You are on page 1of 18

‫‪ ‬مجمة التربية والعمم ‪ -‬المجمد (‪ ،)16‬العدد (‪ ،)2‬لسنة ‪ 2009‬‬

‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‬

‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬


‫كميػػة التربيػة ‪ /‬جامعة المكصؿ‬

‫القبول‬ ‫االستالم‬
‫‪2008 / 09 / 10‬‬ ‫‪2008 / 04 / 20‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The Study of the harmony of the ends of the Qur'anic verses is‬‬
‫‪considered to be of great importance in the Qur'anic context. It reguires to‬‬
‫‪be fully comprehended in order to extract the artistic approach used by‬‬
‫‪the Qur'an. The harmony of the ends is important for it reveals one of the‬‬
‫‪Qur'anic miricales and is regarded as on of the Qur'anic styles as well.‬‬
‫‪The research tackles the linguistic and idiomatic meamings of the‬‬
‫‪harmony of the ends. It is concluded that there is a relationship between‬‬
‫‪the two meanings. The idiomatic meanings are based on the linguistic‬‬
‫‪meanings and they get their elements from them. The harmony of the‬‬
‫‪ends is independent. It emphasizes and clarifies what precedes it. The‬‬
‫‪research aimd of showing the importance of the harmony of the ends in‬‬
‫‪supporting the context as a whole. Had the harmony of the ends changed,‬‬
‫‪the meaning would have been defective and incomplete.‬‬

‫الممخص‬
‫عد عناية فائقة بالسياؽ القرآني كتدبره‬
‫م في اآليات القرآنية م ٌ‬ ‫َّ‬
‫إف دراسة انسجاـ الخ كاتـ‬
‫كتأممو كاستنباط المنيج الفني الذم يسرم في نسقو‪ ،‬ككذلؾ م عد االنسجاـ في الخ كاتيـ مف‬
‫مبيف كج ىان مف كجكه اإلعجاز القرآني بكصفو أسمك بان مف أساليب‬
‫الظكاىر القرآنية الميمة نو ي‬
‫التعبير القرآني ؿلكقكؼ عمى أسرار إعجاز الكتاب العزيز‪.‬‬
‫كتضمف ىذا البحث المعنى المغكم كاالصطالحي النسجاـ الخكاتيـ ‪ ،‬ككجدنا ثمة عالقة‬
‫بيف المدلكليف‪ ،‬كىك أمر معركؼ في مجاؿ الكمـ الداللي ‪ ،‬إذ ترتكز الثانية عمى ا كلى كتستمد‬
‫منيا مقكماتيا‪.‬‬
‫ففف انسجاـ الخاتمة قد مككف يمتفردان في ذاتو فيك مأتي تأكيدان كتكضيحان ؿما سبقو‬ ‫ككذلؾ َّ‬
‫مثِّ يؿ زيادة معنكية تؤدم فائدة‪.‬‬
‫مف سياؽ قرآني ٌفق مي‬
‫كقد سعينا في ىذا البحث إلى بياف أىمية انسجاـ الخ كاتيـ في إغناء السياؽ برمتو ك َّأنو‬
‫م بالمعنى منقكصان‪.‬‬‫الختؿ المعنى كاضطرب‪ ،‬كأيتى‬ ‫َّ‬ ‫لك يغيِّر أك يب ِّدؿ‬

‫‪72‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫كيقاؿ ‪ :‬ىس ىج ىـ‬ ‫ً‬


‫دمعيا كساؿ قميالن أك كثي انر ‪ ،‬ي‬
‫اال نسجام لغة ‪ :‬مأخكهذ مف ىس ىج ىمت العيف إذا قطر ي‬
‫تس ًج ٍيمنا كتىسجامنا‪ :‬إذا ى‬
‫صبَّو ‪ ،‬كانسجـ الماء‬ ‫أسىج ىمو َّ‬
‫كسج ىمو ٍ‬ ‫كس ىجمو ىك ك ٍ‬
‫كس ىجماننا‪ ،‬ى‬
‫كس يجكمنا ى‬‫ىس ٍج ىمنا ي‬
‫ب‪ ،‬كانسجـ الكالـ‪ :‬انتظـ(ُ)‪.‬‬ ‫نس ًج هـ‪ٍ :‬ان ى‬
‫ص َّ‬ ‫الدمم فيك يم ى‬‫ك َّ‬
‫فالمعنى المغكم يكضح لنا إ َّف االنسجاـ ىك انصباب الماء مف العيف بشكؿ قميؿ أك‬
‫ثـ استعمؿ في انتظاـ الكالـ كترتيبو‪ ،‬ففي انصباب الماء انسجاـ كانتظاـ ككذلؾ الكالـ‬
‫كثير‪َّ ،‬‬
‫المخاطب‪ ،‬كىذا المعنى أنسب يليطمؽ عمى خكاتيـ اآليات‬ ‫عما ييريده ي‬
‫يككف يمنسجمان انتظامان معب انر ٌ‬
‫التي تأتي بعد تماـ الكالـ فييا قصد إيضاحو أك تككيده أك تبيينو ليككف أكثر اتساقنا كانسجامنا‪.‬‬

‫(ِ)‬
‫ااطالحاًا ‪:‬‬ ‫اال نسجام‬
‫اعتنى العمماء باالنسجاـ كالنسؽ كمعرفة الفصؿ كالكصؿ كبر اعة التخمص في الكالـ‬
‫ففف جماؿ االنسجاـ في خكاتيـ اآليات تم كد‬
‫العربي ‪ ،‬كأ ٌنيا إذا تمت فيو بب ار عة كحذؽ عند ذلؾ ٌ‬
‫إلى السالسة كالبراعة في التعبير‪.‬‬
‫يقكؿ ابن أبي األابع في تكضيحو لالنسجاـ في محاسف الكالـ "ىك ٍ‬
‫أف تأتي الكممات‬
‫مف النثر كا بيات مف الشعر متتاليات متالحمات تالحمان سميمان مستحسنان ال معيبان كال يمستيجف ان‪،‬‬
‫استقؿ معناه لفظو‪ ،‬كاف ردفو مجاكره‬
‫كؿ بيت إذا أفرد قاـ بنفسو ك ٌ‬
‫أف يككف ٌ‬
‫المستحسف مف ذلؾ ٍ‬ ‫ك ي‬
‫تجز حسنيما كنقص كماليما‬‫صار بمنزلة البيت الكاحد بحيث يعتقد السامم أنيما إذا انفصال ٌأ‬
‫كتقسـ معناىما‪ ،‬كىما ليسا كذلؾ بؿ حاليما في كماؿ الحسف كتماـ المعنى مم االنف ار د كاالفتراؽ‬
‫كحاليما مم االلتئاـ كاالجتماع"(ّ)‪.‬‬
‫أف يأتي الكالـ متحد انر‬
‫ككذلؾ في حديثو عف االنسجاـ يقكؿ ‪" :‬كىك (أم االنسجاـ ) ٍ‬
‫ُّ‬
‫كتحدر الماء المنسجـ‪ ،‬سيكلة سبؾ؛ كعذكبة ألفاظ حتى يككف لمجممة مف المنثكر كالبيت مف‬

‫الزبيدم‪.ُٕٖ-ُٕٕ /ِّ ،‬‬


‫(ُ) ينظر‪ :‬تاج العركس مف جكاىر القامكس‪ :‬محمد مرتضى ٌ‬
‫أعـ مف االتساؽ لذا اعتمدنا عمى مصطمح االنسجاـ عمى‬ ‫ثمة فرؽ بيف االتساؽ كاالنسجاـ إذ َّ‬
‫إف االنسجاـ ٌ‬ ‫(ِ) ٌ‬
‫نص قد يبدك ٌأكؿ كىمة غير منسجـ ‪.‬‬ ‫ٌأنو يشترط قياـ فعؿ مف المتمقي مقابؿ فعؿ َّ‬
‫النص‪ ،‬إذ يعيد انسجاـ ٍّ‬
‫ينظر‪ :‬لسانيات النص‪ -‬مدخؿ إلى انسجاـ الخطاب‪ : -‬محمد خطابي‪ ، ٓ ،‬كفعالية القراءة كاشكالية تحديد‬
‫النص اؿقرآني‪ :‬محمد بف أحمد جيالف‪ ، ُِٗ ،‬كقد أطمؽ محمد مفتاح عمى االنسجاـ الثابت‬
‫المعنى في ٌ‬
‫يتككف‬
‫ففف االنسجاـ ٌ‬ ‫النص (تنظير كانجاز )‪ ،ُِِ ،‬فضالن عف ذلؾ ٌ‬ ‫البنيكم كالتداعي كالتكثيؼ‪ ،‬دينامية ٌ‬
‫مف اجتماع التنضيد كالتنسيؽ‪ ،‬فالتنض يد‪ :‬ىك عدد مف أدكات العالئؽ النحكية‪ ،‬مثؿ ‪ :‬الكاك ك أك كأدكات‬
‫أما التنسيؽ فيشمؿ كثي انر مف المنسقات‬ ‫االستثناء كحركؼ التعميؿ كما ُّ‬
‫يدؿ عمى الغاية كالشرط كالجكاب ‪َّ .‬‬
‫تاح ‪،‬‬
‫المغكية كخصكصان إذا ألٌؼ بيف الدراسات النحكية كالبالغية ‪ .‬التمقي كالتأكيؿ – مقاربة نسقية‪ :‬محمد مؼ‬
‫ُٖٓ‪.‬‬
‫(ّ) تحرير التحبير في صناعة الشعر كالنثر كبياف إعجاز القرآف ‪ :‬ابف أبي اإلصبم المصرم ‪.ِْٕ ،‬‬

