You are on page 1of 13

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫‪1‬‬ ‫جامعت اإلخوة منتوري قسنطينت‬

‫كمية الحقوق‬

‫قسم القانون الخاص‬

‫دروس مقدمة لمسداسي الثاني‬


‫لطمبة السنة األولى ماستر تخصص قانون االعمال في مقياس‬
‫تقنياث إعداد بحث علمي ‪-‬‬

‫إعداد الدكتورة ‪ :‬كريمت برنـي‬

‫السنت الجامعيت ‪2020 /2019‬‬


‫‪1‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫ِ‬
‫أكثر قُدرٍة عمى‬
‫كانت َ‬
‫ْ‬ ‫الخرافة كمّما‬
‫الدجل و ُ‬
‫االبتعاد عن ّ‬ ‫العممي و‬
‫ِّ‬ ‫عوب اإلنسانيِّة بالتّ ِ‬
‫فكير‬ ‫زت ُش ُ‬‫تمي ْ‬‫ُّكمما ّ‬
‫الجيل والتّخمِّف ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ستنقع‬
‫انغمست في ُم ِ‬
‫ْ‬ ‫الجيل في صفوفيَا‪َ ،‬و ُّكمَما ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نصيب‬ ‫ِ‬
‫بناء الحضا ِرة وتقمُّص‬
‫وعن ِ‬
‫العمم‬ ‫العممي ِ‬‫ِّ‬ ‫ابتعدت عن التّ ِ‬
‫فكير‬ ‫ْ‬

‫ِ‬
‫خالل‬ ‫من‬ ‫بتطوير ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العمم ْ‬ ‫باالىتمام‬ ‫فعميو‬ ‫طور نفسوُ‬
‫أن ُي ّ‬
‫يبني حضارةً أو ْ‬
‫أنَ َ‬‫شعبّ ما ْ‬
‫ٌ‬ ‫وعميو إذا أر َاد‬
‫العممي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫البحث‬ ‫تشجيع وتكر ِ‬
‫يس‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫البحث العممي وما ىي المناىج العممية‬ ‫ِ‬
‫إعداد‬ ‫ىي مراح ُل و تقنيات‬ ‫ِ‬
‫وما َ‬‫العممي َ‬
‫ِّ‬ ‫البحث‬ ‫مفيوم‬
‫ُ‬ ‫فما ىو‬
‫المستعممة في البحوث العممية األكاديمية‬

‫ي دراسة منيجية إعداد‬


‫ىـذا ما َسنحاول االجابة عنو في ىذه الدراسة‪ ،‬وبناء عمى ما تقدم يمكن تقسم‬

‫البحوث كاألتي والتي تطرقنا لدراستيا في الفصل األول من السداسي االول ‪ ،‬وعميو سنختصر عمى دراسة‬

‫أنواع المناىج البحث العممي وىي متعددة حسب أنواع البحوث العممية األكاديمية ‪ ،‬وأخي ار منيجية التعميق‬

‫عمى حكم أو قرار قضائي ‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬أنواع مناىج البحث العممي‬

‫‪- 1‬المنيج الوصفي‬


‫‪- 2‬كيفية تطبيقو في العموم القانونية‬
‫‪- 3‬المنيج المقارن‬
‫‪- 4‬المنيج التاريخي‬
‫أ‪-‬كيفية تطبيقو في العموم القانونية‬
‫‪- 5‬المنيج االستداللي‬
‫‪- 6‬المنيج التجريبي‬
‫أ ‪ -‬كيفية تطبيقو في العموم القانونية‬
‫‪ - 7‬المنيج االستقرائئ‬

‫‪2‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬منيجية التعميق عمى حكم أو قرار قضائي‬

‫مفيوم المنيج العممي وأنواعـــــــو‬

‫المنيج العممي‪ :‬ىو أسموب لتفكير و التنفيد يعتمد عميو الباحث النجاز بحث أكاديمي ‪.‬‬

