You are on page 1of 430

‫جواهر األنفاس‬

‫جَوَاهِرُ األنفَاس وَذَخائِر األرْمَاس‬


‫يف مناقب احلبيب اإلمام‬

‫علي بن حسن بن عبد اهلل العطاس‬

‫تأليف‬
‫الش يخ اهلامم عبد هللا بن امحد ابسودان‬
‫‪1266--1178‬ه‬
‫اعتىن به‬
‫امحد بن معر بن طالب العطاس‬
‫غفرهللا هل ولوادليه آمني‬

‫‪1‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪2‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫امحلد هلل رب العاملني ‪ ،‬وبه نس تعني ‪ ،‬عىل آمور ادلنيا وادلين ‪،‬‬
‫والصالة والسالم عىل آرشف املرسلني ‪ ،‬س يدان محمد وعىل آهل وحصبه‬
‫آمجعني ‪ ،‬وعىل من تبعهم ابحسان اىل يوم ادلين ‪.‬‬
‫آما بعد ‪ :‬فهذا كتاب جواهر النفاس وذخائر الرماس يف مناقب‬
‫المام العالمة احلبيب عيل بن حسن العطاس تأليف العامل العالمة آجعوبة‬
‫الزمان الش يخ عبد هللا بن آمحد ابسودان ‪ ،‬فقد من هللا علينا ابحلصول‬
‫عىل الكتاب املذكور وقرآئته ومراجعته وتصحيح ما آمكن تصحيحه من‬
‫تصحيف يف اخملطوطات آوس بق قمل ‪ ،‬كام مت معل مراجعة الايت وترقميها‬
‫وفهرس للمواضيع الواردة فيه ‪ ،‬وترمجة مؤجزة للمؤلف ‪ ،‬وقد حتصلت عىل‬
‫عدة خمطوطات من الكتاب املذكور واكلتايل ‪:‬‬
‫‪ -1‬خمطوطة بقمل الس يد عيل بن حامد بن حمسن بن حامد بن حمسن‬
‫بن عيل بن حسني العطاس اترخي الفراغ من نساخهتا الثامن من‬
‫ربيع الول س نة ‪1341‬ه كتهبا لمس س يدي الوادل محمد بن آمحد‬
‫بن عبد هللا العطاس ‪.‬‬
‫‪ -2‬خمطوطة بقمل الس يد سامل بن محمد بن عبد هللا بن سامل بن معر‬
‫العطاس اترخي الفراغ من نساخهتا الثاين من شهر شعبان س نة‬
‫‪1344‬ه كتهبا لمس س يدي اجلد آمحد بن عبد هللا بن طالب‬
‫العطاس ‪.‬‬
‫‪ -3‬خمطوطة بقمل س يدي الوادل معر بن آمحد العطاس كتهبا لعهل يف‬
‫العقد الرابع من القرن الرابع عرش ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ -4‬خمطوطة بقمل الس يد حمسن بن سامل بن محمد العطاس اترخي الفراغ‬


‫من نساخهتا ‪ 1406/11/2‬ه‬
‫وقد اكن اعامتدي يف النقل كساس عىل اخملطوطة اليت بقمل الس يد‬
‫عيل بن حامد العطاس واملراجعة عىل اخملطوطات الخرى يف حاةل وجود‬
‫اختالف يف النقل آواشاكل بيامن اخملطوطات املذكورة لكها متطابقة ال فامي‬
‫ندر ‪ ،‬وقد مقت بطباعته للمرة الوىل واكن الفراغ مهنا سلخ ربيع الول‬
‫س نة ‪1422‬ه وآعدت املراجعة والتصحيح مرة اثنية واكن الفراغ مهنا يف‬
‫‪1434/12/17‬ه فامحلد هلل اذلي يرس وآعان ‪ ،‬فأسأل هللا الكرمي آن‬
‫ينفعنا بأرسارمه وعلوهمم ويفيض علينا ما آفاضهم علهيم وآن يعود ذكل النفع‬
‫علينا وعىل وادلينا وآولدان ولك من هل حق علينا وصىل هللا عىل س يدان‬
‫محمد وعىل آهل وحصبه وسمل وامحلد هلل رب العاملني ‪.‬‬
‫آمحد بن معر بن طالب العطاس‬
‫الحساء ‪1434/12/17 :‬ه‬

‫‪4‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ترمجة وجزية للمؤلف‬


‫هووو الش و يخ عبوود هللا بوون امحوود بوون عبوود هللا بوون عبوود الوورمحن‬
‫ابسودان ‪ ،‬وينهتي نس به اىل الش يخ معور بون محمود بون آن النشووات مون‬
‫ذرية املقداد بن السود الكندي الصحان ‪.‬‬
‫مودله ببادية وادي دوعون عوام ‪ 1178‬هوو اكواكن يعورف ابلصووت‬
‫فوق جبال دوعن ‪.‬‬
‫جده آابالنشوات اكن يسكن قريوة غيول آن سوودان املسوامة اليووم‬
‫بغيل معر بقرب ساه الشهرية يف ابدية حرضموت اجلنوبية عىل مسافة حنوو‬
‫يومني للقوافل من تورمي عوىل احودى الطورق املسولوكة اىل الشوحر ‪ ،‬ويف‬
‫منتصف القرن السابع اكن الش يخ معر بن محمد بن آن النشوات يوددد اىل‬
‫دوعن لغراض اقتصادية ‪ ،‬فأمثر تردده اتصاهل ابلش يخ الصوويف سوعيد بون‬
‫عيىس و العمووودي صوواحب قيوودون وعليووه تتلمووذ متصوووفا واذا ابلرغبووة يف‬
‫استيطان وادي دوعن متل فكره للقرب من شو يهه املوذكور فصوار يرغوب‬
‫جووده آاب النش ووات يف سووكىن دوعوون ح و وافقووه عووىل النتقووال بأرستووه‬
‫وسكنوا قرية الرشق يف ضاحية اخلريبة ‪ ،‬واها دفن الش يخ آبو النشوات ‪،‬‬
‫ويف دوعن اش هتر هؤلء املشاخي الكنديون بأل ابسودان نس بة اىل موطهنم‬
‫القدمي متيزيا هلم عن غريمه من الناس ‪ ،‬مث مازال الش هتار يزداد ح صوار‬
‫علام علهيم ‪.‬‬
‫نشأة وبداية حياة املؤلف العلمية ‪:‬‬
‫اكنت نشأته اكدينة اخلريبة مدبيوا عوىل سوأ آبيوه ‪ ،‬وقود تتلموذ يف‬
‫آول آمره عىل الش يخ عبد هللا بن امحد ابفارس ابقيس متفقهوا بعود حف وه‬

‫‪5‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫للقرآن الكرمي وقد آسوفرت سو نني مداومتوه عوىل طلوب العومل متلقيوا عوىل‬
‫شو يود دوعوون وغووريمه يف حرضووموت ادلاخوول متلقيووا موون علوووهمم ‪ ،‬وموون‬
‫آشهرمه وآجلهم السادات الفاضل والعلامء والوليا ‪ ،‬مفهنم ‪ :‬احلبيوب حامود‬
‫بن معور املنفور ‪ ،‬والعالموة احلبيوب معور بون سوقاف السوقاف ‪ ،‬والعالموة‬
‫احلبيب ش يخ بن محمد اجلفري صاحب مليبار ‪ ،‬والعالمة احلبيب امحد بون‬
‫معر بون يوي‪ ، ،‬والعالموة احلبيوب احلسون بون صوا البحور ‪ ،‬والعالموة‬
‫احلبيب جعفر بن محمد العطاس ‪ ،‬والعالمة احلبيب طواهر بون حسوني بون‬
‫طوواهر ‪ ،‬والعالمووة احلبيووب عبوود هللا بوون حسووني بوون طوواهر ‪ ،‬والعالمووة‬
‫احلبيب حسن بن عبد هللا احلداد ‪ ،‬والعالمة احلبيب امحد بن حسون بون‬
‫عبد هللا احلداد ‪ ،‬وغريمه من علامء المين واحلرمني ‪.‬‬
‫واذا اكنت تلمذته لهؤلء الشو يود لهوا صوبغهتا الصووفية فوان شو يخ‬
‫فتحووه يف علوووم الرشوويعة واحلقيقووة وغووريهام العالمووة احلبيووب معوور بوون عبوود‬
‫الرمحن البار موىل جالجل ‪ ،‬كام عليه همر يف اكفة العلوم ال اهرة والباطنوة‬
‫حو علوووم اللغووة والبالغووة ودراسووة الدب والشووعر ‪ .‬وآصووبح واحوودا موون‬
‫العلووامء الس و بعة اذليوون تفتحوور اهووم حرضووموت ملعهووم بووني العوومل والثقافووة‬
‫والصدارة والتصوف والتدريس والتأليف والصالح الجامتع ومه ‪:‬‬
‫احلبيب عبد هللا بن آن بكر عيديد ( ترمي )‬
‫الش يخ عبد هللا بن سعد بن يري ( خلع راشد )‬
‫احلبيب عبد هللا بن عيل بن شهاب ( ترمي )‬
‫احلبيب عبد هللا بن معر بن حيىي ( مس يةل آل ش يخ )‬
‫احلبيب عبد هللا بن حسني بلفقيه ( ترمي )‬

‫‪6‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الش يخ عبد هللا بن امحد ابسودان ( اخلريبة دوعن )‬


‫احلبيب عبد هللا بن حسني بن طاهر ( مس يةل آل ش يخ ) حيو‬
‫اكن للك من هوؤلء العيوان املوذكورين دور ابرز يف ماكاوة ال ومل ون و‬
‫الضعيف واصالح ذات البني ‪.‬‬
‫واذا اكن قوود بكوور ارشاقووه ووهوووره واعسوواعه يف عديوود موون العلوووم‬
‫املتنوعة فقد اكن انبغا موهواب ‪ ،‬ومن غري شك وقد آصبح عاملا مون العلوامء‬
‫وش و يها موون الش و يود آن يووأذن هل آسوواتذته ابلتوودريس والفتوواء وارشوواد‬
‫اخلالئووق فاكنووت هل مشوو يحته العلميووة وزعامتووه الصوووفية ‪ ،‬وهل مريوودوه‬
‫الصووووفيون الكنوووريون ‪ ،‬كوووام هل تالميوووذه العلميوووون مووون اكفوووة الجنووواس‬
‫والطبقوات جممووال لح و هلووم ‪ ،‬فو عديود هوورأ عليوه يف آنوواال العلوووم‬
‫العقليوة والنقليوة ‪ ،‬ويكفيوك مون آلووانم ابنوه الشو يخ محمود بون عبود هللا ‪،‬‬
‫والعالمة الش يخ حسن بن فارس ابقيس ‪.‬‬
‫وقد اكن رمحه هللا مالزموا لشو يهه احلبيوب معور بون عبود الورمحن‬
‫البار موىل جالجل لزوم ال ل لصاحبه حو ل ق قق قوح ولققْوح ‪ .‬قوال ر هللا‬
‫عنه يف بعض اجازاته لبعض مريديه ‪:‬‬
‫لنا الخذ التام والتعلق العام عن آشو ياد كثوريين ‪ ،‬وآ وة معتو ين‬
‫وآكرثمه من السادة العلويني ‪ ،‬فقود اتصولت واجتعوت وانتفعوت وارتفعوت‬
‫بكنري من آ هتم وآعيانم ممن يربوا الميان يف قلب النواور الوهيم مون حقيقوة‬
‫اميانم ‪ ،‬واكنوت معورفيت لكورث ممون اتصولت اهوم بواسوطة سو يدي واموا‬
‫ومقوم آود امياين واسال آحود حموارم الوليوة ‪ ،‬الاكشوفني عون خمودرا ا ‪،‬‬
‫وبدور الهدايوة الطوالعني يف سوامء بينا وا ‪ ،‬الشو يخ احلبيوب معور بون عبود‬

‫‪7‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الرمحن البار موىل جالجل ‪ ،‬فقد حصبته مدة مديودة ‪ ،‬وقورآت عليوه كتبوا‬
‫عديدة ‪ ،‬وآلبس ين ولقنين وعين ن ولح ين ‪ ،‬وحصبتوه يف آغلوب زايراتوه‬
‫لوادي ابن راشد حرضموت ‪ ،‬ويف رحلته اىل احلرمني عن طريوق البحور ‪،‬‬
‫وقد وافته املنية آثناء الطريق وكنوت اىل جانبوه وذكل عوام ‪ 1212‬هوو ومت‬
‫دفنه فوق ساحل البحر يف حمل يقال هل ( جالجل )‬
‫واذا اكن املؤلف رمحه هللا معيق النوزعة العلوية فالجعبا اندماجوه يف‬
‫العلويني ح اكن صورة مصغرة من صورمه الرائعة هيئة وسكينة وطريقوة‬
‫وسوورية ونسوواك وعلومووا وتصوووفا وعبووادة وزهوودا وورعووا واس و تقامة وذوقووا‬
‫ومرشاب ‪ ،‬مكتأثر شديد التأثر حبيا م العلمية وادلينية والصوفية ‪.‬‬
‫وقد آخذ عنه احلبيب العوارف ابهلل عيودروس بون معور احلب و ‪،‬‬
‫ومماقاهل يف كتابه عقد اليوقيت بعود آن عودد مشواخيه مون السوادة العلوويني‬
‫قال ‪ :‬وممن اخذان عهنم من غريمه من ذوي اليقان وآجودر مون يقودم موهنم‬
‫آول لسعته علام وعرفاان ومعال وهوو الثوامن عرشو مون آشو يال ‪ ،‬الشو يخ‬
‫احملقق يف علوم الرشيعة والعرفان ‪ ،‬العلوي طريقة ‪ ،‬املقودادي نسو بة ‪ ،‬آبوو‬
‫محمد عبد هللا بن امحد بن عبد هللا ابسودان ر هللا عنه وآرضاه ‪ ،‬فقد‬
‫زار ن وادلي اليووه عووام ‪ 1249‬هووو وآان قبوول سوون التيووزي ‪ ،‬وقورآت عليووه‬
‫درسا يف منت الزبد ‪ ،‬وبعود ذكل اتصولت بوه عودة مورات قورآت عليوه فهيوا‬
‫مجموعة كتبه ‪ :‬فيض الرسار ‪ ،‬وحدائق الرواح ‪ ،‬ولوامع النووار ‪ ،‬وكتوب‬
‫يل اجووازة يف لك كتوواب مهنووا ولقنووين وآلبس و ين ‪ ،‬آخوورزايرة اكنووت عووام‬
‫‪ 1265‬هو‬

‫‪8‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وممن اتصل اهم وتتلمذ علهيم املؤلوف رمحوه هللا احلبيوب صوا بون‬
‫عبد هللا العطاس صاحب معود ‪ ،‬قوال احلبيوب صوا رمحوه هللا ‪ :‬لوجوود‬
‫رواب‪ ،‬املودة واحملبة بني وادلي والشو يخ عبود هللا ابسوودان آخوذين الووادل‬
‫من معد اىل اخلريبة يف سن مبكرة وسولمين للشو يخ املوذكور وآمقوت عنوده‬
‫يف بيته آنل من علوموه ‪ ،‬وذات لويةل رآيوت ر اي مناميوة موع الشو يخ عبود‬
‫هللا وكن الش يخ يقول للحبيب صا ‪ :‬من آفضل آنمت آهل البيت آم حنون‬
‫آهل العمل ؟ فأجبته ‪ :‬آنمت بنا وحنن ابهلل مث ب ‪ ،‬فقال هل الشو يخ هوذا هوو‬
‫رابطنا ب اي آهل البيت ونر جو هللا آن حيقق ذكل ‪ .‬وبعود وفواة الشو يخ‬
‫عبد هللا ابسودان راثه احلبيب صا بقصيدة طويةل مطلعها ‪:‬‬
‫واحللو من رب النفوس‬ ‫محدا عىل مر القضا‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫صدقا كقول العيدروس‬ ‫سلامننا ذي مننا‬
‫وممن اتصل ابملؤلف رمحه هللا احلبيب آبوبكر بن عبد هللا العطواس‬
‫‪ ،‬وقد ذكر احلبيب امحد بن حسن العطاس يف مجموال الكمه آنوه ذات مورة‬
‫اكن يف جملوس احلبيووب آن بكوور وقوودوهر حينووذارش كتوواب امل و‬
‫رشوال الووروي‬
‫وكتووواب فووويض الرسار للشووو يخ عبووود هللا ابسوووودان ‪ ،‬فاستشووواره يف‬
‫اس تنساد آحد الكتابني فقواهل هل ‪ :‬فويض الرسار ‪ ،‬لن املرشوال مواابيقع يف‬
‫ض ة من فيض الرسار ‪ ،‬لكن الجرة غالية يه حوايل مثانية رايل ‪ ،‬فقوال‬
‫احلبيب امحد بن حسن مايه كثرية ‪ ،‬قال هل ابن طلوب ‪ :‬نعم مايه كثورية‬
‫مايه كثرية ابررش هللا فيك ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ويف مدينة اخلريبة قىض حنبه واختاره هللا اىل جوواره لويةل الوثالاثء‬
‫السابع من جامد الوىل س نة ‪ 1266‬هو وعىل جدثه بدبهتا قبة ع ميوة تفود‬
‫الهيووا الوفووود لزايرتووه ‪ ،‬رمحووه هللا رمحووة الب ورار وآسووكنه اجلنووة دار الق ورار‬
‫ولحرمنا من براكته وآرساره ‪ .‬وقد تررش لنوا هوذا الشو يخ اجلليول رمحوه هللا‬
‫ثووروة مابعوودها ثووروة وودها آول يف مريديووه مفووهنم الكنووري وصوونفوا الكتووب‬
‫الكنرية يف لك عمل نوير ‪ ،‬مث دها اثنية يف مؤلفاته الكنرية ومهنا ‪:‬‬
‫‪ – 1‬ذخرية املعاد رشح راتب المام احلداد ‪.‬‬
‫‪ – 2‬لوامع النوار رشح رشفات البرار ‪.‬‬
‫‪ – 3‬زيتونة اللقاح رشح ضوء املصباح ‪.‬‬
‫‪ – 4‬فوويض الرسار رشح سلسووةل احلبيووب معوور بوون عبوود الوورمحن‬
‫البار‬
‫‪ – 5‬حدائق الرواح يف بيان طرق الهدى والصالح ‪.‬‬
‫‪ – 6‬تعريف طريق التيقظ والنتباه ملا يقع يف مسائل الكفواءة مون‬
‫الشتباه‬
‫‪ – 7‬تنفيس اخلواطر برشح خطبة احلبيب طاهر ‪.‬‬
‫‪ – 8‬الفتوحات العرش ية رشح اخلطبة الطاهرية ‪.‬‬
‫‪ – 9‬حملات اللحاظ ومنحة اليقاظ ‪.‬‬
‫‪ -10‬اهجة النفوس يف ترمجة الش يخ محمد ابمشموس‬
‫‪ -11‬ثبت السانيد ‪.‬‬
‫‪ – 12‬جشح املذام الرعونية عن طغام ادلاير ادلوعنية ‪.‬‬
‫‪ – 13‬عدة املسافر ومعدة احلاأ واملعتر والزائر ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ – 14‬جواهر النفاس يف مناقب احلبيب عيل بن حسن العطاس‬


‫( هذا اذلي بني آيدينا )‬
‫كام هل وصااي وماكتبات واجازات خضمة ولكها فياضوة بوألوان العلووم‬
‫واملعارف واملشارب عدى ديوانه الضحم ب اهريته القريضية وامحلينية ‪.‬‬
‫موون صووور منثوووره قوووهل يف آوائوول اجووازة مطوووةل لتلميووذه العالمووة‬
‫الس يد احلبيب عيدروس بن معر احلب مع جامعة كام يف العقد الفريد ‪:‬‬
‫بسم هللا الرمحن الورحمي ‪ ،‬امحلودهلل اذلي جعول بدايوة الهدايوة بعود‬
‫سووابق العنايووة رساجووا يف القلووب يزهوور ‪ ،‬فينفسووح هل الصوودر وينرشووح بووه‬
‫الف وؤاد ويت و نور ‪ ،‬وذكل بعوود آن يتنقووئ موون رذائوول الخووالق ويتطهوور ‪،‬‬
‫ويتحىل حبيل التقوى والوورال ولك خلوق محيود آرس ‪ ،‬وآشوهد آن ل اهل ال‬
‫هللا وحده لرشيك هل شهادة تعد ليووم القياموة وتودخر ‪ ،‬وآشوهد آن محمودا‬
‫عبده ورسوهل ع مي اخللق ورفيوع القودر وشوفيع احملرشو ‪ ،‬وعوىل آهل اذليون‬
‫قيل آنم الكووثر اذلي آعطيوه خوري البرشو ‪ ،‬وعوىل آحصابوه اذليون تتضووال‬
‫بذكرمه الفاق وتتعطر ‪ .‬آمابعد فانه ملا اكن نور الهداية ذلوي اخلصوصويات‬
‫من آهل البيت املطهر ‪ ،‬ينصوب اىل رسائورمه اكنصوباب املواء اذا حتودر ‪،‬‬
‫وذكل كناية عن الرساال ‪ ،‬واس تعارة لالجناال ‪ ،‬والشارة اىل العلو واليفواال‬
‫‪ ،‬وآمارة عىل كامل العساال والتباال ‪ .‬فلام اكنت عنارصمه جمبوةل عىل هوذه‬
‫الخالق ‪ ،‬وقناطر سريمه متأصوةل للعبوور اىل الرسار الويت لتنوال لغوريمه‬
‫ولتطاق ‪ ،‬واش هتروا بوذكل يف سوائر النووا والفواق ‪ ،‬واكن مون آعوىل‬
‫وسووائلهم وآس و ىن شووامئلهم حتقيووق العبوديووة ‪ ،‬واخووالق القصوود يف القووول‬
‫والفعل والنية ‪ ،‬اقتىض ذكل مهنم حسن ال ن يف سائر ال ية ‪ ،‬موزعوا يف‬

‫‪11‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حق لك انسان اكايقتضيه حاهل ‪ ،‬ومايشري اليه مناهل ‪ .‬وملا اكنوا اهوذه املثابوه‬
‫‪ ،‬وآخص هذا الشان وآراببه ‪ ،‬وورثوة ادلاعو اليوه صولوات هللا وسوالمه‬
‫عليه ابلرمح والقرابة ‪ ،‬التس من الفقري اىل هللا تعاىل عبد هللا بن امحد بون‬
‫عبد هللا ابسودان عفا هللا عهنم ‪ ،‬السادة العالم ‪ ،‬الجةل المقوار‪ ،‬الهوةل‬
‫الطالعون يف سامء اجملد الرفيع ‪ ،‬الغنيون بكامل اذلات والصوفات عون اذلكور‬
‫والتسووميع ‪ ،‬اجلووامعون للعلوووم والعووامل ‪ ،‬واملقامووات والحووال ‪ ،‬سو يدي‬
‫العالمة احلبيب املالحظ ابلدبية والهتذيب ‪ ،‬ضياء السالم معور بون محمود‬
‫ابوون الش و يخ املووالذ القطووب احلبيووب معوور بوون زيوون بوون يووي‪ ،‬ابعلوووي ‪،‬‬
‫وس يدي رضيع آلبان العلوم الرشعية والدبية ‪ ،‬الاكرال مون مناهول آذواقهوا‬
‫الروية ‪ ،‬ابلفطنة الزكية ‪ ،‬احلبيب العالمة امحد ابن احلبيب الموام عبودهللا‬
‫بن آن بكر بن سامل عيديد ابعلوي ‪ ،‬والس يد املرسبل بنور العمل الغ و ‪،‬‬
‫الوارث لبيه احملقق ‪ ،‬ومعوه البحور املتودفق ‪ ،‬املن وء ‪ ،‬احلبيوب العالموة‬
‫عيدروس بون معور بون عيودروس احلب و ابعلووي ‪ ،‬زادمه هللا معرفوة يف‬
‫علوم ادلين ‪ ،‬ورقيا يف مقامات اليقني ‪ ،‬ولحرمنا براكت سلفهم يف ادلارين‬
‫‪ .‬سألين املذكورون الجازة والوصية الوارد اهام الس نة بعد القرآن ‪ ،‬فوأجبهتم‬
‫امتثال لمورمه وتوصوال اىل دعواوم وذكورمه ‪ ،‬وان كنوت لسوت آهوال بوأن‬
‫آجاز فضوال عون آن آجوزي ‪ ،‬ولكون موع حسون ال ون واتبواال الثور ليعورث‬
‫صاحبه وقد يعرث ‪ ،‬وهللا املوفق للصواب واليه املرجع واملأب ‪ .‬فأقول ‪ :‬قود‬
‫آجزت ساديت املذكورين يف مجيع مايصح يل روايته ‪ ،‬وتليوق حبوايل درايتوه‬
‫‪ ،‬موون عوومل املعقووول واملنقووول موون الفووروال والصووول ‪ ،‬عووىل الوجووه السووائ‬
‫املقبول ابدلليل واملدلول ‪ ،‬كام آجازين بذكل آ وة الرشويعة والطريقوة النافوذة‬

‫‪12‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بصائرمه اىل ذوق احلقيقة ودر م اليتميوة ‪ ،‬جمويل ميوادين السو باق يف علووم‬
‫املعارف والخوالق ابهلموة الع ميوة ‪ ،‬جوامع الرسار احلبيوب معور بون عبود‬
‫الرمحن ابن القطب الش يخ معر بن عبد الورمحن البوار ابعلووي ‪ ،‬نفعنوا هللا‬
‫اهم وآحلقنا حبزاهم ‪ ،‬فقد لزمته وترددت عليوه وآخوذت عنوه وقورآت عليوه‬
‫كتبا عدبدة يف الفقه والتصوف والدب ‪ ،‬وزرت معه ويف مضنه جامعة مون‬
‫ساداتنا آل آن علوي ال واهرين املسولكني عوىل طريوق آسوالفهم الكورام ‪،‬‬
‫ال ة العالم ‪ ،‬كسو يدي اموام تورمي يف وقتوه ال واهر فهيوا اهديوه ويتوه ‪،‬‬
‫المام اجلامع الش يخ احلبيب حامد ابن الش يخ معرحامد ابن الش يخ معوربن‬
‫امحد املنفر ابعلوي ‪ ،‬والش يخ المام احلبيب امحود ابون الشو يخ امحود ابون‬
‫الش يخ احلبيب احلسون ابون القطوب السو تاذ الشو يخ عبودهللا بون علووي‬
‫احلووداد ابعلوووي ‪ ،‬وغووريهام موون العيووان الدمييووني اكلشو يخ المووام احلبيووب‬
‫حسني ابن العارف ابهلل تعواىل عبود هللا بون سوهل مجول الليول ابعلووي ‪،‬‬
‫ومهنم س يدي المام الغوث معر بن سقاف بن محمد السقاف ابعلوي ‪.‬‬
‫وممن لح ه بن ره الفائق ومش من رواحئ ن ره ورعايته عيووان مون‬
‫الرقائق واحلقائق ‪ ،‬الش يخ القطب احلبيب معر بن زين بن يوي‪ ،‬ابعلووي‬
‫‪ .‬فقد زاره مرات وآخذ عنه وآلبسه وكنت يف حصبته يف بعضها ‪ ،‬وقال فيه‬
‫السو يد معوور بوون عبوود الوورمحن البووار ‪ :‬علمووه ورى عقووهل ‪ .‬وقوود آقبوول عليووه‬
‫ساداتنا املذكورون وعنوا به وجبلوه ملا يرون مون توأههل وتفننوه يف العلووم ‪،‬‬
‫لس امي علوم الثر فانه رحول لهوا اىل توات شو ‪ ،‬وآخوذ عون بودورها ‪،‬‬
‫وزامح ركب صدورها ‪ ،‬مفمن آخذ عنه المام احملقوق املتفوأ القوا امحود‬
‫بن محمد قاطن الصنعاين بدل ًا ‪ ،‬الس ين رشيعة النقشبندي الهديل طريقة ‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد آخذ عنه فنوان مون عومل احلودي وآلتوه ‪ ،‬وعومل الدب وآدواتوه ‪ ،‬وهل‬
‫مصنفات آرسل بعضها اليه ‪ ،‬مهنا ‪ :‬كتواب العوالم بأسوانيد العوالم يعوين‬
‫من مشاخيه ‪ ،‬وآما ش يوخه يف طريق القوم ومون آحسون ب كوهتم يف ابحوة‬
‫حبرها العوم ‪ ،‬واذلين اعتد علهيم من املشار الوهيم يف مجيوع شو ئونه الرسوية‬
‫واجلهريووة ‪ ،‬وقىضو اهووم مأربووه السوونية ‪ ،‬المووام العووارف ابهلل معووه احلبيووب‬
‫اجملذوب اىل حرضة املعارف والرسار حسن ابن الش يخ احلبيوب معور بون‬
‫عبوود الوورمحن البووار ‪ ،‬والمووام العووارف ابهلل تعوواىل شو يخ بوون محموود اجلفووري‬
‫نفعناهللا به واهام ‪ ،‬فانه آسس علهيام من آولئك الفريوق آخوذه للطريوق ‪ .‬وهل‬
‫من ومة رجزية سامها ( الروضة النيقة يف آسامء آهل الطريقوة ) ويل علهيوا‬
‫رشح مبسوط يف جمدليون كبوار ييتوه ( فويض الرسار ) برشوح سلسوةل‬
‫ش يحنا وامامنا س يدي املالذ اجلامع للرسار احلبيب معور بون الورمحن ابون‬
‫الش يخ القطب معر بن عبد الرمحن البار ابعلووي ‪ ،‬نفعنواهللا اهوم ‪ ،‬ذكورت‬
‫فهيا مشاخيه املذكورين فهيا وترمجت هلم حبسب مابلغين عوهنم وتلقيوت منوه‬
‫ومووهنم ‪ ،‬وبعضووهم مل يووذكره يف املن ومووة ومل يزبووره يف آبيا ووا املعلومووة ‪ ،‬بوول‬
‫ذكرمه يف ثبت آخر خبطه الزاهور ومه يف طورائقهم آشو تات وبنوو عوالت ‪،‬‬
‫فقد آجزت ساديت الكرام اكا آجازين بوه هوذا الموام عون مشواخيه العوالم‬
‫خواق الانم وآفادين به واسو تفدته منوه مون الفعول والوأم ‪ ،‬لنوه ر‬
‫هللا عنووه وان مل آحتقووق بأخالقووه العلميووة والعمليووة والرييووة ‪ ،‬لكوون آرو ووا‬
‫ذلوي اهلمم العلية لس امي ملشاركيه يف تكل الطرائق والرقائق مون السوادات‬
‫العلوية ‪ ،‬اذلين مل يوزل فوهيم اذلائوق والواصول احلقوائق ‪ ،‬لزييود شووقهم اىل‬
‫تكل املعارف ‪ ،‬ويمنو توقهم للوصول ابلريق اىل معوايل سواميات الرفوارف ‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مفع شدة الشوق الهيا والنوزوال تع الصول والفروال ‪ ،‬وبدوام الفرال يصول‬
‫املريد اىل مقام الفرق واملع ‪ ،‬وهام مقامان حاواين بأحوال ومقاموات شو‬
‫لعوووأ فهيووا ول آمتووا ‪ ،‬رشةووا آ ووة الطريقووة السوونية اكلعووارف والرسوواةل ‪،‬‬
‫وحققهووا القطووب الش و يخ عبوود هللا احلووداد يف كتبووه ولس و امي يف املسووائل‬
‫الصوووفية ‪ ،‬وتووكل مث ورات اخلصووةل اجلامعووة خل وريات ادلنيووا والخوورى ويه‬
‫التقوى ‪ .‬فأوصي آ ا احلبايب اها واللتحاق حبزاها ‪ ،‬وتأملوا مالسلف فهيوا‬
‫من التحقيق فاتبعومه يف طرائقهم فهيا ‪ ،‬فهم خري فريق ولتلتفتوا اىل غريمه‬
‫ممن مل يدررش شأو غبارمه ‪ ،‬ومل يقف ال عىل ال اهر من رسوهمم وآاثرمه ‪،‬‬
‫وآما حقائقهم فعندهللا علمها ‪ ،‬وحاصلها آن لك خصةل التقوى آبوها وآهما ‪،‬‬
‫فتنافس ووا يف غوورس تووكل الشوومرات تنووالوا ماتطلعووه موون ال ورات ‪ ،‬ويه‬
‫املعارف والرسار واللطائف والنوار ‪ ،‬ومشوا برقها واعطوها حقها من قوول‬
‫حميي علوهمم ومبدي رسوهمم يف قوهل ر هللا عنه ‪:‬‬
‫بعثت مع النس اميت التحية‬ ‫جلريان لنا ابلبطحية‬
‫وقوهل يف الخرى ‪:‬‬
‫وآعال ولخيفئ عىل لك ذي عمل‬ ‫نعم عامل الرواح خري من اجلسم‬
‫وغووريهام هل ولغووريه ‪ ،‬وآدمنووا يف سووريمه وسووريه ‪ ،‬حو تقفووا عووىل‬
‫حلية املعرفوة ملوول‪ ، ،‬فتتوأهلوا للقورب منوه وزلفوا‪ ، ،‬ولت نووا رعوا‪ ،‬هللا‬
‫تعاىل وآوا‪ ،‬اىل جنابه آن الفقري ذاق بةل آومش راحئة مموا انهل آولئوك البورار‬
‫وامنا ذكل تلقف مما هلم من اجملاميع والرسار عىل وصف احلاكية والروايوة ‪،‬‬
‫لدعوة التحقيق وادلراية ‪ ،‬وآمااحملبة هلم واس تع ام ما آكرهمم هللا به وحو‬
‫عهنم وانترش من العامل والحوال اليت مل عسع لها طاقة البرش ‪ ،‬فاان نؤمن‬

‫‪15‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بذكل ونصدق به ‪ ،‬وهوو ان شواء هللا تعواىل انفوع ملون وفقوه هللا هل ‪ ،‬فقود‬
‫قال عليه الصالة والسالم ( املورء موع مون آحوب ) ومون آحوب قوموا اكن‬
‫مووهنم وحرش و معهووم ‪ .‬وقووال اجلنيوود بوون محموود س و يد الطائفووة الصوووفية ‪:‬‬
‫التصووديق بعلمنووا هووذا وليووة ‪ .‬يعووين وليووة صووغرى ‪ .‬واعلمووا آ ووا السووادة‬
‫الجناب انه قال ارابب التحقيق من سوال الطريوق مون سولف وغوريمه ‪:‬‬
‫ان اذلي ينبغ للمريد الصادق اخمللص يف آعوامل اسوالمه واميانوه واحسوانه‬
‫اليت يؤد ا جبنانه وآراكنوه آن لععلهوا وسوائل بوأن يعمول هوذا لهوذا ‪ ،‬بوأن‬
‫يقصد بأعامل الخرة جلزاوا ‪ ،‬والش ياء املدتبوة عوىل السو باب ملسوببا ا ‪،‬‬
‫كن يقصد ابجملاهدات حتصيل ال رات من آنووار الوليوة وماينكشوف معهوا‬
‫من اطالال عىل املغيبات ‪ ،‬ال آن يقصد به الزدايد من معرفة هللا تعاىل ‪،‬‬
‫وقد قال بعضوهم ‪ :‬قوف عوىل البواب لليفوتح كل البواب يفوتح كل البواب ‪.‬‬
‫اىل آخر الجازة ‪.‬‬
‫وآما ديوانه الضحم فهو مجموعة آلوان خمتلفة ‪ ،‬وصوفيات لها صوبغهتا‬
‫القا ة جنزتي بعرض قطع من ر س قصائده مكعورض منووذم مون شوعره ‪.‬‬
‫مفن مطوةل توسلية بطائفة كبرية من السادة العلويني قال فهيا ‪:‬‬
‫سألتك اي هللا يف لك وجوهة وماتقــتضيه من ج الل وهيووووووووووبة‬
‫بس يد مشس للرس اةل والهدى محمد اخملووووووووتار يف خووووووووووووووري آمة‬
‫وآل وآحصاب جنووووم ه داية رسائوورمه ضــاءت برس النبوووووووووووة‬
‫فبثوا علوم الرشال فينا وبلغوا آواموور دين هللا آملوا ملوووووووووووووول ة‬
‫بس بط رسول هللا والم والرضا عيل وزين العــابدين ال وووووووووووووة‬
‫وابلباقر السجاد مث جب عوووووفر بنور العرييض تــنري بصوووووووووووورييت‬

‫‪16‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وت رشح صدري ابحلبيب محمد وعيىس نقيب القوم يف خ ري بلــــدة‬


‫وامحد املشهور ابلهمووورة اليت اها فر من زي وفوىض وفتوووووووووونة‬
‫وفهيا يقول ‪:‬‬
‫بس يدان القطب الفقيه حم مـــد امـــام مجيع العدة العووووووووووووووووووولوية‬
‫بـــأولده لس امي علووووووووووووو م يصول حب الغرية الصوووووووووووومدية‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫آنلنا اهم ايس يدي ما آنلتوووووهم وحقق لنا ابلفضــل منك ومووووووووونة‬
‫و معنا ايرب فضال بكووووووهم وآهل وآحباب بفووووردوس جوووووووونة‬
‫وصل عىل خري ال ية آح مــد وآحصابه والتابعوووووووووووووووني بسووووورية‬
‫ومن صوفية ‪:‬‬
‫اذا ضقت ذرعا فاس تعن ابلانبة وعول عىل مولرش يف لك رغوووووووبة‬
‫ورس حنو ابب اجلود مفت قرا هل وابذلل والخــبات يف وصف ذلوووووة‬
‫ومق داعيا مس تغفرا متضورعــــا خلالقك الرح من جــنح ادلجوووووووونة‬
‫ومن قصيدة هل اىل صديق ‪:‬‬
‫رح الحشا وتد للك بد‬ ‫هذه ادلار اليت ح ال ا‬
‫كيف يس تأمهنا ذو فطنة يداىخ يف النوجا لعوووووووهتد‬
‫فهنيا لذلين رفضوووووووووا حهبا طوىب ملن فهيا زهووووووود‬
‫امنا ادلنيا كركب س ائووووور ذا مىض عهنا وهذا يس تعد‬
‫ومن قصيدة آخرى يقول فهيا ‪:‬‬
‫آان الكندي عىل رمغ احلسود وابملــــقداد قد خفقت بنودي‬
‫و‪ ،‬اكنت هل جولت حوووورب بــــبدر والوغئ منل الوقوووود‬

‫‪17‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وآىخ بيهنم خووووووووووووري ال ااي وبني املرتىض زوأ اخلوورود‬


‫آبو الحســـان واسطة العقوود‬ ‫هل ‪ ،‬من حماسن قد حووواها‬
‫ومن قصيدة اىل صديقه العالمة الش يخ سامل بن عبد هللا بن ميري‬
‫جزى هللا عنا سامل ا خري ماجزى آخ احمس نا راع املودة والخا‬
‫ولزال يف فعــل املاكرم دائبا هل قدم يف فعل ذكل راسوحــا‬
‫ويس عئ لها يف لك وقت مالزما واكن حلالت البطاةل انسوح ا‬
‫وهل مرثيووة يف العالمووة السو يد احلبيووب امحوود بوون حسوون بوون عبوود هللا بوون‬
‫علوي احلداد املتويف حبواوي تورمي ودفون بقوري جوده قطوب الرشواد بدبوة‬
‫ترمي يف ‪ 30‬رجب عام ‪ 1304‬هو مطلعها ‪:‬‬
‫مالع يين ع ى ومالفووووووووؤادي ابلىس مش عل كوووري الزاند‬
‫يف ضــناء ولوع ة وجشوووووون وباكء وزفووووووووووووورة وسووووهاد‬
‫صوت ش يخ الزمان ج دد حزين وآاثر الىس بلك بووووووووووووالد‬
‫امحد احل معدن الفضل نــ ا س املعايل غوث الورى والعبــاد‬
‫مقصد املعوووووووودمني والوورواد‬ ‫عوووووامل عامووووووووول ويل تق‬
‫شــأنه الرفق والسامح وعفووو دآبه الص واله دى يف س داد‬
‫آلف آه والقلب ابحلووزن ابدي‬ ‫آلف آه ع ل يه ان اكن يغــــين‬
‫ومن قصيدة يف مدح السادة العلويني‬
‫ماذا عليك اذا فعلت بنووووووية فعال محيدا ابللسان وابلووووويد‬
‫لس امي يف م دح من طاب الثنا يف مدةم آهل التقئ والسوؤدد‬
‫آل الرسول حم مد خري الورى سا اذلرى عني الكامل الرسمد‬

‫‪18‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ورثوا املعارف واملع ايل واذلاك عن اكبر عن اكبوووور عن س يد‬


‫العـــلويني ادلعاة اىل الوهــــدى واملرش دين اىل طريق محمــــد‬
‫ويقول يف مطوةل آخرى ‪:‬‬
‫ســالم لفتية حلوووووووووا بسوح لهوووووووووم يف القلب ود واداكر‬
‫ويف اخلريات ص دق واجهتاد وآنس وابهتاأ وابووووووووووووتدار‬
‫وحسن لطافة وعوزوف نفس عن ادلنيا وللعليوووووووواء ساروا‬
‫تلقوا عن كوووووورام ما استناروا‬ ‫فياهلل من قوم كوووووووووووووووورام‬
‫ويقول يف قصيدة مدح اها ش يهه العالمة احلبيب شو يخ‬
‫بن محمد بن حسن اجلفري ساكن مليبار ‪:‬‬
‫آايوارث الرسار اي آ ا اجل فري وايهمب‪ ،‬النوار ايصاحب ال‬
‫وايعني هذا الوقت ايش يخ عصوره وايمن به حازت مليبار للفحر‬
‫عىس عطفة آنمت آولوا ال واخلري‬ ‫آغي ثوا ل ع بدا يلوذ ببـــاب‬
‫ومن مطوةل اخرى يف مدح الصويف املرشد احلبيوب امحود‬
‫بن محمد بن علوي احملضار املتويف ابلقويرة ادلوعنية ليةل ايمخويس ‪7‬‬
‫صفر عام ‪ 1304‬هو جمواب عىل قصيدة مساجةل قال فهيا ‪:‬‬
‫هلل در الس يد احملضــار املنتقئ من صفووووووووة الخــيار‬
‫النم باء التقياء الصفيا آل الرسول معــدن السوورار‬
‫فهم اذلخائر للمهامت اذا نزلت خطوب الضيق والعسار‬
‫وهل قصوويدة يف موودح السوولطان امحوود بوون عبوود هللا الفضوويل‬
‫صاحب شقرة الشهرية اكناس بة اجالئه ال تغاليني عن مدينوة عودن‬
‫بقوة السالح يقول يف مطلعها ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقات ل يف دين الهل ملن كــــفر‬ ‫ســالم ملن آحيا اجلهاد وماص‬
‫وآمغد س يف احلق يف هامة العدا وشت هتم يف لك حبر ولك بور‬
‫وآجالمه عن عدن وهلم قهوووور‬ ‫وآخثــهنم قتال وجرحا وحمنــــة‬
‫جزى هللا ذا الفضيل خريا بفع هل وآبلغه املأمول والسول والوطر‬
‫ومن قصيدة ميودح فهيوا الباطنوة ضويعة احلبيوب العالموة‬
‫احلبيب عبدالرمحن بن عبد هللا بلفقيه‬
‫بباط نة الكرس العاجيب ت هر ومهنا شعاال النور يزهو ويزهر‬
‫فووواكــه ف هيا للمعاش اعانووووووة وفهيا زروال والهبامئ هطوووووووور‬
‫اها آرشقت آنوار هدي وحمكة مطالعها للنازلني تووووووووووووووونور‬
‫فلهل حـــمدا طيب ومبـــاررش عىل مر آوقـــات الزمان يكورر‬
‫ومن قصويدة آرسولها اىل ابنوه العالموة محمود آايم اقامتوه‬
‫اكدينة الشحر جعطف آبوي قال فهيا ‪:‬‬
‫واطوالس باسب واحذرآن ترى جضرا‬ ‫ايحامل الرق رس يف احلال مبتدرا‬
‫ح ترى منوزل الحباب مبهتجا فانوزل به ومتتع فهيم ن وووووووووورا‬
‫ومن شعره ميدح السادة آل يي‪ ،‬اكطوةل مهنا ‪:‬‬
‫بأل يي‪ ،‬يف ادلعـــاء نتوس ل ويف نرش حس ىن فضلهم ندسل‬
‫فهم آهل ود هللا خصوا حب به موالهيم ابملكوووووورمات مسوربل‬
‫خفريمه الفياض يف آمة الهدى تواىل عىل الزمان وهو ممكل‬
‫عىل هد م يف عزمه متح مل‬ ‫وطوىب ملن والامه وآعانوهم‬
‫ومن مطوةل ميدح اها شو يهه العالموة احلبيوب معور بون‬
‫عبد الرمحن البار موىل جالجل يقول فهيا ‪:‬‬

‫‪20‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هلل در ام ام العووووومل والفضــل وال واخلري والحسان والنبل‬


‫واحلمل والصفح واليثار مرمحة للعاملني ذوي احلاجات والق ل‬
‫قد ن ال حال ع امي يف بدايــته بصدقه القصد يف القوال والفعل‬
‫ويف نـــايته اكنت وراثوووووووووته جلده حص يف املنقول عن ع دل‬
‫ويف موودح العالمووة املرشوود الش و يخ عوويل بوون عبوود هللا‬
‫ابراس املتويف اكدينة اخلريبة عام ‪ 1094‬يقول ‪:‬‬
‫ومشهد حسن يف الضحئ والصائل‬ ‫اذا رمت آنسا يف رايض ايمخائل‬
‫عيل ابن ع بد هللا زين الش امئل‬ ‫فميم محئ النووار معهد عارف‬
‫وركن اس تالم املكرمات الفواضل‬ ‫وجعبة عشاق الرقائووق والهــنا‬
‫بربع فتوحات العطااي الهواط ل‬ ‫هنيئا ملن آمىس مقامي واثويــا‬
‫وهل من مطوةل يقول فهيا ‪:‬‬
‫اس تفق ايصاح من هذا املن ام واستبق للح ري من قبل امحلام‬
‫وانــتبه من رقدة الغافووووووول ل ت تبع من مل يكوووون ذا احت اكم‬
‫وابتعد من لك اش واعتصم من م قال يسء آو من خصام‬
‫واشكر ال موىل عىل احسانه زاهدا ابلقلب يف مجع احلطام‬
‫وعىل موووولرش عووووووووول دا ا ان تولكت عليوووووووووه لتضـــام‬
‫ودال الكووووووووووووو وجانبه ول تك عيااب وتغتاب النوووووووام‬
‫راقب هللا وحوووووووواذر بطشه واجتنب لك املعايص ايغ الم‬
‫ويف احدى رسائهل اىل ابنوه العالموة الشو يخ محمود آايم‬
‫اقامته اكدينة الشحر قوهل من قصيدة ‪:‬‬
‫ويف السفار عسلية وجنووووووح لقا الخيار فهيا خووووووري مغ من‬

‫‪21‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عىل آن الرسوم بلك قطوووووووور عفت آاثرها وهللا آعوووووووووومل‬


‫ومل ت بق علوووووووووووووم راخسات ول آعامل تنقذ من تووووووووومن‬
‫ولكن سد مولان مجوووووووووويل عىل لك الورى آضــــفاوقد مع‬
‫ومن مداحئه يف السادة العلويني من قصيدة يقول فهيا ‪:‬‬
‫ه ذا حدي عن السادات آنباان اســناده ابتصال الود آحيانووووووا‬
‫ينرش معناه يف احملبوب آباكن ا‬ ‫ايآ ا القووم ما آحــــال حديث‬
‫هلل در ضوراغمي تووووووووووابذة حازوا علوما وآعامل وعرفووووواان‬
‫اكنت مدارس نا من قبل شاغرة واليوم عــامرة علام واميوووووووووواان‬
‫فامحل د هلل قد من اللوووووه اهم عىل العباد وآولمه وآولنوووووووا‬
‫لزال فضلهم يف الناس منترشا ويشمل اللك غفراان ورضواان‬
‫ويقول يف قصيدة يريث اها العالمة املرشد احلبيب امحود‬
‫بن معر بن يي‪ ،‬يقول فهيا ‪:‬‬
‫آرى الحـــباب مالوا للتــــداين اىل قرب الهل بال توووووووووووواين‬
‫وحـــثوا للمطووووووااي واس تعدوا بأعامل التصايف والتوووووووووووهاين‬
‫ومطلهبم رضا الرح من عهنم وذكل عندمه آقىص المووووواين‬
‫ومن خماطباته الشعرية مع العالمة احلبيب عبد هللا بن‬
‫طه احلداد صاحب قيدون يقول فهيا ‪:‬‬
‫ايبن طه ان شئت آن لتطاها فانضون راقيا اىل علوووووووووياها‬
‫واهذ درسك العوووووولوم غذاء ودواء للنفــس موووووون آدواه ا‬
‫معرضا عن حوادث وفضوول اتررش الفان يات مال وجوووووواها‬
‫مهك العتياض ابملوووووووال علام آنت ابلع مل يف الووووورى تتباها‬

‫‪22‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واهذا نكتف اهذا النووزر اليسوري مون ترمجوة العالموة آجعوبوة الزموان‬
‫الش يخ عبد هللا بن امحد ابسودان وخنتها اكا كتبه س يدي وحبيو وروح‬
‫رسي وطبي و احلبيووب حمسوون بوون سووامل بوون محموود العطوواس اذلي اكن هل‬
‫الس بق يف كتابة هذه الدمجة متع هللا حبياته حيو قوال يف آخور الدمجوة ‪:‬‬
‫و‪ ،‬و‪ ،‬موون الكم صووادر عوون هووذا المووام ممووا يووزد ال ووالم ‪ ،‬ويبعوود عوون‬
‫القلوب القتام ‪ ،‬فاقرآ ايآل يف كتب القوم وانتبه مون رقودة النووم ‪ ،‬والكم‬
‫هووؤلء لكووه زيوون ‪ ،‬ويزيوول عوون القلووب الورين ‪ ،‬ويووذهب لك شووني ‪ ،‬عووىل‬
‫رشط الس امتال والنتفاال ‪ ،‬وال فوالقراء كثوريون ‪ ،‬يقور ون وليودرون واكوا‬
‫علمووا ليعملووون ‪ ،‬خاصووة عيووال هووذا الزمووان موون البنوواء والشو بان ‪ ،‬موون‬
‫السادة وغريمه وعدم مالح ة من الشيبان ‪ .‬والزمان قده زموان تعكويس ‪،‬‬
‫وبيهنم يعتكر ابليس ‪ ،‬وفيديو وتلفزيوون يعمو العيوون ‪ ،‬وملوا ذا اىل كتوب‬
‫آهلهم لين رون ‪ ،‬وابتتنور مهنم العيون ‪ ،‬ومن علووهمم يغرفوون ‪ ،‬ولعنوه‬
‫يلوون ‪ ،‬ح لو اختلطوا ابلالهون ‪ ،‬ابت هر علهيم النوار ‪ ،‬وابتعود علهيم‬
‫الرسار ‪ ،‬آرسار الهية قدسو ية نبويوة حسو ينية علويوة ‪ ،‬حو يكونووا خوري‬
‫خلف خلري سلف ‪ ،‬من آهلهم ال رة اذلي يصدق علهيم قول الشاعر ‪:‬‬
‫ومن سوامه فلغو غري معدود‬ ‫آولئك الناس ان عدوا وان ذكروا‬
‫اكنوا آحووووووق بتعمري وهلــيد‬ ‫لو عــمر ادلهر ذو عز لعووووووووزته‬
‫وقال قطب زمانه حداد القلوب احلبيب عبد هللا بن علوي احلوداد يف‬
‫وصفهم ‪:‬‬
‫مل تلفهم رهون الوطا واملضمع‬ ‫قوم اذا آرىخ ال الم س توره‬
‫هلل آكرم ابلسمود الركوووووووووع‬ ‫بل تلفهم معد احملارب قوووووما‬

‫‪23‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لكوون مووع السووف الشووديد عقائوود آبنوواء الزمووان يف آهلهووم ركيكووة ‪،‬‬
‫ونيا م ضعيفة ‪ ،‬ان قرآت علهيم يف كتب آهلهم جوامه ال مفو قواه‪ ، 1‬وان قلوت‬
‫هذه كرامة من كراما م قالوا آ ْوآه ‪ ،‬يقاطعون الكمك ابلناكر لنم خمالطني‬
‫آرشار وجمالسني آغيار ‪ ،‬ولحيبون جمالسوة الخيوار ولحوزب ول آذاكر ‪،‬‬
‫بعيدين عن قرآءة الايت ماغري اجلرائد واجملوالت ‪ ،‬لاهل ال هللا ‪ ،‬انوه آمور‬
‫فضيع مون يودع النتسواب اىل آهول القودر الرفيوع وهوو يف بعود يتبوع لك‬
‫وضيع ‪ ،‬وينطبق عليه قول الشاعر ‪:‬‬
‫نعم اجلدود ولكن بئس ماخلفوا‬ ‫يفتحرون بأابء هلم سلفوا‬
‫خاصة آبناء السادة ‪ ،‬وايمن يدع النسب ابلسادة وهو مون قووم الوسوادة‬
‫‪ ،‬يقوم بعد رشوق الهنار ولقرآءة ولآذاكر ‪ ،‬يرجضون قفا ادلنيا ويه عوهنم‬
‫اكنأ ‪ ،‬وكيف ابيسحرها هللا هلم ومه اتركني عبادة راهم وقود قوال هللا تعواىل‬
‫يف حوودي قووديس مامعنوواه ‪ :‬ايدنيووا موون خوودمنا آخدميووه وموون خوودمك‬
‫فاس تهدميه ‪ .‬واليوم قدها بش ياطيهنا راكبة علهيم ‪ ،‬ومطعوهمم مهنا حرام يف‬
‫حرام ‪ ،‬راب ومكووس ‪ ،‬يغموس القلوب يف الغلووس ‪ ،‬بغووا دنيوا وفلووس ‪،‬‬
‫بدون عز ولانموس ‪ ،‬ولعاد دعاء يس تجاب ‪ ،‬وان دعوا فورت بوه املهواب‬
‫‪ ،‬ولراد يرد ‪ ،‬ولصاد يصد ‪ ،‬ولحوول ولقووة ال ابهلل ‪ .‬اللهوم لتواخوذان‬
‫اكا فعل السفهاء منا ‪ ،‬وجننا من الفنت واهدان لقووم السوأ ‪ ،‬واجعلنوا مون‬
‫اذلين يس تعون القول فيتبعوون آحسو نه ‪ ،‬ورد علينوا اي هللا وعوىل اخواننوا‬
‫وآبنائنا ومجيع آهلنا بردات اخلري ‪ ،‬واغننوا عون الغوري واجعلنوا مون الهوادين‬

‫‪1‬‬
‫الـتثاؤب‬

‫‪24‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫املهتدين ‪ ،‬املقتدين بس يدان محمد س يد الولني والخرين ‪ ،‬وآهل الطواهرين ‪،‬‬


‫وآهلنا الصاحلني من ساداتنا العلويني ‪ ،‬واملشواخي الصواحلني ‪ ،‬وخوذ اي هللا‬
‫بأيدينا لقتفاء آاثرمه والهتداء اهود م خاصوة الشو بان اذليون ليزالوون يف‬
‫التهيان ‪ ،‬آمل قلواهم ابلميوان ‪ ،‬وثبتنوا واايمه للسوري عوىل الطريوق القويوة ‪،‬‬
‫الطريق العلوية السنية النبوية ‪ ،‬وابعدان واايمه من البودال البذيوة ‪ ،‬وادخلنوا‬
‫اي هللا واايمه يف حزب آولئوك السوادات املفلحوني ‪ ،‬يف مقعود صودق عنود‬
‫مليووك مقتوودر آمووني ‪ ،‬وصووىل هللا وسوومل عووىل قوورة العووني ‪ ،‬جوود احلسوون‬
‫واحلسووني ‪ ،‬احلبيووب الوزين ‪ ،‬محموود ابوون عبوودهللا عووني الوجووود ‪ ،‬وعووىل آهل‬
‫وحصابته وآهلنا الرجع السمود ‪ ،‬وآخر دعواان آن امحلد هلل رب العاملني ‪.‬‬
‫مت نقوول هووذه الدمجووة الوووجزية موون كتوواب عقوود اليواقيووت اجلوهريووة‬
‫للحبيووب عيوودروس بوون معوور احلب و ‪ ،‬وكتوواب اترخي الشووعراء احلرضووميني ‪،‬‬
‫والدمجووة الوويت يه آسوواس لك سوواس الوويت كتهبووا س و يدي وش و يح ووادلي‬
‫احلبيب حمسون بون سوامل بون محمود ( ههبوب ) العطواس متوع هللا حبياتوه ‪ ،‬موع‬
‫ت ف واختصار يسريين وما القصد ال التعريف ابلشو يخ عبود هللا بون امحود‬
‫ابسودان وماعىس آن يكون تعريف اهذا الش يخ اجلليل ال منل قطره من حبر‬
‫حي آن مناقبه آشهر من آن تذكر ولحيق ملن منيل قليول العومل عودمي العقول‬
‫والفهووم آن يكتووب عوون هووذا الشو يخ ولكوون الامتسووا ل كتووه وعرفوواان ابمليوول هل‬
‫تطفلت ابلكتابة ‪ ،‬و‪ ،‬تررش الوائل للواخر ‪ ،‬آسوال هللا آن ععول معويل فهيوا‬
‫خالصا خملصا لوته الكرمي ومقراب اىل جنات النعمي ‪ ،‬وصىل هللا عوىل سو يدان‬
‫محمد وعىل آهل وحصبه وسمل وآخردعواان آن امحلد هلل رب العاملني ‪.‬‬
‫كتبه امحد بن معربن طالب العطاس الحساء ‪1422/4/3‬‬

‫‪25‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪26‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫التعريف ابلكتاب‬
‫هذا كتاب جواهرالنفاس وذخائر الرماس يف ذكر زواهر اليناس‬
‫من مناقب القطب احلبيب عيل بن حسن العطاس ‪ ،‬وعيون تتعلق‬
‫اكعارف ورقائق جده معر بن عبد الرمحن العطاس وودله الش يخ احلسني‬
‫وبعض آواتد آحصابه اكلش يخ احلبيب عبد هللا بن علوي احلداد ‪ ،‬والش يخ‬
‫عيل ابراس وغريمه من السادات الكياس ‪ ،‬املنحرطني يف سكل كتاب‬
‫القرطاس ‪ ،‬تأليف الش يخ المام عفيف ادلين والسالم ‪ ،‬وبركة الانم ‪،‬‬
‫يعسوب العلوم املنطوق مهنا واملفهوم ‪ ،‬المام عبد هللا بن آمحد ابسودان‬
‫‪ ،‬رمحه هللا ور عنه ‪ ،‬ونفعنا به آمني ‪ ،‬وذكل ابشارة اذلائق ل رات‬
‫تكل الغراس ‪ ،‬الاكرال من آذواقهم بصايف الاكس ‪ ،‬العارف ابهلل تعاىل ‪:‬‬
‫احلبيب هادون بن هود ‪ ،‬نزهة اجملالس واجلالس ‪ ،‬والرمحة املهداة لاكفة‬
‫اجلنة والناس ‪ ،‬نفعنا هللا ابمليع ‪ ،‬ورفعنا اىل حرضة قدسهم الرفيع ‪ ،‬جباه‬
‫مرشفهم الشفيع ‪ ،‬آمني ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪28‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بسم هللا الرمحن الرحمي‬


‫امحلد هلل املكل القدوس السالم ‪ ،‬الوهاب الع ومي الكورمي اللطيوف‬
‫اخلبري العالم ‪ ،‬اذلي آلبس صوفوته الكورام ‪ ،‬لبواس التقووى الويت يه لولك‬
‫مقام رشيف وحال منيف آصل وامام ‪ ،‬وخلريات ادلنيا والخرة بدء وختوام‬
‫‪ ،‬ولصفات الس تقامة م اهر وعنوان وشواهد وآعوالم ‪ ،‬وآشوهد آن ل اهل‬
‫الهللا وحده لرشيك هل شهادة من قع قبده عبادة اجالل واع ام ‪ ،‬وعمل آن‬
‫هل املنة عليه يف لك حال ومقام ‪ ،‬وآشوهد آن محمودا عبوده ورسووهل الصودر‬
‫املقوودم يف حرضووات التقووديس واللهووام ‪ ،‬صووىل هللا وسوومل عليووه وعووىل آهل‬
‫الكرام ‪ ،‬وآحصابوه العوالم ‪ .‬آموا بعود ‪ :‬فانوه قود خطور يف البوال ‪ ،‬وسو نح‬
‫للحيال ‪ ،‬مايقتضيه القيام بواجب التصال ‪ .‬وذكل بأن آت رش خبدموة بعوض‬
‫مايتعلق بنفنات س يدي ومولي رحب اجملوال ‪ ،‬فوامي لهول هللا تعواىل مون‬
‫علوم وآعامل ‪ ،‬ومقامات وآحووال ‪ ،‬القطوب املكوني املوؤمتن عوىل الرسار ‪،‬‬
‫سليل املقربني البرار ‪ ،‬الش يخ الس تاذ ‪ ،‬احلبيب املالذ ‪ ،‬عيل بن حسون‬
‫بن عبد هللا بون الشو يخ احلسوني ابون قطوب ادلوائور ‪ ،‬وآسو تاذ الاكبور ‪،‬‬
‫املش به يف وقتوه وع وه ابلشو يخ عبود القوادر ‪ ،‬الشو يخ احلبيوب معور بون‬
‫عبدالرمحن بن عقيل العطاس ‪ ،‬بون سوامل بون عبود هللا ‪ .‬نفعنوا هللا اهوم يف‬
‫ادلاريوون ‪ .‬فبيووامن آان آتووردد يف ذكل بووني القوودام وال ووام ‪ ،‬خوفووا موون آن‬
‫ما ري به القالم ‪ ،‬ويسطر يف الرقوام ‪ ،‬آكوون بوه لعودم الحواكم عرضوة‬
‫للمالم ‪ ،‬اذ وردت الشارة املتضمنة ان شاءهللا للبشارة ‪ ،‬من خليفة هوذا‬
‫المووام يف مقامووه ‪ ،‬وانرش آلويووة م وواهره وآعالمووه ‪ ،‬وحموويي زواهوور لياليووه‬
‫وآايمه ‪ ،‬احلبيب العوارف ابهلل تعواىل ‪ ،‬هوادون بون هوود بون احلبيوب عويل‬

‫‪29‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫املووذكور ‪ ،‬آزهوور هللا اكحيوواه الايم والشووهور ‪ .‬وذكل بووأن آرصف اهلمووة اىل‬
‫ذكر مناقب وترمجة حتتوي عىل بعوض موااكن عليوه جود هوذا الموام ‪ ،‬مون‬
‫سوابق اهلمم وخووارق العوزامئ ‪ ،‬وموابل اليوه مون نواايت حسون الخوالق‬
‫وفنون املاكرم ‪ .‬وآن آقتبس موا آثبتوه وآمليوه مموا آودعوه يف آماليوه ‪ ،‬لسو امي‬
‫كتابووه املسوومئ ‪ :‬سووفينة البضووائع ومضميووة الض ووائع ‪ ،‬وكتوواب القرطوواس ‪،‬‬
‫وكتاب املقصد يف شواهد املشوهد ‪ ،‬ومون املاكتبوات وادليووان هل ‪ .‬وكنوت‬
‫جملس مع شو يحنا الموام العوارف ابهلل تعواىل ‪ ،‬احلبيوب جعفور بون‬ ‫مرة يف ٍ‬
‫محمد العطاس نفع هللا به ‪ ،‬جفعل يذاكر ببعض آحوال س يدي احلبيوب عويل‬
‫شو يهه ووطنووه الصوويل ‪ ،‬فقلووت هل منوول هووذه الحووال ينبغو آن تثبووت‬
‫ولتلقئ وينتفع اها ‪ ،‬لس امي من هل اتصال به واىل ماينسب ميهل اليه واصوف ًا‬
‫‪ ،‬فقال ‪ :‬ايس بحان هللا هذه اثل اشارة يف هوذا العوام يف اثبوات موايتعلق‬
‫اهذا المام ‪ ،‬فقيل آنه آثبت بعوض ذكل لكنوه مل يتوه ‪ ،‬واكن نفعنوا هللا بوه‬
‫اذا ذاكر بأحوال س يدي احلبيوب عويل بون حسون قودس هللا رسه وموااكن‬
‫عليه من اذلوق والعساال يف العلوم وقوة احلاف ة وذاكء الفطنة وبمعود غوور‬
‫الفهم وخوارق العوادات والخبوار ابملغيبوات ‪ ،‬عوري اكلسو يل املنحودر يف‬
‫صبب ‪ ،‬ويأيت من ذكل ابلعمب ‪ .‬وس يأيت يف آثناء هذا املؤلف النقل عنه‬
‫والرواية ‪ ،‬اذ هو بأحواهل من ذوي ادلراية ‪ ،‬بل هو م هور منواره ‪ ،‬وعيبوة‬
‫آرساره ‪ ،‬وخطوة آنبائوه وآخبواره‪ .‬آحتفنووا هللا تعواىل مون طرائوف منووال م ‪،‬‬
‫وجعلنا من آهل ودادمه وصدقا م ‪.‬آمني ‪.‬‬
‫واعمل بأين امنا آقصد اكا آثبته وماتيرس يل ايداعه يف هذا املؤلف من‬
‫آحوال هذا المام وآحوال من ذكر معه ممن س يأيت الت د اهم يف عسميته‬

‫‪30‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ ،‬ويف ذكر مامتزي به وخصوه هللا تعواىل بوه مون بوني آقرانوه ‪ ،‬مون الحووال‬
‫السنية ‪ ،‬واملقامات العلية ‪ ،‬ومواانطوى عليوه مون الرسار الغيبيوة ‪ ،‬وموايف‬
‫ابطنه وواهره من النوار اليت آرشقوت عوىل ال يوة ‪ ،‬اكالشومس يف وقوت‬
‫الضحية ‪ ،‬وما آدركه من العلوم واملعارف الكسوبية والوهبيوة ‪ ،‬حو آدررش‬
‫يف البداية مابلغه غريه يف الهناية ‪ .‬وبذكل علت رتبته وع موت منووزلته ليومت‬
‫ادخووال الرسووور عووىل قلوووب حمبيووه وذويووه ‪ ،‬ليش و تاقوا اىل نيوول املواهووب‬
‫والفضووائل الوويت انوودرجت فيووه ‪ ،‬فينفق ووا نفووااس الوقووات والح ووال ‪ ،‬يف‬
‫العلوم والعامل ‪ ،‬وي ر ذكل هلم خوالص احملبوة لهول هللا الويت يه آقووى‬
‫آس باب النجاة ‪ ،‬كام س يأيت تفصيل ذكل مبين ًا برشوطه وضووابطه ‪ ،‬حمققوا‬
‫بقيوده وروابطه ‪ ،‬وذكل يف مقدموة هوذا املؤلوف ‪ .‬موع آنوه ر هللا عنوه‬
‫وآمنوواهل مل يلتفتووا اىل تقريوور هووذه الوضوواال ‪ ،‬ول اىل مافهيووا وتضوومنته موون‬
‫الطالق والعساال ‪ ،‬ال لفائدة غريمه ونفعه ‪ ،‬كام روي عون سو يد الطائفوة‬
‫الصوفية اجلنيد بن محمد ر هللا عنه آنه قال ‪ :‬احلاكايت جند مون جنوود‬
‫احلق ‪ ،‬يقوى اها قلووب املريودين ‪ ،‬وحتيوا اهوا معوامل العوارفني ‪ ،‬وتبوهت اهوا‬
‫خواطر احملبني ‪ ،‬و ري اها دموال املش تاقني ‪ ،‬وت هر اها اشارات العوارفني‬
‫‪ .‬قيل هل ‪ :‬فهل ذلكل شاهد من كتاب هللا تعاىل ؟ قال نعم ! قوهل تعواىل‬
‫{ والك نقص عليك من آنبواء الرسول مانثبوت بوه فوؤادرش } ‪1‬وقوال آيضوا ‪:‬‬
‫فقوهل تقوى اها قلوب املريدين ‪ ،‬خرأ به قلوب العارفني الواصولني ‪ ،‬فوانم‬
‫لحيتاجون اىل ذكل ملا خامر قلواهم وآرسارمه من املعرفوة واليقوني ‪ ،‬ولهوذا‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 120 :‬هود‬

‫‪31‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مل يكووون للصوووحابة ر هللا عوووهنم كثوووري كراموووات ‪ ،‬ولخووووارق عوووادات‬


‫لس تغناوم عهنا ابرشاق نور النبوة عىل واهرمه وابطوهنم ونوزول الوو ‪،‬‬
‫وذلكل ورد يف اميان آن بكر الصوديق ر هللا عنوه آنوه لوو موزن ابميوان‬
‫ماصو ْب يف صودري‬ ‫المة لورههم كوام يف احلودي ‪ .‬ويف حودي آخور ‪ ( :‬م‬
‫يشء ال موص ْب يف صدر آن بكر منهل ) فيا هل ترى آن منل هذا الس يد‬
‫حيتواأ اىل تأييود اميانوه ابلكرامووات ‪ ،‬آو ديود يقينوه ابلايت وهوو يف مقووام‬
‫الصديقية اليت مافوقها مقام ال مقام النبووة ‪ ،‬ودرجوات الصوحابة ر هللا‬
‫عهنم متفاوتة يف اليقني ‪ ،‬وثباته وقوته كاميدل عىل ذكل حودي حارثوة بون‬
‫حمصن ر هللا عنوه ملوا قوال هل رسوول هللا صوىل هللا عليوه وسومل كيوف‬
‫آصبحت ؟ فقال ‪ :‬آصوبحت مؤمنوا حقوا ! فقوال هل عليوه السوالم ان لولك‬
‫حق حقيقة مفا حقيقة اميانك ؟ فقال ‪ :‬ايرسول هللا عزفت نفيس عن ادلنيا‬
‫وهرت لووييل وآومووأت نوواري واسو توى عنوودي ذههبووا وموودرها ‪ ،‬وكين‬ ‫فأسو م‬
‫آن وور اىل عوورش رن ابرز ًا ‪ ،‬واىل آهوول اجلنووة ينعمووون ‪ ،‬واىل آهوول النووار‬
‫يتعاوون ‪ ،‬فقال هل رسوول هللا صوىل هللا عليوه وسومل عرفوت فوالزم ‪ .‬ويف‬
‫عويل رسوول‬‫رواية آخرى عن معاذ ابن جبل ر هللا عنوه قوال ‪ :‬دخول و‬
‫هللا صىل هللا عليه وسمل فقال ‪ :‬كيف آصبحت ايمعاذ ؟ فقلت ‪ :‬آصبحت‬
‫ابهلل مؤمنا ‪ ،‬فقال ‪ :‬ان للك قول مصداق وللك حوق حقيقوة مفوا مصوداق‬
‫ماتقول ‪ ،‬فقال ‪ :‬ايرسول هللا ما آصبحت صوباحا ال وننوت آين ل آميسو‬
‫‪ ،‬ول آمسيت مساء ال وننت آين ل آصبح ‪ ،‬ولخطوت خطووة قو‪ ،‬ال‬
‫وننووت آين ل آتبعهووا آخوورى ‪ ،‬وكين آن وور اىل لك آمووة جاثيووة توودعئ اىل‬
‫كتااها مع نبهيا وآواثنا اليت تعبد من دون هللا عوز وجول ‪ ،‬وكين آن ور اىل‬

‫‪32‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عقوبة آهول النوار وثوواب آهول اجلنوة ‪ ،‬فقوال رسوول هللا صوىل هللا عليوه‬
‫وسمل عرفت فالزم ‪ .‬ومن ذكل قول عيل ابون آن طالوب ر هللا عنوه ‪:‬‬
‫لوجشف الغطا ماازددت يقينا ‪ .‬ومن ذكل قوهل صىل هللا عليوه وسومل ‪ :‬ان‬
‫روح القدس نف يف روع ‪ :‬آحبب ما آحببت فانك مفارقه ‪ .‬آراد بوه لك‬
‫مايتعلق ابدلنيوا فوان ذكل يفوىن يف حقوه ابملووت ‪ ،‬فولك مون علهيوا فوان ‪،‬‬
‫ويبقئ وجه ربك ذو اجلالل والكرام ‪ .‬وس يأيت قريبوا ذكور هوذا املعوىن عنود‬
‫ذكر ح الكرامات للولياء وحقيقهتا ان شاء هللا تعاىل‪.‬‬
‫وملااكنت الكرامات واملناقب مقصودة لغريها اكنت كفضائل العوامل‬
‫يعمل فهيا ابحلدي الضعيف والنقل غري القوي الصوحيح كوام قوال سو يدي‬
‫احلبيب عيل صاحب املناقب ر هللا عنه م حا بذكل عىل التعيني يف‬
‫بيتني توآمني آثبوهتام يف ديوانوه املسومئ ( قالئود احلسوان وفرائود اللسوان )‬
‫يوودلن عووىل آنووه موون فرسووان علووامء الاثر ‪ ،‬وابصووطالةم فهيووا موون ذوي‬
‫الختبار ‪ ،‬وهام قوهل ‪:‬‬
‫بضعيف وبواه وبوووووووووان‬ ‫يف ثالث يعملون العاملون‬
‫الفضائل واملناقب والبيان‬ ‫ويه ان تطلب مين عدها‬
‫فأما قوهل ‪ :‬الفضائل واملناقب ف اهر مما مور ‪ ،‬وآموا قووهل ‪:‬‬
‫والبيان فاملراد به وهللا آعمل آن الأم عىل تأويل الايت القرآنية آنوه يصوح‬
‫اكا ي هر لولك صوص عوىل قودر علموه ومايؤديوه املعوىن مون فهموه خبوالف‬
‫تفسري القرآن ليصح ال ابملنقول ‪ ،‬وآما غري القرآن فان لك يتكم يف معاين‬
‫العبارات من آهل العمل عىل قدر اعساال عقهل وفهمه وعلمه ‪ ،‬وآموا الوليواء‬
‫آرابب الحوال واملقامات فتحتلف آقواهلم فهيا فلك يتكم عوىل قودر حواهل‬

‫‪33‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومقامووه كووام قوورر ذكل المووام الغوزايل ر هللا عنووه فقوود يصوول يف معووىن‬
‫العبارة الواحدة آكرث من عرشة مقالت ‪ .‬وس يأيت قريبا آن س يدي احلبيوب‬
‫عيل ر هللا عنه ملا س ئل عن قول ابن عطاء هللا يف حمكوه ‪ :‬لك الكم‬
‫ي ز وعليه كسوة القلب اذلي منه برز ‪ .‬قال يف جوابوه ‪ :‬لك الكموه كوامه ‪.‬‬
‫قارص يف العمل فقرب هل العبارة وهو اكعىن ماقدمناه ‪.‬‬
‫فكن السائل ٌ‬
‫واعمل آين قد رتبت هذا املؤلف عىل مقدمة وثالثة آبواب وخامتوة ‪،‬‬
‫فأموا املقدموة ففو ذكور فائوودة املناقوب ومايدتووب علهيوا موون املطالوب وموون‬
‫الفضائل والرغايوب زايدة بيوان ملوا مور آنفوا ‪ ،‬وآموا البواب الول ففو اترخي‬
‫ولدة س يدان وبركتنا الشو يخ العوارف ابهلل تعواىل احلبيوب عويل بون حسون‬
‫املذكور ونسبته وابتداء سلوكه وجماهداته ومامن هللا به عليه من علو اهلموة‬
‫وحدة الفهم وقوة احلفظ ‪ ،‬وفامي وهر مون آحوواهل ومقاماتوه الويت يه مثورات‬
‫وغاايت تكل اجملاهدات الرشيفة والرقائق اللطيفة ‪ ،‬ويف تنقالتوه وارشواده‬
‫للعباد ومعوم نفعه للحارض مهنم والباد ‪ ،‬وبعض موايتعلق بكشووفه وكراماتوه‬
‫اقتباسا من كتبه وغريها مع العاز والختصار لضيق الوقت عن الطنواب‬
‫والكثار ‪ ،‬وك السن اليت يه موارد هذه الوطوار وجوواد هوذا املضوامر ‪.‬‬
‫وآما الباب الثاين فف ماتيرس من ثناء الاكبر عليه من مشواخيه ومعارصيوه‬
‫‪ .‬وآما الباب الثال فف رشح القصويدة املشوار الهيوا فوامي سو بق ويه الويت‬
‫مطلعها وعنوان منبعها ‪:‬‬
‫وآوىل من توىل ومن يوايل‬ ‫عطا عطاس نا غطا العطااي‬
‫ويتضمن هذا الباب عوىل رشح خمت و جودا لراتوب جوده سو يدان وموولان‬
‫القطب الرابين الش يخ احلبيب معور بون عبود الورمحن العطواس قودس هللا‬

‫‪34‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫رسه ‪ ،‬ت و اك وتمينووا بووذكره واي وراده يف هووذا الرشووح ‪ ،‬واس و تناحا لنفحووات‬
‫فيوضات غاايته ‪ ،‬يف احلال واملأل ‪ ،‬وكوذكل لن هوذا الراتوب الع ومي مون‬
‫آع ووم العطووااي الوويت غطووت موون توووىل وموون ي ووايل ‪ ،‬ولن رشح س و يدي‬
‫الش يخ المام عيل بون عبود هللا ابراس نفعنوا هللا بوه مون الووارد اللهوي مل‬
‫يتعرض لبعض مايتعلق بكامته من املعاين ال اهرة ‪ ،‬لكين ملا رآيوت ايداعوه‬
‫هذا املؤلف كوام جعول سو يدي احلبيوب عويل رشح هوذا الراتوب مجوزآ مون‬
‫كتابه القرطاس انه س يك مه ‪ ،‬آفردته يف جزء لطيوف عسوهيال حملصول‬
‫املؤلفني ‪ ،‬وحيازة لكتساب الفضيلتني ‪ .‬واعومل آين آمنوا اخودت رشح هوذه‬
‫القصيدة من بني قصائد ادليووان لبالغهتوا وماتضومنته مون فرائود املوان يف‬
‫وصف س يدان المام القطب احلبيب معر بن عبود الورمحن ‪ ،‬اذ ذكل مون‬
‫مقصود املناقب ‪ ،‬وحتقيق املراتب ‪ .‬وآموا اخلامتوة ففو نقول نوزر يسوري مون‬
‫الكمه اذ من عادة املؤرخني ومصنف الطبقات آن يوذكروا يف الوداو ومون‬
‫الكمه كذا وكذا ‪ ،‬وذكل لن لك الكم يودل عوىل حوال قوائهل كوام سو بقت‬
‫الشارة اليه قريبا‪ .‬وييت هذا املؤلف ( جواهر النفاس وذخائر الرمواس‬
‫بذكر جواهر اليناس من مناقب القطب احلبيب عيل بون حسون العطواس‬
‫) وعيون تتعلق اكعارف ورقائق جده احلبيب معور بون عبود الورمحن وودله‬
‫الشو يخ احلسوني ‪ ،‬وبعوض آواتد آحصابوه ‪ ،‬اكلشو يخ احلبيوب عبود هللا بون‬
‫علوي احلداد ‪ ،‬والش يخ عيل بن عبود هللا ابراس ‪ ،‬وغوريمه مون السوادات‬
‫الكياس ‪ ،‬املنحرطني يف سكل كتاب القرطاس ‪ ،‬نفعنوا هللا اهوم ولحرمنوا‬
‫بركهتم ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واعمل آان امنا آدرجنا ال ة املذكورين يف عسمية هوذا املؤلوف دلوران‬


‫ذكوورمه ابلنقوول عووهنم واهوواذ طوريقهتم نسو ب ًا ومرشو ًاب وسووبب ًا ومووذهب ًا وان مل‬
‫يتعلق بعض النقل ابملناقب لكنه آما من آس بااها ويه من مثراتوه وهوو مون‬
‫الصل اذلي يضع عليه الويل آساس معامالته ‪ ،‬آومموا يشووق الهيوا آوحيو‬
‫علهيووا ‪ ،‬وس وواء اكن يتعلووق ابجلنووان آوابلراكن ‪ ،‬ويوودل عووىل قوووة الميووان‬
‫والتكني يف اليقني والعرفوان ‪ ،‬وهوذا هوو الشوان املقصوود واملوراد عنود لك‬
‫مريوود وم وراد ‪ .‬فوودى آ ووا النوواور يف هووذا املؤلووف ماتصوول بووه اىل معرفووة‬
‫ماوصل اليه آولئك امللورش اكاهلم من السولورش ‪ ،‬وبوه تترشوف ‪ .‬اللهوم آكرمنوا‬
‫ابلتقوى ووفقنا ملا حتب وترىض اي آرمح الرامحني ‪.‬‬
‫املقدمة ويه طويةل اذليل كثوري النيول ‪ ،‬حتتووي عوىل آموور مجليوة‬
‫وتفصويلية فووامي ينوواط ويتعلووق ابملناقووب والفضووائل واملقاصوود والوسووائل كووام‬
‫سو تقف عووىل ذكل ان شوواء هللا مرسووور ًا ‪ ،‬لسو امي ان آمغضووت العووني اذا‬
‫رآيت نقصا آوتقصريا آوحيفا آوتغيريا ‪ ،‬فان النسان حمل اخلطواء والنسو يان‬
‫‪ .‬وموون مجووةل مووااحتوت عليووه هووذه املقدمووة ذكوور التعوورض ذلم الفحوور موون‬
‫القووارصين اجلهووال ‪ ،‬العووارين عوون العلوووم والعووامل بكرامووات آسووالفهم ‪،‬‬
‫والغ ودار ابلنتسوواب الووهيم ‪ ،‬مووع التصوواف يف الفعووال والق ووال خبووالف‬
‫آوصووافهم ‪ ،‬وذكوور مااختصووت بووه السووادة العلويووة موون الطرائووق اجلامعووة‬
‫للحصوصية ‪ ،‬واحلقائق واملزااي اليت متزيوا اها عىل سائر ال يوة ‪ ،‬واشو هترت‬
‫ابلكامل من بني طرائق الصوفية ‪ .‬اىل غري ذكل من الفوائد اليت متتد العني‬
‫الهيا ‪ ،‬وتأنس اها القلوب والرسار وتعتد علهيا ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ولنبدآ بنقل عبارة من مقدمة الكتواب املسومئ ( مجموع الحبواب )‬


‫لالمام الرشيف محمد بن احلسن امل ي ‪ ،‬قال رمحه هللا تعواىل ‪ :‬واعومل آن‬
‫الباع عىل تأليف هذا الكتاب ثالثة آموور ‪ :‬آمههوا وآع مهوا هوو موا آنعوم‬
‫عويل بوه مون خوالص احملبوة واملووالاة مليوع آوليواء هللا‬‫هللا س بحانه وتعواىل و‬
‫العارفني ‪ ،‬من عباده اخمللصني العاملني ‪ ،‬من آمة س يد املرسلني محمد صىل‬
‫هللا عليه وآهل وسمل ‪ ،‬فان هذا الكتاب موضوال لحوواهلم ومجوع آوصوافهم ‪،‬‬
‫فانم آ تنا وآسالفنا وسادتنا اكلوادلين لنا ‪ ،‬وآحرى علينا يف مصا آخرتنا‬
‫الوويت يه دار القورار ‪ ،‬فيمووب علينووا نرشو ذكوورمه والنطووواء عووىل حووهبم ‪،‬‬
‫ومعلوم آن احلب يف هللا تعواىل مون آوثوق عورى الميوان ‪ ،‬واخوالق الوود‬
‫والتسوك حبوهبم موع القتفواء لاثرمه والقتوداء اهوم يف آفعواهلم وآقوواهلم موون‬
‫موجبووات الهتووداء ورضووا الوورمحن والفوووز ابجلنووان ‪ .‬اىل آن قووال ‪ :‬لسو امي‬
‫وفهيم من اذا ن رت يف آفعاهل وآقوواهل وآحوواهل رآيوت ماحتوار فيوه البصوائر‬
‫والبصار ‪ ،‬فان ذكل لياكد يودخل حتوت الوسوع والختيوار ‪ ،‬بول امنوا هوو‬
‫موهبة وخصوصية من هللا تعاىل خيص اهوا مون يشواء مون عبواده سو بحانه‬
‫هو هللا الواحد القهار ‪ ،‬فس بحان من خصهم واصطفامه واختارمه واجتبامه‬
‫ويل وعووىل غووريي‬
‫اكعرفتووه وعبادتووه آانء الليوول وآطوراف الهنووار ‪ ،‬فواجووب عو و‬
‫تعطووري الك ووان بنرش و ذكوورمه ‪ ،‬واس تنوووزال الرمحووة بووذكر وصووفهم لين وور‬
‫املسكني منيل كيف قدره عند ذكرمه ‪ ،‬وآين حموهل مون الميوان مون حملهوم ‪.‬‬
‫وقد قال المام محدون بن امحد النيسابوري ر هللا عنه ‪ :‬من ن ور يف‬
‫سري السلف عرف تقصريه وهلفه عن درجة الرجال ‪ ،‬فينبغو لولك مسومل‬
‫آن يكووون قلبووه منطووواي عووىل حووهبم هلل تعوواىل ‪ ،‬وععوول ذكل ذريعووة اليووه‬

‫‪37‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واخالق الوود هلوم فيوه ويف سوبيهل وتقوراب اليوه سو بحانه وتعواىل ‪ ،‬وععول‬
‫سريمه وآحواهلم نصب عينيه ‪ ،‬ويأخوذ يف اجلود والجهتواد اكوا اكنووا عليوه ‪،‬‬
‫ويغتمن ساعته اليت هو فهيا وعهتد آن لتكون عليه ‪ ،‬وحياسب نفسوه عوىل‬
‫احل وراكت والسووكنات واخلط ورات ويووداوم عووىل ذكوور هللا تعوواىل يف مجيووع‬
‫الوقات ‪ ،‬فقد ورد ‪ :‬آنه ما من ساعة متر عىل النسان ليذكر هللا فهيوا ال‬
‫تقطعت نفسه حرسات ‪ ،‬هذا مع لزوم التقوى واللتجاء اىل هللا تعواىل يف‬
‫آن يوفقه ملا وفقهم ‪ ،‬وآن عموع بينوه وبيوهنم يف دار السوالم ‪ .‬انهتويئ الكموه‬
‫وهووو جووامع ‪ .‬مث ذكوور الم ورين الخ ورين موون المووور الثالثووة الباعثووة عووىل‬
‫التأليف ‪.‬‬
‫وقووال الش و يخ المووام محموود بوون معوور حبوورق احلرض و يف كتابووه (‬
‫مواهب القدوس يف مناقب العيدروس ) مث من آع م العلوم نفعو ًا وآشودها‬
‫يف حياة القلوب تأثري ًا ووقع ًا ‪ ،‬وآكرثها خلريات ادلنيا والخرة مجع ًا ‪ ،‬معرفوة‬
‫سووري آوليوواء هللا العووارفني ابهلل ادلالووني عووىل هللا وتووذكر آح وواهلم وآفعوواهلم‬
‫وآقواهلم ‪ ،‬لن بذكل حيصل حسن ال ن فوهيم املوجوب حلوهبم امللحوق اهوم‬
‫اىل آعىل الرتب وآع م القرب ‪ ،‬لصحة اخلو ‪ :‬بوأن املورء موع مون آحوب ‪.‬‬
‫وثبوت الثر بوأن عنود ذكور الصواحلني تنووزل الرمحوة ‪ ،‬وتنبعو لطاعوة هللا‬
‫اهلمة ‪ ،‬وتع وم النعموة ‪ ،‬وتنودفع لك نقموة ‪ ،‬وحتيوا القلووب وتغفور اذلنووب‬
‫وعسد العيوب ويتيرس لك مطلوب ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫واذا آردت الزايدة عىل فوائد ومطالوب وموأرب ال وة املصونفني يف‬
‫ذكر املناقب فاطلب ذكل من غري هذا املؤلف اخملت ‪ .‬ومن ذكل مواذكره‬
‫س يدان الس تاذ احلبيب عيل بن حسن املذكور يف كتابوه القرطواس يف آول‬

‫‪38‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فصل يف ترمجة س يدان الرابين جده احلبيب معر بن عبد الورمحن فانوه قوال‬
‫ر هللا عنه ‪ :‬واعمل آن البواعو ملوع هوذا التوأليف كثورية ‪ .‬وآطوال يف‬
‫ذكل جدا مث قال يف آخره ‪ :‬ومهنا ما نقل عن صاحب كتاب آعامل التوارخي‬
‫آن موون كتووب اترخي ويل هلل اكن معووه يوووم القيامووة ‪ ،‬وموون طووالع ايووه يف‬
‫التارخي حبا هل فكمنا زاره ‪ ،‬ومن زار وليوا غفورت ذنوبوه موامل يوؤذه آويوؤذي‬
‫مسلام يف طريقه ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقد نقل عن بعض الاكبر احملققني آن العارف اذا موات فنقول عنوه‬
‫تلميذه مس ئةل يف توحيد هللا وآفادها فان ذكل العارف عين مثر ا وكذكل‬
‫التلميووذ وبووذكل حييووا ذكوورمه ‪ ،‬و‪ ،‬مووات بعوودم اذلكوور موون كثووري ‪ ،‬و‪ ،‬وول‬
‫ابلهامل من شهري ‪ ،‬و‪ ،‬فات ابلنس يان من كبري ‪ ،‬خطري كام قيل شعر ًا ‪:‬‬
‫تعود كرامات الرجال شو اردا اذا مل تقيدها علينا ادلفووووووووووووووووواتر‬
‫متوت اخلبااي يف الزوااي ومالوها من الناس بني الناس يف الناس ذاكر‬
‫انهتيئ ‪ .‬من القرطاس ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) فامي خوص بوه سوادتنا آل آن علووي وخوواق مون هوذه‬


‫الموة مون ايمخوول طلبوا للسوالمة الويت يه مقدموة عوىل الغنميوة عنوود ذوي‬
‫العقول ‪ .‬واعمل آن ال وة الخيوار العوارفني البورار شوأنم ورغبوهتم وحمبوهتم‬
‫للحمول وعدم الشهرة ‪ ،‬لن ذكل آعوون عوىل اخوالق العوامل واسو تقامة‬
‫الحوال ‪ ،‬وآروح للرس والباطن وآخف للروح والبودن ‪ .‬ولسوادتنا آل آن‬
‫علوي قدس هللا آرواةم من ذكل النصيب الووافر لولول موهنم والخور ‪،‬‬
‫كووام س و يأيت بيووان ذكل يف ذك ور ط وريقهم ال موون آجل و اىل ذكل ‪ ،‬آي اىل‬
‫ال هور ودع اليه بأمر كوام حصول لكنوري موهنم ‪ ،‬لكنوه لي هور يف الع و‬
‫الواحد ال واحدا مهنم كام قال الش يخ احلبيوب عبود هللا بون علووي احلوداد‬
‫نفع هللا به ‪ :‬آنه لحاجوة يف آهول البيوت الواحود ال ل هوور واحودا موهنم ‪،‬‬
‫فانه اكن يف زمان الش يخ معر احملضار نفع هللا به من آل آن علوي آربعوون‬
‫يف مقامه ‪ ،‬عرشون قدامه وعرشون خلفه ‪ .‬قال تلميذه الشو يخ امحود بون‬
‫عبد الكرمي احلسواوي راوي هوذه املقواةل ‪ :‬فقلوت موامعىن عرشوون قداموه‬
‫وعرشون خلفه ؟ فقال ر هللا عنه معميا عليه ‪ :‬وهل يعرف هذا آحود‬
‫‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫واحلاصل آنه من وهر للمة داعيا ومعلام هلوم مون الاكملوني الثابتوة‬
‫مقاما م ‪ ،‬الراخسة آقداهمم فهو امام به يقتدى وعقو ٌمل بوه تودى وهوو وارث‬
‫للرسل ولسو امي ملتبوعوه صولوات هللا وسوالمه عليوه وعلوهيم ‪ ،‬ونفعوه آمع ‪،‬‬
‫ومقامه آعىل وآمكل وآس ىن وآفضل ‪ ،‬ومن ل واختفوئ واسو تد لسوالمة‬
‫دينه وصالح قلبه فهو عىل هدى مون ربوه وبصورية مون آموره ‪ .‬وعوىل ذكل‬
‫دل قوهل صىل هللا عليه وسمل ( رب آشع آغ مودفوال عون البوواب لوو‬

‫‪40‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آقسم عىل هللا لبره ) وآخبار خريالتابعني آويس القرين ر هللا عنه من‬
‫ايمخول والختفاء والتسود آحووال ع ميوة مشوهورة قود اس تقصواها الشو يخ‬
‫عبد هللا بن آسوعد اليوافع يف روضوه ‪ ،‬ونقول ذكل الشو يخ احلبيوب عبود‬
‫هللا احلداد نفع هللا اهام يف دعوته ‪ ،‬وفق وصول يف آصونافها ماخيتوار لولك آحود‬
‫من ذوي الطرائق الخصني مون آوليواء هللا تعواىل مون الطبقوة الوىل مون‬
‫التابعني ومن بعدمه اذلين آخصهم وآفضلهم آويس القرين ‪.‬‬
‫واعومل آن مون آحوب قوموا اكن موهنم وحرشو معهوم ‪ ،‬ان اكنووا موون‬
‫الخيار البرار ‪ ،‬آومن الرشار الفجار كام مر ‪ ،‬ولقوهل صىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل ( املرء مع من آحب ) ورد هوذا مون طورق متعوددة ‪ ،‬مهنوا حودي‬
‫آنس بن ماكل ر هللا عنه ( بيامن آان ورسول هللا صىل هللا عليوه وسومل‬
‫خارجني من املسجد وخلفنوا رجول عنود سودة املسوجد فقوال ايرسوول هللا‬
‫م الساعة ؟ فقال رسول هللا صىل هللا عليوه وسومل ‪ :‬موا آعوددت لهوا ؟‬
‫فكن الرجل اس تاكن فقال ايرسول هللا ما آعددت لها كثري صالة ولصيام‬
‫ولصدقة ولكين آحب هللا ورسوهل ‪ ،‬قال ‪ :‬فأنت موع مون آحببوت ) ويف‬
‫رواية عون آنوس ر هللا عنوه ‪ :‬مارآيوت آحصواب رسوول هللا صوىل هللا‬
‫عليه وآهل وسمل فرحوا ب ء آشد مافرحوا به ‪ .‬ويف روايوة ‪ :‬املورء موع مون‬
‫آحب وهل مااكتسب ‪ .‬فهذه الرواية مقيدة ‪ ،‬ووردت رواايت مطلقة ويدل‬
‫لها آي للرواية املقيدة ما آجاب به الش يخ عبد هللا بن علووي احلوداد نفعنوا‬
‫هللا به آنه قال ‪ :‬اذلي ي هر لنا مماتقتضيه آقوال احملققني عن املتكمني عوىل‬
‫معىن هذا احلدي آن هذه املعية تكون من بعض الوجوه ل مون مجيعهوا ‪،‬‬
‫ولبد آن يكون احملب موافقا ملون آحبوه يف لكيوات الموور ‪ ،‬مون التوحيود‬

‫‪41‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وحفظ الفرائض الالزموة واجتنواب احملرموات املؤبقوة ‪ ،‬وفعول ماتيرسو مون‬


‫اخلريات ‪ .‬فان من آحب آحد ًا آحوب مشوااهته والقتوداء بوه حسو ر يقودر‬
‫عليه ‪ ،‬ولتصح احملبة بدون ذكل ‪ ،‬فهوي بدونوه لغويوة لحقيقوة لهوا ‪ .‬وقود‬
‫قال احلسن الب ي رمحه هللا تعاىل ‪ :‬ليغرن حدي ‪ :‬املرء مع من آحب‬
‫والغدار موع الغفوةل وتوررش صوا العوامل ‪ ،‬فوان الهيوود والنصوارى حيبوون‬
‫آنبياوم وليسوا معهم ‪ .‬انهتيئ اكعناه ‪ .‬ويف جواب آخر هل قال ‪ :‬نعم املورء موع‬
‫من آحب سواء آحب الخيوار آو الرشار‪ .‬وهل ر هللا عنوه قوول آخور‬
‫يف الفصول العلمية قال فيه ‪ :‬اذا آحوب آهول التهلوي‪ ،‬مون العووام آرابب‬
‫التقوى وآهل طاعة هللا تعاىل فانه راكا ينفعهم وعرمه اىل موافقهتم واتبواعهم‬
‫يف العووامل الصوواحلة ‪ .‬وآمووا اذا آحووب آهوول املعرفووة ابهلل وآهوول طاعتووه‬
‫الغنياء وع مومه فذكل مما تنح‪ ،‬به درجهتم ويسقطون به من عني هللا ‪.‬‬
‫فراجووع ذكل موون الكتوواب املووذكور‪ .‬وس و يأيت يف الفصووول العلميووة يف هووذا‬
‫املبح عبارة آبس‪ ،‬من هذه ‪.‬‬
‫واعمل آن صدق احملبة يقتيضو الرضوا عون احملبووب ‪ .‬وعالموة احملبوة‬
‫والرضووا ان احملووب حيووب صووفات احملب ووبني وحيووب م ووافقهتم والطاعووة هلووم‬
‫واملبادرة اىل ذكل كام آفهمه الكم س يدان الش يخ عبد هللا احلوداد املوار آنفوا‬
‫مع الرغبة وعدم الكراهيوة للطاعوة والمتثوال لوامورهللا ‪ ،‬وكوذا موع الصو‬
‫وحتمل املشقة كام قيل ‪:‬‬
‫اذا جيش الحباب جيشا من اجلفا بنينا من الص امليل حصوووان‬
‫آمقنا علهيا للوصال مكووووووووووووينا‬ ‫وان ركبوا خيل الصدود مغووووورية‬
‫لقين امه ابذلل مدرعوووووووووووووينا‬ ‫وان جردوا آس يافهم لقــتووووووووالن ا‬

‫‪42‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ص ان عىل آحاكهمم ورضــينا‬ ‫وان مل يروا يف ودان ووصوووووووالنا‬


‫واذا آردت العوومل حبقيقووة احملبووة هلل تعوواىل ولهوول هللا ف وان ره موون‬
‫الحياء وغريه من كتب الرقائق ‪ ،‬وكذا مقوام الرضوا اذلي هوو مثورة احملبوة ‪.‬‬
‫فهذا وآمنواهل يودل عوىل آنوه لبود مون التشو به يف آعوامل القلووب واجلووارح‬
‫واحلقائق والرسوم ‪ ،‬فبذكل تصح النس بة وحيصل التبواال ‪ .‬وآموا مون آبعود‬
‫وتعدا احلدود ومل يقم احلقوق فقد قطع الورمح و واهر ابل ومل اذلي حقيقتوه‬
‫ورضه وسوء عاقبته هو ومل النفس كام دلت عليه الايت القرآنية والخبار‬
‫النبوية ‪ .‬وفيه يقول الش يخ عبد هللا احلداد قدس هللا روحه يف قوهل ‪:‬‬
‫نعم عامل الرواح خري من اجلسم وآعىل ولخيفئ عىل لك ذي فهم‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫ولمت وومل النفس من آقبح ال مل‬ ‫ولمت وما ال لنفسك ايفووووو‬
‫وللرشيف الش يخ القطب امحد بن علوان نفع هللا بوه ‪ ،‬الكم عزيوز‬
‫جامع يف هذا املعوىن نقوهل الشو يخ امحود بون عبود القوادر احلف و العموييل‬
‫قدس هللا روحه يف رشح من وموة آهول البيوت ‪ ،‬قوال ر هللا عنوه يف‬
‫قوهل تعاىل { فهل عسيمت ان توليمت آن تفسدوا يف الرض وتقطعوا آرحوام‬
‫}‪ 1‬اعمل آن لك مسمل تق نق يديل برسول هللا صىل هللا عليوه وآهل وسومل‬
‫بنسو قوبيت عصووبة آورمح همووام اكن مناس و با بصووفاء جوووهره وطيووب عن ووه‬
‫ورشف حاهل وصودق مقواهل وصوالح آعوامهل وزهوادة نفسوه وطهوارة حسوه‬
‫للموووهرين الرشوويفني الك ورميني اللطيفووني الطوواهرين الصووادرين عوون جوووهر‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 22 :‬حممد‬

‫‪43‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫رسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل بوصووفني خمتلفووني ‪ ،‬مووذكر روحوواين‬
‫ومؤن نفساين ليكون الوصف املذكور الروحاين بذكوريتوه عبوارة عون رس‬
‫العصبة اخلاصة البوية الرشيفة النبوية القدمية القوية الروحانية الرابنية الويت‬
‫ترث العمل من العلمي وتورثه ‪ ،‬ولترث املال ولتورثه ‪ .‬وليكوون الوصوف‬
‫املؤن النفساين بأنوثيته عبارة عون رس الورمح اخلواق منوه الميوة الرشويفة‬
‫اللطيفة القدميوة املكنونوة اخملزونوة النبويوة الروحانيوة الرحامنيوة ‪ ،‬الويت تورث‬
‫الرمحووة موون الوورحمي وتورالووا ولتوورث املووال ولتورثووه ‪ ،‬وتووكل يه الرمحووة‬
‫اخملصوصة حبقيقة قوهل صىل هللا عليه وآهل وسمل ( ملا خلق هللا اخللق وفرغ‬
‫مهنم قامت الرمح فأخذت حبق الرمحن ‪ ،‬فقال تباررش وتعاىل ( مه ! فقالوت‬
‫‪ :‬هذا مقام العائذ بك من القطيعة ‪ ،‬قال تعاىل ‪ :‬آما يكفيوك آن آصول مون‬
‫وصكل وآقطع من قطعك ) وحبقيقة قوهل صىل هللا عليه وآهل وسمل ( الرمح‬
‫جشنوة مون الورمحن ) وحبقيقوة قوووهل تعواىل { واتقووا هللا اذلي عسواءلون بووه‬
‫والرحام } ‪1‬مف حصت مناس بة اجلووهر للمووهر واحلوال للحوال عوىل حنوو‬
‫ماتقدم من املقال اس تحق املوصوف ماوصفناه يف عامل الفتوة بنسوب البنووة‬
‫( بتقدمي الباء املوحدة عوىل النوون ) املتسلسول مون هوذه البووة والموموة‬
‫الصادرة عن صلب النبوة ( بتقدمي النوون ) ‪ ،‬وآن يكوون مون اذلريوة الويت‬
‫بعضها من بعوض ‪ ،‬ومون آويل الرحوام اذليون بعضوهم آوىل بوبعض ‪ ،‬ومون‬
‫آوىل الناس اببراهمي واذلين اتبعووه وهوذا النو واذليون آمنووا ‪ ،‬وممون ولوهيم‬
‫هللا ورسوهل واذلين آمنوا ‪ ،‬وممن الن آوىل اهم من آنفسوهم ووجوب عليوه‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 1 :‬النساء‬

‫‪44‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آن يصل آهل البيت الرشيف ‪ ،‬والرمح اللطيف ببعض ماعب مون حقهوم‬
‫من برمه وودمه وحهبم وعلمهم ‪ ،‬وآن يتصف بوصفهم ويتهلق بوأخالقهم يف‬
‫علمهم ملريى عليه ية البوة ‪ ،‬ويشوهد هل شواهد البنووة ‪ ،‬وليودخل يف عوامل‬
‫الفتوة ‪ ،‬وذكل هو الغنا القامئ بوأجر الرسوول اذلي هوو املطلووب مون مجيوع‬
‫المم ‪ ،‬واملسؤول يف كتاب هللا حي يقول { قل ل آسأل عليوه آجور ًا ال‬
‫املودة يف القرىب } ‪1‬ولجرم آنه دخل يف هذا النسب الطواهر وتعلوق اهوذا‬
‫السبب الفاخر والنتساب اخلواق مون كورام الحصواب ‪ :‬آبووبكر الصوديق‬
‫ومعوور الفوواروق وعووون الواب ‪ ،‬وموون ت وبعهم موون آويل اللبوواب فواصوولوا‬
‫ووصلوا ‪ ،‬وقابلوا وقبلوا ‪ ،‬وقواتلوا وقتلووا ‪ ،‬وآنفقووا وبوذلوا ‪ .‬اذ قوال صوىل‬
‫هللا عليه وآهل وسمل ( لك نسب وسبب منقطع ال نس وسب ) وملا لزم‬
‫يف احلقيقة من صةل هذا الرمح الرفيعة ادلينية لزم يف الرشيعة من صةل هوذا‬
‫الوورمح الوصوويفة اللطيفووة ‪ .‬لن املثوول الد اجلسووداين اخمللوووق موون الطووني‬
‫السووحيق اذلي جعووهل عبووارة عوون املمثووول القوودمي الروحوواين السوواطع موون‬
‫س بحات الوجه الرابين اذلي فاضت ب كته العطااي ‪ ،‬وبرآ من ارشاق نووره‬
‫ال ااي ‪ ،‬وجعلوت هل آجسوام الصواحلني آمكنوة وزوااي ‪ ،‬وادلليول عوىل ذكل‬
‫آنم ملا تلوا النس بة آمروا آن يصلوه مجيعا ابلصوالة عليوه وابلسومود لدم‬
‫اذ هو يف صلبه ‪ ،‬فرشفوا بذكل عند هللا وآزلفووا دليوه ‪ .‬وملوا اكن سو بحانه‬
‫هو املبتدي بصلته اذ خصه بصالته وسالمه ورمحته ‪ ،‬اتضح لنا بذكل آن‬
‫صفته من صفته ‪ ،‬وروحه من روحه ‪ ،‬ورمحته مون رمحتوه ‪ ،‬وهوذا وواهر‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 23 :‬الشورى‬

‫‪45‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الصةل ومس نونا ‪ .‬وآموا ابطهنوا ومكنونوا فلويس ال ابلتودين برشوف ديوهنم‬
‫والتفأ بغرائب فنونم ‪ ،‬والتيقن اكذهب يقيهنم ‪ ،‬والتعلق بأرفع حصوونم ‪،‬‬
‫وبذل النفس والموال مون آجول ديوهنم ‪ ،‬فبلو بوتكل العوارف اىل جووارمه‬
‫واىل ال قتنو ووور بووأنوارمه ‪ ،‬فيكووون موون آطيووارمه ‪ ،‬ويكتووب موون آنصووارمه ‪،‬‬
‫وساكهنم يف دارمه ‪ ،‬فطوىب ملون وصولها مون آرحوام وآنسواب بوررة كورام ‪،‬‬
‫ف وابهت اكووا ابهتمووت بووه موون السووالم ‪ ،‬واجتنووب مااجتنبووت موون الاثم ‪،‬‬
‫فكتب ممن وصل ما آمر هللا به آن يوصل ‪ ،‬وويل ملون قطعهوا مون آرحوام‬
‫وآنسوواب بووررة ك ورام خبروجووه عوون حقووائق السووالم واج وداح الاثم وآلك‬
‫احلرام ‪ ،‬فكتب ممن قطع ما آمر هللا به آن يوصل ‪ ،‬مث عسلسل من توهتم‬
‫فمين اتبعهم من ذريهتم ‪ ،‬فاتصف بصفهتم ‪ ،‬مل يفد عن العبوادة ومل ينحورف‬
‫عوون الزهووادة ‪ ،‬ومل يبعوود عوون روض السووادة اذليوون مكلووت هلووم السووعادة ‪،‬‬
‫وقبض ووا عووىل ح و الشووهادة ‪ ،‬ف ورتهبم م وراتهبم ‪ ،‬واحوودم جووانهبم ونصووهبم‬
‫مناصهبم ‪ ،‬واحصهبم صاحهبم صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ .‬جعلنوا هللا وااي‪،‬‬
‫ممن عرف هوذه الرحوام الرشويفة فوصولها ‪ ،‬وعلوق نفسوه اكحبهتوا فبوذلها ‪،‬‬
‫وعرف سفينهتا الواسعة فدخلها ‪ ،‬مؤمتا اكن عدل واتبع ‪ ،‬وخمالفوا ملون رفوض‬
‫وابتدال ‪ .‬انهتويئ الكم الشو يخ بون علووان قودس هللا روحوه ‪ ،‬نقلتوه بطووهل‬
‫ليش تاق اىل العمل به وادلخول يف حزبه من هل مهة علية ‪ ،‬ونموة قويوة يف‬
‫حتصيل هذه النس بة الروحية ‪ ،‬كام التحق سلامن الفواريس ر هللا عنوه‬
‫بأهل البيت اذلي عد الش يخ امحد مهنم ‪ :‬آبووبكر ومعور وعوون ر هللا‬
‫عووهنم ‪ .‬وقووال صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل يف حقووه ( لووواكن ادليوون والميووان‬
‫ماص و ْب يف‬
‫معلووق ابلوورثاي لنوواهل رجووال موون فووارس ) وقووال يف آن بكوور ( م‬

‫‪46‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫صوودري يشء ال موص و ْب يف صوودر آن بكوور موونهل ) وقووال يف معوور ( ان‬


‫الش يطان ليفرق من وهل ‪ ،‬وآنه ماسكل جفا ال سكل الش يطان جفا غريه )‬
‫اىل غري ذكل مما هلم من الفضائل واملواهب وادلرجات واملراتب ‪.‬‬
‫ولوويعمل موون سو ياق هووذه املووةل آن صوواحب الدمجووة مموون مجووع بووني‬
‫النس بني وحاز رشف الفضيلتني ‪ .‬وقد نقل عنه ر هللا عنوه آنوه قوال ‪:‬‬
‫قول القطب الش يخ آن بكر العيدروس العدين نفعنا هللا به ‪:‬‬
‫من منلنا‬ ‫فقنا عىل العشاق يف لك مشوووووهد‬
‫ماانل نوووووا‬ ‫ولو يطول من طال آوجد من جد‬
‫آنه تكم عىل لسان آهل البيت امليع ‪ ،‬آي من بل مهنم هذا املقوام‬
‫اجلامع الرفيع ‪.‬‬
‫( تنبيه ) مل يعد الرشيف امحد بن علوان قدس هللا روحه عيل ابن‬
‫آن طالب ر هللا عنه يف س ياق اللتحاق بأهل البيت النبوي لنه مون‬
‫آهوول البيووت وجسووميته وروحانيتووه جامعووة حلقيقووهتم ‪ ،‬فووأغىن عوون ذكووره‬
‫ابللتحوواق موون هووذه احليويووة ‪ .‬وتأموول فووامي ورد يف خصوص ويته ومجعيتووه‬
‫للفضائل ‪ .‬وآما مااختص بوه مون احلقوائق والعلووم فهوو مون رس القودر كوام‬
‫س يأيت ‪.‬‬
‫ولس يدان الش يخ احلامد بن معر حامد ابعلوي الدمي الكم يف هوذا‬
‫املعوووىن حاصوووهل ‪ :‬آن لك واحووود مووون اخللفووواء الربعوووة خموووتص بفضوووائل‬
‫وخصوصوويات ومراتووب مل يشوواركه فهيووا غووريه ‪ ،‬وآمووا موون حي و الجووامل‬
‫والطالق ففضلهم عىل ترتيب خالفهتم كام هو موذهب آهول السو نة وآ وة‬
‫المة سلفا وخلفا ال من شذ ‪ .‬وقد نقل الش يخ المام محمد بن معور حبورق‬

‫‪47‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلرض رمحوه هللا ونفوع بوه يف كتابوه ( مواهوب القودوس يف مناقوب ابون‬
‫العيدروس ) نفعناهللا به آنه قال ‪ :‬وهللا اذلي لاهل ال هو لو بعو هللا يل‬
‫وادلي عبد هللا بن آن بكور العيودروس وآمورين آوقوال يل خبوالف معتقود‬
‫آهل السو نة مل آقبول ذكل منوه ‪ .‬هوذا حاصول الكموه ‪ .‬وهوذا عوىل سوبيل‬
‫الفرض والتقودير ‪ ،‬وال فوأبوه وسولفه ر هللا عوهنم قود انفوردوا وخصووا‬
‫ابلعقيدة السنية اخلاصة من بني سائر الرشاف ‪ .‬وقد منل بعوض الفضوالء‬
‫عن ما هلم من صفاء العقيدة والصدق يف القوال والفعوال والعوامل وكوامل‬
‫املقامات والحوال آنم صاروا من بني ِفرق الرشاف كام قال تعواىل { مون‬
‫فرث ود ٍم لبن ًا خالصا سائغا للشاربني } ‪1‬فوان ر موايف ذكل وتوأمهل مون‬ ‫بني ٍ‬
‫توارخيهم وصوفا م لسو امي ترمجوة املهواجر اىل هللا الشو يخ امحود بون عيىسو‬
‫رضووان هللا علووهيم آمجعووني ‪ ،‬فوواذا صوودقت هووذه احملبووة وحتقووق اهووا احملووب‬
‫الصووادق اكن مووع موون آحووب وفووهيم ومووهنم كووام موور ‪ ،‬وذكل حقيقووة وحكووام‬
‫وجوزآء ورعايووة وحرمووة وانتفاعووا ونفعووا رسا وتورا دنيووا وآخوورى ‪ ،‬كووام قووال‬
‫ر هللا عنه خماطبا جده املصطفئ مغدفا من حبوره الصوفا صولوات هللا‬
‫وسالمه عليه يف قصيدته الشهرية يف قوهل ‪:‬‬
‫واع‪ ،‬احملبني جزلت العطااي التحاف‬
‫وجازمه ابملواهب من قووووووووداان واكف‬
‫حمبة الصدق مايه ابلهووووووذا والوهراف‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 66 :‬النحل‬

‫‪48‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فاحملبة الصادقة موع التشو به فهيوا اخلريلكوه وينودرأ يف صودق احملبوة‬


‫حسن ال ن الاكمل ‪ ،‬فانه آعىل وآرشف ماانطوى عليه قلب املؤمن املوراد‬
‫ابلقرب من هللا تعاىل والزلفئ دليوه ‪ .‬لسو امي حوب الصوفوة النقووة مون بوني‬
‫عشائر بيوت النبووة آل ابعلووي ‪ .‬قوال الشو يخ الموام فضول بون عبود هللا‬
‫ابفضوول قوودس هللا روحووه ‪ :‬خرجووت مووين لكمووة محوودت هللا علهيووا ‪ :‬موون‬
‫لحيسن ال ن بأل آن علوي مافيه خري ‪ .‬قال سو يدان وشو يحنا احلامود بون‬
‫معر املار ذكره ‪ :‬واكن هذا الش يخ فضل من آهل بيت عمل وصالح علوون‬
‫وحيدمون ويع مون آل آن علوي ‪ .‬وقال س يدان وش يحنا احلبيب امحد بن‬
‫زيوون احلب و ر هللا عنووه يف رشح العينيووة بعوود مووا آورد مقوواةل الشو يخ‬
‫فضل ‪ :‬واكن هل رمحه هللا حمبة آكيدة وصفا عقيدة ‪ ،‬واكن صاحب مراقبات‬
‫ع مية وحماس بات وشدة ورال واحتياط عام ليعين ‪ ،‬ومع ذكل يطنب جدا‬
‫يف الثناء عوىل آل آن علووي واملودح هلوم والتبميول والحودام ‪ ،‬ويوذم مون‬
‫غفل عن قدرمه ويش نع جدا عليه ‪ ،‬ويس تف ع آمر من ق فهيم واس هتان‬
‫اهم ‪ ،‬وهذا آع وم دليول عوىل تضولعه يف حقوائق ادليون وامتالئوه ابلتحقوق‬
‫ابتباال س نة سو يد املرسولني ‪ ،‬وانكشواف وب عوني بصوريته لوتجيل عوني‬
‫اليقني ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫و‪ ،‬و‪ ،‬من سكل هوذه الطريوق وحتقوق اهوا آمت حتقيوق ‪ ،‬فتطلوع اىل‬
‫ماذكروه يف آسفارمه ‪،‬وتضلع مما نرشوه من آخبارمه تكن من آهول املشوهد‬
‫واملرشب ‪ ،‬وتدخل يف غامر من معل اكعىن هذا املذهب ‪ ،‬وصودقت هوذه‬
‫احملبة صفا املرشب ووىف املطلب ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قال س يدان الش يخ احلبيب عبد هللا بون علووي احلوداد نفوع هللا بوه‬
‫يف الفصووول العلميووة ‪ :‬اذا آحووب آهوول ادلنيووا موون الغووافلني واخمللطووني آهوول‬
‫الخرة من العلامء العاملني والولياء الصاحلني وع مومه وغبطومه عىل مامه‬
‫عليه من العمل بطاعة هللا تعاىل والقبال عىل هللا سو بحانه اكن ذكل موهنم‬
‫طاعة وخري ودليل سعادة وفالح ‪ ،‬وراكا جورمه ذكل وجوذاهم اىل التشو به‬
‫بأهوول اخلووري وادلخووول يف طورائقهم والعموول بووأعامهلم الصوواحلة ‪ ،‬والتصوواف‬
‫بصفا م احملمودة ‪.‬‬
‫وقد وقع منل ذكل كثري‪ ،‬مفن ذكل آوقريب منه بلغنا آن جامعة من‬
‫آهل الغفةل والتهلي‪ ،‬اجتعوا يف موضع وبعثووا صصوا موهنم بعرشوين درهوام‬
‫ليأخذ هلم اها من الفواكه والطيب وحنوه ويصلحون به جملسهم ‪ ،‬فلام ذهب‬
‫اىل السوق ليشودي هلوم ذكل وجود النواس جمتعوني عوىل بطيهوة لك موهنم‬
‫يريوود آن يشوود ا لن برشو ابوون احلووارث رمحووه هللا ونفووع بووه مسووها بيووده ‪،‬‬
‫فاشداها ذكل الشحص ابذلي معه من ادلرامه وذهب اها اىل آحصابوه بعود‬
‫آن آبطأ علهيم ‪ ،‬فلام جاء الوهيم ولويس معوه ال البطيهوة فقوال هلوم ان هوذه‬
‫البطيهة فهيا جعبو ًا ! قوالوا ومواذكل ؟ قوال ‪ :‬مسوها برشو بون احلوارث بيوده‬
‫فنافست علهيا فأخذ ا ابدلرامه لكها ‪ ،‬فقالوا هل ومايكون برش هوذا ؟ فقوال‬
‫هلم هو عبد آطاال هللا تعاىل فأكرمه ‪ ،‬فرجوع بعضوهم اىل بعوض وقوالوا ‪ :‬اذا‬
‫اكن صوواحب الطاعووة تنهتووي بووه الكرامووة عنوود هللا اىل منوول هووذا يف ادلنيووا‬
‫فكيف يف الخرة ‪ ،‬فتابوا بوأمجعهم وتركووا موااكنوا عليوه مون اللهوو والغفوةل ‪.‬‬
‫انهتت احلاكية اكعناها ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومنل ذكل كثوري وقوعوه لهول الغفوةل والغودار موع آهول التقووى‬
‫والقبال همام ع مومه وآحبومه ‪ ،‬وآما آهل الخرة والقبال عوىل هللا تعواىل‬
‫مفهووام آحبووا آهوول ادلنيووا موون الغووافلني واخمللطووني ومووالوا الووهيم واس تحسو نوا‬
‫آحواهلم وغبطومه عىل مامه عليه وفيه من التتع بشهوات ادلنيا والتقلوب يف‬
‫ذلا ووا دل ذكل مووهنم عووىل ضووعف البصووائر وسووقوط اهلمووة وقووةل الصوودق‬
‫آوعدمه يف القبال عىل هللا تعواىل وعوىل ادلار الخورة ‪ .‬اىل آخور مواذكره ‪.‬‬
‫ومر قريبا اذ ابلتكرير حيصل التقرير ‪ ،‬وذكل آنوا ملوا‬ ‫وقد تكرر هذا املعىن و‬
‫غلبت شهوات النفووس والغفوةل عون هللا وعون ادلار الخورة آحوب العاموة‬
‫الطغام الغنيواء وقودمومه عوىل الفقوراء الصواحلني الكورام ‪ ،‬فلعوهل يسوتيقظ‬
‫وينتبه من آراد هللا هل اللتحاق بأولئك الرفاق نفعنا هللا اهم آمني ‪.‬‬
‫واعمل آن مما ينبغ التنبيه عليه هنا حو كراموات الوليواء وخووارق‬
‫العادات احلاصةل هلم اجلارية عىل آيد م بأن تعمل آن الكراموات الويت وري‬
‫عىل آيدي الولياء وتنسب الوهيم آن حقيقهتوا انوا وري بقودرة هللا وخلقوه‬
‫ومش يئته وارادته وفعلها وانفعالها ابذنه تعاىل ‪ .‬وآوليواء هللا تعواىل اكجلوداول‬
‫اليت عري فهيا املاء ل اختيار هلم يف اجراوا‪ ،‬ونسوبهتا الوهيم امنوا يه نسو بة‬
‫عرشيف وتكرمي لرشف نفوسهم دليه تعاىل وكرامهتم عنده ملا حتققووا بوه مون‬
‫اخلصةل اجلامعة مليوع خوالل اخلوري ‪ ،‬ويه التقووى والسو تقامة عوىل اتبواال‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪.‬‬
‫قوووال الموووام شووو يخ الطريقوووة ولسوووان احلقيقوووة شوووهاب ادليووون‬
‫السهروردي قودس هللا روحوه فوامي نقوهل عنوه القطوب اليوافع يف روضوه ‪:‬‬
‫وخرق العادة امنا ياكشف به ملوضع ضوعف يقوني املاكشوف رمحوة مون هللا‬

‫‪51‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫تعاىل لعباده الع وباد وثوااب معجال هلم ‪ ،‬وفووق هوؤلء قووم ارتفعوت احلموب‬
‫عن قلواهم وابرش بوواطهنم روح اليقوني ورصف املعرفوة فالحاجوة هلوم اىل‬
‫مدد من اخملرقات ور ية القدر والايت ‪ ،‬ولهذا املعىن مانقول عون آحصواب‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل كثري من ذكل ال القليل ‪ ،‬ونقول عون‬
‫املتأخرين من املشاخي الصوادقني اكورث مون ذكل ‪ ،‬لن آحصواب رسوول هللا‬
‫صىل هللا عليه وسمل ل كة حصبة الن صىل هللا عليوه وآهل وسومل وجمواورة‬
‫نووزول الووو وتووردد املالئكووة وهبوطهووا تنووورت بوواطهنم وعوواينوا الخوورة‬
‫وزهدوا يف ادلنيا وتزكت نفوسهم واخنلعت عادا م وانصقلت مرااي قلواهم ‪،‬‬
‫اس تغنوا اكا آعطوا عن ر ية الكرامات وشعاال آنوار القدرة ‪ ،‬ومون بلو مون‬
‫قوة اليقني يرى يف آخرى عامل احلمكة مايرى من الغري من القودرة ‪ ،‬ويورى‬
‫القوودرة متكنووة بوول متجليووة موون فووب احلمكووة ‪ ،‬فلووو ووردت هل القوودرة‬
‫وانكشووفت هل مااس و تغرب ‪ ،‬واملس و تغرب للقوودرة يقوووى يقينووه اهووا ‪ ،‬لنووه‬
‫حمموب ابحلمكة عن القدرة ‪ .‬قال ‪ :‬وقد يكون للولياء آنواال من الكرامات‬
‫كسامال الهواتف من الهوى ‪ ،‬والندا من بواطهنم ‪ ،‬وتطوى هلوم الرض وقود‬
‫تنقلووب هلووم العيووان ‪ ،‬وقوود ينكشووف هلووم مووايف الضوومري ويعلمووون بعووض‬
‫احلوادث قبول تكويهنوا مون بركوة متوابعهتم رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل ‪ ،‬فأوفر الناس ح ا من الصحبة والقرب والعبودية آوفرمه ح ًا مون‬
‫متابعته صىل هللا عليه وسمل ‪ .‬قال تعاىل { قل ان كنمت حتبون هللا فاتبعوين‬
‫حيبب هللا }‪ : 1‬وكرامات الولياء من تتوة معموزات النبيواء ‪ ،‬ولك رسوول‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 31 :‬آل عمران‬

‫‪52‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اكن هل آتباال وهرت هل كراموات وهريقوات للعوادات ‪ .‬هوذا بعوض الكموه ‪.‬‬
‫وقال الس تاذ آبوالقامس القشريي ‪ :‬ولك ن وهرت كراموة عوىل واحود مون‬
‫آمته فهي معدودة من مجةل معمزاته ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وهذا مبح لميكن اس تقصا ه وقود فهوم منوه ومموا قوبهل آن اثبوات‬
‫الداو وماعش تل عليه ووهور الكرامات ومايراد مهنا آن ذكل غوري مقصوود‬
‫منه الرواية واحلاكية ول الفحور والتوبمح موع العوزوف عون سوبيل الهدايوة‬
‫وادلراية ‪ ،‬فقد حذر ال ة العارفون عن الغرور والعمب بوبعض موايرد مون‬
‫ذكل عىل الشحص نفسه آومن ينسب اليه ‪ ،‬وقطعووا بأنوه ان جورى عوىل‬
‫هذا الوجه القبيح اكن مكر ًا واس تدراجا ‪ ،‬وصالة املعتد عليوه والوراكن اليوه‬
‫خداج ًا ‪ ،‬وماوهر من آعوامهل وسو نح مون آحوواهل وان اكن مسو تقامي فباطنوه‬
‫وحقيقته بطالان واعوجاجا ‪ ،‬فاح لوليواء هللا تعواىل ابلصودق موع هللا يف‬
‫لك شأن ‪ ،‬وا م نفسك يف معامال ا وماينت من مثرا ا فهذا هوو الشوأن ‪.‬‬
‫قال رسي السقط ‪ :‬لوآن انساان دخل بس تاان فيه مجيع الجشوار علهيوا مون‬
‫مجيووع الطيووور خفاطبووه لك طووري مهنووا بلغووة فقووال السووالم عليووك ايويل هللا‬
‫فسكنت نفسه اىل ذكل اكن آسري ًا يف يودها ‪ .‬ويف رشح احلو لبون عبواد‬
‫عىل قووهل ‪ :‬لك مون ثبوت هصيصوه مكول هليصوه ‪ ،‬وعوىل هوذا راكوا رزق‬
‫الكرامة من مل تمكل هل الس تقامة ‪ .‬الكم عزيز املنال ع ومي الفائودة ‪ ،‬غايوة‬
‫يف التحقيق ‪.‬‬
‫ومنه قال يف لطائف املأ ‪ :‬واعومل آن الكراموة اترة ت هور للوويل يف‬
‫نفسه واترة ت هر منوه لغوريه ‪ ،‬فوان وهورت للوويل يف نفسوه فواملراد تعريفوه‬
‫بقدرة هللا تعاىل وفرديته ووحدانيته ‪ ،‬فان قدرته ل تتوقف عوىل السو باب‬

‫‪53‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ ،‬وآن العوائد والوسوائ‪ ،‬والسو باب وب قدرتوه وفوب مشوس آحديتوه‬


‫فواقوف عنوودها خمووذول ‪ ،‬وانفووذ مهنووا اليوه ابلعنايووة موصووول ‪ .‬قووال بعووض‬
‫السلف ‪ :‬آلطف ماخيادال به الولياء الكرامات واملعووانت ‪ .‬وذكور عون آن‬
‫حفص آوغريه آنه اكن جالسا وحوهل احصابه ‪ ،‬قال ‪ :‬ف نوزل و من اجلبول‬
‫ف رش عندمه ‪ ،‬قال فب آبو حفص ‪ ،‬فس ئل عن باكئه ‪ ،‬قال كنومت حوويل‬
‫فوقع يف قل لواكن عندي شاة ذلحبهتوا لو ‪ ،‬فلوام بوررش هوذا ال و عنودان‬
‫ش هبت نفيس بفرعون حني سأل هللا آن عوري معوه النيول فوأجراه معوه ‪،‬‬
‫فبكيت وسألته القاةل مما متنيت وسي ْب ال ‪.‬‬
‫وقال س يدي آبوالعباس املريس ر هللا عنه ‪ :‬ليس الشوأن مون‬
‫تطوى هل الرض فاذا هو اككة آوغريها من الوبدلان امنوا الشوأن مون تطووى‬
‫عنه آوصاف نفسه فاذا هو عند ربه ‪.‬‬
‫وذكوور عنوود سووهل بوون عبوود هللا الكرامووات فقووال ‪ :‬موواالايت ومووا‬
‫الكرامات ؟ يه يشء تنقيض لوقهتا ولكون آكو الكراموات آن تبودل خلقوا‬
‫مذموم ًا من آخالق نفسك خبلق محمود ‪.‬‬
‫وقال آبويزيد ر هللا عنه ‪ :‬لو آن رجال بس‪ ،‬مصاله عىل املواء‬
‫ويدبع يف الهواء فال تغدوا به ح تن روا كيف دونه يف المور والهنوي ‪.‬‬
‫وقيل هل فالن يقوال آنوه ميور يف لويةل اىل مكوة ؟ فقوال ‪ :‬الشو يطان ميور يف‬
‫حل ة من املرشق اىل املغرب وهو يف لعنوة هللا ‪ .‬وقيول هل آن فوالان مي و‬
‫عىل املاء ! فقال ‪ :‬احليتان يف املاء والطري يف الهواء آجعب من ذكل ‪.‬‬
‫وقووال اجلنيوود ر هللا عنووه ‪ :‬وواب قلوووب اخلاصووة اخملتصووة بووه‬
‫يرونه يف التذلذ ابلعطاء والسكون اىل الكرامات ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقال بعض العلامء ما رآيت هذه الكرامات ال عىل آيدي الو مب مهل مون‬
‫الصادقني ‪ .‬واكن رجال يصحب سهل بن عبد هللا ر هللا عنوه فقوال هل‬
‫يودي قضوبان ذهوب وقضوبان‬ ‫يوما راكا آتوضاء للصالة فسال املاء من بوني و‬
‫فضووة فقووال سووهل ‪ :‬آمووا علمووت آن الص وبيان اذا بك ووا آعط ووا خشهاشووة‬
‫يش تغلون اها ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫واحلاصوول آن مجيووع الوونعم ومهنووا الكرامووة الوويت يه يف حووق الووويل‬
‫عسمئ كرامة ‪ ،‬ويف حق لك مؤمن عسمئ معونوة كوام مور تفصويل ذكل موع‬
‫زايدة آنووه ان شووهد النسووان فهيووا منووة هللا تعوواىل ومل يشووهد هل مهنووا ح ووا‬
‫ولهوى لنفسه وشكر هللا تعاىل علهيا بلزوم طاعته واخلشوال هل واخلضووال‬
‫لهيبتووه واخلوووف منووه موون ان يكووون ذكل مكور ًا واسو تدراجا فهووذه الكرامووة‬
‫تكووون يف حقووه نعمووة ورمحووة ومعونووة وفهيووا رشف ورفعووة ‪ .‬وآمووا اذا اكن‬
‫للنفس يف الكرامة حوظ وهووى ورآى آن هل يف ذكل نسو بة ابسو تحقاق ‪،‬‬
‫ون ر اىل نفسه اكن هل بذكل نصويب مون ادلانءة واخلسوة والورذاةل ‪ .‬انهتويئ‬
‫وهو جيد انفع ‪.‬‬
‫وذكر معىن ماذكره المام ابن عبواد يف حو ابون عطواء يف لطوائف‬
‫املأ فانه قال فهيا ‪ :‬الناس يف ورود املأ عىل ثالثة آقسام ‪ :‬فرح ابملوأ ل‬
‫مون حيو مبوود ا ومنشو هيا ولكوون بوجوود املنفعووة فهيووا فهووذا موون الغووافلني‬
‫يصدق عليه قوهل تعاىل { ح اذا فرحوا اكا آوتوا آخذانمه بغتة } ‪ .1‬وفورح‬
‫ابملأ من حي آنه يشهدها منة ممن آرسولها ‪ ،‬ونعموة ممون آوصولها يصودق‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 44 :‬األنعام‬

‫‪55‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عليه قوهل تعاىل { قول بفضول هللا وبرمحتوه فبوذكل فليفرحووا هوو خوري مموا‬
‫عمعون } ‪ .1‬وفرح ابهلل ما شغهل من املأ واهر متعهتا ول ابطن منهتا بل‬
‫شغهل الن ر اىل هللا عام سواه واجتع عليه فاليشهد ال اايه ‪ ،‬يصدق عليوه‬
‫قوهل تعاىل { قل هللا مث ذرمه يف خوضهم يلعبون } ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫ومما يتعلق اهذا املبح ماذكره المام اخلطيب الرشبيين رمحوه هللا‬
‫يف تفسريه للقرآن عنود ذكور الكراموات وجوواز حصوة وقوعهوا رشعوا وعقوال‬
‫وآطال يف ذكل مث قال يف آخره ‪ :‬ومع هذا صواحب الكراموات عوب عليوه‬
‫آن يكون خائفا ِوجوال فلهوذا قوال احملققوون ‪ :‬آكورث ماحصول النقطواال عون‬
‫حرضة هللا امنا وقع يف مقام الكراموات ‪ ،‬فوال جورم تورى اخمللصوني خيوافون‬
‫من الكراموات كوام خيوافون مون آشود آنوواال الوبالء ‪ ،‬واذلي يودل عوىل آن‬
‫السو تيئناس ابلكرامووة قوواطع عوون الطريووق بوجوووه ‪ ،‬الول ‪ :‬آن الكرامووات‬
‫آش ياء مغايرة للحق س بحانه وتعاىل والفرح ابلكراموة فورح بغوري احلوق وهوو‬
‫اب ‪ ،‬واحملموب عن احلق كيف يليق به الفرح والرسور ‪ .‬والوجه الثاين‬
‫‪ :‬آن من اعتقد يف نفسه آنه مس تحق الكرامة بسبب معهل حصل لعمهل يف‬
‫قلبه وقع ع مي واكن جاهال ‪ ،‬اذ لوعرف ربه لعمل آن لك طاعات اخللق يف‬
‫جنب جالهل تقصري ‪ ،‬ولك شكر يف جنب آلئه ونعامئه قصور ‪.‬‬
‫( قلووت ) ولعوول مافرسو بووه هووذا الوجووه هووو العمووب وهووو حمووب‪،‬‬
‫للعامل ‪ ،‬وينت آخالقا ذممية خبيثة اكلكو والورايء واحلسود وغوري ذكل ‪.‬‬
‫الوجووه الثالووو ‪ :‬آن صووواحب الكراموووة امنوووا وجووود الكراموووة لوهوووار اذلل‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 58 :‬يونس‬

‫‪56‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واخلشوال والترضال يف حرضة هللا تعواىل ‪ ،‬فواذا ترفوع و و وتكو بسوبب‬


‫الكرامات فقد بطل ما به وصل اىل الكرامات ‪ ،‬فهذه طريوق يوؤدي ثبوتوه‬
‫اىل عدمه فاكن مردود ًا ‪ .‬ولهوذا املعوىن ملوا ذكور صوىل هللا عليوه وآهل وسومل‬
‫مناقب نفسه وفضائلها اكن يقول يف آخور لك واحود مهنوا ‪ :‬ولخفور ‪ .‬يعوين‬
‫لخفر اهذه الكرامات وامنا آخفر ابملعط واملكورم ‪ .‬الوجوه الرابوع ‪ :‬آنوه تعواىل‬
‫وصف عباده اخمللصني بقوهل تعاىل { ويدعوننا قرغقب ًا قور قهب ًا }‪ 1‬رغبا يف ثوابنا‬
‫وقيوول رغبووا يف وصووالنا { ورهبووا } موون عقابنووا ‪ .‬قووال بعووض احملققووني ‪:‬‬
‫والحسن آن يقال ‪ :‬رغبا فينا ورهبا منا ‪ .‬انهتيئ مواذكره الرشوبيين وسو يأيت‬
‫ذلكل مزيد بيان ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االية ‪ 90 :‬األنبياء‬

‫‪57‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫(فصل ) نذكر فيه ماحققناه من معىن الكراموة الويت يه نتيجوة مثورة‬


‫من مثرات الس تقامة ماقود يسوتند اليوه آهول اجلهول والغفوةل والغورور مون‬
‫التلبووويس والشوووكورش والوهوووام والوووزور ‪ ،‬فيوووذهبون يف هماموووه آضووواليل‬
‫وس باسب آابطيل ‪ ،‬فهيلكون كامهكل ابليس ابلك والتلبيس ‪ ،‬ومن تبعه‬
‫عووىل م وراده اخلسوويس ‪ ،‬ومووايغوي بووه موون التوودليس ‪ ،‬عصوومنا هللا موون‬
‫وساوسه ‪ ،‬وسلمنا مون جمواري مغارسوه ‪ .‬فنقوول ‪ :‬فواذا اكن احملوذور املوار‬
‫ذكره فمين وقعت عىل يديوه الكراموة وقود تقورر آنوا لعسومئ كراموة ال موع‬
‫الس تقامة وال اكن وهورها عىل يد غري املس تقمي مكر ًا واسو تدراجا ‪ ،‬وآموا‬
‫اذا اكن الفتهار اها والغرور والعمب بسبهبا من غري من ري عىل آيد م‬
‫تووكل الكرامووات وخوووارق العوووادات موون املنتسوو بني الووهيم وذكل اكمووورد‬
‫النتساب الهيم بال اس تقامة ول اقتفاء هلم ولاتبواال لاثرمه ‪ ،‬آووجود ذكل‬
‫وقارنه نوال من الفتهار وشؤم الس تكبار فذكل من آع م احلموب واملوانوع‬
‫عن الوصول اىل حقائق الميان ‪ ،‬والتحقق ابلعبوديوة هلل تعواىل والعرفوان ‪،‬‬
‫وقد نبه عىل شؤم ذكل وذموه ونقوص املتصوف بوه وتقصوريه الموام الغوزايل‬
‫ر هللا عنه يف مواضع من الحياء يف كتاب الغورور ‪ ،‬وكتواب ال معموب‬
‫‪ ،‬وكتاب الص والشكر ‪ ،‬ويف كتاب تنبيه املغدين ‪ ،‬وكذا خامتة اجملددين‬
‫الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد نفوع هللا بوه يف كتواب النصواحئ ادلينيوة ‪،‬‬
‫ويف كتوواب الفصووول العلميووة ‪ ،‬ويف ديوانووه وغووريه ‪ ،‬ومموون بعووده ويف وقتووه‬
‫اكلبحر الزاخر احلبيب عبد الرمحن بن عبد هللا بلفقيه فانه قوال يف قصويدة‬
‫هل عسمئ ( عقد امليثاق ) ‪:‬‬
‫سوى نسب التقوى آعز تقية‬ ‫ولسبب ال س يقطع حووووووووووووووبهل‬