‫‪73‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫يره مم خمكه مف البديم كبعده عف‬ ‫المكزكف كقم في النفكس‪ ،‬كتأثير في القمكب ما ليس لغ‬
‫(ُ)‬
‫كيمثؿ االنسجاـ الشكؿ الظاىرم لمكالـ حيث الربط كمتانتو بيف أجزائو‪ ،‬كيككف تأثيره‬ ‫التصنيم"‬
‫ال عف ذلؾ فيك يمس يمباشرة ممكة الذكؽ‬
‫السيما الحكاس منيا‪ ،‬فض ن‬
‫يمنصبنا عمى منبيات النفس ك ٌ‬
‫فيككف كقعو أشد‪ ،‬كاستجابتو النفسية أكثر‪.‬‬
‫ُّ‬
‫كتحدر‬ ‫ؼ السيوطي االنسجاـ "ىك ب ٌ‬
‫أف الكالـ ‪ -‬لخمكه مف العقادة‪ -‬يككف متحد انر‬ ‫عر ي‬
‫كي ِّ‬
‫ي‬
‫الماء المنسجـ‪.‬‬
‫كيكاد لسيكلة تركيبو كعذكبة ألفاظو أف يسيؿ رقة"( ) ثيَّـ يقكؿ‪" :‬كالقرآف كمو كذؿؾ"(ّ)‪.‬‬
‫أف أكاصر االنسجاـ بيف آم القرآف متكفرة "كمرجعيا – كاهلل أعمـ‪ -‬إؿل‬ ‫كيرل الزركشي َّ‬
‫معنى رابط بينو ا عاـ أك خاص‪ ،‬عقمي أك حسي أك خيالي‪ ،‬كغير ذلؾ مف أنكاع العالقات أك‬
‫‪ ،‬أك التالزـ‬ ‫معمكؿ‪ ،‬كالنظيريف كالضديف كنحكه‬
‫المسبب‪ ،‬كالعمة كاؿ‬
‫التالزـ الذىني كالسبب ك ي‬
‫(ْ)‬
‫أف فائدة االنسجاـ‬
‫الخارجي كالمرتب عمى ترتيب الكجكد الكاقم في باب الخبر " ‪ .‬كيرل كذلؾ ٌ‬
‫ىي "جعؿ أجزاء الكالـ بعضيا آخذنا بأعناؽ بعض‪ ،‬فيقكل بذلؾ االرتباط كيصير التأليؼ حالو‬
‫حاؿ البناء المحكـ المتالئـ ا جزاء"(ٓ)‪.‬‬
‫كمـ كننا أف نقكؿ ‪َّ :‬‬
‫إف االنسجاـ ىك الترابط بيف أجزاء اآلية في صكرة جميمة أخاذة‬
‫ال خمؿ كال فكضى‪ ،‬بؿ تراص‬ ‫تسترعي االنتباه كتيريح الحكاس كتتماشى كالذكؽ الرفيم بحيث‬
‫كالتحاـ في أسمكب بديم‪.‬‬
‫كاالنسجاـ نابم مف طبيعة المغة العربية‪ ،‬كفطرة عقمية العرب البيانية‪ ،‬ففف العربي كاف‬
‫ينطؽ ككأنو نبم فياض ال تكمؼ كال إجياد في الفكر كالعقؿ‪ ،‬بؿ سالمة في سبؾ متيف‪ ،‬كانسجاـ‬
‫كتناسؽ في ا جزاء عمى غاية مف اإلبداع كبساطة في الفطرة كنقاكتيا‪.‬‬
‫(ٔ)‬
‫كالسيما‬ ‫كىذه الركح تسكد القرآف كمو في اآلية الكاحدة كاآليات المتعددة كالسكرة كاممة‬
‫في خكاتيـ اآليات القرآنية‪.‬‬
‫النص القرآني كتماسكيا‬
‫كسنخصص في ىذا البحث الكيفية التي تتفاعؿ بيا أجزاء ٌ‬
‫نصنا متسقنا‪َّ ،‬ف المتأمؿ في كتب ا لتراث التي تناكلت عمكـ القرآف ال يجد عناء لكي يقم‬ ‫لتي ِّ‬
‫شكؿ ٌ‬

‫(ُ) تحرير التحبير ‪.ِْٗ :‬‬


‫(ِ) اإلتقاف في عمكـ القرآف ‪ :‬جالؿ الديف السيكطي‪.َِٔ /ّ ،‬‬
‫(ّ) المصدر نفسو‪.َِٔ /ّ :‬‬
‫(ْ) البرىاف في عمكـ القرآف ‪ :‬بدر الديف محمد بف عبد اهلل ‪.ّٔ /ُ ،‬‬
‫(ٓ) المصدر نفسو‪.ّٔ /ُ :‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬تحرير التحبير‪ ، ّّْ ،‬كاإلتقاف في عمكـ القرآف ‪. َِٔ /ّ :‬‬

‫‪74‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫كلعؿ مف أبرز ىذه ا دك ات قضية انسجاـ‬ ‫عمى اآلليات كا ساليب التي تحقؽ انسج اـ َّ‬
‫النص ٌ‬
‫الخكاتيـ في اآليات القرآنية‪.‬‬
‫فانسجاـ الخاتمة يقصد بو التآلؼ بيف البداية كمطمؽ نياية اآلية‪ ،‬كبعبارة أكضح ‪ :‬ي ً‬
‫مك يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أف ينح ِّد ىد انسجاـ الخاتمة َّ‬
‫بأنو انتياء اآليات القرآنية بما يدعي المعنى مستساغان كمساي انر لمسياؽ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫كمس الكجداف‪ ،‬كاثارة َّ‬
‫النفس‬ ‫النفس كقاد انر عمى اإلثارة كالتأثير في تحريؾ العقؿ ِّ‬‫كمقبكالن في َّ‬
‫المخيمة لتتدبر كتتفاعؿ كتتجاكب في عمؽ مم المعنى العاـ مف السياؽ‪.‬‬
‫ك ي‬
‫َّ‬
‫استمد‬ ‫إف الثاني قد‬
‫تقد ىـ نمحظ الصمة الكثقى بيف المعنى المغكم كاالصطالحي‪ ،‬إذ ٌ‬
‫مـ ا ٌ‬
‫مقكماتو مف ا كؿ‪ ،‬فرأينا َّ‬
‫أف المعنى المغكم يتمحكر حكؿ انصباب الماء كانتظامو ككذلؾ‬
‫االنتظاـ في الكالـ يككف يمنسجمان معب انر عف الدقة فيو‪ ،‬ككذلؾ كجدنا المعنى االصطالحي يدكر‬
‫حكؿ تتابم اآليات القرآنية كتالحميا تالحمان منسجمان‪ ،‬حيث الربط كالمتانة بيف أجزاء اآليات‬
‫كالتأثير في النفس كسيكلة ا لفاظ كدقتيا‪.‬‬
‫يقكؿ ابن أبي اإلابع ‪" :‬يجب عمى الشاعر أك الناثر ٍ‬
‫أف يي ٍختى ىـ كالميما بأحسف خاتمة‪،‬‬
‫ففنيا آخر ما يبقى مف ا سماع ك َّنيا يربَّما ح فظت مف دكف سائر الكالـ في الغالب‪ ،‬فيجب ٍ‬
‫أف‬ ‫َّ‬
‫الفاضؿ عبد الرحيم –رحمو‬ ‫يجتيد في رشاقتيا كنضجيا كعالكتيا كجزالتيا‪ ،‬كقد رأيت القاضي‬ ‫ى‬
‫ترقص ليا القمكب كتغني‬
‫ي‬ ‫اهلل تعالى‪ -‬كثي انر ما كاف يحترز في ذلؾ كيتكخاه فيأتي منو ب يك ِّؿ نكتة‬
‫عف النسيب المبكب"(ُ)‪.‬‬
‫السكر القرآنية في غاية الحسف‬
‫م السكر القرآنية قاؿ‪" :‬كجميم خكاتـ ٌ‬ ‫كفي حديثو عف خكاتـ‬
‫كنياية الكماؿ‪ٌ ،‬نيا بيف أدعية ككصايا كفرائض كتحميد كتيميؿ إلى غير ذلؾ مف الخكاتـ التي‬
‫تشكؼ إلى ما ييقاؿ")ِ(‪.‬‬
‫ه‬ ‫النفكس بعدىا تطمُّمه كال‬
‫ال يبقى في ُّ‬
‫أف انسجاـ الخاتمة في الكالـ ىك يمناسبة لفظية مرغكبة‬ ‫كينظر عدد مف الباحثيف إلى َّ‬
‫الصكرة كاجادة الكقؼ‪ ،‬كتزيد مف ركعة التالكة بما‬‫كمطمكبة َّنيا تيريح القارئ‪ ،‬كتيرشده إلى تمكيف ُّ‬
‫اء بألكاف مف التنغيـ المؤثِّر كالتطريب ا َّخاذ في أغمب‬ ‫تخمم عمييا مف إيقاع يمحبب‪ ،‬كتى يم ُّد َّ‬
‫القر ى‬
‫ا حياف‪.‬‬
‫ؽ عمى عمؿ ال يكتاب‬ ‫ص يد ى‬
‫يصدؽ عمى القرآف الكريـ – عمى إطالقو– كا ٍف ى‬‫كىذا الؾالـ ال ي‬
‫دكر يميـ يمرتبط بما قبمو مف الكالـ‪ ،‬يفكؽ القكؿ بالتٌنغيـ‬ ‫ُّ‬
‫كالشعراء كغيرىـ‪ ،‬فالنسجاـ الخاتمة ه‬
‫ككأف ما سبقو لـ ي يك ٍف إالَّ تمييدان لو‪ ،‬حيث لك غي يِّر أك‬
‫كالتٌطريب‪ ،‬كينحدر عمى ا سماع انحدا انر‪َّ ،‬‬
‫الختؿ المعنى كاضطرب السياؽ في اآلية‪ ،‬كليس ىذا ا مر دائمان فيناؾ مف اآليات ما‬ ‫َّ‬ ‫يب ِّدؿ‬

‫(ُ) تحرير التحبير ‪.ُٔٔ :‬‬


‫(ِ) المصدر نفسو‪.َِٔ :‬‬

‫‪75‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫داللي في اإلشارة إلى‬ ‫كمقصد‬


‫ه‬ ‫سر بياني‬ ‫يكسر أيفؽ التٌكقم عند المتمقي أك السامم‪ٍّ ،‬‬
‫كلكؿ ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫المطمكب‪.‬‬
‫فاالنسجاـ يأتي لمقاصد في ختاـ اآليات حامالن تماـ المعنى‪ ،‬كتماـ التكافؽ الصكتي في‬
‫آف كاحد‪.‬‬
‫لى مظاىر‬ ‫أف يقفكا ع‬
‫كلقد حاكؿ كثير مف العمماء في دراساتيـ حكؿ القرآف الكريـ ٍ‬
‫اإلعجاز فيو‪ ،‬فبيرىـ جمالو الصكتي ك َّ‬
‫النحكم كالداللي ما استكقفيـ كاسترعى انتباىو ـ)ُ(‪ ،‬فكاف‬
‫المؤلفات العديدة في‬
‫القرآف الكريـ كما زاؿ ىك الكتاب الكحيد الذم تيكضم مف أجؿ تالكت ق تمؾ ي‬
‫التجكيد‪ ،‬كعمـ القراءات‪ ،‬حتٌى تبقى لكممات اهلل (‪ )‬تمؾ الحالكة الصكتية الرائعة التي تيؤثٌر في‬
‫ُّ‬
‫النفكس‪ ،‬كتسمك بمشاعر اإلنساف‪.‬‬
‫اضح في اليقظة النفسية التي‬ ‫ك ًم ٍف ىنا كاف انسجاـ الخكاتيـ في القرآف الكريـ ذا و‬
‫أثر ك و‬
‫تأتي عف طريؽ حاسة اؿٌسمم في اإلنساف ‪َّ ،‬ف ذلؾ اإليقاع الصكتي كالمعنى البياني الناتج عف‬
‫كي ِّ‬
‫نشطي االنفعاؿ‪.‬‬ ‫ىؼ اإلحساس ‪ ،‬ي‬ ‫الخاتمة في اآليات القرآنية يير ي‬
‫لمجرد الحمية المفظية مف دكف اعتبار‬ ‫إف انسجاـ الخكاتيـ ال يأتي ي‬ ‫نقكؿ ‪َّ :‬‬
‫أف ى‬ ‫كيمكف ٍ‬‫ي‬
‫كلكنو يأتمؼ مم ما ُّ‬
‫يدؿ عميو الكالـ‪ ،‬كا َّف عالق ىة‬ ‫لممعنى– كسنممس ىذا جمينا عند تحميمنا اآليات– َّ‬
‫االنسجاـ بما سبقو ًم ىف النص القرآني‪ ،‬يككف تمكينان لمكانو؛ كيككف يمستق انر في ق ارره؛ غير نافر كال‬
‫اختؿ المعنى كاضطرب‬ ‫حيث لك طيرح أك يغيِّر َّ‬ ‫قمؽ؛ يمتعمقان معناه بمعنى الكالـ يكمِّو تعمُّقان َّ‬
‫تامان؛ ي‬
‫الفيـ)ِ(‪.‬‬
‫النصية الغربية الميتمة‬
‫أف ىناؾ مذىبيف سادا كما زاال في الدراسات ٌ‬ ‫أف أشير إلى َّ‬ ‫ك ُّ‬
‫أكد ٍ‬
‫النص إنتاج لغكم لساني يكمف االنسجاـ في ذاتو‪ ،‬فمجرد ككنو‬ ‫أف َّ‬
‫النص‪ ،‬أحدىما يرل َّ‬ ‫بانسجاـ ٌ‬
‫ساتيـ تنطمؽ مف‬ ‫نصنا ييحتِّـ ككنو منسجمنا‪ ،‬كىذا المذىب مثَّمو عمماء لسانيات الخطاب كد ار‬
‫المنظكر المساني الكصفي التحميمي‪.‬‬
‫تيمنا آراؤه أكثر فيك الذم يعنى بانسجاـ النصكص مف منظكر‬ ‫أما المذىب الثاني الذم ُّ‬
‫َّ‬
‫نص منسجـ(ّ)‪.‬‬‫المتمقي‪ ،‬كذلؾ بدراسة العمميات التي ييكظِّفيا ىذا ا خير لبناء ٍّ‬
‫أف ينبيف العالئؽ المعنكية ا لسياقية التي تربط انسجاـ الخكاتيـ بما‬
‫كغايتنا في ىذا الفصؿ ٍ‬
‫ناسب فحكل المعنى الكارد‪.‬‬
‫يسبقو مف الكالـ‪ ،‬فيككف االنسجاـ تتكيجنا لما يسبقو بحيث يي ي‬

