You are on page 1of 18

‫املجلة الجزائرية للعلوم القانونية والسياسية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ املجلد‪ ،59 :‬العدد‪ ،4 :‬السنة‪ ،2022:‬ص ‪190-173:‬‬

‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫‪Artificial intelligence: search for a legal approach‬‬

‫بدري جمال‬
‫كلية الحقوق ‪ -‬جامعة الجزائر ‪1‬‬
‫‪dj.badri@univ-alger.dz‬‬

‫تاريخ االستالم‪2022/06/20 :‬؛ تاريخ القبول ‪ 2022/11/30:‬؛ تاريخ النشر ‪:‬ديسمبر‪2022‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫أدى ظهور الذكاء االصطناعي واستقالليته املتزايدة عن مستخدميه إلى صعوبات كثيرة واجهت فئة‬
‫جديدة من املضرورين عند مطالبتهم بالتعويض عن األضرار التي أحدثتها‪ ،‬بحجة عدم إمكانية أسقاط نظم‬
‫املسؤولية التقليدية عليها‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬بقاء تلك الفئة دون تعويض‪ ،‬األمر الذي بات يؤثر على استقرار املجتمع‪،‬‬
‫ويتطلب البحث عن أجدى املقاربات القانونية‪ .‬تمثلت إحداها في ضرورة االعتراف للذكاء االصطناعي‬
‫بالشخصية القانونية‪ ،‬وبالتالي قابلية مساءلته قانونيا وإلزامه بالتعويض عن األضرار التي يتسبب فيها‪ ،‬األمر‬
‫الذي وقفت في وجهه تحديات كبيرة‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬الذكاء االصطناعي؛ الشخصية القانونية؛ املسؤولية املدنية؛ روبوتات؛‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The emergence of Artificial intelligence and its increasing autonomy from its users‬‬
‫‪have led to many difficulties faced by a new category of affected persons when‬‬
‫‪claiming damages, on the grounds that traditional liability regimes cannot be‬‬
‫‪overturned, and thus remain uncompensated, which has come to affect the stability‬‬
‫‪of society and requires the search for the most useful legal approaches. One was the‬‬
‫‪need for AI to recognize the legal personality and thus be legally accountable and‬‬
‫‪obliged to compensate for the damage caused, which posed significant challenges.‬‬
‫;‪Keywords: Artificial Intelligence; Legal personality; Performance eligibility‬‬
‫‪Robots.‬‬

‫املؤلف املرسل‪ :‬بدري جمال‬


‫‪173‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬
‫بدري جمال‬

‫مقدمــة‪:‬‬
‫ساهم اإلنسان بذكائه في تطور علمي كبير إلى درجة أصبح فيها مهددا في حياته ووجوده (‪،)1‬‬
‫وذلك من خالل األضرار التي تتسبب فيها اآلالت واالبتكارات الحديثة‪ ،‬مما استوجبت تدخل القانون‬
‫عبر أنظمة كثيرة‪ ،‬ساهمت إلى حد كبير في االهتمام بفئة املضرورين وعدم تركهم دون تعويض‪.‬‬
‫لم يتوقف ذكاء اإلنسان عند ذلك الحد‪ ،‬بل تعداه إلى اختراع كيانات جد متطورة تتصف هي‬
‫أيضا بالذكاء‪ ،‬في ظاهرة جديدة فسحت املجال أمام تبني ما يسمى بالذكاء االصطناعي كمفهوم علمي‬
‫جديد ذي خصوصية تتمثل أساسا في استقالله شيئا فشيئا عن مستخدميه‪ ،‬وما يمثله ذلك من تحد‬
‫للقانون وأنظمته التقليدية في التعويض وجبر األضرار‪ ،‬خصوصا والواقع يشهد تزايدا في األضرار التي‬
‫يتسبب فيها والصعوبات الكثيرة التي واجهت وما زالت تواجه املضرورين وعدم حصولهم على‬
‫التعويضات الالزمة‪ ،‬بحجة عدم إمكانية مساءلة سلسلة املتدخلين في الذكاء االصطناعي من جهة‪،‬‬
‫وعدم إمكانية مساءلته بصفة مستقلة لعدم سماح القانون بذلك من جهة أخرى‪ ،‬األمر الذي يشكل‬
‫خطرا على استقرار املجتمع‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬يمكن القول بأن هناك عالقة طردية بين زيادة استقاللية الذكاء االصطناعي‬
‫من جهة‪ ،‬وصعوبة تطبيق قواعد املسؤولية املدنية املعروفة عليه‪ ،‬وتتمثل بعض املقاربات املقترحة‬
‫في ضرورة االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية‪ ،‬وبالتالي قابلية مساءلته قانونيا وإلزامه‬
‫بالتعويض عن األضرار التي يتسبب فيها‪ ،‬األمر الذي وقفت في وجهه تحديات كبيرة ما زال النقاش‬
‫محتدما حولها إلى اآلن‪.‬‬
‫سوف نحاول اإلجابة عن اإلشكالية املستجدة من خالل تقسيم املوضوع إلى قسمين اثنين‪،‬‬
‫نتطرق إلى الذكاء االصطناعي كمفهوم جديد ذي خصوصية (‪ ،)1‬ونتطرق إلى الذكاء االصطناعي في‬
‫مواجهة تحديات قانونية (‪.)2‬‬
‫‪ -1‬الذكاء االصطناعي‪ :‬خصوصية املفهوم‬
‫يثير الذكاء االصطناعي جدال واسعا بسبب حداثته وتعقيده‪ ،‬األمر الذي يتطلب محاولة‬
‫تسليط الضوء عليه كمصطلح علمي معقد (‪ ،)1.1‬ثم بعد ذلك التركيز على محل التعقيد من خالل‬
‫طرح مسألة االستقاللية التي يتمتع بها (‪.)2.1‬‬
‫‪ 1-1‬الذكاء االصطناعي‪ :‬مصطلح علمي معقد‬
‫يعتبر مصطلح الذكاء االصطناعي مفهوم حديث نسبيا (‪ ،)2‬وقد القى رواجا في كل مجاالت‬
‫الحياة‪ ،‬األمر الذي جعل منه موضوعا خصبا للبحث والتطوير إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪174‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫ليس غريبا كون موضوع الذكاء االصطناعي محال لدراسات كثيرة ومتنوعة في مجال القانون‪ ،‬وبرجع‬
‫األمر إلى طبيعته املعقدة واملتطورة (‪ )3‬من جهة‪ ،‬واإلشكاالت القانونية التي ما زال يثيرها من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬وسنحاول فيما يلي‪ ،‬تعريف الذكاء االصطناعي وتمييزه عن أهم ما يشبهه (‪ )1.1.1‬ثم بعد ذلك‬
‫التعرف على خصوصيته (‪.)2.1.1‬‬
‫‪ -1-1-1‬تعريف الذكاء االصطناعي وتمييزه عن غيره‬
‫بعد تعريفه (‪ ،)1‬نمييز بينه وبين أهم ما يشبهه (‪.)2‬‬
‫‪ 1-1-1-1‬تعريف الذكاء االصطناعي‬
‫عرف الذكاء االصطناعي على أنه "فرع من فروع علم الحاسوب يبحث في فهم تطبيق‬ ‫ُي ّ‬
‫تكنولوجيا تعتمد على محاكاة الحاسوب لصفات ذكاء اإلنسان"‪ ،‬وعرفه آخر على أنه "تطور علمي‬
‫أصبح من املمكن بموجبه جعل اآللة تقوم بأعمال تقع ضمن نطاق الذكاء البشري‪ ،‬كاآلت التعليم‬
‫واملنطق والتصحيح الذاتي والبرمجة الذاتية"(‪.)4‬‬
‫كما عرفه آخر بأنه "دراسة وتصميم أنظمة ذكية بطريقة مستقلة تستوعب بيئتها‪ ،‬مع اتخاذ‬
‫كافة التدابير الالزمة من أجل تحقيق أهداف محددة"‪) 5( .‬‬

‫كما يعرف الذكاء االصطناعي على أنه "نظام معلوماتي يتمتع بقدرات فكرية مماثلة لتلك التي‬
‫توجد لدى اإلنسان‪ ،‬أو هو تطبيق حاسوبي أو آلة تؤدي العمليات التي يقوم بها الذكاء البشري"‪)6(.‬‬

