You are on page 1of 9

‫الصفحة‪445-453:‬‬ ‫املجلد ‪ 11‬عدد ‪( 2‬نوفمبر ‪)2221‬‬ ‫التعليمية‬

‫ّ‬
‫القصة القصيرة بين "محمود تيمور" و"جي دي موباسان" دراسة مقارنة‬

‫"‪The short story between "Mahmoud Taymour" and "Guy de Maupassant‬‬


‫‪a comparative study‬‬

‫‪‬‬
‫سعاد قمومية‬
‫‪s.guemoumia@univ-chlef.dz‬‬
‫جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف (الجزائر)‬

‫تاريخ النشر‪0105/55/10 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪0105/51/15 :‬‬ ‫تاريخ الوصول‪0105/51/51 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫بالقصة الغربية وذلك من خالل مبادلة الثقافة بني الشعوب من‬
‫ّ‬ ‫القصة العربية تنبعث بشكل عام جراء تأثرها‬
‫إن حيثيات ّ‬
‫عدة دراسات تناولت اآلداب الغربية يف األدب العريب ومن بني املنظرين‬
‫خالل التأثري والتأثر بني خمتلف اآلداب وبذلك ظهرت ّ‬
‫هلذا الفن الكاتب املصري "حممود تيمور" والكاتب الفرنسي "جي دي موباسان"‪.‬‬
‫القصصي من موباسان‪.‬‬
‫وعلى هذا يطرح اإلشكال اآليت‪ :‬إىل أي مدى استطاع "حممود تيمور" استلهام قواعد البناء ّ‬
‫القصة القصرية بني "حممود تيمور" و"جي دي موباسان" دراسة مقارنة‪ ،‬إىل إجراء‬
‫تسعى هذه الورقة البحثية املوسومة بـ‪ّ " :‬‬
‫مقارنة بني أقصوصة حممود تيمور املوسومة بـ "اجلنازة احلارة" وأقصوصة جي دي موباسان املوسومة بـ "الشيطان"‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬حممود تيمور‪ /‬جي دي موباسان‪ /‬الشيطان‪ /‬اجلنازة احلارة‪ّ /‬‬
‫القصة القصرية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The merits of the Arab story are generally emitted as a result of being affected by the‬‬
‫‪Western story, through the exchange of culture between peoples through influence and‬‬
‫‪influence between various literatures. de Maupassant".‬‬
‫"‪Accordingly, the following problem arises: To what extent was "Mahmoud Taymour‬‬
‫?‪able to draw inspiration from Maupassant's rules of narrative construction‬‬
‫‪This research paper, tagged with: " The short story between Mahmoud Taymour and Guy‬‬
‫‪de Maupassant a comparative study, seeks to make a comparison between Mahmoud‬‬
‫‪Taymour's story tagged with "The Warm Funeral" and the story of Guy de Maupassant tagged‬‬
‫‪with "The Devil".‬‬
‫‪Keywords: Mahmoud Taymour/ Guy de Maupassant/ The Devil/ The Hot Funeral/ Short‬‬
‫‪Story‬‬

