You are on page 1of 5

‫د‪ .

‬نوادري فزيدة‬ ‫محاضزات في نظزيات علم الاجحماع الحديثة‬

‫املحاضزة ‪-1-‬‬

‫البدائل النظزية‬

‫‪ -1‬الظاهزثية (الفينومونولوجية)‬

‫‪-1‬مفهوم الفينومينولوجيا أو الظاهزاثية‬

‫هي العلم الري ًدزض الظىاهس أو ًولم علُه بعلم ظاهساث الىعي واملعسفت أي كل ما‬
‫ًدخل في مظاق الىعي‪،‬ـ وَؼهد لىفظه على مىىاله مً ألافعال والاهفعاالث مً ألافكاز‬
‫والاحظاطاث مً املعوُاث وألاػُاء إكافت إلى ذلك فهي جسكص أهسوحاتها ألاطاطُت حىل‬
‫ألاػُاء في خبرجىا والوسق التي هخخبر بها هره ألاػُاء واملعاوي التي‬
‫بىاءاث الخبرة‪ ،‬فظهىز أ‬
‫جكدظبها ألاػُاء في خبرجىا حمُعا مسجكصاث معسفُت أطاطُت في الظاهساجُت فاألحدار وألادواث‬
‫والراث حمُعا جظهس في عاملىا املعاغ‪ .1‬أ‬

‫الفُىىمُىىلىحُا أو الظاهساجُت مدزطت احخماعُت اطخخلـذ مً الفلظفت الظاهساجُت‬


‫وحعخبر اججاها في الفلظفت املعاؿسة ظهسث خالل اللسن العؼسًٍ‪ً ،‬سحع الفلل في وؼأتها إلى‬
‫ألاملاوي "إدمىهد هىطسل" ‪ 1937 -1859‬وجوىزث على ًد "ألفسٍد ػىجس" الري أدخلها إلى علم‬
‫الاحخماع‪ ،‬جسكص الظاهساجُت بؼكل معمم على جحلُل ووؿف الحُاة الُىمُت ملا ٌؼاهد وٍلمع‬
‫منها أي حعنى بالظىاهس املسبُت واملحظىطت وامللمىطت امللترهت بأحدار الحُاة البؼسٍت امللخـلت‬
‫باملؼاعس وألاحاطِع بؼكل خاؾ زكصث على الـفاث الاحخماعُت لرا فئن الفُىىمُىىلىحُحن‬
‫حاولىا فهم معنى الظىاهس وألاػُاء ولم يهخمىا بخفظحر كُفُت وحىدها‪ .‬أ‬

‫‪-2‬القضايا ألاساسية للظاهزاثية‬

‫‪ -‬جأكُد الفازق الهام بحن الظىاهس الوبُعُت والظىاهس الاحخماعُت فدوز عالم الاحخماع في‬
‫فهم الىاكع الاحخماعي ًخخلف عً دوز العالم الوبُعي في دزاطت العالم املادي‪ ،‬فعالم‬
‫الوبُعت ًدزض ظىاهس ال جخحر بىاء معسفي مظبم وبالخالي فهي ال حعسف اللـد والازادة‬

‫‪1‬أهوىن خىزي‪ :‬مدخل إلى الفلظفت الظاهساجُت‪ ،‬داز الخىىٍس للوباعت واليؼس‪ ،‬بحروث‪ ،‬ن‪ ،1984 ،1‬ؾ ‪35‬‬
‫د‪ .‬نوادري فزيدة‬ ‫محاضزات في نظزيات علم الاجحماع الحديثة‬