‫يعرفه آخر بأنه "وسيلة للتحكم فى الحاسوب أو الروبوت بواسطة برنامج يفكر بنفس الطريقة التي‬
‫يفكر بها البشر األذكياء"‪) 7( .‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة‪ ،‬يمكن القول بأن الذكاء االصطناعي هو "أحد علوم الحاسب‬
‫اآللي الحديثة التي تبحث عن أساليب متطورة لبرمجته للقيام بأعمال واستنتاجات تشابه األساليب‬
‫التي تنسب لذكاء اإلنسان‪ ،‬من خالل فهم العمليات الذهنية الشائكة التي يقوم بها العقل البشري‬
‫أثناء التفكير ثم ترجمتها إلى ما يوازيها من عمليات حسابية تزيد من قدرة الحاسب على حل العمليات‬
‫الشائكة"(‪.)8‬‬
‫‪ 2-1-1-1‬الذكاء االصطناعي‪ :‬بين "الروبوت" و "األتمتة"‬
‫من جهة يثور تساؤل حول العالقة بين الذكاء االصطناعي والروبوت‪ ،‬وانطالقا من فهم‬
‫الطبيعة غير املادية للذكاء االصطناعي‪ ،‬يمكننا أن نستنتج أنه ال يمكن اختزال هذا األخير في‬
‫ُ‬
‫الروبوتات وحدها)‪ ،(9‬إذ تمثل هذه األخيرة الجانب املجسد منه أو اآللة فقط‪ ،‬بينما يشير الذكاء‬
‫االصطناعي أو الخواريزمية إلى عقل هذه اآللة‪ ،‬وعلى ذلك‪ ،‬فالذكاء االصطناعي الذى يوجه الروبوت‬

‫‪175‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫يمكن أن يوجه ويتحكم في أي آله أخرى‪ )10(.‬يمكن للذكاء االصطناعي أن يكون مجسدا في صورة‬
‫مادية‪ ،‬كما يمكن فصله عن جسده‪ ،‬ومهما كان شكله‪ ،‬فإن آلية عمله‪ ،‬وهى الخواريزمية أو البرمجية‪،‬‬
‫ال تختلف من حيث طبيعتها غير املادية من حالة إلى أخرى‪ ،‬وإن كانت تختلف من حيث كيفية عملها‬
‫ومهمتها واملجال الذى تعمل فيه‪)11(.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬وكما يختلف الذكاء االصطناعي عن الروبوت فإنه يختلف كذلك عن "األتمتة"‬
‫"‪ ،)12("Automation‬التي تعمل من خاللها اآللة وفق مصفوفة فكرية وبيانات ومعلومات يضعها‬
‫املبرمج وتكون تحت سيطرته بالكامل‪ ،‬كما هو الحال مع الغسالة الكهربائية مثال(‪ ،)13‬بينما يقوم الذكاء‬
‫نمذجها‪ ،‬ويتخذ القرار وينفذه دون الرجوع ال‬‫االصطناعي بجمع البيانات بنفسه ويحللها ويصنفها ُوي ُ‬
‫للصانع وال للمبرمج وال للمالك وال للمشغل‪ .‬بعبارة أكثر وضوحا‪ ،‬تتصرف اآللة "املؤتمتة" في نطاق‬
‫الصالحيات املمنوحة لها مسبقا من املبرمج‪ ،‬أما في الذكاء االصطناعي فالفعل أو التصرف يتم في ضوء‬
‫التفاعل اآلني مع البيئة املحيطة به(‪.)14‬‬
‫‪ 2-1-1‬أنواع الذكاء االصطناعي‬
‫ال يمكن اعتبار كل أنظمة الذكاء االصطناعي تعمل بشكل مستقل عن املتدخلين أو املبرمجين‪،‬‬
‫وبذلك‪ ،‬يوجد ما يسمى بالذكاء االصطناعي محدود النطاق (‪ ،)1‬كما يوجد الذكاء االصطناعي فائق‬
‫الذكاء (‪.)2‬‬
‫‪ 1-2-1-1‬الذكاء االصطناعي‪ :‬محدود النطاق‬
‫يوجد ما يسمى بالذكاء االصطناعي محدود النطاق‪ ،‬ويسمح هذا النوع من الذكاء لآللة بفهم‬
‫األوامر‪ ،‬واالمتثال لها وتطبيقها‪ ،‬مثل السيارات ذاتية القيادة‪ ،‬والطائرات املسيرة‪ ،‬وبرامج التعرف على‬
‫الوجوه والصور‪ ،‬ولعبة الشطرنج‪ ،‬وغيرها‪ ،‬وما يميزها هو محدودية نطاقها بحيث ال يمكنها الخروج‬
‫عن املهام التي برمجت عليها مسبقا‪ ،‬وبالتالي تبقى تحت نطاق التنبئ بأفعالها‪ ،‬وإمكانية السيطرة عليها‪.‬‬
‫‪ 2-2-1-1‬الذكاء االصطناعي‪ :‬فائق الذكاء‬
‫في مقابل الذكاء االصطناعي محدود النطاق‪ ،‬يوجد كذلك ما يطلق عليه بالذكاء االصطناعي‬
‫فائق الذكاء‪ ،‬حيث يتفوق هذا النوع على مستوى ذكاء البشر ويستطيع أن يقوم بمهام أفضل مما‬
‫يقوم به االنسان املتخصص بعمل معين‪ ،‬كالطبيب الجراح ذو الخبرة‪ .‬يسمح الذكاء لآللة في هذا النوع‬
‫بالتقدم وتطوير قدراتها املعرفية من خالل تجربتها الخاصة‪ ،‬بفضل تقنية التعلم الخاصة لدى هذا‬
‫ّ‬
‫النوع من الذكاء االصطناعي‪ ،‬بحيث تمكنها من القدرة على التعلم والتخطيط‪ ،‬والتواصل التلقائي‪،‬‬

‫‪176‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫وإصدار األحكام والقرارات بسرعة وبصفة مستقلة‪ ،‬وما زال هذا النوع من الذكاء االصطناعي قيد‬
‫التطوير‪.‬‬
‫‪ 2-1‬الذكاء االصطناعي‪ :‬استقاللية محل للخصوصية‬
‫بعد تسليط الضوء على استقاللية الذكاء االصطناعي (‪ ،)1.2.1‬نحاول التعرف على‬
‫الخصوصية التي يتميز بها (‪.)2.2.1‬‬
‫‪ 1-2-1‬استقاللية الذكاء االصطناعي‬
‫بخالف البرامج التقليدية التي تعمل فقط ضمن إطار التعليمات املحددة مسبقا وبصورة‬
‫نمطية متوقعة غير مستقلة عن مستخدميها أو القائمين عليها‪ ،‬توجد من البرامج الذكية من تعمل‬
‫بطريقة مختلفة وبصورة مستقلة بنسب مختلفة‪.‬‬
‫كما أشرنا إلى ذلك مسبقا‪ ،‬فإنه ال يوجد نوع واحد من الذكاء االصطناعي‪ ،‬بل يوجد أنوع‬
‫مختلفة وأجيال متعاقبة ما فتأت تتطور وتستقل شيئا فشيئا عن مستخدميها‪ ،‬لتشكل ثورة في التقدم‬
‫والتطور تظاهي ذكاء اإلنسان وتتفوق عليه أحيانا‪)15( .‬‬
‫ّ‬
‫تتميز املسؤولية عن فعل الذكاء اإلصطناعي بتدخل العديد من املتدخلين في عملية تطويره‬
‫ووضعه حيز التنفيذ‪ ،‬وقد تكون العالقات بينهم معقدة ويصعب حينها تحديد دور كل منهم في عملية‬
‫التطوير‪ ،‬ومنه صعوبة الوصول إلى املسؤول عن تعويض األضرار الحاصلة‪ ،‬أضف إلى ذلك دور‬
‫املستخدم وازدياد االستقاللية التي يتمتع بها الذكاء االصطناعي في تأدية مهامه‪)16‬‬

