You are on page 1of 12

‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57 ،)1‬‬

‫مجلة جامعة أم القرى‬


‫للهندسة والعمارة‬
‫املوقع اإللكتروني‪https://uqu.edu.sa/jea :‬‬

‫مادية العمارة باملجتمعات العربية الخليجية بين االستدامة وجودة الحياة‬


‫إبراهيم رزق السيد أ‪ ، ،*،‬محمد صالح الدين السيد أ ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام أ‬

‫أ قسم الهندسة املعمارية‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬جامعة املنصورة‪ ،‬املنصورة‪ ،‬مصر‪.‬‬


‫‪Materialistic architecture in Arab Gulf societies Between sustainability and quality of life‬‬
‫‪Ibrahim Rizk Al-Said a،* Mohamed Salah Al-din Al-Said a, Samah Mohamed Azmy El-Emam a.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪Department of Architecture, Faculty of Engineering, Mansoura University, Mansoura, Egypt,‬‬

‫ملخص البحث‬ ‫معلومات عن البحث‬

‫تعتبر العمارة واحد من اهم رواة التاريخ والشاهد األكثر صدقا على األحداث فالعمارة هي املعبرة عن الضعف والقوة عن التوجهات‬ ‫تاريخ االستالم‪2020/5 /20 :‬‬
‫واأليدولوجيات‪ ،‬ومن ثم يجب أن تكون العمارة مرآة ملا يحدث من أحداث توثق وتعكس صورة املجتمع وهو ما تأثر في عصرنا هذا نتيجة الثورة‬ ‫تاريخ القبول‪2020/10/8 :‬‬
‫التكنولوجية وصراع الحضارات وظهور العوملة والتي أضاعت التميز بين البلدان والثقافات املختلفة نتيجة سيادة ثقافة األقوى والتي كانت‬
‫نتاج فكره صدام الحضارات وهو ما جعل امليل ناحية الحضارة الغربية ذات املرجعية املادية والتي تسعى إلى التنميط وإلغاء الهوية أو الفكر‬
‫األخر‪ ،‬قديما يمكن أن تميز كل حضارة باملنتج املعماري لها فال يمكنك خلط الفرعوني باإلغريقي بالروماني كان هناك دائما حدود فاصلة بين‬
‫الحضارات تعكس ثقافتها وفكرها وحضارتها أما األن فال يمكنك أن تميز بين حضارة وأخرى فقد تم تذويب الحدود لصالح الثقافة األقوى‬
‫فقديما لم يكن هناك حدود بين الدول كما متعارف علية األن ولكن كان هناك حدودا معمارية تمكنك من معرفة أين أنت‪ ،‬ولكن األن ذابت‬
‫الحدود املعمارية فال يمكن أن تعرف أين أنت إال من خالل الحدود املادية التي قسمت الدول‪.‬‬ ‫الكلمات املفتاحية‬
‫ترجع هذه املشكلة إلى سيادة الفكر الواحد ومحاولة تغليب الفكر املادي (العلماني) على الفكر اإلنساني (املادة والروح) أو ما يمكن أن يطلق‬
‫العمارة املادية (العلمانية) –‬
‫علية الديني والتي أصبحت العوملة واحدة من اهم تطبيقاته حيث ال حدود ثقافية أو حضارية بين املجتمعات‪ ،‬ونتيجة للطفرات االقتصادية‬
‫االتجاه املعماري واالستدامة‬
‫التي ظهرت باملدن الخليجية كان النموذج الغربي العلماني (املادي) هو املسيطر على عمارة هذه املدن ويتم تقديمها كنموذج للتنمية دون النظر‬
‫وجودة الحياة – العمارة‬
‫ملا له من اثار على استدامة عمليات التنمية وجودة الحياة بهذه املدن‪.‬‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫يهدف البحث الي تحليل تأثير النموذج املعماري املتأثر بالنظرية الغربية (املادية‪/‬العلمانية) باملدن الخليجية على استدامة وجودة الحياة بهذه‬
‫املدن لبيان مدى مالئمته للمجتمع املحلي لهذه املدن وقدرته على الحفاظ او خلق هويه جديدة لها‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف يتبع البحث املنهج‬
‫االستقرائي النظري الذي يتناول اإلطار النظري للعمارة العلمانية (املادية) وتأثيرها على استدامة وجودة الحياة للعمارة باملدن الخليجية‪ ،‬بينما‬
‫ً‬
‫املنهج التحليلي فمن خالله يقدم البحث تحليال الحد نماذج العمارة الخليجية املتأثرة بالفكر املادي ودراسة تأثيره على عمليات االستدامة‬
‫وجودة الحياة للمبنى واملجتمع املحلي للخروج بالنتائج والتوصيات‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬ ‫‪Keywords‬‬
‫‪Cybersecurity has become an increasingly important issue at the national level as it has become an‬‬ ‫‪materialistic architecture -‬‬
‫‪important factor in improving the effectiveness of the digital environment in accordance with Saudi‬‬
‫‪Arabia's vision 2030. Since the end-user is one of the main pillars for the success of achieving‬‬
‫‪architectural trend,‬‬
‫‪cybersecurity goals through its proper interaction with the right mechanisms, therefore, it is crucial to‬‬ ‫‪sustainability, and quality‬‬
‫‪recognize the importance of the role of that serves as the key to success protection. The success of other‬‬
‫‪cybersecurity mechanisms depends heavily on the strength and efficiency of authentication systems and‬‬ ‫‪of life - human architecture.‬‬
‫‪the accuracy of the results of verification processes, so that the false accept and false reject rates are‬‬
‫‪minimized. However, since authentication is essentially a mechanism for achieving cybersecurity that is‬‬
‫‪directly related to the human in terms of interaction and usage, the role of that human is essential to the‬‬
‫‪success of verification processes. Acknowledging the importance of the role of the human, awareness of‬‬
‫‪proper behaviors to deal and interact with authentication methods is one of the best practices to achieve‬‬
‫‪best and most accurate results of verification processes. This study is designed to shed light on the‬‬
‫‪effectiveness of cybersecurity awareness programs and their role in improving the results of‬‬
‫‪authentication processes. The analytical descriptive method was adopted in the current study according‬‬
‫‪to the nature of the data obtained from the participants which reached 389 individuals based on reliable‬‬
‫‪and credible questionnaire. The results of the statistical analysis (One-way ANOVA) using SPSS show‬‬
‫‪an important and effective role of cybersecurity awareness programs in reducing the reflexive effect of‬‬
‫‪authentication methods on user behavior.‬‬

