بنى مدرسة ومرك از صحيا ألهل القرى ‪ ،‬ويتكفل بالمرضى والفقراء‬
‫‪1‬‬
‫في المواسم واألعياد ‪ ..‬ينفق بسخاء ويبكي بحرقة وهو يعانق األيتام ‪"...‬‬

‫• نهى ‪:‬‬

‫هي إحدى الشخصيات التي أثبتت وجودها في الرواية ‪ ،‬والتي كانت الحب‬
‫األول لفريد ثم زوجته ‪ ،‬تعرفا على بعضهما عن طريق الفايس بوك ‪ ،‬هي عراقية‬
‫مقيمة بالسويد ‪ ،‬درست اآلثار وتعمل في متحف الفن ‪ ،‬يقول ‪:‬‬

‫"هذا الصباح تتسلق الطائرة السماء ‪ ...،‬تنتظرني نهى بلهفة وشوق‪...‬وأحكمت‬

‫قبضة قلبها كإلهة من زمن سومر ‪ ،‬أحببتها بعمق ‪ ،‬بلهفة ‪ ،‬وتعشقت منها كل‬
‫‪2‬‬
‫أنوثتها عقال وقلبا ‪" ...‬‬

‫هذه الشخصية تتطور وتتغير حتى نهاية الرواية ‪ ،‬فراحت تنتقل معه من حالة‬
‫إلى حالة ومن موقف إلى آخر ‪ ،‬مما جعل القارئ يتطلع ويتشوق ويندهش إلى ما‬
‫سيحدث في نهاية هذه القصة ‪ ،‬فهي التي اكتشفت السر المدفون في وادي الجن أال‬
‫وهو الكنز ‪ ،‬وانتبهت لأللغاز والنقوش الموجودة على الحجارة بوادي الجن ‪ ،‬وقامت‬
‫بتفكيك تلك الشيفرات وترسل التعليمات لفريد من أجل الوصول إلى مكان الكنز ‪،‬‬
‫يقول ‪ " :‬تقول لي نهى أن النص مطابق لكثير من آثار عديدة مكتومة لدى من‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪:‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.81‬‬
 ‫يعرفها فقط ‪ ،‬وتخبرني أن األحجار التي في الوادي ِ‬
‫شاهد على كنز مقبور في بطنه‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬ووعدتني بأنها ستفك المشفر من رموزه التي تشير إلى مكانه بالضبط "‬

‫وفي النهاية بعدما أنجبت من فريد هربت خوفا من جماعة تالحقها تاركة رسالة‬
‫لفريد وهذا ما أثر على نفسيته ‪ ،‬يقول في هذا الصدد ‪:‬‬

‫"حبيبي الغالي ‪ ..‬لن يعثر أحد على نهى العماش وإليس ماريا الغارقتين في بئر‬
‫حولت اسمي واسمها ‪ ،‬وفي جهة من األرض نأوي إلى بعض األمان ‪...،‬‬ ‫الخفاء ‪ّ ،‬‬
‫‪2‬‬
‫وستأتي الشمس بشروق نلقاك وتلقانا فيه فال تقلق "‬

‫‪ -2‬الشخصيات الثانوية ‪:‬‬

‫• الماريشال ‪:‬‬

‫تعتبر هذه الشخصية من الشخصيات الثانوية في هذه الرواية المدعو ب (موالنا)‪،‬‬

‫وهي شخصية تُظهر ماال تُبطن ‪،‬رجل أعمال كبير وصاحب ثروة ‪ ،‬هو ذئب ماكر‬
‫وعنيد ورغم هذا هو من قام بتدعيم فريد ومساعدته في شراء ملكية وادي الجن ‪،‬‬
‫يقول ‪ " :‬نعم ‪ ..‬أنت طلبت شراء وادي الجن ‪ ،‬وقدمت ملفا في إطار ملكية مدفوعة‬
‫لعقار صناعي ‪ ،‬ورغم أن الدولة في مبرراتها مايسوغ رفض ملفك ‪ ،‬غير أني‬
‫واألصدقاء "الفوق" استطعنا اختراق كل العراقيل وسيكون لك ماطلبت "‪.3‬‬