‫(ُ) مكانة الفكاصؿ مف اإلعجاز في القرآف‪ :‬محمد رجاء حنفي‪ ،‬الدارة‪ ،‬ع(ّ)‪ ،‬س(ُٓ) ‪.ٖ ،َُٗٗ ،‬‬
‫(ِ) مف أسرار التعبير في القرآف ‪-‬الفاصمة القرآنية‪ :-‬عبد الفتاح الشيف ‪.ّٗ ،‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬لسانيات النص‪ -‬مدخؿ إلى انسجاـ الخطاب‪ ،َٗ : -‬كفعالية القراءة كاشكالية تحديد المعنى في‬
‫اؿص القرآني ‪.َُّ-ُِٗ :‬‬
‫ٌن‬

‫‪76‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫‪ { :‬ﭸ ﭹ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮆ ﮇ ﮄﮅ ﮈ ﮉ ﮂ‬ ‫كمف ذلؾ ما جاء في قكلو تعالى‬


‫ﮃ}[األحزاب‪ ]25/‬عبرت اآلية عف االنسجاـ في قكلو تعالى ‪ { :‬ﮁ ﮆ ﮇ ﮄﮅ } ّقْ لُ تعاىل ‪{ :‬ﮈ ﮉ ﮂ‬
‫ﮃ} فيذاف المقطعاف جاءا لغرض بالغي كمعنى داللي اقتضاه السياؽ كلك ختمت اآلم ة بقكلو‬
‫تعالى‪{ :‬ﮁ ﮆ ﮇ ﮄﮅ } كاكتفى بيا لتكىـ بعض الضعفاء َّ‬
‫أف ذلؾ يعني مكافقة لمكفار في اعتقادىـ‬
‫أمر اتفاقي فأخبر اهلل‬ ‫أف ذؿ ؾ ه‬ ‫الريح التي حدثت كانت سبب رجكعيـ كلـ يبمغكا ما أرادكا‪ ،‬ك َّ‬ ‫َّ‬
‫أف ِّ‬
‫(‪ )‬في انسجاـ الخاتمة عف نفسو بالقكة كالعزة لً يي ٍعمً ىـ المؤمنيف كيزيدىـ يقينان كايمانان ب َّأنو ىك‬
‫أف حزبو كذلؾ فقاؿ تعالى‪ { :‬ﮈ ﮉ ﮂ ﮃ}‪.‬‬ ‫الغالب الممتنم‪ ،‬ك َّ‬
‫مف إرسالو‬ ‫الريح التي ىبَّت ليست اتفاقان‪ ،‬بؿ ىي‬ ‫كبيَّف انسجاـ الخاتمة الثانية َّ‬
‫أف تمؾ ِّ‬
‫(بدر )‬ ‫(‪ )‬عمى أعدائو كعادتو‪ ،‬ك َّأنو يي ِّ‬
‫نكع لممؤمنيف ليزيدىـ إيمانان بنصرىـ مرة بالقتاؿ كيكـ‬
‫ينص ير عمييـ كيكـ (أُحد ) تعريفنا‬
‫بالرعب كػ(بني النضير) كطك نار ي‬
‫كتارة بالريح كيكـ (األحزاب) كتارة ُّ‬
‫أف َّ‬
‫النصر مف عنده (‪ )‬كيكـ ( ُحنين))ُ(‪.‬‬ ‫أف الكثرة ال تيغني شيئان‪ ،‬ك َّ‬
‫ليـ َّ‬
‫كاستعمؿ القرآف الكريـ ا صكات الشديدة المجيكرة كىي تحتاج إلى جيد في نطقيا كقكة‬
‫في أدائيا لتناسب المكقؼ العاـ لآلية‪َّ ،‬‬
‫كرد اهلل (‪ )‬الكافريف بغيظيـ كدفم عف المؤمنيف شدة‬
‫القتاؿ ككربو‪ ،‬كىذا ا مر الشديد احتاج إلى حركؼ شديدة كقكية لتنسجـ ـ ع السياؽ العاـ لآلية‪.‬‬
‫إف ما تمتاز بو آيات القرآف الكريـ َّأنيا تشم نك نار كظال ن‬
‫ال كتناسقنا كانسجامنا‪ ،‬كدقة كقكة‬ ‫َّ‬
‫كاثارة كتأثي انر‪ ،‬كتزداد جمالية كفيمان مف خالؿ فيـ أسمكبو كتعبيره مف ذلؾ قكلو تعالى ‪{ :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮆ‬
‫ﮇ ﮄ ﮅ ﮈ ﮉ ﮂ ﮃﭲ ﭳ ﮌ ﮍ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ }[العنكبوت ‪ ]41/‬إذ جاء االنسجاـ في ىذه اآلية متسقنا مم‬
‫المعنى العاـ ليا ‪ ،‬كمكضحان كثي انر مف جكانبيا‪.‬‬
‫فاهلل (‪ )‬ضرب ىذا المثؿ لمناس ليركا كيحسكا حقيقة أكلئؾ الذيف يتخذكف مف دكف اهلل‬
‫ا‬ ‫أكلياء كيعبدكنيـ‪ ،‬كيتخذكف ا كثاف آلية مف دكنو كيحتمكف بيا كيقدمكف ليا القرابيف كاليدام‬
‫الدفاع عف نفسيا‬‫المنيزمة في اتخاذىا بيتيا لمحماية ك ِّ‬
‫المنكسرة ي‬
‫مثميـ كمثؿ العنكبكت الضعيفة ي‬
‫مف خاللو كاالحتماء بو‪.‬‬
‫كقد أخذ ىذا التمثيؿ قكتو كمعالـ صكرتو مف البيئة العربية ‪ ،‬فالعنكبكت في ِّ‬
‫حد ذاتيا‬
‫ؽ مدة طكيمة ك َّ‬
‫أف أضعؼ‬ ‫غير محبكبة كشكميا مخيؼ‪ ،‬كما َّ‬
‫أف ما تقيمو مف بيت ال يستغر‬
‫البيكت ىك بيتيا الذم احتمت بو كاتخذتو ممجأن تأكم إليو)ِ(‪.‬‬
‫نتممس في ىذه اآلية المعالـ النفسية إذ قرف عمؿ الكافريف ببيت العنكبكت‪ ،‬قاؿ الجاحظ ‪:‬‬
‫ي‬
‫" َّ‬
‫فدؿ عمى كىف بيتو فكاف ىذا القكؿ دليالن عمى التصغير كالتقميؿ " فالسياؽ يشير إلى ىميمة ما‬
‫)ّ(‬

‫تنسجو العنكبكت كىك "تشبيو قد أخرج ما ال ييعمـ بالبديية إلى ما ييعمـ بالبديية‪ ،‬كقد اجتمعا في‬

‫(ُ) مكانة الفكاصؿ مف اإلعجاز في القرآف‪.ٗ :‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬اإلعجاز الفني في القرآف ‪.ُٖٗ ،‬‬
‫(ّ) الحيكاف‪ :‬أبك عثماف عمرك بف بحر الجاحظ ‪.ّٖ /ّ ،‬‬

‫‪77‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫ستند‪ ،‬كفي ذلؾ تحذير مف حمؿ النفس عمى الغركر بالعمؿ عمى غير‬
‫الم ى‬
‫المعتمد ككىاء ي‬
‫ضعؼ ي‬
‫يقيف")ُ(‪.‬‬
‫كاستعماؿ القرآف ا مثاؿ المحسكسة لتقريب الصكرة إلى ذىف القارئ كالسامم ليعيش مم‬
‫نفسو كتيحيمو ليذا التصكير الرائم كلئؾ الذيف اتخذكا مف دكف اهلل أكلياء‪.‬‬
‫تعكد إلى التطابؽ بيف ا جزاء‪ ،‬كا َّف‬ ‫َّ‬
‫إف ىذا االنسجاـ بيف اآلية كالدقة في إحكاميا‬
‫المغزل كاحد كا َّف النياية تضم اآلية عمى غاية مف الدقة كالقكة‪.‬‬
‫كتنطبؽ ىذه اآلية الكريمة تمامنا عمى الذيف خمت قمكبيـ مف اإليماف كالعبادة الحقيقية‬
‫التي ترجم بيـ إلى الخالؽ الحقيقي ليذا الككف‪ ،‬فيـ في نظر القرآف الكريـ دكاب انحرفكا‬
‫بطبيعتيـ كاتجيكا نحك عبادة ا كثاف‪ ،‬كىذه اآللية ىي جماد ال حراؾ بيا تتحكـ فييـ كتتب أير منيـ‬
‫حيث ال يفقيكف‪ ،‬كصدؽ اهلل (‪ )‬إذ يقكؿ ‪{ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮖ‬ ‫ِّح بحمده (‪ )‬مف ي‬ ‫يكـ القيامة َّنيا تيسب ي‬
‫ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮧ ﮦ ﮨ}[اإلسراء ‪ ]44/‬كا َّف ما تقدمو مف قيرباف كعطايا كتقديس ال‬
‫أف يككف يسدل كيذىب جفاء كىباء منثك نار‪ ،‬كشبَّو يك ٌؿ ىذا ببيت العنكبكت في ضعفيا‬
‫يمبث ٍ‬
‫ي‬
‫كانييارىا كعدـ قدرتيا عمى حماية نفسيا‪ ،‬فاآللية التي اتخذتمكىا ال تممؾ قدرة الدفاع عف نفسيا‬
‫كال عف غيرىا كال تنفم أك تضر أص حابيا‪ ،‬كا َّف العنكبكت كذلؾ ال تممؾ حماية بيتيا كنفسيا مف‬
‫االنييار كالدمار قؿ حرؾة )ِ(‪.‬‬
‫بصكرة مرئية تعتمد‬ ‫فانسجاـ الخاتمة أعطى المعنى المجرد تجسيمان لألعماؿ القبيحة‬
‫عمى التشبيو المركب‪ ،‬كدلت عمى طبم ىذا الحيكاف يليعطي البعد اإلنساني لذكره كعنايتو ترتكز‬
‫عمى البيت كليس عمى العنكبكت بشكؿ بشم كما يضفيو عمى الكافر‪ ،‬كفي انسجاـ الخاتمة { ﭷ ﭸ‬
‫كي ِّ‬
‫ؤك يد غباءىـ كيزمد مف جيميـ‪.‬‬ ‫ﭹ } تعريض بجيؿ ىؤالء المعترضيف عمى القرآف ‪ ،‬ي‬
‫)ّ(‬

