Professional Documents
Culture Documents
التركيب اللغوي وانتماء النص
التركيب اللغوي وانتماء النص
إذا كانت اللفظة المفردة على ما تتطلبه من مقاييس وشروط تكفل تحقيق
ٍ
جانب من شعرية النص .غير أَّنها ال تكتفي بذاتها بالوصف؛ ألنها تستمد
شعريتها مما يضفى عليها وهي داخل تركيب لغوي بعينه؛ لتكون حينئذ
محكومة بنسق ذلك التركيب والبناء حيث تقترن بغيرها من األلفاظ .إذ يمكنها
أن تتبادل مواقع الجودة ومواطن الرداءة في هذا التركيب أو ذاك ،وهو ما يوحي
بأن بناء النص األدبي يعتمد على نظامين متالزمين يقومان على حركية جدلية
ويقوم هذان النظامان
ُ تتجلى في نظامين اثنين أحدهما إفرادي واآلخر تركيبي،
أو باألحرى هذه الحركية الجدلية بنقل األلفاظ من المألوف إلى غير المألوف،
أو بتحويلها م ن مجرد أداة اتصال وحسب إلى وسيلة إبداعية فنية تحقق المتعة
وهوية النص فضالً عن االتصال.
والشعرية ّ
من المؤكد أن النص يبدأ بالحرف لكي يشكل الكلمة ،ويبني أبنيته على
أساس الجمل والعبارات بالشكل الذي يفتح حي از للشعرية بأن تتش ّكل انطالقا من
الكالم ذاته حيث يتحول إلى لغة خاصة متميزة ،منفصلة عن وسائل فنية
11
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
ولغوية أخرى ،هذه الخصوصية تتفرد بانبثاقها من األدب نفسه ،وتَمثُل في
نسيجه وتركيبه اللغوي.
12
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
األج ازء ،سهل المخارج ،فتعلم بذلك َّأنه أُفرع إفراغًا واحداًُ ،
وسبك سبكًا واحداً،
الدهان»( ،)3أما إذا افتُِق َد هذا المعلم الذي
فهو يجري على اللسان كما يجري ِّ
اصطُلح عليه في الموروث العربي القديم بـ«القران» وهو ما يعني الربط بين
أجزاء النص ،ليقع التشابه واالنسجام والتأليف بين عناصره ،افتُِقدت الشعرية.
فقد قال بعض الشعراء لصاحبه :أنا أشعر منك .قال :ولم؟ قال :ألني أقول
عمه ،وعاب «أبو العجاج رؤبة» شعر ابنه
البيت وأخاه ،وأنت تقول البيت وابن ِّ
فقال «ليس لشعره قران»( ،)4لذا تباين النمطان من الكالم فما كان من األسلوب
وحلِ َي في فم
األول ل ّذ سماعه ،وخف ُمحتمله ،وقرب فهمه ،وعذب النطق بهَ ،
«
سامعه ،فإذا كان متناف ًار متباينًا [وهو األسلوب الثاني] عسر حفظه ،وثقل على
وم َّجتهُ المسامع فلم يستقر فيها منه شيء»(.)5
اللسان النطق بهَ ،
فمن المواصفات التي تلحق بالنص الذي ال يتمتّع تركيبه بالقران أن
يكون مختلف المعاني متباين المباني جار على غير مناسبة وال مشاكلة وال
مقاربة ،ومن ذلك البيت الذي يذكره الحاتمي لذي الرمة وقد فقد شعريته نتيجة
هلهلة بنائه وعدم انسجامه:
13
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
فعلق الحاتمي عنه بقوله «وهذا لعمري عيب فاحش ألن الكالم لم يجر
ومما يحتاج
على نظم ،وال ورد على اقتران وممازجة ،وال اتّسق على اقترانّ ،
إليه القول أن ُينظم على نسق المماثلة ،وأن يوضع على رسم المشاكلة»( ،)6ولذا
قيل قديماً:
يض َد ِخ ِ
يل ان َد ِع ٍّي ِفي ال َق ِر ِ
س ُ ِ
لَ ق َب ْي َن ُه َو ِش ٍعر َك َب ْع ِر ال َك ْب ِ
ش فَ َّر َ
فهذا البيت يؤكد التفكك الذي يصيب النص ،فيغدو كبعر الكبش الذي
متبدداً ،فهو لذلك ال يشاكل بعضه بعضاً.
