Professional Documents
Culture Documents
631ef58804636 1
631ef58804636 1
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
الوحدة األولى:
مقدمة عن العقود المدنية -معناها ،خصائصها ،أنواعها،
أهميتها
2
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعّر ف مفهوم العقود المدنية ومسماها في الفقه اإلسالمي.
أن يلم بتقسيمات العقود المدنية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
أن يفرق بين العقود المسماة والعقود غير المسماة.
أن يتمكن من عقد مقارنة بين أنواع العقود المدنية والتمييز بينها وبين أحكامها.
أن يتمكن من التمييز بين أن4واع العق4ود المدني4ة من حيث الص44حة والبطالن والفس4اد في الفق4ه اإلس4المي والق4انون
الوضعي.
أن يتمكن من معرفة خصائص العقود المدنية.
أن يفرق بين أحكام العقود المدنية الكبرى ،وعلى رأسها عقدا البيع واإليجار.
أن يلم باآلثار القانونية المترتبة على إبرام العقود المدنية وكيفية حمايتها من الناحيتين القانونية والفقهية.
أن يستشعر أهمية العقود المدنية ومجاالت استخداماتها الواسعة في حياتنا اليومية ويستوعب نطاقها ومجالها.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة العقود المدنية وأحكامها في الفقه والقانون.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية للعقود المدنية وإ براز أهميتها.
موضوعات الوحدة:
ثانيًا :ماهية وخصائص العقود المدنية محل الدراسة (عقدي البيع واإليجار).
ثالثًا :أهمية العقود المدنية محل الدراسة (عقدي البيع واإليجار) وأنواعهما.
3
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
4
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
المقدمة:
س44بق وأن درس44نا في مق4رر أحك44ام العق4د مفه44وم العق4د بص44فة عام44ة ،وعرفن44ا أن غالبي44ة الق4وانين الوض44عية لم تض44ع تعريًف ا
معيًنا للعقد وإ نما اكتفت بمعالجة أحكامه العامة ،تاركًة أمر تفصيل األحكام الخاصة بكل عق44د من العق44ود المدني44ة الك44برى
للقواع 44د القانوني 44ة المس 44تقلة والخاص 44ة به 44ا ،وفي تعريفه 44ا للعق 44د بص 44فة عام 44ة نص 44ت الم 44ادة ( )1101من الق 44انون الم 44دني
الفرنس44ي على أن44ه "اتف44اق يل44تزم بمقتض44اه ش44خص أو أك44ثر نح44و ش44خص آخ44ر أو أك44ثر بإعط44اء أو بعم44ل أو باالمتن44اع عن
عم44ل ش44يء" ،أم44ا الفق44ه اإلس44المي فق44د انقس44م بش44أن تعري44ف العق44د بص44فة عام44ة م44ا بين مض ّ4يق وموّس ع لمفهوم44ه ومجال44ه،
ويظ44ل القاس44م المش44ترك بين الفق44ه اإلس44المي والق44انون الوض44عي أن للعق44د دوًر ا كب44يًر ا ومج4ااًل واسً4ع ا ال يقتص44ر فق44ط على
إنش4اء االلتزام4ات القانوني4ة والمالي4ة وإ نم4ا يمت4د ليش4مل أيًض ا نقله4ا وتع4ديلها وإ نهاءه4ا ،ك4ذلك يش4مل جمي4ع الحق4وق المالي4ة
س44واء العيني44ة أو الذهني44ة وك44ذلك إنش44اء الشخص44يات االعتباري44ة كم44ا ه44و الح44ال في نص الم44ادة الثاني44ة من نظ44ام الش44ركات
السعودي الجديد الصادر في مطلع عام 1437هـ والمع4دل لنظ4ام الش4ركات الس4عودي الص44ادر بالمرس4وم الملكي رقم ()6
وتاريخ 1385 / 3 / 22ه.
ونظًر ا لشيوع التعامل ببعض أنواع العقود المدني4ة ،وعلى رأس4ها عق4دا ال4بيع واإليج4ار؛ فق4د اهتمت التش4ريعات الوض44عية
وكذلك أحكام الفقه اإلسالمي بتنظيمها ووضع أحكام خاصة بها؛ للحد من الخالفات التي كانت تنتج عن التعامل بها قبل
ض44بطها بقواع4د قانوني4ة وفقهي4ة ص44ارمة ،ه4دفها تنظيم إرادة األف4راد ،وتن4بيههم لخط4ورة الحق4وق المالي4ة واآلث4ار القانوني4ة
المترتب44ة عليه44ا ،وحثهم على االل44تزام بم44ا نتج عن ه44ذه العق44ود من آث44ار ،ب44ل وج44برهم عليه44ا بط44رق الج44بر والتنفي44ذ ال44تي
نظمتها التشريعات الوضعية ،وكذلك الفقهية.
وعلى الرغم من انتشار التعامل بالعقود المدنية في حياتنا العملية إال أننا نجد كثيًر ا من المتعاملين بها يجهل4ون أحكامه4ا
واآلثار القانونية المترتبة عليها ،وفي هذه الَو حدة سنبرز مفهوم العقود المدنية م44ع تخص44يص الح44ديث عن العق44ود المدني44ة
مح44 4ل الدراس44 4ة وهي عق44 4دا ال44 4بيع واإليج44 4ارَ ،و ْفًق ا ألحك44 4ام الفق44 4ه اإلس44 4المي والق44 4انون الوض44 4عي ،كم44 4ا س44 4نبين أنواعهم44 4ا
وخصائص 44هما وأهميتهم 44ا في حياتن 44ا اليومي 44ة وض 44رورتهما في حف 44ظ الحق 44وق وتنظيم االلتزام 44ات الناش 44ئة عنهم 44ا ،وإ ل 44زام
األطراف بتنفيذ ما نتج عن هذه العقود من آثار قانونية ومالية.
5
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
المحاضرة األولى
للعق44د في الفق44ه اإلس44المي كم44ا س44بق وأن علمن44ا في مق44رر أحك44ام العق44د مفهوم44ان :أح44دهما خ44اص مض ّ4يق ،واآلخ44ر ع44ام
موّس ع ،ولم يرد مصطلح العقود المدنية في الفقه اإلسالمي نظرا لكونه مصطلحا قانونيا بحتا ،وم4ع ذل4ك ال يمكنن4ا الق4ول
إن الفق44ه اإلس44المي لم يع44رف تنظيم العق44ود المدني44ة ،وإ نم44ا عرفه44ا تحت مس44مى العق44ود المالي44ة ،وعق44ود المع44امالت ك44البيع
واإلجارة والشركة والَّس لم واالستصناع وغيرها من العقود المالية التي وضع اهلل سبحانه وتعالى أساس4ا عام4ا وثابت4ا له4ا،
حيث تع44ددت اآلي44ات القرآني44ة ال44تي تحث على الوف44اء ب44العقود واالل44تزام بم44ا اتجهت إلي44ه إرادة المتعاق44دين ومن ذل44ك قول44ه
تعالىَ ( :يا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا َأْو ُفوا ِباْلُعُقوِد ) [المائدة ،]1 :كما ج4اءت الس4نة النبوي4ة الش4ريفة بالعدي4د من األح4اديث النبوي4ة
المنظمة التي تحث على االلتزام بالعقود والوعود ،ومن ذلك قوله صلى اهلل علي4ه وس4لم" :لك4ل غ4ادر ل4واء عن4د أس4ته ي4وم
القيامة" (صحيح مسلم ،برقم ،)1738كما روي عنه صلى اهلل عليه وسلم أنه ق4الَ( :ثاَل َث ٌة َأَن ا َخ ْص ُم ُهْم َي ْو َم اْلِقَياَم ِة َو َم ْن
ِم ِق ِة
ُك ْنُت َخ ْص َم ُه َخ َص ْم ُتُه َيْو َم اْل َياَم َر ُج ٌل َأْع َطى ِبي ُثَّم َغَد َر َو َر ُج ٌل َباَع ُح ّر ا َفَأَكَل َثَم َنُه َو َر ُج ٌل اْس َتْأَج َر َأِج يرا َفاْس َتْو َفى ْن ُه
َو َلْم ُيوِف ِه َأْج َر ُه) (صحيح البخاري برقم .)2114
وبص44فة عام44ة يمكن الق44ول إن للعق44ود المالي44ة في الفق44ه اإلس44المي أنواع44ا ش44تى تختل44ف ب44اختالف موض44وعاتها وغاياته44ا،
األمر الذي يترتب عليه اختالف أحكامها األساسية المعتبرة في كل منها (الزرقا1998 ،م) ،وقد عرفها الن4اس وتع4ارفوا
عليه 44ا بالتعام 44ل تباع 44ا بحس 44ب احتياج 44اتهم اليومي 44ة المتج 44ددة ،ولم توج 44د جميعه 44ا في وقت واح 44د ،وفي ذل 44ك يق 44ول اإلم 44ام
السرخسي الحنفي في المبسوط" :حاجة الناس أصل في شرع العقود ،فيشرع العق4د على وج44ه ترتف4ع ب44ه الحاج44ة ،ويك44ون
موافق44ا لألص44ول الش44رعية" ،كم44ا يق44ول أح44د األئم44ة من الش44افعية" :إن أص44ل ال44بيع مس44تنده الض44رورة ،أو الحاج44ة النازل44ة
منزل44ة الض44رورة" (الزرق44ا1998 ،م ،ص ،)8وق44د قّس م الفقه44اء المعاص44رون العق44ود المالي44ة في الفق44ه اإلس44المي إلى ع44دة
أنواع بحسب الغرض منها وموضوعها وغايتها ،وفيما يلي نعرض ألهم هذه التقسيمات:
أ .العق 44ود المس 44ماة والعق 44ود غ 44ير المس 44ماة :على ال 44رغم من أن ه 44ذا التقس 44يم ه 44و مص 44طلح ق 44انوني المنش 44أ ،إال أن الفق 44ه
اإلسالمي المعاصر أخذ به وتبناه في تصنيفه ألنواع العقود المالية في الفقه اإلسالمي ،فعرفوا العق4ود المس4ماة بأنه4ا
6
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
"تلك العقود التي يتولى الشرع القائم تنظيم األحكام الخاصة بك44ل منه44ا" (الزرق44ا1998 ،م) ،أم44ا العق4ود غ4ير المس44ماة
فهي العق4ود ال4تي تخض44ع لألحك4ام العام4ة ال4واردة في تنظيم العق4ود ،وي4رى الفق4ه اإلس4المي أنه4ا وطالم4ا لم يض44ع له4ا
الشرع اسما معينا فإنها تظل اتفاقا ،فإذا ما أفرد لها صكا ُس مي (صك االتفاق).
وللعق44ود المس44ماة أن44واع عدي44دة في الفق44ه اإلس44المي ،ج44اءت مجل44ة األحك44ام العدلي44ة بحص44ر خمس44ة عش44ر عق44دا منه44ا وهي:
البيع واإلجارة والكفالة والحوالة والرهن والوديعة والعارية والهبة والشركة ،والقس44مة والمض44اربة والمزارع4ة والمس44اقاة
والوكالة والصلح واالستصناع وبيع الوفاء وبيع السلم والبيع المطلق ،ويضاف إليهما عقدا القرض والمخارجة.
صورة ()1-1
قسم الفقه اإلسالمي العقود المدنية من حيث موضوعها إلى عدة مجموعات أهمها:
7
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
العقود التي ترد على ملكية العين :وهي البيع والهبة والقرض والشركة والمضاربة والمزارعة والمساقاة.
العقود التي ترد على منافع األشياء :وهي عقد اإلجارة سواء الوارد على األشياء أو الحيوان ،وعقد العارية.
العقود الواردة على العمل :وهي عقد إجارة اإلنسان (عقد العمل) ،وعقد الوكالة والوديعة ،وعقد االستصناع.
س 44بق وأن تطرقن 44ا إلى مفه 44وم العق 44د بص 44فة عام 44ة في الفق 44ه الق 44انوني خالل دراس 44ة مق 44رر أحك 44ام العق 44د ،ورأين 44ا أن الفق 44ه
القانوني يعّر ف العقد بأنه " توافق إرادتين أو أكثر على إحداث أثر قانوني سواء كان هذا األثر إنشاء التزام ،أو نقله ،أو
تعديله ،أو إنهاءه" (الصده ،) 1960 ،كما علمنا أن للعقد في الفقه القانوني أيضا مفهومين :أحدهما عام ،واآلخر خاص،
وذلك على غرار ما جاءت به أحكام الفق4ه اإلس4المي ،غ4ير أن نط4اق العق4ود المدني4ة ال4تي نحن بص44دد دراس4تها ال ينطب4ق
عليه44ا س44وى المع44نى الع44ام الواس44ع للعق44د ،فأنص44ار المفه44وم الض44يق للعق44د يقص44رون آث44ار العق44د على مج44رد إنش44اء االل44تزام
بتوافق إرادتين ،وال تمت4د ه4ذه اآلث4ار إلى تع4ديل االل4تزام أو نقل4ه أو ح4تى إنهائ4ه ،وه4ذا م4ا لم يقب4ل ب4ه الفق4ه الح4ديث ،ف4إذا
ك44ان أنص44ار الم44ذهب المض44يق للعق44د يس44تندون في رأيهم إلى أن العق44د يختل44ف عن االتف44اق ،بحيث إن االتف44اق أعم وأش44مل
من العق4د ،ف4إن الفق4ه الح4ديث ال ي4رى أهمي4ة عملي4ة لتل4ك التفرق4ة وإ نم4ا ي4رون أن العق4د ذات4ه يمكن4ه إنش4اء االل4تزام وتعديل4ه
ونقله وإ نهاءه كذلك (العاليلي2011 ،م).
وأيا كان األمر ،فإن العقد يحتل مكان الصدارة بين مصادر االلتزام المختلفة ،لهذا ُع نيت التشريعات الوضعية بمعالجتها
وبي44ان أحكامه44ا ،وتحدي44د أركانه44ا وش44روط ص44حتها وآثاره44ا القانوني44ة وانحالله44ا (الب44دراوي1970 ،م) ،ول44ذا ف44إن النظري44ة
العامة للعقد التي سبق دراستها في مقرر أحكام العقد تطبق على جميع أنواع العق44ود أي44ا ك44انت ،ويس44توي في ذل44ك العق44ود
المسماة التي سّن لها القانون الوض4عي أحكام4ا خاص4ة به4ا ،أو تل4ك ال4تي لم يعالجه4ا وال4تي لم ت4زل إرادة األف4راد ح4رة في
تحدي 44د أحكامه 44ا وتنظيمه 44ا ال يقي 44دها في ذل 44ك س 44وى فك 44رتي النظ 44ام الع 44ام واآلداب ويس 44بقهما في دولن 44ا اإلس 44المية أحك 44ام
الش 44ريعة اإلس 44المية ،مص 44داقا لقول 44ه ص 44لى اهلل علي 44ه وس 44لم" :اْل ْس ِل وَن َع َلى ُش وِط ِه ِ ،إاَّل َش طا َح َّر َح اَل الَ ،أ َأَح َّل
ْو َم ْر ْم ُر ُم ُم
حراما" (رواه أهل السنن إال النسائي وهو عند الترمذي برقم .)1352
وخالل دراستنا المفص44لة ألحك4ام العق4د رأين4ا أن العق4ود المدني4ة تنقس4م إلى أن4واع عدي4دة ،فمن حيث موض44وعها تنقس4م إلى
عقود مسماة وعقود غير مسماة ،وعقود بسيطة وعق4ود مركب44ة ،كم44ا تنقس44م من حيث تكوينه44ا إلى عق4ود رض44ائية وش44كلية
وعينية ،وتنقسم من حيث آثارها إلى عقود ملزمة للجانبين وعق4ود ملزم44ة لج44انب واح44د ،وعق4ود معاوض44ة وعق4ود ت44برع،
أم44ا من حيث طبيعته44ا فتنقس44م إلى عق44ود مح44ددة وعق44ود احتمالي44ة ،وعق44ود فوري44ة وأخ44رى مس44تمرة ،ولع44دم التك44رار فإنن44ا
نحيل طالبنا العزيز إلى ما سبق دراسته في مقرر أحكام العقد.
8
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
ولعل أبرز ما نود التركيز عليه من هذه التقسيمات المختلفة للعقود المدنية ،ما ُيعرف بالعقود المس44ماة ،وهي تل44ك العق44ود
ال44تي ت44ولى الق44انون تنظيمه44ا لش44يوعها بين الن44اس ،وخص44ص له44ا اس44ما معين44ا ،وه44ذه العق44ود ق44د ت44رد على الملكي44ة ك44البيع
والمقايض44ة والهب44ة والش44ركة والق44رض والص44لح ،وق44د ت44رد على المنفع44ة كاإليج44ار والعاري44ة واالس44تعمال ،وق44د ت44رد على
العم44 4ل كالمقاول44 4ة وال44 4تزام المراف44 4ق العام44 4ة وعق444د العم44 4ل والوديع44 4ة ،ويعت44 4بر من ض44 4منها أيض44 4ا عق 44ود التأمين44 4ات العيني44 4ة
والشخص 44ية ك 44الرهن والكفال 44ة ،ويخض 44ع العق 44د المس 44مى لم 44ا ورد بش 44أنه من أحك 44ام خاص 44ة في التش 44ريع (ش 44رف ال 44دين،
2003م) ،وعلى الرغم من أهمية العقود المسماة ،إال أن القانون الوضعي اهتم بإحكام القواع4د القانوني44ة الخاص44ة ببعض
العقود ،واكتفى باإلحالة بالنسبة للبعض اآلخر ،فجاء تنظيم عقدي البيع واإليجار على رأس العقود المدني44ة المس44ماة ال44تي
ع 44نيت التش 44ريعات الوطني 44ة بتنظيمه 44ا وس 44ن القواع 44د القانوني 44ة اآلم 44رة والمكمل 44ة به 44دف تنظيم أحكامه 44ا ،ويع 44ود ذل 44ك إلى
االنتش4ار الواس4ع الس4تخدام ه4ذين العق4دين ،فال يك4اد يمُّ4ر يوم4ا دون أن ي4برم أح4دنا عق4دا من ه4ذين العق4دين ،فش4راء قطع4ة
حل 44وى ص 44غيرة يع 44ني أن 44ك أب 44رمت عق44د بي 44ع وت 44رتبت علي 44ه أحكام 44ه ال 44تي تناولته 44ا التش 44ريعات الوض 44عية وك 44ذلك األحك 44ام
الفقهية ،ورغبتك في استئجار بيت أو محل أو سيارة تعني أنك تبرم عقد إيج4ار يخض44ع لتل4ك األحك4ام ال4تي س4نها الق4انون
لتنظيم عقد اإليجار ،ومن هنا تبرز أهمية التركيز على دراسة هذين النوعين من العقود المدنية المسماة.
9
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
يتط 44رق المنظم الس 44عودي لألحك 44ام العام 44ة للعق 44د اإللك 44تروني ،وإ نم 44ا اكتفى بم 44ا ج 44اء في أحك 44ام الفق 44ه اإلس 44المي في ه 44ذا
الخص 44وص ،وتن 44اول في ه 44ذا النظ 44ام األحك 44ام الخاص 44ة ب 44أداة انعق 44اد العق 44د ،ومك 44ان وزم 44ان انعق 44اده ،كم 44ا تن 44اول الوس 44اطة
اإللكترونية ،كوسيلة حديثة للتعاقد عبر اإلنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة.
أم44ا إذا ك44ان العق44د غ44ير المس44مى من العق44ود المركب44ة ف44دور القاض44ي يك44ون في44ه أس44هل ،إذ غالب44ا م44ا تتك44ون ه44ذه العق44ود من
مجموعة من العقود المسماة ،وعندئذ تطبق أحكام كل عقد منها في نطاقه الخاص.
األمر األول :إعطاء االتفاق المعروض على القاضي الوصف القانوني المناسب ،وهذا يتطلب تفسير إرادة المتعاقدين.
10
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
األم4ر الث4اني :ض4رورة معرف4ة العناص4ر األساس4ية لك4ل عق4د من العق4ود ال4تي نظمه4ا الق4انون ،وذل4ك بتحدي4د ك4ل عق4د منه4ا
وتمييزه عما عداه وبيان خصائصه الذاتي4ة ،ومن دون ه4ذا يس4تحيل على القاض4ي إعط4اء الوص4ف الق4انوني ألي عق4د من
العقود المعروضة أمامه.
11
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
المحاضرة الثانية
ثانيًا :ماهية وخصائص العقود المدنية محل الدراسة (عقدي البيع واإليجار)
صورة ()2-1
تختل 44ف خص 44ائص العق 44ود المدني 44ة من عق 44د إلى آخ 44ر ،فبعض العق 44ود المدني 44ة تن 44درج تحت العق 44ود الرض 44ائية ال 44تي يكفي
النعقاده44ا مج44رد تواف44ق اإلرادتين على إح44داث أث44ر ق44انوني ،والبعض منه44ا ال ينعق44د إال إذا اتخ44ذ ش44كال معين44ا فيم44ا ُيع44رف
ب44العقود الش44كلية ،ونض44يف إلى ذل44ك القبض في العق44ود العيني44ة وال44تي ال تنعق44د إال ب44القبض أو التس44ليم ،وبعض تل44ك العق44ود
ملزم للجانبين ،وبعضها ملزم لجانب واحد ،كما أن العقود المدنية قد تكون عقود معاوضة ،وقد تكون عقود تبرع ،ومن
حيث المدة قد تكون من العقود المستمرة والتي يعتبر عنصر الزمن عنصرا رئيس4يا فيه4ا ،وق44د تك4ون من العق4ود الفوري4ة
ال44تي تنتج آثاره44ا ف44ور انعقاده44ا ح44تى ول44و ت44راخى تنفي44ذها باتف44اق الط44رفين ،ف44إلى أي طائف44ة ينتمي عق44دا ال44بيع واإليج44ار
12
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
موضوع المقرر؟ وما الخصائص التي تميز كل عقد منهما عن العقود المدنية األخرى؟ وقبل أن نعرض لخصائص ك44ل
عقد من هذين العقدين ال بد أن نتعرف على مفهومهما في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
البيع في الفقه اإلسالمي :يختلف مفهوم البيع في الفقه اإلسالمي عنه في القانون الوضعي ،فالبيع عند الفقهاء هو "مبادلة
مال بمال" ،وهو التعريف الذي اختارته مجلة األحكام العدلية للبيع من خالل نص المادة ( )105منها والتي نص44ت على
"البيع :مبادلة مال بمال ويكون منعقدا وغير منعقد" ،أما المادة ( )161من مجلة األحكام الشرعية لفض44يلة اإلم4ام الق4اري
فقد عرفت البيع بأنه "عقد مبادلة مال ولو في الذمة أو منفعة مباح4ة بمث4ل أح4دهما على التأيي4د غ4ير رب4ا وق44رض" ،ويب4دو
أن مجل44ة األحك44ام الش44رعية ق44د وّس عت من نط44اق ال44بيع ليش44مل ليس فق44ط مبادل44ة م44ال بم44ال ،وإ نم44ا أيض44ا مبادل44ة المنفع44ة
بالمنفع 44ة ،وال يمكن أن يفهم من ه 44ذا النص أن المجل 44ة أرادت أن يش 44مل ال 44بيع مبادل 44ة المنفع 44ة بالم 44ال؛ ألن ه 44ذا المع 44نى
األخ44ير ين44درج تحت عق4د اإليج44ار ال44ذي تن44اولت المجل44ة أحكام44ه تفص44يال في الكت44اب الث44اني منه44ا تحت عن44وان اإليج44ارات،
وقد عرفت المادة ( )516منها اإليجار بأنه "عقد تمليك المنفعة المباحة المعلومة بع44وض معل44وم" ،وب44ذلك فإن44ه يخ44رج من
نط44اق عق4د ال44بيع م44ا ك44انت في44ه المنفع44ة المقدم44ة يقابله44ا ع4وض معل44وم وليس مج44رد منفع44ة معين44ة ،ويق4ول الزرق44ا في ذل44ك:
"يخ44رج أيض44ا بقي44د المالي44ة في الج44انبين مبادل44ة الم44ال بالمنفع44ة فإنه44ا إج44ارة ال بي44ع ،وعملي44ة ال44بيع تتض44من في وقت واح44د
خروج السلعة المبيعة من ملك ودخولها في ملك آخر" (الزرقا1998 ،م ،ص.)21
ال44بيع في الق44انون الوض44عي :ذكرن44ا أن ال44بيع في الفق44ه اإلس44المي يختل44ف في مفهوم44ه وك44ذلك نطاق44ه عن ال44بيع في الق44انون
الوض44عي ،ويفهم ذل44ك من التعري44ف ال44ذي اختارت44ه الم44ادة ( )1582من الق44انون الم44دني الفرنس44ي ال44تي ع44رفت ال44بيع بأن44ه
"اتف44اق يل44تزم بموجب44ه أح44د العاق44دين ب44أن يس44لم ش44يئا ،ويل44تزم العاق44د اآلخ44ر ب44أن ي44دفع الثمن" ،أم44ا الق44انون الم44دني المص44ري
الص44ادر ع4ام 1948م فق4د عّ4ر ف ال44بيع من خالل نص الم44ادة ( )418بأن44ه "عق4د يل44تزم ب44ه الب44ائع ب44أن ينق4ل ملكي44ة ش44يء أو
ح 44ق م 44الي آخ 44ر في مقاب 44ل ثمن نق 44دي" ،وعلى ال 44رغم من عراق444ة كال الق 44انونْي ن إال أن تعريفهم 44ا لعق 44د ال 44بيع ك 44ان محال
لالنتق 44اد؛ ذل 44ك أن المش 44رع الفرنس 44ي وق 44د اقتص 44ر آث 44ار عق 44د ال 44بيع على التس 44ليم فق 44د أغف 44ل األث 44ر األعظم لل 44بيع وه 44و نق 44ل
الملكي4ة ،فك4ان يجب أن يتض4من التعري4ف م4ا يفي4د ب4أن عق4د ال4بيع ه4و عق4د ناق4ل للملكي4ة ،أو على األق4ل عق4د ينش4ئ التزام4ا
على البائع بنقل الملكية (عبد السالم1980 ،م) ،أما التعريف ال4ذي اخت4اره المش4رع المص4ري فق4د وجهت ل4ه أس4هم النق4د،
حيث ذهب بعض الفق4ه إلى أن ال4بيع ال4وارد على منق4ول معين بال4ذات ينق4ل الملكي4ة من تلق4اء نفس4ه دون حاج4ة إلى ت4دخل
البائع ،وذلك على خالف البيع ال4وارد على عق4ار وال4ذي ال ب4د في4ه من ت4دخل الب4ائع إلتم4ام إج4راءات التس4جيل في الس4جل
العيني ،كم4ا يتطلب ت4دخل الب4ائع في ال4بيوع ال4واردة على المنق4والت المعين4ة ب4النوع ،وال4تي ال ب4د لنق4ل ملكيته4ا من عملي4ة
13
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
اإلفراز ،ومن ثم فإن التعريف الذي جاءت به المادة 418من القانون المدني المصري يقتصر فقط على ال44بيوع ال44تي ال
يك44ون فيه44ا الم44بيع معين44ا بال44ذات ،ول44ذا فق44د اتج44ه غالبي44ة الفق44ه إلى ض44رورة تع44ديل التعري44ف الم44ذكور ليش44مل جمي44ع أن44واع
البيوع أيا ك4ان محله4ا ،ومن التعريف4ات الفقهي4ة لل4بيع كم4ا عرف44ه عب4د الس4الم بأن4ه "عق4د يقص44د ب4ه نق4ل ملكي4ة ش4يء أو ح4ق
م4الي آخ4ر مقاب4ل ثمن نق4دي" (عب4د الس4الم ،1980 ،ص ،)11أم4ا خض44ر فق4د عرف44ه بأن4ه "عق4د يقص44د ب4ه طرف44اه أن يل4تزم
أحدهما وهو البائع ب4أن ينق4ل ملكي4ة ش4يء أو ح4ق م4الي آخ4ر في مقاب4ل ال4تزام الط4رف اآلخ4ر وه4و المش4تري بثمن المث4ل"
(خضر1979 ،م ،ص ،)15وفي ذلك يتفق خضر مع التعريف ال4ذي ج4اء ب4ه الق4انون الم4دني المص4ري ،مبين4ا أن مقص4د
المشرع من عبارة يل4تزم ب4ه الب4ائع ب4أن ينق4ل الملكي4ة ،م4ا ه4و إال تعب4ير يقص4د ب4ه اتج4اه إرادة الب4ائع إلى نق4ل ملكي4ة الم4بيع
إلى المشتري وليس التزامه.
ويب 44دو الف 44رق بين ال 44بيع في الفق 44ه اإلس 44المي والق 44انون الوض 44عي واض 44حا جلي 44ا ،حيث إن ال 44بيع في الفق 44ه اإلس 44المي يتس 44ع
ليش44مل جمي44ع المب44ادالت المالي44ة أي44ا ك44ان الع44وض المق44دم ،ول44ذا ي44دخل في نط44اق ال44بيع عق44د المقايض44ة وفق44ا ألحك44ام الفق44ه
اإلسالمي ،وذل4ك على خالف الق4انون الوض4عي وال4ذي يش4ترط العتب4ار العق4د بيع4ا أن يك4ون المقاب4ل نق4ديا ،ف4إذا ك4ان غ4ير
نقدي كنا بصدد عقد مقايضة والذي تختلف أحكامه عن أحكام عقد البيع.
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
ك44ان ينظ44ر إلى عم44ل اإلنس44ان على أن44ه من44اٍف لكرامت44ه واح44ترام حريت44ه وآدميت44ه ،فالعم44ل وفق44ا ألحك44ام الش44ريعة اإلس44المية
ليس قاص44را على العبي44د دون األح44رار وإ نم44ا يش44مل الجمي44ع ،وال أدل على ذل44ك من قول44ه تع44الى عن نبي44ه موس44ى -علي44ه
السالمَ ( :قاَلْت ِإَّن َأِبي ْد وَك ِلَيْج ِز َك َأْج ا َقْيَت َلَنا ) [القص4ص ]25 :وقول4ه تع4الى أيض4اَ ( :ق اَلْت ِإْح َد اُه ا ا َأ ِت
َم َي َب َر َم َس َي َي ُع
اْس َتْأِج ْر ُه ِإَّن َخْي َر َم ْن اْس َتْأَج ْر َت اْلَقِو ُّي اَأْلِم يُن ) [القصص.]26:
اإليجار في القانون الوضعي :تناولت المادة ( )1709من القانون المدني الفرنسي تعريف اإليجار ،فنصت على" :إيجار
األشياء عقد يلتزم بمقتضاه أحد المتعاقدين بأن يجعل اآلخر ينتفع بشيء م4دة معين4ة مقاب4ل أج4رة معين4ة يل4تزم ه4ذا األخ4ير
ب44دفعها" ،أم44ا الق44انون الم44دني المص44ري فق44د عرف44ه في الم44ادة 558بأن44ه" :اإليج44ار عق44د يل44تزم الم44ؤجر بمقتض44اه ب44أن يمّك ن
المستأجر من االنتفاع بشيء معين مدة معينة لقاء أجٍر معلوم" ،وتبين هذه التعريفات أن المؤجر ال يقتص44ر التزام44ه على
ترك المستأجر ينتفع بالعين المؤجرة ،وإ نم4ا علي4ه ال4تزام إيج4ابي يتمث4ل في تمكين المس4تأجر من االنتف4اع ب4العين الم4ؤجرة
وتذليل العقبات التي تحول دون ذلك االنتفاع (خضر1979 ،م) ،كما يختل4ف عق4د اإليج4ار في الق4انون الوض4عي عن4ه في
الفق 44ه اإلس 44المي ،إذ يقتص 44ر نط 44اق عق 44د اإليج 44ار في الق 44انون الوض 44عي على منفع 44ة األش 44ياء فق 44ط دون األش 44خاص ،حيث
يخضع النوع األخير للتنظيم القانوني لعقد العمل وعقد المقاولة ،أما القانون الفرنس44ي فم44ا زال ح44تى وقتن44ا الحاض44ر يأخ44ذ
بذات التفرقة التي أخذت بها أحكام الفقه اإلسالمي ،إذ ما زال نص المادة 1707من القانون المدني الفرنسي يف44رق بين
ن 44وعين من اإليج 44ار وهم 44ا :إيج 44ار األش 44ياء ،وإ يج 44ار األعم 44ال وال 44ذي يض 44م ن 44وعين من العق 44ود هم 44ا عق 44د العم 44ل وعق 44د
االستصناع (خضر1979 ،م).
يتميز عق4د ال4بيع ببعض الخص4ائص ال4تي يش4ترك فيه4ا م4ع العدي4د من العق4ود المدني4ة األخ4رى وعلى رأس4ها عق4د اإليج4ار،
فكالهما عقد رضائي بحسب األص44ل ،كم4ا أنهم4ا من العق4ود الملزم4ة للج4انبين ،وينتمي4ان إلى طائف4ة عق4ود المعاوض44ة ،إال
أنهم44ا يختلف44ان في ك44ون عق44د ال44بيع من عق44ود التملي44ك ال44تي ي44ترتب عليه44ا خ44روج الم44ال من ذم44ة ص44احبه ودخول44ه في ذم44ة
ش4خص آخ4ر (المش4تري) ،أم4ا اإليج4ار ف44يرد على منفع4ة الش4يء دون ملكيت4ه وه4ذا م4ا يم4يزه عن عق4د ال4بيع (أب4و الس4عود،
1996م) ،وفيما يلي نتناول هذه الخصائص بالتفصيل:
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
من44ذ عه44د الق44انون الروم44اني يتص44ف عق44د ال44بيع بأن44ه من العق44ود الرض44ائية (الب44دراوي1970 ،م) ،كم44ا أن عق44د اإليج44ار
يتح44د مع44ه في ه44ذه الص44فة (أب44و الس44عود1996 ،م) ،إذ ينعق44د عق44دا ال44بيع واإليج44ار بمج44رد تالقي اإليج44اب والقب44ول وال
يشترط النعقادهما أي إجراء آخر ،وال عبرة بعد ذلك لطريق4ة التعب4ير عن اإلرادة ،فق4د يتم التعب4ير عن اإلرادة باللف4ظ
أو بالكتابة أو باإلشارة المتداولة عرف4ا ،غ4ير أن فك4رة الرض4ائية في كال العق4دين ليس4ت متعلق4ة بالنظ4ام الع4ام ،ومن ثم
يج4وز للمتعاق4دين االتف4اق على جع4ل العق4د بينهم4ا ش4كليا ،من خالل اش4تراط تدوين4ه في ورق4ة رس4مية أو ح4تى عرفي4ة،
ففي ه 44ذه الحال 44ة ال يك 44ون العق 44د رض 44ائيا ،وإ نم 44ا يص 44بح ش 44كليا ال ينعق 44د إال إذا تم اس 44تيفاء الش 44كل المطل 44وب (خض 44ر،
1979م).
وه44ذه القاع4دة هي الس44ائدة في النظ44ام الس44عودي ،فالرض44ائية وفق4ا ألحك44ام الش44ريعة اإلس44المية هي المعت44برة في كاف44ة عق4ود
المعامالت المالية ،حتى تلك التي اشترط كتابتها ،كال4ديون ،فم4ا الكتاب4ة المش4ترطة هن4ا إال محض وس4يلة لإلثب4ات وليس4ت
ش 44رطا لالنعق 44اد ،وفي نظ 44ام التس 44جيل العي 44ني الص 44ادر بم 44وجب المرس 44وم الملكي رقم (م )6/وبت 44اريخ 1423 /11/2هـ،
اشترط المنظم من خالل ما جاء في نص المادة السادسة والثالثين من44ه لنف44اذ التص44رفات القانوني44ة ال44واردة على العق44ارات
في مواجه44ة الغ44ير ض44رورة قي44دها وفق44ا ألحك44ام الس44جل العي44ني ،ويس44توي في ذل44ك التص44رفات ال44تي ي44ترتب عليه44ا إنش44اء
الحق44وق العيني44ة األص44لية والتبعي44ة أو نقله44ا أو تغييره44ا أو زواله44ا ،كم44ا اش44ترط في نص الم44ادة الس44ابعة والثالثين من ذات
النظام ضرورة عقود اإليجار والسندات التي ترد على منفعة العقار التي تزيد مدتها على خمس سنوات ،وإ ال كان العق44د
غير نافذ أيضا في مواجهة الغير ،وعلى الرغم من اشتراط التس4جيل هن4ا ،وض4رورة تفري4غ العق4د في ق4الب الرس4مية عن
طريق اتخ4اذ إج4راءات القي4د في الس4جل العي4ني ،إال أن كال العق4دين م4ا زال يحتف4ظ بص4فته الرض4ائية ،إذ ينبغي أن نف4رق
في ه 44ذه الحال 44ة بين مس 44ألتين مختلف 44تين :األولى وهي مس 44ألة انعق 44اد العق 44د وه 44ذا م 44ا زال ينعق 44د بين طرفي 44ه بمج 44رد تالقي
اإلرادتين ،ومن ثم فالعقد بين طرفيه صحيح منتج آلثاره القانونية ،والثانية وهي مسألة اشتراط تسجيل العق44د في الس44جل
العيني ،وهذه يقتصر أثرها على نفاذه في مواجهة الغير فقط ،فالشكلية هنا هي شكلية نف44اذ ،وليس44ت ش44كلية انعق44اد ،وبن44اًء
عليه يعتبر عقد البيع حتى ولو ك4ان واردا على عق4ار وفق4ا للنظ4ام الس4عودي ه4و عق4د رض4ائي ،وك4ذلك الح4ال فيم4ا يتعل4ق
بعق44د اإليج44ار ح44تى ول44و زادت مدت44ه على خمس س44نوات ،فاش44تراط تس44جيله إذا تج44اوزت مدت44ه الخمس س44نوات م44ا هي إال
وسيلة لحفظ حقوق الغير المتعامل مع كال طرفي العقد ،وحتى ال يقع ضحية لتدليس أو تغرير أي منهما باعتباره أجنبيا
عن العقد بينهما.