‫ﯷ ﯹﯺﯻ ﭼﭽ ﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ‬ ‫كنظير ما تقدـ قكلو تعالى ‪ { :‬ﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸ‬


‫ﰇﭾ}[لقمان‪ ]34/‬فقد جاء انسجاـ الخاتمة في قكلو تعالى ‪ { :‬ﰅﰆﰇﭾ} بعد التدرج في جممة‬
‫المتناسقة‪ ،‬يمكتممة العبارة يمنسجمة في تأدية معناىا‪ ،‬فالعمـ كالخبرة يمقتصراف عمى اهلل‬
‫مف المعاني ي‬
‫ُّ‬
‫تطمئف‬ ‫خبير بأعماليـ كبما ييصيبيـ مف َّ‬
‫النفم كالضُّر )ْ( كبيذا االنسجاـ‬ ‫(‪ )‬فيك عميـ بخمقو ه‬
‫قي يشيد‬ ‫المتمكجة‪ ،‬كتنقميا إلى عالـ الغيب بتدرج منط‬
‫النفس بعد حيرتيا كتساؤالتيا النفسية ي‬
‫ٌ‬
‫بعجز اإلنساف حتى في أيسر أمكره ا كالكسب اليكمي‪ ،‬كىذ ا التدرج مف خفايا الغيب إلى خفايا‬

‫(ُ) ثالث رسائؿ في إعجاز القرآف الكريـ‪ :‬لمرماني كالخطابي كعبد القاىر الجرجاني‪.ٕٖ ،‬‬
‫(ِ) ينظر‪ :‬اإلعجاز الففم في القرآف‪.ُٗٗ – ُٖٗ :‬‬
‫(ّ) جماليات المفردة القرآنية‪ :‬أحمد ياسكؼ‪.ُّٓ ،‬‬
‫(ْ) ينظر ‪ :‬جامم البياف عف تأكيؿ آم القرآف المسمى (تفسير الطبرم )‪ ،‬أبك جعفر محمد بف جرير الطبرم‬
‫ُِ‪ ،ََُ /‬كارشاد العقؿ السميـ إلى مزايا الكتاب الكريـ المعركؼ بػ(تفسير أبي السعكد)‪.ُٗٔ /ٓ :‬‬

‫‪78‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫عنا ال يعمميا إالَّ اهلل‪ ،‬كقد ابتدأت بيا اآلية ثيَّـ يعقبيا ينزكؿ الغيث‬
‫حياتنا المادية‪ ،‬فالساعة خافية َّ‬
‫كىك خفي َّ‬
‫عنا كا ٍف لمسنا آثاره‪ ،‬فطريقة إنزالو كتكقيتو كما إذا كاف نافعنا أك يمض نار أمكر ال يعمميا‬
‫إالَّ اهلل‪ ،‬فالساعة كنزكؿ الغيث يعقبيما القرآف الكريـ بعمـ اهلل تعالى لما في ا رحاـ‪.‬‬
‫إف ىي حممت بو‪َّ ،‬‬
‫كلكنيا تممس في نفسيا شعك انر‬ ‫أف ا ـ ال تيدرؾ طريقة نمك جنينيا ٍ‬ ‫كما َّ‬
‫خاصان كانتفاخان يتزايد يكمان بعد يكـ كىي ال تعرؼ كيؼ يتـ ذلؾ‪.‬‬
‫حرؾ‬
‫كتستمر اآلية بذكر ا مكر الخفية لتصؿ إلى ك اقعنا المحسكس كتمسو بتعبيرىا‪ ،‬كتي ِّ‬
‫أف عرضت عمينا تدرج المعاني في تسمسؿ منطقي‪ ،‬كتربط يك ٌؿ ما سبؽ‬ ‫فينا منبيات اإلدراؾ بعد ٍ‬
‫إف المكت حقيقة نكاد‬ ‫ﯷ ﯹﯺﯻ ﭼﭽ ﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃﰄ} َّ‬ ‫‪ {:‬ﯸ‬ ‫بما ىك ألصؽ بحياتنا بقكلو تعالى‬
‫غز في ِّ‬
‫حد ذاتيا‬ ‫ﯹ ككررىا مرتيف‪ ،‬الن ٌفس ال تدرم َّنيا لي ه‬
‫ﯷ )‬ ‫ينشاىدىا يك َّؿ يكـ َّ‬
‫فأكدىا القرآف بػ ( ﯸ‬
‫كعالـ مف ييحيطي بيا لذلؾ نبو القرآف العقكؿ بانسجاـ‬
‫ه‬ ‫كخالية مف ا لمعرفة كالدراية كمرتبطة بخالقيا‪،‬‬
‫(‪ )‬كحده فيك عميـ‪،‬‬ ‫أف عمـ الغيب هلل‬‫الخاتمة عمى ما سبؽ ذكره لً ييثبت في النفكس حقيقة َّ‬
‫كجاء بصيغة المبالغة (فعيل ) لمداللة عمى إحاطة عمـ اهلل تعالى ب يك ِّؿ شيء في الكجكد‪ ،‬ككذلؾ‬
‫(‪ )‬خبير بخمقو عميـ بأحكاليـ‬ ‫أف اهلل‬ ‫جاء (ﭾ) عمى صيغة المبالغة نفسيا َّ‬
‫ليدؿ عمى َّ‬
‫كمآليـ)ُ(‪.‬‬
‫كمف انسجاـ الخاتمة قكلو تعالى‪ { :‬ﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﭾ}[المائدة‪َّ ]50/‬‬
‫ففف الكالـ قد‬
‫تـ بقكلو(‪{)‬ﰂﰃﰄﰅﰆ} ثيَّـ أتى بانسجاـ ييناسب القرينة ا كلى‪ ،‬فمما أتى بو أفاد معنى زائدان ‪-‬‬ ‫َّ‬
‫‪ { :‬ﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯﭰ ﭱﭺﭻ‬ ‫نعد قكلو تعالى‬
‫أف ٌ‬‫بحسب رأييـ‪ -‬كلك صدؽ ىذا القكؿ مكننا ٍ‬
‫أف يي ٍعمً ىـ تماـ الكالـ فقاؿ ‪ { :‬ﭱ ﭺ ﭻ } كلك كانت زائدة الستغ نينا عنيا‪ ،‬كال‬
‫}[النمل ‪ ]80/‬ثيَّـ أراد ٍ‬
‫ففف قيؿ ‪ :‬ما‬
‫" ٍ‬ ‫ييكجد شيء في القرآف الكريـ زائدان البتة‪َّ ،‬إنما يأتي لغرض بالغي كمعنى داللي‪،‬‬
‫معنى (ﭻ) كقد أغنى عنيا قكلو تعالى ‪ (:‬ﭺ)؟ قمت ‪ :‬ال ييغني عنيا (ﭺ) َّ‬
‫ففف التكلي قد يككف‬
‫بجانب مف دكف جانب ")ِ( بدليؿ قكلو تعالى ‪{ :‬ﯔ ﯕ ﯖ ﯤ ﯥ ﯢ ﯣﯦ ﯧ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ }[اإلسراء ‪ ]83/‬كال‬
‫لما أخبر عنيـ َّأنيـ ٌّ‬
‫صـ ال يسمعكف أراد تتميـ المعنى بذكر تكليتيـ في حاؿ‬ ‫شؾ في أنو (‪َّ )‬‬
‫ففف ا صـ لو إدراؾ بعض اإلشارة ثيَّـ َّ‬
‫إف‬ ‫الخطاب لينفي عنيـ الفيـ الذم يحصؿ مف اإلشارة‪َّ ،‬‬
‫التكلي قد يككف بجانب مف لحاظو بالجانب اآلخر‪ ،‬فيحصؿ لو إدراؾ بعض اإلشارة بجممة (ﭻ)‬
‫ال يمستدي نار فاحتجب‬ ‫ًل ييعمـ َّ‬
‫أف التكلي كاف بالجكانب جميعيا بحيث لك صار ما كاف مستق ن‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬تحرير المعنى السديد كتنكير العقؿ الجديد‪ ،‬المسمى اختصا انر (التحرير كالتنكير )‪ :‬محمد الطاىر ابف‬
‫عاشكر‪.ُّٕ /ُِ ،‬‬
‫(ِ) الكشاؼ عف حقائؽ غكامض التنزيؿ كعيكف ا قاكيؿ في كجكه التأكيؿ‪ :‬جار اهلل أبك القاسـ محمكد بف عمر‬
‫الزمخشرم‪.َّٕ/ ّ ،‬‬

‫‪79‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫ت أذناه عف‬
‫ص َّم ٍ‬ ‫ً‬
‫المخاطب أك صار مف كرائو فخفيت عف عينو اإلشارة‪ ،‬كما ي‬‫المخاطىب عف ي‬‫ي‬
‫العبارة فحصمت المبالغة مف عدـ السماع بالكمية ‪.‬‬
‫)ُ(‬