متفرقًا متبايناً و ّ
يقع ّ
نص متنافر
إذاً فعدم تح ّقق هذا المعَلم بكل غايته يؤدي إلى نشوء ٍّ
الكلمات والحروف ،مستكرٍه في السمع ،وثقيل الوطء على اللسان؛ ألن ألفاظ
النص إن لم « يقع بعضها مماثال لبعض ،كان بينها من التنافر ما بين أوالد
ّ
العالت( ،)7واذا كانت الكلمة ليس موقعها إلى جنب أختها مر ِ
ضّياً موافقا ،كان َ ُ
اللسان عند إنشاء ذلك الشعر مؤونة»(.)8
ٍّ
كحد للنص األدبي غير كفيل فاالعتداد بالخصائص الشكلية وحدها
إلبراز جماليته وقوة شعريته؛ َّ
ألن أقوى بنية في النص األدبي هي بنيته اللغوية،
مما يجعل منه نسيجا متالئما بين اإلفراد والتركيب أو بين االختيار والتأليف
لما فضل «النابِغة الذبياني» بشعره
بكل المقاييس ،وهو ما قال به ابن قتيبة ّ
وجعله أوضح الشعراء كالما« ،وأَ َقّلهم سقطا وحشوا ،وأجودهم مقاطع ،وأحسنهم
مطالع ،ولشعره ديباجة ،إن شئت قلت :ليس بشعر مؤلف ،من تأنثه ولينه ،وان
شئت قلت :صخرة لو ُرِدَيت بها الجبال ألزالتها»(.)9
14
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
واعتمادا على هذه النوعية من التراكيب اللغوية المحكمة كان رصد ابن
قتيبة ألنماط النصوص الجيد منها والرديء ،وكان أجودها على اإلطالق الذي
اكتمل بناؤه اللغوي حتى وان هو لم يتعد القيمة الجمالية والمتعة الفنية دون
سواها ،وهو الذي «حسن لفظه وحال ،فإذا أنت فتشته لم تجد هناك فائدة في
وخير ما يمثّل لهذا اللون من الشعر العربي القديم قول الشاعر(:)11 »()10
المعنى
إن مبعث جودة هذا النص وشعريته تجاوز اللفظة بمعية أخواتها وظيفتها
ّ
وأسرارها التعبيرية إلى أثرها الشعري والشعوري .ليكون هذا التغير في اللغة
الفنية قائما على تلك اآلليات التعبيرية كالتشبيه والتقديم والتأخير والحذف وما
إلى ذلك من وسائل أسلوبية ،فيتأكد لدينا َّ
أن انتماء النص إلى الفنية يقوم على
هذا المبدأ الذي يجعل من القول المحكم البناء قوال شعريا حقيقيا ،زيادة إلى
وجود الفعل الشعوري فيه.
المشاكلة»( )12وبهذا النظام كذلك يكون الكالم الشعري كالماً مؤتلفًاُ ،مجسِّداً
للشعرية في الصياغة المتولدة عن كيفيات إخراج القول في لُحمة واحدة تدفع
النسجام النص ،وهو ما رمى إليه «ابن طباطبا» الذي يجعل من «القصيدة كلها
كلمة واحدة في اشتباه أولها بآخرها ،نسجًا وحسناً ،وفصاحة وجزالة ألفاظ ،ودقة
15
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
معان ،وصواب تأليف»( ،)13فتغدو صفة بالغة القول مبنية على اختيار الكالم
وحسن نظمه وتأليفه.
هكذا كان النسج تركيباً وصياغ ًة لغويا ورصفاً لأللفاظ في العبارة ،مما
ض ُّم الكلمات بعضها إلى بعض
جعله يشترك والنظم في معنى واحد مفاده َ
متفقة مع معان ي النحو أو النظم بمعناه البالغي .لينتج جراء ذلك اإلدراك
سن واالعتدا ُل،
الح ُ ِ
المقبول ُ الجمالي الذي يتزامن مع حالة التناغم؛ ألن علَّة
كل منبوذ القبح واالضطراب.
بينما علة ّ
إن «أبا هالل العسكري» يقصر مدار الجودة في الكتابة على حسن
التأليف الذي يزيد المعنى وضوحًا وشرحاً ،وهو ما يجعل الكالم األدبي شعره
ونثره على السواء على درجة من السالسة ،والسهولة ،واالستواء وقلة
الضرورات ،فكان من الجدير أن «تتفاضل الناس في األلفاظ ورصفها وتأليفها
ونظمها»( ،)14وغدا من تمام حسن الرصف ،أن توضع األلفاظ في مواضعها
مكن في أماكنها ،وأن يخرج الكالم مخرجا يكون فيه فنية ،وال يستعمل فيه وتُ َّ
فيعمى المعنى ،وأن
التقديم والتأخير ،والحذف والزيادة إالّ بالقدر الذي ال يفسدهَّ ،
تضم كل لفظة منه إلى شكلِها،
ّ يكون مستقيم األلفاظ صحيح المعاني ،وأن
وتضاف إلى لِف ِقها ،حتى يحظى باالنتماء إلى الشعرية ،فال غرو أن يكون
« التفاضل الواقع بين البلغاء في النظم والنثر ،إنما هو في هذا المركب الذي
سمى تأليفاً ورصفاً»(.)15
ُي َّ
16
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
سوء
البديع ،الذي ينافر ويبتعد عن السهولة وانسياب العبارة ووضوحها ،فيظهَر ُ
وفساده ،من هنا تكون الشعرية منبثقة عن جمالية بينة الخطاب دون
ُ النسج
سواها ،فهي غير متولدة عن المعاني ،واَّنما تتخّلق عن طرائق تشكيل
النصوص وصياغتها ونسجها.
إن اللفظة المفردة ال ت حقق مطلق الشعرية بالرغم مما قد تتمتع به من
ّ
جمالية ،ما لم تتواءم مع غيرها من األلفاظ وحينئذ تنبثق شعرية النص من
« اللفظة التي ال تدل بتركيب حروفها وحده ،بل بما تقترن به من هيئة نغمة
ونبرة»( ،)17ويكون االنتقاء لهذه األلفاظ المبعثرة في متون اللغة ورصفها في
قوال ب مختلفة تعجب وتروق األديب ،وهو يسعى لبلورة تركيبيه اللغوي وبنيته
األسلوبية بالكيفية التي تحقق لنصه شعريته.
