Professional Documents
Culture Documents
-إشارة إلى تجربة المملكة العربية السعودية- هندسة القيمة كآلية استراتيجية لنجاح المشروعات
Value engineering as a strategic mechanism for projects success
-Reference to the experience of Saudi Arabia-
1
بن واضح اهلامشي،2عـ ــامر هشام
hichamameur643@gmail.com ، بريكة- سي احلواس- املركز اجلامعي امحد بن عبد الرزاق محودة1
hachemi.benouadah@univ-msila.dz ،جامعة حمـمد بوضياف املسيلة2
:ملخص
هتدف هذه الدراسة إىل إبراز أمهية تطبيق أسلوب هندسة القيمة يف إدارة املشروعات املختلفة نظرا ملسامهتها الفعالة يف
فهي أداة للتحليل االسرتاتيجي للوظائف هدفها حتقيق اجلودة وختفيض التكاليف لتلبية رغبات العمالء،خلق القيمة املضافة
. كما مت اإلشارة إىل جتربة اململكة العربية السعودية الناجحة يف هذا اجملال لتوضيح خصائصها.وإرضائهم
. إدارة املشاريع؛ تكاليف املشاريع، هندسة القيمة:كلمات مفتاحية
R32; M11 : JEL تصنيف
Abstract:
The aim of this study is to highlight the importance of applying value engineering in the
management of various projects due to their effective contribution to value creation. It is a
tool for strategic functions analysis aimed at achieving quality and reducing costs to meet
the wishes and satisfaction of customers. The successful experience of Saudi Arabia in this
field was also mentioned to illustrate its characteristics.
Keywords: Value Engineering; project management; Project costs.
Jel Classification Codes: M11; R32.
Résumé:
L’objectif de notre étude consiste à mettre en exergue l’importance de la mise en œuvre de
la méthode de l’ingénierie de la valeur dans le management de divers projets, en effet elle
joue un rôle efficace notamment en matière de la création de valeur ajoutée, elle représente
aussi un outil d’analyse stratégique des emplois qui aide à atteindre la qualité, et à réduire
les couts afin de répondre aux désirs et satisfaction des clients. En outre, l’expérience
réussie de l’Arabie Saoudite dans ce domaine a également été présenté afin de montrer ses
caractéristiques.
Mots-clés: Ingénierie de valeur; management des projets; Coûts des projets.
Codes de classification de Jel : M11; R32.
__________________________
hichamameur643@gmail.com : عامر هشام: امللؤلف املرل
17
عامر هشام ،بن واضح اهلامشي ،هندلة القيمة كآلية الرتاتيجية لنجاح املشروعات -إشارة إىل جتربة اململكة العربية السعودية-
.1مقدمة:
والتطور الدائم في احتياجات العمالء أصبحت املؤسسات مجبرة على ضرورة امتالك امليزة ّ ّ
ظل اشتداد حدة املنافسة في ّ
التنافسية من اجل ضمان بقائها في السوق وتحقيق السبق التنافس ي .وهذا يمكن بلوغه من خالل تطبيق أسلوب هندسة القيمة
التي تعتبر احد أهم التقنيات املستخدمة في الفحص االستراتيجي لسلسلة مهام مختلف املشاريع حيث تساهم بفعالية في إدارة
التكاليف ،التحسين املستمر للجودة و تحليل الوظائف وترجمتها إلى أفكار إبداعية وابتكارات.
ولقد أثبتت بعض تجارب دول العالم األهمية اإلستراتجية لتطبيق تقنية هندسة القيمة في نجاح إدارة املشروعات اذ
ساهمت في خلق القيمة كما يراها العمالء من خالل االستغالل األمثل للموارد املتاحة حاليا وبناء قدرات وإمكانيات جوهرية
التوجه نحو تبني أسلوب هندسة القيمة ملواجهة املستقبل والتعامل معه .وفي هذا السياق يمكن القول انه على املؤسسات ّ
وترسيخ هذا املفهوم في إطار ثقافتها عن طريق إعداد مرجعية مهنية في هذا املجال وكذلك اعتماد برامج و ورشات عمل لتأهيل
املوارد البشرية وتمكينهم من املمارسة الصحيحة لتقنية هندسة القيمة.