‫*بيانات التواصل‪:‬‬
‫قسم الهندسة املعمارية – كلية الهندسة – جامعة املنصورة‪.‬‬
‫البريد اإللكتروني‪ (i.hegazy@ymail.com) :‬إبراهيم رزق السيد‬
‫جميع الحقوق محفوظة لجامعة أم القرى ‪.4740-1685 / 4732-1685 © 2020‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫ملقاييس لكل من مادية وروحانية العمارة للخروج بمصفوفة للتحليل‪ ،‬بينما املنهج‬ ‫يرجع أساس النموذج العلماني املادي الي التعامل مع العمارة بنظرة واحدة‬
‫ً‬
‫التحليلي فمن خالله يقدم البحث تحليال الحد نماذج العمارة الخليجية املتأثرة‬ ‫تهتم باملادة فقط‪ ،‬وال تهتم باإلنسان ومكوناته (املادة والروح)‪ ،‬ومن ثم يمكن‬
‫بالفكر املادي من خالل مصفوفة التحليل التي تم استنتاجها من املنهج‬ ‫تلخيص إشكالية البحث في التساؤل الذي طرحة على عزت بيجوفيتش في كتابة‬
‫االستقرائي ودراسة تأثيره على عمليات االستدامة وجودة الحياة للمبنى واملجتمع‬ ‫اإلسالم بين الشرق والغرب (بيجوفيتش‪ ")2015 ،‬إذا لم يكن هناك روح‬
‫املحلي للخروج بالنتائج والتوصيات‪.‬‬ ‫لإلنسان‪ ،‬فلم إذن نحرص على أن يكون للمدن روح؟" ويتعرض هنا البحث‬
‫للعلمانية من مفهوم الفكر املادي الذي يرفض ما وراء الطبيعة (امليتافيزيقا) وليس‬
‫العلمانية باعتبارها ضد الدين‪ ،‬وهو ما مكننا من الدراسة املتأنية التي يمكن أن‬
‫تجد في العلمانية نموذج منقوص وليس مرفوض فاعتبار العلمانية ضد الدين‬
‫يجعلنا نرفضه بالكلية‪ ،‬أما كونه نموذج منقوص (مادي بحت) يجب أن يضاف‬
‫إليه البعد الروحي ليعبر عن اإلنسان‪ ،‬فإننا نجد رحابة أكثر في التعامل مع هذا‬
‫النموذج إليجاد عمارة تعبر عن اإلنسان أيا كان دينه أو معتقده حتى يمكن أن‬
‫نخرج من النموذج الشخص ي للعمارة االسالمية والذي يمكن أن يقص ى أو يشكل‬
‫شكل (‪ :)1‬منهجية البحث‪ .‬املصدر‪ :‬الباحث‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عند اآلخر حاجزا ولو نفسيا إلى مفهوم العمارة االنسانية األكثر رحابه واستيعابا‬
‫‪ -1‬العمارة واملادية‪:‬‬ ‫لآلخر‪.‬‬
‫تأثرت العمارة بالنتاج الفكري للتحول نحو التحديث الذي اهتم باملتغيرات‬ ‫التعامل مع العمارة بما يتفق وااليدلوجية العلمانية يجرد العمارة من واحدة‬
‫ً‬
‫الفكرية ونتاج العقل بديال عن الثوابت العقائدية لتصبح توجهات املفكرين هي‬ ‫من أهم مميزاتها وهي التنوع والتفرد الناتج عن التعبير عن املكان والزمان وهو‬
‫الحاكم الجديد للرؤية بعد أن كانت العالقة مع اإلله هي املصدر الوحيد للرؤية‬ ‫التعريف الذي عرف به املعماري محمد مكية العمارة (الخيون‪ )2015 ،‬وهو‬
‫(السيد‪ )2008 ،‬وسيتم توضيح ذلك في النقاط التالية‪:‬‬ ‫يختلف عن تعريف فيتروفيس للعمارة )‪ (vitruvius, 1914‬والذي يحصرها في‬
‫ماديتها حيث الوظيفة والجمال واملتانة‪ ،‬ومن ثم فإن حصر العمارة في النموذج‬
‫‪ 1-1‬النظرية املعمارية الغربية ومتتالية الحداثة‪- :‬‬
‫املادي فقط يجردها من إنسانيتها وهو ما عبر عنه النموذج العلماني‪ ،‬أما النموذج‬
‫إن متتالية الحداثة الغربية تعني جميع مراحل الفكر الحديث وتتضمن مراحل‬ ‫اإلسالمي على سبيل املثال فقد اهتم بالعمارة اإلنسانية التي تعبر عن املادة والروح‬
‫التحديث‪ ،‬والحداثة‪ ،‬وما بعد الحداثة‪ ،‬ولقد كان لهذا التحول في املفاهيم من‬ ‫معا وهو األقرب إلى التميز والخصوصية الحضارية ومع التوسع في النموذج‬
‫ثبات العقيدة إلى الفكر أثر كبير على العمارة فقد وقعت تحت تأثير ما يسمي‬ ‫العلماني سادت مالمح هذا النموذج على حساب خصوصية املجتمعات وطغى‬
‫ً‬
‫باملتغير األيديولوجي متمثال في النظرية املعمارية الغربية ومثال ذلك العمارة قبل‬ ‫النموذج املادي للعمارة‪ ،‬وهو ما يمكن أن يمثل إشكالية كبيرة على اإلنسان‬
‫الحداثة‪.‬‬ ‫وتحويلة إلى مجرد آلة وتجريده من إنسانيته وقد عبر عن ذلك املفكر عبد الوهاب‬
‫تعريف العمارة قبل دخول مصطلح الحداثة (السيد‪-:)2008 ،‬‬ ‫املسيري باستخدامه ملصطلح" التشيؤ"‪.‬‬
‫هي النتاج الحضاري اإلبداعي املعبر عن خصوصيات الجماعات الحضارية على‬ ‫ومن ثم يمكن تحديد املشكلة البحثية في غياب النموذج االنساني للعمارة والتي‬
‫مدار التاريخ خالل مشاركة الكل اإلنساني الجمعي لتحقيق احتياجاته اإلنسانية‬ ‫تمثل فيه املادة والروح وجهان لعملة واحدة وطغيان النموذج املادي العلماني‬
‫واملادية والتعبير عن ذاته وخلق وفاق معنوي مع البيئة املحيطة‪.‬‬ ‫والذي يرفض املاورائيات ومن ثم التميز والخصوصية الحضارية لكل مجتمع‪،‬‬
‫والتي تبدو مظاهرها في طغيان هذا النموذج وخاصة في نهاية القرن العشرين‬
‫وقد ظهرت مراحل متتالية للحداثة في العمارة كالتالي‪- :‬‬
‫وبداية القرن الواحد والعشرين وغياب النموذج االنساني وخاصة في املجتمعات‬
‫مرحلة التحديث(الصراع)‪- :‬‬ ‫أ‪-‬‬ ‫العربية االسالمية والتي أصبح النموذج العلماني واحد من أهم اهداف التنمية‬
‫بدأت في أوائل القرن التاسع عشر نتيجة لظهور العلم الحديث واتسمت‬ ‫والتحضر التي تسعى لها هذه املجتمعات دون دراسة او تمحيص‪.‬‬
‫بالصراع بين اتجاهين متضادين وهما‪- :‬‬ ‫يهدف البحث باألساس الي دراسة تأثير النموذج املعماري املتأثر بالنظرية‬
‫‪ -‬اتجاه يدعو إلى الكالسيكية والتغني بأمجاد املاض ي فظهر الطراز القوطي في‬ ‫الغربية (املادية‪/‬العلمانية) باملدن الخليجية على استدامة وجودة الحياة بهذه‬
‫املباني الجامعية والدينية والذي يمثل الشهامة والفروسية والطراز اإلغريقي‬ ‫املدن لبيان مدى مالئمته للمجتمع املحلي وقدرته على الحفاظ على هويته او خلق‬
‫الذي يمثل الحرية كما استخدمت الطرز البيزنطية والفرعونية‪.‬‬ ‫هويه جديدة‪ ،‬ومن ثم وضع معايير لتقييم إنسانية العمارة أو ماديتها من خالل كل‬
‫من معايير جودة الحياة واالستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬اتجاه يدعو للبساطة والفكر القائم علي العلم وظهرت املادية املباشرة كأساس‬
‫لهذا االتجاه الذي ابتدعه االنشائيون مثل أدولف لوس الذي دعا لالبتعاد عن‬ ‫يتبع البحث املنهج االستقرائي النظري الذي يتناول اإلطار النظري للعمارة‬
‫الزخارف كمرحلة انتقالية بين القديم والحديث‪.‬‬ ‫العلمانية (املادية) وتأثيرها على استدامة وجودة الحياة للعمارة باملدن الخليجية‪،‬‬
‫الي جانب املنهج اإلسالمي الذي يوازن بين املادة والروح‪ ،‬يخلص املنهج االستقرائي‬

‫‪58‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫اختلف الطابع فهي تسحر العين ألن هناك منطق التماسك واالنسجام بين‬ ‫وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأت تتشكل مالمح العمارة‬
‫األجزاء رغم كثرة التنوع في الوحدة كما أنه لكي يكون العمل عضويا تكون‬ ‫الحديثة بظهور مواد اإلنشاء الجديدة‪ ،‬وكذلك نوعية مباني لم تكن موجودة من‬
‫وظيفة الجزء من نفس نوع وظيفة الكل ويكون لألجزاء نفس خواص وصفات‬ ‫قبل‪ ،‬كما ظهرت املدرسة العقالنية ومن روادها فيوليه لودوك‪.‬‬
‫الكتلة كلها وتشارك في تحديد طابعها وشخصيتها واستمرارها" (الخولي‪،‬‬ ‫ب‪ -‬مرحلة الحداثة‪- :‬‬
‫‪ )1989‬وهو ما يوضحه شكل رقم (‪.)2‬‬
‫بدأت مرحلة الحداثة مع بدايات القرن العشرين ومن روادها رايت وميس‬
‫ولوكوربوزييه‪ ،‬وقد تزامنت مع ظهور النظرية املعمارية الحديثة والتي فشلت في‬
‫التعامل مع اإلنسان وحولت املعتقدات إلى رؤى مادية حيث أخذت تعمل على‬
‫التسوية بين اإلنسان واآللة‪.‬‬