‫كما أن عالكخه بهره الظاهسة عالكت خازحُت جخخلف جماما عً عالكت عالم الاحخماع‬
‫‪2‬‬
‫بالظىاهس الاحخماعُت التي ًدزطها‬
‫‪ -‬حعازق الاججاه الفُىىمُىىلىجي مع الجزعت الىكعُت حُث ًؤكد هرا الاججاه ؿعىبت‬
‫الفعل بحن العالم الاحخماعي مً هاحُخه وأطالُب جفظحره وفهمه مً هاحُت أخسي أ‬
‫‪ -‬هلد علم الاحخماع بظبب مُله إلى محاكاث العلىم الوبُعُت عىد دزاطت الىاكع الاحخماعي‬
‫ألامس الري أفلد علماء الاحخماع اللدزة على الاحظاض بظىاهس الىعي ولم ًلخـس الىلد‬
‫على املىكىعاث التي يهخم بها علماء الاحخماع بل جىوبم أًلا على املىاهج التي‬
‫ٌظخخدمىنها‪ .‬أ‬
‫‪-3‬الاسهامات التي قدمها رواد النظزية‪:‬‬

‫‪-1-3‬ألفزد شوثز والظاهزاثية‪:‬‬


‫ّ‬
‫ٌعخبر "ألفسد ػىجس" مً أبسش العلماء الرًً هظسوا للظاهساجُت ولد في فُِىا‪ ،‬ؿدز له‬
‫عمل وحُد عام ‪1932‬م بعىىان "ظاهساجُت العالم الاحخماعي" وبعد وفاجه ظهسث أعماله في‬
‫زالزت مجلداث بعىىان "أوزاق مجمىعت" عىدما عاغ في الىالًاث املخحدة ألامسٍكُت جأزس‬
‫بـ"حىزج مُد" والىظسٍت الخفاعلُت السمصٍت وكان إطهامه البازش هى مصج الظاهساجُت ألاوزوبُت‬
‫بالخفاعلُت السمصٍت ألامسٍكُت‪ 3‬حاول جوبُم الظاهساجُت في دزاطت العالم الاحخماعي مً خالل‬
‫دزاطت بعم أعمال "ماكع فُبر" (هظسٍت الفعل الاحخماعي والىمىذج ألامثل)‪ ،‬وجسجكص هظسٍخه‬
‫على مفهىمحن أطاطحن هما‪ :‬أ‬

‫‪ -1‬الحخلل الذاجي‪ً :‬لـد بها أن جداخل ذواث الفاعل ال ًحـل بؼكل مىفسد أو مً حاهب‬
‫واحد بل ًخولب حلىز آلاخس أوال وهسح أفكاز وآزاء ًخم هلاػها زاهُا وجبادل الخفاعل‬
‫بُنهم وبرلك ًحـل جبادل املؼاعس بُنهم ومً زم ًحـل جبادل الرواث بحن الفاعل‬
‫والحلىز وكل هره الامىز ًجب أن جخم في فترة شمىُت معُىت وبلعت حغسافُت معلىمت‬
‫ألابعاد‪ ،‬عىد إذن وظخوُع أن هلىل للد حدر الخخلل الراحي‪.‬‬

‫‪2‬محمىد شٍدان‪ :‬مىاهج البحث الفلظفي‪ ،‬حامعت بحروث العسبُت‪ ،1974 ،‬ؾ‪65‬‬
‫‪3‬حىزج زٍتزز‪ :‬زواد علم الاحخماع‪ ،‬جسحمت مـوفى خلف عبد الجىاد وآخسون‪ ،‬مساحعت وجلدًم‪ :‬محمد‬
‫الجىهسي‪ ،‬داز املعسفت الجامعُت ‪ ،‬الاطكىدزٍت‪ ،‬ن‪ ،1993 ،1‬ؾ ‪303‬‬
‫د‪ .‬نوادري فزيدة‬ ‫محاضزات في نظزيات علم الاجحماع الحديثة‬

‫‪ -2‬النمذجة‪ :‬هي حكم ذاحي ًخلمً معاًحر ذاجُت احخماعُت حعكع جأزحراث املحُى الاحخماعي‬
‫الري ٌعِؽ في وطوه الفاعل وعالكاجه املخىىعت مع شمالبه وأؿدكابه وأكازبه وأهدافه‬
‫الثلافُت‪ ،‬باخخـاز الىمرحت هي حكم الخلل الراحي ٌظخوُع الفاعل حؼكُل همىذج‬
‫فسدي حماعي ًفهم املخفاعل معه‪.‬‬
‫ًختزل طحرجه الراجُت أو طماجه الشخـُت أو همى جفكحره أي ًـفه بـفت جفظس مثال الظماث‬
‫عثر عليها فُه‪ ،‬كأن ًـفه بأهه هُب الللب أو حظىد أو كسٍم‬
‫التي أ‬