انطالقا مما سبق يمكن طرح اإلشكالية في السؤال الرئيس ي التالي:
كيف ساهم تطبيق أسلوب هندسة القيمة في إدارة املشروعات باململكة العربية السعودية ؟
لإلجابة على هذه اإلشكالية تم طرح األسئلة الفرعية التالية:
-ما األهمية اإلستراتجية لتطبيق أسلوب هندسة القيمة في إدارة املشروعات؟
-ما هي إجراءات دراسة هندسة القيمة وفق املنهج الصحيح؟
-ما هي مميزات تجربة اململكة العربية السعودية في تطبيق أسلوب هندسة القيمة؟
تكمن أهمية الدراسة في كونها محاولة لتسليط الضوء على ضرورة تطبيق أسلوب هندسة القيمة في إدارة املشروعات
من خالل تحسين الجودة وتخفيض التكاليف مما يسمح بدخول املنافسة العاملية ومواجهة مختلف التغييرات،كما أشارت
الدراسة إلى تجربة اململكة العربية السعودية في تجسيدها ملقترحات دراسة الهندسة القيمية في الواقع امليداني.
وسعت هذه الدراسة إلى بناء اإلطار النظري حول مفهوم هندسة القيمة ،أهميتها وإجراءات تطبيقها ،وكذلك عرض تجربة
اململكة العربية السعودية في تهيئة املناخ املناسب لتطبيق هذه التقنية.
.2اإلطار النظري:
ظهر أسلوب هندسة القيمة في البداية تحت مسمى "تحليل القيمة" خالل الحرب العاملية الثانية من القرن املاض ي تحت
ظروف الندرة والعجز في املواد والقوى العاملة بسبب الحرب حيث واجهت املنظمات العديد من البدائل ،وقد أشارت شركة
جنرال إلكتريك األمريكية للصناعات الكهربائية واملولدات في ذلك الوقت إلى وجود العديد من البدائل التي من املمكن أن يؤدي
استخدامها إلى تحقيق انخفاض كبير في الكلفة باإلضافة إلى تحسين جودة املنتجات .وفي ضوء ذلك فقد وجهت الشركة إلى أحد
مهندسيها البارعين Harry Elicherالتساؤل املهم وهو ملاذا؟ وتم استدعاء املهندس Lawrence Milesالذي كان يعمل مع األول
بغرض إيجاد اإلجابة على ذلك السؤال ،وقد استطاع هذا الفريق فيما بعد تطوير نظام يحتوي على مجموعة من األساليب التي
أطلق عليها تحليل القيمة التي ساهمت في تحقيق تحسينات كبيرة ومتميزة في جودة منتجات الشركة واألداء العام لها بشكل
منتظم ومستمر وليس بصفة عفوية .وبعد تطبيقات أساليب تحليل القيمة وتكييفها مع العمليات اإلنتاجية بنجاح تم تغيير هذا
املسمى إلى مفهوم "هندسة القيمة" كما أضيف أيضا مسميات أخرى كأسلوب السيطرة على القيمة وأسلوب إدارة القيمة.
(العلي ،1122 ،الصفحات )181-182
عرفت الجمعية الفرنسية للمعايير هندسة القيمة بأنها أسلوب للمنافسة منظم وإبداعي هدفه تلبية احتياجات
تعرف هندسة القيمة بأنها عمليات تقييم املستخدم وإرضائه من خالل تصميم منهج وظيفي ،اقتصادي وسلوكي خاص ،كما ّ
منتظمة لكل نواحي وظائف سلسلة القيمة بهدف تخفيض التكاليف مع املحافظة على الوفاء بمتطلبات العمالء( ،كاظم،1118 ،
صفحة )222وكذلك تمثل األنشطة التي تهتم بتحسين التصميم واملواصفات في مراحل البحث و التطوير و مراحل اإلنتاج
18
اجمللد / 21العـ ـدد ،)1229( 21 :ص 12 -21 جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية
لتطوير املنتج (نجاة ،1122 ،صفحة )652أما Carlos Fallonيرى أن هندسة القيمة عبارة عن تقنية صناعية حديثة تهدف
إليجاد عالقة علمية بين قيمة املنتج وتكلفته (عطوي ،1118 ،صفحة )22في حين املنهج القيمي يعتبر املنهج املبدع الذي يهدف
إلى التوفيق بين التكلفة واألداء لنظام ما أي انه منهج لصنع القرار التصميمي هدفه حذف الوظائف غير الضرورية دون املساس
بالقيم النوعية( .عثمان ،1121 ،صفحة )682
ويمكن تطبيق أسلوب هندسة القيمة على أي ش ئ له قيمة ،فعلى سبيل املثال ال الحصر يمكن استخدامه في املنتجات،
عمليات الصناعة ،إجراءات العمل ،اإلدارة واملشاريع اإلنشائية ...إلخ .إذ يختلف هذا األسلوب عن غيره من التقنيات واألساليب
ببعض املزايا والخصوصيات :
منهج وظيفي :يهتم باملنتجات والسيرورات ،كما يركز على الوظائف؛
منهج اقتصادي :يسعى لتخفيض التكاليف؛
منهج سلوكي:استخدام األفكار والحلول.
