Professional Documents
Culture Documents
الأحياء الشعبية والأحياء الراقية
الأحياء الشعبية والأحياء الراقية
الحي العتيق:
المدينة العتيقة هي المدينة القديمة اي التي وجدت قبل ان تبنى االحياء الحديثة من حولها .يستعمل هذا المصطلح في
المغرب العربي ,في افريقيا الغربية و الشرقية.
المدينة العتيقة تتميز بمبادالتها التجارية مع المناطق الريفية التي تحيط بها و التي تزودها بحاجياتها .رغم االسوار و
البوابات التي تحميها من الغزاة ,مساحة كبيرة من المدينة العتيقة تحتلها االسواق.
اليوم ,و مع تقدم الدول ,برزت أشكال المحافظة على التقاليد و المعالم و النسيج االجتماعي و الخدمي و االقتصادي في
المدن العتيقة .و اصبحت هذه المدن العتيقة تعرف بروابطها االجتماعية و االقتصادية مع االحياء الحديثة التي اصبحت
تحيط بها .و هي اليوم تساعد على الحفاظ على التراث و الفنون و الصناعات التقليدية و اصبحت مقاصد سياحية هامة.
الحي العصري:
جمعها أحياء ،ويقصد بها المكان الذي يتكون فيها البيوت والشوارع والمدارس ويسكنها عامه الناس وتختلف االحياء في
معيارها الراقي أو المتدني تبعًا لـسكانها أو قيمه ارضها أو جهتها ،ألن من المالحظ ان االحياء الشمالية في الغالب تكون
اغلى من االحياء الجنوبية وبالتالي يختلف نوع قاطني هذه االحياء نسبه إلى صنع اإلنسان األحياء والمدن كامتداد لحاجاته
االجتماعية واالقتصادية وبنظرة سريعة إلى وضع إنساننا الحالي في هذه البيئة نجد أننا نفتقد لكثير من الحاجات
االجتماعية حتى أننا ال نتيح الفرصة ألنفسنا في التعرف على أخوانا المحيطين بنا سواء في المساكن التي نقطنها أو في
الساحات والحدائق وذلك إلنماء وتفعيل الحس االجتماعي والذي هو جل أساس تطور االحياء.
دور الحي في حياة الطفل والمجتمع:
الحياة في الحي تقوي أواصر المحبة بين الناس نتيجة التالقي الدائم في المراكز الحضرية والساحات العامة كما تجعل
اإلنسان يتقرب من أخيه اإلنسان للتآخي والتعايش في نسيج اجتماعي حضري .العيش في الحي وسط الجيران الطيبين
مكسب كبير حيث يتعلم الطفل أولى العالقات العفوية والبسيطة ويتعلم األلفة بين أهل الحي .اإلنسان كائن يبحث عن
الدفء والراحة واألمن واألمان هذا ما يجعله دائم البحث عن سبل تحقيق ذلك بدءًا من منزله وجيرانه .تكون األحياء التي
تتمتع بمرافق ومساحات خضراء مكانا يجد فيه األطفال راحتهم ولعبهم كما تزودهم بجميع المتطلبات الترفيهية التي
يحتاجونها خاصة مالعب األطفال .نظرًا لقوة الروابط االجتماعية في الحي وسهولة حركة السيارات والمشاة في جميع
االتجاهات فإن معدل الجريمة يقل في هذه األحياء وخاصة السرقة واالعتداء على المشاة خاصة األطفال والنساء
مميزات العيش في االحياء الحديثة :
يعطي تخطيط األحياء الحديثة األولوية في الحي للمشاة مما يسهل حركتهم إلى المسجد والمدرسة والمنتزهات واألسواق
في أمان ويسر دون التعرض للتقاطعات الخطرة .توفر األحياء الحديثة لكل مجموعة من األسر ال تزيد عن ( )15ملعبًا
لألطفال على شكل برحه جوار منازلهم وبعيدًا عن حركة السيارات والفضوليين مما يشجع على الترابط بين سكانه .توفر
األحياء الحديثة مالعب مركزية للسكان بمساحات كبيرة وسطها وبعيدًا عن الفضوليين .تمنع الضرر عن الجار وتحافظ
على القيم الدينية وتشجع العالقات االجتماعية ،من خالل توفير الفراغات والحدائق شبه الخاصة بين المساكن .التشجير
والمساحات الخضراء تشكل محورًا هامًا للسكان يمكن الوصول لها مشيًا وبسهولة من أي مكان بالحي وهذا ذو أثر مشجع
للسكان على المشي والتعارف فيما بينهم في بيئة آمنة وصحية.