‫وقد إختمف الباحثون في تحديد و تصنيف مناىج البحث العممي ‪:‬‬

‫‪- 1‬صنف ماركيز (‪: )marcus‬‬

‫صنف ماركيز مناىج البحث العممي التالي ‪ :‬المنيج التاريخي ‪ ،‬المنيج التجريبي ‪ ،‬المنيج الفمسفي ‪،‬‬

‫منيج الدراسات المسحية ‪ ،‬منيج األنتروبموروجي‬

‫‪- 2‬منيج وتني(‪: )witni‬‬

‫صنف مناىج البحث العممي كاآلتي ‪ :‬المنيج الوصفي و يشمل دراسات مسحية (كدراسة حالة) و منيج‬

‫التاريخي و منيج التجريبي و المنيج الفمسفي و المنيج االجتماعي و المنيج االبداعي ‪.‬‬

‫يمكن أن تشترك ىذه المناىج مع بعضيا البعض في دراسة ظاىرة أو حدث معين و قمنا أن تتعدد‬

‫المناىج و تختمف بحسب إخالف العموم التي تدرس و لعل أكثر المناىج شيوعا المنيج التجريبي‪.‬‬

‫ومن بين أنواع المناىج البحث العممي ىي كالتالي‪:‬‬

‫المنيج الوصفي ‪ :‬ىو المنيج الذي تعتمد فيو عمى خصائص و مميزات الشيء الموصوف الكم و‬

‫الكيف في زمن معين فيو طريقة موضوعيا التحميل و التفسير و ىو نوع من أنواع التصوير ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كيفية تطبيقو في ميدان العموم القانونية ‪ :‬قد نصف مجتمع ما في زمن ما حتى يمكننا تحميل ثقافتو‬

‫وتقنين بعض القوانين فيوصف الشئء و يصبح بإمكاننا معرفتو و بالتالي يمكننا تقنين مواد خاصة بو‬

‫نطبقو في وصف جريمة معينة أي إعطاء تعريفيا و خصائصيا و مميزاتيا ‪.‬‬

‫المنيج المقارن ‪ :‬ىو عممية عقمية تتم تحديد أوجو الشبو و أوجو االختالف بين حادثتين أو ظاىرتين‬

‫أو حالتين نستطيع من خالليا الحصول عمى معارف أدق و نميز بيا موضوع الدراسة أو الحادثة أو‬

‫الظاىرة في مجال المقارنة و التصنيف مثال‪ :‬كالمقارنة بين القانون أو قانون آخر أو بين نظام قانوني‬

‫آخر ربما في نفس الزمان أو زمانين مختمفين أو نقارن بين مجتمع أو مجتمع آخر ‪.‬‬

‫تساعد ىذه المقارنة عمى تعديل و تطوير و تحيين النظام القانوني ‪.‬‬

‫المنيج االستداللي ‪ :‬ىو عممية عقمية تنتقل فييا من قضية أو عدة قضايا أخرى نستخمص منيا قاعدة‬

‫مباشرة دون لمجوء إلى إجراء تجربة و يجب أن تكون القضايا التي وصمنا إلييا منيج استداللي قضايا‬

‫جديدة ‪.‬‬

‫فاالستدالل يكون من الكل إلى الجزء فالمنيج االستداللي ىو البرىان الذي يبين بالقضايا المسمم بيا و‬

‫يسير إلى قضايا أخرى و ىي بالضرورة تمجأ إلى قاعدة جديدة دون تجربة يعني كيفية إستخدامو في‬

‫ميدان العموم القانونية مثال‪( :‬استدالل بأحكام قضايا سابقة لمخروج بقاعدة جديدة يمكن تطبيقيا عمى كل‬

‫ما يشابييا مثال ‪ :‬يكون لدينا مبادئ عامة و لدينا قضايا جديدة غير واضحة ال تطبق عمييا المبادئ‬