إن تقنية هندسة القيمة تطرح أسئلة أساسية ال تشمل فقط الطرق واألساليب املستخدمة بل تتجاوز إلى األعمال نفسها
والفرضيات التي تقوم عليها مثال ملاذا نقوم باألعمال ؟ ملاذا نتبع هذا األسلوب في العمل؟ فمثل هذه األسئلة األساسية تضع
الفرضيات التي تقوم عليها األعمال محل تساؤل وتدفع العاملين إلى إعادة النظر في هذه الفرضيات؛
يركز هذا األسلوب على تحليل وإعادة بناء العمليات وليس فقط على الهياكل التنظيمية والوظيفية واملسؤوليات أي أن
العمليات نفسها تعتبر محور البحث والتركيز وليس األشخاص واإلدارات؛
يعتمد هذا األسلوب على االستثمار في تقنية املعلومات واستخدام هذه التقنية بشكل فعال ،بحيث يتم توظيفها للتغيير
الجذري الذي يخلق أسلوبا إبداعيا وليس املكننة التي تهدف إلى توفير الوقت؛
يعتمد هذا األسلوب على االستقراء املتمثل في البحث عن فرص التطوير والتغيير قبل بروز مشاكل تدعو للتغيير
والتطوير ،ويرفض هذا األسلوب التفكير أالستنتاجي املتمثل باالنتظار حتى بروز املشكلة ثم العمل على تحليلها والبحث عن
حلول مناسبة لها( .كاظم ،1118 ،صفحة )221،226
يعتبر مدخل هندسة القيمة أسلوبا منظما ومدخال إبداعيا ألنه يحتوي ضمن أهدافه على التعريف الكفء للكلف غير
الضرورية ويحددها بدقة كبيرة ،أي الكلف التي ال تعطي قيمة مضافة ال للجودة وال حتى تحقق إطالة بالعمر االقتصادي
للمشروع ضمن مراحل دورة حياته ،باإلضافة إلى عدم تقديمها أي من املفردات اإلضافية التي تلبي احتياجات أصحاب املصالح،
وقد حقق هذا املدخل خفضا في كلف انجازات املشروعات بلغت ما بين 25% -15%وفي الكثير من الحاالت قد تجاوزت ذلك
بكثير .وبما أن هندسة القيمة هي املدخل الذي يحتوي على االستخدام املنطقي املنتظم للساليب التي تعرف الوظائف املحددة
للمشروع وتثبيت القيم لهذه الوظائف بأقل قدر ممكن من الكلف الكلية من دون التأثير على جودة األداء( .العلي،1122 ،
صفحة )191،192وتطبيق أسلوب هندسة القيمة في املنظمات يساهم في( :كاظم ،1118 ،صفحة )226
تحقيق تغيير جذري في األداء أو املنتج :يهدف هذا األسلوب إلى تحقيق تغيير جذري في األداء عن طريق تغيير أسلوب
وأدوات العمل والنتائج ،وكذلك تمكين العاملين من تصميم املنتجات وفق احتياجات العمالء وأهداف الوحدة االقتصادية،
حيث يجب أن يكون التغيير املطلوب في هندسة القيمة جذري وله معنى وقيمة وليس تغييرا سطحيا يتمثل في تحسين وتطوير ما
هو موجود أي ترميم الوضع الحالي ،بل يجب أن يكون التغيير جذري عن طريق اقتالع ما هو موجود من جذوره و إعادة بناء
املنتجات أو العمليات بما يتناسب مع املتطلبات الحالية؛
التركيز على العمالء :يهدف هذا األسلوب إلى توجيه الوحدة االقتصادية إلى التركيز على العمالء من خالل تحديد
احتياجاتهم والعمل على تحقيق رغباتهم ،بحيث يتم إعادة بناء املنتجات أو العمليات لتحقيق هذا الغرض؛
السرعة :يهدف هذا األسلوب إلى تمكين الوحدة االقتصادية من القيام بأعمالها بسرعة عالية من خالل توفير املعلومات
املطلوبة التخاذ القرارات وتسهيل عملية الحصول عليها؛
19
عامر هشام ،بن واضح اهلامشي ،هندلة القيمة كآلية الرتاتيجية لنجاح املشروعات -إشارة إىل جتربة اململكة العربية السعودية-
الجودة :يهدف هذا األسلوب إلى تحسين جودة املنتجات التي تقدمها لكي تناسب احتياجات ورغبات العمالء؛
تخفيض التكاليف :يهدف أسلوب هندسة القيمة إلى تخفيض التكلفة من خالل إلغاء أو استبعاد العمليات غير
الضرورية والتركيز على العمليات التي تضيف قيمة.