‫‪58‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وماالعوزة القعساء غــــري الفتوة‬ ‫ول سبب يبقئ سوى سبب الهدى‬
‫يقدر قدر العبد يف قدر خدمة‬ ‫ولك الورى هلل عبووووووووووووود وامنــــا‬
‫وورى آ م خري وآحسن سرية‬ ‫وما املوت بعد العيش ال ليبتىل الو‬
‫قال يف الرشح ‪ :‬فان مل يكن العبد ذا فضل يف ِج وِد ِه وانووىن يفتحور‬
‫بفحر آبيه وجده ‪ ،‬فان ذكل فضل لغريه ليرفعوه ‪ ،‬وفعول مثوره يعوود لفواعهل‬
‫لينفعه ‪ ،‬اذ ليس لالنسان ال ماسعئ ‪ ،‬وليلقئ ال ماحفظ ووعوئ ‪ ،‬ولوو‬
‫اكن النسب يعود اىل الودل لعاد الناس لكهم ابلنتساب اىل آدم ونوح صىل‬
‫هللا علوهيام وسوومل ‪ ،‬وملوا حوول عووىل بوين ارسائيوول مووا حول موون احملنووة واذلةل‬
‫واملسكنة ومه آولد النبياء ‪ ،‬وقد رغب نوح يف جناة ابنه لكونوه مون آهوهل‬
‫اذلين وعدمه يف جنا م فأجابه بأنه معل غري صا ليس من آههل ‪ ،‬فنفاه آن‬
‫يكون من آههل ‪ ،‬فالودل وان خلق من آبيه وانفصل من طينته فهو اكلعوذرة‬
‫والفضووالت هوورأ موون معدتووه ‪ ،‬فالنسووب حقيقو وهووو مووا آصووهل الميووان‬
‫وتواقفت فيه صفات الودل والوادل عىل الحسان ‪ ،‬وصووري وهوو ماتبواين‬
‫فيه الوصاف وحتقق فيه الختالف ‪ ،‬فاحلبوال لكهوا مقطوعوة ‪ ،‬والنسواب‬
‫ممنوعة ‪ ،‬ال ماوصل هللا تعاىل ابلتقوى ‪ ،‬واس تسك ابلعروة الووثقئ ‪ ،‬فوال‬
‫نسب ال س يقطع حبهل سووى نسوب التقووى وآهوهل فهوو آعوز تقيوة لفرعوه‬
‫وآصهل ‪ ،‬وآنفع عائدة يف نفعه ووصهل ‪ ،‬قال تعاىل { آحلقنا اهم ذريوهتم ابميوان‬
‫} ‪ {1‬واكن آبوهام صاحلا } وآما غري آولئك فال آنساب بيوهنم ول يتسوأءلون‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 21 :‬الطور‬

‫‪59‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ { ،‬يوم يفر املرء من آخيه * وآمه وآبيه * وصاحبته وبنيه }‪ 2‬وتقطعت اهم‬
‫الس باب ‪ ،‬ولنسب يوصل اىل الفالح الالهدى والصالح ‪ ،‬وما العوزة ال‬
‫هلل ولرسوهل وللمؤمنني ابهلل ‪ ،‬مفن اعزت بغري هللا ذل ‪ ،‬ومون اسو تك بعوزة‬
‫غري هللا هان ‪ .‬وقل مفوا السوبب القووى غوري حبول الهودى وادليون ‪ ،‬وموا‬
‫العزة القعساء اليت يه ادلرجة العليا غري البنوة احلاصةل من مثرة كامل الصو‬
‫عىل املاكره يف اتباال النبوة ‪ .‬انهتيئ رشح البيات املوذكورة ‪ .‬وقوال آيضوا يف‬
‫الرشووح املووذكور ‪ :‬لتفيوود طووول اجملالسووة مووع عوودم اجملانسووة ‪ ،‬ول قوورب‬
‫الجسام واملعاينة مع حقيقة البعد يف املعىن واملباينة ‪ ،‬ف مجعوت دار مون‬
‫آد وحامر ‪ ،‬ومسلمني وكفار ‪ ،‬وصاحلني وجفار ‪ ،‬فمل يغنوا عهنم مون هللا‬
‫شيئا ‪ ،‬فالتفيد تاليق الش باح مع تباين الرواح ‪ ،‬فوالرواح جنوود جمنودة‬
‫ماتعارف مهنا ائتلف بذكر هللا عىل آمرهللا ‪ ،‬والجسام مزاأ متضوادة آئوةل‬
‫اىل الداب ‪ .‬انهتيئ الكم س يدي احلبيب عبد الرمحن نفعنا هللا به ‪.‬‬
‫وقال المام النبيه حيىي بن آن بكر العامري رمحه هللا يف اهمته يف‬
‫آخر فصل فضائل آهل البيوت ‪ :‬ومموا يتعوني التحوذير عنوه الغلوو يف حوب‬
‫آهل البيت ح يتناول بسوبهبم كثوريا مون آحصواب رسوول هللا صوىل هللا‬
‫عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬آوحيووب آفعواهلم الصووادرة موهنم قح قسو هنا وسوياا ‪ ،‬وحو‬
‫ليقبح مهنم شيئا ‪ ،‬ولك من آحهبم عوىل هوذا الوجوه خرسو وليقواوم خوريه‬
‫رشه ‪ .‬وقد روينوا ابلسو ند الثابوت عون الفضول بون مورزوق قوال ‪ :‬يعوت‬
‫احلسوون املثووىن يقووول لرجوول مموون يغل ووا فووهيم ‪ :‬آحبوووان هلل فووان آطعنووا هللا‬

‫‪2‬‬
‫اآلايت ‪ 36-34 :‬عبس‬

‫‪60‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فأحبوان ‪ ،‬وان عصينا فابغضوان ‪ ،‬فقال هل رجل ‪ :‬ان ذو قرابة لرسول هللا‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسومل وآهول بيتوه ؟ فقوال هل ‪ :‬لوواكن ذكل ينفوع بغوري‬
‫معوول بطاعتوه لنفووع ذكل مموون هووو آقوورب اليووه منووا ؛ آابه وآمووه ‪ ،‬وهللا اين‬
‫آخاف آن يضاعف للعايص منا العذاب ضعفني ‪ ،‬وآرجوو آن يوؤا احملسون‬
‫منا آجره مرتني ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وس يأيت منل ذكل عن احلسن بون عويل ر هللا عوهنام موع بعوض‬
‫الش يعة ‪ .‬وقال ش يخ مشاخينا خامتة العيان الش يخ محمد بن ايسني ابقيس‬
‫يف ترمجة الش يخ الغوث معور بون عبود القوادر العموودي قودس هللا روحوه‬
‫عند ذكر مااكن عليه ذرية الش يخ الكبري سعيد بن عيىسو العموودي قودس‬
‫هللا روحوه وآرواةووم مون العلوووم والعووامل ‪ ،‬واملقاموات والحووال ‪ ،‬وذكوور‬
‫مانقلوه عن الش يخ المام عبد الرمحن بن الش يخ عيل بن آن بكر السقاف‬
‫ابعلوي رضوان هللا علهيم يف رفع نسب الش يخ سعيد بون عيىسو اىل عبود‬
‫هللا بن عبد الورمحن بون آن بكور الصوديق ر هللا عوهنم ‪ .‬قوال الشو يخ‬
‫محمد نفع هللا به بعد نقوهل هل آي النسوب املوذكور ‪ :‬فهوذا عوىل ماقواهل بعوض‬
‫املاكشفني وهو الش يخ عبد الرمحن ‪ ،‬مث رسد النسب املذكور وقوال بعوده ‪:‬‬
‫فعىل هذا الس ياق حس ر اكشف به هذا الرشيف يكون هذا املصوداق آن‬
‫س يدان الش يخ سعيد نفع هللا به مجع هللا هل بني الصديقية والوليوة الكو ى‬
‫والنسب الحرى ‪ ،‬ويف هذا ال ء يعمل بأم آهل الكشف من حيو‬
‫حسن ال ن ‪ ،‬وحي لهنا حص ولماحص ‪ ،‬ولويس هنوا حو رشعو وامنوا‬
‫هو اشارة اىل مض رشيف اىل رشيف ‪ ،‬وال فعىل التحقيق فالنسب الكو‬
‫الرشف الكرم هو تقوى هللا كام قال س بحانه وتعاىل يف حم كتابوه العزيوز‬

‫‪61‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫{ ان آكرم عند هللا آتقا‪1 } ،‬ومل يقل آنس ب وذكل ملااكنوت العورب عليوه‬
‫موون الفحوور ابلنسوواب ‪ ،‬وال فووان ذكل لحاصوول هل ولطائوول حتتووه اذا مل‬
‫تصحبه التقوى ‪ ،‬فان حصبته التقوى صوار سو يادة وآي سو يادة وخفور ًا وآي‬
‫خفر ًا ورايسة وآي رايسوة ‪ ،‬لن التقووى يه الكموة الويت مجعوت الحووال‬
‫الرشيفة واملاكرم املنيفة ‪ ،‬وليشذ عهنا من شعب الميوان يشء آبود ًا ‪ ،‬بول‬
‫لك آمور ادلين داخةل يف هذه الكمة ‪ .‬وقد قال صىل هللا عليوه وآهل وسومل‬
‫( لفضل لمحر عىل آسود ال ابلتقوى ) انهتيئ ‪.‬‬
‫وذكر س يدي احلبيب عيل بن حسن العطواس صواحب الدمجوة يف‬
‫آول كتابه املسمئ ( سفينة البضائع ومضمية الضوائع ) عند ذكر وادلتوه اليت‬
‫ذكرها يف الباب من آل افاق وعرض بذكر آل ابجوابر وقوال ‪ :‬وكوذا يقوال‬
‫ان آل العمودي من نسل آن بكور الصوديق ر هللا عنوه وليقوال فوهيم‬
‫منل ماقيل يف آل افاق وآل ابجابر ‪ ،‬آي مون عودم حصوة نسوب الولوني‬
‫اىل العبوواس والخ ورين اىل عقيوول ر هللا عووهنام ‪ ،‬قووال يعووين يف تقريوور‬
‫نسب آل العمودي ‪ :‬لنه بلغنوا عون سو يدان الشو يخ عويل بون آن بكور بون‬
‫الش يخ عبد الرمحن السقاف آنه اندى الش يخ سعيد يف الو زد قمون آبوورش‬
‫؟ فنادى آابئوه وآجوداده واحودا بعود واحود حو بلو نسوبهتم اىل آن بكور‬
‫الصديق ر هللا عنه ‪ ،‬فهذا يقوي حسن ال ن وليعمل به يف الرشويعة‬
‫‪ .‬انهتيئ الكم س يدي احلبيب عيل ‪ .‬وقد يعوت سو يدان وشو يحنا احلبيوب‬
‫وارث الرسار معر بن عبد الرمحن البار ابعلوي يقول عنودما ذكورت عنوده‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 13 :‬احلجرات‬

‫‪62‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هذه املقاةل ‪ :‬يكفهيم النتساب اىل هذا الش يخ الكبوري ان اتبعووا طريقتوه ‪،‬‬
‫يعين الش يخ سعيد بن عيىس ‪ .‬و‪ ،‬جاء بعده من ذريته مون اموام حمقوق يف‬
‫الطريقني ‪ ،‬وش يخ مرشد للفريقني ‪.‬‬
‫ويعت س يدي الشو يخ العوارف ابهلل الصوويف عبود هللا بون امحود‬
‫ابقيس يقوول ‪ :‬مون ورال السوادة العمووديني واحتيواطهم وعودم التفوا م اىل‬
‫الرسوم مل يؤلوف آحود موهنم يف مناقوب الشو يخ سوعيد ولغوريه مون آعوالم‬
‫ذريته ‪ ،‬هذا معىن الكمه ‪ ( .‬قلت ) وراكااكن ذكل منه خوف التجواوز يف‬
‫النقل واجملازفة لكامل ورعهوم ‪ ،‬والشو يخ سوعيد نفعنوا هللا بوه حواهل ومقاموه‬
‫مشووهور ولك ذريتووه وهووور آحوواهلم ومقامووا م ج هووور الشوومس الضوواحية‬
‫وس‪ ،‬الهنار ‪ ،‬وآيضا ترجهم التصنيف احدازا من اغدار آولدمه لس امي وقد‬
‫صار آكرثمه يف هذه الوقوات متصوفني ابلعموميوة واجلهول والعوراض عون‬
‫العمل والعمل ‪ ،‬وغلب ذكل آيضا يف كثري من آمناهلم ويف هذه اجلهة آغلوب‬
‫وآمع ‪.‬‬
‫وس و يأيت يف البوواب الول زايدة بيووان يف ذكل ‪ ،‬ويووأيت يف اخلامتووة‬
‫آيضا آنه قد يبتيل بعضهم بتع مي آوغاد الناس وآراذهلم آوغريمه من آفاضولهم‬
‫وآماثلهم قياما حبقوق سلفهم ‪ .‬وقد حذر الش يخ عبد هللا بن علووي احلوداد‬
‫نفع هللا به يف كتابه ( الفصول العلمية ) عن ذكل فقال ‪ :‬لينبغ لحد ممون‬
‫يعول عليه آن يع م ولآن يوين عوىل اجلاهول وان اكن هل نسوب رشيوف ‪،‬‬
‫فان تع ميه والثناء عليه يف ال اهر قد يفتنه يف دينه ويغره ابهلل ويزهده يف‬
‫العمل ويلهيه عن الزتود لخرته ‪ ،‬ويكون اذلي يع مه ويوين عليه سببا يف‬
‫فتنته وغروره ‪ ،‬اكلساع يف هالكوه فيسو توجب بوذكل السوح‪ ،‬مون هللا‬

‫‪63‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ورسوهل صىل هللا عليه وآهل وسومل ومون السولف الصواحلني اذليون ينسوب‬
‫وب جموورد عوون‬‫الووهيم ويترشووف اهووم ذكل اجلاهوول ‪ ،‬وكيووف يغوود آحوود بنسو ٍ‬
‫ومر عن اهجة المام العامري قريب منه ‪.‬‬ ‫التقوى ‪ .‬و‬
‫مث ذكر آعين س يدي احلبيب عبد هللا شواهد ذم الثناء واملدح ملن‬
‫ليس آهال هل ‪ ،‬مث قال بعده ‪ :‬وآما العامل البصري العارف بربه وبنفسه فليس‬
‫يرضه ذكل ‪ ،‬فقد آثىن رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل عىل رجال من‬
‫الصووحابة وآثووين علووهيم عنووده فوومل يووزدمه ذكل ال معرفووة وبصوورية بوودين هللا‬
‫وآخذ ًا وعشومري ًا يف طاعتوه ‪ ،‬ومبوادرة اىل عبادتوه ومسوارعة اىل مرضواته ‪.‬‬
‫ويف احلدي ( اذا مدح املؤمن رىب الميان يف قلبه ) ولكن آهول البصوائر‬
‫وآهوول النصوويحة لنفسووهم قليوول وخصوصووا يف هووذا الزمووان وآهوول اجلهوول‬
‫والغوورور كثوريا ‪ ،‬فليحووذر املتقو املووؤمن بربووه الشووفيق عووىل دينووه موون لك‬
‫مايرض به نفسه آويرضو بوه غوريه مون اخوانوه املسولمني ‪ .‬مث ذكور بعود ذكل‬
‫آنواال من الغرور وآن بعض اجلهةل قد يعتقد آن بعض املعايص ل ترض مون‬
‫ينتسب اىل الرشف واىل آرابب الصوالح وذكل ضوالل مبوني وشوؤم عون‬
‫معتقده ‪ .‬مث عقبوه اكواورد عون النو صوىل هللا عليوه وآهل وسومل يف حتوذير‬
‫خاصته وآهل بيته عن الغدار ابلنسب والتاكل عليه ‪ .‬وذكر بعده انوه قود‬
‫تنبه لهذا املعىن حو بعوض الشوعراء فضوال عون ال وة والعلوامء حو قوال‬
‫بعضهم ‪:‬‬
‫فالتدرش التـــقوى اتاكل عىل النسب‬ ‫لعمررش ما النسان ال ابن دين ه‬
‫وقد خفض الرشرش احلسيب آابلهب‬ ‫فقد رفع السالم سلامن ف ارس‬

‫‪64‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اىل آخر ماذكره موع قيوود يف الكموه نفعنوا هللا بوه ‪ .‬وشوواهده مون‬
‫الايت القرآنيووة والخبووار النبويووة ‪ .‬مث ان كث وريا موون آهوول البيووت النبوووي‬
‫واملقام املصطفوي نهبوا عىل ذكل و ونصوا عليه خوف غرور غريمه ومتسوكهم‬
‫ابلنسب اذلي قد نبه اللطيف بعباده عىل آنوه لينفوع جموردا عون التقووى ل‬
‫يف ادلنيا ول يف الخرة يف قوهل تعواىل { ان آكورم عنود هللا آتقوا‪1 } ،‬ويف‬
‫قوهل تعاىل { فاذا نفخ يف الصور فال آنسواب بيوهنم يومئوذ وليتسواءلون }‬
‫‪2‬آي { يوم يفر املرء من آخيه * وآمه وآبيه * وصاحبته وآخيه * للك امرء‬
‫مهنم يومئذ شأن يغنيه } ‪3‬وليشفع فيه ال آهل املعرفة ابهلل تعاىل والعوامل‬
‫الصاحلة من النبياء والولياء والعلامء كام هو مفصل يف حمهل ‪ .‬وآما من اغد‬
‫ابهلل تعاىل ومتسك ابخليالت والوهام ومل يتبع لرسول هللا صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل فامي جاء به من عند هللا ومارشعه مليع عباده ومل خيص به آحودا‬
‫دون آحد فهو مغرور مفتون مغبون حمسور يف يوم يبع من يف القبوور ‪،‬‬
‫وحيصل مايف الصدور ‪ .‬فليعمل ذكل ويتحققه من وقف عليه فان اطالقات‬
‫القرآن ومأمورات الرشيعة واملةل عامة يف لك آحد من آهل دائورة السوالم‬
‫والميووان علووام ومعووال ‪ ،‬مفوون معوول بووه خملصووا هلل تعوواىل اكن موون الشوواكرين‬
‫الفائزين ‪ ،‬ومن آمهلها وآعرض عهنا اكن من الهالكني اخلارسين ‪ ،‬وهللا غين‬
‫عن العاملني { مفن يعمل منقال ذرة خريا يوره * ومون يعمول منقوال ذرة رشا‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 13 :‬احلجرات‬
‫‪2‬‬
‫اآلية ‪ 101 :‬املؤمنون‬
‫‪3‬‬
‫اآلايت ‪ 36 – 34 :‬عبس‬

‫‪65‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يره } ‪1‬وآما الحادي الواردة يف ذكل فهي متسوعة خارجوة عون احل و ‪،‬‬
‫ولومل يرد فيه ال هذا احلودي وهوو قووهل صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ( اذا‬
‫مجع هللا الولني والخرين مليقات يووم معلووم اندامه بصووت يسومع آقصوامه‬
‫كام يسمع آدانمه ‪ :‬ايآ ا النواس اين قود آنصوت لو منوذ خلقوت اىل يووم‬
‫هذا فانصتوا يل اليوم ‪ ،‬امنا يه آعامل ترد علي ‪ ،‬آ ا النواس اين وضوعت‬
‫ل نس با لنفس فوضعمت نسو ورفعومت نسو ب ‪ ،‬فقلوت ان آكورم عنود‬
‫هللا آتقا‪ ،‬فوأبيمت ال آن تقولووا فوالن ابون فوالن وفوالن آغوىن مون فوالن ‪،‬‬
‫فاليوم آضع نس ب وآرفع نس ‪ ،‬آين املتقوون ‪ ،‬فينصوب للقووم لوواء فيتبوع‬
‫املتقون لواءمه اىل منازهلم فيدخلون اجلنة بغري حساب ) اىل غري ذكل مون‬
‫الاثر فهي خارجة عن احل ‪ ،‬وقد مرت الشارة اىل ذكل ‪.‬‬
‫مفام ورد آيضوا عون آمكول الووارثني رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل من لك مايتعلق ابلتقوى من البرشى يف ادلنيوا والخورى فهوو ذم ملوا‬
‫ينووايف ذكل وخيالفووه موون القن ووال والرضووا ابلرايسووة يف ادلنيووا الوويت يه عنوود‬
‫العقالء مذمة وخساسة ‪ ،‬اذ رسوم ادلنيا حقيقهتا نقص وخرسان واحنطاط‬
‫وهوان ‪ .‬وفامي ينقل عن الش يخ سعيد بن عيىسو العموودي نفوع هللا بوه آنوه‬
‫قال ‪ :‬من ر ان يقال هل ايش يخ فهو نصيبه من اجلنة ‪ .‬آشار الش يخ نفع‬
‫هللا به بذكل آن الساكل املريد اذا ر ابلمس دون املسومئ آمثور هل ذكل‬
‫ترفعا عىل غريه و ِك ًا ‪ ،‬وقد قال صىل هللا عليه وآهل وسمل ( ليدخل اجلنوة‬
‫من يف قلبه منقال ذرة من ِك ) ‪ .‬مث ان ال ِك يؤرث آخالقا رديئة ويه ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫اآلايت ‪ 8 – 7 :‬الزلزلة‬

‫‪66‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلسوود والنفووة عوون قبووول احلووق اذ هووو نتيجووة العمووب ‪ ،‬والجعوواب رآس‬
‫الغرور وهذه لكها حمبطات للعامل ومفسدات لدلين ومذهبات للحس نات‬
‫وعنوود ذكل حيوورم املتصووف اهووذه الخووالق اجلنووة ‪ .‬وقوود قووال العلووامء ‪ :‬ان‬
‫الش يخ من طعن يف السن لكرثة اربه ومعلوماته ‪ ،‬ويسمئ بوه مون علوت‬
‫مرتبته يف العمل وكرثت معارفه شو يها ذلكل ‪ ،‬فاملشو يهة رمس مون الرسووم‬
‫ابلتصاف ابلتقوى مع الورال والخالق فوهبام ت هور ال ورة ‪ ،‬وهوام وان اكان‬
‫داخالن يف مسمئ التقوى لكن ل هورهام اكعىن يتبني به رشف املتصف به‬
‫اكن هلام م هر ًا ونتيجة ي ران بوه عون سوائر معواين التقووى ‪ ،‬ولهوذا ملوا اكن‬
‫ال عمع معناه لكنري من صفات الميان والحسان اكن مشاراك للتقووى يف‬
‫املعىن لقوهل تعاىل { ولكون الو مون اتقوئ } وآموا اذا آطلوق امس املشو يهة‬
‫اذلي هو حقيقته ومعناه مواذكر عوىل غوري مون ذكور آمثور هل التعواوم والكو‬
‫والفحوور واحلسوود ملوون واهوواه ‪ ،‬فقوود نقوول س و يدي الس و تاذ احلبيووب عوويل‬
‫صوواحب الدمجووة ر هللا عنووه يف كتابووه القرطوواس عوون جووده الش و يخ‬
‫احلبيب معر بن عبد الرمحن العطاس نفع هللا اهم آنه قال ‪ :‬طلب اجلاه داء‬
‫عىل طالب اجلاه ل دواء هل ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬وذكل لن الرايسوة توتح عليوه فوال‬
‫يرى لحد قجو ول آوققو ول حقو ًا لسو امي اذا اكن هنوارش مون يع موه مون اجلهوال‬
‫الغامر فتش تعل يف قلبه ملن انوره انر احلسد واحلقد وهوام خملقوان هملواكن‬
‫ليس لنهتاوام غاية ال من آراد هللا تعاىل هدايتوه واتب عون ذكل اكجاهودة‬
‫الوونفس والزاهمووا الخووالق امحليوودة الوويت يه موون كووامل الميووان ‪ .‬قووال عليووه‬
‫الصالة والسالم ( ليؤمن آحد‪ ،‬حو حيوب لخيوه ماحيوب لنفسوه ) وملوا‬
‫نقل س يدي احلبيب عيل هذه املقاةل اليت يف ذم اجلاه قال مامعناه ‪ :‬ان من‬

‫‪67‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آبتيل بطلب اجلاه واحلشمة والقدر عند الناس واملنوزةل يف قلوواهم اكن مون‬
‫شأنه آن يغم‪ ،‬الناس ويبطر احلق ولوواكن يف زموان رسوول هللا صوىل هللا‬
‫عليه وسمل وقد آاته ابلهدى والنوور لواكن حواهل معوه كن تول ‪ ،‬آواكن يف‬
‫زمان احلسني بن عيل بن آن طالب ر هللا عنه لاكن كزييد بن معاويوة‬
‫‪ .‬هذا حاصل الكمه ‪ .‬وهلل دره حي يقول ‪:‬‬
‫يقع مولع معلووووووق ابلزباق الزفوور‬ ‫اجلاه من جاه جا منجاه منجا خطر‬
‫عىل اجلفا للمال يف لك خيبه خير‬ ‫اخليبه اجلاه من يرجاه دوبه م‬
‫مث ذكر احلرف والصنائع اليت ذكور العلوامء التفصويل فهيوا مون حيو‬
‫من تكون يف حقه حمرمة آومكروهة آومندوبة آومباحة ‪ ،‬لنا تدتوب علهيوا‬
‫آحاكم الرشوال ايمخسوة ‪ ،‬والشوارة اىل آن بعضوها موع ذكل لويس فهيوا نووال‬
‫ماعدا التعب والوأل ‪ ،‬جحوال كثوري مون آهول اجلهوة الويت سو تأيت صوفهتا‬
‫ونعهتا فامي ننقهل عنه قريبا ‪ ،‬مع آنوم يتعبوون ويكودون آنفسوهم وقود يدكوون‬
‫بسووبب السووع يف طلووب املعوواش بعووض الواجبووات ‪ ،‬ويقعووون يف بعووض‬
‫احملرمات كوام ذكور ذكل احلجوة الغوزايل ر هللا عنوه يف كتواب الكسوب‬
‫واملعوواش ‪ .‬وقوووهل ر هللا عنووه ( دوبووه م و ) آي عووىل احلسوود ملوون‬
‫يضاهيه واجلفوا للموالء للمامثول واملشواررش هل ‪ ،‬آي لولك مون هل جواه آوموال‬
‫آويشء من رايسات ادلين آوادلنيا ‪ .‬ولهذا قال يف القصويدة اجلامعوة للحو‬
‫واملواعظ ‪:‬‬
‫ِ‬
‫اخلصال‬ ‫واس تطابت مناصهبم قبيح‬
‫ومنل هؤلء اذلين شأنم ماذكر تكوون هلوم معوىن املناصوب رذائول‬
‫ومعائووب ‪ ،‬ونصووب للمثالووب ‪،‬كووام قووال القطووب الفقيووه معوور بوون عبوود هللا‬

‫‪68‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ابخمرمه نفع هللا به ‪ :‬واعمل بأن املناصب مايه آل نصب ‪ .‬وهذه الوصاف‬
‫م هرها يف تة الحقواف وذكل لغلبوة اجلهول والغفوةل فبسوبب ذكل ركبووا‬
‫الك والفحر واحلسد وعدم الس تعداد للونقةل كوام تفورس صواحب الدمجوة‬
‫نفع هللا به ذكل من طبائعهم وجبال م ‪ ،‬فقد قال ر هللا عنه يف كتابوه‬
‫‪ :‬الرايض املؤنقة املار ذكره ‪:‬‬
‫وابملةل منل غالب آهل تة حرضموت من الساحل اىل مأرب ‪،‬‬
‫ومون عوني ابمعبود اىل سو يحوت ‪ ،‬يف ضونك املعواش وضوعف البحوووت ‪،‬‬
‫والسع املمقوت ‪ ،‬مكثل العنكبوت اهذت بيتوا وان آوهون البيووت لبيوت‬
‫العنكبوت ‪ ،‬قد شغلهم مه القوت عن عامل املكل وامللكوت ‪ ،‬ومعوهتم الغفوةل‬
‫ابلسووهو واللهووو عوون الالهوووت والناسوووت ‪ ،‬فووأعامهلم آعووامل موون يووزمع آنووه‬
‫لميوت ‪ ،‬وطبائعهم اخليالء والك واحلسد واحلقد واجل وت ‪ ،‬فان سألت‬
‫عوون وصووفهم املنعوووت ‪ ،‬فووانم ليشووفقون وليرفقووون ‪ ،‬ومه للمووؤرس مووهنم‬
‫حيسوودون ‪ ،‬وللمعرس و ليرفوودون ‪ ،‬فوواان هلل واان اليووه راجعووون ‪ ،‬وس و يعمل‬
‫اذليوون ولموووا آي منقلووب ينقلبووون ‪ .‬ودوعوون ضق وويق ومجيووع آهووهل م ووالمي ‪،‬‬
‫الرشوويف والووويل وال ووايل والعسووكري والقبووييل والرع ووي والعووامل واجلاهوول‬
‫وآهوول احلوورف ‪ ،‬ولفيووه آحوود يووؤيف حقووه ولعرش و مايس و تحقه ‪ .‬انهتوويئ‬
‫ماحرره ر هللا عنه من احلمكة البالغة اجلارية من ينبووال العومل والفتووة ‪،‬‬
‫والوراثة والس يادة والنبوة ‪.‬‬
‫وبيان ماتضمنته هذه املقاةل ذات اللفاظ واملعاين الغوزار عوىل وجوه‬
‫الختصار قوهل ‪ :‬غالب آهل توة حرضوموت هوو حتديود اجلهوة يف العورف‬
‫العام كام حقق ذكل ش يحنا المام عيل بن ش يخ بن شهاب ادليون ابعلووي‬

‫‪69‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫نفعنا هللا به يف رسواةل خمت وة قوال ‪ :‬ان حرضوموت يف العورف العوام مون‬
‫رابط احلبوو اىل قح وبان فيدخل رابط احلبوو دون قحبْان للقاعودة عنود‬
‫آهل العربية دخول املغيامة دون املغيابه يف احلودود ‪ ،‬وآموا العورف اخلواق‬
‫فامنووا مسوومئ حرضووموت لوويس ال موون شو بام اىل توورمي ‪ ،‬ونقووهل عوون علووامء‬
‫حرضموت ‪.‬‬
‫( تنبيوه ) العورف العوام واخلواق يوأيت يف معواين شو يف اجلهوات‬
‫والقبائل اكلرشف فانوه يطلوق عوىل لك مون رشف يف قوموه ‪ ،‬ويف العورف‬
‫اخلاق يطلق عىل آولد احلسن واحلسوني ر هللا عوهنام ‪ ،‬وكوذكل مون‬
‫ينسب اىل من ايه عيل يسمئ علو ًاي ‪ ،‬ويف العرف اخلاق يطلق العلووي‬
‫عىل من ينسب اىل الشو يخ علووي بون عبيود هللا ‪ .‬ويف العورف اخلواق ‪:‬‬
‫يطلق المين يف الغالب عىل اموة ‪ ،‬ويف العوام يودخل حرضوموت يف الومين‬
‫ومكة لقوهل صىل هللا عليه وآهل وسمل ( ادلين ميواين والكعبوة ميانيوة ) وكوذا‬
‫دوعون يف العوورف العوام موون قيودون كووام يف قصويدة الستسووقاء لسو يدي‬
‫احلبيب عيل ‪ ،‬ويف العرف اخلواق لويس ال مون هودون وآعوىل ‪ ،‬وقووهل ‪:‬‬
‫منل غالب آهول توة حرضوموت ووصوفهم بوذكل الوصوف يعوين آن ذكل‬
‫الوصف غالب عوىل الطغوام واجلهوال مون آهول حرضوموت ‪ ،‬لن طبوائعهم‬
‫هالف طبائع سائر اجلهوات لضونك املعوايش ‪ ،‬وذلكل خوص دوعون اكزيود‬
‫تنبيووه يف الوصووف اذلموومي لنووه آضوونك وآضوويق موون غووريه ‪ ،‬وآهووهل اكلباديووة‬
‫فاليرون لحد حقا لغلبة اجلفاء فهيم كام قال عليوه الصوالة والسوالم ( مون‬
‫بدا فقد جفا ) خبالف مون مشوهل العورف اخلواق حبرضوموت املوار ذكوره ‪،‬‬
‫فانم جملاور م العلامء من السادات العلويني وغريمه فاكنووا ذلكل آقورب اىل‬

‫‪70‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اخلري والتأدب ابلداب الرشوعية ‪ ،‬والخوالق املرضوية قوال املفرسوون يف‬


‫قوهل تعاىل { العراب آشد كفر ًا ونفاقا وآجدر آن ليعلمووا حودود موا آنوزل‬
‫هللا عىل رسوهل }‪ 1‬آن ذكل لبعدمه عن العمل والعلامء ح آنه يكون الفورق‬
‫بووني فاجهووة الباديووة واحلرضو ‪ ،‬فووان فاجهووة الباديووة تكووون قاسو ية ‪ ،‬وفاجهووة‬
‫احلرض ل ق وينة ‪ ،‬ولهذا وصف احلبيب عيل ر هللا عنه طبائع آهل هوذه‬
‫اجلهووة الكو واخلوويالء لن ذكل موون صووفات اجلاهليووة والشو ياطني وموونلهام‬
‫احلسوود واحلقوود والبغضوواء واجل و وت ‪ ،‬آي القهوور ‪ .‬فبووذكل وصووفهم آنووم‬
‫ليشوووفقون عوووىل املس تضوووعفني ‪ ،‬وليرفقوووون ‪ ،‬آي ليواسوووون الفقوووراء‬
‫واملساكني كام علل حبسدمه وجفامه وقسو م آنم مشوغولون اهِ قو و ِم القووت ‪،‬‬
‫فمل يلتفتوا بسبب الش تغال بذكل والس تغراق فيوه اىل معوامل ادليون اذليون‬
‫يعلمون به ماخلقوا لجهل وهو العمول ‪ ،‬فصواروا بسوبب اعراضوهم وتلهوم‬
‫وبعدمه عن العمل والعلامء مشغولني عن عامل املكل وهو عامل الشهادة ‪ ،‬وعوامل‬
‫امللكوت وهو عامل الغيب الذلين ابلتفكر فهيام يزيد يف التوحيود ومعرفوة هللا‬
‫تعاىل ‪ .‬ومعرضني آيضا عن الطريق املؤصةل اليه ويه العومل ‪ ،‬فهوم كوام قوال‬
‫تعاىل { انم ال اكلنعام بل مه آضل سبيال } ‪1‬ومواولموا بوذكل ال آنفسوهم‬
‫كام اس تدل ر هللا عنه بقوهل تعاىل { وس يعمل اذلين ولمووا آي منقلوب‬
‫ينقلبون }‪ 2‬فانم ينقلبون بسبب تكل الخالق الرذال اىل العذاب والناكل‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 97 :‬التوبة‬
‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 44 :‬الفرقان‬
‫‪2‬‬
‫اآلية ‪ 227 :‬الشعراء‬

‫‪71‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ ،‬واىل اخلووزي والوووابل ‪ ،‬والسالسوول والغووالل ‪ .‬وقوووهل ر هللا عنوه ‪:‬‬


‫ومعهتم الغفةل والسهو واللهو عون الالهووت والناسووت ‪ .‬اعومل آ وا الواقوف‬
‫عىل هذه العبوارة والشوارة مون هوذا العوامل اخلبوري ‪ ،‬والناقود البصوري ‪ ،‬فوامي‬
‫خووووهل هللا تعووواىل مووون العلووووم واملعوووارف والهتوووداء اىل معرفوووة الرقوووائق‬
‫واللطائف آن بيان ما آمجوهل وآشوار اليوه وبوه يف شوأن هوذه العووامل الربعوة‬
‫اليت مع عوامل الرواح والجسام ‪ ،‬قد ذكوره املرشود اجملودد احلبيوب عبود‬
‫هللا بوون علوووي احلووداد ابعلوووي نفعنووا هللا بووه آمووني ‪ ،‬يف كتابووه ( فتوواوى‬
‫الصوفية ) يف جواب من سأهل عون عوامل املوكل وامللكووت فقوال ر هللا‬
‫عنه ‪ :‬عامل الشهادة ما من شأنه آن يودررش ابحلوواس ايمخوس ‪ ،‬وعوامل الغيوب‬
‫مواوراء ذكل موون آموور هللا تعوواىل اذلي تقوبهل العقووول السوولمية ‪ ،‬وتووؤمن بووه‬
‫القلوب املؤقنة ‪ ،‬ويرى منه آنبياء هللا تعاىل وآوليائه بأبصار البصائر مايشاء‬
‫هللا تعاىل ‪ ،‬وآما عامل الالهوت والناسوت واجل وت فعوامل الالهووت طوور‬
‫موون آطووار عووامل الغيووب ت هوور فيووه المووور اللهيووة احملضووة ال ووفة ‪ ،‬وعووامل‬
‫الناسوت طور يقابهل ت هر فيه المور النسانية املطيقوة الروحانيوة ‪ ،‬وعوامل‬
‫اجل وت طور من عامل الغيب ت هر فيه المور اللهية مايدل عوىل حقوائق‬
‫القهر وشدة الوبطش ورسعوة النتقوام ونايوة العوز والسو تغناء ومايناسوب‬
‫ذكل ‪ .‬وهذا ملحص مافهمناه واقتبس ناه مون الكم ال وة يف هوذا الشوأن ‪،‬‬
‫فافهموه حقه ‪ ،‬وتأملوه كام ينبغ وهللا املوفق واملعني ‪ .‬انهتيئ الكم القطوب‬
‫احلداد ‪.‬‬
‫واعمل آن القلوب املكبةل يف رسادقات ب النفس ال لامنية لحتوم‬
‫حول مكنون هوذه الرسار ‪ ،‬ولعرشوق فهيوا مشووس هوذه النووار ‪ ،‬لنوم‬

‫‪72‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قنعوا عن العني ابلثر ‪ ،‬وابخلو عون اخملو ‪ ،‬بول مه بعيود جودا عون الثور‬
‫واخل ‪ .‬فان الش يخ عبد هللا نفعنا هللا به امنا اندى يف قصيدته الويت آولهوا‬
‫‪:‬‬
‫والليل خيطر يف برد من السحر‬ ‫ايسائيل حني لواش من البرش‬
‫مه آهل اليق ة والستبصار ‪ ،‬ل اجلهةل الغفةل الغامر ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫فا ِخلب من يكتف ابل ل والثر‬ ‫لتقنعن بدون العوووووني منووزةل‬
‫وقال يف الخرى ملا ذكر فهيا الالهوت واجل وت والناسوت املوذكورات يف‬
‫الكم س يدان احلبيب عيل نفع هللا اهام ‪:‬‬
‫من آن يراه فقس ِم ِه املبتوت‬ ‫من قيداه قصوره والكهل‬
‫آي املقطوال ‪ ،‬فهام ر هللا عهنام وآمنواهلام مون آل آن علووي وغوريمه مون‬
‫العارفني البرار قود انطووت موهنم البرشوية يف اخلصوصوية ‪ ،‬والتحقووا بوأفق‬
‫املالئكووة العلويووة ‪ ،‬والن ووار الروحيووة ‪ ،‬فاليوواكد يضوواههيم يف معووالهيم يف‬
‫حتقيق العلوم الرشعية والعمل اها عىل مهن التبواال للسو نة احملمديوة غوريمه‬
‫ممن مل يذق ب ق و ًةل من رشااهم ‪ ،‬ويشم مشة من آطيااهم ‪ ،‬فانم ملوا توتووا اىل‬
‫جنوواب احلووق مل يلتفت ووا اىل الغيووار ‪ ،‬ومل يقف ووا مووع الن ووار ‪ ،‬بوول جوودوا‬
‫واجهتوودوا ح و بلغ ووا غوواايت الكووامل ‪ ،‬يف املقامووات والح ووال ‪ ،‬وحقق ووا‬
‫آداب السادات الصوفية وانهتوا فهيا اىل ذروة الكامل ‪ ،‬كوام آرشت اىل ذكل‬
‫يف بعض املؤلفات وآخص ماكن وقطر من هذه اجلهوة كوام ذكوران مون هوذه‬
‫الصفات امحليدة ‪ ،‬والنعوت اجمليدة ‪ ،‬ومافهيا من رواحئ جنان املعرفوة الربيوة‬
‫‪ ،‬وهليص العبودية ‪ ،‬وم هر السوري القوومي عوىل ال واط املسو تقمي ‪ ،‬مون‬
‫بدل ش بام اىل ترمي ‪ .‬كام آنه مسمئ حرضوموت يف العورف اخلواق ومواذكره‬

‫‪73‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫سووو يدي احلبيوووب عووويل نفوووع هللا بوووه مووون التحديووود عوووىل وجوووه الحلووواق‬
‫لالختصاق كام مر بيان ذكل قريبا ‪ .‬وعىل هذا التفصويل والجوامل يقبول‬
‫ماجاء عنه يف املدح واذلم تأويل الحامتل ‪ ،‬فانه قال نفوع هللا بوه يف بعوض‬
‫قصائده ‪:‬‬
‫حمةل الكرس والوادي ودوعن نشب‬
‫وقال يف آخرى من حي مايقتضيه ضيق املعيشة وضنكها املوجبة‬
‫للتحاسد والتحاسود وعودم التنوارص والتعاضود كوام حقوق ذكل يف قصويدته‬
‫اليت خص اها القاطنني بدوعن ذم ًا ومدح ًا وتعديال وجرح ًا وثنواء وقودحا ‪،‬‬
‫فقال ‪:‬‬
‫هارش اي من عرف رصفنا واعدف ابلووفا والرشف قوول لكه حتف‬
‫حني حان املشف‬ ‫يف فروال املس يل‬ ‫قول يشف العليل ق يل بعد املقيل‬
‫ايص ارحتوووووول ل بدوعن حت ل يف املاكن الزحل ابلفلس والصلف‬
‫عز فيه املـــداد واحلسد فيه زاد واستباح الفساد والوداد انتحف‬
‫صف من بعد صف‬ ‫يوم قل احلوطـــام زاد فيه اخلص ام حراهم حبر ط ام‬
‫مايروم احل تف‬ ‫بدرش ان حد سلمي يف الرضا مس تقمي ابلصداقة ن دمي‬
‫يف مناصــــبه دا بيهنم قد بوووووودا شت بعد ع دا مايقوولوا نصف‬
‫لك واحد يقووول ذارش مافيه طول ما هو آل تول ما ل فيه شف‬
‫فهيم الوزن خف‬ ‫لتزوروا ربوووووواه ل يبوا نوووووووداه فان ج ده وآابه‬
‫والقريب النسيب فيه مييس حريب مابغا كل نصيب يش هتيك التلف‬
‫لو ن ر ساقــــيه كل ج اريه ابملدد ســاريوووووه قضوها يف ش نف‬
‫حيس بونه طورف‬ ‫يبغضون الغوووووين ليش ذا يغت ين والفق ري الس ين‬

‫‪74‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وانشدوا من وقف‬ ‫عند مجـــع امل ال‬ ‫والشدد والبــــال‬ ‫دوب فيه الغــــال‬
‫من لق يش قطف‬ ‫واههل اللك قوم‬ ‫ابلش بع فيه دوم‬ ‫مانبرشرش يووووووووم‬
‫بل دوين النطف‬ ‫دون مهك وسارش‬ ‫بعد كسوة نسارش‬ ‫ماحتصـــل كسارش‬
‫من رجال السلف‬ ‫فيه ‪ ،‬من كبـــري‬ ‫غري يومــــه نوير‬ ‫دوعن آل حقــــري‬
‫واذكر آهل الصعيد حريوا من وصف‬ ‫جيد ايخري جيد‬ ‫منل ش يهك سعيد‬
‫وارتكز يف عاله والوس‪ ،‬والطرف‬ ‫من كدوره جاله‬ ‫نورمه قد مووووواله‬
‫حووطوه الفرط ابلمنش والشلف‬ ‫يف ج ميع النق‪،‬‬ ‫حزم لكه حوط‬
‫هــــمي يف حهبم ابلووول والشغف‬ ‫كون من حزاهم‬ ‫ايهللا انفوووووع اهم‬
‫جارمه والرسوووول والصحاب الفحول والرجال العدول بيــــهنم مل آخ ف‬
‫وقال ر هللا عنه يف ماكتبة من ماكتباتوه مموا يودل عوىل اعتنائوه‬
‫بدوعن مع اعوجاأ آههل ‪ :‬وحنن يف هذه الايم ابقيوني يف دوعون يف قضواء‬
‫آوطار وتأليف آكسار كتعقيد آ ار ممزوجة بأكدار لتواكد خروقهوا تهنوار ‪،‬‬
‫ولطريقها متتار ‪ ،‬وهللا خيلق مايشاء وخيتار ‪ ،‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وهنا عبارة جامعة فهيوا عسولية انفعوة تناسوب موايف هوذه املوةل مموا‬
‫نقلنوواه عوون سو يدي احلبيووب عوويل نفعنووا هللا بووه وعوون غووريه ‪ ،‬وذكل موانقهل‬
‫ش يحنا المام خامتة العالم احلبيب معر بن محمد السقاف ابعلووي نفوع هللا‬
‫اهم وقدس آرواةوم يف كتابوه ( تفورد القلووب وتفورا الكوروب ) قوال ‪:‬‬
‫ومن كتاب مقال الناحصني قال الش يخ العارف ابهلل معر بن محمد بون حيود‬
‫الميووين يف رسووالته ‪ :‬ان هووذا الزمووان قوود اخووتل‪ ،‬فيووه الصووحة والسووقم ‪،‬‬
‫والصدق والكذب ‪ ،‬ومعل لك برآيوه وتوررش آمور ربوه ‪ ،‬فهوو يعامول النواس‬
‫ب اهره والناس يعتقدون آن ابطنه مع ربه ‪ ،‬خفوفه من سوقوط جاهوه عنود‬

‫‪75‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الناس آع م مون خوفوه مون سوقوط منووزلته عنود هللا عوز وجول ‪ ،‬فسوامل‬
‫آرابب هذا املقام ولترد علهيم لكموة واحودة يف مقوام ادليون ‪ ،‬فوان سوألورش‬
‫فأجهبم ابحلق ‪ ،‬وان سكتوا عنك فاغتمن السالمة ‪ ،‬واحذرمه ولعس تع اىل‬
‫آقاويلهم فهم مغرورون ‪ ،‬بل مسحورون ‪ ،‬حيرصوون عوىل مجوع ادلنيوا دون‬
‫الفضائل ‪ ،‬وحيزنون عوىل مافوا م مهنوا وليبوالون اكافوا م مون ادليون ‪ ،‬قود‬
‫فورمه حوب ادلنيوا وحشوويت قلوواهم مهوموا ومغومووا ‪ ،‬فومل يبوق لدليوون يف‬
‫قلواهم متسع ‪ ،‬يس تمهلون من آنفق ادلنيا ‪ ،‬ويسو تحفون مون زهود فهيوا ‪،‬‬
‫لورآو احلق منل الشومس مواقبلوه ول ارتودوا عون موامه فيوه ‪ ،‬ولوو تلووت‬
‫علهيم علوم الولني والخرين لقواموا مون عنودرش ومادخول يف قلوواهم منقوال‬
‫ذرة ‪ ،‬ما آكرث الغورور والوزور يف هوذا الزموان ‪ ،‬وهللا املسو تعان ‪ ،‬خاصوة‬
‫ممن ينسب اىل ادلين ‪ ،‬آويقال آنه من آبناء الصاحلني ‪ ،‬قد موالوا اىل ادلنيوا‬
‫غاية امليل ‪ ،‬فكن العلامء نيوام ‪ ،‬واملغورورون موهنم يف الغورق مووا ‪ ،‬وهلل‬
‫در القائل ‪:‬‬
‫واملنكرون للك آمووووور منــكر‬ ‫ذهب الرجال املقتدى بف عاهلم‬
‫بعضا ليدفع معورا عن معوور‬ ‫وبقيت يف خلف يزيك بعضهم‬
‫يف صورة الرجل السميع املب‬ ‫بين ان من الرجـــال اهيــمة‬ ‫آ و‬
‫واذا آصيب بدينه مل يبصوور‬ ‫فطن بلك مصيوووووبة يف مـــاهل‬
‫انهتيئ من مقال الناحصني لباجامل ‪ .‬وقد آبدل س يدي احلبيب عويل‬
‫بن حسن صاحب الدمجة نفعنا هللا به البيت الثاين ببيت غريه عوضوا عون‬
‫ذكل فقال ‪:‬‬
‫بعضا لزيمع آنه العــمل ال ي‬ ‫وبقيت يف خلف يفمر بعضهم‬

‫‪76‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هللا عنه ملا اكن س باق غاايت يف فهوم املعواين‬ ‫وبيان ذكل آنه ر‬
‫فانه فهم من اوى قوهل ‪:‬‬
‫بعضا ليدفع معورا عن معووور‬ ‫وبقيت يف خلف يزيك بعضهم‬
‫آنووه ملووا اكن ذكل القائوول موون الت وابعني وهووو يف زمووان ديوون وحيوواء‬
‫ومروءة اكن ذوو املروءات عند اقتحام الزلت وورود الهنات عارفون آنوا‬
‫حت‪ ،‬املروءات وادلرجات ‪ ،‬اكنوا يتعامون ويتتبعون سد العورات ‪ ،‬فاكن‬
‫بعضهم يزيك البعض ليدفع هذا عورة الخر ويقابهل الخر اكثول ذكل ‪ ،‬لن‬
‫السع يف سد العورات من ادليون واحليواء اذلي هوو مون الميوان ‪ ،‬ومون‬
‫املروءة اليت تقال اها العرثات وتغفر الزلت ‪ ،‬وآما يف زمانه ر هللا عنه‬
‫لرتفاال ادلايانت وهتك املروءات اكن بعضهم يفمور الوبعض فوافهم موا آهلوم‬
‫هللا هووذا المووام موون الذواق ‪ .‬وقوووهل يف مقووال النوواحصني ‪ :‬وخاصووة موون‬
‫ينسووب اىل ادليوون آويقووال آنووه موون آبنوواء الصوواحلني ‪ .‬اىل آخووره ‪ ،‬هووو عووني‬
‫مافرس به س يدي احلبيب عيل قول جده احلبيب معر املار ذكره من قوهل ‪:‬‬
‫طلب اجلاه داء لدواء هل ‪ .‬فانه يف القرطاس بعد ماقدمناه من الكمه قريبوا‬
‫‪ .‬وقد يكون املبتيل بذكل ادلاء ادلفني من آولد الفقوراء الصواحلني فوتحمهل‬
‫نفسه عىل آن يبغض لك متصف اكنصب عمل آوجاه من مناصب تته ولوو‬
‫اكن من آهل البيت النبوي اذلين ليصوح اميوان صوص ال حبوهبم ‪ ،‬فتجوده‬
‫مع علمه ابتصاهلم برسول هللا صىل هللا عليوه وآهل وسومل وقوراهم منوه ي ون‬
‫آويتوومه آن وجوودمه ينقصوه دينوا ويبحسوه شويئا مون آشو يائه ‪ ،‬ومصووداق‬
‫ذكل آنك ترى آخاه العا اذلي مل ميعن فامي آمعن فيه من العومل ومل يعتقوده‬
‫العامة قد انطووى عوىل الخوالق احلسو نة الويت حتسون ابلوليواء مون ذوي‬

‫‪77‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫املناصووب وآرابب املنووازل واملراتووب ‪ ،‬موون التواضووع ولووني اجلانووب وحسوون‬


‫ال ن وصدق العقيدة وصفاء املودة لهل بيت رسوول هللا صوىل هللا عليوه‬
‫وسمل ‪ ،‬حبي لو اتصف اها هذا املنصب مع علمه وعبادته لرشقت آنواره‬
‫‪ ،‬وعال مناره ‪ ،‬وشاعت حبسن الثناء آخباره ‪ ،‬واكن آهول هللا بفضول هللا‬
‫آحبا ه واخوانه وآعوانه وخالنه وآخدانه وآنصاره ‪ .‬انهتيئ‬
‫وقد حقق هذا املعىن وبينه آحسن تبيني الش يخ القطوب عبود هللا‬
‫بن آن بكر العيدروس قدس هللا روحوه فوامي حواكه عنوه الشو يخ محمود بون‬
‫معر حبرق يف مواهب القودوس فانوه قوال رمحوه هللا ونفوع بوه مون وصواايه‬
‫اجلامعة النافعة املناس بة لهل الزمان ‪ :‬اعومل آنوه ليتصوور آن ين ور النواس‬
‫لكهم اليك بعني الرضا ولوكنت آمكول خلوق هللا تعواىل ‪ ،‬بول بعضوهم موادح‬
‫وبعضهم ذام ‪ ،‬واهذ الناس مجيعا آصدقاء اكحبة املوافقني وموداراة اخملوالفني‬
‫اذلامني وعدم الناكر عوىل املنكورين عليوك موهنم ‪ ،‬فوانم قود غلبوت علوهيم‬
‫صفات برشية ؛ كام غلبت عليك بعض صوفاتك وشوهواتك ‪ ،‬وآحسون اىل‬
‫من آساء اليك مهنم ‪ ،‬وكن آنصح الناس للنواس ولوو كرهووا النصويحة تكون‬
‫عندمه آعز النواس ‪ ،‬ول وادل آهول احلسود كل موهنم ولتطموع يف رضوامه‬
‫عنك آصال خصوصا آهل اجلاه مهنم ‪ ،‬مفن غلب عليه حب احلسد ليقبول‬
‫منك لحماةل ‪ .‬انهتويئ ‪ .‬وهوو حتقيوق ماقواهل سو يدي احلبيوب عويل ‪ .‬ويؤيوده‬
‫ويوافقه ويفهم منه آن هذا المام جزء من سلفه وبعضهم بول لكهوم كوام قوال‬
‫الش يخ القطب احلداد نفع هللا به ‪:‬‬
‫وآسورارمه فليسأل املتعا‬ ‫مواريهثم فينا وفينا علوهمم‬

‫‪78‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فهم ذرية بعضها من بعض ‪ ،‬وللالحق ماللسابق ‪ ،‬ويشري اىل ذكل‬


‫‪ ،‬آي اىل ذم مامر من اجلاه قوهل يف الرائية الصغرى ‪:‬‬
‫ولتطلنب اجلاه ايصـــاح انه شهي وفيه السم من حي لتدري‬
‫وقول احلبيب عيل نفع هللا به ‪:‬‬
‫اجلاه من جاه جا منجاه منجا خطر‬
‫اىل آخر مامر ‪ .‬و‪ ،‬هل من الأم ونصب آعالم واثبوات وآرقوام يف‬
‫هذا املقام ن ام ونرثا ‪.‬‬
‫( تنبهيان ) الول يف قوهل يف وصف آهل حرضموت املار مع تقييد‬
‫اطالقوه وهصويص تعمميوه فقود سو بقه اىل مونهل الشو يخ عويل بون آن بكور‬
‫السكران بن الش يخ عبد الرمحن السقاف قدس هللا آرواةم فامي نقوهل عون‬
‫آ ة آل ابعباد فانه قال ‪ :‬وآهل اجلهوة حبرضوموت مون حيو املوةل يغلوب‬
‫علهيم البداوة الشوديدة وجفوا اجلهواةل اذلمميوة ‪ ،‬يسدسولون حبو الطبواال ‪،‬‬
‫وليتقيدون حب عقل ول اتباال ‪ ،‬ويف هذه العصار غابت ال وة الخيوار‬
‫والش يود الكبار ‪ ،‬اذلين مه للوبدل اكلشوموس والمقوار‪ ،‬والنمووم يف دايم‬
‫الفار ‪ ،‬وقد اس تطارت نريان اجلهل ورشارته ملوو م ‪ ،‬وترادفوت ولامتوه‬
‫لفقدمه ‪ ،‬ومات الفضل والعمل ملوت آهوهل ‪ ،‬واسو تغب‪ ،‬ذواجلهواةل جبهوالهتم ‪.‬‬
‫اىل آخر ما آطال به ‪.‬‬
‫وقد قال الشو يخ محمود بون معور ابجوامل قود معوت البلووى يف توة‬
‫حرضموت بعمووم اجلهول يف آهلهوا ‪ ،‬وابجلهول تفسود العوامل والحووال ‪،‬‬
‫وهرب البالد وعشو يع الفاحشوة والفسواد ‪ ،‬واجلهوال آشو به ابلشو ياطني يف‬

‫‪79‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آحواهلم ‪ ،‬وآقرب اىل الهبامئ يف طبائعهم ‪ ،‬وقود اكنوت هوذه اجلهوة معموورة‬
‫ابلعمل منترشا فهيا ؛ ممع ام بني آهلها والصالح غالب فهيم ‪.‬‬
‫ح و املؤرخووون آنووه اكن بووبدل توورمي ثالمثائووة مفوويت ‪ ،‬ويف ش و بام‬
‫س تون مفيت وقا شافع وقا حنف ‪ ،‬ويف الهمرين قريب مون ذكل‬
‫‪ ،‬واليوم قد ضيعوا المر لكه ‪ ،‬وآصل اجلهل ومعومه يف هوذه اجلهوة سوببه‬
‫تل الولة اها والمراء ‪ ،‬واس ترار الغفةل علهيم وعودم شوفقهتم عوىل الرعيوة‬
‫يف ديهنم ودنيامه ‪ ،‬وامنا ينترش العمل يف لك تة ويرغب فيه آهلها بدغيوب‬
‫الولة والمراء واعانهتم لههل واعزازمه هلم واكرام العمل ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وعن الش يخ ابراهمي بن عبد هللا ابهرموز آنوه قوال ‪ :‬وسوبب فسواد‬
‫هذه اجلهة يف ديهنا ودنياها تل ول وا وسوالطيهنا واهامهلوم للرعيوة وعودم‬
‫امحلايووة هلووم وادلفووع عووهنم ‪ ،‬فالتبعووة يف ذكل واملؤاخووذة علووهيم ‪ ،‬فووان آثقوول‬
‫وزرمه فانم السوبب يف اهوامل الموور وانتشوار الرشوور وضونك املعيشوة‬
‫والتجاهر ابلفواحش ومعوم اجلهل وانقراض العمل ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وعليه نفهم من الكم مقال الناحصني ومابعده آن طبوائع بعوض آهول‬
‫هووذه اجلهووة هووالف طبووائع سووائر اجلهووات وذكل لضوويق آس و باب الرزاق‬
‫وضوونك املعووايش آمثوور ذكل هلووم احلسوود والبغضوواء ‪ ،‬وب ق وعوودمه عوون الت وواد‬
‫والتألف اذلي هو شأن املؤمنني والخوان املتوالني املتحابني ‪.‬‬
‫( تنبيه ) قول س يدي احلبيب عويل قودس هللا روحوه املوار ‪ :‬وقود‬
‫يبتيل بذكل ادلاء ادلفني بعض آولد الصاحلني ‪ .‬اىل آخره ‪ .‬يشوري اىل آنوم‬
‫يبتلون ابحلسد ملن ضاهامه وذكل لكه تل ومحق وغباوة ‪ ،‬وذكل لنم لو‬
‫علمووا آن املتصووفني ابلفضووائل يف آنفسووهم لووو تكو وا اهووا آوحسوودوا غووريمه‬

‫‪80‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ذلهب فضلهم فضال عن مون ينتسوب الوهيم موع اجلهول وعودم التوأيس اكون‬
‫انتس بوا اليه والقتداء بعلوهمم وآعامهلم ‪.‬‬
‫قال الش يخ عيل بن حسام املتقو احلنفو املو رمحوه هللا تعواىل ‪:‬‬
‫اعمل آن رشف النسان وفضهل ليس بكرثة العمل والتالمذة ‪ ،‬فوان بلعوام بون‬
‫ابعورا اكن يوروى عنوه آنوه اكن حترضو يف جملسوه اثوين عرشو آلوف حمو ة‬
‫تكتب منه العمل وسوء خامتته معلوم ‪ .‬وكذا ليس بكرثة العبوادة لن ابلويس‬
‫اكن آعبد اخللق كام روي آنه مواتررش موضوعا يف السوموات ال فود فيوه ‪،‬‬
‫وآخر المر اس تحق اللعنة ‪ ،‬آي بعدم السمود لدم عليه الصالة والسالم‬
‫اس و تكبارا ‪ .‬وكووذا لوويس بكوورثة الكرامووات لنووا قوود تكووون يف حقووه مك ور ًا‬
‫وخديعة واس تدراجا ‪ ،‬وكذا ليس بكرثة املريدين لنوه قود يكوون للشوحص‬
‫عرشة آلف فصاعد من املريدين ومل يصل اىل رتبة املريد فضوال عون رتبوة‬
‫الش يخ ‪ ،‬وكذا ليكون برشف النسوان ابلنسوب لن آولد بعوض النبيواء‬
‫صواروا كفووارا ‪ ،‬ولبكورثة املووال لن مووال قوارون معلوووم وصوار خسووف بووه‬
‫وبداره الرض ‪ .‬فنبت من هذا آنه ليكون رشفه وفضهل ال خبصوةل واحودة‬
‫ذكرهووا هللا تعوواىل وع ووم شووأنا يف الكمووه اجمليوود يف حنووو مووائتني وثالثووني‬
‫موضعا عوىل تفواوت معناهوا حبسوب مواقعهوا ويه التقووى ‪ ،‬مث رسد آايت‬
‫التقوى الواردة يف الكتاب العزيز ‪ ،‬اخبارا بذكل ‪ .‬انهتيئ املقصود من الكمه‬
‫‪.‬‬
‫وقد نبه المام الغزايل ر هللا عنه عوىل هوذا يف كتبوه ‪ ،‬مكهنواأ‬
‫العابوودين ‪ ،‬والكشووف والتبيووني يف غوورور اخللووق آمجعووني ‪ ،‬ويف كتوواب ذم‬
‫الك والعمب من الحيواء ‪ ،‬ويف كتواب الغورور منوه ‪ ،‬وغريهوا ‪ .‬قوال يف‬

‫‪81‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫كتوواب العمووب موون الحيوواء ‪ :‬الرابووع العمووب ابلنسووب الرشوويف جعمووب‬


‫الهامشية ح ي ن بعضهم آنه ينموا بسبب رشف نسو به وجبواه آابئوه وآنوه‬
‫مغفورا هل ‪ ،‬ويتحيل بعضهم آن مجيع اخللق هلم موال وعبيود ‪ ،‬وعالجوه آن‬
‫يعمل آنه همام خالف آابءه يف آفعاهلم وآخالقهم وون آنه ملحق اهم فقد تول‬
‫وان اقتدى بأابئه مفا اكن مون آخالقهوم العموب بول اخلووف والزدراء عوىل‬
‫النفس ‪ ،‬واس تع ام اخللوق وخدموة الونفس ‪ ،‬ولقود رشفووا ابلطاعوة والعومل‬
‫واخلصووال احملمووودة لابلنسووب ‪ ،‬فليرشووف اكووا رشف ووا بووه وقوود سوواوامه يف‬
‫النسب وشارجهم يف القبائل مون مل يوؤمن ابهلل ‪ ،‬فاكنووا عنود هللا رش ًا مون‬
‫الأب وآخس مون اخلنوازير ‪ ،‬وذلكل قوال هللا تعواىل { اي آ وا النواس اان‬
‫خلقنا‪ ،‬من ذكر وآنىث } آي لتفاوت يف آنساب لجامتع اىل آصول واحود‬
‫‪ ،‬مث ذكر فائدة النسب فقال { وجعلنا‪ ،‬شعواب وقبائل لتعارفوا } مث بني آن‬
‫الرشف ابلتقوى ل ابلنسب فقال { ان آكورم عنود هللا آتقوا‪ 1} ،‬اىل آخور‬
‫ماذكره ر هللا عنه يف هذا املوضع ‪.‬‬
‫وقد حقق س يدي احلبيب عيل صاحب املناقب قودس هللا روحوه‬
‫يف كتابووه القرطوواس يف ترمجووة الشو يخ القطووب الوورابين عوويل بوون عبوود هللا‬
‫ابراس نفع هللا به يف ترمجتوه عنود ذكور موااكن مون سو يدان الشو يخ الغووث‬
‫جده احلبيب معر بن عبد الرمحن من تقريبوه هل والثنواء عليوه اكقوالت تودل‬
‫عىل احتاده ومشواركته هل يف الروحيوة ‪ ،‬والعطوااي الفتوحيوة ‪ ،‬فعلوت رتبتوه‬
‫ورشفت منوزلته ‪ ،‬فأنكر ذكل آانس ممون يقتودي ابلسوالفات ‪ ،‬ويعتقود آن‬

‫‪ 1‬اآلية ‪ 43 :‬احلجرات‬

‫‪82‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫السامء تغين عن املسميات ‪ ،‬ومل يدر اجلاهل آن املتعزز بكوامل غوريه وهوو‬
‫عن فضيلته عاطل متعزز ابلباطل كام قيل شعر ًا ‪:‬‬
‫لنئ خفرت بأابء هلم رشف فقد صدقت ولكن بئس ماودلوا‬
‫والشاهد ملا اكن مون سو يدي احلبيوب معور يف شوأن الشو يخ عويل‬
‫مااكن من رسول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل لن بكور الصوديق ر‬
‫هللا عنه مع آن يف الصحابة الع امء مون هوو آقورب مون آن بكور ‪ ،‬جعوون‬
‫وعيل ر هللا عهنام ‪ ،‬وممن عرض به س يدي احلبيب عيل نفع هللا بوه يف‬
‫هذا املبح موااكن للشو يخ سوعد بون عويل املود امللقوب ابلسوويين موع‬
‫الشو يخ عبوود الوورمحن السووقاف وبنيووه سو امي الشو يخ عبوود هللا بوون آن بكوور‬
‫العيدروس وودله الش يخ آن بكر العدين ‪ ،‬فانه جعل نعلني ابليني للشو يخ‬
‫سعد يف رزمة كساء ويه يف صندوق ‪ ،‬وقد اكن خيرتام ويقوبلهام ويشومهام‬
‫كام س يأيت ذكل يف ذكر التحكمي ‪ .‬وقد حقوق سو يدان الشو يخ عبود هللا بون‬
‫علوي احلداد نفعنا هللا به يف الفصول العلمية عنود ذكوره الثنواء مون رسوول‬
‫هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل عىل آانس مون آحصابوه ر هللا عوهنم ممون‬
‫ليرضمه الثناء ‪ ،‬وآنه مل يزدمه ذكل من هللا ال خوفوا ‪ .‬ويف احلودي ( اذا‬
‫مدح املوؤمن رىب الميوان يف قلبوه ) ولكون آهول البصوائر وآهول النصويحة‬
‫لنفسووهم قليوول وخصوصووا يف هووذا الزمووان وآهوول اجلهوول والغوورور كثووري ‪،‬‬
‫فليحذر املؤمن املتق لربه ‪ ،‬الشفيق عىل دينه من لك مايرض بوه نفسوه آو‬
‫يرض به غريه من اخوانه املسلمني ‪ ،‬وقود وري عوىل آلسو نة بعوض النواس‬
‫اذا قيوول هلووم ‪ :‬فعوول فووالن موون آهوول البيووت كووذا وكووذا موون اخملالفووات آو‬
‫التهلي‪ ،‬فيقول ‪ :‬آهل بيت رسول هللا غري مؤاخذين ‪ ،‬ورسول هللا يشوفع‬

‫‪83‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هلم ولعل اذلنوب لترضمه ‪ ،‬وهذا قول شنيع يرض القائول بوه نفسوه ويرضو‬
‫به غريه ‪ ،‬وكيف يقول ذكل آحود والعوارفون القربوون الدنوون مون رسوول‬
‫هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل بعود الايت والخبوار قود نهبووا عوىل ذكل ‪،‬‬
‫مفوام يعوزى للووارث لرسوول هللا صوىل هللا عليووه وآهل وسومل خالفوة ووليووة‬
‫وعلام ومعال وهداية ووراثة ومعرفة ‪ ،‬مانقل عن السو يد الموام احلسون بون‬
‫عيل بن آن طالب ر هللا عهنام هذه البيات ‪:‬‬
‫آ ا الفاخر تال ابلنسب امنا النوووووووووووووووواس لم ولب‬
‫هل ترامه خلقوا من فضة آوحديد آونووحوووووواس آوذهب‬
‫وحترا فضلهم يف خلقووووه م هل سوى حلم وع م وعصب‬ ‫و‬
‫امنا الفحر بعمل زاخووووووووور وبأخالق كوووووووووووورام وآدب‬
‫ويف كتاب العمل من الحياء وعزاها اىل س يدان عيل بن آن طالوب‬
‫ر هللا عنه هذه البيات ‪:‬‬
‫الناس من تة التثيل آكفاء آبوووووووووووووومه آدم والم حووواء‬
‫فان يكن هلم يف آصلهم رشف يفاخرون به فالطوووووووني وال امء‬
‫ماالفحر ال لهل ال عمل انم عىل الهـــدى ملن استوهدا آدلء‬
‫وقدر لك امرء مااكن حيس نه واجلاهلون لهل العمل آعــــداء‬
‫ففز بعمل تعش حيا به آبــــدا الناس موا وآهل العمل آحياء‬
‫ويف امل و‬
‫رشوال الووروي يف مناقووب السووادة بووين علوووي بعوود آن آطلووق‬
‫القمل وآطال يف النقل من الكتواب والسو نة والاثر املنقووةل عون ذوي العومل‬
‫والعقوول ‪ ،‬يف فضوول آهوول البيووت النبوووي وخصوصوويا م ‪ ،‬وماتفضوول هللا‬
‫علووهيم بووه يف ادلنيووا والخوورة موون احلووال المكوول ب كووة آفضوول نو وآرشف‬

‫‪84‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫رسول ‪ ،‬قال يف آخره ر هللا عنه ‪ :‬ولنحمت هذه املقدمة بأمور آحودها ‪:‬‬
‫يتأكود عوىل آهول البيوت خاصوة ‪ ،‬وسوائر النواس عاموة العتنواء بتحصويل‬
‫العلوم الرشعية ‪ ،‬والتهلق ابلخالق النبوية ‪ ،‬والتهيل عن الصفات ادلنيئة‬
‫‪ ،‬فان القبيح من آهل البيت آقبح منه من غريمه ‪ ،‬ولهذا قال العباس لبنه‬
‫عبد هللا ر هللا عوهنام ‪ :‬ايبوين ان الكوذب لويس بأحود مون هوذه الموة‬
‫آقبح ن وبك وبأهل بيتك ‪ ،‬ايبين ليكونن يشء مما خلق هللا آحب اليوك‬
‫من طاعته ‪ ،‬ول آكره اليك من معصيته ‪ ،‬فان هللا عز وجل ينفعك بوذكل‬
‫يف ادلنيا والخرة ‪ .‬وقال احلسن املثوىن ‪ :‬آخواف آن يضواعف للعوايص منوا‬
‫العووذاب ضووعفني ‪ ،‬ووهللا اين لرجووو آن يووؤا احملسوون منووا آجووره مورتني ‪.‬‬
‫وقووال صووىل هللا عليووه وسوومل ( ان آهوول بيوويت يوورون آنووم آوىل النوواس ن‬
‫وليس كذكل وان آوليايئ من من اكنوا وحي اكنوا مه املتقون ) ‪.‬‬
‫وهنا الكم عزيز جامع لش يحنا العوارف ابهلل تعواىل احلبيوب شو يخ‬
‫بن محمد اجلفري نفع هللا به ذكوره يف خطبوة كتابوه املسومئ ( كنووز ال اهوني‬
‫الكسبية والرسار الوهبية العينية رشح سلسوةل طريقوة العلويوة الشو يعية )‬
‫آحب للك رشيف آن يقف عليه لكين حذفته خوف التطويل املمول ‪ ،‬كوام‬
‫حذفت ما آرشت اليه آول من كتب الحياء وكتوب سو يدان احلبيوب عبود‬
‫هللا احلداد ‪ ،‬وخوري الوأم ماقول وعوىل املقصوود دل ‪ .‬ومون الكم سو يدان‬
‫احلبيب عيل صاحب الدمجة نفوع هللا بوه بعود ذكور الكموه يف خصوصويات‬
‫النسب وآفاته قال ‪ :‬وهذا البواب واسوع جود ًا ‪ ،‬واحلاصول آن طريوق آهول‬
‫بيت رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل طريقوة وهوب لكسوب كوام قوال‬
‫العيدروس نفع هللا به ‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ايحاسدين‬ ‫هذه مواهب ليس ابملاكسب‬


‫وامنا آفهتا من قبل صواحهبا ‪ ،‬فقود يكوون التبوذير سوبب الفقور كوام‬
‫قيل ‪ :‬الناس ثالثة ‪ :‬سوابق ولحوق ومواحق ‪ .‬فالسوابق اذلي يكوون خوري‬
‫من سلفه ‪ ،‬والالحق اذلي يكون منلهم ‪ ،‬واملواحق اذلي خيورب منصوهبم ‪.‬‬
‫اىل آخر ماذكره س يدي احلبيب عيل نفع هللا به ‪ .‬وامنا آورد ت موايف هوذه‬
‫املقدمة تنش يطا للنفوس الزكية املكرمة لتمموع اذا اكنوت مون الرشاف بوني‬
‫النسب ادليين والطيين ‪ ،‬ملا ذكوره الشو يخ امحود زروق يف قواعود الصووفية‬
‫فانووه قووال ‪ :‬اذا اجتووع النسووب ادليووين والطيووين لتضوواها ولعسووا درجووة‬
‫املتصف به كام وقع للش يخ عبد القادر اجليالين نفوع هللا بوه ‪ .‬انهتويئ ‪ .‬واىل‬
‫ذكل يشري قول الش يخ آن بكور بون عبود هللا العيودروس نفوع هللا اهوام يف‬
‫قصيدته اليت مطلعها ‪:‬‬
‫من منلنا‬ ‫فقنا عىل العشاق يف لك مشهد‬
‫كام ومر قريبا مهنم املع بوني النسوب الطيوين والنسوب ادليوين جبهوة‬
‫اللتحاق ابملعىن املتقدم املنقوول فوامي آسولفناه عون الشو يخ امحود بون علووان‬
‫ومابعده لس امي ويف العصابة العطاس ية السادات العلوية من ذريوة صواحب‬
‫الدمجة ‪ ،‬وذرية جده آس تاذ الاكبر القطوب الشو يخ معور بون عبود الورمحن‬
‫العطوواس نفعنوواهللا اهووم يف هووذا الوقووت كث وريهلم تطلووع اىل آوأ املعووايل ‪،‬‬
‫والغوووق يف اس و تحراأ الووليل موون معوواين العلوووم والعموول اهوواعىل الوجووه‬
‫املرسوووم ‪ ،‬زادمه هللا موون ذكل ‪ ،‬فوواذا وقفوووا عووىل منوول ماقوودمنا تزايوود‬
‫اشتياقهم وتوفر ماهلم من القبال ‪ ،‬وارتفعت مهمهم اىل حتقيوق موااكن عليوه‬
‫سوولفهم موون العلوووم والعووامل ‪ ،‬واملقامووات والحووال ‪ ،‬ويكووون لغووريمه اهووم‬

‫‪86‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آسوة ورغبة يف آن يكونوا من حزاهم ‪ ،‬فان املصداق موااكن لسولامن ر‬


‫هللا عنه من اللتحاق ‪ ،‬ومن آحب قوما آوعش به اهم فهو مهنم ‪ .‬آحلقنا هللا‬
‫تعاىل ابلصاحلني وحققنا اكحبهتم يف لك حال وحني ‪.‬آمني اللهم آمني ‪.‬‬
‫لحقة ملا سوى التوحيد ال وف واملضوار والرذائول ماحقوه ‪ ،‬اعومل‬
‫آن آولياء هللا وخاصته من عبواده ورمحتوه اخلاصوة والعاموة يف بوالدمه ومه‬
‫اذلين اهم اخللوق يرمحوون ‪ ،‬واهوم ين وون ويغواثون ‪ ،‬ويرفوع هللا اهوم عون‬
‫خلقه البالاي والنوازل ‪ ،‬ويكشف الكروب واهوم يرفوع ادلرجوات واملنوازل ‪،‬‬
‫ومه الوسووائ‪ ،‬بووني هللا وبووني عبوواده املووؤمنني ‪ ،‬وهلووم الكرامووات وخ ووارق‬
‫العادات الواقعة عىل تكورار الانء والسو نني ‪ ،‬وذكل ابذن هللا هلوم حسو ر‬
‫مر من ذكر آنواال الكرامات وخوارق العادات الواقعة مما نقلناه عن القطوب‬
‫اليافع وهو من اجملمع عليه عند آهول السو نة ‪ ،‬وآن الوران عنودمه آن لك‬
‫ماحص آن يكون معمزة لن اكن كرامة لويل ‪ .‬وقال املهور من آهل الس نة‬
‫جبواز التوسل ابلولياء آيضا ومعل به كثوري مون اجلوامعني بوني التضولع مون‬
‫علوم الرشيعة وحقائق الطريقة ‪ ،‬وهلم يف ذكل دلئول رشعيوة كقووهل صوىل‬
‫هللا عليووه وآهل وسوومل ( اللهووم اين آسووأكل حبووق السووائلني عليووك ‪ ،‬وحبووق‬
‫الراغبني اليك ) اىل آخر احلدي ‪ .‬وحبودي المعوئ اذلي توسول ابلنو‬
‫صوىل هللا عليوه وآهل وسومل حو آب و وغوريذكل ‪ .‬ومموون يعمول عوىل هووذا‬
‫ويقول به الس تاذ الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد ابعلووي مون متوأخري‬
‫اجملووددين لدليوون ‪ ،‬لكنووه مووع علمووه بووذكل حيوودز عوون اطووالق التوسوول‬
‫والستنجاد ‪ ،‬بسلفه الكورام الجمواد ‪ ،‬وغوريمه ممون تورد وسواد ‪ ،‬كسو تاذ‬

‫‪87‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الاكبر الشو يخ عبود القوادر اجلويالين قودس هللا آرواةوم وذكل كقووهل يف‬
‫قصيدته اليت آولها ‪:‬‬
‫حيا ليايل الوصل يف وادي الغيد‬
‫بعد توسالته واس تعطافه لولئك العالم قال يف آخرها ‪:‬‬
‫فضل من رب والمر هلل توح يد‬
‫وكذا قوهل يف قصيدته اليت ميتدح اها الس تاذ املع وم الفقيوه املقودم‬
‫بعد هليصه فهيا من قوهل ‪:‬‬
‫ركن ع مي هل شأن من الشان‬ ‫فان وال فاين قد ركنت اىل‬ ‫ٍ‬
‫لنا وآصل فروال مثوووورها داين‬ ‫محمد ابن عيل ش يخ مش يهة‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫وماعناه دعاء اخلائف اجل اين‬ ‫يدعو بك هللا يف تفرا كربته‬
‫مما حياذر يف رس واعوووووالن‬ ‫فقم به وآغثه وامح جانووووووبه‬
‫اىل آن قال بعد التوسل البال ‪:‬‬
‫منشئ ال ااي وحم امليت الفاين‬ ‫والمر هلل جل هللا خالقــن ا‬
‫اذا علمت ماتقرر من جواز الكرامات للولياء ونسبهتا الهيم وجواز‬
‫التوسل اهم فاعمل آن بعض العوام واجلهال الطغام سلكوا سوبيل املبالغوة يف‬
‫عقائدمه يف الولياء ونس بوا الهيم الرض والنفع واجللب وادلفع وآطلقووا ذكل‬
‫‪ ،‬ومن آرشدمه اىل الصواب واىل القتصاد يف العتقواد نسو بوه اىل البدعوة‬
‫لس امي اذليون يتعرضوون للجواه عنود مون لخوالق هل مون اجلهوال الطغوام ‪،‬‬
‫ولس و امي قوود صوواروا يف ذكل ف ورقتني ‪ ،‬وانقسووموا قسوومني ‪ ،‬فرقووة ترك ووا‬
‫العتقاد ابلكية بعد وهور ماادعته الرشادية ‪ ،‬وفرقة بقوا عوىل موامه عليوه‬

‫‪88‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫من العصبية ‪ ،‬واللك آهل مش قبه وهلي‪ ،‬ومدددين بني افراط وتفوري‪ ،‬ومه‬
‫آعين العوام خمتلفوون يف ذكل ‪ ،‬فبعضوهم يعتقود ذكل بقلبوه ويقووهل بلسوانه‬
‫ومه آهل السواد وبعوض الباديوة ‪ ،‬وبعضوهم يتفووه بلسوانه وليعتقوده بقلبوه‬
‫ومه الكوورث ولكهووم خمطئووون ‪ ،‬ال ان العتقوواد الول قوود يفيضو اىل الكفوور‬
‫ويكون هو الكفر نفسه كام قرره العلامء يف احلودي القوديس وهوو مواروي‬
‫عنه صىل هللا عليه وآهل وسمل يف الصحيح آنه آصوبح يوموا يف آثور سوامء ‪،‬‬
‫فقال ان هللا تعاىل يقول ‪ :‬آصبح اليوم ن من عبادي موؤمن واكفور ‪ ،‬فأموا‬
‫من قال ممطران بفضل هللا ورمحته فهو موؤمن ن اكفرابلكواكوب ‪،‬وآموا مون‬
‫قال ممطران بنوء كذا معتقد التأثري للكواكب فهوو اكفور وان اكن غوري معتقود‬
‫ذلكل ‪ ،‬فقوهل واطالقوه ونسوبته للكوكوب مكوروه ‪ ،‬واىل هوذا اذلي سولكه‬
‫الع ووام وتعرض ووا بووه ملقووت هللا والوقووال يف املكووروه واحل ورام ‪ ،‬وقوود آشووار‬
‫القطووب المووام الش و يخ معوور بوون عبوود هللا ابخمرمووه نفووع هللا بووه يف بعووض‬
‫قصائده فانه قال يف القصيدة اليت آولها ‪:‬‬
‫عذب قد درت يف ادلنيا ممن ِوح وصاعد‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫فارعين السمع ايقاصــــد تنال املقــاصد‬
‫قف عىل ابب مايقدله ايسعد قوووووووادل‬
‫ابب مولرش ذي من ه ورود املووووووائد‬
‫ل غــــريه انه منتوهيئ لك قاصوووووود‬
‫فيه للرام الالم ك بــــار املوائووووووود‬
‫فأغد ي ق ومه وآصبح وامس ايس عد واف د‬

‫‪89‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حنوه اجعهل مرعئ الروح صــادر ووارد‬


‫واحذر ابليس يلهمك الغلو يف العــقائد‬
‫يف العبيد ان هل يف ذا ادلقيقه مصـــائد‬
‫عبد ابجلهل واملعبود ابحلق واحووووووود‬
‫ذا صواب اجلواب الصدق وان شئت زاي د‬
‫فاقر العراف والاس تفت عن ذا وانشــد‬
‫فان خري ال ااي س يد آهل املساجووووود‬
‫قال مأمور لآمكل ولان بقائووووووووووووود‬
‫نفع نفيس ول عن موضع الرض شـــارد‬
‫بل ماشاء ع مي الشان ايذا املعووووواند‬
‫ذه والايت يف ذا الباب مره شواهــــد‬
‫والشفاعه تبني ماغ للمجاحووووووووووود‬
‫حني ماشافع يشفع ولو اكن والوووووووووود‬
‫غري ابذن هللا العايد عىل لك عايووووووود‬
‫مث خنمت بصىل هللا عىل خري حامووووووود‬
‫وس يأيت عن احلجة الغزايل ر هللا عنه معىن مايف هذه البيوات‬
‫‪ .‬وقوال الشو يخ انرص ادليوون ابوون بنوت امليلووق ر هللا عنووه يف قصوويدته‬
‫املشهورة يف شأن الولياء وسلوجهم واراد م ومهمهم وبلوغهم املقامات الويت‬
‫يشري الهيا احلدي ( مازال عبدي يتقرب ا ويل ابلنوافول حو آحبوه ‪ ،‬فواذا‬
‫آحببته كنت يعه اذلي يسومع بوه ‪ ،‬وب وه اذلي يب و بوه ‪ ،‬ويوده الويت‬
‫يووبطش اهووا ‪ ،‬ورجووهل الوويت مي و علهيووا ‪ ،‬ولوونئ سووألين لعطينووه ‪ ،‬وان‬

‫‪90‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اس تعاذين لعيذنه ) ‪ .‬احلدي القديس ‪ .‬قال بعد وصفه آحووال الوويل هلل‬
‫تعاىل ‪:‬‬
‫هل الوجودات آحضت طوووال قدرته ومايشاء من الوطووووووووار يأتيـــه‬
‫للرس قوم مع احملبوب ليس لوووووووه حد وليس سوى احملبوب حيصيه‬
‫به ت فهم يف الاكئوووووووووونات فـــام يشاء شاء وما شوووووا وه يقضــيه‬
‫ان كنت تعمب من هذا فال جعب هلل يف الكون آرسار ترى فوووووويه‬
‫ليشء يف الكون ال وهو ذو آثور وما املؤثر غري هللا قاضوووووووووويه‬
‫فتأمل الكم هؤلء ال ة املقتدى اهم يف ادلين وموا آطلقووه وقيودوه‬
‫يف شأن الولياء ‪ .‬وقد نقل الس يد البدل عبد الورمحن بون سولامين الهودل‬
‫نفع هللا به يف جواب هل يف بعض مؤلفاته ‪ :‬ان الوويل قود يبلو يف الت وف‬
‫اىل آن يت ف بكمة كن ‪ .‬وقد رد الش يخ ابن ور وغوريه عوىل مون كفور‬
‫القائل بقوهل ‪ :‬آعط فالن لكمة كن ‪ ،‬قالوا فوان هوذا الوأم يصودق عوىل‬
‫من خرق هللا هل العادة مرة آو مرتني ‪ .‬اىل آخر ماذكره قودس هللا روحوه ‪.‬‬
‫وقال آيضوا يف جوواب هل مانصوه ‪ :‬وقود تقودم كل آن مجيوع آهول التصووف‬
‫وآرابب اجلد والجهتاد اجملمع عىل كامل معرفهتم بوبووت الكراموات للوليواء‬
‫والت ف هلوم يف الكووان ولويس ذكل ال لرواةوم املقدسوة ويه ابقيوة ‪،‬‬
‫والت ف احلقيق ليس ال هلل وحده ‪ ،‬فاللك بقدرته ومه فوانون يف جوالهل‬
‫وع مته يف احلياة وبعد املامت ‪ ،‬فلو فرضنا انه حصول عوىل آحود يف حوال‬
‫حضوره يف مشهد حبي صار يف حاهل اكلغافل وامللجاء آواملغمئ عليوه فهوو‬
‫غري مكف ‪ ،‬لن الويل ليشء عليه اذا قيل حباهل يف حوال حياتوه ‪ ،‬فكوذا‬
‫اذا صدر منل هذا بعد موته ‪ .‬بل ومما يزيد الت ف يف حيا م وبعد مموا م‬

‫‪91‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آن آرواةم املقدسة ابقية ‪ ،‬وآن ت فهم ابهلل عنوه لفنواوم يف جوالل ذات‬
‫هللا ‪ ،‬وآن املت ف احلقيق ليس ال هللا كام يقتضويه موذههبم واعتقوادمه ‪.‬‬
‫اينئذ فال يشء عىل من صار يت وف ت وف الوويل الثابوت الوليوة كوام‬
‫يقتضيه قواعد الصول والفروال ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫ونقهل عن الش يخ عبد هللا خليل الزبيدي ‪ .‬وقال آعين الس يد عبد‬
‫الرمحن املوذكور نفوع هللا بوه يف جوواب هل عوىل النوذر للوليواء بعود الكم ‪:‬‬
‫فاتضح اهذا آن النذر الواقع للولياء اذا حص رشعوا ابلطريوق اليت بيانوا ان‬
‫شاء هللا تعاىل وحصل املطلوب بعود ذكل فلويس حصوول ذكل الاكحوض‬
‫الفضل اللهوي والرادة الرحامنيوة وسوابق التقودير لغوري ‪ ،‬وآموا النوذر فوال‬
‫دخوول هل يف جلووب نفووع ولدفووع رض بوول غايووة آمووره آنووه يسو تحرأ بووه موون‬
‫البحيل ‪.‬‬
‫وقوود تكووم علووامء املووذهب يف النووذر للوليوواء نفعنووا هللا اهووم ‪ .‬قووال‬
‫الس يد العالمة السومهودي رمحوه هللا عوىل قوول الروضوة مون زوائود آخور‬
‫النذر ‪ :‬ومما حيتاأ اليه اذا نوذر زيتوا آومشعوا آوحنووه ليرسوأ بوه يف مسوجد‬
‫آوغريه مالف ه قوهل يف مسجد آوغريه شامل للمشاهد وهو موافق ملا آفو‬
‫به ابن رزين ونقل عبارتوه وقوال بعودها ‪ :‬قلوت ‪ :‬وهوو رصد يف آن النوذر‬
‫للق واملراد من دفن فيه غري حصيح وهو كذكل اذا قصود متليكوه اكحلو ‪،‬‬
‫فان قصد الناذر الوزتام الت وف عوىل فقوراء حموةل ذكل امليوت واجملواورين‬
‫لرضحيه آوعامرة مشهده حي احتاتا آواطرد العورف يف منول هوذا النوذر‬
‫ب ء من ذكل نزل النذر عليه ووجب العمول اكقتضواه ‪ .‬ولعول املوراد مون‬
‫نذره عند قصد نفع امليت به نذر التصدق بوه عنوه عوىل مون جورت العوادة‬

‫‪92‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ابل ف اليه اذا الصدقة عىل امليت حصيحوة انتفاعوه اهوا ‪ ،‬فيصوح الزتاهموا‬
‫ابلنذر ‪ .‬وآما عند قصد نفع من عاورمه ممن اطرد العرف ب وف ذكل هلوم‬
‫فووال اشوواكل يف الصووحة ‪ .‬مث قووال بعوود نقوول عبووارات ‪ :‬ونقوول يف اخلووادم آن‬
‫المام آاببكر اخلطيب البغودادي قوال عنود مصوىل العيود قو يعورف بقو‬
‫النذر ويقصده الناس لقضاء حواجئهم ‪ ،‬ويقال آنه ق عبد هللا بن محمود بون‬
‫معر بن عيل بن احلسني بن عيل بن آن طالب ر هللا عنه وعهنم وهوو‬
‫الحص ‪ .‬امنووا ي و ق و النووذور لنووه ماقصوود يف حاجووة ال وقضوويت ‪ .‬قووال‬
‫اخلطيب ‪ :‬وآان قصدته مرار ًا كثرية ونذرت وحصل املقصود ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫( قلت ) وهو محموول عوىل ماقودمناه ل عوىل مايقصوده اجلهوال مون‬
‫التقرب اىل امليت بتليكه نفسه وهو محمل مايف التوس‪ ،‬وغوريه مون التنفوري‬
‫عن النذر للمشاهد ‪ .‬وقوال يف التوسو‪ : ،‬ان الواقوع مون العاموة هوو قصود‬
‫تع مي البقعة آواملشاهد آوالتقرب اىل مون دفون هنوارش ‪ .‬قوال ‪ :‬فوان معتقود‬
‫العامة آن لهذه الماكن خصوصيات لنفسها ‪ ،‬ويرون آن النذر لها مموا يودفع‬
‫بووه الووبالء ويس و تجلب بووه الوونعامء ‪ ،‬ح و آنووم ينووذرون لووبعض الصووحور‬
‫وال ار الوقود والطيب ملا قيل آن فالان جلس عليه آو استند اليوه ‪ .‬قوال‬
‫والص وواب آن نووذر الزيووت والشوومع ابطوول مطلقووا فووان النوواذر ليقصوود ال‬
‫اليقاد عىل الق عينا تع امي هل واان آن ذكل قربة ‪.‬‬
‫( قلت ) هذا امنا يصدر مون ذوي اجلهوالت ومحول مطلوق النوذر‬
‫عليه غري حصيح ‪ .‬وقد قال هو آن الناذر اذا جرد قصده للتنووير عوىل مون‬
‫يسكن تكل املشاهد آويرد الهيا آويقورآ عنود القو حص نوذره ‪ .‬انهتويئ ‪ .‬وقود‬

‫‪93‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آطال الس يد قدس هللا روحه النقل يف هذا املبح اكا هوذا حاصوهل وهللا‬
‫آعمل ‪.‬‬
‫وس يأيت عند ذكر املشهد اذلي هو مشعر من مشواعر هوذا الموام‬
‫وسلفه الكرام وسائر مشاهده املنسوبة هل واىل غريه من السوادات العوالم‬
‫وماقصدان به مما ينبغ لقاصدها واملار اها مما يقلب العوادة عبوادة عنود ذوي‬
‫القلوب والفهام ‪ .‬وآعمل آن الش يخ ابون ور رمحوه هللا تعواىل رد عوىل مون‬
‫اعدض عىل من كفر القائل بقووهل ‪ :‬آعطو فوالن لكموة كون ‪ .‬وقوال ‪ :‬انوم‬
‫قالوا فان هذا الأم يصدق عوىل مون خورق هللا هل العوادة مورة آومورتني ‪.‬‬
‫اىل آخر ماذكره قدس هللا روحه ‪ .‬وبه يعمل آيضا ماقرروه آن الويل لينهتي‬
‫اىل الت ف املطلق آي وهو العمل ابجلزئيات والكيات ‪.‬‬
‫وقد نقلت يف رشح خطبة س يدي احلبيب طاهر بون حسوني بون‬
‫طاهر ابعلوي نفع هللا بوه مايقتيضو ذكل وهوو موانقهل السو يد عبود الورمحن‬
‫املذكور عن المام الشعراوي قدس هللا روةام قال ‪ :‬قال المام الشعراوي‬
‫يف جشف احلجاب والران ‪ :‬وعن وجه آس ئةل اجلان ‪ :‬وسألوين هول وصول‬
‫آحد من خلفاء آاكبر الرسل اىل مرتبة يفعل فهيا مايشاء من غري حتجري من‬
‫حي آن اخلليفة هل ماملس تهلفه ؟ فأجبهتم مابلغنا آن هللا آطلق لحد ممون‬
‫اس تهلفه يف الرض آن حي اكا يريود آبود ًا ‪ ،‬امنوا اسو تهلفهم خالفوة مقيودة‬
‫بأمور مقصودة حمصورة ‪ .‬مث قال بعد ذكل بأم ‪ :‬فتوأملوا آ وا اجلوان عوىل‬
‫حتجري المور عىل س يد املرسلني صىل هللا عليه وآهل وسمل يف قووهل تعواىل‬

‫‪94‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫{ اتبع مايوىح اليك من ربك }‪ 1‬ويف قوهل دلاود عليه السوالم { آن آحو‬
‫بني الناس ابحلق } ‪2‬الية ‪ .‬مع كونام من اخللفاء بيقني ‪ .‬اىل آن قال ‪ :‬مجيوع‬
‫مايف الكون فعل هللا ابلصاةل ولكنه اذا برز عىل يد الكووان نسوب الوهيم‬
‫ووقع التحجري منه واكن منه مايسعد به العبد ‪ ،‬ومنه مايشوقئ بوه بواسوطة‬
‫التكيف ‪ ،‬فان روا الصل واتركوا الن ور اىل الفورال وانسو بوا اليوه مانسو به‬
‫هللا اليه ‪ .‬انهتيئ الكم الشعراوي ‪.‬‬
‫وحاصوول الووأم ممووا قوورروه علووامء السو نة احملققووون يف بيووان سووبيل‬
‫القتصاد يف العتقاد آن لك انسان اعتقد املعمزة للنبياء والرسل صلوات‬
‫هللا وسوالمه علوهيم ‪ ،‬آوالكرامووة للوليواء وت وفهم ابحلووال آوشو به اخلارقووة‬
‫ابلسووحر آوالعووني آوالتووأثري للمالئكووة والنموووم آوغووري ذكل موون الس و باب‬
‫احلس ية آواملعنوية اليت تنسب من حي واهرها ملن ذكور آيضوا ان اعتقود‬
‫الشحص آن التأثري فهيا ماذكرانه مون السو باب الويت يه قوالوب وم واهر‬
‫للت وووفات وآل وووا اكن ذكل كفووورا رصحيوووا ورشاك بواحوووا ‪ ،‬آوكوووون توووكل‬
‫التأثريات حاصةل ابذن هللا تعاىل ومش يئته وبقضوائه وقودره ‪ ،‬وامنوا آجراهوا‬
‫هللا عووىل يوود موون ذكوور كرامووة ورشفووا ملوون حتقووق هل ابلعبوديووة ‪ ،‬ومك ور ًا‬
‫واس تدراجا ملن خرأ عن هدي من آطاعه واس تقام عوىل دينوه ‪ .‬فهوذه يه‬
‫العقيده النافعوة املنميوة كوام هوو مقورر يف كتوب العقائود والتوحيود ‪ .‬وهوذا‬
‫مبح يطول فيوه الوأم ‪ ،‬وامنوا نقلنوا موا تيرسو منوه يف هوذا املقوام لويعمل‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 106 :‬األنعام‬
‫‪2‬‬
‫اآلية ‪ 26 :‬ص‬

‫‪95‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫افوراط موون آفوورط موون اجلهووال الطغووام ‪ ،‬وتفوري‪ ،‬موون فوورط موون اخلووارأ‬
‫الزائغني عن سبيل السالم ‪ ،‬وهذا الكم للحجوة الغوزايل قودس هللا روحوه‬
‫ويه عبارة خمت ة من الربعني الصل توو املوراد مموا آردان التنبيوه عليوه‬
‫من الصواب فامي يتعلق من العقائد اجلائزة يف حق الولياء ‪ .‬وآما مواذكره يف‬
‫قواعود العقائوود وكتواب التوحيوود والتووولك وكتواب احملبووة وغريهوا موون كتووب‬
‫الحياء فبحار زاخرة ل يل جلهتا ال سوامرسة العلوامء ‪ .‬قوال ر هللا عنوه‬
‫يف آصل احملبة ‪ :‬العارف ل حيب ال هللا تعاىل ‪ ،‬فان آحب غريه فبحبه هلل‬
‫تعاىل ‪ ،‬اذ قد حيب احملوب عبود احملبووب وآقاربوه وودله وصونعته وتصونيفه‬
‫ولك ماهو منتسب اليه ‪ ،‬ولك ماهو يف الوجود صونع هللا تعواىل وتصونيفه‬
‫‪ ،‬ولك اخللق عباد هللا ‪ .‬مث ذكر آصناف احملبوبني لجل هللا تعاىل وقال يف‬
‫آخره ‪ :‬وآع م اخللوق احسواان الينوا رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل‬
‫وهلل تعاىل املنة والفضول خبلقوه وبعثوه كوام قوال تعواىل { لقود مون هللا عوىل‬
‫املؤمنني اذ بع فهيم رسول من آنفسهم يتلوا علهيم آايته } الية ‪ .‬اىل قوهل‬
‫تعاىل { الكتاب واحلمكة } ‪1‬وقوهل { هو اذلي بع يف الميني رسول مهنم‬
‫}‪ 2‬مفا الرسول صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ال عبود مسوحر مبعووث محموول‬
‫عوىل تبليو الرسواةل ابلضوطرار والختيوار ‪ ،‬وذلكل قوال هللا تعواىل { انووك‬
‫ل دي من آحببوت ولكون هللا ودي مون يشواء }‪ 3‬وتأمول سوورة الفوتح‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 164 :‬آل عمران‬
‫‪2‬‬
‫اآلية ‪ 2 :‬اجلمعة‬
‫‪3‬‬
‫اآلية ‪ 56 :‬القصص‬

‫‪96‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقوهل تعاىل { ورآيت الناس يدخلون يف ديون هللا آفواجوا * فسو بح حبمود‬
‫ربك واس تغفره انه اكن توااب }‪ 4‬فقد آنزهل منوزةل الن ارة فقال هل ‪ :‬اذا رآيت‬
‫الناس يدخلون يف ديون هللا آفواجوا فقول حبمود هللا لحبمودي وهوو معوىن‬
‫التسوبيح حبمود ربووك ‪ ،‬فوان التفووت قلبوك اىل نفسووك وسوعيك فاسو تغفره‬
‫ليتوب عليك ‪ ،‬واعمل آنه ليس كل من المر يشء ‪ .‬ومن هاهنوا ن ور معور‬
‫ر هللا عنه حيامن وصهل كتواب خوادل ر هللا عنوه بعود فوتح الاميموة ‪:‬‬
‫من خادل س يف هللا املسلول عىل املرشكني اىل آن بكر خليفة رسوول هللا‬
‫صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ‪ .‬فقووال معوور ر هللا عنووه ‪ :‬ان ن وو هللا‬
‫املسلمني ن ر خادل اىل تلقيب نفسه وعسميهتا س يفا مسلول عىل املرشكني‬
‫‪ ،‬ولول خ‪ ،‬القمل كام هو لعمل آن ذكل ليس بس يفه وسعيه ولكن هلل تعاىل‬
‫رس س بق يف ارادته ن وة املسولمني ‪ ،‬فن وه خبطورة واحودة وهوو خواطر‬
‫رعب يلقيه هللا تعاىل يف قلب الاكفر فيهنزم ‪ ،‬وين ر اليه غريه فيهنزم وتعوم‬
‫الهزمية ‪ ،‬في ن خادل ومن هو منل خادل آنوه آعوىل لكموة السوالم ب وامته‬
‫حبد س يفه ‪ ،‬وتطلع معر ر هللا عنه ومن هو منل حواهل مون الصوديقني‬
‫والولياء عىل حقيقة احلال ويعمل آن حاجوة خوادل اىل السو تغفار والتسوبيح‬
‫حبمد ربه اذ رآى ذكل لنفسه كام آمر بذكل رسول هللا صىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل ‪ ،‬فاذن لموجب للمحبة ال آمران ‪ :‬آحدهام الحسوان والخور غايوة‬
‫اجلالل واملال بكامل اجلود واحلمكوة والعومل والقودرة والتقوديس مون العيوب‬
‫والوونقص ‪ ،‬ول احسووان ال منووه ‪ ،‬ولجووالل ولجووامل ول قوودس ال هل ‪،‬‬

‫‪4‬‬
‫اآلايت ‪ 3 – 2 :‬النصر‬

‫‪97‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫سن واحسان فهو حس نة من احسان جوده يسوقها‬ ‫فلك مايف العامل من قح ٍ‬


‫اىل عباده خبطرة واحودة خيلقهوا يف قلوب احملسون ‪ ،‬فولك موا يف العوامل مون‬
‫صورة مليحة وهيئة مجيةل تدررش بعوني آويوع آومش فوأثر مون آاثر قدرتوه ‪،‬‬
‫ويه بعض معاين جالهل وجامهل ‪ .‬فليت شعري من عرف ابملشاهدة احملققة‬
‫وال هان القواطع مجيوع هوذا كيوف يتصوور آن يلتفوت اىل غوري هللا تعواىل ‪،‬‬
‫وحيووب غووري هللا تعوواىل ‪ .‬انهتوويئ الكم الربعووني الصوول ‪ .‬حققنووا هللا تعوواىل‬
‫ابلتوحيد اخلاق ‪ ،‬وآدخلنا يف زمرة حمبيه آهل اخلصوصية والختصواق ‪،‬‬
‫ولحرمنا بركهتم وشفاعهتم يف ادلنيا وحني ولت مناق ‪ ،‬اللهم آمني ‪.‬‬

‫( البوواب الول ) يف ذكوور نسوو به واترخي ولدتووه ووفاتووه وابتووداء‬


‫سوولوكه وجماهداتووه وعلووو مرتبتووه ‪ ،‬ويف ذكل بعووض موواوهر موون آح وواهل‬

‫‪98‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومقاماته وتنقالتوه يف الوبالد لرشواد العبواد ومعووم نفعوه للحوارض والبواد ‪،‬‬
‫وبعض مايتعلق بكشوفاته حسوب موابل ا ويل موع الختصوار لضويق الوقوت‬
‫عوون الطنوواب والكثووار وكو السوون اذلي تضووعف معووه احلوواس الباطنووة‬
‫وال اهرة اليت يه مواد هذه الوطار ‪ .‬فأقول ‪ :‬هو الس يد الرشويف الموام‬
‫اللي الرضغام حامل لواء العلوم والعامل ‪ ،‬عىل اكهل اهلمة القويوة والعوزم‬
‫التام ‪ ،‬الرايق يف درجات السوالم ومورايق الميوان ومعوارأ الحسوان عوىل‬
‫ادلوب وادلوام ‪ ،‬قطووب املقامووات والحوووال ‪ ،‬ادلاعوو اىل ربووه وسووبيهل‬
‫وتوحيده ومعرفته ابحلال واملقال ‪ ،‬الباذل يف ذكل الوروح والراكن واملوال ‪،‬‬
‫العامل النحرير املفذكل البصري ‪ ،‬املس تغرق آوقاته يف الفكر واذلكر والتوذكري‬
‫‪ ،‬احلاصل هل فامي سلكه من ادلعوة اىل هللا تعاىل التوأثر والتوأثري ‪ ،‬القطوب‬
‫اجلامع ‪ ،‬القانت اخلاشع ‪ ،‬اذلي جعل هللا جوهره اللطيف ملن والاه ترايقا‬
‫انفعووا ‪ ،‬وعن ووه الرشوويف ملوون انواه سووام انقعووا ‪ ،‬خطووة آمووال القاصوودين‬
‫وجعبووهتم ‪ ،‬ومووأل املريوودين الصووادقني وقوودو م ‪ ،‬الش و يخ الس و تاذ الغوووث‬
‫املالذ احلبيب عيل بن حسن بن عبد هللا ابن احلسني بن الشو يخ القطوب‬
‫معر بن عبود الورمحن بون عقيول العطواس بون سوامل بون عبود هللا بون عبود‬
‫الرمحن بن عبد هللا بن الش يخ عبدالرمحن السوقاف بون محمود بون عويل بون‬
‫الس تاذ الع م الش يخ الفقيه املقدم محمد بن عويل بون علووي بون محمود بون‬
‫عيل بن علوي بن عبيد هللا بن امحد املهاجر اىل هللا بن عيىس النقيب بون‬
‫محمد بون عويل العرييضو بون جعفور الصوادق بون محمود البواقر بون عويل زيون‬
‫العابدين ابن احلسني س ب‪ ،‬رسول هللا بن عيل بن آن طالب وابن البضعة‬
‫البتول املنتقاة بنت رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ابن آموري املوؤمنني‬

‫‪99‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عيل بن آن طالب ر هللا عهنم وعنا اهم آموني اللهوم آموني ‪ .‬ومه اذليون‬
‫قال قائلهم وهو القطب احلداد يف قصيدة العيدروس آحود الفوراد يف قووهل‬
‫‪:‬‬
‫ايبن طه وايبن خووووووري ويص وابن س ب‪ ،‬الرسول وابن الرجال‬
‫الرجال الفحول من لك ص در وامام يف العووووووووووووومل والعـــامل‬
‫وقال آيضا ‪:‬‬
‫والعمل يف املا ويف املتوقع‬ ‫بيت النبوة والفتوة والهدى‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫ودلى املساغب اكلغيوث اهلمــع‬ ‫قوم يغاث اهم اذا حل البــــال‬
‫قوم اذا آرىخ ال الم ســتوره مل تلفهم رهن الوطا واملضمــــع‬
‫بل تلقهم معد احملارب قوموووووا هلل آكرم ابلسمود الركوووووووووووع‬
‫يتلون آايت القرآن تدبوووووووور ًا فيه ول اكلغافل املوووووووووتوزال‬
‫ثبتوا عىل قدم الرسول وحصبه والتابعني هلم فسل وتتووووووووبع‬
‫ومضوا عىل قصد السبيل اىل العال قدما عىل قدم جبوووووود آوزال‬
‫وقال آيضا‪:‬‬
‫آولئك وراث الن ورهطه وآولده ابلرمغ للمتعا‬
‫وقال آيضا ‪:‬‬
‫فهم القوم اذلين هووووودوا وبفضوووووووول هللا قد سعدوا‬
‫ولغري هللا ماقصوووووودوا ومع القرآن يف قووووووووووووووورن‬
‫آهل بيت املصطفئ الطهر مه آمان الرض فادكووووووووور‬
‫ش هبوا ابلجنم الزهوووووور منل ماقد جووووواء يف السأ‬

‫‪100‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫خفت من طووووفان لك آذى‬ ‫وسفني للنموووووووووواة اذا‬


‫واعتصوووووووووم ابهلل واس تعن‬ ‫فاجن فهيا لتكون كوووووذا‬
‫واهوووووووودان احلس ىن حبرمهتم‬ ‫رب فانفع نا ب كووووووووهتم‬
‫ومعافاة من الفووووووووووووووووووونت‬ ‫وآمتنا يف طريقوووووووووهتم‬
‫ومه آيضا كام قال القائل ‪:‬‬
‫من تلق مهنم تقل لقيت س يدمه منل النموم اليت يرسي اها الساري‬
‫وقال فهيم آيضا الش يخ المام عبد الرمحن بن القطب الش يخ عبود هللا بون‬
‫آسعد اليافع قدس هللا روحه آمني ‪:‬‬
‫مررت بوادي حرضموت مسلام فألفيته ابلبرش مبتسام رحــبا‬
‫وآلفيت فيه من تابذة العوووووووال آاكبر ليلقون رشقا ولغربــا‬
‫وابملووةل فقوود مصوونفت يف فضووائلهم وخصوصوويا م ومنوواقهبم الوويت‬
‫لحتىص املؤلفات العديدة ؛ جمواهر العقدين وغريه من مصنفات املتقودمني‬
‫‪ ،‬واكملصنف للش يخ عبد القوادر احلف و مون املتوأخرين املسومئ ( ذخورية‬
‫املال يف فضائل الل رشح عقد اللل) وآموا املؤلفوات اخلاصوة لسوادتنا آل‬
‫آن علوي فاكجلوهر الشفاف يف كرامات السوادات الرشاف للشو يخ عبود‬
‫الرمحن بن محمد اخلطيب النصاري ‪ ،‬وكتاب الدايق الواف بأخبار السوادة‬
‫الرشاف ‪ ،‬للس يد المام معر بن محمد بن امحد ابشيبان ابعلوي ‪ ،‬وكتواب‬
‫املهنوول الصووايف للس و يد المووام عبوود هللا بوون عبوودالرمحن ابهووارون الشووهري‬
‫ابلنحوي ‪ ،‬وكتاب العقد النبوي للش يخ عبود هللا بون شو يخ العيودروس ‪،‬‬
‫وال قة املش يقة يف اخلرقة النيقة للش يخ عيل بن آن بكور بون عبود الورمحن‬
‫السقاف ‪ ،‬واملرشال الروي للس يد المام محمد بن آن بكر الشيل ‪ ،‬والغورر‬

‫‪101‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫للس يد المام احملدث محمد بن عيل خورد ابعلووي ‪ ،‬ورشح العينيوة للشو يخ‬
‫المام امحد بن زين احلب ‪ ،‬والقرطاس لصواحب الدمجوة اذلي يقوول انوه‬
‫حقق ودقق فامي نقهل يف فضول آهول البيوت اكوا مل يسو بق اليوه فوامي ي ون ‪،‬‬
‫وفيض الرسار رشح سلسةل المام اجلامع احلبيب معر بن عبد الرمحن بون‬
‫الش يخ القطب معر بن عبد الرمحن البار جلوامع هوذا املؤلوف ‪ ،‬قودس هللا‬
‫آرواةم ونفعنا اهم ‪.‬‬
‫ولك مواورد يف ذكل مون فضووائل آهول البيوت وسووابقهم فهوو موون‬
‫فض ول هللا ومنتووه عووىل اطالقووه ‪ ،‬ولكوون اذلي علووهيم ويل وزهمم آن يعتقوودوا‬
‫ويالح وا مامر يف املقدمة ‪ ،‬وكوام قواهل سو يدان وشو يحنا الموام حامود بون‬
‫معر حامد ابعلوي الدمي قدس هللا روحه ملا ذكرت عنده من ومة الشو يخ‬
‫احلف املشار الهيا آنفا مامعناه ‪ :‬آن مس ئةل آهل البيت ومس ئةل القدر لكام‬
‫زاد فهيا البس‪ ،‬قام الشاكل ‪ ،‬وآهل البيت النبوي املرجوو هلوم مون فضول‬
‫هللا آع م مما ورد هلم من اخلصوصيات ‪ ،‬وآمامه فالالزم علوهيم آن يعتقودوا‬
‫ما يف آية الحزاب { اينساء النو لسونت كحود مون النسواء ان اتقيونت }‬
‫‪1‬اليووة ‪ .‬و { اينسوواء النو موون يووأت موونكن بفاحشووة مبينوة يضوواعف لهووا‬
‫العذاب ضعفني } ‪2‬وهلل در القائل من آهل العزامئ ‪:‬‬
‫لس نا عىل الحساب نتلك‬ ‫واان وان طالت بنا آحسابنا‬
‫تبين ونفــــعل منل مافع لوا‬ ‫نبين كام اكنت آوائلوووووووووونا‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 32 :‬األحزاب‬
‫‪2‬‬
‫اآلية ‪ 30 :‬األحزاب‬

‫‪102‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد عرض الش يخ عبد هللا اهذا املعىن يف قوهل ‪:‬‬


‫سقىاهلل بشارا بوابل رحوووووومة عووود علهيا يف الصباح ويف المسا‬
‫مرابع آحباب الفؤاد ومن لهــــم به صووووووودق ود يف رسائره آرســـا‬
‫وحيامه الرمحن ابلعفو والرض ا وآولمه الح سان والقرب والنسا‬
‫فق ْث آحيبان وآهيل وسووووواديت مشاخيووووووووونا احملس نون لنا غرســــا‬
‫غرااس جمد يف حقائق نســبة مطهرة سدان اها الغووووووري واجلنســـا‬
‫و قمو وور ايضوواح مووايف هووذا املعووىن موون الكم مجمووع الحبوواب وج وواب‬
‫س يدان الش يخ احلبيب عبد هللا احلداد نفع هللا به من الفتاوى الصوفية بأنه‬
‫من آحب قوما فال بود آن يتشو به اهوم حوال ومقوال وآعوامل وان ورد يف‬
‫احلدي ‪ :‬من آحب قوما فهوو موهنم وان مل يعمول بعملهوم ‪ .‬ويف روايوة وملوا‬
‫يلحق اهم ‪ .‬ويؤيده ماذكر الش يخ احلف يف كتابه املار ذكره قال ‪ :‬وآخورأ‬
‫صاحب املطالب العلية عن عيل ر هللا عنه انه مر عوىل قووم فوأرسعوا‬
‫قياما اليه ‪ ،‬فقال من القوم ؟ قالوا من ش يعتك اي آمري املؤمنني فقال هلوم ‪:‬‬
‫خريا ‪ ،‬مث قال ‪ :‬ايهؤلء مايل ل آرى علي شو مية شو يعتنا وحليوة آحبتنوا !‬
‫فأمسووكوا حيوواء منووه ‪ ،‬فقووال هل موون معووه نسووائكل ابذلي آكوورم وخص و‬
‫وحبا‪ ،‬ملا آنبأتنا بصوفة شو يعت ؟ فقوال ‪ :‬شو يعتنا العوارفون ابهلل العواملون‬
‫بوأمر هللا ‪ ،‬آهول الفضوائل النواطقون ابلصوواب ‪ ،‬آلكهوم مون القووت بقودر‬
‫الكفاية ‪ ،‬ولباسهم القتصاد ومشيهتم التواضع ‪ ،‬مضوا عاضني ابلنواجذ عىل‬
‫ديوون هللا ‪ ،‬غاضووني آبصووارمه عووام حوورم هللا علووهيم ‪ ،‬رامقووني بأبصووارمه ‪،‬‬
‫قارصين آسامعهم عىل العمل براهم ‪ ،‬نزلت آنفسهم يف البالء اكذلي اكن موهنم‬
‫يف الرخاء ‪ ،‬رضا من هللا يف القضاء ‪ ،‬فلوول الجوال الويت كتهبوا هللا هلوم مل‬

‫‪103‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عس تقر آرواةم يف آجسادمه طرفة عني ‪ ،‬شووقا اىل هللا تعواىل والثوواب ؛‬
‫وخوفا من آلمي العقاب ‪ ،‬ع م اخلالق يف آنفسهم فصغروها دونوه يف آعيوهنم‬
‫‪ ،‬فهم واجلنة مكن رآها ‪ ،‬فهم عوىل آرائكهوا متكئوون ‪ ،‬وشواهدوا النوار فهوم‬
‫مكن رآهوا فهوم فهيوا معوذبون ‪ ،‬صو وا آايموا قلويةل فوأعقهبم راحوة طوويةل ‪،‬‬
‫آراد م ادلنيا فمل يريدوها ‪ ،‬وطلبهتم فأجعزوها ‪ ،‬فأما الليل فصوافوا آقوداهمم‬
‫اتلون لجزاء القرآن ترتيال ‪ ،‬يع وون آنفسوهم بأمنواهل ‪ ،‬ويستشوفون لويلهم‬
‫بدوائه اترة ‪ ،‬واترة يفدشون جبواههم وآكفهوم وركوهبم وآطوراف آقوداهمم ‪،‬‬
‫ري دموعهم عىل اخلدود ميجودون جبوارا ع وامي ‪ ،‬عوأرون اليوه يف فواكرش‬
‫رقااهم ‪ ،‬هذا ليلهم ! وآما نارمه الامء علامء بررة آتقياء ‪ ،‬ترامه مون خووف‬
‫ابروم اكلقداح حتس هبم مرضا آوقد خولطوا وما مه كذكل ‪ ،‬بل خامرمه من‬
‫ع مة راهم وشودة سولطانه ماطاشوت هل قلوواهم ‪ ،‬وذهلوت منوه عقووهلم ‪،‬‬
‫واذا اشوو تاقوا موون ذكل ابدروا ابلعووامل الزكيووة ‪ ،‬ليرضووون هل ابلقليوول ‪،‬‬
‫وليس تكرثون هل اجلزيل ‪ ،‬ومه لنفسهم مهتمون ‪ ،‬ومن آعامهلم مشوفقون ‪،‬‬
‫ترى لحدمه قو ًة يف لني ‪ ،‬وحزم ًا يف دين ‪ ،‬واميا ًان يف يقني ‪ ،‬وحرصو ًا عوىل‬
‫حمل ‪ ،‬وفهامً يف فقه ‪ ،‬وعلامً يف ح ‪ ،‬وكس ب ًا يف حق ‪ ،‬ورفقو ًا يف كسوب ‪،‬‬
‫وطلب و ًا يف حووالل ‪ ،‬وانبسوواط ًا يف هوودى ‪ ،‬واعتصووام ًا يف شووهوة ‪ ،‬ليغووره‬
‫ماتهل ‪ ،‬وليدال آحىص مامعهل ‪ ،‬يستبط نفسوه عون العمول ‪ ،‬وهوو مون‬
‫صا معهل عىل وجل ‪ ،‬يصبح وشغهل اذلكر ‪ ،‬ومييس ومهه الفكور ‪ ،‬يبيوت‬
‫حذرا من ِس نة الغفةل ‪ ،‬ويصبح فق ِرح ًا اكا آصاب من الفضل والرمحة ‪ .‬انهتيئ‬
‫الكم ابب مدينة العمل ر هللا عنه وكرم وته ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد علمت منوه آنوه عوني صوفة ذريتوه اخلوواق ‪ ،‬وشو يعهتم آرابب‬
‫اخلصوصووية والختصوواق ‪ ،‬لس و امي متهلق ووا الطريقووة املووثىل ‪ ،‬الطووارحون‬
‫رئاسات النفوس ومنافسات آرابب النحوس حتت القدام السوفىل ‪ ،‬ومه‬
‫الطائفووة العلويووة ‪ ،‬الراخسووون القوودام يف اتبوواال السوو نة وحتقيووق آحوووال‬
‫ومقامات السادة الصووفية ‪ ،‬تعورف ذكل مون منثوور طبقوا م وتووارخيهم ‪،‬‬
‫ومع ذكل فانك اذا وقفت عىل ذكل فامنا كنك تقف عىل السوواد وال والل‬
‫‪ ،‬وآما اذلوق والوجدان والحوال فههيات آن تراها ال آن تأيت البيوت مون‬
‫آبوااهووا ل موون وراوووا ‪ ،‬فارحوول اىل مسووالكها تصوول اىل موودارجها ‪ ،‬وزامح‬
‫الك ورارين يف معارجهووا توورى س و يالن دموواء شووهوات النفوووس وس ووافكها ‪،‬‬
‫اينئذ تذوق ماآشار اليه ابن بنت امليلق الشاذيل يف قصويدته املوار ذكرهوا‬
‫وهو قوهل ر هللا عنه وآرضاه آمني ‪:‬‬
‫من ذاق طعم رشاب القوم يدريه ومن دراه غووووودا ابلروح يشوووريه‬
‫ولو تعوض آرواحا وجوووووواد اها يف لك طووووووووورفة عني ليســــاويه‬
‫وقطرة منه تكف اخللق لو طعــموا فيشطحون عىل الكوووووووان ابلتــيه‬
‫وذو الصبابة لويسقئ عىل عـــدد النفاس والكون كس ليس يرويه‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وهنا فائدة جليةل ‪ ،‬وخريدة مجيةل ينبغ التنبيه علهيا ‪،‬‬
‫والتوجه للسوع الهيوا امتاموا للفائودة املقصوودة ‪ ،‬ورجواء للعائودة املوعوودة ‪،‬‬
‫آذكرانها ما آوردانه من الكم س يدان المام عيل ومايشري اىل آن من آوهور‬
‫املتحققني به بنوة بنوعلوي ر هللا عوهنم وهوو ماسو ئل عنوه حبور العلووم‬
‫وينبوال الفهوم احلبيب المام عبد الرمحن بن عبد هللا بلفقيوه ابعلووي ر‬
‫هللا عنه وعهنم وهو مس ئةل عن طريقة السادة آل ابعلوي ما يه ؟ وكيوف‬

‫‪105‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يه ؟ وهوول يكفو يف تعريفهووا اتبوواال الكتوواب والسو نة آم ل ؟ وهوول بيووهنم‬


‫هووالف ؟ وهوول خيالفهووا غريهووا موون الطوورق آم ل ؟ اجل وواب وهللا املوفووق‬
‫للصوواب ‪ :‬اعوومل آن طريووق السووادة آل ابعلوووي آحوود طوورق الصوووفية الوويت‬
‫آساسها اتبواال الكتواب والسو نة ‪ ،‬ورآسوها صودق الفتقوار وشوهود املنوة ‪،‬‬
‫فهووي اتبوواال منصوووق عووىل وجووه خمصوووق ‪ ،‬و ووذيب الصووول لتقريووب‬
‫الوصول ‪ ،‬فلها فائدة ونفع معلوم تزيد عىل ماتقتضيه اتباال الكتواب والسو نة‬
‫عىل وجه العموم ‪ ،‬وذكل آن عومل الحواكم املتعلوق ب واهر السوالم آصول‬
‫موضوعه عام يف عام ‪ ،‬شامل ملا املقصوود منوه ربو‪ ،‬الن وام وتقييود الطغوام‬
‫وغريمه من العوام ‪ ،‬ولشوك آن النواس خمتلفوون يف ادليون يف لك مقوام ‪،‬‬
‫فال بد من عمل خاق لولك خمصووق وهوو حمول ن ور اخلوواق يف حقيقوة‬
‫التقوى ‪ ،‬وحتقيق الخالق فانه رصاط مس تقمي آدق مون الشوعر ‪ ،‬وآحود‬
‫مون السو يف ‪ ،‬ليكفو فيووه التعلوومي ابلعموووم بوول لبوود فيووه لوولك جووزء موون‬
‫تعريف وتوقيف ‪ ،‬وهذا هو عمل التصووف والسولورش اىل هللا تعواىل طريوق‬
‫الصوفية ‪ ،‬ف اهرهوا عومل ومعول اكقتضواه ‪ ،‬وابطهنوا صودق التوجوه اىل هللا‬
‫تعاىل اكا يرضاه ‪ ،‬فهي جامعة للك خلق س ين ‪ ،‬مانعة من لك وصوف دين‬
‫‪ ،‬غايهتا القرب اىل هللا تعاىل والفتح الهين ‪ ،‬فهي طريق آوصاف وآعوامل ‪،‬‬
‫وحتقيق آرسار ومقامات وآحوال ‪ ،‬يتلقاها الرجال عون الرجوال ‪ ،‬ابلتحقيوق‬
‫واذلوق والفعال والنفعال ‪ ،‬عىل حسب الفتح والفضل والنوال ‪ ،‬كام قلوت‬
‫يف كتاب الرشفات ‪:‬‬
‫ومن يكن بغري عمل عووووووووامل ومل يذقها فهوووووووو س اه انمئ‬
‫عند كفاح املووووت والهوال‬ ‫خفف عليه ماخياف الوووووووهامي‬

‫‪106‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آوفتح فضل بعد جــد كس‬ ‫ونيلها من فتح فيض وهوووووو‬


‫ل من رواايت الورى والكتب ول بقيل علمها والقوووووووووووال‬
‫طوىب ملن طاب لها اس تعداده واحنل من ِرق السوى قياده‬
‫ال يف عني احلووووووجا رشــاده فذاق مهنا ب قوووووووووولــــ ًة بــــبــال‬
‫فبةل من كسها اخملووووووووووووووتوم متيل رايض القلب ابلعووووولوم‬
‫وحتفظ اهلم عن الوهوووووووووووم وتطلق العقل من العوووووووقال‬
‫اذا علمت ذكل فواعمل آن طريوق السوادة آ ل ابعلووي نسومها عوىل‬
‫هوذا املنووال ‪ ،‬ف اهرهوا علووم ادليون والعوامل ‪ ،‬وابطهنوا حتقيوق املقاموات‬
‫والحوال ‪ ،‬وآدااهوا صوون الرسار والغورية علهيوا مون البتوذال ‪ ،‬ف واهرمه‬
‫مارشحه المام الغزايل من العمل والعمل عوىل املوهن الرشو يد ‪ ،‬وابطوهنم موا‬
‫آوحضته الشاذلية من حتقيق احلقيقة و ريد التوحيد ‪ ،‬فعلووهمم علووم القووم‬
‫‪ ،‬ورسوووهمم حمووو الرسوووم ‪ ،‬يرغبووون اىل هللا ابلتقوورب اليووه بوولك قربووة ‪،‬‬
‫ويقولون بأخذ العهود والتلقوني واخلرقوة ودخوول اخللووة والرايضوة واجملاهودة‬
‫وعقد الصوحبة ‪ ،‬مجول جماهود م الجهتواد يف تصوفية الفوؤاد ‪ ،‬والسو تعداد‬
‫ابلتعرض لنفحات القرب يف طريق الرشاد ‪ ،‬والقوداب اىل هللا بولك قربوة‬
‫يف حصبة آهل الرشاد ‪ .‬فالبد مع صدق التوجه لوجه هللا من فضول هللا ‪،‬‬
‫ومع جد اجلهاد وبذل الجهتاد من فتح هللا ‪ { ،‬واذلين جاهدوا فينا لهنديهنم‬
‫س بلنا وان هللا ملع احملس نني } ‪1‬فأصل طريوق السوادة آل ابعلووي الطريقوة‬
‫املدنية طريقة الشو يخ آن مودين شوعيب املغورن ‪ ،‬وقطهبوا ومودار حتقيقهوا‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 69 :‬العنكبوت‬

‫‪107‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الفرد الغوث الش يخ الفقيه املقدم محمد بن عويل ابعلووي احلسويين احلرضو‬
‫‪ ،‬تلقاهووا عنووه الرجووال عوون الرجووال ‪ ،‬وتوراالووا منووه الاكبوور آولووا املقامووات‬
‫والحوال ‪ ،‬ولكن لكونا طريق حتقق وآذواق وآرسار ‪ ،‬جنحوا اىل ايمخوول‬
‫والتسوود والرسار‪ ،‬مل يضووعوا يف ذكل تأليفووا ‪ ،‬ولصوونفوا فيووه تصوونيفا ‪.‬‬
‫ومىض الطبقة الوىل عىل ذكل اىل زمن العيدروس وآخيوه الشو يخ عويل ‪،‬‬
‫فاعسعت ادلائرة وبعد املزار ‪ ،‬واتصل اهوم املنفصول ببعيود ادلار ‪ ،‬فوأحتي‬
‫اىل التأليف واليضاح والتعريف ‪ ،‬ف هر حبمد هللا مايرشح الصدور ويهب‬
‫النفوس ‪ ،‬اكلك يت المحر واجلزء اللطيف ‪ ،‬واملعارأ ‪ ،‬وال ق قة املش يقة ‪،‬‬
‫وضوال عرف معرفتوه الفواق وانترشو ‪ ،‬وآكورث‬ ‫وغري ذكل مما كرث واش هتر ‪ ،‬و‬
‫املتأخرون يف ذكل التأليف واش هتر ‪ ،‬هلم يف لك تعريف وتصنيف ماهلم يف‬
‫مسوواكل السوولورش ومنووازل املقامووات ‪ ،‬والح ووال موون اجملاهوودات وامل ووارد‬
‫وال وواردات واجلووذابت ‪ ،‬وعلوووم الرسار واملاكشووفات يف آعووامل وآق ووال ‪،‬‬
‫تؤذن بأنعم رشبوة وآع وم رتبوة ‪ ،‬فصوارت طوريقهتم طريقوة قا وة بنفسوها ‪،‬‬
‫واهرة مشسها ‪ ،‬غنية عن التعريف لشهر ا عند آهل املعرفة وشو يوعها يف‬
‫لك تأليف وتصونيف ‪ .‬انهتويئ الكم احلبيوب عبود الورمحن وهوو حوري بوأن‬
‫يكتووب يف املناقووب ‪ ،‬اذ هووو احلقيقووة الوويت رشف اهووا آهوول املراتووب ‪ ،‬اذ‬
‫الكرامة الع مية العلية هو الس تقامة ‪ ،‬والسري والتباال للقدم النبوية ‪ .‬وآما‬
‫الكرامة اليت يه اخلارق للعوادة فهوي يف حوق بعوض النواس منحوة ومنوة ‪،‬‬
‫ويف حق بعضهم حمنوة وفتنوة ‪ ،‬كوام مورت الشوارة اىل ذكل قريبوا ‪ .‬مث بعود‬
‫ذكر ماتفضل هللا به من سواب النعام عىل آولئك الكرام ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) مث نعود اىل ذكر ماخص هللا به صاحب الدمجة احلبيوب‬


‫عيل بن حسن من لطائف املأ فنقوول ‪ :‬وآموا وادلتوه نفوع هللا اهواو نسو هبا‬
‫فهي ‪ :‬فاطمة بنت آن بكر بن الش يخ القطب شيبان بن امحد بون افواق‬
‫‪ ،‬وقد تقدم عنه آنوه قوال ‪ :‬مل تصوح نسوبهتم اىل العبواس بون عبود املطلوب‬
‫ر هللا عنه وامنوا مه مون العورب العوراب كوام ذكور يف كتابوه القرطواس يف‬

‫‪109‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ترمجة الش يخ العارف الرابين عيل بن عبود هللا ابراس نفوع هللا بوه آنوه مون‬
‫العرب العراب ‪.‬‬
‫( فائودة ) اعوومل ان العورب عاربووة ومتعربووة ‪ .‬قوال القمووويل يف كتابووه‬
‫اجلوواهر ‪ :‬العورب صونفان عورب عاربووة ومه آولد طوان آبوو الومين لكووه ‪،‬‬
‫وعرب متعربوة ومه آولد اسوامعيل عليوه الصوالة والسوالم ‪ .‬وقود قيول آن‬
‫طان من ذرية اسامعيل فيكون العرب املوجودون ؛ آي العاربوة واملتعربوة‬
‫لكهم مون آولد اسوامعيل وهللا آعومل ‪ .‬لكون اذلي يقتضويه الكم الفقهواء يف‬
‫ذكر الكفاءة آنم ليس لكهم من آولد اسامعيل ‪ ،‬والران مواذكره يف املرشوال‬
‫الروي يف مناقب السادة بين علوي نفع هللا اهوم آن طوان بون هوود عليوه‬
‫الصالة والسالم وذكر فيه من عتع ابلنو صوىل هللا عليوه وآهل وسومل مون‬
‫قبائل العرب ‪ .‬ويف رشح القسطالين نقال عون فوتح البواري آنوه صوىل هللا‬
‫عليووه وآهل وسوومل خوورأ عووىل قوووم موون آسوومل وخزاعووة فقووال ‪ :‬آكرم ووا بووين‬
‫اسووامعيل ‪ ،‬ومفهوووم الكمووه آن آسوومل موون بووين طووان ‪ ،‬وخزاعووة موون بووين‬
‫اسامعيل ‪ .‬مث نرش اخلالف وقال بعده ‪ :‬فعوىل هوذا فلعول مون اكن مث مون‬
‫خزاعة آكرث فقال ذكل عوىل سوبيل التغليوب ‪ ،‬وآجواب اهلموداين عون ذكل‬
‫بأن قوهل هلم ‪ :‬ايبين اسامعيل ليدل عوىل آنوم مون ودل اسوامعيل مون توة‬
‫الابء بل حيتل آن يكون ذكل من بين اسوامعيل مون توة الهموات ‪ ،‬لن‬
‫القحطانية والعداننية قد اختلطوا ابلصهورة ‪ ،‬والقحطانية من بوين اسوامعيل‬
‫موون تووة الهمووات ‪ .‬انهتوويئ ‪ .‬ويف التفاضوول بيووهنم الكم مووذكور يف تيسووري‬
‫الصول ‪ ،‬ويف املرشال الروي ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وهذه الفائدة آجنبية جرى ذكرها عند ذكر نسب املوذكورين ‪ ،‬قوال‬
‫س يدي احلبيب عويل صواحب الدمجوة ‪ :‬واذلي خطوب هوذه الم الصواحلة‬
‫لوادله احلسن جده احلبيب احلسني بن معور قودس هللا آرواةوم ‪ ،‬واكنوت‬
‫من الصاحلات القانتات ‪ ،‬ذات حماسن وكرم نفس وفضيةل ‪ ،‬وقود تورو لهوا‬
‫يف بعض مؤلفاته اكا يقال يف آمنالها وهو قول الشاعر ‪:‬‬
‫ولو اكن النساء مكن ذكووووووووران لفضلت النساء عىل الرج ال‬
‫مفا التأني لمس الشمس عيب ول التذكري خفووووووور للهــالل‬
‫ويكفهيووا منقبووة آن وهوور بواسووطهتا هووذا المووام املعووروف ابلقطبيووة‬
‫والرتبة العلية ‪ ،‬وآنا دخلت يف صهر الن صىل هللا عليه وآهل وسمل اذلي‬
‫قال فيه ( لك نسب وحسب منقطع ال نس وحس وصهري ) لسو امي‬
‫وقد اكن ذكل خبطبة الش يخ احلسني بن معر قدس هللا آرواةم ‪.‬‬
‫روي آن معر بن اخلطاب خطب آم لكثوم من عيل بون آن طالوب‬
‫وآهما فاطمة البتول رضوان هللا علهيم فاعتوذر اليوه بصوغرها فقوال هل معور ‪:‬‬
‫اين مل آرد الباءة ولكن يعت رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل يقوول ‪:‬‬
‫لك نسب وحسب منقطع ال نس وحس وصهري ‪ .‬هذا وهو معر بون‬
‫اخلطاب اجلامع لنسب التقوى اذلي صار به بعود آن بكور الصوديق آقورب‬
‫الناس اىل رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬فالغتبواط بوذكل مون‬
‫غريه ‪ ،‬والتسبب فيه والقرب منه آوىل اذا اكن مقصوده المر ادليين ‪ .‬وقد‬
‫مر حتقيق ذكل يف الكم الش يخ امحد بن علوان قدس هللا روحه ‪.‬‬
‫وآما اترخي ولدة س يدان احلبيب عويل نفوع هللا بوه صواحب الدمجوة‬
‫وطلوال مشس بروزه ووهوره وارشاق آفق الصالح بنوره ‪ ،‬قوال يف سوفينة‬

‫‪111‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫البضائع ‪ :‬قد اكن آوان مودلي ليةل املعة يف شوهر ربيوع اثين سو نة ‪1121‬‬
‫احودى وعرشووين ومائووة وآلووف ‪ ،‬وقووت آذان العشوواء مووع آول التكبووري موون‬
‫الذان ببدل حريضه ‪.‬‬
‫( قلت ) ويف ذكل مزيوة واشوارة واعانوة خبصوصويته وذكل آنوه ملوا‬
‫اكن بروزه وسقوط رآسوه عوىل الرض مقواران لول التكبوري وهورت بوذكل‬
‫فائداتن ع ميتان ‪ ،‬وعائداتن جليلتان ‪ ،‬الوىل ‪ :‬آن بروزه موع آول التكبوري‬
‫يشري اىل انتشار الصيت والرفعة وكرثة مايفتح هللا به للمسلمني مون آنوواال‬
‫اخلري والصالح واملنفعة ‪ ،‬لن الذان موضووال لالعوالم وخواق ابلصولوات‬
‫املفروضة لنا آرشف العبادات وآفضلها ‪ ،‬وآس ىن الطاعات وآمكلها ‪ ،‬ففيوه‬
‫الشارة بأنه اذا قام اها وآحس هنا دعئ الهيا مون يقميهوا وسوائر العبوادات لهوا‬
‫اتبعة ‪ ،‬واذا مل تصلح فغريها من الطاعات وان آديت فهي غوري انفعوة ‪ ،‬ملوا‬
‫ورد ‪ :‬آنه آول مايسأل العبد عن الصالة فان قبلت قبلت وسوائر آعوامهل ‪،‬‬
‫وان ردت ردت وسائر آعامهل ‪ .‬وآيضا فانوا تهنويئ عون الفحشواء واملنكور ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬آن التكبري مايس تحقه هللا تعاىل من اجلوالل والع موة والكو ايء ‪،‬‬
‫وآنه تعاىل آك من آن يدررش كنه ذاتوه وحقيقوة صوفاته ‪ ،‬في ور ذكل مزيود‬
‫التواضع والتذلل والفتقار والنكسوار ‪ ،‬حتوت جوالل ع موة اجلبوار ‪ .‬وقود‬
‫اكن لهذا الس يد الكرمي من التواضع واخلشوال ماس تأيت الشارة اليه والنص‬
‫عليه ‪ ،‬وذكل شاهد بوراثته جلده املصطفئ صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ ،‬آن‬
‫آمه ملا وضعته اكن سواجدا حامودا مشوريا بأصوبعه اىل السوامء ‪ ،‬اشوارة اىل‬
‫التوحيد والعلو ‪ ،‬لن هللا تعاىل يف السامء ‪ ،‬تعواىل هللا عوز وجول عون آن‬
‫حتويه اجلهات آوحتده النعوت والصفات ‪ ،‬وذكل لن شهود جوالل الربوبيوة‬