‫العامة فتستنبط أو القياس في المنيج االستداللي مثال ‪ :‬ق‪.‬م‪.‬ج (‪ )1‬ىذه المادة تحيل القاضي لمشريعة‬

‫االسالمية في حالة وجود ثغرة في القانون فيستدل و يستعمل القياس حتى يصل إلى حل القضية‬

‫المطروحة فاالستدالل يكون بطريقة منطقية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المنيج التاريخي ‪ :‬ىو دراسة الوقائع واألحداث و الحقائق بطريقة الوصف و التحميل و التفسير و‬

‫يعمل فيو الباحث عمى دراسة الماضي و فيم الحاضر و التنبؤ لممستقبل و يقوم المنيج التاريخي عمى‬

‫تحميل األسباب فعمى الباحث أن ال يتدخل فييا وجده في بحثو فيجب أن يكون موضوعي فالرأي‬

‫الشخصي لمباحث يجعمو غير حيادي فالحكم عمى األحداث يبقى رأي شخصي ‪.‬‬

‫كيفية تطبيقو في العموم القانونية ‪ :‬نستعممو مثال في النظم القانونية لمعرفة كيفية تطور القانون و ما‬

‫حدث من أخطاء في كل نظام حتى نصل الى القانون في الحاضر حتى تكون أمام نظم التاريخي لعرض‬

‫الجرائم ‪.‬‬

‫المنيج التجريبي ‪ :‬ىو دراسة أثر التغيرات الموضوعة مسبقا عمى مشكمة أو ىدف حيث يتم تثبيت متغير‬

‫واحد و ىو دراسة أثر وجوده أو غيابو ‪.‬‬

‫كيفية تطبيقو في ميدان العموم القانونية ‪ :‬تجربة في السموك اإلداري حتى تعرف كيفية وصمنا إلى‬

‫السموك ثم نضع القانون مثال ‪ :‬التجربة في المؤسسات القانونية كتغيير الظروف و الوقائع ثم تخرج‬

‫بنتيجة ىذه النتيجة نغير بيا القانون ‪.‬‬

‫المنيج االستقرائي ‪ :‬ىو عبارة عن استقالل تصاعدي ينطمق فيو الباحث من الجزء إلى الكل ومن‬

‫الخاص إلى العام حيث يقوم استقراء عمى حركة العقل لمقيام بعمميات ىدفيا التوصل إلى قاعدة كمية تحكم‬

‫الفرعيات التي تم ادراكيا (ىو عكس االستدالل)‬

‫المنج التجريبي ‪:‬ىو األكثر ارتباطا بالعموم الدقيقة يعني العموم التي لممالحقة و التجربة فيو أكثر‬

‫المناىج دقة و تعقيدا فميمة الباحث التجريبي تتعدى الوصف أو تحديد حالة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المنيج االستداللي ‪ :‬ىو عممية عقمية تنتقل فييا من قضية أو عدة قضايا إلى قضية أخرى ‪ ،‬نستخمص‬

‫منيا قاعدة مباشرة دون المجوء إلى إجراء التجربة ‪ ،‬و يجب أن تكون القضايا التي وصمنا بيا إلى المنيج‬

‫االستداللي قضايا جديدة و إال فقد االستدالل معناه فاالستدالل يكون من الكل إلى الجزء ‪.‬‬

‫المنيج الوصفي ‪ :‬ىو أكثر المناىج توظيفا و استعماال في عممية إنجاز بحث فالبحث المستعمل لممنيج‬

‫التاريخي يمكن لو تطبيق خصائص البحث العممي في دراسة ىذا البحث ‪ .‬و يقسم المنيج التاريخي إلى‬

