You are on page 1of 23

‫المحاضرة األولى‪ :‬مدخل إلى المقاوالتیة‬

‫أدى التقدم التكنولوجي وما أفرزته العولمة من مظاهر مختلفة إلى خلق مناخ إقتصادي تنافسي أصبح‬
‫من خالله قرار إنشاء مقاولة قرار استراتیجي صعب للغایة‪ ،‬ال یمكن إتخاذه إال بتوفر ضمانات كافیة‬
‫لنجاح المقاولة الجدیدة‪ ،‬وذلك بسبب تعقد مسیرة إنشاء وتنمیة المقاوالت نتیجة المشاكل الفنیة واإلداریة‬
‫ومشاكل المحیط الخارجي‪ ،‬والعدید من الدراسات بینت إعتماد تحقیق معدالت النمو اإلقتصادي على‬
‫إقتصاد مكون من مؤسسات بأشكال مختلفة‪ ،‬فالحیاة اإلقتصادیة عبارة عن سلسة متتابعة من األنشطة‬
‫یكمل بعضها بعضا‪ ،‬ومن ثم فالمؤسسات الكبیرة في حاجة لمؤسسات صغیرة ومتوسطة الحجم بإعتبار‬
‫هذه األخیرة مدخال تكمیلیا لعدد كبیر من المؤسسات الكبیرة‬

‫مفهوم المقاوالتیة‬

‫قبل التطرق إلى التعریف بالمقاوالتیة البد من توضیح مفهوم المقاول‪ ،‬إذ تطور هذا المفهوم مع مرور‬
‫الزمن‪ ،‬ففي فرنسا وخالل العصور الوسطى كانت كلمة المقاول تعني الشخص الذي یشرف على‬
‫مسؤولیة ویتحمل أعباء مجموعة من األفراد‪ ،‬ثم أصبح یعني الفرد الجريء الذي یسعى من أجل تحمل‬
‫مخاطر اقتصادیة‪ ،‬أما خالل القرنین السادس عشر والسابع عشر فقد كان یعد الفرد الذي یتجه إلى أنشطة‬
‫المضاربة‪ .‬ویعتبر ‪SayJ.B‬من أوائل المنظرین لهذا المفهوم إذ اعتبره المبدع الذي یقوم بجمع وتنظیم‬
‫وسائل اإلنتاج‪ ،‬بهدف خلق منفعة جدیدة‬

‫كما عرف شومبتر المقاول بأنه ذلك الشخص الذي لدیه اإلرادة والقدرة لتحویل فكرة جدیدة أو اختراع‬
‫جدید إلى ابتكار وبالتالي فوجود قوى الریادة" "التدمیر الخالق" في األسواق والصناعات المختلفة تنشأ‬
‫منتجات ونماذج عمل جدیدة‪ ،‬وبالتالي فإن الریادیین یساعدون ویقودون التطور الصناعي والنمو‬
‫االقتصادي على المدى الطویل وحسب كل من "‪Marchesney" "Julien،‬فهو الذي یتكفل بحمل‬
‫مجموعة من الخصائص‬

‫‪1‬‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪ :‬ﯾﺗﺧﯾل اﻟﺟدﯾد وﻟدﯾﻪ ﺛﻘﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬اﻟﻣﺗﺣﻣس واﻟﺻﻠب اﻟذي ﯾﺣب ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل وﯾﺣب اﻟﺗﺳﯾﯾر‪،‬‬
‫اﻟذي ﯾﺻﺎرع اﻟروﺗﯾن وﯾرﻓض اﻟﻣﺻﺎﻋب واﻟﻌﻘﺑﺎت وﻫو اﻟذي ﯾﺧﻠق ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻫﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻏﯾر أن اﻟﻣﻘﺎول ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺷﺧص اﻟﺧﯾﺎﻟﻲ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺗﺻرف ﺑﻣﻔردﻫﺎ وﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل‬
‫"ﻣﻘﺎوم‪ ،‬ﻣﺗﻣرد وﻣﺑدع"‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﻟدﯾﻪ اﻹرادة واﻟﻘدرة ‪،‬وﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل‪ -‬إذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ اﻟﻣوارد اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ – ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﺣوﯾل ﻓﻛرة ﺟدﯾدة أو اﺧﺗراع إﻟﻰ اﺑﺗﻛﺎر ﯾﺟﺳد ﻋﻠﻰ ارض اﻟواﻗﻊ ‪،‬ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﻫﺎﻣﺔ ‪،‬ﻣن اﺟل ﺗﺣﻘﯾق‬
‫ﻋواﺋد ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺧﺎطرة‪ ،‬وﯾﺗﺻف ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﺑﺎﻟﺟرأة‪ ،‬اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﺗﺳﯾﯾرﯾﺔ‬
‫واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع‪ .‬وﺑﻬذا ﯾﻘود اﻟﺗطور اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺑﻠد‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻋدة ﺟواﻧب‪ ،‬وﻫﻲ‪:‬‬

‫*اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ‪ :‬ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺛﻠﻬﺎ "‪ Shumpeter‬وﻫو اﻷب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﺣﻘل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻧظرﯾﺗﻪ" اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي"‪ ،‬ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻋﺗﺑر اﻟﻣﻘﺎول ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺗﺣﻣل‬
‫ﻣﺧﺎطر ﻣن أﺟل اﻹﺑداع‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﺧﻠق طرق إﻧﺗﺎج ﺟدﯾدة‪.‬‬

‫*اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد اﻟﻬﺎدف إﻟﻰ إﻧﺗﺎج اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ :‬واﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺑﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎول‬
‫ﻣﺛل اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟدواﻓﻊ واﻟﺳﻠوك ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺻوﻟﻬم وﻣﺳﺎراﺗﻬم اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻗد ﺳﻠط ‪ weber‬اﻟﺿوء‬
‫ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻧظﺎم اﻟﻘﯾم ودورﻫﺎ ﻓﻲ إﺿﻔﺎء اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ أﻧﺷطﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻛﺷرط ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﻪ ﻟﻠﺗطور‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪.‬‬

‫* اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺗﯾﺔ أو اﻟﺗﺷﻐﯾﻠﯾﺔ‪ :‬واﻟﺗﻲ أظﻬرت اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬واﻗﺗرﺣت ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺎذا ﯾﻔﻌل اﻟﻣﻘﺎول‪ ،‬وﻟﯾس ﺷﺧﺻﻪ‪.‬‬

‫وﻛﻣﺎ ﺗﻌددت ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻣﻘﺎول ﺗﻌددت أﯾﺿﺎ اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ‪،‬إذ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ" اﻟﻔﻌل اﻟذي‬
‫ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻣﻘﺎول واﻟذي ﯾﻧﻔذ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺗﻧوﻋﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة‬
‫ﺑﺷﻛل ﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗطوﯾر ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ‪ .‬إذ أﻧﻪ ﻋﻣل اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺣت ﻋﻠﻰ ﺣد‬
‫ﻗول "‪ (1924-1923) Marcel Mauss‬وﯾﻌرف ""‪ Beranger‬اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌرف ﺑطرﻗﺗﯾن‪:‬‬

‫‪-‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﻧﺷﺎط‪ :‬أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ واﻟﺳﯾرورات ﺗدﻣﺞ إﻧﺷﺎء وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ أو ﺑﺷﻛل أﺷﻣل‬
‫إﻧﺷﺎء ﻧﺷﺎط‪.‬‬

‫‪-‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺻص ﺟﺎﻣﻌﻲ‪ :‬أي ﻋﻠم ﯾوﺿﺢ اﻟﻣﺣﯾط وﺳﯾرورة ﺧﻠق ﺛروة وﺗﻛوﯾن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻣﺟﺎﺑﻬﺔ ﺧطر ﺑﺷﻛل ﻓردي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إذن ﻓﺎﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﻓﻌﺎل واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول‪ ،‬ﻹﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬أو ﺗطوﯾر‬
‫ﻣؤﺳﺳﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺋد‪ ،‬ﻣن اﺟل إﻧﺷﺎء ﺛروة ‪،‬ﻣن ﺧﻼل اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدرة‪ ،‬وﺗﺣﻣل اﻟﻣﺧﺎطر‪،‬‬
‫واﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻓرص اﻷﻋﻣﺎل‪ ،‬وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬﺎ وﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ‪.‬‬

‫وﯾﺗﺿﺢ اﻟﻔرق ﺑﯾن إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻧﻘﺎط اﻟﺗواﻓق واﻹﺧﺗﻼف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻧﻘﺎط اﻹ ﺗﻔﺎق ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻟﻪ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺧﺎطرة‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣﻧﺷﺋوﻫﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌون رﺑﺢ ﻣن وراء إﻧﺷﺎﺋﻬﻣﺎ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﻗد ﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻧﻣطﯾﺔ إذا ﻗﻠدت ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ‪ ،‬ﻓﻲ ظل ﻋدم ﺗطوﯾرﻫﺎ‪.‬‬

‫ﻧﻘﺎط اﻹﺧﺗﻼف ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﺗﺳم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻏﯾر ﻧﻣطﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻹﺑداع ‪.‬‬

‫‪ -‬ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎطرة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺟدﯾد‪ ،‬وﺑﻣﻌدﻻت ﻋواﺋد ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳوق‬

‫‪ -‬أرﺑﺎح اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺣﻘوق اﻻﺑﺗﻛﺎر ﻗﺑل ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ – ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرح ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔردﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﻧﺷﺎؤﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷرﻛﺎء ‪.‬‬
‫ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻣﺳﺗﻘل ﺑدل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس ﻟﻺدارة‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺗﺟﺳﯾد أﻓﻛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ‪.‬‬

‫ﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻔﻛر اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ‬


‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ّ :‬‬

‫ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻣﻘﺎول إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣواﺻﻔﺎت ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻧﺎﺟﺢ واﻟﻣﺳﯾر اﻟﺟﯾد‪ ،‬وﻫذا ﻋن طرﯾق اﻟدﻣﺞ ﺑﯾن‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣﻘوﻣﺎت إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻘوﻣﺎت ﺷﺧﺻﯾﺔ‪:‬‬

‫*اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹﻧﺟﺎز‪ :‬أي ﺗﻘدﯾم أﻓﺿل أداء واﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ إﻧﺟﺎز اﻷﻫداف وﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺗﻛﺎر‬
‫واﻟﺗطوﯾر اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻟﺗﻣﯾﯾز‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻣﻘﺎول داﺋﻣﺎ ﯾﻘﯾم أداءﻩ ٕواﻧﺟﺎزﻩ ﻓﻲ ﺿوء ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ وﻏﯾر اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس‪ :‬ﺣﯾث ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟذاﺗﯾﺔ واﻟﻘدرات اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﺎت اﻷﻋﻣﺎل وذﻟك ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻔردﯾﺔ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻹدارة واﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت وﻣواﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺳﺑب وﺟود ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس واﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻟﻘدراﺗﻬم وﺛﻘﺗﻬم ﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫*اﻟرؤﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ :‬أي اﻟﺗطﻠﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﻧظرة ﺗﻔﺎؤﻟﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق ﻣرﻛز ﻣﺗﻣﯾز وﻣﺳﺗوﯾﺎت رﺑﺣﯾﺔ‬
‫ﻣﺗزاﯾدة‪.‬‬

‫*اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ واﻟﻣﺛﺎﺑرة‪ :‬ﯾﻌﺗﻘد اﻟﻣﻘﺎوﻟون ﺑﺄن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﺟﺎﺣﺎت وﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬إﻧﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺛﺎﺑرة‬
‫واﻟﺻﺑر واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑرﻏﺑﺎت آﻧﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق آﻣﺎل وﻏﺎﯾﺎت ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺿﻣﺎﻧﺔ اﻷﻛﯾدة ﻟﻬذﻩ‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت إﻧﻣﺎ ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺟد واﻻﺟﺗﻬﺎد واﻟﻌطﺎء‪.‬‬

‫*اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ‪ :‬وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟذات ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻐﺎﯾﺎت واﻷﻫداف‪ ،‬واﻟﺳﻌﻲ ﺑﺎﺳﺗﻣرار‬
‫ﻹﻧﺷﺎء ﻣﺷروﻋﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻻ ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﺷراﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗواﻓر ﻟدﯾﻬم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺑﻌد‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻟون اﻟﻌﻣل ﻟدى اﻵﺧرﯾن ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﺣﺟﯾم ﺑﺣﯾث ﯾﺗﻣﻛﻧون ﻣن اﻟﺗﻌﺑﯾر واﻟﺗﺟﺳﯾد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻷﻓﻛﺎرﻫم‬
‫وآراﺋﻬم وطﻣوﺣﺎﺗﻬم‪.‬ﻛﻣﺎ " ﯾوﻓر ﻟﻬم إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟدﺧل اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣﻌﯾﺷﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺛراء ‪،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب‬
‫"‪Shumpeter‬ﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ‬ ‫اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟدﯾﻬم ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻬم اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ‪،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ "‬
‫اﻟﺻﻐﯾرة"‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻬﺎرات اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻧﺎﺟﺢ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫*اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ‪ :‬وھﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺧﺑرة‪ ،‬اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬واﻟﻘدرة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻧﺷطﺔ‬
‫اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷروع ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻣن إﻧﺗﺎج‪ ،‬ﺑﯾﻊ‪ ،‬ﺗﺧزﯾن وﺗﻣوﯾل وھذه اﻟﻣﮭﺎرات ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ‬
‫إدارة أﻋﻣﺎل اﻟﻣﺷروع ﺑﺟدارة‪.‬‬