‫فانسجاـ الخ اتمة جاء يليناسب المعنى كيزيد مف المبالغة‪ ،‬إذ ينفي عنيـ الفيـ الذم‬
‫(ﭻ)‪ ،‬فانسجاـ‬ ‫يحصؿ باإلشارة‪ ،‬فيـ فاقدكف لمسمم بصفة الصـ‪ ،‬كلداللة اإلشارة بصفة التكلي‬
‫الخاتمة نفى خصكصية السماع باإلشارة كالعبارة عنيـ كىذا مف تماـ اإلعجاز‪ ،‬كقد زاد اآلية‬
‫كحسننا كأتى انسجاـ الخاتمة لنكتة بالغ ية أعطى المعنى تمامو‪ ،‬كليس‬
‫كضكحنا كشرحنا كتككيد نا ي‬
‫سكاء‬ ‫سرىا البالغي كمعناىا الداللي في مكضعيا –‬‫مجيؤق إلكماؿ اآلية إكماالن بؿ ل يك ٌؿ جممة ٌ‬
‫أف‬
‫عرفنا ذلؾ أك جيمناه– فالبميغ لك رفم كممة كاحدة مف القرآف الكريـ كأدار لساف العرب عمى ٍ‬
‫يأتي بأخرل تسد مسدىا عياه ذلؾ‪.‬‬
‫إف انسجاـ الخاتمة أسيـ بأثر فعاؿ في إعجاز القرآف كذلؾ مف خالؿ التناسؽ المغكم‬
‫ٌ‬
‫المراد‪ ،‬كتكافرت فيو‬
‫كالصكتي‪ ،‬إذ كاف انسجاـ الخاتمة كثيؽ الصمة بالمعنى إذا كاف المعنى ىك ي‬
‫يات كانسجاـ‬ ‫الخصائص الصكتية جميعيا التي تنشأ منيا ظاىرة التكافؽ المكسيقي بيف اآل‬
‫سر إعجاز‬
‫الخاتمة‪ ،‬كبذلؾ يصعب تحريؾ كممة ككضم أخرل مكانيا أك تبديميا بغيرىا‪ ،‬كىذا ىك ُّ‬
‫المبيف‪.‬‬
‫انسجاـ الخاتمة فكاف بمثابة السكر المنيم كالحصيف لحفظ كتاب اهلل ي‬
‫كا َّف حبؾ عناصر انسجاـ الخاتمة َّإنما يبدأ مف التناسؽ الصكتي في الكممات‪ ،‬ثيَّـ مف‬
‫التآلؼ التركيبي بيف المفردات التي تتككف منيا الجمؿ‪.‬‬
‫كشبيو ما تقدـ قكلو تعالى ‪ { :‬ﰃﰄﰅﰆﰇﭾ }[المؤمنون ‪ ]104/‬فانسجاـ الخاتمة (ﰆﰇ‬
‫صكير لنا حاليـ في تمؾ المحظة‪ ،‬كىذا االنسجاـ‬
‫ﭾ ) جاء تعقيبنا لقكلو تعالى ‪ ( :‬ﰃﰄﰅ) كىك يي ِّ‬
‫يمس ممكة الفف‬
‫حس ُّ‬‫كالتتابم في ا لفاظ كتداعييا كتكٌلد المفظة مف غير ىا بحكـ ما تممكو مف ٍّ‬
‫ث فيو تجاكبان عميقان )ِ(‪ ،‬فجممة (ﰆﰇﭾ ) ناسبت قكلو تعالى ‪( :‬ﰃﰄﰅ) َّف المفح‬ ‫كالذكؽ كتي ٍح ًد ي‬
‫َّ‬
‫أف المفح أعظـ‬ ‫بمعنى السفم كىك لكؿ حار )ّ(‪ ،‬قاؿ الزجاج ‪ ":‬يمفح كينفح في معنى كاحد إالَّ‬
‫ٌ‬
‫تأثي انر ")ْ(‪ ،‬لذلؾ استعمؿ القرآف في اآلية تمفح لتأكيده شدة التأثير عندما تمفح كجكه الذيف خسركا‬
‫أف "تضرب كجكىيـ كتحرؽ عظاميـ كتأكؿ لحكميـ‬ ‫أنفسيـ‪ ،‬كا َّف الذم ييناسب لفح الكجكه ٌ‬
‫بالنار ك ٍ‬
‫النار ")ٓ( ىك الكمكح الذم كرد في قكلو تعالى ‪( :‬ﰆﰇﭾ ) َّف الكمكح ىك أص هؿ ُّ‬
‫يدؿ عمى تكشر‬ ‫ٌ‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬التفسير الكبير أك مفاتيح الغيب ‪ ،‬فخر الديف محمد بف عمر الرازم ِْ‪ ،ُٖٔ /‬كاؿتحرير كالتنكير ‪:‬‬
‫ُٗ‪.َّٔ /‬‬
‫اؿرآف‪.ُُٕ :‬‬
‫(ِ) اإلعجاز الفني في ق‬
‫(ّ) تيذيب المغة‪ :‬أبك منصكر محمد بف احمد ا زىرم ‪ ،‬مادة (لفح) ‪.ْٕ /ٓ ،‬‬
‫(ْ) معاني القرآف كاعرابو‪ :‬أبك إسحاؽ إبراىيـ السرم الزجاج ‪.َِ /ْ ،‬‬
‫(ٓ) تنكير المقباس في تفسير ابف عباس‪ :‬مجد الديف محمد بف يعقكب الفيركز آبادم ‪.ّْٖ ،‬‬

‫‪80‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫كربَّما‬ ‫فيو عبكس‪ ،‬كالكالح الذم قد تشمرت شفتاه كبدت أسنانو‪ُّ ،‬‬
‫في الكجو‪ ،‬ي‬ ‫كيدؿ عمى شتامة‬
‫( )‬
‫ٌ‬
‫المجدبة‪ :‬كالح)ِ(‪.‬‬
‫قالكا لمسَّنة ي‬
‫أف تتقمص الشفتاف ك تتشم ار عف ا سناف كما ترل‬ ‫كصكر الزمخشري ىذا المعنى بقكلو ‪ٍ " :‬‬ ‫َّ‬
‫كيعزز ىذه الحقيقة ما‬ ‫الرؤكس ا لمشكية " ‪ .‬إذا مستيا النار فبرزت ا سناف كتشمرت الشفاه ‪ .‬ي‬
‫)ْ(‬ ‫)ّ(‬

‫ٍس ًو ىكتى ٍستىٍر ًخي‬


‫النار فىتيىقمِّص ىش ىفتىو العٍميا حتَّى تىبمي ىغ كسطى أر ً‬
‫ٍ ىى ى‬ ‫ي يى ى‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫يركم عف النبي (‪َّ )‬أنو قاؿ‪(( :‬تى ٍش ًكٍيو َّ ي‬
‫الس ٍفمىى حتَّى تىبميغ س َّرتو )))ٓ( كمنو قكلو تعالى ‪{ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ}[األنبياء ‪ ]46/‬إالَّ‬ ‫ىشفىتيوي ُّ‬
‫ٍ ى ي‬ ‫ى‬
‫بالسيؼ لفحة‬
‫النار كالسمكـ بحرىا أحرقتو‪ ،‬كلفحتو ٌ‬ ‫َّ‬
‫أف تمفح أبمغي بأسنا مف تنفح‪ ،‬لذا ييقاؿ ‪ :‬لفحتو ٌ‬
‫إذا ضربتو بو ضربة خفيفة‪ ،‬كال ييقاؿ‪ :‬نفختو) (‪.‬‬
‫كمف ذلؾ قكلو تعالى ‪ { :‬ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ }[فاطر ‪ ]14/‬فقكلو‬
‫كـ ال حراؾ بيا‪،‬‬
‫صـ يب ه‬
‫تعالى ‪ { :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ } جاء منسجمان لما عرض لو مف صكرة اآللية كىي ٌّ‬
‫المشركيف‬
‫مما ينسب إلييا مف أ لكىية‪ ،‬كبذلؾ تي ىج ٌسـ أعماؿ ي‬
‫كتحمؿ معيا يكـ القيامة كثيقة براءة ٌ‬
‫ؤك يدهي اؿ خالؽ بانسجاـ الخاتمة ليدع الضمير اإلنساني ييصدؽ‬ ‫كىي ىباء منثكر ‪ ،‬كىذا المعنى يي ِّ‬
‫تمقائينا في قكلو تعالى ‪ { :‬ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ} أم‪ :‬ال ييىبِّم يغ ىؾ مثؿ ىذا ا مر إالَّ ىم ٍف كاف خبي نار‪ ،‬كاهلل (‪)‬‬
‫خبير بخفايا ا يمكر كدقائقيا كما تيخفيو الصدكر‪ ،‬كىك الذم يينبئؾ بما يحدث لآللية المصطنعة‪،‬‬ ‫ه‬
‫المخبًر بيا ىك‬
‫بأف ي‬
‫كلمذيف يتخذك نيـ أربابان مف دكف اهلل ‪ ،‬كىك انسجاـ "لتحقيؽ ىذه ا خبار ٌ‬
‫)ٕ(‬

‫أحد مثؿ ما ييخبرؾ ىك")ٖ(‪.‬‬


‫الخبير بيا كبغيرىا كال ييخبرؾ ه‬
‫ففف استفطاؽ الجماد كاستشياده عمى َّأنو‬
‫فانسجاـ الخاتمة متسؽ مم المعنى العاـ لآلية ‪َّ ،‬‬
‫الم ٍخبً ير ىنا ىك اهلل (‪ )‬كمف أصدؽ‬
‫الم ٍخبًر‪ ،‬ك ي‬
‫مما ينسب إليو مف أيلكىية يحتاج إلى صدؽ ي‬ ‫براء ٌ‬
‫مف اهلل قيالن كخب انر‪ ،‬ثيَّـ َّإنيا صيغت في تعبير يحم يؿ في ذاتو قكة النفاذ إلى مسارب َّ‬
‫النفس ‪ ،‬كذلؾ‬
‫َّف في { ﮟ ﮠ} نغمة نفسية مؤكدة بصدؽ الخبر كقائمو‪.‬‬

‫كحمار شتيـ‪ ،‬كىك الكريو الكجو القبيح ‪ .‬تيذيب المغة ‪ :‬مادة (شتـ)‪،‬‬
‫ه‬ ‫شتيـ‪،‬‬
‫أسد ه‬‫فالف فالنان شتٍمان‪ ،‬ك ه‬
‫(ُ) يقاؿ‪ :‬شتـ ه‬
‫ُُ‪.ِّٖ /‬‬
‫(ِ) مقاييس المغة‪ :‬أبك الحسف أحمد بف فارس بف زكريا‪ ،‬مادة (كمح)‪.ُّْ /ٓ ،‬‬
‫(ّ) الكشاؼ‪.ُٗٗ/ّ :‬‬
‫(ْ) معاني القرآف كاعرابو‪.َِ/ْ :‬‬
‫(ٓ) سنف الترمذم‪ :‬محمد بف عيسى الترمذم السممي‪.َٕٖ /ٓ ،‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬تىذيب المغة‪ ،‬مادة (لفح)‪ ،ْٕ /ٓ ،‬كتاج العركس‪ :‬مادة (لفح) ‪.ُٓ /ٕ ،‬‬
‫(ٕ) ينظر‪ :‬الكشاؼ‪.ٖٕٓ /ّ ،‬‬
‫(ٖ) التحرير كالتنكير‪.َُْ /ِِ :‬‬

‫‪81‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫فيذا االنسجاـ أرسؿ ا مثاؿ فال ينبغي تخصيص مضمكنو بمخاطب معيف‪ ،‬كالمراد‬
‫ال ككاف شأف ا مثاؿ أف تككف مكجزةن ً‬
‫ص ٍي ىغ عمى‬ ‫بػ (ﮢ) جنس الخبر‪ ،‬فمما أرسؿ ىذا القكؿ مث ن‬
‫أسمكب اإليجاز‪ ،‬فحذؼ منو كتعمؽ فعؿ ( ُينبئ ) كمتعمؽ كصؼ (ﮢ) كلـ يذكر كجو المماثمة‬
‫لعممو مف المقاـ)ُ(‪.‬‬
‫المراد بو خبير معيف كىك المتكمـ فكاف حقو التعريؼ فعدؿ إلى‬
‫أف ي‬ ‫كجعؿ (ﮢ) نكرة مم َّ‬
‫تنكيره لقصد التعميـ في سياؽ النفي‪َّ ،‬ف زيادة كممة (ﮡ) إلى خبير ال تي ي‬
‫فيد تعريفان كجعؿ نفي‬
‫المنبئ)ِ(‪.‬‬
‫فعؿ اإلنباء كناية عف نفي ي‬
‫مؤلِّؼ‬
‫كقكلو تعالى ‪ { :‬ﯹﯺﯻ ﭼ ﭽ ﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆﰇﭾ ﭿ ﰊﰋ}[األحقاف ‪ ]28/‬إذ ي‬
‫االنسجاـ فيو تناسقان بالصياغة الفنية في التعبير كيرتبط بالسياؽ‪ ،‬فال يشعر فيو بالذكؽ بعقادة أك‬
‫المباغتة‪ ،‬كأحيانان تأخذ‬
‫نفكر ‪ ،‬كال العقؿ بخمؿ في المعنى لذا جاء انسجاـ الخاتمة عمى طريقة ي‬
‫المباغتة فيو شكالن آخر كقكلو تعالى ‪ { :‬ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ}[البقرة ‪ ]11/‬كقكلو تعالى ‪{ :‬‬
‫ي‬
‫ﮥ ﮧ ﮦ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮪ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯤ ﯥ ﯢ }[البقرة ‪ ]13/‬فالتعبير بػ (ﯓ ‪ ...‬ﯤ) ييعب يِّر عف أيسمكب‬
‫مصير‬ ‫كصؼ ييكحي بالغباء كالتحجر كالعمى‪ ،‬كلبئس ذلؾ مف‬ ‫ه‬ ‫النفس يتمكه‬ ‫و‬
‫عنيؼ في يمباغتة َّ‬
‫كعاقبة)ّ(‪.‬‬
‫(ىمزة )‬ ‫َّ‬
‫إف (ﯓ) تأتي لالستفتاح كفائدتيا التنبيو عمى تحقيؽ ما بعدىا كىي مركبة مف‬
‫االستفياـ ك(ال) النافية‪ ،‬كاالستفياـ إذا دخؿ عمى النفي أفاد التحقيؽ)ْ(‪.‬‬
‫عما سبؽ ذكره في تناسؽ عجيب‪ ،‬كقد ينفرد الذكؽ‬
‫كقد ترد (ﮰ) في صيغة تختمؼ ٌ‬
‫بفدراكو كقكلو تعاؿ ل‪ { :‬ﮣ ﮤ ﮥ ﮧ ﮦ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮪ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ}[آل عمران ‪َّ ]170/‬‬
‫إف (ﮰ)‬
‫النفس‪ ،‬كما َّأنيا ي‬
‫أمتف‬ ‫أشد تأثي نار ككقعنا عمى ٌ‬
‫أمسكت كحدة التعبير تركيبنا كمعنى‪ ،‬كبذلؾ كانت ٌ‬
‫أف القرآف الكريـ ينتقي ا سمكب كالصيغة ا كثر‬ ‫أكثر اتساقان مم السياؽ‪ ،‬كىذا يدلنا عمى َّ‬
‫سبكان ك ي‬
‫أشد تناسقان مم السياؽ ككصالن جزاء اآلية‪.‬‬
‫تالؤمان لمحتكل العبارة‪ ،‬ك ٌ‬
‫خكؼ أك حزف فأحسف االنسجاـ‬
‫ه‬ ‫فالمؤمنكف في حاؿ استبشار دائـ بحيث ال يعترييـ‬
‫بقكلو تعالى‪ { :‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ} كفيو داللة عمى التعظيـ كاالستبشار كالسركر)ٓ(‪.‬‬
‫ﯷ ﯹﯺ}[الاف ‪ ]13/‬إذ كرد انسجاـ الخاتمة‬
‫ككذلؾ قكلو تعالى ‪ { :‬ﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸ‬
‫كتناسقيا‪ ،‬كالمقصكد بقكلو‬ ‫بمقطعيف مختمفيف يك ُّؿ مقطم يي ِّ‬
‫ؤك يد الثاني مم تسمسؿ بيف ا جزاء‬ ‫ي‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬اإلعجاز الفني في القرآف‪.ُْٗ ،‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬التحرير كالتنكير‪.َُْ /ِِ ،‬‬
‫(ّ) اإلعجاز الفني في القرآف ‪.ُْٗ :‬‬
‫(ْ) البرىاف في عمكـ القرآف ‪.ِّٓ /ْ :‬‬
‫(ٓ) اإلعجاز الفني في القرآف ‪.ُْٗ :‬‬

