Professional Documents
Culture Documents
أدى التقدم التكنولوجي وما أفرزته العولمة من مظاهر مختلفة إلى خلق مناخ إقتصادي تنافسي أصبح
من خالله قرار إنشاء مقاولة قرار استراتیجي صعب للغایة ،ال یمكن إتخاذه إال بتوفر ضمانات كافیة
لنجاح المقاولة الجدیدة ،وذلك بسبب تعقد مسیرة إنشاء وتنمیة المقاوالت نتیجة المشاكل الفنیة واإلداریة
ومشاكل المحیط الخارجي ،والعدید من الدراسات بینت إعتماد تحقیق معدالت النمو اإلقتصادي على
إقتصاد مكون من مؤسسات بأشكال مختلفة ،فالحیاة اإلقتصادیة عبارة عن سلسة متتابعة من األنشطة
یكمل بعضها بعضا ،ومن ثم فالمؤسسات الكبیرة في حاجة لمؤسسات صغیرة ومتوسطة الحجم بإعتبار
هذه األخیرة مدخال تكمیلیا لعدد كبیر من المؤسسات الكبیرة
مفهوم المقاوالتیة
قبل التطرق إلى التعریف بالمقاوالتیة البد من توضیح مفهوم المقاول ،إذ تطور هذا المفهوم مع مرور
الزمن ،ففي فرنسا وخالل العصور الوسطى كانت كلمة المقاول تعني الشخص الذي یشرف على
مسؤولیة ویتحمل أعباء مجموعة من األفراد ،ثم أصبح یعني الفرد الجريء الذي یسعى من أجل تحمل
مخاطر اقتصادیة ،أما خالل القرنین السادس عشر والسابع عشر فقد كان یعد الفرد الذي یتجه إلى أنشطة
المضاربة .ویعتبر SayJ.Bمن أوائل المنظرین لهذا المفهوم إذ اعتبره المبدع الذي یقوم بجمع وتنظیم
وسائل اإلنتاج ،بهدف خلق منفعة جدیدة
كما عرف شومبتر المقاول بأنه ذلك الشخص الذي لدیه اإلرادة والقدرة لتحویل فكرة جدیدة أو اختراع
جدید إلى ابتكار وبالتالي فوجود قوى الریادة" "التدمیر الخالق" في األسواق والصناعات المختلفة تنشأ
منتجات ونماذج عمل جدیدة ،وبالتالي فإن الریادیین یساعدون ویقودون التطور الصناعي والنمو
االقتصادي على المدى الطویل وحسب كل من "Marchesney" "Julien،فهو الذي یتكفل بحمل
مجموعة من الخصائص
1
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ :ﯾﺗﺧﯾل اﻟﺟدﯾد وﻟدﯾﻪ ﺛﻘﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ ،اﻟﻣﺗﺣﻣس واﻟﺻﻠب اﻟذي ﯾﺣب ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل وﯾﺣب اﻟﺗﺳﯾﯾر،
اﻟذي ﯾﺻﺎرع اﻟروﺗﯾن وﯾرﻓض اﻟﻣﺻﺎﻋب واﻟﻌﻘﺑﺎت وﻫو اﻟذي ﯾﺧﻠق ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻫﺎﻣﺔ.
ﻏﯾر أن اﻟﻣﻘﺎول ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟﺧﯾﺎﻟﻲٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺗﺻرف ﺑﻣﻔردﻫﺎ وﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل
"ﻣﻘﺎوم ،ﻣﺗﻣرد وﻣﺑدع"
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻟدﯾﻪ اﻹرادة واﻟﻘدرة ،وﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل -إذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ اﻟﻣوارد اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ – ﻋﻠﻰ
ﺗﺣوﯾل ﻓﻛرة ﺟدﯾدة أو اﺧﺗراع إﻟﻰ اﺑﺗﻛﺎر ﯾﺟﺳد ﻋﻠﻰ ارض اﻟواﻗﻊ ،ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻫﺎﻣﺔ ،ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق
ﻋواﺋد ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺧﺎطرة ،وﯾﺗﺻف ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺎﻟﺟرأة ،اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس ،اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﺳﯾﯾرﯾﺔ
واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع .وﺑﻬذا ﯾﻘود اﻟﺗطور اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺑﻠد.
*اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ :ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ " Shumpeterوﻫو اﻷب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺣﻘل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل
ﻧظرﯾﺗﻪ" اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي" ،ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻋﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﯾﺗﺣﻣل
ﻣﺧﺎطر ﻣن أﺟل اﻹﺑداع ،وﺧﺎﺻﺔ ﺧﻠق طرق إﻧﺗﺎج ﺟدﯾدة.
*اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد اﻟﻬﺎدف إﻟﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﺔ :واﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول
ﻣﺛل اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟدواﻓﻊ واﻟﺳﻠوك ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺻوﻟﻬم وﻣﺳﺎراﺗﻬم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻗد ﺳﻠط weberاﻟﺿوء
ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﻘﯾم ودورﻫﺎ ﻓﻲ إﺿﻔﺎء اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ أﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻛﺷرط ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻪ ﻟﻠﺗطور
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ.
* اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺗﯾﺔ أو اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ :واﻟﺗﻲ أظﻬرت اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،واﻗﺗرﺣت ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺎذا ﯾﻔﻌل اﻟﻣﻘﺎول ،وﻟﯾس ﺷﺧﺻﻪ.
وﻛﻣﺎ ﺗﻌددت ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣﻘﺎول ﺗﻌددت أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،إذ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" اﻟﻔﻌل اﻟذي
ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﻘﺎول واﻟذي ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺗﻧوﻋﺔ ،ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة
ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗطوﯾر ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ .إذ أﻧﻪ ﻋﻣل اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺣت ﻋﻠﻰ ﺣد
ﻗول " (1924-1923) Marcel Maussوﯾﻌرف "" Berangerاﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌرف ﺑطرﻗﺗﯾن:
-ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﻧﺷﺎط :أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﺳﯾرورات ﺗدﻣﺞ إﻧﺷﺎء وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﺑﺷﻛل أﺷﻣل
إﻧﺷﺎء ﻧﺷﺎط.
-ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺻص ﺟﺎﻣﻌﻲ :أي ﻋﻠم ﯾوﺿﺢ اﻟﻣﺣﯾط وﺳﯾرورة ﺧﻠق ﺛروة وﺗﻛوﯾن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل
ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﺧطر ﺑﺷﻛل ﻓردي.
2
إذن ﻓﺎﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﻓﻌﺎل واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ،ﻹﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة ،أو ﺗطوﯾر
ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺋد ،ﻣن اﺟل إﻧﺷﺎء ﺛروة ،ﻣن ﺧﻼل اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدرة ،وﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر،
واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻓرص اﻷﻋﻣﺎل ،وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬﺎ وﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ.
وﯾﺗﺿﺢ اﻟﻔرق ﺑﯾن إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘﺎط اﻟﺗواﻓق واﻹﺧﺗﻼف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-ﻗد ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻧﻣطﯾﺔ إذا ﻗﻠدت ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ،ﻓﻲ ظل ﻋدم ﺗطوﯾرﻫﺎ.
-ﺗﺗﺳم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻏﯾر ﻧﻣطﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻹﺑداع .
-ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎطرة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺟدﯾد ،وﺑﻣﻌدﻻت ﻋواﺋد ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ
اﻟﺳوق
-أرﺑﺎح اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺣﻘوق اﻻﺑﺗﻛﺎر ﻗﺑل ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ – ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرح ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﺎدﯾﺔ.
-ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔردﯾﺔ ،ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﻧﺷﺎؤﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷرﻛﺎء .
ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻣﺳﺗﻘل ﺑدل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس ﻟﻺدارة ،وﻫو ﻣﺎ
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺗﺟﺳﯾد أﻓﻛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ.
ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﻘﺎول إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣواﺻﻔﺎت ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻧﺎﺟﺢ واﻟﻣﺳﯾر اﻟﺟﯾد ،وﻫذا ﻋن طرﯾق اﻟدﻣﺞ ﺑﯾن
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ،وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣﻘوﻣﺎت إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
-1ﻣﻘوﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ:
*اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺟﺎز :أي ﺗﻘدﯾم أﻓﺿل أداء واﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ إﻧﺟﺎز اﻷﻫداف وﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺗﻛﺎر
واﻟﺗطوﯾر اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻟﺗﻣﯾﯾز ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول داﺋﻣﺎ ﯾﻘﯾم أداءﻩ ٕواﻧﺟﺎزﻩ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ وﻏﯾر اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ.
3
اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس :ﺣﯾث ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻘدرات اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﺎت اﻷﻋﻣﺎل وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻹدارة واﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت وﻣواﺟﻬﺔ
اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺳﺑب وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس واﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻟﻘدراﺗﻬم وﺛﻘﺗﻬم ﺑﻬﺎ.
*اﻟرؤﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ :أي اﻟﺗطﻠﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﻧظرة ﺗﻔﺎؤﻟﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻣرﻛز ﻣﺗﻣﯾز وﻣﺳﺗوﯾﺎت رﺑﺣﯾﺔ
ﻣﺗزاﯾدة.
*اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ واﻟﻣﺛﺎﺑرة :ﯾﻌﺗﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟون ﺑﺄن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت وﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ ،إﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺛﺎﺑرة
واﻟﺻﺑر واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑرﻏﺑﺎت آﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق آﻣﺎل وﻏﺎﯾﺎت ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻷﻛﯾدة ﻟﻬذﻩ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت إﻧﻣﺎ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟد واﻻﺟﺗﻬﺎد واﻟﻌطﺎء.
*اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺎت واﻷﻫداف ،واﻟﺳﻌﻲ ﺑﺎﺳﺗﻣرار
ﻹﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻻ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺷراﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻬم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺑﻌد
اﻟﻣﻘﺎوﻟون اﻟﻌﻣل ﻟدى اﻵﺧرﯾن ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺣﺟﯾم ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛﻧون ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻷﻓﻛﺎرﻫم
وآراﺋﻬم وطﻣوﺣﺎﺗﻬم.ﻛﻣﺎ " ﯾوﻓر ﻟﻬم إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟدﺧل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﻌﯾﺷﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺛراء ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب
"Shumpeterﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟدﯾﻬم ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻬم اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ،وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ "
اﻟﺻﻐﯾرة"
*اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ :وھﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺧﺑرة ،اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،واﻟﻘدرة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻧﺷطﺔ
اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻣن إﻧﺗﺎج ،ﺑﯾﻊ ،ﺗﺧزﯾن وﺗﻣوﯾل وھذه اﻟﻣﮭﺎرات ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ
إدارة أﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروع ﺑﺟدارة.
*اﻟﻣﻬﺎ ارت اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ :وﻫﻲ ﻗدرات اﻻﺗﺻﺎل ،ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﺳﺗﻼم ،ردود ﻓﻌل ،ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘ اررات ﻗﺑل إﺻدارﻫﺎ،
اﻹﻗﻧﺎع ...إﻟﺦ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹدارة اﻟﻧﺷﺎط ﻟﻶﺧرﯾن.
*اﻟﻣﻬﺎرات اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ :وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘدرات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﺗطوﯾر ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻣرؤوﺳﯾﻪ وزﻣﻼﺋﻪ ﻟﺧدﻣﺔ
اﻟﻣﺷروع واﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ،ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺗﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗرام واﻟﺛﻘﺔ واﻟدﻋم اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻌﻧﺻر
اﻟﺑﺷري داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ﺧﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،وﻫﻲ ﻗدرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﺟﻼب واﻟﺗﺣﻔﯾز واﻻﺳﺗﻣﺎﻟﺔ
ﻟﻶﺧرﯾن واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ واﻟﺗﺻرف اﻟﻠﺑق ﻣﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
-2اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ:
*اﻟﻣﺣﯾط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣﯾط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧﺻ ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ﻧﺣو إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻧظ ار ﻟﺗرﻛﯾﺑﺗﻪ
اﻟﻣﻌﻘدة.
4
-اﻷﺳرة :ﺗﻌﻣل اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘدرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ودﻓﻌﻬم ﻟﺗﺑﻧﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﻬﻧﻲ
ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻫؤﻻء اﻵﺑﺎء ﯾﻣﺗﻠﻛون ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷطﻔﺎل ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﻧﺷﺎطﺎت وﺗﺣﻣل ﺑﻌض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ.
-اﻟدﯾن :ﯾدﻋو اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾف إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ٕواﺗﻘﺎﻧﻪ وﻛذا اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻘوت
-اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺟﻪ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ،ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
اﻟﺑدوﯾﺔ ﺗﻣﺎرس اﻟزراﻋﺔ واﻟرﻋﻲ ﻣﻊ أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺗﺗوارﺛﻬﺎ اﻷﺟﯾﺎل.
اﻟﺟﻬﺎت اﻟداﻋﻣﺔ :ﻧظ ار ﻷن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﻧﺷﺄ ﻓﯾﻪ ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
واﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻫﯾﺋﺎت اﻟدﻋم اﻟﻣراﻓﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دو ار أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻣن ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾﺔ
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺣو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﺗطوﯾر ﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ،
إذ ﯾﺟب أن ﺗرﻛز اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟدراﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻣﺛﺎﺑرة ،اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾﺔ
اﻷﺧرى ،ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﺟﺎﻣﻌﺔ دور ﻫﺎم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وﺗدرﯾس اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ
ﻋﻠﯾﻬﺎ.
أﺻﺑﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺷﺎﺋﻊ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل وﻣﺗداول ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ
واﻹﺑداع اﻟﻔﻛري ،وﯾﻌد "ﺑﯾﺗر دراﻛر" ﻣن اﻷواﺋل اﻟذﯾن أﺷﺎروا إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1985ﻣن ﺧﻼل إﺷﺎرﺗﻪ إﻟﻰ
ﺗﺣول اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣن إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر إﻟﻰ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
أﺻﺑﺣت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗداول ،ﺣﯾث ﺑﺎﺗت ﺗﻌرف ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻛﻣﺟﺎل ﻟﻠﺑﺣث ،وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ
اﻟﻣﺗزاﯾدة أﺻﺑﺣت ﻛل ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺗطوﯾر اﻹﺑداع اﻟﻔﻛري وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن وﻗدرﺗﻬم
ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺳوق وﻧﻣوﻫم،
-1ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ :اﺳﺗﺧدم ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ أﯾن ﺗﻧﺗﺷر ﻣؤﺳﺳﺎت
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﺳﻠﻌﻲ واﻟﺧدﻣﻲ إذ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﻌﻧﻲ داﺋﻣﺎ اﻹﺳﺗﺣداث ،أﻣﺎ ﻓﻲ
ﺣﻘل إدارة اﻷﻋﻣﺎل ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ﺟدﯾد أو ﺗﻘدﯾم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد.
وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣرﻛﯾﺔ إﻧﺷﺎء واﺳﺗﻐﻼل ﻓرص اﻷﻋﻣﺎل ﻣن طرف ﻓرد أو ﻋدة أﻓراد وذﻟك ﻋن
طرﯾق إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺎت ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ.
5
وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى أﺻﺑﺢ ﻣوﺿوع اﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾﺷﻛل ﺣﯾز اﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﺑﺎب ﻷﻧﻪ ﯾﻣس ﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻟﺑطﺎﻟﺔ ،ﻓﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم ﯾرﺗﺑط أﻛﺛر ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدرة واﻟﻧﺷﺎط ﻓﺎﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون روح اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻬم إرادة ﺗﺟرﯾب أﺷﯾﺎء
ﺟدﯾدة ،أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﻠف ﻟﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ذﻟك ﻣﻊ ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾﯾر ،وﻫذا ﻋن طرﯾق
ﻋرض أﻓﻛﺎرﻫم واﻟﺗﺻرف ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﻧﻔﺗﺎح واﻟﻣروﻧﺔ.
-اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻌت ﻟﻔﻬم دور اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻼﺗﻬﺎ؛
-اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻌت ﻟﺗﻔﺳﯾر ﻧﺷﺎطﺎت وﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن وﻓق ظروﻓﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ؛
-وأﺧﯾ ار اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣرﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻠﻠت ﺿﻣن ﻣﻧظور زﻣﻧﻲ وﻣوﻗﻔﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻣﺣﯾطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ أو
ﺗﻣﻧﻊ وﺗﻌﯾق اﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،وﺗﻌرف اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣرﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﺗﺑدأ ﻣن
اﻣﺗﻼك اﻟﺷﺧص ﻟﻣﯾول ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ،وﯾﺗوﺳط ﻫذﻩ اﻟﻣراﺣل ﻣرﺣﻠﺔ إﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻟدﺧول
ﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﺳﺑﻘﻪ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ اﻟذي ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ إرادة ﻓردﯾﺔ أو اﺳﺗﻌداد
ﻓﻛري ﯾﺗﺣول إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ وذﻟك ﻓﻲ ظل ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ.
ﺗﺣدث "ﺟوزﯾف ﺷﻣﺑﺗر" ﻋن ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗدرج ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻛﻣﺑدأ أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ،واﻟذي ﯾﺗﺣدث ﻋن
درﺟﺔ اﻹﺑداع ،أو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺑدﻓﻊ ﻣن اﻟﻔرد ،اﻟذي ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى
اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وﻧﻘول ﻋن اﻟوﺿﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻣﺎدام ﻫﻧﺎك ﺣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺗﻼزﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻔرد ووﺳﺎﺋل ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ.
وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ﺗﻌرﯾف ﻣﺷﺗرك وﻫو اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺷﺎء واﺳﺗﻐﻼل ﻓرص أﻋﻣﺎل ﻣن طرف ﻓرد أو ﻋدة
أﻓراد ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وذﻟك ﺑﻣﻧظﻣﺎت ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ.
-2ﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ )روح( اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ :ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻧﺷﺎط ﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻓر ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وﻫو ﻣﻔﻬوم ﻻ
ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺣﯾط وﺑﻌض اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ
ﻣﺟﻣل اﻟﻣﻬﺎرات واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن ﻓرد أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓراد وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ،وذﻟك ﺑﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل
اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ رؤوس اﻷﻣوال وذﻟك ﺑﺈﯾﺟﺎد أﻓﻛﺎر ﻣﺑﺗﻛرة ،ﺟدﯾدة ،إﺑداع ﻓﻲ ﻣﺟﻣل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣوﺟودة إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود
ﻫﯾﻛل ﺗﺳﯾﯾري ﺗﻧظﯾﻣﻲ ،وﻫﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،اﻟﺗﺣﻔﯾز ،ردود أﻓﻌﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط واﺗﺧﺎذ ﻗ اررات
اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﻣراﻗﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك أرﺑﻊ أﻣﺎﻛن ﯾﻣﻛن أن ﺗرﺳﺦ ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ :اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ،اﻟﻣدرﺳﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
واﻟﻣﺣﯾط.
ﯾﻠﺧص ﻧﻣوذج J. P SABOURIN et Y.GASSEﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺑرز اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗﻘود
ﻟﺑروز وظﻬور اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﺑﺎﻷﺧص اﻟذﯾن ﺗﺎﺑﻌوا ﺗﻛوﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺣﯾث وﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑراﻣﺞ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ
6
ﻻﺣظ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻟﻠﻔرد واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ
ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﻓﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺎت:
اﻟﻣﺳﺑﻘﺎت :وﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻣﺣﯾطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ ظﻬور اﻹﺳﺗﻌدادات ﻋﻧد اﻟﻔرد،
ﺣﯾث وﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن أن اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم آﺑﺎء ﯾﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم اﻟﺧﺎص ﻟدﯾﻬم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻹﻧﺷﺎء ﻣﻘﺎوﻟﺔ أﻛﺛر
ﻣن ﻏﯾرﻫم.
اﻹﺳﺗﻌدادات :وﻫﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻋﻧد اﻟﻣﻘﺎول .وﻫﻲ اﻟﻣﺣﻔزات ،اﻟﻣواﻗف ،اﻷﻫﻠﯾﺔ
واﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ ظل ظروف ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺳﻠوك.
ﺗﺟﺳﯾد اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻘدرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروع :وﻫذا ﯾﻛون ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺣرﻛﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل
اﻟﻌواﻣل اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻋواﻣل ﻋدم اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻧﻘطﺎع.
ﻓﻛﻠﻣﺎ زادت ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺣرﻛﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺷﺟﻊ اﻷﻓراد أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﻣؤﺳﺳﺔ ،واﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت
وﻗدرات ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ أﻛﺑر ﻓﻬم ﯾﺣﺗﺎﺟون ﻟدواﻓﻊ ﻣﺣرﻛﺔ أﺧف.
ﻗﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن A.SHAPERO et L.SOKOLﺑﺗﺄﺳﯾس ﻧﻣوذج ﺗﻛوﯾن اﻟﺣدث اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ،واﻟﻔﻛرة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻟﻠﻧﻣوذج ﺗﻘول أﻧﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﺑﺎدر اﻟﻔرد ﺑﺗﻐﯾﯾر ﻛﺑﯾر ﻟﺗوﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺛل اﺗﺧﺎذ ﻗرار إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻓﯾﺟب أن
ﯾﺳﺑق ﻫذا اﻟﻘرار ﺣدث ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﺈﯾﻘﺎف اﻟروﺗﯾن اﻟﻣﻌﺗﺎد ،ﻛﺣدث ﺳﻠﺑﻲ ﻣﺛل اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻣن اﻟﻌﻣل أو اﻟﺗﻬﺟﯾر ،أو ﺣدث
إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﺛل ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو وﺟود ﺳوق وﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،أو ﺣدث وﺳﯾطﻲ ﻣﺛل إﻧﻬﺎء اﻟدراﺳﺔ ،أو اﻟﺟﯾش أو اﻟﺧروج
ﻣن اﻟﺳﺟن..إﻟﺦ.
-3ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﺗﻣﻠك اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷداء اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،ﻷن ﻛل ﻣن اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﺧدم ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗؤﻣن ﻓرﺻﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺛﻼث ﺧﺻﺎﺋص
ﺗﺷﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:
اﻹﺑداع :ﯾرﺗﻛز ﻧﺟﺎح اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع ﻣﺛل ﻣﻧﺗﺞ ﺟدﯾد ،طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺧدﻣﺔ ،أو
اﻟﺗﺳوﯾق أو اﻟﺗوزﯾﻊ .أﻣﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﺗؤﺳس وﺗﻘدم اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗؤﺳﺳﻬﺎ ،وﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻣل ﺷﯾﺋﺎ ﺟدﯾدا وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻻ ﺗﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ؛
إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻣو :اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﻣﻠك ﻗدرة ﻗوﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻣو ،أﻛﺛر ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة ،وﻛذﻟك ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ
اﻹﺑداع ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻓرﯾدة ﻓﻘط ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب
ﻣﺣدودة ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻣو؛
7
واﻷﻫداف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ :إن اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻘﺎوﻟﻲ ﻋﺎدة ﯾذﻫب إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻷﻫداف،
ﺣﯾث ﻧراﻩ ﯾﻣﻠك أﻫداف إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧﻣو ،ﺗطوﯾر اﻟﺳوق ،اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺳوﻗﻲ ،رﻏم أن
اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﺗﻣﻠك ﺑﻌض اﻷﻫداف ﺗﻛون ﻋﺎدة ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻌﺎت وﺑﻌض اﻷﻫداف
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-ﺗﺗﺳم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻏﯾر ﻧﻣطﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻹﺑداع؛
-ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎطرة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺟدﯾد ،وﺑﻣﻌدﻻت ﻋواﺋد ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟﺳوق؛
-وأرﺑﺎح اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺣﻘوق اﻻﺑﺗﻛﺎر ﻗﺑل ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ – ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرح ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﺎدﯾﺔ .
-وﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔردﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ -اﻟﻣﺑﺎدرة -ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﻧﺷﺎؤﻫﺎ ﻣﻊ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷرﻛﺎء .ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻣﺳﺗﻘل ﺑدل اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس
ﻟﻺدارة ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺗﺟﺳﯾد أﻓﻛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ.
ﻻﺷك أن ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ دور ﯾﺗﻌدى ﺷﺧﺻﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ،واﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ،
ﻣرو ار ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﻣن ﺑﻌض آﺛﺎر اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ:
زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻫﯾﺎﻛل اﻷﻋﻣﺎل و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ :ﺗﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل
اﻟﻔردي ،وﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺷﻛل اﻟﺛروة ﻟﻸﻓراد ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ ﻣﻛﺎﺳب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻘق
اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ ﻣﻛﺎﺳب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ .
ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻧﺷطﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ :ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺷﺟﻊ اﻹﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ
ﻣﺛل :اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،أو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو ﻣﻧﺎطق ﻣﻌﯾﻧﺔ وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺑﻌض اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﺷﺟﯾﻌﯾﺔ
ﻟﻠرﯾﺎدﯾﯾن ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت أو ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطق؛
ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ :ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐذﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣواد
اﻟوﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟوﺳﯾطﯾﺔ
ﺑدل اﺳﺗﯾرادﻫﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻔض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .
واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد :ﻫﻲ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻧﻣوﻩ ﺑﺷﻛل ﺳﻠﯾم ﻓﻬﻲ ﻣﺻدر ﻣﻬﻣﺎ ﻻﺳﺗﻣرار اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
وﺗﻣﻛﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ رأﺳﻣﺎل ﻛﺑﯾر ،أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺳﺎﻋد
ﻋﻠﻰ إﯾﺻﺎل اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻺﺑداع وﻟﺗطوﯾر ﺳﻠﻊ أو
ﺧدﻣﺎت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟدورﻫﺎ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻘدرات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ وﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻔرص ﻟﻸﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون
ﺑﻧزﻋﺔ ﻟﻼﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص اﻟﺣر ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم ﻫذﻩ.