‫شكل (‪ :)2‬نماذج من عمارة الحداثة توضح البعد عن الزخارف والبساطة في التعبير الي‬ ‫مرحلة ما بعد الحداثة‪- :‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫جانب االندماج مع الطبيعة‪ .‬املصدر‪www. Great building .com :‬‬ ‫وهي مرحلة ظهرت بها محاوالت لحل األزمات التي خلفتها الحداثة فهي تعطي‬
‫ب‪ -‬مرحلة ما بعد الحداثة‪ :‬تأثر صياغة اتجاه ما بعد الحداثة معماريا علي أساس‬ ‫الفرصة للتعديل والتطوير ولكنها ال تصل إلى عالج نهائي لالزمة‪.‬‬
‫مجموعه من املحاور الفكرية يمثل املحور األول منها نموذج لسيطرة املادة علي‬ ‫‪ 2-1‬مظاهر املادية‪- :‬‬
‫املعماريين مع تأكيد مبدأ املركزية – املادية‪ -‬والذي يتمثل في املظهر التاريخي‪،‬‬
‫لقد تبدت مظاهر املادية في العديد من املجاالت الثقافية والعلمية‪ ،‬املجال‬
‫أو املحور الثاني وهو الالمركزية والتعددية وتتمثل في حالة الفردية التامة‪،‬‬
‫االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬واملجال السياس ي كما ظهرت في العمارة كواحدة من‬
‫ونظرا لهيمنة املادة وتفكك الذات اإلنسانية فلن يأتي التمثيل املعماري علي‬
‫املجاالت الثقافية وقد ظهرت صور مادية (علمنة) العمارة خالل عدة مراحل زمنية‬
‫هيئة اتجاه لجماعة من املعماريين أو موضوع بمثابة العامل املشترك وإنما‬
‫شملت مرحلة التحديث‪ ،‬والحداثة‪ ،‬وما بعد الحداثة ونظرا ألن لكل مرحلة سماتها‬
‫اتجاهات تنتمي لنفس اإلطار مع التركيز علي أعمال معماري معين كما في تمثيل‬
‫املميزة فقد ظهرت تأثيراتها بأشكال مختلفة في العمارة‪ ،‬وقد ظهرت ثالث مراحل‬
‫أعمال جاودي عند الحديث عن اآلرت نوفو كما يلي‪:‬‬
‫حاكمة ملادية العمارة هي التحديث والحداثة وما بعد الحداثة ويمكن تلخيصها في‬
‫‪ -‬املحور األول‪ :‬تناول التيار الكالسيكي التاريخي الذي ساد في مرحلة ما بعد‬ ‫التالي‪- :‬‬
‫الحداثة مثال على ذلك نتاج مايكل جريفز كنموذج للصياغة املعمارية املتأثرة‬
‫أ‪ -‬مرحلة التحديث والحداثة‪ :‬اثرت الرؤى الفلسفية على االتجاهات املعمارية‬
‫بهذا االتجاه الصورتان االولي والثانية شكل رقم (‪.)3‬‬
‫فنجد ان هناك ثالث رؤى أساسية اثرت على التفكير املعماري وهي "العقل‬
‫‪ -‬املحور الثاني‪ :‬تناول تيار الخروج عن اإلطار بما في ذلك االتجاه التفكيكي مثال‬ ‫الفعال بديال عن العقل املتلقي" ولقد جعلت هذه املقولة االبداع املعماري‬
‫على ذلك نتاج بيتر أيزنمان كنموذج للصياغة املعمارية التي تعبر عن هذا‬ ‫قاصر على عمل العقل الفعال(املعماري) وعملية التصميم ال تتم في إطار‬
‫االتجاه وهو ما يوضحه الصورتان األخيرتان شكل رقم (‪.)3‬‬ ‫حميمية التفاعل بين املعماري والبيئة املحيطة وإنما في إطار العقل (فكر‬
‫املعماري وحده) من خالل العمل املتواصل للمعماري ونظمه التعبيرية‬
‫ومقاييس الرسم املحكمة التي استخدمها‪ ،‬اما املقولة الثانية فهي "أسبقية‬
‫املادة في الوجود على الفكر" فنجد أن سيادة النموذج املتمركز حول الطبيعة‬
‫(املادة) فيعبر ميس فانديروه عن أهدافه وشعاراته التي ال يحقق ذاته إال من‬
‫خاللها فيؤكد ذاتية العمل علي حساب الذات اإلنسانية ومن شعاراته أيضا‬
‫"القليل يعني الكثير" ‪ less is more‬فهو يستخدم اإلمكانات املادية للتعبير عن‬
‫ذاته وتعد املادة هي وسيلته لتحقيق أفكاره الداعية إلي اختزال النتاج املعماري‬
‫والبساطة املتناهية وغلبة التجريد والتبسيط واالختزال علي العمل املعماري‪.‬‬
‫يأتي على املستوى العلمي مفهوم "العالقة بين الشكل والوظيفة ‪/‬والتوزيع‬
‫الجغرافي للتنوع األحيائي" وقد ساعد هذا املفهوم املعماريون إلى صياغة مبدأ‬
‫العالقة التوافقية بين الشكل والوظيفة حيث ظهرت هذه األفكار البيولوجية‬
‫شكل (‪ :)3‬أمثلة لعمارة مرحلة ما بعد الحداثة توضح االتجاة التاريخي والتفكيكية‪.‬‬ ‫في العملية التصميمية فظهرت مقولة "الشكل يتبع الوظيفة" عند لويس‬
‫املصدر‪www. Great building .com :‬‬ ‫سوليفان فالوظيفة هي التي تخلق التشكيل املناسب الذي يالئمها كما ظهر‬
‫هذا الفكر بصورة مباشرة في العمارة العضوية عند فرانك لويد رايت حيث‬
‫‪ 3-1‬مظاهر إنسانية العمارة‪ :‬سعت عمارة الحداثة وما بعد الحداثة إلي‬
‫اعتبر مرحلة هامة في تاريخ الفكر املعماري فهو ينقل املركزية من اإلنسان إلي‬
‫التنميط العاملي ابتعدت عن اإلنسانية والقيم الروحية الكامنة في بنية أي مجتمع‪،‬‬
‫الطبيعة حيث يقول‪" :‬يوجد في الطبيعة قانون التكيف لظروف البيئة ومهما‬