إن مدخل هندسة القيمة هو من األدوات الرئيسية التي يستخدمها مصممو اإلنتاج في تحقيق التكلفة املستهدفة
ملنتجاتهم نظرا للدور الحيوي الذي تقوم به ،إذ تعمل على البحث عن املناطق املحتملة لخفض التكلفة أثناء مرحلة تصميم
وتخطيط املنتج كمدخل مكمل ملدخل التكلفة املستهدفة ،فالجانب الهام في هندسة القيمة أن هدفه ليس تخفيض تكلفة املنتج
ولكن تحقيق مستوى معين من خفض التكلفة ،أي تستهدف تقليل الفجوة التي تتواجد بين التكلفة التقديرية للمنتج والتكلفة
املسموح بها ،إذ يتم بعد التصميم املبدئي للمنتج تقدير تكلفة تنفيذه ومقارنتها بالتكلفة املستهدفة ،فإذا ما تبين أن التكلفة
املقدرة لتنفيذ التصميم تزيد على التكلفة املستهدفة تبدأ أنشطة هندسة القيمة حيث يتم تعديل التصميم والبحث عن بدائل
تصميم أخرى تلبي رغبات العميل وتحقق التكلفة املستهدفة " إذ ال ينفذ تصميم املنتج إال إذا كانت التكلفة املقدرة مساوية أو
أقل من التكلفة املستهدفة"
ويتم ذلك عبر العديد من إجراءات هندسة القيمة ،واملمثل بعضها بـ ـ:
تبسيط أنشطة اإلنتاج بحيث يتم التعرف على األنشطة التي تضيف قيمة واألنشطة التي ال تضيف قيمة للمنتج،
والسعي للتخلص من األنشطة التي ال تضيف قيمة؛
تحليل واختبار أداء وتكلفة كل نشاط إلنتاج املنتج ،بحيث يتم تحقيق توازن بين األداء املطلوب والتكلفة من خالل
الوصول إلى مستوى كلي من األداء املطلوب لكل نشاط وفي نفس الوقت املحافظة على تكلفة كل األنشطة ضمن مستوى أقل من
التكلفة املستهدفة؛
تحليل احتياجات املستهلك بشكل دوري خالل مرحلة تصميم املنتج الجديد للتعرف على التفضيالت الرئيسية للمستهلك
ومعرفة أي تغييرات تطرأ عليها والتي من املمكن أن تخفض التكلفة؛
تطبيق مفهوم الجودة الشاملة على املواد الخام وعلى األجزاء نصف املصنعة ،وبالتالي على املنتجات التامة ،أي الوصول
إلى إنتاج وفق مستوى املعيب الصفري؛
تخفيض عدد خطوات العمل إلى ادني حد ممكن عن طريق إلغاء الخطوات التي ال تضيف للمنتج قيمة أو دمج مجموعة
من الخطوات في خطوة واحدة؛
تأمين االستخدام األمثل للطاقة البشرية ،بحيث يكون العنصر البشري قادرا على تشغيل كل اآلالت والتجهيزات والقيام
بأعمال الصيانة( .الكببجي ،1122 ،صفحة )221،225
كما يمكن تلخيص ايجابيات تطبيق أسلوب هندسة القيمة في النقاط التالية(Virmaux, 2018, p. 12):
تحديد دقيق الحتياجات العمالء وتحقيق الرضا؛
زيادة القدرة التنافسية للمنتجات( السعر والجودة)؛
تطوير اإلبداع وضمان تعاضدية مجموعات العمل؛
تطوير القدرات البشرية على استخدام طرق تفكير مميزة واالبتعاد عن املألوف والحلول البسيطة واملتعارف عليها؛
العمل بروح التثمين ،واحترام األهداف الطموحة؛
استخدام لغة مشتركة؛
الربط بين الصرامة واإلبداع؛
ضمان جودة التصميم؛
إدارة التكاليف املتوقعة.