8
ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل اﻵﺛﺎر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻋداﻟﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة :ﺗﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ رﺑوع اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ ،ﺗﺟﺎرة ،ﺧدﻣﺎت،ﻣﻘﺎوﻻت وﻓﻲ اﻹﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،وزﯾﺎدة ﻓرص اﻟﻌﻣل
ٕوازاﻟﺔ اﻟﻔوارق اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗرﻛﯾز اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﯾم ﻣﻌﯾن؛
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرأة :ﺗﻠﻌب اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن
ﺧﻼل دورﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ إدﺧﺎل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻋﻣل اﻟﻣرأة ﻛﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺳب،
اﻟﺧﯾﺎطﺔ....اﻟﺦ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ اﻟﺑدء ﺑﺄﻋﻣﺎل رﯾﺎدﯾﺔ ﺗﻘودﻫﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻟﺗﺳﻬم ﺑذﻟك ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ
ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.
واﻟﺣد ﻣن ﻫﺟرة اﻟﺳﻛﺎن ﻣن اﻟرﯾف إﻟﻰ اﻟﻣدن :ﯾﻌد وﺟود اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد
اﻟوطﻧﻲ إﺣدى اﻟدﻋﺎﺋم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﺳﻛﺎن ،وﻋدم اﻟﻬﺟرة ﻣن اﻷرﯾﺎف إﻟﻰ اﻟﻣدن واﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛز ﻓﯾﻬﺎ
ﻋﺎدة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ،ﻟذا ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺑراﻣﺞ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻔﻘر واﻟﺑطﺎﻟﺔ ،وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ
ﺑﻧﺎء طﺑﻘﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ ﻓﻲ اﻷرﯾﺎف ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻬﺟرة إﻟﻰ اﻟﻣدن ﺣﯾث اﻟﺗﻠوث واﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت اﻟﺑﻧﯾﺔ
اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ.
ﻣوﺿوع إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﻔﻬوم ﻣﺗﻌدد اﻷوﺟﻪ وﺻﻌب اﻟﺗﺣدﯾد ،ﻟﻛوﻧﻬﺎ ظﺎﻫرة ﻏﯾر ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ وﺗﺣﻛﻣﻬﺎ
ﻣﺣددات ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ وﻣﺗداﺧﻠﺔ ،ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺗوﻟﯾﻔﺔ ﺗﻧﺗﺞ اﻟداﻓﻊ ﻹﻧﺷﺎﺋﻬﺎ واﻟﻬدف ﻣن وراء ذﻟك.
ﻋرﻓت اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة اﻫﺗﻣﺎم ﻣﺗزاﯾد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺑﯾﻧت دراﺳﺎت ﻋدﯾدة ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع
ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وذﻟك ﺑﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وﺗوﻓﯾر ﻓرص ﺷﻐل ﺟدﯾدة وداﺋﻣﺔ.
ﻓﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ أو اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﯾﺎدي ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل
ظﻬور وﺣدات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ﻣؤﺳﺳﺎت( ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻻﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻧﻣو واﻻﺑﺗﻛﺎر ،ﻓﺎﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﯾﺳﺎﻫم ﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﺣﺳب (1982) Dunkelberg & Cooperﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟرﻓﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
أن
إﻧﺗﺎج وﺗوزﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺟدﯾدة وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺗﻪ وﺗﺣرﯾك اﻟﻌﺟﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﻛﻣﺎ ّ
ﻗدرة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻧﻣو ﯾﺳﺎﻫم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺧﻠق ﻣﻧﺎﺻب ﺷﻐل ﺟدﯾدة ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ
ﻓﺈن ﻣﻌرﻓﺔ ﺗطﻠﻌﺎت
اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻣﺑﺎﺷرة ٕواﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﻋﻠﯾﻪّ ،
اﻟﻧﻣو ﻟدى رواد اﻷﻋﻣﺎل وﻣﻌرﻓﺔ ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬم ﻧﺣو ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻر ﺟوﻫري ﻋﻠﻰ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ.
9
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟدور اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ
ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻷي اﻗﺗﺻﺎد وطﻧﻲ،ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
ﻧﺟد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋرف دﻋﻣﺎ وﻣﺳﺎﻧدة ﻛﺑﯾرة ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل %90ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
وﺗﺷﺗﻐل ﻣﺎﺑﯾن 50 %إﻟﻰ 60 %ﻣن اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ أن ﺗﺳﺎﻫم ﺑدور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺳراع ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗطﻠب اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ وﻗت واﺣد
وﻫﻲ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣدﺧرات اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ،وﯾﻣﻛن ﻹﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت أن ﯾوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ،
وﯾﺿﻣن إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻛوادر اﻟﻔﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻟﺻﺎدرات وﻣﻧﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻗطﺎع ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻣﺗوازن ﯾﺧدم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻓﻊ اﻟذاﺗﻲ ﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ
-رﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗﻌظﯾم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي :ﺗﺑدو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻫﻲ اﻷﻗدر ﻋﻠﻰ رﻓﻊ
اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗﻌظﯾم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻧظ ار إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة
واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن وﻓورات اﻟﺣﺟم ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹدارﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل،
وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻛﺑر اﻟﺣﺟم ،وﻫﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﻣن ﺛم ﺗﺣﻘﯾق ﻓواﺋض اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻛﺑﯾرة ،إﻻ أن ﻣﺛل ﻫذا اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ ،وذﻟك ﻷﻧﻪ ﯾﺗﺟﺎﻫل أﻣ ار ﻣﻬﻣﺎ وﻫو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر
ﻟﻠﻌﺎﻣل واﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ ،وﻣن ﺛم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺑﻠﻎ
ﻣﻌﯾن ﻣن رأس اﻟﻣﺎل ،وﻣﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎن اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺗزاﯾد ﻣﻊ ﻛﺑر ﺣﺟم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،إﻻ أﻧﻪ
إذا ﺗم اﻟرﺑط ﺑﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر واﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ ﺑﺣﺳب أﺣﺟﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻣن ﺛم
ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻓﺎﺋض اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻣن أس اﻟﻣﺎل ،ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻫﻲ اﻷﻗدر ﻋﻠﻰ ﺗﻌظﯾم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ.
وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ،ﻓﺎن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل
ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻣن وﻓرة ﻋﻧﺻر رأس اﻟﻣﺎل ،ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﺑﻛﻔﺎءة أﻛﺑر ،أو ﻫﻲ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﺧدام اﻟﻔن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾﺣﻘق اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج.
-ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ :ﺗؤدي أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج وﺗوزﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔروع اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ،
وذﻟك ﻧظ ار ﻟﺻﻐر ﺣﺟم ﻧﺷﺎطﻬﺎ وﻛذﻟك ﺻﻐر ﺣﺟم رأس ﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﺑﺈﻧﺗﺎج ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ
اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑدور اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﻐذﯾﺔ ﻟﻬﺎ.
-ﺗدﻋﯾم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ :ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺑﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟرﯾﻔﯾﺔ واﻟﻣدن
اﻟﺟدﯾدة ،وذﻟك ﻧظ ار ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ وﺳﻬوﻟﺔ ﺗﻛﯾﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺣﯾط ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق ،ﻛﻣﺎ اﻧﻬﺎ أﻋﻣﺎل ﻻ ﺗﺗطﻠب اﺳﺗﺛﻣﺎرات
10
ﻛﺑﯾرة وﻻ ﺗﺷﺗرط ﺗﻛوﯾﻧﺎ ﻋﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ،أو ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر ،أو ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﺎﻟﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻬﻲ
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ ،واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻹﺳﻛﺎن واﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم
-ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﻌض اﻹﺧﺗﻼﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،وﺗﻌﻣل
اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼج ذﻟك اﻻﺧﺗﻼل ﻧظ ار ﻻﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﻠﻔﺔ إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﺑﯾرة .ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك
ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻋﻼج اﺧﺗﻼل ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣﻠﯾﺎ ﺑدﻻ ﻣن اﺳﺗﯾرادﻫﺎ ،وﺗﺻدﯾر اﻟﺳﻠﻊ
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﻧظ ار ﻻﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣل ﻟذﻟك ﺗﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋن اﺳﺗﯾراد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ذات اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف
اﻟﺑﺎﻫظﺔ.
-ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات :إن ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻋﺟز ﻛﺑﯾ ار وﻣﺗزاﯾدا ﻓﻲ
ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎ وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ،ﻓﻘد ظل اﻟﺗﺻدﯾر ﺣﻛ ار ﻟوﻗت طوﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﺑﯾرة،
ﻓﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻠزم ﺷﺑﻛﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻌﻘدة وﻛﺑﯾرة ﺟدا ﻣن اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻟم ﺗﻛن ﺗﺳﻣﺢ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎ
إﻻ ﺑوﺟود ﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﺑﯾرة اﻟﺣﺟم ،إﻻ اﻧﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﺣﺟم اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ﯾﻣﺗﻠك ﻣزاﯾﺎ ﻧوﻋﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدﯾر.