فكال العق44دين الب44د أن يك44ون من عق44ود المعاوض44ات ،ف44المبيع ال44ذي يتملك44ه المش44تري ي44دفع مقابل44ه الثمن ال44ذي ي44دخل في
ذمة البائع المالية ،والمنفعة التي يحصل عليها المستأجر يدفع مقابلها األجرة المستحقة كل فترة زمني4ة مح4ددة بحس4ب
ما تم االتفاق عليه ،وهذه الخاصية تميز بين عقدي البيع واإليجار والعقود المدنية األخرى التي تتشابه معهم4ا ،ف44البيع
16
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
كعق44د من عق44ود المعاوض44ة يختل44ف عن الهب44ة باعتباره44ا من عق44ود الت44برع ،وال44تي يأخ44ذ فيه44ا أح44د المتعاق44دين دون أن
يعطي ،واآلخ44ر يعطي دون أن يأخ44ذ ،ول44ذا يش44ترط في ال44واهب أن يك44ون كام44ل األهلي44ة باعتب44ار أن الهب44ة من العق44ود
الضارة ضررا محضا ،فإذا أبرمها ن4اقص األهلي4ة ك4انت باطل4ة بطالن4ا مطلق4ا ،أم4ا ال4بيع فمن العق4ود ال4دائرة بين النف4ع
والضرر ،ولذا إذا أبرمها ناقص األهلية ك4ان العق4د موقوف44ا على إج4ازة ولي4ه أو وص44يه ،ف44إن أج4ازه ُنف4ذ وت4رتبت علي4ه
جميع آثاره ،كما أن الهبة إذا كانت بمقابل قد اقترب من الثمن الحقيقي للمال الموه4وب فإنه4ا تص44بح بيع4ا م4الم يتض44ح
من العق 44د أن إرادة المتعاق 44دين ق 44د اتجهت نح 44و إب 44رام عق 44د الهب 44ة وليس ال 44بيع ،ومن ثم يمكن للقاض 44ي إع 44ادة تكييفه 44ا
الق44انوني في ض44وء اح44ترام إرادة المتعاق44دين بم44ا ال يخ44الف القواع44د القانوني44ة أو الش44رعية القائم44ة ،وك44ذلك يختل44ف عق44د
اإليجار عن عقد العاري4ة ،إذ األخ4يرة تن4درج تحت عق4ود الت4برع ،إذ المع4ير ي4ترك منفع4ة الش4يء للمس4تعير بال ع4وض
(أبو السعود1996 ،م) ،وعليه إذا كان نقل الملكي44ة دون مقاب44ل ك44ان العق4د هب44ة وليس بيع44ا ،وإ ذا ك44ان تمكين الغ44ير من
االنتفاع بالمال دون مقابل كان العقد عارية وليس إيجارا.
من الخصائص التي تجمع بين عقد البيع وعقد اإليجار أيضا أن كليهما من العقود الملزم44ة للج44انبين ،حيث إن كليهم44ا
يول 44د التزام 44ات متقابل 44ة على ع 44اتق ك 44ل من طرفيهم 44ا ،فالب 44ائع في عق 44د ال 44بيع يل 44تزم بنق 44ل الملكي 44ة ،في مقاب 44ل ال 44تزام
المشتري بدفع الثمن ،وكذلك المؤجر في عقد اإليجار يل44تزم بتمكين المس44تأجر من االنتف4اع ب44العين الم44ؤجرة في مقاب44ل
قيام المستأجر بدفع األجرة المتفق عليه4ا ،وفي كال العق4دين ترتب4ط التزام4ات أح4د الط4رفين بالتزام4ات الط4رف اآلخ4ر،
فل44و أبط44ل ال44تزام أح44دهما أو انقض44ى بط44ل ال44تزام اآلخ44ر وانقض44ى ك44ذلك ،وبم44ا أن عق44دي ال44بيع واإليج44ار من العق44ود
الملزم 44ة للج 44انبين فإنهم 44ا يخض 44عان إذًا لقواع 44د الفس 44خ في ح 44ال إخالل أح 44د ط 44رفي العق 44د بتنفي 44ذ التزام 44ه في مواجه 44ة
الطرف اآلخر (البدراوي1970 ،م) ،غير أن األثر الرجعي في عقد اإليجار باعتب44اره من عق4ود الم44دة يتعط44ل ،وذل44ك
الستحالة إعادة المتعاقدين إلى ما كانوا علي4ه قب4ل التعاق4د ،ول4ذا ف4إن أث4ر الفس4خ في ه4ذا الن4وع من العق4ود يقتص4ر على
المستقبل دون الماضي.
17
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
المحاضرة الثالثة
تابع ثانيًا :ماهية وخصائص العقود المدنية محل الدراسة (عقدي البيع واإليجار)
عقد البيع من عقود التمليك بينما عقد اإليجار من عقود المنفعة: -
يظ44ل المقص44د الرئيس44ي من إب44رام عق4د ال44بيع ه44و نق4ل الملكي44ة (الب44دراوي1970 ،م) ،فه44و عق4د ناق44ل للملكي44ة مباش44رة إذا
كان الم4بيع معين4ا بال4ذات ،وه4ذا ينطب4ق على المنق4والت المعين4ة بال4ذات وك4ذلك العق4ارات ،وينش4ئ التزام4ا بنق4ل الملكي4ة
في ح44ال ك44ان الم44بيع منق44وال معين44ا ب44النوع ،إذ يجب على الب44ائع الت44دخل اإليج44ابي من أج44ل ف44رز الم44بيع ليص44بح معين44ا
بال 44ذات ،أم 44ا عق 44د اإليج 44ار فه 44و من العق 44ود ال 44تي ت 44رد على منفع 44ة الش 44يء دون ملكيت 44ه ،فالمس 44تأجر ال يمل 44ك الش 44يء
المؤجر ،وإ نما ينتفع به مدة محددة يعود بعدها الشيء إلى المؤجر (أبو السعود1996 ،م) ،غير أنه جدير بالذكر هن44ا
أن الفق44ه اإلس44المي يعت44بر اإليج44ارة بمثاب44ة تملي44ك للمنفع44ة وليس مج44رد تمكين منه44ا ،وفي ذل44ك ع44رفت الم44ادة 517من
مجل44ة األحك44ام الش44رعية اإليج44ارة بأنه44ا "تمل44ك المنفع44ة المباح44ة المعلوم44ة بع44وض معل44وم" ،كم44ا ع44رفت الم44ادة 518من
المجلة المؤجر بأنه "هو المملك للمنفعة بعقد اإلجارة ويقال له مؤجر أو مكاري".
عقد اإليجار ال يرد إال على األشياء غير القابلة لالستهالك: -
فعقد اإليجار ال يرد إال على األشياء غير القابلة لالستهالك؛ وذلك ألنه يخول للمستأجر االنتفاع بالشيء ،ثم رده إلى
ص44احبه عقب انته4اء م4دة العق4د ،وال يمكن والح4ال ك4ذلك تص44ور أن ي4رد عق4د اإليج4ار على األش4ياء القابل4ة لالس4تهالك
بمجرد استعمالها ،فإذا كان الش4يء ال4وارد علي4ه العق4د ق4ابال لالس4تهالك باالس4تعمال ،فالعق4د ال يك4ون إيج4ارا وإ نم4ا بيع4ا
(السعود1996 ،م) ،أما عقد ال4بيع فكم4ا ي4رد على األش4ياء القابل4ة لالس44تهالك فإن4ه ي4رد أيض44ا على األش4ياء غ4ير القابل4ة
لالستهالك ،ولذا تدق التفرقة بين البيع واإليجار في حال نزل الشخص عن غل4ة الش4يء من حاص4الت وثم4ار ،فالعق4د
هنا ال يقع على الشيء ذاته وإ نما على غلته ،والغلة تنقسم إلى ثمار ومنتج44ات ،أم44ا الثم44ار فهي ال44تي تتج44دد باس44تمرار
18
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
وال تنتقص من أصل الشيء ،أما المنتجات فهي عكس الثمار ال تتجدد باستمرار وتنتقص من أص44ل الش4يء كالمن4اجم
والمحاجر وغيره4ا ،ف4إذا ك4ان العق4د واردا على الثم4ار فه4و إيج4ار ،وإ ذا ك4ان محل4ه المنتج4ات فالعق4د بي4ع وليس إيج4ارا
حتى ولو وصفه المتعاقدان خالف ذلك (عبد السالم1980 ،م) ،ومع ذلك يرى بعض الفقه أن الشخص قد يبرم عق44دا
على ثمار أرضه ويكيف العقد على أنه عقد بيع وليس عقد إيجار ،وذل4ك في ح4ال ك4انت الثم4ار م4ا زالت في األرض
ولم يتم حصادها بعد ،وأيا كان األمر فالعبرة في تكييف العقد هنا مرجعها القاض44ي ،وال44ذي يس44تعين ب44اإلرادة الحقيقي44ة
للمتعاقدين مسترشدا بالظروف المحيطة والقرائن وله في ذلك سلطة تقديرية.
يع44د عق44د اإليج44ار من عق44ود الم44دة ،حيث يرتب44ط تنفي44ذه بم44دة معين44ة (أب44و الس44عود1996 ،م) ،فمنفع44ة الش44يء الم44ؤجر ال
تمنح للمس44تأجر إال ألج44ل معين ،إذ ال يمكن للمس44تأجر أن يحص44ل على منفع44ة العين الم44ؤجرة ف44ور إب44رام العق44د ،وإ نم44ا
تتراخى إلى المستقبل ،وفي ذلك يختلف عقد اإليج4ار عن عق4د ال4بيع ،وال4ذي ي4ترتب علي4ه انتق4ال الملكي4ة بش4كل ف44وري
ونهائي بمجرد إبرام العقد أو بعد قيام البائع باإلجراءات الالزم4ة لنق4ل الملكي4ة ،ف4إذا انتقلت الملكي4ة ك4ان انتقاله4ا نهائي4ا
إلى المش44 4تري ،وي44 4ترتب على اعتب44 4ار عق444د اإليج44 4ار من عق444ود الم44 4دة على خالف عق 44د ال44 4بيع وال44 4ذي يع44 4د من العق444ود
الفوري44ة ،أن فس44خ عق44د اإليج44ار يتع44ذر مع44ه تط44بيق األث44ر ال44رجعي للفس44خ وإ ع44ادة المتعاق44دين إلى م44ا ك44انوا علي44ه قب44ل
التعاقد ،وذلك على خالف عقد البيع الذي تطبق بشأنه اآلثار القانونية للفسخ ما لم يقم مانع قهري من ذلك.
ومع ذل4ك فق4د ت4دق التفرق4ة بين عق4دي ال4بيع واإليج4ار من حيث ه4ذه الخاص4ية في بعض األحي4ان ،وق4د ع4رف الق4انون في
هذا الصدد ما يسمى البيع اإليجاري أو اإليجار الساتر للبيع ،والذي يعرفه الفقه بأنه "عقد بين طرفين يؤجر في4ه أح4دهما
آلخر سلعة معينة مقابل أجرة معينة يدفعها المستأجر على أقساط خالل مدة محددة ،تنتقل بعدها ملكي44ة الس44لعة للمس44تأجر
عن4د سـداده آلخ4ر قس4ط بعق4د جدي4د" (المغ4ربي2013 ،م) ،وه4و م4ا يع4رف باإليج4ار المنتهي بالتملي4ك وهي مس4ألة خالفي4ة
بين الفقهاء.
ومن أمثلت 44ه العملي 44ة ال 44بيع بالتقس 44يط لألجه 44زة الكهربائي 44ة والس 44يارات ،إذ يلج 44أ المش 44تري إلى ش 44رائها عن طري 44ق القس 44ط
لعج 44زه أو ع 44دم رغبت 44ه في دف 44ع ثمنه 44ا ك 44امال دفع ً4ة واح 44دة ،وه 44ذا الن 44وع من العق 44ود على ال 44رغم من أن 44ه يمكن الب 44ائع من
تصريف كمية كبيرة من بضاعته وتزيد من فرصه في تحقيق أرباح كبيرة ،إال أنها تنط4وي على مخ4اطر كب4يرة بالنس4بة
له ،فقد يتوقف المشتري عن سداد األقساط ،أو يتصرف بالمبيع إلى آخر حس4ن الني4ة بحيث يس4تحيل على الب4ائع اس4ترداد
ما تم بيع4ه في ه4ذه الحال4ة (عب4د الس4الم1980 ،م) ،ول4ذا يلج4أ المتعاق44دان إلى وص44ف العق4د الم4برم بينهم4ا على ه4ذا النح4و
بأن44ه عق44د إيج44ار يتح44ول إلى بي44ع عن44د الوف44اء بكام44ل األقس44اط ،وق44د اختل44ف الفق44ه في التك44ييف الق44انوني له44ذا العق44د ،ف44ذهب
جانب منه إلى أن العقد في هذه الحالة يعتبر عقدا مركب44ا يجم44ع بين عق4دي ال44بيع واإليج44ار في آن مع44ا ،فه44و إيج44ار معل44ق
على شرط فاسخ وبيع معلق على شرط واقف ،والشرط هنا هو دفع كامل األقساط ،أما الجانب اآلخر من الفقه فقد انتقد
19
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
ه 44ذا ال 44رأي ووص 44فه ب 44الالمنطقي ،إذ ال يمكن لعق 44د واح 44د أن يوص 44ف بأن 44ه عق 44د بي 44ع وإ يج 44ار في ذات ال 44وقت ،ثم إن ه 44ذا
الوصف من شأنه أن يجعل عقد البيع من العقود المستمرة والتي يتوقف األثر ال4رجعي للفس4خ بش4أنها في ح4ال تم فس4خها
وه4ذا يتن4افى م4ع طبيع4ة عق4د ال4بيع الفوري4ة ،ول4ذا فق4د ذهب ه4ذا ال4رأي إلى أن العق4د في ه4ذه الص4ورة م4ا ه4و إال عق4د بي4ع
معلق فيه انتقال الملكي4ة على ش4رط واق4ف وه4و دف4ع كام4ل األقس4اط ،وه4ذا م4ا أخ4ذ ب4ه المنظم الس4عودي في نظ4ام اإليج4ار
التمويلي رقم 256وبتاريخ 12/8/1433هـ ،حيث نصت المادة الثاني4ة من4ه على "يج4وز انتق4ال ملكي4ة األص4ول الم4ؤجرة
للمستأجر وفقا ألحكام العقد ،إما بشرط يعلق التملك على سداد دفع4ات العق4د ،أو س4دادها م4ع مبل4غ مح4دد ،أو بوع4د ب4البيع
بثمن رمزي ،أو بثمن يتفق عليه في العقد ،أو بقيمة األصل وقت إبرام عقد البيع أو بالهبة" ،ويب44دو من خالل ه44ذا النص
أن المنظم السعودي لم يصف عقد اإليجار التمويلي بأنه عقد إيجار وبيع في ذات الوقت ،وإ نما منحه وصفا واحدا فق4ط،
باعتب44اره عق44د إيج44ار والعالق44ة قائم44ة بين ط44رفين أح44دهما م44ؤجر واآلخ44ر مس44تأجر ،ف44إذا أراد طرف44ا العق44د تحويل44ه إلى بي44ع
بحيث يتملك المستأجر األصول المؤجرة فيمكنه ذلك من خالل إحدى الصور التي نص عليها المنظم.
عقد اإليجار من عقود اإلدارة بالنسبة للمؤجر أما البيع فهو من عقود التصرف بالنسبة لكال طرفيه: -
فعقد اإليجار يعد من أعمال اإلدارة بالنسبة للم4ؤجر ال من أعم4ال التص4رف ،إذ ال ي4ترتب على الت4أجير خ4روج أص4ل
الم44ال من ذم44ة الم44ؤجر إلى ذم44ة المس44تأجر ،وإ نم44ا ه44و فق44ط يمّك ن المس44تأجر من االنتف44اع ب44العين الم44ؤجرة طيل44ة م44دة
اإليجار ،ولذلك ال يشترط في المؤجر أن تكون ل4ه أهلي4ة التص44رف وإ نم4ا يكتفى هن4ا بأهلي4ة اإلدارة فق4ط (أب4و الس4عود،
1996م) ،أم44ا بالنس44بة للمس44تأجر فعق4د اإليج44ار يع44د من عق4ود التص44رف ،ذل44ك أن44ه ي44ترتب على دفع44ه لألج4رة خروجه44ا
من ذمته المالية بشكل نهائي ودخولها في الذمة المالية للمؤجر ،ولذلك ال بد أن تتوافر فيه أهلي44ة التص44رف ال األداء،
ويترتب على ذلك أن الوصي والقيم والوكيل العام يجوز لهم القيام بعملية التأجير ،إذ إنهم يملكون أهلي44ة اإلدارة دون
التصرف بحسب أحك4ام الق4انون ،بينم4ا ال يج4وز لمثلهم القي4ام بعملي4ة االس4تئجار إال إذا ك4ان مأذون4ا لهم ب4ذلك ،أم4ا عق4د
ال44بيع فيع44د من عق44ود التص44رف س44واء بالنس44بة للب44ائع أو للمش44تري ،فكالهم44ا يخ44رج م44اال من ذمت44ه المالي44ة بش44كل نه44ائي
بنية إدخاله في الذمة المالية لآلخر.
غير أن اعتبار عقد اإليجار من عقود اإلدارة بالنسبة للمؤجر قد ترد عليه بعض االستثناءات ،منها ما هو باالتفاق لع44دم
تعل44ق تل44ك األحك44ام بالنظ44ام الع44ام ،ومنه44ا م44ا ه44و ق44انوني ،فنج44د أن الق44وانين الوض44عية في غالبيته44ا تش44ترط إذا ك44ان عق44د
اإليج44ار لم44دة طويل44ة أن تت44وافر ل44دى الم44ؤجر أهلي44ة التص44رف وليس مج44رد أهلي44ة اإلدارة ،كم44ا أن بعض الق44وانين تش44ترط
أهلية التصرف في ح4ال ك4ان اإليج4ار س4يؤدي إلى تمل4ك المس4تأجر للعين الم4ؤجرة بع4د تحق4ق الش4رط المعل4ق علي4ه انتق4ال
الملكية ،وهذا ما يفهم من نص الفق4رة األولى من الم4ادة الثاني4ة من نظ4ام الت4أجير التم4ويلي المش4ار إلي4ه وال4تي تش4ترط في
الم44ؤجر أن يك44ون م44ا يق44وم ب44ه من أعم44ال ت44أجير على س44بيل االح44تراف ،وبطبيع44ة الح44ال وص44ف االح44تراف ال يمكن أن
يكتسبه إال من هو كامل األهلية ولديه أهلية التصرف وليس مجرد أهلية اإلدارة.
20
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
ب .أنواع البيوع في الفقه اإلسالمي :قسم فقهاء الش4ريعة اإلس4المية ال4بيع من حيث الم4بيع إلى أربع4ة أن4واع وهي :ال4بيع
المطلق والمقايضة والسلم والصرف ،فمع انتشار فكرة مبادلة السلعة ب4النقود واتس4اع طري4ق االكتس4اب ظه4ر الن4وع
األول من البيوع والذي يع4رف ب4البيع المطل4ق (الزرق4ا1998 ،م) ،ويقص4د ب4المطلق أن4ه غ4ير مقي4د باس4م آخ4ر س4وى
ال4بيع ،وأص4بح ه4و العق4د األهم على اإلطالق وال4ذي ال يك4اد يمُ4ر ي4وم على أي ش4خص دون إب4رام عق4د أو أك4ثر من
ال44بيوع (م44رقس1980 ،م) ،وبع44دما ش44اع اس44تعمال النق44ود في اقتض44اء الح44وائج ظه44رت فك44رة الص44رف ،إذ ظه44رت
الحاجة إلى وجود فئ4ات من النق4ود م4ا بين الكب4يرة والص44غيرة ،ول4ذا ظه4رت فك4رة مبادل4ة النق4د بالنق4د ،وال4تي تع4رف
حاليا بالصرف ،ويعرف الزرقا الصرف بأنه "أسلوب في المعاوضة مبني على فكرة مركبة متأخرة عن المقايض44ة
وعن ال44بيع المطل44ق؛ ألن المبادل44ة في الص44رف ليس44ت غائب44ة ،ب44ل هي وس44يلة إلى مبادل44ة أخ44رى" (الزرق44ا1980 ،م،
ص ،)17ثم تلى مرحلة الصرف مرحلة السلم والتي جاءت نتيجة احتياج الناس إلى نوع جديد من المعاوضة يس44د
حاجتهم في حال كان رأس المال غير موجود عندهم في الوقت الراهن ليستعين به في إنتاج مال آخر تت44وافر لدي44ه
مكوناته ،فصاحب الصنعة يحتاج إلى األم4وال لش4راء الم4واد الخ4ام إلنج4از ص44ناعته وطرحه4ا في األس4واق ،وك4ذلك
الم44زارع والت44اجر وغيرهم44ا ،ومن هن44ا ظه44ر بي44ع الس44لم وال44ذي أجازت44ه أحك44ام الش44ريعة اإلس44المية وه44و بي44ع ش44يء
مؤجل بمعجل (الزرقا1980 ،م).
أما تقسيم ال4بيوع من حيث تحدي4د الثمن فق4د قّس مها فقه4اء الش4ريعة اإلس4المية من حيث إخب4ار ص44احب الس4لعة عن الس4عر
الحقيقي لس 44لعته ،ثم يطلب ربح 44ا معين 44ا ،أو يبيعه 44ا بخس 44ارة أو ب 44ذات س 44عرها إلى ثالث 44ة أن 44واع وهي :المرابح 44ة والتولي 44ة
21
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
والوضعية ،فإذا باعها بربح سميت مرابحة ،وإ ذا باعها بنفس ثمنها سميت تولية ،وسميت بذلك ألن البائع أحّل المشتري
محله ليتولى سلطاته على السلعة دون مقابل ،أم4ا إذا باعه4ا بخس4ارة ُس مي ال4بيع هن4ا "وض44عية"؛ وذل4ك ألن الب4ائع في ه4ذه
الحالة يضع ،أي يحط ،شيئا من رأس ماله بدال من أن يربح (الزرقا1980 ،م).
أم44ا إذا لم يخ44بر ص44احب الس44لعة عن الس44عر الحقيقي لس44لعته واحتف44ظ ب44ذلك لنفس44ه م44ع رغبت44ه في ال44بيع بم44ا يتم التراض44ي
عليه بينه وبين المشتري ،سمي ذلك البيع "المساومة".
ج .أنواع البيوع في القانون الوضعي :عقد البيع في صورته العادية المألوفة هو الصورة الغالب4ة في الق4انون الوض4عي،
والعق 44د ال يع 44د بيع 44ا وفق 44ا ألحك 44ام الق 44انون الوض 44عي إال إذا ك 44ان المقاب 44ل نق 44ديا ،وإ ال ُع ّد العق 44د مقايضً4 4ة وليس بيع 44ا
(م44رقس1980،م) ،إال أن هن44اك أنواع44ا خاص44ة من ال44بيوع تس ّ4م ى فقه44ا ال44بيوع الموص44وفة ،وهي تل44ك ال44بيوع ال44تي
اق 44ترن فيه44ا الرض 44ا بوص 44ف معين كش44رط أو أج44ل ،ك44البيع المعل44ق على ش44رط أو أج44ل واق 44ف أو فاس44خ ،ف 44إن ك44ان
األج44ل أو الش44رط واقف44ا امتنعت آث44ار العق44د إلى حين حل44ول األج44ل الواق44ف أو تحق44ق الش44رط الواق44ف في ه44ذه الحال44ة
(الب44دراوي1970 ،م) ،وإ ن ك44ان األج44ل أو الش44رط ك44ذلك فاس44خا انعق4د العق4د منتج44ا لكاف44ة آث44اره ولكن44ه مه44دد ب44الزوال
بحلول األجل أو تحقق الشرط الفاسخ.
كم 44ا أن وص 44ف ال 44بيوع ال يقتص 44ر على اق 44تران الرض 44ا في 44ه بش 44رط أو أج 44ل ،وإ نم 44ا يمكن أن يق 44ترن الرض 44ا ك 44ذلك بتع 44دد
المحل ،وثبوت خيار التعيين ألحد العاقدين ،ويعرف هذا البيع بالبيع مع خي4ار التع4يين ،كم4ا يمكن أن يق4ترن ال4بيع بش4رط
التجربة وهو البيع الذي يحتفظ فيه المشتري بحقه في تجربة المبيع وله بع44د ذل44ك الح44ق في رفض الم44بيع أو قبول44ه خالل
مدة معينة يتم تحديدها في العقد أو المدة المعقولة التي يحددها البائع (مرقس1980 ،م) ،كما يمكن أيضا أن يقترن ال44بيع
بش44رط الم44ذاق ،وه44و مج44رد وع44د ب44البيع ملزم44ا لج44انب واح44د فق44ط وه44و الب44ائع دون المش44تري ،وينتمي إلى طائف44ة العق44ود
الموص44وفة أيض44ا ال44بيع ب44العربون ،والعرب44ون ه44و المبل44غ ال44ذي يدفع44ه أح44د العاق44دين إلى اآلخ44ر وقت ال44بيع ول44ه في الق44انون
الوض44عي إح44دى دالل44تين ،فإم44ا أن44ه يحم44ل مع44نى خي44ار الع44دول ،وه44ذا ه44و األص44ل في الق44انون الم44دني الفرنس44ي والق44انون
المدني المصري وغيرهم4ا من الق4وانين ذات األص4ل الروم4اني ،وإ م4ا أن يقص4د ب4ه تأكي4د االتف4اق على العق4د والع4زم على
إبرامه ،أما الفقه اإلسالمي فقد أجاز جميع هذه الصور من البيوع ،وكان الخالف قائما حول حكم ال44بيع ب44العربون ،حيث
حرمه بعض الفقه استنادا إلى ما روي عن النبي (صلى اهلل عليه وسلم) من حديث ابن ماجة عن عمرو بن ش44عيبَ" :أَّن
الَّنِبَّي َص َّلى اُهلل َع َلْي ِه َو َس َّلَم َ ،نَهى َعْن َبْي ِع اْلُعْر َباِن " .وقد أجاز مجمع الفقه اإلسالمي بيع العربون إذا ُقيدت ف44ترة االنتظ4ار
بزمن محدود ،ويحتس4ب العرب4ون ج4زءا من الثمن إذا تم الش4راء ،ويك4ون من ح4ق الب4ائع إذا ع4دل المش4تري عن الش4راء.
(الدورة الثامنة) قرار ( ،)85 /3 /76وأخيرا يضاف إلى جميع هذه األنواع بيع الوفاء وهو البيع الذي يحتفظ فيه البائع
بحق44 4ه في اس44 4ترداد الم44 4بيع خالل م44 4دة معين44 4ة إذا ش44 4اء في مقاب44 4ل رد الثمن ومص44 4روفات العق44 4د ومص44 4روفات االس44 4ترداد
والمصروفات التي يكونا قد اتفقا عليها (مرقس1980 ،م) ،وسنعود لدراسة جميع هذه األنواع من العقود الحقا بإذن اهلل
تعالى بالتفصيل.
22
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
ب .أنواع عقد اإليجار :ذكرنا أن الفقه اإلس4المي لم يف4رق بين إج4ارة العم4ل وإ ج4ارة األعي4ان ،ورأين4ا أيض4ا أن المش4رع
الفرنس44ي ح44ذا ح44ذو الفق44ه اإلس44المي في ذل44ك ،على خالف بعض الق44وانين الوض44عية ال44تي تقص44ر عق44د اإليج44ار على
إج44ارة األعي44ان دون األش44خاص ،أم44ا عم44ل األش44خاص فينظم44ه عق44د العم44ل وعق44د المقاول44ة كم44ا ق44دمنا ،وفي الق44انون
الوضعي يجوز أن يرد عق4د اإليج4ار على أي م4ال مب4اح التعام4ل في4ه ش4ريطة أن يك4ون غ4ير قاب4ل لالس4تهالك ،ول4ذا
يقع عقد اإليجار على العقارات فيما يعرف قانونا بإيجار األماكن ،كما يقع على المنقوالت بشتى أشكالها.
أما في الفقه اإلسالمي فعقد اإليجار يتسع ليشمل إجارة منافع األعيان ،التي تشمل األعيان المنقولة واألعيان الثابتة ،كما
يش44مل عق44د اإليج44ار إج44ارة من44افع األعم44ال ،ويك44ون محله44ا أداء عم44ل معين من قب44ل األج44ير في مقاب44ل األج44رة ال44تي يل44تزم
المستأجر بدفعها له ،وتشمل األجير الخاص واألجير العام المشترك (نصار ،بدون تاريخ نشر).
23
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
مصطلحات الوحدة:
العقد :تواف44ق إرادتين أو أك44ثر على إح44داث أث44ر ق44انوني س44واء ك44ان ه44ذا األث44ر إنش44اء ال44تزام ،أو نقل44ه ،أو تعديل44ه ،أو
إنهاءه.
العقود المسماة :تلك العقود التي يتولى الشرع القائم تنظيم األحكام الخاصة بكل منها.
العقود غير المسماة :هي العقود التي تخضع لألحكام العامة الواردة في تنظيم العقود ،والتي يرى الفق44ه اإلس44المي
أنها وطالما لم يضع لها الشرع اسما معينا فإنها تظل اتفاقا ،فإذا ما أفرد لها صكا ُسمي (صك االتفاق).
صك االتفاق :هو االتفاق الذي يبرمه العاقدان دون أن يكون الشرع قد حدد لهذا االتفاق اسما أو تنظيما معينا.
عقد البيع فقها :ه44و مبادل44ة م44ال بم44ال ،أو ه44و عق44د مبادل44ة م44ال ول44و في الذم44ة أو منفع44ة مباح44ة بمث44ل أح44دهما على
التأييد غير ربا وقرض.
عقد البيع قانونا :هو عقد يقصد به طرفاه أن يلتزم أحدهما وهو البائع بأن ينقل ملكية شيء أو حق مالي آخر في
مقابل التزام الطرف اآلخر وهو المشتري بثمن المثل.
عقد اإليجار فقها :هو تمليك المنفعة المباحة المعلومة بعوض معلوم.
عقد اإليجار قانونا :ه44و عق4د يل44تزم الم44ؤجر بمقتض44اه أن يمّك ن المس44تأجر من االنتف4اع بش44يء معين م44دة معين44ة لق4اء
أجٍر معلوم.
العقد الرضائي :هو العقد الذي ينعقد بمجرد تالقي اإلرادتين دون حاجة إلى أي إجراء آخر.
عقود المعاوضة :هي العقود التي يحصل فيها كل متعاقد على مقابل ما يعطي.
العقد الملزم للجانبين :هو العقد الذي يولد التزامات متقابلة على عاتق كل من طرفيه.
عقد التمليك :هو العقد الذي يترتب عليه خروج المال من ذمة أحد طرفي العقد ودخوله في ذمة الطرف اآلخر.
عقود االنتفاع :هي العقود التي يترتب عليها تقرير حق االنتفاع بالعين محل العقد للغير دون تملكها.
األش AAياء القابل AAة لالس AAتهالك :هي األش44 4ياء ال44 4تي ي44 4ترتب على اس44 4تعمالها نفاذه44 4ا ،وعكس44 4ها األش44 4ياء غ44 4ير القابل44 4ة
لالستهالك.
عقود المدة :هي العقود التي يعد عنصر الزمن عامال جوهريا فيها ،وهي عكس العقود الفورية.
عقد اإليجار الساتر للبيع أو البيع اإليجاري (اإلجارة المنتهية بالتملك) :عقد بين طرفين يؤجر في4ه أح4دهما آلخ4ر
سلعة معينة مقابل أجرة معينة يدفعها المستأجر على أقساط خالل مدة محددة ،تنتق4ل بع4دها ملكي4ة الس4لعة للمس4تأجر
عند سـداده آخر قسط بعقد جديد.
24
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
عقود اإلدارة :هي العقود التي ال يترتب عليها خروج المال من ملك صاحبه وهي عكس عقود التصرف.
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن مفهوم العقود المدنية الكبرى (البيع واإليجار) وأنواعها وخصائصها.
مقطع فيديو:
ُقم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الَو حدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
أبرم زيٌد ذو األربع عشرة سنة مع عمٍر عق4دا ال4تزم بمقتض4اه األول بتمكين الث4اني من اس4تعمال الط4ابق األول من منزل4ه
المكون من طابقين ،وذلك دون تحديد مدة زمنية ل4ذلك االس4تعمال ،ودون مطالب4ة األول للث4اني ب4أي مقاب4ل ل4ذلك االنتف4اع،
وبع44د ثالث س44نوات من اس44تعمال عم44ر الط44ابق األول من الم44نزل طالب44ه زي44د ب44إخالء الط44ابق لحاجت44ه إلي44ه ،دف44ع عم44ر في
مواجهة زيد بأنه قد تملك منفعة الطابق بشكل نهائي باعتبار أن العقد الم4برم بينهم4ا ه4و عق4د تملي4ك وليس مج4رد انتف4اع،
وذلك باعتبار أن زيدا قد تنازل عن منفعة الطابق محل النزاع بشكل نهائي ،لجأ زيد إلى محاميه ،وبدوره دفع المح44امي
أمام المحكمة المختصة بعدم أهلية زيد لتأجير منزله لعدم بلوغه س4ن الرش4د ،إال أن عم4ر رد على دف44ع مح4امي زي4د ب4أن
زيدا مس4موح ل4ه ب4اإلدارة من المحكم4ة ،وأن4ه لم ي4برم العق4د مع4ه إال بع4د االطالع على إذن المحكم4ة ب4ذلك ،وإ زاء ذل4ك لم
يجد محامي زيد ُبدا سوى الدفع ببطالن العقد المبرم بين موكله زيد وعمر لخلّو ه من عناصره الجوهرية.
في ضوء الوقائع السابقة بماذا كنت ستحكم في الدعوى لو كنت أنت القاضي المختص؟
25
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
اإلجابة:
ل44و كنت أن44ا القاض44ي ال44ذي ينظ44ر ال44دعوى المقام44ة من زي44د على عم44ر فس44أقوم بداي44ة بتك44ييف العق44د الم44برم بينهم44ا .1
تكييف 44ا قانوني 44ا س 44ليما ،مس 44تعينا في ذل 44ك بالني 44ة الحقيقي 44ة للمتعاق 44دين ،وال 44تي يمكن اس 44تنباطها من خالل الظ 44روف
المحيط44ة ،ووق44ائع ال44دعوى ،ويب44دو من خالل الظ44روف المحيط44ة أن إرادة المتعاق44دين ق44د اتجهت إلى إب44رام عق44د
إيجار يلتزم بمقتضاه زيد بتمكين عمر من االنتف4اع بالط4ابق األول من منزل4ه ،غ4ير أن4ه من ش4روط عق4د اإليج4ار
في الفق 44ه اإلس 44المي والق 44انون الوض 44عي أن يك 44ون مح 44دد الم 44دة وفي مقاب 44ل ع 44وض معل 44وم ،ويع 44د عنص 44ر ال 44زمن
عنص44را جوهري44ا في عق44د اإليج44ار باعتب44اره من عق44ود الم44دة ،وك44ذلك األج44رة باعتباره44ا مح44ل ال44تزام المس44تأجر،
وفي حال عدم تحديد العناصر الجوهرية في العقد فإن العقد هنا يعد باطال بطالنا مطلقا لتخلف أركان44ه وش44روط
صحته ،ومن ثم فدفع محامي زيد ببطالن العقد المبرم بين زيد وعمر صحيح.
فيما يتعلق بدفع عمر بأنه قد تملك منفعة الطابق األول بالعقد المبرم بينه وبين زيد ،فهذا دفع غير صحيح .2
لسببين :األول أنه ولو افترضنا أن العقد المبرم ما بين الطرفين عقد إيجار فإن عقد اإليجار من العقود التي
ترد على المنفعة وليس الملك ،وال يترتب عليها خروج المال من ذمة صاحبه ،وإ نما فقط حق االنتفاع بذلك
المال لمدة معينة ،وال يرتب بحال من األحوال تملك المنفعة بشكل نهائي وإ نما بشكل مؤقت ينتهي بانتهاء
مدته ،أما السبب
الثاني ،فزيد قاصر مأذون له بإدارة أمواله وليس التصرف فيها ،وعلى ذلك فإنه ال يجوز له إبرام عقود
التصرف التي يترتب عليها خروج المال من ذمته ،ومن ثم فالدفع غير صحيح ،حتى ولو كانت إرادتهما
اتجهت إلى التنازل عن منفعة العين على سبيل التملك ،وذلك لعدم صالحية زيد إلبرام هذا النوع من العقود،
وإ نما يظل العقد موقوفا على إجازة ولي زيد أو وصّي ه أو إجازته بعد بلوغه سن الرشد.
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
26
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة األولى :مقدمة عن العقود المدنية – معناها ،خصائصها ،أنواعها ،أهميتها ::::::::::::
27
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أسئلة الوحدة
األسئلة الموضوعية
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
28
:::::مقرر العقود المدنية :::::
. 4يختلف نطاق عقد البيع في القانون الوضعي عنه في الفقه اإلسالمي من حيث:
إدراجه تحت أحكام أحد العقود المسماة القريبة منه لتسهيل تحديد آثاره.
البحث عن اإلرادة الحقيقية للمتعاقدين مع االستعانة بأحكام العقود المسماة المشابهة.
تطبيق القواعد العامة للعقد عليه وإ عطائه اسما ووصفا جديدا.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
للعقد في الفقه اإلسالمي مفهوم يجعل نطاقه يتفق مع ما ورد في القانون الوضعي.
29
:::::مقرر العقود المدنية :::::
العقد المسمى هو عقد أخضعه الشرع لألحكام العامة في تنظيم العقود.
عق44د اإليج44ار من العق44ود المدني44ة ال44تي يل44تزم فيه44ا الم44ؤجر بتمكين المس44تأجر من االنتف44اع
بالعين المؤجرة مدة معينة.