‫قد تبدو لنا هذه الشخصية في بادئ األمر أنها شخصية ماكرة وأنها صورة الشر في‬
‫هاته الرواية فهو قاتل زوجته وله ولدان هربا منه في سن شبابهما ‪ ،‬إال أنها في‬
‫الحقيقة تخفي جانب منه ضعيف ورخو ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪:‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.151-150‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫ولديه معه‬
‫بعدها مرض الماريشال وأصبح على فراش الموت وكان يتمنى وجود ّ‬
‫وطلب من فريد أن يبحث عنهما ‪ ،‬يقول في هذا الصدد ‪:‬‬

‫" فقط تمنيت لو أن رحيال جميال يكون لي ‪ ... ،‬وسأقبر في مربع الشهداء‬
‫ولدي هما من يغمض عيني على الومض األخير منهما ‪ ،‬ومن‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫‪...،‬تمنيت لو ّ‬
‫وأثرت حالة هذه الشخصية على فريد وكان يتمنى‬ ‫‪1‬‬
‫بعد ذلك ال تعني الجثة شيئا ‪".‬‬
‫لو كان أبوه حقاً ليس من أجل ثروته بل لكي يودعه كما تمنى ‪،‬وفي النهاية تحققت‬
‫أمنية الماريشال وذلك بفضل فريد الذي سافر وبحث عنهما وحاول إقناعهما ‪ ،‬يقول‬
‫في هذا الصدد ‪ " :‬تحقق لموالنا طلبه ‪ ،‬وأجابه التمني لما أسعده في رحيله ‪ ،‬وبقي‬
‫الموت من بعده يتوعد الجميع " ‪ ،2‬هذه الشخصية ساهمت كثي ار في تطور أحداث‬
‫الرواية ‪.‬‬

‫• مسعودة ‪:‬‬

‫من الشخصيات الثانوية التي أسهمت بفاعلية كبيرة في تطور أحداث الرواية‬
‫وسيرورتها ‪ ،‬ومن خالل قراءتنا للرواية يتضح لنا أنها شخصية طيبة القلب ‪ ،‬هي‬
‫امرأة عج وز وعفريتة تسكن بقرب وادي الجن تدخله وتخرج منه مع عنزاتها السبعة ‪،‬‬
‫يقول ‪ " :‬لم يكن منهم من رغب في دخوله أو معرفة شيء عنه من داخله ‪ ..‬لم تكن‬
‫سوى تلك العجوز مسعودة وعنزاتها السبعة من يدخل ويخرج إلى الوادي ومنه ‪... ،‬‬

‫يقولون بأنها صديقة الجن ‪ُ ،‬‬

‫ويقال بأنها صارت منذ زمن أختاً لهم ‪ ،‬فهي الوحيدة‬
‫‪3‬‬
‫التي ال يؤذونها "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬مبروك دريدي ‪ :‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش " ‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.136‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫كان الجميع يخافها ظنا منهم أنها جنية حتى فريد ولكن مع الوقت اكتشف أنها‬
‫جدة عادية وطيبة وأحس بدفء قلبها حتى أنه دخل الوادي أول مرة معها وأصبح هو‬
‫أيضا عفريت ‪،‬يقول ‪ " :‬حين دخلت الوادي أول مرة مع الجدة مسعودة كنت طفال في‬
‫الثامنة بقامة زيتونة يافعة ‪ ،‬لم أخف ولم أتراجع ‪ ،‬كنت أنتظر طلعة العفاريت في‬
‫أن‬
‫كل لحظة ‪... ،‬ورأيتني بطال دخل الوادي وعاد منه‪ ،‬واحتقرت الناس التي تقول ّ‬
‫‪1‬‬
‫من يدخل الوادي ال يخرج منه ‪"...‬‬