‫‪59‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫وأفكاره مما صبغ الحضارة اإلسالمية بصبغة مميزة‪ ،‬في العمارة اإلسالمية والتي‬ ‫وهيمنت عليها الواحدية املادية‪ ،‬فعملت علي تفكيك اإلنسان برده إلي عنصر مادي‬
‫تعتبر واحد من أهم األمثلة على العمارة اإلنسانية وتمثل احترامها لإلنسان في‬ ‫فقط لذا فقدت أهم مقومات إنسانية العمارة‪ ،‬حيث البد من معالجة ما تعاني‬
‫النقاط التالية‪:‬‬ ‫منه العمارة اليوم من التشظي والتجزئة وذلك بدراسة متطلبات الحاجة‬
‫األساسية املفترض توفرها في العمارة للوصول إلي عمارة إنسانية تستلهم املوروث‬
‫‪ -‬املقياس اإلنساني‪ :‬فالغرض األساس ي من العمارة هو تحقيق السكينة والثقة‬
‫لتحقيق بيئة معمارية متكاملة‪ ،‬وتحافظ علي الهوية والخصوصية‪ ،‬بما يساعد‬
‫لشاغلي املبنى سواء كان عام أو خاص فاألصل هو اإلنسان وحاجاته ومنه‬
‫املصمم لجعل نتاجه أكثر كفاءة وبما يتالءم ومتطلبات العصر الحديث بما فيه‬
‫تتسلسل مراحل العمارة دون أن تنفصل عنه في أي مرحلة من مراحله ويتجلى‬
‫املقياس اإلنساني في العمارة في تحقيق التوازن املناخي في التكوين املعماري‬ ‫من إمكانيات تقنيه‪.‬‬
‫واالهتمام بالعزل أي تخفيف املؤثرات املناخية الخارجية عن املبني‪.‬‬ ‫إن تحقيق عمارة إنسانية ال يمثل فقط املحافظة علي التراث الحضاري كقيمة‬
‫ثقافية موروثة كانت تحمل العمارة فيها طابع القداسة ‪،‬ولكن من خالل إبداع‬
‫‪ -‬الخصوصية‪ :‬ملستعملي املسكن واآلخرين باالنفتاح نحو الداخل وتوجيه‬
‫عمارة تحقق املتطلبات األساسية من النواحي الوظيفية القيمية واالقتصادية‬
‫الرؤيا للسماء حيث يمثل الفناء الداخلي تعبيرا عن طبيعة الحياة االجتماعية‬
‫واالجتماعية والبيئية‪ ،‬وإن كان بالحد األدنى الذي يصون الكرامة اإلنسانية‬
‫واملناخية حيث يراعي أسبقية الداخل على الخارج واملضمون على الشكل‬
‫وينطلق نحو اإلبداع وإال كان هذا مخالفا للواجب والضمير األخالقي‪ ،‬ويتأتى ذلك‬
‫والجوهر على املظهر‪.‬‬
‫من خالل استلهام العناصر و العالقات والقواعد التنظيمية من العمارة التقليدية‬
‫‪ -‬البساطة في املظهر‪ :‬مما يعني بساطة الواجهات الخارجية ألسباب كثيرة أبرزها‬ ‫املوروثة وصهرها مع املفاهيم واملتطلبات العصرية للمجتمعات العربية اإلسالمية‬
‫رغبة املعماري بعدم التظاهر والتفاخر وتشكيل عمارة بسيطة متواضعة‬ ‫إذ أن خصوصية الفرد ترتبط بعقائد املجتمع وتقاليده إضافة إلي أهمية تحقيق‬
‫وظيفية اقتصادية بحد أدني من الزخرف والتزيين‪.‬‬ ‫األمن والطمأنينة التي تمثل احدي الحاجات األساسية‬
‫‪ -‬انسجام الشكل املعماري مع املضمون الوظيفي‪ :‬اختالف العادات واللغات‬ ‫ويمكن مالحظة أن غالبية املصممين واملخططين يهتمون باحتياجات‬
‫والحضارات يوجد تنوعا في اإلبداع مع التصاق قوي بالوظيفة واملضمون‪.‬‬ ‫املستعمل كمحدد أولي لتصميماتهم كمبدأ فعال لفكرة استدامة التصميم‬
‫‪ -‬الوحدة والتنوع‪ :‬التنوع مع الوحدة يماثل التعامل مع األصوات إلنتاج التناغم‬ ‫املعماري والعمراني وتوافقه مع احتياجات مستعمليه املتجددة واملتغيرة‪ ،‬ويمكن‬
‫فتنوع أساليب العمارة يعبر عن دور اإلبداع في التصميم املعماري بالتنوع في‬ ‫القول إن االحتياجات اإلنسانية ال تعني فقط االحتياجات املادية ولكنها تشمل‬
‫األساليب والطرز واألشكال وبهذا كان التنوع مصحوبا دائما بوحدة األسس‬ ‫االحتياجات االجتماعية والروحية والثقافية )‪ (maarouf, 2001‬فقد اتفقت‬
‫الجمالية التي يقوم عليها اإلبداع االنساني‪.‬‬ ‫الرأسمالية واملاركسية في أن االحتياجات اإلنسانية هي احتياجات مادية فقط‪،‬‬
‫ولذا يعتقد أنهما لم يستمرا فترة طويلة فاملادية ال يمكن أن تحقق االستدامة على‬
‫‪ -‬املحورية والتدرج الفراغي‪ :‬البناء التجميعي والتدرج الفراغي يضفي نوعا من‬ ‫املدي البعيد )‪.(brown, 1981‬‬
‫التواضع اإلنساني واملرونة واالتصال البصري بين التنظيم الفراغي ومحاور‬
‫الحركة واالنسيابية وخلق فضاءات عامة وشبة عامة لتدعو بذلك إلي أنسنه‬ ‫‪ 1-3-1‬االعتبارات اإلنسانية كمؤشر تصميمي‪- :‬‬
‫املكان‪.‬‬ ‫يجب اال يقتصر املبني او النتاج املعماري علي اإلطار اإلنشائي فقط وانما يجب‬
‫‪ 2-3-1‬دوراملضمون في الصياغة املعاصرة للعمارة االنسانية‪:‬‬ ‫ان يحتوي علي مضامين تتعلق بالنواحي اإلنسانية واالجتماعية فإذا أخذنا‬
‫املسكن كمثال للعمارة التي يجب ان تتوفر بها االعتبارات اإلنسانية فال تتحقق‬
‫يعبر املضمون في العمارة االنسانية عن مجموعة القواعد واألسس التي‬ ‫فكرة السكن اال بوجود املسكن وساكنه كوجهين لعملة واحدة بهدف خلق البيئة‬
‫أوجدت هذه العمارة إما املفردات املعمارية في الشكل الخارجي والداخلي جاءت‬ ‫السكنية املالئمة لساكنيها واعتماد ذلك في طرح الحلول والبدائل التصميمية‬
‫مكملة لهذا األساس بحيث يجمع العمل املعماري بين الثابت (املعتقدات الدينية)‬ ‫للبيئة العمرانية بشكل عام والتي تعني باتخاذ االعتبارات اإلنسانية مؤشرا‬
‫واملتغير (الشكل الخارجي)‪ ،‬فعلي سبيل املثال فإن الخصوصية واحدة من املبادئ‬ ‫تصميميا للعمارة بشقيها الوظيفي النفعي والحس ي التعبيري بما يوفر الطمأنينة‬
‫الهامة التي تقوم علي مبدأ ال ضرر وال ضرار وهو مبدأ عقدي في األساس عبر عنة‬ ‫والراحة وملبية ملتطلبات الحاجة وباعتبار ان العمل املعماري واالعتبارات‬
‫املعماري املسلم من خالل توجيه املبني نحو الداخل واإلقالل قدر اإلمكان من‬ ‫اإلنسانية كل ال يتجزأ‬
‫الفتحات الخارجية والتي وان وجدت فإنها مغطاة باملشربيات وفي مستوي نظر‬
‫اعلي من املارة وكذلك استخدام املدخل املنكسر وان اختلف أساليب التعامل مع‬ ‫ويمكن إيجاز مؤشرات اإلنسانية في العمارة في التأكيد على مبدأ الخصوصية‬
‫املفردات املعمارية من مكان إلي آخر ولكنها عبرت في جوهرها عن املضمون‬ ‫"يا أيها الذين آمنوا ال تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأنسوا وتسلموا علي أهلها‬
‫االنساني للخصوصية‪.‬‬ ‫ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون" للحرص علي خصوصية املسكن‪ ،‬وكذلك إقرار‬
‫مبدأ الوسطية "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"‪ ،‬وكذلك مبدأ عدم اإلسراف‬
‫إن عمليات التأصيل للعمارة املعاصرة في بلداننا العربية والخليجية منها على‬ ‫والبساطة والتواضع واملساواة والتكامل االجتماعي‪ ،‬كما يبرز مبدأ التجريد‬
‫وجه الخصوص والتي واجهت عمليات التأصيل بها العديد من االتجاهات والتي‬ ‫وكراهية التشخيص فاألطروحات اإلسالمية أثرت علي سلوك املجتمع اإلسالمي‬