يخض44ع القاض44ي في تفس44يره للعق44ود المدني44ة غ44ير المس44ماة ألحك44ام العق44ود المس44ماة القريب44ة
من العقد محل النزاع.
عق44د ال44بيع من العق44ود الرض44ائية إال إذا ك44ان واردا على عق44ار فيص44بح عق44دا ش44كليا وف44ق
النظام السعودي.
يتميز عقد اإليجار عن عقد العارية بأن األول يرد على منفع4ة الش4يء بينم4ا العاري4ة ت4رد
على الشيء ذاته.
إذا كانت الهبة بمقابل أصبح العقد بيعا بقوة القانون.
إذا انقضى التزام المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة ترتب على ذل44ك
انقضاء التزام المستأجر بدفع األجرة بأثر رجعي.
إذا أبرم أحدهم عقدا تنازل فيه بمقابل عن ثمار أشجاره التي ما زالت لم تنضج بعد فإن
العقد هنا ال يصح أن يكون بيعا.
يمكن تك 44ييف ال 44بيع اإليج 44اري بأن 44ه عق 44د بي 44ع معل 44ق على ش 44رط واق 44ف وه 44و س 44داد كاف 44ة
األقساط المطلوبة.
عقد اإليجار من عقود اإلدارة بينما عقد البيع من عقود . ..................................
..................................ه44و عق44د بين ط44رفين ي44ؤجر في44ه أح44دهما آلخ44ر س44لعًة معين44ة مقاب44ل أج44رة
معينة يدفعها المستأجر على أقساط خالل م4دة مح4ددة ،تنتق4ل بع4دها ملكي4ة الس4لعة للمس4تأجر عن4د سـداده آخ4ر
قسط بعقد جديد( .البيع اإليجاري)
يتم 44 4 4 4 4 4يز عق 44 4 4 4 4 4د ال 44 4 4 4 4 4بيع عن عق 44 4 4 4 4 4د اإليج 44 4 4 4 4 4ار بأن 44 4 4 4 4 4ه من عق 44 4 4 4 4 4ود التمل 44 4 4 4 4 4ك بينم 44 4 4 4 4 4ا عق 44 4 4 4 4 4د اإليج 44 4 4 4 4 4ار من
عقود . ..................................
30
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وفق 44 4 4ا للنظ 44 4 4ام الس 44 4 4عودي يش 44 4 4ترط في الم 44 4 4ؤجر أهلي 44 4 4ة التص 44 4 4رف في ح 44 4 4ال ك 44 4 4ان العق 44 4 4د يخض 44 4 4ع ألحك 44 4 4ام
. ..................................
يجوز لوصّي المؤجر إبرام عقد اإليجار ألنه تتوافر فيه . ..................................
البيع غير المقيد باسم آخر سوى البيع يعرف فقها بـ . ..................................
يعتبر ..................................صورة من صور البيع يترتب عليها مبادلة النقد بالنقد.
إذا باع سلعته بأقل من ثمنها ُس مي هذا البيع في الفقه اإلسالمي بـ . ..................................
األسئلة المقالية:
السؤال الخامس :قارن بين عقدي البيع واإليجار من حيث خصائص كل منهما:
31
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة
أبو السعود ،رمضان1996( .م)" .العقود المسماة عقد اإليجار" .اإلسكندرية ،منشأة المعارف.
البدراوي ،عبد المنعم1970( .م)" .الوجيز في عقد البيع" .القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( .م)" .العقود المدنية الكبيرة /البيع والتأمين واإليجار" .القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( .م) .ط" 2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي -عقد البيع" .دمشق ،دار القلم.
الصده ،عبد المنعم فرج" .)1960( .مصادر االلتزام" .القاهرة ،مطبعة الحلبي.
عب4د الس4الم ،س4عيد س4عد1980( .م)" .الوج4يز في أحك4ام عق4د ال4بيع في الق4انون الم4دني المص4ري" .الق4اهرة ،دار
النهضة العربية.
المغربي ،محمد الفاتح محمود بشير2013( .م)" .اإلجارة المنتهية بالتملي4ك بين النظري4ة والتط4بيق" .الخرط4وم،
مجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية.
32
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الوحدة الثانية:
أركان وشروط عقد البيع -الرضا بالبيع
33
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يلَّم بشروط وجود الرضا الالزمة النعقاده في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
أن يفرق بين شروط وجود الرضا وشروط صحته.
أن يتمكن من معرفة اآلثار القانونية المترتبة على تخلف أحد شروط وجود الرضا.
أن يتمكن من معرفة اآلثار القانونية المترتبة على تخلف أحد شروط صحة الرضا.
معرفة أن الرضا في البيع يتضمن رضا البائع ورضا المشتري كذلك.
أن يتمكن من معرفة الرضا الموصوف إذا ما اقترن الرضا بشرط أو أجل سواء واقف أو فاسخ.
معرفة أن العلم بالمبيع يختلف عن تعيينه وهو شرط لصحة الرضا في العقد.
أن يلم بموانع إبرام عقد البيع سواء موانع الشراء أو موانع البيع وتطبيقاتها.
أن يستشعر أهمية دراسة ركن الرضا في عقد البيع باعتباره الركن األساسي.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة أركان وشروط عقد البيع.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بأركان عقد البيع وشروطه وإ براز أهمية ركن الرضا فيه.
أن يعّر ف أركان وشروط انعقاد عقد البيع في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
موضوعات الوحدة:
34
:::::مقرر العقود المدنية :::::
35
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
عقد البيع شأنه شأن أي عقد آخر يخض4ع للنظري4ة العام4ة للعق4د ،ومن ثم يش4ترط النعق4اده م4ا يش4ترط النعق4اد أي عق4د بحس4ب
دراستنا في مقرر أحكام العقد ،فالرضا والمحل والس4بب هي األرك4ان األساس4ية الالزم4ة النعق4اد عق4د ال4بيع ال4تي يطل4ق عليه4ا
الفق44ه الق44انوني وك44ذلك اإلس44المي مص44طلح (ش44روط االنعق44اد) ،وركن الش44يء ه44و م44ا ال يق44وم الش44يء إال ب44ه ،ول44ذا فال ب44د من
توافر شروط انعقاد ال4بيع (أركان4ه) ح4تى يمكن الق4ول بنش4وء مرك4ز ق4انوني جدي4د ،جع4ل من أح4د العاق4دين بائًع ا ،ومن اآلخ4ر
مشترًيا ،وشروط االنعقاد كما درسنا في مق4رر أحك4ام العق4د تختل4ف في الق4انون الوض4عي عنه4ا في الفق4ه اإلس4المي من حيث
التس44مية ،إال أنه44ا واح44دة من حيث المض44مون ،فالعق44د في الفق44ه اإلس44المي ال ينعق44د إال إذا ت44وافرت ص44يغة العق44د المتمثل44ة في
اإليجاب والقبول ،ورأينا كيف ذهب بعض الفق4ه إلى اعتب4ار الص4يغة هي ال4ركن األساس4ي للعق4د ،بينم4ا ذهب جمه4ور الفقه4اء
إلى أن للعق4د في الفق4ه اإلس4المي أيًض ا ثالث4ة أرك4ان وهي الص4يغة متمثل4ة في اإليج4اب والقب4ول وه4و ذات مفه4وم الرض4ا في
القانون الوضعي ،أما الركنان اآلخران فهما المعقود عليه (المحل) والمتعاقدان.
وكما يشترط في ركن الرض4ا ش4روط أساس4ية لوج4وده ،وإ ال ت4رتب على تخلفه4ا أو تخل4ف أح4دها بطالن العق4د بطالًن ا مطلًق ا،
فإنه يشترط كذلك توافر شروط صحة الرض4ا ،ح4تى ال يك4ون العق4د مه4دًد ا ب4الزوال ،وفي ه4ذه الَو ح4دة س4نعالج ش4روط وج4ود
الرضا بالبيع ،والقول بوجود الرضا يشترط عدم وجود م4انع يح4ول دون إب4رام عق4د ال4بيع ،ثم نتط4رق لش4روط ص4حته ،ومن
ثم س44نعرض ألوص 44اف الرض 44ا ب44البيع فيم44ا يع44رف في الق44انون ب44البيوع الموص 44وفة ،وح44ديثنا عن الرض 44ا ب44البيع ال يمكن أن
يكتمل دون التطرق إلى الوصف القانوني لذلك الذي يعد غيره بأن يبرم معه عقد البيع في حال وجدت لديه الرغبة في ذلك
خالل مدة معينة من خالل ما يعرف قانونا بالوعد بالبيع.
36
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
يوج44د التراض44ي في عق44د ال44بيع إذا م44ا اق44ترنت إرادة الب44ائع ب44إرادة المش44تري وتوافقت44ا على إح44داث األث44ر الق44انوني المتف44ق
علي44ه ،ولكي يك44ون الرض44ا ص44حيحا فال ب44د أن تك44ون اإلرادة س44ليمة خالي44ة من العي44وب ،وأن تك44ون ص44ادرة عن ش44خص
يملك أهلية التص4رف باعتب4ار أن عق4د ال4بيع من عق4ود التص4رف ،ال4تي تش4ترط فيمن يبرمه4ا أن يك4ون كام4ل األهلي4ة ،ف4إذا
ك44ان ن44اقص األهلي44ة ك44ان العق44د ق 44ابال للبطالن لمص 44لحته وفق44ا ألحك44ام الق44انون الوض 44عي ،وموقوف 44ا على إج44ازة ال44ولي أو
الص44غير بع4د بل4وغ س4ن الرش4د ،وش4روط وج4ود الرض44ا ب4المبيع ال تخ4رج عن الش4روط العام4ة لوج4ود الرض44ا في أي عق4د
من العق44ود وفق44ا ألحك44ام القواع44د العام44ة ال44تي س44بق دراس44تها في مق44رر أحك44ام العق44د ،ول44ذا نحي44ل إلى م44ا س44بق دراس44ته في
القواعد العامة في هذا الشأن ،غير أن4ه يش4ترط لوج4ود الرض4ا في عق4د ال4بيع تالقي اإليج4اب والقب4ول وتطابقهم4ا (خض4ر،
1979م) ،وحتى يتط4ابق اإليج4اب والقب4ول في ال4بيع ال ب4د أن يتم التواف4ق على ع4دة عناص4ر تنقس4م إلى أساس4ية جوهري4ة
من دونها ال ينعقد العقد ما بين الطرفين ،وأخرى تفصيلية ثانوية ال يلزم النعقاد العقد االتفاق عليها:
العنص 44ر األول :اتج 44اه إرادة المتعاق 44دين إلى إب 44رام عق44د ال 44بيع :فال ب 44د لكي ينعق44د العق44د ،وإ مكاني 44ة الق44ول بوج 44ود ا.
الرض44ا أن يتم االتف4اق على طبيع44ة العق4د ،بمع44نى تتج44ه إرادة الب44ائع إلى ال44بيع وتتج44ه إرادة المش44تري إلى الش44راء
(م44رقس1980 ،م) ،ف44إذا قص44د أح44د المتعاق44دين ت44أجير بيت44ه إلى آخ44ر مقاب44ل أج44رة س44نوية ط44وال حيات44ه ،في حين
قصد اآلخر أن يشتري البيت في مقابل ثمن ي4دفع على ش4كل إي4راد م4رتب م4دى حي4اة الب4ائع ،فال ينعق4د العق4د في
هذه الحالة لعدم التوافق على طبيعة العقد ،وال يمكن القول بقيام عقد اإليجار بينهما ،وذلك لعدم توافق إرادتهم4ا
وتطابقهما على أي عقد من العقدين.
وألن عقد البيع من العقود الناقلة للملكية كما قدمنا في الوح4دة األولى من ه4ذا المق4رر ،فال ب4د أن ينش4ئ العق4د الم4برم بين
البائع والمشتري التزاما بنقل الملكية ،وبناًء عليه فإن أي عقد ال يقصد به إنشاء هذا االلتزام فإنه ال يعتبر بيعا (م44رقس،
1979م) ،ويضرب الفقه مثال لذلك بعقد بيع الوفاء ،إذا قصد به قرض مقترن برهن حيازي ،فإنه ال يعت4بر بيع4ا ألن4ه ال
يقصد به إنشاء التزام بنقل الملكية ،ومن ذلك أيض4ا العق4د ال4ذي يس4ميه طرف4اه بيع4ا ،ولكنهم4ا يتفق4ان في4ه على ثمن تاف4ه أو
37
:::::مقرر العقود المدنية :::::
من دون ثمن ،فيكون العقد هنا باطال لتنافيه مع طبيعة عقد البيع ،الذي يعتبر من عق4ود المعاوض44ة ،وق44د اش44ترط ك44ل من
الفقه اإلسالمي وكذلك القوانين الوضعية النعقاد عقد البيع أن يكون البيع بمقابل ،فالثمن يعتبر محال لعقد البيع.
ب .العنصر الثاني :االتفاق على المبيع :المبيع هو المحل في عقد البيع ،فال بد أن يتطابق اإليجاب والقبول على الم44بيع،
فإذا ع4رض أح4دهم على آخ4ر أن يبيع4ه أح4د بيوت4ه ال4ذي عين4ه بال4ذات ،فيجب أن تتج4ه إرادة اآلخ4ر إلى ش4راء ال4بيت
ذات4ه ،ف4إذا اتجهت إرادت4ه إلى ش4راء بيت آخ4ر يملك4ه ذات الب4ائع ،فال ينعق4د العق4د بينهم4ا لع4دم االتف4اق على الم4بيع أو
لوجود غلط في ذات المبيع (عب4د الس4الم1980 ،م) ،وفي الحكم الص4ادر عن محكم4ة النقض المص4رية بت4اريخ /30
1958 /3م قض 44ت ب 44أن "اختالف الط 44رفين على مس 44احة الم 44بيع وح 44دوده يمن 44ع من تالقي اإلرادتين وانعق 44اد العق 44د"،
ولكي يعت 44بر االتف 44اق على الم 44بيع مت 44وافرا فال ب 44د أن يك 44ون المش 44تري عالم 44ا ب 44ه علم 44ا كافي 44ا نافي 44ا للجهال 44ة ،وس 44يأتي
الحديث عن هذا الشرط بعد قليل بإذن اهلل.
ج .العنص 44ر الث 44الث :االتف 44اق على الثمن :ال ينعق 44د عق 44د ال 44بيع إال إذا تم التواف 44ق على الثمن ،ف 44إذا ع 44رض أح 44دهما على
اآلخر شراء بيته بثمن ما ،فقبل اآلخر بثمن أق44ل فال ينعق4د العق4د (م44رقس1980 ،م) ،وق44د اختل44ف الفق4ه ح44ول إذا م44ا
عرض البائع ثمنا ما ،فقبل المشتري بثمن أعلى ،وفي ذلك يرى البعض أن ال4بيع ينعق4د ب4الثمن األق4ل ال4ذي عرض4ه
البائع على اعتبار أن المشتري ك4ان س4يقبل ب4الثمن األق4ل ،ألن من يقب4ل ب4األعلى يقب4ل باألق4ل ،في حين ي4رى غالبي4ة
الفقه ضرورة التفرقة في هذه الحالة بين فرضيتين :األولى إذا ما كان المشتري قبل الشراء بثمن أعلى عن طريق
الغلط ،كأن يكون البائع قد قال له بعتك بيتي بثالثين ألفا ،ففهم المشتري أنه يبيعه بيته بثمانين ألفا ،ففي هذه الحالة
ينعقد العقد بالثمن األقل الذي عرضه البائع تأسيسا على ما ذهب به الرأي الس4ابق ،أم4ا الفرض44ية الثاني4ة فتتمث4ل في
أن يك44ون المش44تري ق44د قب44ل الش44راء بثمن أعلى عن قص44د لتق44ديره أن الم44بيع يس44تحق أك44ثر من الثمن ال44ذي عرض44ه
البائع ،كأن يكون البائع قد عرض جواله على صديق له بثمن ألف لاير فقط ،على ال44رغم من أن قيمت44ه الحقيقي44ة ألف44ا
لاير ،فيرفض صديقه شراء الجوال إال بالثمن الحقيقي له مراعاة للعدالة وعدم بخس صديقه سلعته ،ففي هذه الحال44ة
يرى غالبية الفقه أن قبول المشتري شراء السلعة المبيعة بأعلى من السعر الذي عرض44ه الب4ائع بمثاب4ة إيج4اب جدي4د
وليس قبوال لإليجاب األول (مرقس1980 ،م) ،فإذا قب4ل الب4ائع ذل4ك انعق4د العق4د م4ا بين الط4رفين ،وإ ذا س4كت الب4ائع
فلم يبد أي رد سواء بالرفض أو ب4القبول ُع ّد س4كوته قب4وال وذل4ك اس4تنادا إلى أحك4ام الس4كوت المالبس وال4ذي تعت4بر
ه 44ذه الص 44ورة هي إح 44دى حاالت 44ه ال 44تي نص 44ت عليه 44ا الق 44وانين الوض 44عية ،إذ يع 44د الس 44كوت ُم البس 44ا إذا م 44ا تمخض
لمص44لحة َم ن ُو ّج ه إلي44ه ،وفي المقاب44ل إذا أصّ4ر الب44ائع على الس44عر ال44ذي عرض44ه ب44أن ق44ال ل44ه ب44ل أبيع44ك ج44والي ه44ذا
بمبل44غ أل44ف لاير فق4ط ،ف44إن ه44ذا يع44د بمثاب44ة إيج44اب جدي44د ،متمخض لمص44لحة المش44تري ،فيع44د س44كوته هن44ا بمثاب44ة قب44ول
لإليجاب ،ويعتبر العقد منعقدا ما بين الطرفين في هذه الحالة بمبلغ األلف لاير وليس األلفين.
38
:::::مقرر العقود المدنية :::::
صورة ()1-2
الفرضية األولى :أن يكون الطرفان ق44د أهمال التع4رض له4ذه المس4ائل التفص44يلية ولم يتم مناقش4تها :ففي ه4ذه الحال4ة تطب4ق
القواعد القانونية المكملة على أساس أن إرادة المتعاقدين قد اتجهت إلى تطبيقها وعدم مخالفتها ،فتصبح ملزمة لهما.
الفرضية الثانية :أن يك44ون الطرف44ان ق44د ناقش44ا العناص44ر الثانوي44ة ولم يتفق4ا عليه44ا :وفي ذل44ك ي44رى الفق4ه أن44ه إذا لم يتوص44ل
طرف44ا العق44د إلى اتف44اق بش44أن المس44ائل التفص44يلية ال44تي أثاراه44ا وتمت مناقش44تها بينهم44ا ،ف44إن العق44د بينهم44ا ال ينعق44د ح44تى يتم
39
:::::مقرر العقود المدنية :::::
التوصل إلى اتفاق بشأنها ،ويظل العقد مجرد مشروع عقد حتى ولو توافقا على بعض هذه المسائل دون بعضها اآلخر،
غ44ير أن44ه إذا م44ا تمت إث44ارة ه44ذه العناص44ر التفص44يلية ولم يتم التواف44ق بش44أنها ،بي44د أن المتعاق44دان اتفق44ا على إرج44اء االتف44اق
عليها فيما بعد ،ففي هذه الحالة يرى بعض الفقه أن اتفاقهما على الوصول إلى اتفاق بشأن هذه المس4ائل التفص4يلية معن4اه
عدم اتجاه إرادتهما إلى تطبيق القواعد القانونية المكملة المنظمة لتلك المس44ائل التفص44يلية؛ ول44ذا ف44إن العق4د ال ينعق4د بينهم44ا
حتى يتوصال إلى اتفاق نهائي بشأن تلك المسائل في هذه الحالة ،في حين يذهب غالبية الفقه إلى أن انعقاد العقد في ه4ذه
الحالة يتوقف على ظروف الح4ال ،ف44إذا لم يعل4ق الطرف44ان انعق4اد العق4د على التواف44ق على ه4ذه العناص44ر التفص44يلية وأرج4آ
االتف44اق عليه44ا بع44د انعق44اد العق44د ،ف44إن العق44د بينهم44ا ينعق44د في ه44ذه الحال44ة (م44رقس1980 ،م) ،ش44ريطة أن يظه44ر بوض44وح
أنهما قد احتفظا بالمسائل التفصيلية التف4اق الح4ق ،ف4إذا ق4ام الخالف فيم4ا بع4د ح4ول ه4ذه المس4ائل التفص4يلية ،ف4إن القاض4ي
يفصل في ذلك الخالف وفقا لطبيعة المعاملة وظروفها وأحكام القانون والعرف السائد.
أ .ع44دم االكتف44اء برض44ائية عق44د ال44بيع ال44وارد على العق44ار واش44تراط تس44جيله لنف44اذه في مواجه44ة الغ44ير :فق44د اش44ترط نظ44ام
التس44جيل العي44ني الس44عودي الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم م 6/وبت44اريخ 11/2/1423ه ،لنف44اذ التص44رفات ال44واردة
على العق44ار ومن ض44منها ال44بيع في مواجه44ة الغ44ير إلزامي44ة تس44جيلها وفق44ا ألحك44ام التس44جيل العي44ني للعق44ار وإ جراءات44ه،
وعلى ذل 44 4ك نص 44 4ت الم 44 4ادة السادس 44 4ة والثالث 44 4ون من ذات النظ 44 4ام على" :يجب أن تقي 44 4د في الس 44 4جل العق 44 4اري جمي 44 4ع
التصرفات التي من شأنها إنشاء حق من الحقوق العينية األصلية والتبعية أو نقل4ه أو تغي4يره أو زوال4ه وك4ذا األحك4ام
النهائية المثبتة لشيء من ذلك ،ويدخل في هذه التصرفات القسمة العقارية والوصية والوقف والميراث وال44رهن وال
يس44ري أثره44ا على الغ44ير إال من ت44اريخ قي44دها" ،والش44كلية ال44تي يش44ترطها المنظم في ه44ذا النص ليس44ت ش44كلية انعق44اد،
فالعق44د ص44حيح بين طرفي44ه منتج44ا آلث44اره القانوني44ة ،لكن44ه غ44ير ناف44ذ في مواجه44ة الغ44ير ،والغ44ير هن44ا ك44ل من ه44و ليس
طرف44 4ا في العق44 4د وال خلف44 4ا عام44 4ا ألح44 4د طرفي44 4ه ،ويب44 4دو من ه44 4ذا النص أن المنظم الس44 4عودي أراد التش44 4ديد من أم44 4ر
التص44رفات القانوني44ة ال44واردة على العق44ارات نظ44را ألهمي44ة مح44ل العق44د وخطورت44ه ،ول44ذا اش44ترط تس44جيلها في الس44جل
العي44ني ،ورتب على ع44دم تس44جيلها أث44را واض44حا يتمث44ل في ع44دم نف44اذ العق44د في مواجه44ة الغ44ير ،وه44ذا م44ا ُيع44رف فقه44ا
40
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بشكلية النفاذ ،دون أن يجعل تلك الرسمية شرطا النعقاد العقد ،وردا على القائلين إن الشكلية ال44تي اش44ترطها المنظم
السعودي هن4ا ش4كلية انعق4اد تجع4ل من عق4د ال4بيع ال4وارد على العق4ار عق4دا ش4كليا ،يمكنن4ا الق4ول إن4ه ل4و ك4انت الش4كلية
المشترطة هنا شكلية انعقاد لرتب المنظم أث44را قانوني44ا مختلف4ا عم44ا ورد في النص ،فج44زاء تخل44ف ش44كلية االنعق4اد ه44و
بطالن العقد ،وليس عدم نفاذه في مواجهة الغير.
ب .اش44تراط الش44كلية كش44رط النعق44اد العق44د في ال44بيوع ال44واردة على الط44ائرات :فالط44ائرات ونظ44را لم44ا له44ا من أهمي44ة في
عملي44 4ة النق44 4ل ،نج44 4د أن المنظم الس44 4عودي في نظ44 4ام الط44 4يران الم44 4دني الص44 4ادر بالمرس44 4وم الملكي رقم م 44/بت44 4اريخ
18/7/1426ه ،اشترط لقيد الحقوق الواردة على الطائرات المدنية ومن بينها الحقوق العينية األصلية والتبعي44ة أي44ا
كان مصدرها ،ضرورة قيدها ،وقد نصت المادة السابعة والخمسون من النظام على ذلك بقولها:
"يتم قي44د الحق44وق على الط44ائرات األجنبي44ة وفق44ا للق44وانين المطبق44ة ال44تي تخض44ع له44ا ه44ذه الط44ائرات حس44ب جنس44ية .1
تسجيلها.
يجب على الهيئة قيد الحقوق على الطائرات التي تحم4ل الجنس4ية الس4عودية في الص4فحات الخاص4ة بتس4جيل تل4ك .2
الط44ائرات في الس44جل إذا ك44انت ه44ذه الحق44وق ق44د تم إنش44اؤها ص44حيحة وفق44ا لألحك44ام المطبق44ة في المملك44ة" ،ويفهم
من ه44ذا النص أن المنظم الس44عودي أراد تحوي44ل العق44ود ال44تي محله44ا الط44ائرات ومن بينه44ا عق44د ال44بيع إلى عق44ود
شكلية ،وجعل من تلك الشكلية شكلية انعقاد وليس مجرد شكلية نفاذ.
كما أن نظام المحكمة التجارية الصادر عام 1350ه قد اشترط في مادته رقم ( )152في بيع السفن داخ44ل المملك44ة
العربي44ة الس44عودية أن يتم بس44ند رس44مي بحض44ور رئيس المين44اء في محل44ه ،وه44ذا يع44ني أن الش44كلية الرس44مية أص44بحت
شرطا النعقاد عقد بيع السفينة أو حتى جزء منها.
اشتراط المتعاقدين الكتابة كشرط النعقاد البيع :رض44ائية عق4د ال4بيع ليس4ت قاع4دة آم4رة ال يج4وز الخ4روج عليه4ا، ج.
وإ نما هي من القواعد التي يصح للمتعاقدين االتفاق على مخالفتها ،وقد قضت محكمة النقض المصرية في ذلك
بقولها" :إنه وإ ن كان األصل أن اشتراط الكتابة في العقود الرضائية إنما يكون لمج4رد إثباته4ا ،إال أن4ه ليس ثم4ة
ما يمنع المتعاقدين من اشتراط تعليق انعقاد العقد على التوقيع على المح4رر المثبت ل4ه ،إذ ليس في ه4ذا االتف4اق
م44ا يخ44الف النظ44ام الع44ام" ،ويب44دو أن ه44ذا الحكم الش44هير لمحكم44ة النقض المص44رية أراد في44ه القاض44ي التفرق44ة بين
ن 44وعين من الش 44كلية وهم 44ا :ش 44كلية اإلثب 44ات وش 44كلية االنعق 44اد ،فاش 44تراط المتعاق 44دين كتاب 44ة عق 44د ال 44بيع بينهم 44ا يفهم
وبحسب األصل أنهما أرادا تقييد إثباته بالكتابة ،وهذا يع4ني انعق4اد العق4د بينهم4ا بمج4رد تالقي اإليج4اب والقب4ول،
لكن ال يج44وز إثب44ات العق44د إال بالكتاب44ة ،واألخ44رى ش44كلية االنعق44اد ،وال44تي ال ينعق44د العق44د فيه44ا بين المتعاق44دين إال
بالكتاب44ة ،ومن ثم تحوي44ل العق44د من عق44د رض44ائي إلى عق44د ش44كلي ال يوج44د إال بالكتاب44ة ،وال يمكن الق44ول في ه44ذه
41
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الحال 44ة بوج 44ود العق 44د فيم 44ا بين المتعاق 44دين إال من ت 44اريخ كتابت 44ه ودون أث 44ر رجعي في ه 44ذه الحال 44ة (الب 44دراوي،
1970م) ،غير أنه إذا ثار الشك حول إرادة المتعاقدين وغرضهما من اشتراط الكتابة ،فيجب افتراض أنهما لم
يشترطا الكتابة إال لإلثبات ،وال يمكن اعتبارها شكلية انعقاد إال إذا بدت إرادة المتعاقدين واضحة جلية بذلك.
ح.
42
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
سبق أن رأينا أن النظرية العامة للعقود وفقا للقواع4د العام4ة تش4ترط لص4حة الرض4ا في أي عق4د من العق4ود ،ص4دوره عن
ش 44خص تت 44وافر في 44ه األهلي 44ة الالزم 44ة إلب 44رام العق44د ،وأن يك 44ون خالي 44ا من أي عيب من عي 44وب اإلرادة المتمثل 44ة في الغل 44ط
واإلك44راه والتغري44ر والغبن ،وال تختل44ف ش44روط ص44حة اإلرادة في عق44د ال44بيع عن تل44ك الش44روط ال44تي تش44ترط في أي عق44د
من العقود وفقا لألحكام العامة في ذلك والتي س4بق دراس4تها في مق4رر أحك4ام العق4د ،ول4ذا فإنن4ا نحي4ل بش4أنها إلى م4ا س4بق
دراس44ته في ذل44ك وفق44ا للقواع44د العام44ة ،وم44ا ن44ود الح44ديث عن44ه هن44ا ه44و األهلي44ة الالزم44ة إلب44رام عق44د ال44بيع ،وللعق44د في الفق44ه
اإلسالمي شرائط عامة للصحة كما له شرائط خاصة ،وسنبحث هذه الشروط على التوالي:
تقديم :يقصد باألهلية هنا أهلية األداء وهي صالحية الشخص لمباشرة التصرفات القانونية التي من شأنها أن تكسبه حق44ا
أو تحمله دينا بنفسه (خضر1979 ،م) ،وكما نعلم أن مناط أهلية األداء هو التمييز ،ويمر اإلنسان بحسب مراحل عم4ره
بثالث44ة أدوار لألهلي44ة ،وهي مرحل44ة انع44دام األهلي44ة ويك44ون فيه44ا الش44خص غ44ير مم44يز ،وهي المرحل44ة م44ا قب44ل بلوغ44ه س44ن
الس44بع س44نوات عن44د بعض األئم44ة ،أو بحس44ب م44ا ي44تراءى للقاض 44ي عن44د البعض اآلخ44ر ،ثم ت44أتي مرحل44ة نقص 44ان األهلي44ة
ويكون فيها الشخص قد بلغ سن التمييز لكنه لم يبلغ سن الرشد ،وبحسب النظ4ام الس4عودي يع4د ن4اقص األهلي4ة ك4ل من لم
يبلغ سن الثامنة عشرة ،فإذا بلغ سن الثامنة عشرة عاقال راشدا فإنه يكون مكتمل األهلية.
أ .القاع44دة في األهلي44ة الالزم44ة إلب44رام عق44د ال44بيع :يعت44بر عق44د ال44بيع من العق44ود ال44دائرة بين النف44ع والض44رر ،ول44ذا يش44ترط
بحس44ب األص44ل أن يك44ون ك44ل من المتعاق44دين بالغ44ا ع44اقال راش44دا ،فيش44ترط لص44حة عق44د ال44بيع أن يك44ون ك44ل من الب44ائع
والمشتري وقت العق4د ق4د بلغ4ا س4ن الرش4د ،ولم يقم س4بب من أس4باب اس4تمرار الوالي4ة أو الوص4اية أو الحج4ر عليهم4ا
كالجنون والعته والسفة ،وال أثر لما يصيب األهلية بعد انعقاد العقد (خضر1979 ،م) ،فإذا ما أبرم الصغير أو من
بلغ سن الثامنة عشرة ولكنه محجور عليه ِلَعَتٍه أو سفه أو جنون أو غير ذلك من ع4وارض األهلي4ة ،ف44إن العق4د وفق4ا
ألحك44ام الفق44ه اإلس44المي يك44ون موقوف44ا على إج44ازة ال44ولي أو إج44ازة ن44اقص األهلي44ة حين يبل44غ أو ي44زول س44بب الحج44ر
علي44ه (الزرق44ا1989 ،م) ،وه44ذا الحكم يقابل44ه قابلي44ة العق44د للبطالن في األنظم44ة ذات األص44ل الالتي44ني ،إذ ينعق44د العق44د
43
:::::مقرر العقود المدنية :::::
صحيحا منتجا آلثاره فيما بين المتعاقدين ،ولكنه مهدد بالزوال إذا ما تمسك الولّي أو الوصّي أو القاصر بعد بلوغه
الس44ن القانوني44ة ،أم44ا إذا ك44ان ال44بيع ق44د تم عن طري44ق الن44ائب ،وك44ان الن44ائب ص44غيرا لم يبل44غ س44ن الرش44د بع44د ،فعق44ده
صحيح ونافذ؛ وذلك ألنه ال يشترط في النائب كمال األهلية إذ ال عالقة له بالمال المعقود عليه.
ب .االس44تثناءات ال44واردة على اش44تراط اكتم44ال األهلي44ة في عق44د ال44بيع :أج44از الق44انون للقاص44ر إب44رام عق44د ال44بيع في ح44االت
اس44تثنائية وردت على س44بيل الحص44ر ،ويك44ون العق44د فيه44ا ص44حيحا ناف44ذا وغ44ير مه44دد ب44الزوال إذا م44ا تمس44ك ال44ولي أو
الوصي أو القاصر نفسه ببطالنه ،ومن هذه الحاالت:
الحالة األولى :القاصر في حدود مصروفه :يجوز للقاصر أن يتص44رف فيم4ا يسّ4لم ل4ه أو يوض44ع تحت تص44رفه ع4ادًة من
مال ألغ4راض نفقت4ه ،ويعت4بر التص4رف ال4ذي يبرم4ه في ح4دود ه4ذا الم4ال ص4حيحا ،فيج4وز ل4ه أن يش4تري في ح4دود ه4ذه
النق44ود م44ا يلزم44ه من حاجي44ات ،ويج44وز ل44ه أن ي44بيع الم44ال ال44ذي أعطي ل44ه ليحص44ل من44ه على نق44ود ،وإ ذا اش44ترى ش44يئا من
النقود التي ُس ّلمت له كان له أن يبيعه ألن استبدال مال في ذمت4ه بم4ال ل4ه أهلي4ة التص44رف في4ه (خض44ر1979 ،م) ،وه4ذه
الحالة تتطلبها مجريات الحياة العادية للقاصر ،إذ ليس من الممكن تتبعه في كل تصرف يجريه مهما صغرت قيمته.
الحالة الثانية :الصبي المأذون :فإذا بلغ الصبي سنا معين4ة ح4ددها الق4انون بخمس4ة عش4ر عام4ا ،وأذن ل4ه في تس4لم أموال4ه
إلدارته44ا أو تس44لمها بحكم الق44انون ك44انت أعم44ال اإلدارة الص44ادرة من44ه ص44حيحة في ح44دود اإلذن ،واإلذن ب44اإلدارة يخ44ول
القاصر المأذون أهلية التصرف بالبيع والشراء فيما تقتضيه أعمال اإلدارة ،ومثال ذلك بي44ع المحص44والت الزراعي44ة ال44تي
جناها من األرض الزراعية المأذون له إدارتها ،وكذلك شراء المواد األساسية الالزمة للزراعة فيه4ا ،كم4ا يح4ق ل4ه ال4بيع
والش 44راء في ح 44دود ص 44افي األرب 44اح ال 44تي حققه 44ا من أعم 44ال اإلدارة وذل 44ك بالق 44در الالزم لس 44د نفقات 44ه ونفق 44ات من يع 44ولهم
(خضر1979 ،م) ،ويدخل في نطاق الصبي المأذون أيضا القاصر الذي سمح له بممارسة أعمال التجارة.
معالج44 4ة الح44 4التين في الفق44 4ه اإلس44 4المي :نص44 4ت الم44 4ادة ( )237من مجل44 4ة األحك44 4ام الش44 4رعية لإلم44 4ام الق44 4اري على ه44 4اتين
الح44التين ،فج44اء نص44ها كالت44الي" :ال يص44ح عق44د ال44بيع إال من ج44ائز التص44رف فال يص44ح من مجن44ون مطلق44ا ،وال من مفلس
وال من ص 44غير وس 44فيه ورقي 44ق إال في ش 44يء يس 44ير ،لكن إذا أذن للمم 44يز والس 44فيه وليهم 44ا ،وللقن س 44يده ص 44ح منهم الكث 44ير
أيض44ا" ،وه44ذا النص يتض44من الح44التين الس44ابق اإلش44ارة إليهم44ا ،فالص44غير ُيع44د في حكم الب44الغ إذا م44ا ك44ان تص44رفه يس44يرا،
وهذا يحمل مضمون الحالة األولى فيم4ا ُيعطى للص4غير من مص4روف شخص4ي ل4ه ،أم4ا الحال4ة الثاني4ة وهي حال4ة الص4بي
المأذون من قبل وليه فيعد تصرفه في الكثير أيضا صحيحا وكأنه كامل األهلية.
الحالة الثالثة :القاصر العامل :حيث أجازت المادة ( )162من نظام العمل الس44عودي الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم (م/
)51وبت 44اريخ 23/8/1426ه بتعديالت 44ه ،للقاص 44ر ال 44ذي بل 44غ س 44ن الخامس 44ة عش 44رة من عم 44ره العم 44ل ،ومن ثم يع 44د ه 44ذا
القاصر في حدود ما يكس4به من عم4ل ي4ده أهال للتص4رف في4ه ،فيج4وز ل4ه إب4رام عق4د ال4بيع والش4راء في ه4ذه الح4دود ،وإ ذا
44
:::::مقرر العقود المدنية :::::
اس4تبدل النق4ود ال4تي اكتس4بها بعمل4ه بم4ال آخ4ر منق4وال ك4ان أو عق4ار فإن4ه يج4وز ل4ه بيع4ه وتقري4ر م4ا يش4اء علي4ه من حق4وق
باعتباره كامل األهلية في هذه الحالة.
