JFAFU - Volume 13 - Issue Ø Ù Ø Ø Ø 2 (Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ù Ø Ø ) - Pages 2442-2492

‫مج ‪ ،35‬ع‪( 4‬يوليو) ‪4243‬‬ ‫( االنسانيات والعلوم االجتماعية)‬ ‫مجلة كلية اآلداب جامعة الفيوم‬
‫طمب أبي حنيفة لمحديث وإمامتو فيو‬

‫‪‬‬
‫حاتم إلسعيد إلدمردإش متولي‬
‫‪he.metwally@qu.edu.sa‬‬
‫ممخص‬
‫تيدف ىذه الدراسة إلى تسميط الضوء عمى طمب أبي حنيفة لمحديث النبوي الشريف‪ ،‬وأنو ممن‬
‫أساسا لفتواه‪ .‬وقام الباحث ببيان ذلك من خالل نشأتو في الكوفة‪،‬‬
‫ً‬ ‫اعتنى بذلك‪ ،‬وجعل األثر‬
‫بمد العمم والحديث‪ ،‬وحكايتو عن نفسو وكذلك حكاية أقرانو وتالمذتو عنو من اعتناءه بالحديث‬
‫وطمبو لو‪ ،‬وكثرة شيوخو وتالمذتو من أىل الحديث‪ ،‬وكذلك إقرار المحققين المنصفين من غير‬
‫مذىبو من أنو ممن جاوز القنطرة بحيث لم يعد يؤثر فيو قول أحد‪ ،‬وأن اعتراف الناس بإمامتو‬
‫في الفقو دليل عمى إمامتو في الحديث ألنو ال اجتياد بال حديث‪ ،‬وما نص عميو غير واحد‬
‫من العمماء عمى أنو إمام من أئمة الحديث‪ ،‬وأنيم اعتدوا بقولو في الرجال وفي األحاديث‪،‬‬
‫وأخي ار ما ترجموا لو بو في كتب حفاظ الحديث‪ .‬وأوصت إلدرإسة بزيادة إلبحث في ىذه‬
‫إلجزئية من خالل جمع آثار أبي حنيفة الحديثية لنتعرف عمى مكانتو في عمم الحديث‪ .‬ودراسة‬
‫أثر أبي حنيفة في تالمذتو ومذىبو عمى السنة النبوية المطيرة حفظا وفيما وجمعا‪ .‬وجمع آراء‬
‫أبي حنيفة فيما يتعمق بالسنة النبوية المطيرة ومقارنتيا بآراء غيره من األئمة كمالك والشافعي‬
‫وأحمد‪ .‬وكل ذلك من أجل الرد عمى من اتيم اإلمام بقمة بضاعتو في عمم الحديث‪.‬‬
‫كممات مفتاحية‪ :‬أبو حنيفة – إلحديث إلنبوي إلشريف– إإلمامة‬
‫‪ ‬أستاذ هشارك الحديث وعلوهه تقسن الدراسات اإلسالهية ‪ -‬كلية العلوم واآلداب تعقلة‬
‫الصقور‪ -‬جاهعة القصين‪ -‬الوولكة العرتية السعودية‪.‬‬
‫(طلة أتي حنيفة للحديث وإهاهته فيه‪ )...‬د‪ .‬حاتن السعيد الدهرداش هتولي‬
‫‪2442‬‬
‫إلمقدمة‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم عمى أشرف المرسمين سيدنا محمدد وعمدى‬
‫آلو وصحبو أجمعين‪ ،‬وبعد‪.‬‬
‫فإن اإلمام أبا حنيفة من أكثر األئمدة الدذين ثدار حدوليم الجددل فيمدا يتعمدق بموقفدو‬
‫مددن السددنة المطيدرة روايددة ود ارسددة وفيمددا‪ .‬فاسددتخرت اهلل تعددالى فددي أن يكددون ىددذا‬
‫خاص ددا بد ارس ددة الجان ددب الح ددديثي عن ددد اإلم ددام م ددن ناحي ددة طمب ددو لمح ددديث‬
‫ً‬ ‫البح ددث‬
‫واعتنائدو بددو‪ ،‬وسددميتو «طمببب أبببي حنيفببة لمحببديث وإمامتببو فيببو» ولددم أقصددد بيددذا‬
‫البحددث الد ارسددة العامددة ألبددي حنيفددة وفقيددو‪ ،‬وال الخددالف بددين العممدداء فددي توثيقددو‬
‫وتعديمو‪ ،‬وال عن منيجو في التعامل مع السنة المطيرة مدن حيدث االسدتدالل‪ ،‬ولدم‬
‫أقص ددد ب ددذلك أيض ددا ت ددرجيم مكان ددة اإلم ددام عم ددى غيد دره‪ ،‬وانم ددا فق ددط أردت اإلع ددالم‬
‫بمكانتو عند العمماء في جاندب الحدديث النبدوي الشدريف‪ ،‬وبيدان اىتمامدو بالحدديث‬
‫النبددوي الش دريف وطمبددو لددو‪ .‬لعمددو يكددون فاتحددة خيددر لددي ولويددري أن يقددوم بمحاولددة‬
‫استيعاب ىذا الجانب من زوايا أخرى‪.‬‬
‫مشببكمة إلبحببث‪ :‬إن القضددية األساسددية التددي يدددور حوليددا ىددذا البحددث تتمثددل حددول‬
‫طمب أبي حنيفة لمحديث‪ ،‬وىل يعتبر من األئمة فيو أم ال؟‬
‫أىميببة إلموعببوع‪ :‬ترجددع أىميددة الموضددوع إلددى أنددو يتعمددق بإمددام لددو مددذىب معتبددر‬
‫ومنتشددر فددي كثيددر مددن أقطددار الددبالد اإلسددالمية‪ ،‬ولددو فيمددو الخدداص فيمددا يتعمددق‬
‫بالسنة النبوية المطيرة‪.‬‬
‫أسباب إختياره‪:‬‬
‫‪-1‬الذب عن عرض اإلمام أبي حنيفة الذي اتُيم بكون بضاعتو في الحديث مزجاة‪.‬‬
‫‪2443‬‬
‫‪-2‬بيان أىمية السنة النبوية عند الفقياء والمحدثين‪.‬‬

‫‪-3‬إظيار دور العمماء السابقين في حفظ السنة المطيرة واالىتمام بيا‪.‬‬
‫إلدرإسات إلسابقة‪ :‬كانت ىناك كتب كثيرة ودراسات عدة عن أبي حنيفدة ‪-‬رضدي‬
‫اهلل عنددو‪ -‬ولكنيددا إمددا أن تكددون عددن مناقبددو وفضددمو عمومددا‪ ،‬أو دفاعددا عنددو ممددن‬
‫جرحوه وطعنوا فيو‪ ،‬أو عن مكانتو بين أىل الحديث وغيرىم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬مناقدب اإلمدام أبددي حنيفدة وصداحبيو لشددمس الددين أبدي عبددد اهلل محمدد بدن أحمددد‬
‫بن عثمان بن قَ ْايماز الذىبي (ت‪748:‬ىد)‬
‫‪-‬تبييض الصحيفة بمناقب أبي حنيفة لجالل الدين السيوطي (ت‪911:‬ه)‬
‫‪-‬عقود الجمان في مناقب اإلمدام األعظدم أبدي حنيفدة النعمدان‪ .‬لمحمدد بدن يوسدف‬
‫الصالحي (ت‪942:‬ىد)‬
‫‪-‬الخي درات الحسددان فددي مناقددب اإلمددام أبددي حنيفددة النعمددان‪ .‬البددن حجددر الييتمددي‬
‫المكي (ت‪972:‬ه)‬
‫‪-‬أبو حنيفة حياتو وعصره وأراؤه الفقيية‪ .‬تأليف محمد أبو زىرة (ت‪1394:‬ىد)‬
‫‪ -‬مكانددة اإلمددام أبددي حنيفددة فددي الحددديث لمحمددد عبددد الرشدديد النعمدداني الباكسددتاني‬
‫(ت‪1420 :‬ىد)‬
‫‪-‬مكانة أبي حنيفة بين المحدثين د‪.‬محمد قاسم عبده الحارثي‬
‫‪-‬ترجمة الدذىبي لممدام أبدي حنيفدة فدي السدير ودالالتيدا وأبعادىدا الحديثيدة‪ .‬لمكدي‬
‫حسين حمدان‪.‬‬
‫تقسيم إلبحث‪ :‬قمت بتقسيم البحث إلى مقدمة‪ ،‬وتمييد‪ ،‬وثمانية مباحث‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫فأمدا المقدمددة‪ :‬فدذكرت فييدا أىميددة الموضددوع وأسدباب اختيدداره‪ .‬والد ارسددات السددابقة‪.‬‬
‫‪2444‬‬
‫وذكددرت فددي التمييددد ترجمددة مددوجزة عددن أبددي حنيفددة‪ .‬وأمددا المباحددث الثمانيددة فقددد‬
‫كانت عمى النحو التالي‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نشأتو في الكوفة‪ ،‬بمد العمم والحديث‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬قولو عن نفسو بأن عنده صناديق من الحديث‪ ،‬وطمبو األثر قبل‬
‫أن يفتي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬كثرة شيوخو وتالمذتو‪ ،‬وأنو كان في مجمسو الكثير من طالب‬
‫الحديث وغيره‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬حكاية أقرانو وتالمذتو عنو من اعتناءه بالحديث وطمبو لو‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬إقرار المحققين المنصفين من غير مذىبو من أنو ممن جاوز‬
‫القنطرة بحيث لم يعد يؤثر فيو قول أحد‪.‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬اعتراف الناس بإمامتو في الفقو دليل عمى إمامتو في الحديث‬
‫ألنو ال اجتياد بال حديث‪.‬‬
‫المبحث السابع‪ :‬تنصيص غير واحد من العمماء عمى أنو إمام من أئمة الحديث‪،‬‬
‫وأنيم اعتدوا بقولو في الرجال وفي األحاديث‪ ،‬وترجمتو في كتب حفاظ الحديث‪.‬‬
‫المبحث الثامن‪ :‬أبو حنيفة وأصم األسانيد‪.‬‬
‫وأما الخاتمة فذكرت فييا أىم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫‪2445‬‬
‫إلتمييد‪ :‬إلتعريف بأبي حنيفة‬

‫طى التَّْي ِم ُّي‪ ،‬ال ُك ْوِف ُّي‪ ،‬من أبناء فارس‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بن ثَابِ ِت ِ‬
‫بن ُزْو َ‬ ‫ِ‬
‫إالسم‪ :‬أ َُبو َحن ْي َف َة النُّ ْع َم ُ‬
‫ان ُ‬
‫فأما ثابت‪ :‬فقد ُولد عمى اإلسالم‪ ،‬من أىل األنبار‪ ،‬وقيل‪ :‬من قرية نسا من‬
‫خراسان‪ ،‬وقيل‪ :‬أصمو من ترمذ‪ )2(.‬وأما زوطى‪ :‬فقد كان مممُوكاً ِلب ِني تَيِم ِ‬
‫اهلل ِ‬
‫بن‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ َ‬
‫ِ (‪)4‬‬ ‫ق‪ ،‬فَوالَؤه لَيم‪ )3(.‬ولذا يقال لو‪ :‬التيمي‪ ،‬وىو ِمن ر ِ‬ ‫ِ‬
‫الزيَّات‪.‬‬ ‫ىط َح ْم َزةَ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ثَ ْعمَ َبةَ‪ ،‬فَأُعت َ َ ُ ُ ُ‬
‫َّح َاب ِة‪ِ ،‬في ِخال َف ِة َع ْبِد اْل َممِ ِك ْب ِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ميالده‪ُ :‬و َلد‪َ :‬س َن َة ثَ َمان ْي َن‪ ،‬في َح َياة ص َو ِار الص َ‬
‫ان بِاْل ُكوفَ ِة‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫َم ْرَو َ‬
‫الخ َّز‪ ،‬ودكانو َم ْع ُروف ِفي َدار َع ْمرو بن ُح َرْيث‬
‫حنيفة خ اززا‪َ ،‬يبِ ْيعُ َ‬
‫عممو‪ :‬كان أ َُبو َ‬
‫ِ (‪)6‬‬
‫بِاْل ُكوفَة‪.‬‬
‫إمامتو في إلفقو‪ :‬لم يتخمف أحد عن الثناء عميو في الفقو والفيم‪ ،‬وأنو إمام أىل‬
‫الرأي‪.‬‬
‫تبشير إلنبي ‪ ‬بو‪ :‬تحت ىذا العنوان استدل السيوطي بحديث أَبِي ُى َرْي َرةَ ‪ ‬قَ َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ب بِ ِو َر ُج ٌل ِم ْن َف ِار َس ‪ -‬أ َْو َق َ‬ ‫الد ِ‬ ‫ِ‬

‫ال ‪-‬‬ ‫ين ع ْن َد الثَُّريَّا‪َ ،‬ل َذ َى َ‬
‫ان ّْ ُ‬
‫ال َر ُسو ُل اهلل ‪« :‬لَ ْو َك َ‬ ‫َق َ‬
‫اء فَ ِار َس َحتَّى َيتََن َاولَوُ»(‪ )7‬وفي لفظ ألحمد‪« :‬لو كان العمم بالثريا لتناولو‬ ‫ِمن أ َْب َن ِ‬
‫ْ‬
‫أناس من أبناء فارس»‪ )8(.‬قال السيوطي‪ :‬فيذا أصل عظيم يعتمد عميو في البشارة‬
‫(‪)9‬‬
‫والفضيمة‪.‬‬
‫وفاتو‪ :‬دخل السجن في خالفة المنصور‪ ،‬سنة خمسين ومائة‪ ،‬وتوفي فيو‪َ ،‬و ُى َو‬
‫ساجد‪ )10(.‬ولذلك قال الذىبي‪ :‬تُوفّْي َش ِي ْي ًدا‪ ،‬مسِقيِّا‪ِ ،‬في س َن ِة َخم ِس ْين و َ ٍ‬
‫مائة‪َ ،‬وَلوُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ َ‬
‫يجير َجي ار َشِديدا‬ ‫ان ْ‬
‫(‪)11‬‬
‫َس ْب ُع ْو َن َس َنةً‪ .‬واختُمف في سبب دخولو السجن‪ ،‬فقيل‪ :‬إنو َك َ‬
‫ص َ ِرة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حين خرج ِإ ْب َراىيم بن عبد اهلل بن الحسن بن الحسن بن عمي بن أبي طالب ِباْل َب ْ‬
‫(‪)13‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫وقد كان رحمو اهلل‬ ‫وقيل‪ :‬إنو رفض توليو القضاء‪.‬‬ ‫وثار عمى العباسيين‪.‬‬
‫‪2446‬‬
‫(‪)15‬‬
‫مائة َسوط‪.‬‬
‫حيث قيل‪ :‬إنو ضرب َ‬
‫(‪)14‬‬
‫اء فَ َيأ َْبى‪.‬‬ ‫ضرب عمَى أ ِ‬
‫ض َ‬ ‫َن َيم َي اْلقَ َ‬
‫ْ‬ ‫ُي ْ َ ُ َ‬
‫ت ِإَل ْي ِو َع ْش َرةُ‬‫"ح ِمَم ْ‬
‫وكان رحمو اهلل زاىدا في الدنيا ال يبع دينو بعرض الدنيا حيث قد ُ‬
‫ِ‬ ‫اغتَ َّم َولَ ْم َي ْن ِط ْق‪َ ...‬فمَ َّما َم َ‬
‫الد ِار‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ت لَوُ ِفي َّ‬ ‫آالف‪ ،‬فَو ِ‬
‫ٍ‬
‫ات أ َُبو َحنيفَةَ‪َ ،‬ح َممَيَا َولَ ُدهُ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫ُ‬
‫ظ َر ِإلَ ْي ِو‬
‫يعتُ َك‪َ ،‬ف َن َ‬ ‫اد ِإلَى الَِّذي جاء بِيا و ُىو اْلحسن ْبن قُ ْحطُبةَ‪َ ،‬ف َق َ ِ ِ‬
‫ال‪َ :‬ىذه َوِد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َُ ُ‬ ‫َح َّم ٌ‬
‫َّت بِ ِو أ َْنفُ ُس أَ ْق َو ٍام‪".‬‬
‫(‪)16‬‬
‫اك! َل َق ْد َش َّم َعَمى ِدينِ ِو ِإ ْذ َشح ْ‬
‫ال‪َ :‬رِح َم المَّوُ أ ََب َ‬
‫اْل َح َس ُن‪َ ،‬وَق َ‬
‫ولقد كان أبي حنيفة من أشد الناس طمبا لمحديث رواية ودراية‪ ،‬ويتبين ذلك من عدة‬
‫وجوه أذكرىا مجممة ثم مفصمة في المباحث التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نشأتو في الكوفة‪ ،‬بمد العمم والحديث‪.‬‬
‫‪ -‬قولو عن نفسو بأن عنده صناديق من الحديث‪ ،‬وطمبو األثر قبل أن يفتي‪.‬‬
‫‪ -‬كثرة شيوخو وتالمذتو‪ ،‬وأنو كان في مجمسو الكثير من طالب الحديث وغيره‪.‬‬
‫‪ -‬حكاية أقرانو وتالمذتو عنو من اعتنائو بالحديث وطمبو لو‪.‬‬
‫‪ -‬إقرار المحققين المنصفين من غير مذىبو من أنو ممن جاوز القنطرة بحيث لم‬
‫يعد يؤثر فيو قول أحد‪.‬‬
‫‪ -‬اعتراف الناس بإمامتو في الفقو دليل عمى إمامتو في الحديث ألنو ال اجتياد بال‬
‫حديث‪.‬‬
‫اعتدوا‬
‫‪ -‬تنصيص غير واحد من العمماء عمى أنو إمام من أئمة الحديث‪ ،‬وأنيم ّ‬
‫بقولو في الرجال وفي األحاديث‪ ،‬وترجمتو في كتب حفاظ الحديث‪.‬‬
‫‪ -‬أبو حنيفة وأصم األسانيد‪.‬‬
‫‪2447‬‬
‫إلمبحث إألول‪ :‬إلكوفة بمد إلعمماء وأىل إلحديث‬