‫‪112‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وع مة الهل احلق تورث خضوعا وتذلال ‪ ،‬وذكل آن العبوديوة آعوىل وآرفوع‬
‫آوصاف العبد ‪ ،‬وذكل آنه صىل هللا عليه وآهل وسمل خ ومري بني آن يكون نبيا‬
‫ملوواك آونبيووا عبوودا فاختووار آن يكووون نبيووا عبوودا ‪ ،‬فرفعووه هللا عووىل سووائر‬
‫اخمللوقات علو ا وسفلهيا ‪ .‬مث اكن من آمره آن وادلته ملوا آرادوا حلوق رآسوه‬
‫آخرته اىل يوم الربوال ‪ ،‬آي آول مورة موع اشوارة جوده عبودهللا بون احلسوني‬
‫بووذكل ‪ .‬قووال ‪ :‬وحصوولت املراجعووة آيضووا بووني وادلتووه وجووده عبوود هللا يف‬
‫عسميته فقال جده ‪ :‬نسميه علي ًا وذكرت وادلته اسام آخور ‪ ،‬وراكوا قالوت هل‬
‫ماتقوهل العامة ‪ :‬مس عليا واص عليه ‪ ،‬فقال ‪ :‬عليا وحيمل مصيلوني ‪ .‬قوال ‪:‬‬
‫فاتفق بعون هللا حصول الصميلني املذكورين وهام رعيدان واملصوهر ابكوفيوه‬
‫‪ ،‬فأما رعيدان فلوصوهل الينا قصة جعيبة قود حققنوا آشو ياء مهنوا يف قصوائد‬
‫من ادليوان املسمئ ( قالئد احلسان وفرائود اللسوان ) مهنوا آنوه اكن رجول‬
‫عادل يف بعض الحوال ففر من بني املاعة وفقع رآس ذكل النسان ح‬
‫سووال ادلم موون رآسووه وشوواهد ذكل املاعووة احلووارضون ‪ .‬ورينووا بعووض‬
‫قصائده عىل حلية فضة حلينا اها رعيدان املذكور مطلعها ‪:‬‬
‫ايعىص آل موىس ايمصيل آل عطاس‬ ‫ايرعيدان ايمابررش مسريرش عىل الناس‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫ذي سبهبا غرق فرعون يف البحر تاس‬ ‫فيك رس من عىص موىس وهارون والياس‬
‫آوهراوة محمد ذي جلت لك حنداس اكرسة رآس ابتل الشق قد ابلف اس‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وتويف وادله احلبيب الوويل الواب احلسون يف رمضوان‬
‫س نة ‪ 1124‬آربع وعرشين ومائوة وآلوف وهوو مل يبلو سون التيوزي يف حنوو‬
‫ثالث س نني ‪ ،‬لكنه قال مل يكن يل شعور بوه ول معرفوة هل ال آين عقلوت‬

‫‪113‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ويل كبووة وحووزن كثووري ‪ .‬وهكووذا املورادون موون هللا‬


‫يوووم وفاتووه ‪ ،‬ووردت عو و‬
‫ابلعناية يرشق نور العقل عىل صفحات واهرمه وابطوهنم عنود آوان التيوزي‬
‫وقبهل ‪ .‬وكفوهل هوو واخوانوه امليوامني جوده عبود هللا بون احلسوني ووادل وم‬
‫املذكورة ‪ ،‬واملالح ة التامة والعناية اخلاصة والعاموة للاكفول واملكفوول مون‬
‫جده الش يخ احلسني بن معر نفع هللا اهم ‪ .‬وخصه اكزيد عنايوة وتووىل آموره‬
‫آمت ولية ورابه بن ره الرشيف ‪ ،‬ورقاه اىل التصفية والتلطيف ملا سو بق هل‬
‫من العناية الرابنية من املتفضل اللطيف ‪.‬‬
‫مث آرسهل جده عبود هللا ووادلتوه اىل املكتوب ليوتعمل القورآن فواكن‬
‫يددد اىل املعلمني مع كره واستنقال كام ذكل عوادة الطفوال ‪ ،‬ومكو مودة‬
‫عىل هذا احلال ح ورد عليه الفتوح من حرضة اجلوذب والفضوال ‪ .‬قوال‬
‫نفووع هللا بووه ‪ :‬بيووامن آان يف بعووض الايم جووالس يف البيووت فأخووذت مصووحفا‬
‫ففتحته ون رت فيه فاذا الفتح وقع عىل سورة { ويل للمطففني } فقرآ ا مث‬
‫مابعدها اىل ماشاء هللا ‪ ،‬مث اين بعد ذكل اس تع عند املعمل وآقرآ عليوه بوال‬
‫تلقني ح ميل ‪ ،‬وقد آقورآ حنوو عرشوين مقورآ ‪ .‬قوال ‪ :‬وكن املصوحف موع‬
‫ذكل احلال خياطبين ‪.‬‬
‫( قلت ) وماذكره من هذا احلال هو دليل العناية واجلذبة اللهيوة ‪،‬‬
‫وتربية احلق هل وتعلميه بغري واسطة ‪.‬‬
‫( فصل ) يف ذكر ماجرى هل بفضل هللا وفتوحه ‪ ،‬وبعوض مواتفمر‬
‫اىل قلبه من ينبوال تيار منوحه ‪ :‬اعمل آن اول فتوحه اكن بوقوفوه عوىل هوذه‬
‫السورة ‪ ،‬آعين سورة { ويل للمطففني } لكونا مجعت وصف آهول دائورة‬
‫العدل ودائرة ذوي الفضل ‪ ،‬فأول ما بودآ فهيوا احلوق تعواىل ماوعود بوه مون‬

‫‪114‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الويل للمطففني يف املكيال ‪ ،‬وذكل عري يف مجيع آعوامل النسوان املنوطوة‬


‫ابجلنان والراكن ‪ ،‬ح آن هذا املعىن يرد يف آداء الصالة نفال وفرضو ًا كوام‬
‫ذكر هذا احلجة الغزايل بأن املؤدي لها اذا مل يأيت بركوعها وفودها وهيئأ وا‬
‫وخشوعها وسائر ماعب آوينودب مون آقوالهوا وآفعالهوا عوىل الكوامل والوامتم‬
‫اكن مق ا ومطففا ‪ ،‬وكذا يف سائر العامل كام آشوري اليوه ‪ .‬والصوالة آول‬
‫ماحياسب علهيا العبد كام مرقريبا ‪ ،‬فان زكت وصلحت اكنت آعوامهل الطاعوة‬
‫وغريها كذكل آوابلعكس فكذكل ‪ ،‬ويف السورة ذكر احلرشو والبعو وآنوه‬
‫يوم ع مي هائل يقوم فيه الناس بني يدي مكل امللوورش وجبوار اجلبوابرة رب‬
‫العاملني ‪ ،‬ويف ذكل اس تدعئ الشأن مقام املراقبة اذلي هو مقوام الحسوان‬
‫‪ ،‬فووان النسووان يكووون معووه يف مجيووع آح وواهل خاضووعا خاشووعا متواضووعا ‪،‬‬
‫فيكون مراقبا هل تعاىل يف الخذ والعطا والقول والعمل وهذا شوأن الوليواء‬
‫‪.‬‬
‫وقوود رآيووت يف تفسووري اخلطيووب الرشوويين قوود س هللا روحووه ذكوور‬
‫بعض هذا املعىن فانه قال ‪ :‬وعن بعض املفرسين آن لفظ التطفيف يتنواول‬
‫التطفيووف يف الوووزن والكيوول ويف اوهووار العيووب واخفائووه ‪ ،‬ويف طلووب‬
‫التصاف والنتصاف ‪ ،‬ويقال ‪ :‬من مل يرض لخيه املسومل اكايرضواه لنفسوه‬
‫فليس اكنصف ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫مث ذكر وصوف الفريوق الول ومه الفجوار وموايؤول اليوه حواهلم مون‬
‫اخلزي والبوار بسوبب تكوذيهبم لايت هللا تعواىل ورسووهل صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل ‪ ،‬وماطبع عوىل قلوواهم ابلورين والصودا ‪ ،‬وموا بوا بوه عون راهوم‬
‫وعن الميوان بوه وجماورتوه يف دار النعومي ‪ ،‬موصولوا ابلنوار والعوذاب يف دار‬

‫‪115‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اجلحمي ‪ ،‬مث يقال هلم ق مكًا { هذا اذلي كنمت به تكذبون } ‪ .1‬مث ذكر ما آعد‬
‫للبرار من النعمي ادلامئ والرسور واملكل املقمي ‪ .‬فاكن يف فتوحوه ر هللا‬
‫عنه يف هذه السورة آية وآي آية ومنقبة وآي منقبة كام مجعوت هوذا املعوىن‬
‫سووورة الفاحتووة يف قوووهل تعوواىل { اهوودان ال وواط املسو تقمي * رصاط اذليوون‬
‫آنعمت علهيم } اخل ‪ .‬فأهل هللا وآوليا ه وخاصته وآحبا ه مورادون ابلتويقظ‬
‫من الغفةل والغرور وسائر آنواال الضالل ر هللا عهنم ونفعنا اهم ‪.‬‬
‫وقريب من هذا ومن ادللئل ال اهرة املشرية اىل عنايوة هللا بوه يف‬
‫الزل والبد ماحاكه يف السفينة آنه اكن يف مجمع قرآءة املودل الرشيف للنو‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسمل هو وآخوه العالمة آبوبكر بن حسن جالسني موع‬
‫الصغار ‪ ،‬فلام اكن الوقت اذلي يندب املقام فيه وقام الناس ‪ ،‬فلام اسو تروا‬
‫جاء رجل معروف ابلولية واجلذب واهر النسك والعبوادة والكسوب مون‬
‫آهل هيأ يقال هلم آل عيل بن سوامل ‪ ،‬جفعول يتواجود ويودور يف احللقوة مث‬
‫خرأ من بني احلارضين وآقبل عليه واحتهل من بني آولئك الصوغار وجعول‬
‫يدور به والطيب يفوح مون رآس ذكل الرجول مث سوقطت خودتوه وسوق‪،‬‬
‫هو ‪ ،‬قال ‪ :‬فتلقاين بعض احلارضين خوفا مون السوقوط ومل يعورفين لصوغر‬
‫س ين ‪ ،‬فلام اكن من الغد سوأل بعوض السوادة ذكل اجملوذوب عون ماصونعه‬
‫مع فقال هل ‪ :‬آتعرف ذكل الودل الصغري اذلي محلته ودرت به يف املقوام ؟‬
‫فقوال ‪ :‬ل آعرفوه ال آين رآيتوه قطعوة نوور يوتلل يف ولموة الليول مون بووني‬
‫آولئووك الصووغار ‪ ،‬فقووال السووائل ‪ :‬ذارش عوويل بوون حسوون بوون عبوود هللا بوون‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 17 :‬املطففني‬

‫‪116‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلسني بن معر العطاس ‪ ،‬فقال ‪ :‬ان طال بك العمر فسوف ترى هل شأان‬
‫ع امي ومقاما خفامي ‪ ،‬وسيبل مقام جده معر بن عبد الرمحن ‪.‬‬
‫( قلت ) هكذا تقع لوليواء هللا تعواىل متهيودات ومقودمات للوليوة‬
‫اكلرهاصات للنبوة ‪ ،‬والرهاق هو خارق العادة احلاصل هلم قبول الوو‬
‫والنبوة ‪ ،‬وآما بعدها فيسمئ معموزة ‪ .‬وقود مور يف املقدموة آن املقورر عنود‬
‫احملققني آن ماجاز آن تكون معمزة للن جاز آن تكون كرامة للويل كام مر‬
‫يف املقدمة ‪.‬‬
‫قال س يدان وش يحنا احلامود بون معور حامود ابعلووي الدميو قودس‬
‫هللا روحه مامعناه ‪ :‬الويل اكلن ال ان من هل ال ء ابلتبعية ليس مكون هل‬
‫ذكل ابلصاةل ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬ومر آن اخلوارق للعوادة آنوه يكوون يف حوق املنوافق‬
‫والفاسووق مك ورا واس و تدراجا ‪ ،‬وللمووؤمن اذلي مل ت هوور وليتووه وهووو موون‬
‫آحصاب الميني معونة كام هو مقرر يف حمهل ‪.‬‬
‫واكن ر هللا عنه من آول الصوبا مشوغوفا ومتعلقوا اكجوامع اخلوري‬
‫وجمالس اذلكر والعمل ‪ ،‬مالزما دلرس جده وش يهه الش يخ احلسني بن معور‬
‫لميل من ذكل وليفد ال عند احلاجة والرضورة مث يعود اليه مع املالح وة‬
‫من جده املذكور هل ‪ ،‬وقدقال العارفون من آهول هللا عوىل آن ن ور الاكبور‬
‫اكسوري يقلووب العيوان ويوصوول اىل حرضوات العرفوان ‪ .‬قيوول ‪ :‬آن الشو يخ‬
‫عبوود القووادر اجلوويالين نفووع هللا بووه آوصوول اىل هللا تعوواىل يف عش و ية لوويةل‬
‫س بعني رجال لك واحد مهنم جلههل يبوول يف خفوذ رجوهل ‪ .‬وسو يدان احلبيوب‬
‫معر بن عبد الرمحن العطاس نفع هللا به س يأيت آنه بل مون الوليوة الكو ى‬
‫مقام الشو يخ عبود القوادر وودله احلبيوب احلسوني خليفتوه ووارثوه يف مجيوع‬

‫‪117‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آحواهل ومقاماته وعلومه ومعارفه كوام ذكل حمقوق ابل هوان مون مشواخي ذكل‬
‫الع و والوان ‪ .‬واكن سو يدي احلبيووب عوويل مووع ع ووم جماهداتووه يف آوان‬
‫صغره مش تغال خبدمة جده احلبيب عبد هللا بن حسوني وسواعيا يف قضواء‬
‫حواجئه جمهتدا يف ذكل مع ضنك املعيشة وضنك احلال ‪ ،‬حو آنوه ل عود‬
‫من الثياب السواتر العوورة ‪ ،‬واذا آراد حضوور ادلرس عنود جوده الشو يخ‬
‫احلسني اس تعار من بعوض الصوبيان مقيصوا آوقبواء ‪ ،‬واذا فورغ مون ادلرس‬
‫ومن آشغاهل آا اىل املسجد لحياء موابني العشوائني ويرجوع لويال اىل بيوت‬
‫جده احلبيب عبد هللا بن احلسني بن معر ويبيت عنده ‪ ،‬فواذا قوام لوورده‬
‫من الليل قام صاحب الدمجة وتوضأ وعند فراغه من نفل صالته يتلوا معه‬
‫القرآن فيتلون حنو الثل من القورآن آوآقول اىل وقوت صوالة الفمور وذكل‬
‫يف حنو الثل من الليل ‪ ،‬واذا انم يف حمل آخريسو تعني اكون يوق وه فيقووم‬
‫عند ذكل ‪ .‬واكن حيفظ مجيع مايسمعه من العمل وغريه ومن الشعار ‪ .‬فانوا‬
‫اذا مكلووت هووذه احل وواس ايمخووس زاد اهووا التووأثري يف اذلاكء والفطنووة والفهووم‬
‫واحلفظ ‪ ،‬وان ان مت الهيا صفات آخرى اكلرايضة ابجملاهدة واجلووال اعسوع‬
‫اجملال ومكل احلال ‪.‬‬
‫مفام اتفوق لسو يدان احلبيوب عويل قودس هللا روحوه آنوه دعواه بعوض‬
‫النوواس اىل حصوواد زرال ميلكووه فقووال هل ‪ :‬اان مل نتفوورغ للك طعووام مصوونوال‬
‫فكيف نتفرغ للحصاد ومافيوه مون الشو تغال بغوري موا يقصوده مون املوراد ‪،‬‬
‫ولك ذكل حصووول هل يف آوان الصوووبا وذكل لرشاق نوووور الهدايوووة عوووىل‬
‫صفحات رسه ومنه عىل واهره ‪ .‬وهل قصائد ن مها يف وقوت الصوبا والوتعمل‬
‫وقد عرض بعضها عىل ش يهه احلسني بن معر قدس هللا روحوه فقوال هل ‪:‬‬

‫‪118‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احفظ القرآن ون م الشعر يكوون يف وقوت غوري هوذا الوقوت ‪ .‬قوال ر‬


‫هللا عنه ‪ :‬فنسيت مجيع ما آحف ه مون الون م يل ولغوريي ‪ ،‬ومل آثبوت بيتوا‬
‫واحدا ‪.‬‬
‫ويعت س يدي احلبيب جعفر نفع هللا به يقوول ‪ :‬وصول ابون عويل‬
‫احلاريث الشاعر اذلائق املشهور رمحه هللا اىل حرضة جدان الش يخ احلسوني‬
‫بن معر فأمال يف جملس السمر عند احلبيب حسني ومجع من آولده وآهل‬
‫البدل مجةل من قصائده وآون آنوه يقوول حنوو الربعوني ‪ ،‬فلوام اكن مون الغود‬
‫وحرضوا جملس التدريس دلى احلبيب حسني فذكروا عنده ن وم بون عويل‬
‫فقال نفع هللا به ‪ :‬كثريا من الشعراء هلم آشعار ولها ذوق كام قال صوىل هللا‬
‫عليه وآهل وسومل ( ان مون الشوعر حلمكوة ) ولكوين تعمبوت مون آنوه يون م‬
‫وحيفووظ مووايقوهل ‪ .‬واكن احلبيووب عوويل صوواحب الدمجووة موون احلووارضين يف‬
‫اجمللس فقال ايس يدي ‪ :‬آما احلفوظ فقود حف وت موا آمواله ذكل الرجول ‪،‬‬
‫فقال هل هات ما حف ته ‪ :‬فأمال من القصوائد الوىل والثانيوة مث مابعودها ‪،‬‬
‫فلام رآه س يدان احلبيب حسني لو اسزتاده عىل ذكل لمال مجيعهوا ‪ ،‬اينئوذ‬
‫قال هل آرصف اهلمة اىل حفظ القرآن كام مر ‪ ،‬فاجهتد بعود ذكل يف حفوظ‬
‫القرآن مع تكراركثري وبعضه يكوون عنود رضد احلبيوب معور حو حف وه‬
‫حف ا آكيدا حبي آنوه ليواكد يغلو‪ ،‬وليتوقوف كوام قوال ر هللا عنوه ‪:‬‬
‫وكنت ل آمل من التالوة ول آفد عهنا بل مالزما لها قا ا وقاعدا ومنحودرا‬
‫وصاعدا يف احلرض والسفر وابلرس واجلهر ح يرس هللا الكرمي يل حفوظ‬
‫القرآن الع مي مع تفاسريه احلدي والقودمي ‪ ،‬فلوام حف وت القورآن ووعيوت‬
‫ويده ‪ ،‬ومعلت اكا ينبغ من آدابه حس ر ذكره امام املذهب يف التبيوان ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مث آا بعوود ذكل وعوود شو يحنا ووادلان احلسووني سووهوةل وارد الشووعر فوواكن‬
‫عيل من رشب املاء البارد يف حر الهجري ب كة ش يحنا احلسني‬ ‫ن مه آهون و‬
‫ورس ن ره الكسري ‪ ،‬فن مت منه مايعمب السامعني ‪ ،‬ويطرب املس تعني‬
‫‪.‬‬
‫( قلت ) وصدق ر هللا عنه فانه بل من ن م القريض وصووغه‬
‫من احلقيقة واجملاز والس تعارة والت د والتعريض مبلغا تق و عنوه بالغوة‬
‫الشعراء من حي آنه متكن يف اخداعه وابداعه متكنا مفرطا ‪ ،‬وآن من ابلو‬
‫يف وصووف انشووائه مل يفووه خبطوواء ومل يوورم شووططا ‪ ،‬بوول كووام ورد يف القووول‬
‫املدم ‪ :‬حدثوا عن بين ارسائيل ولحرأ ‪ .‬وهذا دليل عوىل مواذكرانه مون‬
‫قوة فطنته وسالمة حواسه الباطنة وال اهرة ‪ ،‬ورساين نوور الهدايوة عوىل‬
‫مجيع آجزائه وآراكنه مايبدي جعبا عن احلمكة البالغة ‪ ،‬وعن القدرة البواهرة ‪.‬‬
‫ويدل ذكل عوىل تضولعه مون العلووم العقليوة والنقليوة والدبيوة والرشوعية ‪،‬‬
‫وغزارة ذوقه وفهمه اذلي مل يرثوه عون آبيوه ولمعوه ‪ ،‬فهوو وان ورث عوهنم‬
‫خصوصيات ك ى ‪ ،‬وموزايت آخورى ‪ ،‬وامودادات تتوواىل وتودى ‪ ،‬تعوود‬
‫عن فهمها عقول ذوي الفهام خاس ئة حرسى ‪ ،‬والهوة حوريى ‪ ،‬لكون منول‬
‫هووذه الح ووال واملقامووات والعطووااي واملنووالت ‪ ،‬لتكووون ال عوون عنوواايت‬
‫سابقة ‪ ،‬ومالح ات لحقة ‪ ،‬س بق اها القمل ‪ ،‬وآوصلهتم الهيوا بعود اجلذبوة‬
‫اللهية عليات اهلمم ‪ .‬كام قال س يدان وش يحنا العوارف ابهلل احلبيوب شو يخ‬
‫بن محمد اجلفري يف قصيدته ميتدح اها ش يحنا المام احلبيب معور بون عبود‬
‫الرمحن بن القطب احلبيب معر بن عبد الرمحن البار نفعنا هللا اهوم مطلعهوا‬
‫‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد صار من بني الورى وحده آمه‬ ‫سالم عىل من مهن آسالفه آمه‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫كرمي السجااي والفضووووووائل راهــا ع مي التقئ حــاوي النقا سا اهلمه‬
‫حبيب جبهبته ترى السعد طالعا هو املشدي يف طبوووووعه آثر النعــمه‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫بتورية فأمهووووووووووووووووووها دل يف هممه‬ ‫اهذا فقد حملت فامي رويوووووووووووته‬
‫فربامت قائل يقول جووووووووووووووووهاةل حوى ماحوى عن خــــاهل وكذا معه‬
‫بألفاوه يسحر من اكن قووووووووودامــه‬ ‫ااشا والك امنا فر اببوووووووووول‬
‫فأشووعر الكمووه نفووع هللا بووه آنووه كغووريه موون آسووالفه مل يووتلك عووىل‬
‫النسووب اجملوورد بوول ص وابر ورابوو‪ ،‬وجاهوود ‪ ،‬ال آنووه كووام تقوورر عنوود ذوي‬
‫البصائر والعتبوار آن آولد الصواحلني واكفوة آهول البيوت املطهورين تكوون‬
‫عنارصمه طيبة مهتيئوة لن يتيرسو لهوا ويسوهل علهيوا السوري والسولورش اىل‬
‫طريوق الخورة بووال كثوري عنووا ولكبوري مشووقة ‪ .‬وذلكل مقودمات تكووون يف‬
‫الابء والهمات مذكورة يف حملها ‪ ،‬ومعروفوة عنود آهلهوا ‪ .‬وذكورت ذكل يف‬
‫مؤلف يسمئ ( حدائق الذهان والرواح ) ‪.‬‬
‫وقد ح عون القطوب آن بكور بون الشو يخ عبود هللا العيودروس‬
‫العدين نفعنا هللا ب اك م آنوه قوال ‪ :‬مل آجود يف نفيسو شويئا مموا ذكوره الموام‬
‫الغزايل من رذائل الخالق اكحلسد والعمب والك والرايء وغري ذكل مون‬
‫الخالق اذلممية ‪ ،‬وذكل ملوا جوبهل هللا عوىل طهوارة املهجوة وطيوب الطينوة‬
‫واخنراطووه يف الطوواهرين اكب ور ًا عوون اكبوور ح و انهتوويئ اىل الس و يد الطوواهر‬
‫صلوات هللا وسالمه عليه ‪ .‬ومن خصوصيات الشو يخ آن بكور ر هللا‬

‫‪121‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عنه آنه يألك الطيبات ويرشب كثريا ولينام ‪ .‬ولس يدي احلبيوب عويل نفوع‬
‫هللا به من هذا املعىن حظ وافر كام يعرف ذكل مما مر ويأيت ‪.‬‬
‫واعمل آن س يدان احلبيب عيل بن حسن صاحب الدمجة قودس هللا‬
‫روحه لتكنه يف العلوم وفنونا ومعرفة قوانيهنا قد صار لقوة اقتداره وحسون‬
‫ن ره واختباره خيتار ويصوطف وخيودال ويقتفو مون ن وم الوأم ونورثه ويف‬
‫تتبعه وقفره ينشئ ما آراد ويؤيش منه مااسو تجاد ‪ ،‬فانوه ان آراد يف وشو يه‬
‫وجماري مش يه حماورات البلغاء وجمارات الفصحاء ؛ اكن يف ميدان س باقهم‬
‫مصليا ‪ ،‬وان تدىل اىل حماورات العوام والغبياء ؛ تنوزل اىل آفهاهمم تنووزل‬
‫وتودليا لنوم يف وره اكلطفوال يوربهيم لك عوىل مايبلغوه علموه وعوىل قوودر‬
‫احلال ‪ ،‬ووراثة نبوية وحراثة علوية ‪.‬‬

‫( فائدة ) عزيزة عشري اىل متزي مون تفضول هللا عليوه جبووده العزيوز‬
‫تليق بأهل هذا الشأن من الكم ذوي العرفان ‪ ،‬ل مون حودس املهندسوني‬
‫والكهان ‪ ،‬وهو ماذكره المام املنواوي يف رشح شوامئل الدموذي قوال رمحوه‬
‫هللا ونفع به ‪ ( :‬تنبيوه ) ومموا يتعوني آن يعتقود لك مكوف آن هللا سو بحانه‬
‫وتعاىل آوجد خلق بدنوه الرشويف صوىل هللا عليوه وآهل وسومل عوىل وجوه مل‬
‫ي هر قوبهل ولبعوده مونهل يف آد ‪ ،‬ورس ذكل ماسو بق آن حماسون اذلات‬

‫‪122‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫دليل عىل مابطن فهيا من بودائع الخوالق وجالئول الصوفات ‪ ،‬واملصوطفئ‬


‫بل الغاية اليت لترتقئ يف لك من ذينك ‪.‬‬
‫ومن الفتوحات املكية اذا آراد هللا آن خيلوق انسواان معتودل النشوأة‬
‫مس تقمي الت فات واحلراكت قوفوق الب ملا فيه صالح مزاجوه وكوذا الم ‪،‬‬
‫فصلح املين مهنام وصلح مزاأ الرمح واعتدلت فيه الخالط اعتدال القودر‬
‫اذلي به صالح النطفة ‪ ،‬ويوقت هللا لنزال املوين يف الورمح طالعوا سوعيدا‬
‫حبركة فلكية ليعرفها ال من جشف عن بصوريته احلجواب ‪ ،‬قود جعلهوا هللا‬
‫ابرادته عالمة عىل الصالح فامي يكون فيه من الاكئنات ‪ ،‬فيجامع الرجل يف‬
‫طالع سعيد ومزاأ معتودل فينووزل املواء يف رمح معتودل فيتلقواه عوىل كيفيوة‬
‫معتدةل هل ‪ ،‬وتوفق الم اىل الشهوة للك غذاء فيه صالح مزاتا وماتتغذى‬
‫به النطفة ‪ ،‬فتقبل التصوير يف ماكن معتدل ومواد معتدةل وحوراكت فلكيوة‬
‫‪ .‬وحينئذ هرأ النشوأة وتقووم عوىل اعتودال فتكوون نشوأة صواحهبا معتودةل‬
‫ليس ابلطويل ول ابلقصري ‪ ،‬لني اللحم لويس عنوده غلوظ ولرقوة ‪ ،‬آبويض‬
‫مرشب حبمرة ‪ .‬اىل آخر ماوضعه من النعوت اليت جاءت يف خلقوه وخلقوه‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسومل ‪ .‬وفيوه بعوض ماينقول مون آخوالق هوذا السو يد‬
‫الكرمي الوارث لصاحب اخللق الع مي صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪.‬‬
‫واعمل آن ماآرشان اليه من ذكر من ومه اجلامع هل ‪ :‬ادليووان املسومئ‬
‫بو ( قالئد احلسان وفرائد اللسان ) آنه قد مجع ماذكرانه آيضوا فوامي مور مون‬
‫جزاةل اللفظ ملن تأمل ‪ ،‬موع سوهوةل املعوىن يف اجملمول منوه واملفصول ‪ .‬وقود‬
‫اس تجاده الصواحلون والعلوامء واسو تفاده الفضوالء واحلكوامء ‪ .‬قوال يف بعوض‬
‫ماكتبته ‪ :‬واكن س يدي معر بن عبد الرمحن البار حيب من الكمنوا ‪ ،‬امحلود‬

‫‪123‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هلل فزان ابلرضا والقبول ‪ .‬وسبب انشاوا آنه حصل يف اجلهوة و‪ ،‬جمحوف‬
‫آتد الناس ‪ ،‬واحليواانت متوت من اجلوال ‪ ،‬فطلب منه آهل بودل الهمورين‬
‫وغريمه الستسقاء فعوزم لوزايرة دوعون بعود ابتدائوه بوزايرة الشو يخ الكبوري‬
‫امحد بن سعيد ابلوعار ومون يف تربوة الهمورين املقوول فهيوا آنوا وتربوة تورمي‬
‫وتربووة غيوول آن سووودان حتموول حبصوواها وتراهووا اىل اجلنووة ‪ ،‬وكووام يف اترخي‬
‫سادتنا آل آن علوي اكملرشال وغريه ‪ ،‬وآنه كام قيل ‪ :‬فهيا آلف واصل وآكرث‬
‫‪ ،‬منل العمودي وآكو ‪ ،‬كوام حو ذكل يف ماكتبتوه اىل الشو يخ اسوامعيل‬
‫النقشبندي املدين ‪ .‬وملا توجه اىل زايرة مون يف دوعون مستشوفعا متوسوال‬
‫بأولياء هللا اىل هللا تعاىل حسب ماساق يف القصيدة ويف املاكتبة املوذكورة‬
‫‪ ،‬ووصل اىل حرضة احلبيب معر بون عبود الورمحن البوار نفوع هللا اهوام بعود‬
‫زايرة الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس تلميذ جده الش يخ احلبيوب معور بون‬
‫عبد الرمحن العطاس ‪ ،‬والش يخ سلامين بن عبود هللا ابمنيوع تلميوذ الشو يخ‬
‫سووعيد بوون عيىسو العمووودي نفعنووا هللا اهووم ‪ ،‬وقوود خوورأ احلبيووب معرالبووار‬
‫للتدريس يف مسجد الش يخ سلامين ‪ ،‬قال ‪ :‬وبني يديه نسوهة القواموس يف‬
‫ثالثة جلود آوالربعة ‪ ،‬قال ‪ :‬خفطر يف ابيل بأن المام النووي مل يتقل عون‬
‫صاحب القاموس وامنا ينقل عن اجلوهري والهروي ‪ ،‬فقال يل احلبيب معر‬
‫عىل وجوه الكشوف ‪ :‬آن صواحب القواموس متوأخر عون الموام النوووي ‪،‬‬
‫وهكذا عادته مع ياكشفين يف كثوري مون الحووال ‪ .‬قوال ‪ :‬واكن حيوب آن‬
‫ينشد عنده من الكمنا القصويدة الويت مطلعهوا ‪ :‬اذادخول الد يف السون‬
‫شد ‪ .‬اىل آخرها ‪ .،‬وس يأيت بعض ماس بق مما يتعلق ابحلبيب معر البار فامي‬
‫ينوه بصاحب الدمجة يف الباب الثاين يف ذكر الثالث الودب ‪ .‬وتربوة غيول‬

‫‪124‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آن سووودان ويه قريووة منس ووبة لل ابسووودان املنتقلووني املس و تقرين الن‬
‫بووأعىل وادي دوعوون ويسوومئ الن بغيوول معوور ب ووادي سوواه وهووو الش و يخ‬
‫صاحب احلال الكبري واملقام الشهري معر بن الش يخ محمد بن سامل آن وزير‬
‫نفع هللا به ‪ ،‬واليه الشارة بقوهل ر هللا عنه آبيات يف ادليوان ‪:‬‬
‫الش يخ يف الزاوية ما مال مهنا ماكن شفناه ابلعني اي ذي عشهدون الع يان‬
‫ايبن سعيد آسعد اجلريان ذي يف املــاكن‬ ‫من ابيصدق يصدق واملكذب ان‬
‫ابنس تلف يوم مايش عندان يف الثبان لنك اليوم يف الكوان قطب الزمـــان‬
‫مقدم الدبه املشووهورة آم الزيوووووان يه واذلي يف ترمي البحر مهنا م الن‬
‫وتربة الغيل اب سودان يف س اه دان ثالث ينقل تراهن واحلىص للمــنـــان‬
‫وقوهل ‪ :‬يف ساه دان ‪ ،‬لعوهل يشوري اىل مايوذكره املؤرخوون اذا ذكور‬
‫هذه الدب الثالث يقولون ‪ :‬وتربة الغيل السوفل ‪ ،‬يعنوون اهوا تربوة غيول‬
‫آن سودان احداز ًا عن الغيل العىل وهو غيل آن وزير ‪ .‬وقود قودمنا آنوه‬
‫يسومئ الن بغيوول معوور ‪ .‬واملووذكورون آل ابسوودان آخوواهل وهلووم معووه ومووع‬
‫وادله قصة اكنت بسبب انتقاهلم اىل دوعن مشهورة عهنم ‪ ،‬ولعول يوأيت هلوم‬
‫ذكر يف الباب الثال ان شاء هللا تعاىل ‪.‬‬
‫واحلاصل آن الكم احلبيوب عويل لسو امي املن ووم انترشو يف الفواق‬
‫واس و تجاده اخل و اء احلووذاق ‪ ،‬وقووبهل اخلوواق والعووام ‪ ،‬وانتفووع بووه اخل وواق‬
‫والعوام ‪ ،‬هذا عوىل الجوامل ‪ .‬وآموا التفصويل كوام جواء عنوه يف املقوول مموا‬
‫رشحووه يطووول ‪ .‬وآكوورث قصووائده قوود يكووون هل ابعو ر اي آوسووبب آخوور ‪،‬‬
‫والغالووب آنووه يووذكر ذكل يف آكوورث قصووائده ‪ ،‬وقوود يكووون ذكل عوون مفاجووأة‬
‫سبب آو آمر خمالف ‪ .‬ر هللا عهنم ونفعنا اهم ‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) يف ذكر توته اىل الوتة اليت يعتد علهيا ‪ ،‬والكعبة الويت‬
‫يصيل الهيا ‪ ،‬مث انه ملا بل ابلوديق اىل مقوام التلقو واكن اذ ذارش وسو نه يف‬
‫حنو ثالث عرش س نة وصولت اليوه الشوارة املتضومنة لسو ين البشوارة مون‬
‫بعض احملبوني الخوذين عون جوده الشو يخ احلسوني وذكل بوأن يلوتس منوه‬
‫طريق الخوذ والتصوال والرابطوة املعروفوة بوني السوادة الصووفية ‪ ،‬لسو امي‬
‫واخلاق مهنم السالف العلوية ‪ .‬قال ‪ :‬فقلت لش يحنا احلسني آريود تلقوني‬
‫اذلكر ولبواس اخلرقوة ‪ ،‬فقوال ‪ :‬آتقودر آن تصووم ثالثوة آايم ؟ فقلوت نعوم !‬
‫فأمرين بصوهما ومل يشعر بذكل آحد لالوادل عبد هللا ولغريه من الهول ‪،‬‬
‫فلام مضت الثالثة الايم دعاين يف اليوم الرابع وقت صالة الضحئ قبول آن‬

‫‪126‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يصلهيا ‪ ،‬فأمرين ابلغسل وآن آنوي به غسل التوبة وصوالة رجعتوني وآنووي‬
‫اهام رجعيت التوبة ‪ ،‬ففعلت ذكل وآتيته فوجدته حني فرغ من صالة الضحئ‬
‫‪ ،‬جفلووس مدبعووا وتوجووه ا ويل وآان مسو تقبل القووبةل ‪ ،‬فوضووع يووده عووىل رآيس‬
‫ولقنووين لكمووة الخووالق ‪ :‬لاهل ال هللا محموود رسووول هللا ‪ ،‬وعلمووين النف و‬
‫والثبوات وقوال يل وقلبوك هاهنوا يف شووقك اليرسو ‪ ،‬فواذا نفيوت بوول اهل‬
‫فالتفت اىل شوقك الميون مث التفوت اىل شوقك اليرسو اذلي فيوه قلبوك ‪،‬‬
‫ووضع مس بحته عىل قل ‪ ،‬وكنت قود قورآت عليوه بدايوة الهدايوة لالموام‬
‫الغزايل ‪ ،‬وكتاب الذاكر النووية ‪ ،‬وكتاب الفصول املهمة يف مناقوب ال وة‬
‫الثين عرش ‪ ،‬ويعت منه مايقرآ عليه من كتب التفسري والتصووف مكعوامل‬
‫التنوووزيل للبغوووي ‪ ،‬ورسوواةل القشووريي ورشةووا للش و يخ زكووراي ‪ ،‬والهبجووة‬
‫للعامري يف السري ‪ ،‬واحل العطائيوة ورشةوا لبون عبواد النفوري وغوريه ‪.‬‬
‫وعىل غريه فواين قود قورآت عوىل اجلود عبود هللا بون احلسوني بعوض مهنواأ‬
‫عيل قدس هللا روةام حبفظ الرشاد‬ ‫العابدين ‪ ،‬ورشح ابن قامس ‪ .‬وآشارا و‬
‫يف الفقه ‪ ،‬واكن ذكل لكه مع آشغال مس تغرقة لكورث الوقوات لوول حلوول‬
‫ن رهام الرشيف اكنت ل كة الوقات ماحقه هذا معىن الكمه ‪.‬‬
‫وقال آيضا مامعناه ‪ :‬واكن هذا اجهتوادي وطلو للتلقوني واللبواس‬
‫مع غفةل من آكرث الناس اذلين يف انحية البدل عن هوذا الشوأن ومافيوه مون‬
‫علو املاكنة ورشف الدمان مع آنم يوأتون اىل سو يدي الووادل احلسوني بون‬
‫معر من لك انحية واقلمي ‪ ،‬قاصدين جدوى رسه الع مي ‪ ،‬مفمن قصده من‬
‫العوالم والجووةل الكورام السووادات الع ووام الشو يخ احلبيووب امحود بوون زيوون‬
‫احلب ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( قلت ) ويعت من س يدي ودله احلبيب طالب بون حسوني آنوه‬


‫ملا ورد عليه احلبيب امحد بن زين احلب متثل ببيت ال ع املشهور وهوو‬
‫قوهل من قصيدة ‪:‬‬
‫عىس يعودون عوادي وزواري‬ ‫ايممر برىب جند آعد مر‬
‫قال وممن قصده للزايرة والت رش ومشول ن ره الرشيف والخوذ عنوه‬
‫احلبيووب معوور بوون عبوود الوورمحن البووار ‪ ،‬والسو يد اجلليوول معوور حاموود منفوور‬
‫ابعلوي ‪ ،‬والس يد محمد بن زين بن يي‪ ،‬ابعلوي ‪ .‬وابملاكتبة احلبيب عبود‬
‫هللا بن جعفر مدهر ‪ .‬وآرسل رساةل يف حنو الكراس سامها ( ملعة النو اس‬
‫من ارشاق العمل العطاس ) جوااب عىل ماكتبة مين اليوه بعود آن سوافر مون‬
‫اجلهة احلرضمية اىل احلرمني الرشيفني بعد تزوجوه بودوعن ببنوت امحود بون‬
‫آن بكر مودهر بواسوطة شو يحنا القودوة معور بون عبود الورمحن البوار هوذا‬
‫ملحص الكمه ‪.‬‬
‫قووال ‪ :‬ومموون قصوود شو يحنا احلسووني الشو يخ معوور بوون عبوود القووادر‬
‫العمودي صاحب قيدون ‪ ،‬والش يخ سعيد بون عبود هللا ابعشون صواحب‬
‫الوورابط ‪ ،‬والش و يخ محموود وامحوود وعبوود الوورمحن آبنوواء الش و يخ عوويل ابراس‬
‫‪،‬وغووريمه مموون لحيىصو عووددمه ‪ .‬وهووو نفووع هللا بووه قوود تلقوون ولووبس اخلرقووة‬
‫الصوفية عن وادله سو يدان معور ‪ ،‬وقود حوررت ذكل لكوه يف صودر كتوان‬
‫املسوومئ بووو ( القرطووواس يف مناقووب العطووواس ) وآثبووت املن وموووة يل يف‬
‫السلسةل يف آخور فصول ذكور لبواس اخلرقوة ‪ .‬قوال ‪ :‬وقود رآيوت يف بعوض‬
‫املنامات الش يخ عيل بون عبود هللا ابراس جواء اىل بودل حريضوه يف جامعوة‬
‫موون آحصابووه وغووريمه ‪ ،‬خفطوور يف ابيل آن آطلووب منووه التلقووني واللبوواس آم‬

‫‪128‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آتأدب مع ش يحنا الوادل احلسني وآكتف ابلخذ عنه ‪ ،‬فأجابين الش يخ عيل‬
‫عىل ذكل اخلاطر وقال ‪ :‬يكفيك الخوذ عنوه هوذا معوىن الكموه ر هللا‬
‫عنه ‪.‬‬
‫وحيو انهتوويئ بنووا الووأم اىل هووذا املقووام موون ذكوور لبوواس اخلرقووة‬
‫الرشيفة وتلقني اذلكر فلننبه هنا عىل صفة التلقني واللباس والتحكومي وعقود‬
‫الخوة ‪ ،‬وقد آطلت النقل يف ذكل يف كتان ( فيض الرسار ) املار ذكوره‬
‫عن كتاب اجلوزء اللطيوف يف التحكومي الرشويف للشو يخ عبود هللا بون آن‬
‫بكر العيدروس ‪ ،‬ومن ال قة املش يقة لخيه الش يخ عيل ‪.‬‬
‫وهنووا ننقوول عبووارة خمت ووة ممووا كتبووه الشو يخ عبوود هللا بوون علوووي‬
‫احلداد اىل تلميذه الش يخ عبود هللا بون عوون العموودي وهوو آحود مشواخي‬
‫س يدان احلبيب عيل ‪ ،‬ونعقبه بذكر يشء مموا نقلنواه عون الكتوابني املوذكورين‬
‫لتمت الفائدة ‪ ،‬رجاء العائدة وحلول ن رمه ومشول براك م طلبا للتش به اهم ‪،‬‬
‫رجوواء التحقووق ابدلخووول يف سوولكهم ‪ .‬مفووام كتووب بووه سو يدي احلبيووب عوويل‬
‫قدس هللا روحه لبعض حمبيه ‪ :‬مث الصادر اليك هدية ووصةل ووس يةل اىل‬
‫هللا واىل رسوووهل ‪ ،‬ويه القصوويدة الوويت ن منووا فهيووا اس و ناد مشوواخينا وهووو‬
‫الس ناد اذلي زادت به آمة محمد صىل هللا عليه وآهل وسمل عىل سوائر المم‬
‫‪ ،‬وهو حبل هللا املتني ‪ ،‬وسلطانه املبني ويه السلسةل املتصةل اليت من مل‬
‫تكن هل بأهلها علقة ‪ ،‬ومل تتصل منه اها حلقة ‪ ،‬مل يعرف هللا حقوه ‪ .‬انهتويئ‬
‫‪.‬‬
‫وقال الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد ابعلوي ‪ :‬بسوم هللا الورمحن‬
‫الرحمي ‪ ،‬وذكر فوان اذلكورى تنفوع املوؤمنني ‪ ،‬وصوىل هللا عوىل سو يدان محمود‬

‫‪129‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الرسووول المووني ‪ ،‬وعووىل آهل وحصبووه الكوورمني ‪ ،‬موون عبوود هللا بوون علوووي‬
‫احلداد ابعلوي اىل احملب الجل الش يخ المكول الفقيوه عبود هللا بون عوون‬
‫العمووودي ‪ ،‬سوولمه هللا وجعووهل موون عبوواده الصوواحلني ‪ ،‬الهووادين املهتوودين ‪،‬‬
‫اذلاكوورين املووذكورين ‪ ،‬هلل ويف سووبيل هللا رب العوواملني ‪ .‬السووالم علووي‬
‫ورمحة هللا وبراكته وعىل الولد املباركني ‪ ،‬وقد وصول كتواب وحصول بوه‬
‫النس و ديد املعاهدة وجواب كتواب التعويود ‪ ،‬وقود صودر الوي حصبوة‬
‫احملب الش يخ معر ابعبد القوادر ‪ ،‬وادلعواء مبوذول ومسوؤول ‪ .‬وذكورمت آن‬
‫بعض احملبني الراغبني يسألون من آن تلقنومه اذلكر يف ادلعواء وطلبومت منوا‬
‫الذن يف التلقني عىل حسب مالنا من الذن فيه آوقريب من ذكل ‪ ،‬وكنوا‬
‫قوود حسووبنا حي و عقوودان بيوون وبووني آخووي الش و يخ معوور ابعبوود القووادر‬
‫العمووودي الخوووة ولقنووا‪ ،‬اذلكوور آان آذان ل و يف تلقووني موون سووأل ذكل موون‬
‫الراغبني ممن ليس ببعيد حاهل عن يشء من الرغبة والتوجه املتيرس يف هذا‬
‫الزمووان ‪ ،‬فكنووه مل يتفووق يف ذكل الن مووع التلقووني ‪ ،‬فالتسو مت ذكل الن ‪،‬‬
‫فقد آذان ل آن تلقنوا من يرغب فيوه مون وعشومون منوه شويئا مون رواحئ‬
‫الصدق املتيرس يف هذا الزمان املبواررش ‪ ،‬وطلبومت كيفيوة ذكل وادلعواء اذلي‬
‫يكووون بعووده ‪ ،‬فنووذكر شوويئا موون هووذا املطلوووب عووىل قصوود العوواز لضوويق‬
‫الوقت واس تيئالء الضعف فنقول ‪ :‬اذا اجتع جامعوة لقصود التلقوني فينبغو‬
‫آن يبدآ بقرآءة الفاحتة املع مة للت رش ولنا ملا قرئت هل ‪ ،‬مث يقوول ‪ :‬امللقون‬
‫للحووارضين موون الوراغبني قولووا ‪ :‬نشووهد آن ل اهل ال هللا ونشووهد آن محموودا‬
‫رسول هللا ‪ ،‬قولوا ‪ :‬لاهل ال هللا ‪ ،‬ل اهل ال هللا ‪ ،‬ل اهل ال هللا ‪ .‬مث يقول‬
‫امللقن املتقودم ‪ :‬اللهوم صول عوىل محمود وعوىل آل محمود النو ال الصوادق‬

‫‪130‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫المني ‪ ،‬اللهم اسكل بنا طرائقهوا‪ ،‬وحققنوا حبقائقهوا ‪ ،‬واجعلنوا مون صواحل‬
‫آهلها ‪ ،‬واحينا وآمتنا عىل ذكل من المنني املطمئنني اذلين لخووف علوهيم‬
‫ولمه حيزنون ‪ ،‬برمحتك اي آرمح الرامحني ‪ ،‬اللهم اان نسأكل اليقوني والعافيوة‬
‫‪ ،‬والوفوواة عووىل السووالم ‪ ،‬اللهووم ثبتنووا ابلقووول الثابووت يف احليوواة ادلنيووا ويف‬
‫الخوورة ‪ ،‬ربنووا افوورغ علينووا ص و ا وتوفنووا مسوولمني ‪ ،‬واغفوور لنووا ولوادلينووا‬
‫وملشوواخينا يف ادليوون ‪ ،‬وللمووؤمنني واملؤمنووات ‪ ،‬واملسوولمني واملسوولامت ‪،‬‬
‫الحياء مهنم والموات ‪ ،‬انك ييع ادلعاء ‪ ،‬وامحلد هلل رب العاملني ‪ .‬انهتيئ‬
‫ماريه س يدان احلبيب عبد هللا احلداد لتلميذه الش يخ عبود هللا بون عوون‬
‫العمودي نفعنا هللا اهام ‪.‬‬
‫وممووا يتعلووق بووذكل يف كيفيووة الخووذ عوون املشوواخي للعهوود والتلقووني‬
‫واللباس وعقد الخوة وهو ماذكرته يف كتان املذكور آنف ًا نقال عن الكتوابني‬
‫املار ذكرهام ‪ ،‬واملرشال الوروي يف مناقوب السوادة بوين علووي وهوو حمصول‬
‫ماذكروه ‪ ،‬وحينئذ فالكيفية الويت ذكروهوا يف آخوذ العهود ولوبس اخلرقوة آن‬
‫يتطهر ويأمر املريد ابلتطهر من احلدث واخلب ليهتيأ لقبول مايلقيه عليوه ‪،‬‬
‫ويتوجه اىل هللا ويسأهل القبول هلام ويتوسل اليوه يف ذكل اكحمود صوىل هللا‬
‫عليه وآهل وسمل لنه الواسطة يف ذكل بينه وبوني خلقوه ‪ ،‬ويضوع يوده الميوىن‬
‫عىل يد املريد الميوىن بوأن يضوع راحتوه عوىل راحتوه ويقوبض ااهاموه بأصوابعه‬
‫ويقول ‪ :‬آعوذ ابهلل من الش يطان الرجمي ‪ ،‬ويقرآ الفاحتة ويقرآ { ايآ ا اذليون‬
‫آمنوا اتقوا هللا حق تقاته } ‪ .1‬الية ‪ { .‬واعتصموا حببل هللا مجيعا }‪ 2‬اىل {‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 103 :‬آل عمران‬

‫‪131‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫تدون } { ولقد وصينا اذلين آوتوا الكتاب من قبل وااي‪ ،‬آن اتقوا هللا }‬
‫‪3‬ويقول ‪ :‬آوصي واايي بتقوى هللا ‪ ،‬ويقول املريود منول ماقوال ‪ ،‬مث يقوول‬
‫هل قل ‪ :‬اللهم اين آشهدرش وآشهد مالئكتك وآنبيائك ورسكل آين قد قبلتوه‬
‫ش يها يف هللا ومرشدا وداعيا ‪ ،‬ويقول الشو يخ ‪ :‬اللهوم اين آشوهدرش ‪ .‬اخل ‪.‬‬
‫اين قد قبلته ودلا يف هللا فاقبهل وآقبل عليه وكن هل ولتكون عليوه ‪ ،‬وان ور‬
‫بعني عنايتك اليه ‪ ،‬ويقول ‪ :‬اللهوم آصولحنا واصولح بنوا ‪ ،‬واهودان وارشودان‬
‫وارشوود بنووا ‪ ،‬اللهووم آران احلووق حقووا واهلمنووا اتباعووه ‪ ،‬وآران الباطوول ابطووال‬
‫وارزقنا اجتنابه ‪ ،‬اللهم اقطع عنا لك قاطع يقطعنا عنك ‪ ،‬ولتقطعنا عنوك‬
‫ولعشغلنا بغوريرش اي آرمح الورامحني ‪ .‬مث يقوول ‪ :‬وهللا عوىل موانقول وكيول ‪،‬‬
‫مفن نك فامنا ينك عوىل نفسوه ومون آوىف اكوا عاهود عليوه هللا فسو يؤتيه‬
‫آجرا ع امي ‪.‬‬
‫وذكر بعضهم كيفيات كثرية ‪ .‬واكن مشس الشموس الش يخ عبد هللا‬
‫العيدروس نفع هللا بوه اذا آخوذ العهود يوأمر املريود ابلتوبوة والسو تغفار وآن‬
‫يقول ‪ :‬آشهد آن لاهل ال هللا وحوده لرشيوك هل ‪ ،‬وآشوهد ان محمودا عبوده‬
‫ورسوهل ‪ ،‬آمنت ابهلل وكتبه ورسهل واليوم الخر ‪ ،‬والقودر خوريه ورشه ‪،‬‬
‫وعووذاب القو ونعميووه وسوؤال امللكووني والبعو وال وواط واجلنووة والنووار ‪،‬‬
‫رضيت ابهلل راب ‪ ،‬وابلسالم دينا واكحمود صوىل هللا عليوه وآهل وسومل نبيوا‬
‫ورسووول ‪ ،‬رضوويت بووك شو يها وواسووطة اىل هللا ‪ .‬مث يقووول ‪ :‬مووذهبنا يف‬

‫‪2‬‬
‫اآلية ‪ 103 :‬آ ل عمران‬
‫‪3‬‬
‫اآلية ‪ 131 :‬النساء‬

‫‪132‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الفووروال مووذهب الشووافع ‪ ،‬ويف الصووول مووذهب آن احلسوون الشووعري‬


‫ر هللا عهنام ‪ ،‬وطريقتنا طريق الصوفية ر هللا عهنم ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وعىل املةل فهو اكلعقود الفقهية يكفو فهيوا اعواب وقبوول ‪ ،‬وموازاد‬
‫عوووىل ذكل مووون الهيئوووأت وتعووودد الصوووور والكيفيوووات فهوووو مووون الموووور‬
‫املس تحس نات ‪ ،‬وللك درجات ‪ .‬قال ‪ :‬واذا آراد آن يلبسه اخلرقة فليتطهر‬
‫ويأمره ابلتطهري كام مر ‪ ،‬مث توضع اخلرقة بوني يود ام ويقورآ الفاحتوة ويلبسوها‬
‫الش يخ بيده للمريد قاصدا بذكل النيابة عن هللا تعواىل ورسووهل صوىل هللا‬
‫عليوه وآهل وسوومل ‪ ،‬مث يوذكر نسووبهتا كن يقووول ‪ :‬آان آلبسوها كل كووام آلبسو ين‬
‫رشوال الووروي ‪ .‬زاد الشو يخ‬
‫اايهووا شو يح فووالن ‪ .‬اىل آخرهووا‪ .‬هكووذا يف امل و‬
‫عبوود القووادر العقمي و النصوواري يف رسووالته املسووامة ( الفتوحووات اللهيووة )‬
‫ويس تحب للمريد آن يصيل رجعتوني شوكرا هلل تعواىل عوىل موا آنعوم هللا بوه‬
‫عليه وتوفيقه هل ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫رش وال ‪ :‬واذا آراد آن يلقنووه اذلكوور فليتطهوور كووام موور‬
‫مث قووال يف امل و‬
‫وعلسه بني يديه ويأمره بتغميض عينيه ويلقنه ‪ :‬ل اهل ال هللا ثالث مرات‬
‫‪ ،‬وميد اها صوته ‪ ،‬مث يقرآ الفاحتة والخالق واملعوذتني و لول ماشواء هللا‬
‫و وودي ذكل اىل حرضووة النو صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل وسووائر النبيوواء‬
‫واملرسلني والصاحلني واملسلمني آمجعني ‪.‬‬
‫وآما عقد الخوة فيقر ن قبل عقودها ( والع و ) ويعقودونا عنود‬
‫قرآءة { وتواصوا ابحلق وتواصوا ابلص } مث يقول آحدهام للخور وآخيتوك‬
‫يف هللا تعاىل واسقطنا احلقوق والكفوة ‪ ،‬ويقوول الخور مونهل ‪ ،‬ويقور ن {‬

‫‪133‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الخالء يومئذ بعضهم لبعض عدوا ال املتقني } ‪ 1‬ويقول ‪ :‬اللهم اجعلنا مون‬
‫الخووالء املتقووني املتحووابني جبووالكل ‪ ،‬املتنوووزهني يف رايض نووور جووامكل ‪،‬‬
‫املس توجبني حمبتك ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬مانقلناه بطوهل ‪.‬‬
‫وذكر الش يخ العوارف ابهلل مرسوال الميوين ر هللا عنوه يف بعوض‬
‫رسائهل يف التصووف قوال ‪ ( :‬فائودة ) يف التلقوني ويف فضول لاهل ال هللا ‪.‬‬
‫روى بعض احملدثني عن عيل بن آن طالب ر هللا عنه آنه قال لرسوول‬
‫هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ :‬ايرسول هللا دلوين عوىل آقورب الطورق اىل‬
‫هللا وآفضلها عند هللا وآسهلها عىل عباد هللا ؟ فقال رسول هللا صوىل هللا‬
‫عليه وآهل وسمل مب وصلت به النبوة ؟ فقال عويل كورم هللا وتوه ‪ :‬ومواذارش‬
‫ايرسول هللا ؟ قال ‪ :‬مداومة اذلكر ‪ ،‬قال ايرسول هللا آهكذا آفضلية اذلكر‬
‫فلك الناس ذاكرون ‪ ،‬فقال ‪ :‬مه ايعيل مواتقوم السواعة وعوىل وجوه الرض‬
‫من يقول هللا هللا ‪ ،‬مث قال عويل ‪ :‬وكيوف آذكوره ايرسوول هللا ‪ ،‬قوال ايوع‬
‫مين ح آقولها ثالاث وآنت عسمع مث قلها ثوالاث وآان آيوع ‪ ،‬مث قوال رسوول‬
‫هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ‪ :‬ل اهل ال هللا ‪ ،‬ل اهل ال هللا ‪ ،‬ل اهل ال‬
‫هللا ‪ .‬ثالاث ‪ .‬فسمع عيل ر هللا عنه من رسول هللا صىل هللا عليه وآهل‬
‫وسمل مث قالهوا عويل ثوالاث ‪ ،‬وبعود مايعهوا منوه آجواز هل آن يلقون غوريه ‪،‬‬
‫فلقن احلسن الب ي جمزي ًا هل فسمع المام احلسون الب وي مون عويل كورم‬
‫هللا وته وقال منل مايع منه ‪ .‬مث ذكر مشاخي الس ند اىل آن آوصوهل اليوه‬
‫‪ ،‬وقووال بعووده ‪ :‬فووايع مووين اي آل وفقووك هللا واايي ملووا حيووب ويوورىض ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 67 :‬الزخرف‬

‫‪134‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقلها كام يعت مين فقد يعهتا من املشاخي قدس هللا آرواةوم ‪ ،‬وداموت‬
‫براك م ‪.‬‬
‫( قلوووت ) وقووود رآيوووت يف بعوووض الووورواايت آن الشووو يخ معووور‬
‫السهروردي لقن الفقيه امحد بن موىس بن جعيل نفوع هللا اهوام هوذا التلقوني‬
‫ابحلرم الرشيف اككة املرشفة رشفها هللا تعاىل ‪ ،‬فهذا يشء معتىن به لكون‬
‫آحصاب رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل وآتباعهم وآوليواء هللا املقوربني‬
‫قد اس تعملوه وآس ندوه وهو هذا التلقوني عوىل رشطوه املعوروف ‪ ،‬فتكوون‬
‫مصيب ًا مأجور ًا متبعا لس نة رسول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬فصوار‬
‫هذا التلقني آكد من لبس اخلرقة وآحص يف اسوتناده ‪ ،‬ولغوىن عوهنام للمريود‬
‫الطالب آيضا ‪.‬‬
‫وروي يف تفسوووري ادلرر يف فضووول ل اهل ال هللا قوووال رسوووول هللا‬
‫صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ( موون قووال ل اهل ال هللا وموودو ها هوودمت عنووه‬
‫آربعة آلف ذنب من الكبائر ) ويف معىن هذا آيضا آن رجلوني اختصوام اىل‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسومل الوف آحودهام عوىل دعووى صواحبه‬
‫ابهلل اذلي ل اهل ال هو و قمدو اها صوته وهو اكذب ‪ ،‬فلام حلف نزل ج يول‬
‫عليه السالم فقال ‪ :‬انه اكذب فامي حلف ولكون هللا غفور هل ملو وا مود صووته‬
‫بولاهل ال هللا ‪ .‬وفائوودة املوود حتقيووق التلقووني وآنوه لخيلووو املوود موون رس فيووه‬
‫واجتالب احلضور وحتقيق نف ماسواه ‪ .‬ولهذا ورد يف احلدي ( من ذكور‬
‫هللا وقلبه سا ٍه عن هللا فاهللا خصمه يوم القيامة )‬
‫وقووال آيضووا ‪ :‬نكتووة مفيوودة يف البيعووة ‪ :‬اعوومل آن العقوود والبيعووة بووني‬
‫الفقري والش يخ آصلية دينيوة رشعيوة ‪ ،‬فوال عهول قودرها ول مول رشطهوا‬

‫‪135‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وهو مارواه مسمل يف جامعه ابس ناده عون رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل قال ( من خلع يده من طاعة لق هللا يوم القياموة ول وة هل ‪ ،‬ومون‬
‫مات وليس يف عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ويودخل يف مضون ذكل مون‬
‫تتلمذ لش يخ حمقق وابيعه عىل طاعة هللا تعاىل والسلورش عوىل الطريقوة اىل‬
‫هللا مث ابينه وعصاه فقد خلع يده من البيعة الرشعية ‪ .‬اىل آخره ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وس يأيت عن س يدي الس تاذ الع م احلبيب عيل نقل مقوالت يف‬
‫الدب مع املشواخي ونقلنواه هنوا بطووهل لتشوويق فوروال آهول هوذه الطريقوة‬
‫ليصلوا اىل مافهيا من معاين احلقيقوة ‪ .‬ومعوىن التحكومي وحقيقوة القواء املريود‬
‫نفسه بني يدي الش يخ اكمليت بني يدي الغاسل ‪ ،‬قال الش يخ المام محمود‬
‫بن معر حبرق احلرض رمحه هللا ونفع به يف كتاب ( مواهب القودوس يف‬
‫مناقووب ابوون العيوودروس ) يف رشح قصوويدة الش و يخ ان بكوور العوودين يف‬
‫الأم عىل قوهل ‪:‬‬
‫هل حتكمينا وبه اقتديــنا‬ ‫عفيف ادلين حم ادلين حقا‬
‫حمكه علهيوا وواهرا وابطنوا برضواء‬ ‫والتحكمي انقياد النفس حل من و‬
‫واختيار ‪ ،‬مع اعتقاد آن ماح به علهيا هو احلق ‪ .‬ومنوه قووهل تعواىل لنبيوه‬
‫صىل هللا عليه وسمل { فال وربك ليؤمنون ح حيمكورش فامي جشر بيهنم مث‬
‫لعدوا يف آنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا عسلامي }‪ 1‬فنفئ س بحانه الميان‬
‫عن من مل حي الرسول عىل نفسه مث من حمكوه ووجود يف نفسوه حرجوا ‪،‬‬
‫آي ضيقا مون قضوائه ومل يسوتنقهل ب واهره وابطنوه ‪ .‬ولسو يدان العيودروس‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 65 :‬النساء‬

‫‪136‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قدس هللا روحه تصنيف رشيف واف شاف سامه ( اجلزء اللطيف يف عمل‬
‫التحكمي الرشيف ) آا فيه ابلعمب العجاب ‪ ،‬وآغىن اكوا فيوه عون العواز‬
‫والطناب ‪ ،‬وذكر فيه ماورد يف الباس اخلرقة الصوفية من الخبوار والاثر‬
‫‪ ،‬وصفة التحكمي الوارد عن املشاخي ‪ ،‬وعد مشواخيه اذليون آخوذ عوهنم اليود‬
‫والذن يف الباس اخلرقة الصوفية الرشيفة ‪ .‬مث قوال يف آخور الكموه ‪ :‬ومون‬
‫الاثر عن الش يخ شوهاب ادليون السوهروردي رمحوه هللا آنوه قوال يف كتابوه‬
‫العوارف ‪ :‬لوبس اخلرقوة الصووفية ارتبواط بوني الشو يخ وبوني املريود وحتكومي‬
‫للش يخ من املريد يف نفسه لريشده و ديه ويعرفه الطريق ‪ ،‬ويب ه بأفوات‬
‫نفسه وفساد آعامهل ومداخل الش يطان عليه ‪ .‬فتحكومي املريود للشو يخ عوىل‬
‫احلقيقة دخول يف ح هللا وح رسوهل اذلي آقسم هللا بربوبيته عوىل نفو‬
‫الميان عن من مل يرىض به ‪ .‬مث قال الش يخ رمحوه هللا ‪ :‬فهوو شوبيه اكبايعوة‬
‫الصوووحابة ر هللا عوووهنم للنووو صوووىل هللا عليوووه وآهل وسووومل الثابتوووة يف‬
‫الصحيحني كقوول عبوادة بون الصوامت ر هللا عنوه ‪ :‬ابيعنوا رسوول هللا‬
‫صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل عووىل السوومع والطاعووة يف العرسوو واليرسوو ‪،‬‬
‫واملنش‪ ،‬واملكوره ‪ ،‬وآن لننوازال المور آهوهل ‪ ،‬وآن نقوول احلوق حيو كنوا‬
‫ولخنووواف يف هللا لوموووة لمئ ‪ .‬مث ذكووور صوووفة حتكووومي الشووو يخ عبووود هللا‬
‫العيدروس نفع هللا به ‪ :‬وعىل الش يخ للمريودين آن يعلمهوم العقائود وموايلزم‬
‫علمه من الواجبات ‪ .‬وس يأيت يف آخر الفصل اذلي فيه ذكر مشواخيه اعوادة‬
‫ذلكر لبس اخلرقة والتلقني ودليلهام من الس نة ان شاء هللا تعاىل ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) يف نتيجة ك ى تتضمن ملةل آخرى مون آحووال سو يدي‬


‫مشاكة النوار ومصفاة الرسار احلبيب عيل بن حسون املوراد اهوذه املوأ ‪،‬‬
‫وذكل يف بيان وذكر عنووان موا تيرسو هل مون هوذا الشوأن بواسوطة الوروح‬
‫احملمدية والعدة النبوية من آسالفه البرار ‪ ،‬وماهل مهنم مون مزيود العنواايت‬
‫يف مجيع النش ئأت والطوار ‪ ،‬ومن الهبات واملوأ والعطوااي مون فضول ذي‬
‫الكوورم واملوون الوويت لهووتص بووزمن دون زموون ‪ ،‬وآكوورث ذكل مووأخوذ عنووه‬
‫ومقتبس منه ‪ .‬اعمل آنه ر هللا عنه ونفع به بعد وفاة مربيه ومؤدبه ‪ ،‬من‬
‫نوره هل معر ‪ ،‬ورسه هل مغر ‪ ،‬جده الش يخ احلسني بن احلبيوب معور وقود‬
‫تأهل للقاء الرجوال ‪ ،‬والزدايد مون حتقيوق املقاموات والحووال ‪ ،‬وذكل آن‬

‫‪138‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلبيب حسني بن معر قدس هللا روةوام توويف منتصوف لويةل ايمخويس يف‬
‫اثين عرش جامد الثاين س نة ‪ 1139‬عسع بتقدمي التاء املثناة من فووق عوىل‬
‫السني وثالثني ومائة وآلف ‪ ،‬ولصاحب الدمجة من العمر س بع عرش س نة‬
‫‪ ،‬بتقدمي السني عىل املوحدة ‪ ،‬اينئذ مجع الرحةل اىل مدينة تورمي عوىل نيوة‬
‫الطلب ‪ ،‬ومزامحته الش ياد ابلركب ‪ ،‬مع حدة اذلاكء وقوة الفهوم والعسواال‬
‫يف ذكل ‪ ،‬واجتالء معانيه ‪ ،‬ولقاء املشاخي اذلين ممن اهم يشو يد بنواء ادليون‬
‫ويعليه ‪ .‬فلام وصل اىل تورمي واسو تقر اهوا اذ وصول اليوه آخووه رفيوع القودر‬
‫آبوبكر ومعه كتاب من جدهام احلبيب عبد هللا ابن احلسني بن معور يقوول‬
‫فيه ‪ :‬اىل الودل عيل بن حسن رساأ ال لمة بلغنا آنك تريد القامة يف ترمي‬
‫‪ ،‬وترمي لحتتاأ اليك ‪ ،‬فهيوا مون يكفهيوا مون آهلهوا ‪ ،‬وآنوت لحتتواأ الهيوا‬
‫وآرضك حمتاجة اليوك ‪ ،‬وحوال وقوفوك عوىل كتابنوا تعوود الينوا يف احلوال ‪.‬‬
‫وقال لخيه آن بكر وآنت القامئ عليه آن ليقف ساعة بعد ما تصول اليوه ‪.‬‬
‫واكن اذ ذارش يف مسجد احلبيب عبد هللا بن علوي احلداد حباوي تورمي يف‬
‫وقت خليفته احلبيب علوي بون عبود هللا احلوداد نفعنوا هللا اهوم ‪ .‬وملوا اكن‬
‫صبح تكل الليةل اليت وصل فهيا آخوه طلع لزايرة س يدان الفقيه املقدم ومون‬
‫يف تكل الدبة ممن ترد يف حرضة الشهود ‪ ،‬وتقدم لزايرة الحيواء يف الوبدل‬
‫‪ ،‬اذلي لحي مه يف ذكل عدد ‪ ،‬اكلمام احلبيب عبد الرمحن بن عبود هللا‬
‫بلفقيه ‪ ،‬واحلبيب معر حامد ‪ ،‬واحلبيب عبود هللا بون سوهل مجول الليول ‪،‬‬
‫واحلبيووب طوواهر بوون هووامش ‪ ،‬واحلبيووب سووقاف العيوودروس قوودس هللا‬
‫آرواةم ‪ ،‬واكن ذكل اليوم يوم مجعة ‪ .‬فبيامن هو سائر اىل مسجد اجلامع اذ‬
‫آقبل رجل رشيف شيبة آمعئ تقوده جارية سوداء ‪ ،‬فلام آحوس بوه وبأخيوه‬

‫‪139‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آن بكر قال ‪ :‬قف ! فصااناه فقال ‪ :‬من آنامت ؟ فأخ انه وسألناه من آنوت‬
‫؟ فقوال ‪ :‬آان عبود هللا بون آن بكور خوورد ‪ ،‬فأخوذان بيوده ودخلنوا املسووجد‬
‫وصلينا وخرجنا حنن واحلبيب علوي بن عبد هللا احلداد اىل بيوت احلبيوب‬
‫عبد هللا احلداد املرتبة فيوه احلرضوة يف الوبالد ‪ ،‬وذكل مون وقوت احلبيوب‬
‫عبد هللا ‪ ،‬وكنا قد عزمنا حنن والصنو آبوبكر عىل الرواح ‪ ،‬اصل جاذب‬
‫قوي ومقصد آخروي لالجامتال ابحلبيب عبود هللا خورد املوذكور ‪ ،‬فرسوت‬
‫من احلاوي اىل ترمي وطلبت الس يد عبد هللا خرد املذكور ‪ ،‬فلوام جلسوت‬
‫معه قال حنن قد اش تقنا الي من آول البكورة واذا عنوده السو يد عبود هللا‬
‫بن محمد العيودروس يقورآ يف كتواب فوتح اجلوواد رشح الرشواد ‪ ،‬وقود اكن‬
‫الس يد عبد هللا املذكور حيفظ الرشاد وحيفوظ اللفيوة يف النحوو ‪ ،‬وحيفوظ‬
‫القرآن ‪ ،‬واكن ورده لك يوم ربع القرآن وربوع الرشواد وربوع اللفيوة ‪ ،‬واكن‬
‫آخذه عن احلبيب امحد الهندوان وغريه ‪ ،‬وقرآ عليه جامعة ‪ ،‬مهنم ‪ :‬احلبيب‬
‫عبوود هللا بوون علوووي العيوودروس صوواحب بووور ‪ ،‬واحلبيووب امحوود بوون عبوود‬
‫الرمحن بن محمد العيدروس صاحب ادلحقة بش بام ‪ ،‬والش يخ سامل ابفضول‬
‫‪ .‬فلام آردت اخلروأ من عنده قال ‪ :‬هللا خليفيت عليك ‪ ،‬فلوام وصولت اىل‬
‫بدلي اخدت لزايرته ماش يا عىل قد لبس ًا دللق ‪ ،‬آخذ ًا لعصايت وآمقت‬
‫عنووده ماشوواء هللا ‪ ،‬مث اين رست آيضووا لووزايرة توورمي سو نة ‪ 1143‬ثووالث‬
‫وآربعني ومائة وآلف مث يف س نة ايمخسني ‪ .‬وزرت آيضا ترمي يف جامعة مون‬
‫الحصاب وزرانه ‪ .‬وقود ذكرتوه مون مجوةل مشواخي يف السلسوةل ‪ ،‬وملوا زار‬
‫احلبيب معر بن عبد الرمحن البار ابعلوي تورمي ومل عتوع ابلسو يد عبود هللا‬
‫خرد املذكور مث جاء خ وفاتوه وحنون عنود احلبيوب معور بون عبود الورمحن‬

‫‪140‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫البار ببدل القرين بدوعن تأسوف عليوه وعوىل عودم الجوامتال بوه وقوال ‪ :‬آموا‬
‫آنت ايس يد عويل فقود آدركتوه وفوات علينوا ‪ .‬وقووهل ر هللا عنوه لبسو ًا‬
‫دلق وذكل من تربية هللا تعاىل هل اكن لبسا شعار التواضع ‪.‬‬
‫وبلغنا عن احلبيب معر بن عبد الرمحن البار نفوع هللا بوه آنوه قوال ‪:‬‬
‫صليت العيد مرارا يف جامع ترمي يف مرقوعة ‪ .‬وهكذا عوادة مشواخي الصووفية‬
‫املؤدبني اذا آاتمه مريد ليسوكل عوىل آيود م اذا اكن مون الرشاف آو آهول‬
‫الرايسات آمره بوويفة الويت تكرسو نفسوه و وذب آخالقوه كوام سو يأيت يف‬
‫حاكية للش يخ معروف بن عبد هللا ابجامل نفعنا هللا به ‪.‬‬
‫قووال ر هللا عنووه ‪ :‬مث اين ملارجعووت موون توورمي اىل بوودل حريضووة‬
‫آمقت اها ‪ ،‬وغالب جمليس يف زاوية املسجد اجلامع والقيام ابلماموة فيوه موع‬
‫مالزمة القراءة عىل س يدي الوادل عبد هللا والوادل امحد ابين الووادل حسوني‬
‫يف كتاب الحياء وغريه من كتب الفقه والتصووف والدب والطوب ‪ .‬واكن‬
‫ال ووادل عبوودهللا يقوودمين يف الصووالة فلوواماكن يف بعووض الايم وآان آق ورآ عووىل‬
‫ش يح احلبيب امحد بون احلسوني اذ جواء انسوان وآنشود قصويدة احلبيوب‬
‫امحد بن زين احلب اليت مطلعها ‪:‬‬
‫مع الذن يف اللباس عن قطب دورة‬ ‫لبست حبمد هللا لبسا حمقــقا‬
‫فلووام مت انشووادها حصوول يل انزعوواأ وشوووق لووزايرة احلبيووب امحوود‬
‫املذكور ‪ ،‬فعزمت عىل ذكل بعد آن شاورت سو يدي الووادل احلبيوب امحود‬
‫بن احلسني فأنعم يل بذكل ‪ ،‬فلام وصلت اىل حرضوته الرشويفة حصول منوه‬
‫غاية الكرام وقابلين ابلبرش والدحيوب والنعوام كوام يه عوادة آهول هللا موع‬
‫موون يووزورمه ‪ ،‬وجعوول يسووألين عوون مجووةل آحووايل ادلينيووة وادلنيويووة ‪ ،‬فلووام‬

‫‪141‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫سألين عن خاصة آمر املعيشة وغريها من هموامت الوقوت قلوت هل يف مجوةل‬


‫اخلطاب عىل هللا ‪ ،‬ف هر منه الرسوور اهوذه الكموة وقوال ‪ :‬نعوم عوىل هللا‬
‫فهو ايودلي ليطرح ‪ ،‬قلت هل لواكن الوقت مساعد لنفوارق ول سواعة ‪،‬‬
‫‪ ،‬وملا س بقنا يف املالزمة علي آحد ‪ .‬مث التست القرآءة عليوه يف يشء مون‬
‫الكتب فقال ‪ :‬اذلي تريد القرآءة فيه ‪ ،‬فقلت هل ماتقولون يف قورآءة الفاحتوة‬
‫علووي ؟ فقووال ‪ :‬يه اجلامعووة مليووع املطالووب ‪ ،‬فدبووع جالسووا يف حم وراب‬
‫مسجده وتوتت اليه وقرآ ا عليه ‪ ،‬مث قال يل ‪ :‬وحنون نريود قرآئهتوا علوي‬
‫فان جدرش احلبيب معر ملا آلبس احلبيب عبد هللا بن علووي احلوداد طلوب‬
‫منووه آن يلبسووه وقووال هل نلبسووك ايعبوود هللا برشووط آن تلبس و نا ‪ .‬مث ق ورآ‬
‫احلبيووب امحوود الفاحتووة حو آمكلهووا ‪ .‬واىل ذكل آرشت يف السلسووةل بقووويل‬
‫بيتني ‪:‬‬
‫وعن آمحد ابن الزين قد اكن آخذان لم كــتاب هللا عني العناية‬
‫قرآها لنا من بعد ما قد قووووووورآ ا علــيه ببيت هللا يف خري ساعة‬
‫قال ‪ :‬مث ذاكر بأحوال س يدي الووادل احلبيوب معور ونرشو شويئا مموا‬
‫يتعلق بأخالقه الكرمية ‪ .‬هذا حاصل الكمه املتعلق ابحلبيب امحد بن زين ‪.‬‬
‫وقوود توورو هل يف كتابووه سووفينة البضووائع ترمجووة وافيووة ‪ ( .‬قلووت )‬
‫واكذلي حصل هل مع احلبيب امحد بن زيون اذلي يقوال فيوه ‪ :‬آنوه بعود وفواة‬
‫ش يهه احلبيب عبد هللا احلداد انهتت اليوه رئاسوة حرضوموت ‪ ،‬حصول هل‬
‫مع س يدي احلبيب عبد هللا بن جعفر مدهر عند اجامتعه به بوادي دوعون‬
‫قريبووا مووون ذكل ‪ ،‬لنوووه ر هللا عنوووه ليووزال يقصووود ال وووة املسووولكني‬
‫لالقتباس من آنوارمه واللامتم ملا ينقودح مون صوفاء آحوواهلم وآرسارمه ‪ ،‬اذ‬

‫‪142‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هووو لت وأههل لِلوقوواح ‪ ،‬واس و تعداده لس و باب النجوواح جضوووء املشوواكة ذات‬
‫الزيتونة اليت يف الزجاجة واملصباح ‪ ،‬وهو آنه ذكر اجامتعه به آعوين احلبيوب‬
‫عبد هللا مدهر يف رساةل مس تقةل قال ‪ :‬ملا وصلت اىل بدل القرين لالجامتال‬
‫ابحلبيب معر البار طلبت منه آن عمع بيين وبني احلبيب عبد هللا املوذكور‬
‫يف ماكن خلوة ‪ ،‬فبيامن حنن يف بعض الليايل جمتعوني عنود بعوض احملبوني يف‬
‫جملس سامال ‪ ،‬فلام توس‪ ،‬اجمللس قام احلبيب معر البار وراكا الصوق رآيس‬
‫برآس احلبيب عبد هللا وقال ‪ :‬هذا مامضنت كل ايس يد عويل ‪ .‬وملوا انهتويئ‬
‫السوومر وبقيووت آان واحلبيووب عبوود هللا بوون جعفوور التسووت منووه اللبوواس‬
‫جكل ايس يد عيل آن تأخذ عين فعاودته يف ذكل‬ ‫والتلقني ‪ ،‬فقال يل ‪ :‬اين آ و‬
‫فأجابين اليه لكن برشط البايس هل كام وقع ذكل للحبيوب عبود هللا احلوداد‬
‫مووع جووده احلبيووب معوور ‪ ،‬ووقووع لسو يدي عوويل مووامر يف قورآءة الفاحتووة مووع‬
‫احلبيب امحد بن زين احلب كام ذكر ذكل وفصوهل يف رسواةل مسو تقةل ذكور‬
‫فهيووا مجيووع مووايتعلق ابجامتعووه ابحلبيووب عبوود هللا موودهر نفووع هللا اهووام ‪،‬‬
‫وماحصل هل معه من ابتدائه اىل انهتائه ‪ ،‬لن من عادتوه قودس هللا روحوه‬
‫اذا تكوم يف حوال آومقووام آوواقعوة آشو بع الفصول وآشووفئ الغليول ‪ ،‬ولووو ل‬
‫خوف الطاةل املقتضية للمالةل لوردان تكل الرساةل لشو امتلها عوىل فوائود‬
‫وغرائب ‪ ،‬وفواكوه وجعائوب ‪ ،‬وذكل مون آمه موايتعلق ابملناقوب ‪ ،‬وحلسون‬
‫ايوراده عسو تنب‪ ،‬للطالوب ‪ .‬مفوون آرادهوا فليطلهبووا مون حملهووا ‪ ،‬اذ فهيوا بيووان‬
‫فضيةل هذين الموامني العوارفني اجلوامعني لعلووم ال واهر والبواطن ‪ ،‬اجملموع‬
‫عىل جاللهتام يف الصحاري واملساكن ‪ .‬ر هللا عهنم وآرضامه ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) اعمل آنوه مور ذكور موااكن عليوه سو يدي احلبيوب عويل يف‬
‫بدايتووه وعنف ووان ش و بابه واقامت وه يف بوودل حريضووة واش و تغاهل عووىل مشوواخيه‬
‫وآعيان تكل اجلهة جده احلبيوب الشو يخ احلسوني بون معور وابنيوه الموامني‬
‫عبوود هللا وامحوود قوودس هللا آرواةووم ‪ ،‬فانووه اكن يف تووكل املوودة مش و تغال‬
‫بكسب العلوم وانفاق نفااس الوقات فهيا مع مااكن فيه من ضنك املعيشوة‬
‫وضيق احلال ‪ ،‬والش تغال خبدمة آههل وغري ذكل مما هو دليول عوىل عنايوة‬
‫هللا به وسبب يف وهور فضهل ‪.‬‬
‫وقد ذكر المام الغزايل ر هللا عنوه يف كتواب بدايوة الهدايوة يف‬
‫تقس مي ووائف العبادات فانه قال ‪ :‬احلاةل الثانية ‪ :‬آن عش تغل اكا يصول بوه‬

‫‪144‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫خوري ًا اىل املسوولمني ‪ ،‬وتوودخل الرسووور اىل قلوووب املووؤمنني ‪ ،‬وتتيرسو بووه‬
‫العامل الصاحلة للصاحلني ‪ ،‬جهدمة الفقراء والصوفية وآهل ادلين ‪ ،‬والددد‬
‫يف آشوغاهلم والسوع يف اطعوام الفقوراء واملسواكني ‪ .‬مونال ‪ :‬عوىل املوورىض‬
‫ابلعيادة ‪ ،‬وعىل اجلنوائز ابلتشوييع فوذكل آفضول النوافول ‪ ،‬فوان هوذه لكهوا‬
‫عبادة وفهيا رفق للمسلمني ‪ .‬انهتيئ‬
‫فاذا اكن هذا املقام حاصل ملن اتصف اهوذه الصوفات يف البعودين‬
‫من املسلمني فكيف اكن راعاهوا يف الصواحلني القوربني اهوذه النيوة ‪ ،‬وعوىل‬
‫منل هذا املعىن فقود ذكور سو يدي الموام حبور املعوارف والعلووم ‪ ،‬احلبيوب‬
‫عبد الرمحن بن عبد هللا بلفقيه ابعلوي قدس هللا روحه يف كتابوه املسومئ‬
‫( بصائر املسدشدين رشح دوائر ادلين ) يف ادلائرة الثانية يف ذكر ما تتوزي‬
‫به العامل الصاحلة ‪ ،‬وتوؤثر فيوه النيوة يف العبوادات عوىل غريهوا آوالعوادات‬
‫واحلوورف والصووناعات ‪ ،‬وآن التحقيووق يف ذكل آن املقصووود يف مجيووع ذكل‬
‫ويف سائر احلراكت والسكنات احلضور مع هللا تعواىل ‪ .‬قوال ‪ :‬مفوا موجوب‬
‫القورب مون هللا تعواىل وموواعةل البعود ال الغفوةل عون هللا تعوواىل وان اكن يف‬
‫آع ووم آبوواب ادليوون ‪ .‬فوان ر اىل بوور الووادلين لعوودم النيووة الصووادقة لغلبووة‬
‫العادة فيه عىل العبادة ‪ ،‬وقةل احلضور مع هللا فيه ‪ ،‬قق ول آن ي هر آثره عوىل‬
‫القوامئ بووه وحتصول هل السووعادة كووام حصولت لويووس القورين سو يد التووابعني‬
‫ر هللا عنه ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وهذا شأن آهل العناايت ‪ .‬فقد ذكر الش يخ خامتة املقوربني سو يدي‬
‫محمد بن ايسني ابقيس نفع هللا به فامي ترو به للش يخ الغوث معور بون عبود‬
‫القووادر العمووودي قوودس هللا روحووه آنووه اكن يف آول بدايتووه خيوودم آبويووه يف‬

‫‪145‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلوورث وغووريه ‪ ،‬فلووام توفيووا وورد لعبووادة هللا تعوواىل والقبووال عليووه ‪ ،‬وهووذا‬
‫الش يخ معر بن عبد القادر العمودي من مشاخي احلبيوب عويل نفوع هللا اهوام‬
‫كووام سو يأيت ذكوور ذكل قريبووا ‪ .‬وقوود شووااهه يف كثووري موون آحوواهل وتطوراتووه‬
‫وسلوكه سبيل آهل التمريب يف بعض حالته ‪.‬‬
‫واعمل آن سو يدي احلبيوب عويل قودس هللا روحوه يف ذكل الوقوت‬
‫ومع تكل احلاةل اليت ذكرانها من اخلدموة الويت عاقبهتوا تكرموة ‪ ،‬الوتس منوه‬
‫بعووض فق وراء بوودله القيووام بوويفووة المامووة اكسووجد اهووا يف شووهر رمضووان ‪،‬‬
‫فاستنكف مون ذكل ‪ ،‬وحو جلوده احلسوني وآنوه امتنوع مون ذكل وقوال ‪:‬‬
‫لكونه يريدين معلام وآخذ آجرة عىل الطاعة ‪ ،‬فقال هل احلبيوب حسوني ‪ :‬اذا‬
‫آحب هللا عبدا جعهل قق ِيوامً يف مسجد ‪ ،‬وآن آم مووىس ملوا مطلبوت لرضواال‬
‫ودلها موىس عليه الصالة والسالم رشطوا لها آجرة عىل ذكل فقبلهتوا موهنم‬
‫ومرادها التوصل اىل ارضاال ودلها ‪ .‬قوال سو يدان احلبيوب عويل قودس هللا‬
‫روحه مفكنت يف املسجد املذكور اماموا يف شوهر رمضوان آكورث مون ثالثوني‬
‫س نة ‪ ،‬وخطيبا يف املسجد اجلامع حنوا من ثالث عرش س نة ‪.‬‬
‫وهنا درة يتمية يذوقها لك ذي لهجة سلمية ‪ ،‬وهو اس تدلل سو يدان‬
‫الش يخ احلسني بن معر نفعنوا هللا اهوام لقرعوة سو يدي احلبيوب عويل قودس‬
‫هللا روحووه بقصووة آم موووىس عليووه الصووالة والسووالم مووع آل فرعووون ‪ ،‬وآن‬
‫مقصووودها وغايووة رغبهتووا يف ارضوواال ودلهووا ‪ ،‬وامنووا قبلووت الجوورة زايدة يف‬
‫التعمية علهيم ‪ .‬وكوذا املعوىن فوامي دعو اليوه احلبيوب عويل فأرشوده احلبيوب‬
‫حسني نفوع هللا بوه اىل موااكن يف قصوة آم مووىس ‪ ،‬لن يف قبووهل الجورة‬
‫وقيامه ابلوويفة ه وام للونفس وآبعود عون الورايء والعموب وغوري ذكل مون‬

‫‪146‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آذواق الصوفية ومرادا م ‪ .‬ويف استناكف س يدي احلبيب عويل قودس هللا‬
‫روحووه آسوووة وآي آسوووة متأسو يا اكوووىس عليووه وعووىل نبينووا وسووائر النبيوواء‬
‫واملرسوولني آفضوول الصووالة والسووالم ‪ ،‬وهووو آنووه ملووا قووارب آن يوووىح اليووه‬
‫ابلنبوءة والرساةل وذكل آنه ملا ورد ماء مدين قال { رب اين ملوا آنز ق‬
‫لوت ا ويل‬
‫من خري فقري }‪ 1‬فسأل ربه ومل يسأل الناس ‪ ،‬ففطنت اجلاريتان ومل تفطنوا‬
‫ادلعوواء ‪ ،‬فأتيووا اىل آبووهيام شووعيب عليووه الصووالة والسووالم فووأخ اته ‪ ،‬قووال‬
‫شعيب ‪ :‬ينبغ ان يكون هذا جائعوا ‪ ،‬مث قوال لحوداهام اذهو فأدعيوه ‪،‬‬
‫فلام آتته آع مته وغطوت وتهوا مث قالوت ‪ :‬ان آن يودعورش ليمزيوك آجور‬
‫ماسقيت لنا ‪ ،‬فكره مووىس عليوه الصوالة والسوالم ذكل وآراد آن ليتبعهوا‬
‫ال آنووه اكن يف آرض مس و بعة وخوووف ‪ ،‬فتبعهووا واكنووت ام ورآة ذات جعووز‬
‫واكنت الرايح ترضب ثواهوا ‪ ،‬فتصوف ملووىس جعزهوا فويغض مورة ويعورض‬
‫آخوورى ‪ ،‬مث قووال ‪ :‬اي آمووة هللا كوووين خلف و ‪ ،‬مث دخوول اىل شووعيب عليووه‬
‫الصالة والسوالم والعشواء هميوأ ‪ ،‬فقوال هل لك ‪ :‬فقوال مووىس ل ! فقوال هل‬
‫شعيب آلست جائعا ؟ قال بىل ولكين من آهل بيت ليبيع شيئا من معول‬
‫الخوورة اكووالء الرض ذهبووا ‪ ،‬وآخأو آن هووذا آجوور ماسووقيت هلووام ‪ ،‬قووال‬
‫شعيب ‪ :‬ل ايشاب ولكهنا عاديت وعادة آابيئ قراء الضويف واطعوام الطعوام‬
‫‪ ،‬قال جفلس وآلك ‪ .‬انهتيئ من مجمع الحباب مون ترمجوة آن حوازم سولمة‬
‫بن دينار ر هللا عنه اس تدل بذكل ملا وعظ سلامين بون عبود املوكل ملوا‬
‫ويل ‪ ،‬قال ‪ :‬اي آابحازم هذه مائة دينار للفقهاء وكل عنودي آمنالهوا كثوري ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 24 :‬القصص‬

‫‪147‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فردها وقال ‪ :‬ما آرضاها كل فكيف آرضاها لنفيسو ‪ ،‬مث قوال ‪ :‬فوان اكنوت‬
‫هذه املائة ادلينار عوضا عام حدثتك فهي حرام اكمليتة وادلم وحلوم اخلنووزير‬
‫‪ ،‬وان اكنت من مال املسلمني فيل رشاكء ون راء ان سواويهتم ن وال فوال‬
‫حاجوة يل يف ذكل ‪ ،‬ان بوين ارسائيول مل يزالووا عوىل الهودى والتقوئ حيو‬
‫اكنووت آم ورا مه يووأتون اىل علاموووم رغبووة يف علمهووم ‪ ،‬فلووام نكس ووا تعس ووا‬
‫وانتكس ووا وسووقطوا موون عووني هللا تعوواىل ‪ ،‬صووارعلام مه يووأتون اىل آم وراوم‬
‫فشاركومه يف دنيامه واشدكوا معهم يف فتنهتم ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬نقلنواه بطووهل ملوا فيوه‬
‫من ادلليل عىل عناية هللا تعاىل بس يدي احلبيب عيل صاحب املناقب من‬
‫صغره ‪ .‬وقد آهلمه هللا ماكرم الخالق وحماسن الصوفات مون صوغره ‪ ،‬فوهل‬
‫آسوة يف استناكفه عن آخذ الجرة عىل العبادة وتعففه عن ذكل مع حاجته‬
‫‪.‬‬
‫( قلت ) وماذكره ر هللا عنه مما يشري اىل استناكفه آيضوا عون‬
‫امامة املسجد وعن كونه يدعئ معلام اذ اكن يف هذه اجلهة يطلق امس املعومل‬
‫عىل مون يعومل القورآن آويتووىل وويفوة مسوجد ‪ ،‬ولضوعف اجلهوة وحقار وا‬
‫وضوويق معايشووها يف الكوورث والغالووب ليتوووىل هووذه الوويفووة ال حمتوواأ ‪،‬‬
‫فيبتووذل ابلنسو بة اىل موون يزامحووه ويوزامحهم يف غووةل الوقووف اخلواق والعووام‬
‫وعلوم الوووائف ‪ ،‬فبواسوطة ذكل حيتقور عنودمه ويصوري كنوه قومي يف ذكل‬
‫املسجد ال اكخلوادم هلوم فيكوون قه ويِنو ًا علوهيم ‪ ،‬وعسوميته ابملعومل مس تصوغرا‬
‫دل م ‪ ،‬والغالب آن املعمل املقام يف ذكل يكون اىل اجلهل والعموميوة آقورب‬
‫مشاخي العمل ‪ ،‬ولس امي الصوفية ملوا عزفوت نفوسوهم عون ادلنيوا واسودذلوها‬
‫وزهدوا فهيا ‪ ،‬واذلين حتققووا ابملشو يهة ومل يزامحووا آهول ادلنيوا وطالبهيوا ‪،‬‬

‫‪148‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقنعووا ابليسووري مهنووا ‪ ،‬اكنووت هلووم العووزة ‪ ،‬واختصووا مووابني طوائووف الانم‬
‫ابلرشف العايل واملقام الرفيع السا ‪ ،‬اصطلح عىل آن من بلو مقاموا عاليوا‬
‫من العمل واملعرفة ابهلل تعاىل آطلق عليه امس الش يخ ‪ ،‬اذ الصول يف اللغوة‬
‫آن الش يخ هو الكبري يف السن ‪ ،‬لنه يكرث اختباره ومعرفته ‪ ،‬فسوموا اهوذا‬
‫المس موون اعسووعت معرفتووه يف املعلومووات ادلينيووة ‪ ،‬وع مووت خ تووه يف‬
‫احلقائق الميانية ‪ .‬وقد قم ْر يف املقدمة ان اطوالق املشو يهة عوىل مون لويس‬
‫كذكل فيه غورور وبيول ‪ ،‬وفسواد كبوري ‪ ،‬موع ذكور آحووال تتعلوق وهوتص‬
‫ابجلهة احلرضمية خاصة بوادي دوعن آخوص ‪ .‬فراجعوه تعومل بوه موامر عون‬
‫س يدي احلبيب عيل صاحب املناقب قدس هللا روحوه ومواوقع هل يف هوذه‬
‫الوقائع والقضااي من اخلصوصيات واملزااي ‪.‬‬
‫( فصوول ) نووذكر فيووه بعووض مووايتعلق بس و يدي الش و يخ الس و تاذ‬
‫احلبيووب الغوووث املووالذ احلبيووب عوويل بوون حسوون ‪ ،‬نفعنووا هللا بووه يف الرسو‬
‫والعلن ‪ .‬اعمل آن هذا المام بعد فطامه من مشاخيه وانفصاهل ‪ ،‬وبلوغه اىل‬
‫غاايت كامهل ‪ ،‬وتأههل لدبية املريدين ‪ ،‬وارشواد الطوالبني ‪ ،‬ودعووة اخلوواق‬
‫والع ووام اىل طاعووة رب العوواملني ‪ ،‬واىل توحيووده ومايس و تحقه موون صووفات‬
‫اجلالل واملوال والكوامل ‪ ،‬اكنوت هل تونقالت وتورددات اىل سوائر القطوار‬
‫واجلهووات ‪ ،‬لس و امي وادي دوعوون فووان هل بووه عنايووة قويووة ‪ ،‬ولهووهل منووه‬
‫انتفاعووات دنيويووة وآخرويووة ‪ ،‬فيقوومي فيووه القامووات الط وويةل ‪ ،‬واس وداحات‬
‫وتنفسات حس نة مجيةل ‪ .‬ويف ذكل دلةل واهرة ‪ ،‬واشارة ملقتبس جوذو ا‬
‫سافرة ‪ ،‬عشري اىل وراثته جلده قطب الزمان الش يخ احلبيب معر بون عبود‬
‫الرمحن ‪ ،‬فانه اعتىن بوادي دوعن ‪ ،‬فانه ملا اكن مل تبقوئ بوه غوري بقوااي مون‬

‫‪149‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫رسوم الطريقوة العموديوة الويت يه احودى الطرائوق الصووفية ‪ ،‬آرسول اليوه‬


‫س يدان احلبيب معر بن عبود الورمحن تلميوذه اخلواق آحود العوارفني البورار‬
‫اخلواق ‪ ،‬الش يخ عويل بون عبود هللا ابراس ‪ ،‬فودعا اىل هللا تعواىل العووام‬
‫واخلوواق ‪ ،‬وآوهوور الطريقووة العلويووة الشووعيبية ‪ ،‬فأقبوول اليووه آهوول دوعوون‬
‫وانتفعوا به انتفاعا وهورت آاثره ‪ ،‬واهورت آرساره ‪ ،‬وآرشقوت آنوواره ‪ .‬ومون‬
‫آ قج ول الخذين عنه وعن س يدان احلبيب معور ‪ ،‬الشو يخ املسومئ ابلك يوت‬
‫المحر ‪ ،‬مشس الشوموس الشو يخ محمود بون امحود ابمشوموس ‪ ،‬فانترشوت‬
‫ادلعوة ووهورت الطريقوة العلويوة ‪ ،‬مث تأيودت وتأطود شوأنا وعلوت آراكنوا‬
‫بأحصاب س يدان الش يخ الس تاذ احلبيب عبود هللا بون علووي احلوداد اليت‬
‫ذكرمه نفعنا هللا اهم ‪ .‬ولكها طريقة واحودة ‪ ،‬وتوتوا م فهيوا متحودة ‪ ،‬واىل‬
‫هللا واردة ‪ .‬كووام آن شووأنم آن وجوووههم يف صووال م متوتووة اىل الكعبووة ‪،‬‬
‫وقلووواهم متوتووة لووذلي فطوور السووموات والرض ‪ ،‬فهووم اجلووامعون لوراثووة‬
‫النبياء واملرسلني ‪ .‬وذلكل قال الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس املوذكور يف‬
‫بعض مقالته املنقووةل يف القرطواس وهوو آنوه قوال ‪ :‬آموا آان فوأان يف الصوف‬
‫الثهني ‪ .‬يشري بذكل اىل علو طريقة العلويني ‪ ،‬هوذا يف ادلنيوا ‪ ،‬وللخورة‬
‫آع م آجر ًا ‪ ،‬وآخفم خفر ًا وذخرا ‪.‬‬
‫ويف القرطوواس آيضووا آن الش و يخ محموود بوون امحوود ابمشووموس رآى‬
‫الش يخ عيل املذكور يف املنوام بعود وفاتوه فقوال هل ‪ :‬هول اجتعوت بسو يدي‬
‫احلبيب معر فقال نعم صااته عون ميوني العورش ‪ .‬فهوذه ر اي حوق حقيقهتوا‬
‫جشف وقع يف عامل اخليال ‪ .‬وقد اكن هذا الش يخ محمود ابمشوموس نفوع هللا‬
‫به يف حاهل ومقامه ملاك روحانيا ‪ .‬يعت ش يح الش يخ عبد هللا بن امحد‬

‫‪150‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ابفارس ابقويس يقوول ‪ :‬كنوت آقورآ عوىل سو يدي الشو يخ محمود بون ايسوني‬
‫ابقيس يف رساةل املعاونة للش يخ عبود هللا احلوداد ‪ ،‬فلوام وصولت اىل قووهل‬
‫فهيا ‪ :‬وينبغ للمريد آن يكوون ن يوف البواطن وال واهر حو يكوون كنوه‬
‫ملاك روحانيا ‪ .‬قال الش يخ محمد بن ايسني املذكور ‪ :‬كسو يدي الشو يخ محمود‬
‫بن امحد ابمشموس ‪ .‬وقد ترمجت هل يف كتان فويض الرسار املوار ذكوره ‪،‬‬
‫وكذا للش يخ عيل املذكور يف ترمجة ش يحهام احلبيوب معور بون عبود الورمحن‬
‫العطاس عند قول ش يح احلبيب معر بون عبود الورمحن البوار يف من وموة‬
‫س نده ‪:‬‬
‫كذا عن العطاس رآس الطائفة وغريه ممن رزق عواطــفه‬
‫نفعنا هللا ابمليع ‪.‬‬
‫ومن عناية س يدي احلبيب عيل نفعنا هللا به بدوعن وآههل واجالهل‬
‫هلووم قووال يف كتابووه الوورايض املؤنقووة ‪ :‬موون زار الش و يخ سووعيد بوون عيىس و‬
‫العمودي ومل يزر آهل الصوعيد اليرسو والميون ‪ ،‬فهوو عنودي مكون ومل‬
‫يتوودن ‪ ،‬فووذكل ابجلفوواء آمقوون ‪ .‬فف و احلوودي ‪ ( :‬موون ومل يووزرين فقوود‬
‫جفاين ) وهذا حدي حسون ‪ .‬وقوال يف القصويدة املشوهورة الويت آنشوأها‬
‫عند زاير م لالستسقاء فانه قال فهيا بعد ذكره لزايرة الشو يخ الكبوري امحود‬
‫بن سعيد ابلوعار ‪:‬‬
‫زران رضحيه وروحنا نريد ادلخوووووول‬
‫يف الوداي الطيب امل ورش زين الطلول‬
‫دوعن مقر الفضائل والرجال العوووووودول‬

‫‪151‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد قم ْر بعض مايتعلق ابجامتعوه بسو يدي الشو يخ القطوب احلبيوب‬


‫معر بن عبد الرمحن البار ابعلوي عند وصوهل يف هذه الوزايرة ‪ ،‬ومواوقع هل‬
‫معووه موون الشووارات والبشووارات ‪ ،‬مووع ذكوور طريووق الخووذ عوون املشوواخي‬
‫املسلكني وآخذمه العهد عىل مريد م ‪ ،‬وذكر لباس اخلرقة الصووفية وتلقوني‬
‫اذلكر قريبا ‪ ،‬وذكور اجوامتال احلبيوب عويل صواحب الدمجوة بسو يدي الموام‬
‫اجلووامع احلبيووب عبوود هللا بوون جعفوور موودهر يف زايرة آخوورى ‪ ،‬وذكل بووبدل‬
‫القرين ويف حرضة احلبيوب معور البوار نفعنوا هللا اهوم ‪ .‬وقود مورت الشوارة‬
‫آيضا آن احلبيب عيل ر هللا عنه آلوف رساةل يف تونقالت احلبيوب عبود‬
‫هللا بن جعفر املذكور ووصووهل اىل دوعون واجامتعوه ابحلبيوب معور البوار ‪،‬‬
‫وماجرى هل يف تكل الرحةل من الوقائع والخبار ‪.‬‬
‫وقد ذكر ر هللا عنه يف كتابه القرطاس يف مواضوع منوه موااكن‬
‫هل مووع احلبيووب معوور املووذكور موون اشوواراته اليووه واقبوواهل عليووه ‪ ،‬واعانتووه هل‬
‫ابملصنفات املطلوبة من غرضه من كتوب احلودي وغريهوا ‪ ،‬وآنوه قوال هل ‪:‬‬
‫آخدموا آنفسو ‪ ،‬وقوال آنوت ايسو يد عويل مقبول والنواس قود آدبوروا وقود‬
‫فقشوا الطبول ‪.‬‬
‫وقال س يدي احلبيب عويل ر هللا عنوه يف املاكتبوة املوار ذكرهوا‬
‫اليت اىل الش يخ اسامعيل النقشبندي مث املودين قوال فهيوا ‪ :‬مث زران الشو يخ‬
‫عيل بن عبد هللا ابراس تلميذ احلبيب معر العطاس ببدل اخلريبة ‪ ،‬وقصدان‬
‫بعود ذكل بيوت احلبيوب معور بون عبود الورمحن البوار وقود آطلعنوا آخوودامنا‬
‫ومواشووينا بيووت صوواحبنا الشو يخ حسوون بوون عبوود الوورمحن ابراس صوواحب‬
‫اخلريبة وهو قريب من بيت احلبيب معر البار وآمران عنوده ابلغوداء ‪ ،‬فلوام‬

‫‪152‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫طلعنا عىل احلبيب معر البار قلنا هل الناس يف ضيق و ‪ ،‬شديد واين قود‬
‫زرت مجيع املشاخي مون تربوة الهمورين وآعوىل ‪ ،‬وقورآت مليوع الوزايرة الويت‬
‫حققهتا يف زايرة الش يخ سوعيد بون عيىسو ‪ .‬مث قلوت هل ‪ :‬الفاحتوة اثين مورة‬
‫واثل مرة فقرآها واسو تأذنته يف قورآءة املنفرجوة وقرآ وا عليوه ‪ ،‬فقوال بعود‬
‫ذكل ان فهيا لكامت من املشأت آلفاوها علينا ؛ فأعودها لنوا نأخوذها مون‬
‫لف ك ‪ ،‬فأعود ا عليوه ‪ ،‬فواكن لكوام بلغوت شويئا مون الكوامت املشوأت‬
‫يقول يل كررها ‪ .‬وطلع الش يخ حسن ابراس هو وآولده معر وعويل حفوظ‬
‫هللا امليع وحرضوا زايرتنا عنود احلبيوب معور وخرجنوا مون بيوت احلبيوب‬
‫معر اىل بيت الش يخ حسن وتغدينا يف بيت الش يخ حسون ابراس ‪ .‬فبيوامن‬
‫حنن جلوس اذ آقبل معه الش يخ معر اجملذوب ابن الش يخ عيل ابراس يقورآ‬
‫يف الزقاق ‪ ،‬فقلت لواحد من احلارضين مق واغلق الباب مفالنا حاجة اكقابلتوه‬
‫لقوة جذبه وهريفه ‪ ،‬فقام فوجده يف آثناء رقاد البيت فومل ميكون ال دخووهل‬
‫علينا ومل يسمل بل قام فويق وخودته مقلوفة ‪ ،‬وقال ‪ :‬آنوت توزور مون بعود‬
‫معر بن عبدالرمحن العطاس ‪ ،‬آما علموت آن مياهوه بعود ماسوقت المووال‬
‫قدها ري يف املنايك اىل الرحاب ‪ ،‬ولكنك بغيت الس يل ابتوصهل هيأ ‪،‬‬
‫مث اكشفين بأش ياء آخرى مث جلس وقال ‪ :‬امنا القوال آقوال امحد بن علوان‬
‫وابن الفارض والسودي ‪ ،‬وآما غريمه فكذا وكذا وخل‪ ،‬يف الوأم ليلحقوه‬
‫املالم ‪ ،‬وي م وموه النور ابل الم ‪ ،‬فس بحان املكل العالم اذلي آقام العباد فامي‬
‫آراد ‪ ،‬وآجاد اكوا آفواد ‪ ،‬ولمعقوب حلمكوه ولراد لموره اذلي آراد ‪ .‬مث آذن‬
‫ال هور بعود آن رقودان يف بيوت الشو يخ حسون فقمنوا مون الوسون وتوضوينا‬
‫وخرجنووا اىل مسووجد الش و يخ سوولامين وهووو قريووب مهن وا وقريووب موون دار‬

‫‪153‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلبيب معر البار ‪ ،‬وزران الش يخ سلامين ورجعنا وخرأ احلبيب معر البوار‬
‫وصىل بنا ال هر وجلس للمدرس وابتدآو القراء من بعد صالة ال هور ‪ ،‬مث‬ ‫و‬
‫ذكر بعض مامر وآنه قال هل ايسو يد عويل ان كل وراثوة يف الستسوقاء كوام‬
‫قال آبو طالب يف جدرش املصطفئ صلوات هللا وسالمه عليه ‪:‬‬
‫وآبيض يستسقئ الغامم بوته مثال اليتا عصمة للرامل‬
‫وقال س يدي احلبيب عويل قودس هللا روحوه ‪ :‬وملوا انهتويئ مودرس‬
‫احلبيب معر البار نفع هللا به وآذن الع آردان الرواح من عنده مصوعدين‬
‫اىل بدل الرابط لامتم الزايرة ‪ ،‬اني صااهتم للوداال قال يل ايعيل ‪ :‬آما تعومل‬
‫آن هذا جنم اللكيل ومرادان منك آن تقول ‪ :‬مايش مهمي يف دوعن ‪ ،‬فقلوت‬
‫هل كيف آقول ذكل وآهل اجلهات احلدريوة موارشاهم ال مون وادي دوعون !‬
‫بل لوجامه الس يل من وادي معد ما قحولوا ال بدوعن ‪ ،‬فقوال قول ‪ :‬موايش‬
‫مهوومي يف دوعوون والشووعاب ال كثووري منووا وآسووفل ‪ ،‬فقلووت آمووا اذا اكنووت‬
‫الشعاب كثري فال يش مهمي يف دوعن ‪.‬‬
‫مث قال س يدي احلبيوب عويل قودس هللا روحوه يف وصوفه حصوول‬
‫الرمحة ‪ :‬وحصل الغزر يف الغي من قيودون وآسوفل ‪ ،‬وخورأ مون وادي‬
‫معد الس يل غق وري غالب الووداين لسو امي وادي عنودل فانوه قود آعدموه حو‬
‫بدعوا هل واداي آخر ‪ ،‬وآما دوعن خصوصا املواكن اذلي رشطوه هل احلبيوب‬
‫معر البار آن ليكون فيه مهمي حصل فيه اللطف ‪ ،‬حي آن الس يول‬
‫فيه متتابعة لكام نضبت السوايق جاء س يل آخر وآمالها ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقال سو يدي احلبيوب عويل قودس هللا روحوه يف ماكتبوة آخورى ‪:‬‬
‫وتعورف ان تووات الكسوور لكهووا ركهبوا هللا احلكوومي عوىل هووذين ادلوعوني ‪،‬‬

‫‪154‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ادلوال الميوون وادلوال اليرسو ‪ ،‬وراكووا قوود رآيووت مووافهيام موون سووعة اجلوويالن‬
‫وطول امليالن ‪ .‬آترى ربك ركهبا مع ع م كوكهبا يسق اهوا الورابط واخلريبوة‬
‫وعورة وحلبون ؛ آم الهمرين وماورآءها اىل علقون وجشعوون ‪ ،‬اذا علموت‬
‫ذكل مفن جلس عىل الطريوق فليصو عوىل التودحيق ‪ ،‬ومون وا املضويق‬
‫جوواءه موواليطيق ‪ .‬واحلاصوول ان اللطووف حاصوول ‪ ،‬والنووور متواصووول ‪،‬‬
‫ولخيأ عىل آهل دوعن من ذكل فان فيه اشارة من السلف بأنه الوادي‬
‫املأثور ‪ ،‬وآنه ليزال ابحلياء معمور ‪ .‬وقد نقلت يف آول جزء من كتان‬
‫القرطاس يف مناقب العطاس ملا شل اهلممي الول مال دوعن وخنوهل شواور‬
‫بعض الناس الوادل معر بن عبد الرمحن العطاس من آهل دوعن وقالوا هل ‪:‬‬
‫نريد ندرش دوعن ابلكية ‪ ،‬فقال هلوم ‪ :‬آموا يعومت قوول الفقيوه معور ابخمرموه‬
‫حي يقول ‪ :‬دوعن احل ومل يقل امليت ‪ .‬فعند ذكل عزموا عوىل العوامرة ‪،‬‬
‫مفن امتثل قووهل وجود يف العوامرة كورثت آموواهل واطموأن حواهل ‪ ،‬ومون توررش‬
‫العووامرة تالشووت آح وواهل وحتقووق زواهل ‪ ،‬وهللا املوفووق لرب غووريه ‪ ،‬وموون‬
‫راحت عليه خنةل كتب هل من الثواب كنه مات عليه ودل صغري ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫ومما ذكره س يدي احلبيب عيل نفوع هللا بوه مون حماسون وايل دوعون‬
‫ومراقبته ملوله وصغر نفسه عنده اذلي هو آعىل مراتب العبوديوة وآرشفهوا‬
‫‪ ،‬وهو آنه قال ان الش يخ عبد هللا بون عبود الورمحن العموودي امللقوب آبوو‬
‫ست ‪ ،‬ممن آرسل هل رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسومل السوالم ‪ ،‬وآنوه‬
‫ملا زار س يدان احلبيب عبد هللا بن علوي احلوداد دوعون قوال الشو يخ عبود‬
‫هللا بن عبد الرمحن لبنه الش يخ عبد القادر ‪ :‬لتذكرين عند احلبيوب عبود‬
‫هللا احلداد مفا آان بأهل لن آذكر عنده ال ان سأل عين سمل عليوه ‪ ،‬فبقو‬

‫‪155‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلبيب عبد هللا يف بضه مابق ‪ ،‬وآصوعد دوعون ورجوع ومل يوذكر الشو يخ‬
‫عبد هللا حو اكن بضومري اخلويس وقوده راجوع مون دوعون والشو يخ عبود‬
‫القادر بن عبد هللا حصبته ‪ ،‬فقال هل احلبيب عبد هللا ماحال وادلرش ايعبود‬
‫القادر ؟ فقوال خبوري ويسومل عليوك ‪ ،‬فقوال احلبيوب عبود هللا احلوداد هوال‬
‫بلغووت الينووا سووالمه قبوول ذكل ؟ فقووال هل منعووين آن آذكووره عنوودرش ال ان‬
‫سألت عنه ‪ ،‬فقال هل ‪ :‬لوقلت لنا بأمه هذا وعاد حنن يف بضوه زرانه يف‬
‫املصنعة ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫فان ر اىل هؤلء الرجال اذلين آمثرت هلوم حقوائق الميوان وماتنتجوه‬
‫من خالص العلوم والعامل العزيوزة املنوال ‪ ،‬ادلقيقوة املثوال ‪ .‬فواذا اكن هوذا‬
‫الووايل فكيووف حووال الرعووااي اذليون صووالحه بصووالةم وعكسووه ‪ ،‬لوويعمل آن‬
‫وادي دوعن اكن من ورا اليه بعني الرحامت وادرار النفحات ‪ ،‬تعمل آنوه يف‬
‫هذا الزمان صوار ابلعكوس مموا اكن ‪ .‬واىل هوذا يشوري الكم القطوب الموام‬
‫الش يخ معر بن عبد هللا ابخمرمه ر هللا عنه يف آبيات يقول فهيا ‪:‬‬
‫ايعيوين بكني اليوووووووووم ما كنووون يبكني‬
‫مااب آل عىل دوعووووون عىل صيته الزين‬
‫من مع ققل قمن قوه اخلرضاء اىل آقىص هدونني‬
‫فهذا احملل اذلي عينه هو اذلي اكن خمصوصا ابلورال والعمل والعلامء‬
‫الراخسني ‪ .‬فف علامئه وآوليائوه خصوصويات يوفرهوا موااكنوا عليوه مون غايوة‬
‫الووورال والعفووة والقتصوواد ‪ .‬اووال رمق هووذه املووةل عنوودان كتوواب يسوومئ (‬
‫ابدلش ته ) مجعه المام معر بن امحد العيدروس نفعنا هللا به ‪ ،‬وهوو مجمووال‬
‫يف الفتاوى رفع اىل الوادل محمد اكن هللا لنا وهل ان يرتبه ‪ ،‬واملرسل هل بعض‬

‫‪156‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آحفاده وهو احلبيب عيدروس بن عيل بن معر بن امحد صاحب احلزم نفوع‬
‫هللا اهووم ‪ ،‬فانووه اذا ع وزا النقوول اىل ال ووة ادلوعنيووني يووبجلهم وينقوول عووهنم‬
‫حتقيقات تدل عىل حتر م وذاكوم وتبحورمه يف املوذهب ‪ .‬نفعنوا هللا ابمليوع‬
‫ولحرمنا براك م ‪.‬‬
‫ويعت ش يح الصويف الصفوة عبد هللا بن امحد ابفوارس ابقويس‬
‫رمحه هللا ونفع به يقول ‪ :‬ملارجع الش يخ فوارس بون امحود ابقويس مون احلو‬
‫وحرض دلى الشو يخ اجلليول الموام الوويل احلفيول محمود بون عويل ابجرفيول‬
‫ادلوعين املار ذكره ‪ ،‬واكن من شو يود الشو يخ فوارس املوذكور قوال هل ‪ :‬موا‬
‫آورفتنا به ايفارس من سفررش ؟ فقال ‪ :‬آتيت لو بكتواب روض الورايحني‬
‫لليافع ‪ .‬فقال الش يخ محمود ابجرفيول ‪ :‬لوو شو يئت لمليوت آوملعوت مون‬
‫حيةل ابنبيع وآعىل كذا وكذا روض ‪ ( .‬وحيةل ابنبيع ابلنون املضمومة والبواء‬
‫املوحدة واليواء املثنواة مون حتوت وابلعوني املهموةل يف آخوره ) حمول مون بودل‬
‫حلبووون وآسووفل قلوويال ‪ ،‬فوواذا اكن ذكل موون هووذا املوضووع مفووا ونووك ببووايق‬
‫الوادي المين فاليرس ومن فهيام من الولياء والصولحاء وغوريمه مون العلوامء‬
‫احملققووني ‪ ،‬وال ووة احملووررين ‪ ،‬ولن آكوورث آوليوواء وعلووامء وصوولحاء ال ووة‬
‫العموديني دايرمه وآاثرمه من هدون وآسفل ‪ ،‬وكوذكل يف الووادي اليرسو‬
‫‪ ،‬وآخبارمه لحتتلها اجملدلات ‪ .‬نفعنا هللا اهم ‪.‬‬
‫ومن الخذين عنه واملدددين عليه س يدي احلبيب عيل نفعناهللا به‬
‫فهل صةل وثيقة ابلش يخ المام غوث الانم القوامئ ابلعبوديوة احملضوة والودمس‬
‫برسوم العوام يف الزي والأم السد الرضوغام والليو اهلوامم ‪ ،‬ويف اجلوود‬
‫والسووهاء والفتوووة يف املرتبووة الوويت لت ورام ‪ ،‬الش و يخ معوور بوون عبوود القووادر‬

‫‪157‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫العمودي نفعنا هللا اهم ‪ ،‬فقود آكورث سو يدي احلبيوب عويل مون الوددد اليوه‬
‫والجامتال به عند زايرتوه جلوده الشو يخ الكبوري سوعيد بون عيىسو العموودي‬
‫تأس يا بسلفه الكرام ‪ ،‬وحرصهم عىل زايرته ‪ ،‬ملا روي عهنم آن عنوده وفيوه‬
‫خمزون رسمه ‪ ،‬وملا جلده الش يخ احلسني بن معر العطاس ابلش يخ املوذكور‬
‫من العناية اخلاصة ‪ ،‬ح آنه آوىص هل اكوا اختواره مون جيود آموواهل ‪ ،‬فلوام‬
‫حرض خمت موته خواف آولده انوه خيتوار فورس احلبيوب حسوني ‪ ،‬فاختوار‬
‫الس بحة والعىص ‪ .‬فلس يدي الش يخ معر بن عبد القوادر التصوال بسو يدان‬
‫الش يخ احلبيب معر بن عبد الرمحن العطاس نفع هللا اهم من ثالثة آوجوه ‪:‬‬
‫من طريق الش يخ عبد هللا احلداد ‪ ،‬واحلبيب احلسني بن معر ‪ ،‬واحلبيوب‬
‫عيىس بن محمود احلب و ‪ .‬وللحبيوب عويل بون حسون املوذكور مزيود عنايوة‬
‫وكثري رواية ‪ .‬وقد ذكور سو يدي احلبيوب عويل قودس هللا روحوه يف كتابوه‬
‫الرايض املؤنقة آوالقرطواس آنوه يف بعوض زايراتوه وتنقالتوه للنفوع والنتفواال‬
‫وصل اىل حوطة قيدون ‪ ،‬فلام حل بسووةا املنورية الويت اذا رآ وا العيوون‬
‫آمست بر يهتا قريرة كام نقل عون الشو يخ امحود بون محمود احلب و ابعلووي‬
‫صاحب الشعب نفعنوا هللا بوه آنوه اكن اذا جواء اىل حوطوة قيودون يتو رش‬
‫بدبهتا ومواط القدام ملا يرى فهيوا مون النووار ‪ ،‬وكورثة مون اكن فهيوا مون‬
‫العالم املقربني البرار ‪.‬‬
‫قوال سو يدي احلبيووب عويل يف سو ياق الكمووه ‪ :‬فلوام وصوولت الهيووا‬
‫خطر ببايل وحارش يف صدري آن آقودم عنود الوصوول زايرة الشو يخ سوعيد‬
‫ومن يف ذكل النادي السعيد مون املقصوودين اذليون مه آحيواء يف القبوور ‪،‬‬
‫وزائرمه فائز ابل فر والجور ‪ ،‬آوآقودم زايرة احلو وهوو الشو يخ معور بون‬

‫‪158‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عبد القادر املذكور ‪ ،‬قال ‪ :‬فرهت زايرة احلو ملوا فهيوا مون املنوافع الزائودة‬
‫عىل زايرة الموات وان اكنت زايرة المووات لهوا نفوع متواصول يف العاجول‬
‫والجوول كووام س و يأيت ذكوور بعووض ذكل عنوود ذكوور زايرة املشووهد املشووهود ‪،‬‬
‫املشهورة للانم املعمورة ابلوفوود الهيوا مون اخلواق والعوام ‪ .‬فقود نقول عون‬
‫س يدي الش يخ عبد هللا احلداد ابعلوي نفعنا هللا به آنه قوال هل بعوض مون‬
‫اجتع به وزاره يف حياته عند استيداعه منه ‪ :‬عىس هللا يقدر ب الجوامتال‬
‫يف مرة آخرى ‪ .‬فقال ‪ :‬ان وجدمتوان وال فقبوران انئبوة عنوا ‪ ،‬قوال سو يدي‬
‫احلبيب عيل نفع هللا به ‪ :‬فلوام وصولت اىل الشو يخ معور ومتثلوت بوني يديوه‬
‫ذكرت حاكيوة هل موع الشو يخ احلبيوب عبود هللا احلوداد ‪ ،‬وذكرهوا آيضوا يف‬
‫السفينة ‪ .‬واكن معىن احلاكية وصور ا ما يعتوه عون وادلي الشو يخ امحود‬
‫بن عبد هللا ابسودان يرو ا عن آبيه ‪ ،‬وآبيه عن املعومل الشو يخ امحود بون‬
‫سعيد ابسودان رمحهم هللا تعاىل وآسكهنم فسو يح اجلنوان وهوو ‪ :‬آن الووادل‬
‫امحد بن سعيد املذكور قال لس يدان احلبيب عبدهللا احلداد وقد ذكور عنوده‬
‫الش يخ معور بون عبود القوادر آن هوذا معور بون عبود القوادر اذا وصول اىل‬
‫حرضت اكن اكمليت بني يدي الغاسل ‪ ،‬واذا فارق وسافر فاذا وصل اىل‬
‫جحووالن وآعووىل اس و تعمل آلت السووامال اكدلفوووف وغريهووا يريوود آن يكووون‬
‫اكلش يخ معر ابخمرمه آي يف اس تعامهل آلت السامال ! فأجاب عليوه احلبيوب‬
‫عبد هللا نفعناهللا اهوم بقووهل ‪ :‬اي آمحود اان لنورىض لعمور بون عبود القوادر‬
‫حبال ابخمرمه ‪ ،‬آي آنه آع م حال منه ‪ ،‬قال وعاد معر بن عبدالقادر خص‬
‫بفضيلتني مل يكوان يف ابخمرمه ‪ ،‬آحودهام آن هوذا شو يهه ابعلووي ‪ ،‬واثنوهيام‬

‫‪159‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫جده الش يخ سعيد ‪ .‬فبل ذكل الش يخ معر فرس به رسورا ع امي ‪ .‬وحتمول‬
‫للوادل امحد بن سعيد املذكور منة وفضال عن آن يعاتبه آويكره ذكل منه ‪.‬‬
‫قال س يدي احلبيب عويل فلوام خطور عوىل ابيل موايف هوذه احلاكيوة‬
‫املووذكورة املرويووة عووىل تووكل الصووورة قلووت يف نفيس و ‪ :‬ان اكن حضوووري‬
‫واجامتع برجل يف منل هذا الوقت حاهل منل حال الش يخ معر ابخمرمه ان‬
‫هذا ل ء جعيب ‪ ،‬وشأن ع مي ‪ ،‬فأجابين الش يخ معر عىل اخلواطر وقوال‬
‫‪ :‬مانقل عن س يدي احلبيب عبد هللا حصيح ‪ ،‬والناقل هل صادق ‪.‬‬
‫وقد ترو س يدي احلبيب عويل للشو يخ معور املوذكور يف السوفينة‬
‫فقال ماحاصهل ‪ :‬انه اكن من العلامء ابهلل ‪ ،‬ادلائبني بكنه اهلمة يف طاعة هللا‬
‫‪ ،‬الناحصني لعباد هللا ‪ ،‬الباذلني آنفسهم يف مرا هللا ‪ .‬وهل اليود الطووىل‬
‫اليت لعسا يف الكرم والسهاء ‪ ،‬مل يبلغنا عن آحد من السلف مابل اليوه‬
‫يف كوورثة النفوواق ‪ ،‬واك ورام القاصوودين والووزوار للش و يخ سووعيد يف السووعة‬
‫والمووالق ‪ ،‬وحي و الضوويفان عووىل كوورثة اللك موون طعامووه ‪ ،‬وين ووال هلووم‬
‫مايقدمه الهيم من طعام وادام ‪ ،‬وشاال ذكل وانترش بوأمور خارقوة ليطيقهوا‬
‫البرش ‪ .‬هوذا حاصول مواذكر سو يدي احلبيوب عويل نفوع هللا بوه ‪ .‬وحاصول‬
‫ماذكره ش يخ مشاخينا خامتة املقربني الش يخ محمد بن ايسني ابقويس نفوع هللا‬
‫به يف مؤلف هل لطيف يف مناقب الشو يخ معور املوذكور قوال فيوه ‪ :‬اكن يف‬
‫ابتداء آمره يتكف النفاق واليثار ويت ف يف آموواهل ‪ ،‬واكن هل زوجتوان‬
‫صاحلتان مؤثراتن يف املال ‪ ،‬فبذلتا هل آموواهلام فوأنفق مجيعوه ‪ ،‬مث بعود ذكل‬
‫صار ينفوق مون الغيوب بوال ريوب ‪ ،‬اذ اكن يقودم للضويفان مواحيري النواور‬

‫‪160‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ويقطع به آنه مون ابب الكراموة واخلوارق للعوادة ‪ .‬هوذا معوىن الكم الشو يخ‬
‫محمد ‪.‬‬
‫قال س يدي احلبيب عيل نفع هللا بوه ‪ :‬واكن الشو يخ معور بون عبود‬
‫القووادر حيووب الفقوراء واملسوواكني ويوودنهيم اليووه ويتنوووزل هلووم ‪ ،‬ويكووم البوودو‬
‫واحلرض و بلغووا م وماتبلغووه عق ووهلم ‪ ،‬واكن اكموول حسوون ال وون يف مجيووع‬
‫املسلمني ولس امي يف آل ابعلوي فانه يع مهم غاية التع مي ويبوال يف ذكل ‪.‬‬
‫ومن تواضعه وهضومه لنفسوه آن بعوض النواس الوتس منوه الستسوقاء يف‬
‫بعض احملالت فقال مامع ال ثالث ‪ :‬حسن ال ون ابهلل ‪ ،‬وحسون ال ون‬
‫خبلق هللا ‪ ،‬وطورح مسوكنيت فووق مسوكنهتم ‪ .‬واحلاصول آن آحووال هوذا‬
‫المام لتتناىه ‪ ،‬ومقاماته مع هللا لتاكد تضاىه ‪ .‬واكنت وفاته عارش شهر‬
‫رجب من س نة ‪ 1147‬س بع ( بتقدمي السني املهمةل عوىل البواء املوحودة )‬
‫وآربعني ومائة وآلف‬
‫وللحبيب عيل من الش يخ معر املذكور عناية اتمة وحو وترغيوب‬
‫يف ادلعوة اىل هللا واىل سبيهل ‪ ،‬والرشاد اىل طاعتوه وتوحيوده ومعرفتوه ‪،‬‬
‫والتوس‪ ،‬ابلصالح بني عباده ‪ .‬وقد عناه هوو وسو يدي احلبيوب معور بون‬
‫عبدالرمحن البار يف السلسةل وذكره ملشواخي الطريوق ويه املسوامة ابلوسو يةل‬
‫املكرمة والسلسةل املن مة والوصةل املع مة بقوهل فهيا ‪:‬‬
‫وزران جامعات من املقــــتدى اهم ولحت لنا من نووووورمه رب آية‬
‫سام اجملد آس تاذين لك افوووووووادة‬
‫مكثل السميني الشجاعني ذي الندى‬
‫هام البار و احملضار بن عبد قـــادر خفذ مين الت د بعووووود الكناي ة‬

‫‪161‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومموون لقيووه واجتووع بووه سو يدي احلبيووب عوويل وآخووذ عليووه السو يد‬
‫اجلليل العارف ابهلل احلبيب آن بكر بن محمد بون الموام شو يخ الطوريقني ‪،‬‬
‫وامام الفريقني احلبيب آن بكر بن محمد ابفقيه ابعلوي ‪ ،‬وهو املذكور بقووهل‬
‫يف السلسةل ‪:‬‬
‫وحبر العطااي ابفقيه قصـــدته وآشفا فؤادي ابلعوطا والبشارة‬
‫ومن ش يود سو يدي احلبيوب عويل الموام الصوديق الاكمول احلوائز‬
‫جملووامع الفضووائل ‪ ،‬اجلووامع بووني ال وواهر والبوواطن ‪ ،‬وصووفا عنووارص الصووول‬
‫واملعادن ‪ ،‬الش يخ عبود هللا بون عوون العموودي قودس هللا روحوه ‪ ،‬فقود‬
‫آخذ عنه وقرآ عليه وتردد اليه ‪ .‬قال ‪ :‬وقد قصدته مرة لقضاء حاجة واحدة‬
‫ل آطلب سواها ‪ ،‬ويه آين ملا وصلت اليه ومنلت بني يديه قلت هل ‪ :‬اين‬
‫آطلووب منووك آن عسووأل هللا آن ينوووزال موون قل و الغووش واحلقوود واحلسوود‬
‫ورس به موين‬ ‫والعداوة لحد من املسلمني اكئنا من اكن ‪ ،‬فعمب من ذكل م‬
‫‪ ،‬وحصل يل منوه غايوة القبوال والتوأنيس ‪ ،‬وآردت آن آسوأهل تلقوني اذلكور‬
‫ولباس اخلرقة ولكين تأدبت معه ومع ش يح الوادل احلسني بن معور ‪ ،‬فلوام‬
‫اكن يف بعض الايم اذ جاءه انسان فطلب منه التلقني واذلكر ‪ ،‬فقوال لكو‬
‫ايهؤلء احلوارضون تلقنووا وحصول يل املطلووب ‪ .‬قوال ‪ :‬وهوو اذلي آشوار‬
‫اليووه الووادل الشو يخ عبوود هللا بوون علوووي احلووداد بقوووهل ‪ :‬حنوون معتوودون يف‬
‫ادلعوة اىل هللا وتعلمي اجلهال وارشاد آهل الضالل يف توة الكرسو ووادي‬
‫معد ودوعن عىل حسني بن معر العطاس وعبد هللا بون عوون العموودي ‪.‬‬
‫هذا معىن الكمه ‪ .‬قال س يدي احلبيب عيل قدس هللا روحه ‪ :‬وقدحصول‬
‫يل موون الشوو يخ عبوود هللا املووذكور القوورآءة واجملالسووة واملووذاكرة والتلقووني‬

‫‪162‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واملصااة ‪ .‬واكن هذا الش يخ عاملوا عوامال ورعوا زاهودا تقيوا ‪ .‬اكنوت وفاتوه‬
‫لسابع عرش شهر ربيوع الول سو نة ‪ 1143‬ثوالث وآربعوني ومائوة وآلوف ‪.‬‬
‫وقد راثه س يدي احلبيوب عويل اكوراثة بليغوة ‪ .‬وآحووال هوذا الشو يخ وثنواء‬
‫الاكبر عليه مشهور يف وهل وزهده ومبالغته يف الوورال احلواجز ‪ ،‬لسو امي‬
‫ش يهه الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد فانه قوال فيوه ‪ :‬الشو يخ عبود هللا‬
‫بن عون العمودي عامل عامل ورال ‪ ،‬لول حرأ يف صدره ‪ .‬آي مون حيو‬
‫تضييقه عىل نفسه ‪.‬‬
‫وممن لقيه احلبيب عيل نفع هللا بوه واجتوع بوه آولد الشو يخ الغووث‬
‫عيل بن عبد هللا ابراس الثالثة ومه ‪ :‬محمد وامحد وعبد الرمحن ‪ ،‬اكنوا مون‬
‫آهل العمل والصالح والورال والانبة ‪ ،‬ومه اذلين عنامه بقوهل ‪:‬‬
‫واثلهثم ذارش الوجيه بنس بة‬ ‫وآبناء عيل امحد ومحمد‬
‫وممن زاره واجتع به من ادلوعنيني الشو يخ العوارف ابهلل تعواىل آحود آوليواء‬
‫هللا اخلوووواق ‪ ،‬املووورادين يف عبووواد م وعبووووديهتم ومعووواملهتم ابلصووودق‬
‫والخالق ‪ ،‬الش يخ سعيد بن عبد هللا بن محمد ابعيل ابعشن نفع هللا بوه‬
‫وهو املشار اليه بقوهل ‪:‬‬
‫سعيد ابن عبد هللا جميل اجلالةل‬ ‫وذارش العشيين قد سعدان بسعده‬
‫آي م هور اجلوالةل ‪ ،‬واملوراد ابجلوالةل مسومئ اذلات العليوة ‪ ،‬وهوو‬
‫هللا ‪ ،‬وهو ذكر الوروح ‪ ،‬وهوو آن العوارف اذا وصول اىل حقيقوة الكشوف‬
‫والشهود ‪ ،‬وفقين دليه ماسوى الهل املعبوود ‪ ،‬وصول اىل هوذا املقوام وصوار‬
‫م هر ًا من م اهر ادلخول يف ابب السالم ‪ .‬وآخذ الش يخ سعيد بون عبود‬
‫هللا املذكور عن س يدان الش يخ احلبيوب احلسوني بون معور العطواس ‪ ،‬فانوه‬

‫‪163‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫متسك به واعتد عليه وتردد اليه ‪ .‬وآما ش يهه اذلي فتوق رتقوه وتوأدب بوه‬
‫وآلقا قياده اليه ‪ ،‬واعتد يف هموامت الطريوق يف ارادتوه عليوه ‪ ،‬فهوو الشو يخ‬
‫الكبووري ‪ ،‬خطووة الرسار وم هوور الن ووار ‪ ،‬الكس وريالعارف ابهلل ‪ ،‬اجلووامع‬
‫للرقائق واللطائف املوهوبة لهل هللا ‪ ،‬الش يخ محمد بن امحد ابمشوموس ‪،‬‬
‫وهو من آجل تالميذ س يدان الش يخ احلبيب معر بن عبد الرمحن العطواس‬
‫‪ ،‬والش يخ عيل بن عبد هللا ابراس ‪ ،‬نفعنا هللا اهم ‪ .‬وقد بل هوذا الشو يخ‬
‫محمد بن امحد ابمشموس مبلغا ع امي ‪ ،‬وشأان جس امي من الوليوة الكو ى ‪،‬‬
‫وحتقيووق مقامووات الصوووفية وآحووواهلم وآخالقهووم ‪ ،‬موون الصوودق مووع هللا‬
‫والخووالق هل والزهووادة يف ادلنيووا ‪ ،‬وموون الفقوور احملووض اذلي هووو عووزوف‬
‫النفس عام سوى هللا ‪ ،‬واكن عتع برجال الغيب وآهل ال زد ‪ .‬وقد تورو‬
‫هل تلميذه الش يخ محمد بون ايسوني ابقويس يف مؤلوف لطيوف ابلوامتس ذلكل‬
‫من س يدان احلبيب عيل بن حسن صاحب الدمجة ‪ ،‬مع آنوه لوو آلوف مواهل‬
‫من الحوال الفائقة والكرامات اخلارقة لبل جمدلات ‪.‬‬
‫وقد ترمجت هل يف كتان املسمئ ( فيض الرسار ) املار ذكره قريبوا‬
‫‪ .‬واكن الوادل رمحوه هللا حيفوظ هل مون الكراموات وموااكن عليوه مون املعيوة‬
‫للرسار اليت ضاها اهوا املالئكوة الروحوانيني عون وادله اجلود عبود هللا بون‬
‫محمد ابسودان ‪ ،‬وعن شو يهه الشو يخ محمود بون ايسوني املوذكور آموورا مون‬
‫الكرامات واملاكشفات ‪ ،‬ويف زهده يف ادلنيوا وكوامل روحانيتوه خارجوة عون‬
‫الس تقصاء ‪ .‬واتفق هل معه آعين اجلد عبد هللا املوذكور آنوه زاره بعود موتوه‬
‫واس تحرض روحانيته مع كامل المتالء به والتع ومي ‪ ،‬مفوا شوعر بوه ال وهوو‬
‫خارأ عليه من ق ه عىل هيئته يف احلياة ‪ ،‬فغ عليه ح جاء من ينهبوه‬