-ﺟذب اﻟﻣدﺧرات :إن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣدﺧرات اﻟﻣﺣدودة ﻟدى ﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗﺧدﻣون
اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،وﺑﻛوﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﺣﯾث إن اﻟﻣﻌروف أن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻫو طﻠب ﻣﺣدود ،وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻣدﺧرات اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ ﻟدى أﻓراد اﻷﺳرة ﻗد ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﺑدﻻ ﻣن
ﺗرك ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻋﺎطﻠﺔ وﻋرﺿﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق اﻟﺗرﻓﻲ أو ﺣﺗﻰ إﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك ،وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم رأس اﻟﻣﺎل
اﻟﻼزم ﻹﻧﺷﺎء وﺗﺷﻐﯾل ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻟﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن ،اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﯾﻠون ﻷﻧﻣﺎط اﻟﺗوظﯾف اﻟﺗﻲ
ﺗﺣرﻣﻬم ﻣن اﻹﺷراف اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬم.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟدور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ
رﻏم أن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﺷروع إﻗﺗﺻﺎدي ﻫدﻓﻪ ﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ وﺗﺣﺳﯾن اﻟدﺧل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎول وﻟﻬﺎ دور
اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬم ﻓﻲ أي دوﻟﺔ ،إﻻ أن ﻟﻬﺎ دور اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﺑﯾر أﯾﺿﺎ ،إذ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ،ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﺣرة ،اﻟﺑﺣت ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ اﻟﺳرﯾﻊ ،اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ
وﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺣرﻛﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ .ﻟﻘد ظﻬرت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻧذ ﻋﻬود ﻣﺿت’ وﻟم ﺗﺛﺑت
وﺟودﻫﺎ وﺗﺳطﻊ ﻓﻲ ﺳﻣﺎء اﻟﻌﻼ إﻻ ﻣﻊ اﻟﺗطور اﻟﺣﺛﯾث واﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟذي أﺑﺎن ﻋن أﻫﻣﯾﺔ
ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ .ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺑذﻟك
اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﻗطب اﻟرﺣﻰ واﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾرﯾد أن ﯾﺳﻣو إﻟﻰ ﻣراﺗب اﻟﺷرف ،وﯾﻘﺗﻔﻲ أﺛر اﻟدول اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدرت اﻟرﻛب اﻟﺣﺿﺎري.
11
-اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ :ﻟﻘد أﺳﻬﻣت دول ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟذي ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر ،وﻛﺎﻧت
اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗطور اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻔﺿل ﻣﺳﯾرﻫﺎ ،واﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ،واﻧﻔﺟﺎر روح
اﻟﻣﺑﺎدرة ﻣﻊ اﻟطﻣوح اﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﻛﻔﺎءات أﻋطﻰ أﻛﻠﻪ ﻓﻲ دول اﻟزﻋﺎﻣﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗوﻟدت
اﻻﺧﺗراﻋﺎت واﻻﺑﺗﻛﺎرات ،وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟداﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻛل ذﻟك أﻻ وﻫو اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﺳﺎﻫم ﺑدورﻩ ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ داﺋرة
اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺣث ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﺳﯾﻊ رﻗﻌﺔ اﻟﺧﻠق واﻹﺑداع ،ﻫذا وﻻ ﻧﻧﺳﻰ دور ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ واﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة.ﻓﺄﺻﺑﺣﻧﺎ اﻵن ﻧﻼﺣظ اﻟﺗزاﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻋﻠﻰ ﻣراﻛز
اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﻔﺿل ﺗﺣرك ﻋﺟﻠﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐرى واﻟﻣﺗوﺳطﺔ وﻫذا ﯾﻔﺟر ﻻ
ﻣﺣﺎﻟﺔ اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺧﻼﻗﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ.
-زﯾﺎدة اﻟﺗﺷﻐﯾل :إن اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺗزاﯾد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻻت راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟدور اﻟذي ﺗؤدﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدم اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛﺛﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣل ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أداة ﻫﺎﻣﺔ ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻌرض اﻟﻣﺗزاﯾد
ﻟﻠﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣل ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗوﻓر اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب رأس اﻟﻣﺎل .ﻟذﻟك
ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك ﺳوق اﻟﻌﻣل وﺿﻣﺎن ﺗوازﻧﻪ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ
-ﻋداﻟﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول :إن وﺟود ﻣﻘﺎوﻻت ﺑﺎﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ،وﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺟم ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ظروف ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ
ﺑﺳﯾطﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول ،ﺑﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺗطﻠب إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ و اﻟذي
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻓراد ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺎوﻻت ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﺣﺟم اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ وﺗﻘﻠﯾص
ﺣﺟم اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻔﻘﯾرة ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻛﺑﯾرة إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﺗدﻓﻊ ﻧﺣو
زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﻔﺎوت اﻟطﺑﻘﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر واﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ،ظﻬرت أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺻﻐرة ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ
اﻟﻔﻘر ٕوادﻣﺎج اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﻘﺻﺎة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ،ﺑداﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ ﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ( ﺗطور اﻟﻣﻔﻬوم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻣوازي) ،ﺛم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ
ﻣدﻓوﻋﺔ ﺑﺎﻟﻧﺟﺎح اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرب ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺗﺟرﺑﺔ" ﺑﻧك اﻟﻔﻘراء "ﻓﻲ ﺑﻧﻐﻼدﯾش.ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛل اﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟوﺣﯾدة اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻠﺧروج ﻣن اﻟﻔﻘر ،وﻋوﺿﺎ ﻋن ذﻟك ﺗﺣﺳﯾن اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ وﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﻓﻲ
ﺑﻧﺎء اﻷﺻول ،ﺳواء اﻟﻣﺎدﯾﺔ( ﺳﻛن ،أرض ،ﺗﺟﻬﯾزات) ،اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ(اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻣﺛﻼ )اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ( اﻟﺷﺑﻛﺎت
واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ.
ﺗﺧﺗﻠف ﺷﺧﺻﯾﺎت وﻣﯾول أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻧوع ﺗوﺟﻬﻬم
اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذﻫم ﻟﻘرار إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻧﺟد ﻧﺳﯾﺞ ﻣﺗﻧوع ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت وﺗم اﻋﺗﻣﺎد ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر
ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف.
12
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻘدﯾم ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ
ﻗﺑل ظﻬور اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺻﻧف ﺑﺷﻛل ﺑﺳﯾط ﻓﻛﺎﻧت ﺗﺷﻣل:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ
وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﺗﻘدم ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ دورﺗﻬﺎ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،وﻫﻲ:
-اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﻧﻲ ﻣواد أوﻟﯾﺔ أو ﻧﺻف ﻣﺻﻧﻌﺔ وﺗﺻﻧﻌﻬﺎ ﻓﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗﺎﻣﺔ
اﻟﺻﻧﻊ ،ﺟﺎﻫزة ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك أو اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت أﺧرى وﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق.
-ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك ﻗﺑل ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك.
-اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗزاول ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻣﯾدان اﻟﻔﻼﺣﻲ ،ﺣﯾث ﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻼﺣﯾﻪ ﻣن
ﺧﺿر وﻓواﻛﻪ وﺣﺑوب...اﻟﺦ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻐﯾر ﻣﻧﺗﺟﺔ
وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﻻ ﺗﻘدم ﺷﻲء ﻣﻠﻣوس ﺑل ﻏﯾر ﻣﻠﻣوس وﺗﺷﻣل:
-اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ :ﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﺷراء ٕواﻋﺎدة ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻊ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ،أي دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أي
طرﯾﻘﺔ ﻟﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻠﻊ أﺧرى ﺟﺎﻫزة.
-اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج وﺑﯾﻊ ﺳﻠﻊ ﻏﯾر ﻣﺣﺳوﺳﺔ )ﺧدﻣﺎت(
-ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة :وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻧﺷﺎط ﻣدﻧﻲ ﻣطﺎﺑق ﻟﻣﻬﻧﺔ ﺣرة ﻣﻘﻧﻧﺔ ذات ﻧﻔﻊ ﻋﺎم ﻛﻣﻛﺎﺗب اﻟدراﺳﺎت
اﻟﺣرة وﻣﻛﺎﺗب اﻟﻣوﺛﻘﯾن وﻋﯾﺎدات اﻷطﺑﺎء...اﻟﺦ
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ
اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺗﻌددة أﻫﻣﻬﺎ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﺳوف ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف:
-اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ:
ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻘطﺎع اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗزاول ﻓﯾﻪ أﻧﺷطﺗﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺟﻣﺎﻻ ﻫﻲ ﻛﻣﺎ
ﯾﻠﻲ:
* اﻟﻘطﺎع اﻷوﻟﻲ :وﯾﺷﻣل اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري واﺳﺗﺧراج اﻟﻣﻌﺎدن.
* اﻟﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻧوي :وﯾﺿم اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺑﻧﺎء واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
*اﻟﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻟث :أي ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت )ﻛﺎﻟﻧﻘل واﻟﺗﺟﺎرة(.
-اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب ﻓرع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي:
زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣن اﻟﻣﻔﯾد اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﻓرع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻘطﺎﻋﻲ.
13
ﻓﺎﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗزاول ﻧﻔس اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرﺋﯾﺳﻲ ،أﻣﺎ ﻓرع
اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻬو ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗوﻓر ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻌﺔ أو ﻧﻔس اﻟﺧدﻣﺔ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أﻧواع ﻣﺗﻌددة داﺧل ﻗطﺎع اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن ،ﻓﻔﻲ اﻟﻘطﺎع اﻷوﻟﻲ ﻣﺛﻼ ،ﯾﻣﻛن
ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻘﺎوﻻت إﻟﻰ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺣﺑوب ،ﻣﻘﺎوﻻت ﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﺣﻠﯾب ،ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺣواﻣض ،ﻣﻘﺎوﻻت ﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك،
ﻣﻘﺎوﻻت اﺳﺗﺧراج اﻟﻣﻌﺎدن .وﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻧوي :ﻣﻘﺎوﻻت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷدوﯾﺔ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻧﺳﯾﺞ.
واﻟﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻧﻘل ،ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻔﻧﺎدق ،اﻟﺑﻧوك.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﻌﺎﯾﯾر أﺧرى
ﯾﻣﻛن اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل أﺧرى ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف ﺗﻛون ﻏﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل:
-اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﺣﺟم :ﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺣﺟم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻟذي ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎﺳﻪ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺟزﺋﯾﺔ ﻛﻣﺑﻠﻎ اﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻣﺳﺗوى رﻗم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ،وﺣﺟم اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺣد
اﻷدﻧﻰ واﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻘﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﻣن ﺑﻠد إﻟﻰ آﺧر.
* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة ﺟدا :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﺷﺗﻐل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﺎل ﯾﻌدون ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﺻﺎﺑﻊ ) 4ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر( وﺗﺣﻘق
رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺻﻐﯾر ﺟدا.
* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺷﻐل ﻋددا ﺻﻐﯾ ار ﻣن اﻟﻌﻣﺎل )ﺑﯾن 4و (20وﺗﺣﻘق أرﻗﺎم ﻣﻌﺎﻣﻼت
ﺻﻐﯾرة.
* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻣﺗوﺳطة :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺷﻐل ﻋددا ﻣﺗوﺳطﺎ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل )ﺑﯾن 20و (100وﺗﺣﻘق رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت
ﻣﺗوﺳط.
* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻛﺑرى :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺷﻐل أﻋداد ﻏﻔﯾرة ﻣن اﻟﻌﻣﺎل )أﻛﺛر ﻣن ،(100ﺗﺣﻘق رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻣرﺗﻔﻊ.
* اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ :وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺷرﻛﺎت ﺗﺷﻣل اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم وﺷرﻛﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻛون دور اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم ﻫو
ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷرﻛﺎت وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ.
-4اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ:
ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك أﺻول اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﺻﻧف اﻟﻣﻘﺎوﻻت إﻟﻰ:
* ﻣﻘﺎوﻻت ﺧﺎﺻﺔ :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓردﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ.
* ﻣﻘﺎوﻻت ﻋﻣوﻣﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺳواء ﻛﺎن إدارة ﻣرﻛزﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ.
* ﻣﻘﺎوﻻت ﺷﺑﻪ ﻋﻣوﻣﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﯾﻣﺗﻠك أﺳﻬﻣﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ.
-اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ:
ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣﺎﻟﻛﻲ أﺻول اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺻﻧف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟوطﻧﯾﺔ :وﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ ﻣواطﻧون ﻣن اﻟﺑﻠد اﻟذي ﺗﺗواﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ أو
ﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ.
* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ :وﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ أﺷﺧﺎص أﺟﺎﻧب أو ﻗطﺎع ﻋﺎم أﺟﻧﺑﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت.
14
* اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ :وﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ أﺷﺧﺎص أﺟﺎﻧب وﻣواطﻧون ﻣﺣﻠﯾون ﺑﻧﺳب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
-اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻬدف:
* ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟذاﺗﻲ :ﻫدف ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫو أن ﯾﺷﻐل اﻟﻣﻘﺎول ﻧﻔﺳﻪ.
* اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ :ﻫدﻓﻬﺎ ﺧدﻣت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
* ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ :ﻫﻲ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ.
إن ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺳﻬل واﻟﻬﯾن ﻛﻣﺎ ﯾراﻫﺎ اﻟﺑﻌض ،ﻓﻬﻲ ﺗﺗطﻠب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟوﻗت
واﻟﺟﻬد إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ،ﻟﻛن وﻗﺑل ذﻟك ﻓﻧﺟﺎح أي ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎري ﯾرﺗﺑط أوﻻ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻔﻛرة اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻛﻔﺎءات وﻗدرات اﻟﻣﻘﺎول ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ،ﺛم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل واﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ،وأﺧﯾ ار ﺗﺧطﯾط إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷروع ﻣن ﺧﻼل ﺧطﺔ اﻷﻋﻣﺎل.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻔﻛرة ﻛﺄول ﺧطوة
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ أﺳﺎس ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع ،ﻓﻧﺟﺎح أي ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎري ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻔﻛرة اﻟﺟﯾدة،
وﺗﻌﺗﺑر ﻓﻛرة ﻣﺷروع اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ،إذ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣوﺿوع اﻟﻧﺷﺎط أو اﻟﺳﺑب اﻟذي ﺳﺗﻧﺷﺄ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
ﻷﺟﻠﻪ ،وﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة ﻧﺎﺟﺣﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻣﯾداﻧﯾﺎ ،ﻛﻠﻣﺎ زاد ذﻟك ﻣن اﺣﺗﻣﺎل ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ،
ﻓﻣﻬﻣﺎ اﻣﺗﻠك اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﺎدﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﻟن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗطﺑﯾق أو ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺻﺎدر اﻷﻓﻛﺎر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗﻛون اﻟﻔﻛرة ﻣن أﺣد اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﺧﺑرة اﻟذاﺗﯾﺔ :إن اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﺳﺎﺑق ﻗد ﺗﻛون أﺣد أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻷﻓﻛﺎر ﻟﻠﻔرد اﻟﻣﻘﺎول ،ﺣﯾث أن
اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﺳواق ،اﻟزﺑﺎﺋن ،اﻟﻣوردﯾن ،اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ،...ﯾؤدي إﻟﻰ اﺑﺗﻛﺎر أﻓﻛﺎر اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺟدﯾدة ،ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل
ﺗﻐﯾﯾر ﻧوع اﻟﻣﻧﺗﺞ إﻟﻰ اﻷﺣﺳن ،أو إﺳﺗﻐﻼل ﻣﻧﺗوج ﺟدﯾد ،أو ﺗطوﯾر ﺧدﻣﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺳﺗﻐل أﻓﻛﺎر ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ
ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬم واﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑراﺗﻬم.
-اﻟزﺑﺎﺋن ﻛﻣﺻدر ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة :ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻓﻛﺎر ﯾﻛون ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ،ﺣﯾث أن اﻟﻣﻧطق
اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻔرض وﺟود ﺗﻐذﯾﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ردة اﻟﻔﻌل واﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟزﺑﺎﺋن ﺣﯾﺎل ﻣﻧﺗوج ﻣﻌﯾن،
ﻓﺎﻟزﺑون ﻫو اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ وﻫو اﻟذي ﯾﻌرف ﻧﻘﺎﺋص ٕواﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ ﺗﺻور أﺣﺳن ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾم أو ﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ ،ﻓﺎﺳﺗﻌﺎﻧﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﺑزﺑﺎﺋن ﻣﻧﺗوج ﻣﻌﯾن أو ﺗﺣول اﻟزﺑون إﻟﻰ ﻣﻘﺎول ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺻدر
ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة.
15
-اﻟﻣﯾول واﻟرﻏﺑﺎت :اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻧﺷﺎطﺎت ٕواﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﺗﺷﻛل ﻣﯾوﻟﻬم
اﻟﺳﺎﺑق ،ﻣﺛﻼ اﻟﻣﯾل ﻟﻺﻋﻼم اﻵﻟﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ﺑﺻﺎﺣﺑﺔ إﻟﻰ ﻓﺗﺢ ﻣﺣل ﻟﺗﺟﻣﯾﻊ أﺟﻬزة اﻟﺣﺎﺳوب ،اﻟﻣﯾل ﻟﺗرﺑﯾﺔ
اﻟﺣﯾواﻧﺎت ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ﺑﺻﺎﺣﺑﻪ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻣزرﻋﺔ ﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺑﻘﺎر اﻟﺣﻠوب...،إﻟﺦ ،وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﻛون اﻟﻣﯾل واﻟﺣﺎﺟﺔ
ﻟﻺﻧﺟﺎز داﻓﻊ ﻗوي ﻣﻘﺎوﻟﺔ.