‫لقد نشأ أبو حنيفة وطمب العمم في الكوفة‪ ،‬وىي بمد سادت فييا كل أنواع العموم‬
‫والمعارف‪ ،‬ومن أىميا العموم الشرعية‪ ،‬وذلك بسبب ُسكنى الصحابة الكرام ليا‪،‬‬
‫مصرت‬
‫ّ‬ ‫فقد كانت بداية نشأة الكوفة "في أيام عمر بن الخطاب ‪ ‬في السنة التي‬
‫(‪)18‬‬
‫فييا البصرة وىي سنة ‪17‬ىد"(‪" )17‬وىي أول مدينة اختطيا المسممون بالعراق"‬
‫عمي والحسن‪ ،‬ومن المموك والخمفاء‪:‬‬
‫ّ‬ ‫األئمة‪:‬‬
‫"ونزل الكوفة من الخمفاء و ّ‬
‫(‪)20‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫ابن سعد في طبقاتو فصال‬
‫معاوية" و"دخل الكوفة سبعون بدرّيا" وقد عقد ُ‬
‫ول المَّ ِو ‪ ‬ومن‬
‫اب رس ِ‬
‫َص َح ِ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ات اْل ُكوِفي َ‬
‫ّْين‪ :‬تسمية من نزل الكوفة م ْن أ ْ‬ ‫بعنوان‪" :‬طََبقَ ُ‬
‫كان بيا بعدىم من التابعين وغيرىم من أىل الفقو والعمم"» وذكر منيم (‪)148‬‬
‫صحابيِّا منيم‪ :‬عمي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص‪ ،‬وابن مسعود وعمار بن‬
‫الع ْجمِي عدد الصحابة الذين سكنوا الكوفة‬
‫"وأبمغ ِ‬ ‫(‪)21‬‬
‫ياسر وحذيفة بن اليمان‪....‬‬
‫(‪)22‬‬
‫"وبعد انتقال‬ ‫فقط إلى ألف وخمسمائة صحابي فضالً عن باقي بمدان العراق‪".‬‬
‫َعمِ ٍّي َوقَُّراء الصحابة إلى الكوفة ازداد االىتمام بتفقيو أىميا إلى أن أصبحت‬
‫حدثِييَا والقائمين‬
‫ين في كثرة فقيائيا َو ُم ّْ‬ ‫ِِ‬
‫المسمم َ‬
‫ْ‬ ‫الكوفة ال مثيل ليا في أمصار‬
‫(‪)23‬‬
‫بعموم الق اَرن وعموم الموة العربية فييا‪"...‬‬
‫أج ّل َمن نزل الكوفة من أصحاب رسول اهلل ‪ ‬ىو‪ :‬عبد اهلل بن مسعود‬
‫ومن َ‬
‫عمما"(‪ )24‬وقال أيضا ألىل الكوفة‪:‬‬
‫الذي قال فيو عمر بن الخطاب‪" :‬كنيف مميء ً‬
‫وفي رواية‪:‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫اختَْرتُوُ لَ ُك ْم‪ ،‬وآثَْرتُ ُك ْم بِ ِو َعمَى َن ْف ِسي"‬‫ت إِلَ ْي ُك ْم َع ْب َد المَّ ِو َو ْ‬ ‫"« َوقَ ْد َب َعثْ ُ‬
‫النجب ِ‬ ‫ِ‬ ‫َميرا‪ ،‬وعب َد ِ‬
‫اء‬ ‫ود ُم َعمّْ ًما َوَوِز ًيرا‪َ ،‬و ُى َما م َن ُّ َ َ‬ ‫اهلل ْب َن م ْس ُع ٍ‬
‫َ‬ ‫ار أ ِ ً َ َ ْ‬ ‫ت َع َّم ًا‬ ‫"إِّْني قَ ْد َب َعثْ ُ‬
‫اس َم ُعوا ِم ْن قَ ْولِ ِي َما‪ ،‬قَ ْد آثَْرتُ ُك ْم‬ ‫اب ُم َح َّمٍد ‪ِ ‬م ْن أ ْ‬
‫َى ِل َب ْد ٍر فَا ْقتَ ُدوا بِ ِي َما‪َ ،‬و ْ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫م ْن أ ْ‬
‫ِ‬
‫‪2448‬‬
‫(‪)26‬‬ ‫بِعبِد ِ‬
‫اهلل َعمَى َن ْف ِسي"‬ ‫َْ‬
‫والى ابن مسعود دار عمم الصحابة‪ ،‬كما قال مسروق‪ :‬شاممت أصحاب محمد‬
‫‪ ‬فوجدت عمميم انتيى إلى ستة‪ :‬عمر وعمي وعبد اهلل ومعاذ وأبي الدرداء وزيد‬
‫(‪)27‬‬
‫وفي‬ ‫بن ثابت‪ ،‬وشاممت الستة فوجدت عمميم انتيى إلى عمي وعبد اهلل‪.‬اىد‬
‫لفظ‪ :‬كان العمم من أصحاب رسول اهلل ‪ ‬في ستة نصفيم ألىل الكوفة‪ :‬عمر‬
‫وعمي وعبد اهلل وأبي بن كعب وأبو موسى وزيد بن ثابت‪ )28(».‬فنصف العمم كان‬
‫في الكوفة‪ ،‬والى عمي وابن مسعود انتيى عمم أصحاب النبي ‪ ‬وكانوا ممن نزلوا‬
‫الكوفة‪ .‬ولم يقصر ابن مسعود في نشر العمم وبثو في الكوفة‪ ،‬بل اجتيد في ذلك‬
‫(‪)29‬‬
‫فكان كما قال ابن عساكر‪ :‬بث عبد اهلل فييم عمما كثي ار وفقو منيم جما‪.‬اىد‬
‫"وتخرج عمى ابن مسعود عدد عظيم ِج ِّدا من القَُّر ِ‬
‫اء والفقياء في الكوفة‪...‬بل بمغ‬
‫(‪)30‬‬
‫وذكر ابن سعد طبقات الرواة الذين‬ ‫تالميذه وتالميذ تالميذه أربعة آالف‪".‬‬
‫نزلوا الكوفة وكان أبو حنيفة رحمو اهلل من الطبقة الخامسة والتي فييا (‪)51‬‬
‫(‪)31‬‬
‫رٍاو‪.‬‬
‫ومما يدل عمى اىتمام الكوفة بالحديث وانتشاره فييم أنيم ممن دار عمييم‬
‫ور َعمَى ِستَّ ٍة‪...‬وذكر من أىل‬ ‫اد َي ُد ُ‬
‫ت فَِإ َذا ِْ‬
‫اإل ْس َن ُ‬ ‫ظ ْر ُ‬
‫ابن المديني‪َ :‬ن َ‬ ‫األسانيد‪ ،‬قال‬
‫ان ْب ُن‬ ‫اس ُموُ َع ْم ُرو بن عبد اهلل بن عبيد‪َ ،‬و ُسمَ ْي َم ُ‬ ‫ِإ ْس َح َ‬
‫اق َو ْ‬ ‫الكوفة‪" :‬أَُبو‬
‫ِ ِ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫صَّن َ‬
‫َص َناف م َّم ْن َ‬ ‫اب ْاأل ْ‬ ‫صار عمم َى ُؤَالء السّْت إِلَى أ ْ‬ ‫"ثَُّم َ‬ ‫ان‪...‬قال‪:‬‬
‫م ْي َر َ‬
‫فالكوفة بمد عمم وحديث‬ ‫(‪)32‬‬
‫ان ْب ُن َس ِع ٍيد الثَّْوِريُّ‪".‬‬ ‫ِ‬ ‫وذكر‪ِ :‬م ْن أ ْ‬
‫َى ِل اْل ُكوفَة‪ُ :‬س ْف َي ُ‬
‫رواية ودراية‪ ،‬ولذلك قال سفيان بن عيينة‪" :‬خذوا المناسك عن أىل مكة‪ ،‬وخذوا‬
‫(‪)33‬‬
‫فقد "كانت‬ ‫القراءة عن أىل المدينة‪ ،‬وخذوا الحالل والحرام عن أىل الكوفة‪".‬‬
‫‪2449‬‬
‫(‪)34‬‬
‫من أكبر األمصار اإلسالمية في ذلك العصر وأحفميا بالعمماء من كل فئة"‬
‫وىي كما قيل فييا‪" :‬مدينة العراق الكبرى والمصر األعظم وقبة اإلسالم ودار‬
‫(‪)35‬‬
‫ىجرة المسممين‪".‬‬
‫وفي ىذه البمدة نشأ أبو حنيفة‪ ،‬فكان ال بد وأن يتأثر بيذه البيئة العممية الحديثية‪،‬‬
‫وأن ييتم بالحديث النبوي الشريف‪.‬‬
‫‪2450‬‬
‫إلمبحث إلثاني‪ :‬طمب أبي حنيفة لمحديث وإعتناؤه بو‬

‫الناس لْم َحِديث»(‪ )36‬وقال أيضا‪َ « :‬ع َجًبا لِ َّمن ِ‬
‫اس‬ ‫ألروى َّ‬ ‫ال أَُبو حنيفَة‪« :‬إِّْني‬‫قَ َ‬
‫َ‬
‫ْي‪َ ،‬و َما أُ ْفتِي َّإال بِ ْاألَثَِر‪ )37(».‬وقال أيضا‪ِ « :‬ع ْنِدي‬ ‫ون‪ّْ :‬إني أَقُو ُل بِ َّأ‬
‫الر ِ‬ ‫َيقُولُ َ‬
‫َخ َر ْجت ِم ْنيَا َّإال اْل َي ِسي َر الَِّذي ُي ْنتَفَعُ بِ ِو‪ )38(».‬وىذا الكالم‬
‫يث َما أ ْ‬ ‫يق ِمن اْلحِد ِ‬
‫ص َناد ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫البد وأن ُي َقبل من أبي حنيفة‪ ،‬فإنو لم ُيتّيم بالكذب قط‪ ،‬كما قال ابن معين‪َ ،‬وقَا َل‬
‫(‪)39‬‬
‫ان أَُبو حنيفة أنبل من أن يكذب»‬ ‫ال‪َ « :‬ك َ‬
‫لَوُ رجل‪ :‬أَُبو حنيفة كذاب‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪َ :‬يا أبا‬
‫ين‪ ،‬فَقَ َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪« :‬دخمت عمى أبي َج ْعفَر أَمير اْل ُمؤمن َ‬ ‫وعن أبي حنيفَة قَ َ‬
‫َ‬
‫َص َحاب عمر بن‬ ‫حنيفَة‪َ ،‬ع َّمن أخذت اْلعمم؟ قمت‪َ :‬عن َح َّماد َعن إبراىيم َعن أ ْ‬
‫ضي اهلل‬‫طالب وعبد اهلل بن مسعود وعبد اهلل بن عبَّاس ر ِ‬ ‫اْلخطاب َوعمي بن أبي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫ال‪ :‬بخ بخ استوثقت َما ِش ْئت َيا أ ََبا حنيفَة‪ )40(».‬وفي رواية‪« :‬عن‬ ‫َع ْنيُم‪ .‬قَ َ‬
‫أصحاب ُع َمر عن ُع َمر‪ ،‬وعن أصحاب عمي‪ ،‬عن عمي‪ ،‬وعن أصحاب عبد اهلل‬
‫عن عبد اهلل‪ ،‬وما كان في وقت ابن عباس عمى وجو األرض أعمم منو‪ ،‬قال‪ :‬لقد‬
‫(‪)41‬‬
‫استوثقت لنفسك‪».‬‬
‫ولقد كانت ىناك عدة مظاىر تدل عمى اعتناء أبي حنيفة بالحديث‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬العمل بالحديث الصحيم عنده‪ ،‬أو باألثر عن الصحابة والتابعين‪ ،‬فعن‬
‫الفضيل بن عياض قال‪« :‬كان أَُبو حنيفة إذا وردت عميو مسألة فييا حديث‬
‫(‪)42‬‬
‫صحيم اتبعو‪ ،‬وان كان عن الصحابة والتابعين‪ ،‬واال قاس فأحسن القياس»‬
‫‪ -‬ومنيا‪ :‬أنو كان يطمب األثر قبل أن يفتي في المسألة برأيو‪ ،‬فعن أبي يوسف‬
‫قال‪« :‬كان أبو حنيفة إذا وردت عميو المسألة قال‪ :‬ما عندكم فييا من اآلثار؟‬
‫فإذا روينا اآلثار‪ ،‬وذكر ما عنده‪ ،‬نظر‪ ،‬فإن كانت اآلثار في أحد القولين أكثر‬
‫‪2451‬‬
‫(‪)43‬‬
‫أخذ باألكثر واذا تقاربت اختار‪».‬‬
‫ال‪:‬‬
‫‪ -‬ومنيا‪ :‬جموسو في مجالس الحديث ومدارستيم‪ :‬فعن َح َّماد بن زيد قال‪ :‬قَ َ‬
‫اء أَُبو حنيفَة أقبل َعمَ ْي ِو َوتَ َ‬

‫ركنا‪َ ،‬حتَّى‬ ‫ِ‬
‫« ُكَّنا نأتي َع ْمرو بن د َينار فيحدثنا‪ ،‬فَِإذا َج َ‬
‫(‪)44‬‬
‫دثيم‪ ،‬فيحدثنا‪».‬‬ ‫ان َيقُول‪َ :‬يا أ ََبا ُم َح َّمد‪َ ،‬ح ْ‬
‫نسأَل أبا حنيفَة أن يكمموُ َو َك َ‬
‫ْ‬
‫ث فقال أبو حنيفة‬ ‫ّْ‬
‫محد ُ‬ ‫وعن عبد العزيز بن أبي رزمة قال‪« :‬قدم الكوفة‬
‫ث‬ ‫ألصحابو‪ :‬انظروا ىل عنده شيء من الحديث ليس عندنا؟ قال‪ :‬وقدم ّْ‬
‫محد ُ‬
‫(‪)45‬‬
‫آخر فقال ألصحابو مثل ذلك‪».‬‬
‫ان ْبن ُع َي ْي َنةَ قال‪« :‬أ ََّو ُل َم ْن‬ ‫‪-‬ومنيا‪ :‬حض طالب العمم عمى الحديث‪ ،‬فعن ُس ْف َي َ‬
‫اس‬ ‫ال‪َ :‬ى َذا أَ ْق َع َد َّ‬ ‫يث بِاْل ُكوفَ ِة أَبو حنِيفَةَ‪ ،‬أَ ْقع َدنِي ِفي اْلج ِ‬ ‫أَ ْقع َدنِي لِْمحِد ِ‬
‫الن َ‬ ‫ام ِع َوقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت اْل ُكوفَةَ‪َ ،‬ولَ ْم َيتِ َّم لِي‬ ‫وقال مرة‪َ « :‬د َخْم ُ‬
‫(‪)46‬‬
‫يث َع ْم ِرو ْب ِن ِد َين ٍار فَ َح َّدثْتُيُم‪».‬‬
‫بِحِد ِ‬
‫َ‬
‫اء ُك ْم َح ِافظُ ِعْمِم َع ْم ِرو ْب ِن‬ ‫ِ‬
‫َىل اْل ُكوفَة‪َ :‬ج َ‬
‫َص َحابِ ِو‪ ،‬وِأل ْ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ال أَُبو َحنيفَةَ أل ْ‬ ‫ون‪ ،‬فَقَ َ‬‫ع ْش ُر َ‬
‫ِ‬
‫صي ََّرنِي ُم َح ّْدثًا‬ ‫ِ‬ ‫ِد َين ٍار‪ .‬قَ َ‬

‫اس َي ْسأَلُونِي َع ْن َع ْم ِرو ْب ِن د َين ٍار‪ .‬فَأ ََّو ُل َم ْن َ‬ ‫اء َّ‬
‫الن ُ‬ ‫ال‪ :‬فَ َج َ‬
‫ت ِم َن َع ْم ِرو ْب ِن ِد َين ٍار ِإ َّال ثَ َالثَةَ‬ ‫ال‪َ :‬يا ُب َن َّي‪َ ،‬ما َس ِم ْع ُ‬‫أَُبو َحنِيفَةَ‪ ،‬فَ َذا َك ْرتُوُ‪ ،‬فَقَ َ‬
‫َح ِاد َ‬
‫(‪)47‬‬
‫يث‪».‬‬ ‫أَ‬
‫‪ -‬ومنيا أنو كان لو السبق في تدوين السنة وذلك من خالل كتابو (اآلثار) فقد‬
‫ذكر السيوطي أن من مناقب أبي حنيفة أنو أول من دون عمم الشريعة‪ ،‬ورتبو‬
‫(‪)48‬‬
‫أبوابا‪ ،‬ثم تابعو مالك بن أنس في ترتيب الموطأ‪ ،‬ولم يسبق أبا حنيفة أحد‪.‬‬
‫‪2452‬‬
‫إلمبحث إلثالث‪ :‬كثرة شيوخو وتالمذتو‪ ،‬وطالب إلحديث في مجمسو‬

‫(‪)49‬‬
‫أما عن كثرة شيوخو‪ ،‬فقد كان رحمو «كان كثير الرحمة إلى بيت اهلل الحرام»‬
‫و«اجتمع مع أشير عمماء عصره‪ ،‬بالبصرة ومكة والمدينة‪ ،‬ثم ببوداد بعد أن‬
‫(‪)50‬‬
‫حتى قيل إنو «دخل البصرة عشرات المرات‪ ،‬وزار المدينة‬ ‫بناىا المنصور»‬
‫عشرات المرات‪ ،‬وأقام بمكة ست سنوات منذ ‪130‬ىد إلى ‪136‬ىد‪ ،‬وفي ىذين‬
‫ال بمدين المباركين اجتمع أبو حنيفة بأكثر عممائيا وبعض مشاىير العمماء في‬
‫غيرىما كاألوزاعي‪ ،‬وفييما أخذ عمم ابن عباس من تالميذه في مكة‪َ ،‬و ِعْم َم ُع َمر‬
‫من تالميذه في المدينة‪ ،‬ولقد أخذ عن بعض أئمة آل البيت َك َزْيِد ْب ِن َعمِ ٍّي َزْي َن‬
‫ِ‬
‫العابِد َ‬
‫(‪)51‬‬
‫ين‪ ،‬ومحمد الباقر‪ ،‬وأبي محمد بن عبد اهلل بن الحسن‪».‬‬ ‫َ‬
‫وبمغ عدد الصحابة الذين روى عنيم أبو حنيفة سبعة‪ ،‬وىم‪ :‬أنس بن مالك‪ ،‬وعبد‬
‫اهلل بن جزء الزبيدي‪ ،‬وجابر بن عبد اهلل‪ ،‬ومعقل بن يسار‪ ،‬وواثمة بن األسقع‪،‬‬
‫وعائشة بنت جرد‪ .‬وعبد اهلل بن أنيس‪ .‬وذكر السيوطي مجمل كالم العمماء في‬
‫أسانيد ىذه األحاديث والحكم عمييا بالضعف وعدم الصحة ال بالبطالن‪ ،‬وحينئذ‬
‫فسيل األمر في إيرادىا ألن الضعيف يجوز روايتو‪ .‬وتتبع السيوطي ىذه‬
‫(‪)52‬‬
‫األحاديث وحكم عمييا جميعا بصحة المتون‪.‬‬
‫وبمغ عدد التابعين الذين روى عنيم أبو حنيفة (‪ )74‬تابعي‪ .‬وبمغ عدد الذين رووا‬
‫(‪)53‬‬
‫عن أبي حنيفة (‪)96‬‬
‫عمي بمطالعة مسانيد اإلمام أبي حنيفة الثالثة من نسخة‬‫من اهلل ّ‬
‫قال الشعراني‪ّ :‬‬
‫صحيحة عمييا خطوط الحفاظ آخرىم الحافظ الدمياطي‪ ،‬فرأيتو ال يروي حديثًا إال‬
‫عن خيار التابعين العدول الثقات الذين ىم من خير القرون بشيادة رسول اهلل ‪‬‬
‫‪2453‬‬
‫كاألسود وعمقمة وعطاء وعكرمة ومجاىد ومكحول والحسن البصري‪ ،‬وأضرابيم‬