ج .اش44تراط انتف4اء موان44ع ال44بيع :فق4د تك44ون إرادة الب44ائع أو المش44تري س44ليمة ونابع44ة عن ش44خص كام44ل األهلي44ة ،وم44ع ذل44ك
يتوافر مانع قانوني يمنعه من إتم4ام إب4رام عق4د ال4بيع ،وه4ذه الموان4ع ق4د تك4ون راجع4ة إلى أس4باب متعلق4ة بالمش4تري،
وتسمى موانع الشراء ،وقد تكون راجعة إلى أسباب متعلقة بالبائع ،وتسمى موانع البيع ،وهذا ما نبينه بالتفصيل:
-موانع الشراء :يمن44ع الش44خص من الش44راء في بعض األحي44ان بس44بب ص44فة خاص44ة متعلق44ة ب44ه (المه44دي2007 ،م)،
وهذه الصفة قد تكون بسبب وظيفته أو عمله ،فيمنع حينها من إبرام عقود الشراء المتعلقة بتلك الوظيف44ة أو العم44ل،
ومن األمثل44 4ة ال44 4تي أوردته44 4ا الق44 4وانين في ه44 4ذا الش44 4أن من44 4ع القض 44 4اة وأعض 44 4اء النياب44 4ة والمح44 4امين وكتب44 4ة المح44 4اكم
والمحض44رين أن يش44تروا بأس44مائهم أو باس44م مس44تعار الح44ق المتن44ازع علي44ه كل44ه أو بعض44ه وذل44ك إذا ك44ان النظ44ر في
النزاع المتعلق به4ذا الم4ال يق4ع ض4من دائ4رة اختص4اص المحكم4ة ال4تي يباش4رون أعم4الهم في دائرته4ا ،وي4ترتب على
مخالفة هذه األحكام بطالن عقد البيع المبرم ،والعبرة هنا بتوافر هذه الصفة وقت الشراء ،فإذا اش44ترى أح44د القض44اة
الم44ال المتن44ازع في44ه قب44ل أن يتعين في دائ44رة المحكم44ة ال44تي تنظ44ر ال44نزاع المتعل44ق بالم44ال ،فال ح44رج في ذل44ك وعق44ده
صحيح.
-موانع البيع :وفيها يمنع صاحب الشيء من التصرف فيه خالل فترة زمنية معينة ،وموان4ع ال4بيع ق4د يك4ون مص4درها
االتفاق كما هو الح4ال في الش4رط الم4انع من التص4رف ،ف44إذا تض44من العق4د أو الوص44ية ش4رطا يقض44ي بمن4ع التص44رف
في مال فال يص4ح التص4رف في4ه ،ش4ريطة أن يك4ون ه4ذا المن4ع مبني4ا على ب4اعث مش4روع ومقص4ور على م4دة زمني4ة
معينة ،فإذا ما تصرف صاحب الشيء فيه في هذه الحالة كان تصرفه باطال بطالنا مطلقا ،وقد يكون مص44در المن44ع
النص الق44انوني ،ومثال44ه الحكم ال44وارد في نص الم44ادة الحادي44ة عش44رة من نظ44ام ال44رهن العق44اري الص44ادر بالمرس44وم
الملكي رقم (م )75/وبت44 4اريخ 21/11/1424ه وال44 4تي تنص على" :إذا لم يكن العق44 4ار مس44 4جال وفق44 4ا ألحك44 4ام نظ44 4ام
التسجيل العيني للعقار ،فال يجوز للراهن أن يتصرف في عقاره المرهون ،ما لم يتفق على خالف ذلك ،ووثق ذلك
في صكه وسجله" ،وهذا النص يحمل مانعا قانونيا ،يحول دون إمكانية قيام صاحب العق44ار المره44ون بالتص44رف في
عق44اره المره44ون طيل44ة م44دة ال44رهن ،وإ ال ك44ان العق44د ب44اطال ،غ44ير أن ه44ذا الحكم ليس آم44را ،وإ نم44ا يج44وز للمتعاق44دين
االتفاق على خالفه ،فإن وجد مث4ل ه4ذا االتف4اق ،ج4از ل4ه التص4رف في عق4اره ش4ريطة أن يتم توثي4ق ه4ذا االتف4اق في
صك وسجل الرهن.
45
:::::مقرر العقود المدنية :::::
لصحة عقد البيع وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي شروط ال بد من توافره4ا لص4حته ،فلكي يك4ون عق4د ال4بيع ص4حيحا ال ب4د أن
تخل 44و إرادة المتعاق 44دين من عيوبه 44ا ،وي 44رى فقه 44اء الش 44ريعة اإلس 44المية أن ش 44وائب اإلرادة تكمن في س 44ت وهي :الجهال 44ة
واإلكراه والتوقيت والغرر والضرر والشرط الفاسد.
أمAAا الجهالAة :فيقص44د به44ا الجهال44ة الفاحش44ة ال44تي تفض44ي إلى ن44زاع بين الط44رفين ،وق44د أش44ارت مجل44ة األحك44ام العدلي44ة في
مادته4ا رقم ( )213إلى فس4اد عق4د ال4بيع ال4ذي يك4ون في4ه الم4بيع مجه4وال ،حيث نص4ت على" :بي4ع المجه4ول فاس4د فل4و ق4ال
البائع للمشتري بعتك جميع األشياء التي هي ملكي وقال المشتري اشتريتها وهو ال يعرف تلك األشياء فالبيع فاسد".
واإلكAAراه :ك 44ذلك بنوعي 44ه الملجئ وغ 44ير الملجئ ي 44ؤثر أيض 44ا على ص 44حة التص 44رفات ومن بينه 44ا عق 44د ال 44بيع ،وق 44د اختل 44ف
الفقه4اء في حكم اإلك4راه في ال4بيوع ،ف44يرى أب4و حنيف4ة ومن مع4ه أن اإلك4راه في عق4د ال4بيع يجع4ل العق4د فاس4دا ،لكن يرتف4ع
الفس 44اد بإج 44ازة المك 44ره (الزرق 44ا1998 ،م) ،بينم 44ا ذهب البعض اآلخ 44ر إلى أن اإلك 44راه يمن 44ع نف44اذ العق44د ول 44ذا يك 44ون العق44د
موقوف44ا ال فاس44دا ،وق44د أخ44ذت مجل44ة األحك44ام العدلي44ة ب44الرأي األخ44ير ،فنص44ت الم44ادة ( )1006منه44ا على" :ال يعت44بر ال44بيع
ال44ذي وق44ع ب44إكراه معت44برا وال الش44راء وال اإليج44ار وال الهب44ة وال الف44راغ وال الص44لح واإلق44رار وال اإلب44راء عن م44ال وال
تأجيل الدين وال إسقاط الشفعة ملجئا كان اإلكراه أو غير ملجئ ،لكن لو أجاز المكره ما ذكر بعد زوال اإلكراه يعتبر".
ويفهم حكمه 44ا ض 44منا حيث لم تص 44رح بوق 44وف العق 44د أو فس 44اده ،وإ نم 44ا اكتفت بالتح 44دث عن اآلث 44ار المترتب 44ة على وج 44ود
اإلك44راه وال44تي ت44وحي بأنه44ا اعت44برت العق4د موقوف44ا في ه44ذه الحال44ة على إج44ازة المك44ره ،إذ ل44و ك44ان فاس44دا لتطلب ذل44ك منه44ا
النص ص44راحة على فس44اده وه44ذا م44ا لم تفعل44ه المجل44ة ،أم44ا مجل44ة األحك44ام الش44رعية لإلم44ام الق44اري فق44د ق44ررت بطالن عق44د
ال44بيع الن44اتج عن اإلك44راه ،فنص44ت الم44ادة ( )233منه44ا على" :يش44ترط لص44حة ال44بيع رض44ا المتعاق44دين ،فال يص44ح ال44بيع وال
الشراء من هازل أو مكره إال مكره بحق كالراهن والمدين".
وكذلك التوقيت :أو كم44ا ُيع44رف عن44د أه44ل الق44انون بالت44أقيت ،ومثال44ه أن يق44ول ألح44دهم بعت44ك بي44تي ه44ذا لم44دة ش44هر أو ع44ام،
فيعد هذا البيع عند جمهور الفقهاء فاسدا ألن ملكية العين ال تقبل التوقيت وإ نما هي حق مؤبد (الزرقا1998 ،م).
وأما الغرر :ف44المراد ب44ه غ44رر الوص44ف ،وعلى ه44ذا العيب نص44ت الم44ادة ( )247من مجل44ة األحك44ام الش44رعية وهي بص44دد
حديثها عما يصح وما ال يصح من شروط عقد البيع ،فجاء نصها كالت4الي" :أم4ا الش4روط ال4تي ال يمكن الوف44اء به4ا كك4ون
ال44ديك يص44يح عن44د دخ44ول أوق44ات الص44الة ،أو ك44ون الش44اة تحلب في ك44ل ي44وم ك44ذا ....فال تص44ح ،أم44ا إخب44ار الب44ائع للص44فة
بدون شرط فال عبرة به وال عبرة لتصديق المشتري إياه" ،وعليه إن باع أح4دهم ش4اًة إلى آخ4ر ووص4فها بأنه4ا تحلب ك4ل
ي44وم دل44وا من اللبن فاش44تراها اآلخ4ر على ه44ذا الش44رط ،ك44ان الش44رط غ4ير ص44حيح والعق4د ص44حيح ،أم44ا ل44و وص44فها ل44ه بأنه44ا
ش44اة حل44وب دون تحدي44د مق44دار فالعق44د ص44حيح وال ع44برة للش44رط هن44ا ،ويختل44ف غ44رر الوص44ف ه44ذا عن غ44رر الوج44ود ،إذ
األخير يبطل العقد لتخلف ركن المح4ل هن4ا ،ويقص4د بغ4رر الوج4ود ذل4ك ال4بيع ال4ذي يك4ون في4ه الم4بيع محتمال بين الوج4ود
46
:::::مقرر العقود المدنية :::::
والعدم ،وقد نهى الرسول صلى اهلل عليه وس4لم عن ه4ذا ال4بيع فعن أبي هري4رة رض4ى اهلل عن4ه أن4ه ق4ال" :نهى رس4ول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر" (صحيح مسلم برقم .)1513
ويضيف الفقه اإلسالمي إلى شرائط صحة البيع كذلك الض4رر ،وه4و م4ا ينط4وي التس4ليم في4ه على ض4رر س4يلحق بالب4ائع،
كأن يبيع قطعة من ثوبه ،فتسليم المبيع هنا سينطوي على ض4رر محق4ق بالش4يء المقتط4ع من4ه ،أم4ا ل4و رض4ي الب4ائع به4ذا
الض44رر انقلب ال44بيع ص44حيحا ،وه44ذا م44ا ق44رره جمه44ور الفقه44اء ،كم44ا أن الفق44ه يض44يف إلى ش44رائط الص44حة الش44رط المفس44د،
والم44راد بالش44رط المفس44د ه44و ك44ل ش44رط في44ه نف44ع ألح44د ط44رفي العق44د لم ينص علي44ه الش44رع ولم يج44ر ب44ه الع44رف أو اقتض44اه
العقد (الزرقا1998 ،م) ،ومثاله أن يبيع بيته ثم يشترط في العقد أن يظ4ل الم4بيع عن4ده لينتف4ع ب4ه م4دة من ال4زمن ،ف4إذا م4ا
كان مثل هذا الشرط شائعا بين الناس انقلب صحيحا بإجماع أهل الفقه.
.3العلم بالمبيع في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي كشرط لصحة الرضا في البيع:
القواعAAد العامAAة :يش44ترط كم44ا ق44دمنا النعق44اد العق44د أن يك44ون المح44ل معين44ا تعيين44ا كافي44ا نافي44ا للجهال44ة الفاحش44ة ،ف44إذا لم يتم
تعيينه فإن العقد ال ينعقد في هذه الحالة ،كما أنه وفقا للقواعد العامة في ش4روط الص4حة يح4ق للمش4تري المطالب4ة ببطالن
العق44د إذا ك44ان هن44اك ثم44ة غل44ط في ص44فة جوهري44ة في الم44بيع ش44ريطة أن يك44ون الب44ائع ق44د وق44ع مثل44ه في ه44ذا الغل44ط أو ك44ان
على علم به أو كان بإمكانه أن يعرف (خضر1979 ،م).
غ44ير أن الق44انون وك44ذلك أحك44ام الفق44ه اإلس44المي لم تكتِ4ف بم44ا ورد في القواع44د العام44ة من أحك44ام لض44مان الرض44ا ب44المبيع،
وإ نم4ا اش4ترطا علم المش4تري ب4المبيع علم4ا كافي4ا ،ويك4ون العلم كافي4ا إذا اش4تمل على بي4ان الم4بيع وأوص4افه األساس4ية بيان4ا
يمّك ن من تعرفه ،م4ا لم ي4ذكر في عق4د ال4بيع أن المش4تري على علم ب4المبيع ،ففي ه4ذه الحال4ة يس4قط حق4ه في االدع4اء بع4دم
العلم بالمبيع ومن ثم ال يمكنه المطالبة ببطالن العقد للجهالة.
47
:::::مقرر العقود المدنية :::::
صورة (:)2-2
العلم بالمبيع
أ .خيار الرؤية في الفقه اإلسالمي لضمان االتفاق على المبيع :يقصد بالخي4ار هن4ا ه4و أن يك4ون ألح4د المتعاق44دين وه4و
المش44تري هن44ا الح44ق في إمض44اء العق44د أو فس44خه عن44د رؤي44ة الم44بيع ،وه44و خي44ار ش44رعه اإلس44الم من أج44ل التأك44د من
سالمة الرضا ووجوده ،فيكون للمشتري في حال لم يكن رأى المبيع قبل إبرام العقد أن يفسخ العق44د أو يمض44يه عن44د
رؤيت44ه للم44بيع ومعاينت44ه ح44تى ول44و لم يكن ق44د اش44ترط ذل44ك في العق44د (خض44ر1979 ،م) ،وال يثبت ه44ذا الخي44ار إال إذا
كان المبيع عين4ا معين4ة ب4ذاتها ،أم4ا م4ا ع4دا ذل4ك فال خي4ار رؤي4ة للمش4تري ح4تى ول4و لم يكن ق4د رأى الم4بيع من قب4ل،
وق44د نص44ت الم44ادة ( )320من مجل44ة األحك44ام العدلي44ة على خي44ار الرؤي44ة" :من اش44ترى ش44يئا ولم ي44ره ك44ان ل44ه الخي44ار
حتى يراه فإذا رآه إن ش4اء قبل4ه وإ ن ش4اء فس4خ ال4بيع ،ويق4ال له4ذا الخي4ار خي4ار الرؤي4ة" ،أم4ا مجل4ة األحك4ام الش4رعية
فقد استفاضت في معالجة أحكام العلم بالمبيع وخيار الرؤية.
سقوط خيار الرؤية :يسقط خيار الرؤية بنوعين من األم4ور ال4تي ت4ؤدي إلى إس4قاطه ،فبعض األم4ور تس4قطه قب4ل الرؤي4ة
أو بع44دها ف44األمر س44يان ،ومثاله44ا م44وت من ل44ه الخي44ار وذل44ك ألن خي44ار الرؤي44ة ال ينتق44ل إلى الورث44ة ،فس44واء م44ات ص44احب
الخي44ار قب44ل الرؤي44ة أو بع44دها دون أن يخت44ار ،ف44إن ذل44ك ي44ؤدي إلى س44قوط ح44ق الرؤي44ة ونف44اذ العق44د ،وأم44ور ال تس44قط ح44ق
48
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الرؤية إال بعد الرؤية ،ومثالها القول الدال على اإلسقاط ،كأن يقول قبلت المبيع ،وكذلك التصرف بالمبيع ،أو دفع الثمن
أو إعارته ،فجميعها دالئل قاطعة على قبول المبيع ،ومن ثم يسقط خيار الرؤية في هذه الحالة.
ب .العلم بالمبيع :يشترط الق4انون لص4حة الرض4ا ب4البيع أن يك4ون المش4تري على علم ك4اٍف ب4المبيع ،والعلم الك4افي يختل4ف
عن مجرد تعيين المبيع ،فقد يكون المبيع معين4ا تعيين4ا كافي4ا يم4يزه عن غ4يره ،ويك4ون نافي4ا للجهال4ة الفاحش4ة دون أن
يعلم ب44ه المش44تري ،ومث44ال ذل44ك أن ي44بيع ش44خص آلخ44ر بيت44ا تم تعيين44ه بموقع44ه والحي الس44كني الواق44ع في44ه دون أن يعلم
المشتري مساحته وعدد حجراته وخريطة البناء ،ولكي يكون المشتري على علم ب44المبيع فال ب44د أن يك44ون ذل44ك العلم
معاصرا للبيع أو سابقا له شريطة أن يبقى على حاله ح4تى تم4ام ال4بيع ،ويتحق4ق العلم ب4المبيع بالطريق4ة ال4تي تتناس4ب
وطبيعة المبيع ،فيتحقق باإلبصار إن ك4ان الم4بيع من األش4ياء ال4تي يكتفى برؤيته4ا ،وبالش4م إن ك4ان من األش4ياء ال4تي
تعين برائحته44ا ،وبالم44ذاق إن ك44ان من األطعم44ة والمش44روبات ،ف44إذا تحق44ق العلم بالطريق44ة المناس44بة لطبيع44ة الم44بيع ثم
قبله المشتري على حاله سقط حقه في المطالبة ببطالن العقد لعدم العلم ،ويستوي أن يكون القبول قد تم صراحة أو
ضمنا ،كذلك يسقط الحق بالمطالبة ببطالن العقد لعدم الرؤي4ة إذا ُذ ك4ر في عق4د ال4بيع أن المش4تري على علم ب4المبيع،
كذلك ل4و أقّ4ر المش4تري في العق4د بأن4ه على علم ب4المبيع م4ا لم يكن ذل4ك اإلق4رار ناتج4ا عن ت4دليس ،ك4أن يطلع4ه الب4ائع
على شيء ويوهمه بأنه المبيع فيقّر على علمه به ،ثم يق4وم بتغي4ير الم4بيع ،وم4ا ن4راه ه4و أن أس4باب س4قوط الح4ق في
المطالب44ة ببطالن العق44د لع44دم العلم هن44ا هي ذاته44ا أس44باب س44قوط خي44ار الرؤي44ة في الفق44ه اإلس44المي وال تختل44ف عنه44ا،
ويعود ذلك إلى أن واضعي القوانين المعاصرة خاص44ة في دولن4ا اإلس4المية ق44د ت4أثروا بأحك4ام خي4ار الرؤي4ة في الفق4ه
اإلسالمي ،ومنها القانون المدني المصري الصادر عام 1948م.
وي44رى بعض الفق44ه أن أحك44ام العلم ب44المبيع وتقري44ر ح44ق المش44تري في المطالب44ة ببطالن العق44د لع44دم العلم هن44ا ،م44ا ه44و إال
تطبيق ألحكام الغل4ط المعالج4ة في القواع4د العام4ة ،وأن الق4انون ب4النص على اش4تراط العلم ب4المبيع لص44حة الرض44ا لم ي4أت
بجدي44د ،وك44ل م44ا هنال44ك أن44ه أوج44د قرين44ة قانوني44ة على وق44وع المش44تري في الغل44ط في ح44ال ع44دم العلم ب44المبيع ،وهي قرين44ة
بسيطة يجوز إثبات عكسها بكافة طرق اإلثبات ،غير أن غالبي4ة الفق4ه الق4انوني ي4رون أن أحك4ام الغل4ط تختل4ف عن أحك4ام
العلم ب44المبيع ،فالغل44ط ال يمكن للمش44تري الواق44ع في44ه المطالب44ة ببطالن العق44د إال إذا ك44ان ق44د وق44ع على ص44فة جوهري44ة في
المبيع ،أم4ا خي4ار العلم ب4المبيع فيعطي للمش4تري الح4ق في المطالب4ة ب4البطالن س4واء ك4ان هن4اك ص44فة جوهري4ة تخلفت في
الم44بيع أو لم يوج44د ،فل44ه مطل44ق الحري44ة في المطالب44ة ب44البطالن ،وال ُيطلب من44ه إثب44ات وقوع44ه في الغل44ط ،وال أن يثبت أن
الب44ائع ك44ان على علم بالغل44ط أو ك44ان من الس44هل علي44ه أن يعلم ،ومن ثم ف44إن ش44رط العلم ب44المبيع ه44و ش44رط مس44تقل لص44حة
رضا المشتري وبالتالي لصحة البيع ،وهو يختلف عن الغلط وكذلك عن تعيين المحل (خضر1979 ،م).
49
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
ب .طبيعة البيع بشرط التجربة :أم44ا عن طبيع44ة ال44بيع بش44رط التجرب44ة فبحس44ب األص44ل ه44و بي44ع معل44ق على ش44رط واق44ف
وهو قبول المشتري للمبيع بعد تجربته ،فإذا قبله بعد التجربة أصبحت كل آثار العقد نافذة من وقت التعاق44د ،وإ ذا لم
يقبله امتنعت تلك اآلثار منذ لحظة انعقاد العق4د بينهم4ا ويعت4بر العق4د كأن4ه لم يكن بين الط4رفين ،غ4ير أن ه4ذا األص4ل
يمكن الخروج عليه باالتفاق صراحًة أو ضمنا على جعل الشرط هنا شرطا فاس44خا وليس واقف4ا ،ف44إذا وج44د مث44ل ه44ذا
االتف4اق ،أو ت4بين من ظ4روف الح4ال أن إرادة المتعاق44دين ق44د اتجهت إلى جعل4ه ش4رطا فاس4خا ،ت4رتبت في ه4ذه الحال4ة
جميع آثار العقد فور انعق4اده ،بحيث إذا رفض المش4تري الم4بيع زال العق4د بك4ل آث4اره ب4أثر رجعي ،وإ ذا قبل4ه تأك4دت
اآلثار واستمرت وزال الخطر الذي كان يهددها بالزوال.
ج .حكم البيع بشرط التجربة :اختلفت القوانين في حكم البيع بش4رط التجرب4ة ،نتيج4ة اختالفه4ا ح4ول ماهي4ة ه4ذا الش4رط،
فهل المقصود به مالءمة الم4بيع وص4الحيته للغ4رض ال4ذي أع4د ل4ه ،أم المقص4ود ب4ه موافق4ة الش4يء لم4زاج المش4تري
وذوقه ،ولتحديد المقص4ود بالش4رط هن4ا أهمي4ة بالغ4ة ،إذ ل4و قلن4ا ب4المفهوم األول ف4إن رفض المش4تري س4يكون مراقب4ا
ويمكن التعقيب عليه بتحكيم أهل الخبرة لمعرفة م4دى مالءم4ة الش4يء وص44الحيته للغ4رض ال4ذي أع4د ل4ه ،أم4ا الق4ول
بالمفهوم الثاني فمعناه تعليق أمر القبول أو الرفض على محض مش4يئة المش4تري ورأي4ه ال معقب علي4ه (الب4دراوي،
1970م) ،وقد أخذ المشرع الفرنسي بالمفهوم األول لشرط التجربة؛ ولذا يستطيع البائع أن يثبت تحقق هذا الشرط
رغم رفض المش 44تري للم 44بيع ،وذل 44ك عن طري 44ق االس 44تعانة بأه 44ل الخ 44برة عن 44د الحاج 44ة ،م 44ا لم تكن طبيع 44ة الش 44يء
تس44توجب مالءمته44ا ل44ذوق المش44تري واحتياجات44ه الشخص44ية ففي ه44ذه الحال44ة يك44ون ال44رأي للمش44تري وال معقب على
اختي44اره ،أم44ا الق44انون الم44دني المص44ري لع44ام 1948م فق44د خ44الف الق44انون الفرنس44ي واعتم44د المفه44وم الث44اني للش44رط،
فللمش444تري كام444ل الحري444ة في االختي444ار ،إن ش444اء قب444ل وإ ن ش444ار رفض وال معقب على اختي 44اره ،وت444برير ذل444ك أن
المشتري وحده هو من يستطيع أن يقرر مدى مناسبة المبيع له وه4و وح4ده من يق4رر ذل4ك ،وفي ك4ل األح4وال يجب
على المشتري أن يق4وم بتجرب4ة الم4بيع خالل م4دة زمني4ة معين4ة ،ف44إن لم تكن الم4دة مح4ددة ،فهي الم4دة المعقول4ة ال4تي
يعينها البائع والتي تختلف باختالف طبيعة المبيع ،وعلى البائع أن يمّك ن4ه من تجرب4ة الم4بيع ،ف44إذا مكّن ه من التجرب4ة
وانقض44ت الم44دة المتف44ق عليه44ا للتجرب44ة أو الم44دة المعقول44ة ،ولم ي44رد المش44تري وس44كت م44ع تمكن44ه من التجرب44ة اعت44بر
سكوته قبوال.
ب .طبيعة البيع بشرط المذاق :أجمع الفقه القانوني على أن البيع بش44رط الم44ذاق م44ا ه44و إال ن44وع من أن44واع ال44بيع بش44رط
التجرب4ة (الب4دراوي1970 ،م) ،وربم4ا ك4ان من ال4واجب على الق4وانين ال4تي ع4الجت ال4بيع بش4رط التجرب4ة أن تعطي
البيع بشرط المذاق ذات األحكام ،غير أن القانون لم يفعل ذلك وإ نما أفرد للبيع بشرط المذاق أحكاما خاصة ب44ه ،إذ
جع44ل رض44ا المش44تري في44ه معلق44ا على تذوق44ه للم44بيع ومن ثم يق44رر إم44ا إب44رام العق44د وإ م44ا رفض44ه ،وعلى ذل44ك ف44البيع
بش44رط الم44ذاق ه44و مج44رد وع44د ب44البيع من ج44انب الب44ائع وح44ده ،أي وع44د مل44زم لج44انب واح44د فق44ط وه44و الب44ائع ،وغ44ير
ملزم للمشتري إذ له الخيار في القبول والرفض ،وال معقب على رأيه ،وعليه فإن عقد البيع ال ينعق44د بين الط44رفين
إال من لحظ44ة قب44ول المش44تري للم44بيع بع44د تذوق44ه ورض44اه ب44ه ،وفي ه44ذا يختل44ف عق44د ال44بيع بش44رط التجرب44ة عن ال44بيع
بشرط المذاق ،فاألول هو بيع تام ولكن تحقق آثاره معلق على شرط واقف أو فاسخ ،بينم4ا األخ4ير ه4و وع4د ب4البيع
ملزم لجانب واحد ت4وافرت في4ه جمي4ع أرك4ان عق4د ال4بيع النه4ائي (المه4دي ،المه4دي2007 ،م) ،لكن العق4د النه4ائي لم
ينعقد بين الطرفين بعد ،وإ نما يحتاج إلى قبول المشتري للمبيع بعد تذوقه كما أسلفنا.
ج .حكم الAAبيع بشAAرط المAAذاق :ي 44ترتب على عق44د ال 44بيع بش 44رط الم 44ذاق أن يل 44تزم الواع44د بتمكين الموع44ود ل 44ه من الم 44ذاق
(خض44ر1979 ،م) ،ف44إذا أخّ4ل الواع44د بالتزام44ه ج44از للموع44ود ل44ه أن يحص44ل على حكم بالتنفي44ذ ،ب44ل ول44ه أن يحص44ل
على غرامة تهديدية لحمله على التنفيذ ،وكون البيع بش4رط الم4ذاق ه4و مج4رد وع4د ب4البيع فإن4ه ي4ترتب على ذل4ك أن
ملكي44 4ة الم44 4بيع ال تنتق44 4ل إلى المش44 4تري إال من وقت إعالن44 4ه قبول44 4ه ب44 4المبيع ،فمن ه44 4ذه اللحظ44 4ة ينعق44 4د العق44 4د م44 4ا بين
الطرفين ،وتنتقل الملكية دون أث4ر رجعي إلى وقت الوع4د ،وذل4ك على خالف ال4بيع بش4رط التجرب4ة وال4ذي يتم ب4أثر
رجعي كما رأينا سابقا.
.4البيع بالعينة:
أ .مفهومAAه :في ه44ذا الن44وع من ال44بيوع يق44وم الب44ائع بإعط44اء المش44تري عين44ة من الم44بيع ،ويجب أن يك44ون الم44بيع مطابق44ا
للعين44ة ،ف44إذا أخ ّ4ل الب44ائع به44ذا االل44تزام ك44ان من ح44ق المش44تري فس44خ ال44بيع والمطالب44ة ب44التعويض (المه44دي ،المه44دي،
2007م) ،وي44رى الفق44ه أن للمش44تري اش44تراط تعلي44ق رض44اه ب44المبيع على ش44رط مطابقت44ه للعين44ة ،بحيث إذا وج44د أن
المبيع غير مطابق للعينة فال يوجد تراٍض ومن ثم ال ينعقد العقد بين الطرفين.
ب .طبيعAAة الAAبيع بالعينAAة وأحكامAAه :ه44و بي44ع ب44اّت من ال44وقت ال44ذي اتف44ق في44ه المتعاق44دان على العين44ة ال44تي تم ال44بيع على
أساس4ها ،فالعين4ة ال تق4وم هن4ا إال بمهم4ة تع4يين مح4ل ال4بيع ،ومن ثم يل4تزم الب4ائع بتس4ليم الش4يء مط4ابق للعين4ة المتف4ق
عليه44ا ،وعلم المش44تري بالعين44ة يكفي لتحق44ق ش44رط علم44ه ب44المبيع علم44ا كافي44ا نافي44ا للجهال44ة ،وعلى ذل44ك إذا لم يس44لم
الب44ائع للمش44تري مبيع44ا مطابق44ا للعين44ة فليس مع44نى ذل44ك أن المش44تري لم يعلم ب44المبيع ،ومن ثم ال يج44وز ل44ه المطالب44ة
ببطالن العقد لعدم علمه بالمبيع ،وإ نما كل ما يستطيع المطالبة به هو إجبار الب4ائع على تنفي4ذ التزام4ه بتس4ليم الم4بيع
المط44ابق للعين44ة ،ف44إذا لم يتمكن الب44ائع من ذل44ك ك44ان للمش44تري أن يط44الب بفس44خ العق44د ،وتس44ليم الب44ائع لم44بيع مط44ابق
52
:::::مقرر العقود المدنية :::::
للعينة يعني أنه قد نفذ التزامه وليس للمشتري بعد ذلك المطالب4ة بفس4خ العق4د أو أن ي4رفض تس4لم الم4بيع ب4دعوى أن4ه
ليس من الصنف الجيد أو الدرجة األولى طالما أنه كان مطابقا للعينة التي ارتضاها ،واألصل أن يحتف44ظ المش44تري
بالعينة لديه إلى حين تنفيذ البائع التزامه ،لكن ال يوجد ما يمنع من احتفاظ البائع بها ،فإذا تلفت أو هلكت ولو بغير
خط 44أ من ال 44ذي يحفظه 44ا وق 44ام الخالف بين الط 44رفين على م 44دى مطابق 44ة الم 44بيع للعين 44ة بع 44د ذل 44ك ،وق 44ع عبء إثب 44ات
مطابقته أو عدم مطابقته على عاتق من هلكت في يده (المهدي ،المهدي2007 ،م).
ج .حكم الAAبيع بالعينAAة في المجلAAتين :أج 44ازت مجل 44ة األحك 44ام العدلي 44ة ال 44بيع بالعين 44ة وعالجت 44ه تحت عن 44وان خي 44ار ال 44بيع
باألنموذج ،فنصت المادة 325منها على" :ما بيع على مقتضى األنم4وذج إذا ظه4ر دون األنم4وذج يك4ون المش4تري
مخ44يرا إن ش44اء قبل44ه وإ ن ش44اء رّد ه ،مثال الحنط44ة والس44من وال44زيت وم44ا ص44نع على نس44ق واح44د من الكرب44اس الج44وخ
وأشباهها إذا رأى المشتري أنموذجها ثم اشتراها على مقتضاه فظهرت أدنى من األنموذج يخّير المشتري حينئذ".
أما مجلة األحكام الشرعية فلم تجز هذا النوع من البيوع ،فقد نصت المادة 308منها على" :ال يصح بيع األنم44وذج ب44أن
يريه شيئا ويبيعه الصبرة على أنها مثلها سواء ظهر أنها مثله أم ال".
.5البيع بالعربون:
أ .مفهومه :العرب44ون ه44و مبل44غ من النق44ود يدفع44ه أح44د العاق44دين إلى اآلخ44ر وقت العق44د (م44رقس1980 ،م) ،وفي44ه يش44ترط
الب44ائع أو المش44تري على اآلخ44ر الح44ق في الع44دول عن العق44د خالل م44دة معين44ة ،وللعرب44ون في النظم القانوني44ة إح44دى
داللتين :فإما أن يقصد به تأكي4د وص4ول المتعاق4دين إلى االتف4اق على العق4د وإ برام4ه ،وإ م4ا أن يقص4د ب4ه أن العاق4دين
قد اشترطا لكل منهما حق العدول عن العق4د في مقاب44ل ت44رك العرب44ون ممن دفع44ه أو رده ومثل44ه مع44ه ممن قبض44ه إذا
عدل.
ب .حكمه في الفقه اإلسالمي :أج44ازت أحك44ام الفق44ه اإلس44المي ال44بيع ب44العربون إذا ك44ان المقص44ود من العرب44ون أن يك44ون
جزءا من الثمن ،فإذا عدل من دفع4ه خس4ره وك4ان من ح4ق الط4رف اآلخ4ر ،وه4ذا م4ا أخ4ذ ب4ه مجم4ع الفق4ه اإلس4المي
في دروت4ه الثامن4ة المنعق4دة بت4اريخ /7مح4رم1414 /ه ،وق44د أج4ازت مجل4ة األحك4ام الش4رعية ال4بيع ب4العربون ،وق44د
نصت على ذلك في المادة ( )309منها والتي نصت على" :يصح بيع العربون وهو أن يشتري وُيعَطى البائع شيئا
من الثمن عربونا ،على أنه إن أخذ المبيع فهو من الثمن وإ ال فهو للب4ائع ،ف4إن تم ال4بيع احتس4ب العرب4ون من الثمن،
وإ ال كان للب4ائع ،لكن إذا لم يص44رح ب4ذلك ال يك4ون للب4ائع ،أم4ا إذا لم يج4ر العق4د بينهم4ا ودف44ع ل4ه درهم4ا وق44ال ل4ه :ال
ت 44بيع لغ 44يري ،ف 44إن لم أش 44تره فال 44درهم ل 44ك ثم لم يش 44ترها رج 44ع بال 44درهم" ،ويب 44دو أن مجل 44ة األحك 44ام الش 44رعية تأخ 44ذ
ب44المفهوم األول للعرب44ون ال44ذي يعت44بر أن العرب44ون م44ا ه44و إال ج44زء من الثمن وليس ثمن44ا للع44دول ،ف44إذا تم ال44بيع ك44ان
العربون جزءا من الثمن ،وإ ذا لم يتم فهو من حق البائع.
53
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ج .طبيعة البيع بالعربون :اختل44ف الفق44ه ح44ول طبيع44ة ال44بيع ب44العربون ،ف44البعض ي44رى أن44ه بي44ع معل44ق على ش44رط واق44ف،
والبعض اآلخ4ر ي4رى أن4ه بي4ع معل4ق على ش4رط فاس4خ ،وي4رجح غالبي4ة الفق4ه أن4ه بمثاب4ة بي4ع معل4ق على ش4رط فاس4خ
وهو عدول أحد الطرفين عن البيع ،فآثار العقد تترتب منذ إنشائه ،فإذا عدل أحد الطرفين عن العقد ،تحق44ق الش44رط
الفاسخ وزال بأثر رجعي (المهدي ،المهدي2007 ،م).
ب .طبيعته :هو ليس إيجابا من طرف الواعد ،وإ نما هو عقد كامل ال بد فيه من إيجاب من الواعد وقب44ول من الموع44ود
له ،فإذا قبل الموعود له انعقد عقد الوع4د ملزم4ا لج4انب واح4د وه4و الب4ائع وال4ذي يل4تزم ب4أن ي4بيع للمش4ترى في ح4ال
إبداء رغبته في الشراء ،أما الموعود له فال يلتزم بالشراء.
ج .صوره :الوعد بالتعاق4د وفق4ا للقواع4د العام4ة يأخ4ذ إح4دى ص4ورتين ،فإم4ا أن يك4ون ملزم4ا لج4انب واح4د كالوع4د ب4البيع
وصورته المقابل4ة الوع4د بالش4راء ،وال4تي يك4ون الواع4د فيه4ا ه4و المش4تري ،والموع4ود ل4ه ه4و الب4ائع ،فيع4د المش4تري
صاحب السلعة بأن يشتري منه سلعته إن أصبحت لدى ه4ذا األخ4ير رغب4ة في ال4بيع خالل م4دة معين4ة ،أم4ا الص4ورة
الثانية من الوع4د بالتعاق4د فهي الوع4د المل4زم للج4انبين ،فيك4ون الوع4د هن4ا ب4البيع والش4راء ،ويص4بح ك4ل من الط4رفين
واعدا وموعودا له ،فأيهما أبدى رغبته في إتمام العق4د ،انعق4د بينهم4ا دون الحاج4ة إلى إب4داء الط4رف اآلخ4ر رغبت4ه،
إذ يكفي أن يبدي أحد الطرفين هنا رغبته في إبرام العقد ،وال حاجة حينها إلبداء الطرف اآلخر رغبته.