-اﻷﻓﻛﺎر اﻟطﺎرﺋﺔ :اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺿﻌﻧﺎ ﻛل ﯾوم ﻓﻲ ﺣﺎﻻت وﻣواﻗﻊ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ رؤﯾﺔ اﻷﺷﯾﺎء ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﻠف،
ﻓﺎﻟﺳﺎﻋﻲ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺄﻫب ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻋﻘﻠﯾﺎ ﻻﻗﺗﻧﺎص اﻟﻔرص ﻣن ﺧﻼل اﻹﻧﺗﻘﺎد واﻟﺗﺻور واﻟﻣﻼﺣظﺔ،
واﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧﻘﺎﺋص واﻷﺧطﺎء اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ،ﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻹﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ
ﻟﻸﺷﯾﺎء ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺻدر ﺟﯾد ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
-اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺄﺧوذة ﻣن اﻟﺳﻔرﯾﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﺎﻓرون ﻟﻠﺧﺎرج ﯾﻧدﻫﺷون أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺣﯾﺎل ﺳﻠﻌﺔ أو
ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدﻫم أو ﻣﻧطﻘﺗﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ ،وﻫذا ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺻدر ﺟﺎﻫز ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ،ﺑﺷرط أن
ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻣﺗواﻓﻘﺔ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول.
-اﻹﺑداﻋﺎت اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ :أي إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ﺟدﯾد ﺑﻔﻛرة ﺟدﯾدة ،ﻟﻛن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻓﻛﺎر ﯾﺟب ﺗﺟرﺑﺗﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف
واﻟﺗﻔﻛﯾر ﺟﯾدا ﻓﻲ ﻗﺑل اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﺣﯾث ﯾﺗطﻠب ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻓﻛﺎر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻛﺑﯾرة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻷﺧطﺎء.
-اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﻓﻛﺎر :اﻟﻣﻘﺑﻠﯾن ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﻘﺎوﻟﺔ ،ﻻ ﯾﻣﺗﻠﻛون دوﻣﺎ أﻓﻛﺎر ﺟﺎﻫزة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻌودة إﻟﻰ
اﻟﻣﻛﺎﺗب اﻹﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أو اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎدر اﻷﺧرى ﻣﻧﻬﺎ:
* ﺗرﻣﯾم ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة :إﻋﺎدة ﺷراء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣوﺟودة ،ﻫو ﺗوﺟﻪ ﻣﻬم ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎول أﻓﻛﺎر ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن اﻟﻧﺷﺎطﺎت
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ؛
* اﻟﺗراﺧﯾص :ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻘﺎول أﯾﺿﺎ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﻐﯾرة ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ إﻧﺗﺎج ﻣﻧﺗﺞ ﻣﻌﯾن ،وذﻟك ﺑﺎﻟرﺟوع
إﻟﻰ اﻻﻧﺗرﻧﯾت واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ؛
* اﻟﺑراءات واﻹﺟﺎزات :ﺑﻌض اﻟﻣﺑدﻋﯾن واﻟﻣﺧﺗرﻋﯾن ﻻ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﺟﺎري ﻹﺑداﻋﺎﺗﻬم ﻣﺛل ﻣﺧﺎﺑر اﻟﺑﺣث
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺑﺣﺎث ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
ﻛﻣﺎ ﻧﺷﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ أن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﺎﻹطﻼع اﻟواﺳﻊ واﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠدورﯾﺎت
واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ واﻻﻧﺗرﻧﯾت ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻟﻠﺑﺎﺣث ﻋن اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﺧﺻﯾص ﺟزء ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻪ ﻟﻬذا
اﻟﻐرض ،وزﯾﺎرة اﻟﻣﻌﺎرض اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻏرف اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺳﻔر إﻟﻰ أﻣﺎﻛن وﺟود ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻟﻺﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺧﺑرات
اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
18
-2ﺑﯾﺎن ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺗﺄﺛر واﻟﺗﺄﺛﯾر ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت وﻋﻣﻠﯾﺎت
وأﻧﺷطﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ؛
-3ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ،وﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻫداف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ أو
اﻷﻫداف اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ؛
-4ﺑﯾﺎن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ،وﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ أن ﺗﺗﺣﻘق ﺗﻠك اﻻﺳﺗﻔﺎدة؛
-5ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺳوق اﻟﻣرﺗﻘب وﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ،ﺳواء ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وطرق
ﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺗوزﯾﻊ وأﺳﺎﻟﯾب وﺷروط اﻟدﻓﻊ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻬﺎ ،واﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﺳواء
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو أﺧﻼﻗﯾﺔ...اﻟﺦ؛
-6ﺗﺷﺧﯾص أﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ واﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﻸﻓراد واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون ﻗطﺎع ﻋﻣﻼء اﻟﻣﺷروع اﻷﻣر
اﻟذي ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺧﺎﺻﯾﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻷﺳﻌﺎر وﺧﺻﺎﺋص اﻹﻧﺗﺎج وﻛذﻟك اﻟﺗﺳوﯾق.
ﻓﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﻲ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻫو ﺣﺻر اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷروع اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸوﺿﺎع اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ...،اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر
اﻟﺟدﯾد أن ﯾﺣدد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟوﺿﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع ،وﻫل أن اﻟﻌواﻣل
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺳوف ﺗﺷﻛل ﻣﺻدر ﻧﺟﺎح أو ﻣﺻدر ﻓﺷل ﻟﻠﻣﺷروع ،وﻫﻛذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻷﺧرى ﺣﯾث ﯾﺗم
ﺗﺣدﯾد ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ .ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺟدول ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ
واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﺣدﯾد ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻓرص ﻟﻠﻧﺟﺎح.
ﻓﻣﺛﻼ ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﻘﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺣدث زﯾﺎدة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ
اﻟﺣواﺳﯾب ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن وارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺗﺣﺳن اﻟوﺿﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي ،وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺗﻬدﯾد ﻣن
اﺣﺗﻣﺎل دﺧول ﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﺟدد وظﻬور اﺧﺗراﻋﺎت وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت ﺟدﯾدة ﺗﻘﻠل ﻣن اﻟطﻠب.
وﻏﺎﻟﺑﺎ ﯾﺗم اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﺣﺗﻣﺎل ﻛل ﻓرﺻﺔ ﺑﻌﻼﻣﺔ ،+ﺑﺣﯾث ﺗﻌطﻰ ﻟﻠﻔرﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﺣﺗﻣﺎل ﻗوي ﻟﻠوﻗوع
،+++ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻌطﻰ ﻟﻠﻔرﺻﺔ ﻣﺣدودة اﺣﺗﻣﺎل اﻟوﻗوع ﻋﻼﻣﺔ +واﺣدة ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻬدﯾدات ﻓﺗﻌطﻰ ﻋﻼﻣﺔ ، -
ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺄﺷﯾر اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻛﺑﯾر ﺑﺛﻼث ﻋﻼﻣﺎت ، ---ﻹﺑراز ﺧطورﺗﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﺻﻐﯾر ﯾﺗم ﺗﺄﺷﯾرﻩ ﺑﻌﻼﻣﺔ -
واﺣدة ،وﻗد ﯾﺗم إﻋطﺎء ﻋﻧﺻر ﻣﺎ ﻋﻼﻣﺔ 0ﺻﻔر ،ﻟﯾﺗﺑﯾن اﻧﻪ ﻣﺣﺎﯾد)ﻟن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻬم(.
اﻟﺟدول رﻗم ) :(02اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات
19
ﻓﺮﺻﺔ+ دﻋﻢ ﺗﺸﺮﯾﻌﺎت اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ
ﺗﮭدﯾد-- اﻹﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻣﺨﺎطﺮ ﺣﺮب اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ
ﺗﻬدﯾد- اﺧﺘﺮاع ﺟﺪﯾﺪ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ ﺟﺪﯾﺪة
ﻓﺮﺻﺔ++ ﺗﺤﺴﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ
20
*اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح :وﺗﻌﻧﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع ،ﻣﺛل
اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﺳﯾﯾرﯾﺔ ،اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ ،واﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﯾرﯾن ،إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ،ﻣوﻗﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن .وﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل إﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
*ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳوق :ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺳوق ﻣن أﻫم ﻋﻧﺎﺻر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ
ﺗﻘدﯾر ﺣﺟم اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن وﺗﻘدﯾر اﻟطﻠب واﻷﺳﻌﺎر وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن و ﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳوق ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﻣﻧﺣﻧﻰ دورة ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧﺗوج :ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣﻘﺗرح ،ﻟﻪ ﺳوق واﺳﻌﺔ ﻟﻛﻧﻪ ﻣﻬدد داﺋﻣﺎ ﺑﺧطر اﻟﺗﻘدم
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻐﯾﯾر اﻷذواق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن ،أو ظﻬور ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑدﯾﻠﺔ أو ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ أﻗل ﺳﻌرا ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﺧطر
ﺗرﻛﯾز ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة وﺣﯾدة.