‫‪ 2-2-1‬خصوصية الذكاء االصطناعي‬


‫كلما زادت نسبة استقاللية الذكاء االصطناعي عن املتدخلين فيه من قريب أو من بعيد‪ ،‬زادت‬
‫معه نسبة الخصوصية‪ ،‬ومن هنا‪ ،‬تطرح مسألة االستقاللية وربطها بالقرارات التي يتخذها الذكاء‬
‫االصطناعي‪ ،‬والتي قد تسبب أضرار للغير‪ ،‬فيكون من جهة محال للمساءلة القانونية‪ ،‬ومن جهة أخرى‪،‬‬
‫يلزم بجبر تلك األضرار؟ يأتي الطرح السابق في سياق العديد من التساؤالت القانونية املتعلقة‬
‫بالحقوق واملسؤوليات (‪ ،)17‬وخاصة ما تعلق منها بنظام املسؤولية املدنية‪ ،‬وعالقة كل ذلك‪ ،‬بمسألة‬
‫االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية (‪.)18‬‬
‫لم يتوصل العلم إلى حد اآلن إلى استقاللية تامة للذكاء االصطناعي في اتخاذ القرارت من تلقاء‬
‫نفسه‪ ،‬ولكن نسبة االستقاللية تزداد شيئا فشيئا مع التطور السريع في هذا املجال‪ ،‬ويمكن أن يأتي‬
‫اليوم الذي نشاهد فيه نظاما آليا ذكيا مستقال تماما عن مستخدميه‪.‬‬

‫‪177‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫يمكن القول في هذا السياق‪ ،‬أن هناك عالقة طردية بين محل الخصوصية وزيادة استقاللية الذكاء‬
‫االصطناعي‪ ،‬ومن هنا تأتي مسألة صعوبة وتعقيد املوضوع من جهة‪ ،‬وتحديات تقف في وجهة تبني‬
‫مقاربة قانونية منطقية مقبولة من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬الذكاء االصطناعي‪ :‬تحديات قانونية‬
‫بعد تسليط الضوء على الذكاء االصطناعي من خالل التعاريف املختلفة‪ ،‬وكذا تحديد بداية‬
‫املشكلة املتمثلة في استقالليته شيئا فشيئا عن مستخدميه‪ ،‬يبقى التساؤل عن مدى اعتباره محال‬
‫معترفا به مجال األشخاص القانونية املعروفة (‪ ،)1.2‬ثم بعد ذلك‪ ،‬محاولة االعتراف له بالشخصية‬
‫القانونية (‪.)2.2‬‬
‫‪ 1-2‬مقاربة بين الشخص الطبيعي واملعنوي‬
‫بداية‪ ،‬يمكن استبعاد فكرة أن يكون الذكاء االصطناعي "شخصا طبيعيا" (‪ ،)1.1.2‬ويبقى‬
‫منطقيا التساؤل حول إمكانية اعتباره شخصا معنويا (‪.)2.1.2‬‬
‫‪ 1-1-2‬استبعاد فكرة كون الذكاء االصطناعي شخصا طبيعيا‬
‫بمقتض ى الفقرة األولى من نص املادة ‪ 25‬مدني جزائري "تبدأ شخصية اإلنسان بتمام والدته‬
‫حيا وتنتهي بموته"‪ ،‬ومنه‪ ،‬يمكن القول بأن هناك بداية للشخصية القانونية وهناك نهاية لها (‪،)1‬‬
‫ويطرح في هذا السياق تساؤل حول مدى اعتبار الذكاء االصطناعي كالشخص الطبيعي (‪)2‬؟‬
‫‪ 1-1-1-2‬بداية الشخصية القانونية ونهايتها‬
‫يشترط املشرع في واقعة ميالد الشخص الطبيعي تمام الوالدة‪ ،‬أي بخروج كل جسم املولود من‬
‫بطن أمه وانفصاله تماما عنها من جهة‪ ،‬وأن يكون املولود حيا‪ ،‬أي أن شرط اكتساب الشخصية‬
‫القانونية(‪ )19‬يتوقف على انفصال املولود عن أمه وهو يتمتع بالحياة ولو للحظة واحدة‪ )20(.‬باكتساب‬
‫الشخص الطبيعي شخصية قانونية تثبت له مباشرة أهلية الوجوب‪ ،‬وهي صالحية الشخص‬
‫الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات(‪ ،)21‬ويمر الشخص الطبيعي بثالث مراحل تبدأ بانعدام‬
‫التمييز(‪ ،)22‬ومجالها من الوالدة حتى بلوغ سن الثالثة عشرة سنة‪ ،‬ويكون فيها الشخص منعدم األهلية‬
‫وتعتبر جميع تصرفاته باطلة(‪ ،)23‬األمر الذي يجعله غير مسؤول عن أفعاله ويسأل عنها من هو‬
‫مسؤول عنه‪ .‬ببلوغ الشخص الطبيعي سن الثالثة عشرة تبدأ مرحلة التمييز والعقل وهي مناط أهلية‬
‫األداء (‪ ،)24‬ويعتبر منذ هذا الوقت ناقص األهلية (‪ )25‬حتى بلوغه سن التاسعة عشرة سنة‪ ،‬وهي السن‬
‫التي يصبح فيها كامل األهلية‪ ،‬ما لم يتعرض ملانع أو عارض من موانع وعوارض األهلية‪ ،‬حسب نص‬
‫املادة ‪ 40‬م‪ ،‬ج‪.‬‬
‫‪178‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬
‫بدري جمال‬

‫تنتهي الشخصية القانونية للشخص الطبيعي بموته حقيقة من خالل خروج الروح من‬
‫جسده‪ ،‬وعندها يصبح غير صالح الكتساب الحقوق وتحمل الواجبات‪ .‬كما قد يكون املوت حكميا‬
‫بموجب القانون نظرا لظروف معينة‪ ،‬يصدر خاللها القاض ي حكما قضائيا بموت الشخص املفقود‪،‬‬
‫ولو لم يتحقق موته بالفعل‪ ،‬ويأتي هذا الحل في سياق املحافظة على مصالح املعني وكذا مصالح الغير‬
‫التي قد تتضرر بسبب عدم ظهور الشخص املفقود‪)26( .‬‬

‫‪ 2-1-1-2‬الذكاء االصطناعي ليس شخصا طبيعيا‬


‫بالرجوع لتعريف الذكاء االصطناعي الذي هو عبارة عن "نظام معلوماتي يتمتع بقدرات فكرية‬
‫مماثلة لتلك التي توجد لدى اإلنسان‪ ،‬أو هو تطبيق حاسوبي أو آلة تؤدي العمليات التي يقوم بها‬
‫الذكاء البشري"(‪ ،)27‬يتبين أن أنظمة الذكاء االصطناعي ليست ذكية أو مفكرة في ذاتها‪ ،‬وإنما هي أنظمة‬
‫تتمتع بالقدرة على إنجاز أعمال والوصول إلى نتائج ذكية دون ذكاء حقيقي باملعني املعروف لدى‬
‫االنسان‪ ،‬فذكاء اآللة يتحقق من خالل ما يسمي باالستدالالت‪ ،‬أي‪ ،‬عبر تحديد أنماط معينة في‬
‫البيانات‪ ،‬واستخدام املعرفة والقواعد واملعلومات املكونة وفق نماذج معينة‪ ،‬والتي تستطيع‬
‫الحواسيب معالجتها(‪.)28‬‬
‫"نتائج الذكاء االصطناعي وإن كانت تشبه نتائج الذكاء البشرى إال أن الوسيلة مختلفة؛‬
‫فاإلنسان ُيحقق تلك النتائج من خالل تفاعل قدراته العقلية والعصبية واإلدراكية والشعورية معا‪،‬‬
‫أما الذكاء االصطناعي فيقوم بذلك باستخدام خوارزميات وآليات حسابية ال تشبه أبدا منطق البشر‬
‫ال في التفكير وال في اإلدراك وال في الشعور"‪)29( .‬‬

‫الذكاء االصطناعي ليس شخصا طبيعيا ولن يستطيع ذلك‪ ،‬ويستحيل أن يكون كذلك مهما‬
‫وصل من تطور ومحاكاة لإلنسان‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإنه ال يتمتع بالشخصية القانونية التي تجعله يكتسب‬
‫الحقوق ويتحمل االلتزامات‪ ،‬كما أن افتراض منحه تلك الشخصية يعد اعتداء على حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫(‪ )30‬األمر الذي يفسح املجال أمام افتراض أن يكون لديه الشخصية االعتبارية أو املعنوية‪.‬‬
‫‪ 2-1-2‬الذكاء االصطناعي‪ :‬شخص معنوي محتمل‬
‫استحالة أن يكون الذكاء االصطناعي شخصا طبيعيا تثبت له الشخصية القانونية مباشرة‬
‫بعد والدته حيا‪ ،‬تجعل من فرضية اكتسابه الشخصية املعنوية أمرا غير مستحيل‪ ،‬وبالتالي إمكانية‬
‫النقاش حولها وإعطاء املبررات والدواعي والتعرف على الصعوبات والتحديات‪.‬‬
‫من خالل التعرف على الشخص االعتباري (‪ ،)1‬تأتي مسألة تمثيله (‪ ،)2‬ثم إمكانية تبني نفس الحل‬
‫بالنسبة للذكاء االصطناعي (‪.)3‬‬