‫‪164‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واان آنه ان ا ‪ .‬وقد آثبت هذه احلاكية ش يحنا المام احلبيب معور بون عبود‬
‫الرمحن البار الخري نفع هللا اهم ورمحهم آمجعني عن الوادل خبطه ‪.‬‬
‫وقد ذكر س يدان احلبيب عيل صاحب الدمجة قودس هللا روحوه يف‬
‫السفينة منل هذا عن الش يخ سوعيد بون عبود هللا ابعشون املوذكور سوابقا‬
‫وهو آنه ذكر مامعناه ‪ :‬آن جده الشو يخ احلبيوب حسوني بون معور العطواس‬
‫قدس هللا روحه التس من تلميذه الش يخ سعيد بون عبود هللا املوذكور آن‬
‫يستسووق هلوم ويووزور موون اسو تطاال زايرتووه مون مشوواخي دوعوون ‪ ،‬فامتثوول‬
‫اشارته ووافق آمره ‪ ،‬وخرأ موع جامعوة زائورين عوىل هوذه النيوة وسوار اىل‬
‫زايرة ش يهه املذكور الش يخ محمد ابمشموس ‪ ،‬وتوجوه متشوفعا بوه اىل هللا‬
‫تعاىل خفرأ هل من ق ه ومعه واحد من آهل بدله ‪ ،‬فتواجود الشو يخ سوعيد‬
‫تواجوود ًا ع ووامي ‪ ،‬وهووذا غووري منكووور ولمسووتبعد موون آح ووال آهوول هللا‬
‫وخاصته ‪ ،‬فانم آحياء يف قبورمه بل متنعموني يف جنوات راهوم ‪ .‬فقود ورد‬
‫عنه صىل هللا عليه وسمل آنه قال ( الق روضوة مون رايض اجلنوة آوحفورة‬
‫من حفر النار ) ‪.‬‬
‫وجهذه احلاكية ماح الوادل عن وادله اجلدعبد هللا بن محمود رمحهوام‬
‫هللا تعاىل آنه زار ن هللا هادون بن هود علهيام الصالة والسالم يف جامعوة‬
‫ليال ‪ ،‬فلام رجعووا واكن رجووعهم يف آخور الليول قوال هلوم اجلود عبود هللا ‪:‬‬
‫الوقت متسع نطلع نزور الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس ‪ ،‬فلام وقفووا عنود‬
‫رضحيه خرأ علهيم ‪ ،‬فمل يثبت ويتحقق يف ر يتوه ال اجلود عبود هللا رمحوه‬
‫هللا ‪ ،‬والباقون هربوا وبعضوهم سوق‪ ،‬وقيول آنوه عانقوه ‪ ،‬وهوو شو يخ وادله‬
‫اجلد محمد بون عبود الورمحن كوام سو يأيت ذكور ذكل ان شواء هللا ‪ .‬وقود وقوع‬

‫‪165‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لبعض الناس مع اجلد عبد هللا بن محمد رمحهام هللا آنه بعد موته لقيوه رجول‬
‫يف بعض آزقة بدلة اخلريبة وصااه ‪ ،‬فلام غاب عنه ذكر آنوه متوفيوا وحلوف‬
‫ابلطالق آنه رآه يق ة عىل احلال اليت يلقاه حيا ‪.‬‬
‫وقد روي عن الش يخ القطوب صواحب احلقوائق والعرفوان ‪ ،‬امحود‬
‫بوون عبوود القووادر ابعشوون آنووه كثوريا موواخيرأ يووده ميسووح اهووا عووىل جوورد ‪،‬‬
‫آويصاحف اها من هل فيه مون املتوأهلني مشوهد حصويح ‪ ،‬فقود روى الثقوة آنوه‬
‫آخرأ يده وصاحف س يدان وش يحنا احلبيب معر بن عبد الرمحن البار الخري‬
‫نفعنا هللا ابمليع ولحرمنا براك م ‪ .‬وقد اكن بعض العلامء اذا آشكت عليوه‬
‫مس ئةل خيرأ اىل ق شو يهه ويسوأهل عهنوا فيفتيوه ‪ .‬وهوذا ابب واسوع تتبعوه‬
‫حيتوواأ اىل مؤلفووات وامنووا ملووا اكن اذلكوور متعلقووا اهووؤلء العووارفني ذكووران هووذه‬
‫الوقائع ‪.‬‬
‫( قلووت ) وقوود نبووه احلبيووب عوويل نفووع هللا بووه يف الووامتس احلبيووب‬
‫احلسني بن معر من الش يخ سعيد بن عبد هللا الستسقاء وادلعاء اخلواق‬
‫والعام مع كونه ش يهه ومالذه فان ذكل من السو نة ‪ ،‬فقود قوال رسوول هللا‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسمل وهو الوس يةل الع مئ اىل هللا لعمر بون اخلطواب‬
‫ر هللا عنه ( لتنساان اي آل من دعارش ) ‪.‬‬
‫واعمل آان ذكران هنا وفامي مر بعض من آخذ عهنم وتتلمذ هلوم وزارمه‬
‫وانتفع اهم من آهل ع وه سو يدان العوارف البصوري والناقود اخلبوري احلبيوب‬
‫عيل بن حسن العطاس صاحب الدمجة ‪ ،‬ومن حت هل وتوأدب بوه وتتلموذ‬
‫هل اكمرد حصبة ‪ ،‬ومن زاره وآخذ عنه ت اك وتمينا بأهل هللا ‪ ،‬واقتباسا من‬
‫آرسارمه وآن ووارمه ‪ ،‬وانتفاعووا بعلوووهمم وآعامهلووم ومالح ووا م ‪ ،.‬فأمووا اذلي‬

‫‪166‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حت هل واعتد عليه واس تضاء بنوره وآفاض عليوه مون آرساره فهوو الشو يخ‬
‫اذلي انتفووع بووه آهوول الهنوويئ والعقووول ‪ ،‬واكنووت هل اليوود الطوووىل يف املعقووول‬
‫واملنقول ‪ ،‬واذلي آحلق الفروال ابلصول ‪ ،‬وترىب به ال ة الفحول ‪ ،‬الليو‬
‫اهلامم ‪ ،‬والسد الرضغام ‪ ،‬اذا عود الرجوال يف رجاحوة الحوالم ‪ ،‬والتصودر‬
‫يف احملافوول ورسووود القوودام ‪ ،‬يف مراتووب اليقووان ودرجووات الحسووان‬
‫وحقائق السالم ‪ ،‬خليفوة وادله اذلي هوو خليفوة هللا يف الرض يف زمانوه‬
‫عىل الطالق ‪ ،‬ومقدم الرفاق ‪ ،‬الش يخ احلسني ابن س يدان آس تاذ الاكبور‬
‫الواصلني ‪ ،‬وقطب القطاب العارفني ‪ ،‬الورايق اىل آعوىل مقاموات ادليون ‪،‬‬
‫الش يخ احلبيب معر بن عبد الرمحن بون عقيول العطواس ابعلووي نفعنوا هللا‬
‫اهووم ‪ .‬اكن س و يدان الش و يخ احلبيووب احلسووني امامووا بووه يقتوودى ‪ ،‬وعلووام بووه‬
‫يستنار و تدى ‪ ،‬قصده العلامء وآم حنو حرضته الاكبر الع امء ‪ ،‬لس تداد‬
‫براكته ومشوول امداداتوه ‪ .‬واكن يكورم الوافودين ويوؤنس القاصودين ‪ ،‬وقود‬
‫تكرر ذكور فضوائهل يف هوذا املؤلوف نقوال عون حفيوده النوارش لوواء فضوائهل‬
‫وخصوصياته ‪ ،‬الوارث لعلومه وآدابه ‪ ،‬والتوجوه جلهاتوه ‪ ،‬سو يدي احلبيوب‬
‫عيل بن حسن املذكور ‪ ،‬وامنا القصد يف ذكره هنا آنه معدتوه مون املشواخي ‪،‬‬
‫واخملصوق ابلسري اخلاق عىل قدمه الراخس ‪ ،‬وآنوه حتو هل دون غوريه مون‬
‫الش ياد كام قال يف سلسةل آخذه الطريق الصوفية ‪:‬‬
‫فاين آدعو يف الانم وآقوووووووتدي بش يخ املالء سلطان آهل احلقيقة‬
‫حسني آاب الحسان انسان وقته هل راية تعلو عىل لك رآيوووووووووووووة‬
‫عنيت به العطاس بن معر اذلي هو املنهتيئ له ل الهنيئ والهنايــــة‬

‫‪167‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فقد مجع يف هذه البيات صوفات الكوامل يف جوده الشو يخ احلسوني‬


‫ووادله الذلين هام الصوالن فوامي انهل مون طارفوة واتدلة ‪ ،‬مث ذكور بقيوة مون‬
‫آخوذ عوهنم وتتلموذ هلووم ومه ‪ :‬الشو يخ احلبيوب عبوود هللا بون علووي احلووداد‬
‫ابعلوووي ‪ ،‬والش و يخ عبوود القووادر اجلوويالين منام و ًا ‪ ،‬والس و يدين المووامني‬
‫القدوتني جده احلبيب عبد هللا وجوده مع آبيوه احلبيوب امحود ابوين الشو يخ‬
‫احلبيب احلسني بن معر ‪ ،‬والش يخ امحد بن زين احلب ‪ ،‬والش يخ الموام‬
‫عبد هللا بن عون العمودي ‪ .‬وقال بعد ذكرمه ‪:‬‬
‫فاين آخذت اليد من يد هؤلء ومتت بوحمد هللا فهيم اراديت‬
‫مث قال نفعنا هللا به ‪:‬‬
‫ولحت لنا من نورمه رب آية‬ ‫وزران جامعات من املقتدى اهم‬
‫اىل آخووور مووون تقووودم ذكووورمه مووون املشووواخي القوووادات احلرضوووميني‬
‫وادلوعنيني ‪ .‬مث قال بعد ذكل ‪:‬‬
‫حسني املرىج للعطا واحل امية‬ ‫ومعدتنا الس تاذ مع لك هؤلء‬
‫مث ذكر آخذ جده احلسني عن وادله معر رآس آرابب اليقوني ‪ ،‬وموا‬
‫آحسن ماقاهل فيه ابلتلميح والتعيني ‪:‬‬
‫تواىل عىل القطار نور الثالثة‬ ‫في امقرا بني احلس ينني مرشق‬
‫وهووذه القصوويدة لووو اكن يف الوقووت س وعة ويف العموور امتووداد لبل و‬
‫رشةا اىل جمدلين كبار كام رشحت كذكل سلسةل اس ناد س يدي وشو يح‬
‫احلبيب المام معر بن عبد الرمحن ابن القطب الش يخ معر بن عبد الرمحن‬
‫البار ابعلوي ‪ ،‬فانه وقع يف جمدلين كبريين كوام مور ذكوره ‪ ،‬وكوذكل سو يدي‬
‫وشو يح احلبيووب شو يخ بوون محموود اجلفووري ابعلوووي نفووع هللا بووه هل قصوويدة‬

‫‪168‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آرجوزة يف س ند اخلرقوة العيدروسو ية القادريوة ‪ ،‬وآخورى يف سو ند اخلرقوة‬


‫والخووذ عوون الابء واجلوودود ورشح القصوويدتني ‪ ،‬فأمووا رشح الخوورية فقوود‬
‫بس‪ ،‬فيه بسطا وآماله مون الفوائود والشووارد ‪ ،‬وسوامه ( كنووز ال اهوني )‬
‫وكثري من سادتنا آل آن علوي هلم قصائد يف الس ناد وطريق الخذ ‪.‬‬
‫ولس يدي احلبيب عيل بون حسون نفوع هللا بوه صواحب املناقوب ‪،‬‬
‫واملنشورة بذكره هذه املطالب ‪ ،‬سلسةل يف ذكر الخذ عن مشاخي الطريوق‬
‫مر ذكرها قريبوا ‪ ،‬وآخورى يف التوسول اهوم ‪ .‬قوال ر هللا عنوه يف آثنواء‬
‫ماكتبة اىل بعض حمبيه السالكني املتسكني ابلنامتء لهل الطريقوة الصووفية‬
‫‪ :‬والصادر الي هديوة ووصوةل ووسو يةل اىل هللا تعواىل واىل رسووهل صوىل‬
‫هللا عليه وآهل وسومل ويه القصويدة الويت ن منوا فهيوا اسو ناد مشواخينا وهوو‬
‫الس ناد اذلي زادت به آمة محمد صىل هللا عليه وآهل وسمل عىل سوائر المم‬
‫‪ ،‬وهو حبل هللا املتني ‪ ،‬وسلطانه املبني ‪ ،‬ويه السلسةل املتصةل اليت من‬
‫مل يكوون هل بأهلهووا علقووة ‪ ،‬ومل تتصوول منووه اهووا حلقووة ‪ ،‬مل يوووف هللا حقووه ‪،‬‬
‫اقك تدرسها وحتف ها وتتهذها حرزا وكنوزا ‪ ،‬ويه اليت حققنا فهيا بلباس‬
‫عن من آخذان عوهنم لكموة التوحيود ولبواس اخلرقةالصووفية واملصوااة وغوري‬
‫ذكل مما هو من رضورايت السالم والميوان والحسوان ‪ ،‬وقبوول العوامل‬
‫الصاحلات وحمو السيئأت ‪ ،‬ورفع ادلرجات ويه فصالن ‪ ،‬آحدهام ‪ :‬العودد‬
‫وهو اذلي من اخللق اىل اخلالق { اليه يصعد الكم الطيب والعمل الصوا‬
‫يرفعه } ‪1‬والثواين ‪ :‬للمودد وهوو النوازل مون احلوق اىل اخللوق { موايفتح هللا‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 10 :‬فاطر‬

‫‪169‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫للناس من رمحة فال ممسك لها وماميسك فال مرسل هل من بعوده }‪ 2‬انهتويئ‬
‫ماذكره س يدي احلبيب عيل نفعنا هللا به وهو مما يس تدل به يف هذا البواب‬
‫ويرغب يف ادلخول يف غوامر آهول الطريوق ذوي اللبواب ‪ .‬وقووهل يف آخور‬
‫العبارة آحدهام يف العدد ‪ ،‬والثواين يف املودد ‪ ،‬والول مون اخللوق اىل احلوق‬
‫والثاين النازل من احلق اىل اخللق مس تدل عىل ماعناه ابليتوني مون كتواب‬
‫هللا تعاىل ‪ .‬والكمه ر هللا عنوه يشوري اىل حوالني مون آحووال الصووفية‬
‫وهام حال الديق والتديل ‪ ،‬فأما الديق فاليه الشوارة ابلسو ناد وهوو الخوذ‬
‫عوون شو يهه القوورب والد‪ ، ،‬مث ذكوور مشوواخيه اىل رسووول هللا صووىل هللا‬
‫عليه وآهل وسمل جف يل عليه السوالم فوالتلق عون رب العواملني وهوو املوراد‬
‫بقوووهل العوودد ‪ ،‬وآمووا قوووهل املوودد وهووو التووديل والتوسوول بأهوول الطريووق ‪،‬‬
‫ويبتوودي فيووه ابلفوويض علووهيم وعووىل قلووواهم الرسار والوورحامت وهووو هللا‬
‫الوهوواب الكوورمي التوواب الوورحمي ‪ ،‬مث ابلواسووطة الع مووئ وهووو رسووول هللا‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ ،‬مث بعيل بون آن طالوب وابنيوه سو بط رسوول‬
‫هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل احلسوون واحلسووني ‪ ،‬مث بوزين العابوودين اىل‬
‫آخر الابء واجلدود ‪ .‬ويف الطريقة الشعيبية بعد عيل ر هللا عنه وعوهنم‬
‫ابحلسوون الب ووي اىل الشو يخ شووعيب بوون آن موودين ‪ ،‬فالسو تاذ الع ووم‬
‫الفقيه املقدم محمد بن عيل ابعلووي شو يخ الطريقوة ومعودن احلقيقوة ‪،‬مث مون‬
‫بعده اىل ش يهه اذلي آخذ عنه ‪ .‬وللحبيب عيل يف هوذا املعوىن من وومتني‬
‫الوىل يف الس ناد ويه املار ذكرها اليت مطلعها ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الية ‪ 2 :‬فاطر‬

‫‪170‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وآش ياد تلقيين لقول الشوووهادة‬ ‫يع سائيل عن سكل اس ناد ساديت‬
‫اهم آقتدي يف عادة وعووووووووبادة‬ ‫وعن من لبست الصوف عهنم من الوىل‬
‫وعهنم حبمد هللا حصت قووراءيت‬ ‫ومن اكن تووحرع به وتوووووووووأدن‬
‫سامعا وتدريسا ومهنم اجــازيت‬ ‫لكتب الرشيعة من مجيع فوووووونونا‬
‫بش يخ املالء سلطان آهل الولي ة‬ ‫فاين آدعو يف الانم وآقوووووووووتدي‬
‫حسني آن الحسان انسان وقته هل رآية تعلو عىل لك رايووووووووووة‬
‫عنيت به العطاس بن معوور اذلي هو املنهتيئ لهل الهنيئ والهنايــة‬
‫وآما اليت عناها للمدد النازل من احلوق اىل اخللوق الويت قوال فهيوا ‪،‬‬
‫وهذه آم املدد من فضل هللا الواحد الصمد فهي هذه ‪:‬‬
‫الهي توسلنا لنبوووووووول سووووؤلنا ومأمولنا يف حق آهل الوســـيةل‬
‫بك هللا اي من بيده المر ك هل ومنه ابتداء تدبري خلق اخل ليــقة‬
‫بك هللا اي من لسواه الوه نــا هل قد عنت وجوهنا ابلعووووووبادة‬
‫بك هللا اي من قد عوووووالبك امهل بأرضيه والس بع الطباق العلــية‬
‫بك هللا اي من ليس حنمد غ ريه عىل نعم الرساء ومغ الضوووورورة‬
‫بك هللا اينعم النصري عىل الع دا واي من هو املوىل فعجل بغـــارة‬
‫بك هللا دفع الصائلني ومن عدا علينا ببغ العتداء والعوووووداوة‬
‫بك هللا ايذا البطش والقهر والغنا وقوتك العليا وعز وقووووووووودرة‬
‫دليك من السح‪ ،‬الوبيل وسوطوة‬ ‫نعوذ برضوان وفضل ورحـــمة‬
‫عشفع لنا ايربنا بشــــفاعووووووووووووة اليك وعاملوووووونا بلطف ورآفــــة‬
‫ييعا جميبا يف قبوووول الشـــفاعة‬ ‫وشفع رسول هللا فينا وكن لــــه‬

‫‪171‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وج يل والمالرش يف املالء العال حتأ علينا عندمه ابحملوووووووووووووبة‬


‫وآل رسول هللا يف البيت والكساء ومن ديننا يف ودمه والوليوووووووة‬
‫ولول خوف الطاةل لوردانهام تمينا بوأم هوذا الموام ‪ ،‬املنسووأ‬
‫من احلمكة اللهية وتأسيس آصول وآحاكم ‪ ،‬واشارات اىل معوارف وآعوالم‬
‫‪.‬‬

‫( فصل ) قد ذكران فامي مر عند الوامتس سو يدي احلبيوب عويل مون‬


‫جووده الش و يخ احلسووني بوون معوور نفعنووا هللا بووه تلقووني اذلكوور ولووبس اخلرقووة‬
‫الصوووفية ‪ ،‬وآخووذ العهوود عوون احلبيووب عبوود هللا بوون علوووي احلووداد وغووريه‬
‫وصورة ذكل وكيفيته ومايتعلق به ‪ ،‬وآن احلبيوب عويل آلقوا هل القيواد وحو‬
‫جده املذكور عىل نفسه وطرةا عليه اكمليت بوني يودي الغاسول كوام يشوري‬
‫اليه يف من ومة الس ند يف قوهل‬
‫حسني املرجا للعطا واحلــامية‬ ‫ومعدتنا الس تاذ مع لك هؤلء‬

‫‪172‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقال يف من ومة آخرى ‪:‬‬


‫آل ايحسني اس تعنا كل اخلري ايخري هادي‬
‫مفهام لغريرش رجعنوووووا ولو اكن غوووث العباد‬
‫ومينا وجعنا وضعنا وعدان عىل غ ري زادي‬
‫اىل غووري ذكل موون مشوواهده فيووه ‪ ،‬وانطوائووه يف جوانبووه ونواحيووه ‪.‬‬
‫وهكووذا شووأن املريوودين الصووادقني ح و يكون ووا م ورادين مقصووودين ‪ .‬قووال‬
‫الش يخ السهروردي يف عوارفه ‪ :‬وبني املريد وش يهه آن يوتح للشو يخ يف‬
‫نفسه ‪ ،‬والتحكمي سائ يف الرشال ملصا دنياوية ‪ ،‬مفاذا ينكر لبس اخلرقة‬
‫عىل طالب صادق يف طلبه ويقصد شو يها حبسون وون وعقيودة حيمكوه يف‬
‫نفسه ملصا دينه لريشده و ديه ويعرفه طريق املواجيود ‪ ،‬ويب وه بأفوات‬
‫النفس وفساد العامل ومداخل العدو ‪ ،‬ويسمل نفسه اليوه ويستسومل لرآيوه‬
‫ويسلطه يف مجيع تصاريفه ‪ .‬فلبسه اخلرقوة اوهوارا للتصووف فيوه ‪ ،‬فيكوون‬
‫لبس اخلرقة عالمة للتفويض والتسلمي ‪ ،‬ودخوهل يف ح الش يخ دخوهل يف‬
‫ح هللا تعاىل وحو رسووهل صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ .‬مث روى حوديثا‬
‫بسو نده عوون عبووادة بوون الصووامت ر هللا عنووه قووال ‪ :‬ابيعنووا رسووول هللا‬
‫صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل عووىل السوومع والطاعووة يف العرسوو واليرسوو ‪،‬‬
‫واملنش‪ ،‬واملكره ‪ ،‬وآن لننازال المر آههل ‪ ،‬وآن نقول ابحلوق حيو كنوا ‪،‬‬
‫وآن لخناف يف هللا لومة لمئ ‪ .‬فف اخلرقوة معوىن املبايعوة ‪ ،‬واخلرقوة عتبوة‬
‫ادلخول يف الصحبة واملقصود الك هو الصحبة ‪ ،‬وابلصحبة يرىج للمريد‬
‫لك خري ‪ .‬انهتيئ الكم السهروردي ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقووال الش و يخ ابوون بنووت امليلووق الشوواذيل رمحووه هللا يف من ومتووه‬


‫الشووهرية يف السوولورش وماحيصوول بووه للمريوود موون الرسار حبسوون آدبووه مووع‬
‫الش يود وتوقريمه بعد آن ذكر شيئا من آخالقهم وخصوصيا م قال ‪:‬‬
‫واعمل يقينا بأن هللا انصووووووره ان مل تكن انرص ًا فاهللا يكفيه‬
‫وآنزل الش يخ يف آعىل منازل ه واجعهل قبةل تع مي وتنووووووووزيه‬
‫ولست تفعل هذا ان وننت به نقصا ول خلال فامي يعانووووووويه‬
‫واتررش مرادرش واستسمل هل آبد ًا وكن مكيت خمال يف آايديووووووه‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وقال ش يخ الش يود القطاب آبوو مودين شوعيب ابون‬
‫احلسني التلمساين يف رائيته الشهرية اليت مطلعها ‪:‬‬
‫مه السالطني والسادات والموراء‬ ‫ما ذلة العيش ال حصبة الفــــقراء‬
‫وراقب الش يخ يف آحواهل فعىس يرى عليك من اس تحسانه آثوووورا‬
‫وقدم اجلد وانض عند خدمــته عساه يرىض وحاذر آن تكن جضرا‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وعلهيا رشح جوامع لبون عوالن ‪ ،‬ورشح للشو يخ عويل‬
‫بن عبد هللا ابراس سوامه ( الروضوة اخلرضواء ) وقود مورت دلئول التلقوني‬
‫واللباس وكيفية ذكل والعمل به مس توفاة عند ذكر الامتس س يدي احلبيوب‬
‫عيل نفع هللا به ذلارش من وادله الش يخ احلسني بن معر رضوان هللا علهيم ‪.‬‬
‫ونقل س يدي احلبيب عيل قودس هللا روحوه يف السوفينة املسوامة (‬
‫سفينة البضائع ومضمية الضوائع ) حنوو الكوراس يف قطوع النصوف ‪ ،‬مقوالت‬
‫لهل الطريق يف الدب مع املشاخي املسلكني يف طريق الصوفية ‪ ،‬والفقراء‬
‫الصادقني يف التحقيق اكقام املعية ‪ .‬ولنت رش يف ترمجته ببعض موانقهل لسو امي‬
‫يف هذا املبح امتاما للفائدة لس امي فامي يتعلق وينسب اىل هذا المام نقوال‬

‫‪174‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واخداعووا ونفعووا وانتفاعووا ‪ .‬فووأول ذكل قووال الشو يخ محموود بوون سووهل الصووائ‬
‫ادلينوري رمحه هللا ‪ :‬مادخلوت قو‪ ،‬عوىل فقوري ال فارغوا مون مجيوع العلووم‬
‫عيل من ر يته والكمه ‪ ،‬فان من دخول اىل‬ ‫واملعارف والدب آنت ر مايرد و‬
‫ش يخ حبظ نفسه انقطع عن امداده وراكا مقوت ‪ .‬ودخول آبووحفص احلوداد‬
‫عىل اجلنيد فرآى آحصابه من الدب معه كمنا عىل ر سهم الطري ‪ ،‬فقوال هل‬
‫‪ :‬آدبووهتم بووأداب امللووورش ‪ ،‬فقووال ‪ :‬لن حسوون الدب يف ال وواهر عن ووان‬
‫الدب يف الباطن ‪ .‬فقد قال عليوه السوالم ( لوخشوع قلوب هوذا خلشوعت‬
‫جوارحه ) وقال ممشاد ادلينوري ‪ :‬من دخل عوىل شو يخ حب وه انقطوع مون‬
‫بركته ‪ .‬وقال الشو يخ ابوراهمي بون شوعبان ‪ :‬مون توررش حرموة املشواخي ابوتىل‬
‫ابدلعوواوي الاكذبووة وافتضووح اهووا ‪ .‬وقووال ‪ :‬الرشووف يف التواضووع ‪ ،‬والعووز يف‬
‫التقوى ‪ ،‬واحلرية يف القناعة ‪ .‬وقوال الشو يخ امحود بون حيوىي اجلوال ‪ :‬مون مل‬
‫حيفظ حق آس تاذه وش يهه ل ياكىف يف حياة الش يخ لن هل ابملريدين رمحة‬
‫وشفقة ‪ ،‬بل وينتقم هللا منه بعد مووت الشو يود ‪ .‬وقوال الشو يخ امحود بون‬
‫عطا الروذابري ‪ :‬آقبح من لك قبيح صويف حشيح ‪ ،‬ومن تبع طريوق القووم‬
‫انتفئ عنه الشح ‪ ،‬ومن كتب الفقه انتفئ عنه اجلهل ‪ ،‬ومون خودم الوليواء‬
‫بال آدب هكل ‪ .‬وقال ‪ :‬للك عمل بيان ‪ ،‬وللك لسان عبارة ‪ ،‬ولولك عبوارة‬
‫طريقة ‪ ،‬وللك طريقة آهل ‪ ،‬ومن ل آهلية هل ليشء هل ‪ .‬وقال ابن جنيد ‪:‬‬
‫اذا آراد هللا بعبد خري ًا رزقه حصبة الصاحلني والعمل اكا يشريون بوه عليوه ‪.‬‬
‫وقال آبو اخلري القطع ‪ :‬مابل آحود حواةل رشيفوة ال بلوزوم املوافقوة ومعانقوة‬
‫الدب وحصبة الصلحاء وخدمة الفقراء الصاحلني ‪ .‬وقال ‪ :‬ليصفو قلبك ال‬
‫بتصحيح النية هلل ‪ ،‬ولبدنك ال خبدمة آوليائوه ‪ .‬وقوال الشو يخ آبواحلسوني‬

‫‪175‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بوون بنووان ‪ :‬ليع ووم قوودر الوليوواء ال موون ع ووم هللا عنووده ‪ .‬وقووال الشو يخ‬
‫القووامس ابوون القووامس النيسووابوري ‪ :‬امنووا يووروض املريوود نفسووه ابلص و عووىل‬
‫آلوامر و نبوه النووايه وحصبوة الصواحلني وخدموة الفقوراء ‪ .‬وقود قوال ابوو‬
‫القامس بن امحد املغرن ‪ :‬من كامل خلق الفقري آن حيسن خلقه موع عودوه ‪،‬‬
‫ويبووذل هل املووال ‪ ،‬وموون آدبووه تصووديق املشوواخي يف لك موواخي ون بووه موون‬
‫كراما م ‪ ،‬وان مل يصودقهم حورم بوراك م ‪ .‬وقوال جعفور بون محمود بون نصوري‬
‫اخلدلي ‪ :‬من مل حيفظ قلوب املشاخي سل‪ ،‬هللا عليوه لكبوا يؤذيوه ‪ .‬وقوال ‪:‬‬
‫علي بصحبة الفقراء فانم كنوز ادلنيا ومفاتيح الخرة ‪ .‬وقوال الشو يخ شواه‬
‫بن جشاال الكرماين ‪ :‬من حصبك ووافقوك عوىل ماحيوب وخالفوك فوامي يكوره‬
‫فامنا يصحب هوواه ‪ .‬وقوال ‪ :‬الفتووة مون طبواال الموراء ‪ ،‬واللووم مون شو مي‬
‫النذال ‪ ،‬وماتعبد متعبد بأكرث مون التحبوب للوليواء لن حمبوهتم حمبوة هللا‬
‫تعاىل ‪ .‬وقال محمد بن احلسني بن عيل الدمذي ‪ :‬الس هتانة ابلولياء من قةل‬
‫املعرفووة ابهلل ‪ ،‬وماوصوول العبوود ملقووام الوهووو حموودم لهوول ذكل املقووام ‪ ،‬اذ‬
‫الخالل بواجب حقهم يطرد عون حرضو م ‪ .‬وقوال آبوو سوهل الصوعلويك ‪:‬‬
‫عقوق الوادلين متحوه التوبة ‪ ،‬وعقوق الس تاذين لميحوه يشء البته ‪ .‬وقال‬
‫الش يخ محمد بن عبد الوهاب الثقف ‪ :‬لومجوع رجول مجيوع العلووم ‪ ،‬وحصوب‬
‫مجيع الطوائف ليبل مبل الرجال ال ابلرايضة عىل يد ش يخ انحص ‪ ،‬فان مل‬
‫يلقوه وادعوئ الطريوق فودعواه رعونووة نفوس ‪ ،‬ولعووز القتوداء بوه ‪ .‬فهووذه‬
‫احدى وعرشون مقاةل يف هذا املبح ‪ ،‬مما آثبته س يدي احلبيب عويل بون‬
‫حسن نفع هللا به من مقالت الش يود يف آداب الصووفية وطريوق التهلوق‬

‫‪176‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بأخالقهم ‪ ،‬وذكل من حنو مائة مقاةل ذكرها يف السفينة ونقلها يف املاكتبوات‬


‫وعزاها اىل آهلها ‪.‬‬

‫( فصل ) اعمل آ ا املقتف لاثر الصاحلني الطالب للتهلق بأخالقهم‬


‫والتسك اكا سلكوه من املقامات الرفيعة ‪ ،‬ومواحالمه هللا بوه مون الحووال‬
‫اليت اكنت هلم اىل رىض مولمه آقوى ذريعة ‪ ،‬آن س يدي احلبيب عيل بون‬
‫حسن صاحب الدمجة قد هيأ هللا هل آس باب هذه الداب بطيب املنابوت‬
‫الطاهرة ‪ ،‬ومالح ة آصوهل اجلامعني للعلوم الباطنة وال واهرة ‪ ،‬كوام قودمنا‬
‫ذكل يف آول نشوءه مع س بق رعاية العناية الزلية وطهارة الطينوة الوليوة ‪.‬‬
‫فأع م ما من هللا به عليه حسن ال ن الاكمل ‪ ،‬وقد حصلت هل الرايضوة‬

‫‪177‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اجلامعة للخالق امحليدة والدب اكوا قودمناه فوامي اكن عليوه يف ابتوداء آموره‬
‫وعنفوان ش بابه ابجملاهدة التامة يف العبادة ‪ ،‬مع الفقر والزهادة وخدمة آابئه‬
‫وآصوهل وغري ذكل مموا هوو شوأن مون ابيوع هللا ورسووهل ‪ ،‬وح و ابلقبوول‬
‫عند وصوهل ‪ ،‬مع موامر ذكوره مون حسود املعانودين ومزامحوة املامثلوني حو‬
‫خوورأ موون بووالده ‪ ،‬اتراك لطوارفووه وتووالده ‪ ،‬كووام قووال يف بعووض قصووائده‬
‫وانشاده ‪:‬‬
‫وخرجت من بدلي فرارا مهنم فلقيهتم خملقوا بلك بالدي‬
‫وهل آسوة جبده املصطفئ وآابئه الكرام مما يطوول الوأم بتعودادمه ‪.‬‬
‫واكلش يخ آن احلسن الشاذيل الرشيف احلسيين فانوه آخرجوه احلسواد مون‬
‫بدله وكتبوا اىل م آنه س يقدم علي رجول صوفته كوذا ‪ ،‬سواحر كوذاب‬
‫فال تصدقوه ولتغدوا بوه ‪ .‬وان وروا موايف مقدموة طبقوات الوليواء لالموام‬
‫الشووعراوي فانووه آورد وقووائع وحوواكايت يف ذكوور موون آوذي وعووودي موون‬
‫الوليوواء والعلووامء ‪ ،‬وقووال يف آخووره مامعنوواه ‪ :‬ان هللا تعوواىل يبووتيل الوليوواء‬
‫والعلووامء ابيووذاء احلاسوودين وماكبوورة املتجو ين يف البووداايت ويف الهنوواايت ‪،‬‬
‫فتنكرمه العامة وتؤذ م ‪ ،‬وذكل لئال يعتودوا علوهيم وليشوغلومه عون موامه‬
‫عليه يف اقباهلم عوىل هللا تعواىل واشو تغاهلم واعوامتدمه يف مقاصودمه وآحنواوم‬
‫وحاجا م عليه تعاىل ‪ .‬هذا معىن الكمه وحاصهل وان آطال الأم ‪.‬‬
‫واعمل ان ما تقف عليه يف كتب سو يدي احلبيوب عويل قودس هللا‬
‫روحه نرث ًا ون ام من اوهار التأمل والشكوى والتوجع اكزامحة الضداد وايوذاء‬
‫املنكرين واحلساد امنا هو عىل واهره ويف الكموه ولويس هوو مون مقاموه ‪،‬‬
‫بل هو اجلبل اذلي لتزعزعه عواصف الرايح ‪ ،‬ولتنفوذه جوواحئ الرمواح ‪،‬‬

‫‪178‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ولتزجعه صواحئ املساء والصباح ‪ ،‬وامنا عري ذكل منه عوىل وجوه التسويل‬
‫وليكون لغريه التأيس ‪ ،‬وذكل مما يشهده هل ابلكامل ‪ ،‬وآنه بلو مبلو الرجوال‬
‫املوصوفني ابلص والحامتل ‪ ،‬فانوه امنوا يوؤذي ويعوادي مون رخس قدموه يف‬
‫مقامووات الميووان واليقووني موون النبيوواء واملرسوولني ‪ ،‬والعلووامء الووراخسني ‪،‬‬
‫والولياء العارفني ‪ .‬ولعل ماي هره من ذكل خوفوا مون مفسودة ع ميوة نقو وب قه‬
‫عىل مفسد ا العلامء ابهلل تعواىل ‪ ،‬ويه آنوه اذا انوتقص آوليواء هللا والعلوامء‬
‫ابهلل نفورت العامووة مووهنم وبعوودوا عووهنم ومل يقبلووا دعووو م وتعلوميهم ‪ .‬ولهووذا‬
‫فارق ح غيبة العلامء غريمه بأنا تكون كبرية ملا ذكر من الفساد والهالرش ‪.‬‬
‫فقد نقل المام الشعراوي يف العهود احملمديوة عون بعوض العلوامء آنوه قوال ‪:‬‬
‫من قال هذه ممعمية عامل ابلتصغري حتقري هل كفر ‪ ،‬لس هتزائه اهم وحتقريه هلم ‪.‬‬
‫واعمل آن س يدي احلبيب عيل نفع هللا به هل الكم فمين اعتقد بعض الولياء‬
‫وآحبه وآساء ال ن بغريه آو آبغضه ولو واحدا موهنم ‪ ،‬فانوه ليفيود ذكل كوام‬
‫نقهل اكعناه المام الشعراوي عن الش يخ عيل اخلواق قدس هللا روحوه آنوه‬
‫قال ‪ :‬من ون آنه ينال ح ا من هللا تعاىل لقرابته من آولياء هللا تعواىل موع‬
‫عدم صالحه وخمالفته طريقهتم ومع اساءة آدبه مع آحد موهنم فقود كوذب يف‬
‫زمعه ‪ ،‬فكام ب حمبة الرسل لكهم وان اختلفت رشائعهم فكوذكل الوليواء‬
‫ووب حمبووهتم لكهووم وان اختلفووت ط ورائقهم ‪ ،‬وكووام آن موون آموون ابلنبيوواء‬
‫واملرسلني ال واحد ًا مهنم لغري طريوق رشعو لتصوح حمبتوه وليفيوده ذكل‬
‫العتقاد شيئا ‪ ،‬وذكل لن الرساةل ل تتبعض كام هو المر يف التوحيد فانه‬
‫ليقبل الشدارش آبد ًا ‪ ،‬وطريق الولية اليت يوأمر اهوا الشو ياد مريودمه يه‬
‫طريق الرساةل اليت يأمر اها الرسل آممهم ‪ ،‬فليس عنود الوليواء عرشويع مون‬

‫‪179‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قبل آنفسهم ‪ ،‬ومجيع مايدعون به الناس امنامه نواب للرسول علوهيم الصوالة‬
‫والسالم لنم اذلين آثبتومه ‪ ،‬مفن رد دعوة ويل فقد رد دعووة نو وذكل‬
‫كفر فاحذر ذكل ‪ .‬انهتيئ الكم س يدان عىل اخلواق ‪.‬‬
‫واعوومل آن سو يدي احلبيووب عوويل قوودس هللا روحووه بعوود وفوواة جووده‬
‫وش يهه احلسني بن معر نفعنا هللا اهم وقد حصل هل منوه الفطوام املعوروف‬
‫عنوود الصوووفية واسو تقل بنفسووه ‪ ،‬ومعووىن ذكل آنووه يصووري الووويل املسو تقل‬
‫بنفسه حبي آنه ليشغهل اخللق عن احلق وعكسوه ‪ ،‬وذكل مقوام ادلعووة‬
‫اىل هللا والوراثة لرسل هللا ‪ .‬وحصل هل يف بدله ما مورت الشوارة اليوه يف‬
‫بيت القصيدة يف قوهل ‪ :‬وخرجوت مون بودلي فورار ًا موهنم ‪ .‬اىل آخوره ‪ .‬آا‬
‫اىل بدل الهمرين الشهرية ابلعمل والعلامء ‪ ،‬فأقبل عليه آهلهوا ‪ ،‬ونصوب نفسوه‬
‫للتدريس ونفع اخلاق والعام ‪ ،‬فتوجه لخذ العمل عليه اجلوم الغفوري ‪ ،‬وبوذل‬
‫هلم نفسه ونفااس آوقاته رغبة يف نرشو العومل اذلي سواوى موداد محلتوه دم‬
‫الشهداء ‪ .‬قال ر هللا عنه ‪ :‬خفطور يف ابيل ذات لويةل آنوه مل حيصول يل‬
‫ماحصل للسلف من احلسد والناكر ‪ ،‬فلام اكن صبح تكل الليةل تغري آكرث‬
‫املاعووة اذلي حيرضووون عنوودي ادلرس ‪ .‬هووذا الكمووه ذكووره يف السووفينة ‪،‬‬
‫واليه يشري يف بعض قصائد ادليوان ويه اليت يقول فهيا ‪:‬‬
‫بين مغراه قل وحل اياهل املعــاين وص ي من شغون مكل واجلسم ضاين‬
‫وفكري حار يف وقتنا وقت الشواين من آحصبته وابلغت يف وده جفووووواين‬
‫ومن ش نفت هل اكس حلوى رصف هاين جزايل يف اجلزا من حدأ خس اجملاين‬

‫‪180‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومن ش يدت حصنه بيدي واللساين هدم ما قد تق دم برجهل من معوووووواين‬


‫زمان العق فيه ابتذل وال فوووووواين ولو عديت ذي دارسوين يف املنووووواين‬
‫ودرسوا عندي العمل واستسقوا دانين حسبت آلف رجعوا حلسادي عووواين‬
‫ولكن حس هللا وتدبريه ك فووووواين اليه ارجع ومنه الفزال واللك فوووووووواين‬
‫وصىل هللا عىل املصطفئ طه الاميين محمد جدي الهامش قريش ك نوووووواين‬
‫عليه هللا صىل عدد ماسب شــاين وعد آهل احلسد والعــــداوة والشواين‬
‫وس يأيت يف الباب الثال يف رشح القصيدة زايدة نقل فامي انل هوذا‬
‫المام وآمناهل من سلفه السوابقني والالحقوني ومون غوريمه مون العلوامء ابهلل‬
‫والولياء هلل ممون آنكور فضوائلهم وموا مون هللا بوه علوهيم مون اخلصوصويات‬
‫والحوال واملقامات ‪.‬‬
‫يعووت س و يدي ال ووادل رمحووة هللا عليووه يقووول ‪ :‬كنووت آتووردد عووىل‬
‫سو يدي احلبيوب عويل عنود قدوموه اىل وادي دوعون آان وصواحب يل موون‬
‫آهوول العوومل ‪ ،‬فكنووا اذا جلس و نا معووه اكن يق ورآ ذكل الرجوول عووىل س و يدي‬
‫احلبيب عيل يف كتب احلدي والرقائق وغري ذكل ‪ ،‬فاذا خرجنا من عنوده‬
‫قال هذا احلبيب عيل حبر من العمل وآما الوليوة فوال آدري انوه ويل ‪ ،‬قوال‬
‫الوادل ‪ :‬فكنت اذا آتيت احلبيب عيل منفرد ًا عن صواح قوال ‪ :‬ايسو بحان‬
‫هللا صاحبك اذلي يأيت معك اذا قبضت عىل قلبه وجدته اكحلجارة ‪ .‬نعووذ‬
‫ابهلل من غضب آولياء هللا ‪ .‬وقود نوص هللا تعواىل عوىل ذكل يف قووهل { مث‬
‫قست قلوب فهي اكحلجوارة آوآشود قسووة } ‪1‬اليوة ‪ .‬وقود سو ئل الشو يخ‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 74 :‬البقرة‬

‫‪181‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الفقيه عيل بن عيل ابيزيد ادلوعين عن رجل حلف ابلطالق ان قلبه آقىس‬
‫من احلمر ‪ ،‬فأجاب آنه لحين ولتطلق زوجته مس تدل ابلية املذكورة ‪.‬‬
‫ويعت س يدي وش يح احلبيب عيدروس بن عبود الورمحن البوار‬
‫ابعلوي قدس هللا روحه يقول وحيو عون احلبيوب عويل نفعنوا هللا بوه آنوه‬
‫حرض املعة اكسجد جامع اخلريبة فاسوتنابه اخلطيوب يصويل ابلنواس فواكن‬
‫املقتوودون بووه يرونووه متوتووا اىل القووبةل ‪ ،‬وبعووض الفقهوواء يرونووه متوتووا اىل‬
‫املرشق ووهره اىل القبةل ‪ ،‬واكن سو يدي احلبيوب عيودروس يتعموب مون‬
‫ذكل ‪ .‬وي هر من الكمه استشاكل حصة صالة الفقيه املذكور ‪.‬‬
‫( قلت ) وهذه من اخلوارق اليت عري منلها عوىل آيودي آوليائوه ‪،‬‬
‫ولعل الفقيه املشار اليه من املنكرين آحوال س يدي احلبيب عويل نفعنوا هللا‬
‫به اليت ذكر يشء مهنا ‪ .‬وآما ح اقتدائه به واحلال مواذكر فصوالته ابطوةل‬
‫آخذ ًا ابل اهر ولها ن ائر ‪ ،‬مهنوا موا سو ئل عنوه الفقيوه عويل ابيزيود آيضوا ‪،‬‬
‫وصووورة الس وؤال ‪ :‬آنووه دلغ رجوول يف نووار رمضووان فوواحتي اىل الرقيووة ‪،‬‬
‫ومعلوم آن الرايق يشال العضو املدلوغ وميص ادلم ويورى آنوه يوزدرده ‪ ،‬وآن‬
‫اجلوين يلتقو ذكل لنوه لووو سوقطت منوه قطوورة يف جووف الورايق لرضووته ‪،‬‬
‫فأجاب ‪ :‬بأن الرايق يفطر بذكل لن الع ة اكا نوراه يف ال واهر لنوه يوزدرده‬
‫ويوودخل جوفووه ‪ .‬وعووىل هووذا ليصووح اقتووداء الفقيووه املوذكور واحلووال موواذكر‬
‫وصالته ابطةل كام مر ‪ .‬وآما كون احلبيب عويل نفوع هللا بوه صوار هل وتوان‬
‫يف جسم واحد ووقت واحد فذكل من كرامات الولياء ‪ ،‬كام ان الويل قود‬
‫يرى متصورا يف صور متعددة كام حقوق ذكل الموام السو يوط رمحوه هللا‬
‫يف رساةل سامها ( القول اجليل يف تعدد الويل ) ‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصوول ) يتعلووق بووأمور يعووود تفصويلها واجاملهووا اىل مووايف الفصوول‬


‫اذلي قبهل ‪ :‬اعمل آن س يد املسلمني ة السالم الغزايل قودس هللا روحوه‬
‫يف كتاب آفة الغضب واحلقد واحلسد عقود بيوان آسو باب احلسود وقسومها‬
‫اىل س بعة آقسام آودوائر بني احلاسد واحملسود ‪ .‬ففهمت من حوال سو يدي‬
‫احلبيب عويل بون حسون نفعنوا هللا بوه آن مواتعلق بوه مون احلسود يف بودله‬
‫وغريها من س ببني من الس باب السو بعة املوذكورة ‪ ،‬آحودهام يف احملسوود ‪:‬‬

‫‪183‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وهووو وجووود الفضوويةل فيووه والتووزي عووىل غووريه موون العوومل واملعرفووة والعبووادة ‪،‬‬
‫ومايلتحق بذكل فقال يف السبب الثال ‪ :‬آن يكون يف طبعوه آي احلاسود‬
‫آن يتك و عليووه ‪ ،‬آي عووىل احملسووود ويس تصووغره ويس و تهدمه ويتوقووع منووه‬
‫النقيوواد هل واملتابعووة يف آغراضووه ‪ ،‬فوواذا انل نعمووة خوواف آن لحيموول تكو ه‬
‫ويدفع عنه وعن متابعته ‪ ،‬وراكا يتشوف اىل مساواته آواىل آن يدفوع عليوه‬
‫فيعود متك ا بعود آن اكن متكو ا عليوه ‪ ،‬ومون التكو والتعوزز اكن حسود‬
‫آكرث الكفار لرسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل اذ قالوا كيف يتقدم علينا‬
‫غالم يتمي ‪ ،‬وكيف نطأط هل ر سو نا { وقوالوا لوول نوزل هوذا القورآن عوىل‬
‫رجل من القريتني ع مي }‪ 1‬آي اكن ليثقول علينوا آن نتواضوع هل ونتبعوه اذا‬
‫اكن ع امي ‪ .‬وقال تعاىل يصف حال قريش { آهولء من هللا علهيم من بيننا‬
‫} ‪ 2‬اكلس تحقار والنفة ‪.‬‬
‫واعمل آن ما حصل لس يدي احلبيب عيل نفعنا هللا به مون احلسود‬
‫من ابتداء آمره اىل انهتائه ‪ ،‬هل آسووة يف ذكل برسوول هللا صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل ‪ ،‬بل وسائر النبيواء واملرسولني وعبواد هللا الصواحلني مون سولفه‬
‫وغوريمه كوام يووأيت ذكل مبسووطا يف البواب الثالو يف رشح املن وموة عنوود‬
‫قوهل ر هللا عنه ‪:‬‬
‫ولول هللا قال جلووووووووووودان قل ملا قلنا ملناال وقوووووووووووووووووايل‬
‫خذ العفو واعرف املعروف حقا وصل قوم القطيعة ابلوص ايل‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 31 :‬الزخرف‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 53 :‬النعام‬

‫‪184‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وملووا قالووت قوريش لرسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل اذ رآوه‬
‫ي م وقرب فقراء املهاجرين صهيب ًا وبالل وخمبيبو ًا قوالوا هل آهوولء مون هللا علوهيم‬
‫من بيننا ؟ فأنزل تعاىل { آليس هللا بوأعمل ابلشواكرين }‪ 3‬يعوين آنوم سو بقوا‬
‫اىل السالم وآمنوا ابهلل ورسوهل ومعلوا حبقوائق السوالم قوبل فاسو تحقوا‬
‫التقدمي علي والقرب من هللا ورسوهل صىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬وللك‬
‫سابق حتقق اكزية عمل آوولية كام حقق ذكل الموام الغوزايل ر هللا عنوه‬
‫يف كتاب احلسد من الحياء ‪ ،‬قوال ‪ :‬ان احلسود لعوري ال بوني املامتثلوني‬
‫املزتامحني عىل الغراض ‪ ،‬اكلخوة والقارب والعلامء منال والتجوار مون لك‬
‫مووايزامح عووىل جوواه آومووال ‪ ،‬خبووالف مووا اذا تفرقووت آغراضووهم ‪ ،‬فووان العووامل‬
‫لحيسد التاجر واحملودف ولعكسوه ‪ ،‬وذكل لن املامتثلوني املزتامحوني عوىل‬
‫يشء واحد بقودر ماحيصول القبوال عوىل واحود يونقص عوىل الخور‪ ،‬وهموام‬
‫امتالء قلوب صوص بتع ومي عوامل ان وف عون تع ومي الخور آونقوص منوه‬
‫لحماةل ‪ ،‬فيكون ذكل سوبب للمحاسودة ‪ .‬ولهوذا لوواكن العوامل ليلتفوت اىل‬
‫اجلاه واملال لحيسد غريه عىل العمل ‪ ،‬اذ العمل لويس هل نايوة ولغايوة ‪ ،‬واذا‬
‫وقووع يف قلووب صووص ل يرحتوول عوون قلووب الخوور ‪ ،‬خبووالف املووال اينئووذ‬
‫لمزامحووة بووني العلووامء ال لغوورض اجلوواه واملووال ‪ ،‬مفوون عو ووود نفسووه الفكوور يف‬
‫جالل هللا وع مته وملكوت آرضوه وسوامئه صوار ذكل عنوده آذل وآطيوب‬
‫من لك نعمي ‪ ،‬ومل يكن ممنوعا عنه ولمزاحام فيه ‪ ،‬فاليكون يف قلبه حسد‬
‫لحد ‪ ،‬جفنة املعرفة جمنة النعمي املوعود اها يف الخرة ‪ .‬قال تعاىل { ونزعنا‬

‫‪3‬‬
‫الية ‪ 53 :‬النعام‬

‫‪185‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مايف صدرورمه من غل اخواان عىل رسر متقابلني }‪ 1‬فهوذا حواهلم ومه بعود‬
‫يف ادلنيا ‪ .‬ومن هذا املعىن ليكون يف اجلنة حماسودة لن اجلنوة ل مضوايقة‬
‫فهيا ولمزامحة ‪ ،‬ولتنال ال اكعرفة هللا تعاىل ‪ .‬هوذا حاصول مواذكره الموام‬
‫الغزايل من الكم طويل ‪ .‬وبه تعمل آن س يدي احلبيب عويل بون حسون نفوع‬
‫هللا به بل هذا املقام وانهتويئ اليوه ‪ ،‬وآنوه نوت آحووالا ثالثوة ! الول ‪ :‬آنوه‬
‫ر هللا عنه اكن متأسو يا برسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل يف آن‬
‫يكون سلمي القلب عىل مجيع املسلمني فانه صىل هللا عليه وآهل وسمل يهنوي‬
‫آحصابه ر هللا عهنم عن آن يبلغه آحود عون آحود موايكره ليحورأ علوهيم‬
‫وهو سلمي اخلاطر عىل مجيعهم ‪.‬‬
‫ودليل اتباال س يدي احلبيب عيل نفع هللا به جلوده صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل ماكتب به اىل بعض حمبيه قال من آثناء ماكتبة ‪ :‬نعم ايودل عبود‬
‫الرمحن آنت واكفة الولد واحملبني نطلوب مون هللا ومون امليوع اذا يعومت‬
‫لكمة فينا آوفي حفية ل تبلغوها الينا ولتكشفوا عورة قائلهوا دلينوا ‪ ،‬فانوا‬
‫منل اخلرية اليت يطرةا مولها يف خدود ‪ ،‬واذلي يبلغها وينقلهوا منول مون‬
‫يشلها بيده ويبلغها اىل من قالها فيه ‪ ،‬مفا بل املكوروه ال مون نقول ‪ ،‬واعومل‬
‫آان جعلنا لك قائل يف ِحل وتصدقنا بعروضنا عىل من اش هتاها ‪:‬‬
‫ذي آوابعور آويسكت آوابيضول‬ ‫واس توى عندي املادح ومن اكن يعــذل‬

‫وال ذي قد ر فعيل ومن هو مشهول‬ ‫مامع فرق بني اخلل واليل خيــلل‬
‫ل بذا افرح ولان ابملناوي معووووووووول‬ ‫واملنارص ومن عادى وقادا خيــــذل‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 47 :‬احلمر‬

‫‪186‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫صايف الصدر ماعندي عىل من غال غل‬ ‫غري مجهل قطعنا البيع وهللا عمل‬
‫قوهل نفع هللا به ‪ :‬قطعنا البيع ‪ ،‬آي عقدان مع هللا عقودا آان لنواكيف‬
‫من آساء الينا ال ابلحسان ‪ ،‬وهللا عمل ‪ ،‬آي نرجوه يثيبنوا عوىل ذكل ‪،‬‬
‫وقوهل ‪ :‬صايف الصدر ‪ ،‬حيقوق مواذكرانه عون الغوزايل فاس تحرضوه يف معوىن‬
‫هذا البيت ‪ .‬وان ر اىل قوهل ‪ :‬وتصدقنا بعروضنا عوىل مون اشو هتاها ‪ ،‬فبوه‬
‫تعوومل آنووه ر هللا عنووه ابملقووام اذلي ذكووره ‪ ،‬وقوود حتقووق بووه ‪ .‬فف و ذكل‬
‫التووأيس بقوووهل صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ( آيعمووز آحوود‪ ،‬آن يكووون كن‬
‫مضضم ؟ قالوا ايرسول هللا وما آبومضضوم ؟ قوال ‪ :‬اكن اذا آصوبح تصودق‬
‫بعرضه عىل من تعرض هل ) ‪.‬‬
‫وقوهل لكمة جات من غوري ق قمعود وعوىل غوري تأمول ‪ ،‬آي بغوري تأمول‬
‫تنوووزل منووه للنوواس اكووا يفهمونووه للحوودي وعوودم التعقوود لس و تعامل الووأم‬
‫الفصيح مع من ليفهمه ‪ ،‬فراكا يكون ذكل من التنطع املذموم ‪ ،‬واذا احتاأ‬
‫اىل ذكل اس تعمهل كام ح آنا عرضت لكامت مون غريوب اللغوة تكوم اهوا‬
‫احلبيب عيل عىل ش يخ مشاخينا الش يخ محمد بن ايسني ابقيس نفع هللا اهوام‬
‫فقال احلبيب عيل بن حسن لكوه قواموس ‪ ،‬اشوارة اىل اعسواعه يف اللغوة ‪،‬‬
‫الثاين آنه ر هللا عنه ليريد آن يعمل القادح آنه بلغه الكموه آوفعوهل فوان‬
‫ذكل يزيد املبغض جراءة وعنادا ‪ .‬ويف الكمه اعتذارا للقائل كوام هوو شوأن‬
‫كرماء النفوس وآحصاب العقوول والقلووب كوام لخيفوئ ذكل مون سوريمه كوام‬
‫ورد ‪ ( :‬املؤمن يطلب املعواذير واملنوافق يتتبوع العوورات ) وقيول ‪ :‬طريقوة‬
‫العارفني العتذار عن املعايب ‪ ،‬وطريقة املنافقني تتبع املثالوب ‪ .‬فوان قلوت‬
‫ان احلبيب عيل قدس هللا روحه ملا يع آبيات الراييش اليت ذكرهوا توؤ‬

‫‪187‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اىل العراض عام اكن من بين آمية يف بين هامش من العقوق وال مل ملوا اكن‬
‫هلم من احلقوق معتذرا هلم لن من هو فهيم من آحصواب رسوول هللا صوىل‬
‫هللا عليه وآهل وسمل معال بقوهل عليه السالم ( اذا ذكور القضواء فامسوكوا ‪،‬‬
‫واذا ذكروا آحصان فاسكتوا ) وقوهل ( لعس بوا آحد ًا من آحصان ) وقوهل (‬
‫من حسن اسالم املرء تركه ما ليعنيه ) ( قلت ) آبيات الوراييش جورت‬
‫منه عىل هذا الوجوه ‪ ،‬وآموا رد سو يدي احلبيوب عويل عوىل الوراييش فعوىل‬
‫وجووه امحليووة عووىل الق وربنب والغوورية عووىل ادليوون ‪ ،‬لن المووور الوويت جوورت‬
‫ووقعت من بين آمية عىل بين هوامش آموور فضويعة ووقوائع تكعهوا النفووس‬
‫وعشيب مهنا الر س ‪ ،‬مفا اكن مهنا من آحصاب رسول هللا صىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل فينوزل عوىل الجهتواد ‪ ،‬واملصويب موهنم موأجور واخملطو مغفوور‬
‫ومتجاوز عهنم كام ذكل الالئوق بوأحواهلم واكون عرشوفوا بصوحبته كوام جورى‬
‫عوىل ذكل اجوامال علووامء السو نة وقوورروه يف حمواهل ‪ ،‬وآموا مووااكن مون غووريمه‬
‫فينوزل عىل ال مل والعدوان والسع يف الرض ابلفساد ‪ ،‬وفاعهل آمث موأزور‬
‫‪ .‬وآبيات الراييش الفضل ابن عباس بن الفرأ الراييش رمحه هللا تعاىل يه‬
‫قوهل ‪:‬‬
‫لعمررش ان يف ذن لشغال بنفيس عن ذنوب بين آميه‬
‫عىل رن حسااهم تناىه اليه عووووووومل ذكل ل الــيه‬
‫وليس بضائري ماقد آتوه اذا ما هللا آصــلح مادلي ه‬
‫فلهل دره من شاعر حكمي جميد ‪ ،‬اقتصود يف القوول السوديد ‪ .‬وآموا‬
‫آبيات س يدي احلبيب عيل اليت رد اها عليه ‪ ،‬عىل الوجه اذلي حيسن منوه‬
‫ودليه ‪ ،‬فهي هذه ‪ ،‬وقد آجاد يف ذكل وآحسن ‪ ،‬م آ عون اتبواال ال ون ‪،‬‬

‫‪188‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بل وهور عدوان آولئك اكلشمس يف رابعة الهنار ‪ ،‬وليس يف العتذار هلوم‬
‫طريق ال العناد واحلسد والس تكبار ‪ ،‬ال من اعتذر لاكتب و الورمحن‬
‫‪ ،‬معاويووة بوون آن سووفيان ‪ ،‬وموون وافووق اجهتوواده موون آحصوواب الرسووول ‪،‬‬
‫فالتأويل هلم مقبول ‪ ،‬رضوان هللا علهيم آمجعني ‪.‬‬
‫آل قل للراييش قد بدا موووووا دليك اليوم فايع ما دليوووووه‬
‫تقول بــين آمــية كنت فــــهيم عىل احلالني يف ح السوي ه‬
‫وكل شغل بنفسك عن جنامه عىل الرشاف من جرم وسيئه‬
‫فذارش اجلهد منك ولك ورف اكا هو فيه ينضح من خبــــيه‬
‫فمل يعنورش ذارش اجلهــــد مهنم ومل تصىل اهاتيك البلووووووووويه‬
‫ولو قتلوا آابرش لكنت ق ٍاض بأخذ الثار يف تل ك القضــــيه‬
‫ولكن الوىل قت لوا سوووووا‪ ،‬بنوا الزهووووراء بدور الهامشيه‬
‫فمل حيرق حشارش ال مهنم كنك مل ترى مااكن كووووووووويه‬
‫ومل تبغضهم يف هللا حـــقووووو ًا كام بغض النووووووو للرشفـــيه‬
‫ومل تن كر من املن كور نكوور ًا بيد رش واللسان ول الطوويــه‬
‫وقد مات الن عىل قـــالمه مه وثقيف مث احلنوووووووووووووفيه‬
‫وقد ولموه ومل اجلاهلوووووويه‬ ‫وقد بغضوا عليا خري حووووو‬
‫وآايت النفاق تلوح فيووووووهم ببغض املرتىض خري الووووو يه‬
‫مفاكل ل تبوح ببغض قوووووم رضوا ابلعـــار يف حب ادلنــيه‬
‫وشقوا ابلمام وانزعوووووووووووه وليسوا للموووووووووووقام بأهلــــيه‬
‫آليس احلب والبغوضاء مجيعا لوجه هللا من آهــــل التقـــيه‬
‫فلو كنا حضور ًا حني و لوا رضبنا ر سهم ابملرشفيووووووووه‬

‫‪189‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وزلزل ابحلصون اخليوووووو يه‬ ‫مع اجليش اذلي فتح الصيايص‬


‫حسن وحسني وابن احلنفــيه‬ ‫واكن به المام مع بنووووووووويه‬
‫خزانة عــــمل الرسار اخلفــيه‬ ‫وعبد هللا بن عباس فوووووهيم‬
‫وقد قاموا مع الهــــادي بنــيه‬ ‫وعامر ابن ايرس واهل بــــدر‬
‫هو الهادي عىل ح السوي ه‬ ‫ويكفينا عيل ذو املعووووووووايل‬
‫زاكته يف الصوووووالة مع بنـــيه‬ ‫ويل هللا والسالم يوووووووؤيت‬
‫لهذا القول آايت جلوووووووووويه‬ ‫وقال هللا يف نص املقووووواري‬
‫هل فعيل بال شك ولوووووووووويه‬ ‫وقال محمد من كنت مووووىل‬
‫آجل حق هو الشمس الضحيه‬ ‫هو البدر املنري بغوووووري لبس‬
‫ويبغضه سوى القوم الغووويه‬ ‫وهل ميتار فيه وينتقصوووووووه‬
‫مع احلب املكــــني مع املعـــيه‬ ‫سألت هللا يرزقوووووووين وله‬
‫وحس ابلووويل ذا الملعـــيه‬ ‫كام قال ابن عباس اهووووووذا‬
‫وعاديت املعادي ابلعوووووديـــه‬ ‫وواليت اللـــه وانصوووووووريه‬
‫محموووووود والويل حيدر ولـــيه‬ ‫وقلت هللا حس مث حس‬
‫****‬
‫الثال ‪ ،‬آي من آحوال س يدي احلبيب عيل بن حسن ر هللا‬
‫عنه اليت يعامل اها من حتامل عليه ابلبغضاء من احلساد ‪ ،‬وآحرصوهم عوىل‬
‫ذكل المنال والضداد ‪ ،‬فانه اكنوت هل الوراثوة التاموة آيضوا يف مقوابةل مون‬
‫آذاه آوتعدى عليه ‪ ،‬ابلرمحة ولني القول موع املؤاسواة وادلعواء هل ‪ ،‬كوام ذكل‬
‫من آخالقه صىل هللا عليه وآهل وسمل مع آجالف العرب واملنوافقني مموا هوو‬
‫مذكور يف حمهل ‪ ،‬ومعروفا عند آههل ‪ ،‬فال نطيل بونقهل ‪ .‬وخلفوه عوىل ذكل‬

‫‪190‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫موون آحصابووه اخللفوواء الراشوودين ‪ ،‬والسو بطني وزيوون العابوودين وموون بعوودمه‬
‫اذلين قاموا حبق ادلين ‪ ،‬ومن غريمه العدد اذلي ل ينح مون التوابعني ‪،‬‬
‫ومن يف رساةل القشريي وتوارخي آل آن علوي ‪ .‬ومن آاكبرمه جوده القطوب‬
‫املكني اذلي يقول فيه حس ر ح آحواهل يف القرطاس فانه قال عىل وجوه‬
‫املبالغة والشارة اىل كرثة من حيسده ويبغضوه ‪ :‬آسو تغفر هللا ‪ ،‬آول اهل ال‬
‫هللا عدد بغضاء معر بن عبد الورمحن العطواس ‪ ،‬وموع ذكل فانوه ممون دفون‬
‫نفسووه يف آرض ايمخووول ومل يلتفووت اىل تربيووة جوواه ولمجووع مووال ‪ ،‬موون لك‬
‫مايعوود موون الفضووول ‪ .‬وهكووذا شووأن آوليوواء هللا لععلووون مسوواعهيم ال يف‬
‫موورا هللا والرمحووة بعبوواد هللا وان آسووا ا الووهيم ‪ .‬ففوو رسوواةل لالمووام‬
‫الس يوط نفعنا هللا به سامها ( الغ يف ت ئة ابن عرن ) قال ‪:‬‬
‫وح يل الش يخ عبد العزيز آن صصا بدمشق فورض عوىل نفسوه‬
‫آن يلعن ابن عرن يف لك يوم عقب لك صوالة عرشو مورات ‪ ،‬فواتفق آنوه‬
‫مات وحرض ابن عرن جنازته موع النواس مث رجوع وجلوس يف بيوت بعوض‬
‫آحصابه وتوجه اىل القبةل ‪ ،‬فلوام جواء وقوت الغوداء مل يوألك ‪ ،‬ومل يوزل عوىل‬
‫حاهل متوتوا يصويل الصولوات ويتوجوه اىل بعود العشواء الخورية ‪ ،‬فالتفوت‬
‫وهو مرسور وطلب الطعوام ‪ ،‬فقيول هل يف ذكل ! فقوال ‪ :‬الزتموت موع هللا‬
‫تعاىل آن ل آلك ول آرشب ح يغفر هللا لهذا اذلي اكن يلعنين ‪ ،‬فبقيوت‬
‫كذكل وذكرت هل س بعني آلف من ل اهل ال هللا وآرانيه قد غفر هل ‪ .‬انهتويئ‬
‫‪.‬‬
‫فهذا شأن العارفني ابهلل الرامحني لعباد هللا برمحة هللا الويت وسوعت‬
‫لك يشء ‪ .‬ويف احلدي ( الرامحون يرمحهم الورمحن ) ومه الوارثوون للقائول‬

‫‪191‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( اللهم اغفر لقو فانم ليعلمون ) وقد آصغا الانء للهورة لترشوب منوه ‪،‬‬
‫وشفاعته ودعوته من الرحامت املدخرة يوم القياموة اخلاصوة ابملوؤمنني ‪ ،‬مفوا‬
‫‪1‬‬
‫آع م ما وصوف بوه مون قووهل تعواىل { وموا آرسولنارش ال رمحوة للعواملني }‬
‫صلوات هللا وسالمه عليه وعىل آهل وحصبه آمجعني ‪.‬‬
‫وس يأيت يف الباب الثال يف رشح القصويدة موايف اليوذاء واحلسود‬
‫للولياء والعلامء يف رشح قول س يدي احلبيب عيل ر هللا عنه ‪:‬‬
‫ولو ل هللا قال جلدان قل ملا قلنا مل نْاال وقــايل‬
‫*****‬

‫( فصل ) نذكر فيه بعض مايتعلق بأحوال س يدي احلبيب عيل بون‬
‫حسن صاحب الدمجة وهو ملعتقديوه واملنتسو بني اليوه مون آمه املطالوب ‪،‬‬
‫ليعمل الواقف عىل ذكل قوول الشو يخ ابون عطواء هللا ‪ :‬آوليواء هللا عورااس‬
‫وليوورى العورااس ال احملرمووون ‪ ( .‬بفووتح الوراء ) آي ليعوومل مووا تتصووف بووه‬
‫العروس ال حمارهما ‪ .‬ولهذا قيل ‪ :‬معرفة الويل آصعب من معرفة هللا تعواىل‬
‫‪ .‬آي لن دلئل معرفة هللا وبراهني آايته واهرة ابهرة ‪ ،‬وآما الوويل فلويس‬
‫هل موون ادللئوول ال ارشاق نووور الميووان واليقووني عووىل ابطنووه وووواهره ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 107 :‬النبياء‬

‫‪192‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وليعرفه ال منهل ابلنور املبني ‪ .‬قوال الموام السو يوط يف الرسواةل السوابق‬
‫ذكرها ‪ :‬قال اليافع يف الرشاد ‪ :‬اجتع الش يهان العارفان المامان احملققوان‬
‫الرابنيان ‪ :‬الش يخ شوهاب ادليون السوهروردي ‪ ،‬والشو يخ حمو ادليون ابون‬
‫عرن ر هللا عهنام ‪ ،‬فوأطرق لك واحود موهنام سواعة مث افدقوا مون غوري‬
‫الكم ‪ ،‬فقيل لبن عرن ماتقول يف الش يخ شهاب ادلين فقال ‪ :‬مملوء س نة‬
‫من قرنه اىل قدمه ‪ ،‬وقيول للسوهروردي مواتقول يف الشو يخ حمو ادليون ؟‬
‫فقال ‪ :‬حبر احلقائق ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وحو آن الشو يخ شووهاب ادليوون السووهروردي املووذكور واكن آمووري‬
‫الطريقني ‪ ،‬وش يخ الفريقني ‪ ،‬قصد قضيب البوان واكن مون املوولهني ‪ ،‬فلوام‬
‫آقبل عليه جشف عورته فقال هل ‪ :‬ليصدان هذا عن زايرتك ‪.‬‬
‫وموون آحوووال سوو يدي احلبيووب عوويل ر هللا عنووه ادلاةل عووىل‬
‫الوراثة النبوية ‪ ،‬وكوامل النسوانية والرجوليوة ‪ ،‬آنوه اكن مكورثا مون الوزتوأ‬
‫وهو مموا تنكوره العاموة وحتو‪ ،‬عنودمه مون قودر املكورثين منوه ‪ ،‬وذكل مون‬
‫مقاصد الولياء الصحيحة ‪ ،‬لن اخلاصوة مون الصوفوة يف الوليوة يتباعودون‬
‫عوون لك موواهو وصووف الربوبيووة ‪ ،‬ويت وواهرون اكووا هووو وصووف البرشو وية‬
‫والعبودية ‪ .‬يعت بعوض الخوذين عون سو يدي احلبيوب عويل بون حسون‬
‫ر هللا عنه يقول ‪ :‬كنت آتردد اليه مدة اقامته يف بودل الهمورين وغريهوا‬
‫فأراه يس تغرق الليل يف مطالعات الكتب من مجيع فنونا ‪ ،‬واكن حين عنود‬
‫مروره فهيا ‪ ،‬فاذا آعيا وتعب مسوح عوىل عينيوه وآ ون ‪ ،‬فقلوت هل يف بعوض‬
‫الليايل مباسطا هل وآنت ايكذا كذا مرادرش تقسم نفسوك بوني العومل والعبوادة‬

‫‪193‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫والنساء ؟ فقال يل ‪ :‬آما النساء س يبتليك هللا بأكرث مما ابتالين بوه ‪ .‬قوال ‪:‬‬
‫فزتوجت بنحو مثانني امرآة ‪.‬‬
‫وقوود ح و الق ورآن آن لن و هللا داود عليووه الصووالة والسووالم موون‬
‫النساء عسع وعسوعون ‪ ،‬ووفوا املائوة بزوجوة وزيوره بعود ان قتول جماهودا ‪.‬‬
‫وورد انه آا عىل مجويعهن يف لويةل واحودة ‪ .‬ولرسوول هللا صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل عسع نسوة وقد يدور علهين يف ليةل واحودة ‪ .‬ويف كتواب الوناكح‬
‫موون الحيوواء للغ وزايل قووال فيووه ‪ :‬آن الووناكح فيووه توورود الوونفس وايناسووها‬
‫ابجملالسة والن ر ‪ ،‬ويف املداعبة اراحة للقلب وتقوية هل عىل العبوادة‪ .‬قوال ‪:‬‬
‫ولقد اكن صىل هللا عليه وآهل وسمل مع عسع من النسووة متهليوا لعبوادة هللا‬
‫تعاىل ‪ .‬فاكن قضاء الوطر يف حقه غري مانع ‪ .‬واكن سفيان بون عيينوه رمحوه‬
‫هللا يقووول ‪ :‬كوورثة النسوواء لوويس موون ادلنيووا ‪ ،‬لن عليووا ر هللا عنووه اكن‬
‫آزهوود آحصوواب رسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل واكن هل آربووع نسوووة‬
‫وس بع عرش رسية ‪ .‬قوال واكن بعوض الصواحلني يكورث الوناكح حو ليواكد‬
‫خيلو من اثنتني آوثالث ‪ ،‬فأنكر عليوه بعوض الصووفية فقوال ‪ :‬هول يعورف‬
‫آحد من آنه جلس بني يودي هللا تعواىل جلسوة ‪ ،‬آووقوف بوني يودي هللا‬
‫موقفا يف معامةل خفطر يف قلبوه خواطر شوهوة ؟ فقوالوا ‪ :‬يصويبنا كثوري مون‬
‫ذكل ‪ ،‬فقووال ‪ :‬لورضوويت يف معووري لكووه اكثوول حووال يف وقووت واحوود ملووا‬
‫تزوجووت لكووين موواخطر عووىل قلو خوواطر يشووغلين عوون حووايل ال آنفذتووه‬
‫لسوودد منووه وارجووع اىل شووغيل ‪ ،‬ومنووذ آربعووني سو نة موواخطر عووىل قلو‬
‫معصية ‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وآنكوور بعووض النوواس حووال الصوووفية فقووال هل بعووض ذوي ادليوون ‪:‬‬
‫مااذلي تنكر مهنم ؟ قال ‪ :‬يوألكون كثوريا ‪ ،‬قوال وآنوت آيضوا لوجعوت كوام‬
‫عوعون للكت كام يوألكون ‪ .‬قوال ‪ :‬وينكحوون كثوريا ‪ .‬قوال ‪ :‬وآنوت آيضوا‬
‫لوحف ت عينك وفرجك كام حيف ون لنكحت كام ينكحون ‪ .‬انهتويئ ‪ .‬مون‬
‫الحياء ‪.‬‬
‫وقد رآيت منقول خبو‪ ،‬سو يدي وشو يح الموام احلبيوب معور بون‬
‫عبد الرمحن البار الخري عبارة منقووةل عون املوأ الكو ى للشوعراوي نفعنوا‬
‫هللا به ‪ :‬قال بعض العارفني ‪ :‬ليفتح عىل سواكل قو‪ ،‬ال مون ابب الكثوار‬
‫من النوافل ‪ ،‬فانه ليتقرب اها خوفا من هللا تعاىل وامنوا ذكل حمبوة هل جول‬
‫وعووال ‪ ،‬فقووال وآع ووم النوافوول الكثووار موون الووناكح ملووا فيووه موون الزدواأ‬
‫والنتوواأ ‪ ،‬فيممووع العبوود فيووه بووني احملسوووس واملعقووول فاليفوتووه يشء موون‬
‫العلوم الصادرة مون حرضوة البواطن وال واهر ‪ ،‬فوذلكل اكن اشو تغال العبود‬
‫بنوافوول الووناكح آمت وآقوورب لتحصوويل مايرومووه ‪ ،‬واكن حمبووواب هلل تعوواىل ‪،‬‬
‫ويصري قلبه عرشا لس تواء احلق تعاىل عليه ابقامة العلوم ‪ ،‬وسوامء للنووزول‬
‫وكرس يا ل هور آوامره ونواهيه ‪ ،‬فيضم هل من علوم الكريس موامل يكون معوه‬
‫مع آنه اكئن فيه ‪ .‬وهذه الطريق من آجدى الطرق وآقراها عىل السوالكني ‪.‬‬
‫انهتيئ ‪.‬‬
‫ويتبني معىن هذه الرموز والشارات مما ذكوره الموام الغوزايل قودس‬
‫هللا روحه يف الفائدة الثانية من كتاب الناكح من الحيواء قوال ‪ ( :‬تنبيوه )‬
‫يتعني الوقوف عليه ‪ :‬وهو آنه ينبغ للك مؤمن آن يعمل آن النبياء والرسل‬
‫صلوات هللا وسالمه علهيم مومكول ورثهتم من العارفني ابهلل آنه ليسكل اهوم‬

‫‪195‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يف العوراض البرشووية اكلوناكح مسووكل غوريمه موون احملمووبني ابلشووهوات ‪،‬‬
‫النازلني فهيا منوزةل الهبامئ ‪ ،‬واعتو ذكل اكوا حو عون السو يد اجلليول آن‬
‫الغي بن مجيل قدس هللا روحه وذكل آن بعض مريديه رآه يف مقام عوال‬
‫‪ ،‬مث رآه نزل عنوه ‪ ،‬فوأخ ه ابلور اي فقوال هل ل آع هوا كل حو تورى ر اي‬
‫اثلثة ‪ ،‬مفك سو نة مل يوره ‪ ،‬مث رآه بعود ذكل وآنوه عواد اىل مقاموه الول ‪،‬‬
‫فأخ ه ابلر اي فقال هل تأويول ذكل آين دنووت مون آم الفقوراء يعوين زوجتوه‬
‫فقبلهتا بغري نية فنوزلت عن مقا الول ح جاهدت نفيس فعدت اليوه ‪.‬‬
‫فهووذا معووىن احلاكيووة ‪ .‬فهبووذا ي هوور كل آن الوليوواء اكلنبيوواء ليسووكل اهووم‬
‫وليقاس علوهيم غوريمه يف العوادات ادلنيويوة والشوهوات النفسوانية ‪ ،‬وذكل‬
‫لن النبياء معصومني ‪ ،‬والولياء حمفووني عام ليليق اكقاموا م وآحوواهلم ‪،‬‬
‫لنووه قوود ارتفعووت عوون رسائوورمه احلمووب ال لامنيووة ‪ ،‬وامووتلت ابلن ووار‬
‫والرسار الرابنية ‪ ،‬ولقوة ذكل من آرسارمه ليدنو مهنوا الشو يطان ‪ ،‬وذكل‬
‫لنم ضيقوا جماريه ابجلوال وطردوه ابذلكر وغاووه ابلعمل ابحلق والقول به ‪.‬‬
‫كام ورد ( ماسكل معر جفا ال وسكل الش يطان جف ًا غريه ) ‪.‬‬
‫ويف حاش ية ابن عالن عىل الذاكر عند قوهل عليه الصالة والسالم‬
‫( يعقد الش يطان عىل قافية آحد‪ ،‬اذا انم ثالث عقد ‪ ،‬فاذا استيقظ وذكور‬
‫هللا احنلت عقدة ‪ ،‬فان توضأ احنلت الثانيوة ‪ ،‬فواذا صوىل احنلوت الثالثوة ‪.‬‬
‫مث آورد احلاكية املشهورة عن ابوراهمي ابون آدمه ر هللا عنوه ويه ‪ :‬آنوه‬
‫اكن ان ا يف بعض املساجد ورجل آخر يصيل ‪ ،‬فأراد بعض آهل الكشوف‬
‫والنور دخول املسجد فاذا هو ابلش يطان واقف عىل ابب املسوجد حنيوف‬
‫اجلسم ابكيا ‪ ،‬فقال هل ‪ :‬ماابكل واقفا هنا فقال ‪ :‬اين آريد ادلخوول آوسووس‬

‫‪196‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لهووذا املصوويل ومينعووين نفووس ذكل النووامئ ‪ .‬قووال ابوون عووالن ‪ :‬فهوول توورى‬
‫الش يطان يعقد عىل قافيوة منول هوذا السو يد ؟ آقوول ل لقووهل تعواىل { ان‬
‫عبادي ليس كل علهيم سلطان } ‪1‬هذا معىن احلاكيوة ‪ .‬فواعت آ وا املوؤمن‬
‫يف جناب س يدي احلبيب عيل صواحب هوذه الدمجوة نفوع هللا بوه فوامي مور‬
‫وفووامي س و يأيت ‪ ،‬فهووذه الحوواكم واملشوواهد تعوود عليووك صووالت العوائوود ‪،‬‬
‫وحسنيات الفوائد ‪ ،‬وتكون اكحبتك للمحبني هلل حمبا هلل رب العاملني ‪.‬‬
‫الثوواين موون آحووال س و يدي احلبيووب عوويل ر هللا عنووه آنووه اكن‬
‫يسدوح يف بعض الحيان ومع بعض الشهاق ابملوزح واملداعبوة ‪ ،‬وذكل‬
‫لكونه آيضا واراث جلده عليه الصالة والسالم ‪ ،‬لنه ميزح وليقول ال حقا ‪،‬‬
‫وذكل مموا خيفوف عنود بعوض العووام آاهوة احلشومة والتع ومي يف الصودور ‪،‬‬
‫وذكل آمر مقصود عند الصووفية وعليوه مودار عبووديهتم ‪ ،‬فوانم يتباعودون‬
‫عن لك وصف فيه مشواركة الورب تعواىل مون الع موة والعوزة والكو ايء ‪،‬‬
‫ومييلون اىل لك ماتنح‪ ،‬به مراتهبم حبي لخيل ذكل اكقصودمه من ادلعوة‬
‫اىل هللا وارشوواد عبوواد هللا والسووع يف تووألفهم ابملطايبووة واملنادمووة والتنوووزل‬
‫معهم فامي مه فيه ‪ ،‬كام ذكل شأن رسول هللا صىل هللا عليوه وآهل وسومل موع‬
‫آحصابه ر هللا عهنم ‪ ،‬فانه مأمور يف دعو م اىل هللا ابحلمكوة ومعواملهتم‬
‫ابلرمحة ‪ .‬وقد عدوا هذا احلال من شأن ذوي القلوب املنرية الهينوة اللينوة ‪.‬‬
‫قووال الش و يخ محموود بوون عبوود هللا العيوودروس يف كتابووه املسوومئ ( آيضوواح‬
‫آرسارعلوووم املقوربني ) ماوهووب هللا لعبووده منوول قلووب هووني لووني ‪ .‬لن موون‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 42 :‬احلمر‬

‫‪197‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫القلوب قلواب قد جبلها هللا تعاىل اكش يئته قريبة من اخلري بعيودة مون الرشو‬
‫‪ ،‬فهووي جببال ووا تناسووب اخلووري وتتصووف بووه ‪ ،‬ويه هووذه القلوووب اللينووة‬
‫املنورة الرحمية ‪ ،‬اليت حتب هللا تعاىل وحتب خلقه ‪ ،‬لن من آحب الصوانع‬
‫آحوب صونعته ‪ ،‬فأحصواب هوذه القلووب مه آهول القورب مون هللا تعواىل ‪،‬‬
‫وبيهنم وبني آعوامل الو مناسو بة آكيودة ‪ ،‬فواذا رامووا اخلوريات عسوهلت هلوم‬
‫للمناس بة اليت بيهنا وبيهنم ‪.‬‬
‫ومن آنسب آحصاب هذه القلوب اىل الصفة اليت يف الكتاب العزيز‬
‫{ ياكد زيهتا يضئ ولو مل متسسه انر نور عىل نور دي هللا لنوره من يشاء‬
‫}‪ 1‬فأحصوواب هووذه القلوووب مه املورادون بقوووهل تعوواىل فووامي آنووزهل يف الكتووب‬
‫السووالفة ( ان السووموات والرض مل تطووق آن حتملووين وضووقن آن يسووعين‬
‫ووسووعين قلووب عبوودي املووؤمن ال ووادال اللووني ) فهووذه القلوووب يه آوطووان‬
‫الرسار اللهيوة ‪ ،‬ومعووادن العلووم الرابنيووة ‪ .‬مث سواق الكمووه اىل آن قووال ‪:‬‬
‫فق قق ول آن ترى رجال من رجال احلق تعاىل ال وهو ذوقلوب رقيوق ‪ ،‬فعالموة‬
‫صوواحب القلووب الرقيووق موويهل اىل ادلعابووة خلفووة روحووه ولطووف فيتووه ‪.‬‬
‫ويس تدل عىل صاحب القلب برقة ماء وته ‪ .‬ومن شأن هوذا النسوان آن‬
‫يكون سهل اخلليقة لني العريكة بساما حضااك ‪ .‬وهذا القسوم مون النواس مه‬
‫آكرث آهل اجلنة ‪ ،‬لقول الن صىل هللا عليه وآهل وسمل ( حرمت النار عىل‬
‫الهني اللني السهل القريب ) فأعامل هوذا اجلونس مون النواس تكوون آعوامل‬
‫حس نة للمناس بة اليت بوني قلوواهم وبوني اخلوريات ‪ ،‬لن رقوة القلوب معينوة‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 35 :‬النور‬

‫‪198‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عىل اخلري اعانة ابلغة ‪ ،‬لن جبةل هوذا القسوم مون النواس الرمحوة والشوفقة‬
‫عىل اخللق ‪ ،‬ويه آقرب اىل هللا تعاىل وآحهبوا ‪ .‬وهوذا الفريوق مون النواس‬
‫ترى آعامهلم غالبة مؤكودة لطهوارة الضوامئر وصوفاء البوواطن ‪ ،‬فاليسوري مون‬
‫آعامل هؤلء يقوم مقام الكنري من آعامل غريمه ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقد نقلنا هذا لن املزاح هل فوائد اذا اكن من آههل ويف حمهل ‪ ،‬وآما‬
‫اذا اكن عىل الوجه املذموم فهو حرام ‪ ،‬وقد يثري ِفتن ًا وآحقادا وحمنا وآنواكدا‬
‫كام نبه عىل ذكل احلجة الغزايل يف بداية الهداية ‪ ،‬وبأبس‪ ،‬منوه يف الحيواء‬
‫‪ .‬وهللا آعمل ‪.‬‬
‫الثال من آحوال س يدي احلبيب عيل صاحب املناقب ر هللا‬
‫عنه وهو مما اكن سببا يف الناكر عليه وعىل غوريه مون الصووفية مون سولفه‬
‫وغووريمه ‪ ،‬وذكل اشو تغاهل يف بعووض الوقووات ‪ ،‬وعنوود ورود مقتىضو هل يف‬
‫اندر من احلالت ‪ ،‬ابلسامال موع تنووال اللت ‪ ،‬فالسوامال املوذكور مموا يقوول‬
‫عليووه الصوووفية ‪ ،‬وفيووه الكم هلووم مووذكور يف آهمووات كتووهبم ‪ :‬اكلحيوواء ‪،‬‬
‫والعوارف ‪ ،‬والرساةل ‪ .‬واختالف منترش واليه يشري قوول القطوب الشو يخ‬
‫آبوبكر بن عبد هللا العيدروس نفع هللا اهام يف قوهل ‪:‬‬
‫فانه يف الرشال خمتلف فيه‬ ‫اايرش ايصاح السامال تأتيه‬
‫اىل آخرهووا ‪ .‬اعوومل آن سو يدي احلبيووب عوويل ر هللا عنووه يعموول‬
‫عووىل السووامال ويرغووب فيووه وهووو موون آهووهل ‪ ،‬لن الووويل اذا اكن موون آهوول‬
‫الحوال فهو آما آن يتداوى به آويثري بوه هل آحووالا اكمنوة فيوه ‪ ،‬في هرهوا‬
‫آويفورق بووه آحوووالا توورد عليووه ويتحققوه ويكووون يف دفعهووا نفعووا هل آوللعامووة‬
‫آوغري ذكل مما ليطلع عليه ويتحققه من نفسه ‪ ،‬لن الويل آوغريه من آمناهل‬

‫‪199‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫العارفني بأحوال اللوامع واللواحئ ‪ ،‬والبووادي والبووادة وغريهوا مموا ي هور هلوم‬
‫موون الحووال ‪ .‬وقوود يعووت سو يدي تلميووذه العووارف ابهلل تعوواىل شو يح‬
‫احلبيب جعفر بن محمد العطاس قدس هللا روحه يقول ‪ :‬اكن س يدي الوادل‬
‫عيل نفع هللا به جالسا حبضوور مجوع وهوو يف املشوهد يف املدرسوة الويت يه‬
‫حبري القبة ‪ ،‬واكن ذكل يف وقت الوزايرة موع تعودد اللت املعودة للطورب‬
‫والسووامال واللهووو يف مواضووع موون بقعووة املشووهد ‪ ،‬فقووال للحووارضين ‪ :‬آتوورون‬
‫وعسمعون اىل هذه النوواال املشوار الهيوا ؟ فقوالوا هل نعوم ! قوال ‪ :‬وهللا اين‬
‫مقهور عوىل ذكل مون هنوا ‪ ،‬وآشوار بأصوبعه اىل آعوىل آذنوه ‪ ،‬قوال ‪ :‬ولقود‬
‫كنت آمر عىل بعض املش تغلني ابللهو فأح ادلابة وآضوع آصوبع يف آذين‬
‫ويل خسووف يف ذكل احملوول ‪ ،‬ولكووين مغلوووب عووىل‬ ‫خوفووا موون آن ينوووزل عو و‬
‫ماترون ‪.‬‬
‫ويقوورب موون ذكل موواح عوون العووارف ابهلل صوواحب الح ووال‬
‫الغريبة احلبيب جعفر بن الش يخ احلبيب امحود بون زيون احلب و نفعنوا هللا‬
‫اهم آنه اكن لمي ال متطيلسا احدازا مون فلتوات الن ور ‪ ،‬ويتباعود عون‬
‫السامال وغريه من لك مافيه ميل للنفس وشهوة لها ‪ ،‬فلام وصل للخذ عون‬
‫الش يخ القطب احلبيب معر بن عبد الرمحن البار بدوعن مفن مجةل اشواراته‬
‫هل ‪ :‬آشووهد هللا يف الوولك واصوونع ماشووئت ‪ .‬مفووا وصوول اىل بوودل ش و بام ال‬
‫واس و تدعئ املسوومعني موون آهوول الرشووح املعووروف عنوود آهوول حرضووموت‬
‫وغريمه ‪ ،‬ومل يتقيد بعد ذكل يف لباس ولغريه كام ذكل معروف من حاهل ‪.‬‬
‫ومايف كتواب مناقبوه اذلي مجعوه سو يدي الموام احلبيوب سوقاف بون محمود‬
‫اجلفري نفع هللا اهام مجةل من ذكر آحواهل ‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وآيضا قد اكن هذا آعين ماذكرانه عون احلبيوب عويل اكن مون حوال‬
‫كثري من آل ابعلوي وغريمه ‪ ،‬اكلش يخ معر بن عبود القوادر العموودي آحود‬
‫مشاخيه املار ذكوره ‪ ،‬فانوه ملوا توذاكر احلاكيوة السوابق ذكرهوا احلاصوةل هل موع‬
‫الس تاذ الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد بواسطة الووادل امحود بون سوعيد‬
‫ابسودان رمحه هللا تعاىل قال هل الش يخ معر ‪ :‬ايحبيب عيل معاد ق وان‬
‫يعين مع اس تعامل اللت ال القحيبوات ‪ ،‬يعوين البغوااي ‪ .‬وسو يدي احلبيوب‬
‫عيل نفع هللا به يس تعمل هذه اللت لس امي يف زايرة املشهد ح يف تلق‬
‫الركبان وعشوييع العيوان ‪ .‬فقود ذكور يف بعوض املاكتبوات انوه ملوا ورد عليوه‬
‫الس يد اجلليل احلبيب عيدروس بن سامل بن الش يخ آن بكور ابعلووي قوال‬
‫‪ :‬ومن جعيب التفاق آنه وصل اىل حوره لويةل وصوول مجوع اخلليقوة الهيوا ‪،‬‬
‫ووصوول مووع وصووول النوواس امليووع ‪ ،‬فتلقينوواه اىل خووارأ املوواكن ابخلوواانت‬
‫والقصب ‪ ،‬ومجيع آهل النوب ‪ ،‬والسادة والعرب ‪ .‬اىل آخر الكمه ‪.‬‬
‫ويعت س يدي وشو يح العوارف ابهلل الصوويف الشو يخ عبود هللا‬
‫بوون امحوود ابفووارس ابقوويس نفعنووا هللا بووه يقووول ‪ :‬حرضووت زايرة املشووهد يف‬
‫وقووت املووع يف حيوواة س و يدي احلبيووب عوويل ‪ ،‬فبيووامن آان جووالس عنووده اذ‬
‫آسو تأذن عليووه الشووحاذ بنسوواوم وآل ووم ‪ ،‬فووأذن هلووم يف ادلخووول عليووه مث‬
‫آخذوا يف لعهبم ‪ ،‬وكن النساء يودرن ويرقصون مت جوات سوافرات الوجووه‬
‫ويف بعض الحيان والر س ‪ ،‬خفطر يف نفيس آين يف جملس هوذا الوويل ل‬
‫آغض ب ي ول آخمت آذين وآرسل فكوري فوان ر يف آنوه يوصولين اىل آي‬
‫معىن ‪ ،‬قال فلام آمكلووا لعوهبم جلسووا جفعول احلبيوب يتوواهم ويسو تغفر اهوم‬
‫ويلقهنم لكمة التوحيد ‪ ،‬فمل ي هر يل حينئذ وجه احامتهل مهنم توكل الفعوال‬

‫‪201‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احملرمة وغري الالئقوة حبرضوة مونهل يف مقابول موااكن منوه هلوم مون السوتتابة‬
‫والس تغفار وتلقني لكمة التوحيد ‪ ،‬فلوام انقىضو وقوت الوزايرة اسو تأذنته يف‬
‫الوصول اىل بدل عندل حلاجة يل ‪ ،‬واكن ذكل يف وقت حصواد الوزرال فهيوا‬
‫‪ ،‬فاجتع آولئك الشحاذ ونصبوا خياهمم فاكن اجلند وآحصاب الفسق واخلنوا‬
‫يدددون الهيم ‪ ،‬ونسواء فقوراء آولئوك احملول يودددون اىل حموارالم وحيف ون‬
‫ال ر ‪ ،‬وادلواب طالعات انزلت اىل حمارالم ‪ ،‬فذكرت حينئذ ماقاهل الموام‬
‫الشعراوي ر هللا عنه وهو ‪ :‬آخذ علينوا العهوود آن نأخوذ خبواطر بنوات‬
‫اخلطا لن اهون صويانة احلرائور ‪ .‬اىل آخوره ‪ .‬ف هور يل آن موايفعهل احلبيوب‬
‫عيل مع آولئك من هذا املعىن ‪ .‬واملعىن الول آيضا من تذكريمه ابهلل تعواىل‬
‫حصيح ‪.‬‬
‫منوزال صويف يتم معىن مامر مون هوذه الحووال ويسو تويف ‪ .‬واعومل‬
‫آن ماذكرانه من آحوال هذا المام الغارف من حبور الرسار واملعوارف فانوه‬
‫اكن يس و تد موون آربعووة آحبوور ‪ :‬رسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ‪،‬‬
‫والس تاذ الع م الفقيوه املقودم لنوه م هور هوذه الطريقوة ‪ ،‬وهل النتسواب‬
‫اليه روحوا وحسوا وجسوام ‪ .‬والثالو جوده الشو يخ احلبيوب معور بون عبود‬
‫الوورمحن العطوواس وودله الش و يخ احلسووني ‪ .‬والرابووع ‪ :‬الش و يخ القطووب آبووو‬
‫احلسن الشاذيل ‪ .‬وآما مشاخي املشهد فس يأيت آنوم سو بعة ر هللا عوهنم‬
‫‪ ،‬وموودد الوولك موون احلرضووة النبويووة ‪ ،‬واملوودد حبسووب التوجووه والتأهوول‬
‫والس تعداد ‪ ،‬وقد يقع مع المدادات و ليات النوار املفاضوة عوىل قلووب‬
‫العارفني تنقل يف الحوال املعروفة عندمه ‪ ،‬جحاةل املع والفرق والفنا والبقا‬

‫‪202‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫والسكر والصحو وغوري ذكل مموا هوو مشوهور يف اصوطالحا م ابلوصوف ‪.‬‬
‫وآما الشهود والعيان فال حيصل ال ابذلوق والوجدان ‪.‬‬
‫وقد يعت ش يح العارف ابهلل تعاىل عبد هللا بون امحود ابفوارس‬
‫املتقدم ذكره نفعنا هللا به يقول ‪ :‬ملاتواردت آنوار التجليات عىل رس احلبيب‬
‫عيل بن حسون ر هللا عنوه مل يوزل يسوعئ يف تفريقهوا طلبوا لبقواء حواةل‬
‫الفرق والصحو والبقا اليت يه مون مقاموات الرسول ومكوول ورثوهتم ‪ ،‬وذكل‬
‫ارادة لنفع العباد والقيام اكصاحلهم وارشادمه ‪ ،‬فأكرث من الزتوأ مث الدددات‬
‫والتنقالت يف البدلان والشو تغال ابلسوامال ‪ ،‬واكثول املداعبوة واملوزاح اذلي‬
‫ومر آنوه اكن يسو تعمهل يف اندر الحووال ‪ ،‬فومل يرسوب ويسو تقر ويوؤثر يف‬
‫مراده الش تغال جبميوع ذكل حو آنوه اشو تغل بعوامرة املشوهد ‪ .‬فعنود ذكل‬
‫ثبت عىل حاةل الفرق والبقاء بواسطة ماحتمهل يف ذكل من العبواء والتعوب‬
‫والكد ‪ .‬ويأيت قريبا ذكر ذكل وآخباره وعيونه وآاثره ‪.‬‬
‫( قلت ) وماقدمناه عن ش يحنا الش يخ عبد هللا بن امحود ابفوارس‬
‫املذكور نفعنا هللا به من املفهوم املنزتال من املشهد الصوويف الصوحيح السوامل‬
‫ابذلوق عن الرد والتمرد ‪ ،‬هوو مواذكر مون الحووال الويت اشو تغل اهوا يف‬
‫ال اهر ‪ ،‬وآن موراده تفريوق موايرد عوىل رسه مون الحووال الويت عسو تغرقه‬
‫وعشغهل عام هو مراده مما مرت الشارة اليوه ‪ ،‬آنوه آراد آعوين شو يحنا عبود‬
‫هللا ابلواردات الشارة اىل حاةل املع املعروفة عند السوادة الصووفية ‪ .‬وقود‬
‫س ئل عهنا قطب الرشاد احلبيب عبد هللا بن علووي احلوداد نفعنوا هللا بوه‬
‫فانووه ر هللا عنووه سو ئل عوون اخلوواطر الوويت توورد عووىل الواصوول اىل هللا‬
‫تعوواىل فأجابووه بقوووهل ‪ :‬اعوومل آن الواصوول اىل هللا تعوواىل موون وصوول اىل هللا‬

‫‪203‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫تعواىل اىل حود ينهتوي اليووه عومل العلوامء بوه موون خلقوه ‪ ،‬وآهول هوذه املرتبووة‬
‫يتفاوتون فهيوا تفواوات لينح و ‪ ،‬وللواصول اىل هوذا املقوام حالتوان عسومئ‬
‫احداهام ابملوع والخورى ابلفورق ‪ ،‬فواذا وردت عليوه حواةل املوع فوين عون‬
‫نفسه وغوريه مون آبنواء جنسوه واسو تغرق بربوه وذهوب فيوه ابلكيوة ‪ ،‬فوال‬
‫خاطر هنارش خيطور ولموجوود قمث ي هور ال املوجوود احلوق جول وعوال ‪ .‬مث‬
‫ذكر سبب اخلواطر اليت تقع لغري الواصل فقوال ‪ :‬واىل املوع الشوارة بقووهل‬
‫صىل هللا عليوه وآهل وسومل ( يل وقوت ليسوعين فيوه ال رن ) مث ان دوام‬
‫وارد املع عزيوز جودا ‪ ،‬وعنود دواموه ت هور آموور جعيبوة ‪ ،‬وتبودو شو ئون‬
‫غريبة ‪.‬‬
‫وقد دام هذا الوارد عىل بعض مشاخي العراق عسوع سو نني مث آفواق‬
‫يس وري ًا ‪ ،‬مث عوواد واس و تغرقه عسووع ًا آخوورى ‪ ،‬واكن يف هووذه املوودة ليووألك‬
‫وليرشب ولينام وليصيل ‪ ،‬بول اكن واقفوا يف ال يوة شاخصوا بب وه اىل‬
‫السامء ‪ .‬وبلغنا عن بعض مشاخي م آنه توضأ مث اضطمع وقوال لنقيبوه ل‬
‫توق ين ح استيقظ بنفيس ‪ ،‬مفرت عسعة عرش سو نة وهوو يف نومتوه مث‬
‫وصىل بوضوءه ذكل ‪ .‬والعارفون يش تاقون اىل املع واحلق يونقلهم‬ ‫استيقظ و‬
‫عنه لطف ًا اهم ‪ ،‬وليقومووا ابلتاكليوف ‪ ،‬ولوئال تضومحل آجسواهمم وتوتال‬
‫ع اهمم ‪ ،‬لن الوواردات اللهيوة اذا قويوت واسو تولت مل تثبوت لهوا القووى‬
‫البرشية ‪ .‬مث آطال يف ذكل ر هللا عنه وذكر بعده حاةل الفرق ‪.‬‬
‫ذكران ذكل بياان ملا آشار اليه ش يحنا عبد هللا ابفارس مون الشوارة‬
‫اىل آن احلبيب عيل ر هللا عنه آكرث من الزتوأ ومايس تعمهل ويشو تغل‬
‫به من املزاح والسامال آنه يريد بذكل رفع حاةل املع وعودم دواهموا ليعوود اىل‬

‫‪204‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حوواةل الفوورق والبقوواء اذلي هووو مقووام ادلعوووة اىل هللا تعوواىل واىل توحيووده‬
‫وعبادته ‪ .‬وقد يكون ذكل لسدواح النفس لتعود اىل العبادات اهمة وقووة‬
‫آخذ ًا اكا س ئل عنه الش يخ عبد هللا آيضا ‪ ،‬فقد سو ئل عون قوول بعضوهم ‪:‬‬
‫تقول النفس للقلب آحرض مع يف العوادات آحرضو معوك يف العبوادات ‪،‬‬
‫فأجاب ر هللا عنه ونفعنا به ‪ :‬هذا يكون قول الونفس املطمئنوة للقلوب‬
‫املنري ‪ ،‬فاذا حرض القلب معهايف عادا ا اليت لبد لها مهنا اكللك والرشوب‬
‫وحنوهام حصل لها حبضوره الس تقامة يف العوائود والخوذ فهيوا عوىل الوجوه‬
‫الحسوون والفضوول ‪ .‬وآمووا حضووور الوونفس مووع القلووب يف العبووادات فلو‬
‫حيصل هل النشاط فهيا والجامتال ابلباطن وال اهر علهيوا ‪ ،‬فوان البواطن اذا‬
‫اكن مع ال اهر يف ت فاته ‪ ،‬وال اهر اذا اكن مع الباطن يف تطوراتوه اكن‬
‫الباطن وال واهر عوىل الغايوة مون الجوامتال عوىل املطالوب ‪ .‬انهتويئ اجلوواب‬
‫اجلامع يف هذا املعىن لفصل اخلطاب ‪.‬‬
‫وفيه الشارة اىل آن الولياء هلم آحوال وتطورات ونشأت لتكيف‬
‫ولتنح كام قال ابن بنت امليلق الشاذيل ر هللا عنه ‪:‬‬
‫وللفــقري وجوووووووووووه ليس حي ها عــــد ولك وجوووووود فهو واديه‬
‫لو كنت تدري وجوه العبد كنت ترى فيه المكــال كام النقصان تنــفيه‬
‫والعبد هذا هو احلر اذلي حصلت هل اخلالفة جــــل هللا معطيـــه‬
‫آوصافه وهرت من وص ف مبدعه ولكه م هر يبووووودي لوووووويه‬
‫اذا ر ي ذكوور املوىل بر يوووووووووته وفــاز ابلسعد والتقريب رائـــيه‬
‫وقد ذكر القطب اليافع ر هللا عنه يف كتابوه ( نرشو احملاسون‬
‫) تطورات الولياء فذكر مهنم املالمتية ويسمون آهل التحريب ومه اذليون‬

‫‪205‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ي هرون املساوي وخيفون احملاسن ‪ ،‬ومهنم القلندرية ( ابلقاف والنوون بعود‬


‫الوووالم ) ومه اذليووون ل يتقيووودون ب وووء بووول يلبسوووون الثيووواب الفووواخرة‬
‫ويتبسطون يف الطعمة النامعة ‪ ،‬والكرث والغلب موهنم ليتقيودون ب وء‬
‫بل يلبسوون ويكتسوون ماوجودوا تأسو يا برسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل ‪ .‬وقد ر يت هذه الش ئون والحوال ‪ ،‬ونقلت عن سو يدي احلبيوب‬
‫عيل بن حسن صاحب الدمجة نفعنا هللا به ‪.‬‬
‫ومن ذكل مايعته عن س يدي وش يح تلميذه المام العارف ابهلل‬
‫تعاىل احلبيب جعفر بن محمد العطاس نفع هللا اهام قوال ‪ :‬وصول اىل املشوهد‬
‫الس يدان العارفان احلبيب محمد بون زيون بون يوي‪ ، ،‬واحلبيوب جعفور بون‬
‫امحد بن زين احلب قدس هللا آرواةم عند مرورهام زائرين لوادي دوعن‬
‫ومن به مون الحيواء والمووات واكن وقوت ال هورية ‪ ،‬وقصودا الووادل عويل‬
‫فانرشح وانفسح هلام ‪ ،‬فلام اكن بعد القهوة قال لبعض احلارضين هات احملفر‬
‫احليت والشول ‪ ،‬يعين املاء امل د يف الشن واحليت دقيق النبوق يعملونوه كوام‬
‫يعمل آهل تكل اجلهات السوويق ‪ ،‬قوال احلبيوب جعفور ‪ :‬فأموا آان فكودت‬
‫آغيص يف الرض من كرثة الس تحياء لن منول هوذين السو يدين راكوا مور‬
‫وقووهتام فووامي تقوودم موون الووزمن ومل يووذوقا احلوويت آومل يعوورض علووهيام ‪ ،‬قووال ‪:‬‬
‫وس يدي الوادل يذاكر ويتحدث مع النبساط الك والنرشواح التوام ‪ ،‬قوال‬
‫فلام عادا من دوعن آضافهام وقدم هلام ماشاء هللا من آنواال الطعموة الطيبوة‬
‫‪.‬‬
‫ومما حيكيه آيضا مما يودل عوىل كوامهل وعودم مبالتوه اكون آقبول آومون‬
‫عويل سو يدي الووادل عويل بوزايرة‬
‫آدبر كام مور ذكور ذكل قريبوا ‪ .‬قوال آشوار و‬

‫‪206‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حرضوموت والقاموة يف سويئون لقصود الطلوب والسو تفادة ‪ ،‬قوال ‪ :‬فعنود‬


‫مسريي رتب يل الرحةل وتنقيل يف سفري ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت يف معرض الكمه‬
‫‪ :‬اين ل آقصد الجامتال ابحلبيب محمد بن يوي‪ ،‬واحلبيوب جعفور بون امحود‬
‫احلب و ‪ ،‬قووال ‪ :‬واكان يف بعووض زاير ووام ملووا سووامتا املشووهد حوراك مركووواهام‬
‫وتعووداي ومل عتعووا ابلووادل عوويل ‪ ،‬قووال ‪ :‬فووانهترين وقووال ‪ :‬اذا مل تووزر هووذين‬
‫العارفني مفن تقصده يف حرضموت ‪ ،‬قال ‪ :‬فرست ومكنت مدة مديودة يف‬
‫بدل سيئون ومل آبل اىل ترمي ‪ ،‬فبيامن آان يف بعض الايم اذ حصل زاجع قووي‬
‫وتيرس يل مركوب جواد ‪ ،‬فلام وصلت اىل س يدي الوادل عيل جعل يسألين‬
‫عن رحليت من حني خرجت من عنده اىل آن رجعت ‪ ،‬واذا انقطع الأم‬
‫عاد اىل مااكن عليه ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت هل عند انهتاء خ الورحةل عىسو توأذنون‬
‫يل يف العود اىل حرضموت ‪ ،‬قال ‪ :‬فغضب وقال ‪ :‬قدرت ايجعفر تواتين‬
‫اهذا ؟ آي اكفوارقيت ‪ ،‬قوال فبكيوت ‪ ،‬فقوال ‪ :‬جفعول يسدضويين ‪ ،‬فأكبيوت‬
‫عىل قدمه وقبلتوه ‪ .‬ومل تتيرسو لسو يدي احلبيوب جعفور زايرة تورمي اىل آن‬
‫تويف ‪ .‬قال ودله س يدي وخلييل احلبيب محمد بن جعفر قودس هللا روةوام‬
‫‪ :‬عزم الوادل جعفريف بعض الوقات من بدل حريضوة وآحرضوان هل املركووب‬
‫وخرجنا اىل خارأ البدل وزران س يدان احلبيب معر واحلبيب حسوني ‪ ،‬فلوام‬
‫توتنا وقف وقوال ‪ :‬اعومل آنوه مل يوؤذن يل يف املسوري ‪ ،‬وآنوت والوودل عويل‬
‫يعين صنوه سريوا عىل ماقصدمتا ‪ ،‬قال ‪ :‬فلام وصلنا اىل مدينة تورمي وزران‬
‫الس تاذ الع م الفقيه املقدم ومن يف الدبة ‪ ،‬قصدان زايرة سو يدان احلبيوب‬
‫حامد بن معرحامد نفع هللا به ‪ ،‬فلام دنووت منوه لصوااه قوال يل ‪ :‬نكوص‬

‫‪207‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫جعفر يعين توأخر وادل‪ ،‬وقود عوزم عوىل الوزايرة ‪ ،‬جشوفا منوه نفعنوا هللا بوه‬
‫وبسلفه ‪.‬‬
‫وممووا حيكيووه سو يدي احلبيووب جعفوور نفووع هللا بووه يف تربيووة سو يدي‬
‫احلبيب عيل هل و ذيبوه وتأديبوه قوال ‪ :‬اكن مون عادتوه معو يف الكورث آن‬
‫ليدعين آقرآ عليه يف يشء من الكتب وامنا آحرض معه وآس تع قرآءة غريي‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬فعزمت يف بعض الايم عىل القرآءة عليه يف رشح الش يخ بون ور‬
‫عىل ابفضل ‪ ،‬فرآه مع آنت ر الفرصوة وآقورآ ‪ ،‬فقوال يل ‪ :‬ماهوذه النسوهة‬
‫اليت معوك ؟ فقلوت ‪ :‬رشح ابفضول ‪ ،‬فطلبوه موين وتصوفحه وقوال نسوهة‬
‫مليحة ووضعه عنده ومكنت قليال وقال ‪ :‬جعفر ! قلت هل لبيك فقوال يل‬
‫‪ :‬مق هات ق مجنو‪ 1‬للمحرضة الفالنية ‪ ،‬فرست مرسوعا لعوود ‪ ،‬فأمليوت ذكل‬
‫احملل وعدت ‪ ،‬فقال يل زد احملل الفالين وللمدرسة وللمسجد وح آخليوة‬
‫السوق ‪ ،‬وهو يف لك مرة يأمرين اكحل كذا مث كذا ويقوول ‪ :‬نوق ذكل مون‬
‫لك مايؤذي ويترضور بوه املسوتنم ‪ ،‬قوال ‪ :‬فعودت اليوه اكملسو تحف مون‬
‫موواانلين موون التعووب ومل آقورآ ‪ ،‬يعووين يف تووكل العشو ية ‪ ،‬قووال ‪ :‬وكنووت يف‬
‫بعض الايم جالسا عنده وقارئ يقرآ عليوه ‪ ،‬فكنوت اذا استشوكت معوىن‬
‫لكمة سألته عن ذكل ‪ ،‬فاكن عيبين ‪ ،‬فبعود سواعة قوال يل ‪ :‬جعفور هوات‬
‫وورية صووغرية حنووو الوقيووة ويقوودرها يل ابصووبعه ومل آدررش موواآراد بووذكل ‪،‬‬
‫خفرجت وآصبت رية مدورة ملسا وآتيت اها اليه ‪ ،‬فتناولها موين وقوال ‪:‬‬
‫هذه املطلوبوة مث انولوين اايهوا وقوال ‪ :‬اذا آتتوك شوهوة الوأم فاجعلهوا يف‬

‫‪1‬‬
‫النمو ابللهجة احلرضمية هو ر الستنجاء‬

‫‪208‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فيك ‪ .‬وهوذا شوأن آرابب الدبيوة والتأديوب والتسوليك والهتوذيب ‪ ،‬حو‬


‫هرأ به هذا المام الصفوة ‪ ،‬وصار نورا مرشقا ‪ ،‬ومقرا متتد العيان بنووره‬
‫‪ ،‬لس امي آهل القلوب السلمية القابةل للتلق والديق ‪ ،‬فهو اكمرد الن ر الهيوا‬
‫يكتس هبا عناية ورعاية ‪ .‬وهو آيضوا مون اذليون اذا ر ا ذكورهللا ‪ .‬نفعنوا هللا‬
‫ابمليع ‪.‬‬
‫واعمل آن الصمت من آراكن السولورش وكوذكل امهتوان الونفس بنحوو‬
‫وويفة ر الستنجاء واستسقاء املاء وغري ذكل فهو من آنوواال الرايضوة ‪.‬‬
‫فاكن س يدي احلبيب عيل ملا رآى من مريده س يدي احلبيوب جعفور حوب‬
‫معايل المور جطلب العومل وكراهوة سفاسوفها‪ ،‬فوان ذكل وان اكن مموا حيبوه‬
‫هللا تعاىل ويرضاه من عبوده لكون قود يكوون قبول الرايضوة مموا يسوكل بوه‬
‫املريد طريق التعاوم ‪ ،‬وعره اىل العمب وممارات المنال والقران ‪ ،‬فوأراد‬
‫س يدي احلبيوب عويل س ياسوة العومل واملعرفوة كرسو نفوس سو يدي احلبيوب‬
‫جعفر ح يصفا تِ ه فيعود اىل طلب العمل بنفس منكرسة خاضعة ملولهوا‬
‫خاشعة هل ‪ ،‬لن العمل اكملال هل طغيان بل طغيانه آع م ملا فيه مون العوزة ‪.‬‬
‫وآنفس الرشاف لهوا زايدة ميول اىل العلوو ‪ ،‬لكون للطافهتوا رايضوهتا سوهةل‬
‫قريبة كام منلوها ابملاء القريب يف الرض ي هر ابحلفر ابليد فوال حيتواأ اىل‬
‫آلت كثرية وعنا كثري وطول زمن ‪.‬‬
‫ويلحقون اهم آولد الصواحلني اذا قواربوا آابءمه يف لطافوة النفووس ‪.‬‬
‫والفضل بيد هللا يؤتيوه مون يشواء وهللا ذو الفضول الع ومي ‪ .‬وقود خيتلوف‬
‫ذكل لمور خفية ليعلمها ال هللا كام قوال تعواىل { خيورأ احلو مون امليوت‬

‫‪209‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وخيرأ امليت من احل } ‪1‬وقال الش يخ ابن ور يف مقدموة الزواجور ‪ :‬و‪،‬‬


‫جاء من آولد النبياء والولياء والصواحلني عوىل خوالف موااكن عليوه آابءمه‬
‫كام قال تعاىل { خفلف من بعدمه خلف آضواعوا الصوالة واتبعووا الشوهوات‬
‫فسوف يلقون غيوا } ‪2‬وذكل لسو باب ‪ :‬آموا مون توة البوذر كوام يف قووهل‬
‫تعاىل { والبدل الطيب خيرأ نباته ابذن ربه واذلي خب لخيرأ ال نكدا }‬
‫‪3‬مث ذكر آس با ًاب بعضها يورث الكوامل يف الوودل وبعضوها يوورث الونقص ‪ .‬مث‬
‫قال بعده ‪ :‬فلهذه الس باب يبقئ الرس اكمنا ولي هر ال يف ودل الودل وفوامي‬
‫هو آنوزل منوه ‪ .‬وقوس عوىل هوذا سوائر معوادن الخوالق والشو مي احملموودة‬
‫واملذمومة ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫ويف العهووود احملمديووة لالمووام الشووعراوي يووروي عوون الش و يخ عوويل‬
‫اخل وواق نفعنووا هللا اهووام قووال ‪ :‬ويعتووه موورة يقووول ‪ :‬امنووا اكن غالووب آولد‬
‫الولياء والعلامء ل حياء فهيم ول آدب ولفضيةل ‪ ،‬لنم عاكرة وهور آابوم‬
‫حني تصفو من الكدورات فينوزل ذكل يف نطفهم ‪ ،‬خبالف آولد الفالحني‬
‫والعوام الغالب علهيم اكتساب الفضائل ملوت آابوم من غري تصفية ‪ .‬انهتويئ‬
‫‪ .‬والكمه ر هللا عنه اكلتعليل ملا اكن عليوه اكورث آهول م و آن غالوب‬
‫آولد الولياء والعلامء ل ينتمبون ول تكون النجابة ال يف آولد العووام كوام‬
‫ينقل ذكل عهنم ‪ .‬وهذا منوزال صويف ‪ .‬والول هو الكرث والغلب ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 19 :‬الروم‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 59 :‬مرمي‬
‫‪3‬‬
‫الية ‪ 59 :‬العراف‬

‫‪210‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واعمل آن مامر مون تورويض سو يدي احلبيوب عويل ملريوده احلبيوب‬


‫جعفر بون محمود نفعنوا هللا اهوام ابنوزاهل مون درجوة طلوب العومل اىل اشو تغاهل‬
‫بوويفة ر الستنجاء ملا ذكران آول من كونه اس تهلصوه واس تصوفاه وآدبوه‬
‫ابلرايضة ‪ ،‬ح صار واراث عنه وخليفة هل ولسولفه ‪ .‬وللمسولكني يف ذكل‬
‫طرائق يراعون حاةل املريود مموا هوو آصولح هل كوام اكن صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل يراعو آحووال الصوحابة ر هللا عوهنم يف وصواايه وخطبوه وتعلميوه‬
‫خصوصا ومعوما ‪ .‬وكذكل املشاخئ املسلكني كام مر ‪.‬‬
‫وقد ذكر شو يحنا الموام اجلوامع احلبيوب معور بون سوقاف بون محمود‬
‫السقاف يف كتابه ( تفرد القلوب وتفرا الكروب ) عون القطوب الشو يخ‬
‫معروف ابجامل نفعنا هللا اهم حاكية عش به ما مر عن س يدي احلبيب عيل‬
‫بن حسون ومريوده وودله شو يحنا احلبيوب جعفور ‪ ،‬قوال فيوه ‪ :‬ملوا طلوب‬
‫الش يخ رشاحيل مون القطوب معوروف ابجوامل الوتح هل والنودراأ حتوت‬
‫ن ره ورسه ‪ ،‬آقامه مقهووي ابلشوحر يكتسوب مهنوا ‪ ،‬ال مون فقوري مفتو ال‬
‫وعىل هللا اخللوف ‪ .‬وحو هل موا حص عون الموام الغوزايل آن بعضوهم آراد‬
‫السلورش عىل يد بعض الاكبر فقال ‪ :‬قد آشغلنا آحصابنوا لك برتبوة ووويفوة‬
‫مابق ال آ ار الستنجاء يه عليك ‪ ،‬فامتثل ففوتح هللا عليوه بوأرسال مون‬
‫امليع ‪ ،‬ورجاان فيك ايرشاحيل كذكل ‪ ،‬فواكن آجول تالمذتوه ‪ .‬مث ذكور هل‬
‫من الكرامات والكشوفات وآنا شاعت آحواهل ‪ .‬وقوال يف آخوره بعود ذكور‬
‫حاكية هل مع السلطان بدر بن عبد هللا بون جعفور العوادل قوال ‪ :‬وملوا وقوع‬
‫للسلطان بدر املذكور ما وقع للشو يخ معوروف ابجوامل ل اموه ااثرتوه لعموه‬
‫المام العادل عيل بن معر ‪ ،‬وآخذه قالال آل محمد ‪ ،‬قال الش يخ معروف‬

‫‪211‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لتالمذته الثرون ‪ :‬هذا يعمل بنوا وحنون بوراء عوام آ منوا بوه ‪ ،‬فنوارت مهوة‬
‫رشاحيل فقال ‪ :‬مع هل اكنون القهوة وآخرأ لهاة لكهوات البعوري الهوا مون‬
‫فيه ‪ ،‬لها لهب انر شعةل واحدة ‪ ،‬فتلقاها ش يهه معروف بيده ‪ ،‬فاحدقوت‬
‫يد الش يخ وآطفأها وقال ‪ :‬امنا آردت املباسطة مع لحقيقة النتقام ‪ ،‬لنوه‬
‫آخذ عليه العهد من ش يهه الخرض ابهرمز لينوتقم لنفسوه كوام هوو موذكور‬
‫يف مناقب الش يخ معروف للعالمة محمد بن عبد الرمحن بون رساأ ‪ .‬انهتويئ‬
‫‪.‬‬
‫( قلت ) واذلي ي هر من حوال سو يدي احلبيوب عويل قودس هللا‬
‫روحه مما حيكيه يف السفينة وغريها مموا جورى هل مون الشوواين آنوه معوروف‬
‫الثاين ‪ ،‬فص ومل ينتصف لنفسه ومل ينت كوام آشوار يف البيوات ‪ ،‬ذات‬
‫املباين املار ايرادها قريبا ‪ ،‬قوهل فهيا ‪:‬‬
‫ومن ش نفت هل اكس حلو رصف هاين جزاين يف اجلزا من حدأ خس اجملاين‬
‫ٍ‬
‫كام قم ور ذكل يف الفصل اذلي قبل هذا ‪.‬‬

‫( فصل ) وملا انهتيئ بنا املقام اىل ذكر هذه الاثر لهذا العمل املنوار ‪،‬‬
‫مع قةل املعرفوة بوأحواهل والقصوور عون موا يوؤثر عنوه مون الخبوار ‪ ،‬لتباعود‬
‫الزمن عن الوزمن وتنوايئ ادلار عون ادلار ‪ ،‬نوذكر الن آثور ًا مون آاثره ‪ ،‬بول‬
‫حقيقووة موون حقائقووه الوويت سووارت اهووا والهيووا الركبووان ‪ ،‬وشوواعت بفضوويلهتا‬
‫الخبار ‪ ،‬وهو احياء الرض امليتة ح صارت روضة من رايض اجلنوة ‪،‬‬
‫بعود آن اكنووت قطعوة موون النوار ‪ .‬اعوومل آن السوبب يف احيوواء بقعوة املشووهد‬

‫‪212‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وابتداء وهوره وارشاق نوره ‪ ،‬آن سو يدي احلبيوب عويل بون حسون نفعنوا‬
‫هللا به اكن يف هذه اجلهات كثري الدددات والسفار كوام مور ذكل فوامي مور‬
‫من الخبار ‪ ،‬فلام مر يف بعض تنقالته ابحملل املسمئ ابلغيوار ‪ ،‬خطر بباهل‬
‫آن يلقو بووه عىصو التسو يار ‪ ،‬ويعمووره ابلحيوواء احليسو واملعنوووي ويكووون‬
‫الموور املعنوووي عليووه املوودار ‪ ،‬وهووو عامرتووه ابلصوولوات والووتالوة وادلعووات‬
‫والذاكر ‪ ،‬وهووذه يه احليوواة احلقيقيووة الوويت اهووا تترشووف البقوواال يف مجيووع‬
‫القطار ‪ .‬فلام طنب به اخليام وخلع بعامرتوه العوذار ‪ ،‬وآعود لطورد شو يطانه‬
‫حيص املار ‪ ،‬موع التكبوري عليوه ليلجوأ اىل الفورار ‪ ،‬ليكوون خطوة للموان‬
‫واجلوار ‪ ،‬وملتقئ الرفاق وحمو‪ ،‬الرحوال ‪ ،‬وجعبوة مقصود ذوي الكوامل مون‬
‫الرجال ‪ ،‬فاكنت توكل احلرضوة الرابنيوة ‪ ،‬والالمعوة النورانيوة ‪ ،‬بوذرة حلبوة‬
‫آنبتت سو بع سو نابل يف لك سونبةل مائوة حبوة مون الفضوائل والفواضول اكوا‬
‫لحيصيه ح حارص ‪ ،‬ولحيويه نقل انقل ‪ ،‬و‪ ،‬توررش للواخور الوائول ‪.‬‬
‫واكن ابتداء عامرته واحيائه والتوجه اىل بنائه واشاعة آنبائوه منتصوف شوهر‬
‫ربيع الول آحد شهور س نة س تني ومائة وآلف ‪ .‬وآما احلرضة الويت لحوت‬
‫لغرس هذه البذرة فاكنت يوم ايمخيس احلادي عرش من شهر القعدة احلرام‬
‫س نة عسع و سني ( بتقدمي املثناة من فوق ) و سني ومائوة وآلوف عنود‬
‫مروره به وهو والم دام ‪ ،‬خللوه الزمان الطويةل عن املناجوا واملنوام ‪،‬‬
‫بل اكن مأوى لقطاال الطريق والبغاة ‪ .‬وبقاعه خالية عون آن يوذكر فهيوا الهل‬
‫‪ ،‬مير فيه املار وهو عىل خوف ووجل ‪ ،‬كنه يزامحه حينئذ ورود الجول ‪.‬‬
‫وملا آحيي واعتر ‪ ،‬سامه وريه اكشهد معور ‪ ،‬يعوين بوه جوده اذلي صونف‬
‫يف مناقبووه كتوواب القرطوواس وهووو الشو يخ القطووب احلبيووب معوور بوون عبوود‬

‫‪213‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الرمحن العطاس ‪ ،‬فدرت عىل وارديه وقاصديه آمطار الرفاقات واملنوافع ‪،‬‬
‫والفوائد والعوائد للك ساكن وانجع ‪ ،‬عىل ممر الساعات والنفواس ‪ ،‬خيورأ‬
‫عون الحصواء ويس تقىصو عون الس تقصواء ويبعود عون القيواس ‪ ،‬ويف لك‬
‫وقووت وهل م وواهر تتجوودد ‪ ،‬ودللت وآاثر وآايت تعوود ومتتوود ‪ ،‬كووام قووال‬
‫القطب احلداد نفع هللا به يف النشاد ‪:‬‬
‫والفهم عن نطق اللسان اذلائع‬ ‫وشواهد الحوال تغين ذا ا ِحلجا‬
‫وقال ر هللا عنه يف كتابه املسمئ ( املقصد اىل شواهد املشهد‬
‫) يف فهرس ته وسبب تأليفه وترتيبه وتصنيفه ‪ ،‬املقصود بنرشالفضائل وزبور‬
‫املناقب والرسائل ‪ ،‬بنرش قلوب احملبني لهلها ‪ ،‬املوسوومني اكعرفوة حملهوا ‪.‬‬
‫وآما آهل العداوة واجلحود ‪ ،‬وآهول العنواد مون لك حسوود وحقوود ‪ ،‬فوال‬
‫ينمع فيه ولينفعه بذكل مون يوافيوه ‪ ،‬بول راكوا زاده عتوو ًا ونفوورا ‪ ،‬وآفواده‬
‫اهتاان وزورا ‪ { .‬يريودون آن يطفئووا نوورهللا بوأفواههم } ‪ {1‬ولزييودن كثوريا‬
‫مهنم مأنزل اليك من ربك طغياان وكفرا } ‪{ 2‬ولو آننوا آنزلنوا الوهيم املالئكوة‬
‫ولكمهم املوا وحرشان علهيم لك يشء قبال مااكنوا ليؤمنوا ال آن يشاء هللا‬
‫ولكن آكرثمه عهلون }‪ 1‬انهتيئ ‪ .‬مث ساق مون الشوواهد والفوائود فوامي ن وقوعوه‬
‫فيه من الفصول والبواب ‪ ،‬موايرى الواقوف عليوه مون العموب العجواب ‪،‬‬
‫ويكون ادلاخل فيه ابلعتقاد من آولئك الحباب ‪ ،‬اكدلاخل فامي منهل تعاىل‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 32 :‬التوبة‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 68 :‬املائدة‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 111 :‬النعام‬

‫‪214‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫{ بسور هل ابب ابطنه فيه الرمحة وواهره من قوبهل العوذاب } ‪ .2‬واعومل آان‬
‫قدمنا الشارة اىل آن س يدان احلبيب عيل بن حسن عامر املشهد املنتفع بوه‬
‫كثري من آمة املبعووث اىل المحور والسوود ‪ ،‬آنوه اكن مون السو باب الويت‬
‫ردته من حاةل املع والفنا اىل حاةل الفرق والبقاء املشار الهيا بأنا حاةل آمكل‬
‫وآنفع وآفضل ملا فهيا من ادلعوة التامة ‪ ،‬والتذكرة العامة ‪ ،‬والنصواحئ ادلينيوة‬
‫والوصااي الميانية ‪ ،‬والوراثة للمرشود المكول صولوات هللا وسوالمه عليوه ‪،‬‬
‫يتكرران ابلبكرة والعش ية ‪ .‬وقد اس توعب نفوع هللا بوه يف الكتواب املتقودم‬
‫ذكره اخلصوصيات اليت اختص اها املشوهد والفضوائل الويت شواررش اهوا غوريه‬
‫من املشاعر واملشاهد واملأثر ‪ ،‬فهوو مشوهد انطووت فيوه الرسار وفاضوت‬
‫فيه النوار بعد آن اكن يسمئ الغيوار وحمل املغار ‪ ،‬فأمىس روضة بعود آن‬
‫اكن قطعة من النار ‪ ،‬فس بحان الواحد القهار الرحمي الغفار ‪ ،‬اذلي هل قلب‬
‫العيووان موون القصووور والنقصووان ؛ اىل الرشووف والرفعووة اكحووض الكوورم‬
‫والمتنان ‪ .‬وقد قرر آ وة العومل والعرفوان آن الشوهاق والمواكن والزموان‬
‫لتفضوول بعضووها عووىل بعووض ال اكضوواعفة العووامل والقبووال عووىل وجووه‬
‫الخالق ملن هل به يدان ‪.‬‬
‫وقد صار هذا املشهد من موأثر الكورام ومشواعرمه الع وام ‪ .‬وقود‬
‫آثىن عليه وعىل حمبيه السادات العالم ‪ .‬ومون ن موه اذلي مل يوزل يضومنه‬
‫املاكتبات واملراسالت ‪ ،‬ويأمر بقرآءته يف املوعات ‪ .‬ومون آبلو موا ن ق وووه بوه‬
‫يف شأن احياء هذا املشوعر ومافيوه مون اخلوري اخملوت ماكتبوه لوبعض حمبيوه‬

‫‪2‬‬
‫الية ‪ 13 :‬احلديد‬

‫‪215‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫جواب كتاب وصل منه اليه ‪ ،‬فانه قال يف آثنائه ‪ :‬وتذكر من آجول موولان‬
‫احلبيب حسني بن عبد هللا العيدروس ‪ ،‬مولان احلبيب ش يخ بون شوهاب‬
‫‪ ،‬ومولان احلبيب عيدروس بن احلبيب عبد الرمحن بن عبود هللا بلفقيوه ‪،‬‬
‫فقوود حققووت هلووم آخبووار املشووهد ومووا ترتبووت عليووه موون املنفعووة والرسووور‬
‫واحلضووور واحلبووور لمووة محموود صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ‪ ،‬وحصوول مووهنم‬
‫الفرح بذكل وفرحمت كام يفرح املؤمنون بن هللا ين و مون يشواء ‪ .‬فواعمل‬
‫س يدي من آجل احلبايب املذكورين وآمناهلم من بدور ادلين ‪ ،‬انوم خلفواء‬
‫س يد املرسلني اذلي هو رءوف رحمي ابملؤمنني ‪ ،‬ومبعووث رمحوة للعواملني ‪.‬‬
‫آمووا يعووت مووايقول املووكل احلووق املبووني حي و يقووول وقوووهل احلووق عنوود‬
‫املصدقني { ولقد كتبنوا يف الزبوور مون بعود اذلكور آن الرض يرالوا عبوادي‬
‫الصاحلون * ان يف ذكل لبالغا لقوم عابدين * وما آرسلنارش ال رمحة للعاملني‬
‫} ‪1‬ويف حدي س يد املرسولني صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ( اخللوق عيوال‬
‫هللا وآحهبم اىل هللا آنفعهم لعيواهل ) وقووهل عليوه الصوالة والسوالم ( مون مل‬
‫مت بأمور املسلمني فليس مهنم ) واكن عيل بن آن طالوب ر هللا عنوه‬
‫يقول ‪ :‬خري املسلمني من آعانم ونفعهم ‪ .‬وقوهل صىل هللا عليه وآهل وسمل (‬
‫اين رآيت رجال يف اجلنة بسبب جشرة تؤذي املسولمني يف طوريقهم فقطعهوا‬
‫عهنم ) وقوهل صلوات هللا وسالمه عليه ( من محئ مؤمنا من منوافق محوئ‬
‫هللا محله ودمه مون انر تومن ) وتعومل آن السوادة اليووم آعيوان اخللوق جبهوة‬
‫حرضموت وغريهوا ‪ ،‬يعوين ويلوزهمم القيوام ابلواجبوات العينيوات والكفواايت‬

‫‪1‬‬
‫اآلايت ‪ 107 – 105 :‬األنبياء‬

‫‪216‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫زايدة عىل غريمه كوام خصووا بنحوو الوولايت ‪ ،‬والغيووار كوام حققنوا كل يف‬
‫القصيدة آنه فرض عوني ‪ ،‬وهللا مث وهللا مث وهللا آنوه فورض علوي وآفضول‬
‫ل اي آهول اجلهوة مون احلو اىل بيوت هللا احلورام ‪ ،‬لن احلو مواينفع غوري‬
‫احلاأ وحده ‪ ،‬وهذا ينفع املسلمني لكهم ‪ ،‬خصوصا من يف وته رعية آوهل‬
‫شفقة علهيم ومحية ‪ ،‬ويلتام عىل تبتووت ‪ .‬قوال يل الشو يخ ال العوامل عويل‬
‫بن سامل اجلنيد القامئ بن هللا ون رسول هللا وآهل بيته ‪ ،‬ايعيل احلذر‬
‫تقول ابعزم للح آو اىل الهند آو اىل آرض آخرى من آرض ديون آودنيوا ‪،‬‬
‫فانك ان عزمت من هذا املاكن خبصت حنون ايآهول اجلهوة ‪ .‬مث قوال ‪ :‬هوو‬
‫من ابيقع لنا مونكل ‪ ،‬ان بغينوارش آبووان ‪ ،‬آو ابننوا ‪ ،‬آوخادمنوا ‪ ،‬آورشيفنوا‪،‬‬
‫آوس يدان ‪ ،‬آوعاملنا ‪ ،‬آوبدوينا ‪ ،‬آوقبوييل لنوا ‪ ،‬آوعسوكرينا ‪ ،‬آورعوينوا ‪. ،‬‬
‫اىل آن عدد خصال كثرية من خصال اخلوري النافعوة ‪ .‬مث قوال يعوين الشو يخ‬
‫سامل ابوزير ‪ :‬آشهد هللا ان عاد جف الغيوار ابميوتيل قبوب ومسواجد ‪ ،‬وعواد‬
‫اتيل خمية يف الوقفة ابتقع عند برئ ابمحيود ‪ .‬والكموه يف شوأن الغيووار كثوري‬
‫وليشء ق من الكمه ‪ .‬وآما القصويدة الويت قلناهوا وجعلناهوا رسواةل اىل‬
‫مجيع الثقات من آهل تتنا وآهل مجع اجلهات فهي هذه ‪:‬‬
‫منل ماعسق‪ ،‬آمزان احليا بأرض الس نات‬ ‫مسق‪ ،‬النور ايجوووهر وقع يف ادلبيات‬
‫خبت موىل مراوح واهل سدبه ولقالت‬
‫غي قد مع ساكن الرض واهــل السموات‬
‫واصبح اخلوف روضه فيه سلوه ول ذات‬ ‫وآل همدي وموىل ميخ يف عافيه ابت‬
‫ذارش نور الن ذي مع الحيا والموووات‬ ‫فيه وقفه كام الوقفه لها شاعت آصيات‬
‫ما هن آل سوى حوطة مشاخي وسادات‬ ‫يف حريضه ويف الغيوار قل يل تبا آايت‬
‫والعدن ذي ع دنا العيدروس الكبارات‬ ‫رشفوها كام الغنا ومشطه وعي نــات‬

‫‪217‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واملدينه ومكه من سلفنا اها آيوووووووات برئ زمزم وبيت هللا ومروه وعرفوووووووات‬
‫لك بقعة رشيفه رشفوها ذوو الوووووذات‬ ‫واهل مجع الفضائل من قداان هلم جات‬
‫آهل بيت الن آهل ادلررش وامحلاايت‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫واملشاخي رجال العووووومل واهل الكرامات‬ ‫قل لساده ودوهل واهل س يف وحووورابت‬
‫هيا هيا ب هيا ب هـــيا هووووووووووووووويات‬ ‫وين ايحصون ادلين واهل امحلووووواايت‬
‫يف عامره فضيهل من ع ووووووومي الع امرات‬ ‫ساعدوان وقوموا ابحلراسه وحدصــات‬
‫خصت آهل املناصب وادلول والوليــــات‬ ‫فرض يف العني مايه من فروض الكفاايت‬
‫ماحلد عذر من ثقال ا اياهووووول للت‬ ‫مث معت مجيع الناس الابء والموووووووات‬
‫اياهل الميان وال هان واملال غووووووارات‬ ‫من معه يشء عيبه جــم والشويــات‬
‫عقدوا الوعد ما بني القنص حل مبيات‬ ‫منل ماقال بن سامل عيل يف الشووهادات‬
‫قال صلوا عليه آلف وآميــــات صلوات‬ ‫والصالة عىل من خصه هللا ابليووووووات‬
‫وآهل اللك وآحصاب السأ واملاعات‬
‫واعمل آ وا الواقوف عوىل هوذه ادلللت والشوارات والبشوارات مموا‬
‫قاهل س يدي احلبيب عيل نفع هللا به وغريه ‪ ،‬وماس يأيت مموا نوذكره آومل نوذكره‬
‫خاق ابملشهد آوبغريه مما ل يفهمه الغمر اجلاهل ‪ ،‬آوينكره احلاسود املتغوان‬
‫العوواذل ‪ ،‬آن ذكل مجيعووه وارد عووىل الق وانون الرشووع والقواعوود الفقهيووة ‪،‬‬
‫الصولية والفروعية ‪ ،‬فال نطيل بذكل لن املعتقد اذا مل يفهم املقصوود مون‬
‫العبارات وما يف الرموز من املشأت ويكها لهلها وآهل عقدها وحلها ‪،‬‬
‫واذلي يفهم مهنا املعىن ويؤولها بأحسن التأويل ‪ ،‬فهو من السالكني لقصود‬
‫سبيل ‪ ،‬فهم انجون بل فائزون مع آسعد جيول ‪ ،‬وآموا املنتقود فلوو تليوت‬