‫املؤلف املرسل‬ ‫‪‬‬

‫‪435‬‬
‫سعاد قمومية‬ ‫القصة القصيرة بين محمود تيمور وجي دو موباسان – دراسة مقارنة‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫القصصية إمجاعاً حيال نقاط التشابك والتماثل بني أكثر‬
‫ليس من املصادفة أن حتقق بعض األعمال ّ‬
‫القصصي دون أن يكون هذا التشابك وليد التقاء وتالقح أفكار وتبادل وجهات‬
‫األعمال شهرة يف عامل اإلبداع ّ‬
‫نظر واستدعاء ألدوات جديدة يف عمل مغاير يف لغت وأسلوب ‪ ،‬وعلي فقد تقتيي منا ببيعة البحث املقارنة بني‬
‫القصصي ونظرت‬
‫ّ‬ ‫القصة "موباسان‪ "Maupassant‬و"تيمور"‪ ،‬باعتبار أن لكل قاص عامل‬
‫علمني من أعالم ّ‬
‫لألشياء وبريقة بناء قصص ‪ ،‬وقد وقع االختيار على إجراء مقارنة بني أقصوصتني خمتلفة لقاصني خمتلفني ثقافة‬
‫القص العريب‪ ،‬وهذا ما سنشري إلي من خالل أقصوصة "محمود تيمور"‬
‫وهوية لرصد مؤاشرات التأثري الغريب يف ّ‬
‫املوسومة "الجنازة الحارة" مقارنة بأقصوصة "جي دي موباسان" "الشيطان ‪ " Diable‬لتبيني أشكال تأثر‬
‫"محمود تيمور" بـ"موباسان" الفرنسي وبذلك يصاغ االشكال التايل‪ :‬أي مدى استطاع "حممود تيمور" استلهام قواعد‬
‫القصصي من موباسان؟‪.‬‬
‫البناء ّ‬
‫القصصيين‬
‫‪ 2‬عالما محمود تيمور وجي دي موباسان ّ‬
‫‪ . 2.2‬ملخص األقصوصتين‬
‫‪" 2.2.2‬الشيطان"‪:1‬‬
‫األقصوصة يتح ّدث عن املرأة العجوز اليت كانت يف سن الثانيّة وتسعني من عمرها مسجاة‬
‫إ ّن موضوع هذه ّ‬
‫على الفراش وهي تعاجل سكرات املوت‪ ،‬وكان هلا ابن وحيد يدعى "أونور" لكنّ مل يهتم بأم وكان اهتمام الوفري‬
‫حبصاد احلنطة رغم مرض أم ‪.‬‬
‫‪" 2.2.2‬الجنازة الحارة"‪:2‬‬
‫هي أقصوصة كتبها "محمود تيمور" يف قيية اجلشع والطمع حيث كان "مصطفى حسن" أحد خدم‬
‫القصر شديد التقعري على نفس ‪ .‬كان مملوكا للباشا رب القصر‪ ،‬فقام "مصطفى حسن" حبراسة باب القصر حىت‬
‫أصيب بذات الرئة وكان أمل يف الشفاء ضئيال‪.‬‬
‫وعندما انتشر خرب مرض وأنّ يسلم الروح‪ ،‬فانقيى اخلدم من كل مكان على تركت ‪ ،‬فحميت معركة حامية‬
‫بينهم‪ ،‬حيث يسعى كل واحد منهم إىل أخذ أقصى ما يستطيع من الرتكة؛ دون رعاية ملوت صديقهم‪.‬‬
‫‪ . 2.2‬داللة العنوان‪:‬‬
‫إ ّن العنوان يف أقصوصة "الجنازة الحارة" لـ "محمود تيمور" ل قراءة مباشرة‪ ،‬إذ يتحدث عن املوت ولكن‬
‫ال يتحدث عن فظاعت ؛ حني يتحول املوت إىل موقف ساخر وحياول الورثة بل ويفلح الورثة يف اقتسام إرث اخلادم‬
‫‪436‬‬
‫الصفحة‪445-453:‬‬ ‫املجلد ‪ 11‬عدد ‪( 2‬نوفمبر ‪)2221‬‬ ‫التعليمية‬

