You are on page 1of 1

‫عمرون علي ‪2021‬‬ ‫العالقة بين الدال والمدلول‬

‫الطريق الى الفلسفة‬


‫مدخل عام‬
‫اإلنسان حيوان رامز على حد تعبير كاسيرر ‪ Ernest Kassirer‬فهو يبدع باستمرار نسقا من العالمات والرموز‪ ،‬يستعملها كبدائل عن األشياء الواقعية‪ .‬من‬
‫أهم القضايا الداللية التي تناولها علماء األلسنية والداللة‪ ،‬مسألة الدال والمدلول والعالقة بينهما‪ ،‬كانت القضية في بداية طرحها تقتصر على اللفظ‬
‫والمعنى وباتساع مجال علم الداللة أضحت المسألة تتعلق بالدال والمدلول سواء أكان الدال لفظاً أو غير لفظ‪،‬‬
‫لكن اإلشكال الفلسفي المطروح هو‪:‬‬
‫‪ -‬ماعالقة العالمات والرموز بما تشير إليها؟ ( ماعالقة الدال بالمدلول؟)‬
‫‪ -‬هل هي عالقة طبيعية ضرورية والزمة أم عالقة اعتباطية اصطالحية وجائزة؟‬
‫‪ -‬هل العالقة نشأت بشكل تلقائي وطبيعي أم بالمواضعة واالتفاق؟‬

‫العالقة الضرورية بين الدال والمدلول‬ ‫العالقة االعتباطية بين الدال والمدلول‬
‫المسلمات‬ ‫المسلمات‬
‫‪ -01‬العالقة بين الدال و المدلول ضرورية طبيعية‪.‬‬ ‫العالقة تحكمية وتعسفية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -02‬هناك تالزم بين الرموز وما تشير إليه‪.‬‬ ‫العالقة نشأت بالمواضعة واالتفاق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫األقوال المأثورة‬ ‫األقوال المأثورة‬
‫محاورة «كراتيلوس» ‪ ‬‬
‫ينطوي الموقف االفالطوني على معطى أساسي‪ ،‬وهو أن اللغة عبارة عن‬ ‫اعتبر دوسوسير أن العالقة بين الدال والمدلول عالقة اعتباطية‪ ،‬فهما يرتبطان‬
‫على أساس المواضعة واالتفاق بدليل تعدد العالمات اللسانية للشيء‬
‫محاكاة صوتية للموضوعات التي تشير إليها‪ ،‬بمعنى أن اإلنسان يخلق لغته‬
‫الواحد‪ ،‬واختالفها باختالف اللغات‪.‬‬
‫من محاكاة وتقليد أصوات الطبيعة‪ ،‬والعالقة إذن بين الكلمات واألشياء عالقة‬
‫طبيعية‪ .‬تُستهل المحاورة بالنص التالي‪ " :‬أود أن أعلمك يا سقراط‪ ،‬بأن‬ ‫إرنست كاسيرر‬
‫صديقنا كراتيليوس كان يناقش موضوع األسماء‪ ،‬وهو يقول إنها‬ ‫يرى كاسيرر بأن العالقة بين الدال والمدلول اعتباطية‪ .‬ذلك أن الكلمة ال تحيل‬
‫ي قدر من النطق‬ ‫طبيعية وليست إصطالحية‪ ،‬ال يشذ عن ذلك‪ ،‬أ ّ‬ ‫في حد ذاتها إلى أي معنى أو مضمون إال الذي اصطلح عليه المجتمع‬
‫اإلنساني الذي اتفق الناس على استخدامه‪ ،‬وأنه يوجد فيها حقيقة‬ ‫بالمواضعة واإلتفاق‪ .‬فاألسماء الواردة في الكالم اإلنساني لم توضع لتشير‬
‫أو صواب‪ ،‬هما كذلك بالنسبة لليونانيين ولغيرهم من البرابرة«‬ ‫إلى أشياء مادية‪ ...‬بل وضعت لتدل على معان مجردة وأفكار ال يمكن قراءتها‬
‫في الواقع المادي‪.‬‬
‫بنفنست ‪:‬‬ ‫يقول جون بياجي ‪" :‬إن تعدد اللغات يؤكد بديهيا الميزة االصطالحية لإلشارة‬
‫إن العالقة بين الدال والمدلول –حسب بنفنست‪ -‬عالقة ضرورية وجوهرية‪،‬‬ ‫اللغوية"‬
‫وليست اعتباطية‪ .‬فالدال والمدلول هما في الواقع وجهان لمعنى واحد‪،‬‬ ‫عبد القاهر الجرجاني في «دالئل اإلعجاز»‬
‫يتركبان معا ويشكالن اتحادا أو تكامال‪ ،‬بحيث يكون المفهوم (المدلول) روح‬ ‫يقول في مف َتتح الفصل الثالث‪« :‬ومما يجب إحكامه بعقب‪ m‬هذا الفصل الفرق‬
‫الصورة السمعية ( الدال)‪.‬‬ ‫بين قولنا حروف منظومة وكلم منظومة؛ وذلك أن نظم الحروف هو تواليها في‬
‫النطق فقط وليس نظمها بمقتضًى عن معنًى (أي ليس واجبًا لمعنًى اقتضاه)‬
‫يتحرى في نظمه‬‫َّ‬ ‫ف في ذلك رسمًا من العقل اقتضى أن‬ ‫وال الناظم لها بمقت ٍ‬
‫لها ما تحراه‪ .‬فلو أن واضع اللغة كان قد قال «ربض» مكان «ضرب» لما كان‬
‫في ذلك ما يؤدي إلى فساد…»واحدة‪.‬‬
‫األدلة واالمثلة التوضيحية‬