‫‪218‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عليووه آايت الق ورآن والتوووراة والجنيوول ‪ ،‬مل يووزده ذكل ال زايدة يف احلسوود‬
‫والناكر والتنكيل ‪ .‬وتأمل ماذكره القطب اليافع ر هللا عنوه يف خامتوة‬
‫الروض وغريه من كتبه جكتاب نرش احملاسن ‪ .‬وقد مور قريبوا مانقلنواه عون‬
‫الس يوط عند ذكره للقطب ابون عورن ‪ ،‬وهوذا البواب واسوع ‪ .‬ومموا قورره‬
‫آعالم ال ة الصوفية آن آرابب الحوال من الولياء قد ينكر بعضوهم بعضوا‬
‫لختالف مشاراهم وآذواقهم ‪ ،‬وموارد آحواهلم ومصارد آقواهلم وآفعواهلم كوام‬
‫جرى ذكل لكنري مهنم مما هو مذكور يف حمهل ‪ ،‬ومعروف عند آههل ‪.‬‬
‫وآما قوهل يف القصويدة ‪ :‬مسوق‪ ،‬النوور ايجووهر وقوع يف ادلبيوات ‪.‬‬
‫املسق‪ ،‬هو موضع السقوط ‪ ،‬والنوور هوو الضواءة بعود ال لموة ‪ ،‬ويطلوق‬
‫عىل الهداية والقرآن والن صىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ .‬وقووهل ‪ :‬ايجووهر ‪.‬‬
‫فانه خطااب لرجل معروف ‪ ،‬فاملراد به العقل الول واحلقيقوة احملمديوة اذلي‬
‫منه مدد الرواح والعقوول ‪ ،‬وذلكل قوال يف البيوت اذلي هوو آحود آبيوات‬
‫القصويدة ‪ :‬ذارش نووور النو ذي مع الحيووا والمووات ‪ .‬آي هدايتووه ودللتووه‬
‫صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل لمووة الجابووة لك عووىل قوودر توواده وقابليتووه‬
‫واسو تعداده ‪ ،‬وآمكوول هووذا النووور وآعوواله عنوود آهوول هللا وارد الهووي يطوورد‬
‫الكون ومن فيه عن القلب فاليبقوئ فيوه ال الواحود الورب ‪ ،‬كوام قوال ابون‬
‫الفارض نفع هللا به ‪:‬‬
‫عىل خاطري سهوا قضيت برديت‬ ‫ولو خطرت يل يف سوارش ارادة‬
‫يعووين ‪ :‬حمكووت بعوودم اس و تغرايق بووك واس و هتاليك فيووك ‪ .‬آشووار‬
‫س يدي احلبيب عيل نفع هللا به بقوهل ‪ :‬ذارش نور الن ‪ .‬يعين آن نوره عليه‬
‫الصالة والسالم شارق يف لك مواكن ‪ ،‬ومتناسوق يف لك زموان ‪ .‬ولسو امي‬

‫‪219‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يف املوووأثر النوريوووة والوراد اذلكريوووة ‪ ،‬ولسووو امي اللطيفوووة آرواةوووم ‪ ،‬فوووان‬
‫روحانيته صىل هللا عليه وآهل وسمل مالية الكون ‪.‬‬
‫يعت س يدي وش يح احلبيب جعفر بن محمد العطاس املار ذكوره‬
‫يقول ‪ :‬كنا يوما حضور يف جملس الووادل عويل يف املشوهد يف وقوت الوزايرة‬
‫فقووال موواتقولون يف قووول املصوويل ‪ :‬السووالم عليووك آ ووا الن و ورمحووة هللا‬
‫وبراكته هو خطاب حلارض آم لغائب ؟ فقالوا ‪ :‬بل خطاب حلوارض ! فقوال‬
‫‪ :‬ح يف املشهد ! فقالوا ح يف املشهد ‪ ،‬فكنه ر هللا عنه يقرر آنوه‬
‫ملا ممعر ابلصولوات والذاكر والوتالوة وادلعووات لسو امي ممون هوو مونهل مون‬
‫آهل الهناايت فروحانيته صىل هللا عليوه وآهل وسومل ونووره مرشوق يف هوذا‬
‫املوواكن وعووىل موون فيووه موون الطووارقني والقطووان ‪ ،‬والقووا ني فيووه ابلشووعار‬
‫والعوان ‪ ،‬بعد آن اكن مغرسا للش يطان ‪ ،‬وآهل البغ والعدوان كوام قوال‬
‫ر هللا عنه ‪:‬‬
‫عل بن حسن حوط الغيوار وامىس مزار صيح بقومه وبيهنا كرامه جووووووهار‬
‫وقام جده معر قيدوم جنده وثــــار والقاه للهلق جنه بعد مااكن نوووووار‬
‫قصدوه الخيار والقوا يف عروضه داير ساده ودوهل وفقرا والقبل والتمــار‬
‫وسوق فيه البضائع واجده ابلبووووهار فيه التالوه ودرس العمل دامئ ســبار‬
‫وحرضة اذلكر يف زهو املوال الكبار‬
‫وممووا يلتحووق اهووذا املعووىن موون النووور احلووال اهووذا املووأثر ولك املووأثر‬
‫املنسوبة خلواق البرش املمتدة من نور صفوة مرض ‪ ،‬لن نووره وروحانيتوه‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسومل وسوائر النبيواء مالئوة الكووان لسو امي وروحانيتوه‬
‫عليووه الصووالة والسووالم آمكوول وآمشوول ‪ ،‬اذ هووو آبووو الرواح القا ووة اهووا‬

‫‪220‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫العراض والش باح ‪ .‬ويدل ذلكل ماذكره الش يخ حسني بن عبود الشوكور‬
‫يف كتابه املشهور مؤيدا لأم س يدي احلبيوب عويل وملوا قلنواه مون املعوىن‬
‫املار ‪ .‬قال ر هللا عنه ‪ :‬وهنا اتبواال يف زايرة املوأثر والتبواال ‪ ،‬اذ لولك‬
‫مأثر وهوره يف معامل عوامل نوره ‪ ،‬ففو زايرة لك مواكن زايدة نوور وبرهوان‬
‫واميان وايقان واحسان ‪ ،‬وخريات حسان ‪ ،‬صنوان وغري صنوان ‪ ،‬عسوقئ‬
‫اكوواء واحوود ونفضوول بعضووها عووىل بعووض يف الذواق واملشوواهد ‪ ،‬موون تووكل‬
‫املعاهوود ‪ .‬مفوون توجووه اىل تووكل احلرضووات فليتعوورض للنفحووات ‪ ،‬اذ يف لك‬
‫حرضة مدد وفتووح ‪ ،‬وابب اىل احلرضوات مون حرضوة احلبيوب صوىل هللا‬
‫عليه وآهل وسمل مفتوح ‪ ،‬والرض مجيعا قبضة دينه ‪ ،‬والسموات مطووايت‬
‫بميني يقينه ‪ .‬قال تعاىل يف بعض الكتب املنوزةل ( ابن آدم خلقوت لك يشء‬
‫لجكل ‪ ،‬وخلقتك لجيل ) آو كام قال تعاىل ‪ .‬مما هوذا معنواه ‪ .‬وهوو البون‬
‫اخملصوق جبميع النصوق ‪ .‬وقال صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ( جعلوت يل‬
‫الرض مسجدا ) احلدي ‪ .‬فطوىب ملن اهتدى فاقتدى ‪ ،‬وانهتول مون لك‬
‫حمل موردا ‪ ،‬آوشواهد يف لك منووزل مشوهدا ‪ ،‬فانوه صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل روح هذا اجلسد وممد هوذا املودد ‪ .‬فواذا عومل ذكل فليتوجوه الطالوب‬
‫يف توووكل املسووواكل مهتيئووو ًا لنيووول ماهنووواكل مووون المووودادات املتنوعوووة ‪،‬‬
‫والفيوضووات املتممعووة ‪ ،‬فيقووول ل آريوود ال الرسووول ‪ ،‬فقوود حصوول القصوود‬
‫والسول ابلوصول ‪ ،‬فانه وان اكن يف مقاهل ‪ ،‬ليكون مكن فاز بوصواهل ‪ ،‬يف‬
‫مشاهد كامهل وجمايل جامهل وجالهل ‪ .‬انهتيئ الكم الش يخ حسني وهو شاهد‬
‫اكا قاهل صاحب املشهد ‪ ،‬بل هو عني معني مورده ‪ ،‬ولسان مصومي معتقوده‬

‫‪221‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ .‬والرس و يف صووالح العقووود والوفووا ابلعهووود يف الشوواهد واملشووهود ‪ .‬وهللا‬


‫س بحانه وتعاىل آعمل ‪.‬‬
‫وقووهل ‪ :‬حوطووة مشواخي وسووادات ‪ .‬احلوطوة مأخووذها مون احلياطووة‬
‫ويه حس ية ومعنوية ‪ ،‬فاحلس ية ماحيي‪ ،‬ابل وء ومينوع مون الوصوول اليوه‬
‫من السواء واملكروهات ‪ ،‬واملعنويوة موامينع الوصوول اىل القلووب والرسار‬
‫والداين مووون الفوووات والشوووواغل والشووووائب والعلووول احملبطوووة للعوووامل‬
‫الصاحلات والحوال ادلينيوات ‪ .‬واحلوطوة آيضوا يف عورف اجلهوة احلرضومية‬
‫ماس يأيت ذكره ‪.‬‬
‫قال الش يخ محمد بن بن عبد هللا ابجامل يف الكموه مقوال النواحصني‬
‫‪ :‬قووال بعووض العلووامء ‪ :‬اكن مشوواخي اجلهووة آهوول الدبيووة جبهووة حرضووموت‬
‫ينفردون بأنفسهم عن القرى والعمران ‪ ،‬ويسكنون بوأهلهم يف حافوة منفوردة‬
‫بقرب القرى يسمونا ( احلوطة ) يسكن عندمه من سكل طريقهم وعشو به‬
‫اهم يف تكل الشوغال ‪ ،‬والنقطواال عون العالئوق والنفوراد عون اخلالئوق ‪،‬‬
‫والصو عووىل الفقوور ‪ ،‬وتكووون هووذه احلوطووة اهووذا الوصووف حمدمووة جوودا ‪،‬‬
‫جوان عوىل آحود‬
‫مع مة بني الناس ‪ ،‬ل تك حرمهتا يف يشء ح لو جنوا ٍ‬
‫والتجاء الهيا يدكونه موادام فهيوا احداموا لهوا وان ع موت اجلنايوة ‪ ،‬وتكوون‬
‫هذه احلوطة عند آهلها وسواكنا مموزية عون غريهوا ابلصويانة عون الفوواحش‬
‫واملعايص وعن ذكر ادلنيا وآموالها وزينهتا ‪ ،‬وتكون مع مة ابدلاينوة واوهوار‬
‫شعار ادليون ‪ ،‬فهنايوة آهلهوا وقلوواهم مؤلفوة ابلتعواون عوىل الو والتقووى ‪،‬‬
‫والنصوواف فووامي بيووهنم ‪ ،‬وليدكووون آحوودا بيووهنم ال آن عش و به اهووم وسووكل‬

‫‪222‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫طريقهم ‪ ،‬يطلبون ابلنفراد الفورار عون مشواهدة الوراغبني يف ادلنيوا فضوال‬


‫عن آهل املنكرات ‪ .‬هذه قاعدة آهل احلوطة املطلوب لهلها ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫واعمل آن هذا الش يخ المام اهلامم املقدام يف س ين الحوال ‪ ،‬وعويل‬
‫املقامات التوام املراد اهذه املأ ‪ ،‬الش يخ احلبيب عويل بون حسون نفوع هللا‬
‫به مل يتحمل من هذا احملل غوايش عني ال لمة والكدر ‪ ،‬ال وقود ركون اىل‬
‫ركوون شووديد ‪ ،‬موون حووول هللا وقدرتووه ورعايتووه يف آن يكووون ِح وامً محميووا ‪،‬‬
‫وحرما آمينا مأموان رضيا للهل واجلار والزائر واملزار ‪ ،‬وآن يكوون هل مون‬
‫آولياء هللا تعاىل وخاصته املرادين بفضل هللا ورمحته ‪ ،‬محال ومضنوا وكفوال‬
‫وآمنا يس ند وهره الهيم ‪ ،‬ويعتود يف آموره علوهيم ‪ ،‬كوام ذكور مشواخي املشوهد‬
‫فطرز اهم الطراز ‪ ،‬وصلح منه اهم النضال وال از ‪ ،‬وذكل فضل هللا يؤتيه‬
‫من يشاء ‪ ،‬وحيرمه من غفل عن ذكره وغشاء ‪.‬‬
‫رشوال الووروي وغووريه عوون الشو يخ معوور احملضووار بوون‬
‫فقوود نقوول يف امل و‬
‫حووط‬‫الش يخ عبد الرمحن السقاف ابعلوي قدس هللا روةام آنه قال ‪ :‬ملوا و‬
‫الش يخ عبدالرحمي بن سعيد ابوزيور حوطوة الغيول الشوهري ‪ ،‬قوال الشو يخ‬
‫معر ر هللا عنه ‪ :‬مالعبد الرحمي وللحوطة ؟ ماتصلح احلوطة ال لرجول‬
‫ساعده مدرأ لويس هل مفصول ‪ ،‬وهل سو يف ملعوه خيطوف الب و ‪ ،‬طووهل‬
‫آربعة آذرال وعرضه ذراال ‪ ،‬اذا وضع حده عىل الرض قطع موا آصوابه علهيوا‬
‫وصغمر وليزال موتقدله ‪ ،‬وهل قنواة سوة عرشو مفصوال طوول حربهتوا‬ ‫قك م آ ق‬
‫ذراال ونصف ‪ ،‬وعرضها شو ًا ‪ ،‬ولهوا آذانن طوول الواحودة ِفود ‪ ،‬ودبووس‬
‫فيه عرشة آمنان ‪ ،‬وحصان مصيل ليركب ال وقت صاحئ احلرب ‪ ،‬غوذا ه‬
‫اللحم ‪ ،‬ورشابوه اللونب ‪ ،‬ليوزال هوو وراكبوه لبسوني آةل احلورب مون رايوة‬

‫‪223‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ودرال ومغفر ‪ ،‬وبيضة شعاعها اكلكوكب لويال ونوار ًا ‪ ،‬ليعقود عليوه الصولح‬
‫وليزال منصتا لصاحئ احلرب ‪ ،‬اذا يع الصواحئ ركوب حصوانه ووقوف عوىل‬
‫قارعة طريق القوم ‪ ،‬فاذا وصلوا اليوه غوار علوهيم ‪ ،‬مفون رضبوه بسو يفه قوده‬
‫نصفني ‪ ،‬ومن رضبه يف رآسوه بدبوسوه تركوه رضاضوا ‪ ،‬ومون طعنوه برحموه‬
‫علقووه يف الهوووى ور بووه الرض ‪ .‬قووال انقووهل موون العقوود النبوووي للش و يخ‬
‫العارف ابهلل العيدروس ‪ .‬انهتيئ ملحصا ‪ .‬فان ر اىل هذا احلال اذلي تأهل‬
‫هل ابجلوالل واملوال ‪ ،‬وقهور بوه لك معتودي وجنودي ‪ ،‬مون يقوول ايجوودي‬
‫وايجندي ‪ .‬فو توررش الوائول لالواخور مون هوذه امل واهر ‪ ،‬ولكهوا آرسار‬
‫سووارية ‪ ،‬ورحووامت جاريووة ممتوودة موون البحوور املعووني ‪ ،‬املنوووزل فيووه { ومووا‬
‫آرسلنارش ال رمحة للعاملني } ‪.1‬‬
‫( قلت ) وهوذا الغيول املوذكور املسومئ غيول ابوزيور ‪ ،‬يسومئ يف‬
‫التوارخي ابلغيل العىل ‪ ،‬وغيل آن سودان املوذكور فوامي مور يسومئ ابلغيول‬
‫السفل ‪ .‬وملا انتقل آههل اىل وادي دوعن واس تقروا يف القريوة الويت رشيق‬
‫اخلريبة اكن هلم اللتحاق ابلفقراء املذكورين فامي نقهل الش يخ ابجامل يف شوأن‬
‫الفقراء احملدموني ‪ ،‬حو آن السولطان بودر بون عبود هللا الكنوريي امللقوب‬
‫آبوطويرق ملا طال حصاره عىل قرية رشق واس توىل علهيا طم برئها ملا رآى‬
‫فيووه موون الرضوور ‪ ،‬ونقوول القوواطنني اهووا اىل بوودل اخلريبووة ال آل آن سووودان‬
‫فأبقامه فهيا ملا ذكرانه من املعىن اذلي نقلناه عن ابجامل حو وهور يف هوذا‬
‫الزمان الولة ال لمة والفرقة الغاويوة ‪ ،‬جعلووا النواس آموة واحودة متسواوية‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 107 :‬النبياء‬

‫‪224‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ح انهتيئ اهوم احلوال آن زادوا يف هتوك حرموات املسولمني والتنقويص يف‬


‫آقدارمه ‪ ،‬بأن مل يراعوا فهيم ال ولذموة ‪ ،‬ومل يقومووا هلوم حبوق ولحرموة ‪،‬‬
‫وسلكوا اهم يف آعراضهم وآمواهلم مسواكل آهول اذلموة ‪ ،‬بول آخوس وآد‪،‬‬
‫مذمة ‪ .‬اللهم ارفع عن اخللق مانزل اهوم ‪ ،‬ولعسول‪ ،‬علوهيم مون ليورمحهم ‪،‬‬
‫فقد حل اهم ماليرفعه غريرش ‪ ،‬وليدفعه سوارش اي آرمح الرامحني ‪.‬‬
‫واعمل آ ا الواقف عىل مايضعه الوليواء حبسون ال ون ‪ ،‬آن سو يدان‬
‫المام احلبيوب عويل بون حسون نفعنوا هللا بوه بعود موا هيوأ يف هوذا الووطن‬
‫للهل والولد والسكن ‪ ،‬نرش ابملشوهد شوعارا ‪ ،‬وآشوعر هل آاثر ‪ ،‬وذكل‬
‫ببنوواء املسووجد واملدرسووة والقبووة ‪ ،‬ورتووب يف املسووجد الذان والصوولوات‬
‫واملاعات ‪ ،‬ويف املدرسة نرش العمل واملذاكرات ‪ ،‬والذاكر وادلعوات ‪ ،‬موع‬
‫آصناف العبادة يف اخللوات واجللوات ‪ ،‬وتالوة القورآن يف آرشف الوقوات‬
‫وآنفس الساعات ‪ .‬فأموا القبوة فأعودها للحيواة احلسو ية واملعنويوة واملوامت ‪،‬‬
‫ففهيا مارتبه يف حياته وبعد مماته مايف املدرسة واملسجد والقبة من ووائف‬
‫العبادات ‪ ،‬فهذه ابلنس بة لووائف الطاعات آبناء عالت ومأثر السادات ‪،‬‬
‫لسو امي مافيووه تكوورث املوعووات وترتفووع الصووات لقامووة الصوولوات والذاكر‬
‫وادلعوات ‪ .‬فقد قال بعض احلكامء ‪ :‬ارتفاال الصووات يف بيووت العبوادات‬
‫حبسن النيات وصفاء الطوايت حيل ماعقدتوه الفوالرش ادلائورات ‪ .‬انهتويئ ‪.‬‬
‫وآيضووا اهووذه املعووامالت تتنوووزل الوورحامت والن ووار ‪ ،‬وحتصوول املاكشووفات‬
‫والرسار ‪.‬‬
‫وقد اتفق يف بعض زايرات سو يدي حبور املعوارف الشو يخ احلبيوب‬
‫احلسن بن صا البحر اجلفري ابعلووي متوع هللا حبياتوه اىل دوعون فقصود‬

‫‪225‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حمرضة س يدان القطب احلبيب معر بن عبد الرمحن البوار ابعلووي نفعنوا هللا‬
‫اهام فقرآ هو ومن معه سورة يس املع مة وما تيرس من القرآن ‪ ،‬فقال بعود‬
‫التحتمي ‪ :‬مأثر الولياء آفضل من قبورمه ‪ .‬وذكل ملا مر من آنم عنود توكل‬
‫املعووامالت الصووادقة والتوتووات الفائقووة يفوواجئون ابلرسار واملاكشووفات ‪،‬‬
‫وتتنوزل عىل قلواهم وآرواةم النوار والورحامت ‪ ،‬فيتنعموون ويوتذلذون اهوا‬
‫كام قال بعضهم ‪ :‬ان اكن آهل اجلنة اكذلي حنن فيه انم لف عيش طيوب ‪.‬‬
‫ومقووال م يف ذكل مشووهورة ‪ .‬وآمووا نفووع زايرة قبووورمه ومشوواهدمه وتعهوود‬
‫مووأثرمه ومعابوودمه فووذكل آيضووا موون الفضووائل الرشووعية ‪ ،‬والفوائوود والعوائوود‬
‫الخروية وادلنيوية ‪.‬‬
‫قال الس يد المام البدل عبد الرمحن بن سولامين الهودل نفعنوا هللا‬
‫به يف جواابت عىل الش يخ عبد القادر بن امحد احلف العمييل عنود ذكور‬
‫كرامات الولياء وآنا لتنقطع اكو م كام رصح بذكل غري واحود مون ال وة ‪.‬‬
‫وهلم يف قبورمه آرسار ونفحوات ميودونا زائورمه اكحوض فضول هللا سو بحانه‬
‫وتعوواىل ‪ .‬قووال العالمووة زروق يف قواعوود التصوووف مانصووه ‪ :‬قووال ش و يحنا‬
‫آبوعبدهللا الغوري رمحه هللا تعاىل ‪ :‬اذا اكنت الرمحة تنوزل عنود ذكورمه مفوا‬
‫ونك اكواطن اجامتعهم عىل راهم ويوم قدوهمم عليه ابخلروأ من هوذه ادلار‬
‫وهو يوم وفا م ‪ ،‬فزاير م فيه نئة وتعرض ملا يتجدد مون نفحوات الرمحوة‬
‫علهيم ‪ ،‬فهي اذن مسو تحبة ان سولمت مون حمورم آومكوروه ب ق ووني يف آصول‬
‫الرشال ‪ ،‬اكجامتال النساء وتكل المور اليت حتدث هنارش ‪ ،‬آوملراعات آدااهوا‬
‫من تررش التسح ابلق ‪ ،‬وعدم الصالة عنده للت رش وان اكن عليوه مسوجدا‬

‫‪226‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لهنيه عليه الصالة والسالم عن ذكل وعشديده فيوه ‪ ،‬ومراعواة حرمتوه ميتوا‬
‫جحرمته حيا ‪ .‬انهتيئ الكم زروق ‪.‬‬
‫وقد ذكور الموام خفور ادليون الورازي يف املطالوب يف الفصول الثواين‬
‫عرش يف بيان كيفية النتفاال بزايرة القبور واملوا آن النسان اذا ذهب اىل‬
‫ق انسان قوي النفس اكمل اجلوهر ‪ ،‬وقف هنارش ساعة وحصل توأثر يف‬
‫نفسه مون توكل الدبوة حوني حيصول مون نفوس الزائور تعلوق بوتكل الدبوة ‪،‬‬
‫ولخيفووئ آن لوونفس ذكل امليووت تعلقووا بووتكل الدبووة آيضووا ‪ .‬اينئووذ حيصوول‬
‫اجامتعهام عىل تكل الدبة فصوار هوااتن النفسوان شوبهيتني اكورآتني صوقيلتني‬
‫وضعتا حبي يونعكس الشوعاال عون لك واحودة موهنام اىل الخورى ‪ ،‬فولك‬
‫ماحصل يف نفس هذا الزائر احل من املعارف وال اهوني والعلووم الكسوبية‬
‫والخالق الفاضةل من اخلضوال هلل تعواىل والرضوا بقضواء هللا تعواىل يقتوبس‬
‫منووه نووور اىل روح ذكل النسووان امليووت ‪ ،‬ولك ماحصوول يف نفووس ذكل‬
‫امليت من العلوم املرشقة والاثر القوية الاكموةل يونعكس مهنوا نوور اىل روح‬
‫هذا الزائر احل ‪ .‬واهذه الطريقة تصري توكل الوزايرة سوببا حلصوول املنفعوة‬
‫الك ى والهبجة الع مئ لروح هذا الزائر ولروح املزور ‪ .‬فهذا هو السوبب‬
‫والصل يف مرشوعية الزايرة ‪ .‬وليبعد آن حيصل فهيوا آرسارا آخورى آدق‬
‫وآخفووئ ممووا ذكووران ‪ .‬ومتووام احلقووائق لوويس ال عنوود هللا تعوواىل ‪ .‬انهتوويئ الكم‬
‫الرازي ‪.‬‬
‫وقال العالمة ادلهلووي يف رشح املشواكة مانصوه ‪ :‬والنقول يف ذكل‬
‫كثووري عوون هووذه الطائفووة ‪ ،‬يعووين الصوووفية ‪ ،‬ومل يعوورف يف السو نة وآقووال‬
‫السلف ماينايف ذكل ويرده ‪ .‬كيف وقد ثبت يف ادلين آن الروح ابقية ولهوا‬

‫‪227‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫شعور ابلزائرين ‪ ،‬وآرواح المكل قريبة من جناب احلق كام اكنت يف احليواة‬
‫آوآمت من ذكل ‪ .‬انهتيئ ‪ ،‬نقل ذكل ش يحنا العالمة خفر السوالم يف حتريور‬
‫املهتدين ‪ .‬هذا ومع ذكل فقد ذكر العالموة ابون القومي رمحوه هللا يف كتابوه (‬
‫اغاثة اللهفان من ماكئد الش يطان ) مناكري كثورية تتعلوق اكواذكر ‪ .‬وقود بوني‬
‫هو ذكل بأع م بيان ‪ .‬وقد تبعه يف مجيع ذكل جامعة من املتوأخرين وتعقبوه‬
‫يف بعضوه آخورون ‪ ،‬فلرياجوع ذكل وهللا املوفوق واملعوني والهوادي اىل آقوووم‬
‫طريق ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫ولس يدان وش يحنا المام اجلامع ‪ ،‬احلامد بون معور بون الشو يخ معور‬
‫حامد ابعلوي الدمي نفعنا هللا به مشوهد ع ومي يف زايرة تربوة تورمي ‪ ،‬وقود‬
‫التس منه ش يحنا المام احلبيب معر بن سوقاف بون محمود السوقاف ر‬
‫هللا عنه كيفية الزايرة وماورد فيه من الفضل والعوائد كام مر ‪ .‬وقد جاء يف‬
‫الخبوووار والاثر يف اجوووامتال املسووولمني وعائووودة بركوووة ذكل دنيوووا وآخووورى‬
‫مالحيىص ‪ .‬وقد س هنا الرشوال لميهنوا وبركهتوا للمسولمني وعلوهيم يف لك سو نة‬
‫مرة ‪ ،‬وذكل يف عرفة ويف املعوة مون لك آسو بوال ‪ ،‬والصولوات ايمخوس يف‬
‫لك يوم ‪.‬‬
‫وس يأيت يف الفصول التيوة زايدة نقول ونرشو شوعار لهوذا الفضول ‪،‬‬
‫وذكل يف آخر الفصول اليت فهيا مشاهد سو يدي احلبيوب عويل نفوع هللا بوه‬
‫يف هذه اجلهة اليت جعلها للامر اها حتية وتذكرة لذلكر وادلعاء ووتة ‪ .‬وهوذا‬
‫املشهد هل هذه اخلصوصية يف لك س نة ‪ ،‬وقد تكرر ذكر منافع هذه املعية‬
‫‪ ،‬وآن عامره مل يزل يف خدمة ادلين والسوع يف نفوع السوالم واملسولمني ‪،‬‬
‫ولس امي بعد عامرته وحتويطه للماكن اذلي ريه اكشوهد معور ‪ ،‬وطواب فيوه‬

‫‪228‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫املقيل والسمر ‪ ،‬واكن منابة وآمنا ملون آقوام بوه وملون قم وور ‪ ،‬فلوام وهور اهوذا‬
‫امل هر اضطرم من انر احلسد سوعريها ‪ ،‬يف غالوب قلووب ذوي الرئاسوات‬
‫وذكل سو نة هللا اجلاريووة يف صووغري طوائووف النوواس وكبريهووا ‪ ،‬آنووه لكووام زاد‬
‫الفضوول والرشووف زاد احلسوود والعنووف واحلتووف ‪ .‬واكن ر هللا عنووه ملووا‬
‫اكن عارفووا بووأن احملسووودين ليزالووون يف زايدة بووال نقصووان ‪ ،‬اكن يت وواهر‬
‫ببعض ماينكره آهل اجلفا واملرادين ابحلرمان ‪ ،‬فزاد بذكل حسدمه وحونقهم‬
‫‪ ،‬وتفرعت فيه آراضهيم وطرقهم ‪ ،‬فاكن ينرشو الشوكوى مون ردئ آفعواهلم‬
‫وآقواهلم ويتسىل به دلى من هل حوظ يف حوب الوليواء والوراغبني يف نيول‬
‫مناهلم ‪ .‬فقال ر هللا عنه يف آثناء قصيدة آرسولها اىل آخيوه احلبيوب ان‬
‫بكر بن حسن نفع هللا به قال فهيا ‪:‬‬
‫قل هل عيل دوبه مسمرس ساهور مشغول ايودل الرشف وح الين‬
‫يبات يف ادلام يوووووري السامر مذهول هامئ ايف ولووووووووووهاين‬
‫ولك جانب جاه منه اثعوووووووووووور ح تاكثر شاغــــيل واض ناين‬
‫قيدي ملوق ابملنور قاصووووووووور يف قصيت ايصنو مايل ثووووووواين‬
‫ش يبت يف ادلهر اخلئون املاكر واههل تعاطوا لك بعوووووووو ٍد داين‬
‫ماعاد حد ابخلري مهنم يأمووووووووووور آما اخلطا صاروا عليه آعووووواين‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫وهللا مايل من بالمه انصوووووووور ال اذا رب السامء جنوووووووووووواين‬
‫اىل آخرها ‪ .‬عرضنا بذكر ماعرض هنا اذ احلدي جشون ‪ ،‬وهل من‬
‫بعضه بعضا وهورا وبطون ‪ .‬واذا علمت آن هذا املشهد حوطة وموأثر مون‬
‫مأثر الولياء حتاماه السود ‪ ،‬وتلجاء اىل آمنه آهل الغوار والنموود ‪ .‬وقود‬

‫‪229‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اسو تحال مووااكن فيووه موون انر اخلوووف واذلعووار ‪ ،‬اىل آن صووار جنووة وحمووال‬
‫للمن واجلوار‪ ،‬ملا غشيته من الرحامت العلوية النبوية والنوار ‪ ،‬والرسوور‬
‫والرسار ‪ .‬كووام قووال منتقيووه ومقتنيووه ومنش و يه ايذن هللا وحمييووه ‪ ،‬ملووا رآى‬
‫تزامح الزوار ‪ ،‬وترا‪ ،‬مجيعهم ووهور الرسوم العلية والاثر ‪ ،‬قال عنود ذكل‬
‫املكل هلل الواحد القهار ‪ ،‬اذلي آزال ال مل وآنزل النووار ‪ ،‬وجعول الخيوار‬
‫طهووارة حملوول الرشار ‪ ،‬ورانت الووتالوة وامل ووادل والذاكر‪ ،‬موواكن الصووياح‬
‫والضووغائن عنوود املغووار ‪ ،‬والشووفاء والوفووا والصووفا يف منووازل ال ووامء واهلموووم‬
‫والكدار ‪ ،‬آحياها كام حتيا الرض امليتة ابلمطار ‪ ،‬وآطفأ مافهيا من الفتنوة‬
‫واحملنووة كووام آطفووأ املوواء النووار ‪ ،‬وجوول ولمهتووا كووام وويل املصووابيح حنووادس‬
‫الغدار ‪.‬‬
‫ومما آثبته يف بعض رسائهل اليه الس يد القدوة احلبيوب عبود هللا بون‬
‫حمسن بن سامل بن الش يخ احلبيب معر العطاس نفوع هللا اهوم قوال ‪ :‬وهوذه‬
‫الدمجة والنش يدة لس يدان القدوة الطبيب عبد هللا بن حمسون بون سوامل بون‬
‫معر العطاس ‪ ،‬تقبل هللا منه اكنه وكرموه وجووده آموني ‪ .‬بسوم هللا الورمحن‬
‫الرحمي ‪ ،‬هذه النشو يدة الفريودة اخلريودة مبرشوة ابمل هور الكبوري ‪ ،‬واملشوهد‬
‫املنري ‪ ،‬عامرة القطب الكبري ‪ ،‬برمس جده الش يخ الغووث الشوهري ‪ ،‬اجهتود‬
‫فهيا ابلشارة ‪ ،‬وقام ابلعوامرة ‪ ،‬حيو شووقته آنوواره ‪ ،‬وذكل احملول املعموور‬
‫اذلي اكن يف سالف ادلهور ؛ مأثور بعامرة الكفار ‪ ،‬وحمول عبوادة ال وار‬
‫‪ ،‬ومش و هتر ابله وراء واملغووار ‪ ،‬املسوومئ يف زمووان الكبووار الكفووار ابلغي ووار ‪،‬‬
‫موطن الرشار ‪ ،‬وملفا آهل الغيار ‪ .‬اينئذ انتحبت ع اته ‪ ،‬وارتفعوت اىل‬
‫هللا آصواته ‪ ،‬وبو شوكواته وتغوريت حالتوه ‪ .‬وبو الشوكوى ‪ ،‬وخشوع‬

‫‪230‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وب و ‪ ،‬فأجابووه سووامع ادلعوواء ‪ ،‬ون وور اليووه بعووني السووعاد ‪ ،‬ومووده ينب ووال‬
‫المداد ‪ ،‬و ىل هل يف والم الغدار ‪ ،‬وحل ه بتجيل معود النوار ‪ ،‬فصار‬
‫ليهل نار ‪ ،‬وآذن هل ابلعوامر ‪ ،‬فصوار مؤنسو ًا يف الغوالس ‪ ،‬فوتجىل هل رب‬
‫اجلنة والناس ‪ ،‬ارض تكل الليةل وسو يع الينواس ‪ ،‬معور العطواس ‪ ،‬وفواز‬
‫املشهد جبمةل القتباس ‪ .‬فلام آراد هللا احياء ذكل املووطن ولح وه وآمعون‬
‫‪ ،‬فاختار من بريته عبده احلائز واجلامع للك فن ‪ ،‬عيل بن حسون ‪ .‬فوسوع‬
‫العامرات بذكل املاكن ‪ ،‬ولح ته العيان ‪ ،‬وسارت اليه الركبان ‪ ،‬وجاءته‬
‫عباد الرمحن مون لك مواكن ‪ ،‬فهوو الن حمول اجلوود والحسوان ‪ ،‬والعمول‬
‫والعوومل ابلميووان ‪ .‬آدام هللا حبياتووه ‪ ،‬وطووول سوواعاته ‪ ،‬وآعانووه عووىل معووهل‬
‫وطاعاته وعامرته ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬والقصيدة حنو ايمخسني بيتا ويه اليت آولها ‪:‬‬
‫ايعيل بن حسن منك وصلن البشارات‬
‫وليس ذكل بع ومي يف جنوب آوليائوه املتوويل هلوم بعنايتوه وولئوه ‪،‬‬
‫ومعرفته وحمبته ورضائه ‪.‬‬
‫قووال الش و يخ العووارف ابهلل تعوواىل عبوود الوورحمي بوون امحوود ابوزيوور‬
‫صوواحب الغيوول قوودس هللا روحووه يف وصووفهم ‪ :‬آل ان ق ورآت مكنووون‬
‫سووعدمه فيحووهبم وحيبونووه ‪ ،‬وان ن وورت منشووور جموودمه فوور هللا عووهنم‬
‫ورضووا عنووه ‪ .‬وان سووألت عوون مقوواهمم فعنوود مليووك مقتوودر ‪ ،‬وان آردت‬
‫وصفهم فأولئك آع م درجة ‪ ،‬وان ك ماوهر مهنم مفا هف صدورمه آكو‬
‫نفس ما آخف هلم من قرة آعوني ‪.‬‬ ‫‪ ،‬وان علمت نفس ما آحرضت فال تعمل ٌ‬
‫اخوواين رمحو هللا ‪ :‬علووي ابتبوواعهم تكون ووا موون آتبوواعهم ‪ ،‬وسوولموا الووهيم‬
‫مايسمع عهنم تنالوا السعادة ‪ .‬انهتيئ من ترمجة املذكور من طبقة الرشم ‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومر يف املقدمة عن الش يخ حسني بن عبد الشكور قريبا من هوذه العبوارة‬


‫‪.‬‬
‫وقد ذكر المام الغزايل ر هللا عنه ‪ :‬آن الكعبة قد تمرى تطووف‬
‫ببعض الولياء بل الكون لكه قد يتوجه اىل الويل ابلسمود ‪ .‬مث قال ر‬
‫هللا عنه يف القصيدة املتقدم ذكرها املبين آمرها عوىل ذكور مواهو عوىل وجوه‬
‫العسوواال يف رشف البقوواال ‪ ،‬ومايقصوود عامرهووا موون النتفوواال ‪ .‬قووال يف آول‬
‫البيات املارة بذكر آنواال العبادات والنفااس املسو تجادات ‪ ،‬مث ذكور بعوده‬
‫مووايروح النفوووس ‪ ،‬وحيوود ا بووذكل السوودواح احملسوووس ‪ ،‬يف حرضووات‬
‫القدوس ‪ ،‬املوروث من قوهل صىل هللا عليه وآهل وسمل ( آرحنا اهوا ايبوالل‬
‫) ( وجعلت قرة عيين يف الصالة ) ‪ .‬نعم من قق ول اها املبوالة يف اخلشووال ‪،‬‬
‫فالحظ هل يف تكل املناجواة ولالرشوب مون ذكل الينبووال ‪ .‬قوال ر هللا‬
‫عنه ‪:‬‬
‫وال اهري وادلحيفه والوووووو ال واملـــدار‬ ‫والرشح ذي يرشح اخلاطر بقصبه وطــار‬
‫وعنــدمه ماء عطيه طب من لك ضـــار‬ ‫واخللق يف صفو دامئ ليلهم والهنووووووار‬
‫من فت به قرق حانذ ليدور خصــــار‬ ‫آجراه ربك لنب من حوض ابحلــلو دار‬
‫طب احلممه يذهب امحلئ شهادة قوورار‬ ‫اذا رشب مهنا املعتاق روح وســــار‬
‫حوض الن من رشاها حص قلبه ونـــار‬ ‫واجلابيه والسقايه مطفيه لك حوووووار‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫بين عىل س يكف من عرف واس تهار‬ ‫واملشهد اليوم فيه الفائووووودة والض امر‬
‫الكون يف عون مجع املسلمني اخليار‬
‫والسق للعاطش احملررور فيه احلوووووووار واملوصهل يوم ينقطعون فهيا موووورار‬

‫‪232‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وآمان من خاف من ل خاف نــار وعــــار‬ ‫وانس املواحيش يف ليل اخلال والهنار‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وقوهل ر هللا عنه ‪ :‬والرشوح ذي يرشوح اخلواطر ‪.‬‬
‫اىل آخره ‪ .‬فقد قدمنا الشوارة يف الخوتالف يف السوامال وموا للوليواء فيوه‬
‫من املشارب والذواق ‪ .‬وآموا تعواط ذكل يف املشوهد ويف آوقوات الوزايرة‬
‫فهل يف ذكل مأرب آخرى ‪ :‬مهنا اجنذاب الناس اىل حضور هوذا املوع لنوه‬
‫من املطالب اليت يسدوحون اها ومييلوون الهيوا ‪ ،‬فواذا حرضووا آدخول هلوم‬
‫التووذكري والوووعظ يف معوورض ذكل يف وقووت مجعيووا م ‪ .‬ومهنووا آن موون يف‬
‫نفسه يشء مون ذكل اجلانوب املقودس آن ععول ذكل مون السو باب الويت‬
‫ينكر به عليه ‪ .‬قال بعضهم ‪ :‬اايرش وسوء ال ن اكن تراه من الفقوراء خيتلوف‬
‫النوواس يف آمووره اذ ليشوودط يف كووامل ادلاعووني اىل هللا تعوواىل موون الوليوواء‬
‫اطباق الناس عىل تصوديقهم ‪ ،‬اذ لوواكن ذكل رشطو ًا يف الكوامل لواكن وقوع‬
‫لنبينا وللرسل قبهل صىل هللا عليه وعلهيم وسمل ‪ ،‬وقد صودقهم قووم هودامه‬
‫هللا بفضهل وكذاهم آخرون آشقامه هللا بعدهل ‪ ،‬وامنا اكن الوليواء عوىل قودم‬
‫الرسل علهيم الصالة والسالم يف مقام التابعني هلم ‪ ،‬فاذا انقسم الناس فهيم‬
‫فريقان فريق معتقود صودق ‪ ،‬وفريوق معتقود كوذب كوام وقوع للرسول علوهيم‬
‫الصووالة والسووالم ليحقووق هللا بووذكل م ورياالم ‪ ،‬فاليصوودقهم ويعتقوود حصووة‬
‫علوهمم وآرسارمه ال من آراد هللا آن يلحقه اهم ولو بعد حني ‪ ،‬وآما املنكور‬
‫علهيم واملكذب هلم فهو مطرود عن حرض م ليزيوده هللا بوذكل ال بعودا ‪،‬‬
‫ومن اعتقد يف الولياء املاضني وآنكر عىل آولياء زمانوه فهوو كبوين ارسائيول‬
‫صدقوا ابلن موىس عليه الصالة والسالم حني مل يوروه وكوذبوا نبينوا محمود‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسمل حني رآوه ‪ ،‬وهو آرشف وآع م من نبينوا مووىس‬

‫‪233‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومن سائر النبياء واملرسلني بيقوني ‪ ،‬وامنوا اكن ذكل حسود ًا موهنم وعودواان‬
‫وشقاوة ‪ .‬انهتيئ من حتفة الكياس يف حسن ال ن ابلناس ‪.‬‬
‫وماذكرانه عن سو يدي احلبيوب عويل قودس هللا روحوه فوامي مور يف‬
‫قوهل يف البيات ‪ :‬والرشح ذي يرشح اخلاطر ‪ .‬اىل آخره ‪ ،‬فانه يريد بذكل‬
‫انرشاح الوداء واغاضة العداء ‪ ،‬وذكل عىل طريقة آهول التحريوب ‪ .‬قوال‬
‫القطب اليافع نفعنا هللا به يف كتابه نرش احملاسن ‪ :‬واعمل آن مذهب آهول‬
‫التحريوب مبوين عووىل اوهوار املسواوئ واخفوواء احملاسون ‪ .‬وآنوواال التحريووب‬
‫كثرية ‪ ،‬واخملربون كثريون ليزالون يتعاطون مايؤدي اىل اسواءة ال ون اهوم‬
‫وسووقوطهم موون قلوووب اخللووق ورمووهيم ابلع ووامئ ‪ ،‬لحيتفلووون اكوودح اخللووق‬
‫ولبوذهمم اسو تجالء ابلكوامل والخوالق ‪ ،‬واسو ت اء للونفس مون شووائب‬
‫الرشرش اخلف اذلي ليسمل منه ال الصديقون ‪ ،‬وذكل لن النسان اذا اكن‬
‫يطلب املنوزةل يف قلوب اخللق رآمه بوأعامهل ‪ ،‬وصوانعهم يف آقوواهل وآفعواهل ‪،‬‬
‫فيبقئ عىل حذر من آن ي هر هلم يشء من النقص فيه ‪ ،‬وذكل عني الرايء‬
‫اذلي هو الرشرش ‪ ،‬وآما اذا اكن ليبايل اهم آقبلووا آم آدبوروا ‪ ،‬آحسو نوا آم‬
‫آسووا ا فقوود مكوول حوواهل وصووفا اخالصووه ‪ ،‬فهووو ليبووايل اذا اكن عنوود اخللووق‬
‫زنديقا اذا اكن عند هللا صوديقا ‪ ،‬فلهوذا سوكل كثوري مون آوليواء هللا تعواىل‬
‫طريووق آهوول التحريووب املووار معناهووا‪ .‬فبعضووهم يووؤمه النوواس آنووه ليصوويل‬
‫وليصوم وهو يصيل ويصوم ابلباطن فامي بينه وبني هللا تعاىل ‪ ،‬وقد شوهد‬
‫كثري مهنم يصولون يف اخللووات وليصولون بوني النواس ‪ ،‬وبعضوهم اذا ابت‬
‫عند الناس يومههم آنه انمئ وخيرأ اىل املزابل يومههم آنه يبول وليس به بول‬
‫‪ ،‬بل يصيل الصبح بوضوء العشاء ‪ ،‬وبعضهم يكشف عورته بني النواس ‪،‬‬

‫‪234‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وبعضهم يش مت الناس ابللفاظ القبيحة ‪ ،‬وبعضوهم جواءه بعوض امللوورش زائورا‬


‫يف عسووكره فاس و تدعئ بطعووام جفعوول يووألك آالك شوونيعا ويلطووخ نفسووه ‪،‬‬
‫فان ف املكل وقال ليس عند هذا خري ‪ .‬اىل آخر ماذكره يف نرش احملاسن‬
‫‪ .‬اىل غري ذكل مما ذكروه يف قصة امحلام ‪.‬‬
‫واعمل آن س يدي احلبيوب عويل بون حسون صواحب هوذه املناقوب‬
‫احمل عنه يف مجيع آفعاهل رفيع املراتب ر هللا عنه ونفعنا به لعلو مقاموه‬
‫ومتام فراس ته وخ ته اكا يصلح به حاهل وحال مون عوارشه مون آهول الزموان‬
‫من املوافقني الصادقني واملارقني املامذقني ‪ ،‬اكن نفوع هللا بوه متوسو‪ ،‬احلوال‬
‫واهر الس تقامة مل يغلب عليه حال آهل التحريوب ومل حيوت اليوه ال اندرا‬
‫‪ ،‬وهل يف ذكل غرض وآي غرض ‪ ،‬وهو آنه مون اكن حيبوه ويعتقوده عوري‬
‫مايقع منه من اس تعامل آلت السامال وحيموهل عوىل آحسون احملامول ‪ ،‬ويورى‬
‫آن ذكل يف حقووه حيصوول هل بووه موون آاثره الذواق والح ووال الوويت حتصوول‬
‫للولياء عند السامال ‪ ،‬هذا يف حوق نفسوه ‪ .‬وآموا يف حوق الغوري فوريى آن‬
‫مراده يف حق العوام بوأن يشوغلهم عون حمرموات آرض علوهيم مون السوامال ‪،‬‬
‫وآفسووود لقلوووواهم وديوووهنم منوووه ‪ ،‬وذكل اكلشووو تغال ابلغيبوووة يف جمالسوووهم‬
‫وحمارضمه فانه ورد ‪ :‬آن الغيبة آشد مون اثنتوني وثالثوني زنيوة ابلم ‪ .‬وقود‬
‫س ئل الش يخ عبد هللا بن علوي احلوداد نفعنوا هللا بوه عون ذكل آنوه كيوف‬
‫تضاعف وزر الغيبة عىل الزان ابلم هذا العدد مع آن الزان بعد القتول آكو‬
‫الكبائر وآع م الفواحش ؟ فأجاب ر هللا عنه اكا معناه ‪ :‬آن الزان وان‬
‫اكن اهووذه املثابووة وفيووه اخووتالط النسوواب ومفاسوود فهووو يف الموور ال وواهر‬
‫فاحش ‪ ،‬ولكن الباع عليه جمرد الشهوة ويه من آوصاف الهبوامئ ‪ ،‬وآموا‬

‫‪235‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الغيبة فان الباع لها احلرق عىل هتك آعراض املسلمني ‪ ،‬وآن يف قلوب‬
‫املغتوواب غووش وغوول عووىل آخيووه املسوومل وذكل موون آوصوواف الشو ياطني ‪،‬‬
‫وذلكل تضاعف التشديد فهيا ‪ .‬هذا معىن جوابه ‪.‬‬
‫وموون مقاصوود سو يدي احلبيووب عوويل قوودس هللا روحووه يف اشووغال‬
‫العوام بألت اللهو ماذكره الش يخ محمد بن معور حبورق احلرضو يف مناقوب‬
‫القطب العيدروس العدين ر هللا عنوه قوال ‪ :‬واكن يوروض العووام مون‬
‫الفقراء والغلامن ليحف هم عن املعايص ابلسهر ‪ ،‬فيومههم آنه يريد النس اهم‬
‫‪ ،‬وععل للك من واوب معه عىل السهر مرتبا يعطيه اايه يف صوبيحة لك‬
‫لوويةل يف مقووابةل سووهره ‪ ،‬ويزيوود موون خيأ و عليووه النووامرش يف احملرمووات يف‬
‫املرتب ‪ ،‬فدامه مالزمني للسهر ليال وللنووم نوارا حو مييضو عوىل آحودمه‬
‫مدة ولعمل هل اكا الناس فيوه رغبوة يف حتصويل ذكل املرتوب ب كتوه ‪ ،‬ومون‬
‫حي لشعور هل بوذكل مون الفوواحش يف الليول والغيبوة وغريهوا ابلهنوار ‪.‬‬
‫فلهل دره ما آلطفه يف س ياس ته ‪ ،‬وماآورفه يف تربيته ‪ ،‬ومأ آرآفه بعبواد هللا‬ ‫و‬
‫‪ ،‬وما آرمحه خبلق هللا ‪ .‬وذلا اكن يقول ‪ :‬اين اذا رآيت املؤمن قد وفقه هللا‬
‫لداء الفورائض واجتنوواب الكبووائر آرحووت خوواطري منوه لنووه قوود صووار مووع‬
‫الركب مي عىل قدميه ‪ ،‬وامنا آشغل خاطري منه وآرصف عنواييت وآبوذل‬
‫توودي يف خووالق موون رآيتووه مووهنماك يف العصوويان ‪ ،‬واقفووا يف حبائوول‬
‫الش يطان ‪.‬‬
‫( قلووت ) ولخيفووئ آن هووذا مقووام ع وومي ‪ ،‬وقوود وصووف هللا نبيووه‬
‫الكرمي بقوهل { عزيز عليوه مواعنمت حوريص علوي ابملوؤمنني رءوف رحومي }‬

‫‪236‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪1‬وقال صىل هللا عليه وآهل وسمل لعيل ر هللا عنه ( لن دي هللا بك‬
‫رجال واحدا خري كل من محور الونعم ) متفوق عليوه ‪ .‬ويوروى عون الشو يخ‬
‫الكبري العارف ابهلل معر بن مميون صواحب آحوور ر هللا عنوه آنوه اكن‬
‫من آحصاب القطب الرابين اسامعيل بن محمد احلرض مث الميين قودس هللا‬
‫آرواةم ملا توطن آحور كتب اليه الفقيوه اسوامعيل يقوول هل ‪ :‬كيوف آثورت‬
‫سكىن آحور عىل امة ؟ فأجابه ‪ :‬بأن آكرث آهل امة مشاة عىل آقوداهمم‬
‫واين وجدت بدل آحور بدل الساقطني لكرثة الراب فهيا والوزان وايمخور وغريهوا‬
‫من الفواحش ‪ ،‬فأرجو آن ينقذ هللا آحدا مهنم من النوار عوىل يودي ‪ .‬فورد‬
‫عليوه الفقيووه اسووامعيل رمحووه هللا ‪ :‬هنيئووا كل لقوود وفوورت اكووا مل ن فوور بووه ‪.‬‬
‫فهدى هللا به خلقا كثريا ‪ .‬ومون آجول مون انتفوع بوه الشو يخ القطوب الفورد‬
‫شهاب ادلين امحد بن آن اجلعد قدس هللا آرواةم ‪ .‬وهلم ر هللا عوهنم‬
‫مقاصد صاحلة يرشدمه هللا الهيا ويكون هو املتوويل هلوم فهيوا لقووهل تعواىل {‬
‫وهووو يتوووىل الصوواحلني } فيمووب عسوولمي آح وواهلم هلووم وتطلووب التووأويالت‬
‫احلس نة واحملامل امليةل ‪ .‬وقد قال الفقيه العوامل الورابين الشو يخ حمو ادليون‬
‫النويف قدس هللا روحه يف كتاب التبيان بعد آن حو عوىل ذكل ‪ :‬لحيورم‬
‫التأويل ملا يصدر من الش يخ ال شق ‪ .‬انهتيئ من مواهوب القودوس نقلنواه‬
‫وماقبهل بطوهل لنه واقع من آحوال س يدي احلبيوب عويل صواحب املناقوب‬
‫ر هللا عنه ‪ ،‬وآن هل فهيم آسوة وهل قدوة بأهل هللا من سلفه وغريمه ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 128 :‬التوبة‬

‫‪237‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فوومل يبووق للمنكوور شوويئا موون آحوواهل طريووق حبووال ‪ ،‬ول للمتوقووف واملتحووري‬
‫توقف ول اشاكل ‪.‬‬
‫وآما قوهل يف القصيدة املوار ذكرهوا ر هللا عنوه ‪ :‬واملشوهد اليووم‬
‫فيه الفائدة والضامر ‪ .‬يشري يف ذكل اىل اليوة املنووزةل يف املوقوف الع ومي ‪،‬‬
‫املغفور فيه لذلنوب من لك ذي قلب سلمي ‪ ،‬عن الشوك والرشورش والفودآ‬
‫والفك ويه قوهل تعواىل { وآذن يف النواس ابحلو يوأتورش رجوال وعوىل لك‬
‫ضامر يأتني من لك جف معيق * ليشهدوا منافع هلم ويذكروا امس هللا } ‪1‬الية‬
‫‪ .‬قوال آهول التفسوري ‪ :‬املنوافع تطلووق عوىل الخرويوة ويه موايف احلو موون‬
‫العوامل الفعليووة والقوليووة ‪ ،‬لقوووهل صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ‪ :‬امنووا آقميووت‬
‫الصالة وآشعرت املناسك لقامة ذكر هللا كام قال تعاىل { ويذكروا امس هللا‬
‫} ومن املنافع التجارة وغريها من املنافع ادلنيوية ‪ .‬قوال الشو يخ عبود اخلوالق‬
‫املزجام الزبيدي رمحه هللا عىل قووهل تعواىل { ليشوهدوا منوافع هلوم } عوىل‬
‫لسان آهول التأويول والشوارة ‪ ،‬ويه يعوين املنوافع تمنيوة آعامهلوم وتوقيعوات‬
‫حواجئهم وتوفري مشاراهم وآذواقهم ‪ ،‬ويأخذ لك عضو مهنم ح وه مون هوذه‬
‫احلرضة العلية ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقد اقتبس س يدي الش يخ احلبيب عيل قدس هللا روحه من تكل‬
‫املشاعر واملشاهد آن للك مشهد ومشعر عمع املنوافع الخرويوة وادلنيويوة‬
‫حظ مون توكل املشواعر الع وام ‪ ،‬يشوري اىل ذكل بقووهل ر هللا عنوه ‪:‬‬
‫واملدينة ومكه من سلفنا اها آايت ‪ .‬يعين آنم مه الصل يف كسوة املشواعر‬

‫‪1‬‬
‫اآلايت ‪ 28 – 27 :‬احلج‬

‫‪238‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ابلنوار ‪ ،‬واهم م اهرها فامي آشري اليه من الكم واسع املهيع ‪ ،‬عزيز املنبع ‪.‬‬
‫ولك آهل دائرته هلم هوذا املعوىن خواق وبيوهنم دائور كوام قيول ‪ :‬لولك قووم‬
‫مرشب ‪ ،‬وللك جيش مطلب ‪ ،‬وللناس فوامي يعشوقون مودخل وموذهب ‪.‬‬
‫وهلل در ذي الرمة حي يقول ‪:‬‬
‫به آهل ميوا هاأ قل هبووووووبووها‬ ‫اذا هبت الرايح من حنو جانب‬
‫هوى لك نفس حي حل حبي هبا‬ ‫هوى تذرف العينان منه وامنوووووا‬
‫ً‬
‫وهلل در القائل ‪:‬‬
‫آل آ ا الوادي اذلي طاب رحيــــه عىس كل عهد من سعاد قريب‬
‫لنك من آهووووول احلبيب حبيب‬ ‫اييت من واد بلك حتوووووووووووووية‬
‫****‬

‫( فصل ) قد علمت مايف البيات الويت مطلعهوا ‪ :‬مسوق‪ ،‬النوور ‪،‬‬


‫والوويت بعووده ‪ :‬عوول بوون حسوون حوووط الغي ووار والقووا م وزار ‪ ،‬مووافهيام موون‬

‫‪239‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الشارات والبشارات ‪ ،‬والقياسات اجلليات ال واهرات ‪ .‬وهل آيضوا آشوعار‬


‫مس تجادات مفهنا قوهل يف آثناء قصيدة ‪:‬‬
‫وايع قوايف كام ذوب العسل يلتقم فهيا معاين ومن هل قلب زايك فهــم‬
‫عشهر ليايل وفاها ابلوفوووووووا يرعسم مامنلها ل ومن هل وصف اكمل يمت‬
‫ليايل النور ذي من لحرضها ندم اثل ورابع وليــةل شوهرها ينقسم‬
‫ربيعها يف ربيع آول لووووووونا ينسمم وقفة معرالولياء يف وعدها تووزدمح‬
‫حت زمر ايمعر من مروادي عصم والعاده ان من حرضها موطنه يرحتم‬
‫وان اكن آان آخطيت لحد من يرتغم‬
‫وقال يف آثناء قصيدة آخرى ‪:‬‬
‫وبعد ذا احلني قف يل ايتريف البدن ايسا العنق الجرد ايمحيش السني‬
‫ابقول كل قول واندب كل ليايل مضن ليايل املع يف املشهد م يرجوووووعن‬
‫ليايل النور عندي والهنا والزيوووووووون عندي لهن زهوزائد منل زهو الزين‬
‫مجمع كام مجمع املشهور موىل عوووووودن وعادها عش هتر يف شاهما و الميووووون‬
‫مورد معر ِعد واسع لك من جا حفن‬
‫وقال يف الخرى ‪:‬‬
‫وقفه تقع يف ربيع آول زمرها عــني مراكب ال حتس هبا مراكب رصين‬
‫يف وعدها تع الرشاف وادلولتني اثين عرشيف ربيع آول كامها يف آين‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وقال يف آثناء الخرى ‪:‬‬
‫مث ذا احلني ايانس ايعوا ترجامين ماء عطيه شفا حتس به ريق الغوواين‬
‫من رشب قال ويش ذا حب يف ذا املاكن‬ ‫والسقايه ترحب ابل ــــام لك واين‬

‫‪240‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واملصا يف الوقفوووووه وفهيا الت امين‬ ‫نفعها مع للعوووووورابن قــــايص ودان‬


‫لك من هو يبا قسمه يقرب الواين‬ ‫وعدها يف ربيع آول عىل العرشاثين‬
‫والن واخلرض والياس فهيا قوراين‬ ‫تع الولياء واهل الكتب واملثاين‬
‫وهللا اين ن رته يف الن ياب احلسان‬ ‫وان مع خصم قد شافه ويل ابلعياين‬
‫وقفة احل ‪ ،‬للحووووووووري فهيا جمــاين‬ ‫يبدال يف املووووووداره والعصا ابلاميين‬
‫قل لعبد هللا القاعد هنا عن مي اين‬ ‫حد عهيا من القبهل وحد من عامين‬
‫ذا يبا شكر يوم هللا لها قد ه داين‬ ‫منصب الش يخ وابنه جنل عبدالرمحن‬
‫وقال يف آثناء الخرى ‪:‬‬
‫يف موسطة الرض اياهيف بني دوعن وعني‬ ‫ايطالب الصفو ابتلحق كامهــا يف آين‬
‫ابنت كرامات يف املشهد ووهرت خووزين‬ ‫ميعادها يف ربيع آول زمرها عــــني‬
‫مشهد معر ش يخ فوق الناس ماهووو دوين‬ ‫تعن من بعد ايطالب يقع كل عووووين‬
‫وال اخلرض بيهنم شفناه ابلعني عني‬ ‫مايش كام ذارش ذي شفناه يف اخلافقني‬
‫رسح وروح وعني آعيان العداء غفـــني‬ ‫دخل مع آهل املرازح والصفوف التقــني‬
‫آعراب وارشاف نسل الساده املصطفني‬ ‫يف مشهد آميات ابملشهد عىل غري م ني‬
‫ال العدو مايصدق يلق الوزين شني‬ ‫والشاهد هللا كفئ عن مشهد الشاهدين‬
‫وهل آيضا هذه القصيدة ‪:‬‬
‫سلي‪ ،‬ملسه وحتس به العسل يف حاله‬ ‫مايش كام ماء عطيه يف مجيع املياه‬
‫ايخريمورد عىل مشهد معر يف ف اله‬ ‫ومن معه شك فامي قلت يديل رشاه‬
‫ايزائر املشهد آمضر ابلنووووويه ماعش اه‬ ‫من فاز مهنا برشبه وهللا انا شفـــاه‬
‫وقفه تقع يف ربيع آول تضم الوووووله‬ ‫ورس حلاجتك واحذر من الكم الوشاه‬

‫‪241‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اخلري فهيا وحيرضها اخلرض يف احلياه شافوه حضوه ومن كذب شهودي ثقاه‬
‫دخل مع آهل املرزاح صص حامل عصاه هل لون فتان آل ايخبت من قووووودرآه‬
‫وآان مع ون يف الرمحن وايف عوطاه ان العوائد مجيهل عائده من قوووووووداه‬
‫وان اخلرض دوب حيرضها حبق آنبياه من آول الوقت يف الوقفه اىل من هتاه‬
‫والف صاليت ملن وجبت عليه الصاله وآهل وحصبه ومن حبه ولبا دعووووووواه‬
‫صىل عليه املهمين واملكل يف سامه‬
‫ولس يدي وش يح احلبيب المام جعفر بن محمد العطاس نفعنا هللا‬
‫به قصائد يف فضل املشهد ومنافعه ادلنيوية والخروية ‪ ،‬ومن آجودها قوهل‬
‫ر هللا عنه ‪:‬‬
‫آهال وسهال ب اي آ ا الوووووووزوار طبمت وطابت مساعي اىل الغيوار‬
‫برشا‪ ،‬ابملرسة وانقضا الوطووووووار لخيب هللا من جاء زائر احملض ار‬
‫معر امام ال ة ساس نا والوووراس القدوة املعتقد حبر الندى عط اس‬
‫وابنه حسني الغضنفر فارس اللباس وعاموووووور املنوزل احملفوف ابلنووار‬
‫ودل حسن ذي سكن يف ساحة املشهد والقا ملن ابيزوره يف الس نة موع د‬
‫اثين عرش يف ربيع آول بدا املشهد طوىب ملن ابلزايرة من بالده س ار‬
‫لس امي ان صلحت النية هل البرشى ينال ماشاه يف ادلنيا ويف الخورى‬

‫‪242‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اسن ال ن ابملوىل وابخملووووووووووتار‬ ‫هذا بأغىل مثن كل ايفــــ عرشى‬


‫فالرب عند ونونك حص يف املنقول‬ ‫اسن ونك يبلغك املىن والسول‬
‫بل واس تحر مايفيدرش حني ماه تار‬ ‫عنه بالشك فيه فاحشذ املعقوووول‬
‫مطلبك يف ساحة الغ يوار ابيعطيك‬ ‫آقبل يقابكل مولان اكا يرضووووويك‬
‫وليسل‪ ،‬عليك آعدا ولجوووووووبار‬ ‫دنيارش وآخرارش يكف عنك مايؤذيك‬
‫لبد ماينوين ابلفووووووووووووووائدة وافر‬ ‫من جاء بنية حصيحة معتين زائووور‬
‫تعطئ الهنا واملىن من عامل السورار‬ ‫همال الكسل وامللل كن ايف صابر‬
‫يضاعف آجره ويف ادلنيا مراده انل‬ ‫فلك من عان يف مشهد معر ابملال‬
‫آبو حسن قطب وقته س يد البوورار‬ ‫وجرب ان اكن عندرش شك فامي قال‬
‫ماشابه املني الك سابق آولحووووق‬ ‫تلقا الكمه بعوون املاكل اخلوووووالق‬
‫وآان عيل ابتكم به مـــع احلضوووووووار‬ ‫ويف مجيع املقاصد من خلف صادق‬
‫كمنا عان جدي املصطفئ الطاهووور‬ ‫وقال من عان يف ذا املنصب ال اهر‬
‫نا امليع اذلي يأتووووووون هل زوار‬ ‫ب ن صادق ومولان العيل القــادر‬
‫لواكن وعني حليقه فيه مطوووووروحــه‬ ‫ولك من خان يبرش فيه ابللوحــــه‬
‫وال افتضح وابتحس دنيا ودين الضار‬ ‫فربنا ينتقم يأخذ اها روحوووووووووووووه‬
‫ان كنت يف فضل مولان الغين طامع‬ ‫فاقبل هديت النصيحة آ ا السامع‬
‫وكن عىل مابالرش هللا به صوووووووبار‬ ‫عذ به وذل به وسل من فضهل الواسع‬
‫وافر وفائز بنيل السؤل واملأمووول‬ ‫واعمل يقني آن زائر بوحسن مقبول‬
‫شهدوا اهذا اذلي قلته رجال آخيار‬ ‫وارد وصادر حيصل زائره حمصول‬

‫‪243‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ف حبسن الرجاء يف هللا قد انلووا‬ ‫وليس يغبا عىل ذي لب ماقالووووا‬


‫هلل من قوم تروى عهنم الخوووووبار‬ ‫بصدق واخالق لكذبوا ولاحتالوا‬
‫ويغفر آوزار‪ ،‬مجعا ويرمحووووووووووو‬ ‫ايزائرين امليع هللا يقووووووووووووووبل‬
‫واللك يف خري دامئ والوطن خي تار‬ ‫لععل هللا آخر عهد ذا منووووو‬
‫وآهل وحصبه آويل املعروف والعرفان‬ ‫مث الصالة عىل س يد ودل عــدانن‬
‫عدد شعر من رشب من مهنل الغيوار‬ ‫واتبعهيم اىل يوم اللوووووقا ابحس ان‬
‫*****‬
‫وهل قصائد يف املشهد وزايرتوه غريهوا نقلنوا مهنوا هوذه تو اك واتئيودا‬
‫وتأكيوودا ‪ ،‬اذ قائلهووا موون الشووهود العوودول ‪ ،‬وموون احلوواملني لعبوواء املشووهد‬
‫ابحلال واملال ‪ ،‬واملتحققني لعامره حبسن ال ن عند هللا مون القبوول ‪ ،‬واىل‬
‫حرضته املقدسة ابملعرفة والوصول ‪.‬‬
‫ومن القصائد لس يدي الش يخ احلبيب عيل بن حسن نفعنوا هللا بوه‬
‫يف شأن التنويه ابملشهد قوهل ر هللا عنه ‪:‬‬
‫مشهد معر قل لباشيبه ثبت مجمعه ماهت عطيه شفيه وصل يف مقطعه‬
‫اىل آن قال متهلصا قار ًا بعد شهود الواسوطة اىل التوحيود والتفريود‬
‫والتمريد ‪ .‬فقال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫نستن هللا نس تحف ه نســــتودع ه نعم الربيع اذلي من لذ به رب وووووووعه‬
‫ايمس تميب اس تمب داع دعارش ايعه واعطه طالبه ومض آش ياته الضائعه‬
‫ولحتيجه اىل خملوق ماينفوووووووووووعه لواكن وادله وابنه وآمه املرضووووووعه‬
‫تغين وتقين وعشف منه مايوجــــعه‬ ‫ماعسعد آل آنت ايموىل السامء الرافعه‬

‫‪244‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ينال سؤهل ولي فره من انزعووووووه‬ ‫من كنت موله ماخيأ لعزه ضعه‬
‫ايواسع اجلود جودرش و لمتنووووووعه‬ ‫ومن خذلته فال حتزم به املصووووونعه‬
‫وتصلح القلب والقالب بتكل السعه‬ ‫واجعل مزون املطر يف آرضنا شائعه‬
‫يف ادلين والهل والخوان والمتعه‬ ‫وعاف واحفظ وسمل وانرش املنفــعه‬
‫وصل اي هللا عىل اح مد شافع الشافعه‬ ‫وطهر الغل منا واحلسد وانزعوووووووه‬
‫وآهل وحصبه ومن حبه وجاهد مـــعه صالة دامئ اىل لقياه يف مجمووووووووعه‬
‫واعمل آ ا الواقوف عوىل هوذه القصوائد واملوداحئ واملثواين يف مشوهده‬
‫املشهور ‪ ،‬ومعهده امل ور ‪ ،‬واذلي ريه اكشهد معر ‪ ،‬آن لك ماقاهل وآثوىن‬
‫به وذكوره مون الفوائود والعوائود واملقاصود والشوواهد ‪ ،‬لك ذكل واقوع عوىل‬
‫الهووام رابين اذلي هووو للوليوواء اكلووو للنبيوواء ‪ .‬وآيضووا فووذكل موون ابب‬
‫اوهار فضيةل ال ء لت هر خصوصيته ومتزيه عىل غريه لريغب فيه الراغوب‬
‫‪ ،‬وحيرق عليه الطالب كوام ذكور ذكل الشو يخ ابون ور رمحوه هللا ور‬
‫عنه يف خطبة التحفة عند ذكور الموام النوووي ر هللا عنوه وموامتزي بوه‬
‫املهناأ عىل احملرر قال ‪ :‬وذكل ‪ ،‬آي ومدح النووي للمهناأ من قبيول قوول‬
‫يوسف الصديق عليه الصالة والسوالم { اجعلوين عوىل خوزائن الرض اين‬
‫حفيظ علمي }‪ 1‬ووجه اثل وهو آعىل من الوتني املتقدمني وآنسب حلوال‬
‫س يدي احلبيب عيل قدس هللا روحه وهو ماذكره المام بأن العوارف يورى‬
‫نفسه ومجيع العامل صنع هللا وتصنيفه ‪ ،‬فاذا آثىن عىل نفسه آوعىل ماينسب‬
‫اليه فانه امنا يوين عىل هللا تعاىل ‪ .‬قال ر هللا عنه ‪ :‬من قويوت بصوريته‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 55 :‬يوسف‬

‫‪245‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومل تضعف منته فانه يف حال اعتدال آمره ليرى ال هللا وليعورف غوريه ‪،‬‬
‫ويعمل آنه ليس يف الوجود ال هللا تعاىل ‪ ،‬وآفعاهل آثر من آاثر قدرته ‪ ،‬فهي‬
‫اتبعة هل ولوجود لها ابحلقيقوة دونوه ‪ ،‬وامنوا الوجوود للواحود احلوق اذلي بوه‬
‫وجود الفعال لكها ‪ ،‬ومن هذا حاهل فال ين ر اىل يشء مون هوذه الفعوال‬
‫ال ويرى فيه الفاعل ويذهل عن الفعل من حيو آنوه سوامء وآرض وجشور‬
‫وحيوان ‪ ،‬بل ين ر فيه من حي آنه صونع الواحود احلوق فاليكوون ب وه‬
‫جماوزا هل اىل غريه ‪ ،‬مفن ن ر يف شعر انسان آوخطه آوتصونيفه فورآى فيوه‬
‫الشاعر واملصنف ‪ ،‬ورآى آاثره من حي آنه آثوره ل مون حيو آنوه حو‬
‫وعفص وزاأ مرقوم عىل بياض ‪ ،‬فال يكون قود ن ور اىل غوري املصونف ‪،‬‬
‫فلك العامل تصنيف هللا تعاىل ‪ .‬مفن ن ر الهيا من حي آنا فعل هللا تعاىل‬
‫‪ ،‬وعرفها من حي آنا فعل هللا تعاىل ‪ ،‬وآحهبا مون حيو آنوا فعول هللا‬
‫تعوواىل ‪ ،‬مل يكوون انو ورا ال يف هللا ‪ ،‬ولعارفووا ال ابهلل ‪ ،‬ولحمبووا ال هلل ‪.‬‬
‫واكن هووو املوحوود احلووق اذلي ل يوورى ال هللا بوول لين وور اىل نفسووه موون‬
‫حي نفسه بل من حي آنه عبد هللا ‪ .‬اىل آخره ‪ .‬انهتيئ من كتاب احملبة‬
‫من الحياء ‪.‬‬
‫تتوومي وهتوومي ملعووىن هووذا الفصوول الفحوومي ‪ :‬اعوومل آول آنووه ملووا سوواقت‬
‫القدار ‪ ،‬رواحل القصد وعزامئ اللهام والداكر ‪ ،‬يف آن حتيوا هوذه الرض‬
‫امليتة ابلطاعات وادلعوات والذاكر ‪ ،‬وقع الحيواء اجلوامع ملنوافع الحيواء ‪،‬‬
‫آن هذا املشهد املسمئ ابلغيوار مسامت ًا لبدل حريضوة حوطوة احلبيوب معور‬
‫بن عبدالرمحن العطاس وودله احلسني ‪ ،‬اشارة اىل آنام جعبتوه الويت يتوجوه‬
‫الهيا ابلقلب واحلواس يف سائر الحايني ‪ ،‬وليموري اىل توكل البقعوة وحمول‬

‫‪246‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫النمعة مددهام اليه والهيوا ابلسو تواء بوال اعوجواأ ول التووا ‪ ،‬لنوه لخيفوئ‬
‫مايف بيان التعرا من اللتفات والتدرا ‪ .‬واثنيا آن اضافته ملشوهد الغيووار‬
‫اىل جده الش يخ احلبيب معر يف ن مه ونرثه وكيف موااكن وحيو موادار ‪،‬‬
‫ويف ذكل غايووة الفنووا يف الواسووطة ‪ ،‬واشووارة اىل قوووة التصووال والرابطووة ‪،‬‬
‫وشواهد ذكل قا ة ‪ ،‬وقواعده متالزمة ‪ ،‬لحتتواأ اىل دليول وبرهوان ‪ ،‬بول‬
‫دلئهل آنباء القرآن ‪ ،‬والخبار الصحيحة احلسان ‪ .‬وآما احلرضة العمرية فلهوا‬
‫مزية وخصوصية ‪ ،‬مؤطدة الراكن مش يدة البنيان ‪ .‬وقد تكمت عىل هوذا‬
‫املعىن يف كتان املسمئ ( فيض الرسار يف رشح سلسةل س يدي وش يح‬
‫احلبيووب معوور بوون عبوود الوورمحن البووار ) والخووذ يف ترمجووة الشو يخ القطووب‬
‫احلبيووب معوور بوون عبوود الوورمحن البووار نفووع هللا اهووام يف ماكتبووة موون الشو يخ‬
‫الس تاذ احلبيب امحد بن زين احلب و قودس هللا روحوه وهوو قووهل فهيوا ‪:‬‬
‫اىل احلرضووة العمريووة القمريووة املرشووقة بعموور القموور ‪ .‬اىل آخرهووا ‪ .‬فأوحضووت‬
‫مايف هذه الكامت من الشارات والس تعارات من الكم السادات العارفني‬
‫البرار املصطفني ‪ .‬فأقول ‪ :‬معىن احلرضة العمريوة وكونوا مقريوة آن صواحب‬
‫احلرضة العمرية يكون آوىل ابملؤمنني مون آنفسوهم خالفوة نبويوة ‪ ،‬وحقيقهتوا‬
‫ماذكره الش يخ المام عبداخلالق بن عيل املزجام الزبيدي قودس هللا رسه‬
‫قال ‪ :‬ان هذه احلرضة يه حرضة القيام عىل الرحوام موع الرق عوىل ادلوام‬
‫‪ ،‬وهذا مقام اخللفاء الراشدين ‪ ،‬لسو امي معور بون اخلطواب ر هللا عنوه‬
‫وعهنم فانه قال ‪ :‬لو ماتت خسةل يف آقىص العراق خلفوت آن آواخوذ علهيوا ‪.‬‬
‫مث قال آعين املزجام ‪ :‬وبيان ذكل آن مون آعطواه هللا تعواىل هوذه اخللعوة‬
‫الرشيفة ‪ ،‬آي املشوار الهيوا يف الكم هل قبول هوذه العبوارة ‪ ،‬آي بأنوا خلعوة‬

‫‪247‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الولية والوراثة واخلالفوة الرسوية ‪ ،‬اكن آوىل ابملوؤمنني مون آنفسوهم وراثوة‬
‫نبوية ويه آبوة حقانية رسية سار نورها يف العامل ‪ ،‬فنبتت بنوة مجيوع العوامل‬
‫هل ‪ ،‬ويدخل يف ذكل بنووآدم دخوول آوليو ًا خصوصوا املوؤمنني موهنم ‪ ،‬اذ مه‬
‫املقصودون من اخلطاابت اللهية ‪ ،‬واذا ثبتت بمنقو م هل ثبوت كوونم آرحاموا‬
‫‪ ،‬واذا ثبت كونم آرحاما ثبت آرقوه ويق توه ملوا مه عليوه عوىل ادلوام ‪ ،‬لن‬
‫ال ووادل دا ووا يرقووب آح ووال آولده ويالح هووم وليفوود عووهنم ال لع ووارض‬
‫وفرائض ونوافل ‪ .‬وقد حتصل منه املالح ة هلم وهو يف آفضل العبوادة كوام‬
‫قووال سو يدان آمووري املووؤمنني معوور بوون اخلطوواب ر هللا عنووه ‪ :‬اين لتووز‬
‫جي وآان يف الصوالة ‪ .‬فهوذه يه اليق وة ادلا وة يف املودة الاكئنوة انهتويئ ‪.‬‬
‫فق مفهِم من هذه العبارة آن س يدان احلبيب معر بن عبود الورمحن العطواس نفوع‬
‫هللا بووه خليفووة يف هووذه احلرضووة العمريووة ‪ ،‬قا ووا ابحلقوووق للق وربني الد‪،‬‬
‫فالد‪ ، ،‬واملسلمني الوىل فوالوىل ‪ .‬وآموا كوون هوذه احلرضوة مقريوة ‪ ،‬آي‬
‫آنا يف امدادا ا شبهية ابلقمور لنوه فوكل طبيعو يف الفوكل السوفل شوأنه‬
‫قبووول النووور موون الشوومس عووىل آشوواكل خمتلفووة ‪ ،‬والقطووب كووذكل يتنوووزل‬
‫ويتنقل يف مجيع احلرضات الساري نورها مون حرضوة السوامء والصوفات ‪،‬‬
‫ويه احلرضة احملمدية ترقيو ًا وتودليا وتعلقوا وهلقوا ‪ ،‬فهوو آي القطوب القمور‬
‫القابوول لنووار احلرضوات ابلنووار اخملتلفووات ‪ ،‬فهووو واسووطة لتنوووزل الرسار‬
‫والنوار والتجليوات الفائضوة مون رسه وقلبوه ‪ ،‬اىل آرواح الوليواء وقلوواهم‬
‫عىل اختالف قوالهبم ومراتهبم ‪ .‬قال ذكل بعض العارفني ‪.‬‬
‫ولس و يدي المووام حبوور العلوووم واملعووارف والرسار ‪ ،‬احلبيووب عبوود‬
‫الرمحن بن عبد هللا بلفقيه ابعلوي نفعنا هللا بوه وبسولفه ‪ ،‬الكم يودل عوىل‬

‫‪248‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫تقرير هذا املعىن ‪ ،‬قال ر هللا عنه يف كتابه املسمئ ( رفع الس تار عن‬
‫مفاتيح الرسار ) قال عىل قوهل ‪:‬‬
‫ويعود منعكسا به نور الهدى بني الورى للحق منه جمايل‬
‫جملامع الفضال والنوووووزال‬ ‫فداه خقلق ًا وهو حق جامع‬
‫آي آن هوذا العبوود اذا صووار فانيووا يف هللا وعوواد ابقيو ًا ابهلل لحيمبووه‬
‫اخللق عن احلق ‪ ،‬وليدهشه احلق عن اخللق ‪ ،‬صار اكلقمر املنوري يتلقوئ‬
‫آنوار الشمس فتنعكس عىل العامل فترشق بوه آنووار احلوق يف اخللوق ‪ ،‬فوهل‬
‫فهيم منوه جموايل ‪ ،‬عوىل آرشف التقوديس والتنووزيه يف مجيوع املعوايل ‪ ،‬فوداه‬
‫آنشأه خلقا برش ًا سواي ‪ ،‬وهوو حوق قود مغوره نوور احلوق وصوارت برشويته‬
‫مطوية يف نورانية خصوصيته ‪ ،‬كام انغمر البدر بنور الشمس عن ولامنيتوه‬
‫‪ ،‬فهو عبد هللا اجلامع مليوع م واهر السوامء والصوفات ‪ ،‬يعبود هللا جبميوع‬
‫الطووووار يف مجيوووع الهيئوووأت ‪ ،‬م هووورا جملوووامع املعيوووات ‪ ،‬يف العقليوووات‬
‫والسمعيات ‪ ،‬يتواتر اليه الفضال جبميع املطالب والهيئأت ‪ ،‬ويتواىل عليوه‬
‫النزال بلك خري يف مجيع التنوزلت ‪ .‬انهتيئ الكم احلبيب عبود الورمحن بون‬
‫عبد هللا نفع هللا بوه نقلنواه ومواقبهل لويعمل آن هوذه احلرضوة العمريوة القمريوة‬
‫حقيقهتوا ومعناهوا حاصوول لولك موون قوام يف هووذا املقوام يف لك زمووان ‪ .‬وآن‬
‫س يدي احلبيب عيل ر هللا عنه رمس هوذا املشوهد بأنوه مشوهد معور ‪،‬‬
‫وآنه من ممالكه اليت علهيا وفهيا آقمي بأمر ‪ ،‬مث جعل هل آعواان مؤيودين وعون‬
‫احلق ابحلراسة مس تهلفني ‪ ،‬س يأيت ذكرمه قريبا ‪ .‬واعمل آنه ر هللا عنوه‬
‫جكنري من آهل هللا يتعرضون للسوؤال جبواههم ‪ ،‬ويسو تحرجون املوال مون‬

‫‪249‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الحشوواء والضوونا وينفقونووه عووىل آهوول احلاجووات والرضووورات موون الفق وراء‬
‫واملساكني ‪.‬‬
‫ومن آخرمه من سال هذه الطريقة ممن ع م جاهه وعلت منوزلته‬
‫يف قلوب الناس الش يخ الغوث معر بن عبد القادر العموودي نفعنوا هللا بوه‬
‫‪ ،‬فقد اكن يسوائل النواس ويتعورض للجواه وينفوق النفاقوات الواسوعة عوىل‬
‫قاصديه وزوار الش يخ سعيد ‪ ،‬وقد حيتال عىل بعض املؤرسين فيس توهبه‬
‫شيئا من ماهل فاذا وهبه وملكه آعرضه عليه ليشديه ب نه ‪ ،‬وقد يفوتح ابب‬
‫بعض الناس لس امي آهل عشريته واذا وجد شيئا مون النقود آخوذه ورصفوه‬
‫كذكل ‪ ،‬ويرضون بذكل منه اذا علموا ‪.‬‬
‫وآما س يدي احلبيوب عويل نفعنوا هللا بوه فانوه كوام قوال يف القصويدة‬
‫السوابقة ‪ :‬مون معوه يشء عيبووه مجو والشووايت ‪ .‬يعوين بووذكل لك انرص‬
‫ومعني من صاحب جاه آوحال آومال ‪ .‬وعامرة املشهد والقيام حبقوقه صوار‬
‫ثغرا من الثغور اليت مع آمورا كثرية من التأمني والضيافة واحلراسوة وغوري‬
‫ذكل مون املصووا العاموة ‪ ،‬فعووىل ذكل يسو تحق نصويبا يف مووال املصووا ‪.‬‬
‫وآهل الطرائق هلم اختيارات لها شواهد من الس نة ‪ ،‬فقد ذكر الش يخ عويل‬
‫امل وي يف كتابووه ( حتفووة الكيوواس يف حسون ال وون ابلنوواس ) آن الشو يخ‬
‫يوسف العمم ش يخ الطريقوة اجلنيديوة اك و يقوول لنقيبوه ‪ :‬اذا دق آحود‬
‫ابب الزاوية فوال تفتحووا هل البواب ال ان اكن معوه فتووح للفقوراء وال فهوي‬
‫زايرات ‪ .‬فقيل هل مرة كيف هذا وآنمت قد خرجمت من ادلنيوا ؟ فقوال ‪ :‬آعوز‬
‫ماعنوود الفقووري وقتووه ‪ ،‬وآعووز ماعنوود آبنوواء ادلنيووا دنيووامه ‪ ،‬فووان بووذلوا آعووز‬
‫ماعندمه بذلنا آعز ماعندان ‪.‬‬

‫‪250‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقوود سووار عووىل هووذا القوودم خليفووة هووذا الس و تاذ املع ووم حفيووده‬
‫وخليفته وحامل آعبائه عىل اكههل ‪ ،‬احلبيب العارف ابهلل تعاىل املسفر عن‬
‫وجه الرفوق والرمحوة ‪ ،‬والسوع يف املصوا للموة ‪ ،‬هوادون بون هوود بون‬
‫الش و يخ احلبيووب عوويل نفووع هللا اهووم ‪ ،‬فقوود اقتفووا آثرجووده واتبووع آاثره وقووام‬
‫ابملشهد ‪ ،‬واعسعت العامرة حسا ومعىن ‪ ،‬فورادا ومنوىن ‪ .‬مث ان للقوامئ اهوذا‬
‫املقام يف لك زمان من العالم آعوان من رجال الغيب ‪ ،‬غوري اذليون عيوهنم‬
‫س يدان احلبيب عيل للمشهد ‪ .‬قوال القطوب السو تاذ الشو يخ عبود هللا بون‬
‫علوي احلداد نفعنا هللا به ‪ :‬مراتب الولياء لهوا خودام حيف ونوا مون رجوال‬
‫الغيب والروحانيني وغريمه ‪ .‬ومن ذكل مواحاكه ر هللا عنوه يف املقصود‬
‫من رد الضوائع والنتقام ممن آساء آوقصد فعل السوء يف حوطوة املشوهد ‪،‬‬
‫وهذه آية خمدلة وخارقة مؤيدة بقدرة هللا تعاىل لينهتوي ول ينقطوع موددها‬
‫‪ ،‬ر هللا عهنم آمني ‪.‬‬
‫(فصل ) اعمل آن هذه العامرة قد س بقت لها متهيدات وتقدمت لها‬
‫اشارات ‪ ،‬مفن ذكل ماذكره ر هللا عنه يف كتابه ( املقصد اىل شواهد‬
‫املشهد ) مما يدل عىل آن هذه الرض امليتة س تحيا وس تكون منابة وآمنا‬
‫للحياء ‪ ،‬ماح عن بعض الثقات آن الش يخ العارف ابهلل ع مي احلال ‪،‬‬
‫سعد بن عيل مد السويين عنا هذه العامرة يف املشهد بقوهل ‪:‬‬
‫ايسفر ايابغ اىل ادلبووووويات ايآم اجلوهة ايخري مجع المــــات‬
‫هو من يبرشين اها اذا جات اذا اقبلت حوووولت ابلفضيات‬
‫ايمرحبا ايغي بعد الس نات آحيا قلي بعد مااكن قد مات‬

‫‪251‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فهذه لكها اشارات غيبية اىل ماس يقع من هذه املوارد الهنية ‪ .‬وقد‬
‫ذكر المام الشعراوي وغريه من الاكبر آنه لتصح ولية لويل ال بعد آن‬
‫يطلعه هللا عىل آحوال من قبهل من الولياء ومن س يأيت بعده ‪ ،‬ومايقع‬
‫عىل آيد م وي هر يف آوقا م ‪ ،‬وقد يؤذن هلم يف جشف بعضها وسد‬
‫البعض الخر ‪.‬‬
‫وقد يعت من آس تاذان وتلميذ احلبيب عيل وهو س يدان احلبيب‬
‫جعفر بن محمد العطاس قال ‪ :‬ملا اس تر الوادل عيل يف عامرة املشهد آرسل‬
‫رسول خاصا اىل ترمي اىل رضد الش يخ سعد املذكور يف تربة الفري‪،‬‬
‫ليقول هل ‪ :‬ايش يخ سعد جات ادلبيات معال بقوهل يف البيات املذكورة‬
‫آعاله ‪.‬‬
‫وذكر صاحب الدمجة رمحه هللا آيضا يف كتابه املقصد ويف الرسائل‬
‫املرسةل آن الش يخ القطب احلبيب آبوبكر بن عبد هللا العيدروس ملا توجه‬
‫لزايرة الش يخ سعيد بن عيىس العمودي قدس هللا روحه عارضه قطاال‬
‫الطريق مع ذهابه آوقفوهل فأخذوا مجيع مامعه من املال ‪ ،‬اصل للحبيب‬
‫طرب وفرح وصفا وانرشاح ‪ ،‬ورسور وانفساح ‪ ،‬اذ هو من بيت النبوة ‪،‬‬
‫ومعدن اجلود والفتوة ‪ ،‬اذلين يفرحون بذهاب املال ‪ ،‬ويغتمنوه عند القبال‬
‫‪ ،‬فأنشأ ر هللا عنه قصيدته املشهورة اليت مطلعها ‪:‬‬
‫هات ايحادي فقد آن السلو و ىل عن سام قل الصدا‬
‫وعىل هذه القصيدة رشوحات ومن مجةل رشوةا رشح حافل يف‬
‫جمدل خضم لالمام احلبيب عبد الرمحن بن مصطفئ العيدروس نزيل م‬
‫احملروسة ‪ ،‬آخذ من قوهل ر هللا عنه يف القصيدة املذكورة ‪:‬‬

‫‪252‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آت ية حقا وان طال املدا‬ ‫نفح ة الرمحن فامي قد رووا‬


‫آنه اشارة اىل ماس يقع من الحيواء لهوذا املشوهد املسومئ ابلغيووار ‪ ،‬ومافيوه‬
‫من النفع لولانم ونرشو العوالم وفوتح ابب السوالم ‪ ،‬ول بمعود يف ذكل اذ‬
‫الكم آهل هللا يتنوزل عىل آحوال متنوعة ومساكل متفرعة ‪ ،‬لنا كوام قيول‬
‫من لكامت هللا تعاىل اليت تنفد البحار دون نفادها ‪.‬‬
‫( فصل ) يف ذكر وقت الزايرة ومايتعلق بوه ‪ .‬قوال ر هللا عنوه‬
‫يف كتابه املقصد اىل شواهد املشهد ‪ :‬فاذا اكن اليوم الثاين عرش مون ربيوع‬
‫الول وهو اذلي يأيت فيه غالب الناس نبتدي يف توالوة القورآن لويال ونوارا‬
‫يف املدرسووة املعروفووة ‪ ،‬ويتصوودى ذلكل جامعووة ننفووق علووهيم ونطعمهووم موون‬
‫طيبات املطامع ‪ ،‬ونولهيم ابلكرام واملاكرم ‪ ،‬نتعرض بذكل لنفحات املنوان ‪،‬‬
‫ولتفضهل ابلومين والوديق لفهوم معواين القورآن اىل درجوات الميوان ‪ ،‬واحلفوظ‬
‫والرعايووة والمووان ‪ .‬مث يوووم النفوور وارحتووال السووفر نوهووب القورآءة الوويت يه‬
‫وصول الروح والرحيان ‪ ،‬والبشوارة والرضووان ‪ ،‬اىل آرواح مشواخي املشوهد‬
‫الس بعة ‪ ،‬اذلين مه ابذن هللا رجال التجارة لهل القرآءة والنمعوة ‪ ،‬وآوهلوم‬
‫وآولمه ابلتقوودمي ‪ ،‬وآعنووامه لسو امي بووأولده يف احلوودي والقوودمي ‪ ،‬الشو يخ‬
‫الس تاذ الع م الفقيه املقدم محمد بن عيل ابعلوي ‪ ،‬والثاين آسو تاذ الاكبور‬
‫الش و يخ عبوود القووادر اجلوويالين ‪ ،‬والثال و الش و يخ امحوود بوون آن احلسوون‬
‫الرفوواع ‪ ،‬والرابووع الش و يخ عوويل بوون عبوود هللا بوون عبوود اجلبووار الشوواذيل‬
‫الرشيف احلس ين ‪ ،‬واخلامس الش يخ امحد بن علوان ‪ ،‬والسوادس الشو يخ‬
‫سعيد بن عيىسو العموودي ‪ ،‬والسوابع الشو يخ عبود هللا بون محمود ابعبواد ‪.‬‬
‫نفعنا هللا اهم وبأرسارمه ورزقنا التمين والتباال لاثرمه ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مث ان هوووذه الدتيبوووات ووووووائف العبوووادات ‪ ،‬واملشووواخئ آرابب‬


‫العنوواايت ‪ ،‬حصووون معنويووة وجبووال روايس لضووطراب آرا النفوووس‬
‫الشو يطانية مرسو ية ‪ .‬مث انووه ر هللا عنووه رتووب حاميووة هووذا املووأثر عووىل‬
‫حصون وقلل واهرة ‪ ،‬وعشائر قاهرة ‪ ،‬حيرسون املشهد يف النوب الغالبة‬
‫كامقيوول فووهيم ( ممنووني املطوورد ) ‪ .‬ويعووت سو يدي وشو يح عيبووة الرسار‬
‫احلبيب معر بن عبد الرمحن البار حي عن ش يهه العارف ابهلل شو يخ بون‬
‫محمد اجلفري نفع هللا اهام آنه ملاخرأ من تة مليبار لزايرة حرضوموت ومور‬
‫حبوطة املشهد ورآى مافيه من الس تعداد والعدد قوال ‪ :‬لوطوال معور هوذا‬
‫الس يد لدعئ خالفة ‪ .‬واىل ذكل يشري قوهل يف القصيدة اليت يقول فهيا ‪:‬‬
‫ابرد نس مي الع الوي ذي يزيل العطش‬ ‫عيل بن حسن قال عارضين صبا فيه طش‬
‫ايليتين حل عند العـــك ي ابلبقش‬ ‫تقول ماء ورد ينذاها حررش من غبش‬
‫مال مع شغل يف املشهد عليه احلووووش‬ ‫ابنقل فرايش وابنق ل فيه قايش وقش‬
‫مايصلح ال اذا موله حاضور وبش ابخليل والرجل واهل الروميه والمن ش‬
‫نعم ليس مراده ابخليل والرجل والسالح حقيقة ذكل ‪ ،‬وامنوا موراده‬
‫بذكل الس تعارة بذكل عن آحووال حوامة املشوهد وحواهل هوو ‪ ،‬رضووان هللا‬
‫علهيم ‪ .‬كام قال الش يخ عبد هللا بن علوي احلوداد نفوع هللا بوه فوامي عوىن بوه‬
‫لقطر حرضموت ‪:‬‬
‫آمينا ومحميا بغوووووري حسام‬ ‫اهم آصبح الوادي آنيسا وعامورا‬
‫يعين اهم السادات آل آن علوي ‪ .‬ووقع لس يدي احلبيوب عويل آنوه‬
‫قال ‪ :‬لو قوال احلبيوب عبود هللا آمينوا ومحميوا خبوري حسوام ‪ .‬لكون سو يدي‬
‫احلبيب معر بن عبد الورمحن البوار الخوري نفعنوا هللا بوه قوال مامعنواه ‪ :‬ان‬

‫‪254‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الكم احلبيب عبد هللا يف قوهل ‪ :‬بغري حسام آوهر يف املعوىن ‪ ،‬لن تفهومي‬
‫السامع آن هذا المان وامحلاية حاصل بغوري شووكة وواهرة ‪ ،‬وامنوا حصووهل‬
‫ب كة اس تقامهتم عىل الطريقة احملمدية ‪ ،‬واعانوة القودرة هلوم بوذكل ابعطواوم‬
‫الحوال اليت يه آقطع من الس يوف املرهفة الس نينة ‪ ،‬وآموا اذا قوال خبوري‬
‫حسوام فانووه حيتوول آن يكوون حيتوول املعووىن الول ‪ ،‬وحيتول آن هلووم شوووكة‬
‫واهرة بواسوطة رشفهوم واسو تقامهتم تقووم هلوم الجنواد ابلن وة ال واهرة ‪،‬‬
‫والك املعنيني حصيحا ‪ .‬وآما قيام آحد مهنم ابلشوكة ال اهرة مس تقال بولية‬
‫آوآمارة فذكل غري متفق ‪ ،‬ملا نقل عن الش يخ احلبيوب عبود هللا بون علووي‬
‫احلوداد نفوع هللا بوه آنوه قوال ‪ :‬مون اسو تقل مون السوادة بوين علووي بوليوة‬
‫ووواهرة وشوووكة ل بوود وآن يسوولهبا ‪ ،‬وذكل لن س و يدان الس و تاذ الع ووم‬
‫الفقيه املقدم قد اختوار هلوم طريقوة الفقوراء ‪ ،‬يعوين الصووفية ‪ .‬هوذا حاصول‬
‫الكمه ‪ .‬وللرضورات احلادثة يف الوقات حمكها كام آوحضت ذكل يف رشح‬
‫خطبة س يدي احلبيب طاهر بن حسني بن طاهر ابعلوي نفعنا هللا اهم ‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) نذكرفيه بعض مايتعلق ابلزايرة ‪ :‬وماريه س يدان الشو يخ‬


‫احلبيب عيل نفعنا هللا به من امليعاد يف لك عام يف شهر ربيع الول كوام مور‬
‫‪ ،‬فذكل معلوم من معل كثري من الولياء ‪ ،‬هلوم مواعيود توع فهيوا اجلنوود‬
‫من لك جف معيق ‪ .‬فقد ذكر يف ميعاد زايرة الش يخ امحود البودوي آنوه عتوع‬
‫فهيا آكرث ممن عتع يف وقفة احل لكرثة من يف تكل اجلهات مون اخلالئوق ‪،‬‬
‫ويأتونا من آماكن شاسعة ‪ .‬وقد ذكر الش يخ عبد الوهاب الشعراوي ر‬
‫هللا عنه يف كتابه ( لواحق النوار يف طبقوات الخيوار ) آنوه ليتهلوف عون‬
‫زايرة الش يخ امحود البودوي لنو ولويل ‪ ،‬وذكور فهيوا آحووالا جعيبوة مون‬
‫ت فات الش يخ امحود البودوي وغوري ذكل ‪ .‬وسوادتنا آ ل آن علووي نفعنوا‬
‫هللا اهم هلم امل هر الع م من آهل البيت النبووي ‪ ،‬وآن مون عمعوه هوذا‬
‫النسب اكجليالين والبودوي وابون علووان وغوريمه مون آاكبور الموة فهوم هلوم‬
‫ن ة‪.‬‬
‫حي آن س يدي احلبيب جعفر بن الش يخ امحود بون زيون احلب و‬
‫نفع هللا به حرضو يف بعوض السو نني ميعواد زايرة شو يهه احلبيوب معور بون‬
‫عبوود الوورمحن البووار ورآى موواعتع فهيووا موون كوورثة النسوواء ‪ ،‬فووأراد آن يووأمر‬
‫صوواحب الشوووكة آن مينووع اخووتالط النسوواء ابلرجووال ‪ ،‬فاستشووار يف ذكل‬
‫خامتة املقربني الش يخ محمد بون ايسوني ابقويس اذ هوو مون العلوامء الوراخسني‬
‫ومن آحصواب سو يدان عبود هللا احلوداد فقوال هل الشو يخ محمود ‪ :‬مواتقول يف‬
‫ميعوواد الشو يخ امحوود البوودوي وزايرتووه ومايذكرونووه يف ذكل ؟ فقووال ‪ :‬حنوون‬
‫عندان احلبيب معر البار منول الشو يخ امحود البودوي ‪ ،‬فرجوع عون موراده ‪.‬‬
‫وقد آشار س يدي احلبيب عيل يف قصائده اليت مر ذكرها اىل اشارات مون‬

‫‪256‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هذا القبيل ‪ ،‬وليكون الكم الولياء عن قال وقيل ‪ ،‬وامنا يكون ابلهاموات‬
‫رابنية واذن الهي وذلكل يقول س يدي احلبيب عيل صاحب الدمجة قودس‬
‫هللا روحه ‪:‬‬
‫لك من هو يبا قسمه يقرب الواين‬
‫تع الولياء واهل الكتب واملثاين‬
‫والن واخلرض والياس فهيا قوووراين‬
‫وقود حو آن الموة احملمديووة لعتوع فهيووا آربعوون ال وفووهيم جموواب‬
‫ادلعوة ‪ .‬وروي آن هذه الموة ل توع عوىل ضوالةل ‪ .‬آي لقوول ولمعوال ‪.‬‬
‫ويف معووارأ الهدايووة للش و يخ عوويل بوون آن بكوور بوون الش و يخ عبوود الوورمحن‬
‫السقاف نفعنا هللا اهم قال حاكية لها تعلق بذكل ‪ :‬روي عون الشو يخ معور‬
‫بن مميون الكندي الهمراين ر هللا عنه ونفع به قال ‪ :‬كنت كثري الزايرة‬
‫للصاحلني الحياء والموات يف مجع من الخوان ‪ ،‬فقال بعض الخيار لع ول‬
‫انفرادرش ابلزايرة آوىل ‪ ،‬فوقع يف نفيس يشء ‪ ،‬فأتيت الشو يخ وحيود زمانوه‬
‫آابالعباس فضل بن عبد هللا ‪ ،‬يعين ابفضل ر هللا عنه ونفع به فأخ ته‬
‫اكا وقع يف نفيس ‪ ،‬فزيوق ساعة مث قال ‪ :‬قالت العلامء اذا كورث املواء مل حيمول‬
‫خبثا ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫ويف قواعوود التصوووف للش و يخ زروق ‪ :‬اكن ش و يحنا آبووو عبوود هللا‬
‫القوووري رمحووه هللا يقووول ‪ :‬اذا اكنووت الرمحووة تنوووزل عنوود ذكوورمه مفووا ونووك‬
‫اكواطن اجامتعهم عىل راهم ويوم قدوهمم عليه ابخلروأ مون هوذه ادلار وهوو‬
‫يوم وفا م ‪ ،‬فزاير م فهيا نئة هلم وتعرضوا ملوا يتجودد مون نفحوات الرمحوة‬
‫علهيم ‪ ،‬فهي اذن مس تحبة ان سولمت مون حمورم آومكوروه بقو وني يف آصول‬

‫‪257‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الرشال ‪ ،‬اكجامتال النساء وتكل المور الويت حتودث هنوارش ‪ ،‬وملراعواة آدااهوا‬
‫من تررش التسوح ابلقو وعودم الصوالة للتو رش وان اكن عليوه مسوجد لهنيوه‬
‫عليووه الصووالة والسووالم عوون ذكل وعشووديده فيووه ‪ ،‬ومراعوواة حرمتووه ميتووا‬
‫جحرمته حيا ‪ .‬انهتيئ الكم زروق ‪.‬‬
‫ويف ماكتبات س يدي الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد نفعنوا هللا‬
‫به قال ‪ :‬ومواذكرمت مون اجوامتال النسواء يف حمول يقورب فيوه اجوامتال الرجوال‬
‫لذلكوور اكحوول منسوووب لسو يدي القطووب الوورابين معوور احملضووار يوووم املعووة‬
‫صووباحا ‪ ،‬والنسوواء احل وارضات قريبووا موون احملوول اذلي حيرض و فيووه الرجووال‬
‫مزتينات مفهام خيفت الفتنة ابلن ر آوسوامال الصووات آوحنوو ذكل فهوو مون‬
‫املنكرات اليت عب ويندب الهني عهنا ‪ ،‬ومس ئةل اجامتال النساء يف موضوع‬
‫قريب من الرجال يف مسجد وحنوه الأم فهيا يطول ‪ ،‬والهنوي عون آمنوال‬
‫ذكل امنا هو اىل احلاكم وولة المر ‪ ،‬فأماالنسوان املتسوك بدينوه فواذلي‬
‫حيسوون منووه اذا خوواف عووىل نفسووه لحيرضوومه وليسووأل عووهنم ‪ ،‬فانووه عليووه‬
‫الصالة والسالم ملا وصف الفتنة قال ( وعليوك خبويصوة نفسوك ودال آمور‬
‫العامووة ) وهووذا الزمووان وآهووهل قوود صوواروا اىل فسوواد ع وومي وفوونت هووائةل‬
‫واع وراض عوون هللا وعوون ادلار الخوورة لميكوون الح وداز مهناوالبعوود عوون‬
‫مجعيووا م ال ماصووفا مهنووا ‪ ،‬وليكووون فيووه يشء موون تووكل الشووائب الوويت‬
‫خيأ مهنا فتنوة يف دينوه ‪ ،‬ويتوجوه عليوه آمور ونوي ليسو تطيع القيوام بوه‬
‫ولعد من يعينه عليه ‪ ،‬هذا اذلي ي هر لنا يف آمنوال توكل الموور واذلي‬
‫نأخذ به ونعمل عليه ‪ ،‬خفذوا بذكل واحتاطوا لنفس وخذوا ماصفا ودعووا‬
‫الكدر وكونوا كام قال هللا تعاىل { واصو حلو ربوك فانوك بأعيننوا } اىل {‬

‫‪258‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وادابر النموم }‪ 1‬انهتيئ الكم الس تاذ نفعنا هللا به وهو يفهم آن لك يعمول‬
‫عىل مايقتضيه حاهل ومقامه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اآلايت ‪ 49 – 48 :‬الطور‬

‫‪259‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) اعمل آن س يدي الشو يخ احلبيوب عويل صواحب الشوهود‬


‫واملشهد قال نفع هللا به ‪ :‬اين آرجو من فضل هللا آن هوذا املشوهد يلتحوق‬
‫ابلدب الثالث اليت يقال آنوا حتمول يه وحصواها وترااهوا اىل اجلنوة ‪ ،‬كوام‬
‫رشوال الووروي يف مناقووب السوادة بووين علوووي ويف اجلوووهر‬ ‫حو ذكل يف امل و‬
‫الشفاف وغوريهام نقوال عون السولف ويه ‪ :‬تربوة تورمي ‪ ،‬وتربوة الهمورين ‪،‬‬
‫وتربة غيل آن سودان ‪ .‬ويسمئ ابلغيول السوفل ونسوبته لل آن سوودان‬
‫املراد اهم املوجودون الن يف وادي دوعن ‪ ،‬وآكورث اسو تقرارمه يف رشق ‪،‬‬
‫الوويت يه رشق اخلريبووة ‪ ،‬وداير مووهنم يف بوودل اخلريبووة ويف بوودل الوورابط ‪،‬‬
‫واكنت منازهلم يف الزمن السابق يف توكل اجلهوة ‪ ،‬وحملوهتم ودايرمه يف قريوة‬
‫ابقية آاثرها غرن تربة الش يخ الكبري معر بن الشو يخ محمود بون سوامل مووىل‬
‫عرف جد آل آن وزير ‪ .‬حي آنه توزوأ عنود آل آن سوودان امورآة ويه‬
‫آم الش يخ معر بن محمد بن سامل املذكور ‪ .‬وقد آخ الش يخ محمد نفع هللا به‬
‫بسووبب انتقوواهلم واكن ذكل يف آواخوور القوورن السووابع آو آول الثووامن ‪ ،‬وملووا‬
‫حارص السلطان العادل بدر بن عبد هللا الكنوريي قريوة رشق وطوال عليوه‬
‫حصارها يه وبدلة ( تمولقبِه ) ابلوادي اليرس ‪ ،‬فلام آطاعته طم برئها ونقول‬
‫الساكنني اها اىل بدل اخلريبة وآبقا آل آن سودان وقال ‪ :‬ليعموروا مسوجدمه‬
‫‪ .‬وراكا تقدم ذكل عند ذكر احلوطة ‪.‬‬
‫ومن اشاراته آعين س يدي احلبيب عيل نفعنا هللا به الويت آثبهتوا يف‬
‫كتاب املقصد يف شوواهد املشوهد مموا يتأيود بوه فضوهل ويتأبود ‪ ،‬قووهل فيوه ‪:‬‬
‫وآقول من قصد العامرة يف مشهد الغيوار انل هذه الفوائد الكبوار ‪ ،‬وليغوره‬
‫نفار آنفار من كبار ذوي الس تكبار ‪ ،‬لين وهللا الغفوار طلبوت منوه تعواىل‬

‫‪260‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وهو واسع الفضل الع مي ومغين العدمي ومشف السقمي وحمويي الع وام ويه‬
‫رممي ‪ ،‬آن يعط من معر يف مشهد معر سو بع خصوال زهور ‪ ،‬الوىل ‪ :‬آن‬
‫يعمرقلبووه ابلنووور ‪ ،‬الثانيووة ‪ :‬يعموور دينووه ابلطهووور ‪ .‬الثالثووة ‪ :‬يعموور دنيوواه‬
‫ابلرسووور ‪ .‬الرابعووة ‪ :‬يعم ور آخرتووه ابلقصووور والووودلان اخملدليوون واحلووور ‪.‬‬
‫اخلامسة ‪ :‬لتنقص الجورة بأخوذ شويئا مون الجوور ‪ .‬السادسوة ‪ :‬حصوول‬
‫احل املقبول امل ور ‪ .‬السابعة ‪ :‬حصول غزوة تاد يف سوبيل هللا موع نو‬
‫صبور شكور يقاتل لك كفور نفور ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫( تنبيووه ) ل بمعوودق فووامي ذكووره سو يدي احلبيووب عوويل ر هللا عنووه‬
‫ولاس و تحاةل فيووه ل رشعووا ولعقووال ‪ ،‬فانووه ورد يف الس و نة يف كثووري موون‬
‫العبادات والعامل الصاحلات من معل كوذا فوهل آجور وة ومعورة ‪ ،‬آوكوذا‬
‫كذا وة ‪ ،‬ومكون آنفوق كوذا ‪ .‬والقيواس عوىل ذكل اعوامتدا عوىل فضول هللا‬
‫تعاىل آحد تأسيسات الرشويعة ‪ .‬فقود مور آن تفاضول الشوهاق والمواكن‬
‫حبسب فضائل العامل ومضاعفهتا كام نقهل الش يخ احلف عن الش يخ حم‬
‫ادليون ابون عورن قوال ‪ :‬اعومل ان للمفاضوةل آسو بااب عشوري اىل الخصوية يف‬
‫الزايدة والنقص ابحل الصطال والونص ‪ ،‬فقود يفضول الشوحص آخور‬
‫بصووفة ويفضووهل الخوور بصووفة آخوورى كووام فضوول موووىس ابلتكوومي ‪ ،‬وعيىسو‬
‫ابحياء املوا علهيام وعىل نبينوا وسوائر النبيواء واملرسولني ‪ ،‬آفضول الصوالة‬
‫والتسلمي ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقال ابن عبد السالم رمحه هللا ‪ :‬وليقع التفضيل بني اجلوواهر اذ‬
‫يه متساوية ‪ ،‬وامنا هو بكرثة الثواب واملعارف ‪ ،‬واستشهد ابلبيوات املوار‬
‫ذكرها يف املقدمة ‪:‬‬

‫‪261‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫امنا ال ناس لم ولب‬ ‫آ ا الفاخر تال ابلنسب‬


‫اىل آخرها ‪ .‬وقال بعد ذكل فاذا قلنوا النو آفضول مون الوويل فواان‬
‫نريد بذكل آن هللا آعطاه من املعوارف والحووال موامل يعطو الوويل ‪ .‬وآموا‬
‫تفضيل النبياء عىل املالئكة مفأخذ ذكل السمع ‪ ،‬ولكام ثبت آن ثوابوه آكورث‬
‫اكن آفضل ‪ .‬وآما كون مكة آفضول مون املدينوة لن هللا رتوب عوىل العمول‬
‫يف الخرة يف آحدهام من الثواب آكرث مموا يرتبوه يف الخورى ‪ .‬انهتويئ ‪ .‬ويف‬
‫املرشال الروي يف مناقب السادة بوين علووي قوال ‪ :‬تفاضول النواس بعضوهم‬
‫عىل بعض آوهر من آن حيتاأ اىل دليل ‪ ،‬وتفاو م ولو ابلسوع والجهتواد‬
‫غووين عوون التعليوول ‪ ،‬ولوويس ذكل ال بقوودر حتصويلهم للعلوووم واملعووارف كووام‬
‫ي هر ذكل للمتأمل العارف ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وموون هووذا املعووىن نووص كثووري موون سووادتنا آل ان علوووي ر هللا‬
‫عووهنم عووىل موواورد يف روايووة آن ليرحوول ال اىل آربعووة مسوواجد ‪ :‬مكووة‬
‫والقىص ومسجدي هذا والرابع عوىل آنوه تورمي ‪ ،‬آخوذ ًا مموا اجتوع فهيوا مون‬
‫الفضائل واخلصوصية اليت اختص اها من م هر السادة آل آن علوي ومون‬
‫التحووق اهووم ‪ .‬ومموون نووص عووىل ذكل سو يدي البحوور الزاخوور احلبيووب عبوود‬
‫الرمحن بن عبد هللا بلفقيه يف قصيدته اليت سامها ( معدة احملقوق ) يعوت‬
‫ذكل عن آع م الخذين عنه علام وحتقيقا ‪ ،‬المام احلبيوب عويل بون شو يخ‬
‫بن شهاب ادلين فانه قرآ املن ومة املذكورة عليه سو يدي وشو يح احلبيوب‬
‫عيدروس بن عبد الرمحن البار ‪ ،‬وملا وصل اىل قوهل ر هللا عنه فهيوا ‪:‬‬
‫تفصيل التفضويل ‪ ،‬واخللوق يف الصول آشو باه وفضول ابلتوفيوق والحووال‬
‫آوعوودل والفضوول ابلقوورب والتقوووى دلى هللا والعوراض ترفووع آويودنوا اهووا‬

‫‪262‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫العمووال ‪ ،‬مفكووة البيووت ‪ ،‬والرض مكووة تتلوهووا املدينووة ‪ ،‬والرض السووامء‬


‫فضال ‪ ،‬وزمزم املاء ‪ ،‬والق الور البيوت والرض املسواجد تتلوو الربوع‬
‫الرحال ‪ .‬فلام وصل اىل قوهل ‪ :‬والربع الرحال قال هل احلبيوب عيودروس موا‬
‫الرابع ؟ فقال هل ان احلبيب عبود الورمحن يعوين صواحب املن وموة نفوع هللا‬
‫اهم يقول ‪ :‬الرابع ترمي ‪ ،‬ومن املعلوم آنه ليوجد نوص مون النو صوىل هللا‬
‫عليه وآهل وسمل عىل آن الرابع تورمي وامنوا هوو آخوذ ًا مموا مور عون ابون عورن‬
‫وعن ابن عبد السالم واملرشال الروي ‪ ،‬وراكا يقول بعوض العلوامء آن الرابوع‬
‫م و ملووا يعوومل مافهيووا موون كوورثة العوومل والعلووامء والوليوواء ‪ ،‬وانتشووار شووعائر‬
‫السالم والميان والحسان ‪ .‬وقال بعضهم ‪ :‬املراد ابلرابع مسوجد اخليوف ‪.‬‬
‫ومن هذا املعىن نقل عن بعضهم آن الشحر بنوت تورمي ‪ ،‬ولبمعود آن يقوول‬
‫آخر ‪ :‬آن ش بام آوسيئون آوش بام آوالهمرين آوقيدون بنت ترمي آيضا ‪ ،‬ملوا‬
‫نقهل الش يخ عيل بن آن بكر بن الش يخ عبد الرمحن السقاف نفعنا هللا اهوم‬
‫عن بعض العلامء آل ابعباد آنوه قوال ‪ :‬اكن يف تورمي ثالمثائوة مفويت والصوف‬
‫الول من جامعها لكه فقهاء يعين جمهتدين يف املوذهب ‪ ،‬ويف شو بام سو تني‬
‫مفيت وقا شافع وقا حنف ‪ ،‬ويف الهمرين حنو من ذكل ‪ .‬انهتويئ ‪.‬‬
‫هذا وان اكن النص عىل التفضيل يف الشهاق والمواكن ليكوون ال مون‬
‫الن صىل هللا عليه وآهل وسمل آو مون الصوحابة ‪ ،‬فانوه اذا قوال اكن النو‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسمل يفعل آويقول آوكذا من الس نة ‪ ،‬فهو كنص الن‬
‫صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ .‬ولهوذا ملوا سو ئل سو يدان السو تاذ الشو يخ عبود‬
‫هللا بن علوي احلداد نفعناهللا به هل الفضل الش يخ عبد القوادر اجلويالين‬
‫آو الس تاذ الع م الفقيه املقدم محمد بن عويل ابعلووي ‪ ،‬فأجواب اكامعنواه ‪:‬‬

‫‪263‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هووذان شو يهان قطبووان امامووان عارفووان ‪ ،‬وانتفاعنووا واعووامتدان عووىل سو يدان‬


‫الش يخ الفقيه املقدم آكورث مون الشو يخ عبود القوادر ‪ .‬فوان ر احودازه وعلوو‬
‫مقامووه يف علوووم ال وواهر والبوواطن ‪ ،‬فوواذا علمووت هووذا لكووه اذلي آطلنووا بووه‬
‫ملرادان وغرضنا علمت آن هذا الووارث اخلبوري ‪ ،‬والعوارف النحريور الشو يخ‬
‫احلبيب عيل بن حسن العطاس صاحب املناقوب يف مجيوع موايقوهل ويشوري‬
‫اليه وينص عليه يف مشهد جده ممعر اذلي بفضهل هل قمغر ‪ ،‬املش به يف حاهل‬
‫ومقامووه بأنووه اجلوويالين الثوواين ‪ ،‬آن ذكل مؤيوودا ومووأخوذا ممووا ذكوورانه موون‬
‫النصوق الرشعية ‪ ،‬والقياسات العقلية والنقلية ‪ ،‬فسمل عسمل ‪ ،‬وون خريا‬
‫واعتقد تفوز وتغمن ‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصوول ) يف تووذييل ممتو ْووأ يف ذكوور طريووق غووري معوووأ ‪ :‬اعوومل آن‬
‫س يدان المام الس تاذ الشو يخ احلبيوب عويل بون حسون العطواس ‪ ،‬حطوة‬
‫الرشوواد والرسووور والينوواس ‪ ،‬نفعنووا هللا بووه وبسوولفه هل مجعيووات كثوورية‬
‫ومشاهد مشهورة مأثورة ‪ ،‬غري مجعية الغيوار ‪ ،‬املوأثورة ابلنووار والرسار‬
‫‪ ،‬اليت آرشان مهنااىل النوزر اليسري ‪ ،‬وقد حوى املقصود مهنوا اجلوم الكنوري ‪.‬‬
‫واكن ر هللا عنووه اذا شوودى يف تووكل اجملووامع آصووغت لندائووه القلوووب‬
‫واملسووامع ‪ ،‬واذا حوودى بووتكل القووال احلسووان الصووحاح والوونغامت املووالح‬
‫حررش الجنة والش باح ‪ ،‬وهي الجسام والرواح ‪ ،‬ورشح اهم الصودور‬
‫‪ ،‬وفتح هلم من مص املعاين ما مي بوه السوواح يف القفوار والو ور ‪ .‬كوام قوال‬
‫الشو يخ عوويل بوون آن بكوور السووقاف نفعنووا هللا بووه يف ال قووة املشو يقة ‪ :‬ان‬
‫الش يخ العارف ابهلل تعاىل كامل ادليون يوسوف بون امحود ابانجوه ر هللا‬
‫عنه اذا دخول شوهر رجوب صواح مون آعوىل داره بوأعىل صووته ‪ :‬ايحووله‬
‫ايحوله ‪ .‬فهيي بصوته آجشان قلوب العباد ‪ ،‬ويزجع آشوواق سواكن الوبالد‬
‫‪ ،‬فيثوبون اىل الطاعوات ويسوابقون اىل العبوادات ‪ ،‬ويع وم موهنم اجلود يف‬
‫اخلريات ‪ .‬انهتيئ املقصود من ال قة ‪.‬‬
‫( قلت ) وقد ب ق و قني س يدي احلبيب عيل نفعنوا هللا بوه يف املاكتبوات‬
‫والرايض املؤنقة معىن قوول النواس يف هوذه اجلهوات ( ايحووله ) واحلوول‬
‫يريدون به التحول من حال اىل ماهو آحسن منوه ‪ ،‬وذكل عنود زايرة ويل‬
‫آوقدوم معتقد لستسقاء غي آوارادة صالح بعض الحوال ‪ .‬مث مواذكرانه‬
‫عن س يدي احلبيب عيل وعن ال قوة حلصوول التوأثري بأهموم عنود الكبوري‬
‫والصووغري موون اخل وواق والع ووام وسووائر دوائوور السووالم ‪ ،‬وذكل رس هللا‬

‫‪265‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لعبده املأذون هل يف الأم كام قال الش يخ الموام ابون عطواء هللا الشواذيل‬
‫ر هللا عنه ‪ :‬لك الكم برز وعليه كسووة القلوب اذلي منوه بورز ‪ .‬وقوال‬
‫الش يخ ابن عباد يف رشةا ‪ :‬وروى احلافظ آبونعمي رمحوه هللا تعواىل قوال ‪:‬‬
‫اكن قا علس قريبا من مسجد محمود ابون واسوع فقوال يوموا وهوو موو‬
‫جلسائه بقوهل ‪ :‬مايل آرى القلوب لهشع ‪ ،‬وموايل آرى العيوون ل تودمع ‪،‬‬
‫ومايل آرى اجللوود لتقشوعر ؟ فقوال محمود ابون واسوع ر هللا عنوه ‪ :‬موا‬
‫آرى القوم آتوا ال من قبكل ‪ ،‬ان اذلكر اذا خرأ من القلب وقوع يف القلوب‬
‫‪ .‬وقال يف موضع آخر ‪ :‬يعت آابلعباس يعين املريس ر هللا عنه يقول‬
‫‪ :‬الكم املووأذون هل خيوورأ وعليووه كسوووة وطووالوة ‪ ،‬والكم اذلي ليووؤذن هل‬
‫خيرأ مكسوف النوار ‪ ،‬ح ان الرجلني ليوتكام ابحلقيقوة الواحودة فتقبول‬
‫من آحدهام وترد عىل الخر ‪.‬‬
‫ويف رشح العووارف ابهلل تعوواىل الوورابين الش و يخ عوويل بوون عبوود هللا‬
‫ابراس نفعنا هللا به يف الأم عىل احلمكوة املوذكورة قوال ‪ :‬احلمكوة الواحودة‬
‫يتكم اها الواحد فتقبل منه ‪ ،‬ويتكم اها آخر فدد عليه وماذكل يف احلمكوة‬
‫‪ ،‬وامنووا هووو بسووبب موون آبوورزت عنووه موون الصووفا القل و وعوودم الكوودورة‬
‫النفسانية ‪ ،‬وال لمة الشهوانية الهوائية الرضية ‪ .‬فالشاهد يف املعوىن اذلوق‬
‫املوجووود يف الووأم ‪ ،‬مفووا يعت و ال بووه ‪ .‬ويعوورف ذكل موون زامح احلكووامء‬
‫ومووارس العلووامء فانووك وود يف الكم بعضووهم مال ووده يف الكم الخوور مووع‬
‫اس تواوام يف العبارة ‪ ،‬بول قود يكوون مون هوو آررش يف وواهر اللفوظ قووي‬
‫التأثري يف الباطن ‪ ،‬وذكل ملا عنده من وفور اليقني وكامل الصحو والتكوني‬
‫‪ ،‬وذكل اذلي قوود حيسوون عبارتووه ووواهرا موون غووري قوووة اليقووني يف البواطن‬

‫‪266‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وكامل التحقيق ده دون ذكل ‪ .‬وقود كنوت آجود عنود حضووري اكجلوس‬
‫وحيد ع ه معر بن عبدالرمحن العطاس قدس هللا روحه ونفع بوه آنوه قود‬
‫يتكم مع العوام فامي يتكموون بوه وآجود هل ‪ ،‬آي لأموه توأثريا ل آجوده يف‬
‫الكم املصنفني ‪ .‬وكثريا ماحيصل من غريه موذاكرة فأجود قلو سواكنا ليعبوأ‬
‫اها ‪ ،‬واذا تكم آنصت القلب وتعشق لأمه تعشقا ذوقيا ‪ ،‬فلو اطلوع ذو‬
‫غباوة عىل ماآجد يف حمض الكمه مون الفوائود لعموب موين لك العموب ‪،‬‬
‫فامحلدهلل ‪ .‬فلو آخذت فامي وجدت مون الكموه مون الفوائود ملوا وجودت لهوا‬
‫وت ًا ‪ ،‬وذكل ملا هوو‬ ‫ح ا ‪ ،‬وبقيت يف بقية مديت آتصفح الكمه فأجد هل آ م‬
‫عليه مون التكوني يف مقاموات اليقوني ‪ .‬واكن يوروي لنوا عون شو يهه قودوة‬
‫الانم املشووهود هل عنوود اخلوواق والعووام بأنووه اخلتووام ‪ ،‬حسووني ابوون س و يدان‬
‫الش يخ آن بكر نفع هللا اهم ‪ ،‬ون منا يف سولكهم ومجعنوا يف حمبوهتم ومعهوم‬
‫مووع الحبووة يف دار السووالم ‪ ،‬الكمووا يدونووه اس و تحرأ منووه علومووا لطيفووة‬
‫وآحوالا منيفة ‪ ،‬مع آنه اكن ذكل الأم مما يتداولونه العوام ‪ ،‬وقد آفوردانه‬
‫يف نبذة لطيفة فليطلب مما هناكل تقعرث عىل الصواب يف بوواطن عبوارا م ‪.‬‬
‫انهتيئ من رشح احل هل نفع هللا به ‪ .‬وقد آطلوت الوأم يف هوذا املبحو‬
‫يف رشح خطبة س يدي احلبيب طاهر بن حسني بن طواهر ابعلووي نفعنوا‬
‫هللا به ‪.‬‬
‫ومنووه موواورد يف ترغيووب املعلمووني واملووذكرين يف التعلوومي والتووذكري‬
‫وفضل ذكل ‪ ،‬قال جعب الحبار ر هللا عنه ‪ :‬لوو آن فضول العومل بودآ‬
‫للنوواس لقتتلووا عليووه حو يوودرش لك ذي امووارة امارتووه ‪ ،‬ولك ذي سوووق‬
‫سوقه ‪ .‬وقال معر ر هللا عنه ‪ :‬ان الرجل ليحرأ من منوزهل وعليه مون‬

‫‪267‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اذلنوب آمنال جبال امة فاذا يع احل واسودجع مون ذنوبوه ان وف اىل‬
‫منوزهل وليس عليه ذنوب ‪ ،‬فوال تفوارقوا جموالس العلوامء ‪ ،‬فوان هللا مل خيلوق‬
‫عىل وجه الرض آفضل من جمالس العلامء ‪ .‬وقوال رجول للحسون الب وي‬
‫ر هللا عنه ‪ :‬آشكو اليك قسوة قل ! قال ‪ :‬آدنه من جموالس العلوامء ‪.‬‬
‫انهتوويئ موون الكتوواب املووذكور ترغيباوتووذكري ًا للمووذكرين املقتفووني آاثر ال ووة‬
‫املرشدين جصاحب الدمجة نفعنا هللا اهم ‪.‬‬
‫مث انه ملا اكن ادلعاة والوعاظ واملذكرين ينقسمون اىل صوادق يريود‬
‫وجه هللا وادلار الخرة ‪ ،‬واىل مداجل مماذق يطلب اجلاه واملال ‪ ،‬والفحور‬
‫واملاكبرة ‪ .‬فأما الصادق اخمللص فهل من الجر ما مرت الشارة اليوه واملقوام‬
‫الفاخر يف اليوم الول والخر ‪ ،‬وآموا املوامذق امكوه مواذكره احلجوة الغوزايل‬
‫قدس هللا روحه يف كتاب جعائوب القلوب قوال ‪ :‬مون ماكئود الشو يطان آن‬
‫يعوورض الرشوو يف معوورض اخلريوالتيووزي يف ذكل غووامض ‪ ،‬وآكوورث العبوواد‬
‫لكون به ‪ ،‬فان الش يطان ليقودر عوىل دعواوم اىل الرشو ال ود قفص ْوور‬
‫الرش يف صورة اخلري كام يقول للعامل بطريق الووعظ ‪ :‬آموا تن ور اىل اخللوق‬
‫ومه موا من اجلهل ‪ ،‬هل من الغفةل ‪ ،‬قد آرشفووا عوىل النوار ‪ ،‬آموا كل‬
‫رمحة عىل عباد هللا تعاىل تنقذمه من املعاطب بنصحك ووع ك وقد آنعوم‬
‫هللا عليك بقلب بصري ولسوان ذلوق ولهجوة مقبووةل ‪ ،‬فكيوف تكفور نعمتوه‬
‫وتتعرض لسحطه وعسكت عن اشاعة العمل ودعوة خلوق هللا اىل ال واط‬
‫املس تقمي ‪ .‬فاليزال يسحره بلطائف حيهل اىل آن يشو تغل بووعظ النواس ‪،‬‬
‫مث يدعوه اىل آن يزتين هلم ويتصنع بتحسني اللفظ واوهار اخلري ويقول هل ‪:‬‬
‫ان مل تفعوول ذكل سووق‪ ،‬وقووع الكمووك موون قلووواهم ومل توودوا اىل احلووق ‪،‬‬

‫‪268‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فاليزال يقرر ذكل وهو يف آثنائه يؤكد فيه شوائب من الرايء وقبول اخللق‬
‫وذلة اجلاه والهتور والتعزز بكرثة العومل والن ور اىل اخللوق بعوني الحتقوار ‪،‬‬
‫فيس و تدرأ املسووكني ابلنصووح اىل الهووالرش في وتكم وهووو ي وون آن قصووده‬
‫اخلريوامنا قصده اجلاه والقبول ‪ ،‬فهيكل بسببه وهو ي ن آنه عند هللا اكواكن‬
‫وهو عند هللا ممن قال فوهيم رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ( :‬ان‬
‫هللا يؤيد هذا ادلين ابلرجل الفاجر وبأقوام لخالق هلم ) ‪ .‬وكذكل ماروي‬
‫آن ابليس لعنه هللا متثل لعيىسو عليوه السوالم فقوال ‪ :‬قول ل اهل ال هللا ‪،‬‬
‫فقال لكمة حق ول آقولها بقووكل لن حتوت اخلوري تلبيسوات ‪ ،‬وتلبيسوات‬
‫الش يطان من هوذا اجلونس ل تتنواىه ‪ ،‬وبوه وكل العلوامء والع وبواد والزهواد‬
‫والفقراء والغنياء ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬وهنارش نقل زائد من كتاب الغرور من الحيواء‬
‫وغريه ‪.‬‬
‫فاذا علمت مما مر آن لس يدان الس تاذ احلبيب عيل بن حسن نفعنا‬
‫هللا به مجعيات ومواعيد غري ميعاد حوطة املشوهد ‪ ،‬فواعمل آن مهنوا مجعيوة‬
‫مجعت للمم الغفري مون آهول وادي دوعون املميوون اكحول يسومئ ( رايح )‬
‫ابجلانب القوبيل بوني الرشو يد وعووره وهوو اىل بودل الرشو يد آقورب ‪ ،‬اندى‬
‫ر هللا عنه يف مجيع بدلان دوعن يف تكل الليةل ‪ ،‬قال س يدي وش يح‬
‫العارف ابهلل تعاىل الش يخ عبود هللا بون امحود ابفوارس ابقويس نفوع هللا بوه‬
‫وكنت اذ ذارش ببدل حلبون قبل آتوطن بدل اخلريبة وآان متوانيا عن احلضوور‬
‫‪ ،‬مث آاثرين بعووض موون هووو حووارض عنوودي فانرشووح اخلوواطر فاغتسوولت‬
‫وتطيبووت وصووليت رجعتووني وخرجووت ‪ ،‬فلووام وصوولت اىل املووع قصوودت‬
‫س يدي احلبيب عيل وصااته فقال ‪ :‬صاحف هؤلء املع عن آخرمه ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫‪269‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فقلت هل ايس يدي هذا املع منطوي في وهذه يد‪ ،‬انئبة عن اللك ‪ ،‬قوال‬
‫‪ :‬فكنووه اس تحسوون ذكل مووين ‪ ،‬قووال هووذا اجملمووع هووو املوراد بقووول القطووب‬
‫الش يخ معر ابخمرمه نفعنا هللا به ‪:‬‬
‫بني يوسف وموىل ادللق ايخري ش يهني‬ ‫مجمع الرس اي محد حل بني الرش يدين‬
‫ومهنووا مجمووع يف حموول يف آعووىل اخلريبووة يسوومئ ( جابيووة بوون خلووف )‬
‫جندي السوق آمر فيه بقرآءة مودل الن صىل هللا عليه وآهل وسومل ‪ ،‬وبعود‬
‫هتميه قال س يدي الوادل الش يخ فارس بن الش يخ محمود بون ايسوني ابقويس‬
‫نفع هللا اهام ‪ :‬قام احلبيب عيل بعد املوودل قا وا وآنشود اهلمزيوة برمهتوا ‪ ،‬فلوام‬
‫آمكلهووا قووال ‪ :‬آس و تغفر هللا آس و تغفر هللا آس و تغفر هللا ‪ ،‬اكدت اهلمزيووة آن‬
‫تكون قرآان ‪ ،‬ويه املن ومة املشهورة للبوصريي اليت مطلعها ‪:‬‬
‫ايسامء ماطاول هتا سام مء‬
‫ً‬ ‫كيف ترد رقيك النبياء‬
‫وضبطت اهلمزية بسكون املمي نس بة اىل اهلمز ‪.‬‬
‫ومهنا مجمع حتت بدل اخلريبة آيضا اندى فيه ابلستسقاء فصىل ابملع‬
‫واستسقئ وحرضوت بعوض الصولوات املكتوبوة فنوادى ‪ :‬مون هوو متوو‬
‫يصوويل وموون بووه حوودث يتوميم ويصوويل ‪ .‬واكن ذكل املوواء يف حوود الغوووث ‪،‬‬
‫وذكل سائ فامي ذهب اليه مجع مون العلوامء مسو تدلني بأنوه صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل آا س باطة قوم فبال ‪ ،‬فسمل عليه رجل فمل يورد عليوه مث رضب‬
‫بيده اىل احلائ‪ ،‬فتميم ورد السالم ‪ ،‬وقوال للرجول كرهوت آن آسومل عليوك‬
‫وآان عووىل غووري طهووارة ‪ .‬قووال يف اجملمووال ‪ :‬آن مجووع موون العلووامء قووالوا آنووه اذا‬
‫خيف فوت الصالة تميم وان اكن املاء موجودا معوه وذكل حلرموة الوقوت ‪،‬‬
‫ويتوضووأ بعوود ذكل ويعيوود ‪ .‬ونقوول آقوووالا يف صووالة الستسووقاء واجلنووازة ‪،‬‬

‫‪270‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ونقهل آيضا عن آن حنيفة آنه عوز التوميم لصوالة العيود واجلنوازة موع وجوود‬
‫املاء اذا خاف فوا ام ‪ .‬وحواكه عون الزهوري والوزاعو والثووري وافواق‬
‫وهو رواية عن امحد ‪ .‬ومامعل به س يدي احلبيب عيل نفع هللا بوه حصويح‬
‫مقاس عىل فوت صالة العيد واجلنازة وذكل لوجود كرثة املع وازدحواهمم ‪،‬‬
‫مفن سار اىل البدل يتوضأ فاتتوه صوالة الستسوقاء ‪ .‬وقود قوالوا آن القطوب‬
‫يعمل بلك مس ئةل يف الرشال ‪ .‬يعت ذكل عون سو يدي احلبيوب معور بون‬
‫عبدالرمحن البار نفعنا هللا اهم آنوه ملوا ذكور آن جوده الشو يخ معور بون عبود‬
‫الرمحن البار نفعنا هللا اهم ملا بل يف احلرم النبوي اىل املواتة الرشيفة فد‬
‫للشووكر اىل تووة الق و الرشوويف ‪ ،‬اذ فوودة الووتالوة والشووكر عووىل قووول‬
‫لعشدط فهيا رشوط الصالة وهللا آعمل ‪.‬‬
‫واعمل آن س يدي الش يخ الس تاذ احلبيب عيل بن حسن نفعنوا هللا‬
‫به هل مجعيات ومشاهد يف هذه اجلهات اليت تردد فهيا يف سائر التنقالت ‪.‬‬
‫مفن بعض املاكتبات يقوول ‪ :‬اىل سو يدي نوور ادليون وبقيوة اجملهتودين الوويل‬
‫عيل بن الش يخ عبد هللا بن محمود ابسو ندوه ‪ ،‬اكن هللا يف عونوه ومعوه وهل‬
‫آمني ‪ .‬مث قال يف آخرها ‪ :‬ولو ساعد نار الستسقاء حتوت اخلريبوة القضواة‬
‫والولة واملناصب آهل التر لوصل املاء يف الصيف اىل البحر ‪ ،‬ولكون لك‬
‫يشء بقضاء وقودر ‪ .‬وآفهموه السو يول الويت جواءت مون قمن قووه ‪،‬مث قوال هل ‪:‬‬
‫وافعلوا مشهد عوىل سووم الرشوأ عوىل احلصواة ‪ ،‬وقول للصوبيان يلقونوه يف‬
‫غيضهتم ( رشد ) حيو آبوردان ‪ ،‬واخورأ آنوت اىل عنودمه ‪ .‬واكن مسو يل‬
‫آول س يل يف منوه يف الصيف من هوذارش املواكن ‪ .‬وقود فعلنوا غوري هوؤلء‬
‫املشاهد املذكورات آربعني مشهد ًا غالهبا قودها مسواجد ولهوا وقفوات ‪ .‬وموا‬