ويعتبر تطبيق هندسة القيمة مسؤولية كل فرد له عالقة أو إسهام في صناعة منتج أو له دور في جودته أيا كان ذلك
املنتج سواء مشروعا هندسيا أو منتجا صناعيا فكل مشروع أو منتج يجب أن يؤدي وظيفته التي وجد من اجلها ،كما ينبغي ملن
20
اجمللد / 21العـ ـدد ،)1229( 21 :ص 12 -21 جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية
ّ
يمتلكه أو يستخدمه مما يعني أنه على املهندسين وأصحاب القرار العبء األكبر في تطبيق هذه التقنية واالستفادة منها عن طريق
االستعانة باملتخصصين في هذا املجال لرفع قيمة املنتجات بزيادة وظائفها دون زيادة التكلفة ،واالرتقاء النوعي باملشروعات
بزيادة كفاءتها وخفض تكاليف اإلنشاء أو اإلنتاج( .محمد ر ،1125 ،.صفحة )59
ويبدأ تشكيل فريق عمل الدراسة القيمية باختيار رئيس الفريق الذي البد أن يكون متخصصا في هندسة القيمة
ويحمل شهادة مهنية ،وأن يكون مؤهال علميا وله خبرة مناسبة ،ويتمتع بمهارات شخصية في إدارة فريق العمل بكفاءةّ .أما أعضاء
الفريق فيشترط الكفاءة العلمية كل في مجال تخصصه،اذ يتم تحديد عدد األشخاص املكونين لفريق العمل حسب حجم
املشروع وظروفه وطبيعته والوقت واملعلومات املتاحة للدراسة ،كما أن تحديد التخصصات يعتمد على نوع املشروع وما
يحتاجه موضوع الدراسة .ومن واجبات ومسؤوليات رئيس الفريق تحديد العدد والتخصصات التي تحتاجها الدراسة واالستعانة
بأي خبرات خارجية في مسائل دقيقة خارج أعضاء الفريق.
وتتمثل مسؤوليات رئيس الفريق في إدارة الدراسة وفق منهج هندسة القيمة مع شرحه وإيضاحه للعضاء ،ومن
مسؤولياته تحديد التخصصات املناسبة وعدد األعضاء املشاركين والخبرات التي يستعان بها أثناء الدراسة ،وعليه أن يضع خطة
عمل الدراسة وجدولها الزمني ،واختيار معايير التطوير وتوزيع املسؤوليات على األعضاء ،كما أن كتابة وتنسيق التقرير وإخراجه
حسب األصول( .االرشادي ،1122 ،صفحة )21،25
ويتم تطبيق أسلوب هندسة القيمة وفق خطة عمل منتظمة تتكون من خطوات متتابعة وهي على النحو التالي:
2.2املرحلة األولى اإلعداد إلجراء دراسات هندسة القيمة:
قبل إجراء الدراسة القيمية ألي مشروع يتم تحديد مجال العمل ووضع أهداف واضحة وفق الخطوات التالية( :محمد ر،.
،1125صفحة )25
-وصف واضح ألهداف ومجال عمل الدراسة؛
-تحديد املعايير واألسس التي تقوم عليها الدراسة؛
-تحديد أعضاء الفريق ومؤهالتهم وقدراتهم :اختيار فريق عمل ذو خبرات متعددة وتخصصات متنوعة للحصول على
أفكار اكبر ،وليس من الضروري أن يكون لدى فريق العمل إملام بمجال هندسة القيمة ولكن يجب أن يكون قائد
الفريق أخصائيا معتمدا؛
-معرفة االحتياجات األساسية والوظائف املطلوب أدائها من املشروع؛
-تقدير تكاليف الدراسة والوفورات أو الفوائد املتوقعة منها ومن ثم تحديد العائد االستثماري؛
-وضع برنامج زمني للدراسة وتحديد الوقت املتوقع إلنهاء كل مرحلة من مراحل الدراسة وعرض النتائج.
أن الغرض -وكذلك قبل البدء في الد اسة يفضل عقد اجتماع يضم قائد الفريق واألعضاء واملالك واملصمم للتوضيح ّ
ر
من هذه الدراسة هو تخفيض التكاليف بالنسبة للداء وليس لنقذ تصاميم معينة أو أشخاص معينين ،وتحديد
الطلبات الالزمة إلتمام الدراسة ،طريقة االتصال والتعاون بين فريق املشروع وموعد اكتمال التقرير النهائي( .العلي،
،1122صفحة )682
2.2املرحلة الثانية ورشة عمل هندسة القيمة:
تحتاج الدراسة القيمية ) ورشة العمل ( عادة إلى خمسة أيام إلجرائها بواقع 40ساعة عمل ،وهذه ال تشمل مدة التحضير
أن مدة الدراسة تعتمد على حجم املشروع ومدى توافر املعلومات وسهولة الحصول عليها ،اذ تحدد املدة وال التطبيق مع العلم ّ
على ضوء ظروف املشروع ومعطياته .و في الغالب يتم إتباع سبع خطوات أساسية حسب ما هو املعمول به من قبل الكثير من
21
عامر هشام ،بن واضح اهلامشي ،هندلة القيمة كآلية الرتاتيجية لنجاح املشروعات -إشارة إىل جتربة اململكة العربية السعودية-
املختصين في هندسة القيمة ،فهذه الخطوات متسلسلة تسلسا منطقيا بحيث يجب االنتهاء تماما من كل خطوة قبل البدء في
التي تليها ،وهذه الخطوات هي:
أ -جمع املعلومات:
تشكل مرحلة املعلومات األساس لدراسة هندسة القيمة ومنها ينطلق املفهوم الذي تبنى عليه ،فهي في الواقع امتداد
ملرحلة ما قبل الدراسة حيث يجتمع فيها جميع أعضاء الفريق باعتبارها أولى مراحل ورشة العمل ملناقشة وتبادل
املعلومات للوصول إلى فهم جماعي للمشروع وكافة املعلومات املتعلقة به حيث أن فهم املشكلة هو نصف الحل لذا
يجب على فريق العمل أن ال يتجاوز هذه املرحلة دون استيعاب كامل للمشروع ،وفي هذه املرحلة يتم عمل اآلتي:
-اإلطالع على املعلومات واملستندات الالزمة للدراسة؛
-تفريغ بيانات املشروع وتجزئته إلى عناصر ومكونات تسهل دراسته؛
-تحديد وتوزيع التكاليف واملساحات والطاقة ونحوها باستخدام نماذج خاصة.