‫أسموبين استنباطي و استقرائي ‪.‬‬

‫المحور الرابع ‪ :‬منيجية التعميق عمى حكم أو قرار قضائي‬

‫ال شك أن التعميق عمى الق اررات واألحكام القضائية يمثل أحد أىم الوسائل التصرف عمى ما تحويو‬
‫من مفاىيم قانونية وتطبيقات واقعية تساىم حتما عمى ح ٌل المسائل التي تعرض عمى القضاء ويفصل فييا‬
‫بحمول مختمفة ‪.‬‬

‫كما أن اكتشاف الصيغ امتبعة نتيجة في حل ما يعرض من نقاط قانونية يقتضي قراءة تمك االحكام‬
‫والق اررات يتمعن وتفكير ولتنمية القدرات‪ ،‬وىو ما ما من شأنو أن‬

‫ينمي لدى المعمٌق تقديم رأي قانوني مقنع معم ٌل منطقيا وقانونيا‪ ،‬وىذا إليجاد وتقيم الحمول القانونية‬
‫المناسبة ‪.‬‬

‫التعميق عمى االحكام والق اررات يقتضي م المعمٌق أن يكون ممما بالمعارف النظرية وخاصة تمك‬
‫إن إتقان ٌ‬
‫المتعمقة بموضوع التعميق‪ ،‬كما يرجى منو معرفة جيدة بالمنيجية القانونية ‪ ،‬التي تسمح لو بتقييم تمك‬
‫الق ار ارت واالحكام ‪.‬‬

‫مفيوم التعميق عمى حكم أو قرار قضائي ‪:‬‬

‫يقصد بالتعميق عمى حكم أو قرار قضائي كل تحميل لمسألة قانونية من خالل صدور حكم أو قرار من‬
‫جية قضائية بشأن نزاع حول مسألة ما‪ ،‬فيو إذن ‪ ،‬دراسة نظرية و تطبيقية في آن واحد لمسألة قانونية‬
‫معينة‪ ،‬إذ أن الحكم أو قرار القضائي ىو عبارة عن بناء منطقي ‪ ،‬يتمثل جوىر عمل القاضي فيو‪ ،‬بإجراء‬
‫‪6‬‬
‫قياس منطقي بين مقدمتين ‪ ،‬مضمون القاعدة القانونية التي تحكم موضوع النزاع من جية‪ ،‬وبين عناصره‬
‫الواقعية‪ ،‬من جية أخرى ‪ ،‬حيث يتوصل في األخير إل حل يتمثل في منطوق الحكم‪ ،‬وذلك عندما يتوفر‬
‫لديو الرابط الكامل بين مقدميتين ‪ ،‬أي إنطباق القاعدة القانونية عمى الوقائع المعروضة‪.‬‬

‫فميس المطموب من المعمٌق العمل عمى إيجاد ح ٌل المشكل القانوني باعتبار أن القضاء قد بث فيو ‪ ،‬ولكن‬
‫ما يرجى منو ىو عمل تقييم لذلك الح ٌل في ضوء المبادئ والمعمومات القانوينة المكتسبة لديو‪ ،‬مما يسمح‬
‫بتحديد موقع ذلك الحمٌم المبادئ القانونية المقررة أو المعتمدة تشريعا ‪ ،‬فقيا واجتيادا ‪.‬‬

‫وما تجدر االشارة إليو ىنا‪ ،‬ىو تجنب الغوص في بحث نظري لموضوع الحكم أو القرار بل يجب‬
‫التركيز عمى عممية التعميق التي سوف تتناول مسألة قانونية معينة‪ ،‬فالتعميق الصحيح ىو الذي يركز في‬
‫المعمٌق عمى وقائع الدعوى ‪ ،‬والمسألة القانونية التي تثيرىا تمك الوقائع ‪،‬والحل القانوني الذي أعطتو‬
‫المحكمة ليذه المسألة‪ ،‬ثم استخدام المعمٌق ما لديو من معارف عممية لتقييم الحكم أو القرار والبحث في‬
‫أبعاده ‪.‬‬