‫‪271‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫من مشهد نضوعه بعوون هللا ال اتصول بوه معوود مون نوور مون الفورش اىل‬
‫العوورش ووواهر شوواهر ‪ ،‬وموون ليصوودق عوورب ‪ ،‬فهووذا الفوورس وامليوودان ‪.‬‬
‫انهتيئ املقصود من املاكتبة ‪.‬‬
‫واعمل آن هذا القطب الساع يف تصحيح آعامل القلوب آنوه ليريود‬
‫بوضع هذه املشاهد ال هور والش هتار وعلو اذلكر وارتفاال الصيت واملنوار ‪،‬‬
‫بل مراده آن يذكر هللا عند هوذه املشواهد وترتيوب الفاحتوة وماتيرسو معهوا‬
‫من القرآن واذلكر وادلعاء ‪ ،‬ملا مر يف ذكل من الفضائل الع مية ‪ .‬فقود ورد‬
‫عنه صىل هللا عليه وآهل وسمل ( ان البقاال عسائل بعضها بعضا هل ومر بك‬
‫آحوود ذكوورهللا عليووك ) وآنووا تفتحوور بووذكل بعضووها عووىل بعووض ‪ .‬وورد موون‬
‫آوصوواف الوليوواء آنووم اذا ر ا ذكوور هللا تعوواىل ‪ ،‬ومشوواهدمه جهووم يف ذكل‬
‫فق قصو ْوح موواذكرانه وآن ذكل موون الس و باب النافعووة للزائوور واملووزور كووام قووال‬
‫س يدي وش يح المام احلبيب معر بن عبد الورمحن البوار الخوري نفوع هللا‬
‫به يف سلسةل س ند مشاخيه يف قوهل ‪:‬‬
‫به كام حص اتصوووووووال نس‬ ‫قصدت ن م س ندي اىل الن‬
‫لساديت آهل الطريق الواحضه‬ ‫لبسا وتلقينا لقصد الفاتووووح ة‬
‫آي قصودت ذكور آسوانيدمه عسووببا يف قورآءة الفاحتوة هلوم ‪ ،‬وهلووم يف‬
‫ذكل مقاصد آخرى ‪ .‬واملشهد مأخوذ من الشهادة والشوهود ‪ ،‬لن الواقوف‬
‫فيه وعليه يشهد هللا بذكره ودعائه واحلضور معه ‪ ،‬ويشوهد روحانيوة الوويل‬
‫اىل غريذكل من املعاين وماتضمنه من املقاصود ادلينيوة والخرويوة ‪ ،‬والثور‬
‫دال عىل املؤثر ‪ ،‬والعمل والقول دال عىل من قام به ‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واعمل آن من كامل س يدي احلبيب عويل ر هللا عنوه وس ياسو ته‬


‫للحواق والعوام آنه يتنووزل لولك عوىل حسوب عقوهل ‪ ،‬ويكوم ملك اكايفهموه‬
‫معال بقوهل صىل هللا عليوه وآهل وسومل ( لكمووا النواس عوىل قودر عقووهلم )‬
‫آواكا يفهمونه ‪ .‬وقد سأهل رجل عن قول ابن عطاء هللا يف احلمكة املار ذكرها‬
‫‪ :‬لك الكم برز وعليه كسووة القلوب اذلي منوه بورز ‪ .‬فأجابوه بقووهل ‪ :‬معوىن‬
‫احلمكة ‪ :‬ملك الكمه كامه ‪ .‬فهوذا جوواب جوامع ملعوىن واسوع ‪ ،‬وذكل آن لك‬
‫سامع ملقال ينوزهل عىل قدر ماهل من احلال سواء اكن من آهل العثوور عوىل‬
‫املعاين ادلقيقة الرقيقة وحقائق المور ‪ ،‬آومن آهل النقص يف العقول والعومل‬
‫والقصور ‪ .‬ودليهل ماح من آحوال الثالثوة اذليون يعووا املنوادي يقوول ‪:‬‬
‫ايزعد بري ‪ ،‬فتواجدوا وسوقطوا رصعوئ ‪ ،‬فلوام آفواقوا مسو ئلوا عون وجودمه‬
‫بذكل فقال آحودمه ‪ :‬يعتوه يقوول ‪ :‬اسوعئ تورى بوري ‪ .‬وقوال الخريعتوه‬
‫يقول ‪ :‬ما آوسع بري ‪ .‬وقال الثال يعته يقول ‪ :‬الساعة ترى بوري ‪ .‬قوال‬
‫يف روض الرايحني مامعناه ‪ :‬آن لك واحد من الثالثة تكم عىل ماهو حاهل‬
‫ومقامه ‪ ،‬فالول ساكل ‪ ،‬والثاين يف مقام الرجاء ‪ ،‬والثال واصل ‪.‬‬
‫ومن هذا املعىن ماقيل ان ال ء ابل وء يوذكر لسو امي وقود تعلوق‬
‫ذكل حبووال سو يدي احلبيووب عوويل نفووع هللا بووه وهووو مايعتووه عوون شو يح‬
‫الش يخ عبد هللا بن امحد ابفارس ابقيس رمحه هللا ونفع به قوال ‪ :‬زرت يف‬
‫بعض الليايل مشاخي رابط ابعشن آان ورفيق يل واحلبيب عويل بون حسون‬
‫اذ ذارش اها ‪ ،‬فسألنا عنه فدلوان عليه واس تأذانه يف ادلخول عليوه فوأذن لنوا‬
‫‪ ،‬وكنا مع خروجنا من رضد الش يخ امحود بون عبود القوادر ابعشون وهوو‬
‫اذلي يقول فيه احلبيب عيل يف من ومة الستسقاء املشهورة ‪:‬‬

‫‪273‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قطب الوجود املرشق ذي عليه املعول‬ ‫يف ربع س يده وزران امحد محيد الفعول‬
‫واكنووت هنووارش جشوورة آرارش آخووذان مهنووا آسوووكة ‪ ،‬فناولووت س و يدي‬
‫احلبيب عيل مهنا سووااك واكن ر هللا عنوه جالسوا يف حمول مرشوق فيوه‬
‫القمر ‪ ،‬ونرى آن نور احلبيب عويل يعلوو نوور القمور ‪ ،‬فأخوذ موين السووارش‬
‫ورفعه فوق رآسه وهو يقول رافعا صوته قائال ‪ :‬مايل سوارش موايل سووارش ‪.‬‬
‫ثالاث ‪ .‬هذا معىن الكمه ‪ .‬فهذا حال احملبوني اذليون ذكورمه وذكورامه ومنهتويئ‬
‫قصارمه شهود حمبواهم ور يته يف لك يشء وموع لك يشء وعنود لك يشء‬
‫‪ ،‬ون رمه مقصور يف الطلب مما دليه ‪ .‬وهلل در القائل يف هذا املعىن ‪:‬‬
‫ل آحب السوارش من حي آين ان ذكرت السوارش قلت سوااك‬
‫وآحب الرارش مووون ح ي آين ان ذكوووورت الرارش قلت آرااك‬
‫نفعنا هللا اهم ورزقنا نصيبا من حهبم وآحلقنا حبزاهم اللهم آمني ‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) نذكر فيه مايف الزايرة من املنافع والفضوائل ‪ ،‬وماتتضومنه‬


‫من املقاصد والوسائل مموايتعلق بوزايرة املشوهد ؛ ويعوم لك موأثر ومتعبود ‪،‬‬
‫وماعىل الزائر من الزتام الدب ومايلزمه من حسن ال ن ونيوة الحتسواب‬
‫‪ ،‬وهذا الفصل طويول اذليول ع ومي ‪ ،‬مقصوود ذلاتوه انفوع العمول يف حيواة‬
‫الزائر واملزور وبعد مما ام وهوو مون آسو باب الفووز والنجواة يف ديون الزائور‬
‫ودنيواه وآخوراه ‪ .‬اعومل انووه آمجوع العلوامء عووىل سون زايرة رسوول هللا وسووائر‬
‫النبياء واملرسلني صلوات هللا وسالمه عليه وعلهيم آمجعني ‪ ،‬ال آن زايرتوه‬
‫عليه الصالة والسالم متأكدة عىل آمتوه لضوامنه ملون زاره بشوفاعته ‪ ،‬وحلقوه‬
‫الع مي اذلي ليقدر آحد عىل جزائه والقيام حبقه من آمته كوام قوال القطوب‬
‫احلبيب عبد هللا احلداد نفعنا هللا به يف الرائية الك ى ‪:‬‬
‫ولو جئته سعيا عىل العني سائر‬ ‫فانك ل وزئ نبيك ايف‬
‫وكذا زايرة الولياء والعلامء عسن للرجوال والنسواء ‪ ،‬وآموا زايرة غوريمه فوال‬
‫عسن ال للرجال وتكره للنساء ‪.‬‬
‫قال ش يحنا المام خامتة العالم احلبيب معور بون سوقاف بون محمود‬
‫السقاف ابعلوي نفع هللا به يف كتابه ( تفرد القلووب وتفورا الكوروب ) ‪:‬‬
‫ومما علب الرسور به ‪ ،‬وتكشف الكروب وتغفور اذلنووب زايرة الصواحلني‬
‫الحيوواء وامليتووني ‪ ،‬والعكوووف عووىل مشوواهدمه واملواتووة لرضوواحئهم حبسوون‬
‫القصوود وصووا النيووة ‪ ،‬وكووامل التع وومي والدب والتفحوومي ‪ ،‬وشووهود آنووم‬
‫حارضون آحياء عند راهم يرزقون ‪ ،‬وقود خوص هللا هوذا الووادي املبواررش‬
‫ابلعوودة النبويووة والعصووابة العلويووة ‪ ،‬اجلووامعني للرشو وفني ‪ ،‬الشوواربني موون‬
‫الكسني ‪ ،‬اجلامعني للعمل والعمل وخصوصا مون ابلغنوا تورمي الويت يه خوري‬

‫‪275‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بالد هللا بعد املساجد الثالثة كام قوال سو يدانالمام عبود هللا ‪ :‬فقود اجتوع‬
‫يف جنووان بشووار مووهنم مووامل يوجوود يف غريهووا موون بووالد هللا موون القطوواب‬
‫والواتد وال ة العارفني الجماد ‪ ،‬مالحي ه حد ولقدر ‪ ،‬وليدخل حتوت‬
‫الضب‪ ،‬واحل ‪ .‬فقد نقل عن الش يخ القطب السقاف آن يف تربة الفري‪،‬‬
‫آوفهيا مجيعا من الولياء آربعة آلف واصول اىل هللا ‪ ،‬هوذا يف زمانوه ر‬
‫فلوهل امحلود عوىل مواخص بوه‬ ‫هللا عنه ‪ ،‬وآما بعده فقد دفن آلف عديودة ‪ .‬و‬
‫هذه البدلة الويت يه دائورة مشوس آهول اليقوان والعرفوان ‪ ،‬وحمو‪ ،‬السوادة‬
‫العيان ‪ ،‬فاليشء آنفع للقلوب ولآدفع للكوروب ولآوصول لولك مطلووب‬
‫منل زاير ا والنوزول بساحهتا ‪ ،‬والعكوف بني تكل الرضاحئ املنورية ‪ ،‬ومجوع‬
‫اهلمم ابلدب بوتكل اجلنوان الشوهرية ‪ .‬اىل آخوره ‪ .‬مث قوال بعود ذكل ‪ :‬وقود‬
‫خص هللا ع ان بش يحنا المام اجلامع لرسارمه احلامد بن معور احلامود ‪،‬‬
‫ومغر هللا اخلاق والعام بزايرته اجلامعة النافعة ‪ ،‬واكنت هل عنود املشواهدة‬
‫واملواتة اشارات وبشوارات واسو تغراقات يف عوني الشوهود والعيوان ‪ ،‬وهل‬
‫بذكل اعتناء ع مي وهل فهيا مشهد جس مي ‪ ،‬ويتكرر خروجه الهيا ‪ ،‬ويعوول‬
‫يف لك آحواهل علهيا ‪ ،‬ويه عنده ر هللا عنه آجول الطورق املؤصوةل اىل‬
‫اجتناء احلقائق ‪ .‬وملا ك س نه متع هللا به زاد شوقه وتردده ‪ ،‬ورتوب يووم‬
‫املعة والثالاثء ‪ ،‬وحيرض زايرته اجلم الغفري حو ان الواصول مون اجلهوات‬
‫يتحرى زايرته ويغتمن اشارته ‪ .‬وس نورد ترتيبه يف الزايرة من ابتدائه ابلفقيه‬
‫املقدم ومايشري به ‪ ،‬ومن يذكرمه ويزورمه ويرتب هلوم القورآءة والفاحتوة ‪ .‬مث‬
‫ملا قدر هللا لنا زايرة ترمي طلبنا منه ان يثبت لنا ذكل فكتوب مامنواهل ‪ :‬مث‬
‫قال يف آثنائه ‪:‬‬

‫‪276‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وآما زايرة النبياء والشهداء والعلامء والصاحلني فنسو تد مون بوركهتم‬


‫‪ ،‬ونتوجه ونتوسل اهم يف افاضة اخلريات ودفوع املرضوات اذ مه الحيواء يف‬
‫قبورمه ‪ ،‬فيهلص الزائر عند زاير م ‪ ،‬ويعيل اهلمة ويع م الرغبوة وحيقوق‬
‫نيل النفع وقبول املسأةل ‪ .‬مث قال آعوين شو يحنا احلامود نفعنوا هللا بوه ‪ :‬وملوا‬
‫قسم هللا بفضهل لنا الفراغ وتيرسو الكفواف والكفايوة يف التعلقوات وادلوائور‬
‫ابلولد وقرة العني ‪ ،‬واطمأن اخلواطر ابعتنواوم رينوا زايرة الدبوة ‪ ،‬يعوين‬
‫تربة ترمي للوادلين والولد والرحام والقرابة ‪ ،‬وادلور عىل مشاهد الوليواء‬
‫الاكبوور زايرة يوووم املعووة ويوووم الووثالاثء يف الغالووب ‪ ،‬فنحوورأ موون البيووت‬
‫ونركب ادلابة ‪ ،‬ويف ذكل اعتبار وتذكري ابخلروأ والركوب واجلهاز الصوديق‬
‫احلقيق و بعوود املوووت ‪ ،‬والغالووب يف الطريووق اىل الووزايرة الش و تغال ابذلكوور‬
‫وادلعوواء اكخلووروأ اىل الصوولوات ‪ .‬مث ذكوور ر هللا عنووه كيفيووة زايرتووه‬
‫وابتدائووه ابلس و تاذ الع ووم الفقيووه املقوودم مث موون بعووده رضووان هللا علووهيم‬
‫آمجعني ‪.‬‬
‫( قلت ) وقد زرت هذه الدبة املع مة مع س يدي وش يح احلامد‬
‫املذكور زايرات متعددة يف سو نني متفرقوة وآان يف حصبوة سو يدي وشو يح‬
‫وارث الرسار احلبيب معر بن عبود الورمحن البوار الخوري نفعنوا هللا اهوم ‪،‬‬
‫وآخر زايرة لس يدي احلبيب معر املذكور عزم يف آخرشوهر رجوب وحصوب‬
‫س يدان احلامد املذكور ابذن س يدي خليفة القطب احلبيب عبد هللا احلوداد‬
‫يف وقته احلبيب معر بن امحد بن احلسن ابن الش يخ عبود هللا احلوداد لن‬
‫زايرة امام ابعلوي وهوو احلبيوب حامود املوذكور مقدموة عوىل مجيوع زايرات‬
‫آولئك السادات ‪ ،‬وذكل حرصوا مون سو يدي احلبيوب معور البوار عوىل ان‬

‫‪277‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حيرض بركة زايرات اللك ‪ ،‬فلام عادوا قافلني يوم رابوع عرشو شوهر شوعبان‬
‫صىل بنا الع يف مسجد خارأ مدينة ترمي منسووب اىل الشو يخ ابوراهمي‬
‫ابن الش يخ عبد الرمحن السقاف وسار اىل بيته ورسان اىل حوطوة احلواوي‬
‫‪ ،‬فلوام اكن ثلو الليوول الول تووويف سو يدان الشو يخ احلاموود وترقووت روحووه‬
‫وحلقت ابلرفيق العىل بال مورض ولسوبب واكن هل مشوهد ع ومي ‪ .‬وقود‬
‫ذكرت ذكل يف كتان رشح سلسوةل سو ند سو يدي احلبيوب معور بون عبود‬
‫الرمحن البار الخري املذكور نفعنا هللا اهم آمني ‪.‬‬
‫وقد مر مانقهل س يدي المام الس يد البدل عبد الرمحن بون سولامين‬
‫الهدل عن المام خفر ادلين الرازي يف املطالب يف الفصل الثاين عرش يف‬
‫بيان كيفيوة النتفواال بوزايرة القبوور واملووا وهوو آنوه قوال ‪ :‬ان النسوان اذا‬
‫ذهووب اىل قو انسووان قوووي الوونفس اكموول اجلوووهر ووقووف هنووارش سوواعة‬
‫وحصل تأثري يف نفسه من تكل الدبة حوني حصول مون نفوس الزائور تعلوق‬
‫بووتكل الدبووة ‪ ،‬ولخيفووئ آن لوونفس ذكل امليووت تعلقووا بووتكل الدبووة آيضووا ‪،‬‬
‫اينئووذ حتصوول لوونفس الزائوور ولوونفس ذكل النسووان امليووت مالقوواة بسووبب‬
‫اجامتعهام عىل تكل الدبة ‪ ،‬فصارا هااتن النفسان شبهيتني اكورآتني صوقيلتني‬
‫وضعتا حبي يونعكس الشوعاال عون لك واحودة موهنام اىل الخورى ‪ ،‬فولك‬
‫ماحصل يف نفس هذا الزائر احل من املعارف وال اهوني والعلووم الكسوبية‬
‫والخالق الفاضةل من اخلضوال هلل تعاىل والرضا بقضواء هللا تعواىل انعكوس‬
‫اىل الخر مايقابهل من ذكل ‪ .‬اىل آخر مامر يف املقدمة ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫واعمل آن مما حيسن التنبيه عليه يف هوذا املبحو والرشواد اليوه موا‬
‫آمههل كثري من الناس ومع التساهل مهنم به لس امي يف هوذا الووادي املميوون‬

‫‪278‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫دوعن ونواحيه ‪ ،‬فانم قد معهتم الغفةل عن النقةل حو نسووا موواتمه وكورث‬


‫مهنم العقووق وعودم القيوام ابحلقووق ‪ ،‬فوال تورى مون يوذكر وادليوه واخوانوه‬
‫والقربني من آرحامه وجريانه ابلصدقة والقرآءة وادلعاء والس تغفار والوزايرة‬
‫ال القليل النادر ‪ ،‬وغفلوا عن آنم حمتاجون اىل ما دى الهيم مما يرىج بوه‬
‫هلم الثواب آكرث من حاجة الحياء اىل الطعام والرشاب ‪ .‬قال عليه الصالة‬
‫والسالم ( لول الحيواء لهوكل المووات ) وقوال عليوه الصوالة والسوالم (‬
‫آميت آمة مرحومة تدخل قبورهوا بوذنوب اكجلبوال وهورأ مون القبوور وقود‬
‫غفوورت لهووا ابسوو تغفار الحيوواء للموووات ) احلوودي ‪ .‬وروي آن هوودااي‬
‫الحياء للموات من الصدقات وادلعاء وقرآءة القرآن تأتهيم به املالئكوة يف‬
‫آطباق من نور مخمرة اكناديل من س ندس وتقول لحدمه هذه الهديوة بعو‬
‫اها اليك فالن ‪ ،‬فيرسه ذكل ويفرح به ‪.‬‬
‫قال الش يخ احلبيب عبد هللا بن علووي احلوداد بعود آن روى هوذه‬
‫الحادي يف سبيل الداكر ‪ :‬وبلغنا آنه ر ي بعض املوا يف املنام فسو ئل‬
‫عن حاهل فقال ‪ :‬اس تقبلين مكل بشهاب من انر ليحرق بوه وتوي ‪ ،‬فقوال‬
‫فالن من الحيواء رمح هللا فوالان فطفو ذكل الشوهاب ‪ .‬فينبغو آن يقورآ‬
‫لك انسان الخالق احدى عرش مرة آي وغريهوا مون القورآن لك لويةل آو‬
‫لك يوووم آوآقوول آوآكوورث ولووو يف لك لوويةل مجعووة و وودي ثوواب ذكل لوادليووه‬
‫ومشوواخيه وذوي احلقوووق عليووه ‪ ،‬ولينىس و مووواته موون اس و تغفاره ودعائووه‬
‫وصدقاته فينساه من بعده اذا مات وصار اىل ماصاروا اليه من قبهل ‪ ،‬فان‬
‫من قذ قكر مذ ِكر ومن نقيس نميس وال سلف وهللا ليضويع آجور مون آحسون‬
‫معال ‪ .‬وقال عليه الصالة والسالم ( آنس مايكون امليوت اذا زاره مون اكن‬

‫‪279‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حيبه يف دار ادلنيا ) ويتأكد نداب الوزايرة لويةل املعوة ويوهموا ‪ ،‬وكوذكل لويةل‬
‫السبت اىل طلوال الشمس من يومه ‪ ،‬وكذا يوم الثنوني ‪ ،‬فانوه يقوال ‪ :‬ان‬
‫آرواح املوا ترجوع اىل قبوورمه يف هوذه الوقوات وقود ورد يف ذكل آاثر ‪.‬‬
‫وينبغ لزائور القبوور آن يكورث هلوم يف حوال زايرتوه مون السو تغفار وادلعواء‬
‫والدمح علهيم ‪ ،‬ويقرآ ماتيرسو مون القورآن و ودي ثوابوه الوهيم ‪ .‬انهتويئ مون‬
‫كتاب سبيل الداكر ‪.‬‬
‫وقال الش يخ امحد بن عبدالقادر احلف العمييل رمحه هللا ونفع به‬
‫يف كتابه املسمئ بو ( العهوود لحصواب اللحوود ) ‪ :‬ينبغو آن يعتوين لسو امي‬
‫آقارب امليت اكاوردت به الس نة وهو اجللوس عند الق بعود ادلفون سواعة‬
‫‪ .‬وقوود آوىص معوورو ابوون العوواق ر هللا عنووه آن يقفووا عنوود قو ه قوودر‬
‫ماينحر جزور ويقسم محلها ‪ ،‬قال ‪ :‬ح آنس ب وآرى مواآراجع بوه رسول‬
‫رن ‪ .‬قال ابن معر ر هللا عهنام ‪ :‬يقرآ عند الق بعد ادلفون آول سوورة‬
‫البقرة وخامتهتا ‪ .‬قال الشافع ر هللا عنه ‪ :‬فان ختوا القرآن اكن حس ن ًا‬
‫‪ .‬واكن صووىل هللا عليووه وسوومل اذا فوورغ موون دفوون امليووت وقووف وقووال (‬
‫آس تغفروا لخي واسألوا هل التثبيت فانه الن يسأل ) ويف خ آخر ( اذا‬
‫موات آخوو‪ ،‬لحتبسووه وارسعووا بوه ) وليقورآ عنود قو ه فاحتوة البقورة وكوذا‬
‫سورة يس ‪ .‬وقداكن العلامء والصلحاء يرتبون الهتليةل الس بعني اللف ففهيوا‬
‫من عتق امليت اذلي فعلت هل وعتوق احلو مون النوار ‪ .‬ويلحوق اهوا الو ن‬
‫وهو قرآءة قل هو هللا آحود آلوف مورة ‪ ،‬وسو بحان هللا وحبموده آلوف مورة‬
‫آيضا ‪ ،‬فان مل يويص امليت بوذكل يعتوين بوه آحبوا ه وآولده ومون حيورق‬
‫عىل نفعه وجناته كولده وقرابتوه ‪ ،‬فوان ذكل مون عالموة التوفيوق والميوان‬

‫‪280‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بأحوال الخرة ‪ ،‬وليكن من يولك اليه العمول اهوا آمينو ًا صواحلا ليوذكر وهوو‬
‫حارض القلب ‪ .‬قال ر هللا عنه ‪ ،‬آعين الش يخ امحد احلف املوذكور ‪:‬‬
‫وقوود وصوول الينووا موون املشوواخي آل ابيوونس موون بووالد اجلو ت موون السووادة‬
‫العقيليني فأخ وان آن من عوادة املشواخي املوذكورين وآعيوان بوالدمه بعود آن‬
‫يلقنوا امليت يقفون عند ق ه فيقر ن ال ن ( بفتح الثاء املثلثوة ) الخوالق‬
‫آلف مرة ‪ ،‬والفداء ل اهل ال هللا س بعني آلوف ‪ ،‬مث عتعوون اليووم الثالو‬
‫جامعة و غفري فيقر ن القرآن عىل الق بعدد س نني معره خامتت للك عوام‬
‫من ممع ِر ِه خته ‪ ،‬وبعدد س نني معره سورة يس احودى وآربعوني مورة ‪ ،‬لك‬
‫عام من معره احدى وآربعني مورة وذكل آخور الهنوار ويطعموونم الصودقات‬
‫اجلزيةل مث يتفرقون بعد ذكل ‪ .‬قال ‪ :‬وقد فعول لووادله خوامتت بعودد سو ين‬
‫معره آكرثها عند ق ه والبايق يف املسجد ‪ .‬انهتويئ موانقهل احلف و رمحوه هللا‬
‫‪ .‬فهذا العمل من عالمات الميان ابلخرة واحلورق عوىل النجواة وفووز مون‬
‫معل ذكل لجهل ‪.‬‬
‫وقال يف كتاب املعوني يف صوةل القوربني ‪ :‬ويسو تحب لالنسوان آن‬
‫ليوودال زايرة قو ا وادليووه يف لك مجعووة ان قوودر عووىل ذكل يكتووب ابر ًا اهووم‬
‫كامقدمناه ‪ .‬وهلل در القائل شعر ًا ‪:‬‬
‫زر وادليك وقف عىل قـــ ام فكنين بك قــــد نقلت الهيام‬
‫لوكنت جئهتام واكنــــا يف البقا زارارش حبووووو ًا ل عىل قدمهيام‬
‫مااكن ذنهبام اليك فطاملووووووووووا منحارش صفو الوود من نفسهام‬
‫اكان اذا ماآب ا بك عوووووووووووةل جزعاملا عشكوا وشق علـــهيام‬
‫اكان اذا يعا آنيــــنك آس بال دمعهيام آسف ًا عىل خوووووود ام‬

‫‪281‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فلتلحقهنْ ام غدا آوبعووووووووووووووده حامت كام حلقووووووووووا هام آبو ام‬


‫لتقدمن عىل فعووووووواكل منل ام قق ِدما همام آيضً ا عىل فعلوووووه ام‬
‫و ْ‬
‫برشارش لو قدمت فعــال صاحلا وقضيت بعض احلق من حقهيام‬
‫وقرآت من آي الكتاب بقدر م ا عس تطيعه وبعثت ذارش الــهي ام‬
‫فاحفظ مح ِف قت وصييت وامعل اها فعىس تنال الفوز من برهــــام‬
‫آورد هذه البيات ابن اجلوزي يف الفصل الثاين والثالثني ‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( فصل ) فامي يس تحب قرآءته ليةل املعة واهوداء ثوابوه للووادلين ‪:‬‬
‫روي عن الن صىل هللا عليه وآهل وسمل آنه قال ( من قورآ لك لويةل مجعوة‬
‫{فلو ووهل امحلوود رب السووموات ورب الرض رب العوواملني * وهل الك و ايء يف‬
‫السووموات والرض وهووو العزيووز احلكوومي } ‪ 1‬مث يقووول ‪ :‬اللهووم اجعوول ثوااهووا‬
‫لووادلي مل يبووق عليووه لوادليووه حووق ال آداه الووهيام ) ‪ .‬وروي آيضووا آنووه عليووه‬
‫الصووالة والسووالم قووال ‪ ( :‬موون قووال لوويةل املعووة ‪ :‬ايمووكل ايقوودير ‪ ،‬ايموون‬
‫لرشيك هل ولوزير ‪ ،‬صل عىل محمود النو ال واغفور يل ولووادلي فقود‬
‫آدوا حق وادليه ) ‪ .‬هااتن الروايتان من احملفوظ ‪.‬‬
‫( فائدة ) يف ذكر صالة اذا صالها النسان وآهودى ثوااهوا لوادليوه‬
‫فقد آدوا حقهام وآمت برهام ‪ ،‬ذكر المام آبو احلسن القريش عن عيل بن امحود‬
‫القريش يف كتاب فضائل العامل املشهور برواية عن آن هريورة ر هللا‬
‫عنووه قووال ‪ :‬قووال رسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ( موون صووىل لوويةل‬
‫ايمخيس بعد املغورب والعشواء رجعتوني يقورآ يف لك رجعوة امحلود مورة ‪ ،‬وآيوة‬
‫الكريس س مرات وقل هو هللا آحد وس مورات ‪ ،‬واملعووذتني سوا‬
‫سا ‪ .‬فاذا فرغ من الورجعتني اسو تغفرهللا سوة عرشو مورة و‬
‫وصوىل عوىل‬
‫الن صىل هللا عليه وآهل وسمل س عرشو مورة وجعول ثوااهوا لوادليوه ان‬
‫اكان مؤمنني فقد آدوا حق وادليه وآمت برهام ‪ ،‬وآعطاه هللا عز وجل موايعط‬
‫الصديقني والشهداء ‪ ،‬فاذا ومر عىل ال اط اكن ج يل عليوه السوالم عون‬
‫ميينووه ‪ ،‬ومياكئيوول عوون يسوواره ‪ ،‬واملالئكووة عسووعئ بووني يديووه وموون خلفووه‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 37 -36 :‬اجلاثية‬

‫‪283‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ابلهتليل والتكبري ح يدخل اجلنة ) ‪ .‬ولهذه الصالة فضل ع مي اخت ته‬


‫خشوو ية الطوواةل يف هووذا اخملت وو ‪ .‬وآوردهووا يف كتوواب هديووة الحيوواء‬
‫للموات ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وموون املنوودوب آن يقووول الزائوور عنوود وصوووهل اىل املقوابر آواىل قو‬
‫خمصوق ‪ :‬السالم علي دار قوم مؤمنني ‪ ،‬غد ًا مؤجلون وآات‪ ،‬ماتوعدون‬
‫واان ان شاء هللا ب لحقون ‪ ،‬آنمت لنا سولف وحنون لو ابلثور ‪ ،‬رمح هللا‬
‫كربت وغفر زلت وتقبل حس نات وعفا عن سيئأت ‪ ،‬نسأل هللا لنوا ولو‬
‫العافية ‪ ،‬اللهم آغفرلنا وهلم ‪ .‬ونقل عن الشو يخ عويل بون آن بكور السوقاف‬
‫عن المام النووي آنه قال ‪ :‬قوال رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل (‬
‫من وقف عىل اجل قبانة فقال ‪ :‬السوالم علوي آهول القبوور ممون قوال لاهل ال‬
‫هللا ‪ ،‬اي آهل ل اهل ال هللا كيف وجدمت قول ل اهل ال هللا ‪ ،‬رمحو هللا اي‬
‫آهل ل اهل ال هللا ‪ .‬آعطاه هللا بعدد لك ميت فهيا حس نة ) ‪ .‬وقال المام‬
‫الزخمرشي يف كتابه ربيع البرار قوال احلسون رمحوه هللا ‪ :‬مون دخول املقوابر‬
‫فقال ‪ :‬اللهوم رب الرواح الباقيوة ‪ ،‬والجسواد الباليوة ‪ ،‬والع وام النحورة ‪،‬‬
‫اليت خرجت من ادلنيا ويه بوك مؤمنوة ‪ ،‬آدخول اللهوم علوهيم روحوا منوك‬
‫وسالما ِمنا ‪ ،‬ال وكتب هللا هل بعودد مون موات مون دلن آدم اىل آن تقووم‬
‫الساعة حس نات ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬نقلنا ذكل مع طوهل رجاء آن يقوف عليوه موؤمن‬
‫فيعمل به فتعم الفائدة للحياء والموات ب كوة مون رمقوت مون آجوهل هوذه‬
‫العبارات ‪ ،‬وعلقت هذه الفوائد املس تعارات ‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد بسطنا ما مر يف شأن املشهد من الشوواهد ونزيود هنوا فوائود‬


‫فرائد لنه م هر من م واهر العوالم فنقوول ‪ ( :‬فصول ) يف تنبيوه واعوالم‬
‫خاق بأهل مشهد الكرام ‪ ،‬وعوام لسوائر دوائور السوالم ‪ ،‬وهوو آن هوذا‬
‫املشهد اذلي آحياه س يدان احلبيوب السو تاذ عويل بون حسون نفعنوا هللا بوه‬
‫آسسه عىل ثالث قواعد ‪ ،‬وبسو‪ ،‬فيوه ثوالث موائود ‪ ،‬الوىل ‪ :‬الوزايرات‬
‫املس نونة اليت آجورها غري ممنونوة ‪ .‬الثانيوة ‪ :‬اقوراء الضويوف بوأنواال الطعوام‬
‫والصنوف ‪ .‬الثالثة ‪ :‬تأمني اخلوائف وبورد حور عطشوه يف اليووم الصوائف ‪.‬‬
‫ورابعة خاصوة بصواحب املشوهد وعنايتوه وكورثة نصوبه وتعبوه وصو ه عوىل‬
‫لوائه ‪ ،‬كام قد حقق ذكل ر هللا عنه مع ماكرم آخورى توذكر وتعود يف‬
‫كتابه املقصد يف شواهد املشهد ‪ ،‬وحنن نس تدل لهذه املاكرم واملأثر الثالثوة‬
‫ترغيبا للقامئ يف هذا املشهد ابحلراثوة والوراثوة ‪ .‬فأموا الوىل ‪ :‬ويه الوزايرة‬
‫والت و رش اكووأثر الصوواحلني ومتعبوودا م ولووث ثوورى ت ور ٍاب ملسوووه آون ووروا اىل‬
‫شاخص آوحائ‪ ،‬آولبسوه ‪.‬‬
‫وقد تقدم الكم عىل مقاةل لس يدي عارف الع احلسن بون صوا‬
‫البحر اجلفري ابعلوي رمحه هللا ‪ ،‬ونورد هنا الكم عزيز املنوزال واسع املهيوع‬
‫آورده المام العلوي صاحب املرشال ينغمس يف مغره مريود السو تدلل ملوا‬
‫للمشوهد مون احلقيقوة واللتحواق ابملشواعر اجلامعوة للجوالل والكوامل ‪ .‬قووال‬
‫ر هللا عنه بعد آن آورد الكما طويل اذليل يف فضل زايرة الن صىل‬
‫هللا عليه وآهل وسمل ومشواهد النبيواء والوليواء وبسو‪ ،‬الوأم فوامي يتعلوق‬
‫بزايرة تربة ترمي وماحيصل اها للزائر مون التوأثري الع ومي ‪ ،‬مث آطلوق العنوان‬
‫ابلقمل واللسان يف هذا الشأن فقال ‪ :‬قال بعض العلوامء ‪ :‬العوامل الوورال اذلي‬

‫‪285‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يصدق قوهل فعهل ‪ ،‬وعلمه معهل ؛ حري بأن يقتبس من آنواره ويت رش بوأاثره‬
‫‪ ،‬وقد س ئل العارف ابهلل تعاىل الشو يخ عبود هللا بون آن بكور العيودروس‬
‫عن معىن الت رش بأاثر الصاحلني فقال ‪ :‬لن آماكهنم مبارشة لثيااهم ‪ ،‬وثيااهم‬
‫مالصووقة لجسووادمه ‪ ،‬وآجسووادمه متصووةل بووأرواةم ‪ ،‬وآرواةووم مالبسووة‬
‫حلرضة راهم ‪ .‬مث آنشد ‪:‬‬
‫عند القدوم لقرب العهد ابدلار‬ ‫تفوح آرايح قجن ٍد من ثيااهم‬
‫وقووال بعووض العووارفني ‪ :‬ان املشوواخي اذا موواتوا ترك ووا مهووهتم متعلقووة‬
‫بقلوب من استند الهيم ‪ ،‬كام آنم يت كوون بوزواايمه الويت اكنووا يعمورون اهوا‬
‫ذكل املوضووع ‪ ،‬وذلكل عوود لك موون دخوول موواكن كبووري يف ادليوون حيووا اكن‬
‫آوميتا خشوعا ورقة واانبة اىل هللا تعاىل لعدها يف غري ذكل املاكن ‪ ،‬وما‬
‫آحسن ماقاهل كثري عزة حي يقول شعر ًا ‪:‬‬
‫خلييل هذا ربع عزة فاع قوووووووال قلوصيكام مث احلال حي قحلت‬
‫وو لت‬ ‫ومسا ترااب طال ما مس جدلها وبيتاوو ال حي ابتت ق‬
‫ول تيأسا آن يقبــــل هللا منك ام اذا آنامت صليوووووامت حي قص لت‬
‫قووال بعووض العلووامء ‪ :‬ينبغ و ملوون زار هووذه املواضووع املشووهورة آن‬
‫يس تحرض معىن هذه البيوات ‪ .‬وحو آن الشو يخ آاب الفضول ابون العورن‬
‫التلمساين والشو يخ عوالء ادليون بون سوالم وجامعوة مون الفضوالء العوالم‬
‫اجتعوا اكزار الس يدة زينب بنت المام عيل بن آن طالب ر هللا عوهنام‬
‫يف س نة ثالث وعرشين ومثامنائة ‪ ،‬فأنشود الشو يخ عوالء ادليون بون سوالم‬
‫للش يخ جالل ادلين بن خطيب ‪:‬‬
‫ايعـــني ان بعد احلبيب وداره ونأت مرابعه وشو‪ ،‬مزاره‬

‫‪286‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فلقد وفرت من الزمان بطائل ان مل تووووووووريه فهذه آاثره‬


‫فقال الشو يخ آبوو الفضول ‪ :‬هوذا قريوب مموا قواهل لسوان ادليون ابون‬
‫اخلطيب وآنشد ‪:‬‬
‫ان ابن منووزهل وش‪ ،‬مزاره قامت مقام عيانه آخ باره‬
‫قسام اكن لم اكل يل غـــريه هذا ثراه وهذه آثوووووووووواره‬
‫وح عن الش يخ عبد القادر اجلويالين ر هللا عنوه آنوه قوال ‪:‬‬
‫اين آشفع ملن مر عىل ابب مدرس يت ‪ .‬وآنوه قيول هل اان نسومع رصاد ميوت‬
‫دفن منذ آايم ‪ ،‬فقال ‪ :‬آلبس موين خرقوة ؟ فقوالوا لنعومل ! فقوال ‪ :‬آحرضو‬
‫جمليس ؟ قالوا لنعمل ! فقال ‪ :‬آآلك مون طعوا ؟ فقوالوا لنعومل ! فقوال ‪:‬‬
‫آصىل خلف فقالوا لنعمل ! فقال املفورط آوىل ابخلسوارة ‪ .‬مث آطورق توتجلهل‬
‫الهيبووة ويعلوووه الوقووار مث قووال ‪ :‬انووه رآين وآحسوون ال وون ن ‪ ،‬وان هللا قوود‬
‫رمحه ذلكل ‪ .‬فمل يسومع هل رصاد ‪ .‬مث آا حبواكايت تنووزال اىل التو رش بوأاثر‬
‫الصاحلني ‪ ،‬مث قال بعد ذكل ‪ :‬وينبغ آن ليدخل مواضوع ال لموة والفسوقة‬
‫وليسكهنا ‪ ،‬فقود قوال العلوامء يف قووهل تعواىل { وسوكنمت يف مسواكن اذليون‬
‫ولموا آنفسهم } ‪1‬ففيه تنبيه عىل آن النسان لينبغو آن يسوكن يف آمواكن‬
‫ال لمة خمافة آن يصيهبم بالء فيصواب بوه ‪ ،‬آوعرسوق طباعوه مون طبواعهم‬
‫ولواكنووت خاليووة مووهنم ‪ ،‬لن آاثرمه مووذكرة بووأحواهلم وراكووا آورثووت قسوووة‬
‫وج وات يف القلوب ‪ .‬وقال يف موضوع آخور ‪ :‬قرصح غوري واحود مون العلوامء‬
‫بنووودب زايرة آاثر الصووواحلني والتووو رش اكووووارد املتقوووني ‪ ،‬واسووو تدلوا اكوووا يف‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 45 :‬ابراهمي‬

‫‪287‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الصحيح آنه صىل هللا عليوه وآهل وسومل اكن اذا توضوأ ابدر الصوحابة ر‬
‫هللا عهنم اىل وضوءه يت كون ابملاء اذلي مس آعضائه صىل هللا عليه وآهل‬
‫وسمل ‪ .‬واكنوا ليتنحم خنامة ال دلكوا اها آجساهمم ‪ .‬ورشبت آم آميون بووهل‬
‫‪ ،‬وآبو طيبة احلاو دمه ‪ ،‬وكذا عبدهللا ابن الزبري ر هللا عهنم ‪ .‬ويقول‬
‫هللا تعاىل حاكية عن يوسف عليه وعوىل نبينوا آفضول الصوالة والسوالم {‬
‫اذهبوا بقمييص هقذا فأل مقو مه عىل قوج ِه آن يأت بصوريا } ‪ .1‬اىل آخور مواذكره‬
‫ر هللا عنه ‪.‬‬
‫وآمووا اقوراء الضوويفان وتووأمني اخلووائف وارواء ال مووأن فووذكل معلوووم‬
‫فضهل ومنترش نقهل يف كتب الرشويعة ‪ ،‬وفوائود هوذه اخلطوة عاموة وكرامهتوا‬
‫للاكفة اتمة ‪ .‬وكام قيل ‪ ، :‬تررش الوائول للواخور مون فضوائل وفواضول ‪،‬‬
‫وشعائر ومأثر ‪ ،‬وهللا خيتص برمحته مون يشواء وهللا ذو الفضول الع ومي ‪،‬‬
‫ولحول ولقوة ال ابهلل العزيز احلكمي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 93 :‬يوسف‬

‫‪288‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الباب الثاين يف ذكر من آثىن عىل هذا المام واسع النفاس الش يخ‬
‫الس تاذ القطب املكني احلبيب عيل بن حسن العطواس ابعلووي نفعنوا هللا‬
‫به وبسلفه ؛ اعمل آن هذا الباب آخ آبواب هوذا الكتواب لكوون فائدتوه‬
‫تتعلق ابلسالكني لطريقه ‪ ،‬واحملبوني حلزبوه وفريقوه ‪ ،‬لكوونم اذا وقفووا عوىل‬
‫يشء من خصوصياته وثناء الاكبر عليه ازدادوا هل حمبة واتباعا به ‪ ،‬وتأس يا‬
‫وانتفاعا بأقواهل وآفعاهل وسريته وآعامهل ‪ .‬واعومل آن العوالم الفحوول والشوهود‬
‫العدول ليطلقون الثناء ال عىل اكمل حصوت وليتوه ومكلوت رعايتوه ‪ ،‬ومت‬
‫هل الفطام من ش يخ مرشد مسكل اكمل الدبية ‪ ،‬يصلح آن يكوون واسوطة‬
‫بني هللا وبني عباده حبي ليشغهل اخللق عن احلق ول احلق عن اخللوق ‪،‬‬
‫يتلقئ آنوار املعرفة مون الواسوطة الع موئ رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل وارث عنه ‪ ،‬اكلقمر يتلقئ آنوار الشمس مث يبهثا ويبسطها عىل سوائر‬
‫الجرام ‪ .‬قال الش يخ آبو القامس ابن مطوري نفوع هللا بوه ‪ :‬واعومل آن امل و‬
‫برسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل اىل هللا سو بحانه وتعوواىل هووو المت‬
‫والفضل ‪ ،‬لكون العبد حيصول هل ابلواسوطة موامل حيصول هل بذاتوه ‪ .‬فوافهم‬
‫هذا من قول س يدي محمد بن حسني البجيل نفع هللا به حي رآى رسوول‬
‫هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل يف منامه فسأهل آي العامل آفضل ؟ فقوال ‪:‬‬
‫جلوسك بني يدي ويل هلل جحلوب شواة آو جشو بيضوة خوري كل مون آن‬
‫تعبد هللا يف زوااي الرض ح تتقطع ار ًاب ار ًاب ‪ .‬فان ر اىل توأثري الواسوطة‬
‫وموواهو احلاصوول اهووا تعوورف الواسووطة بووذكل ‪ .‬انهتوويئ ‪ .‬وموواذكرانه موون آن‬
‫الاكمل واملتأهل للتمكيل لحيتاأ يف الثناء اىل تطويل يشري ماقواهل الشو يخ‬
‫امحد محمد زروق يف قواعد الصوفية فانه قال ‪ :‬امنوا وضوعت الوداو لتعورف‬

‫‪289‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫املناصب ‪ ،‬مفن معرفت رتبته اكنوت الدمجوة هل تكفوا غوري مقيودة يف ذاتوه ‪،‬‬
‫ومن متلت مرتبته لزم عند ذكره التيان اكا ي مشعر برتبته ‪ .‬ومن هذه القاعدة‬
‫جاز آن يقوال ‪ :‬روى آبووبكر ‪ ،‬وقوال معور ‪ ،‬ومعول عوون ‪ ،‬ويوع عويل ‪،‬‬
‫واكن ابن املسيب ‪ ،‬وآخ ابن سوريين ‪ ،‬وقوال احلسون ‪ ،‬وذهوب مواكل ‪،‬‬
‫وح عن اجلنيد ‪ .‬اىل غري ذكل وهللا آعمل ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬ويكفيك آ ا الد ان‬
‫فاتتك ر ية هذا المام ومشاهدة بعض آحواهل آن تعومل آنوه رشيوف علووي‬
‫حسويين سو ين ‪ ،‬فقيوه صوويف ‪ ،‬عوامل عامول مسو تقمي ‪ .‬وقود مور يف البوواب‬
‫الول رشح بدايته واجهتاده ‪ ،‬ومايشوري اىل عنايوة هللا تعواىل بوه يف تثبيتوه‬
‫ورسود قدمه يف سريه واس تعداده ‪ .‬وآما آحواهل ومعارفه فانوا مون لكوامت‬
‫هللا اليت تنفد البحار دون نفادها ‪ .‬واكن ر هللا عنه يتثل بأبيات جوده‬
‫الش يخ محمد بن عويل ابعلووي نفعنوا هللا اهوم اليت ذكوره ‪ .‬وقود وون بعوض‬
‫آحصابه من كرثة مايتثل اها آنا من ن مه ‪ ،‬وراكا آنوه يتثول اهوا عنود ورود‬
‫حال عليه كام وقع كذكل جلده محمد بون عويل مووىل ادلويوةل ‪ .‬قوال يف رشح‬
‫العينيوة ‪ :‬وتواجود ر هللا عنووه مورة ‪ ،‬آعووين مووىل ادلويووةل حبضوور معووه‬
‫وش يهه عبد هللا ابعلوي قال يف املرشوال حو غ و عليوه ‪ ،‬فلوام سوكن‬
‫آقميت الصالة فصىل من غري وضوء ‪ ،‬فلام آنكور عليوه قوال ‪ :‬وعوزة املعبوود‬
‫آين رشبت وتوضأت من الكوثر مث حررش حليته فتقاطرت ماء ‪ .‬وقال ‪ :‬نزل‬
‫علينا يشء من الع مة لونزل عىل اجلبال دلكت سامد ًا ‪ ،‬مث آنشأ يقول ‪:‬‬
‫والس بق س بق قــبل لك جميب‬ ‫احلب ح واحلبيب حبــــي‬
‫نوديت فأجبت املنادي مرسعا وغطست يف حبر الهوى وغذي ن‬
‫والعق د يل وحــدي وعاد نصي‬ ‫يل عسعة وثووووووالثة مع عسعة‬

‫‪290‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ماتعلمون آين مقدم يف املالء ليــةل رسي ابليووووورثن رسي ن‬


‫فلام يع ش يهه الش يخ عبد هللا ابعلوي يقول البيت الثال قال هل‬
‫‪ :‬كل ولبيك ‪ .‬وقال يف الرشح املذكور عن الش يخ محمد ابن عيل آنه سوأهل‬
‫ودله علوي عن السامال فقال ‪ :‬مانودخل فيوه ال وقود آفنينوا ادلنيوا والخورة‬
‫آول ماتبدو لنا ادلنيا فنسحقها ‪ ،‬مث نن ر اىل الخرة فنسحقها ‪ ،‬مث نبوددهام‬
‫مجيعا ح ليبقئ غري هللا تعاىل اينئذ يقع الوجود ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقد مر ما آرشان اليه مون حوال سو يدي احلبيوب عويل نفوع هللا بوه‬
‫ومعهل للسامال يف بعض الحيان فاس تحرض ماذكر هنارش من آنه ليدخل يف‬
‫السامال ال وقد آفىن ادلنيا ‪ ،‬فان للوارث حو املووروث ‪ .‬واعومل آنوه ر‬
‫هللا عنووه ذكوور يف القرطوواس والسووفينة واملاكتبووات بعووض مايشووري بووه اليووه‬
‫مشاخيه من آهل حرضموت ودوعن كام مرت الشارة اليوه ‪ ،‬وذكل ججوده‬
‫الشو يخ احلسووني بوون معوور وبنوووه الكورام وارثووا الرسار كجووداده الجووالء‬
‫احلبيب عبد هللا واحلبيب عويل بون احلبيوب حسوني ‪ ،‬واحلبيوب امحود بون‬
‫عيل وغريمه من الش يود ‪ ،‬ولس امي آل آن علوي اكلش يخ احلبيب امحد بن‬
‫زين احلب ‪ ،‬والش يخ احلبيب عبد الرمحن بن عبد هللا بلفقيه وغريهام من‬
‫آهل ترمي وابيق آ ة حرضموت ‪ .‬ومن آهل دوعن الش يخ احلبيب معر بون‬
‫عبد الرمحن البار ‪ ،‬والش يخ معر بن عبودالقادر العموودي ‪ ،‬والشو يخ عبود‬
‫هللا بن عون العمودي ‪ ،‬والش يخ سعيد بن عبد هللا ابعشن وغوري هوؤلء‬
‫من آعيان وقته ‪ ،‬وان حاهل ومقامه كام قودمنا آنوه ممون ليتوأثر ابذلم والثنواء‬
‫وليركن اىل املدح كام قوال يف البيوات الويت مور ذكرهوا ‪ :‬واسو توى عنودي‬
‫املادح ومن اكن يعذل ‪ .‬وهو مع ذكل اكعرفته وبلوغه مراتب الولية الك ى‬

‫‪291‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلاصةل لهل هللا مشغول القلب عن الش مت والسب والذاء عون املودح ‪.‬‬
‫وقد نقل المام الغزايل ر هللا عنه عن آحوال جامعة مل يس تفزمه املودح‬
‫ومل يغضووهبم الذى والقوودح ‪ ،‬قووال ‪ :‬لشو تغال قلوواهم اكهووامت ديووهنم ‪ ،‬وان‬
‫تأثروا حمئ ذكل عن قلواهم اش تغاهلم اكاهو المه ‪ .‬واكن سولامين ر هللا‬
‫عنه ملا مشو مت قوال ‪ :‬ان ثقلوت مووازيين فاليرضوين مواتقول ‪ .‬فقود اكن مهوه‬
‫م وفا اىل الخرة فمل يتأثر قلبوه ابلشو مت ‪ .‬وكوذكل شو مت الربيوع بون خيوث‬
‫فقووال ‪ :‬لقوود يووع هللا الكمووك وان دون اجلنووة عقبووة ان قطعهتووا مل يرضووين‬
‫ماتقول ‪ .‬وسوب رجول آاببكور الصوديق ر هللا عنوه فقوال ‪ :‬ماسودهللا‬
‫عليك آكرث ‪ .‬فكنه اكن مشغول ابلن ر يف تقصوري نفسوه عون آن يتوق هللا‬
‫حق تقاته ‪ ،‬ويعرفه حق معرفتوه ‪ ،‬فومل يغضوبه نسو بة غوريه اىل نقصوان اذا‬
‫اكن ين ر اىل نفسه بعني النقصان وذكل جلوالةل قودره ‪ .‬اىل غوري ذكل مون‬
‫مقال م مما يودل حلوال صواحب الدمجوة نفعنوا هللا بوه وبسولفه انوه وذبت‬
‫آخالقه وصفا ابطنه عن كدورات الرئاسات ادلنيوية ‪ ،‬ومل يبق يشوهد مون‬
‫آفعال اخللق يف نفسه وغريه ال فعل هللا ‪ ،‬وغاب عون ادلنيوا ابلخورة ‪ ،‬ومل‬
‫يتأثر بذم ولش مت ‪ ،‬ومل يس تأنس اىل ثناء ولمدح ‪.‬‬
‫قال الش يخ الس تاذ احلبيب عبد هللا بون علووي احلوداد نفوع هللا‬
‫به بعد آن آورد آخبارا عن رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل يف كتواب‬
‫الفصول العلمية ‪ :‬امنا يرض املدح اجلاهل املغرور اذلي لبصرية هل يف ادليون‬
‫‪ ،‬ولمعرفة هل وليقني ‪ .‬وآما العامل البصري العارف بربه وبنفسه فليس يرضه‬
‫ذكل ‪ ،‬فقوود آثووىن رسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل عووىل رجووال موون‬
‫الصحابة وآثين علهيم عنوده فومل يوزدمه ذكل ال معرفوة وبصورية بودين هللا ‪،‬‬

‫‪292‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ِوجد ًا وعشمري ًا يف طاعته وعبادته ‪ .‬ويف احلدي ‪ ( :‬اذا مودح املوؤمن رىب‬
‫الميووان يف قلبووه ) ولكوون آهوول البصووائر وآهوول النصوويحة لنفسووهم قليوول ‪،‬‬
‫وخصوص ًا يف هذا الزمان وآهل اجلهل والغرور كثري‪ ،‬فليحذر املؤمن املتق‬
‫لربه الشفيق عىل دينه من لك مايرض به نفسه آويرض به غوريه مون اخوانوه‬
‫املسوولمني ‪ .‬انهتوويئ موون الفصووول العلميووة ‪ .‬وبعوود آن آطلووق عنووان القوومل فووامي‬
‫قدمناه من اغدار بعض املنتس بني اىل العلامء والولياء برفعة مقامات آابووم‬
‫عىل التفصيل املار ‪.‬‬
‫وقال يف كتاب ( درر الغواق يف فتواوى الشو يخ عويل اخلوواق )‬
‫للش و يخ عبوود الوهوواب الشووعراوي نفووع هللا اهووام ‪ :‬وسووألته ر هللا عنووه‬
‫آآصغئ اىل اذلين ميدحوين تفا ًل فان ذكل عنوان عىل مدح احلق تعاىل ؟‬
‫فقال ‪ :‬لتركن ق‪ ،‬اىل من ميدحك فان النفس تألف ذكل من غري اشوعاررش‬
‫‪ ،‬ولك يشء آ ِل قفت مه نفسك هلفت به عن اللحووق والتهلوق بوأداب الربوبيوة‬
‫اليت من شوأنا فقوررش دا وا وغوىن ربوك دا وا ‪ ،‬وايضواح ذكل آن لك كوامل‬
‫ادعاه انسان امنا هو حقيقة هللا تعاىل وهو يف ذكل منازال لوصاف الربوبيوة‬
‫من حي ليشعر ‪ .‬اىل آخر ماذكره ‪ .‬وقال يف موضع آخر ‪ :‬وسوألته ر‬
‫هللا عنه عن الايت اليت مدح اهاالنسان فأجواب ‪ :‬بوأن النسوان مل ميودح‬
‫مدح خالص لنه لو خلص هل املدح ملوا آقميوت عليوه وة آبود ًا عنود هللا ‪،‬‬
‫واكن لسان احلق تعاىل النسان اذا مدحته هل آنت متصوف اكاوصوفته بوه‬
‫آم آنووت خمووالف ذلكل الوصووف ‪ ،‬فووان كنووت خمووالف مفوود اكلتووبيخ يف‬
‫صورة مدح ‪ .‬اىل آخر ماقال ‪.‬‬

‫‪293‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد قدمنا آن مشاخي س يدي احلبيب الس تاذ عيل بن حسن آثنووا‬
‫عليه وغريمه من آهل احلق والنصاف ‪ ،‬ورآوا آنه آهال للمشو يهة وادلعووة‬
‫اىل هللا تعاىل وعسليك املريدين وارشاد الضالني ‪.‬‬
‫ونورد هنا بعض موا آرسول بوه اليوه بعوض العوارفني العلوويني مفون‬
‫ذكل ماكتبووه اليووه العووارف ابهلل تعوواىل احلبيووب عبوودالرمحن بوون مصووطفئ‬
‫العيدروس ابعلوي نفعنا هللا اهام قال مالف وه ‪ :‬ابمس خودام احلرضوة السو يد‬
‫عيل بون حسون ‪ ،‬اكن هللا هل يف الرسو والعلون ‪ ،‬ليشوهد احملوو يف الصوحو‬
‫والصحو يف احملو ‪ ،‬وامحلود هلل والشوكر هلل ‪ .‬مث قوال ‪ :‬الرادة شوامةل ارادة‬
‫احلال واملقال ‪ ،‬فشمل الول العيان الثانية ‪ ،‬ومشول الثواين املعواين الثانيوة‬
‫الوويت يه ذات احلووال لصووفات املقووال ‪ .‬مث قووال امحلوود هلل عووىل لك حووال يف‬
‫املرجع واملأل ‪ ،‬وآنشد شعر ًا ‪:‬‬
‫ايصاحب الوقت ايخدن الشار ِات ايمصدر الفيض يف آهل الر ِ‬
‫ادات‬
‫امداد بس‪ ،‬هل يف الوصف و ِ‬
‫اذلات‬ ‫آنت الغياث لعووووووووووبد آ ْم يسأل‬
‫ايت‬‫عودمتوان مجوووووووووووووويال من هبات م يف مضهنا الرس من رب الووووو ِ‬
‫والن آرجو دوام البرش ايســـيدي مع الزايدات يف حووووووووال ويف آت‬
‫حاشا احلبيب بأن ينىس احملب ولو آلقاه يف حبره حتكمي وعوووووووووووادات‬
‫مولي مولي ايمولي عبووووود‪،‬م يرجو رسيعا بأن حي ئ بووراحــــات‬
‫ل ملوا العبد فضال واقبلوا كرمووووو ًا ماحنه حبه عووووووووون ن م آبـــيات‬
‫وليس جائر اىل الفضال امووووواله مازلت آرجوه ايحبوووووور الكوورامات‬
‫رض ن ما آوليق مووووون مضور ِات‬ ‫عطفاه غواثه ايدراكه يل فلقوووووووود آ ْ‬
‫ادات‬‫وروحوا هممــــيت من راح س ِ‬ ‫نياي وآخوووووووووريت‬‫فبحبحوين بد ق‬

‫‪294‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يرجووووو القبول ب يف لك حالت‬ ‫ايس يدي لتدال قصبووووووووا قصباب م‬


‫وافا‪،‬م ابنكسار واعتووووووووووووووقادات‬ ‫ِ‬
‫العيدروس فقــــد‬ ‫هللا هللا يف ابن‬
‫ورام ولواكن من آربوووووواب زليت‬ ‫واخلريمن شأن آرابب الفتوة للووووو‬
‫فتأمل هذا الثناء اجلامع من خبوري بوأحوال آهول هللا وماآشوار اليوه‬
‫من الكاملت اليت تدل عوىل معواين غامضوة ليعرفهوا ال مون ذاقهوا ‪ ،‬وعوىل‬
‫القارص التسلمي والتقليد للعارفني اها كام قيل ‪:‬‬
‫واذا كنت ابملداررش غوووووورا مث آب ت حاذقا لمتاري‬
‫انس رآوه ابلبصووووووار‬ ‫واذا مل ترى الهــــالل فسمل ل ٍ‬
‫قوووهل ‪ :‬ابمس خوودام حرضووة سو يدي احلبيووب عوويل بوون حسوون لقعو ْل‬
‫مراده خبدام احلرضة من ذكرمه س يدي احلبيب عيل نفع هللا بوه آنوم خودام‬
‫املشهد ‪ ،‬آوخدام احلرضة هل من آهل الغيب كام قوال الشو يخ عبود هللا بون‬
‫علوووي احلووداد ‪ :‬حلرضووة الوليووة خوودام حيف ونووا ‪ ،‬وهووؤلء اخلوودام قوود‬
‫ينت ون للويل ويت فون يف خدمته جلب ًا ودفع ًا وهو ليشوعر ‪ .‬وقود قوال‬
‫الش يخ عبد اخلالق ابن عيل املزجام الزبيدي رمحه هللا تعاىل ‪ :‬آولياء هللا‬
‫للقدرة اكجلداول تت وف اهوم القودرة وان مل يشوعروا بوذكل ججوداول املواء‬
‫عري فهيا وليس لها فعل يف جراينه فهيا ‪ .‬وقووهل ‪ :‬يشوهد الصوحو يف احملوو‬
‫واحملو يف الصحو ‪ ،‬س يأيت بيان هذا املعىن من الكم سو يدي احلبيوب عبود‬
‫الوورمحن بوون مصووطفئ نفسووه ‪ ،‬فقوود ذكوورت يف كتووان ( حوودائق الذهووان‬
‫والرواح ) يف ذكوور النسووب ادليووين والووولدة الروحيووة الوويت يه كووولدة‬
‫الش يخ القطب احلبيب معر بن عبد الرمحن العطاس للش يخ عيل بون عبود‬
‫هللا ابراس نفع هللا اهام مونال ‪ ،‬فورآيتين قلوت فيوه النسوان الاكمول خليفوة‬

‫‪295‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫رسول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬وهوو اذلي قود فورغ مون اصوالح‬
‫نفسه وارتفع عىل آبناء جنسه ‪ ،‬ومن شأنه وحاهل انوه قود جواوز عوامل املوكل‬
‫والشهادة اىل عامل الغيب وامللكوت وع منوه اىل عوامل اجلو وت ‪ ،‬فانوه اذا‬
‫جاوز املكل اىل امللكوت صار الول يف حقوه غيبو ًا ‪ ،‬والثواين عينوا ‪ ،‬وهوو‬
‫املسمئ عندمه ابلفناء الول ‪ ،‬مث عبوره من اجل وت اىل الالهوت وصوول‬
‫اىل كامل الفناء الثاين وهو فناء الفنوا ‪ ،‬فيفوىن عون اخللوق ويفوىن آيضوا عون‬
‫فنائووه ‪ .‬قووال السو يد المووام العووارف ابهلل تعوواىل احلبيووب عبوود الوورمحن بوون‬
‫مصطفئ العيدروس العلوي قودس هللا روحوه ‪ ،‬آعوين صواحب املاكتبوة ؛‬
‫وهذا آي فناه عن نفسه هوو منهتويئ سوري السوائرين السوالكني وهوو الفنواء‬
‫احملض ‪ .‬ومن هذا يرجع اىل عامل املكل املع ْ عنه ابلفرق الثواين ‪ ،‬والصوحو‬
‫بعد احملو ويمع ْ آيضا ابنصداال املوع وابلفورق بعود املوع وب هوور الكورثة يف‬
‫الوحدة واعتبارها فهيا ‪ ،‬ويع ْ عنوه آيضوا اكحوو احملوو وفنواء الفنوا اذلي هوو‬
‫عني البقاء ‪ ،‬وجبموع املوع وبشوهود الوحودة يف الكورثة والكورثة يف الوحودة ‪،‬‬
‫فيحصل هل شهود التفرقة يف عوني املوع حبيو ليكوون آحودهام وااب عون‬
‫الخر ‪ ،‬فصاحب هذا املقام لحيمبه احلق عن اخللق ول اخللق عن احلوق‬
‫‪ ،‬بل يشهد احلق يف اخللق وعكسه ‪ ،‬فيعط لك ذي حوق حقوه ‪ .‬قوال ‪:‬‬
‫وهذه املنووزةل املعو عهنوا ابلنبووة يف النو ‪ ،‬والبقواء والتمكيول يف الوويل ‪،‬‬
‫وصوواحب هووذا املقووام هووو اذلي هل موون لك املقامووات واردات ‪ ،‬ويف لك‬
‫احلرضات مشاهدات ‪ ،‬ومن لك السامء عليه ليوات ‪ .‬وهوو مقوام ارشواد‬
‫املريدين وتربية السالكني ‪ ،‬مفقامه يف الولية اكنوزةل الرساةل لنه مقوام دعواء‬

‫‪296‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اخللق اىل هللا تعاىل ابهلل وهو املشار اليه بقوهل صىل هللا عليوه وآهل وسومل‬
‫( العلامء ورثة النبياء ) ‪ .‬انهتيئ ملحصا ‪.‬‬
‫وقوهل ‪ :‬والرادة شوامةل ارادة احلوال واملقوال فشومل الول العيوان‬
‫الثابتة ‪ ،‬ومشل الثاين املعاين الثابتة الخرة ‪ ،‬فأما الرادة فواملراد اهوا اجلذبوة‬
‫الرابنية ‪ .‬قوال املنواوي رمحوه هللا ‪ :‬الرادة عنود الصووفية توررش العوادة ويه‬
‫بداية طريق السالكني وآول منازل القاصدين ‪ .‬وقيول ‪ :‬يه توديوع الوسوادة‬
‫‪ ،‬وآن حيموول موون الوقووت زاده ‪ ،‬وآن يووألف بسووهادة ‪ ،‬وآن موور رقوواده ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬لوعة ون لك روعة ‪ .‬وقال يف قووهل العيوان الثابتوة ‪ :‬يه حقوائق‬
‫املمكنات يف عمل هللا ويه صور حقائق السامء اللهيوة يف احلرضوة العلميوة‬
‫ل تأخر لها عن احلق ال ابذلات ل ابلزمان ‪ ،‬فهي آزلية وآبدية ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقوهل يف البيات ‪ :‬ايمصدر الفيض يف آهل الرادات ‪ .‬يشوري اىل‬
‫املعىن الول اذلي هو مقام عسليك املريدين ‪ .‬قال املناوي رمحوه هللا تعواىل‬
‫‪ :‬الفويض القودس عبوارة عوون الوتجيل اذلايت املوجوب لوجوود الشو ياء اىل‬
‫آخووره ‪ ،‬والفوويض املقوودس التجليووات السووامئية املوجبووة ل هووور مايقتضوويه‬
‫اس تعداد تكل العيان ‪ .‬اىل آخر ماذكره ‪ .‬ومعىن الول آن الفيض القدس‬
‫وجود املكوانت يف عمل هللا ‪ ،‬والثاين بروزها يف اخلوارأ ‪ .‬نقلنوا ذكل لويعمل‬
‫الواقف مقام املشري واملشار اليه ‪ ،‬فانام وان مل يتعارفا يف عامل الشهادة فان‬
‫هلام تعارفا ‪ ،‬فاذا اكان متاكفئني تكم آحدهام اكا هو حال الخر ‪ .‬هوذا معوىن‬
‫الكم ذكره املزجوام ‪ .‬نقلنوا بيوان بعوض هوذه اللفواظ الويت عوىن اهوا هوذا‬
‫المام العوارف ‪ ،‬آعوين احلبيوب عبود الورمحن بون مصوطفئ وآشوار اهوا اىل‬
‫آحوال س يدي احلبيب الس تاذ عيل بن حسن نفوع هللا اهوام لويعمل الواقوف‬

‫‪297‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫علهيا ماتضمنته من املعاين الغزيرة املمتنع فهمها وذوقها عىل من مل يصول اىل‬
‫تكل الحوال واملقامات ‪ ،‬لن علمها ليدررش ابلوصوف والبيوان وامنوا يودررش‬
‫ابذلوق والوجوودان ‪ ،‬فعىس و موون وقووف عووىل ذكل آن يش و تاق اليووه ويووأيت‬
‫البيوت من آبوااها اليت تدخهل عليه ‪ ،‬ويه اجملاهدات ابرتواكب املشوقات ‪،‬‬
‫والعووامتد عووىل آراكن السوولورش والسووري اىل مووكل امللووورش ‪ ،‬وذكل عنوودمه‬
‫معروف ‪ .‬وقد آشار القطب الش يخ آبوبكر العيودروس العودين قودس هللا‬
‫روحه يف قصيدته اليت يقول فهيوا ‪ :‬هبوت نسو مي املواصوةل بوال اتصوال و ل‬
‫انفصال ‪ .‬فانه قال بعد ذكره آحوال آهل هللا وآذواقهم ومشاراهم‬
‫هذه علوم حمقوووووووقة رجــــالها نعم من رج ال‬
‫قد اقتدوا مث جاهدوا وشاهــدوا وانتفئ احملال‬
‫وهد م ليس به ضالل‬ ‫يقي هنم لارتياب فيه‬
‫قال الشو يخ السو تاذ عبود هللا بون علووي احلوداد نفعنوا هللا بوه يف‬
‫رشح القصيدة املذكورة اذلي خمت به كتاب ( احتاف السوائل ) هوذه علووم‬
‫يعين اليت آشار الهيا حمققة عند آهلهوا النواورين بنوور هللا ‪ ،‬اخلوارجني عون‬
‫مضيق التقليد اىل فضاء الكشف ‪ ،‬اذلين مل يقنعووا ابخلو عون العيوان كوام‬
‫قنع به اجلامدون عىل املعقول ‪ ،‬الواقفون مع آفاكرمه ومايعرفونه من آنفسوهم‬
‫من اذلاكء والفطنة ‪ ،‬فان من هذا وصفه راكوا آنكور علووم القووم ومل يصودق‬
‫اها خلروتا عن ادراكه وحتصيهل ‪ ،‬وهو عند نفسه ممون ل يفوتوه يشء مون‬
‫العمل فيكذب اكا مل حيو‪ ،‬بوه علوام ‪ ،‬ولكوون التصوديق ببواطن عومل الصووفية‬
‫فضال عن التحقق به شاق عىل من هذا وصوفه ‪ .‬قوال اجلنيود رمحوه هللا ‪:‬‬
‫التصووديق بعلمنووا هووذا وليووة ‪ .‬مث سوواق ر هللا عنووه ابيق الووأم عووىل‬

‫‪298‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫رشح البيات ‪ .‬فر هللا عن آهل هللا ونسوأل هللا آن يرزقنوا التصوديق‬
‫بعلوهمم الدلنية ‪ ،‬وآنفاسهم العلوية ‪.‬‬
‫وممووا كتبووه وريووه س و يدي احلبيووب عبوود الوورمحن بوون مصووطفئ‬
‫العيدروس مادحو ًا ديووان سو يدي احلبيوب عويل بون حسون نفعنوا هللا اهوام‬
‫ومعرض ًا بذكر املشهد ‪ ،‬قال ر هللا عنه ‪:‬‬ ‫وِ‬
‫ق قلْت لنا من حرضة الرشق والغوورب حماسن لبىن يف ابتعاد ويف قوورب‬
‫بدت يف كنوز من س نا رسها الوه‬ ‫فقهممنا اها ملا فقهِمنا رموزهووووووووووووووا‬
‫عىل آنا للكوووووووووول لحت وانــام رآوها بعيين يف رخا ٍء ويف جــدب‬
‫تربت بدارالغيب قــاعــــدة الكعب‬ ‫وايحبذا بنت ادت ِلداهوووووووووووا‬
‫اىل آن بدت ابجلذب والوهب والكسب‬ ‫ومازلت مهنا للمحاسن خاطبووووووا‬
‫فلام جلوت المر شاهدت آنوووووين خطيب وخمطوب لها يف مرىب اخلصب‬
‫لها نس بة تزهو عىل الشمس والشهب‬ ‫ميانية طور ًا وطور ًا لطيوووووووووووووب ٍة‬
‫ساموي ًة آرضووووووووووووي ًة ان تبسمت آانرت مجيع الكون ابملبسم الع ذب‬
‫ارف دل ا معانهيا بروض ال معووووووال تن‬ ‫ِحجازي ًة اللفاظ ‪ ،‬من معوووووو ٍ‬
‫آقول لها اي آخت مسعدق ى آان اذلي وحق الهوى العذري فيك اعتال ح‬
‫فقالت آما تدري ببعض اذلي جرى عىل طور سينا الفضل يف املربع الرحب‬
‫جرى ماجرى والسري يف السري من رشب‬ ‫فقلت رعارش هللا ايوبــية النوووووووقا‬
‫وكن ممط ِلق ًا حسب التجيل من الورب‬ ‫فقالت دال التقييد ابجلهر واخلفــــا‬
‫ورس كيف ما آولرش ذو الفضل والول ويع ش نفه بـــمدح من القـــلب‬
‫فقلت لووها يف آي يشء آذيعووووووه فقالت لن م الس يد الوح د الندب‬
‫من الراح راح الق دس حس اها حس‬ ‫عيل املعايل احلــ آك ِرم بذائووووووو ٍق‬

‫‪299‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فؤادي للٍ حس هنا للنووهيئ يس‬ ‫وِ‬


‫فلهل من ن م به انتووووووووورثت عىل‬
‫مكوقف رب الن م فيه احلشا يص‬ ‫مقاصده حازت مواقف اهموووووووة‬
‫بشائرها آنبت اكــا لح يف الكتب‬ ‫فيامشهد ًا لحت به ‪ ،‬اشووووووووار ٍة‬
‫به شاهد الرسار اكلوب ل يف الصب‬ ‫ذب‬ ‫ف من ويل ‪ ،‬صف هموووووووووو ٍ‬
‫ولبِد قال يف بيت النبوة ان عوووووولوا عىل ن ِ وقري اجلوزاء يف السهل والصعب‬
‫وس بطاه والزهرا قء هلل من حووووزب‬ ‫ِ‬ ‫و ِل قم ل وطه آصلهم ووصووووووووووويه‬
‫وسائر آهل البيت مع مجةل الصحب‬ ‫علهيم صالة هللا مث سالمووووووووووووه‬
‫ومما كتبه اليوه سو يدي احلبيوب عبود الورمحن بون مصوطفئ املوذكور‬
‫نزيل م ‪ ،‬وآحد آعوالم ذكل الركوب والسوفر ‪ ،‬والسوفر البوارال يف مجيوع‬
‫الفنون ‪ ،‬القارال ابب املعارف اكفتاح اذلين يؤمنون ابلغيب ويقميوون الصوالة‬
‫ومما رزقنوامه ينفقوون ‪ ،‬صواحب املؤلفوات الفائقوة ‪ ،‬والشوارت الصوادقة ‪،‬‬
‫وذكل مما آثبته س يدي احلبيب عيل بن حسن يف كتابه املقصود يف شوواهد‬
‫املشهد ‪ ،‬قال ر هللا عنه ‪ :‬فوأول طلووال مقرهوا اذلي آضواء بوه دعوور‬
‫اجلاهل اكقام هذا القطب ادلائرة عليوه دوائور طريقوة جوده الشو يخ احلبيوب‬
‫معر العطاس ‪ ،‬فأرشق يف قلب لك مؤمن موهنم نو اس ‪ .‬ولعول سوبهبا آنوه‬
‫ر هللا آعين احلبيب عبد الرمحن بن مصطفئ املذكور وقف عوىل بعوض‬
‫مؤلفات س يدي احلبيب عيل بن حسن نفوع هللا اهوام ‪ ،‬جفعول ذكل الوأم‬
‫عليه اكلتقرير والتقريض ‪ ،‬كام يدل عليه قوهل ‪ :‬وبعد فقود وقفوت عوىل هوذا‬
‫الوارد ‪ .‬اىل آخره ‪ .‬قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫امحلد هلل عون آاهويئ مواتدوح بوه الرواح ‪ ،‬ومواتديف بوه يف رايض‬
‫الرضا الشو باح ‪ ،‬ذكور املوتحيل يف ال واهر عوىل حسوب السو تعدادات ‪،‬‬

‫‪300‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫املووتجيل بأسووامئه اجلالليووة واملاليووة والكامليووة يف مجيووع الوقووات ‪ ،‬والصووالة‬


‫والسالم عىل الرابطة الع مئ ‪ ،‬مركز حمي‪ ،‬دائورة الفويض املنووزل عليوه يف‬
‫الكتاب العزيز { وآتوا البيوت من آبوااها } وعىل آهل الطاهرين م اهر ذاته‬
‫‪ ،‬وآحصابه املتكموني بكاملتوه ‪ ،‬مااعتلوت مهوة مريود وموراد ‪ ،‬وانتفوئ عون‬
‫املوونغمس يف حبوور املووع شووهود العووداد ‪ .‬وبعوود ‪ :‬فقوود وقفووت والشووكر هلل‬
‫وامحلد ملن لويس هل قبول كوام لويس هل بعود ‪ ،‬عوىل هوذا الووارد مون حرضوة‬
‫املواهووب ‪ ،‬املفوواض موون امووداد الفيوواض الواهووب ‪ ،‬يف حووالت ومقامووات‬
‫املصووادر وامل ووارد للحووارض والغائووب ‪ ،‬فرآيتووه حديقووة تبسوومت آزهارهووا ‪،‬‬
‫وبكووت اهاطوول الرسار آنارهووا ‪ ،‬وغووردت عووىل دوح املعووارف آطيارهووا ‪،‬‬
‫وحلت للقايص وادلاين آمثارها ‪ ،‬كيف لوهو من نتيجة تكل املقامات الغنية‬
‫ب هورها عن ادلليل وال هان ‪ ،‬وانهيك بتكل احلرضة املرشوقة عوىل ذو وا‬
‫مشوس اذلوق والكشف والعيان ‪ ،‬شعر ًا ‪:‬‬
‫صاح قف ن يف موقف التأنيس عق ْل نقىض لبانة التقووووووووووووووديس‬
‫وانتشق عرف روض ٍة روحت ين من سالف قجلْت عووون التقييس‬
‫غبت فهيا حسا ومعوووووىن لين رحت من راح آنسها يف عطووس‬
‫من مثار تزهو كزهووووووو العووروس‬ ‫ايمريد ًا مراده فاجن منووووووووووها‬
‫والزمن حرضة الرشيف امل مفــــدا معووووووودن الرس صفوة القــدوس‬
‫العيل الويف خقـــد ِن املعووووووووايل م هر البس‪ ،‬واملقووووووووام النيس‬
‫لح ته عني املعاين لهووووووووووذا مل يزل رافووووووووووووووال بأاهيئ لبوس‬
‫ايحفيد العطاس حلو املوووووووزااي مقتداان الشمووووواال زايك الغوروس‬
‫ذوق س نــاها دونه يف الضياء ضوووووء الشموس‬ ‫دمم قت لو آباكر ٍ‬

‫‪301‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫السهيئ يف خــفاها فاصطفاها يف احلــــال رب رئيس‬ ‫بعد آن اكنت م‬


‫اببهتاأ خووووووووووووالٍ عن التلبيس‬ ‫واقب لن بنت ود قلب آتتوووووو‬
‫ماتناجت ِورق الصفا يف الطروس‬ ‫وصالة السالم مث سووووووووووالم‬
‫يغش يان احلبيب خوووووووري ال ااي ترجامن املعووووووووووقول واحملسوس‬
‫وحصب مه آويل الجوووووووووهتاد والتدريس‬ ‫ٍ‬ ‫مث آلٍ به عســامووووووووووا‬
‫قال ذكل بلسانه عن يل موله الفاين بوه يف عوني بقائوه ‪ ،‬والبوايق‬
‫بووه يف عووني فنائووه ‪ ،‬رام رمحووة القوودوس ‪ ،‬عبوود الوورمحن بوون مصووطفئ‬
‫العيوودروس ‪ .‬قوووهل ‪ :‬م هوور البسوو‪ ،‬واملقووام النوويس ‪ .‬فيووه الشووارة اىل آن‬
‫س يدي احلبيب عيل بل مقوام النوس وهوو مون مقاموات التكوني ‪ ،‬وذكل‬
‫ابق يف مقووام التل ووين تتعوواوده آح ووال اخلوووف‬ ‫لن املريوود السوواكل اذا اكن ٍ‬
‫والرجوواء ‪ ،‬وفوووقهام مقامووا القووبض والبسوو‪ ، ،‬فوواذا بلو مقووام النووس دام هل‬
‫الرسور وذكل حني يفىن اذلاكر عن نفسه وذكره ابملوذكور ‪ ،‬ومل يبوق عنوده‬
‫للكون ومن فيوه ومافيوه يف قلبوه شوعور ولوهوور ‪ ،‬ولتورد عليوه حوالت‬
‫الرجوواء ول اخلوووف ول القووبض ول البسوو‪ ، ،‬كامذكوور معووىن ذكل المووام‬
‫الغ وزايل ر هللا عنووه يف الحيوواء ‪ .‬وقووال املنوواوي ‪ :‬النووس ابلضووم آثوور‬
‫مشاهدة جامل اجلالل ‪ .‬وقيل ‪ :‬حياة القلب بنس مي القورب ‪ .‬وقيول ‪ :‬ر يوة‬
‫وجه احلبيب بفقد الرقيب ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬ويف هوذه البيوات اشوارة اىل مقاموات‬
‫وآحوال الكتفاء بعنوانا يغين عن بيانا ‪ ،‬نفعناهللا بأهلها وآراباها ‪ ،‬وآهلمنا‬
‫التعلق بأس بااها ‪.‬‬
‫ومما وقفت عليه من الثناء البلي والشارات العالية املنبئة بعلو مقام‬
‫س يدان الغوث املالذ الش يخ الس تاذ احلبيوب عويل بون حسون ‪ ،‬ماوجدتوه‬

‫‪302‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مرقوما خب‪ ،‬س يدي وش يح وارث املعوارف والرسار ‪ ،‬احلبيوب معور بون‬
‫عبد الرمحن البار الخوري نفوع هللا بوه ‪ ،‬ويه مون الشو يخ العالموة العوارف‬
‫ابهلل عيل الغامن الشا قدس هللا روحه ويه ‪:‬‬
‫بسم هللا الرمحن الرحمي ‪ ،‬محدا ملن وجب وجووده وبقوا ه ‪ ،‬وامتنوع‬
‫عدمه وفنا ه ‪ ،‬ودل عىل وجوده آرضه وسوام ه ‪ ،‬وشوهد بوحدانيتوه وصوف‬
‫العامل وبنا ه ‪ ،‬العلمي اذلي حيي‪ ،‬علمه اكا ليتنواىه عوده واحصوا ه ‪ ،‬القودير‬
‫اذلي جلووت قدرتووه وتباركووت آسووام ه ‪ ،‬وع مووت نعمتووه ومعووت آل ه ‪،‬‬
‫واتهووت يف بيووداء آولوهيتووه آن ووار العقوول وآرا ه ‪ ،‬وار ووت دون ادراكووه‬
‫طرق الفكر وآحنوا ه ‪ ،‬آمحوده ول آحيصو ثنوا ه ‪ ،‬وآشوكره والشوكر آيضوا‬
‫عطا ه ‪ ،‬وآصيل وآسمل عىل حبيبه ورسوهل اذلي رفع الهدى جوده وغنوا ه‬
‫‪ ،‬ومقع الضالل بأسه وعنا ه ‪ ،‬صىل هللا عليه وعىل آهل موا آضواءت ابلبودر‬
‫املنري آضوا ه ‪ ،‬مث عىل سدرة منهتويئ العلووم ‪ ،‬وعورش رسادقوات الفهووم ‪،‬‬
‫ش يخ السالم وحامل لوائه ‪ ،‬وكوكب الفضل ومشس سامئه ‪ ،‬مفتاح املعاين‬
‫والبيان ‪ ،‬انسان العني وعني النسوان ‪ ،‬مهنواأ الطوالبني ورايض الصواحلني‬
‫ولسان املتكمني و ة الناورين ‪ ،‬حدقة الوجود وحديقة املوجود ‪ ،‬م هور‬
‫الوليووة وعووني العنايووة ‪ ،‬روح مجمووع آهوول الكووامل ‪ ،‬وروح آهوول املعووارف‬
‫والحوال ‪ ،‬اتأ التقياء عمل الصفياء ‪ ،‬رساأ الولياء ‪ ،‬غي الانم غوث‬
‫السووالم ‪ ،‬فريوود آهوول التحقيووق يف املعووارف ‪ ،‬وحيوود آهوول التوودقيق يف‬
‫العوارف ‪ ،‬حم‪ ،‬الرحال ‪ ،‬مزدمح الرجوال ‪ ،‬جهوف الوليواء الخيوار ‪ ،‬قوامع‬
‫آهل الضالل والفسواد والفجوار ‪ ،‬جعبوة آرابب اخللووق ‪ ،‬ومون هوو بولك‬
‫كرامة خمصووق ‪ ،‬حمو املووات ومنقوذ المووات ‪ ،‬مورن املريودين وجمووهر‬

‫‪303‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫السالكني ‪ ،‬غوث العامل والناس ‪ ،‬مولان ومعدتنا س يدي الس يد عويل بون‬
‫حسن العطاس ‪ ،‬لزالت اللسن ابلثناء عليه انطقة ‪ ،‬والقلوب عىل حمبتوه‬
‫متطابقة ‪ ،‬ماسار ركب حنو احلجاز ؛ واحرم ول ق ْبا وابلجور فواز ‪ .‬آمابعود ‪:‬‬
‫فا ْن متوأ حبر‪ ،‬ادلفاق ‪ ،‬غضا فيه اىل العناق ‪ ،‬وذقنا منه آحسن مذاق ‪،‬‬
‫وان سألمت عن حمب املش تاق ‪ ،‬فهو يف نعمة من املوىل اخلوالق ‪ ،‬وليغوريه‬
‫الفراق وليوم التالق ‪ ،‬ومقمي للمناب العايل عىل خوالص ادلعووات لسو امي‬
‫عند ا ِحلم ِر واحل ق قم ِر واحلمرة والروضة واملن واملصوىل ‪ ،‬والبقيوع واملعوال ؛‬
‫وال وركن وامللووزتم وزمووزم واملقووام ‪ ،‬وآثنوواء الوور وس ومووىن واملزدلفووة وبقيووة‬
‫املشوواعر وعرفووات نرجووو منووه الجابووة ‪ ،‬جبوواه النبيوواء والوليوواء والشووهداء‬
‫واملالئكة وسائر الصحابة ‪ ،‬واملرجو من ماكرم مولان وسو يدان ومعودتنا آن‬
‫لينسواان مون خوالص دعواتوه ‪ ،‬لسو امي عنود خلواتوه وصصواته وجذابتووه ‪،‬‬
‫ومعراجه وارتفاعه واحنطاطه واخنفاضه ‪ ،‬وفرحاته وآحزانه وجلواتوه ‪ ،‬فلعول‬
‫ولعل ولعل فان فياهنواان وايرسوران ‪ ،‬وان فيواواي ‪ ،‬والول عنودان حمقوق ‪،‬‬
‫والثاين م نون ‪ ،‬والقريب آوىل ابلكرام مون البعيود ‪ ،‬والبعيود آوىل وآحوق‬
‫وآحرى من القريب ‪ ،‬واهلمم واملقامات من عالما وا الكراموات ‪ ،‬والكراموة‬
‫يه الس تقامة ‪ ،‬وذرة من الس تقامة خري من آلوف كراموة ‪ ،‬وموا آلفتووه ال‬
‫صدف الزمن يف هذه البضاعة ‪ ،‬بأن ععل الس نني والشهور مقودار سواعة‬
‫‪ ،‬فالرجل لك الرجول مون وصول اىل منول هوذه املرتبوة وادلرجوة ‪ ،‬وجعول‬
‫الوقات لهوا مدرجوة ‪ ،‬واجلبوان لاكن وعوىل لك حوال ؛ مون فورش رقود ‪،‬‬
‫ومن زرال حصد ‪ ،‬ومن سهر الليل قوفُّوا هل الكيل ‪ ،‬ومن انم عن الركيعات‬
‫فصل عليه آربع تكبريات ‪ ،‬ومن تورمت من طوول القيوام آقداموه ؛ فواخلري‬

‫‪304‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لكه قدامه ‪ ،‬ومن عربد فقد رشد ‪ ،‬ومن ود ومحود ق ق ْوىل عليوه الصومد ‪،‬‬
‫وموون وو وجع ‪ ،‬وفوور ابلرشوب موون احلوووض وو ‪ ،‬والفتوووة والشووجاعة‬
‫ص درجة وساعة ‪ ،‬وادلنيا كسوق قام فيه قانص خمتو وغوري خمتو ‪ ،‬ر‬
‫فيه من ر وخرس من خرس ‪ ،‬وليصري الرجل ِص وِد يق ًا حو يشوهد فيوه‬
‫آلف صديق آنه زنديق ‪ ،‬ولقد آحسن بعضهم حي يقول ‪:‬‬
‫لن تبل اجملد ح تلعق قالص ِ ا‬ ‫لحتسب اجملد متر ًا آنت آلكه‬
‫وها قد بقينا مقميني ابحلرم آايما خبودمت ايسو يدي ومل نور‪ ،‬لخيوال‬
‫ولعياان ‪ ،‬مع آنه مجمع الحباب وموطن الطالب ‪ ،‬وان قلمت ا ْن آوليواء هللا‬
‫عورااس والعورااس ليراهووا ال موون اكن قمح قرمو ًا هلووم ‪ ،‬فالطفووال مل خيطووروا‬
‫ابلبووال ومل حيمبووا عوون البوودال ‪ ،‬وان قلوومت يف الوقووت اذلي يريوود ؛ فلعووهل‬
‫يكون غري بعيد ‪ ،‬ومعلوم آن من متسك حببل فقد سكل ‪ ،‬ومن طرحوه‬
‫فقد هكل ‪ ،‬والغرية والنجدة مطلوبة ‪ ،‬والدال من آمنوال غريحمبوبوة ‪ ،‬ان‬
‫هللا حيب معوايل الموور ويكوره سفاسوفها ‪ ،‬فوان مل حيصول الموداد ويكورث‬
‫علينا آل وآل وآل ‪ ،‬ولو رصحنا ورصخنا قبول املعواد ‪ ،‬واندينوا بوأم القورى‬
‫وآرشف البالد ‪ ،‬ومورد ال ِعباد وال مع ْباد بأننا ذلان ومتكنوا ومتسوكنا ومل حيصول‬
‫املراد ‪ ،‬ونرجع عند ذكل اىل الباب العوايل ؛ الوسو يطة الع موئ ولنبوايل ‪،‬‬
‫وندرش الوسائ‪ ، ،‬ونعربد ونشطح ومنزأ وخنال‪ ، ،‬ولكنا يسمل عوىل لكو ‪،‬‬
‫شعر ًا ‪:‬‬
‫آل اينس مي الرد بلووووووو حتي يت مسلميئ و قعرض ن كنك م ازح‬
‫فان آعرضت عين فق قموه مغالط ًا بغريي وقل انحت عليه النواحئ‬
‫غريه ‪:‬‬

‫‪305‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عىل امرء ذي جالل‬ ‫ليس ايمخول بعــــار‬


‫وتكل خوووووري الليال‬ ‫فليةل القدر هفئ‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫ماذا آقول وآن ممت هووووووووووو آن ممت‬ ‫لك لسان يلك عن آوصاف‬
‫والعفو والحسان يعرف من‬ ‫اذلنب والتقص ري مين دا ا‬
‫انهتت املاكتبة من خ‪ ،‬س يدي المام وارث الرسار احلبيوب معور‬
‫بن عبد الرمحن البار نفعنا هللا اهوم ويه جامعوة لعلووم ومعوارف واشوارات‬
‫وعوارف ‪ ،‬وهذه يه خماطبات الكفواء مون ذوي الهتودا والصوطفاء كوام‬
‫آشار اىل ذكل يف آول املاكتبة ‪ :‬ان آولياء هللا عرااس وليرى العرااس ال‬
‫احملرمون ( بفتح الراء ) آي احملارم ‪ ،‬آي املاكشفون بأرسارمه والكهموم جهوم‬
‫يف فهمه ‪ ،‬ويف الكمه استنجاد هلمة س يدان الس تاذ احلبيوب عويل املكنوون‬
‫‪ ،‬ولسلفه آلدنني القربني آرابب احلقائق النارشين للطرائوق ‪ ،‬فوان حصول‬
‫مهنم الدال واملهةل عن توجه اىل اجناح مباغينا ابهلمة ‪ ،‬وال رجعنوا وعودان‬
‫للواسووطة الع مووئ هلووم ولسووائر المووة ‪ ،‬اذ موودد الوولك موون تتووه لس و امي‬
‫للمس تقميني عىل اتباال سنته ‪ ،‬لس امي خواق اخلواق من العلويني ‪ ،‬اذلين‬
‫خصوا بطريقة منىل كام وصفت وعرفت بكونا خارجوة مون بوني ٍ‬
‫فورث ود ٍم‬
‫لبنا خالصا سائغا للشاربني ‪.‬‬
‫وقووووهل ‪ :‬وآل وآل وآل ‪ ،‬فوووأل آداة تعريوووف للجووونس آو للنووووال آو‬
‫لالس تغراق ‪ ،‬ولعهل بذكل معين شيئا من املطالب السنية الويت يكوون آهول‬
‫هللا تعاىل فيه واسطة ‪ ،‬ومه ممدون من احلرضة النبويوة احملمديوة كوام مورت‬
‫الشارة اىل ذكل قريبا ‪ ،‬اذ مجيع العوامل مم قمدْة مهنا ‪ ،‬يشوري اىل ذكل قووهل ‪:‬‬

‫‪306‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فلرنجع اىل استنجاد آكرم الكرماء الواسطة الع مئ ‪ .‬قال يف املرشال الوروي‬
‫يف مناقب السادة بين علوي يف مبح طويل عن بعوض العوارفني معنواه ‪:‬‬
‫ان مدد مجيع النبياء والولياء من احلرضة احملمديوة ‪ ،‬وآنوه قود ي ون بعوض‬
‫الولياء آنه ميتد من حرضة الربوبية وهو آمنا ميتد من احلرضة النبويوة ‪ ،‬واىل‬
‫ذكل يشري قول الس تاذ احلبيب عبد هللا بن علوي احلداد نفعنا هللا به يف‬
‫وصوف القطووب اذلي ترجوع اليووه واىل السو تداد منووه مجيوع دوائوور الوليووة‬
‫واخلالفة ‪ ،‬آو من اليه تنسب اخلالفوة يف مقوام الصواحلني ‪ ،‬وديوانوه ر‬
‫هللا عنه فيه الكنري من وصفهم ‪ ،‬ننقل كل يف هذه البيات موا آرشاناليوه‪،‬‬
‫قال احلداد ر هللا عنه ‪:‬‬
‫غوث الانم بعاجل وبأجل‬ ‫ميتد من حبر العلوم حميطها‬
‫والقطب البكري الصديق ر هللا عنه يقول يف قصيدة آخرى ‪:‬‬
‫من رمحــــة تصعد آوتنوزل‬ ‫ما آرسل الرمحن آويرسل‬
‫من لك ماخيتص آويشمل‬ ‫من ملكوت هللا آوملكه‬
‫رسوهل خمتووووواره املرســل‬ ‫ال وطــه املصطفئ عبده‬
‫يعمل هذا لك مووون يع قل‬ ‫واسطة ف هيا وآص ٌل لهـــا‬
‫واحلاصل آن هذا المام احلبيب عيل بن حسن آققر هل ابلوليوة لك‬
‫عارف خبري ‪ ،‬وابحلفظ والفهم يف العمل الكسو والووه لك عوامل حنريور ‪.‬‬
‫بلغنا عون العوارف ابهلل احلبيوب سوقاف بون معور صواحب آبوني وهوو مون‬
‫اجملذوبني ومن آهل الولية الك ى من آل آن علوي ‪ ،‬يتصل ابلش يخ عيل‬
‫بن آن بكر السكران ابن الش يخ عبود الورمحن السوقاف ابعلووي نفعنوا هللا‬
‫اهم آنه قوال ‪ :‬مكو السو يد عويل بون حسون العطواس يف القطبيوة ثوالث‬

‫‪307‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عرش و س و نة ‪ ،‬و محسوود عووىل ذكل ‪ ،‬وقوود آقوور هل ابملووع بووني عوومل البوواطن‬
‫وال اهر من قدمنا ذكرمه من الاكبور ‪ ،‬ولسو امي مون آهوهل وآهول جوالهل ‪،‬‬
‫اذلين قاموا هل ابلدبية ون روا مطوالع هوالهل ‪ ،‬وراقبووا منوازل سوريه اىل آن‬
‫بل طالع بدره اىل غاية كامهل ‪ ،‬وآذعنووا هل آنوه انفصول مون شو يهه مفطوموا‬
‫قا ا ابس تقالهل ‪ .‬ومر بعض مايدل عىل ذكل ويشهد هل بأنوه صواحب وقتوه‬
‫كام تكرر ذكل فامي مر عن آولئك الفراد آن القطبية من صفته ونعته ‪ ،‬مفوام‬
‫يعتووه موون سو يدي وشو يح خليفتووه عووىل آرساره ‪ ،‬وم هوور عوومل منوواره ‪،‬‬
‫احلبيووب العووارف ابهلل جعفوور بوون محموود العطوواس نفعنووا هللا بووه قووال ‪ :‬اكن‬
‫احلبيب العارف ابهلل عيل بن احلسني بن الش يخ معر العطاس توىل آوقاف‬
‫وادله ‪ ،‬واكن طاعنا يف السن ‪ ،‬وهو وودله احلبيب امحد بن عيل من آ قجل‬
‫الرواة الثقات وآرابب ادلراية فامي اعتده ونقهل يف كتابه القرطاس فامي يتعلق‬
‫ابملناقب والنقل عن من ترو هلم فيه ‪ ،‬قال ‪ :‬وآنشأ الوادل عيل بون حسون‬
‫قصيدته اليت مطلعها ‪ :‬ايعيل بن حسوني آوصويك مون نفسوك آنصوف ‪ .‬مث‬
‫آمر منشوده آن حيفطهوا ويتقهنوا ‪ ،‬واذا وصولوا اىل بودل حريضوة علوس اىل‬
‫جنب احلبيب عيل بن حسني وينشدها بني يديوه ‪ ،‬فلوام وصولوا وآنشودها‬
‫مع مافهيا من املواعظ والنصيحة آجاب عليه احلبيب عيل بن حسني ار ال‬
‫بنحو مائة بيت وهو اذ ذارش يف سن املائة س نة والقصيدة مطلعها ‪:‬‬
‫اياذلي لك حبه من مذاريك تألف‬ ‫مرحبا مرحبا بك اياحلبيب املعرف‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وهكذا شأن ذوي النصاف املتحلني ابلعداف ‪ .‬فوان‬
‫الش و يخ عوويل بوون آن بكوور صوواحب ال قووة ملووا آاته امووام الط وريقني وش و يخ‬
‫الفريقني الش يخ الفقيه محمد بن عيل ابجرفيل ادلوعين املقبوور بغيول ابوزيور‬

‫‪308‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قال هل ‪ :‬آريد منك آن تقول يل ‪ :‬محمود ابجرفيول منوا آهول البيوت كوام قوال‬
‫ذكل رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسومل لسولامن الفواريس ( سولامن منوا‬
‫آهل البيت ) فقال هذه الكمة مايقولهوا ال مون هوو يف مقوام اخلالفوة عون‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ ،‬فق ِرس اىل ابن آل الش يخ آن بكور‬
‫بن عبود هللا العيودروس ‪ ،‬يعوين العودين وآ قرسو قل معوه رسوول ‪ ،‬واكن بينوه‬
‫وبينه وقفة يعنون اها يشء واقع يف اخلواطر موع صوفاء الرسوائر مون هوؤلء‬
‫الاكبر ‪ ،‬فلام وصل اليه الرسوول بوصواة معوه الشو يخ عويل قوال هل ‪ :‬محمود‬
‫ابجرفيوول منووا آهوول البيووت ‪ .‬فسوواراها نش و يطا ‪ ،‬وملووا حوووت موون الرسار‬
‫مغتبطا ‪ .‬والقصة ومافهيا زايدة الفوائد مزبورة ؛ ذكران ذكل ملا فيه من ناية‬
‫اجووالل احلبيووب عوويل بوون احلسووني للحبيووب عوويل ‪ ،‬واكن يف درجووة جووده‬
‫احلبيب عبود هللا بون احلسوني ‪ .‬ويف ذكل آبلو الثنواء عليوه ‪ ،‬وكوام يقوال ‪:‬‬
‫صاحب البيت آدرى اكافيه ‪.‬‬
‫و‪ ،‬و‪ ،‬اذا ذاكوور سو يدي احلبيووب جعفوور يف آحووال وادله وآسو تاذه‬
‫احلبيب عيل بن حسن نفع هللا اهام ‪ ،‬عري يف ذكل اكملاء النازل يف صوبب‬
‫‪ ،‬ويووأيت موون ذكل ابلعمووب ‪ .‬واكن يومووا بووبدل اخلريبووة يووذاكر بأش و ياء موون‬
‫آح ووال احلبيووب عوويل فووذكر حينئووذ مهنووا مووا وقووع للس و يد غووازي الهنوودي‬
‫آوالس ندي معه ‪ ،‬والقصة مشهورة وفهيا كرامات وجعائب ‪ ،‬فقلت لسو يدي‬
‫احلبيووب جعفوور منوول هووذه الفوائوود ومافهيووا موون العوائوود ينبغ و آن تثبتوهووا‬
‫وتقيدوها لينتفع اهاالواقف علهيا ‪ ،‬فقوال ‪ :‬ايسو بحان هللا هوذه اثلو اشوارة‬
‫يف هوذه السو نة ‪ .‬واكن ر هللا عنوه هل اليود الطووىل يف حتسوني العبووارة‬
‫وس بك الأم ‪ .‬قيل آنه بعد ذكل ابتدآ يف تأليف مناقب لسو يدي شو يهه‬

‫‪309‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلبيب عيل نفع هللا به ‪ ،‬ومل عمع مهنا ال القليل يف آولها لقصور الزموان ‪،‬‬
‫وعوودم اس و تحقاق آهووهل لالحسووان ‪ ،‬فوووردت الشووارة عووىل ملفووق هووذه‬
‫السفارات ممنقمقا لها بأقوال مسو تعارات لويس لهوا مون املناقوب ال المس ‪،‬‬
‫خملالفايت قوهل تعاىل { ولتقق مف قمالقي قس ق قكل ِب ِه عمل } ‪1‬وامنا هذا المام قه ميوويل‬
‫املعارف ومعدن الرقوائق واللطوائف ‪ ،‬ترامجوه كتبوه ‪ ،‬ولوو نقول مافهيوا مون‬
‫ق قحتدث احلبيب عيل بن حسن اكا آوله هللا من النعم واملأ ‪ ،‬لبل جمودلات‬
‫عديدة وآسفار مديدة ‪ .‬وقود قوال ر هللا عنوه يف بعوض دواويون شوعره‬
‫الوويت الكمووه فهيووا ينو عوون ع ووم حوواهل ‪ ،‬ومااسو تودال يف رسه يف حاكيووة‬
‫استسووقاء لهوول قوورن املووال موون وادي معوود ‪ ،‬وقوود آنشووأان هووذه القصوويدة‬
‫ومابعدها من الشوعار والنشوائد واحلودو اذلي يقوال هل املراجوز بلغوة آهول‬
‫اجلهة مالحيىص ‪ .‬و تقدم غالبه وس يأيت ابقيوه ‪ ،‬حبيو لووحزر موايف توكل‬
‫الووزايرة موون ن ووم ونوورث وقصووص وجعائووب وحو وآمنووال لوواكن ينيووف عووىل‬
‫جمدلات كبار ‪ ،‬اىل آخر ماطال به ‪ .‬فاكتف آ ا الواقف عىل ماقاهل س يدي‬
‫احلبيب عيل يف هذه املاكتبة ابلعيان عن اخلو ‪ ،‬تعومل بوذكل حصوة ماقلنواه‬
‫وحقيقة ما آسلفناه ‪ .‬وان ر يف املاكتبات ما آثبته فهيا يف حاكيوة استسوقائه‬
‫يف املرة اليت توسل فهيا ابنزال الغي اكشاخي دوعن الويت يه سوبب انشواء‬
‫القصيدة الفريدة القائل يف آولها ‪:‬‬
‫امحلد هلل فزان ابلرضا والقبول‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 36 :‬الرساء‬

‫‪310‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فنسأكل اللهم جباه هذا الوجيه دليك املقبول ‪ ،‬آن متن علينا ابلرضا والقبوول‬
‫‪ ،‬ولتؤاخذان فامي ريناه من املقول ‪ ،‬فان ما آثبتناه من هوذا النووزر اليسوري‬
‫مل نثبته ال من كتبه آوعون الثقوات الثبوات العودول ‪ ،‬وهللا ورسووهل آعومل‬
‫حبقائق المور وهو املس تعان وعليه التأن واليه املصري ‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( البوواب الثال و ) يف رشح القصوويدة الوويت راق منوالهووا ؛ ورقووت‬


‫آقوالهووا ‪ ،‬املناطووة ابلتنويووه بشووأن انرش ل وواء الطرائووق ‪ ،‬ومعوودن احلقووائق‬
‫والرقووائق ‪ ،‬آس و تاذ الاكبوور ؛ ونووور الرسووائر والبصووائر ‪ ،‬الش و يخ الس و تاذ‬
‫والقطب الغوث املالذ ‪ ،‬احلبيب معر بن عبود الورمحن بون عقيول العطواس‬
‫ابعلوووي ‪ ،‬نفعنووا هللا بووه وبسوولفه آمووني ‪ .‬ويه موون ن ووم صوواحب الدمجووة‬
‫ذواملواهب واملأ ‪ ،‬احلبيب عيل بن حسن العطاس ‪ ،‬قال ر هللا عنوه‬
‫‪:‬‬
‫عطاعطاس نا غطا العطااي وآوىل من توىل ومن يوايل‬
‫العطاء هو النعام والتفضل ‪ ،‬وتدخل فيه الهبة والصدقة والهديوة ‪،‬‬
‫والعطاء حيس ومعنوي ‪ ،‬فاحليس هو اجلود والسوهاء ابلمووال والخوالق‬
‫لقوهل عليه الصالة والسالم ( والكمة الطيبة صدقة ) وآما العطاء املعنووي‬
‫فهو ارشواد السوالكني وايصوال املريودين ؛ ابجلوذابت الرابنيوة‪ ،‬والعطفوات‬
‫الرمحوتيووة الرحامنيووة ‪ ،‬اذ مه الوسووائ‪ ،‬بووني هللا وبووني عبوواده وقوود آولمه‬
‫الت يف يف خلقه وبالده ‪ .‬ح آن الش يخ عبد القادر اجليالين نفعنا هللا‬
‫به ن ر عش ية ليةل اىل سو بعني رجوال يبوول آحودمه يف خفوذه فأوصولهم اىل‬
‫هللا يف تكل الساعة ‪ .‬وس يدي احلبيب معر نفع هللا به يش به حواهل ومقاموه‬
‫ابجليالين فعطا ه غطا العطااي ‪ ،‬آي سدها ل هووره عوىل سوائر العطوااي ‪،‬‬
‫آي عند آهل دائرته واملمدودين من فياض صلته ومواصولته ‪ ،‬فانوه آغنوامه‬
‫عن الغوري ؛ اكلشومس الويت تغطو النمووم عنود وهورهوا يف السوري ‪ ،‬كوام‬
‫ح عن تلميذه العامل الرابين العارف الصمداين اخلليفوة عون احلبيوب معور‬
‫بن عبد الرمحن املذكور ‪ ،‬والنائب عنه يف الورود والصدور ‪ ،‬الشو يخ عويل‬

‫‪312‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بن عبد هللا ابراس همدي املهدي ر هللا عنه ‪ ،‬احلرييض مث اخلري آنه‬
‫قال هل الش يخ احلبيب حسوني بون معور واكن تمكويهل بعود وفواة وادله عوىل‬
‫يديه ‪ ،‬ايوادل عيل انك مل تأخذ عن فالن وفوالن وذكور هل آانسو ًا مون آاكبور‬
‫سوواداتنا آل آن علوووي ‪ ،‬فقووال هل ‪ :‬ايحبيووب حسووني ان وادلرش ر هللا‬
‫عنه مل يدرش ِيف لغريه ح موضع البرة ‪ .‬فلهل دره من حبر تيوار جورى منوه‬
‫اجلدول الع مي الكرار ‪ .‬ومن علو مهته ومتكنه آعين الش يخ عيل املذكور آنوه‬
‫استرشووف اىل آن يأخووذ عنووه الش و يخ القطووب احلبيووب عبوود هللا احلووداد‬
‫فاعتذر اليه بأان قد آخذان ممن آخذت عنه ‪ ،‬يعين احلبيب معر ‪ ،‬وحنون آل‬
‫آن علوي آخذان ال عن بعضنا بعض ‪.‬‬
‫ومن عطاء هذا المام النسان الاكمول اتصواف آحصابوه ابلكواملت‬
‫والس تقامة يف العامل والعبادات ؛ والحوال واملقامات ‪ ،‬فهو ومه كام نقل‬
‫الش يخ آبو العباس املريس ر هللا عنه آنه قيل هل انوك مل تصونف كتوااب‬
‫فقال ‪ :‬تصنيف آحصان ‪ .‬وسو يأيت ذكور عودمه نقوال عون العينيوة ‪ ،‬فهوم مون‬
‫عطائه املدرار ودمي آحواهل الغزار ‪ .‬ومن عطائه اجلاري ينبوعه من الكوثر ؛‬
‫ورواحئ عطر عن عون بور ‪ ،‬تأهول دائرتوه ملواكرم الخوالق ‪ ،‬الويت بعو‬
‫لتتميها خامت الرسل رمحة لهل الفاق ‪ ،‬فقد آمجع عىل اتصافهم بذكل آهول‬
‫اخلالف والوفاق ‪ ،‬فدامه عند احلاجات ومس الرضورات يغرفون من حبور‬
‫رسه ادلفاق ‪ ،‬ومن عطائه اذلي حتصنت بوه الركبوان وحرسوت بوه الوبدلان‬
‫راتبوووه اذلي معووول عوووىل ترتيبوووه اخلوووواق والعووووام ‪ ،‬واشووو هتر وشووواال يف‬
‫حرضموت والومين والشوام ‪ ،‬وقود قوضق وعت عليوه رشحوا لطيفوا حيول معواين‬
‫لكامته ‪ ،‬ونقل شيئا يسريا يف فضل آذاكره ودعواتوه ‪ .‬و‪ ،‬لهوذا الموام ر‬

‫‪313‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هللا عنوووه مووون عطوووااي ‪ ،‬وآرسار وخبوووااي يف الوووزوااي ‪ ،‬ومايقوووال يف املوووكل‬


‫وامللكوت يف زاوية من زوااي قلبه ‪ ،‬وماقلبه ال مع ربه كام قال فيوه القطوب‬
‫احلداد ‪ :‬الش يخ معر بن عبد الرمحن العطاس قلب ورب لنفس وهووى ‪.‬‬
‫وقال فيه يف العينية حني عقد مشاخيه ‪:‬‬
‫قد اكن من آهل اليقني اكوضع ِ‬ ‫وآن حسني معر العطاس من‬
‫وصفه ابليقني اذلي هو آعىل مراتب الميان بل والحسوان ‪ ،‬وهوو‬
‫متكن الميان من القلب ح ليبقئ معه عشكك ولتزلزل ول اضوطراب ‪،‬‬
‫وحيمل عىل العامل الصاحلة والس تكنار مهنا ‪ ،‬ومراقبوة احلوق يف اخللووات‬
‫واجلل ووات ‪ .‬وقوووهل ‪ :‬اكوضووع ‪ .‬آي اكقووام عووال منووه ‪ ،‬اشووارة اىل الصووديقية‬
‫الك ى اليت يه حتت درجة النبوة ‪ .‬قال احلبيب امحد بن زيون احلب و يف‬
‫رشح العينيووة ورشح البيووت املووذكور ‪ :‬قوود آثووىن عووىل السو يد معوور املووذكور‬
‫غالب صاحل قطره وع ه ‪ ،‬واكن عاملا عوامال داعيوا اىل هللا بقووهل وفعوهل‬
‫وحوواهل ‪ ،‬آخووذ عنووه الطريقووة جامعووات موون آاكبوور وقتووه ‪ ،‬وانتفعووا بصووحبته‬
‫خالئق وتتلمذ هل طوائوف ‪ ،‬وتلقنووا منوه اذلكور ولبسووا اخلرقوة الصووفية ‪،‬‬
‫مفمن آخذ عنه سو يدان وشو يحنا النواوم يعوين الشو يخ عبود هللا بون علووي‬
‫احلداد ؛ آخذ عنه الطريقة وآلبسه اخلرقة يف وقت زايرتوه اىل بودل حريضوة‬
‫‪ ،‬ولقنووه لكمووة الخووالق ( ل اهل الا هللا ) وصووااه كووام صووااوه ولقنوووه‬
‫وآلبسووووه ‪ ،‬ذكووور يل ذكل شووو يحنا عنووود آخوووذي عنوووه اللبووواس والتلقوووني‬
‫واملصااة ‪ ،‬وقد آرشت اىل ذكل يف التقاط املسمئ بو ( املسوكل السووي‬
‫من املرشال الروي ) عند ذكر مناقب ش يحنا الناوم ومصونفاته ومشواخيه ‪.‬‬
‫وآخوذ السو يد معور املووذكور الطريقووة واللبواس عوون الشو يخ السو يد المووام‬

‫‪314‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احلسني بن الش يخ آن بكر بن سامل صاحب عينوات ‪ ،‬وآخوذ تلقوني اذلكور‬


‫عوون الس و يد معوور ابركوووه السوومرقندي وهووو املقبووور بووبدل الغرفووة ‪ ،‬وآخووذ‬
‫املصااة عن الس يد محمد الهادي بن عبد الرمحن بن شهاب ادلين امحد بون‬
‫عبد الرمحن بون الشو يخ عويل بون آن بكور بسو نده اىل جوده الشو يخ عويل‬
‫املذكور آاب عن آب ‪ ،‬وس ند الش يخ مذكور يف كتابه ال قة كسوائر آسوانيده‬
‫‪ ،‬وممن آخذ عن الس يد معر العطواس السو يد اجلليول عيىسو بون محمود بون‬
‫امحد احلب ‪ ،‬والس يد اجلليل امحد بن هامش بن امحد احلب ‪ ،‬والسو يد‬
‫اجلليل حسني بن معر العطاس ‪ ،‬والش يخ اجلليل عيل بن عبد هللا ابراس‬
‫صوواحب اخلريبووة ‪ ،‬والفقيووه املنووور امحوود بوون عبوود هللا بوون الش و يخ معوور‬
‫رشاحيل الغريب ‪ ،‬والش يخ املنور معر بن سامل ابذئوب الشو با ‪ .‬وغوريمه‬
‫ممن لقيهتم كسامل بن عيل بن محمد اب قع ْباد ‪ ،‬وهل آيضا ر هللا عنه كراموات‬
‫حيف ها احصابه ‪ ،‬وهل سري سوديدة وآحووال رشيفوة ‪ ،‬وآنووار ابهورة وواهرة‬
‫عووىل املنتس و بني اليووه واملتعلقووني بووه ‪ ،‬واكنووت وفاتووه يف آول س و نة ثنتووني‬
‫وس بعني وآلف من الهمرة ‪ ،‬آدركت شيئا من معره ‪ .‬انهتيئ مواذكره احلبيوب‬
‫امحد بن زين احلب يف رشح العينية ‪.‬‬
‫وقد نرش الناوم للبيات س يدان احلبيب عيل بن حسن نفع هللا به‬
‫وآشوواال موون فضووائهل ومناقبووه وكراماتووه وآح وواهل ومقاماتووه ابلطبوول والطووار‬
‫ماو قدلتو مه منووه احلوواس ‪ ،‬يف كتابووه املسوومئ‬
‫والطواس ‪ ،‬وتووكل كنواايت عوون ق‬
‫ابلقرطاس ‪ ،‬وقود بسوطت يف ترمجتوه بوأكرث مون هنوا يف كتوان املسومئ (‬
‫فوويض الرسار ) رشح قصوويدة س و يدي وش و يح احلبيووب معوور بوون عبوود‬
‫الرمحن البار عند قوهل ر هللا عنه ‪:‬‬

‫‪315‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫كذا عن العطاس رآس الطائفه وغريه ممن رزق عواط فه‬


‫فلقد آجاد ش يحنا اجلالجيل اكا هو واهر جيل فوامي بينوا بوه يف آول‬
‫الدمجة من قول س يدان الش يخ عبد هللا احلداد ‪ :‬من اكن من آهول اليقوني‬
‫اكوضع ‪ .‬آن رآس الطائفة هو صاحب الصديقية الك ى الووارث الواصول ‪،‬‬
‫فتبني بذكل لكه حصة قول الناوم ‪ :‬عطا عطاس نا غطا العطااي ‪ .‬ولنك اذا‬
‫حذفت السوني مون العطواس بقو عطوا ‪ ،‬وهوو امس تكنوري لكنوري العطوا ‪.‬‬
‫وقوهل ‪ :‬وآوىل من توىل ومن يوايل ‪ .‬آي آنعم وآجاد وآحسن عىل من توىل‬
‫‪ ،‬آي آعرض ‪ ،‬وعىل من يوايل آي آقبل وآوهر الود واحلب ‪ ،‬وذكل لن‬
‫الكرمي لخيص جبوده وعسحيه آحود دون آحود ‪ ،‬آموا آهول احملبوة الفوائزون‬
‫برضوواء هللا ورضووا آوليائووه فيوولهيم لوولك مووايليق حبوواهل موون افاضووة الرسار‬
‫والنوار وغري ذكل مما يعد من الموال لالدخوار ‪ .‬وآموا مون تووىل وآعورض‬
‫فيولهيم بعدم النتقام والنت ار وراثوة جلوده اخملتوار فوامي آنوزل هللا عليوه مون‬
‫قوهل تعاىل يف الكتاب املبني { وما آ قرسلنارشق ال قر قمحة للعاملني }‪ 1‬وحيتول يف‬
‫قوهل ‪ :‬وآوىل من توىل ومن يوايل ‪ ،‬معىن اثين يشري اليه لسان حال البيان‬
‫وهو آن قوهل ‪ :‬وآوىل من توىل اشارة اىل تويل اخلالفة عىل آهل ادلوائور ‪.‬‬
‫وقوهل ‪ :‬ومن يوايل ‪ ،‬آي ميدمه ويفيض علوهيم مون الرسار الغيبيوة والنووار‬
‫الرابنيووة مايكسو هبم ممووا عنووده موون الحووال واملقامووات العليووة ‪ ،‬وذكل لن‬
‫القطب يف اخلالفة الرضية مكياكئيل عليوه السوالم يف اخلالفوة السواموية ‪.‬‬
‫ولخيفئ ما يف هذا البيت من اجلناس اخملتلف والتنويع ‪ ،‬عند من هل معرفة‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 107 :‬النبياء‬

‫‪316‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بعمل املعاين والبيان والبديع ‪ .‬وهذه ابيات آوردها الناوم قودس هللا روحوه‬
‫يف كتاب القرطاس يشري اىل هذا العطا اذلي وهر وغط ا ‪ ،‬واىل ماس يأيت‬
‫موون معووىن البيووات يف موون هووده وكفوور ‪ ،‬ومل يرشووب البوود موون العووذب‬
‫الزلل الكوثر ‪ ،‬ويه للش يخ رب الشارات وقطب الحووال واملقاموات ‪،‬‬
‫الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس يف ش يهه القطب الوارث الش يخ احلبيوب‬
‫معر بن عبد الرمحن العطاس ‪ .‬قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫ايمجمع البحووورين ايرس ال ندى ايواهوورا يف كون كوين آبوووووووودا‬
‫ثبت يف وجودي غريه والن اكن المر منك كام بووووودا‬ ‫قد كنت آ م‬
‫انرت مشوس احلق بعد مغوضها يف غيبة التكوين ليووووووال آسودا‬
‫ايحبذا نورا ىل مقوووووووووبال من طور سينا عني م هر آمحــدا‬
‫آي ن مفتوان بعووووووووووووقل انكبا عن مهن التحقيق ان هذا سدى‬
‫ايغائبا عنا ب لمة توووووووووووهل آبعدت عن س بل الطريقة والهــدى‬
‫مق فاغتمن يف ابيق العمر انوووووا مزفْت اليك عروس فضل مب تدا‬
‫وتناشدت عن حال ساد ا مفن عن ربع سلمئ ابلــدراية مس عدا‬
‫هل من يطارحين بوج ٍد ص ٍايف عن رشب تلبيس خيالطــه ص دا‬
‫آم هل آخا حتقيق سعد جائوزا يف و حبووووووووووور ابحلقائق مزبدا‬
‫يعلن بأعىل صوت حق واهور يسمعه من يف ادلار قد يع الندا‬
‫اي آهل ودي ان ذا وقت آتوئ هل من جميب ابلنجابة منمــدا‬
‫آستنجد العرب الكرام تعطـــفا واس تفت عهنم مهتام آومنمووووودا‬
‫واس ته الرد املعن قعورفم مه عن ساديت آهل اجلناب الجمــــدا‬
‫واس تعبق آنوا جووودمه مت ذلذ ًا حبيا م مسدسال مهنم قجووووووودا‬

‫‪317‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫تأتيك آفواأ الندى يف رسعــة وتنال مأمول وتووووودررش مقص دا‬


‫واقبل الهيم ابجلناب وقل لوهم ايساديت ابهلل قد طوووووال املـــدا‬
‫هل لل مم ِوضيع معره يف توووووووهل عطفا فيدررش عن آايدي نــــدى‬
‫فاذا و فرت حبــــهبم ووداد مه وبلغت آيضا ماتووووووروم وتقصدا‬
‫دال عنك من لن التغزل واسعدن ل تل ِو عن ذارش املال الوح دا‬
‫ان عاودتك من امليل ماكر ٌم توليك ‪ ،‬آوحاد بذكرمه حووووودا‬
‫فاعزم عىل القبال منه اه م ٍة تعلو ِساماكً يف الفهار وفرقوووووودا‬
‫فتبوآ يف الكووان آعىل رتـــبة تنبئك ان الغري ايهووووووذا سدى‬
‫آقرب وقارب واحرضن يف حرضة قدس ية الوصاف مهنا يبوووووووتدا‬
‫سدد فان المر آقرب واص ل واقطع عن التسويف يوما آوغدا‬
‫ل تل ِو عن ربع الحبة صارفــــا ال اىل روح النعمي الرسمووووووودا‬
‫واسأل عن العرب الكرام تعط فا يف شأن عبدمه الغريب الوحدا‬
‫فتأمل مايف هذه البيات من الشارات الغريبة ‪ ،‬والذواق اجلامعوة‬
‫املشرية اىل ع م س يدان الش يخ احلبيب معر بن عبد الورمحن العطواس نفوع‬
‫هللا به وعلو مقامه ‪ ،‬وغوزارة معوارف الشو يخ عويل ابراس الويت آبرزهوا يف‬
‫ويش آرقامه ‪ .‬فف البيت الول مون القصويدة املرشووحة مون قوول النواوم‬
‫سو يدان احلبيووب عوويل ‪ :‬عطووا عطاسو نا غق ْطووا العطووااي ‪ .‬وهووو قوووهل ‪ :‬ايمجمووع‬
‫البحوورين ايرس النوودى ‪ .‬اىل آخووره ‪ .‬اذا النوودى العطوواء ‪ ،‬واملووراد اكممووع‬
‫البمرين ِعل قما الباطن وال اهر ‪ ،‬فهو ينفق مهنام رس ًا وترا ‪ ،‬ونداه لينقطوع‬
‫باق اىل‬‫‪ ،‬وعطا ه غري ممتنع ‪ .‬ولو يرشح هذه القصيدة عارف ذائق بفه ٍم س ٍ‬
‫احلقائق لا ابلعمب ‪ .‬مث قال الناوم ر هللا عنه ‪:‬‬

‫‪318‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ي ل به مقيال مر ْب ق ايل‬ ‫وآحضئ وهل وال وليال‬


‫وآحضئ ‪ ،‬آي س يدان احلبيب معر العطاس نفوع هللا بوه ‪ ،‬آي صوار‬
‫وهل يف وقت الضحئ ‪ ،‬وال ولويال ‪ ،‬آي ووال مديودا خثينوا ليصول مون‬
‫اس ت ل به وجه احلر من الشمس ‪ ،‬وال ل يف اللغة السد ‪ ،‬يقوال ‪ :‬فوالن‬
‫ذى‬
‫يف ووول فووالن ‪ ،‬آي سووده ‪ ،‬وامل وراد آنووه ليصوول اىل آهوول دائرتووه آ ً‬
‫ولمكروها ح آنه حيم من ذكل ‪ ،‬ح مر ْب قايل ‪ ،‬آي اتراك للوود فانوه‬
‫اذا دخل ا ِحلمئ املكىن عنه ابل ل آ ِمن واحتئ ‪ ،‬اذا السلطان العادل ِوول‬
‫هللا يف آرضه يس ت ل بوه احملوب والعواذل ‪ .‬وهوذا الموام اخلليفوة عون هللا‬
‫تعاىل وعن رسووهل صوىل هللا عليوه وآهل وسومل هوالسولطان يف احلقيقوة كوام‬
‫قال امام الطريقة الش يخ شعيب املغرن ر هللا عنه شعرا ‪:‬‬
‫مه السالطني والسادات والمراء‬ ‫ماذلة العيش ال حصبة الفقراء‬
‫بل هل وذلريتوه يف توكل الناحيوة شووكة وواهرة لنقيواد آهول العقود‬
‫واحلل هلم يف احلقيقة والصورة ‪ .‬مث قال الناوم ر هللا عنه ‪:‬‬
‫فيا من عحد الحسان قل يل وال فاس تع مين مقــايل‬
‫اعمل آنه ملا اكن الناوم قدس هللا روحوه آفهوم مون البيوت الول آن‬
‫السامع ملافيه من املعىن مستشعرا ممتلئ ًا اكا آعط هذا الموام ومشول مجيوع‬
‫الانم ‪ ،‬اندى اجلاحد بنوداء البعيود لنوه بعيود عون السو ت الل والتكهوف‬
‫اهذا ال ل ال ليول والكهوف املنيوع جبحوده الحسوان ‪ ،‬وهوو رساين النفوع‬
‫للك انسان ‪ ،‬لن القطوب وارث لسو يد ودل عودانن وهوو صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل مرسل رمحوة للعواملني ‪ ،‬مفتبعوه ينقسوم اىل انأٍ وفوائز وسوعيد ‪،‬‬
‫وخمالفه لتعجل هل العقوبوة والنتقوام وان اكنوت النوار املعودة هل ليسوت مون‬

‫‪319‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ال واملني ببعيود ‪ ،‬مفوا بينوه وبيهنوا ورشاب امحلومي وطعوام الزقووم ال آن تبلو‬
‫الروح احللقوم ‪ .‬وقوهل ‪ :‬قل يل ‪ .‬لي يشء هودت الحسوان ‪ ،‬فوان اكن‬
‫انش عون ذكل فانوه‬ ‫عن غري حقد وحسد آرشدرش لعهل يتداوى ‪ ،‬وان اكن ٍ‬
‫داء عضال كام قيل ‪:‬‬
‫ال عداوة من عادارش عن حسد‬ ‫لك العداوات قد ترىج اماتهتا‬
‫وعىل هذا احلال يكون احلسد طبيعوة يف اجلسود ‪ .‬وقود قيول ‪ :‬اذا‬
‫قيل كل آ ْن قج قبال زال عن حمهل فصدق ‪ ،‬وان قيل طبيعة امرء زالوت عنوه‬
‫فووال توافووق ‪ .‬وحسوود آهوول البيووت النبوووي ملووا هلووم موون احلقوووق زايدة يف‬
‫العقوق ‪ ،‬فاذا اكن نتوا البوذاء والذاء وهوو يف حوق لك مسومل موذموم ‪،‬‬
‫ويف حق آهل البيت زايدة شوؤم ‪ .‬قوال صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ( مون‬
‫آذى آهل بييت فقد آذاين ومن آذاين فقد آذى هللا ) ويف احلدي الخر (‬
‫من آذى يل وليا فقد آذنته ابحلرب ) وقوهل يف هوذا البيوت ‪ :‬فيوامن عحود‬
‫الحسووان قوول يل ‪ .‬آي قوول يل ماسووبب هووودرش الحسووان اذلي آع مووه‬
‫دعوووة مرشووفنا اىل السووالم والميووان والحسووان ‪ ،‬وال فووان مل ووب عوويل‬
‫فاس تع مين مقايل ‪ ،‬آقول جميب ًا عوىل لسوان حواكل اجلاحود لهول الفضوائل‬
‫واخلصوصيات وغفر الزلت وحمو السيئأت ‪:‬‬
‫وترمينا جبندةل ِ‬
‫اجلدال‬ ‫بأي رشيعة تنكر علينا‬
‫آي بووأي ووة تنكوور علينووا موون رشائووع امللوول والداين السوولمية عوون‬
‫التغيري والتبديل والفتتان ‪ ،‬اذ الرشائع الويت حالهوا هوذا معروفوة بأنوا متوزي‬
‫احلسن عن القبيح والفاسد من الصحيح ‪ ،‬فانك اذا آعرضت هدرش احلوق‬
‫واناكررش الصواب عىل احدى الرشائع وجدت نفسك واملا خمطئا ‪ ،‬واجلزاء‬

‫‪320‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫موون جوونس العموول ‪ ،‬فانووك كووام توودين توودان ‪ ،‬وترجووع يف دنيووارش وآخ ورارش‬
‫ابخلووزي واذلل واله ووان ‪ ،‬فقوووهل ‪ :‬بووأي رشيعووة اس و تفهام انوواكري جوابووه‬
‫ماذكرانه وجزا ه ماريناه ‪ .‬وقوهل ‪ :‬وترمينا جبندةل اجلدال ‪ .‬اجلنودةل واحودة‬
‫اجلنادل ويه احلجارة ‪ ،‬واجلودال هوو التهوامص والتشوعيب ‪ ،‬وهوو يوؤرث‬
‫رش مواحق وهوادم ‪ .‬مث قوال ر هللا‬ ‫التقاطع والتصارم ‪ ،‬وهو دلين املرء ٌ‬
‫عنه ‪:‬‬
‫و عل خريان رش اخلصال‬ ‫و عل حسننا سيئ ًا قبيحا‬
‫آي وبأي رشيعة عل قح قسن آهل النفوس الطيبوة الزكيوة والقلووب‬
‫الطوواهرة والرواح املنوورية سوويئ ًا ‪ ،‬فقوود عكسووت الموور يف هووذه النفوووس‬
‫املوصوفة اكاذكر ‪ ،‬ويه اليت اكنت متوتوة بنوا اىل العلوو ومواكرم الخوالق‬
‫وصا العامل وانفاق نفااس الوقات يف مرا الهل اذلي رمحته وسعت‬
‫لك يشء وس بقت غضبه ‪ .‬وكنت آ ا احلاسد العواذل منكووس القلوب اىل‬
‫السووفل حمشووو الصوودر ابحلقوود والغووش والغوول خبيو الوونفس ‪ ،‬عكسووت‬
‫المر فينا عىل قياس ماعندرش من الغ ؛ وعىل مورادرش وونوك السو ‪،‬‬
‫فاختلف يف ذكل املراد ؛ وكنوت يف واد وحنون يف واد ‪ ،‬فبسوبب ماترمينوا‬
‫به من اخلصام واجلدال قد تقطعت بيننا وبينك الس باب واحلبال ‪ ،‬مث اثنيا‬
‫عوول احلسوون ِمنووا سوويئ ًا مرضووا واخلووري منووا رشا ‪ ،‬فوذكل اذلي يوودل عليووه‬
‫حاكل ويقتضيه مقاكل ‪ ،‬ولك وعاء ينضح اكا فيه فوامي ي هوره وخيفيوه ‪ ،‬كوام‬
‫قيل ‪:‬‬
‫وصدْق مايعوووووووووتاده من تومه‬
‫ق‬ ‫اذا ساء فعل املرء ساءت ونونه‬
‫وعادى حمبيه بقول عووووووووووودائه وآصبح يف ليل من الشك م مل‬

‫‪321‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقووال سو يدان المووام حبوور العلوووم الزاخوور ‪ ،‬يف البوواطن وال وواهر ‪،‬‬
‫احلبيب عبد الرمحن بون عبود هللا بلفقيوه ابعلووي يف اتئيتوه املسوامه ( عقود‬
‫امليثاق ) ‪:‬‬
‫ولك هل قول عىل قدر عقهل ولك هل فعــل عىل وفق مه ِة‬
‫واكامل فعل املرء فووورال كامهل ونقصانه من نقصه يف احلقيق ِة‬
‫فرهان العقل آصل آصيل يف ادلين ‪ ،‬وهو اذلي ميوزي بوه النسوان‬
‫بني احلسن فيتبعه وبني القبيح فيمتنبه ‪ .‬ولهذا ليسومئ عقوال ال آن يودبر‬
‫ادلين والخرة ‪ ،‬وآما اذا اكن حاذقوا يف تودبريات ادلنيوا فوان ذكل ليسومئ‬
‫عقال وامنوا يسومئ ِحسوا وحوذقا ‪ .‬ومون هوذا ملوا اكن هوذا اجلاحود لفضول‬
‫ال اهر بسبب ميهل اىل ادلنيا وجعلها بدل عن ادليون جعول حسو هنم سويئ ًا‬
‫وخووريمه رشا ‪ ،‬ومل يبووال بووأن يكوون بووذكل موون اخلووارسين ‪ .‬مث قووال النوواوم‬
‫ر هللا عنه ‪:‬‬
‫فأين آولوا العقول آولوالكامل‬ ‫آما حق احلقيقة يف ات باال‬
‫قوهل ‪ :‬آما ‪ ،‬لالفتتاح والتنبيوه ‪ ،‬فانوه ر هللا عنوه بعود آن ذكور‬
‫غواية هذا الضال وعوامه فوامي ذهوب اليوه مون املوراء واجلودال ‪ ،‬التفوت اىل‬
‫تقرير ماهو عليه ملا هو احلق ويس تحقه من احملبة والوود والتكورمي قياموا اكوا‬
‫ندب رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل لهل البيوت مون احلوق الع ومي‬
‫فقال ‪ :‬آما حق احلقيقة يف اتباال ‪ .‬احلق لغة الثابوت اذلي ليسووغ انواكره ‪،‬‬
‫وعرفا احل املطابق للواقع يطلق عىل القووال والعقائود والداين واملوذاهب‬
‫‪ ،‬ويقابل الباطل واحلقيقة ‪ ،‬ولها اعتبارات كثرية ‪ .‬وعرفت بأنا امس ملايريود‬
‫به وضع هل ويه فعيةل ‪ ،‬والتاء فهيا للنقل من الوصفية اىل اليية قك قع والموة‬

‫‪322‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ل للتأني هذا حاصل ماذكره املناوي ‪ .‬والتباال هو اقتفاء آثر من تقدم يف‬
‫العمل ابحلق ‪ ،‬آي فامي ندبه الرشال وح عليه رسوول هللا صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسوومل يف اتبوواال سوونته يف النيووات والق ووال والفعووال ‪ ،‬وامل وراد هنووا‬
‫ماندب اليه وآمر به من احلب واملودة لهل بيته وخاصته ‪ .‬وقد قرر ال وة‬
‫آن مودة ذوي القرىب من العقائد الالزمة ملا جاء يف ذكل من قووهل تعواىل {‬
‫قمل لآسأل عقلقي ِه آجر ًا ال امل ق قوو قد قة يف ال مقورىب } ‪1‬وقوال صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل ( اين اتررشٌ في ما آن متسكمت به لن تضلوا بعدي آحدهام آع وم مون‬
‫الخر ‪ ،‬كتاب هللا حبل ممدود من السامء اىل الرض وعديت آهل بيويت ‪،‬‬
‫عويل احلووض ‪ ،‬فوان روا‬ ‫آخ ين اللطيف اخلبري آنام لون يفدقوا حو يوردا و‬
‫كيووف هلفوووين فووهيام ) اىل غووري ذكل موون ادللئوول الغووري حمصووورة يف آهوول‬
‫البيت واملبالغة يف مود م من غري غلو ‪ ،‬فالغلو يف احلوب موذموم وهوو آن‬
‫ينس هبم اىل ماليس هلم كام قيول يف سو يدان عويل ابون آن طالوب ر هللا‬
‫عنه ‪ .‬وقد آخ رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل بذكل فوامي روي عنوه‬
‫آنه قال ( دعاين رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل فقال ‪ :‬ان فيك مونال‬
‫من عيىس عليه السالم آبغضته الهيود حو اهتووا آموه ‪ ،‬وآحبتوه النصوارى‬
‫ح آنزلوه املنوزةل اليت ليست هل ) ‪ .‬ويف رواية وكل فيوك ِفرقتوان حموب‬
‫غووال ومووبغض قووايل ‪ ،‬واملوراد ابلغووايل الشو يعة ‪ ،‬والقووايل النواصووبة ولكهووم‬
‫ضوالون ال الشو يعة اذليون مور وصووفهم يف املقدموة فوارجع اليوه ان شو يئت‬
‫معرفهتم ‪ .‬وقوهل ر هللا عنه ‪ :‬فأين آولووا العقوول ‪ .‬مجوع عقول وهوو مون‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 23 :‬الشورى‬