‫*اﻟﻣﻬﺎ ارت اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻗدرات اﻻﺗﺻﺎل‪ ،‬ﻧﻘل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﺳﺗﻼم‪ ،‬ردود ﻓﻌل‪ ،‬ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘ اررات ﻗﺑل إﺻدارﻫﺎ‪،‬‬
‫اﻹﻗﻧﺎع ‪...‬إﻟﺦ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹدارة اﻟﻧﺷﺎط ﻟﻶﺧرﯾن‪.‬‬

‫*اﻟﻣﻬﺎرات اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ :‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘدرات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﺗطوﯾر ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻣرؤوﺳﯾﻪ وزﻣﻼﺋﻪ ﻟﺧدﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺷروع واﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‪ ،‬ﺣﯾث أن ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺗﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗرام واﻟﺛﻘﺔ واﻟدﻋم اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﻌﻧﺻر‬
‫اﻟﺑﺷري داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ﺧﺎرج اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ﻗدرات ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﺟﻼب واﻟﺗﺣﻔﯾز واﻻﺳﺗﻣﺎﻟﺔ‬
‫ﻟﻶﺧرﯾن واﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺣﺳﻧﺔ واﻟﺗﺻرف اﻟﻠﺑق ﻣﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪:‬‬

‫*اﻟﻣﺣﯾط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ :‬ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﺣﯾط اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋﻧﺻ ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ ﻧﺣو إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻧظ ار ﻟﺗرﻛﯾﺑﺗﻪ‬
‫اﻟﻣﻌﻘدة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬اﻷﺳرة‪ :‬ﺗﻌﻣل اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘدرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻷﺑﻧﺎﺋﻬﺎ ودﻓﻌﻬم ﻟﺗﺑﻧﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﻬﻧﻲ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن ﻫؤﻻء اﻵﺑﺎء ﯾﻣﺗﻠﻛون ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷطﻔﺎل ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر ﻋﻠﻰ ﺑﻌض‬
‫اﻟﻧﺷﺎطﺎت وﺗﺣﻣل ﺑﻌض اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت اﻟﺑﺳﯾطﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟدﯾن ‪ :‬ﯾدﻋو اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺣﻧﯾف إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ٕواﺗﻘﺎﻧﻪ وﻛذا اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘوت‬

‫‪ -‬اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‪ :‬ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗوﺟﻪ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‬
‫اﻟﺑدوﯾﺔ ﺗﻣﺎرس اﻟزراﻋﺔ واﻟرﻋﻲ ﻣﻊ أﺑﻧﺎﺋﻬﺎ أﻣﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ واﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﺗﺗوارﺛﻬﺎ اﻷﺟﯾﺎل‪.‬‬

‫اﻟﺟﻬﺎت اﻟداﻋﻣﺔ‪ :‬ﻧظ ار ﻷن ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﺗﻧﺷﺄ ﻓﯾﻪ ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫واﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻫﯾﺋﺎت اﻟدﻋم اﻟﻣراﻓﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻌب دو ار أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻣن ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾﺔ‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾم‪ :‬ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﻌﻠﯾم ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺣو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﺗطوﯾر ﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‪،‬‬
‫إذ ﯾﺟب أن ﺗرﻛز اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟدراﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻣﺛﺎﺑرة ‪ ،‬اﻟﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔس وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾﺔ‬
‫اﻷﺧرى ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻟﻠﺟﺎﻣﻌﺔ دور ﻫﺎم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وﺗدرﯾس اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﻰ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‬

‫أﺻﺑﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺷﺎﺋﻊ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل وﻣﺗداول ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻧﺗﺷﺎر ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ‬
‫واﻹﺑداع اﻟﻔﻛري‪ ،‬وﯾﻌد "ﺑﯾﺗر دراﻛر" ﻣن اﻷواﺋل اﻟذﯾن أﺷﺎروا إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1985‬ﻣن ﺧﻼل إﺷﺎرﺗﻪ إﻟﻰ‬
‫ﺗﺣول اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻣن إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﺗﺳﯾﯾر إﻟﻰ إﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌرﯾف ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‬
‫أﺻﺑﺣت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻛﺛﯾرة اﻟﺗداول‪ ،‬ﺣﯾث ﺑﺎﺗت ﺗﻌرف ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻛﻣﺟﺎل ﻟﻠﺑﺣث‪ ،‬وﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺗزاﯾدة أﺻﺑﺣت ﻛل ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺎت واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺗطوﯾر اﻹﺑداع اﻟﻔﻛري وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن وﻗدرﺗﻬم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺳوق وﻧﻣوﻫم‪،‬‬

‫‪-1‬ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ :‬اﺳﺗﺧدم ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻷﻋﻣﺎل اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ أﯾن ﺗﻧﺗﺷر ﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ واﻟﺳﻠﻌﻲ واﻟﺧدﻣﻲ إذ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﻌﻧﻲ داﺋﻣﺎ اﻹﺳﺗﺣداث‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺣﻘل إدارة اﻷﻋﻣﺎل ﻓﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ﺟدﯾد أو ﺗﻘدﯾم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻹﻗﺗﺻﺎد‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣرﻛﯾﺔ إﻧﺷﺎء واﺳﺗﻐﻼل ﻓرص اﻷﻋﻣﺎل ﻣن طرف ﻓرد أو ﻋدة أﻓراد وذﻟك ﻋن‬
‫طرﯾق إﻧﺷﺎء ﻣﻧظﻣﺎت ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى أﺻﺑﺢ ﻣوﺿوع اﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﯾﺷﻛل ﺣﯾز اﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﻣن ﻗﺑل اﻟﺷﺑﺎب ﻷﻧﻪ ﯾﻣس ﻣﺷﻛﻠﺔ‬
‫اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم ﯾرﺗﺑط أﻛﺛر ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدرة واﻟﻧﺷﺎط ﻓﺎﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون روح اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﻬم إرادة ﺗﺟرﯾب أﺷﯾﺎء‬
‫ﺟدﯾدة‪ ،‬أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﻠف ﻟﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ذﻟك ﻣﻊ ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾﯾر‪ ،‬وﻫذا ﻋن طرﯾق‬
‫ﻋرض أﻓﻛﺎرﻫم واﻟﺗﺻرف ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻹﻧﻔﺗﺎح واﻟﻣروﻧﺔ‪.‬‬

‫ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌرف اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫‪-‬اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻌت ﻟﻔﻬم دور اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ اﻹﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻼﺗﻬﺎ؛‬

‫‪-‬اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻌت ﻟﺗﻔﺳﯾر ﻧﺷﺎطﺎت وﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن وﻓق ظروﻓﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ ؛‬

‫‪ -‬وأﺧﯾ ار اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣرﺣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻠﻠت ﺿﻣن ﻣﻧظور زﻣﻧﻲ وﻣوﻗﻔﻲ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻣﺣﯾطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ أو‬
‫ﺗﻣﻧﻊ وﺗﻌﯾق اﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻌرف اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ اﻟﻣرﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﺗﺑدأ ﻣن‬
‫اﻣﺗﻼك اﻟﺷﺧص ﻟﻣﯾول ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ‪ ،‬وﯾﺗوﺳط ﻫذﻩ اﻟﻣراﺣل ﻣرﺣﻠﺔ إﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻟدﺧول‬
‫ﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ وﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﺳﺑﻘﻪ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ اﻟذي ﯾﻌرف ﺑﺄﻧﻪ إرادة ﻓردﯾﺔ أو اﺳﺗﻌداد‬
‫ﻓﻛري ﯾﺗﺣول إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ وذﻟك ﻓﻲ ظل ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬

‫ﺗﺣدث "ﺟوزﯾف ﺷﻣﺑﺗر" ﻋن ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗدرج ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻛﻣﺑدأ أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬واﻟذي ﯾﺗﺣدث ﻋن‬
‫درﺟﺔ اﻹﺑداع‪ ،‬أو اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﻧظﻣﺔ وﺑدﻓﻊ ﻣن اﻟﻔرد‪ ،‬اﻟذي ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ‪ ،‬وﻧﻘول ﻋن اﻟوﺿﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻣﺎدام ﻫﻧﺎك ﺣرﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﺗﻼزﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻔرد ووﺳﺎﺋل ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼص ﺗﻌرﯾف ﻣﺷﺗرك وﻫو اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺷﺎء واﺳﺗﻐﻼل ﻓرص أﻋﻣﺎل ﻣن طرف ﻓرد أو ﻋدة‬
‫أﻓراد ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وذﻟك ﺑﻣﻧظﻣﺎت ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﺧﻠق اﻟﻘﯾﻣﺔ‪.‬‬

‫‪-2‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ )روح( اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‪ :‬ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻧﺷﺎط ﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﯾﺟب ﺗوﻓر ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ وﻫو ﻣﻔﻬوم ﻻ‬
‫ﯾﺧﺗﻠف ﻋن ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟروح اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺣﯾط وﺑﻌض اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ‬
‫ﻣﺟﻣل اﻟﻣﻬﺎرات واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن ﻓرد أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻓراد وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻛل‬
‫اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ رؤوس اﻷﻣوال وذﻟك ﺑﺈﯾﺟﺎد أﻓﻛﺎر ﻣﺑﺗﻛرة‪ ،‬ﺟدﯾدة‪ ،‬إﺑداع ﻓﻲ ﻣﺟﻣل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣوﺟودة إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﺟود‬
‫ﻫﯾﻛل ﺗﺳﯾﯾري ﺗﻧظﯾﻣﻲ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺗﺻرﻓﺎت‪ ،‬اﻟﺗﺣﻔﯾز‪ ،‬ردود أﻓﻌﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺗﺧطﯾط واﺗﺧﺎذ ﻗ اررات‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﻣراﻗﺑﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻫﻧﺎك أرﺑﻊ أﻣﺎﻛن ﯾﻣﻛن أن ﺗرﺳﺦ ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻫﻲ‪ :‬اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬اﻟﻣدرﺳﺔ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫واﻟﻣﺣﯾط‪.‬‬

‫ﯾﻠﺧص ﻧﻣوذج ‪J. P SABOURIN et Y.GASSE‬ﻣﻔﻬوم اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺑرز اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﺗﻘود‬
‫ﻟﺑروز وظﻬور اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﺑﺎﻷﺧص اﻟذﯾن ﺗﺎﺑﻌوا ﺗﻛوﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬ﺣﯾث وﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾل ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﺑراﻣﺞ ﺗﻛوﯾﻧﯾﺔ‬

‫‪6‬‬
‫ﻻﺣظ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن أﻧﻪ ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻟﻠﻔرد واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﻓﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺎت‪:‬‬

‫‪ ‬اﻟﻣﺳﺑﻘﺎت‪ :‬وﺗﻣﺛل ﻣﺟﻣوع اﻟﻌواﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﻣﺣﯾطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ ظﻬور اﻹﺳﺗﻌدادات ﻋﻧد اﻟﻔرد‪،‬‬
‫ﺣﯾث وﺟد اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن أن اﻟطﻠﺑﺔ اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم آﺑﺎء ﯾﻌﻣﻠون ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم اﻟﺧﺎص ﻟدﯾﻬم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻹﻧﺷﺎء ﻣﻘﺎوﻟﺔ أﻛﺛر‬
‫ﻣن ﻏﯾرﻫم‪.‬‬
‫‪ ‬اﻹﺳﺗﻌدادات‪ :‬وﻫﻲ ﻣﺟﻣوع اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻋﻧد اﻟﻣﻘﺎول ‪.‬وﻫﻲ اﻟﻣﺣﻔزات‪ ،‬اﻟﻣواﻗف‪ ،‬اﻷﻫﻠﯾﺔ‬
‫واﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟوة‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻔﺎﻋل ﻓﻲ ظل ظروف ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺗﺗﺣول إﻟﻰ ﺳﻠوك‪.‬‬
‫‪ ‬ﺗﺟﺳﯾد اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻘدرات اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺷروع ‪ :‬وﻫذا ﯾﻛون ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺣرﻛﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻋواﻣل ﻋدم اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻧﻘطﺎع‪.‬‬

‫ﻓﻛﻠﻣﺎ زادت ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺣرﻛﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺷﺟﻊ اﻷﻓراد أﻛﺛر ﻋﻠﻰ ﺧﻠق ﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬واﻷﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت‬
‫وﻗدرات ﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ أﻛﺑر ﻓﻬم ﯾﺣﺗﺎﺟون ﻟدواﻓﻊ ﻣﺣرﻛﺔ أﺧف‪.‬‬