‫رضي اهلل عنيم أجمعين‪ .‬فكل الرواة الذين ىم بينو وبين رسول اهلل ‪ ‬عدول‬
‫ثقات أعالم أخيار‪ ،‬ليس فييم كذاب وال متيم بكذب‪ .‬وناىيك يا أخي بعدالة من‬
‫ارتضاىم اإلمام أبو حنيفة ‪-‬رضي اهلل عنو‪ -‬ألن يأخذ عنيم أحكام دينو‪ ،‬مع‬
‫شدة تورعو وتحرزه وشفقتو عمى األمة المحمدية‪ ،‬وقد بمونا أنو سئل يوما عن‬
‫األسود وعطاء وعمقمة أييما أفضل؟ فقال‪ :‬واهلل ما نحن بأىل أن نذكرىم فكيف‬
‫(‪)54‬‬
‫نفاضل بينيم‪.‬‬
‫وعدوا مشايخ أبي حنيفة من التابعين وغيرىم فبمووا أربعة آالف‪ ،‬أكثرىم كانوا‬
‫ّ‬
‫جامعين بين الرواية والدراية‪ ،‬كما قال بعض أرباب اإلنصاف في باب االعتراف‪:‬‬
‫فذا القمر الوضاح خير الكواكب‬ ‫غدا مذىب النعمان خير المذاىب‬
‫(‪)55‬‬
‫وأصحابو مثل النجوم الثواقب‬ ‫ثالثة آالف وألف شيوخو‬
‫عد الخوارزمي كثرة شيوخو من مناقبو وقال‪ :‬وقد صنف جماعة من العمماء‬
‫وقد ّ‬
‫(‪)56‬‬
‫في ذلك وعدوىم عمى حروف المعجم‪.‬‬
‫وقد عقد ابن حجر الييثمي فصال في ذكر شيوخو‪ ،‬وقال‪ :‬ىم كثيرون ال يسع‬
‫ىذا المختصر ذكرىم‪...‬وذكر منيم‪ :‬مالك بن أنس إمام دار اليجرة‪ ،‬عمى ما‬
‫ذكره الدارقطني وجماعة‪ ،‬آخرىم‪ :‬أبو محمد العيني‪ ،‬بل قال بعضيم‪ :‬إنو رأى في‬
‫مسند اإلمام أبي حنيفة التحديث عن مالك‪ ،‬وىذان اإلمامان من جممة اآلخذين‬
‫(‪)57‬‬
‫عنو‪.‬‬
‫اء ِع َّدةٌ ال‬
‫وأما تالمذتو‪ :‬فقد قال الذىبي‪« :‬روى ع ْنو ِمن اْلمح ّْدثِين واْلفُقَي ِ‬
‫ََ َ ُ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ص ْو َن‪ )58(».‬وعقد ابن حجر الييثمي فصال في ذكر اآلخذين عنو الحديث‬ ‫ُي ْح َ‬
‫‪2454‬‬
‫والفقو‪ ،‬وقال‪ :‬استيعابو متعذر ال يمكن ضبطو‪ ،‬ومن ثمة قال بعض األئمة‪ :‬لم‬
‫يظير ألحد من أئمة اإلسالم المشيورين مثل ما ظير ألبي حنيفة من‬
‫األصحاب والتالميذ‪ ،‬ولم ينتفع العمماء وجميع الناس بمثل ما انتفعوا بو‬
‫وبأصحابو في تفسير األحاديث المشتبية والمسائل المستنبطة والنوازل والقضاء‬
‫واألحكام جزاىم اهلل خيرا‪ .‬وقد ذكر منيم بعض متأخري المحدثين في ترجمتو‬
‫(‪)59‬‬
‫فكان رحمو اهلل‬ ‫نحو الثمانمائة مع ضبط أسمائيم ونسبيم بما يطول ذكره‪.‬‬
‫كما قال ابن حجر الييثمي‪ :‬تتممذ لو من كبار المشايخ األئمة المجتيدون‪،‬‬
‫والعمماء الراسخون كاإلمام الجميل المجمع عمى جاللتو وبراعتو وتقدمو وزىده‬
‫عبد اهلل بن المبارك وكاإلمام الميث بن مسعود وكاإلمام أنس بن مالك وناىيك‬
‫(‪)60‬‬
‫بيؤالء األئمة وكاإلمام مسعر بن كدام وزفر وأبي يوسف ومحمد وغيرىم‪.‬‬
‫ْي‬‫ان ُي ْفتِي بِ َأر ِ‬ ‫َعمَى َو ِك ٍ‬
‫يع‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َح ًدا أُقَ ّْد ُموُ‬
‫ت أَ‬‫ين قال‪َ « :‬ما َأرَْي ُ‬‫وعن َي ْح َيى ْبن َم ِع ٍ‬
‫َس ِم َع ِم َن أَبِي َحنِيفَةَ َحِديثًا‬ ‫ان قَ ْد‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ان َي ْحفَظُ َحديثَوُ ُكموُ‪َ ،‬و َك َ‬
‫ِ‬
‫أَبِي َحنيفَةَ‪َ ،‬و َك َ‬
‫(‪)61‬‬
‫َكثِ ًيرا‪».‬‬
‫فيذا مما يدل عمى فضمو واعتنائو بالحديث وىو رواية الكبار عنو‪ ،‬كعمرو بن‬
‫دينار فإنو من شيوخ أبي حنيفة وكبار العمماء‪ ،‬وقد روى عنو ونظرائو وأشباىو‬
‫كعبد اهلل بن المبارك‪ ،‬ويزيد بن ىارون‪ ،‬وقد ذكر أخطب خطباء خوارزم صدر‬
‫األئمة أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي في مناقب أبي حنيفة رضي اهلل عنو‬
‫سبع مائة وثالثين رجالً من مشائخ المسممين في اآلفاق وأقطار األرضين ممن‬
‫(‪)62‬‬
‫رووا عنو رضي اهلل عنو وعنيم أجمعين‪.‬‬
‫وأما عن وجود إلمحدثين من تالمذتو في مجالسو‪ :‬فقد قال زفر بن اليذيل‪:‬‬
‫‪2455‬‬
‫ّْ‬
‫المحدثين مثل زكريا بن أبي زائدة وعبد الممك بن أبي سميمان والميث‬ ‫«كان كبراء‬
‫بن أبي سميم ومطرف بن طريف وحصين بن عبد الرحمن وغيرىم يختمفون إلى‬
‫(‪)63‬‬
‫أبي حنيفة ويسألونو عما ينوبيم من المسائل وما يشتبو عمييم من الحديث‪».‬‬
‫ولما قيل لوكيع‪ :‬أَخطَأ أَبو حنيفَة؟ فَقَ َ ِ‬
‫ال َوكيع‪« :‬يقدر أَُبو حنيفَة يخطئ َو َم َعوُ‬ ‫ُ‬
‫وسف َوزفر ِفي قياسيما‪َ ،‬ومثل يحيى بن أبي َزائِ َدة َو َح ْفص بن غياث‬ ‫مثل أبي ُي ُ‬
‫اسم بن معن ِفي َم ْعرفَتو بالموة والعربية‪،‬‬
‫وحبان ومندل ِفي حفظيم لْمحِديث‪ ،‬والقَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ان َى ُؤَال ِء جمساءه‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وفضيل بن ع َياض َوَد ُاود الطائي في زىدىما وورعيما‪ ،‬من َك َ‬
‫ردوهُ»(‪ )64‬ولكننا ُن َعمّق ىنا ونقول كما قال‬ ‫لم يكن يخطىء ِألََّنوُ إِن أَخطَأ ُّ‬
‫السباعي‪« :‬ونحن لسنا مع وكيع في أن أبا حنيفة ال يخطئ‪ ،‬ولكننا نرى معو أن‬
‫إماما كأبي حنيفة اجتمع لو من األصحاب والبيئة وقرب العيد بالصحابة والفيم‬
‫ً‬
‫(‪)65‬‬
‫الثاقب واالجتياد البالغ في دين اهلل»‬
‫‪2456‬‬
‫إلمبحث إلرإبع‪ :‬حكاية أقرإنو وتالمذتو عنو بطمبو لمحديث وحفظو‬

‫َخ ْذ َنا ِفي‬ ‫ت َم َع أَبِي َحنِيفَةَ اْل َحِد َ‬
‫يث‪ ،‬فَ َومََب َنا‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ْبن ِك َد ٍام قال‪« :‬طَمَ ْب ُ‬ ‫فعن ِم ْس َعر‬
‫اء ِم ْنوُ َما تََرْو َن»(‪ )66‬ومسعر ىذا ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫طمَ ْب َنا َم َعوُ اْلف ْقوَ‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫الزْىِد‪ ،‬فََب َر َ‬
‫َعمَْي َنا‪َ ،‬و َ‬
‫ع‬ ‫ُّ‬
‫(‪)67‬‬
‫َس َن ِ‬
‫ان ُش ْع َبةَ ومن شيوخ أحمد‪.‬‬ ‫أْ‬
‫اسخ من‬ ‫الن ِ‬
‫ان أبو حنيفَة َشِديد الفحص َعن َّ‬ ‫ال‪َ « :‬ك َ‬‫صالم قَ َ‬‫وعن اْلحسن بن َ‬
‫َص َحابو‪،‬‬ ‫النبِي ‪َ ‬و َعن أ ْ‬‫يث إِذا ثَبت ِع ْنده َعن َّ‬ ‫الحِديث والمنسوخ‪ ،‬فَيعمل بِاْلحِد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ان َعمَ ْي ِو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان َع ِارفًا بِ َحديث أىل اْل ُكوفَة‪َ ،‬وفقو أىل اْل ُكوفَة‪َ ،‬شديد االتَّْباع لما َك َ‬
‫َو َك َ‬
‫ان َح ِافظًا لفعل َر ُسول اهلل ‪ْ ‬األَخير الَِّذي قبض َعمَْي ِو ِم َّما‬‫ال‪َ :‬ك َ‬
‫‪...‬وقَ َ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫الناس بَبمَده َ‬
‫(‪)68‬‬
‫وصل ِإلَى أىل َبمَده‪».‬‬
‫وعن أبي يوسف القاضي تمميذ أبي حنيفة قال‪َ « :‬ما َخالَفت أبا حنيفَة ِفي َش ْيء‬
‫بما ممت إِلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َِّ‬ ‫ِ َّ‬
‫قطّ فتدبرتو إال م ْذىبو الذي ذىب إلَ ْيو أنجي في ْاآلخ َرة‪َ ،‬وكنت ُر َ‬
‫َّحيم مني‪ )69(».‬فأبو يوسف يعترف بأن‬ ‫يث الص ِ‬‫الحِديث‪ ،‬و َكان ىو ْأبصر بِاْلحِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬
‫أبا حنيفة أبصر بالحديث الصحيم منو‪ .‬وقال أبو يوسف في اليوم الَِّذي مات ِف ِ‬
‫يو‬
‫متعمدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تعمم أني لم أجر ِفي حكم حكمت بِ ِو بين عبادك‬ ‫َّ‬
‫أبو حنيفة‪ :‬الميُ َّم إنك ُ‬
‫عمي جعمت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولقد اجتيدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك‪ ،‬وكل ما أشكل ّ‬
‫أ ََبا حنيفة بيني وبينك‪ ،‬وكان عندي واهلل ممن يعرف أمرك وال يخرج َعن الحق‬
‫(‪)70‬‬
‫وىو يعممو‪».‬‬
‫يث َن ِ‬
‫اس ًخا‬ ‫اْلحِد ِ‬ ‫إن ِفي‬ ‫آد َم ‪-‬من شيوخ أحمد‪َّ « :)71(-‬‬ ‫وقال العالمة يحيى ْب ِن َ‬
‫َ‬
‫فََنظَر إلَى ِ‬
‫آخ ِر‬ ‫َى ِل َبمَِد ِه ُكمّْ ِو‬ ‫ان َج َم َع َحِد َ‬
‫يث أ ْ‬ ‫ان ُّ‬ ‫وخا َك َما ِفي اْلقُ ْر ِ‬
‫َ‬ ‫الن ْع َم ُ‬ ‫آن‪َ ،‬و َك َ‬ ‫َو َم ْن ُس ً‬
‫(‪)72‬‬
‫ان فَِقييًا‪».‬‬ ‫ما قُبِض عمَ ْي ِو ا َّلنبِ ُّي ‪ ‬فَأ َ ِ‬
‫َخ َذ بِو فَ َك َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪2457‬‬
‫وعن عبط أبي حنيفة وحفظو يقول إسرإئيل بن يونس‪« :‬نعم الرجل ُّ‬
‫الن ْع َمان َما‬
‫يو من اْل ِف ْقو‪،‬‬
‫يو فقو‪ ،‬وأَشد فحصو عنو‪ ،‬وأعممو بِما ِف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َكان أحفظو لكل حِديث ِف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّبط َعنوُ‪ ،‬فَأ ْكرمو اْل ُخمَفَاء واألمراء‬
‫أحسن الض ْ‬
‫ان قد ضبط َعن َح َّماد فَ ْ‬
‫َو َك َ‬
‫(‪)73‬‬
‫وفي لفظ‪« :‬كان قد ضبط عن حماد فأحسن الضبط عنو والباقي‬ ‫والوزراء»‬
‫(‪)74‬‬
‫سواء‪».‬‬
‫اعة أَن ِ‬
‫اإل َمام‬ ‫فال عجب إذن أن تكثر أحاديث أبي حنيفة‪ ،‬فَ َعن ُم َح َّمد بن َس َّم َ‬
‫ين ألف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذكر في تصانيفو نيفا َوسبعين ألف َحديث وانتخب ْاآلثَار من أ َْرَبع َ‬
‫ب أَبِي َحنِ ْيفَةَ الحسن بن زياد‬ ‫ِ‬ ‫حِديث‪ )75(.‬وقال العالَّمةُ‪ ،‬فَِق ْيو ِ‬
‫الع َار ِ‬
‫صاح ُ‬ ‫ق‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫المؤلؤي (ت‪204:‬ه)(‪« :)76‬كان أبو حنيفة يروي أربعة آالف حديث‪ ،‬ألفين لحماد‬
‫(‪)77‬‬
‫وألفين لسائر المشيخة‪».‬‬
‫ولقد اعترف أحمد بن حنبل(ت‪241:‬ه) بأن عند الحنفية حديث كثير‪ :‬قال‬
‫(‪)78‬‬
‫أحمد‪« :‬تركنا أصحاب الرأي‪ ،‬وكان عندىم حديث كثير»‬
‫‪2458‬‬
‫إلمبحث إلخامس‪ :‬إقرإر إلمحققين من عمماء إلحديث بذلك‬

‫ولنقف مع عممين من عمماء إلحديث‪ ،‬وإلذين ىم من أعمدة الكالم عمى الرواة‬
‫والرجال‪:‬‬
‫إألول إإلمام إلذىبي‪ :‬قال الذىبي عن أبي حنيفة‪ُ « :‬عنِ َي بِطَمَ ِب اآلثَ ِار‪َ ،‬و ْارتَ َح َل‬
‫َص َو ُر ِم ْنوُ‪َ -‬و َع ْن‪َ :‬مالِ ِك ِ‬
‫بن‬ ‫الن ْح ِو ّْ‬
‫ي ‪َ -‬و ُى َو أ ْ‬ ‫‪...‬حتَّى إَِّنوُ َرَوى َع ْن‪َ :‬ش ْي َب َ‬
‫ان َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫في َذل َك َ‬
‫وىذا من رواية األكابر عن األصاغر‪ .‬وقال الذىبي‪:‬‬ ‫(‪)79‬‬
‫س ‪َ -‬و ُى َو َك َذلِ َك‪»-‬‬ ‫أ ََن ٍ‬
‫َي ُك ْن ِإ ْذ‬ ‫مائ ٍة َوَب َ‬
‫عد َىا‪َ ،‬ولَ ْم‬ ‫ث‪َ ،‬وأَ ْكثََر ِم ْنوُ ِفي َس َن ِة َ‬
‫الحِد ْي َ‬
‫ب َ‬
‫ِ‬
‫ام أ ََبا َحن ْيفَةَ طَمَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫«إ َّن اإل َم َ‬
‫لِْمفُقَي ِ‬
‫اء‬ ‫طمُبو ِكبار العمَم ِ‬
‫اء‪َ ،‬ب ْل لَ ْم َي ُك ْن‬ ‫الحِد ْي َ‬
‫َ‬ ‫ان َي ْ ُ َ ُ ُ َ‬ ‫‪...‬ب ْل َك َ‬
‫ان َ‬ ‫الص ْب َي ُ‬
‫ث ّْ‬ ‫اك َي ْس َمعُ َ‬ ‫َذ َ‬
‫الف ْق ِو أَصالً‪».‬‬
‫ت ُكتُب ِ‬
‫(‪)80‬‬
‫آن ِس َواهُ‪َ ،‬والَ َك َان ْ‬
‫ت قَ ْد ُد ّْوَن ْ ُ‬ ‫ِعْم ٌم َب ْع َد القُ ْر ِ‬
‫إلثاني‪ :‬إلحافظ إبن حجر إلعسقالني‪ :‬فقد ذكر السخاوي أن الحافظ ابن حجر‬
‫النسائي في "الضُّعفاء والمتروكين" عن أبي حنيفة ‪ِ ‬م ْن َّأنو‬
‫عما ذكره َّ‬
‫سئل َّ‬
‫كثير الومط والخطأ عمى ِقمَّة روايتو»‪ ،‬ىل ىو‬
‫«ليس بقوى في الحديث‪ ،‬وىو ُ‬
‫المحدثين أم ال؟ فأجاب بما قرأتُو ِم ْن‬
‫ّْ‬ ‫أحد ِم ْن أئمة‬‫صحيم‪ ،‬وىل وافقو عمى ىذا ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ظير لو‪ ،‬و َّأداه‬ ‫ِ‬ ‫خطِّو‪َّ « :‬‬
‫النسائي م ْن أئمة الحديث‪ ،‬والذي قالو إنما ىو بحسب ما َ‬
‫سائي عمى مطمق‬ ‫افق َّ‬
‫الن َّ‬ ‫أحد ُي ْؤ َخ ُذ بجميع قولو‪ .‬وقد و َ‬ ‫إليو اجتياده‪ ،‬وليس كل ٍ‬
‫الخطيب في ترجمتو ِم ْن‬