-ﺗطور اﻟطﻠب ،اﻟﺗﻣوﯾن واﻷﺳﻌﺎر :ﻣن اﻟﺻﻌب ﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻷن ﻫذا اﻟﺗطور ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﺿﻊ أو
ﯾﻧﺗﺞ ﻣن ﻋدة ﻋواﻣل ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،اﻟﻧﻣو اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﻲ ،اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ،
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎخ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-اﻟوﺳطﺎء :ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﯾرﺗﺑط ﺳﻠوك اﻟﻣوزﻋﯾن إﻟزاﻣﺎ ﺑﺄﺳواﻗﻬم اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أذواق
اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ وﻛذﻟك طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﻣول ا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﺣﺗﻛﺎر وﺗﺳﯾﯾر اﻟﺳوق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول
أﺧد ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﻣوزﻋﯾن واﻹﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧﺗوج.
-اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن :ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺳوق ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﯾن ﻟﻠﻣﻧﺗوج ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ،
ﻣواردﻫم ،أﺳﻌﺎرﻫم ،اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ ،اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺑﯾﻊ ،اﻹﻋﻼن ،واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
واﻟﺑﺷرﯾﺔ إن أﻣﻛن ،ﻷن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﺗﻣﺛل أول ﻋﺎﺋق ﯾﺟب أﺧدﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن.
*ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ :ﯾﺟب ﺗﺟﻧب اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻛﺑﯾرة )آﻻت وﻣﻌدات ،ﻣﺧزوﻧﺎت،
دﯾون( ،ﻷن أي ﻣﻧﺷﺊ أو ﻣﻘﺎول ﺟدﯾد أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺷﻛوا ﻣن ﻧﻘص اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻧﻘص
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ﻗطﺎع اﻟﺳوق ،ﻧﻘص اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط ،ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أﺧذﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب ﺑﺎﻟﺣذر ﻣن
ﻛﺛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات.
-ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺣﺟم اﻟﻣﻣﻛن ﻟﻠزﺑﺎﺋن :اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻘدﯾر اﻟﺣﺟم اﻟﻣﻣﻛن
ﻟﻠزﺑﺎﺋن ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟد ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﻪ إﻣﺎم ﺣﺎﻟﺗﯾن:
:
اﻷوﻟﻰ :ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع اﻻﻧﺳﺣﺎب ﺑﺳﻬوﻟﺔ ودون ﻣﺧﺎطر ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة إذا ﺳﺎرت اﻻﻣور ﻋﻛس اﻟﺗوﻗﻌﺎت،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم إﺟراء اﺧﺗﺑﺎرات ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗوج ﺗم اﻟﻣرور ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ،ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺟراء
ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت.
21
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إذا وﺟد ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم ﻣﺧﺎطر ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻫﻧﺎ ﯾﺣﺎول اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ
ﺳوق ،وذﻟك ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺑﯾﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﯾن أو اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟزﺑﺎﺋن ،أو اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ
ﺑﻣﻛﺎﺗب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﺳوق ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ وﺣﺟم اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر أﺳﺎس ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﻐﯾرة واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ ﺷرط ﺿروري ﻟﻧﺟﺎح
اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ وﻟﺳوء اﻟﺣظ ﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﯾﺑﺎﺷرون اﻷﻋﻣﺎل
واﻟﻣﺷروﻋﺎت ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎس زاﺋد أو ﺗﺻور زاﺋف ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع دون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر ﻟﻠﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
إن اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺗﻠزم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول
اﻟزﺑﺎﺋن واﻷﺳواق اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ وﻫذا ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺷروع ﺣرﻓﻲ أو ﺗﺟﺎري ﺑﺳﯾط ،ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ
ﺟوﻫرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﺎﻣﻠﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﺑداع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻻن اﻟﺧطﺄ ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة ،ﻓﺑﻌد ﺟﻣﻊ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺣدﯾد اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﯾن ،ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻر
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح؛
-دراﺳﺔ اﻟﺗطور اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌواﻣل؛
-ﺗﻘدﯾر ﻧﻘﺎط ﻗوة وﻧﻘﺎط ﺿﻌف اﻟﻣﺷروع؛
-ﺗﺻور اﻟﻣﺷروع ؛ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻔﯾض ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف وزﯾﺎدة ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف.
وﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-أﺣﺳن وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح ﻫﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻣوردﯾن ،اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن،
اﻟﻣوزﻋﯾن..،وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻛل ﻣن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟزﺑون اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ؛
-وﺑﻌد ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح( وﺗطورﻫﺎ اﻟﻣﺗوﻗﻊ) ،ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌدﻫﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة
واﻟﺿﻌف ،وﯾﺗم اﻷﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب أن ﻧﻘطﺔ اﻟﻘوة ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧﻘطﺔ ﻗوة إﻻ إذا ارﺗﺑطت ﺑﺄﺣد ﻋواﻣل اﻟﻧﺟﺎح،
ٕواذا ﻛﺎن ﺣﺎﻣل اﻟﻣﺷروع ﯾﺗﻔوق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن؛
-ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح وﻧﻘﺎط اﻟﻘوة ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع أو اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ،
ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻗرار ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة؛
ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﻘﺎول ﻛل اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺑﻧﺎء اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣرور إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وﯾﺑﻘﻰ ﻟﻪ
ﻣﻬﻣﺗﯾن ﯾﺟب إﻛﻣﺎﻟﻬﻣﺎ :اﻹﻗﺗراب ﻣن ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة وﻣراﺟﻌﺔ اﻷﻫداف واﻟﻣﺑررات.
*دراﺳﺔ اﻟﺳوق:
ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳوق اﻟﺣﺟر اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻧﻰ
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻛرة واﻟوﺻول إﻟﻰ ﻓرص ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻋن إﺟﺎﺑﺎت ﻟﻸﺳﺋﻠﺔ
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
22
ﻫل ﯾوﺟد أﺷﺧﺎص ﻗﺎﺑﻠﯾن ﻟﺷراء اﻟﻣﻧﺗوج؟ وﺑﺄي ﺛﻣن؟
ﻣن ﻫم ﻫؤﻻء اﻟزﺑﺎﺋن؟ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻧس ،اﻟﻌﻣر ،اﻟﻌدد...إﻟﺦ.
ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﺣﺎﻣل اﻟﻣﺷروع ﻋن إﯾﺟﺎد إﺟﺎﺑﺎت ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت ،ﻻ ﺑد أن ﯾﺑﺣث أوﻻ ﻋن اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ
ﻣن ﺟﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﯾﻼﺣظ وﺟود اﺧﺗﻼف ﻛﺑﯾر :ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،اﻟﺑﻠد اﻟذي ﻻ ﯾﺷﻛوا ﻣن ﻧﻘص ﻓﻲ اﻻﺣﺗراﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري ،ﻓﺈن ﻣؤﺳﺳﺎت رأس
ﻣﺎل اﻟﻣﺧﺎطرة ﺗﺷﻛوا ﻣن أن طﺑﻘﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﯾﺗﺟﺎﻫﻠون إرادﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻌﯾد
ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم ،وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﯾﺗﺣﻔظ ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣن ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻌﻣﻘﺔ ﻋن اﻷﺳواق اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ،ﻧظ ار
ﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﻬم إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻛل ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﺗﺗﻣﺛل أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻹﯾﺟﺎد
اﻟﻔرص اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳوق واﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن ،دورة ﺣﯾﺎة
اﻟﻣﻧﺗوج ،ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﺳوق ،واﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﻟﻌﻣﻠﻲ...،إﻟﺦ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ذﻟك ﻓﺎﻟﺗﺳوﯾق ﯾﺑدأ ﻗﺑل اﻧطﻼق اﻟﻣﺷروع وﻫو اﻟﻣﺣدد ﻟذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺎت اﻟﺳوق ﻋن طرق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷدوات اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ )ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺟﻣﻊ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳواق واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت(.
ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﯾﺗﺿﺢ أن ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط وﺛﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ واﻟﺗﺳوﯾق ،ﺣﯾث ﺗﻣﺛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول
اﻷﺳواق دﻟﯾل اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻪ وﻗ ارراﺗﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ واﺳﺗﻐﻼل اﻟﻔرﺻﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ.
23