‫ﻗﺎم اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن ‪A.SHAPERO et L.SOKOL‬ﺑﺗﺄﺳﯾس ﻧﻣوذج ﺗﻛوﯾن اﻟﺣدث اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ‪ ،‬واﻟﻔﻛرة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﻧﻣوذج ﺗﻘول أﻧﻪ ﻟﻛﻲ ﯾﺑﺎدر اﻟﻔرد ﺑﺗﻐﯾﯾر ﻛﺑﯾر ﻟﺗوﺟﻬﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻣﺛل اﺗﺧﺎذ ﻗرار إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓﯾﺟب أن‬
‫ﯾﺳﺑق ﻫذا اﻟﻘرار ﺣدث ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﺈﯾﻘﺎف اﻟروﺗﯾن اﻟﻣﻌﺗﺎد‪ ،‬ﻛﺣدث ﺳﻠﺑﻲ ﻣﺛل اﻟﺗﺳرﯾﺢ ﻣن اﻟﻌﻣل أو اﻟﺗﻬﺟﯾر‪ ،‬أو ﺣدث‬
‫إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﺛل ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو وﺟود ﺳوق وﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن‪ ،‬أو ﺣدث وﺳﯾطﻲ ﻣﺛل إﻧﻬﺎء اﻟدراﺳﺔ‪ ،‬أو اﻟﺟﯾش أو اﻟﺧروج‬
‫ﻣن اﻟﺳﺟن‪..‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫‪-3‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‬

‫ﺗﻣﻠك اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷداء اﻹﻗﺗﺻﺎدي وﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻔﺎرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻷن ﻛل ﻣن اﻷﻋﻣﺎل‬
‫اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺗﺧدم ﻣﺧﺗﻠف اﻟوظﺎﺋف اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗؤﻣن ﻓرﺻﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻋﻣوﻣﺎ ﻓﺈن ﻫﻧﺎك ﺛﻼث ﺧﺻﺎﺋص‬
‫ﺗﺷﻛل ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ ‬اﻹﺑداع‪ :‬ﯾرﺗﻛز ﻧﺟﺎح اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﻋﻠﻰ اﻹﺑداع ﻣﺛل ﻣﻧﺗﺞ ﺟدﯾد‪ ،‬طرﯾﻘﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬أو‬
‫اﻟﺗﺳوﯾق أو اﻟﺗوزﯾﻊ ‪.‬أﻣﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﺗؤﺳس وﺗﻘدم اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﺧدﻣﺔ وﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗؤﺳﺳﻬﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻣل ﺷﯾﺋﺎ ﺟدﯾدا وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﻌﻣل إﻟﻰ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ؛‪‬‬
‫‪ ‬إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻣو‪ :‬اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﻣﻠك ﻗدرة ﻗوﯾﺔ ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻣو‪ ،‬أﻛﺛر ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹﺑداع‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻓرﯾدة ﻓﻘط ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب‬
‫ﻣﺣدودة ﻓﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻧﻣو؛‪‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬واﻷﻫداف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪ :‬إن اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻘﺎوﻟﻲ ﻋﺎدة ﯾذﻫب إﻟﻰ أﺑﻌد ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻷﻫداف‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﻧراﻩ ﯾﻣﻠك أﻫداف إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧﻣو‪ ،‬ﺗطوﯾر اﻟﺳوق‪ ،‬اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺳوﻗﻲ‪ ،‬رﻏم أن‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﺗﻣﻠك ﺑﻌض اﻷﻫداف ﺗﻛون ﻋﺎدة ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻌﺎت وﺑﻌض اﻷﻫداف‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق‪:‬‬

‫‪-‬ﺗﺗﺳم اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻏﯾر ﻧﻣطﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻹﺑداع؛‪‬‬

‫‪-‬ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺧﺎطرة ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﺟدﯾد‪ ،‬وﺑﻣﻌدﻻت ﻋواﺋد ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑول اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟﺳوق؛ ‪‬‬

‫‪-‬وأرﺑﺎح اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺣﻘوق اﻻﺑﺗﻛﺎر ﻗﺑل ﺗﻘﻠﯾدﻫﺎ – ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻧﻣطﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرح ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻋﺎدﯾﺔ‪ .‬‬

‫‪-‬وﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔردﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ‪ -‬اﻟﻣﺑﺎدرة ‪-‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن إﻧﺷﺎؤﻫﺎ ﻣﻊ‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷرﻛﺎء‪ .‬ﻫذا ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎول ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻣﺳﺗﻘل ﺑدل اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس‬
‫ﻟﻺدارة‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺗﺟﺳﯾد أﻓﻛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ‪.‬‬

‫ﻻﺷك أن ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ دور ﯾﺗﻌدى ﺷﺧﺻﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬واﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ‪،‬‬
‫ﻣرو ار ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﺑﻌض آﺛﺎر اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ‪:‬‬

‫‪ ‬زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻫﯾﺎﻛل اﻷﻋﻣﺎل و اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪:‬ﺗﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة ﻣﺗوﺳط اﻟدﺧل‬
‫اﻟﻔردي‪ ،‬وﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺷﻛل اﻟﺛروة ﻟﻸﻓراد ﻋن طرﯾق زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻣﺷﺎرﻛﯾن ﻓﻲ ﻣﻛﺎﺳب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻘق‬
‫اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ ﻣﻛﺎﺳب اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ .‬‬
‫‪ ‬ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻧﺷطﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻧﻣوﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ ‪:‬ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﺷﺟﻊ اﻹﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل ﻣﻌﯾﻧﺔ‬
‫ﻣﺛل ‪:‬اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪ ،‬أو ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو ﻣﻧﺎطق ﻣﻌﯾﻧﺔ وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺑﻌض اﻟﺣواﻓز اﻟﺗﺷﺟﯾﻌﯾﺔ‬
‫ﻟﻠرﯾﺎدﯾﯾن ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت أو ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطق؛‪‬‬
‫‪ ‬ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ‪:‬ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐذﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻣواد‬
‫اﻟوﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻣواد اﻟوﺳﯾطﯾﺔ‬
‫ﺑدل اﺳﺗﯾرادﻫﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﻔض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ٕواﻋطﺎﺋﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‪ .‬‬
‫‪ ‬واﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‪ :‬ﻫﻲ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻧﻣوﻩ ﺑﺷﻛل ﺳﻠﯾم ﻓﻬﻲ ﻣﺻدر ﻣﻬﻣﺎ ﻻﺳﺗﻣرار اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫وﺗﻣﻛﯾن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻋﻲ رأﺳﻣﺎل ﻛﺑﯾر‪ ،‬أﯾﺿﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺳﺎﻋد‬
‫ﻋﻠﻰ إﯾﺻﺎل اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﻬﻣﺔ ﻟﻺﺑداع وﻟﺗطوﯾر ﺳﻠﻊ أو‬
‫ﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟدورﻫﺎ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻘدرات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ وﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻔرص ﻟﻸﻓراد اﻟذﯾن ﯾﺗﻣﺗﻌون‬
‫ﺑﻧزﻋﺔ ﻟﻼﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ واﻟﻌﻣل اﻟﺧﺎص اﻟﺣر ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم ﻫذﻩ‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﺗﻣﺛل اﻵﺛﺎر اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ ‬ﻋداﻟﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة ‪:‬ﺗﻌﻣل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻹﻗﻠﯾﻣﻲ ﻓﻲ رﺑوع اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ‪ ،‬ﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﺧدﻣﺎت‪،‬ﻣﻘﺎوﻻت وﻓﻲ اﻹﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟﻐراﻓﻲ‪ ،‬وزﯾﺎدة ﻓرص اﻟﻌﻣل‬
‫ٕوازاﻟﺔ اﻟﻔوارق اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗرﻛﯾز اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﯾم ﻣﻌﯾن؛‪‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﻣرأة ‪:‬ﺗﻠﻌب اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﻐﯾرة دو ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن‬
‫ﺧﻼل دورﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ إدﺧﺎل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺷﻐﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻋﻣل اﻟﻣرأة ﻛﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺳب‪،‬‬
‫اﻟﺧﯾﺎطﺔ‪....‬اﻟﺦ ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ اﻟﺑدء ﺑﺄﻋﻣﺎل رﯾﺎدﯾﺔ ﺗﻘودﻫﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ﻟﺗﺳﻬم ﺑذﻟك ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‬
‫ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ ‬واﻟﺣد ﻣن ﻫﺟرة اﻟﺳﻛﺎن ﻣن اﻟرﯾف إﻟﻰ اﻟﻣدن ‪:‬ﯾﻌد وﺟود اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟوطﻧﻲ إﺣدى اﻟدﻋﺎﺋم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﺳﻛﺎن‪ ،‬وﻋدم اﻟﻬﺟرة ﻣن اﻷرﯾﺎف إﻟﻰ اﻟﻣدن واﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛز ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﻋﺎدة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻛﺑﯾرة‪ ،‬ﻟذا ﻻﺑد ﻣن وﺟود ﺑراﻣﺞ ﺗﻧﻣوﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻔﻘر واﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ‬
‫ﺑﻧﺎء طﺑﻘﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ ﻓﻲ اﻷرﯾﺎف ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻬﺟرة إﻟﻰ اﻟﻣدن ﺣﯾث اﻟﺗﻠوث واﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﺧدﻣﺎت اﻟﺑﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻣوﺿوع إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﻔﻬوم ﻣﺗﻌدد اﻷوﺟﻪ وﺻﻌب اﻟﺗﺣدﯾد‪ ،‬ﻟﻛوﻧﻬﺎ ظﺎﻫرة ﻏﯾر ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ وﺗﺣﻛﻣﻬﺎ‬
‫ﻣﺣددات ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ وﻣﺗداﺧﻠﺔ‪ ،‬ﺗﺷﻛل ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺗوﻟﯾﻔﺔ ﺗﻧﺗﺞ اﻟداﻓﻊ ﻹﻧﺷﺎﺋﻬﺎ واﻟﻬدف ﻣن وراء ذﻟك‪.‬‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬دور اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‬

‫ﻋرﻓت اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة اﻫﺗﻣﺎم ﻣﺗزاﯾد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺑﯾﻧت دراﺳﺎت ﻋدﯾدة ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع‬
‫ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﺗﺣﺳﯾن اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﻲ ﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وذﻟك ﺑﺗﺄﺛﯾرﻩ اﻟﻣﺑﺎﺷر واﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ وﺗوﻓﯾر ﻓرص ﺷﻐل ﺟدﯾدة وداﺋﻣﺔ‪.‬‬

‫ﻓﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ أو اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﯾﺎدي ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل‬
‫ظﻬور وﺣدات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ﻣؤﺳﺳﺎت( ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻻﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻧﻣو واﻻﺑﺗﻛﺎر‪ ،‬ﻓﺎﻧﺗﺷﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﯾﺳﺎﻫم ﺑﺷﻛل‬
‫ﻛﺑﯾر ﺣﺳب ‪ (1982) Dunkelberg & Cooper‬ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟرﻓﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل‬
‫أن‬
‫إﻧﺗﺎج وﺗوزﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺟدﯾدة وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن دﯾﻧﺎﻣﯾﻛﯾﺗﻪ وﺗﺣرﯾك اﻟﻌﺟﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ ّ‬
‫ﻗدرة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗداﻣﺔ واﻟﻧﻣو ﯾﺳﺎﻫم ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺧﻠق ﻣﻧﺎﺻب ﺷﻐل ﺟدﯾدة ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ‬
‫ﻓﺈن ﻣﻌرﻓﺔ ﺗطﻠﻌﺎت‬
‫اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت ﻣﺑﺎﺷرة ٕواﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ .‬وﻋﻠﯾﻪ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻧﻣو ﻟدى رواد اﻷﻋﻣﺎل وﻣﻌرﻓﺔ ﺗوﺟﻬﺎﺗﻬم ﻧﺣو ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻر ﺟوﻫري ﻋﻠﻰ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟدور اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‬