‫‪179‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫‪ 1-2-1-2‬تعريف الشخص املعنوي‬


‫يتم اللجوء أحيانا البتكار حلول جديدة مستحدثة لبعض املسائل القانونية املستعصية‬
‫بسبب جدتها أو تعقيدها من جهة‪ ،‬وفشل تطبيق القواعد القانونية عليها من جهة أخرى‪ ،‬وفي هذا‬
‫السياق‪ ،‬جاء ابتكار مفهوم الشخصية املعنوية كحل لبعض الكيانات الجديدة‪.‬‬
‫يعرف الشخص املعنوي أو االعتباري على أنه "مجموعة من األشخاص أو األموال ترمي إلى‬
‫تحقيق غرض معين ُويمنح الشخصية القانونية بالقدر الالزم لتحقيق هذا الغرض"(‪ ،)31‬ويكتسب‬
‫الشخص املعنوي الشخصية القانونية فيصبح قادرا على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‪ .‬وهو‬
‫الحل الذي توصل إليه املشرع من خالل نص املادة ‪ 49‬مدني (‪.)32‬‬
‫أدت الطبيعة غير املادية لبعض الكيانات أو التجمعات التي ال يمكن إدراكها مباشرة بالحواس‬
‫ويمكن ذلك من خالل العقل‪ ،‬إلى اكسابها الشخصية االعتبارية لكونها كيانات قائمة بذاتها ومستقلة‬
‫كليا عن األشخاص املكونين لها‪ ،‬واعترف القانون لها بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة‬
‫اإلنسان من جهة‪ ،‬وله من جهة أخرى أهلية في الحدود التي يعينها عقد إنشائه أو التي يقررها‬
‫القانون‪ )33(.‬تأبى طبيعة الشخص املعنوي من أن تكون له بعض الحقوق التي تالزم طبيعة اإلنسان‪،‬‬
‫كالحق في الزواج والسالمة البدنية‪ ،‬كما ليس له أن يتحمل بعض الواجبات املتصلة باإلنسان‪،‬‬
‫كواجب تأدية الخدمة الوطنية‪ ،‬أو الفحص الطبي والتلقيح اإلجباري ‪ ...‬إلخ(‪ .)34‬كما ال يمكن للشخص‬
‫االعتباري كقاعدة عامة أن تثبت له الحقوق الذهنية لعدم تمتعه بعقل أو قدرات ذهنية‪ ،‬إال أن‬
‫القانون يمنحه أحيانا صفة املؤلف ويقرر له الحقوق املرتبطة بهذه الصفة‪)35( .‬‬

‫‪ 2-2-1-2‬تمثيل الشخص املعنوي‬


‫الشخص املعنوي مجرد كيان اعتباري ال يتمتع بالتمييز وليس له إرادة‪ ،‬األمر الذي جعل‬
‫املشرع ينصب له نائبا من خالل شخص طبيعي يعبر عن إرادته (‪ )36‬ويتولى شؤونه ويعمل باسمه‬
‫ولحسابه (‪.)37‬‬
‫يتحمل الشخص االعتباري املسؤولية املدنية عن األخطاء التي يرتكبها ممثلوه بسبب أو‬
‫بمناسبة ممارسة النشاط لحسابه وفي حدود اختصاصاتهم بمقتض ى تمثيلهم له في هذا النشاط (‪،)38‬‬
‫كما يسأل أيضا جزائيا بعدما كانت هذه املساءلة محل جدل فقهي بالنظر إلى مبدأ شخصية‬
‫العقوبات(‪)39‬‬

‫‪180‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫‪ 3-2-1-2‬الذكاء االصطناعي ليس شخصا معنويا‬


‫ّ‬
‫التقنية‬ ‫مما سبق‪ ،‬يمكن طرح تساؤل حول مدى تصور استخدام هذه الوسيلة القانونية‬
‫املتمثلة في الشخصية املعنوية وإسقاطها على الذكاء االصطناعي؟ يبقى الجواب عن التساؤل السابق‬
‫مرهون بمدى االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية‪ ،‬وحتى لو افترضنا أنه تم االعتراف له‬
‫بذلك‪ ،‬فستثور حتما تساؤالت حول عدم كفاية ذلك االعتراف للمساءلة القانونية‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫الصبي غير املميز يملك شخصية قانونية وال يمكن مساءلته كقاعدة عامة‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى‪ ،‬يثور التساؤل أيضا حول حقيقة العالقة التي تقوم بين الذكاء االصطناعي وسلسلة محتملة‬
‫من املتدخلين في صنعه وتطويره واستخدامه؟‬
‫‪ 2-2‬نحو تبني مقاربة االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية‬
‫تمثل محاولة تبني مقاربة منح الشخصية القانونية للذكاء االصطناعي أمرا غاية في األهمية ملا‬
‫يمثله ذلك من حل ملسألة جبر األضرار التي يحدثها للغير‪ ،‬ولكن يصطدم هذا الطرح بتحديات كبيرة‬
‫أهمها الخروج عن املعايير التقليدية للشخصية القانونية املتعلقة بالشخص الطبيعي من جهة‪ ،‬وعدم‬
‫انطباق فكرة توجيه األشخاص الذين يمثلون الشخص املعنوي على الذكاء االصطناعي من جهة‬
‫أخرى(‪.)40‬‬
‫ال بد‪ ،‬إذن‪ ،‬من إيجاد آلية تسمح بمساءلة الذكاء االصطناعي بشكل يراعي التوازن بين جهات‬
‫التصميم واإلنتاج واالستخدام‪ ،‬ويأخذ بعين االعتبار درجة االستقاللية التي يتمتع بها‪ ،‬ألنه ليس مجرد‬
‫ش يء أو منتوج عادي تنطبق عليه القواعد التقليدية املعروفة‪ ،‬كما أنه ليس من املعقول وضع كامل‬
‫املسؤولية على الجهات املتدخلة في الذكاء االصطناعي‪ ،‬بحجة تبسيط اإلجراءات والتهرب من املشلكل‬
‫التي يثيرها في الواقع‪ ،‬األمر الذي سيؤدي إلى خلق جمود في مجال التطور العلمي في شتى امليادين(‪.)41‬‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬سنحاول أسقاط محاولة االعتراف للطبيعة بالشخصية القانونية على الذكاء‬
‫االصطناعي (‪ ،)1.2.2‬ثم محاولة تطبيق أحكام الشخصية القانونية على الذكاء االصطناعي (‪.)2.2.2‬‬
‫‪ 1-2-2‬الذكاء االصطناعي والطبيعة‪ :‬مقاربة منطقية‬
‫كما هو معلوم‪ ،‬فإن "الشخص القانوني هو الكائن الوحيد الجدير بالحماية القانونية وذلك‬
‫عن طريق الحقوق التي يتمتع بها في مواجهة الغير‪ ،‬والتي تعد في نفس الوقت واجبات عليه"(‪،)42‬‬
‫ومعلوم أيضا أن القانون ال يهتم باألشياء في حد ذاتها‪ ،‬بل تكون جديرة بالحماية فقط في حالة كانت‬
‫محل حق‪ ،‬وأما األشياء التي تخرج عن سيطرة اإلنسان‪ ،‬يتجاهلها القانون (‪.)43‬‬