‫الذي ورث سيده‪ ،‬بل يتشاجر خدم القصر على أخذ ممتلكات فيما بينهم من ( لباس وأحذية وحىت الذهب)‬
‫وهو حيتير‪.‬‬
‫وباملقابل فإن يف أقصوصة "الشيطان" يتجسد يف شخصيّة الفالح "أونور بونتام" إذ أخذ يساوم اخلادمة‬
‫اليت سرتعى أم احملتيرة‪ ،‬اليت ستتوىف بعد يومني يف األجرة اليت يدفعها هلا‪ ،‬فقامرها يف ذلك‪ .‬يف قول ‪" :‬امسعي يا‬
‫هذه‪...‬إين أوثر أن جنعل االتفاق على امل ّدة مجيعا‪ ،‬ومن حسن حظك أ ّن الطبيب ه ّدد أ ّن الوفاة قد حتصل من‬
‫دقيقة ألخرى‪ ،‬ويف هذه احلالة تكونني أنت الراحبة وأنا اخلاسر‪ ،‬إ ّن مد اهلل يف أجلها قليال فيكون يل الغنم وعليك‬
‫الغرم‪ ..،‬فاندهشت العجوز من هذا االقرتاح‪ ،‬السيما ّأّنا مل يسبق هلا قط املقامرة على أرواح العباد"‪.3‬‬
‫إذن فاألقصوصتان حكايتهما مدعاة للسخرية من مواقف الناس‪ ،‬اجتاه املال وخاصة اإلرث‪ .‬واألصح أ ّن كال‬
‫من "الشيطان" و"الجنازة الحارة" تدوران حول حقارة اإلنسان‪ ،‬حينما يتملك اجلشع والبخل وحينما يصبح‬
‫عبدا للمال آنذاك يفقد إنسانيت حىت أمام املوت‪.‬‬
‫‪ 2.2‬طريقة رسم وتقديم الشخصيات‬
‫وتتكون هبا أحداث لذا‬
‫تعترب الشخصية عنصرا مهما يف كل عمل فهي اليت تشكل بتفاعلها مالمح العمل ّ‬
‫على الكاتب أن ينتقي شخوص حبكمة ومن هذه الشخصيات نذكر‪:‬‬
‫‪2.2.2‬الشخصية الرئيسية‪:‬‬
‫تعد الشخصية الرئيسية مدار األحداث‪ ،‬وهي صاحبة الدور األكرب يف صنع األحداث واالندماج هبا‬
‫القصة وشخوصها‪ ،‬بل‬
‫وتطويرها وبذلك "تبدو الشخصية اجلوهرية حمورا تدور من حول وتتبع من داخل أحداث ّ‬
‫القصصية املستهدفة"‪.4‬‬
‫القصصي نفس ملتحما هبا بصورة توحد كليهما بغية عرض الفكرة ّ‬
‫يبدو الكاتب ّ‬
‫القصة‪ ،‬حيث تعترب جزءاً‬
‫من السهل التعرف على الشخصيّة من خالل االجنازات واألحاديث املستوردة يف ّ‬
‫القصصي يرتكز على شخصية رئيسية مهيمنة على جمريات األحداث يف كال‬
‫مهماً فيها‪ ،‬وعلي فإن العمل ّ‬
‫األقصوصتني‪.‬‬
‫ّ‬
‫يركز "موباسان" يف أقصوصة "الشيطان" من خالل الفالح "أونور" على اجلانب النفسي للفالح‪ ،‬دون أن‬
‫يقدم صورة أو فكرة عن مالحم اجلسدية‪ ،‬ذلك أن "موباسان" يؤكد على سرائر النفوس وببائعها‪ ،‬لذلك انصب‬
‫اهتمام على اجلانب النفسي لـ"أونور"‪ .‬ومن بني الصفات اليت متيز "أونور" هي القسوة بل منتهى القسوة‪ ،‬إذ‬
‫يرفض جمالسة أم يف ساعاهتا األخرية قبل املوت حبجة عمل يف الزراعة ويف ذلك يقول‪" :‬امسع يا أونور ينبغي لك‬
‫فإّنا عرضة للوفاة‪ ،‬وقد متوت يف أية حلظة‪.‬‬
‫أال ترتك أمك وحدها على هذه احلال‪ّ ،‬‬
‫‪437‬‬
‫سعاد قمومية‬ ‫القصة القصيرة بين محمود تيمور وجي دو موباسان – دراسة مقارنة‬

‫فأجاب الفالح بعناد وإصرار‪:‬‬


‫ولكن البد يل من تفقد أحوال زراعيت‪ ،‬إين أترك أمي احملتيرة وحدها‪ ..،‬على أىن علم اهلل قد أمهلت‬
‫بويال وحسيب ذلك وكفى"‪.5‬‬
‫وهبذا نالحظ أن "موباسان" اعتمد على تقدمي الشخصية تقدمياً مباشراً من خالل حديث الشخصية عن‬
‫نفسها بيمري األنا املتكلم‪.‬‬
‫بينما الشخصية الرئيسية عند "محمود تيمور" هو "مصطفى حسن" حيث يتحدث عن موت وكل‬
‫األحداث املتبقية متعلقة برتكت غري أ ّن حممود تيمور ركز على أهم اخلصائص النفسية‪.‬‬
‫‪ 2.2.2‬الشخصيات الثانوية‪:‬‬
‫قصة إال إذا كان هلا‬
‫تأيت الشخصية الثانوية مساندة للشخصية الرئيسية فال تظهر الشخصية الثانوية يف كل ّ‬
‫القصة ولذلك يع ّد "يوسف جنم هذا النوع من الشخصيات ييحي أداة مهمة يف يد الكاتب‬ ‫معني لبنية ّ‬ ‫غرض ّ‬
‫ليستكمل هبا أبعادا يف رؤيت الفنية‪ ،‬أو استبطاّنا من خالل مشاركتها هلا صنع األحداث‪ ،‬وإبراز املواقف"‪.6‬‬
‫وال شك أ ّن كل من "موباسان" و"تيمور" قد استعان بالشخصيات يف استكمال املشهد ورسم اإلبار العام‬