‫ُ‬ ‫استوعب‬
‫َ‬ ‫المحدثين‪ ،‬و‬ ‫ّْ‬ ‫القول في اإلمام جماعةٌ ِم َن‬
‫"تاريخو" أقاويمَيم‪ ،‬وفييا ما ُي ْقَب ُل وما ُي َرُّد‪ .‬وقد اعتُِذ َر َع ِن اإلمام بأنو كان يرى‬
‫أن َّأداه‪ ،‬فميذا قمَّت الرواية عنو‪،‬‬
‫َّأنو ال يحدث إال بما حفظو من ُذ سمعو إلى ْ‬
‫وصارت روايتو قميمةً بالنسبة لذلك‪ ،‬وإال فيو في نفس إألمر كثير إلروإية‪ .‬وفي‬
‫ممن قفزوإ إلقَ ْنطَ َرة‪،‬‬
‫إإلمام وأمثالَو َّ‬ ‫فإن‬ ‫الخ ْو ِ‬
‫ض في مثل ىذا أولى‪َّ ،‬‬ ‫ك َ‬ ‫الجممة‪ ،‬تَْر ُ‬
‫َ‬
‫‪2459‬‬
‫أحد‪ ،‬بل ىم في الدرجة التي رفعيم المَّو تعالى‬ ‫فما صار يؤثّْر في أحد منيم قو ُل ٍ‬
‫َُ ُ‬
‫فميعتَ َم ْد ىذا‪ ،‬والمَّو ولي التوفيق‪ )81(».‬فقد‬ ‫ِ‬
‫إلييا م ْن كونيم متبوعين مقتدى بيم‪ُ ،‬‬
‫وصف ابن حجر أبا حنيفة بأنو كثير الرواية وأنو ممن قفز القنطرة‪ .‬ولذلك‬
‫أعرض المحققون المنصفون من أىل الحديث عن ذكر ما يجرح أبي حنيفة‪ ،‬فال‬
‫(‪)82‬‬
‫وقد أثنى الحافظ الذىبي عمى‬ ‫نجد مثال ما يشين أبي حنيفة عند المزي‬
‫َح َس َن َش ْي ُخ َنا أَُبو‬
‫صنيعو ىذا في تيذيبو في ترجمة أبي حنيفة‪ ،‬قائالً‪« :‬قَ ْد أ ْ‬
‫يف‪ )83(».‬وفي مقدمة ميزان االعتدال‬ ‫ض ِع ُ‬
‫ورْد َش ْيًئا َيْم َزُم ِم ْنوُ التَّ ْ‬
‫ث لَ ْم ُي ِ‬
‫الحجَّاج َح ْي ُ‬
‫َ‬
‫قال‪ « :‬ال أذكر في كتابي من األئمة المتبوعين في الفروع أحدا لجاللتيم في‬
‫اإلسالم وعظمتيم في النفوس‪ ،‬مثل أبي حنيفة‪ ،‬والشافعي‪ ،‬والبخاري‪ ،‬فإن ذكرت‬
‫(‪)84‬‬
‫أحدا منيم فأذكره عمى اإلنصاف‪ ،‬وما يضره ذلك عند اهلل وال عند الناس»‬
‫‪2460‬‬
‫إلمبحث إلسادس‪ :‬إإلمامة إلعامة تقتعي إمامة إلحديث‬

‫حيث إن اعتراف الناس بإمامتو في الفقو دليل عمى إمامتو في الحديث‪ ،‬ألنو ال‬
‫أقر لو بيا العمماء قاطبة‪،‬‬
‫اجتياد بال حديث‪ .‬فإمامة أبي حنيفة العممية العامة قد ّ‬
‫مخالفوه وموافقوه في المذىب‪.‬‬
‫ولما‬ ‫ان لَفَِقييًا َعالِ ًما‪».‬‬
‫(‪)85‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫فعن مسعر بن كدام قال‪َ « :‬رح َم الموُ أ ََبا َحنيفَةَ إِ ْن َك َ‬
‫اس ْترجع‪« :‬لقد طفيء َعن أىل‬ ‫ال شعبة َب ْع َد َما ْ‬ ‫ات أَُبو حنيفَة‪ ،‬فَقَ َ‬
‫قيل لشعبة‪َ :‬م َ‬
‫(‪)86‬‬
‫اْل ُكوفَة ضوء نور اْلعمم أما إِنَّيُم َال َيرْو َن مثمو أبدا‪».‬‬
‫وعن الدراوردي قال‪« :‬رأيت مالكا وأبا حنيفة في مسجد رسول اهلل ‪ ‬بعد صالة‬
‫العشاء األخيرة وىم يتذاكرون ويتدارسان‪ ،‬حتى إذا رمى أحدىما عمى الذي قال‬
‫بو وعمل عميو‪ ،‬أمسك أحدىما عن صاحبو من غير تعسف وال تخطئة لواحد‬
‫(‪)87‬‬
‫فإن لم يكن أبو حنيفة إمام‬ ‫منيما حتى صالة الوداة في مجمسيما ذلك‪».‬‬
‫يعتد بو‪ ،‬فكيف يتذاكر معو من كان مثل مالك؟‬
‫ان أَُبو حنيفَة‬‫وىا ىو محمد بن الحسن الشيباني‪ ،‬يصف أبا حنيفة بقولو‪َ « :‬ك َ‬
‫جبال ِفي اْلعمم‬ ‫َواحد َزَمانو‪َ ،‬ولَو انشقت َعنوُ األ َْرض النشقت َعن جبل من اْل َ‬
‫ِ‬
‫َواْل َكرم والمؤاساة والورع واإليثار هلل َم َع اْل ِف ْقو َواْلعمم‪- )88(».‬ومحمد بن الحسن ىذا‬
‫رت َس ِم ْيناً‬
‫الش ِاف ِع ُّي فَأَ ْكثََر ِج ّداً‪ ،‬وكتب عنو الكثير‪ ،‬وقال عنو‪َ « :‬ما َناظَ ُ‬
‫َخ َذ َع ْنوُ َّ‬
‫أَ‬
‫ت؛‬ ‫الح َس ِن‪ُ ،‬لقْم ُ‬
‫بن َ‬ ‫آن بِمُ َو ِة ُم َح َّمِد ِ‬
‫َن أَقُ ْو َل‪َ :‬ن َز َل القُ ْر ُ‬
‫اء أ ْ‬
‫ِ‬
‫أَذ َكى م ْنوُ‪َ ،‬ولَ ْو أَ َش ُ‬
‫ال‪َ :‬م ْن‬ ‫اق؟ قَ َ‬ ‫الم َسائِ ُل ّْ‬
‫الدقَ ُ‬ ‫ِِ‬
‫احتو‪ .‬ولما سئل أحمد بن حنبل‪َ :‬م ْن أ َْي َن لَ َك َىذه َ‬
‫لِ ِفص ِ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ُكتُ ِب ُم َح َّمِد ِ‬
‫الح َس ِن‪ - ».‬وإلشافعي رحمو إهلل يقُو ُل‪َ « :‬ك َ‬
‫(‪)89‬‬
‫ان أَُبو َحنيفَةَ َوقَ ْولُوُ‬ ‫بن َ‬
‫يو»(‪ )90‬وقال مرة‪َ « :‬م ْن أ ََر َاد اْل ِف ْقوَ فَيُ َو ِع َيا ٌل َعمَى أَبِي‬
‫ِفي اْل ِف ْق ِو مسمَّما لَو ِف ِ‬
‫َُ ً ُ‬
‫‪2461‬‬
‫الناس ِع َيال عمى أبي حنيفَة ِفي اْل َقياس‬

‫وفي لفظ‪َّ « :‬‬ ‫(‪)91‬‬
‫َحنِيفَةَ‪».‬‬
‫وأما إبن تيمية فقد أكثر في أكثر من موضع بوصفو‬ ‫(‪)92‬‬
‫َو ِاال ْستِ ْح َسان‪».‬‬
‫(‪)94‬‬ ‫(‪)93‬‬
‫ووصفو إلذىبي باإلمام‬ ‫ووصفو بأنو من أئمة السنة والجماعة‬ ‫باإلمامة‬
‫الف ْق ِو َوَدقَائِِقو ُم َسمَّ َمةٌ إِلَى َى َذا‬
‫اإلمامةُ ِفي ِ‬
‫ِ‬ ‫(‪)95‬‬
‫األعظم فقيو العراق‪ .‬وقال الذىبي‪َ َ « :‬‬
‫(‪)97‬‬
‫ك ِف ْي ِو‪ )96(».‬ووصفو إبن كثير بأنو أحد أركان العمماء‪.‬‬ ‫اإلم ِام‪ ،‬و َى َذا أَمر الَ َش َّ‬
‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫فأبو حنيفة «‪َ -‬رِح َموُ اهللُ‪ -‬إمام مجتيد بإجماع الموافقين والمخالفين»(‪ )98‬وىذه‬
‫اإلمامة ال تكون إال بمعرفة الحديث‪ ،‬فقد «سئل ابن المبارك‪َ :‬متى يسع الرجل أن‬
‫ْي‬ ‫صير بِ َّأ‬
‫الر ِ‬ ‫ال‪ :‬إِذا َكان عالما بِاْلحِد ِ‬
‫يث َب ًا‬ ‫ضاء ْأو الحكم؟ قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُي ْفتي أَو أَن َيمي اْلقَ َ‬
‫َعالما بقول أبي حنيفَة َح ِافظًا لَوُ‪« )99(».‬ومن المعموم أن من لم يكن محيطًا بعمم‬
‫الكتاب والسنة لم يتصور أن يكون إماماً مقتدى لألمة‪ ،‬ويكون الفقياء كميم عياالً‬
‫لو في تقويم الممة ال سيما في الصدر األول مع وجود المجتيدين من‬
‫(‪)100‬‬
‫وىذا يبطل قول من اتيم أبا حنيفة بقمة البضاعة في الحديث واال‬ ‫األئمة»‬
‫«فكيف جاز ألبي حنيفة أن يجتيد وىو لم يستكمل أىم شرط من شروط‬
‫االجتياد؟ ‪ ..‬وكيف اعتبر األئمة اجتياده وعنوا بفقيو‪ ،‬ونقموه في اآلفاق واشتوموا‬
‫(‪)101‬‬
‫نقدا‪ ،‬وىو قائم عمى غير أساس؟»‬
‫ير أو ً‬
‫بو تقر ًا‬
‫أن أبا حنيفة من كبار المجتيدين في عمم الحديث اعتماد‬
‫ومما «يد ّل عمى ّ‬
‫(‪)102‬‬
‫وكما قال الصالحي‪« :‬ولوال‬ ‫ردا وقبوال‪».‬‬
‫مذىبو بينيم والتّعويل عميو واعتباره ّ‬
‫كثرة اعتنائو بالحديث ما تييأ لو استنباط مسائل الفقو‪ ،‬فإنو أول من استنبطو من‬
‫األدلة‪ ،‬وعدم ظيور حديثو في الخارج ال يدل عمى عدم اعتنائو بالحديث كما‬
‫زعمو بعض من يحسده‪ ،‬وليس كما زعم‪ ،‬وانما َقمّت الرواية عنو ‪-‬وان كان متسع‬
‫‪2462‬‬
‫الحفظ‪ -‬ألمرين‪:‬‬
‫أحدىما‪ :‬اشتوالو عن الرواية باستنباط المسائل من األدلة كما كان أجالء‬
‫الصحابة‪ ،‬كأبي بكر وعمر وغيرىما يشتومون بالعمل عن الرواية حتى قمّت‬
‫روايتيم بالنسبة إلى كثرة اطالعيم‪ ،‬وكثرت رواية من دونيم بالنسبة إلييم‪ ،‬وىذا‬
‫اإلمام مالك والشافعي لم يرويا إال القميل بالنسبة إلى ما سمعاه‪ ،‬كل ذلك‬
‫الشتواليما باستخراج المسائل من األدلة‪...‬‬
‫األمر الثاني‪:‬أنو كان ال يرى الرواية إال لمن يحفظو‪ ،‬فقد قال أبو حنيفة‪ :‬ال‬
‫ينبوي لمرجل أن يحدث من الحديث إال بما يحفظو يوم سمعو إلى يوم يحدث‬
‫(‪)103‬‬
‫بو‪».‬‬
‫‪2463‬‬
‫إلمبحث إلسابع‪ :‬إمامة أبي حنيفة في إلحديث نصا‬