-من جهة أخرى يتم في هذه املرحلة تحديد ومناقشة املتطلبات الوظيفية للمشروع والتفريق بن االحتياجات والرغبات
ويكون ذلك بالتنسيق مع جميع األطراف ذات العالقة بهذا املوضوع كاملالك وإدارة املشروع واملصمم...الخ ،كذلك يتم
في هذه املرحلة التعرف على مواطن التكاليف العالية وبالتالي تحديد أولويات الدراسة وفقا ملا هو مشتق من قانون
باريتو حيث أن %80من تكلفة املنتج أو املشروع تقع في %20من عناصره ،ويستخدم ذلك في تحديد األولويات
والتركيز على العناصر الرئيسية واألكثر كلفة.
-يقوم فريق هندسة القيمة بجمع املعلومات باالستناد على اآلتي( :العلي ،1122 ،صفحة )191،195
-رغبات وحاجات أصحاب املصالح ومتطلباتهم؛
-البحث عن املساهمات التي حققت يمكن أن تحقق أعلى مقدار ممكن من املخرجات وتعظيم مؤشرات السالمة
واملعولية واألداء والشكل أو املظهر ،وكذلك التي تحقق سهولة الصيانة والتصليح والتكلفة املنخفضة؛
-املعلومات املتعلقة بالتكلفة ؛
-املواصفات الحالية للمنتجات الجارية أو املشروع ومكوناتهما؛
-البحث والتقص ي ما إذا كان املنتج الحالي أو املشروع يتمتعا باملزايا الكاملة للتكنولوجيا املتوفرة ،املواد الجديدة
البديلة ،الطرق التصنيعية املتطورة ،املعدات لجديدة واملتطورة .
ب -تحليل الوظائف:
-تحليل الوظيفة يعد أسلوب مهم في هندسة القيمة الذي عادة ما يتم عمله من خالل تحديد الخصائص الوظيفية أو
خصائص األداء الهامة وهو يتطلب طرح األسئلة التالية :ما هو الش يء الذي نعمله ؟ ماذا يجب أن نعمل ؟ ماذا سوف
نعمل ؟ ماذا نستطيع أن نعمل ؟ ما يجب أن ال نعمل؟ (كاظم ،1118 ،صفحة )226
يبدأ تحليل الوظيفة بتدوين جميع وظائف املشروع املطلوب دراسته من خالل عناصره ومكوناته ويتم تحليل -
الوظيفة حسب الخطوات الرئيسية التالية( :االرشادي ،1122 ،صفحة )16
-تعريف الوظيفة؛
-تصنيف الوظيفة؛
22
اجمللد / 21العـ ـدد ،)1229( 21 :ص 12 -21 جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية
-رسم مخطط (Function Analysis System Technique) :FASTهي أداة يتم استخدامها من خالل رسم بياني
يسمح بتفصيل الوظائف التقنية ويقدم الحلول التكنولوجية يمثل من اليسار إلى اليمين أي من الوظيفة إلى الخدمة.