‫للقصة‪ ،‬ففي أقصوصة "الشيطان" لـ "موباسان" جند اخلادمة "الربيب" جتسد الشر يف أشد صورة ّ‬
‫قسوة‪ ،‬إذ تقبل‬ ‫ّ‬
‫على تسريع وفاة املرأة احملتيرة من أجل أن تربح الرهان يف قول ‪" :‬واختفت الربيب فذهبت إىل حجرة أونور‬
‫فطفقت تفتش يف خزانة ثياب ‪ ،‬مث ذهبت إىل املطبخ فتناولت حلّة صغرية فلبستها على رأسها‪ ،‬وهنالك برزت‬
‫كأّنا قرون إبليس اللعني حذوك النعل بالنعل‪ ،‬وتناولت بعد ذلك مكنسة‪ ،‬وأخذت يد‬
‫أرجل احللّة فوق جبهتها ّ‬
‫اهلاون فقذفت هبا الوجاء فأحدثت ضجة هائلة لتوهم املرأة املسكينة أ ّن إبليس قد هبط املنزل‪.‬‬
‫مث ّإّنا ميت إىل حجرة املريية فأمابت ستار الباب‪ ،‬وظهرت للمرأة احملتيرة على تلك الصورة الشنعاء‪ ،‬وأقبلت‬
‫تصيح وتعول‪ ،‬وتيج وتولول‪ ،‬وتنطوي وتنتشر‪ ،‬وتلتوي وتتمطى‪ ،‬وهتز رأسها وتلوح بيديها‪ ..،‬وهنا بار عقل‬
‫املرأة احملتيرة وجن جنوّنا‪ ،‬فبذلت جمهودا هائال للنهوض من فراشها واهلرب‪.‬‬
‫ولكن ذاك اجملهود كان فوق ما تطيق وتتحمل‪ ،‬فسقطت على الوسادة جثة هامدة وقد لفظت آخر أنفاسها"‪.7‬‬
‫إّنا تستخدم حكايات الشيطان إلخافة املرأة احملتيرة وتعجيل موهتا رمبا أراد أن يقول "موباسان" بكل‬
‫بسابة أ ّن الشيطان يسكنّنا حينما تتخلى اإلنسانية ساعتها جنسد الشيطان يف كل صورة قبيحة‪ ،‬وبذلك جند‬
‫اجلشع هو الذي قتل السيدة "بونتام"‪.‬‬

‫‪438‬‬
‫الصفحة‪445-453:‬‬ ‫املجلد ‪ 11‬عدد ‪( 2‬نوفمبر ‪)2221‬‬ ‫التعليمية‬

‫بينما يف أقصوصة "محمود تيمور" "الجنازة الحارة" تظهر شخصياهتا الثانوية فنجد "البشير أغا" يقدم‬