17
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
يجسد «عبد القاهر الجرجاني» هذه الرؤية تطبيقياً ،حينما يصرح بعدم
ّ
اعترافه بشعرية الدال المفرد ،حيث يتحدث عن لفظ األخدع( )18مقارنا لها في
»()19
سياقين مختلفين ،فأما السياق األول هو بيت «الصمة بن عبد اهلل
18
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
هذا ما أشار إليه علماؤنا وركزوا عليه قديمًا ،وهو ما يشير إليه التفكير
يقر « َّ
أن اللفظة المفردة ال جمال فيها وال قبح، اللغوي والنقدي العربي الحديث إذ ّ
ولكن الجمال في عالقتها بغيرها»( )24ليكون هذا التركيب والعالئق الناتجة عنه
المميز األوحد للشاعر أو المبدع عامة عن المتحدث العادي الذي تكون اللغة
عنده وسيلة ال غير ،فهو يستخدمها ليف ِ
صح عن ضروراته ومبتغاه ،فهي ُ
مقتصرة في تعبيره على غايتها الحصرية في المستوى النفعي دون أي مستوى
حد
أما عند المبدع فهي على النقيض تماما ،حيث تصير غاية في ّ آخرّ ،
ذاتها؛ ألنه يسعى ِ
ويج ّد في تجميلها ألجل التمتع بها قبل نفعيتها.
َّ
إن مبدأ التناسب الذي أشرنا إليه سلفاً بين األلفاظ واختيارها ينبغي أن
يكون حاض ًار لدى المبدع لكي يحقق لنصه التركيب اللغوي الكفيل بتحقيق
الشعرية بواسطة االنسجام الذي يكفل توفير «مزاوجة األلفاظ»؛ وهو ما يجعل
اللفظ متآلفاً مع غيره أو ٍ
متعد إلى أكثر من لفظ واحد ،مما يسمح للتناسب أن
يش ّكل « قيمة جمالية أصيلة في جميع الفنون ،وهو في القصيدة العربية تدرج
وهو ما دفع ببعض المبدعين أن »()25
فني من جزء إلى جزء إلى نهاية النص
« يجعل الكلمة وأختها ( )...ومنهم من يقابل لفظتين بلفظتين»( ،)26فمثال
«البحتري» يكتفي بأن يضم الكلمة إلى ردفها ومن ذلك قوله(:)27
19
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
ات َخ ْل َخ ِ
ال ولم أَتَبطَّ ْن َك ِ
اعباً َذ َ كأني لم أ َْرَك ْب َج َواداً للذة
َ
جمع الشاعر في البيت معنيين ،ولكل معنى ألفاظه وقد تآلفت مع
األلفاظ األخرى ،فهو يتكلم عن شبابه ،واصفاً نفسه بالتملك والرفاهة والفتوة
والشجاعة ،فذكر في البيت األول الجواد المؤهل للصيد ،بينما ذكر في البيت
المبدي للفتوة والشجاعة ،وقد ذكر في البيت الثاني األلفاظ الدالة الثاني ال َك ُّر ُ
على الخمرة رام اًز إليها ِب ِزقِّها الذي ُيسَبأ؛ أي ُيشرى ألجل الشراب ال للبيع ،وقد
علق هذه األلفاظ بما ذكره في البيت األول من ذكر للنساء الكواعب ذوات
الخالخل ،وهذا كله مما يحقق له اللذة ،وهذا التركيب اللغوي هو القمين بتوفير
التقبض عليها.
الشعرية في النص و ّ
20
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
موضعها فال تتعداه ،يكون نصه ظاه ًار وسهالً غير ُمش َك ٍل وال متكلف فيه ،على
عكس ذلك الشاعر مثال الذي يقدم ويؤخر في كالمه ،إما لضرورة الوزن أو
ألنه يريد أن يدلّل على علمه باللغة ،وتصريف الكالم وقدرته على
القافية ،أو ّ
العي والتقعير اللغوي بعينه ،حيث يسقط استعماله في الغريب
تعقيده ،فهذا هو ّ
والشاذ اللغوي(.)30
وقد ّبين «ابن شرف القيرواني» هذا المنحى األسلوبي وأثبت ما ُيمكن أن
حدثه عدم التناسق بين األلفاظ في النص األدبي من سماجة ،كقول بعض ي ِ
ُ
المتأخرين ،الذي عيب و ُذ َّم في بنائه ،لمجاورة الكلمة لما ال يناسبها وال يقاربها:
صا ِبي أ ْ
َج َد َرا ان التَ َّ
وص َبآ وِا ْن َك ََ َّـرا
ال تَ َغـي َ
َن ُي َق َ
َواهلل َل ْو َال أ ْ
ور التََّر ِائ ِب َعنـْبـَرا
لَثْماً َو َكافُ َ س َجا
ود َب َن ْف َ اد تُفَّ ُ
اح ال ُخ ُد ِ َع َ
أل َ
فالتنافر واقع بين التفاح والبنفسج ألنهما ليسا من جنس واحد ،فالتفاح
ثمرة ،والبنفسج زهرة ،غير َّ
أن الشاعر أجاد في جمعه بين الكافور والعنبر
أن الشاعر
ألنهما في قبيل واحد ،ولذا يستحسن حسب تعليق ابن شرف لو ّ
قال:
بعض
ُ بنصه
ّ قد يتغاضى المتلقي عامة عن مسلك المبدع إذا لحق
كتجنبه التركيب البسيط للعبارة ،أو كسلوكه
ّ ُجبر، اإلخالل الذي أ ِ
ُكره عليه وأ َ
ضرورة الوزن والقافية ،شرط أن يكون هذا المسلك على مضض ،لكن ال هوادة