‫‪323‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يوودررش احلووق ويعموول بووه ‪ ،‬ويعقوول عوون هللا آوامووره ونواهيووه فميتثلهووا طلبووا‬
‫ملرضات هللا تعاىل يف ادلارين كام مر قريبوا ‪ ،‬وآموا الكوامل فهوو النهتواء اىل‬
‫غاية ليس وراوا مزيد من لك وجه ‪ ،‬وقيل الكوامل حصوول مافيوه الغورض‬
‫منه ‪ ،‬فف قوهل ذكل التعريض بوأن هوذا العواذل البغويض لوواكن مون ذوي‬
‫العقوول والكووامل لتبووع الوواردات اللهيووة ‪ ،‬والنصوووق الرشووعية يف تفضوويل‬
‫ذوي السوابق القوية واذلين يغضب هللا لغضهبم ‪ .‬قال صىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسومل ( سو تة لعووهنم هللا تعوواىل ولعووهنم لك نو جموواب ادلعوووة ‪ :‬الزائوود يف‬
‫كتوواب هللا عووز وجوول ‪ ،‬واملكووذب بقوودرة هللا ‪ ،‬واملتسوول‪ ،‬عووىل آموويت‬
‫ابجل وت ليذل من آعز هللا ويعز من آضول هللا ‪ ،‬واملسو تحل حرموة هللا‬
‫تعاىل ) ويف رواية ‪ :‬واملس تحل من عديت ماحرموه هللا ‪ ،‬والتواررش السو نة‬
‫) ‪ .‬و قوال صوىل هللا عليووه وآهل وسومل ( آربعوة آان شووفيع هلوم يووم القيامووة ‪:‬‬
‫املكوورم ذلريوويت ‪ ،‬والقووا هلووم حوواجئهم ‪ ،‬والسوواع هلووم يف آمووورمه عنوود‬
‫اضطرارمه ‪ ،‬واحملب هلم بقلبه ولسانه ‪ ) .‬وقال صىل هللا عليه وآهل وسمل (‬
‫آ ووا النوواس ان الفضوول والرشووف واملنوووزةل والوليووة لرسووول هللا صووىل هللا‬
‫فالتذهنب ب الابطيول ‪ ) .‬هوذه الحاديو مون‬ ‫ْ‬ ‫عليه وآهل وسمل وذريته ‪،‬‬
‫مجةل ما آورده يف املرشال الروي يف مناقب السادة بين علوي ‪.‬‬
‫وقد خوص هللا تعواىل السوادة آل آن علووي مون بوني آهول البيوت‬
‫النبوي خبصائص لتكيف ومعوارف لتعورف ‪ ،‬قشو ْيد فهيوا وآبودال صواحب‬
‫املرشال ‪ ،‬وآطنب وآطرب وآانف ‪ ،‬مصنف اجلوهر الشفاف ‪ ،‬وغريها مون‬
‫املؤلفات اليت لحتىص اخلاصة ابلعلويني الخصا ‪ .‬فاحلق احلقيوق يف التبواال‬

‫‪324‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫والتصديق ‪ ،‬فا ْن من آحب قوما فهوو موهنم وحيرشو معهوم ‪ .‬مث قوال النواوم‬
‫ر هللا عنه ‪:‬‬
‫ولو ل هللا قال جلدان قل ملا قلنا ملنووووووواالٍ وق ِ‬
‫ـــال‬
‫يف هذا البيت اقامة احلجة ووهوور احملجوة عوىل مون عوارض آوانزال‬
‫آهل البيت النبوي يف فضائلهم ومراتهبم وخصوصيا م آوحسدمه عىل ذكل‬
‫آوعادامه حبسب مايقتضيه حسوده ‪ ،‬فقووهل ‪ :‬ولوول ‪ .‬حورف امتنواال ‪ ،‬آي‬
‫ولول آن هللا تعاىل آمر رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل يف قوهل { قمل‬
‫ل آسال عقلقي ِه آجر ًا ال امل ق قو ْد قة يف ال مقورىب }‪ 1‬ملوا سوألنا املوودة واملووالاة مون‬
‫املمتنع عن ذكل والقايل لهل بيت رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسومل ‪،‬‬
‫آي التاررش ملوود م واملعورض عهنوا ‪ ،‬ولكنوا موأمورين بسوؤال ذكل كوام آمور‬
‫رسول هللا صىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ .‬وقود آطوال اخلطيوب الرشوبيين يف‬
‫تفسريه يف معىن الية ‪ ،‬ونقل يف آخوره عون البغووي آن موودة النو صوىل‬
‫هللا عليه وآهل وسمل وكف الذى عنه ومودة آقاربه والتقورب اىل هللا تعواىل‬
‫ابلطاعة والعمل الصا من فرائض ادلين ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وذكر الشو يخ عويل بون آن بكور ر هللا عنوه يف كتابوه ( ال قوة‬
‫املش يقة يف اخلرقة النيقة ) من العلوامء العواملني والشو يود الاكبور العوارفني‬
‫موون علووامء مكووة واملدينووة والومين والشووام والعوراق وحرضووموت والسوواحل‬
‫وغريها من بالد السالم ‪ ،‬ممن آطلق اللس نة والقوالم يف الثنواء عوىل آل‬
‫آن علوي وحصة نس هبم العوايل النبووي ‪ ،‬وعملوو طورائقهم وخصوصويا م موع‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 23 :‬الشورى‬

‫‪325‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حماسن الفعال وصا العامل وحصة العقيدة واتبواال السو نة والنووزاهة عون‬
‫نس بة البدعة ‪ ،‬والطهارة عن آفات ال ِك ِ وآقذار الرئاسة موع كوامل التواضوع‬
‫وحب ايمخول ‪ ،‬كوام نقول الشو يخ امحود بون عبود الكورمي يف كتواب تثيبوت‬
‫الفؤاد من الكم القطب احلداد ابعلوي نفعنا هللا به آنه قال ‪ :‬اكن يف زموان‬
‫الش يخ معر احملضوار مون آل آن علووي آربعوون يف مقاموه ‪ ،‬يعوين آحوواهلم‬
‫جحاهل ؛ عرشوون خلفوه وعرشوون قداموه ‪ .‬قوال فقلوت ايسو يدي موامعىن‬
‫عرشون قداموه وعرشوون خلفوه ؟ قوال ‪ :‬وهول يعورف هوذا ا ول ممه ‪ .‬كنوه‬
‫آجاب عليه بذكل آمالعودم فهموه ملعنواه آولكونوه مون الرسو اذلي لعووز هل‬
‫افشا ه ‪ .‬فقف عىل مايف ال ق قة تعمل به اجامال المة عوىل خصوصوية آل آن‬
‫علوي وتفردمه عىل مجيع طوائوف اهول البيوت النبووي ‪ ،‬حبيو ليسو بقهم‬
‫مهنم سابق وليلحقهم لحق من آبناء جنسهم فضوال عون غوريمه ‪ ،‬كوام قم ْور‬
‫يف قصيدة احلبيب عبد هللا اليت آولها ‪ :‬سقئ هللا بشوار ًا بوابول رمحو ٍة ‪ .‬اىل‬
‫آخرها ‪.‬‬
‫ويعت س يدي وشو يح الموام احلبيوب معور بون عبودالرمحن بون‬
‫الش يخ احلبيب معر بن عبد الرمحن البار ابعلوي نفع هللا بوه يقوول ‪ :‬كنوت‬
‫يف بدل بيت الفقيه بن جعيل بهتامة المين وقود وصول الهيوا الشو يخ امحود بون‬
‫حسن املوقري من زبيد زائر ًا ‪ ،‬جفئت اليه لزايرتوه والجوامتال بوه فوذاكر يف‬
‫حال س يدان الفقيه وسادتنا آل آن علوي وابل يف ذكل ‪ ،‬فلام خرجوت مون‬
‫عنووده قصوودت س و يدي وش و يح امحوود بوون عوويل البحوور فقووال عووىل وجووه‬
‫الكشف ‪ :‬وصلمت من عند الش يخ امحد املوقري وآثىن عوىل سوادتنا آل آن‬
‫علوووي ؟ فقلووت هل نعووم ! فقووال ‪ :‬سووادتنا آل آن علوووي سووالطني وحنوون‬

‫‪326‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مساكني ‪ .‬وهوذا احلبيوب امحود بون عويل حبور مون آل القودمي اذلي خورأ‬
‫جدمه هو وجد السادة املهوادةل والشو يخ امحود بون عيىسو املهواجر اىل هللا‬
‫جد آل آن علوي ر هللا عهنم من الب ة مع ًا ‪ ،‬فتديرا آبناء معيه اموة‬
‫الومين وخوورأ الشو يخ امحوود اىل حرضووموت ‪ ،‬وقصووهتم مشووهورة يف كتووب‬
‫التوارخي ‪ .‬واكن هذا الس يد امحد حبر نفع هللا به مون العوارفني املاكشوفني ‪،‬‬
‫واكن آخذه عن النو صوىل هللا عليوه وآهل وسومل بغوري واسوطة كوام ذكورت‬
‫ذكل يف كتووان رشح سلسووةل سو يدي احلبيووب معوور بوون عبوودالرمحن البووار‬
‫ابعلوي قدس هللا روةام ‪ .‬ومن الوقائع املنبئة عن قوة جشفه كام هوو شوأنه‬
‫يف آكرث آحواهل ويدل للتنويه بشأن آل آن علووي وتفوردمه عوىل غوريمه مون‬
‫آبناء جنسهم ما مر قريبا عنه وعن الش يخ امحد املووقري ‪ .‬وذكور يف ال قوة‬
‫املش يقة للش يخ عيل بن آن بكر ر هللا عهنام عن الشو يخ ع ومي احلوال‬
‫فضل بن عبد هللا ابفضل الدمي مث الشحري نفع هللا به آنه قال ‪ :‬خرجت‬
‫مين لكمة محدت هللا علهيا قلت ‪ :‬مون لحيوب آل آن علووي مافيوه خوري ‪.‬‬
‫وقد شاعت عنه هذه الكمة واس تدلوا اها عىل اعساال معرفته ابهلل تعاىل ‪،‬‬
‫وقد نقلها ش يحنا احلبيب احلامد بن الشو يخ معور حامود منفور ابعلووي نفوع‬
‫هللا به يف اثناء ماكتبة لبعض حم آل آن علوي ‪ ،‬بول سوائر آهول البيوت‬
‫النبوي ‪ ،‬قال بعدها ‪ :‬وهذا الش يخ فضل بون عبود هللا ابفضول مون اهول‬
‫بيوت عوومل وصووالح ووليووة ‪ ،‬علوون ويع مووون وحيدمووون آل آن علوووي ‪.‬‬
‫وهكذا شأن علوامء ال واهر والبواطن مون العوارفني ابهلل تعواىل يطلعهوم هللا‬
‫عىل خصوصيات اهل البيوت زايدة عوىل مايعلمونوه مون العلووم ال واهرة ‪،‬‬
‫فتش تد حمبهتم هلوم واحوداهمم جلنوااهم ‪ .‬وقود اخوتص آل آن علووي بأشو ياء‬

‫‪327‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هللا‬ ‫خاصة مل يشارجهم فهيا غريمه ‪ .‬و‬


‫فلهل امحلد واملنوة ‪ .‬مث قوال النواوم ر‬
‫عنه ‪:‬‬
‫ومل نعتب حليف العتب فينا بأعتاب املال من لمي ايل‬
‫عطف هذا البيت عىل البيوت اذلي قوبهل ‪ ،‬آي ولوول آن هللا آمور‬
‫رسوهل صىل هللا عليوه وآهل وسومل بسوؤال املوودة يف القورىب مل نعتوب قورين‬
‫العتب اذلي عري منه العتب فينوا وعلينوا ابلعتواب ‪ .‬املوال ‪ ،‬آي املاعوة ‪،‬‬
‫والعتاب مجع عتب من ليامتدى يف اوهار حسده وعداوته ولكنا نعاتبوه ‪،‬‬
‫وذكل لن العتاب خماطبة الدلل واملذاكرة موع القوران والشواكل ‪ ،‬فلعوهل‬
‫يرجووع بسووبب العتوواب اىل الووود اذلي ينمووو ويفوووز بووه يف يوووم احلسوواب ‪،‬‬
‫وذكل شأن الرحامء من عبواد هللا ‪ ،‬ولسو امي آهول بيوت رسوول هللا صوىل‬
‫هللا عليه وآهل وسمل ‪ ،‬وهوذا آي العتواب قموذهب طائفوة اسو تحبوه ‪ .‬واليوه‬
‫يشري قول القائل ‪:‬‬
‫اذا ذهب العتاب فليس ود ويبقئ الود مابق الع تاب‬
‫فف هذا الشارة اىل آن املراد من العتاب عتاب الدلل واملطايبوة‬
‫بني الخوان ‪ ،‬لعتاب املناقشة واملنافسة بني القران وهو نوال من اجلدال‬
‫املذموم واليه يشري القائل ‪:‬‬
‫ومن مل يغمض عينه عن صديقه وعن بعض مافيه ميت وهو عائب‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫صديقك مل تلق الوووووذي مل تعات به‬ ‫اذا كنت يف لك المور معاتوووووبا‬
‫مقارف ذنبا موووووووووووووورة وجمـــانبه‬ ‫ف ِعش واحد ًا آوصل آخ ارش فانــــه‬
‫ومئت وآي الناس تصفو مشاربه‬ ‫اذا كنت مل عرشب مرارا مع القذا‬

‫‪328‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومما ينبغ آن يكون العتاب موع الرفوق وموع التعوريض لالت ود ‪،‬‬
‫وطائفة قالت عدم العتاب آوىل كام مر ‪ ،‬هذا اذا اكنت الزةل والهفوة واجلفا‬
‫من الصدقاء واملعارف يف النفس آواملال ‪ ،‬وآما اذا اكنت يف ادليون امكهوا‬
‫معووروف راجووع اىل الموور ابملعووروف والهنووي عوون املنكوور ‪ .‬مث قووال النوواوم‬
‫ر هللا عنه ي م و ِح بفضيةل آخرى يه آفضل وآحرى ‪:‬‬
‫ولكن طبعنا ادفع ابليت يه يه احلس ىن وسل عن لك ِ‬
‫سال‬
‫ولكن لالسو تدرارش ‪ ،‬آي اان مل نعورض عون العتواب ال لعو ٍةل ودي‬
‫ابلرجوال اىل الصواب ‪ ،‬وال فطبعنا اجملبول عىل حب اخلري للك مؤمن آن‬
‫نوودفع ابلوويت يه آحسوون ان اكن يف العفووو‪ ،‬والسووكوت آوالعتوواب ابملوع ووة‬
‫وك وبقينقو مه‬ ‫احلس نة عىس آن يعود اجملانب ‪،‬كوام قوال تعواىل { فواذا اذلي بقينق ق‬
‫عقدق اوة قكنه قويل قمحمي } ‪1‬وهلل در القائل ‪:‬‬
‫اين آحيي عدوي عند ر يته لدفع الرش عووووووووين ابلتح ِ‬
‫ـــيات‬
‫وآوهر البرش لالنسان آبغضه كنه قد مال قلوووووووو مسووور ِات‬
‫ولست آسمل ممن لست آعرفه فكيف آسمل من آهووووول العــداو ِة‬
‫فسامل الناس عسمل من غوائلهم وكن حريصا عىل كسب املودات‬
‫وقال الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد ‪:‬‬
‫اكنت الحرى به لو آب ت‬ ‫اهتوان اكقووووووووال يسء‬
‫وبذا آسالفنا قد آخووووووو ت‬ ‫قدحلمنا وصفحنا عهن مم‬
‫هكذا الفضل لقووم قـــدرت‬ ‫ي ل موان مث نعفوو عهن مم‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 34 :‬فصلت‬

‫‪329‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقوهل ‪ :‬وسل عن لك سايل ‪ :‬اسأل عن طبائعنا يف احامتلنوا الذى‬


‫وص ان لك سايل ‪ ،‬آي خايل البال عن بغضنا وعوداوتنا مون ليبطور احلوق‬
‫ويغموو‪ ،‬النوواس ابلرش ‪ ،‬والبطوور يبووني كل ماجبلنووا هللا عليووه موون ِطيووب‬
‫الطبيعة ولطافة الروح وارشاق نور العقل والهداية ورشح الصدر ‪ ،‬لتبواال‬
‫مرشفنا صلوات هللا وسالمه عليه يف هديوه قويتِوه وسوريته ودهل وآخالقوه‬
‫اليت مجع احلق آنواال الثناء عليه يف لكمتوني وهوو قووهل تعواىل { وانوك ل ق قعوىل‬
‫مخلم ٍق ع مي } ‪.1‬‬
‫( فائدة ) تتعلق اكعوىن موايف هوذا البيوت ‪ :‬اعومل آ وا الد الواقوف‬
‫عىل آحوال هذا الزمان اذلي ضعفت فيه حقائق الميان آن الناوم احلبيوب‬
‫عيل ر هللا عنوه وآمنواهل مون ذوي العوزامئ املؤيودين عوىل التبواال خلوامت‬
‫الرسل والنبياء صلوات هللا وسالمه علهيم وعىل الص امليول وهوو اذلي‬
‫لشكوى معه ‪ ،‬والهمر امليل وهوو اذلي ل آذى معوه ‪ ،‬وآموا غوريمه ممون‬
‫ليقدر عىل ذكل وليطيقه فالوىل هل حبس النفس والتباعد واجملانبة لهول‬
‫الزمان وما مجبِلوا عليه من الضغائن والحقاد ومايتودل من ذكل مون النواكر‬
‫والناكد ‪ ،‬كام وصف الناوم ر هللا عنه هذا الزمان بقوهل ‪:‬‬
‫دار النكد والكد والكيد املكدر والكدمي‬
‫فعىل العاقل حينئذ آن يسعئ يف سوالمة دينوه ‪ ،‬وآن يكوون قريبوا‬
‫مهنم يف اخلري بعيد ًا مهنم يف الرش ‪ ،‬ولس امي اذا وهر هل ذكل بقرينوة انجوزة‬
‫كام قال الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد ر هللا عنه ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 4 :‬القمل‬

‫‪330‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اذا آنست من خل جفاء فال آجفوه وان هو قد جفاين‬


‫وآمسك عن مقالــــته لس اين‬ ‫ولكين آفوووووووارقــه ٍ‬
‫بلطف‬
‫وقوود ذكوور المووام السو يوط ر هللا عنووه يف رسوواةل هل سووامها (‬
‫الزجر ابلهمر ) الكموا مامعنواه ‪ :‬انوه اذا اكن النسوان ليصو عوىل الذى‬
‫ويتكدر اكالقاة مون يؤذيوه آوحيسوده آويضومر هل خبثوا آوحقودا فوالهمر موع‬
‫ذكل آوىل وآسمل ‪ .‬قال ‪ :‬وقد مجع بعضهم آسامء من اكن يزجر ابلهمر مون‬
‫الصحابة والتابعني ر هللا عهنم مفن بعدمه ‪ ،‬فذكر موهنم عااشوة وحفصوة‬
‫ومعار بن ايرس وعوون ابون عفوان وعبود الورمحن بون‬ ‫وسعد بن آن وقاق ق ْ‬
‫عوف وسعيد بن املسيب ووهب بن منبه واحلسن الب وي وابون سوريين‬
‫وسفيان الثوري وخلقا كثريين ‪ ،‬اىل آن خمت ابلمام النووي فانه اكن يزجر‬
‫ابلهمر ويراه ‪ ،‬وقرره يف رشح مسومل وغوريه آو تقريور ‪ ،‬واحوت هل مون‬
‫الدةل ‪ .‬وآبل ماذكر يف ذكل آن المام سوعيد بون املسويب أور آابه اىل آن‬
‫مووات ‪ ،‬ذكوور ذكل ابوون قتيبووة يف املعووارف ‪ ،‬وابوون املسوويب آعوومل التووابعني‬
‫وآفضوولهم وآبوووه حصووان ‪ .‬مووع آين مل آر ذكل فاس و توين أوور ال ووادلين فووال‬
‫خبار وآاثر ًا عن آ ة التابعني وقال بعده ‪ :‬وليس هذا مون‬ ‫آأرهام ‪ .‬مث آورد آ ً‬
‫الهموورة املكروهووة آل توورى آن رسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل آموور‬
‫الناس آن ليكموا جعب بن مواكل حوني هلْوف عون تبوورش ‪ ،‬وهوذا آصول‬
‫للعلامء يف جمانبوة مون ابتودال ِوأرتوه وقطوع الوأم عنوه ‪ .‬وقود حلوف ابون‬
‫مسعود آن ليكوم رجوال رآه يضوحك يف جنوازة ‪ .‬اىل آخور مواذكره ‪ .‬وهوذا‬
‫مبح واسوع لميكون اس تقصوا مافيوه قودميا وحوديثا لسو امي اذا اكن الهمور‬
‫لم ٍر ديين ‪ ،‬وقد قرروا آن قأر آرابب املعوايص واجوب ‪ ،‬ودلئول الرشوال‬

‫‪331‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مت اهرة كقوهل تعاىل { ل ق ِدم ققوم ًا ي م ق‬


‫ؤمنون اب ِهلل واليو ِم ال ِخو ِر يموواد ق‬
‫ُّون قمون‬
‫ووهل } ‪1‬وقوووهل صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ( احلووب يف هللا‬ ‫هللا قو قر مسو ق م‬
‫حووا ْد ق‬
‫والووبغض يف هللا موون آقوووى معوورى الميووان ) ويف احلوودي الخوور ( وهوول‬
‫ادليوون ال احلووب يف هللا والووبغض يف هللا ) وآوىح هللا اىل عيىس و عليووه‬
‫وب ويف لويس ‪،‬‬ ‫السالم ( لو عبدتين بعبادة آهول السوامء وآهول الرض و مح يف‬
‫وبغض ويف ليس ‪ ،‬مانفعك ذكل عندي ) وقوال عليوه السوالم ( حتببووا اىل‬
‫هللا تعاىل ببغض آهول املعوايص ‪ ،‬وتقربووا اىل هللا ابلبعود عوهنم ‪ ،‬واطلبووا‬
‫رىض هللا بسووحطهم ) وللقوووم الصوووفية احوداز وتوودقيق يف آفووات املالقوواة‬
‫سووغوا مون آجوهل الهمورة ‪ .‬قوال الموام‬ ‫تزيد عىل ماحيوذره العلوامء مموا مور و ْ‬
‫الغزايل ر هللا عنه يف اخلصةل الثانية من كتواب مهنواأ العابودين ‪ :‬وآموا‬
‫اخلصةل الثانية اليت تقتيض التفرد عن الناس يف هوذا الشوأن ‪ ،‬فوان النواس‬
‫يفسوودون عليووك ماحيصوول كل موون العبووادة ان مل يعصووم هللا تعوواىل بسووبب‬
‫مايعرض من ِق قبلهم من دواع الرايء والزتين ‪ .‬ولقد صدق حيوىي ابون معواذ‬
‫ر هللا عنه حي قال ‪ :‬ر ية الناس بساط الرايء ‪ .‬وهؤلء الزهواد قود‬
‫خافوا عىل آنفسهم من هذا املعىن ح تركووا املالقواة والوزتاور ‪ .‬ولقود ذكور‬
‫آن هرم ابون حيوان قوال لويوس القورين ر هللا عوهنام ‪ :‬اي آويوس ِصولنا‬
‫ابلزايرة واللقاء ‪ ،‬فقال آويس ‪ :‬قد وصلتك اكا هو آنفع كل مهنام وهو ادلعاء‬
‫عىل وهر الغيب ‪ ،‬لن الوزايرة واللقواء يعورض فوهيام الوزتين والورايء ‪ .‬ولقود‬
‫قيل لسلامين اخلواق ملا قدم ابراهمي بن آدمه ‪ :‬آفال تأتيه ؟ قال ‪ :‬لن آلقئ‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 22 :‬اجملادةل‬

‫‪332‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ش يطاان مارد ًا آحب ايل من لقائه ؛ فاسوتنكروا ذكل مون قووهل فقوال ‪ :‬اين‬
‫ان لقيته آخاف آن آتزين هل ‪ ،‬واذا لقيوت شو يطاان آمتنوع منوه ‪ .‬ولقود لقو‬
‫ش يح المام بعض العوارفني فتوذاكرا مليوا مث دعووا يف آخور حوديهثام فقوال‬
‫ش يح للعارف ما آونين جلسوت جملسوا آان هل آرىج مون جمليسو هوذا ؛‬
‫فقال هل العارف ‪ :‬ماجلست جملسا آخوف من جمليس هذا ‪ ،‬آلسوت تعمود‬
‫ودي ‪ ،‬وآان‬ ‫اىل آحسوون حووديثك وعلومووك فتحوودثين اهووا وت هرهووا مووابني يو و‬
‫كووذكل ؛ فوقوع الوورايء ‪ .‬فووب شو يح المووام قمليو ًا مث غ و عليووه ‪ .‬فهووذه‬
‫آح ووال آهوول الزهوود والرايضووة يف مالقووا م ‪ ،‬فكيووف حووال آهوول الرعونووة‬
‫والبطاةل ‪ ،‬بل حال اهل الرش واجلهاةل ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬فهذا يف غايوة الحوداز يف‬
‫اجتناب مايشوب العامل مما ينقصها آوحيبطها ‪ ،‬وهوو خواق بأهول الكوامل‬
‫واندر فهيا ‪ ،‬والكرث والغلب فهيم ومهنم طلب املالقواة والجوامتال والوزتاور‬
‫‪ ،‬وليصلح بعض ماينقل عهنم للقارص ‪ ،‬بل الوىل هل الرغبة واحلرق عىل‬
‫اجامتال آرابب الصالح والعمل ليس تفيد من آقوواهلم ويقتوبس مون آحوواهلم ‪،‬‬
‫فان ن رمه اكلكسري ‪ .‬و‪ ،‬ممن حصلت هل ن ورة آكسوبته وكسوت قلبوه نوور ًا‬
‫تدي به اىل ال اط املس تقمي ‪ ،‬وسلورش سبيلهم اخلاق عىل الهن القوومي‬
‫‪ .‬وآما ماذكره المام الغزايل ر هللا عنه يف مهناأ العابدين ‪ ،‬ويف كتواب‬
‫العزةل من الحيواء وقوال ‪ :‬ان العوزةل يف زمانوه قود صوارت واجبوة ‪ .‬وذكور‬
‫الفنت يف ادلين املدتبة عىل اخللطة ‪ ،‬فوذكل حقوا وصودقا اذا اجتعوت فيوه‬
‫رشوط العزةل اليت ذكر ‪ .‬مث قال الناوم ر هللا عنه ‪:‬‬
‫وصل قوم القطيعة ابلوص ِ‬
‫ــال‬ ‫ِ‬ ‫خذ العفو واعرف املعروف عرفا‬

‫‪333‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آي من شأن ذوي العزامئ واملتهلقني ابملاكرم ولس امي واريث رسوول‬
‫هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل من آهل بيته وخاصته من الولياء العوارفني‬
‫والعلووامء العوواملني ‪ ،‬فووانم آوىل ابلتووأيس بووه فيعفووون عوون موون ولمهووم ‪،‬‬
‫ويعطون من حرهمم ‪ ،‬ولعازون من ش تهم ‪ .‬وذكل لتوفر دواعو التقووى‬
‫يف قلواهم وطهارة نفوسهم ‪ ،‬والرمحة ابملؤمنني واخلوف من هللا تعواىل ‪ ،‬كوام‬
‫يف احلدي ( لحتاسدوا ولتباغضوا ول تودابروا ولتناجشووا وكونووا عبواد‬
‫هللا اخوواان ‪ ،‬املسومل آخوو املسومل لي لموه ولحيقوره ولخيوذهل وليكذبووه ‪،‬‬
‫التقوى ههنا ) آشار بيده اىل صدره ‪ ،‬آي حمول اخلووف اذلي هوو مقتىضو‬
‫التقوى حمهل الصودر اذلي فيوه القلوب الراعو لوامور احلوق تعواىل والرمحوة‬
‫خبلقه اليت مجعها تعاىل هل صوىل هللا عليوه وآهل وسومل يف قووهل تعواىل { قولقوو‬
‫ووكل فوواع مف قع وهنمم واس و تغفرهلم‬‫وب لن قفض ووا ِموون قحو ِ‬ ‫مكنو ق‬
‫وت فق ووا غق ِلوويظق ال ققلو ِ‬
‫ورف واعورض عون‬ ‫وشا ِورمه يف المر } ‪1‬وقوهل تعاىل { مخ ِذ ال قعف قو وآ ممر ابل مع ِ‬
‫اجلاهلني }‪ 2‬وقوهل { وما آرسلنارشق ال قر قمحو ًة للعواملني }‪ 3‬والعفوو حموو اذلنوب‬
‫ونس يانه والتجاوز عنه بغري تكف ولكره ‪ .‬وقوهل ‪ :‬واعرف املعوروف عرفوا‬
‫‪ :‬آي آعرف طريق املعروف ح تعمل به وهو ماققب ق مِهل العقل وآقوره الرشوال‬
‫ووافقووه كوورم الطبووع ‪ .‬عرفو ًا ‪ :‬آي معرفووة حقيقووة آن تنشووأ عوون كووامل الميووان‬
‫والتصاف ابلحسان كام مىض عىل ذكل سادات العصوور والزموان ‪ ،‬كوام‬
‫آشار نفوع هللا بوه اىل آحوواهلم بقووهل ر هللا عنوه ‪ :‬قو ِصول قووم القطيعوة‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 159‬آل معران‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 199 :‬العراف‬
‫‪3‬‬
‫الاية ‪ 107 :‬النبياء‬

‫‪334‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وال ‪ ،‬آي اجعوول حموول قطيعووهتم الوصووال هلووم كووام موور يف احلوودي (‬ ‫ابلوصو ِ‬
‫وصل من قطعك ) فقد روي عن المام زين العابودين ر هللا عنوه آنوه‬ ‫ِ‬
‫خرأ يوما من املسوجد فلقيوه رجول فسو به وابلو يف سو به ! فبوادرت اليوه‬
‫العبيد واملوايل فكفهم عنه وقال ‪ :‬همال عىل الرجل ‪ ،‬مث آقبل عليوه فقوال هل‬
‫‪ :‬ماي مسو ق مود عنووك موون حالنووا اكوورث ممووا تقووول ؛ آكل حاجووة نعينووك علهيووا ؟‬
‫فاس تحئ الرجل ؛ فألقئ يصته اليت عليه وآمر هل بعطاء فووق آلوف درمه‬
‫‪ ،‬فقال الرجل ‪ :‬آشهد آنك من آولد الرسل ‪.‬‬
‫وروي عن الش يخ امحد الرفاع آنه لقيه مرة فقراء فس بوه وقالوا هل‬
‫‪ :‬ايآعووور ايدجووال ايموون اسو تحل احملووارم ويبوودل القورآن ايجمووادل ايلكووب ؛‬
‫فكشف عن رآسه وقبل الرض وقال ‪ :‬ايآس يادي اجعلووا عمبيود‪ ،‬يف ِح ٍول‬
‫‪ ،‬وصار يقبل الرض ويقبل آيد م وآرجلهوم ويقوول ‪ :‬آرضووا عوين وحلمو‬
‫يسعين ‪ ،‬فلام آجعزمه قالوا ‪ :‬مارآينا فقريا قو‪ ،‬مونكل حيمول منوا الشو مت لكوه‬
‫وليتغوري ‪ ،‬فقووال ‪ :‬هوذا ب كووت ‪ .‬مث التفووت اىل آحصابوه وقووال ‪ :‬مووااكن ال‬
‫اخلري آرحنامه من الكم اكن مكتواب عندمه وكنوا حنون آحوق اهوم مون غوريان‬
‫فراكا ماحيملهم ‪.‬‬
‫وكتب اليه ابراهمي البس يت كتااب ‪ :‬آي آعور ادلجال ‪ ،‬آي مبتدال ‪،‬‬
‫ايمن مجع بني الرجال والنساء ‪ .‬ح ذكر الكب ابن الكب ‪ .‬فلام قرآه قال‬
‫‪ :‬صدق فامي قال جزاه هللا عين خري ًا ‪ ،‬مث آنشد شعر ًا ‪:‬‬
‫ولست آابيل من رماين بريبة اذا كنت عند هللا غري مريب‬
‫مث آرسل اجلواب فيه ‪ :‬من هذا الاليشء محيد اىل س يدي الشو يخ‬
‫ابوراهمي البس و يت ر هللا عنووه ‪ ،‬آ ْمووا قوووكل اذلي ذكرتووه فووان هللا تعوواىل‬

‫‪335‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫خلقين ملا يشاء ‪ ،‬آسكن ْيف ماشاء ‪ ،‬واين آريود مون صودقاتك انوك تودعو‬
‫يل ولهلين من حلمك ‪ .‬فلام وصل الكتاب اىل البس يت هام عىل وته مفوا‬
‫عرف ووا آيوون ذهووب ‪ .‬وآراد الفق وراء رضب فقووري لووزةل وقعووت منووه ‪ ،‬فأخووذ‬
‫الش يخ ثيابه وانم ماكنه فرضبوه واش تفوا من رضبه ‪ ،‬مث جشف عون وتوه‬
‫ف مغ ِ ق علهيم ملا وجدوه ‪ ،‬فقال ‪ :‬مااكن ال خري ًا آكسوبتوان الجور والثوواب ‪.‬‬
‫انهتيئ ‪.‬‬
‫وملا اكن هذا المام الوارث جلده عليوه الصوالة والسوالم ‪ ،‬ولسولفه‬
‫املقربني ال ة البرارالكرام ‪ ،‬لق من الذى من معارصيه من املنسووبني اىل‬
‫العمل ومن الطغام ‪ ،‬موالحتتهل اجلبوال الوروايس والاكم ‪ .‬وقود ع ق ْ‬
‫سوىل بوذكر‬
‫ذكل يف نرثه وشعره ‪ .‬وكنت مع ِق ق ِ ابع ممن لقو بعوض ذكل يف آثوره ‪.‬‬
‫وقوود نقلووت يف كت وان املسوومئ ( حوودائق الرواح يف بيووان طوورق الهوودى‬
‫والصووالح ) يف الفصوول السووابع يف ذكوور آع ووم الع ووارض والعوائووق ‪ ،‬عوون‬
‫سلورش طريق الهدى والوصول اىل احلقائق ‪ ،‬مجةل صاحلة مما حصول واتفوق‬
‫لل ة اذلين مه القدوة ‪ ،‬ولنا اهم وفوهيم السووة ‪ .‬وقود مور يف هوذا املؤلوف‬
‫من ذكر مان قو قه بوه هوذا الموام الكورمي عوىل هللا والوزعمي دليوه ودلى رسووهل‬
‫صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل وسوولفه الك ورام موون عوواداه وآذاه ‪ ،‬موون الايت‬
‫والخبار والاثر الواردة فامي جعهل هللا سو نة ماضوية ‪ ،‬آن حيسود آهول هللا‬
‫لك ن عقدم وو ًا ش ياطني اجلن والنس‬ ‫كذكل قج قعلنا ِل م ِو‬
‫وخاصته ‪ .‬قال تعاىل { قو ِ ق‬
‫}‪ 1‬وقال تعاىل { وجعلنوامه آ و ًة ق ودوان بِوأم ِران ملقو ْا قصو وا } ‪2‬وقوال الموام‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 112 :‬النعام‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 73 :‬النبياء‬

‫‪336‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الشووعراوي ‪ :‬واكن الش و يخ عوويل اخل وواق ر هللا عنووه يقووول ‪ :‬لبوود‬
‫لولياء هللا من آعداء يؤذونم ‪ ،‬فاذا ص وا اكنوت هلوم الماموة ‪ ،‬قوال هللا‬
‫تعاىل { و قج قعلنامه آ ة دوان بِأمران لقم ْا ص وا } ‪3‬مفا بلغوا مقام الماموة ال‬
‫بعوود مبووالغهتم يف الصو وحتموول الذى ‪ .‬قووال ‪ :‬واحلمكووة يف ذكل آن احلووق‬
‫س بحانه وتعاىل ليصطف عبد ًا من عباده وهو يطلب املنووزةل عنود النواس‬
‫‪ ،‬فهو تعاىل يسل‪ ،‬عىل من يريد اصطفا ه اخللوق ابلذى والمتحوان حو‬
‫لمييلوا الهيم ‪ ،‬لنم لو آحس نو الهيم مالوا الهيم ابلرضورة ‪ ،‬مث يريود هللا آن‬
‫يلحقهم ابلنبياء ويوفر هلم آجورمه ‪ .‬ويف احلدي ( علامء آمويت كنبيواء بوين‬
‫ارسائيوول ) فوواكن موون رمحووة هللا لوليائووه آذى النوواس هلووم لتوووفري آجووورمه‬
‫ليوافونا يووم القياموة اكموةل مل يونقص مهنوا يشء ‪ ،‬فوان غالوب مون يعتقوده‬
‫الناس ويع مونه بتقبيل اليدي والرجول حمكوه حو مون نصوب منمنيقوا‬
‫ير به حس ناته رشقا وغراب ‪ .‬وقد ذكر ر هللا عنه يف لواحق النوار يف‬
‫طبقووات الخيووار يف هووذا املعووىن مجووةل صوواحلة ؛ وموون ذكل قووال س و يدي‬
‫الش يخ آاب احلسن الشاذيل ر هللا عنه ‪ :‬وقد جرت س نة هللا تعاىل يف‬
‫آنبيائه وآصفيائه آن يسول‪ ،‬علوهيم اخللوق يف ابتوداء آمورمه ويف نوايهتم لكوام‬
‫مالت قلواهم لغري هللا ‪ ،‬مث تكون ادلوةل والن ة هلم آخور المور اذا آقبلووا‬
‫عووىل هللا تعوواىل لك القبووال ‪ ( .‬قلووت ) وذكل لن املريوود السوواكل يتعووذر‬
‫اخللوق عليه والسري اىل حرضة هللا تعاىل موع مويهل اىل اخللوق وركونوه اىل‬
‫اعتقادا م فيوه ‪ ،‬فواذا آذاه النواس وذمووه ونقصووه ورمووه ابلهبتوان والوزور‬

‫‪3‬‬
‫الية ‪ 73 :‬النبياء‬

‫‪337‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫نفرت نفسه مهنم ومل ي منه ركون الوهيم آلبتوه ‪ ،‬وهنوارش يصوفو هل الوقوت‬
‫مع ربه ويصح هل القبال عليه ذلهواب التفاتوه اىل ورى فوافهم ‪ .‬مث اذا رجوع‬
‫بعوود انهتوواء سووريمه اىل ارشوواد اخللوق يرجعووون وعلووهيم خلعووة احلوومل والعفووو‬
‫والسد ‪ ،‬فيحملوا آذى اخللق ويرضوا عن هللا تعاىل يف مجيع مايصودر مون‬
‫عباده وتمكل بذكل آنوارمه ‪ ،‬ويتحقق بذكل مرياالم للرسل يف حتمل موايرد‬
‫علهيم من آذى اخللق ‪ ،‬وت هر بوذكل تفواوت موراتهبم ‪ ،‬فوان الرجول يبوتيل‬
‫‪1‬‬
‫دون بِأم ِران لقم ْا قصو وا }‬
‫عىل حسب دينه ‪ .‬قال تعاىل { قو قج قعلنق مامه آ ة ق ق‬
‫وقال تعاىل { قول ق ققد مك وِذبقت مر مس ٌل قمون ققوب ِ ق‬
‫كل فق قصو ق وا عوىل موا مكو وِذبوا وآو مذوا‬
‫اتمه ن ق م ان }‪ 2‬انهتيئ الكم الشعراوي ‪.‬‬ ‫قح ْ آ م‬
‫وقال الش يخ عبد اخلالق املزجام رمحه هللا ‪ :‬وقد جرت عادة هللا‬
‫تعاىل بأن من رزقه هذا اخلري آن ي مس ِل و‪ ،‬عليه آهل البغو واحلسود واجلهول‬
‫وتالء منووه س و بحانه ح و يصووري اكل ِت و المحر ‪ ،‬فوواذا‬ ‫ابلذيووة والعووداوة ابو ً‬
‫اس تهلصه فان شاء آوهره وان شاء آبقاه خمفيا من مجةل الضنائن من خلقوه‬
‫خصوصا عند علمه تعاىل بفساد الزمان ‪ ،‬وكثري من الوليواء مون املالمتيوة‬
‫لتعرف هلم بداية ولتعمل هلم ناية ‪ ،‬مه مع الناس ابلعوادة ليتوزيون بعبوادة‬
‫ولعادة وليعرفهم ال آمناهلم ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫( قلت ) واىل مواذكره العوامري قودس هللا روحوه يف البواب الول‬
‫من اهجة احملافل يتحقوق كل ماقواهل عليوه الصوالة والسوالم ( حنون معوارش‬
‫بالء المنل فالمنول ) فقود آوذي صوىل هللا عليوه وآهل وسومل‬ ‫النبياء آشد ً‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 73 :‬النبياء‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 34‬آل معران‬

‫‪338‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ذى كثري ًا ح مق ِصدق ابلقتل ‪ ،‬واكن ذكل خروجه من مكة ويه خري بالد‬ ‫آ ً‬
‫هللا وآحهبوا اليوه ‪ ،‬والوليوواء والعلوامء ورثووة النبيواء ‪ ،‬وذكل لن العامووة اذا‬
‫رآوا مامتزيوا به علهيم من الفضل واخلصوصية وانفردوا به من املزية ‪ ،‬كرهووا‬
‫ذكل فهيم وسعوا يف ايذاوم وادخال الونقص علوهيم ‪ ،‬لن لك انسوان يكوره‬
‫متزي غريه عليه ‪ ،‬فاذا شهدوا النقص فهيم وكوامل غوريمه علوهيم تونغص بوذكل‬
‫عيشهم ‪ ،‬اينئذ يسوعون يف تنقيصوهم لوريوا آنوم شواركومه فوامي مه فيوه مون‬
‫النقص ‪ ،‬ومل يش تغلوا عنود ذكل اكواعري موهنم مون اخملالفوات والنوامرش يف‬
‫الشهوات ‪ ،‬وهذا والعياذ ابهلل من زايدة العمئ واملقت ملن ابتىل به‪ .‬وكثوري‬
‫مايبتىل اكثهل آرابب الرايسات ادلنيوية املنحطني اىل اللتفات للسوفليات ‪،‬‬
‫فعىل من ابتىل اكثل ذكل من آمنوال آولئوك فليتوأىس بأنبيواء هللا وآوليائوه ‪.‬‬
‫وقد كتب س يدان الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد ابعلوي نفع هللا به ملون‬
‫ش اليه آذى بعض آهل الرسوم قال ‪ :‬وماذكرمت مون آمور كوذا مفوا هنوارش‬
‫كبري آمور ‪ ،‬والنواس كامتعومل وتورى ‪ ،‬وعوىل مواهو آكورث مون ذكل وآنكور ‪،‬‬
‫ينطوون ويضمرون ‪ ،‬فألقوا مابدا مهنم وماخف من فتهنم ورشورمه ابلرفوق‬
‫واللطووف وحسوون املووداراة عنوود املالبسووة ‪ ،‬فوواغتمن العافيووة الوويت يه آوسووع‬
‫الش ياء ‪ ،‬والسكون آفضل آجزاوا كوام يقوال ‪ :‬السوكون عافيوة ‪ .‬ولتأخوذ‬
‫ب ء وليف يشء آي يشء اكن يؤول اىل حتريك الطباال واحياش القلووب‬
‫ممن ليتق عار ًا ولانر ًا ‪ ،‬وعامة آهل الزمان كذكل ال من رمح ربك وقليول‬
‫مووامه ‪ ،‬ولتغالووب ولتوزامح ولتنووازال ولهووامص ‪ ،‬واعوومل بووأان آخووذون اهووذا‬
‫املأخذ يف حملنا وموع آحصابنوا وهوو آطيوب مون حملو وآطهور ‪ ،‬ولوول ذكل‬
‫لتحررش علينا من رشورمه وفتهنم ماتضيق به الصدور والماكن ‪ ،‬وينوزجع هل‬

‫‪339‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫لك واهر وابطن ‪ ،‬فايع ول وب واقبل النصيحة عفو ًا ممن قاموت عليوه‬
‫غالية ‪ ،‬وخذها لهذا ولغريه ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫ومما كتب به الشو يخ احلبيوب معور بون عبود الورمحن البوار ابعلووي‬
‫للش يخ معر بن عبد القادر العمودي نفع هللا اهوام عنود جوراين واقعوة حوال‬
‫انزجع معها اىل الرحةل والنتقوال فقوال ‪ :‬وبلغنوا آنو عشوشو مت مموا جورى يف‬
‫البالد من اهل البغ والفساد ‪ ،‬فالحوول ولقووة ال ابهلل ‪ ،‬وليغلوب هللا‬
‫غالب وليفوته هارب ‪ ،‬ولك ماقلمت آوفعلمت من المر ابملعوروف ففو حموهل‬
‫وآنومت مون آهوهل ‪ ،‬عووىل مايوأذن هللا ورسووهل وعووىل مامىضو عليوه السوولف‬
‫الصا ‪ .‬وآما آن هذا المر يوؤول بو اىل النزعواأ والنتقوال مون قيودون‬
‫بالد الشو يخ سوعيد ‪ ،‬ومقصود لك سوعيد ‪ ،‬اىل غريهوا مون الوبالد القريبوة‬
‫آوالبعيدة ‪ ،‬فاذلي نراه وان اكن ن ران قارص ‪ ،‬وعن شأوي مقوام حوارس‬
‫‪ ،‬آن لتلقوا لهؤلء اب ًل ؛ ومه آقل وآحقر وآصغر من آن حيركوا في شوعرة‬
‫‪ ،‬والرايح مواحتررش اجلبوال ‪ ،‬واحلوق موايزيهل احملوال ‪ ،‬وموامه معو ال مكثول‬
‫الكب ينبح القمر ‪ ،‬واكلزجاأ يكرس احلمر ‪ ،‬ومايفر ال احل ق قم‪ ،‬والوورض ‪.‬‬
‫وقد عرفمت مااكن عليوه آسوالف ومشواخي ومواعري اككوة واملدينوة وتورمي‬
‫ولينوزجع آاكبرها ذلكل ‪ ،‬ولترجع العواقب احلس نة ال هلوم ‪ ،‬وليضوعن ال‬
‫معاندمه ‪ .‬انهتيئ مع حذف يسري ‪.‬‬
‫وقال س يدي الش يخ الموام معور بون سوقاف السوقاف ابعلووي يف‬
‫كتابوه ( تفوورد القلوووب وتفوورا الكوروب ) واعوومل آن موون آع ووم مايووذهب‬
‫الكوودار وعلووب املسووار ‪ ،‬عوودم مقووابةل آهوول الرش و ابلرش و ‪ ،‬بوول ابلعفووو‬
‫والتغافل عهنم والص الاكمول عون املقوابةل لهول النفووس ابلنفووس ‪ ،‬فوان‬

‫‪340‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ذكل هو ادلاء العضال واهلم اذلي ليزال ‪ ،‬فاص وصابر خصوصا يف هوذا‬
‫الزمان الفاسد اذلي فأ فيه الباطول ومع الفسواد ‪ ،‬وكورث يف آهوهل احلوظ‬
‫وثوران الهوية والعناد ‪ ،‬فسمل عسمل وتور وتغومن ‪ ،‬وتكوون عافيوة قلبوك‬
‫عن املقابةل ابلهوى آحسن الدوى ‪ ،‬وآروح يف الرس والنمووى ‪ ،‬و وون‬
‫عليك مافاتوك مون دنيوارش بسوالمة قلبوك والرضوا يف عقبوارش ‪ .‬وقود آوذي‬
‫الصوواحلون والخيووار وابتلووا بووبالء اختبووار ؛ فصو وا ورضووا فاكنووت هلووم‬
‫العاقبة ‪ ،‬فاص كام ص وا ت فر اكا وفروا ‪ .‬واعمل آنه ليعوادي ويوؤذي ال‬
‫من قدخصه هللا ابلفضائل ‪ ،‬وتوالت دليه آحسن الوسائل ‪ ،‬فاعرف ِن قع قمو مه‬
‫عليك كام قيل ‪:‬‬
‫هل عاند ادلهر ال من هل خطر‬ ‫قل لذلي ب وف ادلهر عق ْريان‬
‫انهتوويئ مووع حووذف يسووري ‪ .‬واكن المووام اجملهتوود اجلووالل الس و يوط‬
‫ر هللا عنووه مموون عووودي وآوذي يف هللا تعوواىل وحسووده آهوول زمانووه ‪،‬‬
‫وكثريا مايعرض بوذكل يف كتبوه املبسووطة واخملت وة بوأن حسواده مل يزالووا‬
‫يطعنون فيه ويسعون يف تنقيصه ‪ .‬وهل رساةل سامها ( ادلوران الفل عوىل‬
‫ابن الكريك ) يقوول يف مقودمهتا ‪ :‬آموا بعود فقود عسول‪ ،‬علينوا رجول سوا‬
‫وعرشين س نة ل تأخذه يف التلبيس والذى غفةل ول ِس نقة ‪ ،‬مفال زال منذ‬
‫صار به يف البدل يعه ‪ ،‬وامتل بذكره بني الناس يعوه ؛ يفووق ا ْيل بسوهام‬
‫الذى ‪ ،‬ويمغ ِ يف عيين القذا ‪ ،‬ل آذكر يف جملسه ال اضوطرب ‪ ،‬ولتنقول‬
‫هل عين مس ئةل ال ازدلف لالساءة واقدب ‪ ،‬وآان يف عزةل عنه وعن سوائر‬
‫آهوول زموواين ل آابيل اكوون اغتووابين مووهنم آورموواين ‪ ،‬وكثووري مووامير ن قووول‬
‫الصاغاين ‪:‬‬

‫‪341‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عن الناس آعتقد الصيانة ديدين‬ ‫ومازلت منحازا بعر جانبا‬


‫انهتيئ ‪ .‬ولس يدي امام الطريقني الس يد البحر احل عبد الرمحن بن‬
‫عبد هللا بون امحود بون الفقيوه ابعلووي نفوع هللا بوه رسواةل يف هوذا املبحو‬
‫سامها ( خامتة اجلواب والبيان ‪ ،‬يف آن احملسوودين يف زايدة ليف نقصوان )‬
‫عويل مون بعوض آهول الزموان مون اطواةل‬ ‫قال ‪ :‬محلين عوىل ذكرهوا مواجرى ْ‬
‫اللسان ‪ ،‬ابلسب والغيبوة والهبتوان ‪ ،‬وموا آرى هل سوببا الاحلسود والوبغض‬
‫والشنئأن ‪ ،‬فاهلل يغفر يل وهل ولغريه من القران ‪ ،‬وما آجازيه ال اكا يور‬
‫الوورمحن ويسووح‪ ،‬الشو يطان ‪ ،‬موون الصو والتقوووى وحووق الميووان ‪ ،‬وهللا‬
‫املسو تعان وعليووه الووتأن ‪ .‬فووذكرت هووذه اخلامتووة وآفرد ووا عسوولية ل وبعض‬
‫الخوان املتوجعني من هذا التعدي والعودوان ‪ ،‬ليعرفووا آن ذكل اىل زايدة‬
‫لنقصووان ‪ ،‬ور لخرسو وان ‪ ،‬ولووئال ي وون وووان آن اع ورا عوون الوورد‬
‫واجلوودال جعووز واخن وزال وخووذلن ‪ ،‬بوول علمووت آن ذكل ليفيوود فووان الكم‬
‫احلاسد لينقطع فال حلجة يس تع ‪ ،‬ولل هوان ينتفوع ‪ ،‬وامنوا هوو قطبو ٌع عليوه‬
‫مطبع ‪ .‬قال الموام الغوزايل ‪ :‬واايرش مث اايرش آن عشو تغل جبودال احلاسودين ‪،‬‬
‫والرد عىل املعاندين فتأخذ يف خصاهمم آو تطمع يف اااهمم ‪ ،‬فان ذكل طمع‬
‫يف غري مطمع ‪ ،‬ورضب يف غري متسع ‪ .‬آما يعت قول الشاعر ‪:‬‬
‫ال عداوة من عادارش عن حسد‬ ‫لك العداوات قد ترىج اماتهتا‬
‫ولو اكن يف ذكل طمع لحود مون النواس ملوا توىل عوىل آج ِل وهوم رتبوة‬
‫وك اعراضق وهم فوان‬ ‫آايت الياس ‪ ،‬آومايعت قوهل تعاىل { وان اكن قكو م ق عقلقي ق‬
‫رض آو مس ول ْ ًما يف السووام ِء ِ } اىل قوووهل {‬
‫اس و تطعت آن تقبتقغ و ن ق قفقًووا يف ال ِ‬

‫‪342‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اجلاهلني } ‪1‬انهتيئ ‪ .‬وعن معاوية ر هللا عنه آنه قال ‪ :‬لك الناس آقودر‬
‫عىل رضامه ال احلاسدين فانم ليرضوهيم الزوال النعموة الويت آنعوم هللا اهوا‬
‫عيل ‪ .‬وهلل در القائل ‪:‬‬
‫ْ‬
‫وآدم لها تعب القرحية واجلسد‬ ‫ادآب عىل مجع الفضائل راشد ًا‬
‫لقيته من جد فووووويه واجتووهد‬ ‫واقصد به وجه الهل ونفع موون‬
‫مهال فعند املوت ينقطع احلسد‬ ‫واتررش الكم احلاسدين وفعلهم‬
‫وقال آخر ‪:‬‬
‫قل ملن ليرى املعارص شيئ ًا ويرى للوائل التوووووقدميا‬
‫ان ذارش القدمي اكن جـــديد ًا وسيبقئ هذا اجلديد قدميا‬
‫وقلت آان ‪:‬‬
‫يريد غيووو ابحلس د‬ ‫اي من قالين قعنق قتا‬
‫ودمت يف عيش النكد‬ ‫فقد عصيت رب نا‬
‫يف محوورقوووووة ويف مكد‬ ‫وآنت مين يف قع نقا‬
‫هذا واملقصود اليضاح والبيوان لسوائر احملبوني والخووان ‪ ،‬بوأن موا‬
‫آب مت ِ قيل به آهول الفضول والحسوان والعومل والعرفوان ‪ ،‬مون سوب اجلاحودين‬
‫وش و مت احلاسوودين ‪ ،‬والتعوودي علووهيم ابلذى والعوودوان ‪ ،‬زايدة يف رشفهووم‬
‫لوو الشوان ‪ .‬وقود‬ ‫لنقصان ور بال خرسوان ‪ ،‬وعنووان حسون العاقبوة وعم و ِ‬
‫ورد يف تفصيل قصص النبياء واملرسلني وماانهلم من الذى والمتحان من‬
‫آهل احلسد والبغ والطغيان ‪ ،‬مواهو مشوهور يف آايت القورآن ‪ ،‬ومنشوور‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 35 :‬النعام‬

‫‪343‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يف الحادي الصحاح احلسان ‪ .‬فالحيتاأ اىل بيان وليتوقف عىل تبيان ‪،‬‬
‫وليتوقف عىل ن ر وامعان ‪ ،‬وبذكل جرت س نة هللا تعاىل فهيم واس ترت‬
‫عووىل آتبوواعهم موون الوليوواء والصوواحلني والعلووامء العووارفني يف لك زمووان ‪.‬‬
‫استشووهد عووىل ذكل بووأايت قووال بعوودها ‪ :‬وذكوور السوو يوط يف كتابووه (‬
‫ويل آن آقووام يل عوودو ًا‬
‫التحوودث ابلنعمووة ) ماصووورته ‪ :‬وممووا آنعووم هللا بووه عو ْ‬
‫يؤذيين وميزق ِعر ليكوون يل آسووة ابلنبيواء والوليواء ‪ .‬وروى البهيقو‬
‫آن جعب الحبار قال لن موىس اخلولين ‪ :‬كيف د قوموك كل ‪ :‬قوال ‪:‬‬
‫سامعني مطيعني ! قال ‪ :‬ماصدقتين التوراة اذن ‪ ،‬وهللا مااكن رجل حكمي‬
‫يف قومه ق‪ ،‬ال بغوا عليه وحسدوه ‪ .‬وآخرأ ابن عساكر ‪ :‬آزهد الناس يف‬
‫النبيوواء وآشوودمه علووهيم القربووون ‪ ،‬وذكل فووامي آنووزل هللا تعوواىل { وآن و ِذر‬
‫ع ِقش قريت ققك القوربني } واكن آبوو ادلرداء يقوول ‪ :‬آزهود النواس يف العوامل آهوهل‬
‫وجريانه ‪ ،‬فان اكن فقري ًا ْعريو مه وان معل ذنبا آذاعووه ‪ .‬انهتويئ ‪ .‬قوال ‪ :‬وقود‬
‫قدمنا ان لك صادق قام يدعو الناس اىل احلق فال بد آن يعاديه آول آكرث‬
‫اخللق من آبناء ادلنيا وآهل الهوى وآعووان الشو يطان لقيوام الطبيعوة ودوام‬
‫املباينة الرشوعية ‪ ،‬فواذا صو اكن هل الن و والعاقبوة ‪ ،‬فالعاقبوة للتقووى ‪،‬‬
‫والن مع الص ‪ { .‬وبرشو الصوابرين )} { وان هللا ل ق قمو قع احملسو نني } مفون‬
‫طلب مساملة الناس ليسمل ِعرضق مه من آلسنهتم وقع يف الرايء واملداهنة بغري‬
‫شك ‪ ،‬وقد نطق من لعقل هل آن ذكل مون كوامل العقول وحسون املوداراة‬
‫وليس كذكل ‪ ،‬فوأ ُّي داال آفضول مون سو يد املرسولني صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫خاف ماوقع عليه يف قومه من الذى والمتحان واذاعوة السوب‬ ‫وسمل وغري ٍ‬
‫والشو مت هل والزراء عليووه ابلووزور والهبتووان ‪ ،‬واشوواعته يف النوواس اىل مجيووع‬

‫‪344‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫القبائل والبدلان ‪ ،‬واكن يف املومس يدعو الناس اىل السالم فكوام قوام اىل‬
‫قبيةل ودعامه اىل احلق وتال علهيم القرآن قام آبو لهب يكذبوه ويصودمه عنوه‬
‫ويرميه ابلفك والعصيان ‪ .‬مث قال ‪ :‬ولخيفئ ماحصل بعده صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسوومل للهلفوواء الربعووة ‪ ،‬ووقووع للحسووني موون ذكل زايدة آوجبووت هل‬
‫الشووهادة ‪ ،‬وبلوووغ السووعادة ‪ ،‬وكووذكل لسووائر العرشووة ر هللا عووهنم ‪.‬‬
‫و ُآخ ِر قأ ابن العباس ر هللا عهنام من مكة ‪ ،‬وقم ِت قل ابن الزبري ‪ ،‬وقيول ان‬
‫ابوون معوور مووات مسووموم ًا ‪ ،‬مث موواوقع للتووابعني ابحسووان كويووس القوورين ‪،‬‬
‫واحلسوون الب ووي ‪ ،‬وسووعيد ابوون جبووري ‪ ،‬وسووعيد ابوون امل م قس ويب وغووريمه‬
‫مالحيتاأ اىل بيان ‪ .‬وبعد ذكل لاكبر ال ة من آهل البيت كزين العابودين‬
‫وكذا عىل آ ة ادلين وعلامء املسلمني اكل وة الربعوة اجملهتودين ‪ ،‬وامحود بون‬
‫ن ‪ ،‬وسفيان الثوري والبهاري وغريمه ح آذومه ورمومه ابلبدال وحنوو‬
‫ذكل ‪ .‬وآع م منه ماوقع لاكبر الصووفية والوليواء العوارفني ‪ ،‬اكجلنيود وآن‬
‫يزيد وذي النون وسهل ‪ .‬ورمووا الموام الغوزايل ابلزندقوة وحمكووا ابحوراق‬
‫كتبووه وخصوصووا الحيوواء ‪ .‬وملووا وهوور الشو يخ آبووو احلسوون الشوواذيل بووبالد‬
‫املغرب حتزبت العداء واحلساد مون لك جانوب ورمووه ابلع وامئ ‪ ،‬ومنعووا‬
‫الناس مون جمالسو ته ورمووه ابلزندقوة والفوك ‪ .‬وملوا آراد السوفر اىل م و‬
‫ابدروا وكتبوا اىل آهل م ح السلطان وقالوا انوه يوأتي رجول مغورن‬
‫من صفته كذا وكوذا فاحوذروه ‪ ،‬فواان آخرجنواه مون بودلان لنوه فتوان ‪ ،‬قود‬
‫آفسد عقائد املسلمني وهوو مون كبوار امللحودين ‪ ،‬ومعوه اسو تهدامات مون‬
‫اجلان ‪ .‬ورموا الش يخ عز ادلين بن عبد السالم ابلكفور وعقودوا هل جملسو ًا‬
‫جملرد احلسد والعدوان ‪ .‬ومل يزل هذا شأن آهل الفضول والعومل وآ وة ادليون‬

‫‪345‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يف لك زمووان ‪ .‬وقوود اش و هتر يف ذكل موواوقع ملاعووة موون سوولفنا موون آاكبوور‬
‫العارفني اكلقطب الغوث الفقيه محمد بن عيل ‪ ،‬والشو يخ سوامل بون ب وي ‪،‬‬
‫والس يد عيل بن علووي ‪ ،‬والشو يخ عبود الورمحن السوقاف وآولده منول ‪:‬‬
‫آن بكر السكران ‪ ،‬ومعور احملضوار ‪ ،‬والشو يخ العيودروس وآخيوه الشو يخ‬
‫عيل ‪ ،‬والش يخ آن بكر العدين ‪ ،‬والش يخ عبد الرمحن بن عيل ‪ ،‬والشو يخ‬
‫شهاب ادلين ‪ ،‬والش يخ آبووبكر بون سوامل وغوريمه مون آاكبور الوليواء آهول‬
‫العلوووم واملعووارف ‪ ،‬فقوود جوورى علووهيم موواجرى موون آهوول آزمنووهتم خصوصووا‬
‫القرابووة والعشوورية واجل وريان ‪ ،‬ح و آن مووهنم موون آقلقووه ذكل وآزجعووه عوون‬
‫الوطووان وذكل مشووهور ‪ ،‬ويف منوواقهبم منشووور ‪ ،‬وكفووئ اهووم آسوووة ‪ .‬ويف‬
‫ذكل آحص دليل عىل آن طعن احلاسدين وقدح اجلاحدين زايدة لنقصوان ‪،‬‬
‫ور لخرسو وان ‪ .‬قووال المووام الغووزايل ر هللا عنووه ‪ :‬واسوو تحقر موون‬
‫لحيسد وليقذف ‪ ،‬واس تق من ابلكفر والضالل ليعورف ‪ .‬انهتويئ ‪ .‬و‪،‬‬
‫جعل هللا آذى احلساد وامتحانم ملن آراد آن يصطفيه سبب ًا ل هور قودره ‪،‬‬
‫وعملم و ِو آمره ‪ ،‬وانتشار ذكره وكوامل تأييوده ون وه ‪ ،‬وزايدة يف آجوره ‪ .‬فواكن‬
‫ذكل مقدمة الجهتاد واقامة للمهاد ‪ ،‬وحصوول السو تعداد ملراتوب الماموة‬
‫والرشاد ‪ .‬وقد آخرجوه صوىل هللا عليوه وآهل وسومل مون مكوة واكن سوبب‬
‫الهمرة ووهور السالم والفتح التام ‪ .‬وكذكل ماورد يف حق سائر النبيواء‬
‫مما قصه هللا تعواىل يف كتابوه العزيوز فوذكل مون مجوةل مايتسوىل ويعوزى بوه‬
‫وك‬‫رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل كقووهل تعواىل { قو قكو قذ ِ قكل ن ق مق ُّوص عقلقي ق‬

‫‪346‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وت ِب و ِه فموؤادقرشق } ‪1‬آي ممووا آذوا بووه و معووو مدوا عليووه ‪،‬‬
‫ِموون آن قبووا ِء مالر مسو ِول مانمثق ِبوو م‬
‫وماحصل هلم من التأييد والن ة ومقع العداء ووهور ادلين والميان ‪.‬‬
‫ولنووأيت يف هووذا املوضووع عنوود ذكوور النوواوم ر هللا عنووه يف هووذا‬
‫البيت ‪ :‬املناال املعتدي الثمي والقوايل الغوايل اللئومي واحلاسود الثومي ‪ ،‬بعوض‬
‫ماحصل عليه مما ذكره وآثبتوه يف السوفينة املسوامه ( سوفينة البضوائع ومضميوة‬
‫الضوايع ) مفنه آنوه ملوا سوار اىل وادي دوعون مستسوقي ًا بعود آن آاته خلوق‬
‫كثري والتسوا منه الستسقاء وقالوا هل ‪ :‬ان الرجل يأيت اىل الماكن ويتعب‬
‫يف اس تحراأ يشء من الشومر تألكوه املووايش ولعو ء ال بتعوب وعنوا ‪،‬‬
‫فاذا آا به وجد بقرته قد ماتت مون اجلووال وحوامره كوذكل ‪ ،‬خفورأ جامعوة‬
‫وافتتح بزايرة الش يخ امحد بن سعيد ابلوعار كام آا بورحةل هوذه الوزايرة يف‬
‫قصيدته املشهورة اليت آولها ‪ :‬امحلد هلل فوزان ابلرضوا والقبوول ‪ .‬ويف ماكتبوة‬
‫لبعض علامء املدينوة فهيوا تفصويل وبيوان موايف هوذه الوزايرة مون الكراموات‬
‫والبشائر والعجائب والشعائر ‪ .‬قال ‪ :‬فلام حصل السوق والغيو العوام يف‬
‫ال مقط ِر مجيعه كام قال ‪،‬‬
‫ابنت كراما م يف احلال مايه حلول‬ ‫ملا انهت ينا الهيم حاملني الثقول‬
‫قال بعض احلساد من آهل الهمرين ‪ :‬حصول لنوا السوق ملوا خورأ‬
‫موون بوودلان السو يد عوويل ‪ .‬قووال ‪ :‬وموون مجووةل مووا قمو ْون هللا بووه عو ْ‬
‫ويل يف بووالد‬
‫الهمرين آن جعل آهل البيوت املس تديرة ببييت من آشود النواس عوداوة يل‬
‫‪ ،‬ح آن بعضهم قال يف ال اهر وهللا مطلع عوىل الرسوائر مون املنسووبني‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 120 :‬هود‬

‫‪347‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اىل اخلري ح اذا رآيته قلت هذا من اذليون سو اميمه يف وجووههم مون آثور‬
‫السمود ‪ ،‬ومن محةل القرآن ومن القوام اذلين تعلقوت قلوواهم ابملسواجد ‪،‬‬
‫وموون اذليوون تتجوواىف جنووواهم عوون املضوواجع ‪ ،‬وموون ضووعفاء املسوواكني وموون‬
‫العميان املنورين ‪ ،‬ومن املعلمني اذلين مه خيار العاملني ‪ ،‬ولكنه ملا اكن من‬
‫جرياين كنت آرى منه غاية القبض واحلقود اذلي هوو منوع الوود ‪ ،‬اذلي هوو‬
‫ادلليل عىل البغض ‪ ،‬ح آين ملا ابتدآت يف عسويس داري آخرجوت مون‬
‫الطريق بعض ال ار الكبار اليت توؤذي املوار ‪ ،‬فق قم ْور يوموا يف الطريوق وآان‬
‫جالس ابلقرب من موضوع احلجوارة الويت اكنوت عوىل الطريوق ‪ ،‬فلوام آحوس‬
‫ابحلجارة مالت عن الطريق وعومل بوأين اذلي آخوذ ا لقصود النتفواال اهوا يف‬
‫ساس ادلار ‪ ،‬قال يف نفسوه حبيو آيعوه ‪ :‬لحوول ولقووة ال ابهلل قميْ ملوو‬
‫احلصاة من الطريق ‪ .‬كراهة النتفاال اها وان زالت مرضة بسبهبا ‪ .‬فسو بحان‬
‫من قق ْس قم الخالق منل ما قسم الرزاق ‪ ،‬وقسم احملبوة والشونئأن والميوان‬
‫والنفاق ‪ .‬مث ساق آمور ًا مس تغربة ي مستبعد من آن ري عىل آمنواهل ولكهنوا‬
‫حتقق هل الوراثة اكحمد وآهل آ ة ادلين ‪ ،‬اذلين اتبعوه عىل منواهل ‪.‬‬
‫وقال نفع هللا به ‪ ( :‬فائدة ) حدي ليكون مؤمن اىل يووم القياموة‬
‫جار يؤذيه ‪ ،‬حصويح جمورب ‪ .‬فواين لكوام سوكنت دار ًا يف آي مواكن‬ ‫ال وهل ٌ‬
‫اكن وهر يل فهيا جريان سوء يؤذونين فاص عىل آذامه ‪ ،‬وانت ور مون هللا‬
‫قتداء ابهتداء من انقوذمه هللا‬ ‫شفاعة رسول هللا كفاية عداو م واعتدامه ‪ ،‬ا ً‬
‫به وهدامه ‪ .‬فقال هل { ولت ِمطوع الاكفورين واملنوافقني قودقال آذامه قوت ققوو ْلك عوىل‬

‫‪348‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫هللا وكفئ اب ِهلل وكيال } ‪ .1‬مث آورد بعد ايوراد توكل العجائوب الويت لتنكور‬
‫من النسان املتقدم يف آحوال ذات غرائب هذه القصيدة ويه ‪:‬‬
‫من الكون ذي ابلعجائب مالن‬ ‫تعمبت ايانس حووووود العمب‬
‫كثري املساوي قليــــل احلــسان‬ ‫كثري املاكره قليل الطوووووووورب‬
‫وهمام ب ق معــــد ذا توورى ذارش دان‬ ‫م ماطلع ذا عىل ذا غوورب‬
‫وققـــدْر ودبوووووووور وماشاه اكن‬ ‫بتقدير من قد عــال واحتمب‬
‫وساعات ابلعرستأيت الكووورب ‪ 1‬وساع ات ابليرس يأيت المان‬
‫ليعمل اها ص ان ايفووووووووووووالن‬ ‫جعل فتنة البعض من بعض صب‬
‫و‪ ،‬من عوووووووودو قىس مث لن‬ ‫و‪ ،‬من صديق عووووودو انقلب‬
‫قوفق نوــِد وسمل ون احلووووووووزان‬ ‫فق مجل يف تصاريف حال العرب‬
‫ولف ادها من قىض هللا كنــان‬ ‫ول عل ان حد لنفسه وهب‬
‫من الزين والشني يف لك ش ان‬ ‫ومارآته عينك من هللا وجب‬
‫يريدون ضوررش عــــىل لك آوان‬ ‫خلق كل شواين وفــــهيم لكب‬
‫ويرضون لوتنــــدرأ يف ادلم ان‬ ‫يودون لوكنت وسووو‪ ،‬اللهب‬
‫وفهيم كل املعوووووووورفة واحلــنان‬ ‫وسوا حمبــني فهيم حوووووووودب‬
‫ْ‬
‫ومتنا م وآنسهم حني حوووووووان‬ ‫يعدون لقوووووووويارش لك الطلب‬
‫مشابه توووووومن ومنل اجلــنان‬ ‫ترى يف عدورش ومن اكن حب‬
‫فس بحان خالوووق حمب ًا وشــان‬ ‫وشأنيك يش نا وللوووووه سبب‬
‫‪1‬‬
‫األية ‪ 48 :‬األحزاب‬
‫‪ 1‬هذا البيت فيه اشاكل قوهل ‪ :‬ابلعرس تأيت الكرب وابليرس يأيت المان ‪ ،‬لعل الصحيح ‪:‬‬
‫ابليرس تأيت الكرب وابلعرس يأيت المان وهللا آعمل ‪.‬‬

‫‪349‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقوم ًا يقووووولون قطب الزمــان‬ ‫وقوم ًا يقوووووووولون فيك العتب‬


‫وقوم ًا يعينك اذا اخلل خوووووان‬ ‫وقوموووووا آذامه عليك انتصب‬
‫ونرش املساوي ودفون الزي ان‬ ‫هدااي املعادي ذ لوق احلووورب‬
‫وبقدْا اكووووووووووواهل وابحلال مــــان‬ ‫ومن حب والا ومــال وطب‬
‫يوايل قوريــــبه ر واستــاكن‬ ‫ولو اكن يقدر قوووريب النسب‬
‫غـــدوا يطعنونك حبــد الس نان‬ ‫ولكن اذا هللا علووووووهيم غلب‬
‫عدمك آومسريرش اىل ابعد ماكن‬ ‫يودون من غــــي هم والغضب‬
‫علهيم بوووووووويدرش ول ابللســـان‬ ‫بال جرم قداكن منك آوطلب‬
‫عليه تولكت مفا قمث ثوووووووووووان‬ ‫فسمل ل مووووووووووولرش فامي كتب‬
‫وصن منك الناس ح تصـــان‬ ‫وقل حس هللا موىل ورب‬
‫هو احل قيوم واللك فوووووووان‬ ‫ومنه الرهب وال يه الووووورغب‬
‫محمووووووووود رفيع الثنا يف املـــثان‬ ‫وص ْىل الهي عووووووىل املنتحب‬ ‫ق‬
‫ومن هو عىل دينه احلووق دان‬ ‫وآهل ومن يف حوووووياته حصب‬
‫مث آا جبمةل اخرى حيو فهيوا حوال مون اخنلوع عون موودة آود هللا‬
‫وتق قعرى ‪ ،‬ورمامه بواسطة احلسد اكامه بريئون عنه و ق قرى ‪ .‬مث آورد بعودها‬
‫القصيدة اليت مرت وتكرر ذكرها ويه اليت مطلعها ‪:‬‬
‫عبد الهل الصــادق امليعادي‬ ‫قل للنميب املس تميب الشادي‬
‫اىل آن قال يف اثناوا يصف حال احلساد ‪:‬‬
‫فوجد م مخ ِلقوا بلك بووووووووووالدي‬ ‫وخرجت من بدلي فوووووووورار ًا ِمهن مم‬
‫ويغمهم فينا ازدايد الوووووووووووووووووزا ِد‬ ‫يس تكرثون لنا القليل من الوهووووووبا‬
‫هلل ابلطغيان واللووووووووووووووووووحاد‬ ‫قوت الهبامئ والوحوش ومن عىص‬

‫‪350‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫دون اجلناح من البعوض الغادي‬ ‫جعبا هلم يس تع مون حمووووووووووووووقر ًا‬


‫مث ذكر آعين يف السفينة م قمج ًال آخرى فصل فهيوا حوال آخورين اكنووا‬
‫قوما عادين ‪ ،‬وآثبت بعودها القصويدة الويت آوردانهوا يف البواب الول ويه‬
‫قوهل ‪:‬‬
‫بين مغراه قل وحل ايهل املعاين وص ي من شغون مكل واجلسم ضاين‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وهذا ابب واسع الكناف واجملال ‪ ،‬ولميكن اس تقصواء‬
‫وقائعه وماورد فيه حبال ‪ ،‬ويكف العاقل اللبيب ماورد عن هللا تعواىل مون‬
‫آايت الكتاب العزيز ومافهيا مون التسولية للنو صوىل هللا عليوه وآهل وسومل‬
‫وآمته ‪ ،‬فف ذكل ملن ص فوائد ع مية وعوائد جسو مية ‪ .‬وحنون الن نعود‬
‫مهنا ماحرض وال فهي آكرث من آن حت ‪ ،‬مث عد مهنوا حنوو آربوع و سوني‬
‫فائوودة للمحسووود قووال ‪ :‬مفهنووا آن كووون ذكل موون شووعار النبيوواء وعالمووات‬
‫الولياء يف لك زمان ‪ ،‬فيدل عىل حتقيق الوراثة وصدق التباال هلم ‪ .‬ومهنوا‬
‫آن ذكل دليل عىل وجود الصدق يف ايضاح احلو والبيوان ‪ ،‬خملالفوة آهول‬
‫الهوى وآبناء ادلنيوا وآعووان الشو يطان ‪ .‬ومهنوا الشوهادة ابلكوامل كوام قيول ‪:‬‬
‫لزلت حمسود عوىل نعموة ‪ ،‬وامنوا الاكمول مون حيسود ‪ .‬مث رسد الفوائود اىل‬
‫آخرهووا ‪ .‬وعوود مهنووا آن آويووس القوورين اكن يف آول التووابعني وقوود آوذي مووع‬
‫شوودة وووهل ‪ ،‬وذكل دليوول عووىل خصوص ويته ووراثتووه ‪ .‬اىل آخوور موواذكره‬
‫س يدي احلبيب عبد الرمحن نفعناهللا تعاىل به ‪.‬‬
‫وقد ح اليافع يف روضه كثريا من آخباره ومون ذكل ‪ :‬آنوه قيول‬
‫هل كيف آصبحت آوكيف آمسيت ؟ قال ‪ :‬آصوبحت آحوب هللا وآمسويت‬
‫آمحد هللا ‪ ،‬وما عسأل عون حوال رجول اذا آصوبح وون آنوه لمييسو ‪ ،‬واذا‬

‫‪351‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آمىس ون آنه ليصبح ‪ ،‬ان املوت وذكره مل يودال ملوؤمن فرحوا ‪ ،‬وان حوق‬
‫هللا يف مال املسومل مل يودال يف مواهل فضوة ولذهبوا ‪ ،‬وان المور ابملعوروف‬
‫والهنوي عوون املنكوور مل يوودال للموؤمن صووديقا ‪ ،‬نووأمرمه ابملعووروف ويشو تون‬
‫آعراضوونا وعوودون عووىل ذكل آعوواان موون الفاسووقني حو وهللا لقوود رموووين‬
‫ابلع امئ ‪ ،‬وآمي هللا ل آدال آن آقوم فهيم حبقه ‪ .‬انهتيئ من الروض ‪.‬‬
‫وآقول وقد آطلت النقل يف هذا املبح ليعمل منوه آول كوامل هوذا‬
‫المام وماهو عليه مون الوراثوة جلوده صوىل هللا عليوه وآهل وسومل وخلوواق‬
‫سوولفه ر هللا عووهنم ‪ .‬ومووا آبووداه يف هووذه املن ومووة موون اتباعووه لطوريقهم‬
‫ليطووابق املقووال احلووال ‪ ،‬وانووه اكن موون اخللفوواء املتصووفني بكووامل العبوديووة‬
‫والوليووة لص و ه عووىل الذى واجلفووا ‪ ،‬مووع آنووه موون آهوول البيووت النبوووي‬
‫واملنصب العلوي اذلي يس تحق به من مجيع املسلمني آن يوواىل وليعوادى‬
‫ويواصل ويطاال ‪ ،‬ولكنه اكن يف زمان غلبوت فيوه الهووى ورهوت ادلنيوا‬
‫عىل الخرى ‪ ،‬واكن حيب للمؤمنني ماحيب لنفسوه ‪ ،‬آوهور التأسوف ن وامً‬
‫ونرث ًا كام قدمنا بعض ذكل وكام هو مشهور عنه ‪ ،‬كوام ذكور ذكل يف مقدموة‬
‫السووفينة هل ممووا جوورى هل مووع احلسوواد والبعووداء والضووداد ‪ ،‬فص و ور‬
‫وذكل هو مقامه ‪ ،‬وماوهر منه من الشكوى والتأثر امنا هو ليتأىس به مون‬
‫جرى هل منل ذكل كام تأىس هو اكن س بقه مون سولفه وغوريمه ‪ .‬وموا نقلتوه‬
‫هنا من كتان املذكور مجعته مع طول التأيس يل ولغريي ممن ابتىل ابليوذاء‬
‫ومعاانة احلساد والعداء ‪ .‬اللهم اان نسأكل اللطف والص واليقني ‪ ،‬والرضا‬
‫والتسلمي ‪ ،‬والسالمة يف ادلين ‪ ،‬والغىن عن اخمللوقني ايرب العاملني ‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مث قال النواوم ر هللا عنوه منثنيو ًا عون اللتفوات اىل موايقع مون‬
‫العداء وآهل البغضاء ‪ ،‬اىل ذكر الحباب والتوسل اهوم عسولي ًا واسوتنجاد ًا‬
‫هلممهم العلية ‪ ،‬وتوتا م العلوية ‪ ،‬فقال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫وزينات املزااي واملعايل‬ ‫فيامعر العامئر والزوااي‬
‫انداه و ْنو قه ابيه آو ًل مث بلقبه يف قوهل يف البيوت اليت ‪ :‬وايعطواس‬
‫اثنيا لزيول الشتباه ويتأكد النتباه ‪ ،‬واضافة ال قع قمل اذلي هو معر اىل العامئر‬
‫‪ ،‬لن معر يأيت يف ت يف فعهل امس فاعل جعامر ‪ ،‬وامس املفعوول مكعموور‬
‫‪ ،‬وامس تكنوري جعوامر ‪ ،‬وعموع ذكل العامئور لتصوافه اهوا ويه مجوع عوامرة ‪،‬‬
‫واملراد عامرة الباطن ابلتحليوة والتهليوة اللتوني هوام رشطوان لسولورش طريوق‬
‫الصوفية فيتطهر الرسو ويتنوور القلوب حو يصوري فيوه مون الهودى والعومل‬
‫واملعرفووة ابهلل رساأ يزهوور ‪ ،‬وعووامرة ال وواهر ابلتبوواال وكووامل الس و تقامة ‪،‬‬
‫وذكل مرشوووح يف مؤلفووا م اكلحيوواء وغووريه ‪ .‬وآمووا قوووهل ‪ :‬والووزوااي‪ ،‬مجووع‬
‫زاوية ويه اجلانب من لك يشء ‪ ،‬واملوراد بوه جوانوب القلوب اذلي وسوع‬
‫الرب ‪ ،‬فانه اذا اكن معمور ًا رست العوامرة اىل سوائر آراكنوه اذ هوو املضوغة‬
‫اذلي اذا صلحت صلح اجلسد لكه ‪ ،‬واذا فسودت فسود اجلسود لكوه كوام‬
‫يف احلدي ‪ .‬وحيتل آن املراد لك ماينسوب اليوه ويتعلوق بوه ‪ ،‬اذ القطوب‬
‫عامر برعايته وعنايته مليع الكون السفيل خالفة ونيابة عن احلق تعاىل كوام‬
‫ذكل معروف مون مقوام القطوب والغووث ‪ ،‬فليطلوب مون حمواهل ‪ .‬وقووهل ‪:‬‬
‫وزينووات امل وزااي ‪ .‬الزينووات مجووع زينووة ‪ ،‬وحقيقهتووا آن يتهلووق النسووان اكووا‬
‫ليشينه يف يشء من آحواهل ادلنيوية والخروية ‪ ،‬فالزينوة اكعوىن احلسو نة ‪.‬‬
‫واملوزااي مجووع مزيووة ويه متووام الفضووائل يف لك شووأن مون الشو ئون ال وواهرة‬

‫‪353‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫والباطنووة ‪ .‬واملعووايل مجووع علووو ‪ ،‬وهووو مس و تعمل يف لك محمووود ‪ ،‬ويكووون‬


‫صاحبه عيل القدر ‪ ،‬فقد مجع يف هذا البيت من الوصاف العلية واخلصوال‬
‫القدس ية ماهو من حقيقة هذا القطب اذلي لو آرسل الكياس احلوواس يف‬
‫الحاطة ابليسري مهنا آوعىل ما آثبته الناوم نفع هللا به يف القرطاس مل يوأت‬
‫موون فضووائهل ومعارفووه ومعامالتووه وآعووامهل ومقاماتووه وآحوواهل ال عووىل النوووزر‬
‫اليسري مهنا ‪ ،‬اذ العارف املتهلق بأسامء هللا وصفاته اجلاللية واملالية فهوي‬
‫لتتناىه ‪ .‬مث قال الناوم ر هللا تعاىل عنه ‪:‬‬
‫فياعطاس ايراس الروايس من السادات قادات الرجال‬
‫ال وراس موون لك يشء آعوواله ‪ ،‬والووروايس اجلبووال العاليووة وصووفت‬
‫ابلروايس آي الثابتة الراخسة ‪ ،‬اذ لك من ثبوت قدموه ورخس ارتفوع رآسوه ‪.‬‬
‫والسادات مجوع سو يد وهوو مون ارتفعوت درجتوه لسو امي ابملقاموات ادلينيوة‬
‫فساد قوموه آي فضولهم ‪ ،‬والقوادات مجوع قائود وهوو املتبووال املقتودى بوه ‪،‬‬
‫والرجال مه الاكملون يف الرجولية املعنيني يف قول س يدان الشو يخ عبود هللا‬
‫بن علوي احلداد نفع هللا به يف قصيدته الويت ميودح فهيوا الشو يخ عبود هللا‬
‫العيدروس نفع هللا به ‪:‬‬
‫وامام يف الفعل والمعــال‬ ‫الرجال الفحول من لك صدر‬
‫وقال يف الخرى ‪:‬‬
‫رجال هللا من لك ذي قلب منور مصفئ من مجيع ادلنس قط ويِب مطهر‬
‫قووال املنوواوي ‪ :‬ورجووال هللا يف طريووق الصوووفية مه املمس و ُّمون بعووامل‬
‫النفاس وهوو امس يعمهوم ومه عوىل طبقوات كثورية وآحووال خمتلفوة ‪ .‬وقوال‬
‫الش يخ عبود هللا بون علووي احلوداد قودس هللا روحوه يف كتابوه املسومئ (‬

‫‪354‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫احتاف السائل ) يف رشح قصويدة الشو يخ آن بكرالعيودروس العودين بعود‬


‫ذكره طريق السولورش عوىل قووهل ‪ :‬فالقتوداء مث الهتودى آوالصوطفاء حوال‬
‫فوق حال ‪ .‬اىل آن قال ‪ :‬هذه علوم حمققة رجالهوا نعوم الرجوال ‪ .‬قوال ر‬
‫هللا عنه ‪ :‬مث آثىن الشو يخ عوىل املتحققوني اهوذا العومل مون آهول هللا تعواىل‬
‫فقال ‪ :‬رجالها من نعم الرجال ‪ .‬فان الرجل مون ققه ققور نفسوه واسو توىل علهيوا‬
‫ون ق قْاها وزاكهوا مون خبائو الخوالق وحالهوا اكاكرهموا ‪ ،‬وقطوع عون قلبوه‬
‫عالئق الكوان واسو تقبل احلرضوة اللهيوة بوتوه البواطن وال واهر ‪ ،‬وآقوام‬
‫القالب يف مواطن اخلدموة هلل تعواىل الويت يه شوأن العبود ‪ ،‬وهوذا وصوف‬
‫الصويف احملقق ‪ ،‬والصوفية مه الرجوال املوصووفني اهوذه الوصواف اذليون مل‬
‫خيال‪ ،‬يقيهنم ريوب ولشوك ‪ ،‬ومل ميوازأ هود م اذلي هوو علووهمم وآعامهلوم‬
‫ضالل ولميل عن احلق ولركون اىل الباطل مما مل يقنع الصوفية من اميوانم‬
‫ويقيهنم بدونه ‪ ،‬ولجهل لكفوا نفوسوهم الرايضوات ومحلوهوا توكل اجملاهودات‬
‫ح صفت ولطف جوهرها ‪ ،‬فأدركت ماغاب عهنا من العلوم الغيبية الويت‬
‫تعبدمه الرشال ابلميان اها ‪ ،‬فصارت ذلكل علوهمم وآعامهلم بعيدة عن اجلهاةل‬
‫‪ ،‬ساملة من الضالةل ‪ ،‬لنم آخذوها من موطهنوا واقتبسووها مون معودنا ‪،‬‬
‫وماوصوولوا اىل ذكل ال بعوود مووا تووأدبوا بووأداب ال و‬
‫رشوال ‪ ،‬وعلمووا موون عل ووم‬
‫الميان والسوالم مالبود منوه ‪ ،‬مث آخوذوا يف العمول اكواعلموا ‪ ،‬ومشوروا يف‬
‫ذكل وآقبلوا عىل جماهدة النفوس و ذيب آخالقها بأنواال الرايضوات ‪ .‬وقود‬
‫قيول ‪ :‬معرفووة الووويل آصوعب موون معرفووة احلوق تعوواىل ‪ ،‬اذ احلووق داةل عووىل‬
‫وجوووده خملوقاتووه فيس و تدل ابلبوواري تعوواىل عووىل املوجووودات لس و امي موون‬
‫النبااتت ‪ .‬انهتيئ الكم الش يخ عبد هللا نفع هللا به ‪.‬‬

‫‪355‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد قش ْب قه الناوم مقوام هوذا القطوب ورسووخه وثباتوه ابلوروايس ‪،‬‬


‫واملراد اها اجلبال الثابتة ‪ .‬ن م ِق قل عن ابن عرن ر هللا عنوه قوال ‪ :‬رآيوت‬
‫رجال من الواتد اكدينة فاس ايه ابن جعدون ينهل ا ِحل نا ابلجورة ‪ ،‬ومه‬
‫آربعة ليزيدون ولينقصوون آحودمه حيفوظ هللا بوه املرشوق ووليتوه فيوه ‪،‬‬
‫والخر املغرب ‪ ،‬والخر اجلنوب ‪ ،‬والخور الشوامل ‪ .‬ويعو عوهنم ابجلبوال‬
‫امكهم يف العامل ح اجلبال يف الرض ‪ ،‬وآلقااهم يف لك زمون ‪ :‬عبود احلو‬
‫‪ ،‬وعبد العلمي ‪ ،‬وعبد القادر ‪ ،‬وعبد املريد ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬مث قوال النواوم ر‬
‫هللا عنه ‪:‬‬
‫تقلقي قت وقد تىل كل مر ْب اتيل‬ ‫سليل املرسلني جل يل قدر‬
‫السليل هو الودل ‪ ،‬لنه ممس قت يفل مون آبيوه ‪ ،‬واملرسولني مجوع رسوول‬
‫وهو مون البرشو مون آو اليوه برشوال وآمور بتبليغوه ‪ ،‬وذكل لنوه سوليل‬
‫رسول هللا صىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬ورسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫السواج ِدين } واجلليول‬
‫وسمل سليل املرسلني ‪ .‬قال هللا تعاىل { وتقلبك يف ِ‬
‫الع مي ‪ ،‬والقدر الرفعة ‪ ،‬ولك من هل قدر عىل مقاموه وحواهل ‪ .‬قودر ‪ ،‬آي‬
‫حوود حموودود ‪ .‬وقوووهل ‪ :‬تليووت ‪ ،‬آي تبعووت موون سو بقك بوضووع القوودم عووىل‬
‫آقداهمم ح حلقت اهم علوام ومعوال وذوقو ًا ‪ ،‬موع سوائر موا اتصوف بوه مون‬
‫املعايل ‪ .‬تىل كل ‪ ،‬آي تبوع واقتودى وتوأىس بوك ‪ .‬مر ْب اتيل ‪ ،‬آي اتبوع كل‬
‫يف تكل احلقائق الرابنية والرسوم الصوفية ‪ .‬مث قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫آجر جار الوجاروان ورى ومق ابهلل ايحا امحلئ يل‬
‫آي امنع جار الوجار وهو اجلحر اذلي يكنت فيوه لك حيووان ويلجواء اليوه‬
‫مما يؤذيه ‪ ،‬فكنه اس تعار ذكل لاللتجاء اىل احلصن املنيوع وا ِحل قموئ الرفيوع ‪،‬‬

‫‪356‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آي كوون جوواره ومصوواحبه موون سووطوة العووداء ‪ .‬قووال يف نايووة ابوون الثووري ‪:‬‬
‫واجلحر احنجوار الضوب يف رهوا ‪ ،‬والضوب يف وجارهوا هوو هرهوا اذلي‬
‫تأوي اليه ‪ .‬ويف القاموس ‪ :‬ان الوجار مأوى الضبع وغريها من احليوان ‪ .‬مث‬
‫قال يف الهناية ‪ :‬ومنه حدي آنس فوجرته ابلسو يف وجور ًا ‪ .‬آي طعنتوه ‪،‬‬
‫واملعروف يف الطعن آوجرته الرد لعهل لغة قدمية ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬فعىل هذا حيتل‬
‫آنووه آراد بقوووهل ‪ :‬آجوور جووار الوجووار ‪ ،‬الطعوون ابلسو يف قكو ْوىن ابحليسو عوون‬
‫املعنوي اذلي هو طعن اللسان وبذاوا واطالقها يف التنقيص والمهتان مون‬
‫لك حسد وشنئأن كام اس تعاذ ابهلل من ذكل يف بعض قصوائده الويت يقوول‬
‫فهيا ‪:‬‬
‫وابلهادي محمد وابلس بع املــثاين‬ ‫تربعنا برب السامء من لك شاين‬
‫اىل آخرها ‪ .‬وان رى لعدم اس تقامته عىل القدم اذلي كنت عليوه‬
‫‪ ،‬ومق ابهلل لنووك عبووده احملووض قو قولي و ِه اذلي صووار كل ي ًعووا وب وو ًا ويوود ًا‬
‫عيل ‪،‬‬‫وموئد ًا فيه ‪ ،‬ايحا ا ِحلمئ يل ‪ ،‬تبطش من عدى ْيف ومه يل بسوء ْ‬
‫آن يلهمك هللا آنه ليتووب وليرجوع عون حسوده وعداوتوه ‪ ،‬فامل و عوىل‬
‫املعصية من اخوان الش ياطني لس امي ان اكن مبتدع ًا وغوري متبوع ‪ ،‬لن مون‬
‫شأنه ذكل ليس تعتب وليرجع وهو ضال مضول ليقوال وليقيول ‪ .‬مث قوال‬
‫ر هللا عنه‬
‫فيل رمح ويل حسب حسيب وحمسوب ومنسوب موايل‬
‫فيل رمح آي قرابة مون ‪ ،‬وحسوب آي رشف وكورم بو وابلنوامتء‬
‫الي ‪ ،‬فأان حسيب علي آي معدود من وفي ‪ ،‬ومنسووب الوي ابلبووة‬
‫والمومة اجلسمية والروحية ‪ ،‬فأان موالي ذلكل آي انرص‪ ،‬ابتباال طوريقت‬

‫‪357‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واشاعة م هرها ابدلعووة الهيوا والسو تقامة علهيوا ‪ ،‬فبوذكل يسو تحق علوي‬
‫الن ة عىل العداء فضال وكر ًما اكا تقتضويه حماسون آخالقو املوروثوة عون‬
‫املصطفئ صىل هللا عليه وآهل وسمل وسلف الكرام ‪ ،‬فانم وشأنم كوام قوال‬
‫يف بعض قصائده نفع هللا به مشري ًا اىل هذه املزية ومافهيا من اخلصوصية ‪:‬‬
‫ولندرش الع اين ولو اكن يدكوووووونا‬ ‫ونر قعئ ملن يوور قعئ الوداد وداد مه‬
‫وشطت بنا الوطان وانزتح املغنا‬ ‫ولنسأم العهد الق دمي وان ققىص‬
‫وحف ًا وتأنيس ًا مدى ادلهر ليفىن‬ ‫نوووووووزيد عىل بمعــ ِد املزار عشوق ًا‬
‫ويوم اللقا يف حرضة املقعد الس نا‬ ‫بعاجوووووووووووةل ادلنيا وآجــةل البقا‬
‫سواان حبيووووووووووووب ًا اثني ًا ماتــــبدلنا‬ ‫وان قملْن ا احملبوووووب مستبدل بنا‬
‫وان اكن قصد ًا ابلقطيعة ووومران‬ ‫ونضمرللمغتاض يف القلب رمحـــ ًة‬
‫عليه به ذلان علوووووووووووووووويه تولكنا‬ ‫وحنتسب املوىل ملن مــــال آوبغقئ‬
‫بأايت قوووورآن عىل الص ابرين آثىن‬ ‫ونص للمؤذي مجيال مؤبوووووووود ًا‬
‫اىل آخرها ‪ .‬واملوالاة لولودْا مون شوأن الكورام ‪ .‬قوال هللا تعواىل {‬
‫هللا قوا ِذل قين قم قع مه آشداء عق قىل ال مكفْوا ِر مر ق قمحوا مء بقيوهنق مم }‪ 1‬آي وآنومت‬‫ول ِ‬
‫مم قح ْم ٌد قر مس م‬
‫ممن مشلته هذه املعية وحتققمت بفضلها ودخلمت يف دائرة آهلها ‪ .‬مث قوال ر‬
‫هللا عنه ‪:‬‬
‫حامرش هللا من طول املطايل‬ ‫فياحا ا ِحل قما آح ِم حامان‬
‫موئ قك قيوا‬
‫فياحا ا ِحل قما آي مانع منه مايرضه ‪ .‬قال يف القواموس ‪ :‬ا ِحل ق‬
‫‪ ،‬وي م قمد ‪ ،‬وامحليوة موامح مون يشء آي منوع منوه ‪ ،‬واحلاميوة الرجول حيمو‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 29 :‬الفتح‬

‫‪358‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آحصابه ‪ .‬انهتيئ ‪ .‬وقوهل ‪ :‬آمح حامان ‪ ،‬آي امنع من جانبنوا لك موايمل بنوا مون‬
‫احلسو يات واملعنوووايت ‪ .‬وقوووهل ‪ :‬حووامرش هللا اكعووىن ص وانك هللا موون طووول‬
‫املطال ‪ ،‬آي الدال والهمال يف الن وة والقيوام ابمحليوة ‪ ،‬لسو امي يف حوق‬
‫موون ينت و اليووك وعووب حقووه فضووال عليووك ‪ ،‬لن املسووارعة اىل انقوواذه‬
‫للمنتسب اليك من املتعني عليك ‪ .‬آوحامرش هللا هنا اكعىن حاشارش اذ آنوت‬
‫ممن اذا شاء شيئ ًا شاء هللا كام مر يف املقدمة وكام س يأيت قريبا كوام قيول يف‬
‫سلفك ‪ ،‬ومه الش يخ علوي وودله الش يخ عويل والشو يخ معور احملضوار نفوع‬
‫هللا اهووم انووا لتوزال خوويلهم مرسووجة ملممووة ‪ ،‬يعووين للن ووة والعانووة ملوون‬
‫اس تغاث اهم والتجا اىل حاممه ‪ ،‬وغريمه من آابوم وآبنأوم هلوم هوذه العنايوة‬
‫ابملنسوب الهيم احملسوب علهيم ‪ .‬مث قال نفع هللا به ‪:‬‬
‫فأنت الفارس الرضغام حق ًا مروي البيض والسمر العسايل‬
‫آي آنت راكب الفرس اجلواد املضمر املعد لقتال العداء ‪ ،‬الرضوغام‬
‫السد العادي اذلي ليس من سوائر الوحووش الضوارايت ‪ .‬قووهل ‪ :‬موروي‬
‫البيض ‪ ،‬البيض مجع آبويض ‪ ،‬وهوو مون آسوامء السو يف كنايوة عون احلوال‬
‫اذلي هو آرسال اىل الن ة والقطوع مون السو يوف املرهفوة والرمواح النافوذة‬
‫الس نينة ‪ .‬وقوهل ‪ :‬يروي ‪ ،‬كناية عن آنه يرويه من دماء العوداء عشوبهيا هل‬
‫بأنه ومئأن فأرواه مهنا ‪ ،‬والسمر الرماح ‪ ،‬والعسايل مجع عسوال آوعسوول‬
‫‪ ،‬امس للوورمح اذا اشو تد اهوزتازه ‪ ،‬اسو تعار الفووارس وكونووه رضغامووا لكووامل‬
‫جشاعته وشدة بأسه ‪ ،‬والةل الويت بيوده ماضوية لك ذكل عشوبيه واسو تعارة‬
‫حلوال سو يدان احلبيوب معوور نفوع هللا بوه ونفوووذ ت وفه يف الكووان ‪ .‬مث قووال‬
‫ر هللا عنه ‪:‬‬

‫‪359‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫حتامارش املصاليت اذا تصالت وصالت واصطلت صل املصايل‬


‫قوهل ‪ :‬حتامارش آي حتوذر بأسوك وبطشوك وانتقاموك املصواليت ملوا‬
‫آولرش هللا به ومكنك بوه مون احلوال اذلي هوو آرسال قطعوا مون السو يوف‬
‫الس نينة والرماح القاطعة ‪ ،‬فتسطوا بوه عوىل آعوداء ادليون ابذن هللا تعواىل‬
‫بعد آن يلهمك هللا آنم ليرجعوون عوام ابتلووا بوه مون دخويةل احلقود وذمومي‬
‫احلسد ‪ ،‬اذ عداوة احلساد بعيدة الزوال والنفاد ال اذا شواء املووىل وآراد ‪،‬‬
‫فهو اذلي ودي مون يشواء ويضول مون يشواء ‪ .‬واملصواليت ‪ ،‬قوال بعوض‬
‫رشاح مقامووات احلريووري ‪ :‬املصوواليت الشوومعان املاضووني يف احلووروب ‪،‬‬
‫واحوودمه مصووالت ‪ ،‬آي هافووك الشوومعان اذا تصووالت آي عنوود ص وولهتا‬
‫وصيالها ‪ ،‬آي تعد ا وسطو ا ‪ ،‬وصالت آي قدرت عوىل التعودي ومودت‬
‫اليه آايد وا وآلت حراهوا ‪ ،‬واصوطلت آي آوقودت انر السوطوة والعودوان‬
‫الص ْل اذلي هو من احليات ذات السموم القاتةل اذلي دلغوه‬ ‫وذكل بنار مس ِ‬
‫يتعب ويؤمل املصايل هل ‪ ،‬آي املعاو هل ‪ .‬ش ْب قه حال س يدان احلبيوب القطوب‬
‫جده معر بون عبود الورمحن بوأن ذوي الشوجاعة والسوطوة وذوات السوموم‬
‫حتاما سطوة مامكنه هللا به من قوة احلال والت ف بكمة كن ‪ ،‬بقدرة ذي‬
‫القوودرة واجلووالل ‪ .‬ويف هووذه البيووات مووالخيفئ عووىل آهوول البيووان موون‬
‫الس تعارات وا ِجلناس والكناايت املسو تعمةل عنود آرابب الدب واللسوان ‪.‬‬
‫مث قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫و مكف ٍر ذاق ذا ادلاء العضال‬ ‫ومن يقدم عليك بعزم ِك ٍ‬
‫آي يتوجه اىل حامرش املنيع آ ا اجلبل الراخس وال قع قمل الباذد بعزم ِكو ٍ‬
‫‪ ،‬آي يريد آن يتعاوم عىل ما آولرش هللا من املعرفة به وادلعوة اليه ‪ ،‬قياما‬

‫‪360‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بوويفة الرسل صلوات هللا وسالمه علوهيم ‪ ،‬وموااكن عليوه سولفك الكورام‬
‫من التباال ملرشدمه ومرشفهم عليه الصوالة والسوالم ‪ .‬وكفور ‪ ،‬آي عحود‬
‫هذه النعمة اليت مع نفعها اخلاق والعوام ويسودها ‪ .‬ذاق ‪ ،‬آي لقوا املتكو‬
‫عىل آوليواء هللا تعواىل وخاصوته وجاحود نعموة موا آولووه مون العطوااي ادلاء‬
‫العضال ‪ ،‬وهو اذلي آعيا الطباء عالجه ‪ .‬قال تعواىل يف وصوف ابلويس {‬
‫آىب واس قتك ق ق واكن ِم قن الاكفرين }‪ 1‬ويف احلدي ( ال ِك م ب قطر احلق ومغ‪،‬‬
‫الناس ) آي احتقوارمه ‪ .‬واملتكو بعيود الرجووال والفيئوة اىل احلوق ‪ ،‬مث آنوه‬
‫ينت آي الك وتدتب عليه كثري من الخالق اذلممية واخلبائ املشؤمة ‪،‬‬
‫وذكل اكحلسد لنه اذا رآى من يضاهيه آويشواركه فوامي هوو فيوه حسوده ‪،‬‬
‫واحلسد آيضا داء عضال وعرثة لتقوال ‪ ،‬اذا احلاسود ينوازال القودرة وليوزال‬
‫يعذب قلبه ويعه وب ه ‪ ،‬اذ لكوام رآى آويوع بنعموة عوىل احملسوود كرههوا‬
‫وحزن حللولها عليه وآحب زوالها ‪ ،‬فهو ليزال يف عذاب آلمي ووومل ع ومي‬
‫كام قال الناوم ر هللا عنه يف قصيدته الويت عوىل حوروف املعموم الويت‬
‫يقول يف آثناوا ‪:‬‬
‫يأيت مؤايت معتين مووووايف‬ ‫طاب الصفا هل من ف مصايف‬
‫وليغره لك ِجلف جـــايف‬ ‫ينال من هووووووووووذا نصيب وايف‬
‫عا من املعروف ليس يشهد‬
‫ينازال الباري وليس يقــدر‬ ‫و امل لنفسه ابحلسد مكووووووودر‬
‫شبيه انقة من بعيد توهــدر‬ ‫من ذا يراجع قــدرة املقوووووودر‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 34 :‬البقرة‬

‫‪361‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫والشمس وقت ال هر ليس حد‬


‫نفسه حبمكة راها مـــذابه‬ ‫عان هللا احلاسد عىل عووووووذاب ه‬
‫ال بدرش احلول واجنـــذابه‬ ‫ول لها قـــدرة ترد ذاب بوووووووووووووه‬
‫اىل قضا التسلمي خري مقصد‬
‫ورآس ماهل يف سالمة ال بال‬ ‫غنمية ابن آدم بنوزال الغوووووووالل‬
‫اخلالق الرازق مدمي الفضال‬ ‫ورد الش ياء لكها اىل الووووووووال‬
‫هو ذي ح واشقئ وهو ذي آسعد‬
‫ومن نتا الك املراآه والتصنع للهلق ‪ ،‬اذ لحيب املتك آن يطلوع‬
‫منه عىل نقص آو ومصة ‪ ،‬وذلا اكن الش يخ احلبيب معر املذكور نفع هللا بوه‬
‫‪ ،‬بل وسائر السوادة الصووفية يوأمرون ابيمخوول وايثوار التباعود عون النواس‬
‫والعزتال مهنم ‪ ،‬فواكن يقوول ‪ :‬ايمخوول ايمخوول ‪ ،‬وادلفون ادلفون ‪ ،‬والوداب‬
‫الداب ‪ .‬آي الزموا ذكل فانه حمصن دلين واميان ‪ ،‬وخملوص لعاملو عون‬
‫ماحيبطها ‪ .‬واكن هذا من حاهل نفع هللا به وماهو مشهور عنوه ‪ .‬نعوم اكن هل‬
‫نفع هللا به م هر يف دعوة اخلواق والعوام اىل هللا واىل دينوه ‪ .‬حو عون‬
‫الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد قدس هللا روحه آنه قوال ‪ :‬وادي معود مل‬
‫يفتحووه ال الش و يخ معوور العطوواس ‪ .‬آي بوودعوة آهووهل وارشووادمه اىل طوورق‬
‫الهدى وبيان التوحيد والسأ والحواكم ‪ ،‬واكن يو ي مواحت فوهيم وغلوب‬
‫علهيم من ادلاء العضال املذكور يف البيات السابقة للحبيب عيل بن حسون‬
‫العطاس‪ ،‬وآنه يفسد ادلين ويفسد طريق النجاة والفووز ابلسوعادة يف ادلار‬
‫الخوورة الوويت يه خووري وآبقووئ ‪ ،‬ونعميهووا وثوااهووا ورسورهووا دامئ لينقطووع‬
‫ولينقيضو ‪ ،‬وعقااهووا وعووذااها كووذكل ‪ .‬وقووول النوواوم ر هللا عنووه ‪ :‬ذا‬

‫‪362‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ادلاء العضال ‪ .‬يشري اىل آنه يعذب يف ادلنيا بداء عضال يعيي الطباء ‪ .‬مث‬
‫قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫وانل اخلزي يف دار اخلزااي ويف الخرى يرى قبح الفعال‬
‫آي آن املعادي لولياء هللا والاكفر نعموة هللا بعودم مووال م وودمه‬
‫ينال اخلزي آي هوان ‪ ،‬يف داراخلوزااي ‪ ،‬مجوع خوزي وهوومن آنوواال الهووان‬
‫واذلل ‪ ،‬ويف الخرى يرى قبح الفعال ‪ ،‬آي ي هر قبح آفعاهل اليت رآهوا يف‬
‫ادلنيا حس نة فيجازي عىل قبيح آعوامهل السويئة الويت آذى اهوا هللا ورسووهل‬
‫وآهل بيته ‪ ،‬وهو العذاب اللمي يف انر تومن ‪ .‬وموايف هوذا البيوت مقتوبس‬
‫اب ع ومي } ‪1‬مث‬ ‫من قوهل تعاىل { لقهموم يف ادلم نيوا ِخوز ٌي قولقهموم يف ال ق‬
‫خور ِة عقو قذ ٌ‬
‫التفت النواوم ر هللا عنوه اىل السوتنجاد ببوايق سولفه ر هللا عوهنم‬
‫والنتصار اهم اذلين مه حزب هللا ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫واي آل الن ابهلل قوموا مع فامي مع ايخري آل‬
‫آل الن عمع عشائر بين هامش وبين املطلب ‪ ،‬يقووم لقيواهمم آهول‬
‫السموات والرض ‪ ،‬اذ اللك هلم اتبع يف مجيوع القطوار واملرابوع ‪ ،‬فهوم نعوم‬
‫الن ة اذهللا معهم ابحلول والقوة والقدرة ‪ ،‬همام اس تقاموا وعىل موااكن عليوه‬
‫سلفهم داموا ‪ ،‬فدعا مه مقبول ‪ ،‬اذمه آل خوري لك نو ورسوول ‪ .‬وقووهل ‪:‬‬
‫فامي مع آي فامي آان معانيه من ومل احلساد ومعاداة الضداد ‪ .‬مث قال ر‬
‫هللا عنه ‪:‬‬
‫واكن مرادمه رصم احلبال‬ ‫عىل فقراء من الداين ضلوا‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 114 :‬البقرة‬

‫‪363‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آي قوموا مع ابلن ة عىل مقتىضو احل قميوة الويت يه مون شوأن ‪،‬‬
‫عىل فقوراء مون الداين ‪ ،‬الفقوراء مجوع فقوري وهوو العوادم لل وء مون موال‬
‫آودين آوغري ذكل من الخوالق والصوفات امحليودة آواذلمميوة ‪ ،‬ولهوذا يقوال‬
‫ملس تحق الزاكة فقري لنه عادم املال واذلي ليس هل نقود ومامعوه الا غوالت‬
‫فقووري الع ورااي ‪ ،‬ويقووال للصووويف فقووري لنووه زاهوود يف ادلنيووا وغووري مكتسووب‬
‫ولراغووب يف يشء موون املووال ‪ .‬وهووؤلء ملووا اكنووا غووري مووالني لهوول بيووت‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ولحمبني هلم اكنوا فقراء ‪ .‬مون الداين‬
‫‪ ،‬مجع دين وهو مايدان هللا تعاىل به من العامل الصواحلة والتبواال لرسوول‬
‫هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل فامي آمر به ودعوا اليوه ‪ ،‬ومون ذكل حوب آل‬
‫بيته واحداهمم وموال م مع اعتبار ما مر يف املقدمة ‪ .‬ومن صد عن سوبيل‬
‫ذكل وآعرض عنه فهو فقري من ادلين ومتعورض ملقوت رب العواملني ‪ ،‬اذ مل‬
‫يرفع ملا آمر هللا به وندب اليه رآسوا ‪ ،‬ومل يوصول هل آساسوا ‪ ،‬وقود آضواال‬
‫احلقوووق ‪ ،‬واكن قورين آهوول الكفوور والعصوويان والفسوووق ‪ .‬فهووذا هووو الفقوور‬
‫املذموم ‪ ،‬واملتصف به من لك خري حمروم ‪ ،‬يأيت يوم القيامة مفلس ولويس‬
‫هل شفيع ولنصري‪ ،‬اذ النبياء والوليواء والعلوامء ليشوفعون ملون حوارب هللا‬
‫ورسوهل وآهل بيته ‪ ،‬بل يكونون هل آعداء ‪ ،‬فهوؤلء فقوراء الداين لنوم مل‬
‫يعملووا حبقووائق السووالم والميووان ‪ .‬وآمووا عسوومية السووادة الصوووفية ابلفقوراء‬
‫فووذكل امس رشيووف وقووع عووىل معووىن لطيووف ‪ ،‬لن آولئووك رصمووا احلبووال‬
‫وتقطعت اهوم السو باب والوصوال ‪ ،‬وهوؤلء فقوراء شودوا الوواثق وقواموا‬
‫ابلعهد وامليثاق ‪ ،‬فهوم آرشاف العوامل وخوواق البرشو مون بوين آدم ‪ ،‬لنوم‬
‫مجعوا بني العومل والعمول والخوالق ورفوض ادلنيوا والزهود فهيوا ‪ ،‬فوأطلق‬

‫‪364‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫علهيم هذا المس لعلو مقامااتمه وارتفاال ماكنهتم ‪ ،‬ومه طبقات آولمه وآوهلوم‬
‫آهل الصفة اكسجد رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ ،‬واكنوا آربعامئوة ‪.‬‬
‫روى آبوووداود رمحووه هللا عوون آن سووعيد اخلوودري ر هللا عنووه قووال ‪:‬‬
‫جلست يف عصابة من ضوعفاء املهواجرين وآن بعضوهم ليسو تد بوبعض مون‬
‫وقاري يقورآ علينوا ‪ ،‬اذ جواء رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل‬ ‫العرى ٌ‬
‫سكت القاري فسمل ‪ ،‬مث قوال ‪ :‬مواكنمت تصونعون ؟ قلنوا ايرسوول هللا اكن‬
‫القاري يقورآ علينوا القورآن فكنوا نسو تع اىل كتواب هللا تعواىل ‪ ،‬قوال ‪ :‬فقوال‬
‫رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ :‬امحلود هلل اذلي جعول يف آمويت مون‬
‫آمرت آن آص ِ و ق نفيس معهم ‪ .‬قال ‪ :‬جفلس رسول هللا صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل وسطنا ليعدل بنفسه الكرمية فينا قال بيده هكوذا ! فتحلقووا وبورزت‬
‫وجوههم هل ‪ ،‬مفا رآيت رسوول هللا صوىل هللا عليوه وآهل وسومل عورف موهنم‬
‫آحد ًا غريي ‪ ،‬فقال رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل ‪ :‬آبرشوا صعاليك‬
‫املهوواجرين ابلنووور التووام ‪ ،‬يوووم القيامووة توودخلون اجلنووة قبوول آغنيوواء النوواس‬
‫بنصف يوم وذكل سامئة س نة ‪ .‬فهؤلء سادات العوامل وآصوفيائه كوام قوال‬
‫الش يخ شعيب آبومدين ر هللا عنه ‪:‬‬
‫مه السالطني والسادات والمراء‬ ‫ماذلة العيش ال حصبة الفقراء‬
‫وخل ح ك همام قدموووووورش ورى‬ ‫فاحصهب مم وتأدب يف جم السهم‬
‫قال الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس ر هللا عنوه يف رشح هوذه‬
‫القصوويدة املسوومئ بووو ( الروضووة اخلرضوواء وادلرة الزهوراء يف جشووف معوواين‬
‫موواذلة العوويش ال حصبووة الفق وراء ) قووال ‪ :‬والفق وراء امس عووام امل وراد بووه لغووة‬
‫خلواليد عام حتتاأ اليه ‪ ،‬وذلا تفاوتت حاجات الناس بتفاوت فقرمه ‪ ،‬فذلا‬

‫‪365‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ورد التغاير يف الفقر ‪ .‬قوال صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ( الفقور خفوري وبوه‬
‫آفتحر ) ولطالق لف ه وتفاوت مقاماتوه اكن املوراد بتعوريفهم ‪ ،‬لن موراده‬
‫آاكبوور الوليوواء وخوواق الصووفياء ‪ .‬اذا علمووت ذكل فووالفقراء املشووار الووهيم‬
‫املتالشون بلمعان آنوار اذلات ‪ ،‬املتكنني من حقوائق السوامء والصوفات ‪،‬‬
‫هلم يف لك موطن من مواطن الطريق وعمل من عوامل التحقيق القدم الوراخس‬
‫‪ ،‬لحيمووهبم فوورق عوون مجووع ‪ ،‬ولمجووع عوون فوورق ‪ ،‬ولحووق عوون اخللووق ‪،‬‬
‫ولخلق عن احلق ‪ .‬فهم آعورف الرجوال بأنسواب احلقوائق ‪ ،‬وآوثوق اخللوق‬
‫حبفظ الحوال ومعرفة الطرائق ‪ ،‬وآقوم الرجال اكعامل الرشوائع وآبعود اخللوق‬
‫عن الطامات واخلوارق ‪ .‬وبصحبة هؤلء لحماةل يس تقمي حال املصوحوب ‪،‬‬
‫و ووب نفحووات القوورب موون احملبوووب ‪ ،‬اذلي هووو نايووة الرب واملطلوووب ‪.‬‬
‫فيعيش العيشة الراضوية الثورية يف رايض الونعم السوامية ‪ ،‬لن مون هلوق‬
‫حباةل مل خيل رضورة مهنا ‪ .‬وقود علموت موامه عليوه مون ذليوذ العويش الهوين‬
‫التووام اخلالفووة الس و ين ‪ ،‬فالجوورم آن توور موون زواخوور تووكل البحووور يف‬
‫صفحات الوجوه وغيوب الصدور ‪ ،‬مامه عليه من الهناء واحلبور وذكل آثر‬
‫الصحبة ‪ ،‬اذ للصوحبة توأثري يف الكنيوف فكيوف ليتوأثر اهوا اللطيوف ‪ ،‬اذ‬
‫النفوووس آلطووف موون الهوووى والجسووام ‪ ،‬والهوووى اكصوواحبة املسووك يعبووق‬
‫سائر جوانب البيوت اذلي هوو فيوه ‪ ،‬فكوذكل حصبوة الفقوراء اذليون تبوو ا‬
‫حرضة القدس ‪ ،‬وآانخت مطاايمه يف مواطن النس ‪ ،‬فبصحبهتم تكتسب‬
‫الفضائل وتنال آس ىن الوسائل ‪ ،‬لكونه قو قصفهم آي الفقراء بكونم سوالطني‬
‫وسادات وآمراء ‪ ،‬آما كونم سالطني ل ق ْما متكنوا من قهور العوداء وعسولطوا‬
‫علهيم بغاية القهر وانقهرت هلم النفووس واسو تعبدوا الهووى ‪ ،‬وانوزم عوهنم‬

‫‪366‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫العوودو اللعووني وجنوووده ‪ ،‬فنبتووت هلووم السوولطنة القرسووية والرئاسووة الشوواخمة‬


‫والعووزة الرسوومدية ‪ ،‬ونفووذ ت و وفهم يف سووائر الع ووامل ‪ ،‬وذكل لغنووامه عوون‬
‫وسو قع ِة‬
‫مشاهدمه وبقامه براهم ‪ ،‬وكوونم سوادات ِل قموا علوهيم مون وفوور العومل ِ‬
‫دائرة الفهم ‪ .‬والسادة مه العلامء ‪ .‬وكونم آمراء ِلامق قاموا به من اخلالفة ‪ ،‬فهم‬
‫اخللفاء الراشدون ‪ ،‬وال ة الهادون املهوديون ‪ ،‬اهوذا العتبوار صواروا آمورآ‬
‫حق ونواب صدق ‪ ،‬ميشون بني الناس ابلنصيحة ‪ ،‬وحيببوون عبواده اليوه‬
‫وحيببون هللا اىل عباده ‪ ،‬ع م قس ِ ومل علهيم آقطوار الرض وتوب لفقودمه السوامء‬
‫كام ورد قريبا من هذا يف وصفهم ‪ .‬ويل يف ذكل شعر ًا ‪:‬‬
‫ان الفقري هل عمل يقووووووووووووم به يف لك فعل وحال مقتف الثورا‬
‫فان عن الكون ما يشهد هل آثرا‬ ‫ٍ‬ ‫ويف املعايل جشمس يس تضاء به‬
‫فاذا علمت ذكل علموت آن الفقوراء املشوار الوهيم سوادات العوارفني‬
‫وآ ة احملققني ‪ ،‬وعلمت آن ذلة العيش يف حمبوهتم ونيول غواايت السوعادة يف‬
‫حصبهتم ‪ .‬ولكن من آراد السلورش عوىل موهنمهم والتعلوق بطوريقهتم فليطلوب‬
‫الداب ويس تعمل خالص العامل ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقد ذكورت يف كتواب فويض الرسار املوار ذكوره فوامي يتعلوق ابلفقور‬
‫والفقراء املراد من هنا مباح ونقولت واسعة عند قول س يدي وشو يح‬
‫احلبيب المام معر بن عبد الرمحن البار الخري نفع هللا به ‪:‬‬
‫قال الفقرياملر للعووووووووف ِو والكون يف آهل املقام العلوي‬
‫معر آسري الكسب للوزار البار رام رمحة الغوووووووفاري‬
‫ومر آيضا عند ذكر آبيات الناوم يف القصيدة اليت مطلعها ‪:‬‬
‫مسق‪ ،‬النور ايجوهر وقع يف ادلبيات‬

‫‪367‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عند قوهل ر هللا عنه ‪:‬‬


‫ماهن ال سوى حوطة مشاخي وسادات‬
‫تعريووف احلوطووة ومافهيووا ممووا يتعلووق بشووأن الفقوراء ‪ .‬وقوووهل يف هووذا‬
‫البيت فاكن مراده رصم احلبال ‪ ،‬آي قطع احلبال اليت يه واثئوق وصوالت‬
‫لبقاء الميان ودوامه والعروة الووثقئ هل ‪ ،‬وذكل جحوب هللا تعواىل ورسووهل‬
‫صىل هللا عليوه وآهل وسومل وآهول بيتوه وسوائر العلوامء والوليواء والصواحلني‬
‫اذلين مه آولياء هللا تعاىل وآحبوا ه ‪ .‬مث قوال ر هللا عنوه ونفوع بوه مبينو ًا‬
‫حال الفقراء من الداين ومايقصدونه من المتحان والفتتان والمهتان ‪:‬‬
‫يريدوا يطفئوا نور الهدى والنو وووووووبوة والرس اةل ابحتيال‬
‫نور ِ‬
‫هللا‬ ‫هذا البيت فيه اقتباس من قوهل تعاىل { ميريدم ق‬
‫ون آن يمطفئوا ق‬
‫هللا ال آن يممت ن قمور مه ولو قكر قه الاكفورون }‪ 1‬ونوور هللا هوو نوور‬
‫بأفوا ِههِم ويقأىب م‬
‫هللا دي بوه مون يشواء مون‬ ‫الهدى املذكور هنا ‪ .‬قال تعاىل { ذكل همدى ِ‬
‫‪2‬‬
‫صدر مه لالسال ِم فهو عىل نو ٍر من رب ِه‬
‫ق‬ ‫هللا‬
‫م‬ ‫ح‬‫ق‬ ‫رش‬
‫ق‬ ‫ق‬ ‫مفن‬ ‫آ‬ ‫{‬ ‫تعاىل‬ ‫وقال‬ ‫عباده }‬
‫} ‪3‬وهو مس تد عنه تعاىل ومنب يف آنبيائه ورسهل صولوات هللا وسوالمه‬
‫علهيم ‪ ،‬وهو مجموال يف رسول هللا صىل هللا عليه وآهل وسومل ‪ ،‬وهوو منبو‬
‫منه يف آهل وآحصابه ‪ ،‬ومه واسطته يف بثه وارشاقه يف المة اكلقمور مسو تد‬
‫نوره من نور الشومس التوام مث يبنوه يف سوائر الجورام ‪ ،‬مفوا لهوؤلء القووم‬
‫لياكدون تدون سبيال ‪ .‬وقووهل ابحتيوال ‪ ،‬آي بتحويلهم يف انطوامس ذكل‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 32 :‬التوبة‬
‫‪2‬‬
‫البة ‪ 88 :‬النعام‬
‫‪3‬‬
‫الية ‪ 22 :‬الزمر‬

‫‪368‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫النور اذلي يريد هللا آن ي هره ‪ ،‬مفا يعودون ال خارسين خاسو ئني ‪ ،‬يعوين‬
‫آنه لحيةل هلم يف اطفاء نور الهودى اذلي هوو ديون السوالم اذلي آىب هللا‬
‫آن يمطفو قوئ ‪ ،‬وآن لي هوور غووريه موون الداين عليووه ‪ ،‬كووام ان النبوووة والرسوواةل‬
‫اللتني هام سوبب وهوور ادليون لحويةل يف اطفاووا ‪ ،‬وكوذكل موراث النبووة‬
‫والرسوواةل اذليوون مه آل النو صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل لحوويةل يف اطفوواء‬
‫نورمه حبال من الحوال وان صال آهل احلسد والضالل ‪ ،‬لن نوورمه مون‬
‫نور هللا اذلي هو الهدى وادلين ونور س يد املرسلني صلوات هللا وسالمه‬
‫علهيم آمجعني ‪ ،‬فف اقتباس هذا البيت من الية املذكورة آنف ًا فهوو متضومن‬
‫للمواب يف قوهل ‪ :‬يريودوا يطفئووا ‪ ،‬مواذكر ابحتيواهلم آي فاليقودرون عليوه‬
‫ابملعىن املار وتقرير النبوة والرساةل معوروف يف حموهل ‪ ،‬نعووذ ابهلل ممون هوذا‬
‫حاهل ‪ ،‬مما يتفوه به مقاهل ‪ .‬مث قال الناوم ر هللا عنه ‪:‬‬
‫فردوا دا املودة ذال يوذا مع دعوى عل يات املعايل‬
‫آي آنم لغلومه يف العداوة واحلسود آبودلوا دال املوودة املهموةل بوذال‬
‫اليذاء املعممة اذلي يشمل من العامل به آي اليذا ايذاء اللسان وعدوان‬
‫الراكن وحقد اجلقنقان ‪ ،‬نعوذ ابهلل من موجبات اخلوذلن والفتتوان والهووان‬
‫‪ ،‬ومع مامه فيه من الهبوط والنقصان لفورط تلهوم وعواممه يقودْعون عليوات‬
‫املعايل وانني آن اجملد بدعوى اللسوان ‪ .‬واملعوايل مجوع علوو وهوو الرفعوة يف‬
‫الحوال السنية واملقامات العلية ‪ .‬ومه لتعاومهم برئاسة دنيوية جبواه موردي‬
‫‪ ،‬آومال مطغ هاوين من الهوى يف آسفل السافلني ‪ ،‬ومه كام وصفهم هللا‬
‫املس تك ين عون طاعتوه وعوىل رسووهل صوىل هللا عليوه وآهل وسومل بقووهل {‬

‫‪369‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قكنم م ممح ٌر ممستقنفرة * فقرت ِمن ققسورة }‪ 1‬اىل آخر الايت ‪ .‬ومه آيضا ممون‬
‫اهذ القهق مه قهواه ‪ ،‬وممن آخدل اىل الرض واتبوع هوواه ‪ .‬مث قوال النواوم ر‬
‫هللا عنه ‪:‬‬
‫يرومون املزااي ابلرزااي ويبغون احلقائق ابحملال‬
‫يرومون آي يريدون ‪ .‬املزااي ‪ ،‬مجع مزية ويه مايتزي به النسان عوىل غوريه‬
‫موون الرفعووة والرشووف اذلي حيصوول ابلتقوووى ‪ .‬ابلوورزااي ‪ ،‬مجووع رزيووة ويه‬
‫النقص واخلساسة ‪ .‬وحينئذ يصدق علهيم قول القائل وهلل دره من قائل ‪:‬‬
‫آنت ابدلهووور واذلي فيه آدرى واكا مضنوه خووووووووووووووووري ًا ورشا‬
‫فــتأمل مور ْد ِحسك فوووووووووووهيم هل ترى آورآيت يف الناس مح ْرا‬
‫حيفظ العوهد من موووووروءته بل ععل هللا والصنائع ذخووووووووووورا‬
‫لكهم اكمحلري يف اجلهل غوووووورد فاذا قس هتم فأحقر قووووووووووووودرا‬
‫وعىل ذا فووووووووووووووويدعون كام ًل تق ِعسوا ماالكامل مخوووووووزب ًا ومتورا‬
‫خووووووووووووري مافهي مم ولخري فهيم ان مغتااهم يقوووووووووووووووودم آجرا‬
‫فأقلهم جــموووووووووووووةل ولحتتفلهم وعىل هللا فاعووووووووووتد مس ترا‬
‫وضد هؤلء اخلساس من تقدم وصفهم عن الشو يخ عويل بون عبود‬
‫هللا ابراس ‪ ،‬املوصوفون بأنم السالطني والسادات الكياس ‪ ،‬مون ذكورمه‬
‫القائل يف هذه النفاس بقوهل ‪:‬‬
‫تنافس آهل اجلود يف طلب اجملد وحنوا مطااي الشوق يف خملص القصد‬
‫وداموا بعزم السري يف طلب العال فطابوا بطيب الوصل من دوحيت جند‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 50 :‬املدثر‬

‫‪370‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مه القوم هاموا فاس تقاموا عىل السوى هلم مهم عسموا اىل ال قع قمل الفوووووووووووووورد‬
‫اذا مادعوا يوما لكشف ملــــم ٍة رآيت الف النشوان اكلسد الوووووورد‬
‫حبار احليا والعمل واحلمل والتــــقئ داثر السها والعووووووز والشكر وامحل د‬
‫كنوز الصفا والعشق والصدق والول هلم من حب ار الغيب وردا عــىل ورد‬
‫علهيم س الم هللا ماهبت قالصــبا قبيل ابتسام الصبح يف طالــــع السعد‬
‫وقد بينت حال الفريقني وسال الطريقني يف وصي ٍة ييهتا ( جاليوة‬
‫الكدار ‪ ،‬وجالبوة املسوار ‪ ،‬ابرشاق النووار ‪ ،‬يف قلووب الخووان املوؤمنني‬
‫الخيوار ) ويف رسواةل آخوورى ( حملوة اللحواظ ومنحووة اليقواظ) ويف آخوورى‬
‫عسمئ ( جشح املذام الرعونية عن طغوام ادلاير ادلوعنيوة ومون شوارجهم يف‬
‫هذه الرزيوة ) ولكهوا مل تزايول سوكهنا ومل ترحتول عون وطهنوا لعودم اشواعهتا‬
‫والتوجووه اىل اذاعهتووا ‪ ،‬وبعضووها انتقلووت لس و امي الوويت يه ابشووارة س و يدي‬
‫النسان الاكمل ‪ ،‬العارف الواصل احلبيب المام امحد بن القطب معور بون‬
‫زين بن يي‪ ،‬ابعلووي آوغوريه مون سوادتنا نفعنوا هللا اهوم ولجعول ب كوهتم‬
‫ح نا من ذكل البقاق ‪ ،‬آوداعية الرايء والنفاق ‪ .‬مث قال النواوم ر هللا‬
‫عنه ‪:‬‬
‫ويعتقدون حب هللا بغض ًا لل محمد يف لك ِ‬
‫حال‬
‫آي يعتقدون لفرط تلهم وغاية حسدمه آن التقورب اىل هللا تعواىل‬
‫والتحبب اليه يف بغض آل محمد ‪ ،‬فهذا هو الهبتان الع مي والفوك الشوديد‬
‫‪ ،‬اذ من طوائف الكفر من يعتقد آن موالاة آل محمود صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل وحهبم من احملبوابت املطلووابت املنميوات املرغووابت ‪ ،‬وقود خوالفوا‬
‫بووذكل النصوووق القرآنيووة والحادي و النبويووة محلهووم شوودة حسوودمه عووىل‬

‫‪371‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫خمالفهتام ‪،‬وعالموة آن الباعو عوىل ذكل مواانطووا عليوه مون شودة احلسود‬
‫قوهل ر هللا عنه ‪:‬‬
‫خللق هللا من ف عل ِ‬
‫وقال‬ ‫خصوص ًا من رآوه بدا بنفع‬
‫آي وذكل ملووا موور آن لك ذي نعمووة حمسووود ‪ ،‬ولس و امي موون وهوور‬
‫ابخلري العام لهل دوائر السالم فيكورث آعودا ه ويقول آوليوا ه كوام يف حوق‬
‫الرسل صلوات هللا وسالمه علهيم وورثهتم من العلامء والولياء كام قوال نفوع‬
‫هللا به يف القصيدة املار ذكرها ‪:‬‬
‫كرثت خصال اخلري عندي فاقتضت يل يف زمووووووواين كرثة احلسا ِد‬
‫مث قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫وقذف املبعدين ويف اخلووايل‬ ‫خصوق اجلار يف ع ومصور‬
‫آي ان احلسوود والبغض واء يش و تد رضرهووام ويتطوواير رشرهووام آكوورث‬
‫مايكون من اجلريان والقرابوة واملعوارصين وآهول الوبدل واملعوارف ‪ ،‬كوام ذكور‬
‫ذكل احلجة الغزايل يف البداية وغريها قال فهيا ‪ :‬آل ترى الرش ال ممن تعرفه‬
‫فاقلل من املعارف تدرش ‪ .‬اىل آخر ماذكره فهيوا ‪ .‬ويف العوزةل سوالمة مون‬
‫الوقوال يف املهاكل الناش ئة عن اخملالطة ولكن لهوا رشوط موذكورة يف حمالهوا‬
‫‪ ،‬فان كنت من آهل ادلين والعومل والعمول فاطلهبوا وفورق بوني خرياخلوريين‬
‫ورشالرشين ‪ ،‬وامعل عىل مقتىض العومل عسومل وتغومن ‪ .‬مث ملوا قحتوري نفوع هللا‬
‫به يف شأن احلساد وآعياه عالتم وآمتود اليوه ايوذا مه واشو تدت عوداو م‬
‫خرأ من بيهنم حسا من القرى والبدل ‪ ،‬وانفرد عهنم يف حوطة املشهد بعود‬
‫اذن الهي الها كام مر معنا بس‪ ،‬ذكل ‪ ،‬مث انه التجاء اىل موله موع ذكل‬
‫واس و تعاذ وحتصوون بووه وبأهوول حمبتووه وخاصووته يف آن يكفيووه رشحسوودمه‬

‫‪372‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وعداو م وبغضهم ‪ ،‬وان ليصلوه بأذاء يكون سببا يف نقص دينه وآخرته ‪،‬‬
‫آودنياه املعينة عىل ذكل ‪ ،‬فقال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫وذلان ابجلالةل واجلالل‬ ‫تعوذان حبول هللا مهنم‬
‫آي حتصنا حبول هللا آي متوام قوتوه ‪ ،‬موهنم آي مون هوؤلء احلسواد‬
‫والعداء ال املني لنوا يف ذكل ‪ ،‬وذلان آي جلوأان‪ ،‬ابجلوالةل آي المس اجلوامع‬
‫مليع السامء والصفات ‪ ،‬واجلالل آي القهور والوبطش الشوديد بوأن ميونعهم‬
‫منا ويرد رشمه عنا ابجلالةل اليت يه ايه الع م اجلامعوة لصوفات اجلوالل‬
‫واملال والكوامل ‪ ،‬وخوص آسوامء اجلوالل دون غريهوا لنوا لالنتقوام واملقوام‬
‫مقام اس تعاذة من العداء اذلين غلب عىل ال ن عدم توبهتم ورجوعهم عن‬
‫البغضاء والعداوة لتكن ذكل من قلواهم ورسائرمه ‪ ،‬وحتصنا بوذكل عوهنم ‪.‬‬
‫مث قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫عىل حزب الضالةل والضالل‬ ‫وقدم نا رسول هللا عو ًان‬
‫آي جعلنا رسول هللا صىل هللا عليوه وآهل وسومل برزخو ًا بيننوا وبوني‬
‫رضرمه وايذاوم ‪ ،‬وحصنا حصوينا مون وصوول رشمه الينوا ‪ ،‬اذ هوو الب‬
‫الرءوف الرحمي بنا خاصة وسوائر املوؤمنني اكفوة ‪ ،‬وآكورم الشوفعاء عوىل هللا‬
‫املقبولني عنود هللا تعواىل ‪ ،‬اذ هوو الواسوطة الع موئ بوني هللا وبوني عبواده‬
‫ووس يلهتم اليه ‪ .‬مث قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫ِ‬
‫القتال‬ ‫بسقاف العال لي‬ ‫وحيدر واملقدم واملكىن‬
‫وذارش العيدروس واتبعيه وبن سامل وعـــدته املووايل‬
‫العيووودروس هوووو مشوووس الشوووموس شووو يخ الشووو يود عبووود هللا‬
‫العيدروس بن الش يخ آن بكر السكران بن الش يخ عبود الورمحن السوقاف‬

‫‪373‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪ ،‬واتبعيه يعين آهل دائرته كخيه الش يخ عيل ابن آن بكور وابنوه آن بكور‬
‫العيدروس وغريمه ‪ ،‬وقد ترمجناهلم يف الكتاب املوذكور ‪ .‬مث قوال ر هللا‬
‫عنه ‪:‬‬
‫مع عطاس نا احملضار مفين رسوم احلاسدين عىل ِ‬
‫جعال‬
‫املال والبار سادات النوز ِال‬ ‫وحداد القلوب وابن ز ِين‬
‫فهؤلء بعد آن آنزل حاجته عىل هللا اذلي هل احلول والقووة والقودرة‬
‫وليوورىج سوواه ‪ ،‬جعلهووم وسو يةل اليووه تعوواىل وحوواميل عوورش جنوواه وبو‬
‫شووكواه ‪ ،‬اذ مه مثانيووة جحوواميل العوورش الع وومي واملووؤهلني ملووا يف ذكل موون‬
‫املعىن اجلس مي ‪ ،‬وقد ترمجت لهؤلء يف كتواب فويض الرسار ‪ .‬آموا رسوول‬
‫هللا صىل هللا عليه وآهل وسمل فف قول سو يدان وشو يحنا احلبيوب معور بون‬
‫عبد الرمحن البار نفع هللا به واهوم يف السلسوةل املو ورة املسوامة ( الروضوة‬
‫النيقة بن م آسامء آرابب الطريقة ) عون النو عون اهل العواملني بوو اسوطة‬
‫شاووش حرضته المني ‪ ،‬وآما آمري املوؤمنني سو يدان عويل ابون آن طالوب‬
‫ر هللا عنه فف قوهل ‪:‬‬
‫عن ابن آن طالب عيل املرتىض امام آهل الصدق رآس آهل الرضا‬
‫وآما س يدان الس تاذ الع م الفقيه املقدم محمد بن عيل فف قوهل ‪:‬‬
‫حاوي العلوم الباطنة وال اهورة‬ ‫عن المام غوث آهل ادلائورة‬
‫ش يخ املشاخي الووويل ابن الووويل‬ ‫مقدم القوم محموووووووود بن عيل‬
‫وآما الش يخ عبد الرمحن السقاف بن محمد موىل ادلويةل فف قوهل ‪:‬‬
‫عن وادله سلطان آرابب الوول‬ ‫كذاوجيه دين هللا سقاف الع ال‬
‫وآماالش يخ معر بن عبد الرمحن العطاس فف قوهل ‪:‬‬

‫‪374‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وغريه ممن رزق عواطــــفه‬ ‫عن معر العطاس رآس الطائفه‬