الحي يوفر للمتساكنين كل المرافق الضرورية مثل :مركز تسويق رئيسي يخدم المنطقة والمناطق المجاورة .مركز تسوق
صغير داخل الحي لخدمة سكان الحي فقط .مناطق تجارية مصغرة توفر الخدمات األساسية للحارات الداخلية مناطق تنزه
وتسلية .حديقة رئيسية متصلة بخطوط المشاة يمكن الوصول إليها بسهولة وأمان من كافة األحياء .حدائق صغيرة ومالعب
أطفال موزعة لخدمة األحياء المسجد والخدمات التعليمية واألمنية .على إحياء الروح االجتماعية للوحدة والمجموعة
السكنية وللمجتمع ككل داخل المنطقة.
تعد جودة البيئة السكنية مؤشرًا على مستوى جودة الحياة ،وتتطلب تنمية البيئة السكنية وتحسين مستواها ودعم اإلحساس
بروح المجموعة بين السكان ،وتمكينهم من المشاركة في إدارة الحي والعناية به ،وتحث السكان على اإلفادة من جودة
حيهم كالبيئة التنظيمية واإلدارية للحي وبالتالي المدينة وكذلك الشعور بالمسئولية واندفاعهم إلى التكامل والتعاون والتآخي
والتواصل بين أفراد المجتمع عمومًا والجيران خصوصًا ،كما أن نقص الحدائق والساحات العامة يقلل من حركة المشاة
ويجعل تواجد السكان في الفراغات العامة والمشتركة نادرًا ،فتزداد بذلك العزلة بين القاطنين ويقل التعارف فيما بينهم مما
يؤدي إلى ضعف العالقات االجتماعية.
نّص حول االرتباط بالحّي العتيق
َلَطاَلَم ا أْح َبْبُت َهَذ ا الَحَّي الَعَر ِبَّي الَعِتيَق َو َذ اَك الَّص ِبَّي الّذ ي َك اَن َيْلَع ُب ِفي ِبَطاِح ِه الَو اِس َعِة الُم ْغ َبَّر ِة َو ِفي أزَّقِتِه الُم ْلَتِو َيِة
الَم آلَنِة بالَو ْح ِل َو ُقُش وِر الّثْم ِر َ ،و َك اَن َيْغ ُدو َو َيُروُحَ ،و َيَتَع ّطُل ِفي أْنُهِج ِه عْنَد َم ا َبَلغ َو اْش َتَّد ِلَيْلَتِقَي ِبُخَلَطاِئِه َو أْص ِفَياِئِه
َو ِلَيْلَعَب َم َع ُهْم ُلْع َبَة الَو َر ِقَ ،و َيَتَح َّد ُث َع ْن ُش ُجوِنِه َو أْفَر اِح ِه.
َو َلَك ْم أْح َبْبُت َذ اَك الَح َّي الَقِد يَم الَع اِمَر ِبأَهاِليِه الَص اِخ ِبيَن الَح اِئِر يَن َ ،و اْسَتَم ْع ُت إلى ِنَع اِل رَج اِلِه الُبَس َطاِء َتْخ ِبُط َع َلى األْر ِص َفِة
َقْبَل ُبُز وِغ الّش ْم ِسَ ،و أْص َغْيُت إلى أْص َو اِتِهْم الغمغمة َتْد ُعو َو َتصيُح َبْيَن الَفْيَنِة َو األْخ َر ىَ ،و َش اَهْد ُت الَع َو اِنَس َو األَر اِمَل
َو الّص َباَيا َيَتَداَفْع َن ِفي ِم ْش َيِتِهَّن َخُجوَالٍت ُم َتَع ّثَر اٍتَ ...و َر أْيُت الُّش ُيوَخ ُيْقِبُلوَن َع َلى الَم َس اِج ِد ِفي َهْمَهَم ٍة َو َتْس ِبيٍح َو َبْع ِض
َتْر ِتيٍل َ ،و َيْخ ُرُجوَن ِم ْنَها َقاِص ِد يَن الَم َقاِهي.