‫‪60‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫مع البيئة لها اساس عقائدي يمكن ان تبني علية وهي ان االنسان مستخلف في‬ ‫يمكن تلخيصها في ثالث اتجاهات هي كالتالي (طارق حبيب‪ ،‬شوكت القاض ي‪،‬‬
‫االرض ومعني املستخلف هو املؤتمن اي من يستفيد من وجودة علي االرض في‬ ‫‪:)2001‬‬
‫اعمارها وتنميتها ولكن بما يتوافق مع احتياجاته دون اسراف يؤدي الي االضرار‬ ‫‪ .1‬رأى سطحي يمسخ التراث باستخدام مجموعة من املفردات املعمارية التراثية‬
‫بمقومات الحياة ملن يلونه‪ ،‬ونجد ان هذا املبدأ يتفق تماما مع فكر االستدامة‬ ‫مع األعمال املعمارية الحديثة‪.‬‬
‫املعاصر‪.‬‬
‫‪ .2‬رأي يستخدم العناصر التراثية بدون تفكير‪.‬‬
‫‪ .3‬رأي واع يستخدم التراث مع الوعي الكامل باملفردات التراثية وأصول‬
‫االستنساخ دون الوقوع في مصيدة النقل واملحاكاة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فقد ظهرت رؤية أخرى تبنى فكر االتجاه نحو املعاصرة ويدعو‬
‫أصحاب هذا االتجاه إلى العاملية والبحث عن الجديد املطلق بدعوى انه ما كان‬
‫مناسبا لالمس ليس من الضروري أن يكون مناسبا اليوم وهو ما ادي ان تكون‬
‫االعمال املعمارية التي تتبع هذا املنطلق الفكري بعيدة عن ثقافة وروح االماكن‬
‫التي يجب ان تعبر عنها وعن هويتها‪.‬‬
‫‪ 4-1‬مبادئ العمارة اإلنسانية النابعة من عمارتنا املحلية‪:‬‬
‫يبني اي فكر معماري علي مجموعة من املبادئ واالسس التي تميزه عن غيره من‬
‫االتجاهات املعمارية ومن ثم فإن الفكر املعماري اإلنساني يعتمد على مجموعة‬
‫من املبادئ التي راعت املعتقدات الدينية والظروف البيئية واالجتماعية مثل مبدأ‬
‫شكل (‪ :)4‬أمثلة للعمارة اإلنسانية النابعة من املحلية واملتوافقة مع مبادئ العمارة‬ ‫التوجيه الي الداخل‪ ،‬ومبدأ حماية املبني من الخارج‪ ،‬مبدأ الخصوصية‪ ،‬مبدأ‬
‫اإلنسانية السابقة‪.‬‬ ‫التوافق مع البيئية )‪.(M,F. Mahmoud, M,I. Elbelkasy, 2016‬‬
‫‪ 5-1‬مقاييس املادة والروح في العمارة‪- :‬‬ ‫مبدأ التوجيه الى الداخل‪ :‬يعتبر الفناء واحد من اهم العناصر املعمارية‬
‫يهدف البحث باألساس الي الوصول الي منهجية تصميم متوافقة إنسانية تراعي‬ ‫التراثية التي تحقق مبدأ التوجيه الي الداخل فهو يوفر االضاءة الطبيعية للمبني‬
‫االحتياجات املادية والروحية لإلنسان ومن ثم فإن وجود مقاييس لكل من املادة‬ ‫والتهوية للفراغات الداخلية دون الحاجة الي وجود فتحات كبيرة في الواجهات‬
‫والروح تمكننا من قياس البنى ومدى مالئمته لإلنسان لهي واحدة من أهم خطوات‬ ‫الخارجية للمبني مما يحقق مبدأ الخصوصية‪ ،‬كما يتوافق مع البيئة الحارة‬
‫البحث‪ .‬والختيار مقايس لكل من املادة والروح يجب أوال ً أن نتعرض ملعايير‬ ‫الرطبة والجافة‪.‬‬
‫القياس االزم قياسها لكل من املادة والروح في املبنى‪.‬‬ ‫مبدأ حماية املبنى من الخارج‪ :‬يعتبر مبدأ حماية املبني من الخارج أحد اهم‬
‫‪ 1-5-1‬معاييرقياس املادة‪- :‬‬ ‫املبادئ التي اهتم بها املعماري القديم في مجتمعاتنا العربية ألنها واحده من اهم‬
‫املعالجات البيئية التي تساعد على تقليل االحمال الحرارية على الفراغات‬
‫يجب ان تتعامل معايير قياس املادية في العمارة مع النقاط التالية‪:‬‬ ‫الداخلية للمبني وكان يلجا اليها عن طريق زيادة سمك الحائط الخارجي للمبني‬
‫‪ -1‬تحقيق االحتياجات املادية فقط مع مواكبة التطور التكنولوجي‬ ‫وتقليل الفتحات وخاصة في الحوائط املعرضة ألشعة الشمس‪.‬‬
‫‪ -2‬التعامل في األساس مع التقدم التكنولوجي وظهور واستخدام مواد حديثة‬ ‫مبدأ الخصوصية‪ :‬يعد مبدأ الخصوصية واحد من اهم املبادئ التي تعامل‬
‫ودراسة سلوك املواد كهدف رئيس ي هو املحرك للفكر املعماري‪.‬‬ ‫معها املعماري في مجتمعاتنا العربية في العصور املتقدمة ملا يحققه من مبدأ ال‬
‫ضرر وال ضرار‪ ،‬كما انه يتوافق مع الطبيعة االجتماعية للعديد من مجتمعاتنا‪،‬‬
‫‪ -3‬يحكم العمل املعماري سلوك املبنى كمادة دون النظر للبيئة املحيطة‬
‫وكان يتم تطبيق هذا املبدأ من خالل االنفتاح على الداخل وتقليل الفتحات‬
‫وطبيعتها‪.‬‬
‫الخارجية وان وجدت قام بوضع املشربيات والرواشين عليها كما ان املداخل‬
‫‪ -4‬االهتمام بقياس أداء املبنى املادي على حساب اللغة واملفردات مع عدم‬ ‫ً‬
‫عولجت لتكون منكسرة تحقيقا لهذا املبدأ‪.‬‬
‫االهتمام بمراعاة البعد الحضاري والتميز بين املجتمعات‪.‬‬
‫مبدأ التو افق مع البيئة‪ :‬يعد التوافق مع البيئة واحد من اهم املبادئ التي‬
‫‪ 2-5-1‬معاييرقياس الروحانية‪- :‬‬ ‫اسست للفكر املعماري في املجتمعات العربية قديما وكان هو العنصر االساس ي‬
‫التعبير عن الروح وقياسها هو تعبير غير دقيق فالنفس ورضا املستخدم هو‬ ‫املميز لهذه العمارة حتي وصفت بانها عمارة بيئية نتيجة توجه املعماري القديم الي‬
‫التعبير االدق لذا فإن الرضا املجتمعي والفردي عن العمارة سيكون هو املقياس‬ ‫انتاج عمارة تعبر عن البيئة التي بنيت فيها من حيث استخدام املواد والتالؤم مع‬
‫ً‬ ‫الظروف املناخية واالنسجام مع املوقع والوسط املحيط باملبني‪ ،‬وعملية التوافق‬
‫األساس ي عوضا عن الروح وهذا املقياس يجب أن يحقق املعايير التالية‪- :‬‬

‫‪61‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫مقاييس تصميمية‪ :‬وتدرس مؤشرات التصميم (جودة التصميم – التصميم‬ ‫‪ -1‬الرضا املجتمعي عن العمارة وقدرة العمارة على التعبير عن ثقافة املجتمع‬
‫للمعاقين – املباني الذكية)‪.‬‬ ‫وخصوصيته‪.‬‬
‫‪ -2‬قدرة املبنى عن التعبير عن هوية املجتمع واالحساس باملكان‪.‬‬
‫‪ -3‬تحقيق خصوصية املجتمع وتوافق الطابع املعماري له مع الطابع املعماري‬
‫للبيئة املحيطة والنسيج العمراني املحيط‪.‬‬
‫‪ 6-1‬االستدامة وجودة الحياة كمقاييس للمادة والروح‪- :‬‬
‫يحقق كل من مقياس استدامة املبنى معايير قياس مادية املبنى كما يحقق‬
‫مقياس جودة الحياة معايير قياس روحانية املبنى ولذا فإن البحث يتعامل مع كل‬
‫من االستدامة ومعايير جودة الحياة كمقياس لكل من املادية والروحانية في العمارة‬
‫لصياغة مصفوفة التحليل‪.‬‬
‫للعمارة مقاييس مادية يمكن قياسها (كانبعاث الكربون ‪ -‬توفير الطاقة)‪ ،‬كما‬
‫أن لها مقاييس روحية يمكن قياسها من خالل قياس درجة استمتاع املجتمع‬
‫بالبيئة والعمارة )‪ ،(UIA, 2012‬وتعبر مؤشرات قياس كل من مادية وروحانية‬
‫العمارة عن طريق استخدام مؤشرات جودة الحياة لقياس روحانية العمارة والتي‬
‫تتلخص في مدى رضا املستخدمين عن العمارة‪ ،‬الي جانب استخدام مؤشرات‬
‫االستدامة كمقياس ملادية العمارة وتتلخص املؤشرات في التالي‪- :‬‬
‫‪ 1-6-1‬مؤشرات جودة الحياة‪:‬‬
‫تشتمل على ثالث محاور رئيسية كالتالي (يوسف‪- :)2008 ،‬‬
‫‪ -‬العمارة واالنسان‪ :‬وهي املؤشرات التي تهتم بدراسة العالقة بين االنسان‬
‫والعمارة ودرجة التفاعل بينهما وتتلخص في (فهم العمارة – اإلحساس باملكان‬
‫– املشاركة املجتمعية – تميز البيئة املحلية)‪.‬‬
‫‪ -‬املبنى والثقافة‪ :‬وهي املؤشرات التي تتعامل مع العوامل الثقافية للمكان ودرجة‬
‫شكل (‪ :)5‬مقاييس روحانية ومادية العمارة‬ ‫تفاعل املبني مع الثقافة املحلية وخلق ثقافة معاصرة تميز البيئة املحلية‬
‫وتتلخص في (العمارة والفن – الهوية والطراز – الحفاظ على املباني التراثية –‬
‫املصدر‪ :‬الباحث‬
‫قيمة املبنى)‪.‬‬
‫ويوضح الشكل رقم (‪ )5‬معايير قياس روحانية ومادية العمارة من خالل كال من‬
‫‪ -‬العمارة واملجتمع‪ :‬ويتناول العالقة بين املجتمع واملبنى وضمان مدى رضا‬
‫مقاييس جودة الحياة وقياس االستدامة‪.‬‬
‫املجتمع املحلي عن املبنى ودرجة مشاركته في التصميم والتقييم‪ ،‬الي جانب‬
‫‪ 7-1‬استنتاج مصفوفة التحليل‪:‬‬ ‫عالقة املبنى بما حوله وتتلخص املؤشرات في (رضا املستخدمين – عالقة‬
‫يعتمد استنتاج مصفوفة التحليل على تحقيق أهداف املصفوفة والتي يمكن‬ ‫الجوار – الطابع املعماري – مركزية املباني الدينية)‬
‫أن تتلخص في التالي‪- :‬‬ ‫‪ 2-6-1‬مؤشرات االستدامة‪:‬‬
‫‪ -1‬التحقق من مدى مالئمة املشروع لطبيعة البيئة التي يمثلها‪.‬‬ ‫تنقسم مؤشرات االستدامة الي أربعة محاور رئيسية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -2‬التحقق من مدى تعبير املشروع عن طبيعة املجتمع املحلي‪.‬‬ ‫مقاييس بيئية‪ :‬وهي تلك املقاييس التي تهتم بدراسة املؤشرات البيئية مثل‬
‫‪ -3‬الفلسفة التي يتبعها املشروع وتأثيرها على التصميم املعماري له‪.‬‬ ‫(التهوية الطبيعية – اإلضاءة الطبيعية – التوجيه – معالجة الواجهات)‪.‬‬