‫ومرت هل الدمجة اتمة عند قول سو يدان احلبيوب عويل بون حسون ‪:‬‬
‫عطا عطاس نا غطا العطااي ‪ .‬اىل آخوره ‪ .‬وآموا الشو يخ عبود هللا بون علووي‬
‫احلداد فف قوهل ‪:‬‬
‫الغوث ش يخ الفتح والرشــاد‬ ‫عبد هللا املشهور ابحلــدا ِد‬
‫وآما الش يخ احلبيب امحد بن زين احلب فقد تكورر ذكوره يف هوذا‬
‫املؤلف ويف فيض الرسار آيضا ‪ ،‬اذ مل يذكر يف السلسوةل ال ابنوه احلبيوب‬
‫جعفر بن امحد وبعض اخباره ورموز آرساره وعلومه وآاثره ‪ ،‬يف قورة العوني‬
‫يف مناقب الش يخ احلبيب امحد بن زين ‪ .‬وآما الش يخ احلبيب معر بن عبد‬
‫الرمحن البار فف قول ش يحنا املذكور يف السلسةل يف ذكور آخوذه عون معوه‬
‫احلسن ‪ ،‬وآخذه عن وادله املذكور قوهل ‪:‬‬
‫وآخذه عن معدن احلــقائق الوارث اجلد ا ِخلضم ادلافوووق‬
‫وقد تكرر ذكره ايضا يف هذا املؤلف آحلنوا عوىل تورامجهم يف كتابنوا‬
‫وغريه من املؤلفات املعقودة لدامجهم وذكور آحوواهلم اختصوار ًا ‪ ،‬اذ لوو آثبتنوا‬
‫ذكل هنا خلرأ بنا احلال اىل الطول اململ ‪ ،‬ويكون يف هذا الزموان معرضوا‬
‫لالعراض ممن يطالع هذا املؤلف آوحيصل ‪.‬‬
‫مث بني سو يدي احلبيوب عويل بون حسون قودس هللا روحوه توسوهل‬
‫اهؤلء الليوث املدركني ملا عناه من آولئك العداء املهتوالكني ‪ ،‬فقوال ر‬
‫هللا عنه ‪:‬‬
‫بغارات شديدات احمل ِ‬
‫ــال‬ ‫دعوانمه دلعوى لك ٍ‬
‫عات‬

‫‪375‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫دعووووانمه آي اندينوووامه واسووو تغثنا اهوووم دلعووووى لك عوووات ‪ ،‬آي‬


‫لس تطاةل العايت وعدوانه ‪ ،‬وهو العدو املترد مون النوس واجلون ‪ ،‬بغوارات‬
‫آي ادرااكت ‪ ،‬شووديدات آي قوووايت متكنووات يف الخووذ الوويت ليفلووت‬
‫صاحهبا كام يف احلدي ( ان هللا لمييل لل امل ح اذا آخذه مل يفلته ) وهو‬
‫معىن آية { فقأخذانمه آخ قذ قعزي ٍز ممقتقو ِدر } ‪1‬واملوراد ابحملوال احلوول وهوو شودة‬
‫القوة ليدعومه ذلكل ‪ ،‬ومه اذلين يقول قائلهم وهو الش يخ معر احملضار ‪:‬‬
‫نكرث يف بدله الصائبات‬ ‫ومن جاان واب خيضع حامان‬
‫وقول الخر وهو الش يخ آبوبكر بن عبد هللا العيدروس ‪:‬‬
‫من لك عات‬ ‫ولك آح د مقصوده آذاان‬
‫الصــائووووووبات‬ ‫نرم يه ابسهمنا وليوووووراان‬
‫واملرهووووووفات‬ ‫آبطال حتم ابلقنا محــاان‬
‫يقووووووووودم لنا‬ ‫من اكن هل ابملوت صدق مقصد‬
‫وقال الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد يف القصيدة اليت آولها ‪:‬‬
‫اي آخووووووووذ ًا مين بأذاييل يف بمكري آيض ًا وآصايل‬
‫ايعاذيل دال عنك زخرفة اتعبت ف هيا ابكل البايل‬
‫هل آنت مين حني آكرمين رن قريبا ‪ ،‬آ ا اخل ايل‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫مت آن عشأ غي ًا فليس اىل قطع سبيل قد ْىل يل‬
‫وقد محئ آطووووووراف مملكيت ابلقهر قج ْل القاهر الوايل‬

‫‪1‬‬
‫الاية ‪ 42 :‬القمر‬

‫‪376‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقووال شو يحنا المووام العووارف ابهلل تعوواىل احلبيووب معور بوون سووقاق‬
‫السقاف ابعلوي نفع هللا به ‪:‬‬
‫امحلوووووووود هلل الرسور ابدي والقصووووود شانبلغه والوس يهل‬
‫خمذول من قد اثر يف عنادي وحيل ته يف املكر مس تحيـــهل‬
‫مووون ذا حياربنا ومن يع ادي والن آهل الفضل والفضيهل‬
‫حاشــا قوالك ماهلم منوووووويهل‬ ‫رض وابدي‬ ‫آسالفنا من ح ا ٍ‬
‫آهل ال معال والنور والرشادي بيت الندى واجلووود وامليهل‬
‫غارا م ذي زم املعوووووادي قبيليت اينعم من قبووووووووووويهل‬
‫وان رماين ابجلفا معووووووووادي انديهتم يك يقطووووووعوا سب يهل‬
‫لقب ْا لساين احلووووووال للمنادي جاءت خيول الن يف صهيهل‬
‫الش ْمر احلـــدا ِد ابع اهم آحضئ يه الطوي هل‬ ‫آهل الرماح م‬
‫لولمه سارال اىل فسووووووادي عايص وجاين حاليت همووووويهل‬
‫مث عاد اىل نفسه يؤداها ويعاتهبا ‪ .‬وماورد عنه من هذا القبيل كثوري‬
‫لحيىص ‪ ،‬وذكل امنوا يورد علوهيم بعود مووت نفوسوهم وفناووا بوراهم ‪ ،‬لخفور ًا‬
‫ولتعزز ًا ول استناد ًا الهيا ول اعامتد ًا علهيا ‪ ،‬بول تورد علوهيم هواتوف رابنيوة‬
‫الهامية عند ليه علهيم س بحانه وتعاىل بصفاته العلية ‪ ،‬فيفنون فيوه عنودها‬
‫‪ ،‬ويتحدثون اكا آنعم هللا علهيم مهنا ‪ ،‬فكنم ينطقون عىل لسان احلق فهي‬
‫حق من حق حبوق ‪ ،‬كوام ذكور ذكل علوامء هوذا الشوأن فوامي نقول عون منول‬
‫هووؤلء اكلش و يخ عبوود القووادر اجلوويالين ‪ ،‬وابوون عوورن ‪ ،‬وابوون الفووارض ‪،‬‬
‫والش يخ ان بكر العيودروس ‪ ،‬والشو يخ آن بكور بون سوامل ‪ ،‬وغوريمه مون‬

‫‪377‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫سادتنا آل آن علووي رضووان هللا علوهيم آمجعوني ‪ .‬مث قوال سو يدي النواوم‬
‫احلبيب عيل بن حسن نفع هللا به ‪:‬‬
‫ونعم الباب يف ح‪ ،‬الرحال‬ ‫حططنا عند ابب القضااي‬
‫فمل نقصد سوا‪ ،‬ايمووووووووايل‬ ‫وكنا من غزية لسوواهــــا‬
‫آي آن ملا معرفمت ابكرام النازلني وحفوظ اذلموار للقوربني والبعودين‬
‫وحاميووة اجلووار ‪ ،‬لسو امي اذا اكن موون الهوول والبنووني حططنووا عنوود آب وواب‬
‫لغريها ‪ ،‬القضااي آي املطالب اليت لنا يف النفع وادلفوع والتفرقوة واملوع ‪ ،‬اذ‬
‫آنمت موالينا وآصولنا ‪ ،‬والقربون من آوىل اكعوروف كوام قوال الشو يخ عبود‬
‫هللا بن علوي احلداد بعد ذكر سلفه وموااكنوا عليوه مون الو والتقووى وكورم‬
‫السجااي ‪ ،‬وحسن الشامئل واملزااي قال يف آخرها آي القصيدة ‪:‬‬
‫آولئك ْوراث الن ورهووطه وآولده ابلرمغ للمـــتعا‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫نواميس قهر للطوووووووغاة روا‬ ‫و‪ِ ،‬حمكة فهيم و مح ٍ و‪ ،‬و‪،‬‬
‫مصابيح نور قد حمت ل ال‬ ‫يريدون آن يطفوا بأفواه زورمه‬
‫وقد حتدث آيضا فهيا ابلنعمة الع مية واملنوزةل اجلس مية اليت لعسا‬
‫ولتضاىه ال من طهر نفسه وزاكها ‪ ،‬واتبع سبيلهم واقتفئ رعيلهم فقال ‪:‬‬
‫مواريهثم فينا وفيــنا علوهمم وآرسارمه فليسأل املـــدا‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫حق هلم بقـــيا‬ ‫وانوووووووووا عىل آاثرمه وسبــيلهم وماحنن عن ٍ‬
‫مقرين ابلتقصري عن شأوجم دمه وحسن مساعهيم بلك مــقا ِم‬
‫ولكهنم آاب ان وآصولووووووووووووووونا وآسالفنا ممون مىض بســـالم‬

‫‪378‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقد ملح هذا املعىن س يدي الناوم احلبيب عويل بون حسون قودس‬
‫هللا روحه يف قوهل ‪:‬‬
‫فان جدمت لنا فضال فأهل وآما املنع يف عدل اعتدال‬
‫آي فان جدمت لنا ابلعانة والن ة والرعاية فذكل فضول مون هللا مث‬
‫من ‪ ،‬وآنمت آهول ذلكل اكوا آهْلو هللا بوه مون الحووال السونية واملقاموات‬
‫العلية ‪ ،‬فقد صارت آقوال وآفعال اكالح ة املوىل القادر القوي مرعيوة ‪،‬‬
‫يشري اىل ذكل مايف احلدي القديس ( مازال عبودي يتقورب ا ْيل ابلنوافول‬
‫) اىل آخره ‪ .‬وآما املنع منا بتقصريان عن حفظ حقوق والتباال ل اكا كنومت‬
‫عليه من الرفعة والعزامئ ومعايل اهلمم يف كامل التبواال ملرشوف ‪ ،‬فوان ذكل‬
‫املنع عدل من يف حقنا لجوور فيوه ‪ ،‬اذ آنومت مت وفون وانئبوون يف ذكل‬
‫عوون آايدي احلقوو العوودل اذلي لووومل ولجووور يف آفعوواهل ‪ ،‬وذكل آيضووا‬
‫اعتدال وهو الخوذ ابلوسو‪ ،‬اذلي ل افوراط فيوه ولتفوري‪ . ،‬مث اسو تدررش‬
‫بعد ذكل فقال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫ويف هللا الرجا والتاكل‬ ‫ولكن من حاشا قوالك‬
‫آي لكوون حاشووا آي معوواذ هللا ‪ ،‬والك آي ل وهللا آن يكووون موون‬
‫اعراضا عنا وعدم الن ة لنا آوالتفقد حلالنا ‪ ،‬اذ آنمت آشفق علينوا وآرمح بنوا‬
‫موون آنفس و نا ‪ .‬مث قووال ‪ :‬ويف هللا الرجووا والتوواكل ‪ ،‬آي السووتناد يف مجيووع‬
‫الموور اليوه تعواىل والعوامتد عليوه ‪ ،‬ولك يشء جوا ٍر حبمكوه وواقوع بقضوائه‬
‫وقوودره ‪ ،‬ماشوواء هللا اكن ومووامل يشوواء مل يكوون ‪ .‬ويف هووذا اح وداز وحتقيووق‬
‫للتوحيد والتفريد والتمريود ورد الشو ياء اليوه تعواىل ‪ ،‬كوام احودز سو يدي‬
‫احلبيب عبد هللا بن علوي احلداد يف كثري مون قصوائده ‪ ،‬ومهنوا مواذكره يف‬

‫‪379‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قوهل بعد توسهل جبامعة من سلفه ‪ :‬فضل من ربو والمور هلل توحيود ‪ .‬كوام‬
‫موور بيووان ذكل يف املقدمووة يف مبح و الكرامووات ‪ .‬مث خوومت هووذه القصوويدة‬
‫الفريدة اكا هوو الوسو يةل اىل القبوول فوامي عورض بوه مون التوسوالت املؤذنوة‬
‫بتحصيل املأمول فقال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫عىل هادي الهداة من الضالل‬ ‫وص ْىل ربنا يف لك حني‬
‫الصالة من هللا يه الرمحة املقرونة ابلتع مي ‪ ،‬ويه وصوةل املصولني‬
‫اىل نيل رضا رب العاملني ‪ ،‬وقد آمر هللا تعاىل املؤمنني اها وآخو آن آهول‬
‫حرضة قدس املالئكة يصلون عليوه صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬آي آنوم‬
‫دائبون يف الس ترار عىل الصالة عليه كام تدل عىل ذكل صويغة املضوارال ‪،‬‬
‫وقوهل عىل هادي الهداة ‪ ،‬آي اذلين اهتدوا اىل طريق الصوالح والفوالح ‪،‬‬
‫مث دعووا غوريمه اىل ذكل مفسومو ما هوداة آيضو ًا كوام قوال صوىل هللا عليوه وآهل‬
‫وسمل ( علامء آميت كنبياء بين ارسائيل ) وذكل آنه ب علومه اخلفية يف آهل‬
‫وآحصابه ‪ ،‬ومه بثوها فمين بعدمه اكلقمر يتلقوئ نووره مون الشومس مث يلقيوه‬
‫يف سووائر الجورام و قهو ُّ قومل جوور اىل آخوور ادلنيووا ‪ ،‬لقوووهل صووىل هللا عليووه وآهل‬
‫وسمل ( لتزال طائفة من آميت قا ني ابحلوق اىل يووم القياموة ليرضومه مون‬
‫انوامه ) صىل هللا وسمل عليه وعىل آهل وحصبه ‪ ،‬واتبعهيم من فريوق الهودى‬
‫وحزبه ‪ ،‬صالة وسالما دا ني متقارنني اىل يوم ادلين آمني ‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫اخلامتة يف نزر يسري من الكمه ت اك به يف هذا املؤلف وال فهو قود‬


‫شاال وانترش وذاال ‪ ،‬ونبا عىل السامال ‪ ،‬وذكل الكم لك عوارف ينو عون‬
‫حاهل ومقامه كام هو مقورر عون آ وة هوذا الشوأن وآعالموه كوام مور ذكوره يف‬
‫املقدمة ‪ .‬وقد ح آنه س ئل نفع هللا به عن قول صاحب ا ِحل العطائيوة ‪:‬‬
‫لك الكم ي و ز وعليووه كسوووة القلووب اذلي بوورز منووه ‪ .‬فأجوواب بقوووهل ‪ :‬ملك‬
‫الكمه كامه ‪ .‬وقد ن م ش يحنا الش يخ الصوويف العوارف عبود هللا بون امحود‬
‫ابقيس نفع هللا به ذكل يف آبيات يقول يف آولها ‪:‬‬
‫للك الكمه كامه‬
‫وجدان ٍ‬ ‫ولك الكم برز من شفاه‬
‫قووال ر هللا عنووه ‪ :‬بسووم هللا الوورمحن الوورحمي ‪ ،‬امحلوود هلل مطلووع‬
‫الس يادة ‪ ،‬يف آخبار السادة ‪ ،‬يف آفالرش السوعادة ‪ ،‬لالفوادة والسو تفادة ‪،‬‬
‫بعد غرواها يف غرب الغربة ‪ ،‬والاكشف اهوا عون آهلهوا مون آهلهوا كسووف‬
‫الكربة ‪ ،‬واملشوف برحيقهوا غالئول صوديقها فيالهوا مون رشبوة ‪ ،‬لقود فاقوت‬
‫مزاأ التسنمي وآفواأ النس مي ابلنعمي اذ رفعوت عوذاب البعود اللومي ابقوداب‬
‫القربة ‪ ،‬فصارت الشدة املصبور علهيا نعموة مشوكور علهيوا جبميوع عصوائب‬
‫العصبة ‪ ،‬ومراتب الرتبة ‪ .‬فامحلود ملون هوو آهوهل ‪ ،‬اذ فواض علينوا فضوهل ‪،‬‬
‫وانكشووف ابخلصووب حمووهل ‪ .‬ونشووهد آن ل اهل ال هللا جووامع الشووو تات ‪،‬‬
‫وم هوور الايت ‪ ،‬وحووافظ موون يف آقطووار الرض والسووموات ‪ ،‬اذلي بيووده‬
‫املبتوودآ واليووه منهتوويئ الغوواايت ‪ .‬ونشووهد آن محموود ًا عبووده ورسوووهل وحبيبووه‬
‫وخلوويهل اذلي آر وآعط و سووؤهل ومووأموهل ‪ ،‬صووىل هللا عليووه وعووىل آهل‬
‫الطاهرين ‪ ،‬وحصبوه ال واهرين ‪ ،‬وآتبواعهم ابحسوان اىل يووم العورض عوىل‬
‫آرسال احلاس بني ‪ ،‬واجامتال الولني والخرين ‪ .‬وقال ر هللا عنه ‪:‬‬

‫‪381‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قل لعبد هللا اي جن ل الكوورام هل مع هللا لعــــبوووووود هللا الكم‬


‫آنت عبد هللا آم ل فاحك يل فاذا قلت نعوووووم قلت الس الم‬
‫العبودية تقا حقووووووووووووووها وعىل العبد الرضووووووا والحتاكم‬
‫والسح‪ ،‬يف حمكة املوىل حرام‬ ‫الرضا فهيا فريضة لزمووووووووووة‬
‫وقال ر هللا عنوه ‪ :‬واعومل آن هوذه العوائود ادلانيوة ادلنيويوة قود‬
‫آفضت بغالب الناس اىل فساد ادلين ‪ ،‬فذهب ادلين وغريه كوام آشوار اليوه‬
‫بعووض سوولفنا ‪ .‬وقووال آيضو ًا ‪ :‬آمووور ادلنيووا اتبعووة لمووور ادليوون اتبوواال ال وول‬
‫للشاخص فاجهتود فوامي ينفعوك ‪ ،‬وآموا حمبوك فوال يورى احلوق ال عليوه ول‬
‫التقصري ال عنده يف مجيع احلقوق ومن مجيع الشقوق ‪.‬‬
‫وقال ر هللا عنه يف آثناء ماكتبة ‪ :‬وكتاب ليقطعنا وآن قطعومت‬
‫ماقطعنا ‪ ،‬مفن عرفنا وعرفنواه لوتركنوا ماتركنواه ‪ ،‬واحلوق الوالزم يحنوا بوه‬
‫واستسوومحناه ‪ ،‬وماقوودران عليووه موون ذكل فعلنوواه ‪ ،‬وماجوواء موون احملووب‬
‫ارتضيناه وماقاهل رضيناه ‪ ،‬وجزا‪ ،‬عىل هللا ورسوهل والسلف الصا آحلناه‬
‫‪ ،‬فهم ذخران وكنوزان وحيملون مامحلناه ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫نسان ِلربه لق قكنموود }‬
‫وس ئل ر هللا عنه يف قوهل تعاىل { ا ْن ال ق‬
‫فقال ‪ :‬فأما الكنوود فهوو الكفوور ‪ ،‬وكنود النعموة كفرهوا ‪ ،‬آي مل يشوكرنعمة‬
‫هللا عليه يف اعاده ابس تعامل نعم هللا يف طاعته ‪ ،‬وعند العورب ان الكنوود‬
‫هو الرشود وهو معىن الكنود ‪ ،‬وذلكل ملا خرأ جد ِكندة عن طاعوة وادله‬

‫‪1‬‬
‫الية ‪ 6 :‬العادايت‬

‫‪382‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫يوه العرب كندة ‪ ،‬ويف البغوي كنود كفور ‪ .‬مث نقول عون العلوامء يف ذكل‬
‫آقوالا قمجة ‪.‬‬
‫وقال يف آخرى عند ماش عليه جراين سو يل جورف خنوال وغق ْوري‬
‫يف معايل الوادي ‪ :‬وذكرمت آنه حصل منه غيار يف معايل الوادي احل اذلي‬
‫فاق قحيه لك ‪ ،‬وصار قرة عني لك ‪ ،‬وذكر مون الايت وادلللت‬
‫ال وواردة فووامي ريووه القوودرة يف الرض والسووموات ‪ ،‬مث قووال ‪ :‬وتعوورف آن‬
‫تات الكسور لكها ركهبا احلكومي عوىل هوذه ادلوعوني ‪ ،‬ادلوال الميون وادلوال‬
‫اليرس ‪ ،‬وراكا قد رآيت فهيا من ِسعة اجليالن وطوول املويالن آتورى ربوك‬
‫ركهبا مع ع م كوكهبا ليسق اها الرابط واخلريبة و معوره وحلبون آم الهمرين‬
‫وماورآء ها اىل علقون وجشعون ؟ اذا علمت ذكل مفن جلس عىل الطريق‬
‫فليص عىل التدحيق ‪ ،‬ومن ا املضيق جاءه مال يطيوق ‪ ،‬واحلاصول ان‬
‫اللطف حاصل والنور متواصل ‪ ،‬ولهأ عىل آهل دوعن من ذكل فوان‬
‫فيه اشارة من السلف آنه الوادي املأثور وآن ليزال ابحلياء معموور ‪ ،‬ومون‬
‫راحت عليه خنةل كتب هل من الثواب مكن مات هل ودل صغري ‪ .‬وقال ر‬
‫هللا عنووه ‪ :‬واعوومل آيضووا آن سوولعة هللا غاليووة ويه عنوود النوواس رخيصووة ‪،‬‬
‫وذلكل ترامه اذا منعهم من فعل اخلري اجملرد لوجه هللا آد‪ ،‬مانع تركوه وقالوا‬
‫بلغنوواه ابلنيووة ‪ ،‬واذا موونعهم موانع موون طلووب ادلنيووا دفعوووه ولووو قمتلووا دونووه‬
‫ملاامتنعوا ‪ ،‬فان ر اىل هذا الفرق ومن هنا آفلوس مون اخلوري مع وم النواس‬
‫ح قال حبيبنا الش يخ آبوبكر العيدروس ر هللا عنه‬
‫وماققلْهم ان حاولتك النوائب‬ ‫مفا آكرث الحصاب حني تعدمه‬
‫وقال آيضا ‪:‬‬

‫‪383‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عني احلقـــيقة مالها مشاهد سوى من الس بعني آلف واحد‬


‫وملا مدح هللا بعض آنبيائوه يف كتابوه املبوني قوال { انوه مون ِعبوا ِدان‬
‫املمهلقصني } فال تغرنك الامتويوه والزتاويوق بغوري حتقيوق ولتصوديق ‪ ،‬وهموال‬
‫الحوواةل عووىل القوودار فووان تووكل حوواةل آهوول الغ ودار ‪ ،‬فالتطمووع يف نيوول‬
‫املقصود بغري بذل اجملهود ‪ ،‬كام لتطمع يف السلعة بغوري بوذل مثهنوا املعقوود ‪،‬‬
‫ول يف الزتوا بغري املدود للنقود ‪ ،‬فافهم واعمل ‪.‬‬
‫وقووال ر هللا عنووه ‪ :‬وهللا هللا يف مالزمووة صوولوات املاعووة يف‬
‫املسجد ‪ ،‬وآمر آهوكل ابلصوالة واصوط علهيوا ‪ ،‬ولزم توالوة القورآن قوال‬
‫تاب ربك ل مم قبد قل لكامته ولن ق ِدق ِمن‬‫ليك ِمن ِك ِ‬
‫هللا تعاىل { وآت مل ماآو ا ق‬
‫دونه ممل قت قحدا * واص نفسك مع اذلين يدعون راهم ابلغقدا ِة والع يريدون‬
‫وته ولتقعدم عينارش عهنم تريد زينة احلياة ادلنيا ول ت ِمطع قمن آغفلنا قلبه عن‬
‫ذكران واتبع هواه واكن آمره فمرطا } ‪ .1‬ويف احلدي قوال رسوول هللا صوىل‬
‫هللا عليه وآهل وسمل ( ان آردمت عيش السعداء ‪ ،‬وموت الشهداء ‪ ،‬والنجواة‬
‫يوم احلرش ‪ ،‬وال ل يوم احلرور ‪ ،‬والهدى من الضوالل ‪ ،‬فادرسووا القورآن‬
‫فانه الكم الرمحن ‪ ،‬وحرز حريز من الش يطان ‪ ،‬ورهان يف املزيان ) وقود‬
‫قال هللا تعاىل { قون منوز مل من القرآ ِن ماهو ِشوفا ٌء ورمحوة للموؤمنني }‪ 1‬وقوال‬
‫هدى وشفاء } ‪2‬آي من الوجاال ‪ .‬ذكره‬ ‫قع ْز من قائل { قمل ه قمو لذلين آمنوا ً‬
‫الواحدي ر هللا عنه وهللا املوفق ‪.‬‬

‫‪ 1‬الايت ‪ 28 – 27 :‬الكهف‬
‫‪ 1‬الية ‪ 82 :‬الرساء‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬الية ‪ 44 :‬فصلت‬

‫‪384‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقال قدس هللا روحه ‪ :‬مث اذلي آوصويك بوه مالزموة ذكورهللا آانء‬
‫الليل والهنار ‪ ،‬وتالوة كتابه مع تفكر واعتبار ‪ ،‬وكرثة السو تغفار ابلفوار‬
‫‪ ،‬وكوورثة الصووالة عووىل نبيووك اخملتووار ‪ ،‬وتأديووة املكتوووابت آوائوول الوقووات‬
‫ابخلش ووال والنكسووار ‪ ،‬ومصوواحبة الطووائعني والخيووار ‪ ،‬وجمانبووة الغووافلني‬
‫والفجووار ‪ ،‬وحضووور احلرضوات واملووادل والذاكر ‪ ،‬والقصوود يف حوواةل الغووىن‬
‫والقتووار ‪ ،‬والعوودل يف حوواةل الغضووب والختيووار ‪ ،‬وخش و ية هللا يف الرس و‬
‫والتار ‪ .‬واذا آذنبت فاس تغفر ‪ ،‬وللنعمة فاشكر ‪ ،‬وللنقمة فاصو ‪ ،‬ويف‬
‫الطاعووة فاشووهد ِمن وة اجلبووار ‪ ،‬ولزم ادلار وانقووبض موون الدوار ‪ ،‬وكوون يف‬
‫آهكل وآرحامك ابر ‪ ،‬وهلم قهوار ‪ ،‬وعلوهيم ِحت قموا وتغوار ‪ ،‬وعلمهوم الدب ‪،‬‬
‫وحهثم عىل ال مق قرب ‪ { ،‬قوا آنفس وآهلي انر ًا }‪ 3‬وآعرض عن اجلواهلني ‪،‬‬
‫ولمتازح العاقل ‪ ،‬ول تركن اىل الغافل ‪ ،‬ولتنىس حقووق اجلوار ‪ ،‬واصوفح‬
‫للجوواين وتغافوول عوون العيوووب ‪ ،‬و وواوز عوون زلت النوواس وآقوول العثووار ‪،‬‬
‫وتولك عىل هللا تعاىل وتبتل اليه ‪ ،‬واس تعن به وابهتل اليوه آن ععوكل مون‬
‫البرار ‪ ،‬ويدخكل جنات ري من حتهتا النار ‪.‬‬
‫وقال نفع هللا به ‪ :‬هللا هللا يف لزوم حصبة آهل اخلوري والصوالح ‪،‬‬
‫ولزوم الصمت ولزوم الصدق يف الأم لكوه ‪ ،‬واحلوذر ادلعووى ‪ ،‬واحلوذر‬
‫عس تأمن عىل من لهت حاهل لن آهل الزمان ماعلهيم آمان ‪.‬‬
‫ومن بعض ماكتبه لبعض حمبيه قال ر هللا عنه ‪ :‬وحنون نطلوب‬
‫موون هللا مث موون اذا يعوومت فينووا آوفووي بكمووة حفيووة آن لتبلغوهووا الينووا ‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫الية ‪ 6 :‬التحرمي‬

‫‪385‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ولتكشفوا عورة قائلها الينوا ‪ ،‬فانوا منول اخلريوة اذلي يطرةوا مولهوا يف‬
‫خدود واذلي يبلغها وينقلها منل من يشلها بيده ويبلغها اىل من قالها فيوه ‪،‬‬
‫مفا بل املكروه ال من نقل ‪ .‬واعلموا آان جعلنا لك قائل يف ِحل ‪ ،‬وتصودقنا‬
‫بعروضنا هلل عىل من اش هتاها ‪:‬‬
‫ذي آوابعور آويسكت آوابيضوووول‬ ‫واس توى عندي املادح ومن اكن يع ذل‬
‫مامع فرق بني اخلل واليل خي لل واذلي قد ر فعيل ومن هو مشهول‬
‫واملنارص ومن عادى وقادى خيذل لبذا افرح ولان ابملنازال ممعوووووووووووووول‬
‫غري مجهل قطعنا البيع وهللا عــــمل صايف الصدر ماعندي عىل من غال غل‬
‫وقال ر هللا عنه ‪ :‬ويف احلدي ‪ :‬آن آخوارش واملو ًا آوم لوموا‬
‫‪ ،‬قال ايرسول هللا كيف آن آل وهو ووامل ؟ قوال ‪ :‬تورده عون ال ومل ‪.‬‬
‫قلووت آان العبوود الفقووري عوويل بوون حسوون العطوواس وي هوور يل يف قوووهل عليووه‬
‫معوىن آخور وهوو ‪ :‬آنوا اذا‬ ‫الصالة والسالم ‪ :‬آن اخارش واملوا آوم لوموا ً‬
‫وقعت لخيك انئبة واحتاأ فهيوا اىل الن وة فان وه وان كنوت قبول ذكل‬
‫واملا آوم لوما منه ‪ ،‬فاتررش الن مابينك وبينه ومق يف صفه ابلعقل والعورف‬
‫والرشال واملروءة والوفا واحلشمة ‪ ،‬ومايشد مباين الرئاسة من عدم املعصوية‬
‫والبطر اليت تزيل النعم وتعقب النقم ‪ ،‬هذا ماي هر لنا يف معىن احلودي ‪.‬‬
‫والكم النبوووة كثووري املعوواين غزيوور املبوواين ‪ ،‬مسو تد موون السو بع املثوواين ‪{ ،‬‬
‫وماينطق عن الهوى * ان هو ال و م يوىح * عقل ْ قم مه شديد ال مق قوى * ذو ِمرة‬
‫فاس توى * وهو ابلفق العىل }‪ 1‬انهتيئ ‪.‬‬

‫‪ 1‬الايت ‪ 7 – 3 :‬النمم‬

‫‪386‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( قلووت ) ويوودل لأمووه يف هووذا املعووىن موواذكره آ ووة احلوودي آن‬


‫رواية احلدي ابملعوىن لتصوح عنود آكورثمه ‪ ،‬وقوالوا ان حتوت الكم النبووة‬
‫آرسار وآغووار ليعقلهووا ال العوواملون ‪ ،‬فنطووق الحاديو ابللفووظ اذلي آدْاه‬
‫رسول هللا صىل هللا عليوه وآهل وسومل اىل حامليوه مون الصوحابة ر هللا‬
‫عهنم ‪ ،‬مث اىل املتلقني عوهنم مون التوابعني كوذكل ‪ .‬وذلا ورد يف احلودي (‬
‫فرب مم قبل آوعئ للحدي من امل م قبل ) وهللا آعمل ‪.‬‬
‫وقووال قوودس هللا روحووه ‪ :‬نشووكر هللا اذلي قووال { لوونئ شووكرمت‬
‫لزيدن } ونسأهل آن ععلنا من اذلاكرين الشاكرين العاملني شكر ًا مع ًال ونية‬
‫وقول ‪ { .‬امعلوا آل داود شكر ًا } الية ‪ .‬مث قوال وقليول اجلودوى مون قوال‬
‫امحلد هلل عىل النعمة ومل يقم حبقوقها ويزكهيا اهمة ليقال آنه من آهل الشوكر‬
‫‪ ،‬ومن قال آسو تغفر هللا لحيو هل مهنوا ابلطهور ‪ ،‬ومون قوال ل اهل ال هللا‬
‫وهو يعبد هواه لي م قعد هل ذكل من انفعات خملصات اذلكر ‪ ،‬وماقوال ‪ :‬فويول‬
‫للمصلني ‪ ،‬وطاعة معروفة ومل تقولون مالتفعلون ‪ ،‬قكو م ق مقتو ًا عنود هللا آن‬
‫تقولوا مالتفعلون ‪ ،‬يقولون بأفواههم ماليس يف قلواهم ‪ ،‬ال زجر ًا عون قوول‬
‫اللسان بال موافقة قجنقان ‪ ،‬القليل اجلدوى يف لك شأن ‪.‬‬
‫وقووال ر هللا عنووه ‪ :‬احلووذر توودخل الصوودقة داررش فانووا احلالقووة‬
‫حالقة ادلين وادلنيا ‪ ،‬وقليول مون يفلوح موع وليهتوا بول يه انر هللا املؤقودة‬
‫اليت تطلع عىل الفئدة ‪ ،‬ويه عوىل مون يسو تحلها مؤصودة يف معو ٍد ممودة ‪،‬‬
‫وان عشككت فان ر اىل مبارش ا والواقعني فهيا فانك ترامه هالكني وللفقور‬
‫مالكني ‪ ،‬ويف ال لامت حالكني ‪ ،‬وكنا ننصحهم مهنا اكا خيافون مون عوذاب‬
‫الخرة فراكا يقولون هللا غفور رحمي وقد ررش اميانم بسبب القساوة والنفوور‬

‫‪387‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عن السمع والطاعة ‪ ،‬وراكا حنذرمه ماحيول اهوم يف احلوال مون حتوول احلوال‬
‫وحمق املال وفساد العيال ‪.‬‬
‫وقال ر هللا عنه ‪ :‬هللا هللا يف املالزمة والتشومري لطاعوة هللا ‪،‬‬
‫وادمان ذكرهللا قياما وقعوودا وعوىل جنووب ‪ ،‬آذكوروا هللا يوذكر‪ ،‬واشوكروا‬
‫ِن قعمووه يووزد‪ ، ،‬وان تعوودوا نعمووة هللا لحتصوووها ‪ ،‬ان عسو تفتحوا فقوود جوواء‪،‬‬
‫الفتح ‪ ،‬واحلذر يغر‪ ،‬اغدار العامة ابهلل واعراضهم عن عبادة هللا ‪ ،‬وآموانم‬
‫من مكور هللا ‪ ،‬وكفورانم بونعم هللا ‪ ،‬فوانم يف غورور وموا آرسال حصوادمه‬
‫وآقوورب معووادمه ‪ ،‬وق وراهم موون ميعووادمه واحتيوواتم اىل زادمه ‪ ،‬ولحووول‬
‫ولقوة ال ابهلل العيل الع مي ‪ .‬اللهم وفور ح نوا مون التوفيوق ‪ ،‬واهودان اىل‬
‫طريق التحقيق ‪ ،‬وامالء قلوبنا من الميوان واليقوان والتصوديق ‪ ،‬ايشوفيق‬
‫ايرفيق ‪ .‬اللهم اجعلنا من ضنائنك اذلين حتيهيم يف عافية ‪ ،‬ومتيهتم يف عافيوة‬
‫‪ ،‬وتعصمهم من مضالت الفنت ‪ ،‬وحتف هم من آفات الزمن ‪ ،‬وعسلمهم مون‬
‫مصائب ادلين والبدن ‪ ،‬ولعشتت مهنا يف آودية ادلنيا ‪ ،‬وحبب الينوا لكوام‬
‫حتبووه ايبوور ايوصووول حبرمووة محموود رسووول هللا صووىل هللا عليووه وآهل وسوومل ‪.‬‬
‫ولزموا هذا ادلعاء بعد الفرائض ‪.‬‬
‫وقد مر آن الكمه نفع هللا به والكم آمناهل من لكامت هللا اليت تنفد‬
‫البحووار لواكنووت موودادها ‪ ،‬ويس تعيص و عووىل الفهووام اذلكيووة مرادهووا ‪ .‬وآمووا‬
‫نسووجه الشووعار ‪ ،‬وتفننووه فهيووا وحنتووه لهووا فووامي شوواء ملاشوواء موون الوطووار‬
‫والطووار‪ ،‬ومجعهووا للحو واملوواعظ والخبووار والاثر ‪ ،‬والثنوواء عووىل ذوي‬
‫املعايل واملقامات والخطار ‪ ،‬اجلامعني للرسار وفيضوان النووار ‪ ،‬وهجواء‬
‫اخملالفني والفساق والعصاة الرشار ‪ ،‬فقود موالء بوذكل السوفار ‪ ،‬واشو هتر‬

‫‪388‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ذكل عنه اش هتار الشمس يف رابعوة الهنوار ‪ ،‬وسوارت بوه الركبوان اىل مجيوع‬
‫القطار ‪ ،‬واس تحالها واس تلحها ال ة الكبار ‪ ،‬وآهل القصوور مون العبيود‬
‫والحورار ‪ ،‬لسو امي بعووض قصووائد اسو توعب فهيووا مليحووات حماسوون احلو‬
‫والتووذكري ‪ ،‬اكووا ق ْمع بووه املوونعم عووىل عبوواده موون فائضووات اجلووود والكوورم ‪،‬‬
‫ومايقيدها ويزيدها من شكر املنعم والقيام بطاعته ‪ ،‬وموايؤرث السو تعداد‬
‫اها للموت وفضواعته ‪ ،‬والو زد ووحشو ته ‪ ،‬وانره وجنتوه ‪ ،‬ومابعوده مون‬
‫البع واحلرش وغري ذكل مما ز هل العطاف ‪ ،‬وتورق هل القلووب البعيودة‬
‫عن اجلفاء والجفاف ‪ ،‬والعداوة والهاف ‪ ،‬ولس امي القصيدة اليت مطلعها‬
‫قيل وقال ‪ .‬والقصويدة الويت آولهوا ‪ :‬اذا‬ ‫‪ :‬ايسام الناور مضت العامر يف ٍ‬
‫دخل الد يف السن شد ‪ .‬والقصيدة اليت مس هتلها ‪ :‬امحلود هلل راح الرشو‬
‫وافتك العرس ‪ .‬ويقول بومرمي ‪ .‬وعلهيا رشح لخينا وصاحبنا الشو يخ امحود‬
‫بن محمد ابمشيل ‪ .‬وكوذا ‪ :‬آل موايف لقواء النواس خوري ‪ ،‬ول فوهيم ذلي طموع‬
‫نوال ‪ .‬والقصيدة الفريدة املسامة اخملت يف ن م سرية سو يد البرشو ‪ ،‬وذكور‬
‫ماشاال بعوده مون وقوائع اخللفواء واشو هتر ‪ .‬وقود آعرضوها عوىل الموام احلو‬
‫البحوور احلبيووب عبوود الوورمحن بوون عبوود هللا بلفقيووه ابعلوووي نفووع هللا اهووام‬
‫فاسو تجادها غايووة السو تجادة ‪ ،‬وآثووىن عووىل مافهيووا موون املعيووة والفووادة ‪.‬‬
‫والقصيدة املسامة ‪ :‬عزيز املنال وفتح ابب الوصال ميتودح اهوا جوده الشو يخ‬
‫ع مي احلال آس تاذ الاكبور احلبيوب معور بون عبودالرمحن العطواس وتلميوذه‬
‫العارف ابهلل الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس ‪ ،‬وآشار فهيا اىل مودح رشح‬
‫الراتوووب هل قووودس هللا آرواةوووم ‪ .‬ومووون املسووو تجادات اجلامعوووة للتوسووول‬
‫والتوحيد والتولك ‪ ،‬وامحلود والشوكر عوىل الفويض والتفضول القصويدة الويت‬

‫‪389‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫آولها ‪ :‬امحلدهلل فزان ابلرضا والقبول ‪ .‬وقد مر آنوه قوال ان الشو يخ معور بون‬
‫عبد الرمحن البار نفع هللا به حيب انشادها وسامعها مع القصيدة اليت آولها ‪:‬‬
‫آذادخوول الد يف السوون شوود ‪ .‬ومهنووا ‪ :‬ايراقوود الليوول انتبووه ‪ .‬والقصوويدة‬
‫اجلامعووه للتوسووالت والدسووالت املقتبسووة موون عووامل التنوووزلت ويه ‪ :‬ايذا‬
‫اجلالل والكرام ‪ .‬ومايف القصيدة من املدح والثناء والع وات جلوده احلبيوب‬
‫معر نفع هللا اهام واليت آولها ‪ :‬سالم من هللا فيه السالم ‪ ،‬ورضوانه طيوب‬
‫النفحات ‪ .‬وتأمل مايف قوهل ‪ :‬جعبت وتأيت يف الزمان جعائوب ‪ ،‬ومافهيوا مون‬
‫التنفسووات وماتفضوول هللا بووه عليووه موون الوونعم واخلصوصوويات ‪ .‬وح و يل‬
‫بعض خواق آحصابه ممن حصل هل بعض اقتباسات مون آحوواهل آنوه آنشود‬
‫القصيدة اليت يقول فهيا ‪ :‬من لمعه ذه ولذه مافلح يف الزواأ ‪ ،‬يف مدينوة‬
‫زبيوود مووع اجووامتال علاموووا املتفننووني يف العلوووم فووأجعبوا اهووا ‪ ،‬وانبسووطوا غايووة‬
‫النبساط ملا فهيا من التعرض حبال آهول الزموان وكوراههتم للفقور والفقوراء ‪،‬‬
‫ومايشري اليه حدي ماقاهل الصحابة ومه عنوده صوىل هللا عليوه وآهل وسومل‬
‫عند ماطلع علهيم بعض الناس فقال هلم ‪ :‬ماتقولون يف هذا ؟ فقوالوا ‪ :‬هوذا‬
‫حري ان خطب آن ينكح ‪ ،‬وان طلع آن يفرح بطلعتوه ‪ .‬جفواء رجول آخور‬ ‫ٌ‬
‫حوري ان خطوب آن ليونكح ‪ ،‬وان‬ ‫فقال هلم ماابل يف هذا ؟ فقالوا هذا ٌ‬
‫طلع آن ليفرح بطلعته ‪ .‬فقال صوىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ :‬هوذا خوري مون‬
‫مالء الرض من منول ذكل ‪ .‬هوذا معوىن احلودي ‪ .‬مث ان الرجول الوراوي‬
‫للحاكية التس منه العلامء احلارضون حالتئذ آن ينشد اثنية ‪ ،‬قال ‪ :‬فأتيوت‬
‫بقصيدة لس يدي احلبيب عويل وع يوة ‪ ،‬فوب مجويعهم ‪ .‬ومون الوع يوات‬
‫اليت ه ْمن يف قالب خطاب العوام القصويدة الويت آولهوا قووهل ‪ :‬ايامحود ايوح‬

‫‪390‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫بوادي معد واتركه لههل ‪ .‬وقوهل ‪ :‬سالم ايزين احللق والنسع ‪ .‬وقووهل ‪ :‬آل‬
‫ايهللا ايرازق السوولطان واملووري ‪ .‬وقوووهل ‪ :‬ايسووام النوواور الع ووم الصووليب‬
‫انوودخل ‪ .‬وقوووهل ‪ :‬آل ايصوواح شاوصوويك دال قوويال وقو ِ‬
‫وال ‪ .‬وقوووهل ‪ :‬ايابوون‬
‫املناصب والرجال مالص ْ ا ‪ .‬وكذا اذلي يف س ند سلسولته ‪ ،‬وآخورى بعودها‬
‫يف التوسل اهم ‪ .‬وقوهل ‪ :‬يقول خو علوي ‪ .‬اىل آخرها ‪ .‬وقوهل ‪ :‬يقوول خوو‬
‫سامل ‪ .‬اىل آخرها ‪ .‬واحلاصل آن تتبع هذا الشأن واجلراين يف هوذا امليودان‬
‫‪ ،‬موون ادليووان املسوومئ ( قالئوود احلسووان وفرائوود اللسووان ) حبوور لوويس هل‬
‫ساحل ‪ ،‬والشارة اليه بالوقوف عليه شغل ليس حتتوه طائول ‪ .‬ومون آراد‬
‫العمووب العجوواب ‪ ،‬يقووف عووىل سوواحل ذكل العبوواب ‪ ،‬ليسوو تحرأ ادلر‬
‫واملرجان ‪ ،‬واملسك الذفر والعن وسائر آنواال اجلواهر والطياب ‪ .‬وهذه‬
‫قصوويدة وع يووة جعيبووة املنووال ‪ ،‬بليغووة القووال ‪ ،‬آحببنووا ايرادهووا يف زايدة‬
‫رشح احلال ‪ ،‬والعمل للموت ومابعده من ال ازد والقبور والبع والنشوور‬
‫‪ .‬قال ر هللا عنه ‪:‬‬
‫اياهل الرب‪ ،‬واملشاخص والفوط والقروش‬
‫والزنقهل والزخارف والزهووووووووووا والنـــقوش‬
‫واملع واملنع وارساف البــــناء واخلووووروش‬
‫والبهل والشح يف آهل املسكنه والطوووروش‬
‫حتربوا للمدارأ واحلن‪ ،‬والنووووووووووووووعوش‬
‫وراح ذابح الرواح الغوايل ووووووووووووش‬
‫مايلهتي ابللفالف والزقوووووووووور والقشوش‬

‫‪391‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫واري جري غري عند اذل ماهووو بشوش‬


‫يبط حيقق عىل همهل ويبووووط يكووووش‬
‫وال ال ِك ق واله ققرأ واخملووورفه والغشووووووش‬
‫وادلانيه فانيه قموووووو وال زبدها يفوووووووووووش‬
‫والطيبات احلوايل عوووووائد ا احلشوووووش‬
‫واتلية صفوها واللهووووو حرسه وشووووووش‬
‫‪ ،‬شفت عرابن فــهيا من رزوم العشوش‬
‫ماتوا وخلوا ايمخ ايل خاويه عىل العوروش‬
‫وعاليات املباين خ اليه للوحووووووووووووووووش‬
‫لوجئهتا يف ادلايم ب ات جوفك حيوووش‬
‫وقلت ايليتنا درويش جوووووزي الــــدروش‬
‫قوووهل ( جووزي ) ابجلوومي واليوواء املثنوواة موون حتووت والوزاي ‪ ،‬آي بيووهنم‬
‫ومعهم ‪ ،‬والطروش املراد اهم املتنقلني من حمول اىل حمول آخور مون الفقوراء‬
‫والسو ياحني ‪ .‬ويف آول البيووات تووذكرة ابملوووت ومووا النسووان صووائر اليووه ‪،‬‬
‫و قع ْرض بذكر الحوال اليت عشغل عن ذكره والسو تعداد هل كوام حقوق ذكل‬
‫المام الغزايل يف مواضع من الحياء وغريه ‪ .‬ومنه ماذكره يف كتواب جعائوب‬
‫القلب مما يغوي به الش يطان النسان ويفتنه به ‪ ،‬قال ‪ :‬ومن آبوابه الع ميوة‬
‫‪ ،‬آي الش يطان آنه ليزال يزين لالنسوان حوب الوزتين يف الثيواب والاثث‬
‫وادلار ‪ ،‬فاذا رآى ذكل غالب ًا عىل قلبوه ابض وفقوردق فيوه ‪ ،‬فاليوزال يودعوه‬
‫وينقهل من يشء اىل يشء ‪ ،‬ويسحره فيه طول معره يف ذكل ‪ ،‬فاذا آوقعوه‬
‫يف منل ذكل اسو تغىن عون معاودتوه ‪ ،‬ومل يوزل يؤديوه مون يشء اىل يشء‬

‫‪392‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ح يساق اليوه آجوهل فميووت وهوو يف سوبيل الشو يطان واتبواال الهووى ‪.‬‬
‫ومن ذكل خيأ عليه سوء اخلامتة ابلكفر والعياذ ابهلل تعاىل ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وكذا قذ قك قر آن اذلي يكون متبعا للشهوات والذلات ومهنماك فهيوا ‪،‬‬
‫تعود عليه حرسات وندامات و قك ْيات ودلغات ‪ ،‬ولك مازاد رغودها وطواب‬
‫عيشووها اكنووت عاقبهتووا ِآشوود وآقووبح ‪،‬كووام آن يف ادلنيووا تكووون عووذر ا آعفوون‬
‫وآذيهتا آكرث ‪ ،‬كام قال ر هللا عنه يف بعض قصائده ‪:‬‬
‫ولتفرح اكاحتوووووووووووى‬ ‫ولحتزن عىل مافوووووات‬
‫من الذلات واحلووووولوى‬ ‫فعقت لكام ذقوووووووووووووته‬
‫وعسأل عنه يف البدوى‬ ‫حتاسب عنه يف الخرى‬
‫وقلبك فيه كيف آنووووى‬ ‫منني آاترش حني آتووووووارش‬
‫اىل آخرهووا ‪ .‬ويف آخوور البيووات آشووار اىل حووال ادلراويووش ‪ ،‬آي الفق وراء‬
‫امل م ِحفُّون اذليون حيبوون لقواء هللا وحيوب هللا لقوامه ‪ ،‬وذكل آنوم زهودوا يف‬
‫ادلنيا وتقللوا مهنا ومل يأخذوا من متاعها القليل ال منل زاد الراكب ‪ ،‬آدامووا‬
‫ذكر املووت وآحبووا لقواء هللا تعواىل ‪ .‬قوال بعوض العوارفني ‪ :‬ان الونفس اذا‬
‫آحبت املوت آ ِن قست براها ورخس يقيهنا يف قلهبا ‪ ،‬واذا نفرت نفور املورء عون‬
‫طلب منازل املتقني ‪ ،‬ومن آحب لقاء هللا آحب هللا لقاه وعكسه بعكسوه‬
‫‪ ،‬ومون مل يقوذف هللا يف قلبوه نوور الميوان ويرشوح صودره واىف عون دار‬
‫الغرور وآانب اىل دار اخللود ‪ ،‬واس تعد للموت قبل نزوهل ؛ فليكرر الن ر‬
‫ويتأموول موواورد يف الكتوواب والسوو نة وآقوووال السوولف فووامي يبعوو عووىل‬
‫الس و تعداد للموووت والفوورح بنوووزوهل ‪ .‬وآكوورث النوواس غووافلون عوون الوونقةل‬
‫ومايوصل اىل النجاة ويبل اىل الفوز يف ادلار الخورة وسوعادة البود فهيوا ‪،‬‬

‫‪393‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وذكل لش تغال القلوب ابلعاجل الفاين ‪ ،‬اما للشك يف الخرة وهو كفور ‪،‬‬
‫آوبطووول الموول يف ادلنيووا ونسو يان املوووت ‪ ،‬آوابجلهوول عووام يف الخوورة موون‬
‫اجلزاء ‪ ،‬آما جبزيل الثواب والنعومي اخملودل ‪ ،‬آووبيول العقواب املؤبود ‪ .‬نسوأل‬
‫هللا تعاىل آن يتوفاان مسلمني ‪ ،‬وآن يلحقنا ابلصاحلني ‪ .‬وقود آطلوت النقول‬
‫يف هذا املعىن وآس بابه وبواعثه ودواعيه يف الوصية املسامة ( جالية الكدار‬
‫‪ ،‬وجالبة املسار ‪ ،‬برشوق النوار ‪ ،‬يف قلوب الخوان املوؤمنني الخيوار )‬
‫ورساةل اخرى عسمئ ( حملة الملحاظ ومنحة اليقاظ ) وغريهوا ‪ .‬وحنوو هوذه‬
‫املوع ووة املرتبووة املس و تعمل فهيووا حسوون الس ياسووة وجووذب القلوووب موون‬
‫اخلساسة ادلنيوية ‪ ،‬اىل الرئاسة ادلينية الخروية اجلامعوة للزجور والهمور ‪،‬‬
‫ويه اليت آنشأها س يدي احلبيب عيل بون حسون العطواس يف آهول وادي‬
‫معد ‪ ،‬ونرش فهيا مامه عليوه مون العموميوة وكورثة اجلهول ‪ ،‬والعوراض عون‬
‫العمل والعمل والس تعداد للموت قبل حلول الجل ‪ ،‬فقوال ر هللا عنوه‬
‫‪:‬‬
‫ايامحد ايح بوادي معد واتركه لههل فر منه وهمال ايفوووووو لتوووووحهل‬
‫خذه واخرأ من الوادي حبركه وجعــهل‬ ‫وان بدا كل غرض عارض وقد جئت لجهل‬
‫بل يضيق بصدررش فيه كوووربه وذهل‬ ‫فانك ان رست بطنه واخــت ته متهل‬
‫من مجيع احلم ماق‪ ،‬تعمبك خص هل‬ ‫احملهل يف الوادي مكووووده ورذلـــه‬
‫ما هو آل معطل ميل يف الموور لكه‬ ‫ل دلينه ولدنووووووووويا به مسوووووتقهل‬
‫واذلي فيه من ساكن عقده وحـــهل‬ ‫ق ُّمعه اجلهل ح صار حتس به وــهل‬
‫ل ول معتين ابلعمل سالرش ســــبهل‬ ‫ليس حد مهنم ينشد عىل ادلين واصهل‬
‫يدكر به ويس بح يف مغيضات نقــــهل‬ ‫حمتسب يقصد الشارد اىل س نح و هل‬

‫‪394‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫من جنب من ش بابه واب آعضاه جزهل‬ ‫ما مه آل كذادهلوا بذا احلال ده هل‬
‫واكتىس نصف شقه مايقع ثوب سقهل‬ ‫راح قر ْىب عىل راسه كام عذق الثهل‬
‫واوهر الساق بل ي هر من الفهذ مجهل‬ ‫واعتمر فوقها ابل ِغرو ذي زان غوزهل‬
‫والقدوم القمل مايعرف ال يشـــهل‬ ‫وان رسح للهال عينت مصحفه جبهل‬
‫وان فتح اب يساول قال بنشدرش مس هل‬ ‫وان حبثته وذاكرته تعيوووووونه صـــمهل‬
‫هذه آوصافهم ايصاح من غــري زهل‬ ‫مث خالرش من لقياه يف شد وحوووووهل‬
‫لكن ابل وصايت شل ذا اخل‪ ،‬وات هل خلهم يسمعونه فالنصيحه مووووودهل‬
‫خري مايس تفيد اخلل من قرب خــهل قل هلم لكهم الوس‪ ،‬علوه وســفهل‬
‫مال يف معئ دامئ وحريه وغــفووووووهل ماحلد من تفكري يف قرب نقـــهل‬
‫فانه ان حان وقته جاه مرسال لقــتهل‬ ‫يدرش اللهو قبل املوت ينوزل بنص هل‬
‫ل ميادي ول ميه ل اذا قال همووووووووهل بل ينمزه يف حل ه ويسقيه نــــهل‬
‫واختطف روحه الغايل وابدر حبم هل من حيبه من آحصابه ومن يف احملـــهل‬
‫وارسعوا يف حبي الق دخهل بدخ هل مث جفوه والقوا هل من الطني جهــهل‬
‫وانونوا يقسمون املال ذي اكن مج هل شطفروا به ولك سارواقفئ حبتــهل‬
‫مايقولون ابنوهبه يشء يستوووحلوووووه غري من قد عرف قسمه رسح يس تغهل‬
‫والشق مكتبل يف الق يزفر بس هل يسمع الزجر من منكر وهو زجر ي بهل‬
‫من ن ر يف صورمه غاب مكنون عقهل‬ ‫حني يقبل يروال املوورء زيه وشكــه‬
‫ابلأم اذلي يدرش يف القلب شــعهل‬ ‫وان تكم خلع جوفه ي با يستوزلــه‬
‫بركة املصطفئ وآهل ومن سار ســبهل‬ ‫لكن هللا يوفقنا بلطفه وفضوووووووووهل‬
‫فقد علمت مايف هذه القصيدة الوىل من التنبيوه للغنيواء املدفوني‬
‫‪ ،‬والغبيوواء الغووافلني ‪ ،‬ابشووو تغاهلم ابدلنيووا والدفووه فهيوووا واتبوواال شوووهوا ا‬

‫‪395‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫والتنووافس يف زينهتووا ‪ ،‬ومووايلهي موون ذكل عوون ادلار الخوورة والعموول لهووا ‪،‬‬
‫والس تعداد ابلزاد لهوا اذلي هوو التقووى ‪ .‬ويف الثانيوة الزجور والتنفوري عون‬
‫اخلصووةل الوويت يه آقووبح وآذم اخلصووال اذلمميووة ‪ ،‬املؤقعووة يف لك امث ورذيووةل‬
‫ويه اجلهل ‪ .‬ولخيفئ ماورد فيوه ويف ذموه وتقبيحوه مون الايت والخبوار‬
‫والاثر ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬لو اجتع آعداء اجلاهول ان يرضووه اكوا يرضو بوه نفسوه‬
‫لس امي يف دينه وآخرته مل يقدروا عوىل ذكل ‪ .‬وقود مورت الشوارة اىل موراد‬
‫س يدي احلبيب عيل ابحل عىل أرمه و ِقالمه جمورد الزجور والتنبيوه هلوم ‪،‬‬
‫والمر ابملعروف والهني عن املنكر الواجبني عىل آمناهل ‪ .‬وحيتل آن موراده‬
‫ر هللا عنه الهمر احلقيق عند مارآى مهنم العراض وعودم القبوول كوام‬
‫مر عن الش يخ عبد هللا بن علووي احلوداد يف ماكتبتوه للعوارف ابهلل تعواىل‬
‫احلبيب عيىس بن محمد احلب نفعنا هللا اهم ؛ وحاصل ماكتب اليه آنه اذا‬
‫رىج انتفاعهم ابلوعظ والتعلمي وقبوهلم ذلكل ص علهيم ذلكل ويتلطف اهوم‬
‫‪ ،‬مع الحداز من الوقوال يف حمرم ‪ ،‬اكلغيبة آوضياال الوقت ‪ ،‬فان آيس من‬
‫قبوهلم وعدم انتفاعهم ترجهم ومامه عليه ‪.‬‬
‫مث ان س يدي احلبيب عيل نفعنا هللا به املتيقن من معهل وحواهل آنوه‬
‫مل يرد بقوهل ‪ :‬ايامحد ايوح بووادي معود واتركوه لهوهل ‪ .‬ال جمورد الزجور ل‬
‫الهمر وال ِقوال هلوم ‪ ،‬لن املعوروف عنوه آنوه مل يوزال مودددا اىل وادي معود‬
‫داعي و ًا آهووهل لعبووادة هللا وتوحيووده اىل آن توووىف ‪ ،‬اتبعووا يف ذكل آثوور جووده‬
‫احلبيب معور ‪ ،‬فانوه اكن آعوين سو يدان احلبيوب معور بون الورمحن العطواس‬
‫يرحل اىل بودلان وادي معود لهوذا الغورض بنفسوه اترة ‪ ،‬واتر ًة يرسول اليوه‬
‫الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس قبول آن يوأمره ابملسوري اىل دوعون لغورض‬

‫‪396‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ادلعوة اىل هللا تعواىل آيضو ًا ‪ ،‬وكوذكل مون نوابوه يف ذكل الووادي احلبيوب‬
‫عيىس بن محمد احلب وودله احلبيب احلسني وآولده ‪ ،‬واسو ترت ادلعووة‬
‫يف خلفاوم اىل الن ‪ ،‬فوان مون خلفواوم القواطنني بوه واملودددين اليوه مون‬
‫آولد سوو يدان الشوو يخ احلبيووب معوور وودله الشوو يخ احلسووني قوودس هللا‬
‫آرواةم ونفعنا اهم ‪ .‬وقود آثورت ادلعووة يف هوذه الوقوات ولنوت القلووب‬
‫وآصووغت اىل املووواعظ وقبولهووا مووع مايعضوود ذكل تيرسوو احلووالل وعوودم‬
‫املعامالت الفاسدة آوقلهتا ‪ ،‬ووجود القتصاد يف املوألك وامللوبس والفوراش‬
‫والاثث ‪ ،‬وغري ذكل من التعلقات اليت تؤرث ادليون واحلوزون واجملوون ‪،‬‬
‫وعسوول‪ ،‬الرشار وكوورثة الغبووون ‪ .‬فوولك ذكل واقووع يف وادي معوود عكووس‬
‫مووااكن عليووه آهووهل يف سووالف الووزمن ‪ ،‬واهووذا العتبووار اذلي عرضوونا بووه يف‬
‫وادي معد املذكور وردت آبيات توافوق آبيوات سو يدي احلبيوب عويل مون‬
‫وجه ‪ ،‬وتعارضها من آخور ‪ ،‬وتبوني آنوه ر هللا عنوه موراده اكاسولكه يف‬
‫آبياتووه الزجوور ل الهموور كووام قوودمنا ذكل تكري ور ًا وتقري ور ًا ‪ ،‬ولوولك درجووات‬
‫انس مرشاهم ‪ ،‬ومل نثبت البيوات املشوار الهيوا هنوا‬ ‫ممامعلوا ‪ ،‬وقد عمل لك آ ٍ‬
‫خش ية الطول اململ ‪ .‬واعمل آن س يدي احلبيب عيل وآمنواهل مون آهول هللا‬
‫لتقووع مووهنم هووذه الوورحامت والتعطفووات واملالح ووات والعنوواايت بعبوواد هللا‬
‫تعاىل ال بعد آن تصفوا نفوسهم عن الكدورات البرشوية وعسو تغرق بكيهتوا‬
‫بأوامرهللا تعاىل والفكر واذلكر والس تغراق فيه ‪.‬‬
‫قال المام الغزايل ر هللا عنه يف الربعني الصل ‪ :‬ولكون هوذا‬
‫الس تغراق آول ك ق خاطف قق ْل مايثبت ويدوم ‪ ،‬فوان دام ذكل صوارت‬
‫عادة راخسة وهيئة اثبتة ‪ ،‬فاذا صار كذكل عرأ به اىل العامل العوىل فطوالع‬

‫‪397‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الوجووود احلقيقو الصووفا ‪ ،‬وانطبووع هل فيووه نقووش امللكوووت و ووىل هل قوودس‬


‫الالهوت ‪ ،‬وآول ماتتثول هل جوواهر املالئكوة وآرواح النبيواء والوليواء يف‬
‫صور مجيةل تفيض اليه بواسوطة بعوض احلقوائق ‪ ،‬وذكل يف البدايوة اىل آن‬
‫يعلو درجة عون املثوال فوياكحف ب ود احلوق مون لك يشء ‪ ،‬وذكل حقيقوة‬
‫الهدى ‪ ،‬فاذا مرد اىل هذا العامل احلادث اذلي هو اكل والل ن ور اىل اخللوق‬
‫ن ر مدمح علهيم حلرمانم عن مطالعة جامل حرضة القدس ‪ ،‬وتعمب موهنم‬
‫يف قناعهتم ابل والل واخنوداعهم بعوامل الغورور وعوامل اخليوال ‪ ،‬فيكوون معهوم‬
‫حارض ًا بشحصه غائب ًا بقلبه ‪ ،‬يتعمب هو من حضورمه ويتعحبوون مه مون‬
‫غبيته ‪ .‬انهتيئ الكم الغزايل ر هللا عنوه ‪ .‬وهوو بعوض مواذكره مون نتوا‬
‫اذلكر املوصل اىل هذا احلال املسومئ اكقوام الفنوا ‪ .‬مث اذا آراد هللا اهوم النفوع‬
‫العووام لعبوواد هللا آرجعهووم وردمه موون الفنووا اىل البقووا ‪ ،‬وهووو مقووام الرسوول‬
‫صلوات هللا وسالمه علهيم ‪ ،‬فوانم حينئوذ يكونوون وراالوم يف ادلعووة اىل‬
‫هللا تعوواىل واىل توحيووده وارشوواد عبيووده ‪ ،‬ويرمحووونم اكووا فووهيم ومعهووم موون‬
‫التقصري والقصور والنقص عن مابلغوه من ادلرجوات ال معوىل مون معرفوة هللا‬
‫تعاىل والذلة بذكره وطاعته ‪ ،‬واهذه الرمحة والتهلق بأسامء هللا تعاىل املالية‬
‫يبالغون يف نصيحهتم ‪ ،‬وحيبون آن يبلغوا مابلغوه من ادلرجة فيحثونم عوىل‬
‫الطاعة ويزجرونم عن املعايص ‪ ،‬ويزهدونم يف ادلنيا ويرغبونم يف الخورة‬
‫‪ ،‬وحيذرونم عن ماكئد الش يطان وتلبيسه وتزويره وحمبته للهلوق الضوالل‬
‫والفتنة وذكل لكامل اميانم آيضا ‪ ،‬فانم يعملون اكا يف قوهل صوىل هللا عليوه‬
‫وآهل وسمل ( ليؤمن آحد‪ ) ،‬آي الميان الاكمل ( ح حيب لخيه ماحيب‬
‫لنفسوه ) فتأمول موايف ديووان هوذا الموام املوودعو ابلنسوان الاكمول وكتبووه‬

‫‪398‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وكتووب سوولفه ومووااكن عليووه جووده الشو يخ احلبيووب معوور بوون عبوود الوورمحن‬
‫العطوواس ‪ ،‬والش و يخ عبوود هللا بوون علوووي احلووداد وغووريمه موون آوليوواء هللا‬
‫الراخسني يف العمل الثابتة آقداهمم يف الولية نفعنا هللا اهم ‪ ،‬وطوالع يف كتوهبم‬
‫ابنصاف د ذكل آمور ًا واحضوا مون سو ين آحوواهلم ِ و‬
‫وعويل آقوواهلم فوامي انلووه‬
‫وآوحضوه ودعوا اليه العباد ‪ ،‬وهوذه عبوارة شواهدة ملوا آرشان اليوه مموا بينووه‬
‫وآثبتوه ودعوا اليه من كتاب الفصول العلمية جملودد ادليون ‪ ،‬ورسووم ال وة‬
‫الصوفية يف وقته الش يخ عبد هللا بن علوي احلداد نفع هللا به ‪ ،‬فانه قوال ‪:‬‬
‫آكرم الناس وآرفعهم وآعزمه وآفضلهم يف ادلنيوا والخورة آهول العومل واملعرفوة‬
‫ابهلل ‪ ،‬وآهل الطاعة والتقوى هلل تعاىل ‪ ،‬وذكل واهرا لخفواء بوه ولنوزاال‬
‫فيه لوضوحه ومعرفة اخلاق والعام به ‪ ،‬ولكن ملا اكنت مالزموة الطاعوة هلل‬
‫والتقوووى هل س و بحانه شوواقة عووىل الوونفس وخمالفووة لهواهووا ومشوشووة علهيووا‬
‫شهوا ا اليت فهيا ح ها وقضوا آوطارهوا الفانيوة ‪ ،‬آعورض آكورث النواس عون‬
‫مالزمة الطاعة والتقوى ‪ ،‬وان اكنوا يعرفون ويعلمون مايف الطاعوة والتقووى‬
‫مووون العوووز والكراموووة والرشوووف والرفعوووة يف ادلنيوووا والخووورة ‪ ،‬وموووالوا اىل‬
‫الشهوات والذلات بل واىل احملرمات واخملالفات ملوا فهيوا مون مال وة الونفس‬
‫وحصووول شووهو ا ‪ ،‬وان اكن ووا يعرفووون ويعلمووون مافهيووا موون اذلل واملهانووة‬
‫الض قع ِة ايثار ًا ملوافقة الطبع يف نيل احلظ العاجل اخلسيس ‪.‬‬ ‫و ِ‬
‫مث ذكر نفوع هللا بوه بعود ذكل ماحاصوهل قوال ‪ :‬اعومل آنوه لوو مل يكون‬
‫لهوول ديوون هللا واملعرفووة ابهلل املش و تغلني بطاعووة هللا ال العووز والرشووف‬
‫والكرامة يف ادلنيا لكفامه ذكل خفر ًا ‪ ،‬فكيف ل وهلم يف الخرة من الكراموة‬
‫والرسور والنعمي ادلامئ البايق مال عني رآت ول آذن يعت ولخطور عوىل‬

‫‪399‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫قلب برش ‪ ،‬وآما اذلين ق ن رمه عىل العاجةل الفانية واشو تغلوا اهوا عون‬
‫الجووةل الباقيووة فووأمرمه خمطوور وحوواهلم مشوولك ‪ ،‬فلووو مل يكوون للمش و تغلني‬
‫الغووافلني ابدلنيووا عوون هللا تعوواىل وعوون ادلار الخوورة ال مايلقونووه موون اذلل‬
‫واملهانووة والتعووب والنصووب لكفووامه ذكل خووز ًاي وهووو ًان ‪ ،‬فكيووف ل وهلووم يف‬
‫الخرة من اخلزي الوبيل والعقاب اللمي ادلامئ ‪ ،‬نعوذ ابهلل من سووء القضوا‬
‫ودررش الشقا ‪.‬‬
‫والكم س يدي احلبيب عيل بن حسن نفع هللا به ور عنوه ن وامً‬
‫ونرث ًا دائور عوىل هوذه املعواين متضومن دلعووة العبواد اىل هللا تعواىل ‪ ،‬لكنوه‬
‫ر هللا عنه بسو‪ ،‬املعوىن ووسوع اجملوال وكورث املبوىن ‪ ،‬وفصول الجوامل‬
‫وطريقووة العوودل والنصوواف ‪ ،‬الوويت يه وسوو‪ ،‬بووني التف وري‪ ،‬والهوواف ‪،‬‬
‫ماذكره احلكمي يف قوهل ‪:‬‬
‫وما الناس ال واحـــد من ثالثة رشيف ومرشوف ومنل مقاوم‬
‫فأما ال ذي فويق فأعووورف حقه وآتبع فيه احلق واحلووووووووق لزم‬
‫وآما ال ذي منيل فان ْزل آوهفا تفضلت ان الفضل ابحلر حــــا‪،‬‬
‫وآما اذلي دوين فان قال صنت من مقالته ِعووووووور وان لم لمئ‬
‫سألزم نفيس الصفح عن لك مذنب وان كرثت منه و‬
‫عيل اجلووووووورامئ‬
‫( قلت ) وقد انل هذا املقوام العوال ‪ ،‬وحتقوق بوه مون بوني الن وراء‬
‫والمنال ‪ ،‬حفيد صاحب املناقب ووارثه يف املنازل واملراتب ‪ ،‬املوذكور يف‬
‫مواضع من هذا املؤلف وهو احلبيب هادون بن هود ابن احلبيوب عويل نفوع‬
‫هللا اهم فانه يعامل الثالثة املوذكورين يف البيوات حبسوب آحوواهلم ‪ ،‬واكن‬
‫جده احلبيب عويل هل يف هوذا املقوام تأسويس واملوام ‪ ،‬ليتوأا ِل ممودْع غوريه‬

‫‪400‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وليرام ‪ ،‬وآما صونه العرض عن من هوو دونوه فقود اكن هل ِحليو ًة وزينوة ‪،‬‬
‫واذا آردت حتقيق ذكل عنه وتدوينه ‪ ،‬فان ر اىل ماذكره يف كتابوه السوفينة‬
‫‪ ،‬يف آخبار البدلين ‪ ،‬حريضة والهمرين ‪ ،‬وماورد عنه وحواكه يف السوفينة‬
‫آيضا وغريها من مدح البدلين ‪ ،‬واجامتال مافهيا من الفريقني ‪ ،‬فوذكل حيقوق‬
‫وراثته جلده اخملتار صىل هللا عليوه وآهل وسومل ‪ ،‬فانوه ورد يف آهول املدينوة‬
‫فضل ‪ ،‬بل لحيىصو وليواكد حي و ويس تقىصو ‪ .‬وقود ورد بوذكل القورآن‬
‫قال تعاىل { و ْ ِاذل قين تق قبوءوا ادلْ قار قوالمي ق قان ِمن ققب ِلهم محيب ق‬
‫ون قمون هقوا قج قر الو ِهيم‬
‫ون عق قىل آن مف ِسهِم قولقوو ق‬
‫اكن ِاهوم‬ ‫ون يف مصدم و ِرمه قحا قج ًة ِمم أ آوتموا قويمؤ ِث مر ق‬ ‫قو ق ِ‬
‫لعدم ق‬
‫خ ققص قاص ٌة }‪ 1‬الية ‪ .‬موع آنوا احتووت عوىل املوؤمنني واملنوافقني ‪ ،‬وورد فيوه‬
‫آيضا ذم كثري ورد يف املنافقني كام يدل ذكل الكم س يدي احلبيب عيل نفع‬
‫هللا به يف احلاسدين واملس تكرثين ‪ ،‬قال تعاىل { و ِممن حول من العراب‬
‫منافقون ومن آهل املدينة مردوا عىل النفاق لتعلمهم حنن نعلمهم }‪ 2‬الية ‪.‬‬
‫فافهم القياس ‪ِ ،‬ولك آمور الناس اىل من خلقهم وركوب الخوالق والطبوائع‬
‫فهيم من الساس اىل الراس ‪ ،‬كام رشح هذا املعىن يف القصيدة املارة قريبوا‬
‫‪ ،‬فكن آ ا الد من خري الفوريقني ت فور بشوهادة ادلاريون ‪ .‬وقود قودمنا يف‬
‫املقدمة آن من آحب قوما اكن معهم ‪.‬‬
‫ومن الكمه ملا نفر آولئك النفر املوسومني ابلهمر والرين ‪ ،‬احلاملني‬
‫من معاداته آشد المر وآثقل ادليون فقوال ‪ :‬ملوا آذوه وآضواعوه ‪ ،‬وآرخصووا‬
‫ماحيبونه من نفيس مثره اليانع وابعوه ‪ ،‬واكن قد قال يف نفسه ‪ :‬لو مون هللا‬
‫‪1‬‬
‫الية ‪ 9 :‬احلرش‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 101 :‬التوبة‬

‫‪401‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عيل اكا قم ْن به عوىل سولف مون الذى واطوالق اللسو نة احلوداد ابلفحوش‬ ‫ْ‬
‫والبذاء ! فلام اكن صبح تكل اللويةل الويت ورد عليوه ذكل اخلواطر آصوبحت‬
‫شعائره ‪ ،‬آي الذى عىل جامعة لحئة ‪ ،‬ومشاعره وشوعاره دل وم واحضوة ‪،‬‬
‫وآلسوونهتم بتعوواط منكوور القووول وزوره ابحئووة صوواحئة ‪ ،‬وآهوويهتم نس و يان‬
‫امليوول وكووامتن الفضوول غاديووة وراحئووة ‪ ،‬وآحقووادمه وآحسووادمه وآكبووادمه‬
‫وآعنادمه وآضدادمه بأن تصب حس نة عسؤمه وان تصب سيئة يفرحوا اهوا‬
‫انطحة ‪ ،‬وصدق علهيم معىن قويل يف بعض القصائد خماطب ًا اها الودل الفقيه‬
‫الصويف ‪ ،‬الصفوة النبيه العفيف اللطيف ‪ ،‬عبد هللا بون عفيوف بون الفقيوه‬
‫معر بن الش يخ عبد هللا بن عفيف الهمراين ‪ ،‬اليت مطلعها ‪:‬‬
‫عبد الهل الصادق امليـــعادي‬ ‫قل للنميب املس تميب الشادي‬
‫اىل آن قلت ‪:‬‬
‫واع مل بأين قد خصصت اكحنة فهيا الثواب ونيل لك موورادي‬
‫كرثت خصال ادلين عندي فاقتضت يل يف زماين كــــرثة احلـــسادي‬
‫فغدا عدوي لك شأين خص لــ ٍة مهنا فمل آحصهي مم بعوووووووووووودا ِد‬
‫هذا وقد س بقت اهوووووذا ســـنة هلل يف السالف والجوووووودا ِد‬
‫قالوا بذا رس النبوة هوووووووووكذا فاذن ف ذا يف الانم آعــادي‬
‫قد عارصوا ماانرصوا فتقارصوا قصد ًا عىل الهمران والبعووووو ِاد‬
‫فوجد م مخ ِلقوا بلك بوووووالدي‬ ‫خفرجت من بدلي فووورار ًا مهن مم‬
‫اىل آخرها ويه منبوتة يف ادليوان ‪ ،‬مبتوتة اها آعناق ذوي الهبتوان‬
‫‪ .‬وقوال ر هللا عنوه يف اذليون ت واهروا ابلعوداوة ‪ :‬آنوم مون النفور حنووو‬
‫ايمخسة عرش ‪ ،‬وهر مهنم مون نفور واسو تقر ونكور ‪ ،‬وفقكْ قور فقودر ‪ ،‬فقتول‬

‫‪402‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫كيف قدر ‪ ،‬مث ن ر مث عبس وبرس ‪ ،‬مث آدبرواس تك ‪ ،‬ودخلهوم مايودخل‬


‫رشار البرش ‪ ،‬من جمازات اخلري ابلرش ‪ ،‬كام انترش من آسوالفهم بأسوالفنا‬
‫ماانترش ‪ .‬اىل آخر ماذكر ‪.‬‬
‫وقال ر هللا عنه يف امرآة خانت ومانت ‪ ،‬واكنت لمرآ قيت نوح‬
‫ولوط وارثة فامي عاملته بوه ودانوت ‪ .‬قوال ر هللا عنوه وآسوهب يف ذكل‬
‫يف فصل مس تقل خالف ماحاكه يف متفرقات الكمه من الن م والنرث قوال‬
‫يف فهرسو ته ‪ :‬فصوول فيووه تعزيووة وعسوولية وتوليووة وتقويووة ملوون ابووتىل بعقوووق‬
‫آحصابه ‪ ،‬وهدان احلقوق من آضداده وحساده ‪ ،‬ونس يان امليول واوهوار‬
‫القبيح من جريانه وآهل بالده ‪ ،‬اللهم اي مون آوهور امليول وسود القبويح ‪،‬‬
‫نعوذبك ممن سد امليل وآوهر القبيح ‪.‬‬

‫‪403‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ومن الكمه ر هللا عنه عند ماذكر اشارة جده احلبيب معر بون‬
‫عبد الرمحن نفع هللا اهام يف قالب الكرامة عند ذكور البووري اذلي هوو مون‬
‫آلت شارب التنبارش ‪ ،‬قال ر هللا عنه ‪ :‬والبوري عند آهول اللغوة مون‬
‫آسامء اذلئب ‪ ،‬فالشك آنه آس تعري لبوري التنبارش لنه من اذلئاب املهلكوة‬
‫جلسد شاربه ‪ ،‬ويضعف يعه وب ه وقووة ابئوه ‪ ،‬ومجيوع حواسوه الباطنوة‬
‫وال اهرة ‪ ،‬حبي انه لو احتاأ اىل اخلبب مدا قهوة وخوب تق ِلوف ‪ ،‬وهوذا‬
‫واهر مشاهد حصيح جمرب وذكل معاين ‪ ،‬فدى غالب املدمنني عليوه قود‬
‫ضعفت آجسادمه ‪ ،‬وقد آل ببعضهم اىل العمئ واملوت بأد‪ ،‬مورض آ مومحوئ‬
‫بتداء ويتعلمه مع آنا ل تلميه اليه‬
‫‪ ،‬والعمب لك العمب ممن يتقرب اليه ا ً‬
‫رضورة جوال ولوامء ‪ ،‬آما من آدمن عليه ور بوذكل املور فقود تعرسو‬
‫تركه عليه وطام ‪ ،‬آعاذان هللا منه وصاننا وذوينا عنه وحوام ‪ .‬آموني ‪ .‬مث قوال‬
‫ر هللا عنه ‪ :‬وقد تاكثر الختالف يف آمر التنبوارش وقوال قووم بتحرميوه‬
‫ومه من مجوةل ال وة وعلوامء الموة مون آهول العومل ال واهر والبواطن وآهول‬
‫احلقيقة والطريقة ‪ ،‬لحيىص آعدادمه ول زم آجنادمه ‪ ،‬وليكوذب اشوهادمه‬
‫‪ ،‬ولخيفووئ نصووحهم للمسوولمني وودادمه ‪ ،‬وحصووة آق وواهلم بتحرميووه ووواهرة‬
‫لرضورة مزيزه املت اهرة ‪ ،‬فاليشك فهيا ذو بصرية ابرصة ‪ ،‬من آهل ادلنيوا‬
‫والخرة ‪ .‬واحلاصل آن قمزازته كثري ‪ ،‬ولكن ليس مهنم مون هوو عوامل حنريور‬
‫ولويل شهري ‪ ،‬ل من السادة آهل البيت النبوي من بين علووي ‪ ،‬ولمون‬
‫املشاخي ال اهرين آهل املقام العلوي ‪ .‬وآنت عسمع بش يوخنا ال واهرين مون‬
‫املتقدمني واملتأخرين ‪.‬‬

‫‪404‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫( قلت ) ذكر بعد هذا جامعة مون سوادتنا آل آن علووي وغوريمه ‪،‬‬
‫آوهلم س يدان الفقيه املقدم وآخرمه الش يخ معر بون عبود القوادر العموودي ‪،‬‬
‫وذكل عىل املبالغة والتنفوري عون هوذا الرشواب الوبيول املبوري ‪ ،‬وال فهوو مل‬
‫حيدث وينترش ال بعد القرن العارش ولعهل قريب من زمن الش يخ احلسوني‬
‫بن القطب الش يخ آن بكر بن سوامل ‪ ،‬وقود نقول عنوه آنوه اكن يبوال يف ذم‬
‫شاربه ويقول آن من مل يتب منه قبل موته بوأربعني يومو ًا ِخ قيوف عليوه سووء‬
‫اخلامتة والعياذ ابهلل ‪ .‬وملا بل المام الش يخ محمود بون عوالن البكوري عشونيع‬
‫الش يخ احلسني بن آن بكر عىل شاربه قصنف يف حترميوه رسوالتني كوام ذكور‬
‫ذكل يف املرشال الروي ‪ .‬ودليل آنه مل حيدث ال قريوب ذكل الوزمن مواذكره‬
‫الش يخ امحد بون عبود الكورمي الشوجار عون الشو يخ احلبيوب عبود هللا بون‬
‫علوي احلداد نفع هللا به يف كتابه ( تثبيت الفؤاد مون الكم القطوب احلوداد‬
‫) فانه نقل عن احلبيب عبد هللا اجلزم بتحرميه وعشديد النكري عوىل شواربه‬
‫وقال ‪ :‬ان اترخي س نة وهوره ( بغ ) يعين س نة اثين عرش بعود اللوف ‪،‬‬
‫فتأمل ذكل تعمل آن س يدي احلبيوب عويل نفوع هللا بوه امنوا ذكرالفقيوه املقودم‬
‫والسقاف والعيدروس نفعنا هللا اهم زايدة يف التنفري عنه واذلم هل ‪ ،‬مث بعد‬
‫ذكره لولئك اجلحان ومايثقل به مزيانم الران ‪ ،‬فهول قيول آنوم قمووزوه آم‬
‫ققزوه وآهانوه ‪ ،‬آم آعزوه ؟ فاعرف واعدف وانصف ولتقدف ‪ ،‬فال آقول‬
‫من العداف والتصاف بقبيح الوصاف وهقوكل بالخوالف ‪ ،‬وآنوت ايمون‬
‫نزهه هللا عنه ففور منوه ولتقربنوه ‪ ،‬فانوه مون آكو املصوائب ‪ ،‬وهوو ادلاء‬
‫اذلي يشمت بك العداء ويغم احلبايب والوداء ‪ ،‬فان كنت متزه فال آعومل‬
‫بعدورش معينا آرض منه عليك يف هالرش جسمك ‪ ،‬ومن كذب قجرب ( جح‬

‫‪405‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫جح ) آيش الفائدة يف نزل هذه املائدة { فارتقوب يووم توأيت السوامء بودخان‬
‫مبني * يغأ الناس هذا عذاب آلمي }‪ { 1‬ان جشرة الزقوم * طعام الثمي *‬
‫اكملهل يغويل يف البطوون كغويل امحلومي }‪ . 1‬مث قوال يف ترمجوة جوده الشو يخ‬
‫احلسني بن معر قدس هللا آرواةم ونفعنا اهم ‪:‬‬
‫( فائدة ) اعمل ان جامعة من العلامء املتأخرين قطعوا بتحرمي التنبارش‬
‫‪ ،‬وان مل يتحقق رضورته آما اذا حتققت فبالحرى ‪ ،‬فلويعمل ذكل وليمتنبوه‬
‫وليبعد عنه من مل يطعمه ومل يبتيل اكحبته ‪ ،‬فانه قليل املنفعة كثري الرضورة‬
‫‪ ،‬وغووري لئووق بأهوول الطاعووة ول بأهوول املووروءة ‪ ،‬وغالووب اذليوون يرشووبونه‬
‫ويتعاطونه مه من ليؤبه هلم وليقتدى اهوم ‪ ،‬ومارآينوا آحود ممون يقتودى بوه‬
‫من آولياء هللا من آهل العمل والعبادة يتعاطاه ‪ ،‬لمن سادتنا آل آن علووي‬
‫ول من غريمه من اهل ادليون والعومل والفضول والنبول واملناصوب املن وورة‬
‫والزوااي املزورة ‪ ،‬والكمنا هذا للمبعد عنه لئال يقرب منه ‪ ،‬آما مون اموزتأ‬
‫به مزاجه فيعرس عليه عالجوه ‪ ،‬ويصوعب مون شو بكته اسو تحراجه ‪ ،‬وقود‬
‫ووىل هل فيووه رواجووه ‪ ،‬واسو تح بووني جنبيووه مراتجووه ‪ .‬وهللا الهووادي اىل‬
‫سبيل الرشاد ‪.‬‬
‫( قلت ) واذلي ي هر يل ان التنبارش هو املشار اليه بقووهل تعواىل {‬
‫ا ْن قجشقرت ْالزقوم * قط قعا مم الثمي * اكملمه ِل يقغيل يف ال مب ِ‬
‫طون * قكغيل امحلومي }‬
‫‪ .2‬وهذا واهر يف بطون اذلين يرشبون التنبارش ‪ .‬وقد قال الغزايل يف كتابه‬
‫‪1‬‬
‫الايت ‪ 11 -10 :‬ادلخان‬
‫‪1‬‬
‫الاايت ‪ 46 – 43 :‬ادلخان‬
‫‪2‬‬
‫الاايت ‪ 46 – 43 :‬ادلخان‬

‫‪406‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫التفسري املقنع الكبري ‪ :‬آن الن صىل هللا عليه وسمل قال ( ايآابهريرة يأيت‬
‫آقوام آخر الزمان يتوادون ابدلخان ويقولون انم من آميت وليس مون آمويت‬
‫) ويف بعض الخبار ‪ :‬انم من الشوامل ويه جشورة خلقوت مورة مون بوول‬
‫ابليس عليه لعنة هللا حني قال هللا هل { ا ْن عبادي لقي قس ق قكل علهيم مسلطان‬
‫} ‪1‬الية ‪ .‬ومه اذلين ليرشبون ادلخان ‪ .‬قال ‪ :‬فلام قال هللا لبليس عليوك‬
‫اللعنة اىل يوم ادلين ‪ .‬حار ودهش من آمر ربه عز وجل ‪ ،‬فصوار سوكرا ًان‬
‫مل يدر مايقول ‪ ،‬فعند ذكل ابل خفلقت تكل الشمرة من بوهل ‪ ،‬فكيف من‬
‫رشب من بول الش يطان هل يتيرسو هل الميوان ‪ .‬انهتويئ الكم املفرسوين يف‬
‫معىن ذكل ‪ .‬وقوال بعوض العلوامء آن رشب جشورة التنبوارش آشود مون رشب‬
‫ايمخر فان ايمخرحلل يف آول السالم اىل س بع مرات ال هوذه فانوا مل حتول‬
‫يف السالم ‪ .‬انهتيئ ‪.‬‬
‫وقد آش بعت الأم والنقل يف رشح خطبة س يدي احلبيب طاهر‬
‫بن حسني بن طاهر ابعلوي نفوع هللا بوه ‪ ،‬ويف كتوان فويض الرسار املوار‬
‫ذكره يف ترمجة الشو يخ احلسوني بون الشو يخ آن بكور نفوع هللا اهوام يف ذموه‬
‫ومدحه القهوة ‪ ،‬ومنه رآيت ماصورته سؤال يف التنت س ئل عهنا الشوهاب‬
‫القليون وهو هذا ‪:‬‬
‫يف رشب قوم دخان هل مهوا آمثوا‬ ‫ماذا يقول المام العــــامل العمل‬
‫به وهل هو حرام آم يباح هلم ما احل فيه آفوووووووويدوان فدحتــموا‬
‫اجلواب ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫اآلية ‪ 42 :‬احلجر‬

‫‪407‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ابمحلوووووود آبدا وابلتسلمي آس تمل ارضا لطالبوووووووووووه الفضال والنعــم‬


‫ايع جوابك اي من جاء يسألنــا عن رشب انر غـــدا يف النار يقتحم‬
‫آيضا وفيه خصــال لكوووووووووووووها نقم‬ ‫فيحرم الرشب لدلخان آمجــــعه‬
‫يسود ادلمع والموال تنصووووووووووورم‬ ‫وِ‬ ‫فيشغل القلب عن عسبيح خالقنا‬
‫ايود شاربه يوووووم احلساب اذا جاءت حصائفه مسودة عوووووووووووودم‬
‫ما قال هذا حالل عامل آبوووووود ًا ق‪ ،‬من النس لعووووووووورب ولجعم‬
‫من قال هذا حالل جاهل آبد ًا آوقال هذا مووووووووباح مل يصب ح‬
‫من ر ْد قويل هذا ضل عن طرق آيضا عن احلوووووووووووق يف آذانه مصم‬
‫ابخلري يبدي وابلميـــان خيتوووووووووووومت‬ ‫فنسأل هللا رب العرش خالقنا‬
‫وهنا آيضا قصيدة فريدة للشو يخ اذلائوق عبود الصومد ابكثوري رمحوه‬
‫هللا تعاىل يف مدح القهوة وذم التنبارش يقول يف آثناوا ‪:‬‬
‫عليك بقهوة النب الزمهنا مفا آشفئ وما آهنا وآبررش‬
‫اىل آن قال ‪:‬‬
‫فقهوته اذا دارت رآيووووونا لفواأ الرسور هنارش معررش‬
‫مفا ع ت بذي عقل ولب ومش رحيها ال حتووووووووووووووررش‬
‫نفوس الولياء طابت علهيا مفا عن رشبه زي وموووووووودرش‬
‫فسوور يف آثوووووووووره هلل دررش‬ ‫الهيا الشاذيل ابلسور آو‬
‫( قلووت ) وقوود يعووت عوون س و يدي العووارف ابهلل تعوواىل احلبيووب‬
‫جعفر بون محمود العطواس يقوول ‪ :‬ان انر القهووة لهمود يف جملوس سو يدي‬
‫الوادل احلبيب عيل نفع هللا اهام ‪ ،‬وذكل مما يؤكد ما آثىن به الصواحلون عوىل‬
‫قهوة النب ‪ ،‬مث قال ‪ :‬آعين ابكثري يف القصيدة املذكورة ‪:‬‬

‫‪408‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫نصحتك ان فيه آش ياء ترضرش‬ ‫ول نح اىل التنووووووووبارش اين‬


‫هو ادلاء ادلفوووووني فال يغررش‬ ‫هوووو العاراذلي يدين ويردي‬
‫فال تتبع اليه فووووووووو ً عوووررش‬ ‫دخوووووووان مننت دا ٌء عضــا ٌل‬
‫ومض اليك نقــــدرش يف قمصوقررش‬ ‫رشاب هموووووووكل لعش ديه‬
‫فقل عين اليــــك كفيت رشرش‬ ‫وان اندارش للتنووووووووبارش داال‬
‫بلحية عاقــــل ف عليك حذررش‬ ‫فعووووووووار آن مير دخان ه ذا‬
‫ميص لسانه يف كوووووول م رش‬ ‫وقد اخطا اذلي يسعئ اليه‬
‫دسيسة اكفووووور ابهلل آشووررش‬ ‫آيتبع بدعة صارت اليووووووووونا‬
‫سوى مرض القــلوب فال يغررش‬ ‫رشاب من محووووومي ليس فيه‬
‫اىل سل يعووووود فهات ع ذررش‬ ‫فأولوووووووووووه سعال واصــفرار‬
‫شددت اليه ايمغرور وهررش‬ ‫لي ة عةل قو قص مفووووووووووو مه ح‬
‫آضعت س هبلال موهررش وع رش‬ ‫ت ووووووووول عليه منحني ًا مم ِك وب ًا‬
‫لق د قوووووالوا حمال ليس يدررش‬ ‫لنئ قالووووووووا وجدان فيه نفع ًا‬
‫لقهوتك المكيت يزول عرسرش‬ ‫اذا قعدوا عىل التنبارش فانض‬
‫اىل آخر القصيدة ‪.‬‬

‫وموون الكم سو يدي السو تاذ احلبيووب عوويل ملووا ورد حوودي ( موون‬
‫عادى يل ولي ًا فقد آذنته ابحلرب ) قال ‪ :‬وابملوةل آوليواء هللا مه آهول ل اهل‬

‫‪409‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫ال هللا محمد رسول هللا واملؤمنون ابهلل ‪ ،‬قال هللا تعاىل { آل ا ْن آولياء ِ‬
‫هللا‬
‫‪1‬‬
‫لخقو ٌف علهيم م‬
‫ولمه قحي ق نز مون} مث بقيْهنم فقال { اذليون آمنووا واكنووا يتقوون }‬
‫لامت اىل النور }‪ 2‬وقال { ذكل‬ ‫اذلين آمنوا مخيرتم من ال م ِ‬ ‫هللا ويل ق‬ ‫وقال { م‬
‫هللا موىل اذلين آمنوا وآ ْن الاكفرين لمووىل هلوم }‪ . 3‬واحلوذر مث احلوذر‬ ‫بأ ْن ق‬
‫موون معوواداة آحوود موون املسوولمني فووان رس هللا فووهيم مكووني ‪ ،‬فو فووهيم موون‬
‫المنووني ‪ ،‬وقوود قووال رب العوواملني لرسوووهل المووني حووني آراد دخووول مكووة‬
‫ابجملاهدين ‪ ،‬ورده عهنا بسبب من فهيا من املوؤمنني خوافيني حو اكنووا مه‬
‫السووبب يف سووالمة الاكف ورين { ولووول ِر قجووا ٌل مؤمنووون ونسووا ٌء مؤمنووات مل‬
‫تعلمومه آن ت ققط مئومه فتصيب مهنم قم قعرة بغري ِع ٍمل ِل ميود ِخ قل م‬
‫هللا يف رمحتوه قمون‬
‫ي قشا مء لو تق قزي ملوا لعذبنا اذلين قك قف مروا مهنم عذا ًاب آلامي }‪ 4‬فان ر آ ا العامل التقني‬
‫واحلوامل موون آهوول اليقووني ‪ ،‬كيووف صوان الاكفورين عوون قتووال رسوووهل المووني‬
‫بسووبب جموواور م لوليائووه املووؤمنني اخلووافني املهضووومني فووهيم امل لووومني ‪،‬‬
‫مفاونك ابجملاورين للولياء املكرمني ‪ ،‬آلترى آنم قالوا { ربنا آخرجنوا مون‬
‫هذه القري ِة ال ا ِل ِم آهلمها واجعل لنا من دلنك وليا واجعل لنا من ق مدل قنك نصريا‬
‫} ‪ .5‬قوهل ‪ :‬آ ا العامل التقني ‪ ،‬فعيل اكعىن الفاعل آي املتقن ملعاين العلووم ‪،‬‬
‫واملطلع عىل حقائقها وآغوارها ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الايت ‪ 63 – 62 :‬يونس‬
‫‪2‬‬
‫الية ‪ 257 :‬البقرة‬
‫‪3‬‬
‫الية ‪ 21 :‬محمد‬
‫‪4‬‬
‫الية ‪ 25 :‬الفتح‬
‫‪5‬‬
‫الية ‪ 75 :‬النساء‬

‫‪410‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وقووال ر هللا عنووه ‪ :‬ولة الموور اذا عوودموا الهدايووة والتوفيووق‬


‫والعناية ممن بيده تصاريف المور فانوه يتوولمه الشو يطان ‪ ،‬ويغورمه الغوىن‬
‫ابلطغيان { ان النسان ليطغئ * آن رآه اس تغىن } ‪1‬فيحيق اهوم اخلوذلن ‪.‬‬
‫قال آبوبكر الصديق ر هللا عنه ‪ :‬اذا توىل المر السلطان حقورهللا يف‬
‫عينه مابيده من املال الكنري قورغْ قب مه فامي آيدي الناس من لك قليل وكثري ‪،‬‬
‫فداه حيسدمه ويس تكرث هلم ما بأيد م من فتيل ونقوري وقطموري ‪ ،‬فواذا اكن‬
‫كذكل حاس به هللا وآقق ْل عفووه ‪ .‬وقوال بعضوهم ‪ :‬اذا آخوذ السولطان آمووال‬
‫الرعااي ليقمي اها ملكه فامنا منهل منل من دم الساس ليبين به فووق الوراس‬
‫‪ ،‬فالشك آن ذكل البناء سوف تاس ‪ .‬ويف احلدي عنه صىل هللا عليه‬
‫وسمل ( اذا ق ق قرا الوايل هلكت الرعية ) ‪.‬‬
‫وقووال س و يدي احلبيووب عوويل بعوود نقووهل حاكيووة عوون جووده الش و يخ‬
‫احلبيووب معوور نفووع هللا اهووام آنووه آقوودم عووىل آخووذ يشء مل يكوون هل آخووذه يف‬
‫ال وواهر مث تبووني بعوود ذكل آنووه يسو تحقه ‪ ،‬مث بعوودها آا حبوواكايت ون ووائر‬
‫لتكل الواقعة ‪ .‬وقال بعده ‪ :‬فينبغ لنا التسلمي للولياء فامي آشولك كوام قوال‬
‫س يدان عبد هللا احلداد ‪:‬‬
‫وسمل لهل هللا يف لك مشلك دليك دل م وا ابلدةل‬
‫وآما مايقوهل بعض آهل الع و اذا علمووا آن معوارصمه معول معوال‬
‫صواحلا ‪ ،‬آونرشوت هل فضويةل وخوافوا شوهرته اهوا قوالوا مواينبغ ال التسوولمي‬
‫لفالن ‪ ،‬فهوذا التسولمي هوو لعودم التسولمي ‪ .‬قوال ‪ :‬ومنول قووة العتقواد يف‬

‫‪ 1‬الايت ‪ – 6 :‬العلق‬

‫‪411‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫الولياء الصواحلني لسو امي آهول البيوت الطيبوني الطواهرين مون ذريوة سو يد‬
‫املرسلني ‪ ،‬مكثل قوة الضمري اذلي يطلع املاء اىل الرض من الوادي الع مي‬
‫‪ ،‬ومنل ضعف الضمري كامقال الش يخ محمد بن عبد ادلامئ الشهري اببن بنت‬
‫امليلق الشاذيل رمحه هللا تعاىل ‪:‬‬
‫واجعهل ِقبةل تع مي وتنوزيه‬ ‫وآنزل الش يخ يف آعىل منازهل‬
‫اىل آخره ‪ .‬وقال س يدي احلبيب عيل فامي حواكه عون جوده الشو يخ‬
‫احلبيب معر بن عبد الرمحن قدس هللا آرواةم ‪ :‬آنه آاته رجل بطعام فقوال‬
‫للش يخ عيل بن عبد هللا ابراس لتألك منه فانه حرام آيت به من مال الغري‬
‫‪ ،‬وآاته آخر ب ء رآى عليه الش يخ عيل ولموة فقوال هل احلبيوب معور لك‬
‫منه فانه آيت به من مالنا ‪ ،‬قال ‪ :‬وامنا رآى عليه الش يخ عيل ولمة العدوان‬
‫‪ ،‬وال فهو حالل كوام آخو ه احلبيوب معور بوذكل ‪ .‬ولك ذكل مون احلبيوب‬
‫معر نفع هللا به عىل وجه الكشف ‪.‬‬
‫وقال ر هللا عنه يف قول الناس اذا جواء السو يل ( ايحووله )‬
‫وكذا اذا رآو صاحل ًا ومرادمه الس يل آو اصالح حال فيقولوون ( ايحووله )‬
‫هل معنيووان ‪ ،‬الول ‪ :‬آنووه حتووول وقووت العرس و اىل اليرس و ‪ ،‬والثوواين ‪ :‬آنووه‬
‫تعمب من حول هللا وقوته اذلي آجرى املاء العوذب عوىل الرض اليابسوة‬
‫وجاء ابخلري بعد الرش ‪ ،‬مفعناه ‪ :‬ايطم حول وقوة لهوذا الورب الغوين القووي‬
‫القادر العزيز ‪ ،‬اذلي ينرش رمحتوه مون بعود مواقنطوا ‪ ،‬وينووزل الغيو بعود‬
‫الس نني ‪ .‬وهللا آعمل ‪.‬‬
‫وقال ر هللا عنه ‪ :‬ينبغ لالنسان آن يراع مايقميوه فيوه املوكل‬
‫اجلليوول ‪ ،‬فووان اكن مموون آقوومي بووني اخللووق ولكووف ابملقووام بشووأنم الثقيوول ‪،‬‬

‫‪412‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فلرياعهيم يف لك كثري وقليل ‪ ،‬وان اكن هل ابهلل شغل فليش تغل به تعاىل ‪،‬‬
‫آي حبسب القامة منه تعاىل ‪.‬‬
‫وقووال ر هللا عنووه ‪ :‬ان آل ابعلوووي ر هللا عووهنم لكووام دخوول‬
‫آحد مهنم يف السن زاد زهده يف ادلنيا ورغبته يف الخورة ‪ ،‬يعوين آن هوذه‬
‫خصوصوية فوهيم كوام خصوهم هللا خبصوصويات وموزااي ليسوت لغووريمه ‪ ،‬آي‬
‫خبووالف غووريمه فانووه لكووام دخوول النسووان يف السوون زاد حرصووه عووىل ادلنيووا‬
‫كامقال يف قصيدته الفريدة ‪:‬‬
‫واحرق عىل دار الغرور واحشد‬ ‫اذا دخل الد يف السن شد‬
‫ال من هللا اصوووووووووووطفاه وارشد‬ ‫وشد يف غارب قووووولوصه الش د‬
‫آقبل عىل دار البــقا تنشد‬
‫واحلاصوول آن ماآوتيووه هووذا الووويل املكووني ‪ ،‬واجلوووهر ال ووني ‪ ،‬موون‬
‫العلوم واملعارف والتكني ‪ ،‬واحلوال الع ومي والنفوع العمومي ‪ ،‬آمور ليكيوف ‪،‬‬
‫ومقام لياكد حياط بكهنه وليوصف ‪ ،‬ال بعض رسوم وآاثر ‪ ،‬وبروز بعض‬
‫آرسار وارشاق آنوار ‪ ،‬اذ آولياء هللا من لكامت هللا تعاىل اليت تنفد البحوار‬
‫ولواكنت مداد قبل نفادها ‪ ،‬وذكل رس الهدايوة الويت يه مون مثورات خمالفوة‬
‫النفوس وتادها ‪ ،‬فهذا الغوث والغياث والغي لهل هذا الزمان القريوب‬
‫‪ ،‬لس امي لهل هذا الوطن من هيأ اىل دوعن ‪ ،‬آحود اخلوواق مه للحوق‬
‫خملصون ‪ ،‬وحزب مفلحون ‪ ،‬معادن آنواره ‪ ،‬ومه اذلين نعوهتم اكدينوة العومل‬
‫‪ ،‬وريهووم موون درر حمكووه بووذكل احلو ‪ ،‬فقووال ر هللا عنووه يف بعووض‬
‫مقالته ويه حمكة جارية من زاخر صالته ومتصالته فقال فمين شأنه العومل‬
‫ابهلل واملعرفووة بووه ‪ ،‬والعبووادة هل واخلوووف منووه ‪ ،‬والخووالق يف عبوديتووه‬

‫‪413‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وتوحيده ‪ :‬اهم حيفظ هللا ته ‪ ،‬أم اهم العمل عىل حقيقة المر ‪ ،‬فبارشوا‬
‫روح اليقني فاس تالنوا مااس توعر منه املدفون ‪ ،‬وآنسوا مما اس توحش منوه‬
‫الغافلون ‪ ،‬حصبوا ادلنيا بأبدان آرواةا معلقة ابحملل العىل ‪ ،‬آولئوك آوليواء‬
‫هللا من خلقه ‪ ،‬وعامهل يف آرضه ‪ ،‬وادلعاة اىل دينه ‪ .‬مث قال ‪ :‬واشووقاه اىل‬
‫ر يهتم ‪ ،‬فهذا المام وآاب ه من الهداة الهادين املهتودين ‪ ،‬السوالكني طريوق‬
‫احلق واليقني ‪ ،‬ادلاعني اليه بأقواهلم وآفعاهلم وسائر آحواهلم ممن اش تاق اىل‬
‫ر يهتم ‪ ،‬بل مه آخص املرادين ذلكل ‪ ،‬املتصفني به ‪ ،‬لنوم سولكوا طريقو ًة‬
‫صعبة املرد ‪ ،‬علام ومعال وذوقا وحتققوا ‪ ،‬عذبوة الينبووال ؛ جاريوة مون تيوار‬
‫حبوور الش وارال واملرشوووال ‪ ،‬فالمطمووع يف اس تقصوواء مقاماتووه وآح وواهل ‪ ،‬ول‬
‫الحاطة اكا آعطيه من احل والرقائق واملواعظ واحلقائق يف منثور ومن وم‬
‫آقواهل ‪ ،‬ول آمال مااش هتر من محيد مساعيه وآفعاهل ‪ ،‬اذ هو كام قدمنا آنوه‬
‫من لكامت هللا ‪ ،‬فهو من اذلين هودى هللا ‪ ،‬وآمور املهتودين ابلقتوداء اهوم‬
‫يف سبيهل وهداه ‪ ،‬اللهم اجعلنوا مون املقتودين لهودي رسوول هللا صوىل هللا‬
‫عليه وآهل وسمل وهود م ‪ ،‬الاكرعوني مون رشاب خوالص شوهدمه ‪ ،‬املمتلوني‬
‫من حهبم ‪ ،‬ادلاخلني يف حزاهم ‪.‬‬

‫قال مؤلفه الفقري اىل هللا تعاىل عبد هللا بن امحد بون عبود هللا بون‬
‫عبوود الوورمحن ابسووودان عفوا هللا عنوه وغفوور هل ولوادليووه وآولده ومشوواخيه‬
‫بنقول يسوري ‪ ،‬ونوز ٍر‬
‫ومعلميه واخوانه وذويه ‪ ،‬وقد انهتيئ بنا احلال اىل هنا ٍ‬
‫حقري‪ ،‬من آخبار س يدان ومولان القطب الشوهري ‪ ،‬العوارف ابهلل اخلبوري ‪،‬‬
‫الش يخ الكبري ‪ ،‬احلبيب عيل بون حسون العطواس ابعلووي ‪ ،‬نفعنوا هللا بوه‬

‫‪414‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وبسوولفه ‪ ،‬موون آاثره وعلومووه ‪ .‬وآمووا حقائقووه ورقائقووه ولطائفووه ومعارفووه‬


‫فالسووبيل اىل جشووفها وايضوواةا ‪ ،‬اذ يه موون الرسوو املصووون ‪ ،‬والموور‬
‫املكنون ‪ ،‬كام قال القطب الشو يخ معور ابخمرموه ‪ :‬ويوهنم ويوهنم ماشوافوا ال‬
‫سوادي ‪ .‬وآشار اليه س يدان الش يخ احلبيب عبد هللا بن علوي احلداد نفوع‬
‫هللا به يف قوهل ‪:‬‬
‫سافر اليه اهمة عوووووووووووولوية ح تراه وقـــل لنفسك مويت‬
‫ِ‬
‫للناسوت‬ ‫واقبل عليه بلك قلبك قاصد ًا حمو الضوووووالةل آش ري‬
‫وت‬ ‫ابلشمس مشس اذلات ح لترى شيئا سوى مت قدس الالهوو ِ‬
‫فاذا انهتيت اىل اذلي قعرف ته شاهدت من عرش اىل اهموت‬
‫ورآيت رس ًا مل عووز افشا ه آهل الهدى والكشف والتثبيت‬
‫اان لنعلمه ومل حنووووووووو ئ به ذوقا ملا معووووووونا من التش تيت‬
‫وقيل ‪ :‬آوليواء هللا عورااس وليورى العورااس ال احملرموون ‪ .‬وقوالوا‬
‫ايضا ً ‪ :‬معرفة الويل آصعب من معرفوة هللا تعواىل ‪ .‬وهوذا املبحو طويول‬
‫اذليل ‪ ،‬وهل كتب يطلب مهنا ‪ ،‬وقد ذكرت طرفا من ذكل يف كتان فويض‬
‫الرسار املار ذكره ‪.‬‬
‫ويف رشح خطبووة سو يدان احلبيووب طوواهر بوون حسووني بوون طوواهر‬
‫ابعلوي نفعنا هللا تعاىل به ‪ .‬واعمل آين مل آنقل رقيقة ولحقيقوة مون عبوارات‬
‫الوليوواء والعلووامء ‪ ،‬واشووارات الصووفياء احلكووامء ‪ ،‬ولس و امي موون الكم موون‬
‫ريهتم يف عسمية هذا املؤلف ال ورآيت س يدي املودو احلبيوب عويل بون‬
‫حسوون قوودس هللا روحووه قوود سوو بقين اىل ذكل آو اىل موونهل يف كتبووه ‪،‬‬
‫ولس امي جلة القرطاس ‪ ،‬الكتواب اجلوامع للنفوااس والنفواس ‪ .‬وقود فرغوت‬

‫‪415‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫من تأليفه يوم ايمخويس لسوت عرشو خلوون مون شوهر شووال املنحورط يف‬
‫شهور س نة ‪ 1251‬احدى و سني وموائتني وآلوف مون الهمورة النبويوة ‪،‬‬
‫عىل هماجرها آفضل الصالة والسوالم ‪ ،‬وصوىل هللا عوىل سو يدان محمود وآهل‬
‫وحصبه وسمل ‪.‬‬
‫اكن الفراغ من نقل هذه النسهة فر ليةل املعة ليةل السابع عرشو‬
‫من شهر ضفر اخلري س نة ‪ 1422‬أرية عىل صاحهبا آفضل الصالة وآزىك‬
‫التحية ‪ .‬وقود مت نقلهوا مون نسوهة بقومل السو يد عويل بون حامود بون حمسون‬
‫العطاس اترخيها الثامن مون ربيوع الول سو نة ‪ 1341‬أريوة ومتوت مقابلهتوا‬
‫عىل نسهة اثنية بقمل احلبيب الفاضل سامل بون محمود بون عبود هللا بون سوامل‬
‫بن معور العطواس اترخيهوا ‪ 1344/8/2‬أريوة ونسوهة اثلثوة بقومل احلبيوب‬
‫محيد املاكرم حمسن بن سامل بون محمود بون سوامل بون معور العطواس واترخيهوا‬
‫اليوم الثواين مون شوهر ذي القعودة سو نة ‪ 1406‬أريوة ‪ .‬فامحلود هلل اذليون‬
‫بنعمتووه توومت الصوواحلات وتتنوووزل الو اكت ‪ ،‬والصووالة والسووالم عووىل آرشف‬
‫ال ايت ‪ ،‬س يدان محمد وعوىل آهل وآحصابوه السوادات القوادات ‪ ،‬آسوأل هللا‬
‫الكرمي آن ععل معيل فهيا خالصا خملصا لوته الكرمي ‪.‬‬
‫بقمل العبد الفقري اىل رب الناس امحد بن معر بن امحد‬
‫بن عبد هللا بن طالب العطاس غفر هللا هل ولوادليه‬
‫وملن اكن سببا يف حتصيل ذكل وصىل هللا‬
‫عىل س يدان محمد وعىل آهل وحصبه‬
‫وسمل وامحلد هلل رب‬
‫العاملني‬

‫‪416‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫فهرست كتاب جواهر النفاس‬


‫ق‬ ‫املوضوال‬
‫‪3‬‬ ‫املقدمة‬
‫‪5‬‬ ‫نبذه وجزيه عن املؤلف‬
‫‪27‬‬ ‫التعريف ابلكتاب‬
‫‪29‬‬ ‫املقدمة‬
‫ماورد عن الرشيف محمد بن احلسن الب ي يف نرش سري الولياء ‪37‬‬
‫‪38‬‬ ‫من الكم الش يخ محمد بن معر حبرق‬
‫‪40‬‬ ‫فصل فامي خص به سادتنا آل آن علوي‬
‫‪43‬‬ ‫من الكم الرشيف امحد بن علوان‬
‫من الكم احلبيب عبد هللا احلداد وحاكية البطيهة اليت مسها برشو ‪50‬‬
‫احلايف‬
‫‪51‬‬ ‫مطلب ح كرامات الولياء‬
‫‪53‬‬ ‫مطلب التعريف ابلكرامة‬
‫‪56‬‬ ‫مطلب ماذكره الرشبيين يف الكرامات وجواز حصهتا رشعا‬
‫‪58‬‬ ‫مطلب معىن الكرامة اليت مثر ا الس تقامة‬
‫آبيات للحبيب عبود الورمحن بلفقيوه ‪ :‬ولسوبب ال سو يقطع حوبهل ‪58 .‬‬
‫اخل‬
‫من الكم المام حيىي بن آن بكر العامري يف فضائل آهل البيت ‪60‬‬
‫موون الكم الشو يخ محموود بوون ايسووني ابقوويس ونسووب الشو يخ سووعيد ‪61‬‬

‫‪417‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫العمودي‬
‫‪62‬‬ ‫من الكم صاحب املناقوب عنود ذكور نسوب وادلتوه وماقيول يف آل‬
‫افاق‬
‫‪63‬‬ ‫مووون الكم الشووو يخ عبووود هللا بووون امحووود ابقووويس يف ورال املشووواخي‬
‫العموديني‬
‫‪64‬‬ ‫من الكم احلبيب عبد هللا احلداد يف التحوذير مون الثنواء عوىل مون‬
‫ليس تحق‬
‫‪66‬‬ ‫مطلب تعريف لكمة ( الش يخ ) وماجاء يف معناها‬
‫‪68‬‬ ‫مطلب ماورد يف ذم اجلاه‬
‫‪69‬‬ ‫من الكم صاحب املناقب يف وصف آهل حرضموت‬
‫‪70‬‬ ‫مطلب تعريف تات حرضموت‬
‫‪70‬‬ ‫مطلب تعريف مسميات متعارف علهيا يف حرضموت‬
‫‪71‬‬ ‫مطلب تعريف معىن الالهوت والناسوت واجل وت‬
‫‪74‬‬ ‫قصيدة صاحب املناقب اليت آولها ‪ :‬هوارش ايمون عورف ‪ ،‬قوول لكوه‬
‫حتف ‪ .‬اخل‬
‫‪75‬‬ ‫من الكم احلبيب معر بن سقاف السقاف يف وصف الزمان وآههل‬
‫‪76‬‬ ‫مطلب البيات اليت آولهوا‪ :‬ذهوب الرجوال املقتودى بفعواهلم وتوذييل‬
‫لصاحب املناقب علهيا‬
‫‪80‬‬ ‫مطلب العلامء اذلين اكنوا بدمي وش بام والهمرين‬
‫‪81‬‬ ‫مطلب صالح الرعية بصالح الراع‬
‫‪81‬‬ ‫مطلب ماجاء يف رشف النسان وفضهل وعدم التاكل عىل النسب‬

‫‪418‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪84‬‬ ‫مطلب ماورد يف فضل آهل البيت ومايطلب مهنم‬


‫‪87‬‬ ‫تعريف الولياء والتوسل اهم‬
‫‪88‬‬ ‫العتقاد يف جواز الكرامة للولياءونسبهتا الهيم‬
‫‪92‬‬ ‫مطلب ماجاء يف النذر للولياء‬
‫‪93‬‬ ‫العقائد اجلائزة يف حق الولياء‬
‫‪99‬‬ ‫مطلب اترخي ولدة املدو هل ونس به‬
‫‪101‬‬ ‫التعريف بأهل البيت وفضائلهم‬
‫‪103‬‬ ‫مطلب الكتب اليت صنفت يف فضائل آهل البيت ومناقهبم‬
‫ماجاء يف احلدي ( من آحب قوما فهو مهنم ) والكم لالموام عويل ‪103‬‬
‫يف ذكل‬
‫مطلب ماقاهل احلبيب عبد الرمحن بلفقيه يف تعريف طريقة السوادة ‪106‬‬
‫آل آن علوي‬
‫‪110‬‬ ‫فصل يف ذكر ماخص هللا به صاحب املناقب وذكروادلته‬
‫‪110‬‬ ‫مطلب تعريف العرب العاربة‬
‫مطلب نسب وادلة صاحب املناقب وماجاء يف رشف الصهارة ‪110‬‬
‫‪112‬‬ ‫اترخي ووقت ولدة صاحب املناقب‬
‫‪114‬‬ ‫بداية تعلميه وفتوحه وماجاء يف تفسري سورة املطففني‬
‫مطلووب ماحصوول لصوواحب املناقووب عنوود حضوووره املووودل اهيووأ ‪116‬‬
‫وتفرس اجملذوب فيه‬
‫تعلق صاحب املناقب اكجامع اخلريومالزمتوه جلوده احلبيوب حسوني ‪117‬‬
‫وقوة حاف ته‬

‫‪419‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪119‬‬ ‫بداية ن م صاحب املناقب للشعر‬


‫مطلووب مووا اذا آرادهللا آن خيلووق النسووان معتوودل النشووأة مسو تقمي ‪123‬‬
‫الت فات‬
‫‪124‬‬ ‫حصول القح‪ ،‬بوادي دوعن وزايرة صاحب املناقب‬
‫‪127‬‬ ‫مطلب آخذه التلقني عن جده احلبيب حسني بن معر‬
‫ماكتبة من احلبيب عبد هللا احلداد اىل الشو يخ عبود هللا العموودي ‪130‬‬
‫وفهيا صفة التلقني‬
‫مطلووب كيفيووة الخووذ عوون املشوواخي العهوود والتلقووني واللبوواس وعقوود ‪131‬‬
‫الخوة‬
‫‪135‬‬ ‫مطلب ماورد يف فضل من قال لكمة التوحيد ومد اها صوته‬
‫‪137‬‬ ‫مطلب طريقة التحكمي للمشاخي‬
‫‪139‬‬ ‫فصل يف تتة ك ى تتضمن ملةل من آحوال صاحب املناقب‬
‫‪142‬‬ ‫اجامتال صاحب املناقب ابحلبيب امحد بن زين احلب‬
‫‪145‬‬ ‫فصل يف ذكر مااكن عليه صاحب املناقب يف بداية حياته‬
‫قيامه بوويفة امامة املسجد حبريضه وقصة آم موىس عليه السالم ‪146‬‬
‫فصل يف ذكر تنقالت صاحب املناقوب وممون اجتوع اهوم مون علوامء ‪150‬‬
‫دوعن‬
‫مطلب من آخذ عهنم صاحب املناقب من علامء وصلحاء دوعن ‪152‬‬
‫‪156‬‬ ‫اجامتال صاحب املناقب ابلش يخ عبد هللا العمودي‬
‫مطلب آخذ صاحب املناقب عن جده احلسني وذكر من آخذ عوهنم ‪158‬‬
‫جده‬

‫‪420‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪171‬‬ ‫مطلب قصيدة صاحب املناقب اليت فهيا سلسةل الخذ‬


‫‪173‬‬ ‫مطلب ماقاهل الش يخ السهروردي يف لبس اخلرقة‬
‫مطلب ما آورده صاحب املناقب يف كتبه من مقوالت لهول الطريوق يف ‪175‬‬
‫الدب مع املشاخي‬
‫مطلب ماهيأه هللا تعواىل لصواحب املناقوب مون الرايضوات ومالقواه مون ‪178‬‬
‫حسد احلاسدين واملعاندين وماجاء يف اجملاهدات عن ال ة الخيار‬
‫مطلب ماجاء عن المام الشعراوي يف لزوم حسن ال ن بأولياء هللا‬
‫‪179‬‬
‫والتسلمي هلم‬
‫قصيدة صاحب املناقب اليت مطلعها ‪ :‬بين مغراه قل وحل ايهل املعاين ‪181‬‬
‫‪184‬‬ ‫مروايت وادل املؤلف عن صاحب املناقب‬
‫مطلب ماحصل لصاحب املناقوب عنود ماصوىل اموام للممعوة يف مسوجد ‪184‬‬
‫اخلريبه وفهيا مس ئةل فقهية يف القدوة‬
‫مطلب ماحصل لصاحب املناقب من احلاسدين وماجاء يف ذم احلسد ‪187‬‬
‫‪188‬‬ ‫قصيدة صاحب املناقب اليت رد اها عىل آبيات الراييش‬
‫‪191‬‬ ‫مطلب من حتامل عىل صاحب املناقب ومعاملته هلم ابللني‬
‫‪191‬‬ ‫حاكية ابن العرن مع الشحص اذلي يش ته عىل املنابر ومساحمته اايه‬
‫مطلب يف آن صاحب املناقب كثري الزواأ وماجاء عن الصاحلني يف انوم ‪193‬‬
‫يكرثون الزواأ وماجاء فيه من آخبار وآاثر‬
‫مطلب من آحوال صاحب املناقوب اسودواحه ابملوزح واملداعبوة ومواورد ‪201‬‬
‫يف القلوب الهينة اللينة‬
‫من آحوال صاحب املناقوب مويهل اىل السوامال وذكرمواورد فيوه مون آخبوار ‪202‬‬
‫وآاثر‬
‫‪203‬‬ ‫مطلب قول صاحب املناقب ‪ :‬آنه يس تد من آربعة آحبر‬

‫‪421‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مطلب من آحوال املدو هل عنود تووارد آنووار التجليوات عليوه يسوعئ يف ‪203‬‬
‫تفريقها وماجاء عن الصوفية يف املع والفرق‬
‫‪205‬‬ ‫مطلب تعريف املالمتية والقلندرية‬
‫زايرةاحلبيب محمد بون يوي‪ ،‬واحلبيوب حعفور احلب و لصواحب املناقوب ‪206‬‬
‫وتقدميه هلم ( احليت )‬
‫خروأ احلبيب جعفر بن محمد العطاس لطلب العمل ابشارة من ش يهه ‪207‬‬
‫مطلب تربية صاحب املناقب لتلميذه احلبيب جعفر بن محمد العطاس ‪208‬‬
‫‪210‬‬ ‫ماجاء عن المام الشعرواي يف آن آولد الولياء والعلامء لينتمبون‬
‫‪211‬‬ ‫حاكية عن الش يخ معروف ابجامل‬
‫‪215‬‬ ‫عامرة صاحب املناقب للمشهد والس باب ادلافعة ذلكل‬
‫قصوويدة صوواحب املناقووب الوويت مطلعهووا ‪ :‬مسووق‪ ،‬النووور ايجوووهر وقووع يف ‪217‬‬
‫ادلبيات‬
‫‪221‬‬ ‫مطلب ماقاهل الش يخ حسني عبد الشكور يف زايرة املأثر‬
‫‪222‬‬ ‫مطلب تعريف ( احلوطه ) املتعارف علهيا‬
‫حاكية عن الش يخ عبد الرحمي ابوزير عند مواحوط الغيول والكم للشو يخ ‪223‬‬
‫معر احملضار يف ذكل جعيب جدا‬
‫مطلووب غيوول آن سووودان ( غيوول ابوزيوور ) وانتقووال آل آن سووودان اىل ‪224‬‬
‫اخلريبه‬
‫‪225‬‬ ‫مطلب ماجاء يف زايرة مأثر الصاحلني‬
‫مطلووب ماجوواء موون آخبووار وآاثر يف زايرة القبووور وخاصووة قبووور الوليوواء ‪226‬‬
‫والصاحلني‬
‫‪230‬‬ ‫مطلب وصف املشهد ومنافعه للهاصة والعامة‬
‫ماكتبة احلبيب عبد هللا بن حمسون بون سوامل بون معور العطواس لصواحب ‪230‬‬

‫‪422‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫املناقب‬
‫‪231‬‬ ‫مطلب ماجاء يف وصف الولياء‬
‫‪233‬‬ ‫مطلب بعض من آحوال صاحب املناقب‬
‫‪237‬‬ ‫حاكية عن الش يخ آن بكر العدين يف ترويضه للعوام‬
‫‪238‬‬ ‫رشح بيووت موون قصوويدة صوواحب املناقووب ‪ :‬واملشووهد اليوووم فيووه الفائوودة‬
‫والضامر وماورد يف اجامتال املسلمني‬
‫‪240‬‬ ‫بعووض موون قصووائد صوواحب املناقووب الوويت وصووف فهيووا املشووهد ومجوعاتووه‬
‫ومشاهده‬
‫‪242‬‬ ‫قصيدة احلبيب جعفر بن محمد العطواس الويت مطلعهوا ‪ :‬آهوال وسوهال بو‬
‫ايآ ا الزوار‬
‫‪244‬‬ ‫قصيدة صاحب املناقب اليت مطلعها ‪ :‬مشهد معر قل لباشيبه ثبت مجمعه‬
‫‪245‬‬ ‫مطلب ماجاء يف الثناء عىل مشاهد آولياء هللا‬
‫‪246‬‬ ‫تتمي فامي جاء يف احياء الرض امليتة ابلطاعات وادلعوات وعسومية املشوهد‬
‫اكشهد معر وماجاء يف وصف البوة ومالح ا م ورعايهتم لولدمه‬
‫‪248‬‬ ‫الكم للحبيب عبد الرمحن بن عبد هللا بلفقيه متم ملا قبهل‬
‫‪250‬‬ ‫مطلب ماجاء يف كرم الش يخ معر بن عبد القادر العمودي‬
‫‪250‬‬ ‫مطلب ماقاهل صاحب املناقب ‪ :‬من معه يشء عيبه مج والشوايت‬
‫‪252‬‬ ‫فصل يف التهيدات والشارات الويت تقودمت قبول وهوور وعوامرة املشوهد‬
‫ومهنا آبيات الش يخ سعد السويين‬
‫‪252‬‬ ‫مطلب ماحصل للش يخ آن بكرالعدين عنود موروره ابلغيووار وماحصول هل‬
‫من قطاال الطريق‬
‫‪253‬‬ ‫فصل فامي يتعلق بوقت الزايرة وذكر حامة املشهد الس بعة‬
‫‪254‬‬ ‫مطلب رشح آبيات احلبيوب عبودهللا احلوداد ‪ :‬اهوم آصوبح الووادي آنيسوا‬

‫‪423‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫وعامرا‬
‫‪256‬‬ ‫فصل يف ذكر بعض مايتعلق ابلزايرة وماجاء يف اجامتال املسلمني‬
‫‪260‬‬ ‫مطلب الدب الثالث اليت تنقل هن وحصاهن اىل اجلنة‬
‫‪260‬‬ ‫مطلب ضامنة صاحب املناقب ملن معر يف املشهد بس بع خصال زهر‬
‫‪262‬‬ ‫مطلب ماجاء يف فضل الشهاق والماكن‬
‫‪265‬‬ ‫مطلب تعريف لكمة ( ايحوله ) املتداول اها يف حرضموت‬
‫‪266‬‬ ‫مطلب الكم ابن عطاء هللا ( لك الكم برز اخل وماجاء فيه‬
‫‪267‬‬ ‫مطلووب ماجوواء يف ترغيووب املعلمووني واملووذكرين وماجوواء يف فضوول العوومل‬
‫وجمالسة العلامء‬
‫‪268‬‬ ‫مطلب آقسام املذكرين وتعريف الصادق مهنم واملداجل املامذق‬
‫‪269‬‬ ‫مطلب مجعيات ومشاهد صاحب املناقب بدوعن‬
‫‪270‬‬ ‫مطلب جواز التميم مع وجود املاء اذا خيف فوت الصالة‬
‫‪272‬‬ ‫عودة اىل ذكر مجعيات ومشاهد صاحب املناقب‬
‫‪273‬‬ ‫مطلب من آحوال صاحب املناقوب وخماطبتوه لك اكوايليق بوه وماجواء يف‬
‫ذكل من آخبار وآاثر‬
‫‪275‬‬ ‫فصوول فووامي جوواء يف زايرة الصوواحلني والعلووامء موون آخبووار وآاثر ومافهيووا موون‬
‫املنافع‬
‫‪275‬‬ ‫مطلب ماجاء يف فضل زايرة القبور وماحيصل للزائر واملزور‬
‫‪277‬‬ ‫مطلب الدغيب يف الكثار من ادلعاء والس تغفار للموات‬
‫‪281‬‬ ‫مطلب ابيات يف احل عىل زايرة قبور الوادلين‬
‫‪283‬‬ ‫فصل فامي يس تحب قراءته ليةل املعة واهداء ثوابه للوادلين‬
‫‪283‬‬ ‫فائدة يف ذكر صوالة اذا صوالها النسوان وآهوداء ثوااهوا للووادلين فقود آدا‬
‫حقهام‬

‫‪424‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪284‬‬ ‫مطلب مايقوهل الزائر عند دخوهل املقابر‬


‫‪285‬‬ ‫مطلب ماجاء يف احياء املشهد وتأسيسه عىل فوائد وموائد‬
‫‪285‬‬ ‫مطلب ماجاء يف زايرة مأثر الصاحلني ومتعبدا م‬
‫‪289‬‬ ‫الباب الثاين يف ذكر من آثىن عىل صاحب املناقب‬
‫حاكية عن الش يخ محمد بن عيل موىل ادلويوةل والبيوات الويت يقوول فهيوا ‪290 :‬‬
‫احلب ح واحلبيب حبي‬
‫‪291‬‬ ‫مطلب ماجاء يف السامال من آخبار وآاثر‬
‫مطلووب ماجوواء يف آن العووارفني ليس و تفزمه املوودح وليغضووهبم اذلم وفيووه ‪293‬‬
‫رواايت عن بعض الاكبر‬
‫ابيات احلبيب عبود الورمحن بون مصوطفئ العيودروس ميودح فهيوا صواحب ‪294‬‬
‫املناقب مطلعها ‪ :‬ايصاحب الوقت ايخدن الشارات‬
‫‪295‬‬ ‫مطلب ‪ :‬ان احلرضة احملمدية لها خدام حيف ونا‬
‫مطلب تعريف عبارات الصوفية ‪:‬احملو والصحو والفنا والبقاء واملع والفرق ‪298‬‬
‫قصيدة آخرى للحبيب عبد الرمحن بن مصطفئ العيدروس اليت مطلعهوا ‪299 :‬‬
‫لت لنا من حرضة الرشق والغرب‬
‫ماكتبووة موون احلبيووب عبوودالرمحن املووذكور لصوواحب املناقووب ويف آخرهووا ‪300‬‬
‫قصيدة هل آيضا مطلعها ‪ :‬صاح قف ن يف موقف التأنيس‬
‫‪302‬‬ ‫ماكتبة لصاحب املناقب من الش يخ عيل الغامن الشا‬
‫‪307‬‬ ‫الثناء عىل صاحب الدمجة من الاكبر‬
‫البووواب الثالووو يف رشح قصووويدة صووواحب املناقوووب الووويت مطلعهوووا ‪312 :‬‬
‫عطاعطاس نا غطا العطااي‬
‫‪315‬‬ ‫مطلب من آخذ عهنم الطريقة واللباس احلبيب معر ومن آخذوا عنه‬
‫قصبدة مدحية يف احلبيب معر بن عبد الورمحن العطواس للشو يخ عويل بون ‪317‬‬

‫‪425‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫عبدهللا ابراس مطلعها ‪ :‬ايمجمع البحرين ايرس الندى‬


‫‪319‬‬ ‫عودة اىل رشح قصيدة صاحب املناقوب وقووهل ‪ :‬فيوامن عحود الحسوان‬
‫قل يل اخل ‪ .‬وماجاء يف احلسد والعداوة وهود الفضل لهل البيت‬
‫‪322‬‬ ‫ماجاء يف التباال واحملبة لهل البيت وماورد فيه من آخبار وآاثر‬
‫‪324‬‬ ‫مطلب ماجاء يف الثناء عىل السادة آل آن علوي وخصوصيا م‬
‫‪328‬‬ ‫قوهل صاحب املناقب يف القصويدة ‪ :‬ومل نعتوب حليوف العتوب عتبوا اخل ‪.‬‬
‫وماجاء يف العتاب‬
‫‪331‬‬ ‫مطلب ماجاء يف الزجر ابلهمر‬
‫‪333‬‬ ‫قول صاحب املناقب يف القصيدة ‪ :‬خذالعفو واعرف املعروف عرفوا اخل ‪.‬‬
‫وماجاء يف العفو والتسامح وماجرى لل ة من الذايت وص مه علهيا‬
‫ماكتبه المام احلداد ملن ش عليه بعض آذية قومه‬
‫‪340‬‬ ‫ماكتبه احلبيب معر بون عبود الورمحن البوار للشو يخ معور بون عبود القوادر‬
‫العمودي عند جراين واقعة انزجع مهنا اىل الرحةل والنتقال‬
‫‪340‬‬ ‫من الكم احلبيب معر بن سقاف يف احل عىل عدم مقابةل الرش ابلرش‬
‫‪342‬‬ ‫موون الكم احلبيووب عبوود الوورمحن بلفقيووه يف آن احملسووودين يف زايدة ليف‬
‫نقصان‬
‫‪343‬‬ ‫مطلب ماجرى عىل كبار ال ة والعلامء من الذايت واحلسد من معارص م‬
‫‪347‬‬ ‫مطلب ماحصل عىل صاحب املناقب من الذايت‬
‫‪349‬‬ ‫قصيدة صاحب املناقب اليت مطلعها ‪ :‬تعمبت ايانس حد العمب ‪ .‬اخل‬
‫‪350‬‬ ‫آبيات آخرى لصاحب املناقب وصف فهيا احلساد واملعاندين‬
‫‪352‬‬ ‫عودة اىل رشح البيت اذلي يقول فيه ‪ :‬فيامعر العامير والزوااي‬
‫‪354‬‬ ‫مطلب تعريف رجال هللا الصوفية‬
‫‪356‬‬ ‫عودة اىل رشح البيت اذلي يقول فيه ‪ :‬سليل املرسلني جليل قدر‬

‫‪426‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫رشح البيت اذلي يقول فيه ‪ :‬آجور جوار الوجوار وان ورى ‪ ،‬وماجواء يف ‪356‬‬
‫اللتجاء وامحلا‬
‫‪360‬‬ ‫رشح البيت ‪ :‬حتامارش املصاليت اذا تصالت‬
‫‪360‬‬ ‫رشح البيت ‪ :‬ومن يقدم عليك بعزم ك وماجاء يف الك واحلسد‬
‫رشح البيت ‪ :‬عوىل فقوراء مون الداين ضولوا ‪ ،‬والصودود عون حمبوة آهول ‪363‬‬
‫البيت‬
‫‪364‬‬ ‫مطلب ماجاء يف وصف آهل الصفة‬
‫من الكم الش يخ عيل بن عبد هللا ابراس يف رشح آبيات الش يخ شوعيب ‪365‬‬
‫آن مدين اليت آولها ‪ :‬ماذلة العيش ال حصبة الفقراء‬
‫‪368‬‬ ‫رشح بيت صاحب املناقب قوهل ‪ :‬يريدوا يطفئوا نور الهدى‬
‫رشح بيت صاحب املناقب قووهل ‪ :‬فوردوا دا املوودة ذال يووذا وماجواء يف ‪369‬‬
‫حتريف املعاندين واناكرمه‬
‫رشح البيت ‪ :‬ويعتقدون حوب هللا بغضوا ‪ ،‬لل محمود ‪ .‬وماجواء يف احملبوة ‪371‬‬
‫والبغض لهل البيت‬
‫رشح البيووت ‪ :‬تعوووذان حبووول هللا مووهنم ‪ ،‬وماجوواء يف التحصوون والتوسوول ‪373‬‬
‫بأولياء هللا من كفاية رشورمه‬
‫‪380‬‬ ‫ختام القصيدة ‪.‬‬
‫‪381‬‬ ‫اخلامتة يف ذكر نزر يسري من الكم صاحب املناقب‬
‫‪382‬‬ ‫ماجاء يف الكم صاحب املناقب املن وم من احل واملواعظ‬
‫قصوويدة صوواحب املناقووب الوويت مطلعهاايهوول الورب‪ ،‬واملشوواخص والفوووط ‪391‬‬
‫والقروش‬
‫قصيدة وع ية لصاحب املناقب مطلعها ‪ :‬ايمحد ايح بوادي معد واتركوه ‪394‬‬
‫لههل‬

‫‪427‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫مطلب اش تغال آوليواء هللا ابدلعووة اىل هللا واحلو عوىل الطاعوة والزجور ‪399‬‬
‫عن املعايص‬
‫‪400‬‬ ‫منثور صاحب املناقب متضمن عىل ادلعوة اىل هللا‬
‫‪401‬‬ ‫من الكم صاحب املناقب فمين عاداه وآذاه‬
‫‪404‬‬ ‫ماجاء يف ذم التنبارش وشاربه‬
‫‪407‬‬ ‫ابيات للش يخ الشهاب القليون يف ذم التنبارش‬
‫‪408‬‬ ‫قصيدة للش يخ عبد الصمد ابكثري يف مدح القهوة وذم التنبارش‬
‫‪409‬‬ ‫من الكم صاحب املناقب يف وصف آولياء هللا‬
‫‪411‬‬ ‫مطلب ماجاء يف ولة المر وآخذمه آموال الرعية‬
‫‪411‬‬ ‫مطلب التسلمي لولياء هللا يف لك مايصدر عهنم‬
‫‪412‬‬ ‫تعريف لكمة ( ايحوله ) اليت يتدولونا يف حرضموت‬
‫‪413‬‬ ‫مواعظ وح وآحوال صاحب املناقب‬
‫‪414‬‬ ‫خامتة الكتاب ‪.‬‬
‫الفهرس‬
‫بعون هللا وتوفيقه مت الفراغ من مقابةل وفهرست الكتاب فر ليةل املعة‬
‫سلخ ربيع الول س نة ‪ 1422‬أرية عىل صاحهبا آفضل الصالة‬
‫وآزىك التحية وامحلدهلل اذلي بنعمته تمت الصاحلات وصىل هللا‬
‫عىل س يدان محمد وعىل آهل وحصبه وسمل‬
‫آعيدت املراجعة والتصحيح واكن الفراغ مهنا صباح يوم السبت املوافق ‪23 :‬‬
‫‪ 1431/ 10/‬هو اكدينة الحساء‬

‫‪428‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪429‬‬
‫جواهر األنفاس‬

‫‪430‬‬

You might also like