‫نص غير واحد من العمماء عمى أنو إمام من أئمة الحديث‪ ،‬واعتدوا بقولو‬
‫حيث ّ‬
‫في الرجال وفي األحاديث‪ ،‬وترجموا لو في كتب حفاظ الحديث‪ .‬حيث قد جاء‬
‫أكثر من نص صريم عمى أن أبا حنيفة إمام من أئمة الحديث‪ ،‬وأنو من أوائل‬
‫َمن تكمم في عمم الحديث‪ ،‬واستدل العمماء بقولو في الجرح والتعديل‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪-1‬سميمان بن ميران األعمش‪ :‬واألعمش رغم جاللتو وعممو بالحديث واألثر لما‬
‫ب إِلَى أَبِي َحنِيفَةَ َحتَّى‬
‫ال لِ َعمِ ّْي ْب ِن ُم ْس ِي ٍر‪« :‬ا ْذ َى ْ‬
‫ص َار بِاْل ِح َيرِة قَ َ‬
‫أراد اْل َحجَّ‪َ ،‬فمَ َّما َ‬
‫اس َك»(‪ )104‬فإن لم يكن أبي حنيفة من الحفاظ لما طمب منو‬ ‫ي ْكتُب لََنا اْلم َن ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫األعمش ذلك‪.‬‬
‫(‪)105‬‬
‫يصف‬ ‫‪-2‬يزيد بن ىارون‪-:‬أحد شيوخ اإلمام أحمد بن حنبل وأحد الحفاظ‪-‬‬
‫(‪)106‬‬
‫وىو نص صريم جمي ال شك فيو في‬ ‫أبا حنيفة بأنو «أحفظ أىل َزَمانو»‬
‫حفظو لمحديث وأنو من أحفظ أىل زمانو‪.‬‬
‫الخ َريبي‪ ،‬قال‪« :‬يجب عمى أىل اإلسالم أن يدعوا اهلل ألبي‬
‫‪-3‬عبد اهلل بن داود ُ‬
‫(‪)107‬‬
‫والخريبي وصفو‬ ‫حنيفة في صالتيم‪...‬وذكر حفظو عمييم السنن والفقو‪».‬‬
‫وقال مرة عنو‪ :‬كان من كبار ّْأئمة‬ ‫(‪)108‬‬
‫الح ِافظُ‪ ،‬القُ ْد َوةُ‪».‬‬
‫ام‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الذىبي بقولو‪« :‬اإل َم ُ‬
‫)‪(109‬‬
‫األثر‪.‬‬
‫ان‬ ‫ِ َّ ِ‬
‫‪-4‬أبو داود السجستاني‪ ،‬تمميذ أحمد وصاحب السنن‪ ،‬قال‪َ « :‬رح َم الموُ َمال ًكا َك َ‬
‫اما‪ )110(».‬فيذا‬ ‫ان إِماما‪ ،‬رِحم المَّوُ أ ََبا َحنِيفَةَ َك َ ِ‬ ‫الش ِاف ِع َّ‬
‫إِماما‪ ،‬رِحم المَّوُ َّ‬
‫ان إ َم ً‬ ‫ي َك َ َ ً َ َ‬ ‫َ ً َ َ‬
‫إماما في الحديث‪ ،‬حيث جمع أبو داود بينو وبين أئمة الحديث‬
‫دليل عمى كونو ً‬
‫كمالك والشافعي‪ .‬فيل يقال ىنا‪ :‬إنو ال يقصد إمامة الحديث‪ ،‬وانما إمامة الفقو‬
‫‪2464‬‬
‫فقط لمالك والشافعي‪ ،‬فحيث جمع بينيم باإلمامة‪ ،‬فدل عمى أن المقصود إمامة‬
‫الفقو والحديث‪.‬‬
‫احد‬‫وجدنا غير و ِ‬
‫‪-5‬أبو عيسى الترمذي‪ ،‬تمميذ البخاري وصاحب السنن‪ ،‬قال‪َ « :‬‬
‫َ‬
‫تكمموا ِفي ّْ‬
‫الر َجال‪...‬ثم روى عن أبي حنيفة قولو‪َ :‬ما‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫من ْاألَئ َّمة من التابعين قد ُ‬
‫(‪)111‬‬
‫جع ِف ّي َوَال أفضل من َعطاء بن أبي َرَباح‪».‬‬
‫َأرَْيت أحدا أكذب من َجابر اْل ْ‬
‫فيذا نص واضم جمي عمى أشياء منيا‪:‬‬
‫‪-1‬كون أبي حنيفة من التابعين عند الترمذي‪.‬‬
‫‪-2‬نص صريم أنو من األئمة في عمم الحديث إذ الكالم ىنا عمى عمم الحديث‪.‬‬
‫‪-3‬اعتداد أمثال الترمذي بأقوال أبي حنيفة‪ ،‬والترمذي ىو َمن ىو في عمم‬
‫الحديث‪ ،‬تمميذ البخاري الذي قال لو البخاري‪« :‬ما انتفعت بك أكثر مما‬
‫(‪)112‬‬
‫انتفعت‪».‬‬
‫اح إِ َّال‬ ‫ِ‬
‫‪-6‬اإلمام الحاكم أبو عبد اهلل النيسابوري‪ :‬حيث روى الحاكم حديث « َال ن َك َ‬
‫اعةٌ ِم ْن أَئِ َّم ِة‬ ‫يث‪َ ،‬ع ْن أَبِي إِ ْس َح َ‬
‫اق‪َ ،‬ج َم َ‬ ‫ص َل َى َذا اْل َحِد َ‬ ‫بِ َولِ ٍّي» ثم قال‪َ « :‬و َ‬
‫ان ْب ُن ثَابِ ٍت» (‪ )113‬فيذا نص‬ ‫اى ْم ِم ْنيُ ْم‪ :‬أَُبو َحنِيفَةَ ُّ‬
‫الن ْع َم ُ‬ ‫ين َغ ْي ُر َم ْن َذ َك ْرَن ُ‬
‫ِِ‬
‫اْل ُم ْسمم َ‬
‫اس ِع‬ ‫واضم عمى أنو من أئمة المسممين في الحديث‪ .‬وذكر الحاكم «النَّوع التَّ ِ‬
‫ْ‬
‫ِم َن‬ ‫ين‬
‫ور َ‬ ‫ات اْل َم ْشيُ ِ‬ ‫وىو‪ :‬مع ِرفَةُ ْاألَئِ َّم ِة الثّْقَ ِ‬
‫يث‬ ‫وم اْلحِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ين م ْن َم ْع ِرفَة ُعمُ ِ َ‬
‫َْ‬
‫و ْاألَرب ِع ِ‬
‫َ َْ َ‬
‫ِم َن‬ ‫لِْم ِح ْف ِظ‪َ ،‬واْل ُم َذا َك َرِة‪َ ،‬والتََّب ُّرِك بِ ِي ْم‪َ ،‬وبِِذ ْك ِرِى ْم‬
‫اع ِي ْم ِم َّم ْن َي ْج َمعُ َحِديثَيُ ْم‬
‫التَّابِ ِعين وأَتْب ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ق إِلَى اْل َو ْر ِب‪...‬ثم ذكر منيم من أىل الكوفة‪ :‬أبو حنيفة النعمان بن‬ ‫اْل َم ْش ِر ِ‬
‫ثابت»(‪ )114‬وىذا نص واضم صريم في أن الحاكم يرى أبا حنيفة من األئمة‬
‫الثقات الذين يجمع حديثيم ويحفظ‪ .‬وفي موضع آخر يستدل الحاكم عمى جواز‬
‫‪2465‬‬
‫الرواية عن الثقات وغيرىم مع بيان حاليم‪ ،‬بفعل األئمة السابقين‪ ،‬فممن ذكرىم‬
‫َى ِل اْل ُكوفَ ِة َرَوى َع ْن‬ ‫ام أ ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫من ىؤالء األئمة أبو حنيفة فيقول‪َ « :‬و َى َذا أَُبو َحنيفَةَ إ َم ُ‬
‫ي َو َغ ْي ِرِى َما ِم َن‬ ‫اح ْب ِن اْل ِم ْني ِ‬
‫ال اْل َج َزِر ّْ‬ ‫َ‬
‫يد اْلجع ِف ّْي وأَبِي اْلعطُ ِ‬
‫وف اْل َج َّر ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َجاب ِر ْب ِن َي ِز َ ُ ْ َ‬
‫َن‬ ‫ِ‬ ‫ض َي المَّوُ َع ْنيُ ْم ِفي َذلِ َك َغ َر ٌ‬ ‫الجروحين‪...‬قال‪ :‬ولِ ْألَئِ َّم ِة ر ِ‬
‫ض ظَاىٌر‪َ ،‬و ُى َو أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(‪)115‬‬
‫يث ِم ْن أ َْي َن َم ْخ َرُجوُ َواْل ُم ْنفَ ِرُد بو عدل أو مجروح‪».‬‬
‫َي ْع ِرفُوا اْل َحِد َ‬
‫‪-7‬اإلمام أبو بكر البييقي‪ ،‬الشافعي المذىب‪ ،‬حيث قال‪« :‬قام بمعرفة رواة السنة‬
‫في ك ّل عصر من األعصار جماعة‪ ،‬وقفوا عمى أحواليم في التعديل والجرح‪،‬‬
‫ودونوىا في الكتب‪ ،‬حتى من أراد الوقوف عمى معرفتيا وجد السبيل‬
‫وبينوىا ّ‬
‫ّ‬
‫إلييا‪ .‬وقد تكمّم فقياء األمصار في الجرح والتعديل فمن سواىم من عمماء‬
‫َح ًدا أكذب من جابر‬
‫ت أَ‬
‫ال‪َ :‬ما َأرَْي ُ‬ ‫اْل َحِد َ‬
‫يث‪ ...‬ثم روى عن أبي حنيفة قَ َ‬
‫(‪)116‬‬
‫وىذا نص صريم من البييقي الشافعي المذىب في أن أبا حنيفة‬ ‫الجعف ّي»‬
‫ومن عنوا برواية السنة‪ .‬وكتابو المشيور‬
‫من عمماء الحديث وفقياء األمصار َ‬
‫«الخالفيات بين اإلمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابو» أكبر دليل عمى‬
‫اعترافو بإمامتو‪.‬‬
‫‪-8‬ابن تيمية‪ ،‬الحنبمي‪ :‬فبعد أن روي عن أبي حنيفة قصة إنكاره لحديث َرّْد‬
‫س لعمي بن أبي طالب ‪ ‬وكرم اهلل وجيو‪ .‬قال ابن تيمية‪َ « :‬و َى َذا أَُبو َحنِيفَةَ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الش ْم ِ‬
‫يع ِة‪،‬‬
‫الش َ‬ ‫َى ِل اْل ُكوفَ ِة َد ِار ّْ‬ ‫ير‪َ ،‬و ُى َو َال ُيتَّيَ ُم َعمَى َعمِ ٍّي‪ ،‬فَِإَّنوُ ِم ْن أ ْ‬ ‫أَح ُد ْاألَئِ َّم ِة اْلم َش ِ‬
‫اى ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اء المَّوُ‪َ ،‬و ُى َو ُي ِحبُّوُ َوَيتَ َوَّالهُ‪،‬‬ ‫الشيع ِة‪ ،‬وس ِمع ِمن فَ ِ ِ ِ‬
‫ضائل َعم ٍّي َما َش َ‬ ‫َوقَ ْد لَق َي م َن ّْ َ َ َ َ ْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َعمَ ُم َوأَ ْفقَوُ ِم َن‬ ‫ان‪َ .‬وأَُبو َحنِيفَةَ أ ْ‬ ‫يث َعمَى ُم َح َّمِد ْب ِن ُّ‬
‫الن ْع َم ِ‬ ‫َو َم َع َى َذا أ َْن َك َر َى َذا اْل َحِد َ‬
‫وفي ىذا النص فوائد عدة‪:‬‬ ‫(‪)117‬‬
‫الطَّ َح ِاو ّْ‬
‫ي َوأ َْمثَالِ ِو‪».‬‬
‫‪2466‬‬
‫‪-‬أبو حنيفة أعمم من الطحاوي‪ ،‬الذي وصفو الذىبي بقولو‪« :‬اْل ُم َح ّْد ُ‬
‫ث‬
‫(‪)118‬‬
‫اْل َح ِافظُ‪».‬‬
‫‪-‬استدالل ابن تيمية برد الحديث بإنكار أبي حنيفة لو‪ ،‬فموال أنو يعده من أئمة‬
‫الحديث المعتبرين لما استدل بقولو‪.‬‬
‫‪-9‬شمس الدين الذىبي‪ :‬حيث ذكره فيمن يعتمد قولو في الجرح والتعديل‪ ،‬عمى‬
‫أنو من الجيابذة‪ ،‬فقال‪« :‬فمما كان عند انقراض عامة التابعين في حدود‬
‫الخمسين تكمم طائفة من الجيابذة في التوثيق والتضعيف‪...‬ثم ذكر قول أبي‬
‫(‪)119‬‬
‫حنيفة‪ :‬ما رأيت أكذب من جابر الجعفي‪».‬‬
‫الش ِاف ِع ّْي‬ ‫والتَّابِ ِعين وأَئِ َّم ِة اْلحِد ِ‬
‫يث َك َّ‬ ‫َ‬ ‫َّح َاب ِة‬
‫ط ِريقَةُ الص َ‬
‫َ َ‬ ‫َما َ‬
‫َ‬ ‫‪-10‬وقال ابن القيم‪َ « :‬وأ َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫اإل َم ِام أ ْ‬
‫َح َم َد َو َمالك َوأَبِي َحنيفَةَ َوأَبِي ُي ُ‬
‫َواْلُب َخ ِار ّْ‬ ‫و ِْ‬
‫(‪)120‬‬
‫وىذا مما‬ ‫ي َوِا ْس َحاق»‪.‬‬
‫ف‬ ‫وس َ‬ ‫َ‬
‫ال مجال لمشك فيو أن ابن القيم يرى أبا حنيفة من أئمة الحديث وقرنو بالشافعي‬
‫وأحمد ومالك‪.‬‬
‫َّاد ِة ْاأل ْ‬
‫َع َالِم‪،‬‬ ‫اإل ْس َالِم‪َ ،‬والس َ‬
‫ِْ‬ ‫َح ُد أَئِ َّم ِة‬
‫ق‪َ ،‬وأ َ‬‫‪-11‬ووصفو ابن كثير بقولو‪« :‬فَِقيوُ اْل ِع َار ِ‬
‫اى ِب المتنوعة‪َ ،‬و ُى َو‬ ‫اْلم َذ ِ‬ ‫اب‬‫َص َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ُد أ َْرَك ِ‬
‫َ‬ ‫َح ُد ْاألَئ َّمة ْاأل َْرَب َعة أ ْ‬
‫ان اْل ُعمَ َماء‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َوأ َ‬
‫َّح َاب ِة‪َ ،‬وَأرَى أ ََن َس ْب َن َمالِ ٍك‪ِ ،‬ق َ‬
‫يل َو َغ ْي َرهُ‪َ .‬وَذ َك َر‬ ‫ص َر الص َ‬
‫ِ‬
‫أَ ْق َد ُميُ ْم َوفَاةً‪ ،‬ألََّنوُ أ َْد َر َك َع ْ‬
‫َّح َاب ِة فاهلل أعمم‪ )121(».‬وفي أثناء إنكار ابن‬ ‫ٍ ِ‬
‫ضيُ ْم أََّنوُ َرَوى َع ْن َس ْب َعة م َن الص َ‬ ‫َب ْع ُ‬
‫أبي حنيفة لو ويقول‪َ « :‬ى َذا أَُبو‬ ‫كثير لحديث رد الشمس لعمي‪ ،‬يستدل بإنكار‬
‫ب َعمِ ّْي ْب ِن‬ ‫ُكوِف ّّ‬
‫ي َال ُيتَّيَ ُم َعمَى ُح ّْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الموُ َو ُى َو م َن ْاألَئ َّمة اْل ُم ْعتََب ِر َ‬
‫ين َو ُى َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحنيفَةَ َرح َموُ‬
‫ضمَوُ المَّوُ بِ ِو َوَر ُسولُوُ َو ُى َو مع ىذا ينكر َعمَى‬ ‫ضيمِ ِو بِ َما فَ َّ‬ ‫وتَ ْف ِ‬
‫َ‬ ‫أَبِي طَالِ ٍب‬
‫(‪)122‬‬ ‫رِاو ِ‬
‫يو»‬ ‫َ‬
‫‪2467‬‬
‫(‪)123‬‬
‫«ولفظ اإلمام إذا‬ ‫‪-12‬ووصفو الحافظ ابن حجر باإلمامة فقال‪« :‬اإلمام»‬
‫أطمق ولم ُيقَي َّْد في كتب الجرح والتعديل من أعمى مراتب التوثيق‪ ،‬وىو أرفع من‬
‫(‪)124‬‬
‫ثقة‪ ،‬أو ُمتِْق ٍن‪ ،‬أو ثَْب ٍت‪ ،‬أو عدل»‬
‫‪2468‬‬
‫إلمبحث إلثامن‪ :‬أبو حنيفة وأصح إألسانيد‬

‫ذكر العمماء أصم األسانيد إما عمى العموم أو عمى الخصوص‪ ،‬ومن أشير ىذه‬
‫(‪)125‬‬
‫ك َع ْن َن ِاف ٍع َع ِن ْاب ِن ُع َم َر‪.‬‬ ‫َسانِ ِيد‪َ :‬مالِ ٌ‬
‫األسانيد‪ :‬ما ذكره البخاري أن أصم ْاأل َ‬
‫َج َّل‬ ‫يم ُّي َعمَى َذلِ َك‪ :‬أ َّ‬
‫َن أ َ‬
‫اى ٍر التَّ ِم ِ‬
‫اى ِر ْبن طَ ِ‬
‫ُ‬
‫ور ع ْب ُد اْلقَ ِ‬
‫ص ٍ َ‬‫ام أَُبو َم ْن ُ‬ ‫ِ‬
‫َوَب َنى ْاإل َم ُ‬
‫الش ِاف ِع ُّي َع ْن َمالِ ٍك َع ْن َن ِاف ٍع َع ِن ْاب ِن ُع َم َر‪ )126( ».‬إال أن ىذا الكالم‬ ‫َسانِ ِيد‪َّ « :‬‬
‫ْاأل َ‬
‫اعترض عميو الحنفية‪ ،‬ومنيم الحافظ مومطاي بأن أبا حنيفة ىو أج ّل َمن روى‬
‫عن مالك‪ ،‬فعمى ذلك أج ّل األسانيد تكون‪ :‬أبو حنيفة عن مالك عن نافع عن ابن‬
‫ِ‬ ‫طنِي ج ْزءا ِفي ْاأل ِ‬
‫َحاديث الَّتي َرَو َ‬
‫اىا أَُبو حنيفَة َعن‬ ‫َ‬ ‫عمر‪ )127(.‬وقد صنف َّ‬
‫الد َارقُ ْ ّ ُ ً‬
‫(‪)128‬‬
‫َمالك‪.‬‬
‫وىذه الدعوى قد قوبمت بالرد‪ ،‬ولم أجد ‪-‬بعد البحث والتفتيش‪ -‬التعميل بالتقميل‬
‫من مكانة أبي حنيفة في الحديث‪ ،‬وال بضعفو‪ ،‬بل الرد كمو عمى أساس صحة‬
‫رواية أبي حنيفة عن مالك‪ ،‬أو كيفية الرواية وعددىا والورض منيا‪:‬‬
‫رد الزركش ي والبمقيني ىذه الدعوى بأن رواية أبي حنيفة عن مالك لم تشتير‪،‬‬
‫فقد ّ‬
‫(‪)129‬‬
‫ولم تكثر‪ ،‬كرواية الشافعي‪.‬‬
‫طنِ ُّي‬ ‫يما َذ َك َرهُ َّ‬
‫الد َارقُ ْ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورد العراقي ىذه الدعوى بأن رواية أَبي َحنيفَةَ َع ْن َمالك ف َ‬ ‫ّ‬
‫ِ (‪)130‬‬
‫ضةٌ ِفي َذل َك‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫لَ ْيس ْ ِ‬
‫ت م ْن ِرَو َايتو َع ِن ْاب ِن ُع َم َر‪َ ،‬واْل َم ْسأَلَةُ َم ْف ُرو َ‬ ‫َ‬
‫وردىا ابن حجر بسبب عدم ثبوتيا وأنيا قميمة‪ ،‬وأنيا كانت عمى سبيل المذاكرة‪،‬‬
‫ّ‬
‫فقال‪ :‬فأما اعتراضو بأبي حنيفة‪ ،‬فال يحسن‪ ،‬ألن أبا حنيفة لم تثبت روايتو عن‬
‫مالك‪ ،‬وانما أورده الدارقطني والخطيب في الرواة عنو‪ ،‬لروايتين وقعت ليما عنو‬
‫بإسنادين فييما مقال‪ .‬وىما لم يمتزما في كتابييما الصحة‪ .‬وعمى تقدير الثبوت‬
‫‪2469‬‬
‫فال يحسن أيضا اإليراد‪ ،‬ألن من يروي عن رجل حديثا أو حديثين عمى سبيل‬
‫(‪)131‬‬
‫المذاكرة‪ ،‬ال يفاضل في الرواية عنو بينو وبين من روى عنو ألوفا‪.‬‬
‫«فيؤالء الحفاظ األئمة األعالم‪ ،‬لم يرموا أبا حنيفة بسوء الحفظ والضعف في‬
‫الرواية‪ ،‬وال ينكرون جاللتو في الحديث‪ ،‬وال إتقانو في الرواية‪ ،‬وانما ينكرون‬
‫إدخالو في ىذه السمسمة‪ ،‬لعدم اشتيار روايتو عن مالك كاشتيار رواية الشافعي‬
‫عنو‪ ،‬أو ألنيا وقعت في المذاكرة ولم يقصد أبو حنيفة الرواية عنو‪ ،‬أو ألن‬
‫روايتو عنو ليست من روايتو عن نافع‪ ،‬أو ألنو لم تصم روايتو عن مالك‪ .‬فظير‬
‫اي‪ ،‬واإلمام‬
‫من ىذا اتفاق ىؤالء الحفاظ الجيابذة أئمة النقد‪ :‬اإلمام ُم ُوْمطَ ْ‬
‫البْم ِقينِي‪ ،‬والحافظ العراقي‪ ،‬وشيخ اإلسالم ابن حجر العسقالني‪ ،‬والحافظ‬ ‫ُ‬
‫السيوطي‪ ،‬عمى أن اإلمام أبا حنيفة في جاللة قدره‪ ،‬واتقانو في الحديث قَ ِر ُ‬
‫ين‬
‫(‪)132‬‬
‫يع‪».‬‬ ‫مالِ ٍك والشافعي‪ ،‬رِحم اهلل ِ‬
‫الجم َ‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫فإذا كانت رواية مالك عن نافع عن ابن عمر من أصم األسانيد‪ ،‬فكذلك رواية‬
‫(‪)133‬‬
‫وذلك إلمامة أبي حنيفة ومكانتو‪ ،‬وقد‬ ‫أبي حنيفة عن نافع عن ابن عمر‬
‫ذكر ابن حجر أن من القرائن التي ترجم خبر اآلحاد ىو رواية األئمة لو‪.‬‬
‫‪2470‬‬
‫إلخاتمة‬
‫أوال‪ :‬إلنتائج‪:‬‬
‫‪ -‬نشأ أبو حنيفة في الكوفة‪ ،‬بمد العمم والحديث‪ ،‬وتأثر بيا فاعتنى بالحديث‬
‫وطمبو‪.‬‬
‫‪-‬أخذ أبو حنيفة العمم عن أكابر تالميذ الصحابة كتالميذ عمر وعمي وابن‬
‫مسعود‪.‬‬
‫‪-‬روى عن كثير من التابعين وغيرىم‪ ،‬وروى عنو الكثير والكثير‪.‬‬
‫‪-‬عني أبو حنيفة باآلثار وارتحل في ذلك وكان كثير الرواية‪ ،‬وىو ممن قفز‬
‫القنطرة‪ ،‬أي لم يعد يؤثر فييم قول أحد‪.‬‬
‫أساسا لفتواه‪ ،‬وجمع حديث أىل بمده‪ ،‬وكان مجمسو‬
‫ً‬ ‫‪-‬اعتمد أبو حنيفة األثر‬
‫خميط من طالب الحديث والفقو والموة‪.‬‬
‫‪ -‬اعتراف الناس بإمامتو في الفقو دليل عمى إمامتو في الحديث ألنو ال اجتياد‬
‫بال حديث‪.‬‬
‫‪ -‬تنصيص غير واحد من العمماء عمى أنو إمام من أئمة الحديث‪ ،‬وأنيم اعتدوا‬
‫بقولو في الرجال وفي األحاديث‪ ،‬وترجمتو في كتب حفاظ الحديث‪.‬‬
‫‪-‬لم يتخمف أحد من المحققين عن وصفو باإلمامة وأنو من أئمة أىل السنة‬
‫والجماعة‪ .‬واعتد بقولو كل من صنف في عموم الحديث‪.‬‬
‫ورد األحاديث بقول أبي‬
‫‪-‬استدل كثير من العمماء عمى ضعف بعض الرجال ّ‬
‫حنيفة‪.‬‬
‫‪-‬لم يعترض العمماء عمى إدخال أبي حنيفة في أصم األسانيد بروايتو عن مالك‬
‫‪2471‬‬
‫بسبب كونو ضعيفًا أو غير ذلك ولكن لعدم اشتيارىا‪ ،‬أو ألنيا وقعت في‬
‫المذاكرة‪ ،‬أو ألنيا ليست من روايتو عن نافع‪ ،‬أو ألنيا لم تصم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إلتوصيات‬
‫ناء عمى ما تم التوصل إلية من نتائج سابقة‪ ،‬يمكن أن نوصي بما يمي‪:‬‬
‫ب ً‬
‫‪-1‬دراسة مسانيد أبي حنيفة دراسة عممية موضوعية لنتعرف عمى مروياتو‪.‬‬
‫‪-2‬جمع آثار أبي حنيفة الحديثية لنتعرف عمى مكانتو في عمم الحديث‪.‬‬
‫‪-3‬دراسة أثر أبي حنيفة في تالمذتو ومذىبو عمى السنة النبوية المطيرة حفظا‬
‫وفيما وجمعا‪.‬‬
‫‪-4‬جمع آراء أبي حنيفة فيما يتعمق بالسنة النبوية المطيرة ومقارنتيا بآراء غيره‬
‫من األئمة كمالك والشافعي وأحمد‪.‬‬
‫‪2472‬‬
‫إليوإمش‬
‫(‪ ) 1‬الجواىر المضية في طبقات الحنفية‪ ،‬عبد القادر بن محمد بن نصر اهلل القرشي‪ ،‬أبو‬
‫محمد‪ ،‬محيي الدين الحنفي (المتوفى‪775 :‬ىد)‪ ،‬الناشر‪ :‬مير محمد كتب خانو – كراتشي (‪/2‬‬
‫‪)451‬‬
‫(‪ )2‬سير أعالم النبالء‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن قَ ْايماز الذىبي‬
‫(المتوفى ‪748 :‬ىد)‪ ،‬المحقق ‪ :‬مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب األرناؤوط‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪1405 ،‬ىد‪1985/‬م (ط‪ ،)390 /6( )3:‬الجواىر المضية في طبقات الحنفية‬
‫(‪)451 /2‬‬
‫َّي َمري‬
‫(‪ )3‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو‪ ،‬الحسين بن عمي بن محمد بن جعفر‪ ،‬أبو عبد اهلل الص ْ‬
‫الحنفي (المتوفى‪436 :‬ىد)‪ ،‬عالم الكتب – بيروت‪1405 ،‬ىد ‪1985 -‬م (ط‪( )2:‬ص‪،)15 :‬‬
‫شمس الدين الذىبي‪ ،‬سير أعالم النبالء‪)394 /6( ،‬‬
‫(‪ )4‬سير أعالم النبالء‪)394 /6( ،‬‬
‫(‪ )5‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو‪( ،‬ص‪ ،)17 :‬سير أعالم النبالء (‪ )391 /6‬مناقب اإلمام‬
‫أبي حنيفة وصاحبيو‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان الذىبي (المتوفى ‪748 :‬ىد) عني‬
‫بتحقيقو والتعميق عميو‪ :‬محمد زاىد الكوثري‪ ،‬أبو الوفاء األفواني‪ ،‬الناشر‪ :‬لجنة إحياء المعارف‬
‫النعمانية‪ ،‬حيدر آباد الدكن باليند‪1408،‬ىد‪( ،‬ط‪( )3:‬ص‪)13 :‬‬
‫(‪ )6‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو‪( ،‬ص‪)15 :‬‬
‫(‪ )7‬صحيم مسمم‪ ،‬مسمم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى‪261 :‬ىد)‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي – بيروت (‪/1972 /4‬رقم‬
‫‪)2546-230‬‬
‫(‪ ) 8‬مسند أحمد‪ ،‬أحمد بن محمد بن حنبل بن ىالل‪ ،‬أبو عبد اهلل الشيباني (المتوفى‪241 :‬ىد)‬
‫المحقق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الحديث – القاىرة‪1416 ،‬ىد ‪1995 -‬م (ط‪/8( )1:‬‬
‫‪)7937/71‬‬
‫(‪ ) 9‬تبييض الصحيفة بمناقب أبي حنيفة‪ ،‬عبد الرحمن بن أبي بكر جالل الدين السيوطي‬
‫(المتوفي ‪911‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود محمد محمود حسن نصار‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العممية‪-‬‬
‫بيروت‪1410 ،‬ىد ‪1990 -‬م (ط‪( )1:‬ص‪)33‬‬
‫‪2473‬‬