‫و باإلضافة إل المعارف العممية الخاصة التي يممكيا المعمق وجب عميو أيضا أن يكون قاد ار عمى‬
‫اإللمام بالنصوص القانونية أو القواعد التي تحكم النزاع ‪ ،‬وأيضا ممما بالفقو القانوني الت يتعرض‬
‫لممس\الة قديما وحديثا ‪ ،‬وكذا االجتياد القضائي عبر تطور التاريخي لو ‪ ،‬ومن ثم بيان انعكاسات ذلك‬
‫الح ٌل من الوجية القانونية ‪.‬‬

‫أجزاء الحكم أو القرار القضائي ‪:‬‬

‫الحكم أو القرار ىو ما تصدره الجية القضائية في خصومة وفقا لمقواعد المقررة قانونا في نيايتيا أ‬
‫اثناء سريانيا ‪ ،‬وسواء صدر في موضوع الخصومة أو في مسألة إجرائية ‪ ،‬يعتبر الحكم أو الق ار القضائي‬
‫النياية الطبيعية التي تحتم بيا الخصومة القضائية ويمكن تجزئتو إلى أربعة أجزاء رئيسية ىي كالتالي ‪:‬‬

‫القسم األول ‪ :‬الديباجة‬

‫ويتصدرىا ( الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية – باسم الشعب الجزائري ) ويذكر فييا الجية‬
‫القضائية التي أصدرت الحكم أو القرار وتاريخ صدوره وموضوعو ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وتتضمن كذلك أسماء القضاة الذين أصدروا الحكم وكاتب الضبط ‪ ،‬وممثل النيابة العامة إن اقتضى‬
‫األمر ‪ ،‬وكذا أسماء الخصوم وألقابيم وصفاتيم ومحل إقامتيم وأسماء وكالئيم‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬الوقائع‬

‫يشتمل ىذا الجزء عمى عرض موجز لوقائع الدعوى ‪ ،‬باإلضافة إلى األدلة الواقعية و األسانيد و الحجج‬
‫القانونية و ذلك تبعا لما جاء بو الخصوم دون تعديل أو تحريف ‪ ،‬كما يتضمن بيان عن المسائل‬
‫المعروضة لمفصل فييا ‪.‬‬

‫يحوي ىذا أيضا مختمف اإلجراءات أيضا مختمف االجراءات والمراحل التي نمرت بيا القضية‪،‬‬
‫وخالصة ما انتيت إليو من غير أن يبين القضاة موقفيم ‪.‬‬

‫القسم الثالث ‪ :‬المناقشة وأسباب الحكم أو القرار‬

‫يحوي ىذا القسم األسباب في األدلة الواقعية والحجج القانونية التي يبني القضاة عمى أساسيا حكميم‬
‫أو ق ارراتيم وتسمى أيضا بالحيثيات ‪ ،‬ويظير في ىذا القسم دور القضاة ‪ ،‬حيث يناقشون ىنا طمبات‬
‫ودفوع الخصوم ‪ ،‬متجيين إلى أحد أطراف الدعوى ‪ ،‬وفي ىذا القسم أيضا نجد الحل القانوني الذي تبناه‬
‫القضاة فصال في النزاع‪.‬‬

‫القسم الرابع ‪ :‬المنطوق‬

‫تتمثل في الموقف الفاضل في الدعوى ن ويأتي عادة بعد عبارة ليذه األسباب ‪ ،‬مثل " قرار المجمس‬
‫القضائي إبطال الحكم األول والفصل من جديد في الحكم عمى المستأنف عمييا ‪ "" "...‬قررت المحكمة‬
‫رفض الدعوى لعدم التأسيس والزام المدعي بالمصاريف القضائية " ‪ ،‬قررت المحكمة العميا قبول الطعن‬
‫شكال ورفضو موضوعا " ‪.‬‬