‫‪181‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫لقد ثار مؤخرا جدال فقهي وقانوني كبير في سياق الدعوة لحماية فعالة للطبيعة من األضرار‬
‫املستمرة واملتكررة ألجزاء واسعة منها‪ ،‬وعلى الرغم من اتفاق غالبية التشريعات على حمايتها من خالل‬
‫النصوص املتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬إال أن الجدال الحاصل انطلق من حقيقة عدم كفاية تلك‬
‫النصوص وعدم فعاليتها في كثير من األحيان‪ ،‬األمر الذي دعى الكثير منهم إلى ضرورة االعتراف للطبيعة‬
‫بالشخصية القانونية(‪ ،)44‬وبالتالي‪ ،‬تمكينها من التقاض ي باسمها‪ ،‬وأن تتمكن من الدفاع عن مصالحها‬
‫الخاصة عند املساس بها وأن تتحصل على تعويضات لنفسها‪ ،‬كأن يكون لها قيمة ذاتية‪ )45(.‬في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬اعترفت بعض الدول للطبيعة بالشخصية القانونية كما هو الحال مثال في اإلكوادور‬
‫وبوليفيا‪ ،‬في محاوالت ملحاولة الذهاب بعيدا في هذه الخطورة رغم املعارضة الشديدة للرافضين لهذه‬
‫الفكرة(‪.)46‬‬
‫إذا كان الجدل الحاصل بمناسبة االعتراف للطبيعة بالشخصية القانونية وتمكينها من‬
‫املحافظة على نفسها من األضرار التي تصيبها باستمرار‪ ،‬فاألمر يشبه إلى حد كبير الجدل الحاصل‬
‫حاليا بشأن االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية‪ ،‬ولكن هذه املرة‪ ،‬من أجل مساءلته‬
‫وتحميله التعويض عن األضرار التي قد يتسبب فيها للغير‪ ،‬فهل يمكن الوصول لنفس الحل السابق‬
‫مع الطبيعة ولو من خالل بداية تقبل فكرة االعتراف له بالشخصية القانونية‪ ،‬ومحاولة إسقاط‬
‫أحكام الشخصية القانونية عليه؟‬
‫‪ 2-2-2‬تطبيق أحكام الشخصية القانونية على الذكاء االصطناعي‬
‫يستمر الجدل حول ضرورة االعتراف للذكاء االصطناعي من عدمه (‪ ،)1‬وعلى الرغم من ذلك‪،‬‬
‫بدأت مالمح االعتراف تتجسد في الواقع من خالل مشاريع مختلفة هنا وهناك‪ ،‬من أهمها القرار الذي‬
‫أصدره البرملان األروبي (‪.)2‬‬
‫‪1-2-2-2‬معارضة فكرة شخصية قانونية للذكاء االصطناعي‬
‫لم يقدم الرافضون لفكرة االعتراف بالشخصية القانونية للذكاء االصطناعي مبررات قوية‬
‫تدعم اتجاههم‪ ،‬خصوصا وأنهم يؤسسون آراءهم على مجرد افتراضات ليس لها دليل في الواقع(‪.)47‬‬
‫لقد بنو افتراضهم على أساس أن الذكاء االصطناعي ليس بإنسان وصنفوه ضمن األشياء‪،‬‬
‫واألمر عندهم يشبه رفض االعتراف للحيوان بالشخصية القانونية بحجة أنه ليس إنسانا أيضا‪ ،‬وأن‬
‫أي اعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية قد يؤدي إلى قتل الجنس البشري وإبادته‪ ،‬ومعنى‬
‫ذ لك‪ ،‬اختفاء اإلنسان ملصلحة الذكاء االصطناعي واندثار العلوم والحضارة‪)48( .‬‬

‫‪182‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫ازدادت هذه املعارضة مع ظهور وتطور الروبوتات التي تشبه اإلنسان من حيث الشكل وكذلك‬
‫من حيث الذكاء‪ ،‬بل تتفوق عليه في كثير من األحيان‪ )49( .‬كما يدعي هؤالء أن االعتراف بالشخصية‬
‫القانونية للذكاء االصطناعي من شأنه أن يؤدي إلى عدم مسؤولية األشخاص املحتملين‪ ،‬من أمثال‬
‫املنتجين‪ ،‬املستخدمين واملالكين‪ ،‬األمر الذين سيترتب عنه زيادة األضرار وتفاقمها‪)50( .‬‬

‫‪2-2-2-2‬مالمح بداية االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية‬


‫يؤسس أنصار االعتراف بالشخصية القانونية للذكاء االصطناعي على االتجاه الذي منحه‬
‫البرملان األوروبي والقرارات الصادرة عنه‪ ،‬من ضرورة االعتراف للذكاء االصطناعي والروبوتات‬
‫بالشخصية القانونية على املدى الطويل‪ ،‬حيث يمكن اعتبار الروبوتات املستقلة ذاتيا "أشخاصا‬
‫إلكترونية" مسؤولة عن تعويض كافة األضرار التي تلحق بالغير (‪ .)51‬تمثل التطور الهام في املوقف‬
‫االوروبي حيال برامج الذكاء االصطناعي فائقة االستقاللية‪ ،‬في أصدر البرملان األوروبي قرارا مهما بتاريخ‬
‫‪ 16‬فيفري ‪ ،2017‬أوص ى فيه بمجموعة من املبادرات التشريعية وغير التشريعية في مجال الروبوتات‬
‫والذكاء االصطناعي إلى املفوضية األوروبية‪ ،‬دعاها إلى اعتماد أداة تشريعية تكون بمثابة قواعد‬
‫القانون املدني املطبقة على املسؤولية تأخذ بعين االعتبار مقدار تطور الروبوتات ومدى سيطرة‬
‫املستخدم البشري عليها‪)52( .‬‬

‫كما تدعوا إلى إيجاد تعريف مشترك بين دول االتحاد لألنظمة املادية السيبيرانية‪ ،‬ولألنظمة‬
‫املستقلة‪ ،‬وللروبوتات املستقلة الذكية وفئاتها الفرعية (‪ .)53‬مع ذلك‪ ،‬تقر قواعد القانون املدني‬
‫األوروبية بشأن الذكاء االصطناعي والروبوتات بعدم كفاية اإلطار القانوني الحالي لتنظيم املسؤولية‬
‫عن األضرار الناجمة عن األجيال املتقدمة منها والقادرة على التفاعل مع بيئتها والتعلم من خبراتها‬
‫الذاتية (‪ ،)54‬وتقترح إيجاد مركز قانوني جديد لها على املدى البعيد (‪ ،)55‬وسن قوانين حديثة ملواكبة‬
‫التطور التقني في هذا املجال دون التأثير سلبا على عمليات التطوير والبحث واالبتكار‪)56( .‬‬

‫أصدرت املجموعة في عام ‪ 2019‬املبادئ التوجيهية ألخالقيات الذكاء االصطناعي‪ ،‬التي حددت‬
‫إطار تصميم ذكاء اصطناعي جدير بالثقة‪ ،‬وفقا للمبادئ التوجيهية‪ ،‬وعليه‪ ،‬يجب على الذكاء‬
‫االصطناعي الجدير بالثقة احترام حقو ق اإلنسان األساسية‪ ،‬والقوانين املعمول بها واملبادئ والقيم‬
‫األساسية‪ ،‬وضمان "هدف أخالقي"‪ ،‬هذا باإلضافة إلى وجوب وضع نظام موثوق به تقنيا‪ ،‬ألنه "حتى‬
‫مع النوايا الحسنة‪ ،‬يمكن أن يتسبب نقص اإلتقان التكنولوجي في حدوث ضرر غير مقصود"‪)57( .‬‬

‫‪183‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد أدى ظهور الذكاء االصطناعي‪ ،‬كمفهوم معقد تبناه القانون وتفاعل معه‪ ،‬إلى ضرورة إيجاد‬
‫انسجام بينه وبين واقع متطور باستمرار‪ ،‬وتنبي حلول ومقاربات قانونية تكون إجابة عن تحديات‬
‫متزايدة سببها ازدياد استقالليته الذكاء االصطناعي عن سلسلة طويلة من املنتجين‪ ،‬املستخدمين‬
‫واملطورين‪ .‬من بين الحلول املقترحة محاولة تبني مقاربة قانونية تسمح للذكاء االصطناعي بجبر‬
‫األضرار التي يتسبب فيها للغير‪ ،‬وقد شكل هذا أصعب املواضيع املطروحة حاليا‪ ،‬األمر الذي عقد‬
‫كثيرا من فرضية االعتراف له بالشخصية القانونية وثار بشأنه جدل فقهي وقانوني لم يتوقف إلى حد‬
‫اليوم‪ .‬يستمر النقاش وتستمر معه محاوالت الكثيرين إقناع املشرعين بضرورة االعتراف للذكاء‬
‫االصطناعي بالشخصية القانونية ولو من خالل تبني فرضيات الحيل القانونية كما هو األمر مع‬
‫الشخصية املعنوية لبعض الكيانات‪ ،‬أو من خالل عمل برامج ومشاريع استشارفية تصلح بأن تكون‬
‫أرضية مقنعة إليجاد حلول عاجلة للمشاكل التي يثيرها الذكاء االصطناعي واستقالله وتطوره السريع‪.‬‬
‫كما يكون من الضروري إجراء عمليات إصالح للتشريعات الخاصة التي تنظم مسألة الذكاء‬
‫االصطناعي واملواضيع املتعلقة به‪ ،‬األمر الذي سيخلق انسجاما بين واقع متطور باستمرار من جهة‪،‬‬
‫ومقاربات قانونية فعالة من جهة أخرى‪.58‬‬