‫(‪ )11‬سير أعالم النبالء‪)403 /6( ،‬‬
‫(‪ )13‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيو‪( ،‬ص‪)26 :‬‬
‫(‪ )14‬المصدر السابق (ص‪)26 :‬‬
‫(‪ ) 17‬معجم البمدان‪ ،‬شياب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي الحموي (المتوفى‪:‬‬
‫‪626‬ىد)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م (ط‪)491 /4( )2:‬‬
‫(‪ )18‬البمدان‪ ،‬أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وىب بن واضم اليعقوبي (المتوفى‪:‬‬
‫بعد ‪292‬ىد)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪1422،‬ىد (ط‪( )1:‬ص‪)146 :‬‬
‫(‪ )19‬البمدان‪ ،‬أبو عبد اهلل أحمد بن محمد بن إسحاق اليمداني المعروف بابن الفقيو‬
‫(المتوفي‪ ،)365:‬المحقق‪ :‬يوسف اليادي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪1416 ،‬ىد ‪1996 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫(ص‪)202 :‬‬
‫(‪ )20‬البمدان‪ ،‬ابن الفقيو (ص‪)203 :‬‬
‫(‪ )21‬الطبقات الكبرى‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن سعد بن منيع الياشمي بالوالء‪ ،‬البصري‪،‬‬
‫البودادي المعروف بابن سعد (المتوفى‪230 :‬ىد) تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية – بيروت‪1410 ،‬ىد ‪1990 -‬م (ط‪)86 /6( )1:‬‬
‫(‪ )22‬السنة ومكانتيا‪ ،‬مصطفى بن حسني السباعي (المتوفى‪1384 :‬ىد)‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪:‬‬
‫دمشق ‪ -‬سوريا‪ ،‬بيروت – لبنان‪1402 ،‬ىد ‪1982 -‬م (ط‪)414 /1( )3:‬‬
‫(‪ )23‬السنة ومكانتيا‪)414 /1( ،‬‬
‫(‪ )24‬الطبقات الكبرى‪)115 /3( ،‬‬
‫(‪ )25‬المستدرك عمى الصحيحين‪ ،‬محمد بن عبد اهلل بن محمد بن حمدويو بن ُنعيم الضبي‪،‬‬
‫أبو عبد اهلل الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى‪405 :‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬مصطفى عبد‬
‫القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العممية–بيروت‪1411 ،‬ىد–‪1990‬م (ط‪)5379/356 /3( )1:‬‬
‫‪2474‬‬
‫(‪ )26‬معرفة الصحابة‪ ،‬أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إسحاق‪ ،‬أبو نعيم األصبياني (المتوفى‪:‬‬
‫‪430‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل بن يوسف العزازي‪ ،‬دار الوطن لمنشر‪ ،‬الرياض‪1419 ،‬ىد ‪1998 -‬م‬
‫(ط‪ ،)4489/1772 /4( )1:‬الطبقات الكبرى (‪)88 /6‬‬
‫(‪ )27‬الطبقات الكبرى (‪ ،)267 /2‬تاريخ دمشق‪ ،‬عمي بن الحسن بن ىبة اهلل أبو القاسم ابن‬
‫عساكر (المتوفى‪571 :‬ىد)‪،‬المحقق‪ :‬عمرو بن غرامة العمروي‪ ،‬دار الفكر لمطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪1415 ،‬ىد ‪1995 -‬م (‪)154 /33‬‬
‫(‪ )28‬تاريخ دمشق‪)155 /33( ،‬‬
‫(‪ )29‬تاريخ دمشق‪)62 /33( ،‬‬
‫(‪ )30‬السنة ومكانتيا‪)414 /1( ،‬‬
‫(‪ )31‬الطبقات الكبرى (‪)341 -259 /6‬‬
‫(‪ )32‬العمل‪ ،‬عمي بن عبد اهلل بن جعفر السعدي بالوالء المديني‪ ،‬البصري‪ ،‬أبو الحسن‬
‫(المتوفى‪234 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد مصطفى األعظمي‪ ،‬المكتب اإلسالمي – بيروت‪،‬‬
‫‪1980‬م (ط‪( )2:‬ص‪ )36 :‬وما بعده بتصرف‬
‫(‪ )33‬معجم البمدان‪ ،‬لمحموي (‪)493 /4‬‬
‫(‪ )34‬السنة ومكانتيا‪)401 /1( ،‬‬
‫(‪ )35‬البمدان‪ ،‬لميعقوبي(ص‪)146 :‬‬
‫(‪ ) 36‬مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم‪ ،‬أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إسحاق‪ ،‬أبو نعيم‬
‫األصبياني (المتوفى‪430 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬نظر محمد الفاريابي‪ ،‬مكتبة الكوثر – الرياض‪،‬‬
‫‪1415‬ىد (ط‪( )1:‬ص‪)20 :‬‬
‫(‪ )37‬مناقب اإلمام األعظم أبي حنيفة رضي اهلل عنو وأكرم‪ ،‬الموفق بن أحمد بن محمد بن‬
‫سعيد المكي (المتوفي‪568:‬ىد)‪ ،‬مطبعة مجمس دائرة المعارف النظامية –حيدر آباد الدكن‪-‬‬
‫اليند‪1321 ،‬ىد (ط‪ ،)95/1( ،)1:‬كشف األسرار شرح أصول البزدوي‪ ،‬عبد العزيز بن أحمد‬
‫بن محمد‪ ،‬عالء الدين البخاري الحنفي (المتوفى‪730 :‬ىد) دار الكتاب اإلسالمي (‪)16 /1‬‬
‫(‪ )38‬كشف األسرار شرح أصول البزدوي‪)17 /1( ،‬‬
‫(‪ )39‬تاريخ بوداد‪ ،‬أحمد بن عمي بن ثابت أبو بكر الخطيب البودادي (المتوفى‪463 :‬ىد)‪،‬‬
‫‪2475‬‬
‫المحقق‪ :‬الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الورب اإلسالمي – بيروت‪1422 ،‬ىد ‪-‬‬
‫‪2002‬م (ط‪)580 /15( )1:‬‬
‫(‪ )40‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو (ص‪)68 :‬‬
‫(‪ )41‬تاريخ بوداد‪)459 /15( ،‬‬
‫(‪ )42‬تاريخ بوداد (‪)465 /15‬‬
‫(‪ )43‬المناقب‪ ،‬الموفق ابن قدامة المكي‪)96/1( ،‬‬
‫(‪ )45‬المناقب‪ ،‬الموفق ابن قدامة المكي (‪)83‬‬
‫(‪ ) 46‬االنتقاء في فضائل الثالثة األئمة الفقياء‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل بن محمد أبو عمر ابن‬
‫عبد البر النمري القرطبي (المتوفى‪463 :‬ىد)‪ ،‬دار الكتب العممية ‪ -‬بيروت (ص‪)128 :‬‬
‫(‪ ) 47‬اإلرشاد في معرفة عمماء الحديث‪ ،‬أبو يعمى الخميمي‪ ،‬خميل بن عبد اهلل بن أحمد بن‬
‫إبراىيم بن الخميل القزويني (المتوفى‪446 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬محمد سعيد عمر إدريس‪ ،‬مكتبة‬
‫الرشد – الرياض‪1409 ،‬ىد (ط‪)369 /1( )1:‬‬
‫(‪ )48‬تبييض الصحيفة لمسيوطي (ص‪)119‬‬
‫(‪ )49‬أبو حنيفة‪ ،‬محمد أبو زىرة (المتوفي‪1974:‬م)‪ ،‬دار الفكر العربي‪1369 ،‬ه – ‪1947‬م‬
‫(ط‪( )2:‬ص ‪)30‬‬
‫(‪ )50‬السنة ومكانتيا‪)401 /1( ،‬‬
‫(‪ )51‬المصدر السابق (‪)416 /1‬‬
‫(‪ )52‬تبييض الصحيفة (‪)34‬‬
‫(‪ )53‬تبييض الصحيفة (‪ )39‬وما بعدىا‬
‫(‪ )54‬الميزان‪ ،‬عبد الوىاب بن أحمد الشعراني (ت‪973:‬ىد) تحقيق وتعميق د عبد الرحمن‬
‫عميرة‪ ،‬عالم الكتب بيروت‪ ،‬ط‪ :‬األولى (‪1409‬ىد‪1989-‬م) ج‪ 1‬ص ‪232‬‬
‫(‪ )55‬المناقب‪ ،‬البن قدامة المكي (‪ ،)34/1‬الخيرات الحسان في مناقب اإلمام أبي حنيفة‬
‫النعمان‪ .‬البن حجر الييتمي المكي (ت‪972:‬ه) ص‪ ،26‬شرح مسند أبي حنيفة‪ ،‬عمي بن‬
‫سمطان محمد‪ ،‬أبو الحسن نور الدين المال اليروي القاري (المتوفى‪1014 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪:‬‬
‫الشيخ خميل محيي الدين الميس‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت – لبنان‪1405 ،‬ىد ‪1985 -‬م‬
‫‪2476‬‬
‫(ط‪ )1:‬ص (‪)8‬‬

‫(‪ )56‬جامع المسانيد‪ ،‬أبو المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي (ت‪568:‬ىد) مطبعة مجمس‬
‫دائرة المعارف حيدر اباد اليند‪ ،‬ط‪ :‬األولى (‪1332‬ىد) (‪)30 /1‬‬
‫(‪ )57‬الخيرات الحسان ص‪26‬‬
‫(‪ )58‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيو (ص‪)20 :‬‬
‫(‪ )59‬الخيرات الحسان (ص‪)26‬‬
‫(‪ )60‬المصدر السابق (ص‪)7‬‬
‫(‪ ) 61‬جامع بيان العمم وفضمو‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل بن محمد أبو عمر ابن عبد البر النمري‬
‫القرطبي (المتوفى‪463 :‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبي األشبال الزىيري‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬المممكة العربية‬
‫السعودية‪1414 ،‬ىد ‪1994 -‬م (ط‪)1082 /2( )1:‬‬
‫(‪ )62‬جامع المسانيد لمخوارزمي ‪ 30-29 /1‬بتصرف‬
‫(‪ )63‬المصدر السابق (ص‪)424‬‬
‫(‪ )64‬تاريخ بوداد (‪ ،)365 /16‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو (ص‪)158 :‬‬
‫(‪ )65‬السنة ومكانتيا‪)428 /1( ،‬‬
‫(‪ )67‬سير أعالم النبالء‪)55/163 /7( ،‬‬
‫(‪ )68‬المناقب‪ ،‬لمموفق ابن قدامة (‪ ،)89/1‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو (ص‪)25 :‬‬
‫(‪ )70‬تاريخ بوداد (‪)373 /16‬‬
‫(‪ )71‬سير أعالم النبالء‪)204/522 /9( ،‬‬
‫(‪ )72‬المناقب‪ ،‬لمموفق ابن قدامة (‪ ،)93/1‬كشف األسرار شرح أصول البزدوي‪)16 /1( ،‬‬
‫(‪ )73‬تاريخ بوداد (‪ ،)464 /15‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو (ص‪)23 :‬‬
‫(‪ )74‬المناقب‪ ،‬لمموفق ابن قدامة (‪)108/1‬‬
‫(‪ )75‬المناقب‪ ،‬لمموفق ابن قدامة (‪ ،)95/1‬الجواىر المضية في طبقات الحنفية (‪)474 /1‬‬
‫(‪ )76‬سير أعالم النبالء (‪)212/543 /9‬‬
‫(‪ )77‬المناقب‪ ،‬لمموفق ابن قدامة المكي (‪)96/1‬‬
‫‪2477‬‬
‫(‪ )78‬مسائل اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬إسحاق بن إبراىيم بن ىانيء النيسابوري‪ ،‬تحقيق‪ :‬زىير‬
‫الشاويش‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1400 ،‬ه (ط‪/2( ،)1:‬ص‪/168‬رقم‪)1930‬‬
‫(‪ )79‬سير أعالم النبالء (‪)392 /6‬‬
‫(‪ )80‬المصدر السابق (‪)396 /6‬‬
‫(‪ )81‬الجواىر والدرر في ترجمة شيخ اإلسالم ابن حجر‪ ،‬شمس الدين أبو الخير محمد بن‬
‫عبد الرحمن بن محمد السخاوي (المتوفى‪902 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬إبراىيم باجس عبد المجيد‪ ،‬دار‬
‫ابن حزم لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت – لبنان‪1419 ،‬ىد ‪1999 -‬م (ط‪)946 /2( )1:‬‬
‫(‪ )82‬تيذيب الكمال في أسماء الرجال‪ ،‬يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف‪ ،‬أبو الحجاج‪،‬‬
‫جمال الدين المزي (المتوفى‪742 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬مؤسسة الرسالة –‬
‫بيروت‪1400 ،‬ىد – ‪1980‬م (ط‪)6439/417 /29( )1:‬‬
‫(‪ )83‬مكانة اإلمام أبي حنيفة في الحديث‪ ،‬محمد عبد الرشيد النعماني الباكستاني (المتوفى‪:‬‬
‫‪1420‬ىد)‪ ،‬اعتنى بو‪ :‬الشيخ عبد الفتاح أبو ُغ ّدة‪ ،‬مكتب المطبوعات اإلسالمية‪ ،‬حمب‪،‬‬
‫‪1416‬م (ط‪( )4:‬ص‪)88 :‬‬
‫(‪ ) 84‬ميزان االعتدال في نقد الرجال‪ ،‬شمس الدين الذىبي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي محمد البجاوي‪ ،‬دار‬
‫المعرفة لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت – لبنان‪1382 ،‬ىد ‪1963 -‬م (ط‪)3 /1( )1:‬‬
‫(‪ )85‬االنتقاء في فضائل الثالثة األئمة الفقياء (ص‪)125 :‬‬
‫(‪ )87‬تبييض الصحيفة (‪)118‬‬
‫(‪ )91‬المصدر السابق (ص‪)136 :‬‬
‫(‪ )93‬االستواثة في الرد عمى البكري‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحميم بن عبد‬
‫السالم ابن تيمية الحراني الحنبمي الدمشقي (المتوفى‪728 :‬ىد)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد اهلل بن‬
‫دجين السيمي‪ ،‬أصل الكتاب‪ :‬رسالة ماجستير ‪ -‬قسم الثقافة اإلسالمية بكمية التربية بجامعة‬
‫‪2478‬‬
‫الممك سعود‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة دار المنياج لمنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪ -‬المممكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪1426‬ىد (ط‪( )1:‬ص‪ ،)113 :‬الفتاوى الكبرى‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬دار الكتب العممية‪1408 ،‬ىد ‪-‬‬
‫‪1987‬م (ط‪ ،)203 /1( )1:‬منياج السنة النبوية في نقض كالم الشيعة القدرية‪ ،‬البن تيمية‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد رشاد سالم‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪1406 ،‬ىد ‪-‬‬
‫‪1986‬م (ط‪)407 /3( )1:‬‬
‫(‪ ) 94‬التسعينية‪ ،‬البن تيمية‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬الدكتور محمد بن إبراىيم العجالن‪ ،‬مكتبة‬
‫المعارف لمنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪ -‬المممكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪1420 :‬ىد ‪1999 -‬م‬
‫(ط‪)82 /1( )1:‬‬
‫(‪ )95‬تذكرة الحفاظ‪ ،‬شمس الدين الذىبي‪ ،‬دار الكتب العممية بيروت‪-‬لبنان‪1998،‬م (ط‪)1:‬‬
‫(‪)163/126 /1‬‬
‫(‪ )97‬التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاىيل‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل‬
‫بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى‪774 :‬ىد)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬د‪ .‬شادي‬
‫بن محمد بن سالم آل نعمان‪ ،‬الناشر‪ :‬مركز النعمان لمبحوث والدراسات اإلسالمية وتحقيق‬
‫التراث والترجمة‪ ،‬اليمن‪1432،‬ىد‪2011-‬م (ط‪)635/375 /1( )1:‬‬
‫(‪ )98‬السنة ومكانتيا‪)412 /1( ،‬‬
‫(‪ )100‬شرح مسند أبي حنيفة‪ ،‬لمقاري(ص ‪)7‬‬
‫(‪ )101‬السنة ومكانتيا‪)412 /1( ،‬‬
‫(‪ )102‬تاريخ ابن خمدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن محمد‪ ،‬ابن خمدون أبو زيد‪ ،‬ولي الدين‬
‫الحضرمي اإلشبيمي (المتوفى‪808 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬خميل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪1408 ،‬ىد‬
‫‪1988 -‬م (ط‪)562 /1( )2:‬‬
‫(‪ )103‬عقود الجمان في مناقب اإلمام األعظم أبي حنيفة النعمان‪ .‬لمحمد بن يوسف‬
‫الصالحي (ت‪942:‬ىد) تحقيق‪ :‬مولوي محمد مال عبد القادر األفواني‪ ،‬وىي رسالة ماجستير‬
‫بجامعة الممك عبد العزيز‪،‬كمية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ .‬بالسعودية (ص‪)295-294‬‬
‫بتصرف يسير‬
‫‪2479‬‬