‫‪ -4‬منهجية التصميم وتأثرها بفلسفة املشروع‪.‬‬ ‫مقاييس اقتصادية‪ :‬وتهتم بدراسة املؤشرات االقتصادية (الراحة الحرارية –‬
‫إعادة تدوير املبنى – تكلفة االنشاء – مواد البناء – استهالك الطاقة)‪.‬‬
‫‪ 1-7-1‬استنتاج مصفوفة التحليل من املنهج النظري للبحث‪- :‬‬
‫مقاييس عمرانية‪ :‬وتهتم بدراسة املؤشرات العمرانية (الفراغات والبنية‬
‫ينقسم املنهج النظري للبحث الي ثالث أجزاء رئيسية هي‪:‬‬
‫التحتية الخضراء – النسيج العمراني – جودة الفراغ العام)‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫‪ 8-1‬املثال التحليلي‪:‬‬ ‫‪ -‬مقاييس مادية وروحانية العمارة‪.‬‬ ‫‪ -‬الفكر املادي للعمارة‪.‬‬


‫يتناول البحث بالتحليل مثال على املباني الثقافية وقد تم اختيار مبني متحف‬ ‫‪ -‬الفكر االنساني للعمارة‪.‬‬
‫اللوفر بابو ظبي للمعماري جان نوفيل كمثال لهذا النوع من املباني والذي تم‬ ‫ً‬
‫يمثل كال الفكر املادي واإلنساني للعمارة تحديدا ملعايير مادية وروحانية‬
‫اختياره كأحد أهم املباني الحديثة في املنطقة‪.‬‬
‫العمارة لذا فإنها تشكل العمود الرئيس ي في املصفوفة بينما مقاييس املادية‬
‫لوفر أبو ظبي (لوفر الصحراء)‬ ‫اسم‬ ‫والروحانية تشكل الصف الرئيس ي للمصفوفة ونتيجة التقاطع تبين مدي تحقيق‬
‫النموذج‬
‫جان نوفل‬ ‫املعماري‬ ‫املفردات ملادية او روحانية العمارة كما يوضح شكل رقم (‪.)6‬‬
‫جزيرة السعديات – مدينة أبو ظبي‪ -‬االمارات العربية املتحدة‬ ‫املوقع‬ ‫الفكر املادي للعمارة‪ :‬يتناول مجموعة العوامل التي تمثل التعبير عن‬ ‫أ‪-‬‬
‫متحف فني هدفه أن يكون حلقة وصل بين الشرق والغرب وهو أحد‬
‫مباني املجمع الثقافي العاملي الذي‬ ‫مادية العمارة والتي تتمثل في ‪:‬‬
‫ً‬
‫خطط لتأسيسه بالجزيرة والذي يضم أيضا‪:‬‬

‫التعريف باملبني‬
‫متحف جوجنهايم أبو ظبي صممه فرانك جيري‪.‬‬ ‫‪ -‬املساقط االفقية‪.‬‬ ‫‪ -‬التشكيل العام‪.‬‬
‫متحف زايد الوطني صممه فوستر & بارتنرز‪.‬‬
‫‪ -‬التشكيل الجزئي واملفردات‪.‬‬
‫متحف أبو ظبي للفنون االستعراضية (دار املسارح والفنون املعمارية)‬
‫صممته زها حديد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الفكراالنساني للعمارة‪ :‬يتناول معايير إنسانية العمارة والتي يمكن أن‬
‫املتحف البحري وصممه تادو أندو‪.‬‬
‫استوحي املعماري الفن العربي في تصميم املتحف حيث‬ ‫تتلخص في التالي‪- :‬‬
‫تغطيه قبه هائلة مرصعة بالنجوم تسمح بدخول أشعة‬
‫الشمس عبر فتحات تشبه انسياب النور بين االواق‬ ‫الفكره‬ ‫‪ -‬متطلبات جمالية‪.‬‬ ‫‪ -‬عوامل سيكلوجية‪.‬‬
‫املسننة لسعف نخيل الصحراء‪ ،‬كما يظهر املبني‬ ‫التصميمية‬
‫كنموذج مصغر ملدينة البندقية االيطالية حيث تتجاور‬
‫‪ -‬عوامل إنسانية‪.‬‬
‫املياه مع عمارة املتحف‪.‬‬ ‫ج‪ -‬مقاييس مادية وروحانية العمارة‪ :‬تنقسم مقاييس مادية وروحانيه‬
‫تم تصميم املتحف بشكل مدينة مصغرة تشبه أرخبيال‬ ‫الفكر‬
‫العمارة الي كل من معايير االستدامة ومعايير جودة الحياة ويقيس كل‬
‫املستوي الفكري‬

‫في البحر وتضم ‪ 55‬مبني أبيض استوحي من تصميم‬ ‫التصميمي‬


‫املساكن املنخفضة في العمارة العربية التقليدية‪.‬‬ ‫مؤشر منهم العناصر التالية‪- :‬‬
‫البيئي‬
‫ً‬
‫اوال‪ :‬معايير االستدامة‪:‬‬
‫يصل قطر القبة التي تغطي املبني الي ‪180‬م بينما يصل‬
‫ارتفاع حافتها السفلية‪29‬م وترتفع اعلي نقاطها الي‪40‬م‪،‬‬ ‫‪ -‬اقتصاديات البناء‪.‬‬ ‫‪ -‬املعالجات املناخية‪.‬‬
‫وتصل وزنها ‪ 7500‬طن ترتفع على أربعة أعمدة تفصل‬ ‫الفكر‬
‫بينها مسافة ‪110‬م تتواري داخل ثنايا املتحف مما يوحي‬ ‫التصميمي‬ ‫‪ -‬عمر املبنى‪.‬‬ ‫‪ -‬املستوى العمراني‪.‬‬
‫بأنها معلقة‪ ،‬كما تتكون من ‪ 8‬طبقات أربعه منها من‬ ‫االنشائي‬
‫الحديد الصلب واألخرى داخلية يفصلها هيكل فوالذي‬ ‫‪ -‬مستوى التصميم‪.‬‬
‫بارتفاع خمسة امتار‪.‬‬ ‫ً‬
‫ظهر املسقط االفقي بأشكال هندسية صريحة من‬ ‫ثانيا‪ :‬معايير جودة الحياة‪:‬‬
‫مربعات متضامه وذات لون أبيض يشبه تخطيط املدن‬
‫العربية القديمة حيث تم تصميمه على شكل مدينة‬ ‫املسقط‬ ‫‪ -‬املبنى والثقافة‪.‬‬ ‫‪ -‬العمارة واالنسان‪.‬‬
‫متحف كما ظهر املسقط االفقي كأنه يسبح في بركة من‬ ‫االفقي‬
‫املياه باإلضافة الي وقوعه في الجزيرة حيث تحيطه املياه‬
‫‪ -‬عوامل اجتماعية‪.‬‬
‫من جهات عديدة‪.‬‬
‫املستوي املادي‬

‫ظهرت الكتل بأشكال مكعبات بيضاء متجاورة تغطيها‬


‫قبة ضحمة مسيطرة‪.‬‬ ‫تشكيل‬
‫الكتل‬

‫في حين ظهرت الكتل البيضاء صماء وخالية من اي‬


‫تشكيالت ظهرت القبة الفضية اللون مزخرفة بأشكال‬ ‫املفردات‬
‫نجمية (ما يقارب ‪ 8000‬نجمة مكرره) متداخلة‬
‫والواجهات‬
‫ومختلفة االحجام والزوايا ومن عدة طبقات‪.‬‬
‫اتخذ املتحف من االنفتاح والتسامح ركيزة اساسية حيث تم التركيز‬
‫على التفاعالت بين الحضارات بدال عن التصنيف املتبع عادة بتسلسل‬
‫االنساني‬
‫املستوي‬

‫الحضارات‪ ،‬كما ينساب أشعة الشمس من فتحات القبة لتعطي تأثيرا‬


‫كأمطار من الضياء داخل الفراغ كما يصفها نوفل مما يجمع بين‬
‫شكل (‪ :)6‬منهجية استنتاج مصفوفة التحليل‬
‫الضوء والظل والتأمل والهدوء وهو ما يوضحه شكل رقم (‪.)7‬‬
‫املصدر‪ :‬الباحث‬