د .شAAروطه :يش 44ترط لص 44حة الوع 44د بالتعاق 44د هن 44ا أن يتم االتف 44اق على جمي 44ع المس 44ائل الجوهري 44ة في العق 44د وك 44ذلك الم 44دة
الزمنية التي يجب إبداء الرغبة خاللها ،ومن دون االتف4اق على ه4ذه المس4ائل يك4ون العق4د ب4اطال بطالن4ا مطلق4ا ،كم4ا
يش4ترط لص4حة الوع4د بالتعاق4د أيض4ا ت4وافر األهلي4ة في الط4رف المل4تزم ،ف4إذا ك4ان الوع4د ملزم4ا لط4رف واح4د وجب
توافر األهلية الالزمة إلبرام العقد الموعود بإبرامه في الواعد فقط دون الموع4ود ل44ه ،وال44ذي يكفي أن يك44ون مم44يزا
حينه 44ا؛ ألن 44ه ال يل 44تزم بش 44يء في عق44د الوع44د بالتعاق 44د ،فالتص 44رف هن 44ا ن 44افع نفع 44ا محض 44ا ل 44ه ،ف 44إذا أب 44دى رغبت 44ه في
التعاقد ،ينظر حينها إلى أهليته وص44الحيته إلب4رام العق4د الموع4ود بإبرام4ه ،إذ الع4برة بأهلي4ة الموع4ود ل4ه وقت إب4رام
العقد الموعود بإبرامه وليس وقت إبرام العقد ،وال ينظر إلى أهلية الواعد إذا ما أبدى الموعود له رغبته في إب44رام
54
:::::مقرر العقود المدنية :::::
العقد النهائي ،إذ يكتفى بتعبيره عن إرادته وقت إبرام عقد الوعد ،وال يش4ترط إب4داء رغب4ة أخ4رى وقت إب4رام العق4د
النه44ائي ،وعلى ذل44ك إذا فق44د الواع44د أهليت44ه بع44د إب44رام عق44د الوع44د بالتعاق44د ،ثم أب44دى الموع44ود ل44ه رغبت44ه في التعاق44د،
انعقد العقد بينهما حتى ولو كان التصرف ضارا ضررا محض44ا ل4ه ،أم4ا إذا ك4ان الوع4د ملزم4ا للج4انبين فيش4ترط أن
تتوافر األهلية الالزمة في كليهما وقت إبرام عقد الوعد؛ ألن كال منهم44ا واع4د وموع4ود ل44ه كم44ا أس44لفنا ،وال يش44ترط
في عقد الوعد بالبيع أو الشراء شكال معينا ،ما لم يشترط الق4انون أو االتف4اق ذل4ك ،ومث4ال اش4تراط الش4كلية في عق4د
الوع44د ب 44البيع ،ذل 44ك الوع44د ال 44ذي يك 44ون محل 44ه س 44فينة أو ط 44ائرة ،وق 44د رأين 44ا أن المنظم الس 44عودي يش 44ترط في ال 44بيوع
الواردة على كل منهما شكال معينا ،ولذا فإن عقد الوعد ببيعهما يشترط فيه كذلك أن يكون شكليا وإ ال كان باطال.
ه .آثار الوعد بالبيع وبالشراء :يترتب على الوع4د ب4البيع أو بالش4راء بق4اء الواع4د على وع4ده ح4تى يخت4ار الموع4ود ل4ه
إب44رام العق44د الموع44ود ب44ه خالل الم44دة الزمني44ة المتف44ق عليه44ا ،ف44إذا انقض44ت الم44دة المح44ددة دون أن يب44دي الموع44ود ل44ه
رغبته في التعاقد ،سقط حينها التزام الواعد وال شيء على الموعود له ،أما إذا أعلن الموعود له رغبته في التعاقد
خالل المدة المحددة ،فإن العقد ينعقد في الحال دون الحاجة إلى رضا أو قبول جديد من الواعد (المه44دي ،المه44دي،
2007م) ،وإ ذا ك44ان الوع44د ب44البيع ال44تزم الب44ائع بع44دم التص44رف في الم44بيع ط44وال الم44دة المتف44ق عليه44ا في الوع44د ،وال
يجوز له أن يحمله بحق يتعارض مع الحقوق المحتملة للمشتري ،وإ ال كان مخال بتنفيذ التزامه.
55
:::::مقرر العقود المدنية :::::
56
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
ركن الشيء :هو ما ال يقوم الشيء إال به.
العناصر الجوهرية في العقد :هي العناصر األساسية التي ال ينعقد العقد من دون االتفاق عليها.
العناصر التفصيلية في العقد :هي العناص44ر الثانوي44ة ال44تي يمكن أن ينعق44د العق44د دون االتف44اق عليه44ا م44ا لم يوج44د
اتفاق بخالف ذلك.
أهلية التصرف :هي صالحية الشخص إلبرام التصرف القانوني ويراد بها أهلية األداء.
موانع الشراء :هي الموانع التي تحول دون إمكانية قيام المشتري بإبرام عقد الشراء لصفة خاصة متعلقة به.
موانع البيع :هي الموانع التي تحول دون إمكانية قيام البائع ببيع ماله إلى الغير ألسباب اتفاقية أو قانونية.
الجهالة :يقصد بها الجهالة الفاحشة والتي تفضي إلى نزاع بين الطرفين.
التAAوقيت في الAAبيع :ه44و تحدي44د م44دة زمني44ة لبق44اء الملكي44ة على ذم44ة المش44تري لتع44ود م44رة أخ44رى إلى الب44ائع بع44د
انتهاء المدة المحددة.
غرر الوصف :هو اشتراط صفات معينة محددة تحديدا دقيق4ا يعج4ز الب4ائع معه4ا عن االل4تزام به4ا فتن4درج ض44من
الشروط التي يستحيل الوفاء بها.
غرر الوجود :هو البيع الذي يكون فيه المبيع محتمال بين الوجود والعدم.
خيار الرؤية :هو أن يكون ألحد المتعاقدين وهو المشتري الحق في إمضاء العقد أو فسخه عند رؤية المبيع.
الرضا الموصوف :هو الرضا الذي لحقه وصف معين شريطة أن يلحق الوصف كل آثار العقد.
البيع بشرط التجربة :هو البيع الذي يحتفظ فيه المشتري بخيار تجربة المبيع ليقرر ما إذا كان يروق ل44ه أم ال،
أو ما إذا كان مناسبا للغرض الذي أعد له من عدمه.
البيع بشرط المذاق :هو البيع الذي يعلق المشتري فيه رضاه بالبيع على تذوق الشيء ومالءمته له.
البيع بالعينة :هو البيع الذي يقوم فيه الب44ائع بإعط44اء المش44تري عين44ة من الم44بيع لمعاينته44ا ،على أن يك44ون الم44بيع
مطابقا للعينة.
العربون :هو مبلغ من النقود يدفعه أحد المتعاقدين إلى اآلخر وقت العقد.
الوعد بالبيع :هو العقد الذي يعد فيه الواعد الموعود له بأن يبرم معه عقد الAAبيع إذا رغب هAAذا الموعAAود لAAه
في ذلك خالل مدة معينة.
57
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أنشطة الوحدة:
مقال:
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
اشترى زيد ذو الخامسة عشرة من العمر من صديقه عم4رو جه4از ج4وال من ن4وع آيف4ون بثمن وق4دره ألف4ا لاير ،بع4د ف4ترة
وجد زي4د أن الج4وال لم ي4ؤد الغ4رض المطل4وب من4ه ،حيث إن بطاريت4ه ك4انت ض4عيفة وغ4ير ص4الحة لالس4تعمال الطوي4ل،
ولذا رجع إلى عمرو وطلب منه استرجاع الجوال ومن ثم إعادة المبلغ المدفوع ،رفض عمرو استرجاع الج44وال وإ ع44ادة
المبلغ المدفوع بحجة أن البيع قد تم وانتهى األمر ،لجأ والد زيد إلى المحكم44ة المختص44ة ،دافع44ا ببطالن التص44رف الم44برم
بين ابن44ه وعم44رو بحج44ة أن زي44د م44ازال قاص44را ،إال أن عمً4ر ا دف44ع ب44أن زي44دا يعم44ل لدي44ه في مح44ل الج44واالت الخ44اص ب44ه،
ويتقاضى أجرا شهريا مقداره ألفا لاير ،وأن الثمن المدفوع كان من المرتب الشهري الذي يحصل علي44ه ،رفض وال44د زي44د
دف44ع عم44رو ،م44دعيا أن ال44بيع لم يم44ر علي44ه س44وى ثالث44ة أي44ام ،وال ي44زال الم44بيع في مرحل44ة التجرب44ة ،من ثم لزي44د الح44ق في
رفض المبيع في هذه الحالة لعدم مالءمته للغرض الذي أعد له.
لو كنت أنت القاضي في الدعوى المرفوعة من والد زيد على عمرو فبم ستحكم فيها:
اإلجابة:
ل44و كنت أن44ا القاض44ي ال44ذي ينظ44ر ال44دعوى المرفوع44ة من وال44د زي44د على عم44رو فس44أقوم ب44الحكم في ك44ل دف44ع من ال44دفوع
المرفوعة على حدة تمهيدا إلصدار حكمي النهائي وذلك على النحو التالي:
أ .فيما يتعلق بدفع وال4د زي4د ببطالن عق4د ال4بيع الم4برم بين ابن4ه زي4د والب4ائع عم4رو بحج4ة أن زي4د م4ازال قاص44را ،فدفع4ه
بحس44ب األص44ل ص44حيح؛ وذل44ك ألن عق44د ال44بيع من العق44ود ال44دائرة بين النف44ع والض44رر ،وال44تي يمكن لن44اقص األهلي44ة
58
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إبرامها لكنها تكون قابلة للبطالن لمصلحة ن4اقص األهلي4ة ،ويح4ق لل4ولي التمس4ك ببطالن العق4د في ه4ذه الحال4ة ،غ4ير
أن هذا األصل يتعطل إذا ما كان الثمن الذي دفعه القاصر المشتري للبائع ناتجا عن عمل يده ،ففي ه44ذه الحال44ة يع44د
وكأنه كامل األهلية في حدود المبالغ التي يكسبها من عمل يده ،وبناًء عليه يعتبر عقد البيع المبرم بين زيد وعم44رو
عقدا صحيحا منتجا آلثاره القانونية على الرغم من صغر سن المشتري زيد وذلك استثناًء على األصل.
أما فيما يتعلق بدفع والد زيد بأن إبرام العقد لم يمر عليه إال ثالثة أيام ،وأن المبيع مازال في فترة التجربة ،فهذا ب.
الدفع يعتبر صحيحا ،حيث يجوز االتفاق بين البائع والمشتري على تعليق تحقق آثار العقد على قيام المشتري
بتجربة المبيع خالل مدة زمنية معينة ،وهذا االتفاق قد يكون صريحا وقد يكون ضمنيا يستخلص من طبيعة المبيع
أو من ظروف التعامل ،كما هو الحال في شراء المالبس واآلالت الميكانيكية الدقيقة الصنع ،إذ جرت العادة على
تجربتها حتى ولو لم يكن قد احتفظ المشتري في عقد البيع بهذا الحق لنفسه ،ولما كان الجوال من األجهزة
اإللكترونية دقيقة الصنع ،فقد جرت العادة على تجربتها وجواز استردادها خالل مدة زمنية معينة ،ومن ثم من
حق زيد أن يقوم برد المبيع بعد تجربته واكتشاف عدم مالءمته للغرض الذي اشتراه ألجله ،حتى ولو لم يكن قد
اشترط تجربة المبيع في العقد.
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
. 2إذا عين المحل في عقد البيع دون تحديد تفاصيله األساسية فإن العقد:
. 3إذا عرض أحدهم بيته على آخر بمبلغ مليوني لاير فقبله اآلخر بثالثة ماليين لمعرفته بقيمته الحقيقية فإن العقد:
60
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.4إذا أصّر البائع على بيع سلعته بسعر أقل من الذي عرضه المشتري فإن سكوت المشتري هنا يعد:
.5ينعقد عقد البيع بين طرفيه على الرغم من عدم االتفاق على المسائل التفصيلية في حال:
. 6يعتبر عقد البيع الصادر عن الصبي البالغ من العمر 12عاما صحيحا في حال:
61
:::::مقرر العقود المدنية :::::
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
إذا أضيفت آثار عقد البيع إلى أجل فاسخ فإنها ال تتحقق حتى يحل األجل.
في الوعد بالشراء يشترط أن تتوافر في البائع أهلية البيع وقت إبرام عقد الوعد.
ال44بيع ب44العربون ه44و بي44ع معل44ق على ش44رط فاس44خ وه44و ع4دول أح44د الط44رفين عن إتم44ام
البيع.
أجازت المجلة العدلية وكذلك مجلة األحكام الشرعية ال44بيع بالعين44ة تحت مس44مى ال44بيع
بالنموذج.
لصحة الرضا في عقد البيع ال بد أن المتعاق44دين ق44د اتفق4ا على المس4ائل الجوهري4ة في
العقد.
يسقط حق المشتري في المطالبة ببطالن العقد لعدم العلم إذا كان قد عاينه قبل البيع.
إذا اتجهت إرادة المتعاقدين إلى جعل مدة عقد البيع ثالث سنوات فالعقد صحيح وفقا
للفقه اإلسالمي.
إذا رهن ص4احب العق4ار عق4اره غ4ير المس4جل ج4از ل4ه التص4رف في4ه كم4ا يش4اء للغ4ير
إذا ما وافق الدائن المرتهن على ذلك.
ال44بيع بش44رط الم44ذاق ه44و بي44ع معل44ق على ش44رط واق44ف م44ا لم يتف44ق طرف44اه على جع44ل
الشرط فاسخا.
اش44تراط ع4دم نف4اذ عق4د ال44بيع في مواجه44ة الغ44ير إال بالكتاب44ة يجع44ل من44ه عق4دا ش44كليا ال
ينعقد إال باستيفاء ذلك الشكل.
ينعق44 4 4د عق44 4 4د ال44 4 4بيع ص44 4 4حيحا منتج44 4 4ا آلث44 4 4اره القانوني44 4 4ة إذا تراض44 4 4ى طرف44 4 4اه على طبيع44 4 4ة العق44 4 4د والم44 4 4بيع
و . .............................
ينعقد عقد البيع على الرغم من عدم التوافق على المسائل . .............................
عقد البيع الوارد على السفن والطائرات وفقا للنظام السعودي ُي عد عقدا . .............................
62
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا أبرم القاصر عقد البيع كان العقد .............................وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي.
إذا اش44 4ترى القاض44 4ي الم44 4ال المتن44 4ازع علي44 4ه في دائ44 4رة أخ44 4رى من دوائ44 4ر المحكم44 4ة ال44 4تي يعم44 4ل فيه44 4ا ك44 4ان
العقد . .............................
إذا ُم نع البائع من التصرف في عقاره فال بد أن يكون للمنع مدة معينة و . .............................
يشترط لصحة الرضا في عقد البيع وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي خلوه من غرر . ...............
ال يصح البيع الصادر من هازل أو مكره إال إذا كان المكره . .............................
خيار الرؤية يعطي للمشتري الحق في فسخ العقد أو .............................بعد رؤية المبيع.
يختل44 4ف ال44 4بيع بش44 4رط التجرب44 4ة عن ال44 4بيع بش44 4رط الم44 4ذاق في أن األول بي44 4ع معل44 4ق على ش44 4رط أم44 4ا اآلخ44 4ر
فهو. .............................
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع :بِّين أحكام خيار الرؤية والعلم بالمبيع كشرط لصحة الرضffا وفقffا ألحكffام الفقffه اإلسffالمي
والقانون الوضعي.
السؤال الخامس :األصل أنه يجوز للمتعاقدين حرية إبffرام عقffد الffبيع واالسffتثناء المنffع" ،من ذلffك اكتْب
عن موانع البيع والشراء.
63
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة:
البدراوي ،عبد المنعم1970(،م)" ،الوجيز في عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( ،م)" ،العقود المدنية الكبيرة /البيع والتأمين واإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( ،م) ،ط" 2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي ،عقد البيع" دمشق ،دار القلم.
عبد السالم ،سعيد سعد1980( ،م)" ،الوجيز في أحك4ام عق4د ال4بيع في الق4انون الم4دني المص4ري" ،الق4اهرة ،دار
النهضة العربية.
مرقس ،سليمان1980( ،م)" ،عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
المغ44 4 4ربي ،محم44 4 4د الف44 4 4اتح محم44 4 4ود بش44 4 4ير2013( ،م)" ،اإلج44 4 4ارة المنتهي44 4 4ة بالتملي44 4 4ك بين النظري44 4 4ة والتط44 4 4بيق"،
الخرطوم ،مجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم اإلسالمية.
المهدي ،نزيه محمد الصادق ،المهدي ،معتز نزيه محمد2007( ،م)" ،العقود المسماة ،عقد التأمين وعقد ال44بيع"
64
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الوحدة الثالثة:
شروط المبيع أو المعقود عليه
65
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
موضوعات الوحدة:
66
:::::مقرر العقود المدنية :::::
67
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
علمنا أثناء دراستنا لمقرر أحكام العقد أن المح4ل في العق4د ينقس4م إلى مح4ل للعق4د ومح4ل لالل4تزام ،أم4ا مح4ل االل4تزام فه4و
تلك العملية القانونية التي تراض4ى طرف4ا العق4د على تحقيقه4ا ،فه4و إًذ ا مجموع4ة االلتزام4ات ال4تي تول4دت عن العق4د الم4برم
بين طرفيه وتختلف باختالف طبيعة العقد ،وطبيعة العملية القانونية المراد القيام بها ،ولذا فإن محل االلتزام في العقد قد
يكون التزاًم ا بعمل أو التزاًم ا باالمتناع عن القيام بعمل أو االلتزام بإعطاء شيء ،وهذا ه44و األداء ال44ذي يتجس44د في مح44ل
االل44تزام في العق44د (أب44و ق44رين2006 ،م) ،ففي عق44د ال44بيع يك44ون مح44ل ال44تزام الب44ائع ه44و نق44ل ملكي44ة الم44بيع إلى المش44تري
وك4ذلك تس4ليمه ل4ه في ال4وقت والمك4ان المح4ددين ،وك4ذلك التزام4ه بض4مان العي4وب وض4مان التع4رض ،وفي المقاب4ل يتمث4ل
ال44تزام المش44تري في دف44ع الثمن في ال44وقت وبالكيفي44ة المتف44ق عليه44ا بين44ه وبين الب44ائع ،وجمي44ع ه44ذه االلتزام44ات تنصّ4ب على
المبيع بالنسبة للبائع ،وعلى الثمن بالنسبة للمشتري ،وهذا هو محل العقد ،وعليه فإن محل العقد في عق44د ال44بيع يتمث44ل في
المبيع أو المال المعقود عليه بالنسبة للبائع ،وفي الثمن بالنسبة للمشتري ،وفي هذه الَو حدة سنقتص44ر بالح44ديث عن الم44بيع
أو المعق44ود علي44ه َو ْفًق ا ألحك44ام الق44انون والفق44ه اإلس44المي ،وس44نتعرض لش44روط الم44بيع وأحكام44ه وتبع44ة هالك44ه وحكم بي44ع
األموال المستقبلية وشروط صالحية المبيع ألن يكون محاًّل لعقد البيع ،وكذلك شرط ملكية المبيع وأحكامه فقًه ا وقانوًن ا،
وفي موضع آخر من هذا المقرر سنتعرض ألحكام الثمن بإذن اهلل.
68
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
أوًال :مفهوم المبيع وشروط وجوده وتعيينه
الم44بيع أو الم44ال المعق44ود علي44ه باعتب44اره محال لعق44د ال44بيع يش44ترط في44ه أن يك44ون موج44ودا ،ويقص44د بوج44ود الم44بيع أن يك44ون
ك44ذلك وقت إب44رام العق4د ،وعلى ذل44ك يج44وز أن يك44ون الش44يء غ4ير موج44ود وقت إج44راء المفاوض44ات بين الب44ائع والمش44تري
على إبرام عقد البيع ،وال يؤثر ذلك على انعقاد العقد بين الطرفين إذا ما وج44د الم44بيع وقت إبرام44ه ،كم44ا أن ش44رط وج44ود
الم44بيع وقت إب44رام العق44د يمكن الخ44روج علي44ه إذا م44ا ك44ان الم44بيع غ44ير موج44ود وقت إب44رام العق44د ولكن44ه قاب44ل للوج44ود في
المس44تقبل ،ف44إذا ك44ان الم44بيع موج44ودا وقت إب44رام العق44د انعق44د العق44د ص44حيحا منتج44ا آلث44اره القانوني44ة إن ت44وافرت في44ه ب44اقي
شروط انعق4اده وص4حته ،وال ي4ؤثر في وج4وده أو انعق4اده بع4د ذل4ك هالك الم4بيع أي4ا ك4ان س4بب الهالك ،وإ نم4ا يظ4ل لهالك
المبيع بعد إبرام عقد البيع أحكامه الخاصة التي سنـأتي عليها الحقا ،أما إذا كان الهالك سابقا على إب4رام العق4د ف44إن العق4د
ال ينعق44د لتخل44ف ركن المح44ل ،ويس44توي في ذل44ك أن يك44ون ك ٌّ4ل من الب44ائع والمش44تري على علم بهالك الم44بيع أو يجهالن
ذلك ،وإ ن كان علم أحدهما بهالك المبيع قبل إب4رام العق4د وم4ع ذل4ك أق44دم على إبرام4ه ،يجعل4ه س4يئ الني4ة ،ويمكن للط4رف
اآلخر الرجوع عليه بالتعويض وفقا ألحكام المسؤولية التقصيرية (أبو قرين2006 ،م).
69
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ولذا فقد ج4رت التش4ريعات القانوني4ة ،وك4ذلك أحك4ام الفق4ه اإلس4المي على دراس4ة ش4روط الم4بيع أو العين المبيع4ة ،وتش4مل
هذه الشروط بيع األموال المادية وكذلك المعنوية كحق المؤلف وبراءة االختراع وغيرهما من الحقوق األدبية.
وعليه ف4إذا ك4ان الم4ال معين4ا بال4ذات أو قيمي4ا وجب وج4وده وقت إب4رام العق4د ،وق4د اش4ترطت مجل4ة األحك4ام العدلي4ة وج4ود
الم4بيع ،فنص44ت الم4ادة 198منه4ا على" :يل4زم أن يك4ون الم4بيع مق4دور التس4ليم" ،وبطبيع4ة الح4ال ينش4أ ال4تزام الب4ائع بتس4ليم
المبيع بمجرد إبرام العقد ،وهذا يعني أن المجلة إنما اشترطت وجود المبيع وقت إبرام العقد وليس بع44ده ،وه44ذا م44ا أكدت44ه
المادة ( )205ال4تي نص4ت على" :بي4ع المع4دوم باط4ل فيبط4ل بي4ع ثم4رة لم ت4برز أص4ال" ،وه4ذا م4ا أخ4ذت ب4ه مجل4ة األحك4ام
الش 44رعية ،ولكن بعب 44ارات أك 44ثر دالل 44ة ووض 44وحا من المجل 44ة العدلي 44ة ،فنص 44ت في الم 44ادة ( )266منه 44ا على" :يش 44ترط أن
يك44ون الم44بيع موج44ودا فال يص44ح بي44ع المع44دوم ،مثال ل44و ب44اع ثم44رة ش44جرة لم ت44برز أو ب44اع نت44اج دابت44ه لم يص44ح ال44بيع" ،وق44د
أشار الزرقا إلى "عدم جواز بيع المعدوم قبل وجوده كما ال يجوز بيع ما ه4و ملح4ق بالمع4دوم كالحم4ل الحاض4ر في بطن
الداب 44ة الحام 44ل ألن 44ه غ 44رر ،وال م 44ا في 44ه غل 44ط في الجنس ك 44بيع ياقوت 44ة ف 44إذا هي زج 44اج ألن المعق 44ود علي 44ه عندئ 44ذ مع 44دوم"
(الزرقا ،أ1998 ،م ،ص.)29
وشرط وجود المبيع وقت إبرام عقد البيع يثير العديد من التس44اؤالت ،ي44أتي في مق4دمتها :م44ا حكم هالك الم44بيع س44واء قب44ل
إبرام عقد البيع أو أثناء االنعقاد ،أو بعده؟ كم4ا أن االكتف4اء بقابلي4ة وج4ود الم4بيع في المس4تقبل يث4ير التس4اؤل عن حكم بي4ع
األموال المستقبلة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
70
:::::مقرر العقود المدنية :::::
تختل44ف األحك44ام القانوني44ة المتعلق44ة بهالك الم44بيع بحس44ب وقت الهالك ،وق44د بّين44ا س44ابقا أن هالك الم44بيع بع44د إب44رام العق44د ال
يؤثر على انعقاده ،كما أن هالكه قبل وقت انعقاد العقد يؤدي إلى عدم انعقاد العقد من األس4اس ،بينم4ا تث4ار اإلش4كالية في
حال كان المبيع موجودا قبل إب4رام العق4د ،وأثن4اء المفاوض44ات وك4ان حاض44را في مجلس العق4د ،ثم هل4ك وقت إب4رام العق4د،
ويفّر ق الفقه بين ما إذا كان الهالك كليا أو جزئيا في هذه الحالة ،ونناقش ذلك من خالل الفرضيتين اآلتيتين:
الفرضية األولى :هالك المبيع كله وقت العقد :في هذه الفرضية يك4ون الم4بيع معين4ا بذات4ه وموج4ودا ،ثم يت4بين للمتعاق4دين
فيما بعد أنه كان قد هلك كله قبل إبرام العقد (مرقس1980 ،م) ،ففي ه4ذه الحال4ة ال ينعق4د العق4د النع4دام المح4ل ،والهالك
في هذه الحالة قد يكون هالكا ماديا أو قانونيا ،أما الهالك المادي كتل4ف أص44ل الش4يء ومش4تمالته ،ومثال4ه نف4وق الحي4وان
محل التعاقد ،أو تهدم العقار المراد بيعه ،ويقصد بالهالك القانوني بقاء أصل المال المراد بيعه مع قيام مانع يح44ول دون
إمكاني44ة بيع44ه ،ك44أن يك44ون ال44بيع ق44د ورد على عق44ار ن44زعت ملكيت44ه للمنفع44ة العام44ة ،أو أن ي44رد على مح44ل تج44اري أش44هر
إفالسه إذ ُتغّل يد التاجر عن التصرف فيه بمجرد إعالن اإلفالس.
ويقصAAد بAAالهالك الكلي :ذل44ك الهالك ال44ذي يح44ول دون تحقي44ق الم44بيع للغ44رض المقص 44ود من44ه ،ك44أن يك44ون الم44بيع س44يارة
وهلكت بالكام44ل ،أم44ا ل44و هل44ك موت44ور الس44يارة م44ع س44المة ب44اقي أجزائه44ا فيع44د الهالك هن44ا جزئي44ا ،ويمكن إص44الح العيب
وإ تمام البيع.
ويس 44توي إلعم 44ال أحك 44ام الهالك الكلي وحيلولت 44ه دون انعق 44اد العق 44د ،أن يك 44ون كال الط 44رفين أو أح 44دهما على علم ب 44ذلك
الهالك أو يجهالن44ه كم44ا بّين44ا س44ابقا ،ف44إذا ك44ان الب44ائع على علم ب44الهالك وم44ع ذل44ك لم يطل44ع المش44تري على األم44ر حّ4ق له44ذا
األخير الرجوع عليه بالتعويض وفقا ألحكام المسؤولية التقصيرية ،أما المشتري فال شيء عليه في هذه الحالة حتى ولو
كان على علم بهالك المبيع وقت إبرام العقد ،ذلك أنه ال يوجد نص ق44انوني يلزم44ه بإحاط44ة الب44ائع ب44أحوال الم44بيع ،الس44يما
أن الم4بيع غالب4ا م4ا يك4ون في ي4د الب4ائع وه4و أعلم بأحوال4ه وليس المش4تري إال في ح4االت اس4تثنائية ،ك4أن يك4ون مس4تأجرا
للم44ال الم44راد ش44راؤه وهل44ك في ي44ده ،ففي ه44ذه الحال44ة يك44ون مس44ؤوال عن ع44دم إعالم الب44ائع ب44الهالك ،ف44إذا ك44ان المش44تري
وعلى ال44رغم من علم44ه بهالك الم44بيع وقت إب44رام ال44بيع ق44ام ب44دفع الثمن إلى الب44ائع ،فإن44ه ال يج44وز ل44ه اس44ترداده بن44اًء على
أحكام هالك المبيع وذلك ألنه دفعه وهو عالم بعدم استحقاقه فال يسترده إال إذا كان وقت دفع44ه ن44اقص األهلي44ة أو مكره44ا
على السداد (مرقس1980 ،م).
الفرضية الثانية :هالك الم44بيع جزئي44ا وقت انعق44اد العق44د :الق44ول بانعق44اد العق44د من عدم44ه في ح44ال الهالك الج44زئي يتوق44ف
على تحديد ما إذا كان هذا الهالك جسيما أم ال ،ف4إذا ك4ان الهالك الج4زئي جس4يما بحيث أص4بح من المس4تحيل على الب4ائع
تنفي44ذ التزام44ه تج44اه المش44تري ،ففي ه44ذه الحال44ة ال ينعق4د العق4د ،أو ينعق4د ب44اطال بطالن44ا مطلق4ا ،أم44ا إذا ك44ان الهالك الج44زئي
غ44ير جس44يم ،ففي ه44ذه الحال44ة يمكن قص44ر ال44بيع على الج44زء المتبقي من الم44بيع إذا م44ا تراض44ى الطرف44ان على ذل44ك (عب44د
السالم1980 ،م) ،وفي ه4ذه الحال4ة يف4ترض قب4ول الب4ائع وال يقب4ل رفض4ه ح4تى ول4و أسس4ه على وج4ود ض4رر س4يلحق ب4ه
71
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ج44راء تل44ك التجزئ44ة ،أم44ا المش44تري فيف44ترض في44ه القب44ول أيض44ا م44ا لم يثبت أن الب44اقي من الم44بيع ال يحق44ق الغ44رض الم44راد
تحقيقه من وراء عملية الشراء ،ففي هذه الحالة ال يج4بر على تجزئ4ة الم4بيع ويعطى ل4ه الخي4ار إم4ا إتم4ام ال4بيع أو رفض4ه
بحسب مصلحته هو ،شريطة أال يتعسف في استعمال ذلك الحق.
-حكم بيع األموال المستقبلة في الفقه اإلسالمي :األصل عدم الجواز :رأينا أن المجلتين لم تجيزا بيع المال المع44دوم،
ومن ثم يعت44بر العق4د ال44وارد على م44ال غ4ير موج44ود وقت إب44رام العق4د عق4دا ب44اطال بطالن44ا مطلق4ا النع44دام محل44ه ،ولم
تجز قواعد الفقه اإلسالمي أن يرد عقد البيع على أموال مستقبلة ،حتى ولو كان ذلك باتفاق الطرفين لم44ا في ذل44ك
من غرر ،وقد نهى الرسول (عليه الصالة والسالم) عن بيع الغرر كما مّر معنا سابقا.
االسAAتثناء جAAواز بيAAع األمAAوال المسAAتقبلة :واس 44تثناًء من ه 44ذا األص 44ل أج 44ازت أحك 44ام الفق44ه اإلس 44المي في بعض الح 44االت
الواردة على سبيل الحصر بيع األموال المستقبلة ،فقد أج4از الفق4ه اإلس44المي بي4ع الَّسلم وال4ذي يقص44د ب4ه بي4ع ش4يء مؤّج ل
بمعّج ل (الزرقا ،أ1998 ،م) ،ومثاله أن ي4بيع اإلنس4ان م4اال غ4ير موج4ود لدي4ه إلى أج4ل واس4تلف ثمن4ه ع4اجال ليس4تعين ب4ه
على إيجاده ،كما أجاز الفق4ه عق4ود االستص44ناع وهي العق4ود المبرم4ة بين ذي ص44نعة على عم4ل ش4يء معين غ4ير موج4ود
وقت العق44د وإ نم44ا س44يوجد الحق44ا ،وق44د دعت الحاج44ة الفق44ه اإلس44المي إلى إج44ازة ه44ذه األن44واع من ال44بيوع ،رغبً4ة في تس44يير
المع 44امالت ودف 44ع العجل 44ة االقتص 44ادية إلى األفض 44ل ،وق 44د أج 44ازت المجلت 44ان ه 44ذين الن 44وعين من ال 44بيوع ،ففي الم 44ادة 206
أجازت مجلة األحكام العدلية بيع الثم4ار على أش4جارها ،كم4ا أج4ازت الم4ادة 388منه4ا عق4ود االستص4ناع ش4ريطة أن يتم
وص44ف المص44نوع وتعريف44ه على الوج44ه المواف44ق المطل44وب ،كم44ا أج44ازت مجل44ة األحك44ام الش44رعية ذل44ك ،فأج44ازت في نص
المادة 289منها بيع الثمار على األش4جار ش4ريطة أن يك4ون ق44د ب4دأ ص44الحها مكتفي4ة لتحدي4د ص44الحية الثم4ار في البس4تان
ص44الحية ش44جرة واح44دة من نوعه44ا ،كم44ا ع44الجت المجل44ة أحك44ام بي44ع الس44لم في الم44واد من ( )485ح44تى ( ،)492أم44ا بي44ع
االستصناع فلم تجزه مجلة األحك4ام الش4رعية؛ ول4ذا فق4د نص44ت في الم4ادة ( )514منه4ا على" :ال يص44ح بي4ع االستص44ناع..
وكذا لو باع له ثوبا نسج بعضه على أن ينس4ج بقيت4ه لم يص44ح" ،ويب4دو أن المجل4ة أغلقت باب4ا من أب4واب الغ4رر ،فلم تج4ز
بي44ع االستص44ناع ،آخ44ذًة ب44الرأي الفقهي القائ44ل بع44دم ج44واز االستص44ناع لكون44ه بيع44ا للمجه44ول ،وإ ج44ازة االستص44ناع بالقي44اس
على الَّس لم غير مقبولة هنا ،لوجود فرق بينهما ،والراجح في الفقه هو جواز االستصناع بإجماع العلماء.
72
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-حكم بيAAع األمAAوال المسAAتقبلة في القAAانون الوضAAعي :األص 44ل الج 44واز :أج 44ازت غالبي 44ة الق 44وانين الوض 44عية كالق 44انون
الفرنس4ي والق4انون المص44ري وغيرهم4ا بي4ع األم4وال المس4تقبلة بحس4ب األص4ل ،إذ يج4وز بي4ع المحص44والت ال4تي لم
تنضج بعد سواء حدد البيع بثمن معين أم لم يحدد ،كما يجوز بيع الحقوق التي ستنشأ في المستقبل ولو لم تكن قد
وجدت بعد ،أو كان وجودها معلقا على شرط أو كان احتماليا ،وعليه يجوز للمال44ك على الش44يوع أن يح44ول لغ44يره
حقه في التعويض الذي يستحقه عن نزع الملكية أو جزء منها (أبو قرين2006 ،م).
االستثناء عدم الجواز :إذا كانت هذه القوانين قد أجازت البيع الوارد على أموال مستقبلة إال أنها ق44د ح4رمت التعام4ل في
الترك 44ات المس 44تقبلة ،وهي تل 44ك ال 44ثروات ال 44تي م 44ازال أص 44حابها على قي 44د الحي 44اة ،ومثاله 44ا أن يق 44وم االبن ب 44بيع ث 44روة أبي 44ه
الم4ريض باعتب4اره ال4وارث الوحي4د له4ا وأنه4ا س4تؤول إلي4ه كترك4ة بع4د وف4اة وال4ده ،ولع4ل الس4بب في تح4ريم ه4ذا الن4وع من
البيوع كونه ينطوي على المضاربة في حياة الشخص ،وهو ما يتعارض مع األديان والقيم واألخالق واآلداب العامة.
صورة (:)1-3
-حكم بيع األموال المستقبلة في النظام السعودي :تظ44ل أحك44ام ال44بيوع في النظ44ام الس44عودي خاض44عة للقواع44د المس44تقاة
من الفقه اإلسالمي ،وعلى ذلك يظل األصل في النظام الس44عودي ه44و تح44ريم بي44ع األم44وال المس44تقبلة باعتباره44ا من
قبيل بيع المعدوم ،وتظل االستثناءات الواردة في الفقه اإلس4المي هي ذاته4ا المعم4ول به4ا أم4ام القض4اء وفي النظ4ام
73
:::::مقرر العقود المدنية :::::
السعودي ،غير أن النظام ذاته أضاف عددا من الحاالت التي أجاز من خاللها بيع األموال المستقبلة ،وذلك قياس44ا
على بيع السلم وعقد االستصناع اللذين أجازتهما غالبية القواعد الفقهية ،ولذا فقد أص44در المنظم الس44عودي الالئح44ة
التنظيمي 44ة ل 44بيع الوح 44دات العقاري 44ة على الخارط 44ة الص 44ادرة ب 44القرار ال 44وزاري رقم 983وبت 44اريخ 2/2/1431ه،
ومض44مون نص44وص ه44ذه الالئح44ة يج44يز للراغ4بين في بي44ع الوح44دات العقاري44ة قب44ل وجوده44ا ،وإ نم44ا مج44رد رس44ومات
على الخارطة بيعها وتسويقها شريطة الحصول على ترخيص مسبق ب4ذلك ،ض4من ض4وابط وقي4ود معين4ة ،ويعت4بر
البيع على الخارطة أو تلك الوحدات المفرزة التي لم يكتمل إنشاؤها بعد تطبيقا عملي4ا ألخ4ذ المنظم الس4عودي ب4بيع
المعدوم في بعض الحاالت شريطة أن يكون قابال للوجود في المستقبل ،وذلك قياسا كما أسلفنا على عقد السلم.
74
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
تابع أوًال :مفهوم المبيع وشروط وجوده وتعيينه
ال ينعق44د عق44د ال44بيع م44ا لم يكن الم44بيع أو المعق44ود علي44ه معّين44ا ،أو على األق44ل تض44من العق44د الم44برم بين الب44ائع والمش44تري
األس44س ال44تي بن44اًء عليه44ا س44يتم تع44يين الم44بيع ،وه44ذا م44ا يع44بر عن44ه أه44ل الق44انون بوج44وب تع44يين المح44ل أو أن يك44ون ق44ابال
للتعيين (أبو قرين2006 ،م) ،وق4دمنا أن تع4يين المح4ل يختل4ف عن العلم ب4ه ،ف44العلم يع4د ش4رطا من ش4روط ص44حة الرض44ا
بالمبيع ،أما التعيين فهو شرط من شروط المحل في عقد البيع وهو المبيع ،ويختل4ف تع4يين الم4بيع ب4اختالف ماهيت4ه ،ف44إذا
كان حقا شخصيا فهو يتعين بمحله ،وشخص الدائن وشخص المدين ،وإ ذا كان المبيع حق4ا عيني44ا فه44و يتعين ببي44ان ماهيت44ه
والشيء الذي يرد عليه ،فإن كان الحق العيني حق ملكية فيكتفى هنا بتعيين الشيء الذي يرد عليه (خضر1979 ،م).