‫(‪ -)1‬فرانسيس فوكوياما‪ ،‬ترجمة أحمد مستجير‪ ،‬نهاية اإلنسان‪ ،‬عواقب الثورة البيوتكنولوجية‪ ،‬دار سطور للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫العراق‪.2002 ،‬‬
‫(‪" -)2‬تعتبر الفترة ما بين عام ‪ 1940 - 1950‬بداية الخطوات األولى للذكاء االصطناعي‪ ،‬مع إنشاء الشبكات العصبي‪ ،‬فقد أدى عمل‬
‫أثنين من أطباء االعصاب "‪ "Warren Mccu and Walter Pitts‬إلى حساب منطقي لألفكار األساسية في النشاط العصبي‪،‬‬
‫والتوصل إلى النموذج الرياض ي األول للعصب البيولوجي‪ ،‬والعصب االصطناعي‪ ،‬وفي عام ‪ 1956‬عقد مؤتمر في ‪ Dartmouth‬ظهر‬
‫فيه ألول مرة مصطلح الذكاء االصطناعي على يد "‪ ،Johan Maccarthy‬وفي الخمسينات بدأت املحاولة األولى إلعداد نماذج آلية‬
‫قادرة على إصدار سلوك بسيط‪ ،‬مثل التعلم‪ ،‬ولكن تلك النماذج لم تنجح في إصدار أي سلوك شائك‪ ،‬سواء كان هذا السلوك‬
‫لإلنسان أو الحيوان‪ ،‬وقد اعتمدت هذه النماذج على محاكاة الشبكات العصبية‪ ،‬وكانت تعمل من خالل القيام باستجابة معينة‬
‫بناء على مدخالت تم إدخالها‪ .‬راجع‪ :‬عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد‪ ،‬املسؤولية املدنية عن أضرار الذكاء االصطناعي‪ ،‬دراسة‬
‫تحليلية‪ ،‬مجلة جيل األبحاث القانونية املعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،43‬أكتوبر‪ ،2020 ،‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ -)3‬شهدت برامج الذكاء االصطناعي في أوائل الثمانينات صحوة كبيرة وتعقيدا أكبر‪ ،‬حيث أصبحت تحاكي املعرفة واملهارات‬
‫التحليلية لواحد أو أكثر من الخبراء البشريين‪ .‬راجع‪ :‬عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫(‪ -)4‬معجم مصطلحات الكمبيوتر‪ ،‬قبرص‪ ،‬مؤسسة األبحاث اللغوية‪ ،‬وبست نيو ورلد‪ ،‬سنة ‪ ،1986‬ص ‪ .9‬ذكره‪ :‬مصعب ثائر‬
‫عبد الستار‪ ،‬املسؤولية التقصيرية املتعلقة بالذكاء االصطناعي‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة ديالي‪ ،‬العراق‪ ،‬املجلد العاشر‪ ،‬العدد ‪ ،2021 ،2‬ص ‪.391‬‬
‫‪184‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬
‫بدري جمال‬

‫(‪ -)5‬محمد أحمد املعداوي‪ ،‬املسؤولية املدنية عن الروبوتات ذات الذكاء االصطناعي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬املجلة القانوني‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،‬املجلد ‪ ،9‬العدد ‪ ،2021 ،2‬ص ‪.292‬‬
‫‪«Les systèmes qui font preuve d'un comportment intelligent en analysant leur environnement et en‬‬
‫‪prenant des mesures, avec un certain degré d'autonomie, pour atteindre des objectifs spécifique».‬‬
‫‪Voir : Céline Castets، Comment construire une intelligence artificielle responsable et inclusive?, D,‬‬
‫‪6 février 2020, p. 225.‬‬
‫‪(6) - «L’intelligence artificielle consiste à faire exécuter par une machine des opérations que nous‬‬
‫‪faisons avec notre intelligence», Voir : NEVEJANS (Nathalie), Traité de droit et d’éthique de la‬‬
‫‪robotique civile, LEH Édition, 2017, p. 31.‬‬
‫)‪ -(7‬صطفى أبو مندور موس ى عيس ى‪ ،‬مدى كفاية القواعد العامة للمسؤولية املدنية في تعويض أضرار الذكاء االصطناعي‪ ،‬مجلة‬
‫حقوق دمياط للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمياط‪ ،‬العدد ‪ ،5‬يناير‪ ،2022 ،‬ص ‪.214‬‬
‫)‪ -(8‬مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪" -‬يطلق "علم الذكاء االصطناعي" وهو أحد علوم الحاسوب الحديثة‪ ،‬وهي تبحث عن أساليب برمجية متطورة للقيام بأعمال‬
‫واستنتاجات تشابه ولو في حدود‪ ،‬حقيقة تلك األساليب التي تنسب لذكاء اإلنسان؛ فهو بذلك علم يبحث في تعريف الذكاء‬
‫اإلنساني وتحديد أبعاده‪ ،‬ومن ثم محاكاة بعض خواصه"‪ ،‬راجع‪ :‬فاتن عبد هللا إبراهيم صالح‪ ،‬أثر تطبيق الذكاء االصطناعي والذكاء‬
‫العاطفي على جودة اتخاذ القرارات‪ ،‬ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا‪ ،‬األردن‪ ،2009/2008 ،‬ص ‪.34‬‬
‫(‪ -)9‬يوجد من يقول أن الروبوت بدون برامج الذكاء االصطناعي‪ ،‬ال يمكن اعتباره روبوتا‪ .‬راجع‪ :‬محمد أحمد املعداوي عبد ربه‬
‫مجاهد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.302‬‬
‫(‪ -)10‬محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.253‬‬
‫(‪ -)11‬مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫(‪" -)12‬هي استخدام الكمبيوتلر واألجهزة املبنية على املعالجات أو املتحكمات والبرمجيات في مختلف القطاعات الصناعية‬
‫والتجارية والخدمية من أجل تأمين سير اإلجراءات واألعمال بشكل آلي دقيق وسليم وبأقل خطأ ممكن"‪ .‬راجع‪ :‬ناضر عبد القادر‪،‬‬
‫محاضرات في مادة األتمتة‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم االجتماعية‪ ،‬شعبة علوم التربية‪ ،‬السنة الجامعية‪،‬‬
‫‪ ،2020/2019‬ص ‪.4‬‬
‫(‪ -)13‬مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫(‪ -)14‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.242‬‬
‫(‪ -)15‬مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪..241‬‬
‫(‪ -)16‬كريستيان يوسف‪ ،‬املسؤولية املدنية عن فعل الذكاء االصطناعي‪ ،‬ماجيستير‪ ،‬الجامعة اللبنانية‪ ،‬الفرع الثاني‪،‬‬
‫‪ ،2020/2019‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ -)17‬محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫‪ - 18‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪ 304‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪" -)19‬وهي كل كائن صالح الكتساب الحقوق وتحكل واجبات"‪ ،‬راجع‪ :‬علي فياللي‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫(‪ -)20‬علي فياللي‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪.184‬‬
‫(‪ -)21‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫(‪ -)22‬يقصد بالتمييز "أن يصبح للصغير بصر عقلي يمكنه من التمييز بين الحسن والقبيح من األمور‪ ،‬وبين الخير والشر‪ ،‬والنفع‬
‫والضرر‪ ،‬وإن كان هذا البصر غير عميق وهذا التمييز غير تام وال مستوعبا للنتائج‪ ،‬ألنهما ينبعان عن عقل غض لم ينضج بعد‪،‬‬