‫"تيمور" يف وصف ساخر إذ يبلغ من اجلشع وحب املال مبلغا فيشرتك يف معركة مع اخلدم ليفوز ّ‬
‫بصرة النقود يف‬
‫صرة النقود يف خطر فانربى يرسل من حلقة صيحة اإلمرة‪ ،‬راغبا إىل اجلمع يف أن‬ ‫قول ‪" :‬ووقع يف روع األغا أ ّن ّ‬
‫يك ّفوا عن السلب واالغتصاب‪ ،‬فلم يعره أحد من الرفاق جانب انتباه‪ ...‬وهل أبقت الفريسة هلذه الذئاب اجلياع‬
‫الرفاق يف شغل مبا بني أيديهم من غنيمة مستباحة من ظَِفَر منها بشيء فهو ل متاع‪.‬‬
‫مسعا يعي؟ لقد كان ّ‬
‫وجن جنون األغا فلم جيد مندوحة عن األقدام واالقتحام‪.‬‬
‫فهجم مستبسال مستيئسا خيوض املعركة بكل ما وهبت الطبيعة من جوارح تارة يزحم مب ِ‬
‫نكبي ‪ ،‬وبورا يدفع‬
‫بساعدي ‪ ،‬ومرة يكسح برجلي ‪ ،‬حىت إنّ مل ي ِ‬
‫عف أسنان من أداء واجبها يف هذا العراك‪.‬‬‫ُ‬
‫يش َّق بريق إىل اخلزانة فلما اقرتب منها ترامى عليها جبسمان اليخم‪ ،‬حيجبها عن‬ ‫وتاح ل هبذه الوسائل أن ُ‬
‫يدسها يف جيب ‪،‬‬
‫اجلمع‪ ،‬وشرع يُعمل أصابع يف جنباهتا يَنبُش ويتف ّقد‪ ،‬فلما عثر على ضالّت املنشودة‪ ،‬أسرع إليها ُّ‬
‫وّنض عن اخلزانة وقد خ ّفت ج ّدت ‪ ،‬وبطلت صولت ‪ ،‬وانصرف ميُ ُّ‬
‫ط شفتي للرفاق‪ ،‬وينعى عليهم ما ببعت علي‬
‫نفوسهم من ضعف الوفاء‪ ،‬وقلّة املروعة‪ ،‬وسوء األخالق"‪.8‬‬
‫فشخصية "البشير أغا" متثل الزيف الذي ميثل اجملتمع إذ كان يتظاهر باحلزن لوفاة "مصطفى حسن" يف‬
‫تفصد من عرق وحياول أن ييبط أنفاس املكروبة‪ .‬مث قال حزين اللهجة‪ ،‬ناكس الرأس‪:‬‬
‫قول ‪" :‬فأخذ جي ّفف ما ّ‬
‫أبقى اهلل حياة مواليت"‪.9‬‬
‫ميثل هذا املشهد قمة الزيف والنفاق االجتماعي‪ ،‬لتصل إىل درجة عدم احرتام املوتى‪ .‬منوذج اجلشع ميثلهم‬
‫اخلدم كلهم إذ يتنازع على تركة امليت‪.‬‬
‫فمن خالل هذه الشخصيات عند كال األقصوصتني تبدو لنا الصراعات أعمق عند بطل "موباسان" حني‬
‫يتساءل عن صحت العقلية‪ ،‬وهل هناك من يقامسون على هذا الكوكب‪ ،‬بينما هناك الكثري من التساؤل عند بطل‬
‫"تيمور" ال نشعر في إال بسطحية الشخصية‪.‬‬
‫القصصي‪:‬‬
‫‪ .2.2‬رسم الفضاء ّ‬
‫يعترب املكان مكونا أساسيا يش ّكل عنصرا مهما يف البناء وهو أييا جمموعة من العالقات والرؤيات ووجهات‬
‫النظر اليت تنسجم وترتابط فيما بينها‪.10‬‬

‫‪439‬‬
‫سعاد قمومية‬ ‫القصة القصيرة بين محمود تيمور وجي دو موباسان – دراسة مقارنة‬

‫القصة حيث تدور أحداث أقصوصة "الشيطان"‬


‫القصصية املهيمنة يف ّ‬
‫يعترب الفياء املكاين من أبرز العناصر ّ‬
‫يف نورماندي مشال فرنسا ويف منطقة ريفية يف قول ‪" :‬وكانت األم كسائر أهل جنسها من فالحات نورماندي‬
‫شديدة البخل واجلشع‪ ،‬فأومأت إىل ابنها مبا يفيد أن يستمر يف حصاد القمح ودعين أمت وحدي"‪.11‬‬