أْفَتِقُد تحاجا إْسَك اِفِّيَناَ ،و َبْس َم َة َباِئِع الَّلَبِن األْخ َر ِسَ ،و َر ِنيَن أْقَر اِص الُّنُقوِد الُّنَح اِس َّيِة ِبَطْس ِت الَش َّحاِذ األْع َم ى ُيَر اِبُط ِبَنْفِس
الَم َك اِن ُم ْنُذ َع َر َف الُّز َقاَق أْهُلُه َفأِلُفوُه.
أْفَتِقُد َشَك اَو ى َج اِر َنا الَع ُجوِز ِم ْن أْمَر اِض الَبْر ِد الُم ْز ِم َنِة َال ُتَهاِد ُنُه ِش َتاًء أْو َص ْيًفاَ ،ح ّتى َلْو َص ِع َدت الَحَر اَر ُة أْقَص اَها.
َو َلَشَّد َم ا أْح َبْبُت َهذا الَحَّي الَتْقِليِد َّي ِبَم َو اِئِدِه َو ُم َم ّيَز اِتِهَ ،و ِبَر َم َض اِنِه الَّصاِخ ِب َو ِع يَد ْيِه الزاهين بالُخ ْض َر ِة َو الِّد َم اِء ،
َو ِبَم َو اِس مِه َو َح َفَالِتِهَ ،و ِبأْع َر اِس ِه َو َم آِتِمِهَ ،و ِبَك َتاِتيِبِه َو َم ْد َرَسِتِه الُقْر آنَّيِةَ ،و ِبِدَياِر ِه الَباِئَسِة الُم ْنَح ِنَيِة َو َم َناِز ِلِه الُم َتَطاِو َلِة،
َو ِبِع ْطِر ِه َو ِبَش ْمِس ِه َو ِبَو ْح ِلِه َو ِبَر واِئِح َتَو اِبِلِهَ ،و ِبإيَم اِنِه َو ِبَص ْو َم َعِة َم ْس ِج ِدِه الَج اِم ِع الّتي َيْس ُم و ِبُروِحَها الُم ؤّذ ن َص َباَح َم َس اَء
إلى َعَناِن الَّس َم اِء ...
ْن َل
ِلَم َهذا الَتَح ُّسُر؟ أَو ْم َيْم ِض ذِلَك الَع ْهُد الَح ِبيُب ؟ َو َم ا َبِقَي م ُه؟
َلَقْد ُح ّطَم ْت أْر َك اُنُه َو ُهِّد َم ْت َ ،و ُك ِّس َر ْت أُسُسُه َو ُخ ٍّر َبْت َ ،و َلْم َيْبَق م ُه إ َهِذِه األ َداُس ِم َن ال َر اِب َو الَح ِب َو الِح َج اَر ِة،
َط ُّت ْك ّال ْن
َو َبَقاَيا َم اُعوٍن َ ،و َش َباِبيُكَ ،و َخ َر َج ِم ْنُه أَهاِليِه ،ذاَت َص َباٍحُ ،م َتَحِّمِليَن ُم َتَالِح ِقيَن َيْض ِرُبوَن في ُدُروِب األْح َياِء األْخ َر ى.
َك اَن ِج يَر اِني إَذ ا اْص َفَّر َو ْج ِهي ِم ْن َس َقٍم َيْلَتُّفوَن َح ْو ِلي َو ُيَو ِّش ُح وَنِني ِبأْد ِعَيٍة للِّشَفاِء فيهدهدن َقلقهم َع َلى َح اِليَ ،و َتْسَتْم ِهُلِني
أْح َيانا َباِئَع ُة الَبْيِض الَعَر ِبِّي َو " الملصوقة " ِلَتِص َف ِلي َش َر ابا ِم َن األْعَش اِب ِض َّد الَّر ْش ِح َو الُّس َع اِل .
أْس ُك ُن َم ْنِز ال ِبَح ٍّي َر اٍقَ .يْو َم اْنَتَقْلُت إَلْيِه َص َفَع ْتِني الُغ ْر َبُةَ " .ج اَدَك الَغْيُث إذا الَغْيُث َهَم ى " َيا َز َم اَن األْنِس ِبَح ِّيَنا الَعِتيِق...