‫‪185‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫ولم تكتمل استنارته"‪ ،‬رجع‪ :‬محمد سعيد جعفور‪ ،‬تصرفات ناقص األهلية املالية في القانون املدني الجزائري والفقه اإلسالمي‪ ،‬دار‬
‫هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.10‬‬
‫(‪ -)23‬املادة ‪ 82‬قانون األسرة‪.‬‬
‫(‪ -)24‬هي "قدرة أو صالحية الشخص للتعبير عن إرادته بنفسه ولحسابه"‪ .‬راجع‪ :‬علي فياللي‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪.208‬‬
‫(‪ -)24‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪..203‬‬
‫(‪ -)25‬محمد سعيد جعفور‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ -) 26‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪ 192‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪(27)- «L’intelligence artificielle consiste à faire exécuter par une machine des opérations que nous‬‬
‫‪faisons avec notre intelligence», Voir: NEVEJANS (Nathalie), op-cit, p. 31.‬‬
‫(‪ -)28‬هاري سوردين‪ ،‬الذكاء االصطناعي والقانون‪ ،‬ملحة عامة ‪ ،‬مقال منشور في مجلة معهد دبي القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،11‬أفريل‬
‫‪ ،2020‬ص ‪.182‬‬
‫(‪ -)29‬هاري سوردين‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.182‬‬
‫(‪ -)30‬عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ -)31‬توفيق حسن فرج‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1988 ،‬ص ‪.744‬‬
‫(‪ -)32‬املادة ‪ 49‬مدني‪" :‬األشخاص االعتبارية هي‪ - :‬الدولة؛ ‪ -‬املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري؛ الشركات املدنية والتجارية؛‬
‫‪ -‬الجمعيات واملؤسسات؛ ‪ -‬الوقف؛ ‪ -‬كل مجموعة من األشخاص أو األموال يمنحها القانون شخصية قانونية"‪.‬‬
‫(‪ -)33‬علي فياللي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.334‬‬
‫(‪ -)34‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.335 ،334‬‬
‫(‪" -)35‬ال يعتبر الشخص املعنوي في إطار قانون حق املؤلف مؤلفا إال استثناء حسب ما يتضح من نص املادة ‪ 12‬من األمر رقم ‪-03‬‬
‫‪ ،05‬وهذا االستثناء ما هو إال حيلة قانونية الغاية منها حماية مصالح من أنجز لحسابه املصنف"‪ ،‬راجع‪ :‬عمروش فوزية‪ ،‬حقوق‬
‫املؤلف في ظل الذكاء االصطناعي‪ ،‬ملتقى دولي بعنوان‪ :‬الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد للقانون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬حوليات جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2018 ،7‬ص ‪.178‬‬
‫‪ - 36‬املادة ‪ 50‬مدني جزائري‪.‬‬
‫(‪ -)37‬علي فياللي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫(‪ -)38‬مصطفى الجمال‪ ،‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2002 ،‬ص ‪.583‬‬
‫(‪ -)39‬بموجب القانون رقم ‪ 15-04‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ّ ،2004‬تمم الكتاب األول من قانون العقوبات بباب أول مكرر تحت عنوان‪:‬‬
‫"العقوبات املطلبقة على األشخاص املعنوية"‪ ،‬ومن بين هذه العقوبات ما جاء في املواد ‪ 18‬مكرر و ‪ 18‬مكرر ‪ ،1‬حيث نصت على‬
‫الغرامة املالية‪ ،‬حل الشخص املعنوي‪ ،‬غلق املؤسسة أو أحد فروعها‪ ،‬اإلقصاء من الصفقات العمومية‪ ،‬املنع من مزاولة النشاط‪،‬‬
‫مصادرة األشياء املستعملة في الجرائم‪ ... ،‬إلخ‪ .‬راجع‪ :‬علي فياللي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.337‬‬
‫(‪ -)40‬عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(‪ -)41‬عماد عبد الرحيم الدحيات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ -)42‬علي فياللي‪ ،‬الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫تنراست‪ ،‬املجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.29‬‬
‫(‪ -)43‬نفس املرجع‪.‬‬
‫(‪ -)44‬علي فياللي‪ ،‬الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪186‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬
‫بدري جمال‬

‫‪(45)- Gille Martin, «L’arbre peut-il être une victime», in Le livre blanc, Le droit prend-t-il vraiment‬‬
‫‪en compte l’environnement ? Le collègue supérieur Lyon, pp.5 et suiv.‬‬
‫(‪ -)46‬يقول األستاذ علي فياللي في هذا الصدد‪ ..." :‬ال داعي للحيل لتمكين الطبيعة وعناصرها من االستفادة من الشخصية‬
‫ُ‬
‫القانونية‪ ،‬ال سيما وأن هناك آليات قانونية عدة تمكننا من املحافظة على الوسط البيئي الذي يعيش فيه اإلنسان"‪ .‬راجع‪ :‬علي‬
‫فياللي‪ ،‬الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة‪ ،‬املرجع االسبق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ -‬لقد رفض املشرع الفرنس ي فكرة االعتراف بالشخصية القانونية للطبيعة‪ ،‬إال أنه سمح لكل من يهمه األمر مباشرة دعوى قضائية‬
‫بغرض حماية البيئة‪ ،‬وذلك من خالل نص املادة ‪ 1248‬والتي فتحت ألي شخص له صفة ومصلحة‪ ،‬بأن يرفع دعوى متعلقة‬
‫بإصالح الضرر اإليكولوجي‪ ،‬وهذا األمر معمول به أيضا في التشريع الجزائري‪.‬‬
‫‪Art. 1248 (LOI n°2019-773 du 24 juillet 2019 - art. 21):‬‬
‫‪«L'action en réparation du préjudice écologique est ouverte à toute personne ayant qualité et intérêt à‬‬
‫‪agir, telle que l'Etat, l'Office français de la biodiversité, les collectivités territoriales et leurs‬‬
‫‪groupements dont le territoire est concerné, ainsi que les établissements publics et les associations‬‬
‫‪agréées ou créées depuis au moins cinq ans à la date d'introduction de l'instance qui ont pour objet la‬‬
‫‪protection de la nature et la défense de l'environnement».‬‬
‫‪(-47) Xavier Labbée, La fin du monde, la fin du droit ou la transition juridique?,D.24 Janvier 2019.‬‬
‫‪P. 78.‬‬
‫)‪Ibid.(-48‬‬
‫(‪ -)49‬محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.310‬‬
‫(‪ -)50‬نفس املرجع‪.‬‬
‫(‪ -)51‬في سنة ‪ ،2015‬أنشأت لجنة الشؤون القانونية في البرملان األوروبي مجموعة عمل من أجل وضع الحلول الخاصة بالقضايا‬
‫القانونية واألخالقية املتعلقة بتطوير الروبوتات والذكاء االصطناعي‪ .‬راجع في هذا الصدد‪:‬‬
‫‪- Nathalie Maximin, Vers des règles européennes de droit civil applicables aux robots, Dalloz‬‬
‫‪actualité, 01 mars 2017, p.25.‬‬
‫راجع أيضا‪ :‬محمد عرفان الخطيب‪ ،‬املسؤولية املدنية والذكاء االصطناعي‪ ،‬إمكانية املساءلة؟ دراسة تحليلية معمقة لقواعد‬
‫املسؤولية املدنية في القانون املدني الفرنس ي‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية العاملية‪ ،‬السنة ‪ ،08‬العدد ‪ ،2020 ،01‬ص ‪.122‬‬
‫(‪ -)52‬قسم ‪ ، AG‬من قرار البرملان األوروبي بشأن قواعد القانون املدني املتعلقة بالروبوتات ‪.2017 ،‬‬
‫(‪ -)53‬ركريستيان يوسف املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ -)54‬األقسام ‪ ،AF ، AI‬من قرار البرملان األوروبي بشأن قواعد القانون املدني الخاصة بالروبوتات ‪.2017 ،‬‬
‫(‪ -)55‬القسم ‪ ، AC‬من قرار البرملان األوروبي بشأن قواعد القانون املدني املتعلقة بالروبوتات ‪.2017 ،‬‬
‫(‪ -)56‬املبادئ العامة‪ ،‬القسم ‪ ، U‬قواعد القانون املدني للبرملان األوروبي بشأن الروبوتات‪.2017 ،‬‬
‫(‪ -)57‬كريستيان يوسف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ -)58‬عماد عبد الرحيم الدحيات‪ ،‬نحو تنظيم قانون للذكاء االصطناعي في حياتنا‪ :‬إشكالية العالقة بين البشر واآللة‪ ،‬مجلة‬
‫االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬املجلد ‪ ،08‬العدد ‪ ،2019 ،05‬ص ‪.22‬‬