‫‪82‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫تعالى‪ { :‬ﯰﯱﯲ} أم‪" :‬نعمة أيخرل عاجمة محبكبة إليكـ")ُ(‪ ،‬فضالن عف ِّ‬
‫النعمة المذككرة كالثكاب‬
‫في اآلخرة‪ ،‬كالفتح ‪ :‬فتح مكة‪ ،‬كقيؿ ‪ :‬فتح فارس كالرك ـ ‪ ،‬كيرل الزمخشري في صيغة تي ًحب ى‬
‫ُّكنيىا ‪:‬‬ ‫)ِ(‬

‫"شيئنا مف التكبيخ عمى محبة العاجؿ")ّ(‪.‬‬


‫خاص يزيداف في تناسؽ‬‫ٍّ‬ ‫إف السبؾ بيف أجزاء العبارة بصيغة مكجزة يك َّؿ اإليجاز‪ ،‬كبفيقاع‬
‫َّ‬
‫بحب نعـ اهلل كنصره‪ ،‬كمنو‬ ‫كيبرزاف انسجاـ الخاتمة منيا كتناسقيا الذم يرتبط يمباشرة ِّ‬ ‫أجزائيا‪ ،‬ي‬
‫( َب ِّ‬
‫شر ) إشعا انر بصدؽ الكعد‬ ‫البشرل ىنا بفعؿ ا مر‬ ‫ُّ‬
‫الفتح ك يكميا يبشرل لممؤمنيف‪ ،‬كصيغت ي‬
‫البشرل)ْ(‪.‬‬
‫كصدؽ ي‬
‫كنجد في اآليات القرآنية كعباراتيا انسجامنا عنيفنا ييكازم عنؼ السياؽ كما في قكلو‬
‫تعالى ‪{ :‬ﭺ ﭻ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ }[فاطر ‪َّ ]26/‬‬
‫إف أخذ اهلل (‪ )‬لعباده الكافريف‪ ،‬كالتنكيؿ بيـ جزاء بما‬
‫كي ِّ‬
‫ؤك يد مغزل‬ ‫كعنفان ي‬
‫انسجاـ ييكازيو قكة ي‬ ‫كسبكا الذم ييفيده قكلو ‪{ :‬ﭺ ﭻ ﮖ ﮗﮘ } ال يب َّد ٍ‬
‫أف ييناسبو‬
‫ه‬
‫السياؽ لذلؾ جاء انسجاـ الخاتمة { ﮙ ﮚ ﮛ } معب انر عف غاية مف التناسؽ مم المعنى السابؽ‪،‬‬
‫ييعززه االستفياـ بػ(كَِٔفَ) ك(ﮛ) ككذلؾ استعماؿ حرؼ العطؼ (الفاء) في (ﮙ) التي تيفيد سرعة‬
‫شدة التعذيب كالتنكيؿ بالقكـ الكافرمف)ٓ(‪.‬‬ ‫التعاقب‪ ،‬ك َّ‬
‫أف مغزل التعقيب ييفيد ٌ‬
‫‪ {:‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬ ‫كنممس التفنف في انسجاـ الخاتمة في قكلو تعالى‬
‫ىكية أىؿ الدار اآلخرة تكضيحنا معيننا بؿ كصفتيـ بالذيف ال‬
‫}[القاص ‪ ]83/‬فاآلية لـ تيكضح ٌ‬
‫ييريدكف يعمي ٌكان في ا رض كال فسادان‪ ،‬كيأتي انسجاـ الخاتمة {ﯴﯵ} بالتنصيص عمى (الِنُتَّكِنيَ )‬
‫الذيف مف صفاتيـ أالَّ يعمكا في ا رض كال يعثكا فسادنا في ربكعيا (ٔ)‪ ،‬كيعمد انسجاـ الخاتمة ىنا‬
‫النفس كطـ أنتيا‪.‬‬
‫إلى تسكيف ٌ‬
‫تثبت معالميا‬ ‫َّ‬
‫إف المعاني التي يبعثيا انسجاـ الخاتمة إلى الكجكد في صيغة تعبيرية‬
‫بجالء ككضكح الكحدة التركيبية‪ ،‬كا َّف انسجاـ الخاتمة أمسؾ بزماـ اآلية ككضم نفسو في اؿمكضم‬
‫يككف فيو‪ ،‬كأحكـ التآلؼ بيف أجزائو كطبم صيغو بطابم االنسجاـ كالكحدة كالترابط‬
‫أف ى‬ ‫الذم يجب ٍ‬
‫بيف المعاني في اآليات القرآنية مف ذلؾ قكلو تعالى ‪ { :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸ‬
‫ﯷ‬
‫بالربط بيف أجزاء اآليات كبأيسمكب ييغاير‬ ‫ﯹﯺﯻ ﭼ ﭽ ﯾ ﯿ} [الزمر ‪َّ ]ٗ/‬‬
‫إف إحداث رجة نفسية ٌ‬
‫أف لفت‬ ‫أيسمكب السياؽ لما يي ِّ‬
‫ؤك يده القرآف في تعابيره كيكمف فيو سر مف أس ار ر سحر القرآف‪ ،‬كبعد ٍ‬

‫(ُ) الكشاؼ ‪.ُٓٓ /ْ :‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬التفسير الكبير‪.ِٕٔ /ِٗ ،‬‬
‫(ّ) الكشاؼ ‪.ُٓٓ /ْ :‬‬
‫(ْ) اإلعجاز الفني في القرآف ‪.ُٗٓ :‬‬
‫(ٓ) اإلعجاز الفني في القرآف‪.ُٗٓ :‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬الكشاؼ ‪.َِْ /ّ ،‬‬

‫‪83‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫النظر إلى المقايسة أشار إلى َّ‬


‫أف اإلدراؾ بالتذكر كالتدبر ييدركو أكلكا ا لباب‪ ،‬لذا جاء انسجاـ‬
‫فمب الشيء خالصو كما يينتقى‬‫المدركة‪ُّ ،‬‬‫الخاتمة في قكلو تعالى ‪ { :‬ﭼ ﭽ ﯾ ﯿ} أم‪ :‬ذكك العقكؿ ي‬
‫(ُ)‬
‫(إِىَّنَا ) كلفظ (ﯳ)‬
‫تـ ت في اآلية بالنسؽ الحاصؿ بيف‬ ‫منو ‪ ،‬كا ٌف كحدة الترابط كالتآلؼ التي ٌ‬
‫كتزاحـ المعاني كتسمسميا بحسب درجة التأثير كاإلثارة كضعت اآلية في ترابط عميؽ)ِ(‪.‬‬
‫تدبر ىذه‬
‫النفس يتضح حيف ٌ‬ ‫الذىني كتمكج الفكرة ِّ‬
‫بالذىف ك َّ‬ ‫إف ىذا التسمسؿ في المعنى ِّ‬ ‫َّ‬
‫اآلية‪ ،‬فمغزل (ﯭ) (ﯯ) يتالءـ يك ٌؿ التالؤـ مم المعنى السابؽ الذم ييمثِّ يؿ قمة العمؿ كالطاعة‪،‬‬
‫(‪ )‬كبعد رسكخ‬ ‫حيث القنكت كالخنكع كالقياـ بالميؿ كالحذر في اآلخرة‪ ،‬كا مؿ في رحمة اهلل‬ ‫ي‬
‫الفكر لينتيي إلى إدراؾ الحقيقة بأيسمكب المقايسة بالخطاب‬
‫النفس يتمكج ي‬ ‫ىذا المعنى كتغمغمو في َّ‬
‫المباشر بمفظ (ﯳ) كىك يحم يؿ أم انر إلييان كحقيقة ربانية )ّ(‪ ،‬كىذه ا مكر كمُّيا جالت في ِّ‬
‫الذىف‬ ‫ي‬
‫مكف إدراكيا إالَّ مف ذكم ا لباب‪.‬‬ ‫كتغمغمت في ُّ‬
‫النفكس ال يي ي‬
‫(‪،)‬‬ ‫بأف النفكس في ىذا الميؿ تيناجي ربَّيا‬ ‫كنمحظ في اآلية اليدكء العاـ الذم ييشعرنا َّ‬
‫النفكس كىدكئيا‬ ‫شير إلى صفاء ُّ‬‫كىدكء حركؼ اآلية كانسيابيتيا ينسجـ مم ىدأ ة الميؿ كما َّأنيا تي ي‬
‫مف يك ِّؿ مشيف‪ ،‬فجك اآلية يمحاط بالسكينة كالرحمة كالتضرع كالخنكع كالخضكع كالخشكع كالتذلؿ‬
‫هلل (‪ ،)‬كفي اآلية تذكير صحاب العقكؿ السميمة كالفطر النقية‪.‬‬
‫فالنغـ اليادئ كتكزيم ا صكات كالحركؼ في بنية الكممات ك الكحدة كاالنسجاـ كالتكافؽ‬
‫ُّ‬
‫كتطمئف لو‬ ‫رتاح لو ا بداف‬ ‫النغـ العاـ لآلية أضفى عمييا جكنا ىادئنا يمنسابنا ت‬
‫بيف الجرس ك ٌ‬
‫ُّ‬
‫النفكس‪.‬‬
‫ككذلؾ نمحظ انسجاـ الخاتمة في قكلو تعالى ‪{:‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯤ ﯥ ﯢ ﯣ ﯦ ﯧﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯨ‬
‫}[اإلسراء‪ ]64/‬يعكد في ىذا السياؽ عمى المم نى العاـ لآلية بؿ عمى المعنى الذم يحذكه‪َّ ،‬ف‬
‫ىذا الجزء مف المعنى يرتبط بالسياؽ كىك أداة كصؿ بيف انسجاـ اآلية فيما بينيا‪.‬‬
‫فجممة { ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯨ } تتصؿ يمباشرة بقكلو تعالى ‪ { :‬ﯧ} كمما يشممو الكعد ىنا يك ٌؿ ما‬
‫الر جؿ أك‬ ‫أف يمؿ ؾ نفسو بالصكت أك بالخيؿ أك َّ‬ ‫يقكـ بو الشيطاف مف استفزاز لمف استطاع ٍ‬
‫أف‬
‫ابف آدـ ‪ ،‬فناسب ٍ‬ ‫با مكاؿ أك با كالد أك غير ذلؾ‪ ،‬ك يك ٌؿ ىذا داخؿ في عمؿ الشيطاف إزاء‬
‫يتـ الترابط كاالنسجاـ في كحدة‬
‫يعكد انسجاـ الخاتمة عمى {ﯧ} كىذا إذف عمى السياؽ‪ ،‬كىكذا ُّ‬
‫ى‬
‫كاممة متصالن بعضيا ببعض يمباشرة ‪.‬‬
‫) (‬