‫ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻷي اﻗﺗﺻﺎد وطﻧﻲ‪،‬ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ‬
‫ﻧﺟد أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋرف دﻋﻣﺎ وﻣﺳﺎﻧدة ﻛﺑﯾرة ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ‪ %90‬ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‬
‫وﺗﺷﺗﻐل ﻣﺎﺑﯾن ‪ 50 %‬إﻟﻰ ‪ 60 %‬ﻣن اﻟﻘوى اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪.‬‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ أن ﺗﺳﺎﻫم ﺑدور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﺳراع ﺑﺎﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺗطﻠب اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ وﻗت واﺣد‬
‫وﻫﻲ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣدﺧرات اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺻﻐﯾرة‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻹﻧﺗﺎج ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت أن ﯾوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﻲ‪،‬‬
‫وﯾﺿﻣن إﻧﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺻﻌب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻛوادر اﻟﻔﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻣن ﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﺻﺎدرات وﻣﻧﻪ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻠﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﺳﯾن ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ‪.‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻗطﺎع ﺻﻧﺎﻋﻲ ﻣﺗوازن ﯾﺧدم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ وﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟدﻓﻊ اﻟذاﺗﻲ ﻟﺗﻘدم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‬
‫وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺣﻠﻲ‬
‫‪-‬رﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗﻌظﯾم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ :‬ﺗﺑدو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة ﻫﻲ اﻷﻗدر ﻋﻠﻰ رﻓﻊ‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗﻌظﯾم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻧظ ار إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة‬
‫واﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن وﻓورات اﻟﺣﺟم‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹدارﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣل‪،‬‬
‫وﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻛﺑر اﻟﺣﺟم‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ رﻓﻊ اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﺗﺣﻘﯾق ﻓواﺋض اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﻛﺑﯾرة‪ ،‬إﻻ أن ﻣﺛل ﻫذا اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻏﯾر ﺻﺣﯾﺢ‪ ،‬وذﻟك ﻷﻧﻪ ﯾﺗﺟﺎﻫل أﻣ ار ﻣﻬﻣﺎ وﻫو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫ﻟﻠﻌﺎﻣل واﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺑﻠﻎ‬
‫ﻣﻌﯾن ﻣن رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﻣﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﺎن اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ اﻟﻌﺎﻣل ﯾﺗزاﯾد ﻣﻊ ﻛﺑر ﺣﺟم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ‬
‫إذا ﺗم اﻟرﺑط ﺑﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر واﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ ﺑﺣﺳب أﺣﺟﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻣن ﺛم‬
‫ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘق ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻓﺎﺋض اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻣن أس اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻫﻲ اﻷﻗدر ﻋﻠﻰ ﺗﻌظﯾم اﻟﻔﺎﺋض اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬ﻓﺎن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻣن وﻓرة ﻋﻧﺻر رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﺑﻛﻔﺎءة أﻛﺑر‪ ،‬أو ﻫﻲ اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ‬
‫اﺳﺗﺧدام اﻟﻔن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﯾﺣﻘق اﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻧوﯾﻊ اﻟﻬﯾﻛل اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ :‬ﺗؤدي أﻋﻣﺎل اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﻧوﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج وﺗوزﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻔروع اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪،‬‬
‫وذﻟك ﻧظ ار ﻟﺻﻐر ﺣﺟم ﻧﺷﺎطﻬﺎ وﻛذﻟك ﺻﻐر ﺣﺟم رأس ﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم‬
‫ﺑﺈﻧﺗﺎج ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ‬
‫اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن ﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻛﺑﯾرة ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑدور اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻣﻐذﯾﺔ ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗدﻋﯾم اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪ :‬ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺑﻘدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟرﯾﻔﯾﺔ واﻟﻣدن‬
‫اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬وذﻟك ﻧظ ار ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ وﺳﻬوﻟﺔ ﺗﻛﯾﻔﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺣﯾط ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق‪ ،‬ﻛﻣﺎ اﻧﻬﺎ أﻋﻣﺎل ﻻ ﺗﺗطﻠب اﺳﺗﺛﻣﺎرات‬

‫‪10‬‬
‫ﻛﺑﯾرة وﻻ ﺗﺷﺗرط ﺗﻛوﯾﻧﺎ ﻋﺎﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ‪ ،‬أو ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬أو ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻬﻲ‬
‫ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻣﺗوازﻧﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻹﺳﻛﺎن واﻟﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم‬
‫‪-‬ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﻌض اﻹﺧﺗﻼﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻧﺧﻔﺎض ﻣﻌدﻻت اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﺗﻌﻣل‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼج ذﻟك اﻻﺧﺗﻼل ﻧظ ار ﻻﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﻠﻔﺔ إﻧﺷﺎﺋﻬﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﺑﯾرة‪ .‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك‬
‫ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻋﻼج اﺧﺗﻼل ﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻣن ﺧﻼل ﺗﺻﻧﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﺣﻠﯾﺎ ﺑدﻻ ﻣن اﺳﺗﯾرادﻫﺎ‪ ،‬وﺗﺻدﯾر اﻟﺳﻠﻊ‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻧظ ار ﻻﻋﺗﻣﺎدﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﻌﻣل ﻟذﻟك ﺗﺳﺗﻐﻧﻲ ﻋن اﺳﺗﯾراد اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ذات اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‬
‫اﻟﺑﺎﻫظﺔ‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات‪ :‬إن ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺻﺎدرات ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻗﺿﯾﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻋﺟز ﻛﺑﯾ ار وﻣﺗزاﯾدا ﻓﻲ‬
‫ﻣوازﯾن ﻣدﻓوﻋﺎ وﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري‪ ،‬ﻓﻘد ظل اﻟﺗﺻدﯾر ﺣﻛ ار ﻟوﻗت طوﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻛﺑﯾرة‪،‬‬
‫ﻓﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻠزم ﺷﺑﻛﺎت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣﻌﻘدة وﻛﺑﯾرة ﺟدا ﻣن اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟم ﺗﻛن ﺗﺳﻣﺢ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎ‬
‫إﻻ ﺑوﺟود ﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﺑﯾرة اﻟﺣﺟم‪ ،‬إﻻ اﻧﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﺣﺟم اﻟﺻﻐﯾر واﻟﻣﺗوﺳط ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ﯾﻣﺗﻠك ﻣزاﯾﺎ ﻧوﻋﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻدﯾر‪.‬‬
‫‪-‬ﺟذب اﻟﻣدﺧرات‪ :‬إن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣدﺧرات اﻟﻣﺣدودة ﻟدى ﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺳﺗﺧدﻣون‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ‪ ،‬وﺑﻛوﻧﻬم ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌداد ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺣﯾث إن اﻟﻣﻌروف أن ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‬
‫ﻟرأس اﻟﻣﺎل ﻫو طﻠب ﻣﺣدود‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻣدﺧرات اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ ﻟدى أﻓراد اﻷﺳرة ﻗد ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬ﺑدﻻ ﻣن‬
‫ﺗرك ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﻋﺎطﻠﺔ وﻋرﺿﺔ ﻟﻺﻧﻔﺎق اﻟﺗرﻓﻲ أو ﺣﺗﻰ إﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك‪ ،‬وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻧﺧﻔﺎض ﺣﺟم رأس اﻟﻣﺎل‬
‫اﻟﻼزم ﻹﻧﺷﺎء وﺗﺷﻐﯾل ﻫذﻩ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أﻛﺛر ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﻟﺻﻐﺎر اﻟﻣدﺧرﯾن‪ ،‬اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﯾﻠون ﻷﻧﻣﺎط اﻟﺗوظﯾف اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺣرﻣﻬم ﻣن اﻹﺷراف اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬم‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟدور اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ‬
‫رﻏم أن اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫﻲ ﻣﺷروع إﻗﺗﺻﺎدي ﻫدﻓﻪ ﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ وﺗﺣﺳﯾن اﻟدﺧل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎول وﻟﻬﺎ دور‬
‫اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬم ﻓﻲ أي دوﻟﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻟﻬﺎ دور اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﺑﯾر أﯾﺿﺎ‪ ،‬إذ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫وﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣد أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﺣرة‪ ،‬اﻟﺑﺣت ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ اﻟﺳرﯾﻊ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ‬
‫وﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺣرﻛﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ‪ .‬ﻟﻘد ظﻬرت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﻧذ ﻋﻬود ﻣﺿت’ وﻟم ﺗﺛﺑت‬
‫وﺟودﻫﺎ وﺗﺳطﻊ ﻓﻲ ﺳﻣﺎء اﻟﻌﻼ إﻻ ﻣﻊ اﻟﺗطور اﻟﺣﺛﯾث واﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟذي أﺑﺎن ﻋن أﻫﻣﯾﺔ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ .‬ﻓﺄﺻﺑﺣت ﺑذﻟك‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﻗطب اﻟرﺣﻰ واﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾرﯾد أن ﯾﺳﻣو إﻟﻰ ﻣراﺗب اﻟﺷرف‪ ،‬وﯾﻘﺗﻔﻲ أﺛر اﻟدول اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺻدرت اﻟرﻛب اﻟﺣﺿﺎري‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ‬

‫‪11‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪ :‬ﻟﻘد أﺳﻬﻣت دول ﻛﺛﯾرة ﻓﻲ اﻻﻧﻔﺟﺎر اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟذي ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﻌﺎﺻر‪ ،‬وﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗطور اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻔﺿل ﻣﺳﯾرﻫﺎ‪ ،‬واﻟﺗﻛوﯾن اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻌﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬واﻧﻔﺟﺎر روح‬
‫اﻟﻣﺑﺎدرة ﻣﻊ اﻟطﻣوح اﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠﻛﻔﺎءات أﻋطﻰ أﻛﻠﻪ ﻓﻲ دول اﻟزﻋﺎﻣﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗوﻟدت‬
‫اﻻﺧﺗراﻋﺎت واﻻﺑﺗﻛﺎرات‪ ،‬وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟداﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻛل ذﻟك أﻻ وﻫو اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﯾﺳﺎﻫم ﺑدورﻩ ﻓﻲ ﺗوﺳﯾﻊ داﺋرة‬
‫اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﺣث ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗوﺳﯾﻊ رﻗﻌﺔ اﻟﺧﻠق واﻹﺑداع‪ ،‬ﻫذا وﻻ ﻧﻧﺳﻰ دور ﻓﻌﺎﻟﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣدﻧﻲ واﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷﺟﯾﻊ واﻟﻣﺳﺎﻧدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة‪.‬ﻓﺄﺻﺑﺣﻧﺎ اﻵن ﻧﻼﺣظ اﻟﺗزاﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻋﻠﻰ ﻣراﻛز‬
‫اﻟﺗﺄﻫﯾل اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﺗﻛوﯾن اﻟﺗﻘﻧﻲ ﺑﻔﺿل ﺗﺣرك ﻋﺟﻠﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐرى واﻟﻣﺗوﺳطﺔ وﻫذا ﯾﻔﺟر ﻻ‬
‫ﻣﺣﺎﻟﺔ اﻟطﺎﻗﺎت اﻟﺧﻼﻗﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﺗطور اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ‪.‬‬
‫‪-‬زﯾﺎدة اﻟﺗﺷﻐﯾل‪ :‬إن اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﻣﺗزاﯾد ﺑﺎﻟﻣﻘﺎوﻻت راﺟﻊ إﻟﻰ اﻟدور اﻟذي ﺗؤدﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﺧدم اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛﺛﯾﻔﺔ اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ أداة ﻫﺎﻣﺔ ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻌرض اﻟﻣﺗزاﯾد‬
‫ﻟﻠﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺣل‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗوﻓر اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب رأس اﻟﻣﺎل ‪.‬ﻟذﻟك‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣرﯾك ﺳوق اﻟﻌﻣل وﺿﻣﺎن ﺗوازﻧﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ‬
‫‪-‬ﻋداﻟﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول‪ :‬إن وﺟود ﻣﻘﺎوﻻت ﺑﺎﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬وﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺟم‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ظروف ﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ‬
‫ﺑﺳﯾطﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧول‪ ،‬ﺑﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﺗﺗطﻠب إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﺗواﺿﻌﺔ و اﻟذي‬
‫ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻌدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻓراد ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺎوﻻت‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﺗوﺳﯾﻊ ﺣﺟم اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻣﺗوﺳطﺔ وﺗﻘﻠﯾص‬
‫ﺣﺟم اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻔﻘﯾرة ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﻛﺑﯾرة إﻟﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﺗدﻓﻊ ﻧﺣو‬
‫زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﺗﻔﺎوت اﻟطﺑﻘﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﻘر واﻟﺗرﻗﯾﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ :‬ﻣﻧذ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت‪ ،‬ظﻬرت أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺻﻐرة ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﻣﻛﺎﻓﺣﺔ‬
‫اﻟﻔﻘر ٕوادﻣﺎج اﻟﻔﺋﺎت اﻟﻣﻘﺻﺎة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ‪ ،‬ﺑداﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗزاﻣن ﻣﻊ ﻣﺧططﺎت اﻟﺗﻌدﯾل‬
‫اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ( ﺗطور اﻟﻣﻔﻬوم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﻣوازي)‪ ،‬ﺛم ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدﻻت اﻟﺑطﺎﻟﺔ‬
‫ﻣدﻓوﻋﺔ ﺑﺎﻟﻧﺟﺎح اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎرب ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﺧﺎﺻﺔ ﺗﺟرﺑﺔ" ﺑﻧك اﻟﻔﻘراء "ﻓﻲ ﺑﻧﻐﻼدﯾش‪.‬ﻓﻬﻲ ﺗﻣﺛل اﻟطرﯾﻘﺔ‬
‫اﻟوﺣﯾدة اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻠﺧروج ﻣن اﻟﻔﻘر‪ ،‬وﻋوﺿﺎ ﻋن ذﻟك ﺗﺣﺳﯾن اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ وﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟطوﯾل ﻓﻲ‬
‫ﺑﻧﺎء اﻷﺻول‪ ،‬ﺳواء اﻟﻣﺎدﯾﺔ( ﺳﻛن‪ ،‬أرض‪ ،‬ﺗﺟﻬﯾزات)‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ(اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﺑﻧﻛﯾﺔ ﻣﺛﻼ )اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ( اﻟﺷﺑﻛﺎت‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ :‬ﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‬