-تعيين المبيع القيمي (المعين بذاتAه) :إذا ك44ان الم44بيع من القيمي44ات وهي األش44ياء ال44تي تتم44يز بص44فات خاص44ة تميزه44ا
عن غيره44ا وال يق44وم بعض44ها مق44ام البعض اآلخ44ر في الوف44اء ،وق44د عرفت44ه المجل44ة الش44رعية في نص الم44ادة ()194
بأن44ه "ه44و م44ا ال يوج44د ل44ه مثي44ل في الس44وق أو يوج44د م44ع تف44اوت يعت44د ب44ه" ،ومن أمثلته44ا العق44ارات واللوح44ات الفني44ة
والسيارات التي ُخ صصت لها أرقام مرورية ،إذ تعد جميع هذه األشياء معينة بالذات ،ويتعين المبيع المعين بذات44ه
بأوص 44افه الخاص 44ة ال 44تي يتم 44يز به 44ا عن غ 44يره ،وعلي 44ه فص 44احب مع 44رض الس 44يارات ال 44ذي يع 44رض مجموع 44ة من
الس44يارات من ذات س44نة الص44نع وذات المارك44ة دون تحدي44د ص44فات خاص44ة تنف44رد به44ا س44يارة دون األخ44رى ،فيع44د
العقد المبرم هنا واردا على أشياء مثلية لكون السيارات ال توجد لها من الصفات م44ا يميزه44ا عن بعض44ها البعض،
أما لو ُح ددت السيارة المطلوبة بمواص4فات معين4ة كل4ون معين وتع4ديالت معين4ة ،ك4ان الم4بيع هن4ا معين4ا بذات4ه ،ف4إذا
ك44ان الم44بيع معين44ا بذات44ه انتقلت ملكيت44ه إلى المش44تري بمج44رد انعق44اد العق44د دون الحاج44ة إلى إج44راءات أخ44رى إال إذا
75
:::::مقرر العقود المدنية :::::
كان يشترط اتخاذ إجراء معين ،كم4ا ه4و الح4ال في نق4ل ملكي4ة الس4يارات وال4تي ال ب4د من تس4جيلها ح4تى تنتق4ل إلى
المشتري وكذلك السفن والطائرات كما أسلفنا.
-تعيين المبيع المثلي (المعين بالنوع) :يك44ون الش44يء مثلي44ا م44تى تش44ابهت آح44اده وق44ام بعض44ها مق44ام البعض اآلخ44ر في
الوفاء ،ومن أمثلتها المكيالت والموزونات والمعدودات ،وق44د ع4رفت الم44ادة ( )193من المجل44ة الش44رعية المثلي44ات
ب44النص على" :ه44و م44ا يوج44د ل44ه مث44ل في الس44وق دون تف44اوت ُيعت44د ب44ه" ،ويكفي ليك44ون الم44بيع في ه44ذه الحال44ة معين44ا
بذات44ه أن ي44ذكر في العق44د نوع44ه ومق44داره وجودت44ه ،ف44إذا لم يتض44من العق44د بيان44ا لج44ودة الم44بيع فيكتفى هن44ا ب44أن الب44ائع
بتس44ليم ش44يء من الدرج44ة المتوس44طة ،م44ا لم تثبت ظ44روف الح44ال والع44رف الج44اري أن االتف44اق ك44ان على الدرج44ة
األعلى أو الدرجة األدنى ،وعليه فال بد أن يكون المبيع معينا تعيينا دقيقا في العقد حتى ول4و ك4ان مثلي4ا ،ف4إذا ك4ان
غير معين بذاته هنا ،فإن حق المشتري كمالك للشيء ال يتقرر إال بالفرز والتسليم (الزرقا ،أ1998 ،م).
كم 44ا ق 44دمنا ،ولكن 44ه غ 44ير معين بال 44ذات في الوج 44ود الخ 44ارجي ،ب 44ل ينطب 44ق وص 44فه على غ 44يره من أمثال 44ه (الزرق 44ا ،أ،
1998م ،ص.)51
77
:::::مقرر العقود المدنية :::::
روي عن الن44بي -ص44لى اهلل علي44ه وس44لم -أن44ه ق44ال" :م44ا أح44ل اهلل فه44و حالل وم44ا حّ4ر م فه44و ح44رام وم44ا س44كت عن44ه فه44و
عفو ،فاقبلوا من اهلل عافيته فإن اهلل لم يكن لينسى شيئا" (الطبراني في سننه ( )2/137وإ سناده منقطع) ،وعليه فاألص44ل
أن جميع األشياء تصلح ألن تكون محال للتعامل ،وتسمى ماال متقوما ،واالستثناء هو خروج بعض44ها من دائ44رة التعام44ل،
وتخرج األشياء من دائرة التعامل إما لطبيعتها أو بالنص الشرعي أو القانوني.
األساس44ي للحكم الص44ادر ب44األمر الملكي رقم أ 90/في 1412 /27/8ه ،على حرم44ة األم44وال العام44ة وإ ل44زام المواط44نين
والمقيمين بالحف44اظ عليه44ا ،ومن ثم ال يج44وز أن تك44ون األم44وال العام44ة محال لعق44د ال44بيع نظ44را لحرمته44ا الص44ريحة ال44واردة
في النص القانوني ،كما حرم المنظم السعودي بيع المخدرات والمؤثرات العقلية فنص في الفقرة الثانية من المادة الثالث44ة
من نظام مكافحة المخدرات والم44ؤثرات العقلي44ة الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم م 39/وبت44اريخ 8/7/1426ه على" :تع44د
األفع44ال التالي44ة مجّر م44ة -2جلب الم44واد المخ44درة أو الم44ؤثرات العقلي44ة .........أو بيعه44ا أو ش44راؤها" ،غ44ير أن النص
الق44انوني ال44ذي يخ44رج م44اال من دائ44رة التعام44ل ق44د ت44رد علي44ه بعض االس44تثناءات ال44تي تقتض44يها المص44الح العام44ة ،ومن ذل44ك
إج44ازة المنظم الس44عودي في الم44ادة الثاني44ة عش44رة من نظ44ام المخ44درات المش44ار إلي44ه اس44تيراد المخ44درات وبيعه44ا إذا ك44انت
ستس44تخدم في أغ44راض مش44روعة ،مث44ل تص44نيع األدوي44ة والتج44ارب الطبي44ة وعالج44ات اإلدم44ان ،ش44ريطة أن يتم ذل44ك بع44د
الحص44ول على رخص44ة اس44تيراد وتص44دير ص44ادرة من وزارة الص44حة في المملك44ة ،ق44د بينت الم44ادة الثالث44ة عش44رة من ذات
النظام الجهات المس4موح له4ا باس4تيراد المخ4درات أي ش4رائها بع4د الحص44ول على رخص44ة وزارة الص44حة ،وه4ذا يع4ني أن
الم44 4ال ال44 4ذي يخ44 4رج بنص الق44 4انون بحس44 4ب األص44 4ل يص44 4لح أن يك44 4ون محال لل44 4بيوع ،وذل44 4ك إذا م44 4ا نص المنظم أو النص
الشرعي على استثناء بعض الحاالت ،وربما يستند المنظم وكذلك النص الش44رعي في سّ4نه لتل44ك االس44تثناءات على قاع4دة
"الضرورات تبيح المحظورات" والتي تقيدها قاعدة أخرى مفادها "الضرورة تقدر بقدرها".
صورة ()2-3
79
:::::مقرر العقود المدنية :::::
االنتخ44اب ،والترش44ح في االنتخاب44ات ،وحق44ه في ت44ولي الوظ44ائف العام44ة ،ك44ذلك تعت44بر الحق44وق الشخص44ية أيض44ا من قبي44ل
الحق44وق غ44ير المالي44ة ومن ثم ال تص44لح أن تك44ون محال لعق44د ال44بيع ،فال يج44وز لش44خص بي44ع اس44مه إال إذا تح44ول إلى اس44م
تجاري ،حينها يخضع في بيعه وإ جراءات نقل ملكيته لألحكام القانونية المنص44وص عليه4ا في األنظم4ة التجاري4ة ،كم4ا أن
ح44ق الوالي44ة على القاص44ر ه44و ح44ق من حق44وق األس44رة ومن ثم ال يج44وز أن يك44ون محال لعق44د ال44بيع ،فال يج44وز لل44ولي أن
يبيع واليته على القاصر لغيره ،وغير ذلك الكثير من الحقوق غير المالية.
80
:::::مقرر العقود المدنية :::::
قدمنا أن المجلتين العدلية والشرعية تعدان بمثابة قانون مدني إسالمي مقنن ،ولذا فإننا سنستند إليهما في تحديد م44ا يعت44بر
من قبيل المبيع وما ال يعد كذلك.
-مشتمالت المبيع في مجلة األحكام الشرعية :وضعت المجلة الشرعية العديد من القواعد الفقهية الصالحة ألن تطب44ق
على جميع أنواع البيوع ،فنصت في المادة ( )295منه4ا على أن الم4بيع يش4مل ك4ل م4ا تناول4ه اس4مه لغ4ة أو عرف44ا،
فمن باع داره دخل فيها أرضها وبناؤها وفناؤها إن كان لها فناء ،كذلك يعتبر من مشتمالت الم44بيع ك44ل م44ا وض44ع
في األرض بهدف البقاء فيها ،وهذا ما أوضحته المادة ( )296من المجل44ة ،ومث44ال ذل44ك م44ا وض44ع في األرض من
غراس وبناء وأصول زروع تجز مرة بعد مرة ،وأصول زروع تتكرر ثمرتها ،على أن تستثنى الجزة الظ44اهرة،
أي ال 44تي ك 44انت موج 44ودة وقت إب 44رام عق 44د ال 44بيع ،فه 44ذه تعت 44بر في مل 44ك الب 44ائع وليس المش 44تري ،كم 44ا ال يعت 44بر من
مش44تمالت األرض تل44ك ال44زروع ال44تي تج44ز لم44رة واح44دة فق44ط ك44القمح والش44عير وم44ا إلى ذل44ك ،فه44ذه تك44ون من ح44ق
الب44ائع وليس المش44تري ،ك44ذلك ي44دخل في الم44بيع ك44ل م44ا خص44ص لمص44لحته وق44د أوردت الم44ادة ( )297من المجل44ة
بعض األمثلة على ذلك كالسلم الخشبي المتسمر ،واألبواب والنوافذ والرفوف الثابتة وغير ذلك ،كما يشمل المبيع
كل ما يعد عرفا مهما لحاجته ،كاللجام والمقود والنعل بالنسبة لبيع الداب4ة ،كم4ا ي4دخل في مش4تمالت الم4بيع ك4ل م4ا
اتفق طرفا العالقة على إدخاله ،وهذا ما قررته المادة ( )302من المجل44ة ب44النص على" :إذا وج44د تص44ريح بإدخ44ال
م44ا ال ي44دخل تبع44ا أو ب44إخراج م44ا ي44دخل تبع44ا عم44ل ب44ه" ،وفي ش44أن الزي44ادة ال44تي تحص44ل على الم44بيع بع44د العق44د فق44د
ق44ررت الم44ادة ( )304من المجل44ة أن تل44ك الزي44ادة بع44د العق44د وقب44ل القبض هي من ح44ق المش44تري ،كمن ب44اع أرض44ا
مس44احتها ألف44ا م44تر ،ثم انحس44ر النه44ر ف44زادت األرض بع44د بيعه44ا وقب44ل قبض44ها ب44أن أص44بحت ألفين وعش44رة أمت44ار،
فتكون الزيادة في هذه الحالة من حق المشتري ال البائع؛ ألن الزيادة حصلت بعد البيع وإ ن لم يكن قد تم القبض.
-مشAAتمالت المAAبيع وفقAAا ألحكAAام المجلAAة العدليAAة :بينت الم 44ادة ( )230من المجل 44ة مش 44تمالت الم 44بيع ،فق 44ررت أوال أن
مشتمالت المبيع يحددها االتف4اق الص44ريح بين الط4رفين ،ف44إن لم يكن هن4اك اتف4اق ص44ريح بينهم4ا ،يتم االحتك4ام إلى
الع44رف المطب44ق في البل44دة ،وك44ل م44ا يعت44بره الع44رف من ض 44من مش44تمالت الم44بيع فإنه44ا ت44دخل في44ه ،ويل44تزم الب44ائع
بتسليمها للمشتري ،ومثال ذلك أن بيع ال4دار يش4مل المطبخ ،كم4ا أن بي4ع حديق4ة الزيت4ون ي4دخل من ض44منها أش4جار
الزيت44ون ،كم44ا أن ك44ل م44ا يع44د ج44زءا ال يتج44زأ من الش44يء ،أي متص44ال ب44المبيع اتص44ال ق44رار (الزرق44ا ،أ1998 ،م)
فإن44ه يع44د من مش44تمالته أيض44ا ،ومثال44ه بي44ع القفص يش44مل مفتاح44ه ،وفي ال44دار أقفاله44ا المس44مورة وخزائنه44ا المثبت44ة
والرفوف والساللم المثبتة وغير ذلك مما ينطبق عليه وصف االستقرار الذي يراد ب44ه أن يك44ون الش44يء موض44وعا
على وجه الدوام ال ليرفع ويحول (المادة ،)231كما أن ملحقات الشيء المبيع تعتبر من ضمن مشتمالته (الم44ادة
،)232كذلك يعد من مشتمالت المبيع كل م4ا دخ4ل في لفظ4ه لغً4ة ،ك4أن يبيع4ه داره بك4ل حقوقه4ا ،في4دخل حينئ4ذ م4ا
لل44دار من حق44وق ارتف44اق (الم44ادة ،)235واتفقت المجل44ة العدلي44ة م44ع نظيرته44ا الش44رعية في اس44تحقاق المش44تري ألي
زيادة تطرأ على المبيع بعد البيع وقبل القبض (المادة .)236
81
:::::مقرر العقود المدنية :::::
والمالحظ على نصوص المجلتين المتعلقة بتحديد مشتمالت الم4بيع أنه4ا تص44لح كقواع4د عام4ة يمكن تطبيقه4ا على كاف44ة
البيوع أيا كان نوعها ومحلها.
82
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
لم يش44ترط أغلب الفق44ه اإلس44المي أن يك44ون الم44بيع مملوك44ا للب44ائع ذات44ه ،وإ نم44ا ك44ل م44ا اش44ترطه أن يك44ون مملوك44ا ح44تى ول44و
ك44ان ك44ذلك لش44خص آخ44ر غ44ير الب44ائع ،فكم44ا أس44لفنا ال يج44وز بي44ع األش44ياء الخارج44ة عن دائ44رة التعام44ل بطبيعته44ا أو بحكم
القانون أو النص الشرعي ،ولذا فالشرط هنا أال يك4ون الم4ال المعق4ود علي4ه من األم4وال الخارج4ة عن دائ4رة التعام4ل ،أم4ا
م44ا ع44دا ذل44ك من أم44وال فهي تك44ون بطبيع44ة الح44ال مملوك44ة ألح44دهم ،وق44د دللت على ذل44ك الم44ادة 365من المجل44ة العدلي44ة،
التي اشترطت لنفاذ عقد البيع أن يكون الب4ائع مالك4ا للم4بيع أو وكيال لمالك4ه أو وص4يا ،ويب4دو أن األث4ر الم4ترتب على بي4ع
ملك الغير وفقا ألحكام المجلة العدلية يقتصر على عدم نفاذ العقد في مواجهة المالك الحقيقي ،بينم44ا يك44ون العق4د ص44حيحا
بين طرفي44ه ،وعل44ة ذل44ك كم44ا ق44دمنا أن غالبي44ة الفق44ه اإلس44المي ال يش44ترط أن يك44ون الب44ائع مالك44ا للم44بيع ح44تى يص44ح ال44بيع،
وإ نم 44ا ك 44ل م 44ا يش 44ترطه أن يك 44ون ذل 44ك الم 44ال مملوك 44ا أي متقوم 44ا وأال يك 44ون خارج 44ا عن دائ 44رة التعام 44ل ،غ 44ير أن لمجل 44ة
األحك44ام الش44رعية حكم44ا مغ44ايرا لنظيرته44ا ،إذ اش44ترطت في نص الم44ادة ( )268منه44ا أن يك44ون الم44بيع وقت العق44د مملوك44ا
ملك44ا تام44ا للب44ائع أو مأذون44ا ل44ه في بيع44ه ،س44واء ك44ان مص44در اإلذن المال44ك نفس44ه أو النص الش44رعي ،وإ ال ك44ان ال44بيع غ44ير
83
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ص 44حيح ،وعلى ذل 44ك ال ينعق 44د بي 44ع الفض 44ولي ألن 44ه ليس بمال 44ك وال م 44أذون ،وك 44ذلك من ي 44بيع ش 44يئا ال يملك 44ه ليش 44تري ب 44ه
ويسلمه فبيعه باطل ،وسبق أن رأينا أن المجلة الشرعية أبطلت عقود االستصناع واعتبرتها من عق44ود الغ44رر ،كم44ا تم44يز
المجل 44ة بين الم 44بيع المعين بال 44ذات فتجع 44ل العق 44د غ 44ير ص 44حيح إن لم يكن الم 44بيع مملوك 44ا للمال 44ك وقت ال 44بيع ،وبين الم 44بيع
المعين بالنوع أو المثليات ،فإذا ما تم وص44فه بوص44ف الس4لم ك4ان ال4بيع ص44حيحا في ه4ذه الحال4ة ش4ريطة أن يتم قبض أح4د
العوضين في مجلس العقد.
84
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أ .شروط تطبيق أحكام بيع ملك الغير :يشترط إلعمال أحكام بيع ملك الغير عدة شروط:
-الشرط األول :أن يكون الغرض من التصرف ه4و نق4ل الملكي4ة من الب4ائع إلى المش4تري في مقاب4ل نق4دي :ول4ذلك إذا
لم تتج44ه إرادة الط44رفين إلى نق44ل ملكي44ة المعق44ود علي44ه فال تنطب44ق حينه44ا ه44ذه األحك44ام (عب44د الس44الم1980 ،م) ،كم44ا
يشترط أن يكون العقد بيعا وليس مجرد وعد ب4البيع ،ذل4ك أن الوع4د ب4البيع ال ي4ترتب علي4ه انتق4ال الملكي4ة وال نش4وء
التزام على البائع بنقل الملكية ،ثم أنه قد يتملك المبيع الموعود ببيعه خالل فترة الوعد ،فيصبح عقده صحيحا.
-الشرط الثاني :أال يك4ون الم4بيع مملوك4ا ألي من ط4رفي العق4د :ف44إذا ثبت أن الم4بيع مملوك4ا للب4ائع أو للمش4تري ،ف44إن
أحكام بيع ملك الغير تعطل هنا ،حتى ولو كان كالهما أو أحدهما يجهل بملكيته أو ملكية اآلخر للعقار المبيع.
-الشرط الثالث :أن يك44ون الم44بيع م44اال معين44ا بال44ذات :وق44د رأين44ا في تق44ديمنا ل44بيع مل44ك الغ44ير أن إعم44ال ه44ذه األحك44ام
يقتص44ر فق44ط على حال44ة م44ا إذا ك44ان الم44بيع م44اال معين44ا بذات44ه ،ك44المنقوالت المعين44ة ب44النوع ،وك44ذلك العق44ارات ،أم44ا إذا
ك44ان الم44بيع غ44ير معين بال44ذات فال تطب44ق ه44ذه األحك44ام ،وإ نم44ا يك44ون العق44د ص44حيحا ،وينظ44ر إلى ملكي44ة الب44ائع للم44بيع
حينها وقت التسليم ،فإن أخّل بتنفيذ التزام4ه ك4ان من ح4ق الط4رف اآلخ4ر الرج4وع علي4ه ب4التعويض والمطالب4ة بفس4خ
العقد.
-إنتاج بيع ملك الغير آثار العقد الصحيح :لم يقرر القانون بطالن عقد البيع الواقع على ملك الغ4ير ،وإ نم4ا جعل4ه ق44ابال
للبطالن لمصلحة المشتري ،وغير نافذ في مواجهة المالك الحقيقي للمبيع ،وهذا على خالف ما أخذ به ج44انب من
الفقه اإلسالمي وقد دللنا على هذا الجانب بما أخذت به مجلة األحكام الشرعية التي قررت بطالن بيع مل44ك الغ44ير
بطالنا مطلقا ،ومن الناحية القانونية يعتبر بيع مل4ك الغ4ير عق4دا ص4حيحا فيم4ا بين طرفي4ه الب4ائع والمش4تري ،وينتج
كاف 44ة آث 44ار العق 44د الص 44حيح (أب 44و ق 44رين2006 ،م) ،فيل 44تزم الب 44ائع بنق 44ل الملكي 44ة إلى المش 44تري ،كم 44ا يل 44تزم بض 44مان
التعرض واالستحقاق ،وفي المقابل يلتزم المش44تري ب44دفع الثمن وإ ن ك44ان ل44ه الح44ق في حبس الثمن عن الب44ائع م44تى
تبين له أن البائع ليس مالكا للمبيع (عبد السالم1980 ،م).
85
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-بيع ملك الغير قابل للبطالن لمصAلحة المشAتري :يق44ع بي44ع مل44ك الغ44ير ق44ابال للبطالن لمص44لحة المش44تري ،وه44ذا الح44ق
مقرر للمشتري سواء كان المبيع منقوال أو عقارا مسجال أو غير مسجل ،ذلك أن التسجيل ال يطه44ر العق44د الباط44ل
أو القابل للبطالن ،والحق في المطالبة ببطالن العق4د الواق44ع على مل4ك الغ4ير ه4و ح4ق للمش4تري وح4ده دون الب4ائع،
إذ ال يمكن للبائع المطالبة ببطالن العقد تأسيسا على أحكام بيع ملك الغ44ير ،ح44تى ول44و لم يكن يعلم بأن44ه غ4ير مال44ك
للش44يء الم44بيع ،وال يش44ترط لمطالب44ة المش44تري ب44البطالن هن44ا أن يك44ون حس44ن الني44ة ،إذ يمكن44ه التمس44ك ببطالن العق44د
س44واء ك44ان يعلم أو لم يكن يعلم بع44دم ملكي44ة الب44ائع للم44بيع ،كم44ا ال يش44ترط لتمس44ك المش44تري بحق44ه في البطالن أن
يك44ون المال44ك الحقيقي ق44د تع44رض ل44ه بالفع44ل ،وإ نم44ا يمكن44ه القي44ام ب44ذلك ح44تى ول44و لم يتع44رض ل44ه المال44ك الحقيقي،
وج44دير ذك44ره هن44ا أن للمش44تري الخي44ار بين أن يتمس44ك بحق44ه في البطالن المق44رر ل44ه بنص44وص الق44انون ،وبين أن
يتمسك بتنفيذ العقد باعتباره عقدا صحيحا كما أسلفنا ،فإن تمسك بالخيار األخير ،وعجز الب44ائع عن تنفي44ذ التزام44ه،
كان له الحق في المطالبة بفسخ العقد إلخالل الب4ائع بتنفي4ذ التزامات4ه ،وفي ك4ل األح4وال للمش4تري الح4ق في إج4ازة
العقد هنا ،والتنازل عن حقه في المطالبة ببطالنه.
-عدم نفاذ بيع ملك الغير في حق المالك الحقيقي :أخ44ذ به44ذا الحكم ج44انب كب44ير من الفق44ه اإلس44المي ،وق44د تبنت44ه مجل44ة
األحك44ام العدلي44ة ذات األص44ل الحنفي ،فالعق44د الواق44ع على مل44ك الغ44ير غ44ير ناف44ذ في مواجه44ة المال44ك الحقيقي ،فه44و
أجن44بي عن العق44د الم44برم بين الب44ائع والمش44تري ،فال يض44ار ب44ه ،وال تنتق44ل من44ه الملكي44ة إلى المش44تري (أب44و ق44رين،
2006م) ،وتن44ازل المش44تري عن حق44ه في المطالب44ة ببطالن بي44ع مل44ك الغ44ير ال ي44ؤثر على ع44دم نف44اذ ه44ذا ال44بيع في
مواجه44ة المال44ك الحقيقي ،غ44ير أن للمال44ك الحقيقي هن44ا الخي44ار ،فإم44ا أن يج44يز العق44د ويق ّ4ر ه ،وإ م44ا أن يتمس44ك بع44دم
نفاذه في مواجهته ،فيعتبر حينها العقد غير موجود بالنسبة له كما أسلفنا.
ج .سقوط حق المشتري في المطالبة ببطالن عقــد بيــع ملــك الغــير :يســقط حــق المشــتري في
المطالبة ببطالن بيع ملك الغير بعدة طرق وهي:
-إقرار المالك الحقيقي للمبيع العقد :فإذا أقّر المالك الحقيقي للمبيع عقد البيع المبرم بين البائع والمشتري ك44ان إق44راره
هذا بمثابة قبول منه لتحمل كافة التزامات البائع ،وعليه فبمجرد اإلقرار تنتقل الملكية إلى المشتري ،ومن ثم فإنه
يرتفع عنه الضرر الذي كان الحقا به نتيجة عدم ملكية البائع للمبيع ،وهو العلة التي من أجلها تقرر له الح44ق في
المطالبة بالبطالن ،أما وقد زالت هذه العلة ،فإن حقه في المطالبة بالبطالن أيضا يزول بزوال علته.
86
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-كسب البائع لملكية المبيع :وتعلي44ل س44قوط ح44ق المش44تري في المطالب44ة ببطالن العق44د في ه44ذا ال44بيع ،ه44و زوال الم44انع
الذي كان يحول بين البائع وبين تنفيذ التزامه بنقل الملكية ،أما وقد زال هذا الم44انع وأص44بح ق44ادرا على التنفي44ذ فال
يصح بعدها للمشتري المطالبة بالبطالن.
-كسب المشتري الملكية عن طريق الحيازة :وه44ذه الحال44ة تس44تلزم أن يك44ون المش44تري ق44د ح44از الم44بيع المنق44ول بحس44ن
نية ،ويشترط أن يكون المبيع منقوال ،الس4تناد المش4تري في اكتس4ابه لملكيت4ه على قاع4دة "الحي4ازة في المنق4ول س4ند
الملكية" ،وفي القوانين الوضعية التي تعتم4د نظ4ام التق4ادم يمكن للمش4تري إذا ح4از العق4ار الم4بيع أن يتملك4ه بالتق4ادم
المكس44ب قص44ير الم44دة بع44د حيازت44ه للم44بيع خمس س44نوات (أب44و ق44رين2006 ،م) ،غ44ير أن ه44ذه الص44ورة األخ44يرة ال
تنطبق في المملكة؛ وذلك ألن أحكام الفقه اإلسالمي ال تأخذ بالتقادم كسبب مكسب للملكية.
أ .صورته:
أن يظهر البائع أمام المشتري على غير الحقيقة بمظهر المالك الحقيقي للمبيع بما ال يدع مجاال للشك (المهدي ،المهدي،
2007م) ،األمر الذي يدفع المشتري إلى التعاقد معه دون تردد ،وقد يكون البائع هنا حس44ن الني44ة بمع44نى أن44ه ك44ان معتق4دا
بأن44ه ه44و مال44ك الش44يء الم44بيع ،ومث44ال ذل44ك أن يتم إبالغ أح44دهم بأن44ه ال44وارث الوحي44د لعّم ه المتواج44د في أمريك44ا ،ويحص44ل
بذلك على جميع أمالك عّم ه المتوفى ،ثم يتبين أن لعمه ولدا يحجبه ،فحينه4ا ت4زول ملكيت4ه لتع4ود إلى مس4تحقها ،ف4إذا ك4ان
قد أبرم بيعا أثناء اعتقاده بأنه هو الوارث لعمه ،فيعد ذلك التصرف خاضعا لنظرية الوضع الظاهر.
االتجAAاه الثAAاني :على خالف االتج 44اه األول ي 44رى ج 44انب آخ 44ر من الفق 44ه أن ال 44بيع هن 44ا يعت 44بر ص 44حيحا وناف 44ذا في مواجه 44ة
المال44ك الحقيقي ،وق44د اس44تند ه44ذا الج44انب إلى بعض األحك44ام القانوني44ة ال44تي أخ44ذت بالوض44ع الظ44اهر ،ومث44ال ذل44ك س44ريان
تصرفات النائب الظاهر في حق األصيل في حال كان النائب ومن تعاقد معه يجهالن أن الوكالة كانت ق44د انقض44ت وقت
التعاقد ،وهذا هو الرأي الراجح فقها وقضاًء بغية استقرار المعامالت.
87
:::::مقرر العقود المدنية :::::
شروط تطبيق نظرية المالك الظاهر :على الرغم من أن جانب من الفق4ه ذهب إلى ع4دم س44ريان ال44بيع من المال44ك الظ44اهر
في مواجهة المالك الحقيقي ،إال أن الجانب اآلخر اعتبره نافذا في مواجهة المالك الحقيقي ،لكن إن تحققت شروط نف44اذه،
وتتمثل شروط نفاذ بيع المالك الظاهر في مواجهة المالك الحقيقي في:
الشرط األول :أن يك44ون كٌّ4ل من الب44ائع والمش44تري يجهالن ع44دم ملكي44ة الب44ائع للم44بيع وقت ال44بيع ،ف44إذا كان44ا يعلم44ان أو ك44ان
أحدهما يعلم بعدم ملكية البائع حقيقية للم4بيع وقت ال4بيعُ ،ع ّد ال4بيع من قبي4ل بي4ع مل4ك الغ4ير وطبقت علي4ه أحكام4ه ،بمع4نى
أنه لن يكون نافذا في مواجهة المالك الحقيقي إال إذا أجازه.
الشرط الثاني :أن يكون ال4بيع الص44ادر من المال4ك الظ4اهر بع4وض ،ف44إذا ت4بين أن4ه من دون ع4وض ،فال يك4ون العق4د ناف44ذا
في مواجهة المالك الحقيقي ،وإ نما تطبق أحكام بيع ملك الغير هنا.
88
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
محل االلتزام :هو تلك العملية القانونية التي تراضى طرفا العقد على تحقيقها.
محل العقد :هو المال المعقود عليه وهو البيع المبيع بالنسبة للبائع والثمن بالنسبة للمشتري.
وجود المبيع :أن يكون المبيع قائما وقت إبرام العقد.
الهالك المادي للمبيع :هو هالك أصل الشيء ومشتمالته.
الهالك القانوني للمبيع :هو بقاء أصل المال المراد بيعه مع قيام مانع يحول دون إمكانية بيعه.
الهالك الكلي للمبيع :ذلك الهالك الذي يحول دون تحقيق المبيع للغرض المقصود منه.
بيع السلم :هو بيع شيء مؤجل بمعجل.
خيار التعيين :هو قيام المتبايعين باالتفاق على تأخير تعيين المبيع م44تى ك44ان واجب التع44يين إلى أج44ل ،ش44ريطة تحدي44د
من له حق التعيين سواء البائع أو المشتري.
األشياء الخارجة عن دائرة التعامل بطبيعتها :هي األشياء ال4تي ال يمكن االس4تئثار به4ا ،وإ نم4ا تك4ون مباح4ة ومملوك4ة
للعامة.
األشAAياء الخارجAAة عن دائAAرة التعامAAل بالقAAانون :هي األش 44ياء ال 44تي أخرجه 44ا النص الش 44رعي أو الق 44انوني من دائ 44رة
التعامل على الرغم من إحرازها.
الحقوق غير المالية :هي تلك الحقوق التي تمنح للشخص العتبارات شخصية وال عالقة لها بذمته المالية.
بيAAع ملAAك الغAAير :ه 44و قي 44ام الب 44ائع ب 44بيع م 44ا ال يمل 44ك إلى ش 44خص آخ 44ر فيك 44ون ال 44بيع ص 44حيحا ق 44ابال للبطالن لمص 44لحة
المشتري وغير نافذ في مواجهة المالك الحقيقي.
بيع المالك الظاهر :هو قي4ام الب4ائع معتق4دا بأن4ه المال4ك الحقيقي للم4بيع ببيع4ه إلى مش4تٍر يجه4ل ع4دم ملكي4ة الب4ائع للم4بيع
في مقابل عوض.
بيع الفضولي :هو قيام شخص بالتصرف في حقوق غيره تصرفا قوليا دون تفويض مشروع.
89
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن شرط ملكية البائع للمبيع في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
باع زيد سيارته إلى عمرو بمبلغ وقدره عشرون ألف لاير سعودي ،وبعد أن قام عمرو بمعاينة السيارة وتوافر لديه العلم
الك4افي به4ا ،اتفق4ا على أن يك4ون التس4ليم بع4د أس4بوعين من ت4اريخ الش4راء ،وعن4د التس4ليم تفحص عم4رو الس4يارة فوج4د أن
زيدا قد أخذ منها الجنوط والكفرات التي كانت على عجل السيارة ،كما أخذ الثالجة التي ك44انت في ش44نطة الس44يارة ،وق44ام
بنزع الكشافات (زينون) ،وتم تركيب كشافات عادي4ة ،رفض عم4رو اس4تالم الس4يارة على ه4ذه الحال4ة ،م4دعيا أن زي4دا ق44د
أحدث نقصا في المبيع من ش4أنه أن يجع4ل من حق4ه فس4خ العق4د ،دف4ع زي4د في مواجه4ة عم4رو ب4أن م4ا تم ذك4ره ال يع4د من
مش44تمالت الس44يارة ،وبع44د ع44رض ال44دعوى على القض44اء ،طلب فيص44ل االنض44مام إلى ال44دعوى لمخاص44مة زي44د ،م44دعيا أن
زيدا قام ببيع سيارته المملوكة له وأن يد زيد عليها ما هي إال يد مستأجر وليس مالك ،دفع عمرو بأن الس44يارة هي اآلن
ملكه ،وأن البيع نافذ في مواجهة المالك الحقيقي فيصل استنادا إلى نظرية الوضع الظاهر.
لو كنت أنت القاضي في الدعوى المعروضة وقائعها عليك فبم ستحكم فيها؟
90
:::::مقرر العقود المدنية :::::
اإلجابة:
ح 44تى أحكم في ه 44ذه ال 44دعوى بص 44فتي قاض 44ي الموض 44وع علَّي أوال أن أفّن د م 44ا ج 44اء في وقائعه 44ا ثم أب 44دأ بالفص 44ل في ك 44ل
واقعة على حدة وذلك على النحو التالي:
أوال :فيم44ا يتعل44ق ب44النزاع بين زي44د وعم44رو ح44ول م44ا يع44د من مش44تمالت الس44يارة من عدم44ه ،فاألص44ل أن الم44بيع يتض44من
ملحقاته ومشتمالته ،وتحديد ما يعد من قبيل المشتمالت يعود التفاق الطرفين ،ثم ما تقتضيه ظروف الحال وال44تي يتحكم
فيها العرف الجاري وطبيعة المال المبيع وما اتجهت إليه إرادة المتعاق44دين ،وعلي44ه ينظ44ر في العق44د الم44برم بين الط44رفين،
ف44إذا وج44د أن44ه تم االتف4اق على اعتب44ار م44ا تم ذك44ره من ض44من مش44تمالت الس44يارة فهي ك44ذلك ،وإ ال فإنن44ا ننظ44ر إلى ظ44روف
الحال ،فينظر في الس4يارات أمث4ال الس4يارة المبيع4ة ،ف4إن ك4انت الس4يارة ت4أتي من منش4أها مرفق4ة باألش4ياء ال4تي تم ذكره4ا،
فتعد في هذه الحالة من مشتمالتها حتى ولو لم يكن قد تم التف4اوض بش4أنها أو االتف4اق عليه4ا ،وإ ال فإنه4ا ال تع4د ك4ذلك ،ثم
االحتك44ام إلى الع44رف الج44اري ،وأخ44يرا إلى م44ا اتجهت إلي44ه إرادة المتعاق44دين ،وال44ذي يظه44ر لي كقاض44ي إن عج44زت عن
تحديد م4ا إذا ك4انت تعت4بر من المش4تمالت من عدم4ه ،أن ع4رض زي4د لس4يارته م4ع إبق4اء ه4ذه األش4ياء فيه4ا ،إنم4ا ي4دل على
أنه أراد بيعها معها ،ومعاينة عمرو للسيارة ومن ضمنها األشياء المذكورة دون أن ينبهه زيد إلى أن هذه األشياء ليست
من ض44من الم44بيع يجع44ل قن44اعتي كق44اٍض تتج44ه إلى اعتباره44ا من ض44من مش44تمالت الم44بيع ،تفس44يرا لم44ا اتجهت إلي44ه إرادة
المتعاقدين ،وعلى زيد إن كان لديه دليل يدحض تلك القناعة أن يقدمه لهيئة المحكمة.
ثانيًا :م44ا ادع44اه فيص44ل ب44أن زي44دا ليس مالك44ا للس44يارة المبيع44ة وإ نم44ا ه44و مج44رد مس44تأجر ،يجع44ل من ال44بيع ال44ذي أج44راه زي44د
بيعا غير نافذ في مواجهة المالك الحقيقي فيصل ،تأسيس4ا على أحك4ام بي4ع مل4ك الغ4ير ،ومن ثم م4ا ي4ترتب علي4ه أن4ه يك4ون
للمشتري عمرو المطالبة ببطالن العق4د بين4ه وبين الب4ائع زي4د ألن4ه ت4بين ل4ه أن4ه ليس بمال4ك ،كم4ا أن ل4ه الح4ق في المطالب4ة
بفسخ العقد نتيجة عدم تمكن البائع زيد من تنفيذ التزامه بنقل الملكية والتسليم ،أما دف44ع عم4رو بأن4ه أص44بح المال4ك بمج4رد
إبرام العقد وأن العقد نافذ في مواجهة المالك الحقيقي فيصل اس4تنادا إلى أحك4ام الوض44ع الظ4اهر ،فه4ذا دف44ع غ4ير ص44حيح،
إذ يشترط لألخذ بنظرية الوضع الظاهر أن يكون البائع والمشتري يجهالن عدم ملكية البائع للمبيع ،والحال44ة ال44تي أمامن44ا
يعلم البائع زيد تمام العلم أنه ليس مالكا وإ نما هو مجرد مس44تأجر ،وبالت44الي ال تنطب44ق نظري44ة الب44ائع الظ44اهر على القض44ية
ال44تي أمامن44ا ،ومن ثم يمكن للمال44ك الحقيقي فيص44ل أخ44ذ س44يارته ألن العق44د بالنس44بة ل44ه غ44ير موج44ود ،وال يمكن للمش44تري
عمرو أن يستند إلى قاعدة الحيازة في المنقول سند الحائز ،وذلك ألنه لم يتسلم السيارة بعد.