‫مل يعط "موباسان" الكثري من مالمح األمكنة إال القليل‪ ،‬ذلك يف مساحة الوصف يف ّ‬
‫القصة‪ ،‬يكون مركزا‬
‫لذلك نلمح بعض إشارات لألماكن حجرة السيدة "بونتام" وحقل أونور‪.‬‬
‫بينما يف أقصوصة "تيمور" "الجنازة الحارة" تدور أحداثها يف القصر يف قول ‪" :‬وما كاد الطبيب يبارح الدار‪،‬‬
‫حىت سارع بشري أغا إىل الطبقة العليا من القصر"‪.12‬‬
‫والقصر يدل على الثروة واجلاه فهناك اخلدم يف قول ‪" :‬واستدار األغا يزحم الباب ِجبرم اليخم‪ ،‬ودخل يقفو‬
‫أثره بعض ُخ ّدام القصر وحاشيت "‪.13‬‬
‫القصة املقربة موكب اجلنازة وكأن عرس يعكس النفاق‬ ‫فإذا كانت كل األحداث يف القصر فإن ّناية ّ‬
‫االجتماعي‪ ،‬حني لبس اخلدم مقتنيات وأرادوا تكرمي هبذا الفعل الدينء يف قول ‪" :‬ويف أصيل ذلك اليوم خرجت من‬
‫باب القصر جنازة مصطفى حسن مكتملة عالئم األ َُّهبة‪ُ ،‬مشعَِرةً بعظيم اإلعزاز‪ ،‬يتقدمها ََحَلة القماقم واملباخر‪،‬‬
‫املزخَرفة‪ ،‬وهو يتمايل على‬‫َّعش ُجتَلَّلُ ُ املطارف ْ‬
‫صفَّان من اجلند‪ ...‬ومن خلفهم النـ ْ‬ ‫وهم رتَل يف ِمسْطَ ْ ِ‬
‫ني كأّنما َ‬ ‫ٌَ‬
‫األكتاف‪ ،‬كأن يتخطَّر يف ُخيَالء‪...‬ومن حول ّ‬
‫القراء تنطلق من حناجرهم األدعية والصلوات‪ ،‬كأّنم يَـ ُزفُّون الر َ‬
‫احل‬
‫مقرِه األخري"‪.14‬‬
‫إىل َّ‬
‫فإذا كان القصر يدل على الرفاهية فإن "مصطفى حسن" عاش فقريا لتمسك بالبخل وبذلك عاشت مدام‬
‫ألّنا خبيلة؛ وبذلك نستطيع القول أ ّن "تيمور" ال يركز على املكان إّمنا يقدم جزافا‪.‬‬
‫"بونتام" فقرية ّ‬
‫‪.2.2‬اللحظة الزمنية الحاسمة‪:‬‬
‫يقتيي احلديث عن عنصر املكان اإلشارة إىل فياء الزمان؛ ألن كل واحد فيهما يكمل اآلخر‪ ،‬فهما‬
‫الزمن عنصرا هاما من العناصر‬
‫القصة وبذلك يعترب " ّ‬
‫عنصران يتداخالن تداخال مباشرا يف أحداث وشخصيات ّ‬
‫القصة القصرية والتمييز بينها وبني أجناس أدبيّة أخرى تقع على حدودها أو تتوازى‬
‫اليت تدخل يف حتديد مفهوم ّ‬
‫أو تتقابل معها"‪.15‬‬
‫هناك بعض قرائن الزمن يف أقصوصة "الشيطان" وهو شهر يوليو يف قول ‪" :‬ومن خالل النافذة والباب‬
‫املفتوح كانت أشعة مشس يوليو تتدفق وتنهمر‪ ،‬ورائحة احلشيش الدافئ والربسيم احملرتف يف الشمس تفد على‬
‫أجنحة النسيم العليل‪ ،‬وكنت تسمع دوى النحل وبنني اليعاسيب وصرير الفراش والصراصري"‪.16‬‬
‫‪440‬‬
‫الصفحة‪445-453:‬‬ ‫املجلد ‪ 11‬عدد ‪( 2‬نوفمبر ‪)2221‬‬ ‫التعليمية‬

‫بينما يف أقصوصة "الجنازة الحارة" نالحظ فيها قرائن الزمن قليلة إذ ترتبط بزمنني زمن االحتيار إذ يرتقب‬
‫اجلميع وفاة مصطفى حسن يف قول ‪" :‬وسرعان ما علمت حاشية القصر بنبإ املريض الذي يسلم الروح‪...‬فتقابر‬
‫اخلدم واحلشم من خمتلف األرجاء يتبيّنون جليّة اخلرب‪ ،‬فاعرتضهم بشري أغا راصدا للباب‪ ،‬ييرب بعصاه األرض‪،‬‬
‫إرهابا ملن حت ّدث نفس باالقرتاب"‪.17‬‬
‫وزمن الوفاة وما يعقب من أحداث ويوم اجلنازة يف قول ‪" :‬ويف أصيل ذلك اليوم خرجت من باب القصر‬
‫جنازة مصطفى حسن مكتملة عالئم األ َُّهبة‪ُ ،‬مشعَِرًة بعظيم اإلعزاز‪ ،‬يتقدمها ََحَلة القماقم واملباخر‪ ،‬وهم َرتَ ٌل يف‬
‫املزخَرفة‪ ،‬وهو يتمايل على األكتاف‪ ،‬كأن‬ ‫صفَّان من اجلند‪ ...‬ومن خلفهم النـ َّْعش ُجتَلَّلُ ُ املطارف ْ‬ ‫ِمسْطَ ْ ِ‬
‫ني كأّنما َ‬
‫مقرهِ‬
‫يتخطَّر يف ُخيَالء‪...‬ومن حول ّ‬
‫القراء تنطلق من حناجرهم األدعية والصلوات‪ ،‬كأّنم يَـ ُزفُّون الر َ‬
‫احل إىل َّ‬
‫األخري"‪.18‬‬