‫‪187‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬


‫بدري جمال‬

‫قائمة املصادرواملراجع‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫أوال ‪ /‬قائمة املصادر‪:‬‬
‫➢ النصوص التشريعية‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 05-03‬مؤرخ في ‪ 19‬يويلو ‪ ،2003‬يتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪( .‬ج‪ .‬ر‬
‫العدد ‪.)44‬‬
‫ّ‬
‫واملتمم‬ ‫‪ -2‬األمر قم ‪ 75 / 58‬املؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1975‬املتضمن القانون املدني‪ّ ،‬‬
‫املعدل‬ ‫ر‬
‫بالقانون رقم ‪ 05 / 10‬املؤرخ في ‪ 20‬جولية‪( ، 2005‬ج‪.‬ر العدد ‪.)44‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 15-04‬املؤرخ في ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،2004‬يعدل ويتمم األمر رقم ‪ 156-66‬املؤرخ في ‪18‬‬
‫صفر عام ‪ 1386‬املوافق ‪ 8‬يونيو سنة ‪ 1966‬واملتضمن قانون العقوبات‪( .‬ج‪ .‬ر العدد ‪.)71‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 11-84‬املؤرخ في ‪ 09‬يونيو سنة ‪ ،1984‬املتضمن قانون األسرة‪ ،‬املعدل واملتمم‪.‬‬
‫(ج‪ .‬ر العدد ‪.)24‬‬
‫ثانيا ‪ /‬قائمة املراجع‪:‬‬
‫➢ الكتــب‪:‬‬
‫‪ -1‬توفيق حسن فرج‪ ،‬املدخل للعلوم القانونية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪.1988 ،‬‬
‫‪ -2‬علي فياللي‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -3‬فرانسيس فوكوياما‪ ،‬ترجمة أحمد مستجير‪ ،‬نهاية اإلنسان‪ ،‬عواقب الثورة البيوتكنولوجية‪ ،‬دار‬
‫سطور للنشر والتوزيع‪ ،‬العراق‪.2002 ،‬‬
‫‪ -4‬مصطفى الجمال‪ ،‬نبيل إبراهيم سعد‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫بيروت‪.2002 ،‬‬
‫‪ -5‬محمد سعيد جعفور‪ ،‬تصرفات ناقص األهلية املالية في القانون املدني الجزائري والفقه اإلسالمي‪،‬‬
‫دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫➢ الرسائل الجامعية‪:‬‬
‫‪ -1‬فاتن عبد هللا إبراهيم صالح‪ ،‬أثر تطبيق الذكاء االصطناعي والذكاء العاطفي على جودة اتخاذ‬
‫القرارات‪ ،‬ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق األوسط للدراسات العليا‪ ،‬األردن‪.2009/2008 ،‬‬
‫‪ -2‬كريستيان يوسف‪ ،‬املسؤولية املدنية عن فعل الذكاء االصطناعي‪ ،‬ماجستير‪ ،‬الجامعة البنانية‪،‬‬
‫الفرع الثاني‪.2020/2019 ،‬‬
‫‪188‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬
‫بدري جمال‬

‫‪ -3‬ناضر عبد القادر‪ ،‬محاضرات في مادة األتمتة‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬شعبة علوم التربية‪ ،‬السنة الجامعية‪.2020/2019 ،‬‬
‫➢ املقاالت في املجالت‬
‫‪ -1‬فوزية عمروش‪ ،‬حقوق املؤلف في ظل الذكاء االصطناعي‪ ،‬ملتقى دولي بعنوان‪ :‬الذكاء االصطناعي‪:‬‬
‫تحد جديد للقانون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،1‬حوليات جامعة الجزائر‪ ،‬العدد ‪( .2018 ،7‬ص ‪– 164‬‬
‫ص ‪.)185‬‬
‫‪ -2‬عبد الرزاق وهبة سيد أحمد محمد‪ ،‬املسؤولية املدنية عن أضرار الذكاء اإلصطناعي‪ ،‬دراسة‬
‫تحليلية‪ ،‬مجلة جيل األبحاث القانونية املعمقة‪ ،‬العدد ‪ ،43‬أكتبور‪( ،2020 ،‬ص ‪- 11‬ص ‪.)46‬‬
‫‪ -3‬علي فياللي‪ ،‬الشخصية القانونية كوسيلة لحماية الطبيعة‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬جامعة تمنراست‪ ،‬املجلد ‪ ،09‬العدد ‪( .2020 ،01‬ص ‪ – 26‬ص ‪.)53‬‬
‫‪ -4‬عماد عبد الرحيم الدحيات‪ ،‬نحو تنظيم قانون للذكاء االصطناعي في حياتنا‪ :‬إشكالية العالقة بين‬
‫البشر واآللة‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪ ،‬املجلد ‪ ،08‬العدد ‪( .2019 ،05‬ص ‪ – 14‬ص ‪.)35‬‬
‫‪ -5‬محمد أحمد املعداوي عبد ربه مجاهد‪ ،‬املسؤولية املدنية عن الروبوتات ذات الذكاء االصطناعي‪،‬‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬املجلة القانوني‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬املجلد ‪ ،9‬العدد ‪( .2021 ،2‬ص ‪ – 284‬ص‬
‫‪.)392‬‬
‫‪ -6‬محمد عرفان الخطيب‪ ،‬املسؤولية املدنية والذكاء االصطناعي‪ ،‬إمكانية املساءلة؟ دراسة تحليلية‬
‫معمقة لقواعد املسؤولية املدنية في القانون املدني الفرنس ي‪ ،‬مجلة كلية القانون الكويتية‬
‫العاملية‪ ،‬السنة ‪ ،08‬العدد ‪( .2020 ،01‬ص ‪- 107‬ص ‪.)151‬‬
‫‪ -7‬مصعب ثائر عبد الستار‪ ،‬املسؤولية التقصيرية املتعلقة بالذكاء االصطناعي‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ديالي‪ ،‬العراق‪ ،‬املجلد العاشر‪،‬‬
‫العدد ‪( .2021 ،2‬ص ‪- 387‬ص ‪.)412‬‬
‫‪ -8‬مصطفى أبو مندور موس ى عيس ى‪ ،‬مدى كفاية القواعد العامة للمسؤولية املدنية في تعويض‬
‫أضرار الذكاء االصطناعي‪ ،‬مجلة حقوق دمياط للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة دمياط‪ ،‬العدد ‪ ،5‬يناير‪( .2022 ،‬ص ‪ – 210‬ص ‪.)403‬‬
‫‪ -9‬اري سوردين‪ ،‬الذكاء االصطناعي والقانون‪ ،‬ملحة عامة‪ ،‬مقال منشور في مجلة معهد دبي‬
‫القضائي‪ ،‬العدد ‪ ،11‬أفريل ‪( .2020‬ص ‪ – 159‬ص ‪.)215‬‬
‫‪189‬‬ ‫الذكاء االصطناعي‪ :‬بحث عن مقاربة قانونية‬
‫بدري جمال‬

‫باللغة الفرنسية‬
➢ Ouvrages:
- NEVEJANS (Nathalie), Traité de droit et d’éthique de la robotique civile, LEH
Édition, 2017.
➢ Articles et chroniques:
1- Céline Castets, Comment construire une intelligence artificielle responsable et
inclusive?, Dalloz, n° 04, 06 février 2020. (pp. 225-230).
2- Gille Martin, «L’arbre peut-il être une victime», in Le livre blanc, Le droit prend-
t-il vraiment en compte l’environnement ? Le collègue supérieur Lyon. (pp 5-
17).
3- Nathalie Maximin, Vers des règles européennes de droit civil applicables aux
robots, Dalloz actualité, 01 mars 2017, p. 25.
Xavier Labbée, La fin du monde, la fin du droit ou la transition juridique?,Dalloz, 24
Janvier 2019, p. 78.

190 ‫ بحث عن مقاربة قانونية‬:‫الذكاء االصطناعي‬

You might also like