‫‪-2-3‬إدموند هوسزل وأسمة املعزفة العلمية‬

‫ٌعد"إدمىهد هىطسل" املؤطع الخازٍخي لالججاه الفُىىمُىىلىجي الفلظفي ألاؿل حُث كان له‬
‫الدوز السبِس ي في وؼأتها مً خالل أعماله الفكسٍت الني وؼسث في العلد ألاخحر مً اللسن ‪19‬‬
‫وبداًت اللسن ‪20‬م‪ ،‬فللد حاءث جـىزاجه لخعكع وحهت هظس فلظفُت حدًت حعُد املجد‬
‫اللدًم للفلظفت واعخبازها أم العلىم الحدًثت‪ ،‬فللد اهخلد "هىطسل" مجمىعت الجزعاث‬
‫والىظسٍاث الىكعُت التي حاولذ إخلاع الظاهسة الاحخماعُت للدزاطت ألامبرًلُت الخجسٍبُت‬
‫بغم الىظس عً حلابم وهبُعت هره الظاهسة فىادي إلى كسوزة جبني املبادا واملظلماث التي‬
‫جؤمً بأهمُت العلل والىعي في جفظحر العالم الخازجي‪ ،‬وال ًفسق على هرا الىعي ش يء ال ًمكً‬
‫إدزاكه أو الخحلم مىه‪ .4‬أ‬

‫‪-4‬ثقييم النظزية‬

‫وحهذ للىظسٍت الفُىىمُىىلىحُت مجمىعت مً الاهخلاداث كغحرها مً الىظسٍاث الظىطىلىحُت‬


‫وهي بئًجاش‪ :‬أ‬

‫‪ ‬لم جخسج الىظسٍت في جـىزاتها على الظاهسة الاحخماعُت عً هواق الىظسٍاث‬


‫الظىطُىلىحُت الكبري‪ ،‬بتركحزها على ألافكاز‪ ،‬اللُم‪ ،‬املعسفت‪ ،‬واعخبازها العىاؿس‬
‫ألاطاطُت التي حؼكل الىظام الاحخماعي‪ .‬أ‬

‫‪4‬أهوىان خىزي‪ :‬مدخل إلى الفلظفت الظاهساجُت‪ ،‬داز الخىىٍس للوباعت واليؼس‪ ،‬بحروث ن‪ ،1984 ،1‬ؾ ‪65‬‬
‫د‪ .‬نوادري فزيدة‬ ‫محاضزات في نظزيات علم الاجحماع الحديثة‬

‫‪ ‬ازجبوذ جـىزاث أهـاز الىظسٍت الفُىىمُىىلىحُت بظىطُ أىلىحُا املعسفت‪ ،‬ولم جخسج عً‬
‫هواق هرا الفسع املخخـف مً فسوع علم الاحخماع ولهرا ال جسقى إلى مظخىي هظسٍت ولم‬
‫حظخوع هسح مىظىز مخمحز لدزاطت الىظام‪ .‬أ‬
‫‪ ‬الكثحر مً مفاهُم وجـىزاث الىظسٍت غاملت وهرا ما جمثل في كعف جىكُحها‬
‫للمفاهُم التي اطخخدمتها كمفهىم الحُاة الُىمُت أو عالم الحُاة وكرا الاختزال‬
‫الفُىىمُىىلىجي للمعسفت‪ .‬أ‬
‫‪ ‬ازجبوذ جحلُالث الىظسٍت بخـىزاث العدًد مً علماء الخللُدًحن ولم جأخر في الاعخباز‬
‫محـلت الاهخلاداث التي وحهذ إليهم‪ .‬أ‬
‫أ‬
‫د‪ .‬نوادري فزيدة‬ ‫محاضزات في نظزيات علم الاجحماع الحديثة‬

You might also like