91
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
.1قانوًن ا ينعقد عقد البيع صحيًح ا منتًج ا آلثاره القانونية على الرغم من عدم وجود المAبيع وقت إبAرام العقAد في حAال
كان:
.2ال ينعقد عقد البيع على الرغم من هالك المبيع هالًك ا جزئًي ا متى كان:
الهالك الجزئي جسيم بحيث لو علم به المشتري وقت إبرام العقد لما أبرمه.
الهالك الجزئي أدى إلى ضياع الغرض المقصود من المبيع.
الهالك الجزئي أدى إلى استحالة قيام البائع بتنفيذ التزامه في مواجهة المشتري.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
أن يكون المبيع قابل للوجود في المستقبل قياًس ا على بيع السلم.
أن يكون المبيع قابل للوجود في المستقبل مع شرط الحصول على ترخيص بذلك.
أن يكون المبيع غير موجود وقت البيع لكن من المحتمل وجوده في المستقبل.
الخيارا األول والخيار الثاني.
92
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.5فقًه ا يشترط لصالحية المبيع ألن يكون محاًل لعقد البيع أال يكون:
.6يشمل المبيع ليس فقط أصل الشيء المتعاقد عليه وإ نما أيًض ا ملحقاته والتي يقصد بها:
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
يش44مل الم44بيع إلى ج44انب أص44له جمي44ع م44ا أع44د بص44فة دائم44ة الس44تعماله باس44تثناء م44ا يقض44ي
العرف بعدم اعتباره كذلك.
جمي44ع الحق44وق تص 44لح أن تك44ون محاًل لعق44د ال44بيع ح44تى تل44ك الحق44وق ال44تي تمنح للش44خص
العتبارات شخصية.
األم44وال الخارج44ة عن دائ44رة التعام44ل بنص الق44انون تص44بح قابل44ة للتعام44ل فيه44ا م44تى ج44رت
العادة على التعامل بها ألغراض نافعة.
يظل للمش4تري في بي4ع مل4ك الغ4ير الح4ق في المطالب4ة ببطالن ال4بيع ح4تى ول4و تمل4ك الب4ائع
المبيع ذاته الحًقا.
األصل أنه يجوز بيع األموال المستقبلة في النظام السعودي واالستثناء الحظر.
يجوز للشخص بيع اسمه الشخصي في بعض الحاالت االستثنائية التي يص44بح له44ذا االس44م
قيمة مالية من الناحية القانونية.
لتط 44بيق أحك 44ام نظري 44ة المال 44ك الظ 44اهر يجب أن يك 44ون ك 44ل من الب 44ائع والمش 44تري يجهالن
عدم ملكية البائع للمبيع وقت البيع.
جميع الحقوق المالية تصلح أن تك4ون محاًل لعق4د ال4بيع ح4تى ول4و ك4انت شخص4ية ص4احبها
محل اعتبار فيها.
يش44ترط لتمس44ك مش44تري مل44ك الغ44ير ببطالن عق44د ال44بيع أال يك44ون عالًم ا بع44دم ملكي44ة الب44ائع
للمبيع.
إذا هلك المبيع قبل إبرام عقد البيع انعقد العقد فاسًد ا.
ال يشترط النعقاد عقد البيع أن يكون المبيع موجودا في مرحلة . ..................................
إذا ك 44ان الم 44بيع ..................................انعق44د العق44د ح 44تى ول 44و لم يكن ذل 44ك الم 44بيع مملوك 44ا للب 44ائع
وقت إبرام العقد.
ال بد لصالحية الشيء ألن يكون محال للبيع أن يكون ماال . ..................................
94
:::::مقرر العقود المدنية :::::
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع :اكتب في شروط صالحية المبيع ألن يكون محال لعقد البيع في الفقه اإلسالمي.
السؤال الخامس :اكتب في اآلثار القانونية المترتبة على بيع ملك الغير.
95
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة:
البدراوي ،عبد المنعم1970( .م)" .الوجيز في عقد البيع" .القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( .م)" .العقود المدنية الكبيرة /البيع والتأمين واإليجار" .القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرق 44ا ،مص 44طفى أحم 44د1998( .م) .ط" 2العق 44ود المس 44ماة في الفق 44ه اإلس 44المي -عق 44د ال 44بيع" دمش 44ق ،دار القلم.
ويرمز له (أ)
الزرقا ،مصطفى أحمد2004( .م) .ط" 2المدخل الفقهي العام" ،دمشق ،دار القلم ،ويرمز له (ب).
عب44د الس44الم ،س44عيد س44عد1980( .م)" .الوج44يز في أحك44ام عق44د ال44بيع في الق44انون الم44دني المص44ري" .الق44اهرة ،دار
النهضة العربية.
مرقس ،سليمان1980( .م)" .عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
المهدي ،نزيه محمد الصادق ،المهدي ،معتز نزيه محمد2007( .م)" .العقود المسماة ،عقد التأمين وعقد البيع"
القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
96
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
الوحدة الرابعة:
آثار عقد البيع -التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته
للمشتري
97
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف أحكام التزام البائع بنقل الملكية إلى المشتري والجزاء المترتب على إخالله به.
أن يلَّم بطرق انتقال الملكية من البائع إلى المشتري واختالفها بحسب طبيعة المبيع.
أن يفرق بين نقل الملكية في عقد البيع َو ْفًقا ألحكام الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
معرفة أن الفقه اإلسالمي يعتبر التزام البائع بنقل الملكية من مقتضيات العقد وأحكامه وليس التزاًم ا.
أن يتمكن من معرفة أحكام تسليم المبيع إلى المشتري وكيفيته وموضوعه.
أن يتمكن من معرفة أحكام زمان ومكان ونفقات تسليم المبيع في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يتمكن من معرفة جزاء إخالل البائع بتنفيذ التزامه بالتسليم في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يتمكن من معرفة أحكام تبعة هالك المبيع بعد البيع وقبل التسليم.
أن يلم بالقواعد القانونية والفقهية المتعلقة بالتزامات البائع بالتسليم ونقل الملكية.
أن يستشعر أهمية دراسة اآلثار القانونية المترتبة على عقد البيع وعلى رأسها التزامات البائع.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة التزامات البائع ومقارنتها بالفقه اإلسالمي.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بالتزام البائع بنقل الملكية وااللتزام بالتسليم.
موضوعات الوحدة:
ثالثًا :جزاء إخالل البائع بااللتزام بالتسليم وتحّم ل تبعة هالك المبيع.
98
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
99
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
المقدمة:
عق44د ال44بيع من العق44ود الملزم44ة للج44انبين؛ ول44ذا ف44إن آث44اره المترتب44ة علي44ه تمت44د لتش44مل كاًّل من الب44ائع والمش44تري على ح44د
سواء ،فالبيع يولد التزامات على عاتق البائع وعلى رأسها التزامه بنقل ملكي44ة الم44بيع ،والتزام44ه بتس44ليمه ،وك44ذلك التزام44ه
بض44مان عيوب44ه الخفي44ة وض44مان التع44رض واالس44تحقاق ،وفي المقاب44ل يل44تزم المش44تري بع44دة التزام44ات على رأس44ها التزام44ه
ب44دفع الثمن المتف44ق علي44ه ،وك44ذلك التزام44ه بتسّ4لم الم44بيع من الب44ائع ،وأي44ة التزام44ات أخ44رى يفرض44ها عق44د ال44بيع على عاتق44ه
بحس44ب االتف44اق ،ويعت44بر ال44تزام الب44ائع بنق44ل الملكي44ة إلى المش44تري وك44ذلك التزام44ه بتس44ليم الم44بيع إلي44ه على الحال44ة ال44تي تم
االتفاق عليها بين4ه وبين المش4تري ،من أهم االلتزام4ات الواقع4ة على عاتق4ه ،ب4ل إن التزام4ه بنق4ل الملكي4ة ال4تي هي ج4وهر
عق 44د ال 44بيع والغ 44رض األساس 44ي من 44هُ ،يع 44د االل 44تزام األول ال 44ذي يق 44ع على ع 44اتق الب 44ائع ،واإلخالل بتنفي 44ذه س 44يترتب علي 44ه
اإلخالل بتنفيذ باقي االلتزامات األخرى كونها مترتبة على نقل الملكية ،فمطالبة المشتري باس4تالم الم4بيع يتطلب أواًل أن
تك44ون ملكي44ة الم44بيع ق44د انتقلت إلي44ه من الب44ائع ،كم44ا أن ال44تزام الب44ائع بض44مان التع44رض وض44مان العي44وب الخفي44ة ال يمكن
التح44دث عنهم44ا إال بع44د انتق44ال ملكي44ة الم44بيع إلى المش44تري وتس44لمه ل44ه ك44ذلك ،وفي ه44ذه الوح44دة -ب44إذن اهلل -سنقتص44ر
الحديث عن االلتزام األول والثاني للبائع ،ونؤجل الحديث عن التزامه بالضمان إلى الوحدة التالية.
100
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
المحاضرة األولى
توطئة :عقد البيع من العقود الناقلة للملكية ،وه4ذه الخاص44ية تم4يز عق4د ال4بيع عن العق4ود المش4ابهة ل4ه وال4تي ي4ترتب عليه4ا
نقل حي4ازة الش4يء من ص4احبه إلى ش4خص آخ4ر ،كعق4د العاري4ة واإليج4ارة ،وعق4د ال4بيع كم4ا ي4رد على نق4ل ملكي4ة األش4ياء
الداخل44ة ض44من دائ44رة التعام44ل ،فمن المتص44ور والمقب44ول فقه44ا وقانون44ا أن يك44ون محل44ه نق44ل ملكي44ة ح44ق من الحق44وق العيني44ة
األخرى سواء األصلية أو التبعية باستثناء تلك الحق4وق ال4تي يمن4ع النص الش4رعي أو الق4انوني من بيعه4ا ،ك4ذلك يمكن أن
يك4ون ال4تزام الب4ائع بنق4ل ملكي4ة ح4ق من الحق4وق الشخص4ية ،فتن4ازل ال4دائن عن حق4ه ل4دى الم4دين عن طري4ق حوال4ة الح4ق
يعد بيعا ،وفي جميع األحوال ال يعد العقد بيع4ا إال إذا ك4ان ن4اقال لملكي4ة ش4يء أو أي ح4ق م4الي آخ4ر س4واء ك4ان عيني4ا أو
شخصيا (أبو قرين2006 ،م).
صورة ()1-4
تسليم المبيع
101
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
غ44ير أن انتق44ال الملكي44ة في عق44د ال44بيع يختل44ف بحس44ب طبيع44ة المعق44ود علي44ه ،وبحس44ب م44ا إذ ك44ان ش44يئا من األش44ياء المعين44ة
بالذات أو المعينة بالنوع ،كما يختلف في األشياء المعينة بالذات بحسب ما إذا كان منق4وال أو عق4ارا ،وه44ذا م44ا نبين44ه فيم44ا
يلي:
102
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
األص44لي الم44ترتب على العق44د بق44وة الق44انون ،وبين االلتزام44ات المترتب44ة على العق44د ،وهي آث44ار تابع44ة لألث44ر األص44لي،
وي44برز ه44ذا االختالف بين أحك44ام الفق44ه اإلس44المي والق44انون الوض44عي فيم44ا يتعل44ق بانتق44ال ملكي44ة المنق44والت المعين44ة
بالنوع بمجرد إبرام العقد ،فهذا الحكم يقرره القانون ،وهو يفيد بأن االلتزام بنقل الملكية الناشئ عن عق4د ال4بيع ينف4ذ
فورا وبمجرد إب4رام العق4د بق4وة الق4انون ،أي أن حكم عق4د ال4بيع من األص4ل ه4و انتق4ال الملكي4ة ف4ور العق4د ،فال داعي
إذًا والح44ال ك44ذلك إلى ذك44ر ه44ذا االل44تزام بنق44ل الملكي44ة طالم44ا أن الملكي44ة تنتق44ل ف44ور إب44رام العق44د (م44دكور1970 ،م)،
ولعّل في رد شراح القانون على هذا االنتقاد الموّج ه من فقهاء المسلمين ،ما يبرر ذلك التوجه القانوني للفص44ل بين
أحك44ام عق44د ال44بيع وااللتزام44ات الناش44ئة عن44ه ،إذ ي44رون أن ال44تزام الب44ائع بنق44ل ملكي44ة الم44بيع المعين بال44ذات ه44و س44ابق
لتنفيذ التزامه بقوة الق4انون ،ف4إذا م4ا أب4رم العق4د نش4أ ال4تزام الب4ائع بنق4ل الملكي4ة هن4ا ،ويتم تنفي4ذ ه4ذا االل4تزام من تلق4اء
نفسه بمجرد إبرام العقد ،غير أن بعض الفقه الق4انوني المعاص44ر تنب4ه إلى أن4ه ال يوج4د م4ا يمن4ع من االع4تراف لعق4د
البيع بأثره الفوري في نقل الملكية ما دام المبيع معين4ا بال4ذات ،وال داعي الف4تراض ال4تزام وهمي على ع4اتق الب4ائع
(حسني1993 ،م) ،وأيا كان األمر هن4ا فإن4ه ي4ترتب على انتق4ال ملكي4ة الم4بيع إلى المش4تري بمج4رد إب4رام العق4د ،أن
المبيع يعتبر مملوكا له من لحظة إبرام العقد ،فإذا هلك بع4د ذل4ك ك4انت تبع4ة الهالك على المش4تري باعتب4اره المال4ك
ما لم يكن الهالك بتعٍّد أو تقصير من البائع في ح4ال ك4ان الم4بيع م4ازال في حيازت4ه ،ومن4ذ ت4اريخ إب4رام العق4د تك4ون
غلة المبيع من منتجات وثمار من حق المشتري باعتباره المالك.
-شروط انتقال الملكية إلى المشتري فور إبرام العقد :ح44تى تنتق44ل ملكي44ة المنق44والت هن44ا إلى المش44تري ف44ور انعق44اد
العق 44د ،وبص 44رف النظ 44ر عن طبيع 44ة ذل 44ك االنتق 44ال وبين م 44ا إذا ك 44ان بمثاب 44ة حكم للعق 44د أم أث 44ر من آث 44اره ،فال ب 44د أن
تتوافر عدة شروط نبينها فيما يلي:
-الشAAرط األول :أن يكAAون المAAبيع معينAAا بذاتAAه :فعق44د ال44بيع من العق44ود الناقل44ة للملكي44ة ،وح44ق الملكي44ة كح44ق عي44ني
أص44لي ال يمكن أن ي44رد إال على أش44ياء معين44ة بال44ذات؛ ول44ذا ك44ان من الب44ديهي اش44تراط أن يك44ون الم44بيع هن44ا معين44ا
بذاته ،وقد أسلفنا أن المبيع المعين بال4ذات ه4و الش4يء ال4ذي ال يوج4د ل4ه مثي4ل في الس4وق ،وإ ن وج4د فثم4ة تف4اوت
يم44يزه عن غ44يره ،وعلي44ه إذا ك44ان الم44بيع منق44وال مثلي44ا ،ف44إن الملكي44ة ال تنتق44ل بمج44رد إب44رام العق44د ،وإ نم44ا ال ب44د من
اتخ44اذ موق44ف إيج44ابي من الب44ائع يتمث44ل في ف44رز الم44بيع ،لجعل44ه معين44ا بال44ذات ،غ44ير أن44ه يمكن أن يك44ون المنق44ول
المثلي معينا بذاته دون الحاجة إلى إجراءات الفرز ،ومن ثم تنتقل الملكية فور انعقاد عقد بيعه ،وه44و م44ا يع44رف
فقها وقانونا بـ"بيع الجزاف".
بيAAع الجAAزاف" :ه 44و ال 44بيع ال 44ذي يعين في 44ه الش 44يء بذات 44ه بص 44رف النظ 44ر عن مق 44داره" (عب 44د الس 44الم1980 ،م ،ص،)186
وص 44ورته أن ي 44بيع الب 44ائع مخ 44زن القطن ك 44امال ،أو محص 44ول القمح ك 44امال ،فيك 44ون حينه 44ا القطن وك 44ذلك القمح وهم 44ا من
المثليات ،معينين بالذات تنتقل فيهما الملكية إلى المشتري بمجرد إب4رام العق4د (أب4و ق44رين2006 ،م) ،وق4د عرفت4ه الم4ادة (
103
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
)192من المجلة الشرعية بأنه "هو ما بيع مجموعا من غير تق4دير" ،وق44د أج4از الفق4ه اإلس4المي بي4ع الج4زاف ،ومن ذل4ك
ما نصت عليه المادة ( )217من المجلة العدلي44ة "يص44ح بي44ع المكيالت والموزون44ات والع44دديات والمزروع4ات كيال ووزن44ا
وعددا وذرعا ويصح بيعها جزافا أيضا ،مثال لو باع صبرة حنطة أو كوم تبن أو حمل قماش جزافا صح" ،كم4ا أج4ازت
المجلة الش4رعية بي4ع الج4زاف فنص4ت في الم4ادة ( )306منه4ا على" :يص4ح بي4ع المق4درات جزاف4ا إذا ك4انت مش4اهدة س4واء
عِلما قدرها أو جِه اله أو علمه أحدهما دون اآلخر" ،كما أجازت المجلة بيع م44ا في الوع4اء جزاف44ا م44ع ظرف44ه أو من دون44ه
(المادة ،307المجلة الشرعية).
-الشAرط الثAاني :أن يكAون المنقAول مملوكAا للبAائع وقت انعقAاد العقAد :وق44د بين44ا في الوح44دة الثالث44ة من ه44ذا المق44رر أن
اش44تراط ملكي44ة الب44ائع للم44بيع وقت إب44رام العق44د ه44و أمٌ4ر متفٌ4ق علي44ه بين فقه44اء المس44لمين وأحك44ام الق44انون الوض44عي،
وبصرف النظر عن الخالف الحاصل في ح4ال ك4ان الم4بيع غ4ير ممل4وك للب4ائع ،فيم4ا ُيع4رف ب4بيع مل4ك الغ4ير ،ف4إن
اشتراط ملكية البائع للمبيع هنا مطلوبة حتى يتحقق االنتقال الفوري للمبيع إلى المشتري وبمجرد إبرام العق44د ،أم44ا
إذا لم يكن مالكا له ،فإن هذا األثر الفوري لن يتحقق ،وتطبق هنا أحكام بيع ملك الغير كما سبق دراستها.
-الشAAرط الثAAالث :أن يكAAون المAAبيع موجAAودا وقت إبAAرام العقAAد :وعلى ال 44رغم من أن ه 44ذا الش 44رط من الش 44روط العام 44ة
للم44بيع كم44ا س44بق دراس44تها ،إال أن44ه أيض44ا يش44ترط هن44ا ح44تى تنتق44ل ملكي44ة المنق44ول المعين بال44ذات إلى المش44تري ف44ور
انعقاد العقد ،وال يكفي هنا أن يكون المبيع سيوجد في المستقبل حتى ولو كان معينا بالذات ،وإ نم4ا يجب أن يك4ون
موجودا وقائما وقت إبرام العقد (المهدي ،المهدي2007 ،م) ،فإذا كان الشيء سيوجد في المستقبل كما هو الح44ال
في بيع الس4لم واالستص4ناع في الفق4ه اإلس4المي ،أو بحس4ب األص4ل في الق4انون الوض4عي ،ف4إن الملكي4ة ال تنتق4ل إال
من وقت وجود ذلك الشيء واكتماله ،وعليه فملكي4ة الث4وب ال تنتق4ل إلى المش4تري إال من وقت إتم4ام ص44ناعته من
قبل الصانع في عقود االستصناع ،وملكية العقارات على الخارطة ال تنتقل إال من وقت إنشائها وتمام بنائها.
-الشرط الرابAع :أال يعلAق المتعاقAدان انتقAال الملكيAة على شAرط أو يضAيفاه إلى أجAل :فانتق44ال ملكي44ة المنق44والت
المعين44ة بال44ذات إلى المش44تري ف44ور إب44رام العق44د ليس44ت من النظ44ام الع44ام (م44رقس1980 ،م) ،ومن ثم يمكن االتف44اق
على تعلي44ق انتقاله44ا على ش44رط واق44ف أو إض44افتها إلى أج44ل واق44ف ،أم44ا إذا تم تعلي44ق انتقاله44ا على ش44رط فاس44خ أو
إضافته إلى أجل فاسخ ،فإن ذلك ال يؤثر في انتقال الملكية إلى المشتري بمج44رد إب44رام العق4د ،ذل44ك أن الملكي44ة هن44ا
تنتقل إلى المشتري مباشرًة ،ولكنها مهددة بالزوال بتحقق الشرط الفاسخ أو حلول األجل الفاسخ.
104
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
إذا كان المنقول معينا بالنوع أي من المثليات ،تراخى انتقال الملكية إلى حين قيام البائع بالتدخل اإليج4ابي من أج4ل ف44رز
الم44بيع ،وإ لى أن يتم ف44رزه أو تجنيب44ه ،ال يعت44بر المش44تري مالك44ا للم44بيع ،وإ نم44ا ه44و مج44رد دائن للب44ائع بح44ق شخص44ي مف4اده
التزام هذا األخير بنقل الملكية إليه.
-ماهية الفرز والتجنيب وصورته :يقص44د ب44الفرز "تحدي44د الم44بيع بم44ا يجعل44ه يتم44يز عن غ44يره من األش44ياء ال44تي من ذات
نوع44ه" (عب44د الس44الم1980 ،م ،ص ،)188أو ه44و "ع44زل المق44دار المتعه44د ب44ه عن بقي44ة الص44نف بحيث يص44ير ه44ذا
المق 44دار معين 44ا بال 44ذات" (م 44رقس1980 ،م ،ص ،)270أم 44ا عن كيفي 44ة الف 44رز فهي تختل 44ف بحس 44ب طبيع 44ة الش 44يء
الم44بيع ،فإم44ا أن يتم ب44الوزن إن ك44ان الم44بيع من الموزون44ات ،وإ م44ا بالكي44ل إذا ك44ان من المكيالت ،وإ م44ا بالمق44اس إذا
ك44ان من األش44ياء ال44تي تق44اس بوح44دات الط44ول كاألقمش44ة وم44ا ش44ابهها ،وق44د أج44ازت المجل44ة الش44رعية بي44ع المق44درات
وهي األشياء المثلية ،ش4ريطة أن يتم تق4ديرها كيال أو وزن4ا أو ذرع4ا ،أو ع4دا ،وعلي4ه إذا ب4اع قطيع4ا من الغنم ك4ل
شاة بكذا أو صبرة حنطة كل منه بكذا أو ثوبا كل ذراع منه بكذا صح البيع (المادة ،305المجلة الشرعية).
صورة (:)2-4
فرز المبيع
-حكم امتناع البAائع عن إفAراز المAبيع :إذا امتن44ع الب44ائع عن القي44ام بواجب44ه المتمث44ل في إف44راز الم44بيع باعتب44اره الطري44ق
المؤدي إلى نق4ل ملكي4ة الم4بيع المعين ب4النوع إلى المش4تري ،فيمكن للمش4تري بع4د اس4تئذان القاض4ي أن يش4تريه من
السوق على نفقة البائع على أن يتحمل هذا األخ44ير مص44اريف ش44رائه وأي44ة زي44ادة ط44رأت على أس44عار الم44بيع خالل
فترة امتناع البائع عن الفرز ،وفي حال االستعجال يمكن للمشتري القيام بالشراء من السوق على نفقة البائع دون
الحصول على إذن من القاضي ،ويعد هنا تنفيذا عينيا اللتزام البائع بالتسليم أيضا ،وباعتبار عقد ال44بيع من العق44ود
105
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
الملزم44 4ة للج44 4انبين فيمكن للمش44 4تري أيض44 4ا التمس44 4ك بحق44 4ه في فس44 4خ العق44 4د نتيج44 4ة إخالل الب44 4ائع بتنفي44 4ذ التزام44 4ه في
مواجهته ،وفي جميع األحوال له الحق في المطالب4ة ب4التعويض عم4ا أص4ابه من أض4رار ج4راء إخالل الب4ائع بتنفي4ذ
التزامه بنقل الملكية في مواجهته (خضر1979 ،م).
ملكية المبيع المعين بالنوع قبAAل وبعAAد الفAAرز واآلثAAار المترتبAAة على ذلAك :ي44ترتب على ع44دم انتق44ال ملكي44ة الم44بيع المعين
بالنوع إلى المشتري إال بعد إفرازه ،بقاء ملكية البائع للمبيع قبل الفرز ،فإذا هلك تحمل البائع تبعة هالكه باعتباره مالك44ا
ل4ه ،م4ا لم يكن الهالك بتعٍّ4د أو تقص4ير من المش4تري ،كم4ا يمكن ل4دائني الب4ائع الحج4ز والتنفي4ذ علي4ه باعتب4اره م4ازال يمث4ل
جزءا من الذمة المالية له ،وال يجوز للمشتري في هذه الحالة المطالبة باسترداده ،كون حقه في هذه الف44ترة ال يتع44دى أن
يك44ون مج44رد ح44ق شخص44ي في ذم44ة الب44ائع يتمث44ل في إل44زام ه44ذا األخ44ير ب44الفرز ح44تى تنتق44ل الملكي44ة إلي44ه ،ومن ثم يتس44اوى
المشتري للمبيع المعين بالنوع قبل الفرز مع باقي الدائنين في تزاحمهم على أم4وال الم4دين (م4رقس1980 ،م) ،غ4ير أن4ه
إذا تّم الف44رز انتقلت الملكي44ة مباش44رة إلى المش44تري وأص44بح ه44و المال44ك بم44ا ي44ترتب على ذل44ك من آث44ار في مواجه44ة الغ44ير
والبائع نفسه.
106
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
المحاضرة الثانية
عّر فته المجلة الشرعية في المادة ( )195منها بأنه "هو األرض وح44دها أو م44ع م44ا اتص44ل به44ا للق4رار كال44دور والبس44اتين"،
كم44ا عرفت44ه الم44ادة ( )129من المجل44ة العدلي44ة بأن44ه ه44و "غ44ير المنق44ول وه44و م44ا ال يمكن نقل44ه من مح44ل إلى آخ44ر كال44دور
واألراض44ي ومم44ا يس44مى بالعق44ار" ،ومن خالل ه44ذه التعريف44ات يظه44ر لن44ا م44ا يم44يز العق44ار عن المنق44ول ،في كون44ه ثابت44ا في
حيزه وال يمكن نقله من مكان إلى آخ4ر على هيئت4ه ،بخالف المنق4ول ال4ذي يتم4يز بع4دم الثب4ات في مكان4ه وإ نم4ا يمكن نقل4ه
من مك4ان إلى آخ4ر على هيئت4ه دون تغي4ير ،وه4ذه الطبيع4ة الخاص44ة للعق4ار ،سّ4هلت على واض44عي الق4انون اختي4ار الوس4يلة
المناسبة إلعالم الغير بالتصرفات الواقعة على العقار ،وذل4ك عن طري4ق التس4جيل العي4ني العق4اري ،ال4ذي ال يقتص4ر فق4ط
على تس44جيل نق4ل ملكي44ة العق4ار ،وإ نم44ا يمت44د لتس44جيل وقي44د كاف44ة الحق4وق العيني44ة األص44لية والتبعي44ة ال44تي يك44ون العق4ار محال
لها ،بل وأضافت التشريعات إلى جانب تلك الحقوق مجموعة من الحقوق الشخصية ذات الصلة بالعقار ،فألزمت طرفي
العالقة بضرورة قيدها في السجل العيني ،إال أن هذه التشريعات اختلفت في األث4ر الق4انوني الم4ترتب على ع4دم التس4جيل
وهذا ما نبّينه تباعا.
107
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
-انتقال ملكية العقار في القانون :لم تكتِف بعض القوانين الوضعية بانعقاد العقد لكي يترتب عليه نق44ل ملكي44ة العق44ار
من الب44ائع إلى المش44تري ،وإ نم44ا اش44ترطت ل44ذلك الت44دخل اإليج44ابي من الب44ائع والمتمث44ل في اتخ44اذ إج44راءات تس44جيل
العق44ار الم44بيع في الس44جل العي44ني للعق44ار (خض44ر1979 ،م) ،ومن دون اتخ44اذ تل44ك اإلج44راءات ال تنتق44ل الملكي44ة من44ه
إلى المش44تري ،وال يمكن له44ذا األخ44ير االحتج44اج بملكيت44ه للعق4ار في مواجه44ة الغ44ير؛ ألن44ه لن يص44بح مالك44ا ل44ه إال من
لحظ44ة تس44جيله في الس44جل العي44ني ،بينم44ا اكتفت بعض الق44وانين بجع44ل األث44ر الم44ترتب على ع44دم تس44جيل العق44ار في
الس44جل العي44ني متمثال في ع44دم نف44اذ ال44بيع في مواجه44ة الغ44ير ،بينم44ا تنتق44ل الملكي44ة فيم44ا بين المتعاق44دين بمج44رد إب44رام
العقد ،باعتباره مبيعا معينا بالذات ،وفي هذه الحالة تنطبق عليه ذات الشروط التي تشترط النتقال ملكية المنقوالت
المعينة بالذات بمجرد إب4رام العق4د ،وبن4اًء علي4ه ف44إن اآلث4ار المترتب4ة على تس4جيل ال4بيع ال4وارد على العق4ار ال تخ4رج
عن فرضين ندرسهما فيما يلي:
-الفرض األول :اشتراط التسجيل لنقل الملكية في العقار :لم تكت44ف بعض الق44وانين بانعق44اد عق44د ال44بيع ال44وارد على
العقار النتقال ملكي4ة العق4ار من الب4ائع إلى المش4تري ،وإ نم4ا اش4ترطت النتق4ال الملكي4ة س4واء فيم4ا بين المتعاق4دين،
أو في مواجه44ة الغ44ير ض44رورة اتخ44اذ اإلج44راءات الالزم44ة لتس44جيل العق44ار في الس44جل العي44ني (الش44هر العق44اري)،
ومن ه44ذه الق44وانين الق44انون الم44دني المص44ري الص44ادر ع44ام 1948م ،وال44ذي اش44ترط في مادت44ه رقم ( )934ل44زوم
مراع 44اة األحك 44ام المبين 44ة في تنظيم الش 44هر العق 44اري وذل 44ك كش 44رط النتق 44ال الملكي 44ة في الم 44واد العقاري 44ة والحق 44وق
العيني4ة األخ4رى ،س4واء فيم4ا بين المتعاق4دين أو في مواجه4ة الغ4ير ،وعلي4ه فه4ل يعت4بر التس4جيل أو القي4د هن4ا ركن4ا
من أرك4ان عق4د ال4بيع العق4اري؟ الواق4ع أن ق4انون الس4جل العي4ني المص4ري رقم 142والص4ادر ع4ام 1964م بّين
في مادت 44ه رقم ( )26حكم ال 44بيع العق 44اري غ 44ير المس 44جل ،فنص فيه 44ا على" :ي 44ترتب على ع 44دم القي 44د أن الحق 44وق
العينية ال تنشأ وال تنتقل وال تتغير وال تزول ال بين ذوي الشأن وال بالنس44بة لغ44يرهم وال يك44ون للتص44رفات غ44ير
المقيدة من األثر سوى االلتزامات الشخصية بين ذوي الشأن" ،ومفاد هذا النص أن ال44بيع العق44اري غ44ير المس44جل
ال ينقل الملكية وال أي حق عيني آخر من البائع إلى المشتري ،ولكنه ينشئ التزاما في جانب البائع بنقله44ا ،ف44إذا
ما أخّل البائع بتنفيذ التزامه بنقل الملكية واتخاذ اإلجراءات الالزمةُ ،أجبر على القي44ام ب44ذلك ،وإ ال ك44ان للمش44تري
اس44تخدام إح44دى الوس44ائل القانوني44ة ال44تي منحه44ا ل44ه الق44انون إلتم44ام التس44جيل ونق44ل الملكي44ة دون ت44دخل شخص44ي من
البائع (المهدي ،المهدي2007 ،م) ،ولعّل دعوى صحة التعاقد ودعوى ص44حة التوقي44ع من أهم الوس44ائل القانوني44ة
ال44تي ُم نحت لمش44تري العق4ار إلتم44ام إج44راءات نق4ل الملكي44ة دون الحاج44ة إلى ت44دخل الب44ائع ،ويقص44د ب44دعوى ص44حة
التعاق44د وال4تي تع4رف في أروق44ة المح4اكم باس4م "دع4وى ص44حة ونف4اذ ال4بيع" بأنه4ا عب4ارة عن وس4يلة قانوني4ة منحه4ا
القانون لمشتري العقار لمواجهة امتناع البائع عن تنفيذ التزام44ه تنفي44ذا اختياري44ا إرادي44ا ،ف44إذا م44ا ص44در الحكم فيه44ا
لصالح المشتري وقام بتسجيله في السجل العي44ني ،ق44ام ذل44ك التس44جيل مق4ام التس44جيل االختي44اري الواق44ع من الب44ائع،
وترتب عليه انتق4ال الملكي4ة إلى المش4تري ،أم4ا دع4وى ص44حة التوقي4ع فهي دع4وى تحفظي4ة ق44د يلج4أ المش4تري إلى
رفعه44ا على الب44ائع ،من أج44ل إثب44ات ص44حة توقيع44ه على العق44د االبت44دائي الع44رفي الم44برم بينهم44ا ،وذل44ك لم44ا يخش44اه
108
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
المش44تري مس44تقبال من قي44ام الب44ائع بإنك44ار توقيع44ه على العق44د ،والغ44رض منه44ا تحفظي وليس موض44وعيا ،ف44إذا م44ا
ص44در الحكم فيه44ا فإن44ه يق44وم مق44ام التص44ديق على توقي44ع العاق44دين على العق44د الع44رفي (م44رقس1980 ،م) ،ومن ثم
يجع4ل العق4د ق44ابال للش4هر إذا ت4وافرت في4ه س4ائر الش4روط األخ4رى الالزم4ة ل4ذلك ،وال4تي ُيرج4ع بش4أنها إلى ق44انون
الس44جل العي44ني ،ورغم ك44ل م44ا تق44دم فإن44ه ال يمكنن44ا الق44ول إن عق44د ال44بيع العق44اري وفق44ا له44ذا التوج44ه أص44بح عق44دا
شكليا ،وإ نما هو عقد رضائي وكل ما هنالك أن األثر األعظم المترتب عليه ال يترتب إال بعد التسجيل.
-الفرض الثاني :اشتراط التسجيل لنفاذ انتقال الملكيAة في مواجهAة الغAير :ت44ذهب بعض الق44وانين إلى جع44ل عق44د
البيع الوارد على العقار ن4اقال للملكي4ة بمج4رد إب4رام العق4د ،وذل4ك فيم4ا بين المتعاق44دين ،وال يل4زم الب4ائع باتخ4اذ أي
إج 44راءات أخ 44رى النتق 44ال الملكي 44ة من 44ه إلى المش 44تري ،بي 44د أن تل 44ك الق 44وانين تش 44ترط لنف 44اذ الحق 44وق العقاري 44ة في
مواجهة الغير أن يتم قيدها في السجل العيني للعق4ار وفق4ا ألحك4ام نظ4ام التس4جيل العي4ني للعق4ار ،وق44د أخ4ذ المنظم
الس44عودي به44ذا التوج44ه ،ف44ألزم من خالل نظ44ام التس44جيل العي44ني للعق44ار الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم6/وبت44اريخ
11/2/1423هـ مال44ك العق44ار بتس44جيل كاف44ة التص44رفات العقاري44ة المنش44ئة لملكيت44ه وكاف44ة الحق44وق العيني44ة األص44لية
والتبعي 44ة وك 44ذلك بعض الحق 44وق الشخص 44ية المرتبط 44ة بالعق 44ار وفق 44ا ألحك 44ام التس 44جيل العي 44ني ،ورتب على ع 44دم
التس44جيل اعتب44ار تل44ك التص44رفات والحق44وق المكتس44بة من خالله44ا غ44ير ناف44ذة في مواجه44ة الغ44ير ،فق44د نص44ت الم44ادة
السادسة والثالثون من نظام التسجيل العيني على" :يجب أن تقيد في السجل العقاري جمي44ع التص44رفات ال44تي من
ش 44أنها إنش 44اء ح 44ق من الحق 44وق العيني 44ة العقاري 44ة األص 44لية أو التبعي 44ة أو نقل 44ه أو تغي 44يره أو زوال 44ه وك 44ذا األحك 44ام
النهائي44 4ة المثبت44 4ة لش44 4يء من ذل44 4ك ،وي44 4دخل في ه44 4ذه التص44 4رفات القس44 4مة العقاري44 4ة والوص44 4ية والوق44 4ف والم44 4يراث
والرهن ،وال يسري أثرها على الغير إال من تاريخ قيدها" ،كما نصت الم44ادة الس44ابعة والثالث44ون من ذات النظ44ام
على وج44وب تس44جيل الحق44وق الشخص44ية ال44تي ت44رد على العق44ارات ،كح44ق اإليج44ار والس44ندات ال44تي يك44ون محله44ا
منفع44 4ة العق44 4ار لم44 4دة تزي44 4د على الخمس س44 4نوات ،وك44 4ذلك تس44 4جيل المخالص44 4ات والح44 4واالت المتعلق44 4ة بالعق44 4ارات
والحقوق الشخصية على العقارات إذا كانت تعادل أجرة ذلك العقار ثالث سنوات ،ق44د ج44اء نص الم44ادة كالت44الي:
"يجب قي 44 4د عق 44 4ود اإليج 44 4ار والس 44 4ندات ال 44 4تي ت 44 4رد على منفع 44 4ة العق 44 4ار ال 44 4تي تزي 44 4د م 44 4دتها على خمس س 44 4نوات
والمخالصات والحواالت بأكثر من أجرة ثالث سنوات مقدما ،واألحك44ام النهائي44ة المثبت44ة لش44يء من ذل44ك وي44ترتب
على ع44دم قي44دها أن ه44ذه الحق44وق ال تك44ون ناف44ذة في ح44ق الغ44ير" ،كم44ا أوجبت الم44ادة الثامن44ة والثالث44ون من ذات
النظ44ام ض44رورة تس44جيل الحق44وق الثابت44ة ب44الميراث إذا اش44تملت على حق44وق عقاري44ة ،وإ ال فإن44ه ال يج44وز لل44وارث
تس44جيل أي تص44رف يجري44ه على تل44ك الحق44وق قب44ل القي44د ،ويب44دو من ه44ذه النص44وص أن المنظم الس44عودي جع44ل
األث 44ر الم 44ترتب على ع 44دم قي 44د الحق 44وق العقاري 44ة بكاف 44ة أنواعه 44ا ،متمثال في ع 44دم نف 44اذ تل 44ك الحق 44وق في مواجه 44ة
الغير ،بينما تظل بين أطرافها ص44حيحة ومنتج44ة آلثاره44ا القانوني44ة ،غ4ير أن أي44ا من أطرافه44ا ال يس44تطيع أن يحتج
بتل44ك الحق44وق في مواجه44ة الغ44ير ،ويقص44د ب44الغير هن44ا ك44ل من ه44و ليس طرف44ا في العق44د أو خلف44ا عام44ا ل44ه ،وعلي44ه
فعقد البيع الوارد على العقار وفقا للنظ4ام الس4عودي ه4و عق4د ناق4ل للملكي4ة بمج4رد إب4رام العق4د ،فه4و عق4د رض4ائي
109
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
فيما بين أطرافه ،ولكن حتى ُيحتج به في مواجهة الغير فال بد من قيده وفقا إلج44راءات التس44جيل العي44ني ،وب44ذلك
فإن الشكلية المطلوبة هنا هي شكلية نفاذ وليست شكلية انعقاد.