‫ومما ميكن قول إن تشييع جنازة "مصطفى حسن" تعد النهاية املتوقعة ّ‬
‫للقصة ولكنها تعرب عن اّنيار القيم‬
‫اإلنسانية وزيفها أمام املوت‪.‬‬
‫القصصي‪:‬‬
‫‪.2.2‬البناء الفني للحدث ّ‬
‫القصة القصرية باعتبارها املادة اليت تغذي أشكال الصراع‬
‫يعد احلدث من أهم العناصر الفنية املشكلة لبنية ّ‬
‫حيتلقها املؤلف من حمض خيال أو مما وقع على ذلك املؤلف يف احلياة‪ ،‬فاحلدث هو "اقرتان فعل بزمن‪ ،‬وهو الزم‬
‫القصة ألّنا تقوم إال ب ‪ ،‬ويستطيع القاص إذا أراد أن يكتفي بعرض احلدث نفس دون مق ّدمات أو نتائج كما‬
‫يف ّ‬
‫القصة الطويلة أو الرواية"‪.19‬‬
‫القصة القصرية‪ ،‬أو يعرض هذا احلدث متطورا مفصال مثال يف ّ‬
‫يف ّ‬
‫القصصي يف األقصوصة يرتكز على بداية ووسط وّناية حيث نالحظ يف أقصوصة "الشيطان"‬
‫إ ّن احلدث ّ‬
‫أّنا تعطينا انطباع لبداية احلدث فتقوم على اإلرهاص يف وصف املرأة احملتيرة وحتديد عمرها فذكر ذلك يف املقطع‬
‫التايل‪" :‬وقف الرجل الفالح أمام الطبيب‪ ،‬وإىل جانب فراش املرأة احملتيرة اليت كانت عجوزا متهدمة حمطمة‪،‬‬
‫ولكنها هادئة مستسلمة للقاء حتفها تصغي إىل حديث الرجلني وكانت يف الثانية والتسعني من عمرها"‪.20‬‬

‫بينما يف أقصوصة "الجنازة الحارة" يتمثل البناء ّ‬


‫القصصي فيها من خالل دخول الطبيب على املريض‬
‫"مصطفى حسن" يف قول ‪" :‬تق ّدم بشري أغا يهدي الطبيب إىل ميجع اخلادم املريض مصطفى حسن‪ ،‬ومازال‬
‫يتعرج مع يف بوايا ال ّدهليز‪ ،‬حىت أوىف ب على حجرة مغربّة تتناثر فيها املقاذر‪ ،‬يتسلل إليها ضوء الشمس مهزوال‬
‫ّ‬
‫‪21‬‬
‫كوة ضيقة يف أعلى احلائط" ‪.‬‬ ‫من ّ‬

‫‪441‬‬
‫سعاد قمومية‬ ‫القصة القصيرة بين محمود تيمور وجي دو موباسان – دراسة مقارنة‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫القصة القصرية توصلنا إىل جمموعة من‬
‫عرب املقارنة اليت عقدناها بني "موباسان" و"حممود تيمور يف جمال ّ‬
‫النتائج أمهها‪:‬‬
‫القصة القصرية (العنوان‪،‬‬
‫قصص حممود تيمور وغي دي موباسان على أساس عناصر ّ‬ ‫‪ -‬إن املقارنة بني ّ‬
‫القصصي)‪ .‬حيث يتعدى تأثري غي دي موباسان يف تيمور التقليد‬
‫الشخصيات‪ ،‬الزمن‪ ،‬املكان‪ ،‬البناء ّ‬
‫القصة املصرية‪ ،‬إذ استلهم شخصيات من اجملتمع املصري‬
‫واالقتباس‪ .‬فلقد وضع تيمور بصمت على ّ‬
‫األصيل وعادات وتقاليده‪ ،‬حىت أننا جند تفوق تيمور على موباسان يف كثري من األوقات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تفوق تيمور عن موباسان يف أقصوصة اجلنازة احلارة وذلك يف رسم الشخصيات حيث أنّ أبدع يف‬
‫وصف املشهد من خالل السخرية واملعركة مما جيعل القارئ باإلعجاب بسالسة السرد وبسابت ‪.‬‬
‫قصص "حممود تيمور" النابعة من اجملتمع املصري‪ ،‬سواءاً يف املدينة أو الريف إىل انتقاء بعض‬
‫‪ -‬هتدف ّ‬
‫الظواهر اإلنسانية الدخيلة على اجملتمع املصري استغالل الدين للمصلحة الشخصية (مكتوب على‬
‫اجلبني‪ ،‬اجلنازة احلارة)‪.‬‬
‫تتيمن تلخيصا ملا ورد يف ميمون البحث‪ ،‬مع اإلشارة إىل أبرز النتائج املتوصل اليها‪ ،‬وتقدمي اقرتاحات‬
‫وتوصيات‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫قصة فرنسية‪ ،‬مكتبة مصر‪ ،‬العاجلة‪ ،‬دت‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ -‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬تر‪ :‬حممد السباعي‪ ،‬مئة ّ‬
‫‪11‬‬