يقوم على طريقة االستفهام حيث يجيب على األسئلة التالية:
-ملاذا يجب توفير هذه الوظيفة؟
-كيف يتم تحقيق هذه الوظيفة؟
-متى يمكن توفير هذه الوظيفة؟
شكل رقم :01مخطط FAST
مىت ؟
مىت؟
Source: http://jeanclaude.deponte.free.fr/sectionSI/fast.ht
ج -االبتكار وطرح األفكار:
-الهدف من هذه املرحلة هو طرح أفكار إبداعية إليجاد الحلول والبدائل املناسبة التي تؤدي الوظائف األساسية
واملطلوبة بفعالية أكثر وبتكلفة أقل والتخلص أو التقليل من الوظائف غير الضرورية وغير املرغوبة .ويتم ذلك
بواسطة التأمل والتفكير اإلبداعي واستخدام أساليب إبداعية محفزة لحل مشكلة محددة يقوم به فريق عمل مكون
عادة من خمسة أشخاص أو أكثر( .االرشادي ،1122 ،صفحة )11
-وهذه املرحلة تعني تقديم األفكار الجديدة البديلة التي يمكن بواسطتها أداء الوظيفة األساسية مما يتطلب من الفريق
املعرفة التامة والفهم الكامل للمشكلة تحت الدراسة .ويعتبر أسلوب العصف الذهني األداة الفعالة في توليد األفكار
الجديدة مع األخذ بعين االعتبار العوامل التالية:
-توفر البيانات الضرورية للتصميم وإعادة التصميم؛
-التكلفة األولية والتكلفة الكلية إلنشاء املشروع؛
-متطلبات التشغيل والصيانة؛
-مصادر املواد املطلوبة ومدى توفرها؛
-تعامل املقاولين ومدى توفر التكنولوجيا واملعرفة املطلوبة؛
-املطابقة مع املعايير املحلية والدولية؛
-التركيز على التصميم األساس ي الشامل؛
-التركيز على املتطلبات الضرورية األخرى كسالمة األفراد( .العلي ،1122 ،صفحة )515،512
23
عامر هشام ،بن واضح اهلامشي ،هندلة القيمة كآلية الرتاتيجية لنجاح املشروعات -إشارة إىل جتربة اململكة العربية السعودية-
24
اجمللد / 21العـ ـدد ،)1229( 21 :ص 12 -21 جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية
25
عامر هشام ،بن واضح اهلامشي ،هندلة القيمة كآلية الرتاتيجية لنجاح املشروعات -إشارة إىل جتربة اململكة العربية السعودية-
تأتي اململكة العربية السعودية في املرتبة الثالثة بعد الواليات املتحدة األمريكية واليابان من حيث عدد دراسات
الهندسة القيمية والبرامج التدريبية ،كما تم تأليف ثالثة كتب باللغة العربية عن هندسة القيمة وتطبيقاتها واملؤلفون سعوديون
متخصصون ومعتمدون.
ّ
وفي خضم هذا الواقع الجيد لهندسة القيمة في اململكة واملستقبل املشرق الواعد لهذه التقنية في ظل التوجهات
والقرارات الصادرة بشأن تطبيق هندسة القيمة على املشروعات ،بالرغم من ذلك كله فإنه البد من النظر بجدية لتعزيز
إيجابيات التطبيق ولتحسين وتقارب السلبيات واملعوقات التي تواجه ذلك التطبيق( .محمد ن)1128 ،.
كما أثبتت تجربة القيمة في الهيئة امللكية للجبيل وينبع نجاحها وقد أصبحت الدراسات القيمية مدمجة ضمن جداول
تصاميم املشاريع واستطاعت الهيئة امللكية من خالل تطبيقها لهندسة القيمة تحقيق أهداف كثيرة من أهمها:
تحقيق وفورات مالية وصلت إلى 2,77مليار ريال وبنسبة تبلغ 7,1%من تكاليف املشاريع التقديرية ،وقد تم ذلك من
خالل تنفيذ 214دراسة قيمية حتى نهاية شهر شعبان 1435هجري وبمعدل بلغ 19دراسة في السنة الواحدة منذ بداية تطبيق
برنامج دراسات القيمة في ذو الحجة 1423هجري؛
رفع جودة وكفاءة التصاميم من خالل املحافظة على املوارد املالية عن طريق إدخال أنظمة الطاقة الشمسية في اإلنارة
وتسخين املياه،واإلضاءة املوفرة للطاقة ،واستخدام مواد محلية الصنع قدر اإلمكان،واستخدام معدات لها عمر تشغيلي
أعلى،باإلضافة إلى توفير مسارات ألعمال الصيانة للمعدات وأجهزة التكييف ،واستخدام التغطيات الحديثة في الصاالت
الرياضية واملطاعم مع استخدام أنظمة الجدران املعزولة كليا في املشاريع الجديدة ،وتطبيق األنظمة الحديثة في الطرق واإلنارة
وأعمال البناء ،مع تعديل بعض املساحات غير املستغلة في املباني وخصوصا املساحات املخصصة للحركة األفقية والرأسية
وبالذات في املباني الخدمية؛
التخلص من التصاميم واملواصفات املفرطة التي ال تساهم في تحقيق الوظيفة األساسية؛
تلبية االحتياجات الفعلية للمشروع دون الرغبات الخاصة التي قد تفرضها ظروف معينة؛
تبني املصممين واملهندسين أفكار القيمة في أداء أعمالهم؛
كما أجريت الدراسة القيمية ملشاريع تبلغ قيمتها اإلجمالية 38,4مليار ريال حتى نهاية شهر شعبان 1435هجري ،وتم
تقديم مقترحات يصل الوفر املالي بها ملبلغ وقدره 5,9مليار ريال وتمت املوافقة على تطبيق مقترحات بوفورات بلغت 2,77مليار
ريال بنسبة 47 %من املقترحات املقدمة وهي نسبة جيدة جدا بدأت تزيد في السنوات األخيرة نتيجة لزيادة الوعي بأهمية
تطبيقات هندسة القيمة.