‫مراحل التعميق عمى حكم أو قرار قضائي ‪:‬‬

‫إن اول ما يتطمبو التعميق ىو قراءة الحكم أو القرار بكاممو عدة مرات ‪ ،‬مع ضرورة التركيز عمى الوقائع‬
‫المؤثرة ‪ ،‬دون تجاىل الوقائع األخرى التي قد يجد فييا المعمق أيضا ما من شأنو أن يؤثر عمى الحل‬

‫‪8‬‬
‫الذيوضعتو المحكمة سمبا أو إيجابا ‪ ،‬فيجب دراسة وفيم كل كممة وردت في الحكم أو القرار‪ ،‬ألنو من‬
‫الصعب التعميق عمى نص غير مفيوم أو غامض في بعض أجزائو ‪ ،‬فميمة المعمٌق تمكمن إذن في‬
‫ميعالجة العناصر والجيات المختمفة لمحكم أو القرار مح ٌل التعميـ ــق في الشكل والموضوع ووفق منيجي ــة‬
‫مرسومة مسبقا ‪ ،‬يمكنإجماليا في مرحمتين أساسيتين ىما ‪:‬‬

‫أوال – المرحمة التحضيرية‬

‫ىي عبارة عن عمل وصفي ‪ ،‬من قبل المعمق ‪ ،‬فعمييأن يتحمى بالدقة عمى اعتبار أن تحميالتو الالحقة‬
‫سوف تبنى عمى ما استخمصو في ىذه المرحمة ‪ ،‬حيث يستخرج منيا بعض العناصر الرئيية بقصد إبراز‬
‫جوىر عمل القاضي الذي بنا عميو حكمو أو ق ارره وتتمثل ىذه العناصر أساسا في ‪:‬‬

‫‪– 1‬الوقائــــــع‪ :‬يستحسن البدء بتعريف أطراف النزاع ألن ذلك سيساعد عمى معرفة جية‬
‫االختصاص ‪ ،‬ثم بعد ذلك تحديد موضوع النزاع كأن يكون متعمق بنفقة ‪ ،‬أو تعويض عن ضرر ‪،‬‬
‫أو تنفيذ عقد ‪ ،‬بعدما يتم ذكر الوقائع التي يقصد بيا كل االحداث التي أدت إلى نشوء النزاع سواء‬
‫كانت تصرفا قانونيا كإبرام عقد إيجار ‪ ،‬أو واقعة مادية كالضرب ‪ ،‬وىي تختمف من قضية إلى‬
‫أخرى ةتشرط ىما مراعاة ما يمي ‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪ -‬أال يستخرج المعمق إال الوقائع التي تيم في ح ٌل النزاع فمثال إذا أقر زيد سكنا لعمر ‪،‬‬
‫وتعدى أوالد ىذا االخير عمى المؤجر بالضرب ‪ ،‬ونشب فيما بعد نزاع بينيما حول مسؤولية‬
‫عمر في االخالل ببنود عقد االيجار ‪ ،‬وصدر حكم أو قرار قضائي يعالج المسؤولية العقابية‬
‫جراء إخاللو بالتزامو التعاقدي إتجاه زيد ‪ ،‬فيجب عمى المعمٌق أن ال يتطرق إلى حادثة‬
‫الضرب واثارة المسؤولية التقصيرية إذا لم تطرح في نزاع محال التعميق ‪.‬‬
‫ويجب أن لال يفيم ىنا تجاىل بعض الوقائع أو عدم قراءتيا ‪ ،‬بل بالعكس قد يعثر المعمق ‪-‬‬
‫أثناء القراءة المتأتية عمى الواقعة معينة قد تكون جوىرية ومن شأنيا التأثير في الحل الذي‬
‫وضعو القاضي إيجابا أو سمبا ‪.‬‬
‫البد من مراعاة التسمسل الزمني عند استخراج الوقائع بحيث ترتب زمنيا حسب وقوعيا وعمى ‪-‬‬
‫شكل نقاط ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ضرورة االبتعاد عمى افتراض الوقائع لم تذكر في الحكم أو القرار ‪ ،‬فال يصدق أو يفترض وقائع غير‬
‫موجودة لكي يبنى عمييا حموال مسبقة ‪ ،‬كما ال يتجاىل وقائع االساسية في الدعوى يكون فييا الحكم او‬
‫القرار متقنا بدونيا‪ ،‬فمثال إذا تأثر في الحكم أو القرار أن أوالد عمر تعدوا بالضرب عمى زيد لما جاء‬
‫ليطمب بذل االيجار ‪ ،‬فيجب عمى المعمق أن يكتفي بيذه الواقعة دون افتراض سبب التعدي أو اجراءات‬
‫التي يجب عمى المضرور القيام بيا ‪.‬‬