‫(ُ) مقاييس المغة‪ :‬مادة (لب)‪.ََِ /ٓ ،‬‬


‫(ِ) ينظر‪ :‬اإلعجاز الفني في القرآف‪.ُْٕ ،‬‬
‫(ّ) ينظر‪ :‬اإلعجاز الفني في القرآف‪.ُْٕ ،‬‬
‫(ْ) المصدر نفسو ‪.ُٗٔ :‬‬

‫‪84‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫الربط بيف أجزاء اآلية كمتانة‬


‫اص في المعنى كالصياغة كىذا اإلحكاـ في ٌ‬ ‫َّ‬
‫إف ىذا التر ٌ‬
‫السبؾ بيف يمفرداتيا كسالمة االنتقاؿ مف بداية اآلية إلى خاتمتيا تجسد مظي نار مف مظاىر‬
‫الصياغة في المقصد القرآني‪.‬‬
‫االنسجاـ في المعنى ك ِّ‬
‫الربط كدقة االنسجاـ‬ ‫َّ‬
‫إف مف مياـ المقصد القرآني في ىذه اآلية الكضكح ك التأثير‪ ،‬كذلؾ ٌ‬
‫مف ذلؾ قكلو تعالى ‪ { :‬ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ } [اإلسراء ‪ ]40/‬فانسجاـ الخاتمة { ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ }‬
‫المباشر بالضمير المتصؿ (كُهِ ) كتعقبو شيادة إليية‬
‫إف الثقيمة‪ ،‬كبالخطاب ي‬ ‫يمتناسؽ بػ{ ﭭ } َّ‬
‫{ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ } َّإنو قك هؿ عظيـ ب يك ِّؿ ـ ا في لفظ (ﭯ) مف نطؽ حقيقي‪ ،‬كما في لفظ (ﭰ) مف فظاعة‬
‫كتشنيم‪.‬‬
‫َّ‬
‫إف الالـ في (ﭮ) ككصؼ القكؿ بالعظيـ تفيداف التأكيد‪ ،‬ليزداد طابم التشنيم كضكحنا‬
‫كفظاعة بما نسبكه إلى اهلل (‪ )‬مف اتخاذه المالئكة إناثان‪ ،‬كيخصكف أنفسيـ بالبنيف مف البشر‬
‫لذلؾ ً‬
‫بدأت اآلية باليمزة التم تيفيد اإلنكار كالتعجب في قكلو تعالى‪{ :‬ﭥ}‪.‬‬
‫ضد الكدر‪،‬‬ ‫ال مف ( َميَّز) إذ ا كؿ مف الصَّفاء كىك ٌ‬ ‫كذلؾ نمحظ اختيار الفعؿ (أافى) بد ن‬
‫كيفيد النقاكة ثيَّـ االستحقاؽ‪ ،‬كىك في اآلية ييعب يِّر‬
‫ييقاؿ‪ :‬صفا يصفك إذا خمص‪ ،‬كىك أدؽ مف ( َميَّز) ي‬
‫عف نفسية الكافريف كمدل ما تم تقده في نسبة اإلناث لمخالؽ‪ ،‬فساد اآلية طابم مف االحتقار‪،‬‬
‫احتقار اهلل تعالى لمف ينسب إليو ىذه المعتقدات لذا جاء انسجاـ الخاتمة يحمؿ الحركؼ الشديدة‬
‫لتقؼ بكجو أكلئؾ الذيف ال يفقيكف شيئنا‪ ،‬كلًتيعب ىِّر عف غمظ ىذا ا مر كشناعتو كعظـ الفرية التي‬
‫يقكلكنوا)ُ(‪.‬‬
‫كؽكلو تعالى ‪{ :‬ﯧ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯨ ﯩ ﯤﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵﯶ ﯸ‬
‫ﯷ ﯹﯺﯻ ﭼ ﭽ ﯾ‬
‫حي كلك احتمى ىك كغيره في‬ ‫إف حقيقة المكت كاقعة تيصيب يك َّؿ ٍّ‬
‫ﯿ ﰀﰁﰂﰃ} [النساء ‪َّ ]78/‬‬
‫م حصى‪َّ ،‬‬
‫ففف‬ ‫بركج يمشيدة حصينة‪ ،‬كقصكر منيعة‪ ،‬كتجمم لو مف الحرس كالحماية ما ال يي ُّ‬
‫عد كال ي‬
‫أف تحدىا سدكد كال تمنعيا حدكد‪.‬‬
‫إرادة اهلل تنفي يذ مف دكف ٍ‬
‫إف أصابتيا حسنة قالكا‬
‫فاآلية عرضت نماذج بشرية يمنحرفة عف فطرتيا تتخبط بكالميا‪ٍ ،‬‬
‫ىي مف عند اهلل‪ ،‬كاف أصابتيا سيئة قالكا ىي مف عندؾ أنت يا محمد (‪" :)‬يعنكف مف شؤـ‬
‫كمأتي بعد قكليـ ىذا انسجاـ الخاتمة عنيفان مرسـ الجداؿ بفعؿ القكؿ { ﯸ‬
‫ﯷﯹ‬ ‫محمد كأصحابو"‬
‫)ِ(‬

‫كي ِّ‬
‫ؤك يد بتيكـ ساخر بقكلو تعالى‪ { :‬ﭽ ﯾ ﯿ ﰀﰁﰂﰃ}‪.‬‬ ‫ﯺﯻ ﭼ }‪ ،‬ي‬
‫إف التعبير بػ { ﰀﰁ} ييعب يِّر عف تحجرىـ كبالدة أذىانيـ ك تذبذبىـ كعدـ ثقتيـ بأنفسيـ ‪،‬‬‫َّ‬
‫أم حديث‪.‬‬‫إفىـ أكشككا أالَّ يفقيكا َّ‬
‫كالحيرة الداخمية التي يعيشكنيا إذ َّ‬

‫(ُ) ينظر‪ :‬اإلعجاز الفني في القرآف‪.ُِٖ ،‬‬


‫(ِ) تنكير المقباس في تفسير ابف عباس ‪.َٗ :‬‬

‫‪85‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫َّ‬
‫إف كحدة الترابط كالتآلؼ في اآلية القرآنية تبدك جمية ككاضحة‪ ،‬ييعززىا تناسؽ العبارة بػ {‬
‫كشدة‬
‫} ك{ ﭽ ﯾ } كاآليات القرآنية كثيرة في ىذا المجاؿ حيث عنؼ الجداؿ‪ ،‬كقكة فعؿ القكؿ ٌ‬
‫ﯷ‬
‫الردكد العنيفة كاالستنطاؽ التمقائي‪.‬‬
‫كقكلو تعالى‪ {:‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮆ }[سبأ ‪َّ ]17/‬‬
‫إف ترابط المعنى ييفيد التأكيد أف انسجاـ‬
‫مالئـ الجك العاـ لآلية ‪.‬‬
‫الخاتمة ي‬
‫ففف ٌّق مزيد‬
‫إف تأكيد المعنى في انسجاـ الخاتمة بديم في قكلو تعالى ‪ { :‬ﭿ ﮀ ﮁ ﮆ } ٌ‬ ‫َّ‬
‫المعنى كضكحان كتحديدان كرسكخان‪.‬‬
‫عرفة با لؼ كالالـ‪ ،‬إذ‬
‫كفي ىذا المقطم جاء لفظ (كَفُْز ) عؿل صيغة (فعكؿ ) كىي يم ٌ‬
‫َّإنيا تتناسب كلفظ (ﭱ) في المقطم ا كؿ‪ ،‬ك يك ٌؿ منيما يحمؿ ٍ‬
‫جرسنا كاحدان كا ٍف اختمفت درجة‬
‫ا داء في المعنى‪.‬‬

‫كفي النياية خرج البحث بنتائج ميمة أىميا ‪:‬‬

‫انصباب الماء كانتظاـ الكال ـ بحيث يككف‬ ‫أف اال نسجاـ في المغة يدكر حكؿ‬
‫‪ ‬كجدنا ٌ‬
‫يمنسجمنا كمتسقنا في تركيبو‪.‬‬
‫جؿ التككيد أك التكضيح غراض‬ ‫‪ ‬يظير انسجاـ الخكاتيـ في تعقيب جممة عمى أخرل‬
‫بيانية يكشفيا السياؽ‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫أف انسجاـ الخاتمة ال يأتي بكصفو حمية لفظية مف دكف اعتبار لممعنى بؿ مأتي لغرض‬
‫بالغي كمعنى داللي اقتضاه السياؽ القرآفم ذلؾ‪.‬‬
‫‪ ‬ارتأينا اختيار مصطمح االنسجاـ بدالن مف االتساؽ ٌف ا كؿ أعـ مف الثاني‪ ،‬ككذلؾ‬
‫النص‪ ،‬فيما يفتقده الثاني في أغمب‬
‫ييشترط في ا كؿ قياـ فعؿ مف المتمقي مقابؿ فعؿ ٌ‬
‫ا حياف‪.‬‬
‫‪ ‬ثمة مصطمحات أطمقيا بعض الباحثيف المعاصريف عمى االنسجاـ مثؿ ‪ :‬التداعي كالثابت‬
‫البنيكم كالتكثيؼ‪.‬‬
‫‪ ‬إ ٌف انسجاـ الخاتمة في قكلو تعالى‪{:‬مَثَلُ الَّرًَِٓ اتَّخَرُّامًِ دٌُِّ اللَُِّأَِّلَِٔاء كَنَثَلِ الِعَيكَبُْتِ اتَّخَرَتِ‬
‫بَِٔتاّ َّإٌَِّأًٍَََِّ الِبُُْٔتِلَبَِٔتُ الِعَيكَبُْتِلَِْ كَاىُْآَعِلَنٌَُْ } مكضح معالـ التشبيو في اآلية ك م ِّ‬
‫ؤؾد‬
‫غباءىـ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫‪ٌ ‬بيف انسجاـ الخاتمة في قكلو تعالى‪{ :‬إٌَِّ اللََُّ عِيدَُِ عِلِهُ السَّاعَةِ َُّٓيَزِّلُ الِغَِٔثَ ََّٓعِلَهُمَافِٕ الِأَزِحَاوِ‬