وتم أيضا تدريب عدد 560مهندس سعودي على منهجية هندسة القيمة ضمن الدورات املعتمدة من الجمعية األمريكية
للهندسة القيمة .وقد حصل 487مهندس على شهادة أخصائي هندسة قيمية مشارك و 4على شهادة أخصائي هندسة قيمية
ممارس كما تم تدريب عدد 2,568مهندس في ورش العمل املعتمدة ) حضور متكرر( ،وتم منح عدد 1 ,400شهادة لساعات
تدريب معتمدة وفق نظام الجمعية األمريكية لهندسة القيمة( .سعود ،1125 ،صفحة )2،2
3خ ـ ـ ـ ـاتمة:
في الختام يمكن اإلشارة إلى أن هندسة القيمة تعد احد األساليب الفعالة التي تساهم في االرتقاء النوعي ملختلف املشروعات
حيث تضمن املنظمات من خالل إتقان استخدام هذا األسلوب اإلدارة املثلى ملواردها املتاحة ،وتسمح كذلك بتحقيق الجودة
الضرورية لدخول سوق املنافسة ،كما ّأنها تعتبر من التقنيات الهامة في التحليل االستراتيجي للبيئة الداخلية للمنظمات من
خالل التقييم املنظم لكل جوانب سلسلة القيمة وهذا لغرض خلق القيمة كما يراها الزبون وبالتالي تحقيق امليزة التنافسية.
وفي ما يلي يمكن عرض أهم النتائج املتعلقة بالدراسة:
-هندسة القيمة هي أداة لتحقيق الرشادة االقتصادية من خالل االستخدام األمثل والفعال للموارد املتاحة ؛
26
اجمللد / 21العـ ـدد ،)1229( 21 :ص 12 -21 جملـة العلوم االقتصادية والتسيري والعلوم التجارية
-هندسة القيمة هي أداة لتحقيق الفاعلية من خالل بناء القدرة على االنجاز واألداء في ظل املتغيرات املستقبلية؛
-هندسة القيمة هي من أهم أدوات التحليل االستراتيجي الداخلي للمؤسسة هدفها تقييم سلسلة املهام إلدارة
املشروعات وبالتالي خلق قيمة يستفيد منها الزبائن بعد تطوير الفكرة األولية؛
-هندسة القيمة كآلية لتسريع انجاز املشروعات وتخفيض تكلفتها مع ضمان الجودة في نفس الوقت؛
-هندسة القيمة تعد كأداة ملعالجة تعثر املشروعات ،وتحليل املخاطر وتحديد أثرها ووضع آليات تجنبها.
وفي مايلي جملة من االقتراحات التي يمكن أخذها بعين االعتبار للتوجه نحو استخدام تقنية هندسة القيمة: -
-تبني منهجية هندسة القيمة كأحد أهم متطلبات التحليل االستراتيجي لجمع معلومات حول عوامل البيئة الداخلية
وتكييفها مع عوامل البيئة الخارجية ؛
-نشر مفهوم هندسة القيمة وإرساء قواعد وثقافة تطبيقه في مختلف املشروعات من خالل:
-إنشاء شعبة في هندسة القيمة؛
-تنظيم مؤتمرات وملتقيات ذات العالقة بهندسة القيمة ؛
-املشاركة في امللتقيات واملؤتمرات و ورشات العمل املتعلقة بهندسة القيمة؛
-تهيئة املناخ املناسب لتطبيق هندسة القيمة وفقا للمعايير واألسس العلمية؛
تنمية الكفاءات البشرية وتأهيلهم في مجال هندسة القيمة.
27
عامر هشام ،بن واضح اهلامشي ،هندلة القيمة كآلية الرتاتيجية لنجاح املشروعات -إشارة إىل جتربة اململكة العربية السعودية-
.4قائمة املراجع:
Virmaux, C. (2018).
https://www.univorleans.fr/sites/default/files/Master%20IM2PS/documents/an
alyse_de_la_valeur.pdf. Consulté le 11 20, 2018, sur Université d'Orléans.
28