‫ﺗﺧﺗﻠف ﺷﺧﺻﯾﺎت وﻣﯾول أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌرﻓﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻧوع ﺗوﺟﻬﻬم‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻋﻧد اﺗﺧﺎذﻫم ﻟﻘرار إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻧﺟد ﻧﺳﯾﺞ ﻣﺗﻧوع ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت وﺗم اﻋﺗﻣﺎد ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر‬
‫ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻘدﯾم ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ‬
‫ﻗﺑل ظﻬور اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺻﻧف ﺑﺷﻛل ﺑﺳﯾط ﻓﻛﺎﻧت ﺗﺷﻣل‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ‬
‫وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﺗﻘدم ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ دورﺗﻬﺎ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﻧﻲ ﻣواد أوﻟﯾﺔ أو ﻧﺻف ﻣﺻﻧﻌﺔ وﺗﺻﻧﻌﻬﺎ ﻓﺗﻧﺗﺞ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﺻﻧﻊ‪ ،‬ﺟﺎﻫزة ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك أو اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ﻓﻲ ﺗﺻﻧﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت أﺧرى وﯾﺗم ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪.‬‬
‫‪-‬ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك ﻗﺑل ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻔﻼﺣﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗزاول ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﻣﯾدان اﻟﻔﻼﺣﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧﺗﺞ ﻣﻧﺗﺟﺎت ﻓﻼﺣﯾﻪ ﻣن‬
‫ﺧﺿر وﻓواﻛﻪ وﺣﺑوب‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻐﯾر ﻣﻧﺗﺟﺔ‬
‫وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﻻ ﺗﻘدم ﺷﻲء ﻣﻠﻣوس ﺑل ﻏﯾر ﻣﻠﻣوس وﺗﺷﻣل‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﺷراء ٕواﻋﺎدة ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻊ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر‪ ،‬أي دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ أي‬
‫طرﯾﻘﺔ ﻟﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻠﻊ أﺧرى ﺟﺎﻫزة‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺧدﻣﺎﺗﯾﺔ ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﻘوم ﺑﺈﻧﺗﺎج وﺑﯾﻊ ﺳﻠﻊ ﻏﯾر ﻣﺣﺳوﺳﺔ )ﺧدﻣﺎت(‬
‫‪-‬ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻧﺷﺎط ﻣدﻧﻲ ﻣطﺎﺑق ﻟﻣﻬﻧﺔ ﺣرة ﻣﻘﻧﻧﺔ ذات ﻧﻔﻊ ﻋﺎم ﻛﻣﻛﺎﺗب اﻟدراﺳﺎت‬
‫اﻟﺣرة وﻣﻛﺎﺗب اﻟﻣوﺛﻘﯾن وﻋﯾﺎدات اﻷطﺑﺎء‪...‬اﻟﺦ‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ‬
‫اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﺗﻌددة أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻌﺎﯾﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫ﺳوف ﻧﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻘطﺎع اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺣﺳب ﻧوع اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﺗزاول ﻓﯾﻪ أﻧﺷطﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﺟﻣﺎﻻ ﻫﻲ ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫* اﻟﻘطﺎع اﻷوﻟﻲ‪ :‬وﯾﺷﻣل اﻟﻔﻼﺣﺔ واﻟﺻﯾد اﻟﺑﺣري واﺳﺗﺧراج اﻟﻣﻌﺎدن‪.‬‬
‫* اﻟﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻧوي‪ :‬وﯾﺿم اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟﺑﻧﺎء واﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫*اﻟﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬أي ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت )ﻛﺎﻟﻧﻘل واﻟﺗﺟﺎرة(‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب ﻓرع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪:‬‬
‫زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻣن اﻟﻣﻔﯾد اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﻓرع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻘطﺎﻋﻲ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗزاول ﻧﻔس اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرﺋﯾﺳﻲ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓرع‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻬو ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗوﻓر ﻧﻔس اﻟﺳﻠﻌﺔ أو ﻧﻔس اﻟﺧدﻣﺔ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن أﻧواع ﻣﺗﻌددة داﺧل ﻗطﺎع اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟﻘطﺎع اﻷوﻟﻲ ﻣﺛﻼ‪ ،‬ﯾﻣﻛن‬
‫ﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻘﺎوﻻت إﻟﻰ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺣﺑوب‪ ،‬ﻣﻘﺎوﻻت ﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﺣﻠﯾب‪ ،‬ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺣواﻣض‪ ،‬ﻣﻘﺎوﻻت ﺻﯾد اﻷﺳﻣﺎك‪،‬‬
‫ﻣﻘﺎوﻻت اﺳﺗﺧراج اﻟﻣﻌﺎدن‪ .‬وﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻧوي‪ :‬ﻣﻘﺎوﻻت ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻷدوﯾﺔ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻧﺳﯾﺞ‪.‬‬
‫واﻟﻘطﺎع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻧﻘل‪ ،‬ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻔﻧﺎدق‪ ،‬اﻟﺑﻧوك‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻌﺎﯾﯾر أﺧرى‬
‫ﯾﻣﻛن اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل أﺧرى ﻟﻠﺗﺻﻧﯾف ﺗﻛون ﻏﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺛل‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﺣﺟم‪ :‬ﯾﺄﺧذ ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺣﺟم اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ واﻟذي ﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎﺳﻪ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻌﺎﯾﯾر ﺟزﺋﯾﺔ ﻛﻣﺑﻠﻎ اﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻣﺳﺗوى رﻗم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‪ ،‬وﺣﺟم اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺣد‬
‫اﻷدﻧﻰ واﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻘﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺷرات ﻣن ﺑﻠد إﻟﻰ آﺧر‪.‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة ﺟدا‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﯾﺷﺗﻐل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﺎل ﯾﻌدون ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﺻﺎﺑﻊ )‪ 4‬ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر( وﺗﺣﻘق‬
‫رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت ﺻﻐﯾر ﺟدا‪.‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺻﻐﯾرة‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺷﻐل ﻋددا ﺻﻐﯾ ار ﻣن اﻟﻌﻣﺎل )ﺑﯾن ‪ 4‬و‪ (20‬وﺗﺣﻘق أرﻗﺎم ﻣﻌﺎﻣﻼت‬
‫ﺻﻐﯾرة‪.‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻣﺗوﺳطة‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺷﻐل ﻋددا ﻣﺗوﺳطﺎ ﻣن اﻟﻌﻣﺎل )ﺑﯾن ‪ 20‬و‪ (100‬وﺗﺣﻘق رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت‬
‫ﻣﺗوﺳط‪.‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟﻛﺑرى‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺗﺷﻐل أﻋداد ﻏﻔﯾرة ﻣن اﻟﻌﻣﺎل )أﻛﺛر ﻣن ‪ ،(100‬ﺗﺣﻘق رﻗم ﻣﻌﺎﻣﻼت ﻣرﺗﻔﻊ‪.‬‬
‫* اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺷرﻛﺎت ﺗﺷﻣل اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم وﺷرﻛﺎت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﯾﻛون دور اﻟﺷرﻛﺔ اﻷم ﻫو‬
‫ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷرﻛﺎت وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪-4‬اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك أﺻول اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﺻﻧف اﻟﻣﻘﺎوﻻت إﻟﻰ‪:‬‬
‫* ﻣﻘﺎوﻻت ﺧﺎﺻﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻓردﯾﺔ أو ﻋﺎﺋﻠﯾﺔ أو ﺷرﻛﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ‪.‬‬
‫* ﻣﻘﺎوﻻت ﻋﻣوﻣﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ﺳواء ﻛﺎن إدارة ﻣرﻛزﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫* ﻣﻘﺎوﻻت ﺷﺑﻪ ﻋﻣوﻣﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻣﻘﺎوﻻت ﯾﻣﺗﻠك أﺳﻬﻣﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﻧﺳب ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﺟﻧﺳﯾﺔ ﻣﺎﻟﻛﻲ أﺻول اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﺗﺻﻧف إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻟوطﻧﯾﺔ‪ :‬وﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ ﻣواطﻧون ﻣن اﻟﺑﻠد اﻟذي ﺗﺗواﺟد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ أو‬
‫ﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻻت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ :‬وﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ أﺷﺧﺎص أﺟﺎﻧب أو ﻗطﺎع ﻋﺎم أﺟﻧﺑﻲ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة أو اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠطﺔ‪ :‬وﯾﻣﻠك أﺻوﻟﻬﺎ أﺷﺧﺎص أﺟﺎﻧب وﻣواطﻧون ﻣﺣﻠﯾون ﺑﻧﺳب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب اﻟﻬدف‪:‬‬
‫* ﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟذاﺗﻲ‪ :‬ﻫدف ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻫو أن ﯾﺷﻐل اﻟﻣﻘﺎول ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬
‫* اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ :‬ﻫدﻓﻬﺎ ﺧدﻣت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬
‫* ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﺗﻘدم ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺣﺎﺿرة اﻟراﺑﻌﺔ‪ :‬طرق اﻟﺑﺣث وﺗﺄﻛﯾد ﻓﻛرة‬