‫(‪ )105‬طبقات الحنابمة‪ ،‬أبو الحسين بن أبي يعمى‪( ،‬المتوفى‪526 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد حامد‬
‫الفقي‪ ،‬دار المعرفة – بيروت (‪)422 /1‬‬
‫(‪ )107‬تاريخ بوداد (‪)472 /15‬‬
‫(‪ )108‬سير أعالم النبالء (‪)113/346 /9‬‬
‫(‪ )109‬تاريخ اإلسالم َوَوفيات المشاىير َواألعالم‪ ،‬شمس الدين الذىبي‪ ،‬المحقق‪ :‬الدكتور‬
‫عواد معروف‪ ،‬دار الورب اإلسالمي‪2003 ،‬م (ط‪)198/338 /5( )1:‬‬ ‫بشار ّ‬
‫(‪ )110‬االنتقاء في فضائل الثالثة األئمة الفقياء (ص‪ )32 :‬جامع بيان العمم وفضمو (‪/2‬‬
‫‪)2196/1118‬‬
‫(‪ )111‬العمل الصوير‪ ،‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو‬
‫عيسى (المتوفى‪279 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬أحمد محمد شاكر وآخرون‪ ،‬دار إحياء التراث العربي –‬
‫بيروت‪( .‬ص‪)738 :‬‬
‫(‪ )112‬تيذيب التيذيب‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن عمي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني‬
‫(المتوفى‪852 :‬ىد)‪ ،‬مطبعة دائرة المعارف النظامية‪ ،‬اليند‪1326 ،‬ىد (ط‪)389 /9( )1:‬‬
‫(‪ )113‬المستدرك عمى الصحيحين (‪)2714/187 /2‬‬
‫(‪ )114‬معرفة عموم الحديث‪ ،‬أبو عبد اهلل الحاكم‪ ،‬المحقق‪ :‬السيد معظم حسين‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية – بيروت‪1397 ،‬ىد ‪1977 -‬م (ط‪( )2:‬ص‪)245-240 :‬‬
‫(‪ ) 115‬المدخل إلى كتاب اإلكميل‪ ،‬أبو عبد اهلل الحاكم‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬فؤاد عبد المنعم أحمد‪،‬‬
‫دار الدعوة – اإلسكندرية‪( .‬ص‪)31 :‬‬
‫(‪ )116‬دالئل النبوة‪ ،‬أحمد بن الحسين بن عمي أبو بكر البييقي (المتوفى‪458 :‬ىد)‪،‬دار‬
‫الكتب العممية – بيروت‪1405 ،‬ىد (ط‪)44 /1( )1:‬‬
‫(‪ )117‬منياج السنة النبوية‪ ،‬البن تيمية (‪)197 /8‬‬
‫(‪ )118‬تاريخ اإلسالم‪ ،‬لمذىبي (‪)7/439 /7‬‬
‫(‪ )119‬ذكر من يعتمد قولو في الجرح والتعديل‪ ،‬شمس الدين الذىبي‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد الفتاح أبو‬
‫غدة‪ ،‬دار البشائر – بيروت‪1410 ،‬ىد‪1990 ،‬م (ط‪( )4:‬ص‪)175 :‬‬
‫‪2480‬‬
‫(‪ ) 120‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن أيوب المعروف‬
‫بابن قيم الجوزية (المتوفى‪ 751 :‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو عبيدة مشيور بن حسن آل سممان‪ ،‬وأبو‬
‫عمر أحمد عبد اهلل أحمد‪ ،‬دار ابن الجوزي لمنشر والتوزيع‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪1423‬ىد (ط‪)209 /2( )1:‬‬
‫(‪ ) 121‬البداية والنياية‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير‪ ،‬المحقق‪ :‬عمي شيري‪ ،‬دار‬
‫إحياء التراث العربي‪1408 ،‬ىد ‪1988 -‬م (ط‪)114 /10( )1:‬‬
‫(‪ )122‬المصدر السابق (‪)86 /6‬‬
‫(‪ )123‬تقريب التيذيب‪ ،‬البن حجر العسقالني‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد عوامة‪ ،‬دار الرشيد–سوريا‪،‬‬
‫‪1406‬ىد–‪1986‬م (ط‪( )1:‬ص‪)7153/563 :‬‬
‫(‪ )124‬مكانة اإلمام أبي حنيفة في الحديث (ص‪)122 :‬‬
‫(‪ ) 125‬مقدمة ابن الصالح‪ ،‬عثمان بن عبد الرحمن‪ ،‬أبو عمرو‪ ،‬تقي الدين المعروف بابن‬
‫الصالح (المتوفى‪643 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬نور الدين عتر‪ ،‬دار الفكر‪ -‬سوريا‪ ،‬دار الفكر‬
‫المعاصر–بيروت‪1406،‬ىد‪1986-‬م (ص‪)16 :‬‬
‫(‪ )126‬مقدمة ابن الصالح (ص‪)16 :‬‬
‫(‪ ) 127‬النكت عمى مقدمة ابن الصالح‪ ،‬أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن بيادر‬
‫الزركشي الشافعي (المتوفى‪794 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬زين العابدين بن محمد بال فريج‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫أضواء السمف– الرياض‪1419 ،‬ىد‪1998-‬م (ط‪ ،)148 /1( )1:‬النكت عمى كتاب ابن‬
‫الصالح‪ ،‬البن حجر العسقالني‪ ،‬المحقق‪ :‬ربيع بن ىادي عمير المدخمي‪ ،‬الناشر‪ :‬عمادة‬
‫البحث العممي بالجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪1404 ،‬ىد‪-‬‬
‫‪1984‬م (ط‪)263 /1( )1:‬‬
‫(‪ )128‬النكت عمى مقدمة ابن الصالح‪ ،‬لمزركشي(‪)148 /1‬‬
‫(‪ )129‬النكت عمى مقدمة ابن الصالح‪ ،‬لمزركشي (‪ ،)148 /1‬تدريب الراوي في شرح تقريب‬
‫النواوي‪ ،‬لمسيوطي‪ ،‬حققو‪ :‬أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي‪ ،‬دار طيبة (‪)81 /1‬‬
‫(‪ )130‬تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي (‪)81 /1‬‬
‫(‪ )131‬النكت عمى كتاب ابن الصالح‪ ،‬البن حجر العسقالني (‪)263 /1‬‬
‫(‪ )132‬مكانة اإلمام أبي حنيفة في الحديث (ص‪)82 :‬‬
‫‪2481‬‬
‫(‪ ) 133‬اآلثار‪ ،‬أبو يوسف يعقوب بن إبراىيم بن حبيب بن سعد بن حبتة األنصاري (المتوفى‪:‬‬
‫‪182‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬أبو الوفا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العممية – بيروت (ص‪( ،)511/108 :‬ص‪:‬‬
‫إسحاق‬
‫َ‬ ‫‪( ،)571/123‬ص‪ ،)699/152 :‬مستخرج أبي عوانة‪ ،‬أبو َعوانة َيعقُوب بن‬
‫اييني (المتوفى ‪ 316‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬مجموعة من المحققين‪ ،‬تنسيق واخراج‪ :‬فَ ِريق ِمن‬ ‫اإلسفر ّ‬
‫َ‬
‫امعة اإلسالميَّة‪ ،‬الناشر‪ :‬الج ِ‬
‫ام َعة‬ ‫ات اإلسالميَّة بالج ِ‬
‫الدراس ِ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫يف‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫الش‬ ‫ديث‬‫ِ‬ ‫الح‬ ‫ِ‬
‫َّة‬
‫بكمي‬ ‫ثين‬ ‫الب ِ‬
‫اح‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّعودية‪1435 ،‬ىد ‪ 2014 -‬م (ط‪)2680/166 /7( )1:‬‬ ‫اإلسالميَّة‪ ،‬المممَكة ا ْل َع َربيَّة الس ُ‬
‫‪2482‬‬
‫إلمرإجع‬
‫‪.1‬أبو حنيفة‪ ،‬محمد أبو زىرة (المتوفي‪1974:‬م)‪ ،‬دار الفكر العربي‪1369 ،‬ه –‬
‫‪1947‬م (ط‪)2:‬‬
‫‪ .2‬اآلثار‪ ،‬أبو يوسف يعقوب بن إبراىيم بن حبيب بن سعد بن حبتة األنصاري‬
‫(المتوفى‪182 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬أبو الوفا‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العممية – بيروت‬
‫‪.3‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو‪ ،‬الحسين بن عمي بن محمد بن جعفر‪ ،‬أبو عبد اهلل‬
‫َّي َمري الحنفي (المتوفى‪436 :‬ىد)‪ ،‬عالم الكتب – بيروت‪1405 ،‬ىد ‪1985 -‬م‬
‫الصْ‬
‫(ط‪)2:‬‬
‫‪.4‬اإلرشاد في معرفة عمماء الحديث‪ ،‬أبو يعمى الخميمي‪ ،‬خميل بن عبد اهلل بن أحمد بن‬
‫إبراىيم بن الخميل القزويني (المتوفى‪446 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬محمد سعيد عمر إدريس‪،‬‬
‫مكتبة الرشد – الرياض‪1409 ،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪ .5‬االستواثة في الرد عمى البكري‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحميم بن عبد‬
‫السالم ابن تيمية الحراني الحنبمي الدمشقي (المتوفى‪728 :‬ىد)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫عبد اهلل بن دجين السيمي‪ ،‬أصل الكتاب‪ :‬رسالة ماجستير ‪ -‬قسم الثقافة اإلسالمية‬
‫بكمية التربية بجامعة الممك سعود‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة دار المنياج لمنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‬
‫‪ -‬المممكة العربية السعودية‪1426 ،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪.6‬إعالم الموقعين عن رب العالمين‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر بن أيوب‬
‫المعروف بابن قيم الجوزية (المتوفى‪ 751 :‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو عبيدة مشيور بن حسن‬
‫آل سممان‪ ،‬وأبو عمر أحمد عبد اهلل أحمد‪ ،‬دار ابن الجوزي لمنشر والتوزيع‪ ،‬المممكة‬
‫العربية السعودية‪1423 ،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪2483‬‬
‫‪.7‬االنتقاء في فضائل الثالثة األئمة الفقياء‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل بن محمد أبو عمر‬
‫ابن عبد البر النمري القرطبي (المتوفى‪463 :‬ىد)‪ ،‬دار الكتب العممية – بيروت‬
‫‪ .8‬البداية والنياية‪ ،‬أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي‬
‫(المتوفى‪774 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬عمي شيري‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪1408 ،‬ىد ‪-‬‬
‫‪1988‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪ .9‬البمدان‪ ،‬أبو عبد اهلل أحمد بن محمد بن إسحاق اليمداني المعروف بابن الفقيو‬
‫(المتوفي‪ ،)365:‬المحقق‪ :‬يوسف اليادي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪1416 ،‬ىد ‪1996 -‬م‬
‫(ط‪)1:‬‬
‫‪ .10‬البمدان‪ ،‬أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وىب بن واضم اليعقوبي‬
‫(المتوفى‪ :‬بعد ‪292‬ىد)‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪1422،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪ .11‬تاريخ ابن خمدون‪ ،‬عبد الرحمن بن محمد بن محمد‪ ،‬ابن خمدون أبو زيد‪ ،‬ولي‬
‫الدين الحضرمي اإلشبيمي (المتوفى‪808 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬خميل شحادة‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫بيروت‪1408 ،‬ىد ‪1988 -‬م (ط‪)2:‬‬
‫‪.12‬تاريخ اإلسالم َوَوفيات المشاىير َواألعالم‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن‬
‫عواد‬
‫أحمد بن عثمان بن قَ ْايماز الذىبي (المتوفى ‪748 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬الدكتور بشار ّ‬
‫معروف‪ ،‬دار الورب اإلسالمي‪2003 ،‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪.13‬تاريخ بوداد‪ ،‬أحمد بن عمي بن ثابت أبو بكر الخطيب البودادي (المتوفى‪:‬‬
‫‪463‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬الدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الورب اإلسالمي –‬
‫بيروت‪1422 ،‬ىد ‪2002 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪2484‬‬
‫‪.14‬تاريخ دمشق‪ ،‬عمي بن الحسن بن ىبة اهلل أبو القاسم ابن عساكر (المتوفى‪:‬‬
‫‪ 571‬ىد)‪،‬المحقق‪ :‬عمرو بن غرامة العمروي‪ ،‬دار الفكر لمطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪1415‬ىد ‪1995 -‬م‬
‫‪.15‬تبييض الصحيفة بمناقب أبي حنيفة‪ ،‬عبد الرحمن بن أبي بكر جالل الدين‬
‫السيوطي (المتوفي ‪ 911‬ه)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمود محمد محمود حسن نصار‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العممية‪-‬بيروت‪1410 ،‬ىد ‪1990 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪.16‬تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي‪ ،‬عبد الرحمن بن أبي بكر جالل الدين‬
‫السيوطي (المتوفي ‪911‬ه)‪ ،‬حققو‪ :‬أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي‪ ،‬دار طيبة‬
‫‪.17‬تذكرة الحفاظ‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن قَ ْايماز‬
‫الذىبي (المتوفى ‪748 :‬ىد)‪ ،‬دار الكتب العممية بيروت‪-‬لبنان‪1419 ،‬ىد‪1998 -‬م‬
‫(ط‪)1:‬‬
‫‪ .18‬التسعينية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحميم بن عبد السالم ابن تيمية‬
‫الحراني الحنبمي الدمشقي (المتوفى‪728 :‬ىد)‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬الدكتور محمد بن‬
‫إبراىيم العجالن‪ ،‬مكتبة المعارف لمنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض ‪ -‬المممكة العربية السعودية‪،‬‬
‫الطبعة‪1420 :‬ىد ‪1999 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪ .19‬تقريب التيذيب‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن عمي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني‬
‫(المتوفى‪852 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد عوامة‪ ،‬دار الرشيد–سوريا‪1406 ،‬ىد–‪1986‬م‬
‫(ط‪)1:‬‬
‫‪.20‬التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاىيل‪ ،‬أبو الفداء‬
‫إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى‪774 :‬ىد)‪ ،‬دراسة‬
‫وتحقيق‪ :‬د‪ .‬شادي بن محمد بن سالم آل نعمان‪ ،‬الناشر‪ :‬مركز النعمان لمبحوث‬
‫‪2485‬‬
‫والدراسات اإلسالمية وتحقيق التراث والترجمة‪ ،‬اليمن‪1432 ،‬ىد ‪2011 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪.21‬تيذيب التيذيب‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن عمي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقالني‬
‫(المتوفى‪852 :‬ىد)‪ ،‬مطبعة دائرة المعارف النظامية‪ ،‬اليند‪1326 ،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪.22‬تيذيب الكمال في أسماء الرجال‪ ،‬يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف‪ ،‬أبو الحجاج‪،‬‬
‫جمال الدين المزي (المتوفى‪742 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬بشار عواد معروف‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة – بيروت‪1400 ،‬ىد – ‪1980‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪ .23‬جامع المسانيد‪ ،‬أبو المؤيد محمد بن محمود الخوارزمي (ت‪568:‬ىد) مطبعة‬
‫مجمس دائرة المعارف حيدر اباد اليند‪ ،‬ط‪ :‬األولى (‪1332‬ىد)‬
‫‪ .24‬جامع بيان العمم وفضمو‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل بن محمد أبو عمر ابن عبد البر‬
‫النمري القرطبي (المتوفى‪463 :‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو األشبال الزىيري‪ ،‬دار ابن الجوزي‪،‬‬
‫المممكة العربية السعودية‪1414 ،‬ىد ‪1994 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪.25‬الجواىر المضية في طبقات الحنفية‪ ،‬عبد القادر بن محمد بن نصر اهلل القرشي‪،‬‬
‫أبو محمد‪ ،‬محيي الدين الحنفي (المتوفى‪775 :‬ىد)‪ ،‬الناشر‪ :‬مير محمد كتب خانو –‬
‫كراتشي‬
‫‪ .26‬الجواىر والدرر في ترجمة شيخ اإلسالم ابن حجر‪ ،‬شمس الدين أبو الخير محمد‬
‫بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (المتوفى‪902 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬إبراىيم باجس عبد‬
‫المجيد‪ ،‬دار ابن حزم لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت – لبنان‪1419 ،‬ىد ‪1999 -‬م‬
‫(ط‪)1:‬‬
‫‪ .27‬الخيرات الحسان في مناقب اإلمام أبي حنيفة النعمان‪ .‬البن حجر الييتمي المكي‬
‫(ت‪972:‬ه)‬
‫‪2486‬‬
‫‪ .28‬دالئل النبوة‪ ،‬أحمد بن الحسين بن عمي أبو بكر البييقي (المتوفى‪458 :‬ىد)‪،‬دار‬
‫الكتب العممية – بيروت‪1405 ،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪ .29‬ذكر من يعتمد قولو في الجرح والتعديل‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد‬
‫بن عثمان بن قَ ْايماز الذىبي (المتوفى ‪748 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬دار‬
‫البشائر – بيروت‪1410 ،‬ىد‪1990 ،‬م (ط‪)4:‬‬
‫‪.30‬السنة ومكانتيا‪ ،‬مصطفى بن حسني السباعي (المتوفى‪1384 :‬ىد)‪ ،‬المكتب‬
‫اإلسالمي‪ :‬دمشق ‪ -‬سوريا‪ ،‬بيروت – لبنان‪1402 ،‬ىد ‪1982 -‬م (ط‪)3:‬‬
‫‪.31‬سير أعالم النبالء‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن عثمان بن قَ ْايماز‬
‫الذىبي (المتوفى ‪ 748 :‬ىد)‪ ،‬المحقق ‪ :‬مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب‬
‫األرناؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪1405 ،‬ىد‪1985/‬م (ط‪)3:‬‬
‫‪ .32‬ش رح مسند أبي حنيفة‪ ،‬عمي بن سمطان محمد‪ ،‬أبو الحسن نور الدين المال‬
‫اليروي القاري (المتوفى‪1014 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬الشيخ خميل محيي الدين الميس‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية‪ ،‬بيروت – لبنان‪1405 ،‬ىد ‪1985 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪ .33‬صحيم مسمم‪ ،‬مسمم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى‪:‬‬
‫‪261‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي – بيروت‬
‫‪ .34‬طبقات الحنابمة‪ ،‬أبو الحسين ابن أبي يعمى‪ ،‬محمد بن محمد (المتوفى‪526 :‬ىد)‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد حامد الفقي‪ ،‬دار المعرفة – بيروت‬
‫‪ .35‬طبقات الفقياء‪ ،‬أبو اسحاق إبراىيم بن عمي الشيرازي (المتوفى‪476 :‬ىد)‪ ،‬ىذبوُ‪:‬‬
‫محمد بن مكرم ابن منظور (المتوفى‪711 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬دار الرائد‬
‫العربي‪ ،‬بيروت – لبنان‪1970 ،‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪2487‬‬
‫‪.36‬الطبقات الكبرى‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن سعد بن منيع الياشمي بالوالء‪ ،‬البصري‪،‬‬
‫البودادي المعروف بابن سعد (المتوفى‪230 :‬ىد) تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار‬
‫الكتب العممية – بيروت‪1410 ،‬ىد ‪1990 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪ .37‬عقود الجمان في مناقب اإلمام األعظم أبي حنيفة النعمان‪ .‬لمحمد بن يوسف‬
‫الصالحي (ت‪ 942:‬ىد) تحقيق‪ :‬مولوي محمد مال عبد القادر األفواني‪ ،‬وىي رسالة‬
‫ماجستير بجامعة الممك عبد العزيز‪،‬كمية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ .‬بالسعودية‬
‫‪.38‬العمل الصوير‪ ،‬محمد بن عيسى بن َس ْورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو‬
‫عيسى (المتوفى‪ 279 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬أحمد محمد شاكر وآخرون‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي – بيروت‪.‬‬
‫‪ .39‬العمل‪ ،‬عمي بن عبد اهلل بن جعفر السعدي بالوالء المديني‪ ،‬البصري‪ ،‬أبو الحسن‬
‫(المتوفى‪234 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد مصطفى األعظمي‪ ،‬المكتب اإلسالمي – بيروت‪،‬‬
‫‪1980‬م (ط‪)2:‬‬
‫‪ .40‬الفتاوى الكبرى‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحميم بن عبد السالم ابن‬
‫تيمية الحراني الحنبمي الدمشقي (المتوفى‪728 :‬ىد)‪ ،‬دار الكتب العممية‪1408 ،‬ىد ‪-‬‬
‫‪1987‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪.41‬كشف األسرار شرح أصول البزدوي‪ ،‬عبد العزيز بن أحمد بن محمد‪ ،‬عالء الدين‬
‫البخاري الحنفي (المتوفى‪730 :‬ىد) دار الكتاب اإلسالمي‬
‫‪ .42‬المدخل إلى كتاب اإلكميل‪ ،‬أبو عبد اهلل الحاكم‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬فؤاد عبد المنعم‬
‫أحمد‪ ،‬دار الدعوة – اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .43‬مسائل اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬إسحاق بن إبراىيم بن ىانيء النيسابوري‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫زىير الشاويش‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪1400 ،‬ه (ط‪)1:‬‬
‫‪2488‬‬
‫اييني (المتوفى ‪ 316‬ىد)‪،‬‬