21
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
فقد فرق الشاعر بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول ،فوقع المضاف
مما أعدم تنظيم الكالم وجعل ُحسن تركيبه ٍ
في البيت على غير ذي بالّ ،
الس َح ِائ ِب» َّإنما يريد به َسق َي
اض َالرَي َ
اللغوي غائباً ،فالشاعر حين يقول « َسق َي ِّ
اض ،فالتقديم والتأخير هنا من شواذ االستعمال ،وجراء ذلك الس َحائِب ِّ
الرَي َ َ
اضطرب التركيب وتشتَّت النظام وتشعب االلتئام(.)33
إن الخ ّفة في التعبير من شرائط سالمة التركيب وصياغة األلفاظ؛ ألن
« العرب ال تنظر في أعطاف شعرها بأن تجنس أو تطابق أو تقابل ،فتترك
لفظة للفظة ،أو معنى لمعنى ،كما يفعل المحدثون ،ولكن نظرها في فصاحة
الكالم وجزالته ،وبسط المعنى واب ارزه ،واتقان بنية الشعر واحكام عقد القوافي،
وتالحم الكالم بعضه ببعض»( ،)34وان كان ابن رشيق في هذا ال يبتعد كثي ًار
عن «الجاحظ» الذي طلب ،تلك الخ ّفة من قبله ،فقد روى أبو فرج األصفهاني
الحضور فيه إلى أرجوزة
ُ قصة ذلك المجلس الذي حضره «الجاحظ» فاستمع
«أبي العتاهية» «ذات األمثال» وحينما وصل منشد األرجوزة إلى قوله(:)35
فأوقفه «الجاحظ» قائال« :انظر إلى قوله :روائح الجنة في الشبابَّ ،
فإن
له معنى كمعنى الطرب الذي ال يقدر على معرفته إالّ القلوب ،وتعجز عن
22
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
ترجمته األلسنة إالّ بعد التطويل وادامة التفكير وخير المعاني إلى ما كان القلب
قبوله أسرع من اللسان في وصفه»(.)36
يؤيد هذه
كما ّبينا من قبل أن التفكير اللغوي والنقدي العربي الحديث ّ
الرؤية ،ويجعل منها رؤية حداثية ،فقد َّ
عد مكمن قيمة النص األدبي الحقيقية
أن نقطة االرتكاز فيه هي نظمه وصياغته ،وأن علم النص في تركيبه اللغوي ،و ّ
غير ٍ
قائم على األشكال البالغية ،بل يتمثل في أبنيته وتراكيب أساليبه التي
تؤدي وظائف بالغية ،فال يكون االنتقاء إذاً لهذه األشكال حتى «يتم استخراجها
من هذا النسيج اللغوي لتسليط الضوء عليها؛ إذ َّ
إن وجودها ،بل فاعليتها،
مرهون بهذا النسيج الكلي للنص»(.)37
إن فنية النص وانتمائه للشعرية عند العرب ومنذ القديم خاضعان لتشكله
اللغوي الذي يعتبر كمعطى مركزي يؤسس لقيمة العمل األدبي؛ أو لنقل َّ
إن
شعرية النص وفنيته نابعتان ـ أساساً ـ من الفضاء اللغوي الم َش ّكل من تشابك
عالقات األلفاظ القائمة على مبدأي االختيار والتأليف(.)38
هكذا يكون اإلجماع بين الموروث والحداثي على تفضيل التركيب اللغوي
في النص األدبي على األداء المعنوي؛ ألن «اللفظ أغلى من المعنى ثمنًا،
وأعظم قيمة ،وأعز مطلبًا ،وا َّن المعاني موجودة في طباع الناس ،يستوي
الجاهل فيها والحاذق ،ولكن العمل على جودة األلفاظ ،وحسن السبك ،وصحة
التأليف»( ،)39تلك هي األهمية الموالة للنسيج والتي جعلت المقوالت الحداثية
خاصة تُقصر حقيقة النص األدبي وانتماءه على التركيب اللغوي ،وأصبحت
«تعني كلمة نص ( )Texteالنسيج (.)40(»)Tissu
23
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
لقد اعتد قدماؤنا بأبي تمام نظ اًر الهتمامه بالبناء الفني المحكم في
نصوصه وجعلها كتلة واحدة نتيجة تضافر تركيبها اللغوي ،حيث غدت هذه
النصوص غير قابلة للخرق وللفصل بين أجزائها ،فهو يضع األلفاظ والمعاني
في أنساقها التي ال بديل عنها ،فهو عند ابن رشيق مثل الشاعر الذي يعدل
ويعطي المعنى ِ
بين اللفظ والمعنى أو كالقاضي العدل ،يضع اللفظة موض َعهاُ ،
«
للنص شعريته ويفصح عنّ ح ّقه»( ،)41فتقابل االنسجام والتأليف هو الذي يح ّقق
انتمائه؛ ألنه حينما تتمازج األلفاظ والمعاني يتعسر َف ُّك أحدهما عن اآلخر،
كل عنصر منهما بمعزل عن وعندئذ ال ُيؤتى النص من بنائه وال يصير ُّ
اآلخر ،هكذا ال يمكن ألي خطاب أدبي أن يتخلص من مبدأي االختيار
( ،)sélectionوالتأليف ( ،)conbinationحيث يكون هذا التركيب اللغوي
لهوية النص. ِّ
المحددة ّ الموسوم باإلحكام محور الشعرية
24
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