‫‪63‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫شكل (‪ :)7‬تأثير القبة عل التشكيل العام للمتحف في الفراغ الخارجي والداخلي‬


‫‪www.hw.architecture.fr/wp-content/upload/2016/09/3-scd-‬‬ ‫املصدر‪:‬‬
‫‪interview-ajn-2011-low.pdf‬‬

‫‪64‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫معاييرجودة الحياة‬ ‫معاييراالستدامة‬


‫مقاييس‬
‫مقاييس جوده اجتماعية‬ ‫مقاييس جوده ثقافية‬ ‫مقاييس مرنة إنسانية‬ ‫مقاييس عمرانية‬ ‫مقاييس اقتصادية‬ ‫مقاييس بيئية‬
‫تصميمية‬

‫إمكانية إعادة تدوير املبنى‬


‫الفراغات والبنية التحتية‬
‫رضا املستخدم عن املبنى‬

‫تميز الشخصية املحلية‬

‫مواد البناء املتوافقة‬

‫معالجات الواجهات‬
‫املبنى الديني كمركز‬

‫املشاركة املجتمعية‬
‫الحفاظ على املباني‬

‫التصميم للمعاقين‬

‫جودة الفراغ العام‬

‫اإلضاءة الطبيعية‬
‫اإلحساس باملكان‬

‫النسيج العمراني‬

‫التهوية الطبيعية‬
‫استهالك الطاقة‬
‫الطابع املعماري‬

‫الراحة الحرارية‬
‫جودة التصميم‬
‫الهوية والطراز‬

‫تكلفة اإلنشاء‬
‫الفن والعمارة‬

‫املباني الذكية‬
‫عالقة الجوار‬

‫فهم العمارة‬
‫قيمة املبنى‬

‫الخضراء‬

‫التوجيه‬
‫التراثية‬
‫عوامل مادية‬
‫املواد الجديدة‬
‫الزخارف‬
‫الراحة املادية‬
‫الخصوصية‬

‫التشكيل العام‬
‫الحضارية‬
‫الجمع بين‬
‫املتناقضات‬
‫سيطرة الفردية‬
‫االنفتاح على‬
‫الطبيعة‬
‫املقياس‬
‫اللون‬

‫التشكيل الجزئي واملفردات‬


‫مواد اإلنشاء‬
‫النسب‬
‫العالقة مع‬
‫السماء‬
‫السد واملفتوح‬
‫الغاطس والبارز‬

‫املسقط الحر‬

‫املساقط األفقية‬
‫املوديول‬
‫الشكل قبل‬
‫املضمون‬

‫‪65‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫معاييرجودة الحياة‬ ‫معاييراالستدامة‬


‫مقاييس‬ ‫مقاييس‬
‫مقاييس جوده اجتماعية‬ ‫مقاييس جوده ثقافية‬ ‫مقاييس مرنة إنسانية‬ ‫مقاييس اقتصادية‬ ‫مقاييس بيئية‬
‫تصميمية‬ ‫عمرانية‬

‫إمكانية إعادة تدوير املبنى‬


‫الفراغات والبنية التحتية‬
‫رضا املستخدم عن املبنى‬

‫تميز الشخصية املحلية‬

‫مواد البناء املتوافقة‬

‫معالجات الواجهات‬
‫املبنى الديني كمركز‬

‫املشاركة املجتمعية‬
‫الحفاظ على املباني‬

‫التصميم للمعاقين‬

‫جودة الفراغ العام‬

‫اإلضاءة الطبيعية‬
‫اإلحساس باملكان‬

‫النسيج العمراني‬

‫التهوية الطبيعية‬
‫استهالك الطاقة‬
‫الطابع املعماري‬

‫الراحة الحرارية‬
‫جودة التصميم‬
‫الهوية والطراز‬

‫تكلفة اإلنشاء‬
‫الفن والعمارة‬

‫املباني الذكية‬
‫عالقة الجوار‬

‫فهم العمارة‬
‫قيمة املبنى‬

‫الخضراء‬

‫التوجيه‬
‫التراثية‬ ‫عوامل إنسانية‬
‫األشكال األساسية‬
‫اللون األبيض‬
‫األسطح امللساء‬

‫عوامل روحانية‬
‫الدفع الراس ي نحو‬
‫السماء‬
‫املبالغة في مقياس‬
‫الكتل‬
‫مصادر الضوء‬
‫مراعاة النسب‬
‫التدرج الفراغي‬

‫عوامل سيكولوجيه‬
‫البساطة‬
‫الوظيفة والجمال‬
‫التشكيل والبيئة‬
‫الفراغ والوظيفة‬
‫الخصوصية‬
‫أسس وجماليات‬

‫متطلبات جمالية‬
‫التشكيل‬
‫الفخامة‬
‫الغموض‬
‫الزخارف‬
‫عالقة سلبية‬ ‫جدول رقم (‪ )1‬مصفوفة التحليل ملتحف اللوفر أبو ظبي املصدر‪ :‬الباحث‬ ‫عالقة إيجابية‬ ‫مفتاح رموز الجدول‬

‫‪66‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫استغل اغلب الفراغ العام سواء داخل وخارج املبني في عمل مسطحات‬ ‫‪ -‬لم يظهر املعماري احساسا باملكان وال عالقة الجوار وال طابع الخاص‬
‫مائية استخدمت في تبريد وتحسين درجات الحرارة تحت القبة بينما يختفي هذا‬ ‫باملنطقة (وان كان له طرازه املميز وليس املحلي) فلم يحافظ على خصوصية‬
‫العنصر داخل فراغات العرض‪.‬‬ ‫املكان‪ ،‬كما لم يحظى باملشاركة املجتمعية النفصاله بفكره عن املجتمع‬
‫فقد اهتم بعنصر االبهار والجذب البصري (الشكل) أكثر من العوامل‬
‫‪ -‬االستعانة بالتراث ‪:learning from tradition‬‬
‫السابقة (املضمون) وهو ما يوضحه شكل رقم (‪ )8‬من القبة املسيطرة على‬
‫استخدم مفردات تراثية اسالمية وعربية ولكنها غير خاصه بمنطقة‬ ‫التكوين‪ ،‬فلم تظهر سمات انسانية واضحة من عمارة تراعي مشاعر‬
‫االمارات (مثل القبة واملقرنص والنجمة العربية) بأسلوب مفرغ من املضمون‪.‬‬ ‫االنسان وتحترم الطبيعة والبيئة‪ ،‬كما لم تكن بسيطة غير مكلفة او‬
‫النتائج والتوصيات‪:‬‬ ‫مستخدمة للتكنولوجيا الهادئة ‪.proper technology‬‬