‫مر بيا النزاع بيا عبر درجات التقاضي إلى‬


‫‪- 2‬االجراءات ‪ :‬ىي مختمف المراحل القضائية التي ٌ‬
‫غاية صدور الحكم أو القرار عن التعميق فيجب عمى المعمق ان يعرف ما إذا كان األمر يتعمق‬
‫الحكم صادر من المحكمة أو بقرار صادر من المجمس القضائي أو صادر من المحكمة العميا ‪،‬‬
‫كما قد يتعمق األمر بنزاع إداري ن فيجب عميو أن يبين الجية اإلدارية التي أصدرت القرار ‪.‬‬

‫فإذا كان التعميق يتناول مثال ‪ ،‬قرار صاد ار من المجل القضائي فيجب اإلشارة إلى الحكم الصادر من‬
‫المحكمة االبتدا\ية ‪ ,‬والذي كان موضوعا لمنقض باالستئناف أمام ذلك المجمس ‪ ،‬واذا كان القرار محل‬
‫التعميق صاد ار من المحكمة العميا يكون من الضرورة إبراز كمراحل عرض النزاع عمى المحكمة والمجمس‬
‫القضائي ‪.‬‬

‫‪- 3‬االدعاءات ‪ :‬وىي ما يدعيو أطراف نزاع الخصوم من حجج وبراىين مستدين إلييا لممطالبة‬
‫بحقوقيم‪ ،‬ومحاولة إقناع ىيئة الحكم بيا ‪.‬‬

‫يجب أن تكون االدعاءات مرتبة مع شرح االسانيد القانونية التي ترتكز عمييا ‪ ،‬أي ذكر النصوص‬
‫القانونية ذات الصمة ‪ ،‬دون االكتفاء بعبارات عامة مثل " سوء تطبيق القانون ‪ ،‬مخالفة القانون أو خرق‬
‫قاعدة قانونية ‪.‬‬

‫فاالدعاءات تمثل أىمية بالغة في التعميق عمى الحكم أو القرار ‪ ،‬حيث يتم تكيفيا وتحديد االحكام‬
‫القانونية التي تطمق عمييا ويتمكن التعرف عمى ىذه االدعاءات من خالل عبارة من قبيل " عن الوجو‬
‫األول ‪ ،‬او عن طريق استنباطيا من عبارات مثل " حيث يأخذ عمى القرار ‪ ،‬حيث ينبغي عمى القرار ‪.‬‬

‫‪- 4‬المشكل القانوني ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫األسئل التي تتبادر إلى ذىن القاضي في الفصل في النزاع ‪ ،‬كما أنو اليستطيع أن ينطق‬
‫ة‬ ‫ىو السؤال أو‬
‫بحكمو دون مواجيتيا ـ فتضارب االدعاءات يثير حتما مشكال قانونيا يقوم القاضي بحمو في ألواخر‬
‫حيثيات القرار قبل وضعو في منطوق الحكم ‪ ،‬إذن المشكل القانوني ال يظير حرفا في القرار‪ ،‬وانما‬
‫يستبط من االدعاءات ومن الح ٌل القانوني الذي توصل إليو القاضي‪.‬‬