‫‪ -2‬حممود تيمور‪ :‬اجلنازة احلارة‪ ،‬مج‪ :‬شباب وغانيات وأقاصيص أخرى‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ط‪ ،5515 ،5‬ص ‪.551‬‬
‫‪ -3‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪4‬‬
‫القصصية بني املاهية وتقنيات االبداع‪ ،‬جملة علمية حمكمة تصدر عن األكادميية األمريكية العربية والتكنولوجيا‪،‬‬
‫صالح أَحد الدوش‪ :‬الشخصية ّ‬
‫أماراباك‪ ،‬اجمللد ‪ ،0‬العدد ‪ ،0158 ،01‬ص‪.500‬‬
‫‪ -5‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪6‬‬
‫القصصية بني املاهية وتقنيات اإلبداع‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.506‬‬
‫‪ -‬صالح أَحد الدوش‪ :‬الشخصية ّ‬
‫‪- 7‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -8‬حممود تيمور‪ :‬اجلنازة احلارة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ -9‬املصدر نفس ‪ ،‬ص ‪.558‬‬
‫‪ -10‬ينظر‪ :‬آسيا قرين‪ :‬تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ "القاهرة اجلديدة" دراسة بنيوية تطبيقية‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،0151‬‬
‫ص‪.15‬‬

‫‪442‬‬
‫الصفحة‪445-453:‬‬ ‫املجلد ‪ 11‬عدد ‪( 2‬نوفمبر ‪)2221‬‬ ‫التعليمية‬

‫‪ -11‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬


‫‪ -12‬حممود تيمور‪ :‬اجلنازة احلارة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.558‬‬
‫‪ -13‬املصدر نفس ‪ ،‬ص ‪.015‬‬
‫‪ -14‬املصدر نفس ‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪15‬‬
‫القصصي عرب الراوي واحلاكي‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬الشركة املصرية العاملية للنشر‪ -‬لوجنمان‪ ،‬دار نوبار للطباعة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫أَحد درويش‪ :‬تقنيات الفن ّ‬
‫‪ ،5556‬ص‪.050‬‬
‫‪ -16‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -17‬حممود تيمور‪ :‬اجلنازة احلارة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.556‬‬
‫‪ -18‬املصدر نفس ‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪19‬‬
‫القصة العربية احلديثة أصوهلا اجتاهاهتا أعالمها‪ ،‬منشأ املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ -‬حممد زغلول سالم‪ :‬دراسات يف ّ‬
‫‪ -20‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫‪ -21‬حممود تيمور‪ :‬اجلنازة احلارة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪21‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫القصصي عرب الراوي واحلاكي‪ ،‬مكتبة لبنان ناشرون‪ ،‬الشركة املصرية العاملية للنشر‪ -‬لوجنمان‪ ،‬دار‬
‫‪-‬أَحد درويش‪ :‬تقنيات الفن ّ‬
‫نوبار للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.5556 ،‬‬
‫‪-‬آسيا قرين‪ :‬تقنيات السرد يف رواية جنيب حمفوظ "القاهرة اجلديدة" دراسة بنيوية تطبيقية‪ ،‬دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪0151‬‬
‫قصة فرنسية‪ ،‬مكتبة مصر‪ ،‬العاجلة‪ ،‬دت‬
‫‪-‬جي دي موباسان‪ :‬الشيطان‪ ،‬تر‪ :‬حممد السباعي‪ ،‬مئة ّ‬
‫القصصية بني املاهية وتقنيات االبداع‪ ،‬جملة علمية حمكمة تصدر عن األكادميية األمريكية العربية‬
‫‪-‬صالح أَحد الدوش‪ :‬الشخصية ّ‬
‫والتكنولوجيا‪ ،‬أماراباك‪ ،‬اجمللد ‪ ،0‬العدد ‪.01‬‬
‫القصة العربية احلديثة أصوهلا اجتاهاهتا أعالمها‪ ،‬منشأ املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪-‬حممد زغلول سالم‪ :‬دراسات يف ّ‬
‫‪-‬حممود تيمور‪ :‬اجلنازة احلارة‪ ،‬مج‪ :‬شباب وغانيات وأقاصيص أخرى‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬ط‪.5515 ،5‬‬

‫‪443‬‬

You might also like