‫ٓسٌ } التدرج‬ ‫َّمَاتَدِزِٖىَفِسٌمَّاذَاتَكِسِبُ غَداّ َّمَاتَدِزِٖىَفِسٌبِأَِّٖأَزِضٍتَنُْتُإٌَِّ اللََُّ عَلِٔهٌ خَبِ‬


‫المتناسؽ في اآلية ‪ٌ ،‬نو تعالى خبير بخمقو عميـ بأحكاليـ كمآليـ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫‪ ‬أعطى انسجاـ الخاتمة تماسكنا داللينا كتركيبينا لمسياؽ القرآني كما في قكلو تعالى‬
‫{فَسِحِنيَبِنَا آتَاٍُهُ اللُّمًِفَضِلُِِ ََّٓسِتَبِشِسٌَُّبِالَّرًَِٓلَهَِٓلِحَكُْاِبَِِهمًِِّ خَلِفَِِهِأَالَّ خَِْفٌ عَلََِِٔهِ َّالَ ٍُهِ‬

‫ال جزاء‬
‫أشد تناسقنا مم السياؽ ككص ن‬
‫َٓحِزَىٌَُْ } فكاف أشد كقعنا كتأثي نار في النفكس‪ ،‬ك ٌ‬
‫اآلية‪.‬‬
‫‪ ‬مربط انسجاـ الخاتمة أجزاء اآليات بأسمكب ييغاير أسمكب السياؽ لما يي ِّ‬
‫ؤكده القرآف الكريـ‬
‫في تعابيره في يمخاطبة العقكؿ كالتفكر بخمقو سبحانو كتعالى‪.‬‬

‫الماادر والمراجع‬
‫‪ ‬اإلتقان في عموم القرآن ‪ :‬جالؿ الديف السيكطي‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬طو عبد الرؤكؼ سعد‪ ،‬المكتبة‬
‫التكفيقية‪ ،‬القاىرة‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬
‫‪ :‬عمر السالمي‪ ،‬مؤسسات عبد الكريـ عبد اهلل‪ ،‬تكنس‪،‬‬ ‫‪ ‬اإلعجاز الفني في القرآن‬
‫ََُْىػ = َُٖٗـ‪.‬‬
‫‪ ‬أنوار الربيع في أنواع البديع ‪ :‬صالح الديف بف معصكـ المدني (تَُُِىػ )‪ ،‬تحقيؽ ‪:‬‬
‫شاكر ميدم شكر‪ ،‬طُ‪ ،‬مطبعة النعماف‪ ،‬النجؼ ا شرؼ‪ُّٖٖ ،‬ىػ = ُٖٔٗـ‪.‬‬
‫‪ ‬البرىان في عموم القرآن ‪ :‬بدر الديف محمد بف عبد اهلل الزركشي (ت ‪794‬ىـ )‪ ،‬تحقيؽ ‪:‬‬
‫محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬طِ‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬بيركت ‪ -‬لبناف‪ُِٕٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫الزبيدم‪ ،‬اعتنى‬
‫‪ ‬تاج العروس من جواىر القاموس ‪ :‬محمد مرتضى بف محمد الحسيني ٌ‬
‫بم ككضم حكاشيو‪ :‬عبد المنعـ خميؿ إبراىيـ ككريـ سيد محمد محمكد‪ ،‬طُ‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ،‬بيركت‪-‬لبناف‪ُِْٖ ،‬ىػ= ََِٕـ‪.‬‬
‫‪ :‬ابف أبي اإلصبم‬ ‫‪ ‬تحرير التحبير في اناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن‬
‫ُ‪ ،‬المجمس ا عمى لمشؤكف‬ ‫المصرم (تْٓٔىػ )‪ ،‬تقديـ ‪ :‬حفني محمد شرؼ‪ ،‬ط‬
‫اإلسالمية‪ ،‬القاىرة‪ُّٗٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫(التحرير والتنوير )‪:‬‬ ‫‪ ‬تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد‪ ،‬المسمى اختااراًا‬
‫محمد الطاىر بف عاشكر (ت‪1973‬م)‪ ،‬طُ‪ ،‬مؤسسة التاريخ العربي‪ ،‬بيركت‪ -‬لبناف‬
‫َُِْىػ = َََِـ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫د‪ .‬حازم ذنون إسماعيل‬

‫(ت‬ ‫‪ ‬التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب ‪ :‬فخر الديف محمد بف عمر الرازم الشافعي‬
‫‪ 604‬ىـ)‪ ،‬طُ‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت ‪ -‬لبناف‪ُُِْ ،‬ىػ = َََِـ‪.‬‬
‫‪ ‬التمقي والتأويل – مقاربة نسقية ‪ :‬محمد مفتاح ‪ ،‬طِ‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪-‬المغرب‪ََُِ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ :‬لمجد الديف محمد بف يعقكب الفيركز آبادم‬ ‫‪ ‬تنوير المقباس في تفسير ابن عباس‬
‫لبناف‪ُِّْ ،‬ىػ =‬ ‫الشافعي (ُٕٖىػ )‪ ،‬طُ‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت –‬
‫ََِِـ‪.‬‬
‫‪ ‬تيذيب المغة ‪ :‬أبك منصكر محمد بف احمد ا زىرم (ت‪370‬ىـ )‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬عبد السالـ‬
‫ىاركف‪ ،‬راجعو‪ :‬محمد عمي النجار‪ ،‬دار الصادؽ لمطباعة كالنشر‪( ،‬د‪.‬ت) (د‪.‬ط)‪.‬‬
‫‪ ‬ثالث رسائل في إعجاز القرآن الكريم ‪ :‬لمرماني كالخطابي كعبد القاىر الجرجاني‪ ،‬حققيا‬
‫كعمؽ عمييا ‪ :‬محمد خمؼ اهلل كد ‪ .‬محمد زغمكؿ سالـ‪ ،‬ط ِ‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫ُّٕٖىػ=ُٖٔٗـ‬
‫(تفسير الطبري )‪ :‬أبك جعفر محمد بف‬ ‫‪ ‬جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف‬
‫جرير الطبرم (ت َُّىػ )‪ ،‬ضبط كتعميؽ ‪ :‬محمكد شاكر‪ ،‬ط ُ‪ ،‬دار إحياء التراث‪،‬‬
‫بيركت– لبناف‪ُُِْ ،‬ىػ = ََُِـ‪.‬‬
‫(ت ُٕٔىػ )‪ ،‬طُ‪،‬‬ ‫‪ ‬الجامع ألحكام القرآن ‪ :‬أبك عبد اهلل بف احمد ا نصارم القرطبي‬
‫دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت – لبناف‪ُُْٗ ،‬ىػ = ُٗٗٗـ‪.‬‬
‫‪ ‬جماليات المفردة القرآنية‪ :‬أحمد ياسكؼ‪ ،‬طِ‪ ،‬دار المكتبي‪ ،‬سكرية ‪ -‬دمشؽ ‪ُُْٗ ،‬ىػ‬
‫=ُٗٗٗـ‪.‬‬
‫(تِٓٓىػ )‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاىرة‪،‬‬ ‫‪ ‬الحيوان ‪ :‬أبك عثماف عمرك بف بحر الجاحظ‬
‫تحقيؽ‪ :‬عبد السالـ ىاركف (د‪.‬ت) (د‪.‬ط)‪.‬‬
‫‪ ‬دينامية ال ّنص (تنظير وانجاز )‪ :‬محمد مفتاح‪ ،‬طّ‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪-‬المغرب‪ََِٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ‬ديوان طرفة بن العبد‪ :‬تحقيؽ‪ :‬فكزم عطكم‪ ،‬دار صعب‪ ،‬بيركت‪.َُٖٗ ،‬‬
‫(تِٕٗىػ )‪ ،‬تحقيؽ ‪ :‬أحمد محمد‬ ‫‪ ‬سنن الترمذي ‪ :‬محمد بف عيسى الترمذم السممي‬
‫شاكر كآخركف‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيركت‪ -‬لبناف‪( ،‬د‪.‬ت)‪،‬‬
‫‪ ‬فعالية القراءة واشكالية تحديد المعنى في ال ّنص القرآني‪ :‬محمد بف أحمد جيالف‪ ،‬طُ‪،‬‬
‫صفحات لمدراسات كالنشر‪ ،‬سكرية‪ََِٖ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ‬الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون األقاويل في وجوه التأويل ‪ :‬جار اهلل أبك‬
‫(ت ّٖٓىػ )‪ ،‬طّ‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت –‬ ‫القاسـ محمكد بف عمر الزمخشرم‬
‫لبناف‪ُِْْ ،‬ىػ = ََِّـ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫انسجام الخواتيم في اآليات القرآنية‪.‬‬

‫كرـ ا نصارم (تُُٕىػ ) المؤسسة‬


‫‪ ‬لسان العرب ‪ :‬ابف منظكر جماؿ الديف محمد بف يم ٌ‬
‫المصرية‪( ،‬د‪.‬ت) (د‪.‬ط)‪.‬‬
‫‪ ‬لسانيات النص‪ -‬مدخل إلى انسجام الخطاب‪ : -‬محمد خطابي‪ ،‬طُ‪ ،‬المركز الثقافي‬
‫العربي‪ ،‬الدار البيضاء‪-‬المغرب‪ُُٗٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ‬معاني القرآن واعرابو ‪ :‬أبك إسحاؽ إبراىيـ السرم الزجاج (ت ُُّىػ ) شرح كتعميؽ‪:‬‬
‫عبد الجميؿ شمبي‪ ،‬طُ‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬بيركت‪َُْٖ ،‬ىػ = ُٖٖٗـ ‪.‬‬
‫(تّٓٗىػ ) تحقيؽ ‪ :‬عبد السالـ‬ ‫‪ ‬مقاييس المغة ‪ :‬أبك الحسف أحمد بف فارس بف زكريا‬
‫ىاركف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬القاىرة‪ُٕٗٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫– الفاامة القرآنية‪ : -‬عبد الفتاح الشيف‪ ،‬دار المريخ ‪،‬‬ ‫‪ ‬من أسرار التعبير في القرآن‬
‫القاىرة‪ُِٖٗ ،‬ـ ‪.‬‬
‫‪ ‬مكانة الفواال من اإلعجاز في القرآن ‪ :‬محمد رجاء حنفي‪ ،‬الدارة‪ ،‬ع (ّ)‪ ،‬س(ُٓ)‪،‬‬
‫َُٗٗ‪.‬‬
‫‪ :‬أبك محمد القاسـ ا نصارم السمجماسي‬ ‫‪ ‬المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع‬
‫(تَْٕىػ ) ‪ ،‬تقديـ كتحقيؽ ‪ :‬عالؿ الغازم‪ ،‬ط ُ‪ ،‬مكتبة المعارؼ‪ ،‬الرباط – المغرب‪،‬‬
‫َُُْىػ = َُٖٗـ‪.‬‬
‫‪ :‬أبك العباس أحمد المغربي (تُُِٖىػ )‪،‬‬ ‫‪ ‬مواىب الفتاح في شرح تمخيص المفتاح‬
‫لبناف‪ُِْْ ،‬ىػ =‬ ‫تحقيؽ ‪ :‬خميؿ إبراىيـ خميؿ‪ ،‬ط ُ‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيركت‪-‬‬
‫ََِّـ‪.‬‬

‫‪89‬‬

You might also like