‫ومن شروط طرح المشكل القانوني ما يمي ‪:‬‬

‫البد أن يطرح في شكل سؤال أو عدة أسئمة كما قد يكون عمى شكل سؤال رئيسي وأسئمة أخرى فرعية‪.‬أن‬
‫يطرح بأسموب قانوني وصيغة قانونية مضبوطة ‪ ،‬وتطبيقية ‪.‬‬

‫أال تثير التساؤالت ال فائدة منيا ‪ ،‬فعمى المعمق أن يبحث عمى المشكل القانوني‪ ،‬الذ يوصمو إلة حل‬
‫النزاع ‪ ،‬أكما المسائل التي لم يتنازع بشأنيا االطراف ‪،‬ال تطرح كمشكل قانوني‪ ،‬فمثال " إذا تبين من‬
‫الوقائع أن عمر استأجر مسكنا من زيد ‪ ،‬ثم تال نزاع بينيما حول بذل االيجار ‪ ،‬فال يجب أن يثير السؤال‬
‫السابق ألانو لم تكن محل النزاع ‪.‬‬

‫_ بقدر ما يوفق المعمٌق في طرح االشكال بطريقة صحيحة بقدر مايمجح في تحميل المسائل القانونية ‪.‬‬

‫‪- 5‬الح ٌل القانوني ( الحل المقترح من خال القرار‬

‫إن المعمٌق وىو يق أر الحكم أو القرار القضائي في الشق المتعمق في التسبيب والحيثيات يعمل إلى‬
‫معرفة قناعة القاضي والح ٌل الذي اىتدى إليو لمعالجة المشكل القانوني المطروح ‪ .‬فالقاضي وىو يعرض‬
‫الح ٌل المقترح يقدم جممة من االسانيد عبر عرضو النصوص الواجبة التطبيق عمى النزاع أو الجتياد‬
‫الجيات القضائية العميا عند إنعدام النص ‪ ،‬وينبغي أن يذكر المعمٌق ىذه االسانيد بكل أمانة وحياد ‪ ،‬وكما‬
‫ورد ذكرىا في الحكم أو القرار دون إيذاء أي رأي ‪.‬‬

‫ومن المفيد أن يشير المعمق ىنا وضمنا ىذه النقطة ما إذا كان الحكم أو القرار بتضمن حال تقميديا ثبت‬
‫القضاء عميو ‪ ،‬أم أنو يتضمن حال حديثا ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثانيا – المرحمــة التحـــريريــــة ‪:‬‬

‫تقتضي ىذه المرحمة وضع خطة لدراسة مسألة قانونية واجابة عن االشكال القانوني الذي يطرجو الحكم‬
‫أو القرار أو مناقشتو ‪.‬‬

‫ويشترط في ىذه الخطة ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تكون خطة مصممة في شكل مقدمة ‪ ،‬صمب الموضوع يحتوي عمى مباحث ومطالب‬
‫وخاتمة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون خطة تطبيقية ‪ ،‬أن تتعمق بالقضية وأطراف النزاع من خالل العناوين ‪ ،‬فعمى المعمق‬
‫تجنب الخطة النظرية ‪ ،‬كما عميو تجنب خطة المكونة من مبحث نظري ومبحث تطبيقي ‪،‬‬
‫ألن ىذا سيؤدي حتما إلى تكرار المعمومات‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الخطة متوازنة ومتسمسمة تسمسال منطقيا بحيث تكون العناوين من حيث مضمونيا‬
‫متتابعة وفقا لتتابع وقائع القضية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن توضع خطة دقيقة تجيب عن المشكل القانوني المطروح ‪ ،‬واألفضل أن تكون غير‬
‫مبحثين ‪ ،‬فيي الخطة المثالية لمعالجة أغمب المسائل القانونية المطروحة من خالل األحكام‬
‫والق اررات القضائية ‪.‬‬

‫‪12‬‬
13

You might also like