‫إن ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻣﻘﺎوﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻷﻣر اﻟﺳﻬل واﻟﻬﯾن ﻛﻣﺎ ﯾراﻫﺎ اﻟﺑﻌض‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺗطﻠب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟوﻗت‬
‫واﻟﺟﻬد إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ‪ ،‬ﻟﻛن وﻗﺑل ذﻟك ﻓﻧﺟﺎح أي ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎري ﯾرﺗﺑط أوﻻ ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻔﻛرة اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻛﻔﺎءات وﻗدرات اﻟﻣﻘﺎول ٕواﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل واﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫ﺑﻌد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟدراﺳﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‪ ،‬وأﺧﯾ ار ﺗﺧطﯾط إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺷروع ﻣن ﺧﻼل ﺧطﺔ اﻷﻋﻣﺎل‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻔﻛرة ﻛﺄول ﺧطوة‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ أﺳﺎس ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻓﻧﺟﺎح أي ﻣﺷروع اﺳﺗﺛﻣﺎري ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻔﻛرة اﻟﺟﯾدة‪،‬‬
‫وﺗﻌﺗﺑر ﻓﻛرة ﻣﺷروع اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﺑﻧﺎﺋﻬﺎ‪ ،‬إذ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣوﺿوع اﻟﻧﺷﺎط أو اﻟﺳﺑب اﻟذي ﺳﺗﻧﺷﺄ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫ﻷﺟﻠﻪ‪ ،‬وﻣﺗﻰ ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة ﻧﺎﺟﺣﺔ وﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗطﺑﯾق ﻣﯾداﻧﯾﺎ‪ ،‬ﻛﻠﻣﺎ زاد ذﻟك ﻣن اﺣﺗﻣﺎل ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‪،‬‬
‫ﻓﻣﻬﻣﺎ اﻣﺗﻠك اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣﺎدﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﻟن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﺗطﺑﯾق أو ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﺻﺎدر اﻷﻓﻛﺎر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗﻛون اﻟﻔﻛرة ﻣن أﺣد اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺧﺑرة اﻟذاﺗﯾﺔ‪ :‬إن اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟﺳﺎﺑق ﻗد ﺗﻛون أﺣد أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻷﻓﻛﺎر ﻟﻠﻔرد اﻟﻣﻘﺎول‪ ،‬ﺣﯾث أن‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﺳواق‪ ،‬اﻟزﺑﺎﺋن‪ ،‬اﻟﻣوردﯾن‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن‪ ،...‬ﯾؤدي إﻟﻰ اﺑﺗﻛﺎر أﻓﻛﺎر اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﺧﻼل‬
‫ﺗﻐﯾﯾر ﻧوع اﻟﻣﻧﺗﺞ إﻟﻰ اﻷﺣﺳن‪ ،‬أو إﺳﺗﻐﻼل ﻣﻧﺗوج ﺟدﯾد‪ ،‬أو ﺗطوﯾر ﺧدﻣﺔ ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬ﻫذﻩ‬
‫اﻷﺧﯾرة ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻬﺎ أن ﺗﺳﺗﻐل أﻓﻛﺎر ﻋﻣﺎﻟﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﻬم واﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺧﺑراﺗﻬم‪.‬‬
‫‪-‬اﻟزﺑﺎﺋن ﻛﻣﺻدر ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة‪ :‬ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻓﻛﺎر ﯾﻛون ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻟﻣﻧطق‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻔرض وﺟود ﺗﻐذﯾﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ردة اﻟﻔﻌل واﻻﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻘدﻣﻬﺎ اﻟزﺑﺎﺋن ﺣﯾﺎل ﻣﻧﺗوج ﻣﻌﯾن‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟزﺑون ﻫو اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﻣﻧﺗﺞ وﻫو اﻟذي ﯾﻌرف ﻧﻘﺎﺋص ٕواﯾﺟﺎﺑﯾﺎت ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟدﯾﻪ ﺗﺻور أﺣﺳن ﻓﻲ‬
‫ﺗﻘدﯾم أو ﺗﻌدﯾل ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺗﻌﺎﻧﺔ اﻟﻣﻘﺎول ﺑزﺑﺎﺋن ﻣﻧﺗوج ﻣﻌﯾن أو ﺗﺣول اﻟزﺑون إﻟﻰ ﻣﻘﺎول ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺻدر‬
‫ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﯾول واﻟرﻏﺑﺎت‪ :‬اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻟﯾن ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻟﻧﺷﺎطﺎت ٕواﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﺎت ﺗﺷﻛل ﻣﯾوﻟﻬم‬
‫اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻣﺛﻼ اﻟﻣﯾل ﻟﻺﻋﻼم اﻵﻟﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ﺑﺻﺎﺣﺑﺔ إﻟﻰ ﻓﺗﺢ ﻣﺣل ﻟﺗﺟﻣﯾﻊ أﺟﻬزة اﻟﺣﺎﺳوب‪ ،‬اﻟﻣﯾل ﻟﺗرﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﯾواﻧﺎت ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي ﺑﺻﺎﺣﺑﻪ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻣزرﻋﺔ ﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺑﻘﺎر اﻟﺣﻠوب‪...،‬إﻟﺦ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﻛون اﻟﻣﯾل واﻟﺣﺎﺟﺔ‬
‫ﻟﻺﻧﺟﺎز داﻓﻊ ﻗوي ﻣﻘﺎوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻷﻓﻛﺎر اﻟطﺎرﺋﺔ‪ :‬اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺿﻌﻧﺎ ﻛل ﯾوم ﻓﻲ ﺣﺎﻻت وﻣواﻗﻊ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ رؤﯾﺔ اﻷﺷﯾﺎء ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﻠف‪،‬‬
‫ﻓﺎﻟﺳﺎﻋﻲ إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺄﻫب ﻧﻔﺳﯾﺎ وﻋﻘﻠﯾﺎ ﻻﻗﺗﻧﺎص اﻟﻔرص ﻣن ﺧﻼل اﻹﻧﺗﻘﺎد واﻟﺗﺻور واﻟﻣﻼﺣظﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻌﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧﻘﺎﺋص واﻷﺧطﺎء اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﻧظرة اﻹﻧﺗﻘﺎدﯾﺔ‬
‫ﻟﻸﺷﯾﺎء ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺻدر ﺟﯾد ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺄﺧوذة ﻣن اﻟﺳﻔرﯾﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ :‬اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﯾﺳﺎﻓرون ﻟﻠﺧﺎرج ﯾﻧدﻫﺷون أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺣﯾﺎل ﺳﻠﻌﺔ أو‬
‫ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﻠدﻫم أو ﻣﻧطﻘﺗﻬم اﻷﺻﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺻدر ﺟﺎﻫز ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺷرط أن‬
‫ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻣﺗواﻓﻘﺔ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎول‪.‬‬
‫‪-‬اﻹﺑداﻋﺎت اﻟﺑﺣﺛﯾﺔ‪ :‬أي إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ﺟدﯾد ﺑﻔﻛرة ﺟدﯾدة‪ ،‬ﻟﻛن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻓﻛﺎر ﯾﺟب ﺗﺟرﺑﺗﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف‬
‫واﻟﺗﻔﻛﯾر ﺟﯾدا ﻓﻲ ﻗﺑل اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﺣﯾث ﯾﺗطﻠب ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻷﻓﻛﺎر إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻛﺑﯾرة‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻘﺑل اﻷﺧطﺎء‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﻓﻛﺎر‪ :‬اﻟﻣﻘﺑﻠﯾن ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬ﻻ ﯾﻣﺗﻠﻛون دوﻣﺎ أﻓﻛﺎر ﺟﺎﻫزة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻌودة إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﻛﺎﺗب اﻹﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل أو اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎدر اﻷﺧرى ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫* ﺗرﻣﯾم ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة‪ :‬إﻋﺎدة ﺷراء ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣوﺟودة‪ ،‬ﻫو ﺗوﺟﻪ ﻣﻬم ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣﻘﺎول أﻓﻛﺎر ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن اﻟﻧﺷﺎطﺎت‬
‫اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ؛‬
‫* اﻟﺗراﺧﯾص‪ :‬ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻘﺎول أﯾﺿﺎ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﻐﯾرة ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ إﻧﺗﺎج ﻣﻧﺗﺞ ﻣﻌﯾن‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟرﺟوع‬
‫إﻟﻰ اﻻﻧﺗرﻧﯾت واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ؛‬
‫* اﻟﺑراءات واﻹﺟﺎزات‪ :‬ﺑﻌض اﻟﻣﺑدﻋﯾن واﻟﻣﺧﺗرﻋﯾن ﻻ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻹﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺗﺟﺎري ﻹﺑداﻋﺎﺗﻬم ﻣﺛل ﻣﺧﺎﺑر اﻟﺑﺣث‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻹﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺑﺣﺎث ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﻧﺷﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ أن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر ﻣن ﻫذا اﻟﻧوع ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﺑﺎﻹطﻼع اﻟواﺳﻊ واﻟﻣﺗواﺻل ﻟﻠدورﯾﺎت‬
‫واﻟﻣﺟﻼت اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ واﻻﻧﺗرﻧﯾت‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻟﻠﺑﺎﺣث ﻋن اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﺧﺻﯾص ﺟزء ﻣن ﻣﯾزاﻧﯾﺗﻪ ﻟﻬذا‬
‫اﻟﻐرض‪ ،‬وزﯾﺎرة اﻟﻣﻌﺎرض اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻏرف اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺳﻔر إﻟﻰ أﻣﺎﻛن وﺟود ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻟﻺﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺧﺑرات‬
‫اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻔﻛرة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ واﻟﻔرﺻﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬


‫‪-‬ﺷروط اﻟﻔﻛرة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ :‬إن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ اﻟﺑداﯾﺔ‪ ،‬وﻧﺟﺎح ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﯾﻌﺗﻣد‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل ﻋدة‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻓﻲ ﺟوﻫرﻫﺎ ﺟﯾدة وﻣﺑﺗﻛرة وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﺗﻛون اﻟﻔﻛرة‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻔﯾذ ﻻﺑد أن ﺗﺗطﺎﺑق ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺳوﺳﯾواﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻓﻲ ﻋﻠﯾﻪ‬
‫‪16‬‬
‫ﺑﺎﻟﻔرﺻﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔرﺻﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﻔﻛرة اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ وﺗﺣﻘﯾق ﻋﺎﺋد ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫ﺑﺷﻛل آﺧر‪ ،‬ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻻﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن ﻣوارد ﻣﺎدﯾﺔ وﺑﺷرﯾﺔ ﻻﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون‬
‫ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣوﻗﻔﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ أو اﻟﺑﻠد اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻔﻛرة ﺑﺟﻣﯾﻊ أﺑﻌﺎدﻫﺎ )اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪...،‬إﻟﺦ(‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول أو اﻟﻔرﯾق اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﻲ ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻔﻛرة أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻧﻘﺎط ﻗوة وﻧﻘﺎط ﺿﻌف‪ ،‬وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻓرص‬
‫وﺗﻬدﯾدات ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻔﻛرة ﻟﻠﺗطﺑﯾق‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻻﺑد أن ﺗواﺟﻪ أوﻻ ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣوﻗﻔﯾﺔ‬
‫واﻟﺧﯾﺎرات اﻟﺳوﺳﯾواﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﻣوﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎل ﺗوﻓر ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد واﻟﻛﻔﺎءات )‪(la mode‬‬
‫واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‪ ،‬اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻌﺻرﻧﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﻛرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل‬
‫ﻓرﺻﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟدراﺳﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻟﻠﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ :‬ﯾﻠﻌب اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ دو ار ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وﻫو‬
‫ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎول‪ ،‬إﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟرؤﯾﺔ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺻورة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪،‬‬
‫ﻣرو ار ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﻓرص وﺗﻬدﯾدات‪ ،‬وﺗﺣﻠﯾل ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﻧﻘﺎط‬
‫ﻗوة وﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف‪ ،‬واﻧﺗﻬﺎء ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‪.‬‬
‫* ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟداﺧﻠﻲ ﻫو إﺟراء ﺗﻘﯾﯾم دﻗﯾق ﻟﻠﺧﺻﺎﺋص‬
‫واﻟﻣﻣﯾزات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻹﺳﺗﺛﻣﺎري واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺿﻣن ﺳﻠطﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع أو ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻟﻪ اﻟﺣﺻول‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻋﻧد اﻟﺗﺄﺳﯾس ﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷروع ﻗﺎﺋم ﻓﻬﻲ ﺗﺷﻣل‬
‫ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺷروع‪ٕ ،‬واﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻫدف اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟداﺧﻠﻲ ﻫو ﻗﯾﺎم ﺻﺎﺣب ﻣﺷروع اﻟﺟدﯾد ﺑﺗﺣدﯾد ﻧﻘﺎط ﻗوﺗﻪ‪،‬‬
‫وﻧﻘﺎط ﺿﻌﻔﻪ‪ ،‬ﻟﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻧوع اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻼﺋم ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬وﻟﺗﺣدﯾد ﺧﺻﺎﺋﺻﻪ اﻟﻣﻬﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟﺟدﯾد‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع أن ﯾراﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ وذﻟك ﺑﺈﺟراء ﺟرد دﻗﯾق ﻟﻛل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﻣﻬﺎرات وﻗدرات ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻓﻧﯾﺔ ٕوادارﯾﺔ وﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﯾوﻻ ﺗﻪ اﻟذاﺗﯾﺔ‪...،‬إﻟﺦ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ ﻋﺎدة أﺻﺣﺎب‬
‫اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬ﻟﻛن ذﻟك ﯾﺗم ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻧظﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل‪ ،‬ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻘرر أﺣد اﻷﻓراد ﻟﻪ دراﯾﺔ وﻣﻌرﻓﺔ‬
‫ﺑﻣﺟﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻛﺗب أو ﻣﻘﻬﻰ ﺻﻐﯾر ﻟﻺﻧﺗرﻧﯾت ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻘوم ﺑذﻟك ﻻﻋﺗﻘﺎدﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﻠك‬
‫ﻣﻌرﻓﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل )وﻫذﻩ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ ﻗوة(‪ٕ ،‬واذا ﻛﺎﻧت اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻔرد ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬذا‬
‫اﻟﻣﺷروع )ﻓﻬذﻩ ﺗﻌﺗﺑر ﻧﻘطﺔ ﺿﻌف(‪.‬‬
‫إن ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻫو إﺟراء ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑطرﯾﻘﺔ ﻧظﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أن ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎم ﺻﺎﺣب‬
‫اﻟﻣﺷروع ﺑﻣراﺟﻌﺔ ﻛل ﻗدراﺗﻪ وﻛﻔﺎءاﺗﻪ وﻣﻬﺎراﺗﻪ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺗﺳﯾﯾر ﻣﻘﺎوﻟﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﯾﻪ أن‬
‫ﯾﺣدد ﻧﻘﺎط ﻗوﺗﻪ وﻧﻘﺎط ﺿﻌﻔﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺣب وﻣﺎ ﯾﻛرﻩ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ‪.‬أن ﯾﺣدد ﺑدﻗﺔ اﻟﻣﺷروع اﻟذي ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﺟﺢ ﻓﯾﻪ‬
‫وﻛذﻟك اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻛرﺗﻪ ﻫذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻼﺑد أن‬
‫ﯾﺷﻣل اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟداﺧﻠﻲ ﺟرد وﺗﺣﻠﯾل ﻟﻛل إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ إي إﻟﻘﺎء ﻧظرة ﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ داﺧل اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗوﯾﺎت‬
‫اﻷداء‪ ،‬ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻘوة‪ ،‬ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺿﻌف ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﯾود‪ ،‬وﯾﺑﻧﻰ ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻔﺻﻠﺔ ﺣول ﻛل‬
‫اﻟوظﺎﺋف ﻓﻲ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺳوﯾق واﻟوﺿﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‪ ،‬واﻟﻧﻣط اﻹداري ﻋﻣوﻣﺎ‪...‬إﻟﺦ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ﻋﻧد إﺟراء اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟداﺧﻠﻲ ﯾﺟب إﺟراء ﺗﻠﺧﯾص ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺑﺷﻛل ﻣﻧظم‪ ،‬واﻟﺷﺎﺋﻊ ﻫو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣدﯾد‬
‫وﺗﻌرﯾف ﻧﻘﺎط ﻗوة وﻗوﺗﻬﺎ ﺑﻌﻼﻣﺔ ‪ +‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﻘطﺔ اﻟﻘوة ﻛﺑﯾرة ﺗﻌطﻰ ﻋدد اﻛﺑر ﻣن ﻋﻼﻣﺎت ‪ +‬أي أن‬
‫ﻧﻘطﺔ اﻟﻘوة اﻟﻛﺑﯾرة ﺟدا ﺗﻌطﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ‪ ، +++‬ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﻘوة اﻟﻣﺣدودة ﺗﻌطﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ ‪ ، +‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻧﻘﺎط‬
‫اﻟﺿﻌف ﻛذﻟك ﺗﻌطﻰ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻣﺔ – وﯾﺗم ﺗﺄﺷﯾر ﻗوﺗﻬﺎ ﺑﻌدد اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل واﻟﺗﻘﯾﯾم اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﺟدول ﯾﺗﺿﻣن ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة وﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف وﻟﻛل ﻧﻘطﺔ ﺣﺟﻣﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻧﻘدم ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﻣواﻟﻲ ﻣﻠﺧص ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟداﺧﻠﻲ ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﺟواﻧب ﻣﻬﻣﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﺷروع ﺟﯾد‪.‬‬

‫اﻟﺟدول )رﻗم ‪ :(01‬ﻣﺟﺎﻻت ﺗﺣﻠﯾل اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻔﻛرة ﻣﺷروع‬