‫اإلسفر ّ‬
‫َ‬ ‫إسحاق‬‫‪.44‬مستخرج أبي عوانة‪ ،‬أبو َعوانة َيعقُوب بن َ‬
‫َّة الح ِ‬
‫ديث‬ ‫احثين بكمي ِ‬
‫تحقيق‪ :‬مجموعة من المحققين‪ ،‬تنسيق واخراج‪ :‬فَ ِريق ِمن الب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫امعة اإلسالميَّة‪ ،‬الناشر‪ :‬الج ِ‬
‫ام َعة اإلسالميَّة‪ ،‬المممَكة‬ ‫ِ‬ ‫الدر ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َ‬ ‫بالج َ‬
‫اسات اإلسالميَّة َ‬
‫الشريف َو ّ َ َ‬
‫َّعودية‪1435 ،‬ىد ‪ 2014 -‬م (ط‪)1:‬‬ ‫اْل َع َربيَّة الس ُ‬
‫‪.45‬المستدرك عمى الصحيحين‪ ،‬محمد بن عبد اهلل بن محمد بن حمدويو بن ُنعيم بن‬
‫الحكم الضبي‪ ،‬أبو عبد اهلل الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى‪405 :‬ىد)‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العممية – بيروت‪1411 ،‬ىد – ‪1990‬م‬
‫(ط‪)1:‬‬
‫الج ْو َىري البودادي (المتوفى‪230 :‬ىد)‪،‬‬
‫الج ْعد بن عبيد َ‬
‫‪.46‬مسند ابن الجعد‪ ،‬عمي بن َ‬
‫تحقيق‪ :‬عامر أحمد حيدر‪ ،‬مؤسسة نادر – بيروت‪1410 ،‬ىد – ‪1990‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪.47‬مسند أبي حنيفة رواية أبي نعيم‪ ،‬أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إسحاق‪ ،‬أبو نعيم‬
‫األصبياني (المتوفى‪ 430 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬نظر محمد الفاريابي‪ ،‬مكتبة الكوثر –‬
‫الرياض‪1415 ،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪ .48‬مسند أحمد‪ ،‬أحمد بن محمد بن حنبل بن ىالل‪ ،‬أبو عبد اهلل الشيباني (المتوفى‪:‬‬
‫‪241‬ىد) المحقق‪ :‬أحمد محمد شاكر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الحديث – القاىرة‪1416 ،‬ىد ‪-‬‬
‫‪1995‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪ .49‬معجم البمدان‪ ،‬شياب الدين أبو عبد اهلل ياقوت بن عبد اهلل الرومي الحموي‬
‫(المتوفى‪626 :‬ىد)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪1995 ،‬م (ط‪)2:‬‬
‫‪ .50‬معرفة الصحابة‪ ،‬أحمد بن عبد اهلل بن أحمد بن إسحاق‪ ،‬أبو نعيم األصبياني‬
‫(المتوفى‪430 :‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل بن يوسف العزازي‪ ،‬دار الوطن لمنشر‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1419‬ىد ‪1998 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪2489‬‬
‫‪.51‬معرفة عموم الحديث‪ ،‬محمد بن عبد اهلل بن محمد بن حمدويو بن ُنعيم بن الحكم‬
‫الضبي‪ ،‬أبو عبد اهلل الحاكم النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى‪405 :‬ىد)‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬السيد معظم حسين‪ ،‬دار الكتب العممية – بيروت‪1397 ،‬ىد ‪1977 -‬م‬
‫(ط‪)2:‬‬
‫‪ .52‬مقدمة ابن الصالح‪ ،‬عثمان بن عبد الرحمن‪ ،‬أبو عمرو‪ ،‬تقي الدين المعروف بابن‬
‫الصالح (المتوفى‪643 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬نور الدين عتر‪ ،‬دار الفكر‪ -‬سوريا‪ ،‬دار الفكر‬
‫المعاصر – بيروت‪1406 ،‬ىد ‪1986 -‬م‬
‫‪.53‬مكانة اإلمام أبي حنيفة في الحديث‪ ،‬محمد عبد الرشيد النعماني الباكستاني‬
‫(المتوفى‪1420 :‬ىد)‪ ،‬اعتنى بو‪ :‬الشيخ عبد الفتاح أبو ُغ ّدة‪ ،‬مكتب المطبوعات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حمب‪1416 ،‬م (ط‪)4:‬‬
‫‪ .54‬مناقب اإلمام أبي حنيفة وصاحبيو‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن‬
‫عثمان بن قَ ْايماز الذىبي (المتوفى ‪748 :‬ىد) عني بتحقيقو والتعميق عميو‪ :‬محمد زاىد‬
‫الكوثري‪ ،‬أبو الوفاء األفواني‪ ،‬الناشر‪ :‬لجنة إحياء المعارف النعمانية‪ ،‬حيدر آباد الدكن‬
‫باليند‪1408،‬ىد ‪( ،‬ط‪)3:‬‬
‫‪ .55‬مناقب اإلمام األعظم أبي حنيفة رضي اهلل عنو وأكرم‪ ،‬الموفق بن أحمد بن محمد‬
‫بن سعيد المكي (المتوفي‪568:‬ىد)‪ ،‬مطبعة مجمس دائرة المعارف النظامية –حيدر آباد‬
‫الدكن‪ -‬اليند‪1321 ،‬ىد (ط‪)1:‬‬
‫‪ .56‬منياج السنة النبوية في نقض كالم الشيعة القدرية‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أحمد‬
‫بن عبد الحميم بن عبد السالم ابن تيمية الحراني الحنبمي الدمشقي (المتوفى‪728 :‬ىد)‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد رشاد سالم‪ ،‬الناشر‪ :‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪1406 ،‬ىد‬
‫‪1986 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪2490‬‬
‫‪ .57‬ميزان االعتدال في نقد الرجال‪ ،‬شمس الدين أبو عبد اهلل محمد بن أحمد بن‬
‫عثمان بن قَ ْايماز الذىبي (المتوفى ‪748 :‬ىد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمي محمد البجاوي‪ ،‬دار‬
‫المعرفة لمطباعة والنشر‪ ،‬بيروت – لبنان‪1382 ،‬ىد ‪1963 -‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪.58‬الميزان‪ ،‬عبد الوىاب بن أحمد الشعراني (ت‪973:‬ىد) تحقيق وتعميق د عبد الرحمن‬
‫عميرة‪ ،‬عالم الكتب بيروت‪ ،‬ط‪ :‬األولى (‪1409‬ىد‪1989-‬م)‬
‫‪ .59‬النكت عمى كتاب ابن الصالح‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن عمي بن محمد بن أحمد بن‬
‫حجر العسقالني (المتوفى‪852 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬ربيع بن ىادي عمير المدخمي‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫عم ادة البحث العممي بالجامعة اإلسالمية‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬المممكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪1404‬ىد‪1984-‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪ .60‬النكت عمى مقدمة ابن الصالح‪ ،‬أبو عبد اهلل بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن‬
‫بيادر الزركشي الشافعي (المتوفى‪794 :‬ىد)‪ ،‬المحقق‪ :‬د‪ .‬زين العابدين بن محمد بال‬
‫فريج‪ ،‬الناشر‪ :‬أضواء السمف– الرياض‪1419 ،‬ىد‪1998-‬م (ط‪)1:‬‬
‫‪2491‬‬
4243 )‫ (يوليو‬4‫ ع‬،35 ‫مج‬ )‫( االنسانيات والعلوم االجتماعية‬ ‫مجلة كلية اآلداب جامعة الفيوم‬
Abu Hanifa ask for Hadith and his Imamate in it.

Abstract
This study aims to shed light on Abu Hanifa’s request for the
noble Prophet’s hadith, and that he is one of those who took
care of that, and made the ancestors the basis for his fatwa. The
researcher clarified this through his upbringing in Kufa, the city
of knowledge and hadith, and his story about himself, as well as
the story of his peers and students about him from his concern
for the hadith and his request for it, and the large number of his
sheikhs and students from among the people of hadith, as well
as the confirmation of fair investigators who were not from his
doctrine that he is one who has gone beyond the boundaries so
that he is no longer was affected by the saying of someone. In
fact, the people’s recognition of his imamate in jurisprudence is
evidence of his imamate in the hadith because there is no ijtihad
without a hadith. and what more than one of the scholars stated
that he is an imam from the imams of hadith, and that they used
his words in the men and in the hadiths, and finally what they
translated for him in books of memorizing hadith.The study
recommended an increase in research in this part by studying the
foundations of Abu Hanifa, an objective scientific study, in order
to get acquainted with his narratives. And he collected the
effects of Abu Hanifa hadith to know his position in the science
of hadith. Also, it is recommended to study the effect of Abu
Hanifa on his students and his doctrine on the purified Sunnah of
the Prophet in its memorization, understanding and compilation.
He collected the views of Abu Hanifa regarding the purified
Sunnah of the Prophet and compared it with the opinions of
other imams such as Malik, Shafi’i and Ahmad. And all of this is in
order to respond to those who accused the Imam of insufficient
knowledge in hadith science.
‫ حاتن السعيد الدهرداش هتولي‬.‫) د‬...‫(طلة أتي حنيفة للحديث وإهاهته فيه‬
2492

JFAFU - Volume 13 - Issue Ø Ù Ø Ø Ø 2 (Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ù Ø Ø ) - Pages 2442-2492

Uploaded by

Document Information

Original Title

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

JFAFU - Volume 13 - Issue Ø Ù Ø Ø Ø 2 (Ø Ù Ø Ù Ø Ø Ù Ù Ø Ø ) - Pages 2442-2492

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫مج ‪ ،35‬ع‪( 4‬يوليو) ‪4243‬‬ ‫( االنسانيات والعلوم االجتماعية)‬ ‫مجلة كلية اآلداب جامعة الفيوم‬

‫طمب أبي حنيفة لمحديث وإمامتو فيو‬

‫‪-2‬بيان أىمية السنة النبوية عند الفقياء والمحدثين‪.‬‬

‫إلتمييد‪ :‬إلتعريف بأبي حنيفة‬

‫ب بِ ِو َر ُج ٌل ِم ْن َف ِار َس ‪ -‬أ َْو َق َ‬ ‫الد ِ‬ ‫ِ‬

‫إلمبحث إألول‪ :‬إلكوفة بمد إلعمماء وأىل إلحديث‬

‫إلمبحث إلثاني‪ :‬طمب أبي حنيفة لمحديث وإعتناؤه بو‬

‫اء أَُبو حنيفَة أقبل َعمَ ْي ِو َوتَ َ‬

‫صي ََّرنِي ُم َح ّْدثًا‬ ‫ِ‬ ‫ِد َين ٍار‪ .‬قَ َ‬

‫إلمبحث إلثالث‪ :‬كثرة شيوخو وتالمذتو‪ ،‬وطالب إلحديث في مجمسو‬

‫كاألسود وعمقمة وعطاء وعكرمة ومجاىد ومكحول والحسن البصري‪ ،‬وأضرابيم‬

‫إلمبحث إلرإبع‪ :‬حكاية أقرإنو وتالمذتو عنو بطمبو لمحديث وحفظو‬

‫إلمبحث إلخامس‪ :‬إقرإر إلمحققين من عمماء إلحديث بذلك‬

‫الخطيب في ترجمتو ِم ْن‬

‫إلمبحث إلسادس‪ :‬إإلمامة إلعامة تقتعي إمامة إلحديث‬

‫الناس ِع َيال عمى أبي حنيفَة ِفي اْل َقياس‬

‫إلمبحث إلسابع‪ :‬إمامة أبي حنيفة في إلحديث نصا‬

‫إلمبحث إلثامن‪ :‬أبو حنيفة وأصح إألسانيد‬

‫(‪ )10‬أخبار أبي حنيفة وأصحابو‪( ،‬ص‪)92 :‬‬

‫(ط‪ )1:‬ص (‪)8‬‬

‫(‪ )104‬االنتقاء في فضائل الثالثة األئمة الفقياء (ص‪)126 :‬‬

‫اييني (المتوفى ‪ 316‬ىد)‪،‬‬

Abu Hanifa ask for Hadith and his Imamate in it.

You might also like