مصب اهتمام ِ
علم األدب حول «الكالم ذاته ،ال موضوع َّ هكذا يغدو
فـ «روالن بارت» يرى أن األدب ليس سوى ٍ
لغة ،ونظام من »()43
الكالم
أن شعريته ليست فيما تحمله هذه العالمات من دالالت ،واَّنما هي
العالمات ،و ّ
في نظامه التركيبي؛ أي في حسن اختيار وتأليف هذه العالمات «وليكن
الفنية هنا تتحقق في
موضوع األدب بعد ذلك ما يكون ،إن هوية النص ّ
»()44
غير المعنى ،أو ف يما يصطلح عليه بجودة السبك المتعلقة بحسن اللفظة وحسن
التركيب ،وال يتأتى ذلك إال إذا انطلقنا من المفردات التي توافرت لها شروط
الفصاحة « في النطق وتآلف اإليقاعات الصوتية فيما بين الحروف ،وفيما بين
الكلمات في الفقرة المركبة ،وبين هذه كلها من جهة ،وبين إيقاعات الوزن
يعبر عنه بجودة السبك
وتقاطيعه الموسيقية في النظم من جهة أخرى ،وهذا ما ّ
في معظم األحوال»(.)45
تتضح لنا أهمية هذه الجودة بصفتها عملية تأليف للحروف فيما بينها
بمعية باقي الكلمات من جهة
ّ لتكون الكلمة ،التي ترقى إلى عملية تركيب
َّ
أخرى ،ليتألف هذا الكالم ويصاغ فيقع موقعًا حسناً على حركات الموسيقى
الشعرية ،حيث ال تتنافر وحداتُه باختالف ماهيتها وحجمها في مجرى اإليقاع
الموسيقي ،وال يتفلت هذا المجرى النغمي ،بِ ُن ُب ِّو حرف أو كلمة أو عبارة ،فيتقطّع
مجراه ويتقلقل سياقه ،ويختل معهما تسلسل أنغام التفاعيل وتعاقبها.
اإلقرار بأهمية اللفظ إفرادًا أو تأليفًا وتركيبًا ،يقتضي الرجوع إلى رأي ابن
رشيق القاضي بقيام هذه األهمية على المعنى ألصالته و ّأوليته ،أو الوقوف
أن صناعة الكالم نظما ونث ًار َّإنما
على رأي «ابن خلدون» المؤيد له في اعتبار « َّ
هي في األلفاظ ال في المعاني ،واَّنما المعاني تبع لها ،وهي أصل»( ،)46وهنا ال
25
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
ُيلغى وجود المعنى بشكل كّلي ،وال يقّلل من أهميته ،فهو سابق للفظ ،مما جعل
هذا األخير محتاجاً إلى األول ليتكفل به ،ويكون الخافض الرافع له ،فـ «المعنى
»()47
بتغيره ،ويثبت بثباته
مثال ،واللفظ حذو ،والحذو يتبع المثال ،فيتغير ّ
فالمعنى مثال ،والمثال قالب ،والقالب قاعدة يقاس عليها ،ولكن إن لم يحسن
التعبير عن هذه المعاني في أحسن صيغة لفظية ،بخست هذه المعاني
وسقطت ،واستدعى األمر إلى رابط خفي يجمع بينهما.
من هنا تكون القدرة على الربط بين اللفظ والمعنى جوهر اللغة ،والنظرة
ا لفاحصة للغة تبرز العالقة الوثيقة بين المعنى والتركيب الصوتي الدال عليه،
فالمبدع ال يختار لغته ،واَّنما تلتحق لغته بالمعنى المراد طرقه ،فتتناسب معه
في شكل حميمي قائم على براعة التركيب الذي يوشي بهوية النص.
اإلحاالت
ـ ينظر ،جاكبسون رومان ،قضايا الشعرية ،ترجمة محمد الوالي ومبارك حنوز، 1
الطبعة األولى ،دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،سنة1988:م ،ص.33 :
2ـ الدكتور تامر سلوم ،نظرية اللغة والجمال في النقد العربي ،الطبعة األولى ،دار الحوار
للنشر والتوزيع ،الالذقية ،سورية ،سنة1983 ،م ،ص.7:
3ـ الجاحظ ،البيان والتبيين ،تحقيق عبد السالم محمد هارون ،دار الجيل ،بيروت ،د.ت،
ص.67 : ج،1/
26
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
4ـ الجاحظ ،المصدر نفسه ،ج ،1/ص ،228 :وينظر ،نفسه ،ج ،1/ص 68 :حيث «قال،
عبيد اهلل بن سالم لرؤبة مت يا أبا الجحاف إذا شئت ،قال وكيف ذلك ،قال ،رأيت اليوم عقبة
»
بن رؤبة ينشد شع ار له أعجبني .فقال رؤبة ،نعم ،انه ليقول ولكن ليس لشعره قران
5ـ ابن رشيق،أبو علي الحسن ،العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،تحقيق محمد محيي
الدين عبد الحميد ،الطبعة الخامسة ،دار الجيل ،بيروت ،لبنان ،سنة1981 :م ،ج ،1/ص:
.257
6ـ الحاتمي ،أبو علي محمد بن الحسن ،الرسالة الموضحة في ذكر سرقات أبي الطيب
المتنبي وساقط شعره ،تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم ،دار صادر للطباعة والنشر ،ودار
بيروت للطباعة والنشر ،بيروت ،سنة1965:م ،ص.23 :
7ـ العالت ،أوالد علة هم أوالد الرجل الواحد من أمهات مختلفات .