‫األدلة واالمثلة التوضيحية‬


‫َشندي‪:‬‬ ‫ورد في كتاب القَـلَـق َ‬
‫ومرّة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫وحنظلة‪،‬‬ ‫كلب‪،‬‬ ‫األسماء‪:‬‬ ‫بمكروه‬ ‫أبنائهم‬ ‫تسمية‬ ‫"الغالب على العرب‬
‫ضرار‪ ،‬وحرب‪ ،‬وما أشبه ذلك؛ وتسمية عبيدهم بمحبوب األسماء‪ :‬كفالح‬ ‫و ِ‬
‫دقيش‬ ‫ونجاح‪ ،‬ونحوهما‪ .‬والمعنى في ذلك ما حكي أنه قيل ألبي ال ّ‬
‫مون أبناءكم بشرّ األسماء نحو كلب وذئب‪ ،‬وعبيدكم بأحسن‬ ‫الكالبي‪:‬لم تس ّ‬
‫األسماء نحو مرزوق ورباح؟‬
‫فقال‪ :‬إنما نسمي أبناءنا ألعدائنا وعبيدنا ألنفسنا‪ ‬‬
‫وفي «الخصائص»‪:‬‬
‫«فإن كثي ًرا من هذه اللغة وجدته مضاهيًا بأجراس حروفه أصوات األفعال التي‬
‫عبر بها عنها‪ ،‬أال تراهم قالوا قضم في اليابس‪ ،‬وخضم في الرطب؛ وذلك لقوة‬
‫القاف وضعف الخاء‪ ،‬فجعلوا الصوت األقوى للفعل األقوى‪ ،‬والصوت األضعف‬
‫للفعل األضعف‪ .‬وكذلك قالوا‪ :‬صر الجندب‪ ،‬فكرروا الراء لما هناك من استطالة‬
‫صوته‪».‬‬
‫يؤكد بعض علماء اللغة أن بعض الحروف لها معان خاصة حيث يوحي إيقاع‬ ‫في اللغة الفرنسية‪.S.T.Y.L.O ‬‬
‫الصوت وجرس الكلمة بمعنى خاص‪.‬‬
‫عباد بن سليمان الصيمري"‪ ‬من المعتزلة؛ فقد ذهب إلى أن بين اللفظ‬ ‫في اللغة العربية‪‬ق‪.‬ل‪.‬م‬
‫ومدلولة مناسبة طبيعية فسئل عن معنى كلمة‪" :‬إذغاغ"‪ ‬وهي بالفارسية‪:‬‬
‫الحجر ‪-‬كما يقولون‪ -‬فقال‪ :‬أجد فيه يبسا شديدا‪ ،‬وأراه الحجر‪.‬‬ ‫في اللغة اإلنجليزية‪P.E. N ‬‬
‫نقد‬ ‫نقد‬
‫لكن نظرية المحاكاة ال يمكن أن تكون دليال على العالقة الضرورية بين الدال‬ ‫هذه االطروحة بدورها ليست فوق مستوى النقد شكال ومضمونا ونرد عليهم ان تاريخ‬
‫والمدلول ألن أصوات الطبيعة محدودة وال تتسع جميع األسماء الواردة في‬ ‫اللغة يبين لنا أن بدايتها استمدت من الطبيعة مثل ‪ :‬إحصاء مشتق من كلمة حصى‬
‫يمكن مشاهدتها في الواقع‬ ‫الكالم اإلنساني ثم ان هناك أسماء مجردة ال ٌ‬ ‫نفس الشيء في اللغة الالتينية‪ calcule=calcaire m‬مما يعني أن العالقة بين الدال و‬
‫يمكن استخالصها من أصوات األشياء المحسوسة‪.‬‬ ‫المادي‪ ،‬وال ٌ‬ ‫المدلول عالقة ضرورية لزومية‪.‬‬

You might also like