‫ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف‬ ‫ﺧﺻﺎﺋص‬


‫إﻧﺗﺎج )ﻣﻌﺎرف ﻓﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﺳب(‪ :‬ﺣﺐ ﻟﻠﻜﻤﺒﯿﻮﺗﺮ ﻗﻮة‪+++‬‬
‫ﻫواﯾﺎت‪ ،‬ﻣﻌﺎرف‪ ،‬ﺧﺑرة‪.‬‬
‫ﺿﻌﻒ‪-‬‬ ‫ﺗﺼﻤﯿﻢ أﻧﻈﻤﺔ‬ ‫إﻧﺗﺎج )ﻣﻌﺎرف ﻓﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت ﻓﻧﯾﺔ(‬
‫ﻗﻮة‪+++‬‬ ‫وﺿﻊ ﻣﺮﯾﺢ‬ ‫ﻣﺎﻟﯾﺔ )ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ(‬
‫ﺿﻌﻒ‪-‬‬ ‫ﻣﺤﺪودة‬ ‫ﻣﺎﻟﯾﺔ )ﻣﻌﺎرف ﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ(‬
‫ﺿﻌﻒ‪---‬‬ ‫ﻣﺤﺪودة ﺟﺪا‬ ‫ﺗﺳوﯾق )ﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺎﻟﺳوق(‬
‫ﺿﻌﻒ‪-‬‬ ‫ﺿﻌﯿﻔﺔ‬ ‫ﺗﺳوﯾق )ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﻬﺎرات(‬
‫ﻗﻮة‪+++‬‬ ‫ﻛﺒﯿﺮة‬ ‫إدارة )ﺧﺑرة إدارﯾﺔ(‬
‫ﺿﻌﻒ‪--‬‬ ‫ﺿﻌﻒ ﻛﺒﯿﺮ‬ ‫إدارة )ﺧﺻﺎﺋص ﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻧزﻋﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎطرة(‬
‫وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﺟدول ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺣدد ﺻﺎﺣب ﻓﻛرة اﻟﻣﺷروع ﻣدى ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة‪،‬‬
‫وﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻧﻘﺎﺋص ﻓﻛرﺗﻪ‪.‬‬
‫*ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ :‬ﯾﺗوﻗف ﻧﺟﺎح اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺟدﯾدة أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻣدى دراﺳﺗﻬﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﻌواﻣل اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﻣؤﺛرة‬
‫وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﺗﺟﺎﻫﺎت ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ودرﺟﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧظﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻗرر اﻟﺷﺧص ﻓﻲ اﻟﻣﺛﺎل‬
‫اﻟﺳﺎﺑق ﺑﺄن اﻟﻣﺷروع اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻪ ﻫو إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻛﺗب ﻟﺑﯾﻊ اﻟﺣواﺳب أو ﻟﺗﺻﻣﯾم اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺣﺎﺳوﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﯾﻪ ﻗﺑل اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬
‫ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻔﻛرة ﺗﺣدﯾد ﻓرص ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع‪ ،‬وﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺳﺎﻋد دراﺳﺔ وﺗﻘﯾﯾم ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣﻛﯾن‬
‫اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد ﺑﯾﺋﺗﻬﺎ ودﻻﻟﺗﻬﺎ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪-1‬ﺗﺣدﯾد ﺳﻣﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺟﻣﺎﻫﯾر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷروع وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻧﻣﺎط اﻟﻘﯾم واﻟﻌﺎدات‬
‫واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺳﺎﺋدة واﻷوﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻰ ﻟﻬﺎ؛‬

‫‪18‬‬
‫‪-2‬ﺑﯾﺎن ﻋﻼﻗﺎت اﻟﺗﺄﺛر واﻟﺗﺄﺛﯾر ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت وﻋﻣﻠﯾﺎت‬
‫وأﻧﺷطﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ؛‬
‫‪-3‬ﺗﺣدﯾد اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ ﯾﺟب اﻟﺳﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ‪ ،‬وﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻷﻫداف ﺳواء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﻫداف اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ أو‬
‫اﻷﻫداف اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ؛‬
‫‪-4‬ﺑﯾﺎن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻛﯾف ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻧظﻣﺔ أن ﺗﺗﺣﻘق ﺗﻠك اﻻﺳﺗﻔﺎدة؛‬
‫‪-5‬ﺗﺣدﯾد ﻧطﺎق اﻟﺳوق اﻟﻣرﺗﻘب وﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وطرق‬
‫ﻣﻧﺎﻓذ اﻟﺗوزﯾﻊ وأﺳﺎﻟﯾب وﺷروط اﻟدﻓﻊ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﺳواء‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أو أﺧﻼﻗﯾﺔ‪...‬اﻟﺦ؛‬
‫‪-6‬ﺗﺷﺧﯾص أﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ واﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﻸﻓراد واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون ﻗطﺎع ﻋﻣﻼء اﻟﻣﺷروع اﻷﻣر‬
‫اﻟذي ﯾﻔﯾد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺧﺎﺻﯾﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻷﺳﻌﺎر وﺧﺻﺎﺋص اﻹﻧﺗﺎج وﻛذﻟك اﻟﺗﺳوﯾق‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺑﯾﺋﻲ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻫو ﺣﺻر اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷروع اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻸوﺿﺎع اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪...،‬اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‬
‫اﻟﺟدﯾد أن ﯾﺣدد ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟوﺿﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع‪ ،‬وﻫل أن اﻟﻌواﻣل‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺳوف ﺗﺷﻛل ﻣﺻدر ﻧﺟﺎح أو ﻣﺻدر ﻓﺷل ﻟﻠﻣﺷروع‪ ،‬وﻫﻛذا ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌواﻣل اﻷﺧرى ﺣﯾث ﯾﺗم‬
‫ﺗﺣدﯾد ذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ .‬ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺟدول ﯾﺗم ﻓﯾﻪ ﺗﺣدﯾد اﻟﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﺣدﯾد ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة ﺗﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻓرص ﻟﻠﻧﺟﺎح‪.‬‬
‫ﻓﻣﺛﻼ ﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﻘﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪ :‬ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﺗﺣدث زﯾﺎدة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺣواﺳﯾب ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن وارﺗﻔﺎع ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺗﺣﺳن اﻟوﺿﻊ اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺗﻬدﯾد ﻣن‬
‫اﺣﺗﻣﺎل دﺧول ﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﺟدد وظﻬور اﺧﺗراﻋﺎت وﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎت ﺟدﯾدة ﺗﻘﻠل ﻣن اﻟطﻠب‪.‬‬
‫وﻏﺎﻟﺑﺎ ﯾﺗم اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﺣﺗﻣﺎل ﻛل ﻓرﺻﺔ ﺑﻌﻼﻣﺔ ‪ ،+‬ﺑﺣﯾث ﺗﻌطﻰ ﻟﻠﻔرﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ اﺣﺗﻣﺎل ﻗوي ﻟﻠوﻗوع‬
‫‪ ،+++‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻌطﻰ ﻟﻠﻔرﺻﺔ ﻣﺣدودة اﺣﺗﻣﺎل اﻟوﻗوع ﻋﻼﻣﺔ ‪ +‬واﺣدة ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗﻬدﯾدات ﻓﺗﻌطﻰ ﻋﻼﻣﺔ ‪، -‬‬
‫ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺄﺷﯾر اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻛﺑﯾر ﺑﺛﻼث ﻋﻼﻣﺎت‪ ، ---‬ﻹﺑراز ﺧطورﺗﻪ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﺻﻐﯾر ﯾﺗم ﺗﺄﺷﯾرﻩ ﺑﻌﻼﻣﺔ ‪-‬‬
‫واﺣدة‪ ،‬وﻗد ﯾﺗم إﻋطﺎء ﻋﻧﺻر ﻣﺎ ﻋﻼﻣﺔ ‪ 0‬ﺻﻔر‪ ،‬ﻟﯾﺗﺑﯾن اﻧﻪ ﻣﺣﺎﯾد)ﻟن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﻣﻬم(‪.‬‬
‫اﻟﺟدول رﻗم )‪ :(02‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻔرص واﻟﺗﻬدﯾدات‬

‫ﺗﻐﯾرات ﻣﺗوﻗﻌﺔ ﺣﺟم اﻟﻔرﺻﺔ درﺟﺔ‬ ‫ﺑﻌد ﻣﻬم‬ ‫اﻟﻌواﻣل‬


‫اﻟﺗﻬدﯾد‬
‫ﻓرﺻﺔ‪+++‬‬ ‫وﻻدات‬ ‫ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو‬ ‫اﻟﺳﻛﺎن‬
‫ﻓرﺻﺔ‪+++‬‬ ‫ﺗﺣﺳن‬ ‫اﻟوﻋﻲ‪،‬اﻟﺗﻌﻠﯾم‬ ‫اﻟوﺿﻊ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫ﻓرﺻﺔ‪++‬‬ ‫ﻧﻣو ﻣﺳﺗﻣر‬ ‫اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ‬ ‫اﻹﻗﺗﺻﺎد‬
‫ﺗﮭدﯾد‪---‬‬ ‫ﻣﻨﺎﻓﺴﯿﻦ ﺟﺪد‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﻮن‬ ‫اﻹﻗﺘﺼﺎد‬

‫‪19‬‬
‫ﻓﺮﺻﺔ‪+‬‬ ‫دﻋﻢ‬ ‫ﺗﺸﺮﯾﻌﺎت‬ ‫اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫ﺗﮭدﯾد‪--‬‬ ‫اﻹﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻣﺨﺎطﺮ ﺣﺮب‬ ‫اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ‬
‫ﺗﻬدﯾد‪-‬‬ ‫اﺧﺘﺮاع ﺟﺪﯾﺪ‬ ‫اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ ﺟﺪﯾﺪة‬
‫ﻓﺮﺻﺔ‪++‬‬ ‫ﺗﺤﺴﻦ‬ ‫اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺒﯿﻌﯿﺔ‬ ‫اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺄﻛﯾد اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬


‫ﺗﺷﯾر اﻟدراﺳﺎت إﻟﻰ أن ﻓﺷل اﻟﻣﻘﺎوﻻت ﯾﻌود ﺑﺎﻷﺳﺎس إﻟﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻣﺷروع دون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل واﺧﺗﺑﺎر‬
‫ﻟﻠﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر ﺳطﺣﻲ ﻟﻠﻔﻛرة ﻏﯾر ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳس ﻋﻠﻣﯾﺔ‪.‬‬
‫أن ﺗﺣﻠﯾل واﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﯾﻌﻧﻲ ﻗﯾﺎس ﻣدي ﻗدرة ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻋﻠﻰ إرﺿﺎء وﺟدب اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن‬
‫اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن )اﻟزﺑﺎﺋن ﺑﺎﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ(‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺗﺑر دراﺳﺔ ﺟدوى ﻧظرﯾﺔ وﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ ﻣدى اﻟﻔواﺋد اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن‬
‫ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ اﻟﻣﺷروع ﻗﺑل ﺑداﯾﺗﻪ‪.‬‬
‫ﯾرﺗﻛز ﺗﺣﻠﯾل واﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن إﺟﺎﺑﺎت ﻟﻠﺳؤاﻟﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن‪:‬‬
‫اﻷول ‪:‬ﻫل ﺗﺳﺗﺟﯾب اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ؟ وﻫل ﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﺗﺛﯾر ﻋدد ﻣﺣﺗﻣل ﻣن اﻟزﺑﺎﺋن؟‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬ﻫل ﯾﻣﻠك اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘدرات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺟذب ﻫؤﻻء اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن؟ ٕواذا ﻛﺎن اﻟﺟواب ب"ﻻ"‪ ،‬ﻫل‬
‫ﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻘدرات ﺑﺳﻬوﻟﺔ؟‬
‫وﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن‪:‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن ﻣﺷروﻋﺎت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﻣﻛﺎﺗب‬
‫دراﺳﺎت اﻟﺟدوى‪.‬‬
‫"ﻓﺎﻟﻣﺷﺗري ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺷراء )‪ (1‬ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ )‪ (2‬ﺑﻣواﺻﻔﺎت ﻣﺣددة )‪ (3‬ﺑﻛﻣﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ )‪ (4‬ﺑﺳﻌر ﻣﻧﺎﺳب )‪(5‬‬
‫ﺑﺟودة ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ )‪ (6‬ﻣن ﻣﺻدر ﺗورﯾد ﻣﻧﺎﺳب )‪ (7‬ﺑﻣواﻋﯾد ﺗﺳﻠﯾم ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ )‪( 8‬ﺑﺷروط دﻓﻊ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ )‪ (9‬وﺑﺷروط‬
‫ﺧدﻣﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ‪ (10) ...‬ﻓﻬذﻩ ﻫﻲ ﺷروط وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺷﺗرﯾن وﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣﻌرﻓﺔ ﻫذﻩ اﻟﺷروط وﺗوﻓﯾرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺞ‬
‫اﻟﻣﻘدم ﻋن طرﯾق اﻻﻗﺗراب ﻣن اﻟﻌﻣﯾل "‬
‫وﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺎن اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑرأي اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن وﺗﺟﻣﯾﻊ أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن ﺟﻬﺎت ﻣﺗﻌددة وذﻟك‬
‫ﻟﻺﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ رأي ﻣوﺣد ﻗﺑل اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﻌﺗﻣد ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫*اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗوج‪ :‬وذﻟك ﺑﺎﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺗﻘﻧﯾﺎت واﻟﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺑﺳﯾطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺣﺳن‬
‫ﻫﯾﺋﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗوج‪ ،‬ﻟﻛن ﯾﺟب أوﻻ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أن اﻟﻔﻛرة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻗﺑول ﻓﻛرة اﻟﺗﻌدﯾل ﻓﯾﻬﺎ ﻣن‬
‫أﺟل ﺗواﻓق اﻟﻣﻧﺗوج ﻣﻊ رﻏﺑﺎت وأذواق اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫*اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح ‪:‬وﺗﻌﻧﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻣﺛل‬
‫اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﺳﯾﯾرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﯾرﯾن‪ ،‬إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪ ،‬ﻣوﻗﻊ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن‪ .‬وﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل إﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫*ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳوق‪ :‬ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﺳوق ﻣن أﻫم ﻋﻧﺎﺻر ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ‬
‫ﺗﻘدﯾر ﺣﺟم اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن وﺗﻘدﯾر اﻟطﻠب واﻷﺳﻌﺎر وﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن و ﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺳوق ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-‬ﻣﻧﺣﻧﻰ دورة ﺣﯾﺎة اﻟﻣﻧﺗوج‪ :‬ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون اﻟﻣﻧﺗوج اﻟﻣﻘﺗرح‪ ،‬ﻟﻪ ﺳوق واﺳﻌﺔ ﻟﻛﻧﻪ ﻣﻬدد داﺋﻣﺎ ﺑﺧطر اﻟﺗﻘدم‬
‫اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ وﺗﻐﯾﯾر اﻷذواق ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠزﺑﺎﺋن‪ ،‬أو ظﻬور ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺑدﯾﻠﺔ أو ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ أﻗل ﺳﻌرا‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﺧطر‬
‫ﺗرﻛﯾز ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻷﻋﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة وﺣﯾدة‪.‬‬