8ـ الجاحظ ،البيان والتبيين ،ج ،1/ص.67 – 66 :
9ـ ابن قتيبة ،أبو محمد عبد اهلل بن مسلم ،الشعر والشعراء ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،دار
المعارف بمصر ،سنة1966 :م ،ج ،1/ص.168 :
10ـ ابن قتيبة ،المصدر نفسه ،ج ،1/ص .66 :تعقيب ابن قتيبة «هذه األلفاظ كما ترى،
أحسن شيء مخارج ومطالع ومقاطع ،واذا نظرت إلى ما تحتها من المعنى وجدته ،ولما
األنضاء ،ومضى الناس ال ينظر الغادي
َ قطعنا أيام منى ،واستلمنا األركان ،وعالينا إبلنا
الرائح ،ابتدأنا في الحديث ،وسارت المطي في األبطح».
وقدم له األستاذ على فاعور ،دار الكتب
11ـ كعب بن زهير ،الديوان ،حققه وشرحه ّ
العلمية ،بيروت ،لبنان ،سنة1997:م ،ص.15 :
12ـ المبرد ،محمد بن يزيد ،الكامل في اللغة واألدب ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،
المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،سنة2002:م ،ج ،1/ص.335 :
13ـ ابن طباطبا ،محمد بن أحمد العلوي ،عيار الشعر ،تحقيق الدكتور محمد زغلول سالم،
الطبعة الثالثة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،سنة1984:م ،ص.126 :
14ـ العسكري ،أبو هالل الحسن بن عبد اهلل ،كتاب الصناعتين ،تحقيق علي محمد البجاوي
ومحمد أبو الفضل إبراهيم ،منشورات المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،سنة1986 :م،
ص .196 :وينظر ،نفسه ،ص.171-170 :
27
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
15ـ التوحيدي ،أبو حيان ،اإلمتاع والمؤانسة ،صححه وضبطه أحمد أمين و أحمد الزين،
المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،سنة1953:م ،ج ،2 /ص.132 :
16ـ الباقالني ،أبو بكر بن الطيب إعجاز القرآن ،تحقيق السيد أحمد صقر ،دار المعارف
بمصر ،سنة ،1963 :ص.184 :
17ـ ابن سينا ،أبو علي الحسين ،الشعر ،ضمن كتاب الشفاء ،تحقيق الدكتور عبد الرحمن
بدوي ،الدار المصرية للتأليف والترجمة ،القاهرة ،سنة ،1966 :ص.67 :
18ـ األخدعان ،عرقان في جانبي العنق قد خفيا وبطنا .الليت ،صفح العنق وقيل أدنى
صفحتي العنق من الرأس.
19ـ الجرجاني ،عبد القاهر ,دالئل اإلعجاز في علم المعاني ،صححه السيد محمد رشيد
رضا ،دار المعرفة ،بيروت لبنان ،سنة ،1981:ص.38 :
20ـ البحتري ،أبو عبادة الطائي ،ديوان البحتري ،دار صادر ،بيروت (د.ت) ،ج ،1/ص:
.106وقد أورد الجرجاني صدر البيت بشيء من التغيير:
َخ َد ِعي
طا ِم ِع أ ْ
الم َ
ق َ ت ِم ْن ِر َّ
َعتَ ْق َ
َوأ ْ ف ال ِغ َنى َوِانِّي َوِا ْن َبلَّ ْغتَِني َ
ش َر َ
ينظر ،عبد القاهر الجرجاني ،دالئل اإلعجاز ،ص.38 :
21ـ أبو تمام ،حبيب بن أوس ،ديوان أبي تمام ،ضبطه وشرحه األديب شاهين عطية ،دار
الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،دت ،ص .198 :الخرق بالضم العنف وكذلك الحمق والجهل
وضم الراء للشعر ،ويريدون بتقويم األخدعين إزالة الكبر والعنف ألنهم يقولون في المتكبر
العاتي شديد األخدعين .عند الجرجاني وردت لفظة األنام بدالً من اإلمام الواردة في الديوان.
22ـ الجرجاني ،عبد القاهر ،دالئل اإلعجاز ،ص .38 :وقد حدد الجرجاني موطن
اإلعجاز ،وشعرية النص بقوله« ،لم يبق إال أن يكون [اإلعجاز ]في النظم والتأليف» وكان
هذا الحكم خالصة لما أراد الجرجاني أن يتلمسه من مواطن اإلعجاز التي لم يحدها في
األلفاظ وال في العبارات أو الفواصل .نفسه ،ص.300 :
23ـ ابن منظور ،أبو الف ضل جمال الدين بن محمد ،لسان العرب ،الطبعة األولى ،دار
صادر ،بيروت( ،د .ت ).مادة ،كلم ج ،12/ص.523 - 522 :
24ـ إسماعيل عز الدين (الدكتور)،األسس الجمالية في النقد العربي ،عرض وتفسير
ومقارنة ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر ،سنة1992:م ،ص.198 :
28
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
25ـ السد نور الدين ،الشعرية العربية ،دراسة في التطور الفني للقصيدة العربية حتى
العصر العباسي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،سنة1995:م ،ص.49 :
ابن َر ِشيق ،العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،ج ،1/ص.258 :
26ـ ُ
الطيبَّ ،
سد خياشيمه ومألها ،الريا ،الريح ُ 27ـ البحتري ،الديوان ،ج ،1/صَ .124 :ف َغ َمهُ
ال من َفَيف َغ ُم التي أوردها ابن رشيق.