‫بعدها توفيت الجدة مسعودة ‪ ،‬يقول في هذا الصدد ‪ " :‬عدت وعلمت أن الجدة‬
‫مسعودة العفريتة قد قضت نحبها ‪ ،‬بكيتها كما لم أبك يوما ‪ ،‬وقفت ببيتها وتنسمت‬
‫‪2‬‬
‫عطر النعناع الذابل حزنا على فراقها "‪.‬‬

‫• محمود ‪:‬‬

‫الموسخ ‪ ،‬رجل مرعب وخطير من رجال المافيا ‪،‬الكل يخافه يقول في‬
‫ّ‬ ‫هو محمود‬
‫هذا الصدد ‪ " :‬محمود المافيا رجل مرعب ‪ ،‬يخافه الجميع ‪ ،‬يقولون بأنه قتل‬
‫الكثيرين ‪ ،‬يملك المال ‪ ،‬وال يأتي إلى القرية إال ناد ار ‪ ،‬ال زوجة له وال بيت ‪ ،‬يقيم‬
‫لليلة أو ليلتين في بيتهم العتيق حين يأتي ‪ ،‬ويغادر إلى حيث ال يعرف أحد "‪ 3‬هذا‬
‫ماكان يبدو عليه في بداية الرواية إال أنه رجل عطوف في الحقيقة ‪ ،‬ألنه الشخص‬
‫بعمار ‪ ،‬ويرسل المال للشيخ درويش لينفقه عليه ‪ ،‬ليكتشف بعد ذلك‬
‫الذي كان يتكفل ّ‬
‫بأنه ينام مع كلبه خارجاً بسبب زوجته ‪،‬فقرر أن يبني له غرفة بجانب الجامع ‪ ،‬في‬
‫قوله ‪ " :‬أعرف أنك طيب يا شيخ ‪ ،‬ولكن زوجتك ليست كذلك ‪ ،‬أنت تعرف أنني ال‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪ :‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش " ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪-3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫لعمار غرفة جنب الجامع يسكن فيها ‪،‬‬
‫أحب الكالم كثي ار ‪ ..‬المهم ‪ ..‬قررت أن أبني ّ‬
‫وسأخصص له فيها ما يحتاج ‪ ،‬وأعطيه المال ‪ ،‬وأنت ترعاه "‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -3‬الشخصيات المسطحة ‪:‬‬

‫• مارسيل ( سمير) ‪:‬‬

‫هو ابن الماريشال هي شخصية متألمة جدًا ومهذبة ‪،‬يحب الصمت والكتمان ‪،‬‬
‫هرب هو وشقيقه نور الدين من والدهما بسبب قتله ألمهما وهذا ما جعل سمير يكره‬
‫والده كرهاً شديداً ‪ ،‬يقول في هذا الصدد ‪ " :‬الولدان سيد فريد هربا من والدهما‬
‫الماريشال ‪ ،‬يقول سمير بأنه شهد مقتل أمه ‪،‬رأى كيف أعدمها أبوه برصاصات في‬
‫الصدر والرأس ‪ ،‬بعد أشهر غادراه هرباً ‪ ،2 "..‬ولكن بعدما مرض أبوه ازره فريد‬
‫وأخبره بمرضه وحاول إقناعه بمسامحة أبيه والذهاب إليه ‪،‬في البداية رفض ولكن‬
‫بعد محاوالت كثيرة أقنعه بكالمه ‪ ،‬في قوله ‪:‬‬

‫" أستسمحك وأعتذر لك بعمق ‪ ،‬ولكن أحب أن تفكر في سؤال لم تطرحه على نفسك‬
‫من قبل ‪ " :‬إذا كان أبوك قد قتل أمك ‪ ،‬فلماذا قتلها ؟ " ابحث عن السبب حتى لو‬
‫كان ضرباً من خيال ‪".‬‬
‫‪3‬‬