‫‪-‬ﺗطور اﻟطﻠب‪ ،‬اﻟﺗﻣوﯾن واﻷﺳﻌﺎر‪ :‬ﻣن اﻟﺻﻌب ﺗﻘدﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻷن ﻫذا اﻟﺗطور ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﺿﻊ أو‬
‫ﯾﻧﺗﺞ ﻣن ﻋدة ﻋواﻣل ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻧﻣو اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﻲ‪ ،‬اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣﻧﺎخ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟوﺳطﺎء‪ :‬ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﯾرﺗﺑط ﺳﻠوك اﻟﻣوزﻋﯾن إﻟزاﻣﺎ ﺑﺄﺳواﻗﻬم اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ أذواق‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣن ﺟﻬﺔ وﻛذﻟك طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻌﻣول ا ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﺣﺗﻛﺎر وﺗﺳﯾﯾر اﻟﺳوق‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎول‬
‫أﺧد ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﻣوزﻋﯾن واﻹﺗﺻﺎل ﺑﺎﻟﺧﺑراء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻧﺗوج‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ‪:‬ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺳوق ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن اﻟرﺋﯾﺳﯾﯾن ﻟﻠﻣﻧﺗوج ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﺻﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ‪،‬‬
‫ﻣواردﻫم‪ ،‬أﺳﻌﺎرﻫم‪ ،‬اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺑﯾﻊ‪ ،‬اﻹﻋﻼن‪ ،‬واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﺑﺷرﯾﺔ إن أﻣﻛن‪ ،‬ﻷن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن ﺗﻣﺛل أول ﻋﺎﺋق ﯾﺟب أﺧدﻩ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺑﺎن‪.‬‬
‫*ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ‪ :‬ﯾﺟب ﺗﺟﻧب اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻛﺑﯾرة )آﻻت وﻣﻌدات‪ ،‬ﻣﺧزوﻧﺎت‪،‬‬
‫دﯾون(‪ ،‬ﻷن أي ﻣﻧﺷﺊ أو ﻣﻘﺎول ﺟدﯾد أو ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺷﻛوا ﻣن ﻧﻘص اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻧﻘص‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ﻗطﺎع اﻟﺳوق ‪ ،‬ﻧﻘص اﻟﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أﺧذﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب ﺑﺎﻟﺣذر ﻣن‬
‫ﻛﺛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرات‪.‬‬
‫‪-‬ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺣﺟم اﻟﻣﻣﻛن ﻟﻠزﺑﺎﺋن‪ :‬اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻘدﯾر اﻟﺣﺟم اﻟﻣﻣﻛن‬
‫ﻟﻠزﺑﺎﺋن‪ ،‬وﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟد ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﻪ إﻣﺎم ﺣﺎﻟﺗﯾن‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫اﻷوﻟﻰ ‪:‬ﯾﻣﻛن ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع اﻻﻧﺳﺣﺎب ﺑﺳﻬوﻟﺔ ودون ﻣﺧﺎطر ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة إذا ﺳﺎرت اﻻﻣور ﻋﻛس اﻟﺗوﻗﻌﺎت‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم إﺟراء اﺧﺗﺑﺎرات ﺑﺳﯾطﺔ ﻟﻠﻣﻧﺗوج ﺗم اﻟﻣرور ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺟراء‬
‫ﺑﻌض اﻟﺗﻌدﯾﻼت‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ‪:‬إذا وﺟد ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ﻧﻔﺳﻪ أﻣﺎم ﻣﺧﺎطر ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻫﻧﺎ ﯾﺣﺎول اﻟﻣﻘﺎول اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺔ‬
‫ﺳوق‪ ،‬وذﻟك ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺑﯾﺎن ﻋﻠﻰ ﻋﯾﻧﺔ ﻣن اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﯾن أو اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟزﺑﺎﺋن‪ ،‬أو اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﺑﻣﻛﺎﺗب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ دراﺳﺎت اﻟﺳوق ﻟﻠوﻗوف ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ وﺣﺟم اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬

‫ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر أﺳﺎس ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺷﺎء ﻣؤﺳﺳﺔ ﺻﻐﯾرة واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﯾﺿﺎ ﺷرط ﺿروري ﻟﻧﺟﺎح‬
‫اﻟﻣﺷروع ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ وﻟﺳوء اﻟﺣظ ﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﯾﺑﺎﺷرون اﻷﻋﻣﺎل‬
‫واﻟﻣﺷروﻋﺎت ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎس زاﺋد أو ﺗﺻور زاﺋف ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﺟﺎح اﻟﻣﺷروع دون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر ﻟﻠﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪.‬‬
‫إن اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻌﻘدة ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺗﻠزم اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول‬
‫اﻟزﺑﺎﺋن واﻷﺳواق اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ وﻫذا ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻣﺷروع ﺣرﻓﻲ أو ﺗﺟﺎري ﺑﺳﯾط‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ‬
‫ﺟوﻫرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺣﺎﻣﻠﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻹﺑداع اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻻن اﻟﺧطﺄ ﻓﯾﻬﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﺧﺳﺎﺋر ﻛﺑﯾرة‪ ،‬ﻓﺑﻌد ﺟﻣﻊ‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺣدﯾد اﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﯾن‪ ،‬ﺗﺄﺗﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻹﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻌﻧﺎﺻر‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح؛ ‪‬‬
‫‪-‬دراﺳﺔ اﻟﺗطور اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻬذﻩ اﻟﻌواﻣل؛ ‪‬‬
‫‪-‬ﺗﻘدﯾر ﻧﻘﺎط ﻗوة وﻧﻘﺎط ﺿﻌف اﻟﻣﺷروع؛‪‬‬
‫‪-‬ﺗﺻور اﻟﻣﺷروع ؛ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧﻔﯾض ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف وزﯾﺎدة ﻧﻘﺎط اﻟﺿﻌف‪.‬‬
‫وﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺧﺗﺑﺎر ﺑﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪-‬أﺣﺳن وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح ﻫﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣن اﻟﻣوردﯾن‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾن‪،‬‬
‫اﻟﻣوزﻋﯾن‪..،‬وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻛل ﻣن ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟزﺑون اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ؛‪‬‬
‫‪-‬وﺑﻌد ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح( وﺗطورﻫﺎ اﻟﻣﺗوﻗﻊ)‪ ،‬ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌدﻫﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة‬
‫واﻟﺿﻌف‪ ،‬وﯾﺗم اﻷﺧذ ﻓﻲ اﻟﺣﺳﺎب أن ﻧﻘطﺔ اﻟﻘوة ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧﻘطﺔ ﻗوة إﻻ إذا ارﺗﺑطت ﺑﺄﺣد ﻋواﻣل اﻟﻧﺟﺎح‪،‬‬
‫ٕواذا ﻛﺎن ﺣﺎﻣل اﻟﻣﺷروع ﯾﺗﻔوق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻧﻘطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳﯾن؛‪‬‬
‫‪-‬ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻌواﻣل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح وﻧﻘﺎط اﻟﻘوة ﻓﻲ اﻟﻣﺷروع أو اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ‪،‬‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻗرار ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة؛‪‬‬
‫ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺻﺑﺢ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﻘﺎول ﻛل اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺑﻧﺎء اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻗﺑل اﻟﻣرور إﻟﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع وﯾﺑﻘﻰ ﻟﻪ‬
‫ﻣﻬﻣﺗﯾن ﯾﺟب إﻛﻣﺎﻟﻬﻣﺎ ‪:‬اﻹﻗﺗراب ﻣن ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة وﻣراﺟﻌﺔ اﻷﻫداف واﻟﻣﺑررات‪.‬‬
‫*دراﺳﺔ اﻟﺳوق‪:‬‬
‫ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳوق اﻟﺣﺟر اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﺧﺗﺑﺎر اﻟﻔﻛرة اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﺣﯾث ﯾؤدي إﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻧﻰ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻔﻛرة واﻟوﺻول إﻟﻰ ﻓرص ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻧﺟﺎح وذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻋن إﺟﺎﺑﺎت ﻟﻸﺳﺋﻠﺔ‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫ﻫل ﯾوﺟد أﺷﺧﺎص ﻗﺎﺑﻠﯾن ﻟﺷراء اﻟﻣﻧﺗوج؟ وﺑﺄي ﺛﻣن؟ ‪‬‬
‫ﻣن ﻫم ﻫؤﻻء اﻟزﺑﺎﺋن؟ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺟﻧس‪ ،‬اﻟﻌﻣر‪ ،‬اﻟﻌدد‪...‬إﻟﺦ‪.‬‬

‫ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﺣﺎﻣل اﻟﻣﺷروع ﻋن إﯾﺟﺎد إﺟﺎﺑﺎت ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت‪ ،‬ﻻ ﺑد أن ﯾﺑﺣث أوﻻ ﻋن اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ‬
‫ﻣن ﺟﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﻲ ﺗوﻓرﻫﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﯾﻼﺣظ وﺟود اﺧﺗﻼف ﻛﺑﯾر ‪:‬ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺑﻠد اﻟذي ﻻ ﯾﺷﻛوا ﻣن ﻧﻘص ﻓﻲ اﻻﺣﺗراﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻹداري‪ ،‬ﻓﺈن ﻣؤﺳﺳﺎت رأس‬
‫ﻣﺎل اﻟﻣﺧﺎطرة ﺗﺷﻛوا ﻣن أن طﺑﻘﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﯾﺗﺟﺎﻫﻠون إرادﯾﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ذات اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﺑﻌﯾد‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﯾﻌﻬم‪ ،‬وﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﯾﺗﺣﻔظ ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻣن ﺟﻣﻊ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻌﻣﻘﺔ ﻋن اﻷﺳواق اﻟﻣﺳﺗﻬدﻓﺔ‪ ،‬ﻧظ ار‬
‫ﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌرﺿﻬم إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻛل ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع ﺗﺗﻣﺛل أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ ﻹﯾﺟﺎد‬
‫اﻟﻔرص اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳوق واﻟزﺑﺎﺋن اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﯾن‪ ،‬دورة ﺣﯾﺎة‬
‫اﻟﻣﻧﺗوج‪ ،‬ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﺳوق ‪،‬واﻟﻣوﻗﻊ اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ واﻟﻌﻣﻠﻲ‪...،‬إﻟﺦ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫ذﻟك ﻓﺎﻟﺗﺳوﯾق ﯾﺑدأ ﻗﺑل اﻧطﻼق اﻟﻣﺷروع وﻫو اﻟﻣﺣدد ﻟذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﯾﺎم ﺑدراﺳﺎت اﻟﺳوق ﻋن طرق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻷدوات اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ )ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺟﻣﻊ وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﻧوﻋﯾﺔ واﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﺳواق واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت(‪.‬‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﯾﺗﺿﺢ أن ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط وﺛﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ واﻟﺗﺳوﯾق‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻣﺛل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول‬
‫اﻷﺳواق دﻟﯾل اﻟﻣﻘﺎول ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻪ وﻗ ارراﺗﻪ اﻟﻣﻘﺎوﻻﺗﯾﺔ واﺳﺗﻐﻼل اﻟﻔرﺻﺔ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like