الطيبة .وقد وردت في الديوان لفظة فينعم بد ً
28ـ امرؤ القيس بن حجر ،ديوان القيس بن حجر ،شرح أبي الحجاج يوسف بن سليمان بن
عيسى المعروف باألعلم الشنتمري ،تصحيح ابن أبي شنب ،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،
الجزائر ،سنة1974:م ،ص.115 :
29ـ ثبج الكالم تثبيجا ،لم ُيَبيِّنه ،والتثبُّج /اضطرب والتثبيج التخليط (اللسان ثبج ) أما عند
ابن رشيق فالتثبيج جنس من المعاظلة التي تعني تداخل الكالم في بعضه البعض.
ابن َر ِشيق ،العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،ج ،1/ص.261- 259 : 30ـ ينظرُ ،
31ـ البيتان لتميم الفاطمي ،وقد أورد تعليقه عليهما ابن شرف القيرواني،أبو عبد اهلل محمد،
مسائل االنتقاد ،تحقيق الدكتورالنبوي عبد الواحد شعالن ،مطبعة المدني ،المؤسسة السعودية
بمصر ،القاهرة ،د.ت ،ص.190 :
ِّب في شرح ديوان أبي الطيب ،لناصيف اليازجي دار
طي ُف ال َ
العر ُ
32ـ المتنبي ،أبو الطيبَ ،
صادر ،بيروت( ،د.ت ،).ج ،1 /ص.429 :
ابن َر ِشيق ،العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،ج ،2/ص.72 :
33ـ ينظرُ ،
ابن َر ِشيق ،المصدر نفسه ،ج ،1/ص.129 : 34ـ ُ
35ـ أبو العتاهية ،ديوان أبو العتاهية ،دار صادر ،بيروت ،سنة1980:م ،ص .349 :وقد
الجَّن ِة ِفي َّ
الشَب ِ َرَوائِ ُح َ صا ِبي إن َّ
اب حجةُ التَّ َ
اب َّ
الشَب َ ورد على هذا النحوّ :
36ـ األصفهاني ،أبو الفرج ،األغاني ،تحقيق سمير جابر ،الطبعة الثانية ،دار الفكر،
بيروت( ،د.ت،).ج ،4/ص.40 :
37ـ بحيري سعيد حسن (الدكتور) ،علم لغة النص ،المفاهيم واالتجاهات ،الطبعة األولى،
الشركة المصرية العالمية للنشر ،لونجمان ،مصر ،سنة1997:م ،ص .71 :وينظر ،أبو زيد
نصر حامد (الدكتور) ،إشكالية القراءة وآليات التأويل ،الطبعة الخامسة ،المركز الثقافي
العربي ،بيروت ،الدار البيضاء ،سنة9919:م ،ص.175 :
29
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
38ـ ينظر ،عيد رجاء (الدكتور) ،القول الشعري ،منظورات معاصرة ،منشأة المعارف،
اإلسكندرية ،مصر ،سنة1995:م ،ص ،46 :ويوسف أحمد(الدكتور) ،القراءة النسقية
ومقوالتها النقدية ،دار الغرب للنشر والتوزيع ،الجزائر ،سنة2002:م ،ص.222 :
ابن َر ِشيق ،العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،ج ،1/ص.127 :
39ـ ُ
النص ،ترجمة الدكتور منذر عياشي ،الطبعة الثانية ،مركز اإلنماء
ّ 40ـ بارت روالن ،لذة
الحضاري ،حلب ،سورية ،سنة2002:م ،ص.104 :
ابن َر ِشيق ،المصدر السابق ،ج ،1/ص.133 :
41ـ ُ
42ـ أبو تمام ،الديوان ،ص . 18 :و التبريزي ،الخطيب ،ديوان أبي تمام بشرح التبريزي،
ط 1دار الفكر العربي ،بيروت -لبنان ،سنة ،2001 :ج ،1/ص.32 :
43ـ بارت روالن ،النقد البنيوي للح كاية ،ترجمة انطوان أبو زيد ،الطبعة األولى ،منشورات
عويدات ،بيروت -باريس ،سنة1988:م ،ص.83 :
44ـ حسين طه ،خصام ونقد ،الطبعة العاشرة ،دار العلم للماليين ،بيروت ،لبنان،سنة:
ص.86 : 1980م،
45ـ عاصي ميشال (الدكتور) ،مفاهيم الجمالية والنقد في أدب الجاحظ ،الطبعة الثانية،
مؤسسة نوفل ،بيروت،لبنان ،سنة1981:م ،ص.169 :
46ـ ابن خلدون عبد الرحمن ،المقدمـة ،تحقيق حجر عاصي ،دار مكتبة الهالل ،بيروت،
سنة1991 ،م ،ص.143 :
ابن َر ِشيق ،العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،ج ،1/ص.127 :
47ـ ُ
مكتبة البحث
أوال :المصـادر
.1األصفهاني ،أبو الفرج ،األغاني ،تحقيق سمير جابر ،الطبعة الثانية ،دار الفكر ،بيروت،
(د.ت.).
30
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
.2امرؤ القيس بن حجر ،ديوان القيس بن حجر ،شرح أبي الحجاج يوسف بن سليمان بن
عيسى المعروف باألعلم الشنتمري ،تصحيح ابن أبي شنب ،الشركة الوطنية للنشر
والتوزيع ،الجزائر ،سنة1974:م.
.3الباقالني،أبوبكر بن الطيب إعجاز القرآن ،تحقيق السيد أحمد صقر ،دار المعارف
بمصر ،سنة.1963 :
.4البحتري ،أبو عبادة الطائي ،ديوان البحتري ،دار صادر ،بيروت (د.ت).
.5التبريزي ،الخطيب ،ديوان أبي تمام بشرح التبريزي ،ط 1دار الفكر العربي ،بيروت -
لبنان ،سنة2001 :م.