‫• يوسف اليهودي ‪:‬‬

‫هي شخصية ذكرها الكاتب في بداية الرواية ‪ ،‬وتعتبر مساعدة لفريد هو جد أحد‬
‫زمالئه في الجامعة ‪ ،‬شيخ متقاعد ‪ ،‬كان يعمل بفرنسا ‪ ،‬وأحد جنود الجيش الفرنسي‪،‬‬
‫وهذا ما جعل الناس تلقبه بال يهودي ‪ ،‬ساعد فريد للحصول على بذور نبات القنب‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪:‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫من أجل مشروعه عن طريق أصدقائه في فرنسا ‪ ،‬يقول ‪ " :‬ليس إلى هذا الحد مسيو‬
‫يوسف ‪ ،‬كل ما في األمر أني أريد الحصول على بعض بذور لنباتات نادرة ‪ ،‬أريد‬
‫‪1‬‬
‫أن أخترع دواء ‪ ،‬ولعلني أدخل إلى فرنسا عالِما ‪".‬‬

‫• الشيخ درويش ‪:‬‬

‫هو شخصية طيبة ُمحب للخير ‪ ،‬إمام الجامع ‪ ،‬والذي كان يتكفل بالفتى اليتيم‬
‫عمار ‪ ،‬إال أنه اليقاوم زوجته القاسية ‪ ،‬يقول في هذا الصدد ‪ " :‬أذكر ‪ ..‬كان الشيخ‬
‫ّ‬
‫درويش عطوفا ‪ ،‬وكان يبكي لحالي ‪ ،‬ولكنه كان ال يقاوم زوجته ‪ ،‬حيث يختصمان‬
‫من أجلي ويخرق صوت زوجته سكون الليل "‪.2‬‬

‫• والدة فريد ‪:‬‬

‫صور لنا الكاتب هذه الشخصية على أنها األم الحنون ‪،‬فهي تعد منبع الحنان‬
‫والعطاء ومصدر السكينة والطمأنينة ‪ ،‬تعيش حياة بسيطة مع زوجها وابنها فريد ‪،‬‬
‫وبعدما أصبح ابنها صاحب ثروة لم يبخل على أمه أبدا ‪ ،‬في قوله ‪" :‬تقول له ‪:‬‬
‫فضل وليدي فريد ‪ ..‬لم تزد أنت عن الخاتم اليتيم منذ تزوجنا ‪ ..‬كنت سأبدو ذك اًر لو‬
‫‪3‬‬
‫ما ورثته عن أمي ‪".‬‬

‫• والد فريد ‪:‬‬

‫يتضح لنا من خالل قراءتنا للرواية أنها شخصية طيبة القلب ‪ ،‬ويعتبر األب‬
‫والزوج المثالي ‪ ،‬فهو يمثل الركيزة األساسية للبيت والحامي ألسرته‪ ،‬يعيش مع عائلته‬
‫حياة بسيطة بمنزل قرب وادي الجن ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪:‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
 ‫• ميمونة ‪:‬‬

‫تعرف عليها فريد ‪ ،‬وطلب مساعدتها في‬

‫الفتاة ميمي التي تعمل بملهى ليلي ‪ّ ،‬‬
‫بيع بضاعته التي تتمثل في كميات من الكيف ‪ ،‬ووافقت على طلبه يقول في هذا‬
‫الصدد‪ " :‬سأدبر لك شاحنة تكفي البضاعة تحضرها إلى وسط الغابة غرب المدينة‬
‫‪1‬‬
‫في ساعة ليل سأخبرك بها ‪".‬‬

‫• كاتارزيانا ‪:‬‬

‫هي جارة نهى وصديقتها في ستوكهولم ‪ ،‬والتي أخبرت فريد عن رحيل زوجته نهى‬
‫تاركة له رسالة ‪ ،‬في قوله ‪ " :‬وتركت لي هذا الظرف مكتوب عليه ‪ :‬حبيبتي‬
‫كاتارزيانا أرجوك سلميه لفريد حين يأتي "‪. 2‬‬