‫تتلخص النتائج والتوصيات في النقاط التالية‪:‬‬


‫أوال النتائج‬
‫‪ -‬العوامل املادية في العمارة ثالثة هي التشكيل العام‪ ،‬التشكيل الجزئي‬
‫واملفردات املعمارية واملسقط االفقي‪.‬‬
‫شكل (‪ :)8‬سيطرة القبة علي التكوين‬
‫‪ -‬من املظاهر املادية في العمارة استخدام املواد الجديدة‪ ،‬عدم استخدام‬
‫الزخارف‪ ،‬انعدام الخصوصية الحضارية التركيب والتعقيد والجمع بين‬ ‫املصدر‪https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-7091-:‬‬
‫املتناقضات‪.‬‬ ‫‪1251-9_6‬‬
‫‪ -‬تتنوع االحتياجات اإلنسانية بين االحتياجات املادية كالجوع والعطش الي‬ ‫‪ -‬صياغة مفاهيم جديده للتكوين‪ ،‬وإعادة ابتكار التكوين الهندس ي وبرنامج‬
‫جانب االحتياجات الروحية كالرضا عن النفس وتحقيق الذات وتذوق‬ ‫املشروع‬
‫الجمال‪.‬‬ ‫‪Rethinking typologies &reinventing geometry and programmed‬‬
‫‪ -‬يجب ان تحقق العمارة االحتياجات النفسية والفسيولوجية لإلنسان‬ ‫حيث سيطرت القبه علي اغلب أجزاء التكوين مع عدم ظهور تأثيرها داخل‬
‫فاالهتمام بالخصوصية والهوية الشخصية ال تقل عن املتانة والحماية من‬ ‫قاعات العرض واقتصار رؤيتها من الداخل علي الفراغات العامة والبينية‬
‫البيئة والطبيعة‪.‬‬ ‫)‪ ،(frederic imbert, others, 2012‬باإلضافة الي ان القبه عنصر شائع‬
‫ً‬ ‫االستخدام في مختلف الحضارات اال أنه استخدمها بأسلوب ونسب مختلفة‬
‫‪ -‬قدمت العمارة اإلسالمية نموذجا وسطيا بين املادة والروح وظهر ذلك في‬
‫معالجة الشكل والوظيفة‪ ،‬االهتمام باملضمون الي جانب الشكل‪.‬‬ ‫حيث استخدم االبعاد الواسعة والتعقيد الهندس ي فهي غير مستوحاه من أي‬
‫أشكال حرفيه محدده‪ ،‬باإلضافة الي صياغه برنامج املشروع بإضافة عناصر‬
‫‪ -‬سيطرة الرؤية الفردية للنموذج املعماري الغربي للمعماري يؤدي الى‬
‫جديده ومنها قاعات العرض الدائم واملؤقت‪ ،‬متحف االطفال‪ ،‬قاعات‬
‫اختيارات قد تكون قاصرة او تنبع من الشكل فقط كما حدث في لوفر أبو‬
‫املشاهدة‪ ،‬فراغات خاصة لتيسير اجراءات الحفاظ علي املبني ‪conservation‬‬
‫ظبي حيث قصر املعماري العمارة العربية علي عمارة الظل والنور ولم‬
‫‪ facilities‬ولكنه نجح في اعادة صياغة مواد البناء والتشكيالت لصياغة أشكال‬
‫يتطرق ملضمون العمارة العربية وروحها‪ ،‬كما ظهرت رؤيته الفردية في الهوية‬
‫هندسية جديده تميزت باالبتكار والتعقيد‪.‬‬
‫والطراز املميز وليس املحلي فقد كان الشكل أهم من املضمون فهو لم يراعي‬
‫الخصوصية الحضارية فهو لم يتوافق مع النسيج العمراني للمنطقة‬ ‫‪ -‬إعادة صياغة الرموز املعمارية وتكوين هجين من الثقافة االجتماعية‪:‬‬
‫املحيطة وال تراث املنطقة‪.‬‬ ‫‪Reconsidering symbols& creating socio-cultural hybrids‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬العمارة اإلسالمية قدمت نموذجا للعمارة اإلنسانية التي تهتم بالقيم‬ ‫استخدم مفردات العمارة العربية التراثية بأسلوب معاصر (بتفريغها من‬
‫الحضارية للمجتمعات واالهتمام بالتشكيل املادي الي جانب االهتمام‬ ‫مضمونها واالهتمام بالتشكيل فقط) فاهتم بالتشكيالت املعمارية ومظهر املبني‬
‫باملضمون وهو ما خلق التوازن بين املادة والروح‪.‬‬ ‫ولكنه أغفل املضامين االنسانية فالقبة ذات مقياس غير انساني لم يظهر‬
‫ثانيا التوصيات‪:‬‬ ‫تأثيرها اال في تكوين املناخ املصغر تحتها فهي لم تعبر عن االنسان العربي وال‬
‫‪ -‬يجب أن تعبر العمارة عن االنسان بجميع مكوناته املادية والروحانية وتعبر‬ ‫طبيعة املنطقة العربية‪ ،‬كما لم تظهر بها البساطة والتكنولوجيا الهادئة‬
‫عن مكوناته الحضارية والثقافية وهو ما يجب أخذه في االعتبار عند‬ ‫واملتوافقة والتي تكون محفزه للوجدان واملشاعر اإلنسانية‪ ،‬كما ظهرت التكلفة‬
‫تخطيط وبناء املدن الجديدة في مصر وفي العالم العربي‪.‬‬ ‫الهائلة لإلنشاء وهي من سمات التكنولوجيا املتقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة توعية املجتمعات املحلية بدور املعماري وأهمية العمارة ودورها في‬ ‫إعادة صياغة الفراغ العام والحديقة االسالمية ‪reinventing‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعبير عن املجتمع وثقافته وتاريخه ودورها في تشكيل املجتمع وسلوكياته‬ ‫‪:public space‬‬
‫فيما بعد الي جانب نشر ثقافة جوده الحياة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫إبراهيم رزق السيد‪ ،‬محمد صالح الدين السيد ‪ ،‬سماح محمد عزمي حسن االمام‬ ‫مجلة جامعة أم القرى للهندسة والعمارة‪ ،‬مجلد (‪ )11‬العدد (‪)2020( 68-57،)1‬‬

‫[‪ ]13‬هيثم أحمد السيد‪ .)2008( .‬العمارة من القداسة الى العلمنة (رؤية‬ ‫‪ -‬العمل على دراسة منهجية للتصميم املعماري تهتم بالنموذج اإلنساني‬
‫لتفسير الواقع المعماري المعاصر ‪ -‬تطبيقات على التجربة‬ ‫لتكون بديال ملنهجيات التصميم املعتمدة على النموذج املادي وهو املتعارف‬
‫المصرية)‪ .‬رسالة ماجستير‪ .26 ،‬القاهرة‪ :‬جامعة القاهرة ‪ -‬كلية‬ ‫علية في املناهج التعليمية املعمارية في العالم العربي ومحاولة تطوير وتعديل‬
‫الهندسة‪.‬‬
‫هذه املنهجية لتقديم نموذج معماري يراعي املعايير اإلنسانية ويتفق مع‬
‫تاريخ وثقافة املنطقة‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالتجديد والصياغات املعاصرة لألشكال والعناصر التراثية بما‬
‫يحقق التوافق بين الشكل واملضمون واحد من أهم اهداف العمارة فال‬
‫يجب التوقف عند االشكال واملفردات املعمارية التراثية فقط ولكن يجب‬
‫إظهار روح العصر ولكن بخلق للتوازن بين املادية والروحانية‪.‬‬
‫املراجع‬
‫[‪brown, l. r. (1981). building a sustainable society. ]1‬‬
‫‪w.w. norton & company.‬‬
‫‪frederic‬‬ ‫‪imbert,‬‬ ‫‪others.‬‬ ‫[‪(2012). ]2‬‬
‫‪https://link.springer.com/chapter/10.1007/978-3-‬‬
‫‪7091-1251-9_6.‬‬ ‫‪Retrieved‬‬ ‫‪from‬‬
‫‪www.link.springer.com.‬‬
‫[‪M,F. Mahmoud, M,I. Elbelkasy. (2016). islamic ]3‬‬
‫‪architecture: between moulding and flexibility.‬‬
‫‪islamic heritage architecture and art.‬‬
‫[‪maarouf, n. m. (2001). an approach to housing ]4‬‬
‫‪sustainability in new communities. doctoral thesis.‬‬
‫‪cairo: cairo university - faculty of engineering.‬‬
‫[‪Serag Al-din, I. (2007). Renewal and ]5‬‬
‫‪authentication in Islamic societies architecture.‬‬
‫‪Egypt: Bibliotheca Alexandrina.‬‬
‫[‪UIA. (2012, 3 15-17). http/: andreescu- ]6‬‬
‫‪gaivoronski.com. Retrieved from www.andreescu-‬‬
‫‪gaivoronski.com.‬‬
‫[‪vitruvius. (1914). the ten books on architecture. (m. ]7‬‬
‫‪morgan, Trans.) london: humphery milford, oxford‬‬
‫‪university press.‬‬
‫[‪ ]8‬ايمن محمد مصطفى يوسف‪ .)2008( .‬توجيه التنمية العمرانية من‬
‫خالل مؤشرات جودة الحياة‪ .‬رسالة دكتوراة غير منشورة‪ .‬القاهرة‪،‬‬
‫جمهورية مصر العربية‪ :‬جامعة عين شمس ‪ -‬كلية الهندسة ‪ -‬قسم‬
‫الهندسة المعمارية‪.‬‬
‫[‪ ]9‬رشيد الخيون‪ .)2015 ,11 1( .‬عراقي من بعداد ‪ -‬المعماري محمد‬
‫مكية سيرة وأثر‪ .‬مجلة الجديد‪.‬‬
‫[‪ ]10‬طارق حبيب‪ ،‬شوكت القاضي‪ .)2001( .‬االطار الفكري لتوظيف‬
‫الموروث المعماري االسالمي في المدن العربية المعاصرة‪ .‬ندوة‬
‫التراث العمراني في المدن العربية بين المحافظة والتأصيل‪ .‬حمص‬
‫‪ -‬سوريا‪.‬‬
‫[‪ ]11‬على عزت بيجوفيتش‪ .)2015( .‬االسالم بين الشرق والغرب‬
‫(المجلد الطبعة السادسة)‪( .‬محمد يوسف عدس‪ ،‬المترجمون)‬
‫القاهرة‪ :‬دار الشروق‪.‬‬
‫[‪ ]12‬مصطفى محمد عطية الخولي‪ .)1989( .‬دراسة في العمارة‬
‫العضوية‪ .‬رسالة ماجستير‪ .24 ،‬القاهرة‪ :‬جامعة الزقازيق ‪ -‬كلية‬
‫الهندسة بشبرا‪.‬‬

‫‪68‬‬

You might also like