َفَر أى َج َم اَعاٍت ِم َن الِّص ْبَياِن َو الَبَناِت يمالون الّطِر يَق متصارحين ُم َتَض اِحِكيَن َ ،و َقْد اْنَقَسُم وا ِفَر قا أَك َّب ُك ُّل َفِر يٍق َع َلى
ِر َياَض ٍةَ ،فَبَدا الّطِريُق و َك أَّنُه َناٍد ِر َياِض ّي .
َفَهِذِه َج َم اَع ٌة َتْح ِج ُل و ِتْلَك أخَر ى َتَتَص اَر ُع ،و اْقَتَع َد الّصَغ اُر التوار َيْر ُقُصوَن و ُيَغ ّنوَن و ُيَص ّفُقوَن .اْض َطَرَبِت األْر ُض
َو َض َّج الَج ُّو َو َثاَر الُغ َباُرَ ،فأْيَقَن أْن َال َقْيُلوَلة ُم ْنُذ الَيْو ِم ! َو َسِمَع أَناِش يَد َع ِج يَبة " عّم يا َج ّم اُل " ...و " يا أوَالد َح اَر ِتَنا ُتوْت
" ...ويلعبون الورقَ ،فَح اَر َبْيَن الّدْهَش ِة َو الَح َنِق و الُّسُروِر ! ُثَّم َتَص اَعَد َص ْو ٌت َج ْهَو ِرٌّي أَج ُّش َغ ِليُظ الَّنَبَر اِت َيِص يُح كالَّر ْع ِد
" َم ْلُعوٌن َأُبو الُّد ْنَيا " و َك َّر َر ِصَياُحُه ِبَص ِو ٍت َم ْنُغ وٍم َع َلى إيَقاِع َك َّفْيِن َش ِد يَد ْيِن َ ...و َك اَن الّص ْو ُت َص اِع ًدا َع َلى األْر َج ِح ِم ْن
ُد ّك اٍن َتْح َت الّناِفَذ ِة ُمَباَش َر ًة َو َلِكْن ِم ْن َداِخ َلَها َفَلْم َيْسَتِط ْع ُر ْؤ َيَة َذ ِلَك الّذ ي َيَتَغ ّنى ِبَس ِّب الُّد ْنَيا َو َلِكَّنُه َلْم َيَتَم اَلْك َنْفَس ُه َفأْغ َر َق في
الَّض ِحِك َح ّتى َتَو َّر َد َو ْج ُهُه الّش اِح ُب .
ّط ٍّط
َو اْش َر أَّب ِبُع ُنِقِه ِم َن الّناِفَذ ِة فاْسَتَطاَع أْن َيَر ى َالِفَتَة الُد ّك اِن َو َقْد ُنِقَش َع َلْيَها ِبَخ َج ِم يٍل " نونو الخ اط "ُ ...تَر ى َهْل َيْك ُتُب
الَّرُجُل َلْو َح اٍت في َس ِّب الُّد ْنَيا َو َيِبيُع َها للُم َتَذ ِّم ِر يَن و الّساِخ ِط يَن ؟
األلعاب الّتي نمارسها في الحي
استهوتني في الماضي لسهولة تأديتها وبساطتها وبثها روح الحماسة والمنافسة والتسلية والمرح لمؤديها
العتمادها بشكل رئيسي على المهارات والقدرات البدنية وخفة الحركة والمناورة والدقة والمالحظة والذكاء
والتفكير وسرعة اتخاذ القرار بالوقت المناسبة وأسهمت األلعاب الشعبية القديمة بشكل رئيسي وفاعل في
تقوية الروابط االجتماعية وبّث روح األلفة بين أبناء الجيران من األطفال والشباب وساعدتهم في تمضية
أوقات فراغ مليئة باألنس والمحبة في السابق ألنها كانت تمثل التسلية الوحيدة لهم النعدام أماكن الترفيه في
الماضي ،كما أسهمت هذه األلعاب في المحافظة على التراث الشعبي من االندثار بوصفه من المورثات
الشعبية التي يتوجب المحافظة عليها في الوقت الحالي.