.6أبو تمام ،حبيب بن أوس ،ديوان أبي تمام ،ضبطه وشرحه األديب شاهين عطية ،دار
الكتب العلمية ،بيروت لبنان ،دت.
.7التوحيدي ،أبو حيان ،اإلمتاع والمؤانسة ،صححه وضبطه أحمد أمين و أحمد الزين،
المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،سنة1953:م.
.8الجاحظ ،أبو عثمان عمرو بن بحر ،البيان والتبيين ،تحقيق عبد السالم محمد
هارون،دار الجيل ،بيروت ،د.ت
.9الجرجاني،عبد القاهر ،دالئل اإلعجاز في علم المعاني ،صححه السيد محمد رشيد رضا،
دار المعرفة ،بيروت لبنان ،سنة.1981:
.10الحاتمي ،أبو ع لي محمد بن الحسن ،الرسالة الموضحة في ذكر سرقات أبي الطيب
المتنبي وساقط شعره ،تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم ،دار صادر للطباعة والنشر ،ودار
بيروت للطباعة والنشر ،بيروت ،سنة1965:م.
.11ابن خلدون عبد الرحمن،المقدمـة ،تحقيق حجر عاصي ،دار مكتبة الهالل ،بيروت،
سنة1991 ،م.
.12ابن رشيق ،أبو علي الحسن ،العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده ،تحقيق محمد
محيي الدين عبد الحميد ،الطبعة الخامسة،دار الجيل ،بيروت ،لبنان ،سنة1981 :م.
31
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
.13ابن سينا ،أبو علي الحسين ،الشعر ،ضمن كتاب الشفاء ،تحقيق الدكتور عبد الرحمن
بدوي ،الدار المصرية للتأليف والترجمة ،القاهرة ،سنة.1966 :
.14ابن شرف القيرواني ،أبو عبد اهلل محمد ،مسائل االنتقاد ،تحقيق الدكتور النبوي عبد
الواحد شعالن ،مطبعة المدني ،المؤسسة السعودية بمصر ،القاهرة ،د.ت
.15ابن طباطبا ،محمد بن أحمد العلوي ،عيار الشعر ،تحقيق الدكتور محمد زغلول سالم،
الطبعة الثالثة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،مصر ،سنة1984:م.
.16أبو العتاهية ،ديوان أبو العتاهية ،دار صادر ،بيروت ،سنة1980:م.
.17العسكري ،أبو هالل الحسن بن عبد اهلل ،كتاب الصناعتين ،تحقيق علي محمد البجاوي
ومحمد أبو الفضل إبراهيم ،منشورات المكتبة العصرية ،صيدا ،بيروت ،سنة.1986 :
.18ابن قتيبة ،أبو محمد عبد اهلل بن مسلم ،الشعر والشعراء ،تحقيق أحمد محمد شاكر ،دار
المعارف بمصر ،سنة.1966 :
وقدم له األستاذ على فاعور ،دار
.19كعب بن زهير ،ديوان كعب بن زهير ،حققه وشرحه ّ
الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،سنة1997:م.
.20المبرد،محمد بن يزيد،الكام ل في اللغة واألدب ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة
العصرية ،صيدا ،بيروت ،سنة2002:م.
ِّب في شرح ديوان أبي الطيب ،لناصيف اليازجي دار
طي ُف ال َ
العر ُ
.21المتنبي ،أبو الطيبَ ،
صادر،بيروت( ،د.ت.).
32
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
.24حسين طه ،خصام ونقد ،الطبعة العاشرة ،دار العلم للماليين ،بيروت ،لبنان،
سنة 1980:م.
.25أبو زيد نصر حامد (الدكتور) ،إشكالية القراءة وآليات التأويل ،الطبعة الخامسة ،المركز
الثقافي العربي ،بيروت ،الدار البيضاء ،سنة1999:م،
.26السد نور الدين ،الشعرية العربية ،دراسة في التطور الفني للقصيدة العربية حتى العصر
العباسي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر،سنة1995:م.
.27سلوم تامر (الدكتور) ،نظرية اللغة والجمال في النقد العربي ،الطبعة األولى ،دار
الحوار للنشر والتوزيع ،الالذقية ،سورية ،سنة1983:م.
.28عاصي ميشال (الدكتور) ،مفاهيم الجمالية والنقد في أدب الجاحظ ،الطبعة الثانية،
مؤسسة نوفل ،بيروت،لبنان ،سنة1981:م.
.29عيد رجاء (الدكتور) ،القول الشعري ،منظورات معاصرة ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
مصر ،سنة1995:م.
.30يوسف أحمد(الدكتور) ،القراءة النسقية ومقوالتها النقدية ،دار الغرب للنشر والتوزيع،
الجزائر ،سنة2002:م.
ثالثـا :المراجـع المترجمة
-31بارت روالن ،النقد البنيوي للحكاية ،ترجمة انطوان أبو زيد ،الطبعة األولى ،منشورات
عويدات ،بيروت -باريس ،سنة1988:م.
النص ،ترجمة الدكتور منذر عياشي ،الطبعة الثانية ،مركز اإلنماء
ّ -32بارت روالن ،لذة
الحضاري ،حلب ،سورية ،سنة2002:م.
.31جاكبسون رومان ،قضايا الشعرية ،ترجمة محمد الوالي ومبارك حنوز ،الطبعة األولى،
دار توبقال للنشر ،الدار البيضاء ،سنة1988:م.
33
الرتكيب اللغوي وانتماء النص
34