‫• مراد ‪:‬‬

‫موظف في الشركة بباريس يعمل لدى مارسيل ابن الماريشال ‪ ،‬التقى بفريد وحكى له‬
‫قصة سمير‪.‬‬

‫‪ -4‬الشخصيات الهامشية ‪:‬‬

‫• إليس ماريا ‪:‬‬

‫هي ابنة نهى وفريد ‪ ،‬وبعد إنجاب نهى أخذت ابنتها هربت خائفة من جماعة‬
‫تالحقها ولم تترك فرصة لفريد ليرى ابنته الوحيدة ‪ ،‬يقول في هذا الصدد ‪ ":‬يفجعني‬
‫صوت بكاء ماريا القادم ركضا من حقول الفراغ الالهبة بدروب تائهة ‪...،‬يطوف‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪ :‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش " ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫برأسي كوكب يتقاطر شر ار ينعق بسؤال لم أكن طرحته وال فكرت به ‪ :‬أين ابنتي‬
‫‪1‬‬
‫ماريا ‪..‬؟ "‬

‫• نور الدين ‪:‬‬

‫هو ابن الماريشال وشقيق سمير ‪ ،‬هرب من والده في صغره ‪ ،‬ذكرها الكاتب على‬
‫أنها شخصية متزنة وهادئة مقبلة على الحياة ‪ ،‬وعاش في باريس ‪.‬‬

‫• زوجة الماريشال ‪:‬‬

‫هي الزوجة التي تم قتلها من طرف زوجها برصاصات في الصدر والرأس وال أحد‬
‫يعلم سبب قتلها ‪.‬‬

‫• الجدة رحمة ‪:‬‬

‫جدة فريد وصديقة الطفولة لمسعودة ‪ ،‬احتضنا الثورة معاُ ‪ ،‬تم قتلها من طرف الجيش‬
‫والمحتل الفرنسي في قوله ‪ " :‬وفي ليلة جاءتني وأخمدت سؤالي ‪ ..‬أمك ذهبت إلى‬
‫ربها ‪ ..‬ذهبت إلى حيث أبيك "‪ ،2‬وقوله ‪ " :‬أكلت الحرب جدي وجدتي ‪ ،‬وتركت أبي‬
‫‪3‬‬
‫وحيدا كسنبلة في حقل أخطأها الحريق "‪.‬‬

‫• بيير ‪:‬‬

‫صديق العم يوسف الذي يعيش في فرنسا ‪ ،‬بعث له فريد رسالة يطلب فيها‬
‫مساعدته في الحصول على بذور القنب ووافق على طلبه ‪ ،‬في قوله ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪:‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪.35‬‬
 ‫" قال ‪ :‬نعم فأنا مزارع وأحصل على هذه البذور وفقا للقانون "‪.1‬‬

‫وفي األخير نقول أن الروائي مبروك دريدي قد وظف في روايته مختلف أنواع‬
‫الشخصيات الرئيسية والثانوية والمسطحة والمهمشة ‪ ..‬التي ساهمت بشكل كبير في‬
‫تطور األحداث داخل العمل السردي ‪ ،‬وهذا ماجعلها أكثر تشويقاً وتأزماً وعمقاً في‬
‫سيرورة األحداث ‪ ،‬فالشخصيات لها دور مهم في بناء وتركيب المتن الروائي ‪ ،‬وهذا‬
‫ماجعل الرواية أكثر شعرية ‪ ،‬وأثرى باألحداث ‪ ،‬وهذا ماعكس في تحريك الفعل‬
‫السردي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مبروك دريدي ‪:‬وادي الجن " فصل من سيرة فريد الجحش "‪ ،‬ص‪.79‬‬