توطئة :التزام البائع بالتسليم يعد االلتزام الرئيس الذي يقع على عاتق البائع وفق4ا ألحك44ام الفق4ه اإلس44المي ،ذل44ك أن فقه44اء
المس44لمين ال ي44رون أن نق44ل الملكي44ة من الب44ائع إلى المش44تري بمثاب44ة ال44تزام ،وإ نم44ا هي من مقتض44يات العق44د وأحكام44ه كم44ا
أس 44لفنا ،ول 44ذا فق 44د دأبت كتب الفق 44ه اإلس 44المي على دراس 44ة ال 44تزام الب 44ائع بالتس 44ليم على رأس قائم 44ة التزام 44ات الب 44ائع دون
التطرق إلى التزامه بنقل الملكية؛ ألن نقل الملكي4ة في نظ4رهم ليس التزام4ا ،أم4ا في الق4انون فالوض4ع مختل4ف ،إذ م4ا زال
شراح القانون وقبلهم واضعوه يرون أن نقل الملكية ما هو إال التزام واقع على عاتق البائع ،إذ إنه يتطلب تدخال إيجابي44ا
من الب44ائع ،وال ب44د أن يق44وم ب44إجراءات معين44ة لنق44ل تل44ك الملكي44ة من ذمت44ه المالي44ة إلى ذم44ة المش44تري كم44ا رأين44ا ،وأي44ا ك44ان
األمر فسنقوم في هذه الجزئية بدراسة التزام البائع بالتسليم وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
.1كيفية التسليم:
أ .كيفية التسليم وعناصره:
التس4ليم كم4ا عرفت4ه الم4ادة ( )435من الق4انون الم4دني المص44ري لع4ام 1948م ه4و "وض44ع الم4بيع تحت تص44رف المش4تري
بحيث يتمكن من حيازته واالنتفاع به دون عائق ولو لم يستوِل عليه استيالًء ماديا ما دام البائع قد أعلمه بذلك".
العنصر األول :وضع المبيع تحت تصرف المشتري وضعا يتمكن مع4ه من حي4ازة الم4بيع واالنتف4اع ب4ه دون ع4ائق ،ح4تى
ول 44و لم يح 44زه فعال (م 44رقس1980 ،م) ،فيكفي أن يك 44ون الب 44ائع ق 44د وض 44ع الم 44بيع تحت تص 44رف المش 44تري ليك 44ون ق 44د نف44ذ
التزامه بالتسليم ،ويكون األمر كذلك ح4تى ول4و لم يح4زه بالفع4ل؛ وذل4ك ألن حي4ازة المش4تري للم4بيع عائ4دة إلى إرادت4ه ه4و
وليس إرادة البائع ،ومن ثم فليس من المنط4ق تعلي4ق تنفي4ذ الب4ائع اللتزام4ه على إرادة غ4يره ،وفي المقاب4ل يق4ع على ع4اتق
المشتري التزام آخر يقابل التزام البائع بالتسليم وهو االلتزام بالتسلم من البائع.
110
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
العنصر الثاني :إعالم المشتري بهذا الوضع :لم يكتِف القانون العتبار البائع قد نفذ التزام44ه بالتس44ليم بوض44ع الم44بيع تحت
تص 44رف المش 44تري ،ب 44ل اش 44ترط ض 44رورة إعالم المش 44تري به 44ذا ،وذل 44ك للتأك 44د من أن المش 44تري على علم بتنفي 44ذ الب 44ائع
اللتزامه بالتسليم ،وكذلك منعا ألي لبس يمكن أن يحدث إذا ادعى المشتري أن الوضع الذي اتخذه البائع لم يفهم منه أنه
أراد ب 44ه وض 44ع الم 44بيع تحت تص 44رف المش 44تري ،وال يش 44ترط في اإلعالم أي ش 44كل خ 44اص ،وعلى ذل 44ك يمكن أن يك 44ون
اإلعالم ش44فويا أو كتابً4ة ،ويمكن أن يك44ون ص44راحًة أو داللً4ة ،وبن44اًء علي44ه يعت44بر الب44ائع ق44د نف44ذ التزام44ه بالتس44ليم إذا وض44ع
المبيع تحت تصرف المشتري وأرسل له رسالة إلكترونية على جواله أو بريده اإللكتروني ليعلمه بذلك.
وق44د اتف44ق الفقه44اء المس44لمين على أن44ه ليس للتس44ليم ص44ورة معين44ة ،وذل44ك الختالف األش44ياء مح44ل ال44بيع وم44ا يتب44ع ذل44ك من
اختالف في طريقة وضع اليد عليها ،غير أن المع44نى الج44امع للتس44ليم في الفق4ه اإلس44المي ه44و أن يص44بح المش44تري متمكن44ا
من الم44بيع بن44اًء على تخلي الب44ائع ل44ه عن44ه ،وإ ذن44ه ل44ه باس44تالمه (الزرق44ا1998 ،م) ،وال يش44ترط لتم44ام التس44ليم وفق44ا ألحك44ام
الفقه اإلسالمي أن يمسك المشتري المبيع بيده فعال أو ينقله من مكانه ،ولو كان من المنقوالت ،إذ العبرة في التسليم هن44ا
ه44و أن يص44بح بمق44دور المش44تري حي44ازة الم44بيع واالنتف44اع ب44ه دون ع44ائق بع44د تخلي الب44ائع عن44ه ،وفي مادته44ا رقم ()263
أوض44حت المجل44ة العدلي44ة كيفي44ة التس44ليم مبين44ة أن44ه يتم بالتخلي44ة ويقص44د بالتخلي44ة أن ي44أذن الب44ائع للمش44تري بقبض الم44بيع م44ع
عدم وجود مانع من تسلم المشتري إياه ،كما بينت المجلة الشرعية كيفي4ة التس4ليم في العدي4د من الم4واد ومن ذل4ك م4ا ج4اء
في نص المادة ( )333والتي نصت على:
"قبض كل شيء بحسبه عرفا ،فقبض المنقول المبيع جزافا يحصل بنقله وقبض ما يتناول باليد بتناوله كال44دراهم ،وقبض
الحيوان بتمشيته" ،أما المادة ( )334فقد تطرقت لكيفية تسليم العقار فنصت على" :قبض الدار ونحوها بالتخلية ولو كان
فيه 44ا مت 44اع الب 44ائع ،وبتس 44ليم مفت 44اح ال 44دار أو فتح بابه 44ا للمش 44تري" ،وق 44د أوض 44حت في الم 44واد ( )336 ،335كيفي 44ة قبض
العق44ارات المتض44منة ثم44ارا ،وك44ذلك كيفي44ة قبض المنق44والت المعين44ة ب44النوع ،وفي جمي44ع ه44ذه الم44واد لم تخ44رج المجل44ة عم44ا
أخذ به الفقه اإلسالمي من ضرورة تخلي البائع عن المبيع واإلذن للمشتري بقبضه.
ب .التسليم القانوني والتسليم الحكمي :يفرق أهل القانون بين التسليم القانوني والتسليم الحكمي:
-التسليم القانوني :يكون التس4ليم قانوني4ا عن4دما يق4وم الب4ائع بوض44ع الم4بيع تحت تص44رف المش4تري ،بحيث يتمكن من
حيازت4ه واالنتف4اع ب4ه ح4تى ول4و لم يس4توِل علي4ه اس4تيالًء مادي4ا ،وه4ذا الن4وع من التس4ليم ال يحت4اج إلى التس4ليم الفعلي
أي إلى اس44تيالء المش44تري على الم44بيع اس44تيالًء مادي44ا ،وال يج44وز للمش44تري بع44د أن يق44وم الب44ائع بوض44ع الم44بيع تحت
تصرفه وإ عالم4ه ب4ذلك أن يط4الب الب4ائع بالتس4ليم؛ ألن4ه يك4ون من األص4ل ق4د نف4ذ التزام4ه ب4ذلك ح4تى ول4و لم يحص4ل
االستالم من قبل المشتري (مرقس1980 ،م) ،غير أن إعالن البائع عن استعداده لتسليم الم44بيع إلى المش44تري على
أن يقوم األخير بتوقيع العقد النهائي فال يعد ذلك تسليما طالما تم تعليقه على ش4رط ،كم4ا أن إع4ذار الب4ائع للمش4تري
111
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
لتسلم المبيع يعد تسليما ،ف4إذا هل4ك الم4بيع بع4د اإلع4ذار تحم4ل المش4تري تبعت4ه م4ا لم يكن الهالك بتقص4ير أو تعٍّ4د من
البائع.
-التسAAليم الحكمي :يك 44ون التس 44ليم حكمي 44ا إذا تم بالتراض 44ي بين المتعاق 44دين ،وذل 44ك في ح 44ال ك 44ان الم 44بيع في حي 44ازة
المش44تري بع44د ال44بيع لس44بب آخ44ر غ44ير الملكي44ة (الم44ادة ،435/2الق44انون الم44دني المص44ري) ،ويب44دو أن ه44ذا الن44وع من
التسليم يقوم على التراضي بين البائع والمشتري على اعتبار أن التسليم قد تم من دون عمل مادي ونقل حيازة المبيع
أو التخلي عنه (أبو قرين2006 ،م) ،وللتسليم الحكمي صورتان:
-الصورة األولى :يكون فيها المبيع في حيازة المشتري قب44ل ال44بيع بس44بب غ4ير الملكي44ة ،ومن األمثل44ة على ذل44ك أن
يك44ون المش44تري مس44تأجرا للم44بيع ،ثم يق44وم بش44رائه ،فتتغ44ير حينه44ا نيت44ه من الحي44ازة باعتب44اره مس44تأجرا إلى الحي44ازة
باعتباره مالكا ،ومن األمثلة المعاصرة اآلن م4ا ورد بش4أن الت4أجير التم4ويلي وال4ذي تك4ون حي4ازة الح4ائز فيه4ا قائم4ة
على اإليجار ،ثم يتحول إلى مشتٍر وتتحول حيازته لتصبح قائمة على الشراء أو التملك.
-الصورة الثانية :بقاء المبيع في حيازة البائع :وه44و الوض44ع الع44ادي أن يك44ون الم44بيع في ي44د الب44ائع باعتب44اره مالك44ا
ل44ه ،لكن44ه مل44تزم بتس44ليمه للمش44تري بع44د ال44بيع ،غ44ير أن44ه في ه44ذه الص44ورة ال يق44وم بتس44ليم الم44بيع إلى المش44تري وإ نم44ا
يبقى في ي 44ده ،م 44ع تغي 44ير ص 44فته ،ومث 44ال ذل 44ك أن ي 44بيع داره إلى مش 44تٍر على أن يس 44تأجرها من 44ه م 44دة زمني 44ة معين 44ة،
فيواف44ق المش44تري على ذل44ك ،فتعت44بر حينه44ا موافق44ة المش44تري بمثاب44ة تس44لم للم44بيع ولكن44ه تس44لما حكمي44ا وليس فعلي44ا،
وتتغير صفة البائع من حائز مالك إلى حائز مستأجر.
ج .التسليم الحكمي في الفقه اإلسالمي( :نيابة قبض سابق عن قبض واجب):
فّص ل فقهاء الشريعة اإلس4المية في ه4ذه المس4ألة ففرق4وا بين م4ا إذا ك4ان القبض الس4ابق للم4بيع من قب4ل المش4تري قبض
ضمان أم قبض أمانة ،ويك4ون القبض قبض ض44مان إذا ك4ان الق4ابض في4ه مس4ؤوال عن المقب4وض تج4اه الغ4ير فيض44منه
لو هلك عنده ،ولو بغ4ير تعٍّ4د أو تقص44ير من4ه كم4ا ه4و الح4ال في ي4د الغاص44ب بالنس4بة للم4ال المغص44وب ،والم4بيع في ي4د
المش 44تري ،وأم 44ا قبض األمان 44ة :فه 44و م 44ا ك 44ان في 44ه الق 44ابض غ 44ير مس 44ؤول عن المقب 44وض إال بالتع 44دي أو التقص 44ير في
الحف44ظ ،ك44المودع لدي44ه والمع44ار ل44ه والمس44تأجر ،وق44د اعت44بر الفقه44اء أن قبض األمان44ة أق44ل وأض44عف من قبض الض44مان
(الزرق 44ا1998 ،م) ،وفي ه 44ذا الص 44دد اتب 44ع الفق 44ه اإلس 44المي قاع 44دة فقهي 44ة مفاده 44ا أن القبض الس 44ابق يغ 44ني عن القبض
ال 44واجب ش 44ريطة أن يك 44ون كال القبض 44ين متج 44انس في الض 44مان والق 44وة ،وعلى ذل 44ك فقبض الض 44مان ين 44وب عن قبض
الضمان وقبض األمانة ،فلو بيع مال لغاصبه ن44اب القبض الس44ابق على القبض ال44واجب ألن القبض الس44ابق ك44ان قبض
ضمان والواجب كذلك أيضا ،ولو أجر عقاره لمغتصبه فال ين4وب القبض الس4ابق مك4ان القبض ال4واجب؛ ألن4ه أض44عف
منه باعتبار األول قبض ضمان واإليجار قبض أمانة ،بينما ينوب قبض األمانة السابق عن قبض األمانة الواجب.
112
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
.2موضوع التسليم:
اهتمت أحكام الفقه اإلسالمي وكذلك النصوص القانونية بالتزام البائع بالتسليم ،ذلك أنه المرحلة التي ينتقل بعدها ض44مان
الم44بيع من عه44دة الب44ائع إلى عه44دة المش44تري ،ول44ذلك أل44زم الق44انون الب44ائع بتس44ليم الم44بيع للمش44تري بالحال44ة ال44تي ك44ان عليه44ا
وقت ال444بيع ،كم444ا أل444زمت أحك444ام الفق 44ه اإلس444المي الب444ائع بض444رورة تس 44ليم الم 44بيع وتوابع 44ه خالي 44ا من الش444واغل (الزرق444ا،
1998م) ،سواء كانت تلك الشواغل للبائع نفسه أو لغيره ،ومن ذلك يتبين لنا أن موضوع التسليم يتضمن ضرورة بي44ان
ثالثة أمور وهي :حالة المبيع ومقداره وملحقاته ،وفيما يلي نبين جميع هذه الحاالت بالتفصيل:
-تسليم المبيع المعين بالذات وكيفية تسليمه :إذا ك44ان الم44بيع معين44ا بذات44ه وجب على الب44ائع تس44ليم ذات الش44يء المتف44ق
عليه (خضر1979 ،م) ،فال يجوز له أن يقوم بتسليم ش4يء آخ4ر ،وعلى ذل4ك إذا ك4ان الم4بيع عق4ارا فيجب تس4ليمه
العقار بالهيئة والحالة التي كان عليها عند إبرام العقد ،فال ينقص منه غرفة أو ينزع منه زرعا إن كان المبيع ق44د
اشتمل على األرض وال4زرع مع4ا ،وفي كيفي4ة تس4لم الم4ال المعين بال4ذات ي4رى الفق4ه اإلس4المي أن4ه يكتفى في ح4ال
ك44ان الم44بيع عق44ارا على س44بيل المث44ال أن يق44ف المش44تري في داخل44ه أو قريب44ا من44ه ويك44ون ق 44ادرا على إغالق ب44اب
البناي 44ة ،كم 44ا أن تس 44لمه مفت 44اح العق 44ار يع 44د تس 44ليما ،م 44ا لم يكن العق 44ار بعي 44دا فال ب 44د أن يمض 44ي وقت ح 44تى يتمكن
المش44تري من الوص44ول إلي44ه (الزرق44ا1998 ،م) ،وإ ذا ك44ان الم44بيع س44يارة فال ب44د أن يتم تس44ليم ذات الس44يارة ال44تي تم
االتف44اق بش44أنها وعلى ذات الحال44ة ال44تي تم االتف44اق عليه44ا وقت التعاق44د ،ويع44د الب44ائع ق44د نف44ذ التزام44ه بالتس44ليم م44تى
وضع السيارة تحت تصرف المشتري ويعتبر قيامه بوضع السيارة في معرض المكتب المسؤول عن نقل الملكي44ة
للمشتري حتى تمام دفع الثمن وإ تمام إجراءات التسجيل بمثابة تسليم في هذه الحالة.
-تسليم المبيع المعين بالنوع وكيفية تسليمه :ف44إذا ك4ان الم4بيع معين4ا ب4النوع وجب على الب4ائع أن يس4لم للمش4تري ش4يئا
من نفس النوع والمقدار المتفق عليه ،وإ ذا كانا قد اتفقا على درجة جودة المبيع ،وجب تسليم ذات الدرج44ة المتف44ق
عليه 44ا ،أم 44ا إذا لم يتفق 44ا على ذل 44ك فيمكن اس 44تخالص درج 44ة الج 44ودة من الع 44رف أو من أي ظ 44رف آخ 44ر ك 44العرف
الجاري أو المعامالت السابقة بين الط4رفين ،ف4إذا لم يكن من الممكن اس4تخالص ذل4ك ،وجب حينه4ا على الب4ائع أن
يسلم شيئا من الدرجة المتوسطة (خضر1979 ،م).
113
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
وعلي44ه إذا ك44ان الم44بيع طعام44ا فيك44ون تس44ليمه ق44د تم بإعطائ44ه للمش44تري بي44ده أو وض44عه عن44ده أو اإلذن بقبض44ه ،وإ ذا ك44ان
الم 44بيع موج 44ودا داخ 44ل مخ 44زن ،فمج 44رد إعط 44اء مفت 44اح المخ 44زن للمش 44تري واإلذن ل 44ه بأخ 44ذ الم 44بيع المف 44رز الموج 44ود في
المخزن ،يكون ذلك أيضا بمثابة تسليم ت4ام ،وإ ذا ك4ان الم4بيع من الموزون4ات أو المكيالت فمج4رد إعط4اء الب4ائع للمش4تري
كيسا أو وعاًء لوضع المبيع فيه وكيله أو وزنه يعد تسليما (الزرقا1998 ،م).
فإذا كان المبيع حيوانا وجب تسليم ذات الحيوان المتفق عليه ،وتختل44ف كيفي44ة تس44ليمه بحس44ب حال44ه ،ف44إذا ك44ان من الممكن
إحك44ام الس44يطرة على الحي44وان بمج44رد المس44ك كاألغن44ام ،فيك44ون الب44ائع ق44د نف44ذ التزام44ه بمج44رد اإلذن للمش44تري باس44تالمه
(الزرقا1998 ،م) ،أما إذا كان الحيوان كب4يرا أو مفترس4ا وال يمكن الس4يطرة علي4ه بمج4رد المس4ك ،فال ب4د أن يتم تس4ليمه
داخل أقفاصه إن كان مفترسا كاألسد والنمر والوحوش البرية ،أو بزمامه إن كان بعيرا أو حصانا.
األم AAر األول :إذا ك44 4ان الثمن في الم44 4بيع ق44 4د ق44 4در بالوح44 4دة ،وك44 4ان الم44 4بيع غ44 4ير قاب44 4ل للتبعيض أي التجزئ44 4ة ،فيجب على
المشتري أن يكمل الثمن ،إال إذا كانت الزيادة جسيمة فيجوز له حينها المطالبة بالفسخ وللقاضي في ذلك سلطة تقديرية.
األمر الثاني :إذا كان الم4بيع ال يض4ره التبعيض ف4إن الزي4ادة تك4ون ملك4ا للب4ائع وال يج4بر المش4تري على أخ4ذها في مقاب4ل
زيادة الثمن بقدر قيمتها ،كما أنه ال يجوز إجبار البائع على تركها في مقابل قيمتها (خضر1979 ،م).
114
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
األمر الثالث :أن يتم تقدير الثمن جملة واحدة ،كأن يتفق مع المشتري على أن يبيعه مخزن األرز ومقداره ثالثة أطن44ان،
في مقابل مبلغ وقدره سبعة آالف لاير ،ثم يتضح أن الكمية الموجودة في المخ44زن تزي44د على ذل44ك ،ففي ه44ذه الحال44ة تك44ون
الزيادة من نصيب المشتري دون أن يلتزم بدفع أية زيادة (أبو قرين2006 ،م).
115
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
المحاضرة الثالثة
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
عش44رة أطن44ان من القمح ف44إن التس44ليم يك44ون في م44وطن الب44ائع وه44و الم44دين بالتس44ليم أو في مرك44ز أعمال44ه م44تى ك44ان له44ذه
األعمال عالقة بالمبيع ،وذلك تطبيقا لقاعدة "الدين مطل4وب وليس محم4وال" ،وك4ل ذل4ك ب4الطبع مره4ون بع4دم وج4ود اتف4اق
بين المتعاقدين يحدد مكان التسليم ،وكذلك عدم وجود نص قانوني آمر يلزم بمكان تس44ليم معين ،وق44د نص44ت الم44ادة 287
من المجلة العدلية في سبيل تحديدها لمكان التسليم على" :إذا بيع مال على أن يسلم في مح44ل ك44ذا ل44زم تس44ليمه في المح44ل
المذكور" ،كما نصت المادة 285على أن مكان تسليم المبيع هو ذات المكان الموجود فيه وقت البيع ،وه44ذه هي القاع44دة
في تحديد المجلة لمكان التسليم ما لم يرد اتفاق في العقد على خالف ذلك.
ثالثًا :جزاء إخالل البائع بااللتزام بالتسليم وتحّم ل تبعة هالك المبيع
117
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
118
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
وهذه الحالة نصت عليه4ا الم4ادة ( )329من المجل4ة الش4رعية فج4اء فيه4ا" :إذا ك4ان الثمن دين4ا ح4اال أي غ4ير مؤج4ل وك4ان
حاض44را مع44ه ب44المجلس ل44زم تس44ليم الم44بيع أوال ثم يس44لم المش44تري الثمن ،وليس للب44ائع حبس الم44بيع على الثمن أم44ا إذا ك44ان
الثمن غائب44ا عن المجلس فل44ه حبس الم44بيع لقبض الثمن" ،كم44ا نص44ت الم44ادة ( )331منه44ا على" :إن اتف44ق المتبايع44ان على
تأجيل الثمن فليس للبائع حق حبس المبيع" ،ويتضح من هذه النصوص أن المجلة وضعت قاعدة أساسية تفيد بحق الب44ائع
في حبس المبيع حتى يستوفي الثمن المستحق ،وذلك في حال كان الثمن ح4اال أي غ4ير مؤج4ل ،ولم يكن هن4اك اتف4اق بين
البائع والمشتري على أن يتم دفع الثمن الحقا ،إذ في هذه الحالة يجب على البائع التسليم فور انعقاد العقد ما لم يكونا ق44د
اتفق 44ا على تأجيل 44ه أيض 44ا ،ويع 44رف الق 44انون الح 44ق في الحبس بأن 44ه ح 44ق أح 44د المتعاق 44دين في العق 44ود الملزم 44ة للج 44انبين في
االمتناع عن تنفيذ التزامه ما دام لم يقدم الطرف اآلخر على تنفيذ االلتزام الذي يقع على عاتقه (خضر1979 ،م).
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
ف 44إذا هل 44ك الم 44بيع كل 44ه قب 44ل التس 44ليم فإم 44ا أن يك 44ون الهالك بفع 44ل الب 44ائع وخطئ 44ه فيتحم 44ل ه 44و تبع 44ة ذل 44ك الهالك وال يل 44تزم
المش44تري أمام44ه بش44يء ،كم44ا أن علي44ه رد الثمن ال44ذي قبض44ه ،وللمش44تري الح44ق في المطالب44ة ب44التعويض عم44ا أص44ابه من
ض44رر ج44راء خط44أ الب44ائع وإ خالل44ه بتنفي44ذ التزام44ه ،أم44ا في ح44ال ك44ان الهالك راجع44ا إلى الس44بب األجن44بي فينبغي علين44ا أن
نفرق بين عدة فرضيات في هذه الحالة:
الفرضية األولى :هالك المبيع قبل التسليم بآفة سماوية :فإذا هلك المبيع بسبب أجنبي ال دخل للبائع فيه ك44القوة الق44اهرة
والحادث الفجائي ،ففي هذه الحالة ينقضي التزام البائع بالتسليم وينفسخ العق44د من تلق44اء نفس44ه ،وال يج44وز للب44ائع حينه44ا أن
يطالب المشتري بالثمن وإ ن كان قد قبضه فعليه رده إلى المش4تري ،وذل4ك ألن تبع4ة الهالك قب4ل التس4ليم ح4تى ول4و ك4انت
راجعة إلى اآلف4ة الس4ماوية تحمله4ا الم4دين ب4االلتزام وه4و الب4ائع هن4ا ،وي4رى فقه4اء الش4ريعة اإلس4المية أن4ه يعت4بر من قبي4ل
تلف المبيع باآلفة السماوية قتل الحيوان المبيع نفسه ،كما لو قفز الحيوان من أعلى المبنى فنفق ،فتكون تبع44ة نفوق44ه على
البائع وليس على المشتري هنا (الزرقا1998 ،م).
الفرضAAية الثانيAAة :هالك المAAبيع قبAAل التسAAليم بخطAAأ المشAAتري :ف44إذا هل44ك الم44بيع بخط44أ المش44تري أو فعل44ه اعت44بر مس44تلما
للم44بيع ،ويعت44بر الب44ائع ق44د نف44ذ التزام44ه بالتس44ليم ،ويل44تزم المش44تري ب44دفع الثمن ك44امال إلى الب44ائع ،كم44ا ل44و أتل44ف المش44تري
السيارة التي اشتراها من صديقه قبل أن يتم تسليمها.
الفرضية الثالثة :هالك المبيع قبل التسليم بخطأ الغير :فللمش44تري هن44ا الخي44ار ف44إن ش44اء تمس44ك بعق44د ال44بيع والح44ق الغ44ير
المتلف للمبيع مطالبا بقيمته ،وإ ن شاء اختار الفس4خ الس4تحالة التس4ليم فيس4قط عن4ه الثمن ويك4ون للب4ائع ح4ق مالحق4ة الغ4ير
المتلف هنا (الزرقا1998 ،م).
120
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
صورة (:)3-4
سكر تالف
مصطلحات الوحدة:
المبيع :م44ا يب44اع وه44و العين ال44تي تتعين في ال44بيع والمقص44ود األص44لي من ال44بيع ألن االنتف44اع إنم44ا يك44ون باألعي44ان
واألثمان وسيلة للمبادلة.
شروط مقتضى العقد :هي حقوق العقد إذا اشترطها المتعاقدان من باب التأكيد.
بيع الجزاف :هو البيع الذي يعين فيه الشيء بذاته بصرف النظر عن مقداره.
فرز المبيع :تحديد المبيع المعين بالنوع بما يجعله يتميز عن غيره من األشياء التي من ذات نوعه.
العقار :هو غير المنقول وهو ما ال يمكن نقله من محل إلى آخر كالدور واألراضي على هيئته.
السجل العيني :مجموعة من الصحائف التي تبين أوصاف ك4ل عق4ار وت4بين حالت4ه القانوني4ة وتنص على الحق4وق
المترتبة له وعليه وتبين المعامالت والتعديالت المعلقة به.
دعوى صحة التعاقد :هي ذاتها دعوى صحة ونفاذ البيع وهي عبارة عن وسيلة قانونية منحه44ا الق44انون لمش44تري
العقار لمواجهة امتناع البائع عن تنفيذ التزامه تنفيذا اختياريا إراديا.
دعAAوى صAAحة التوقيAAع :هي دع 44وى تحفظي 44ة ق 44د يلج 44أ المش 44تري إلى رفعه 44ا على الب 44ائع ،من أج 44ل إثب 44ات ص 44حة
توقيع44ه على العق44د االبت44دائي الع44رفي الم44برم بينهم44ا ،وذل44ك لم44ا يخش44اه المش44تري مس44تقبال من قي44ام الب44ائع بإنك44ار
توقيعه على العقد.
االلAAتزام بتسAAليم المAAبيع :ه44و وض44ع الم44بيع تحت تص44رف المش44تري بحيث يتمكن من حيازت44ه واالنتف44اع ب44ه دون
عائق ولو لم يستوِل عليه استيالًء ماديا ما دام البائع قد أعلمه بذلك.
التسليم القانوني للمبيع :يك44ون التس44ليم قانوني44ا عن44دما يق44وم الب44ائع بوض44ع الم44بيع تحت تص44رف المش44تري ،بحيث
يتمكن من حيازته واالنتفاع به حتى ولو لم يستوِل عليه استيالًء ماديا.
121
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
التسليم الحكمي للمبيع :ه44و تراض44ي الب44ائع والمش44تري على اعتب44ار أن التس44ليم ق44د تم من دون عم44ل م44ادي ونق44ل
حيازة المبيع أو التخلي عنه.
قبض الضمان :ه44و القبض ال44ذي يك44ون في44ه الق44ابض مس44ؤوال عن المقب44وض تج44اه الغ44ير فيض44منه ل44و هل44ك عن44ده،
ولو بغير تعٍّد أو تقصير منه.
قبض األمانة :هو ما كان فيه القابض غير مسؤول عن المقبوض إال بالتعدي أو التقصير في الحفظ.
حبس المAAبيع :ح 44ق الب 44ائع في االمتن 44اع عن تنفي 44ذ التزام 44ه بالتس 44ليم م 44ا دام لم يق 44دم المش 44تري الثمن المطل 44وب في
الوقت المتفق عليه.
هالك المبيع :هو زواله من الوجود بمقوماته الطبيعية ،وهو إما أن يكون كليا أو جزئيا.
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن التزام البائع بتسليم المبيع َو ْفًقا ألحكام الفقه اإلسالمي.
مقطع فيديو:
ُقم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
122
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
حالة دراسية:
الحالة:
أقام (عمرو) دعوى قضائية ضد (زيد) م4دعيًا فيه4ا أن4ه اش4ترى من4ه س4يارة بثمن ق44دره ( )45000لاير ،وق44د دف44ع ل4ه الثمن
كامًال ،وعند طلب نقل الملكية رفض المرور ذلك بسبب أن الُم َّد َع ى عليه معمم عليه من الشرطة بس44بب الس44يارة نفس44ها،
وأنه قد هاتفه وأخبره بذلك لكن4ه اعت4ذر ب4أن الثمن ق4د تص4رف في4ه والس4يارة ماكث4ة في المع4رض ،ل4ذلك فه4و يطلب الحكم
بفسخ العقد وإ لزام الُم َّد َع ى عليه بإعادة ثمن السيارة له.
في رده على ال4دعوى ،أق4ر (زي4د) بص4حة م4ا ذك4ره (عم4رو) ،وأض4اف ب4أن المش4كلة م4ازالت قائم4ة والتعميم علي4ه مس4تمر
بسبب السيارة نفسها ،وأنه أخبر الشرطة بأن السيارة باعها على (عمرو) وهو مالكها.
فلو كنت قاضيًا في الدعوى ،ماذا سيكون ردك على دعوى (عمرو)؟
اإلجابة:
بم 44ا أن ع 44دم نق 44ل ملكي 44ة الس 44يارة إلى الُم َّد ِع ى (عم 44رو) ك 44ان بس 44بب الُم َّد َع ى علي 44ه ،ولمص 44ادقته على ذل 44ك ،ولع 44دم تمكن
الُم َّد ِع ى من االستفادة من المبيع وهو السيارة ،فإنه يحكم بفسخ البيع بين الطرفين ،وإ لزام الُم َّد َع ى عليه بدفع مبلغ وق44دره
( )45000لاير للُم َّد ِع ى (عمرو).
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
المقارنة والتفريق بين نقل الملكية في عقد البيع َو ْفًقا ألحكام الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
معرفة أحكام تسليم المبيع إلى المشتري وكيفيته وموضوعه.
معرفة أحكام زمان ومكان ونفقات تسليم المبيع في الفقه اإلسالمي والقانون.
معرفة جزاء إخالل البائع بتنفيذ التزامه بالتسليم في الفقه اإلسالمي والقانون.
معرفة األحكام المترتبة على هالك المبيع بعد البيع وقبل التسليم.
اإللمام بالقواعد القانونية والفقهية المتعلقة بالتزامات البائع بالتسليم ونقل الملكية.
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
124
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
. 5يشترط في النظام السعودي تسجيل البيع الوارد على عقار في السجل العيني من أجل:
125
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
. 7إذا هلك المبيع بعد العقد وقبل التسليم تحمل المشتري تبعة الهالك متى:
قبل بذلك بموجب العقد المبرم بينه وبين البائع.
أنذره البائع بالتسلم ورفض القيام بذلك رغم اإلنذار.
إذا كان الهالك بخطأ المشتري وتعديه.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
ال يكون الب4ائع ق44د نف4ذ التزام4ه بتس4ليم الم4بيع وفق4ا ألحك4ام الفق4ه اإلس4المي ح4تى يص44بح
بمقدور المشتري حيازة المبيع واالنتفاع به دون عائق بعد تخلي البائع عنه.
دع 44وى ص 44حة التوقي 44ع هي دع 44وى موض 44وعية اله 44دف منه 44ا إتم 44ام إج 44راءات تس 44جيل
العقار.
إذا كان المبيع منقوال معينا بنوعه انتقلت ملكيته إلى المشتري بعد االنتهاء من فرزه.
يل 44 4تزم الب 44 4ائع ب 44 4رد الثمن إلى المش 44 4تري في ح 44 4ال هل 44 4ك الم 44 4بيع قب 44 4ل التس 44 4ليم بالس 44 4بب
األجنبي.
يحق للبائع حبس المبيع في حال تخلف المشتري عن دفع الثمن المتفق على تأجيله.
يحق للمشتري فقها فسخ العقد بسبب الهالك الجزئي أمام القضاء.
للمشتري أن يرفض استالم المبيع من البائع لعدم حاجته إليه.
لكي تنتقل ملكية السيارة المبيعة فور انعقاد العقد ال بد أال يكون البيع موصوفا.
إذا هلكت أطنان األرز المتفق على تسليمها جاز للمشتري المطالبة بفسخ العقد.
اتخاذ إجراءات السجل العيني في المملكة واجبة متى كان الحق المراد بيعه حقا عينيا.
تنتقل ملكية المبيع المعين بالنوع من البائع إلى المشتري بـ . .........................
نقل الملكية في الفقه اإلسالمي ال يعد أثرا للعقد وإ نما هو من ...........................العقد.
دعوى صحة ...........................هي دعوى تحفظية الهدف منها تجنب إنكار البائع للبيع مستقبال.
126
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
نفقات التسليم تقع على ...........................ما لم يتم االتفاق على خالف ذلك.
ال يل 44 4 4 4 4زم الب 44 4 4 4 4ائع ب 44 4 4 4 4رد الثمن في ح 44 4 4 4 4ال هل 44 4 4 4 4ك الم 44 4 4 4 4بيع لدي 44 4 4 4 4ه بع 44 4 4 4 4د العق 44 4 4 4 4د إذا ك 44 4 4 4 4ان الهالك راجع 44 4 4 4 4ا إلى
خطأ ...........................
إذا هل 44ك الم 44بيع قب 44ل التس 44ليم بخط 44أ الغ 44ير فيمكن للمش 44تري الرج 44وع على ...........................للمطالب 44ة
بالتعويض.
تنتق 44 4 4 4ل الملكي 44 4 4 4ة ف 44 4 4 4ور انعق 44 4 4 4اد العق 44 4 4 4د ح 44 4 4 4تى ول 44 4 4 4و ك 44 4 4 4ان الم 44 4 4 4بيع معين 44 4 4 4ا ب 44 4 4 4النوع وذل 44 4 4 4ك في ح 44 4 4 4ال ك 44 4 4 4ان
البيع ...........................
يسقط حق البائع في حبس المبيع إذا كان المشتري قد قام ...........................
في حال امتناع البائع عن اإلفراز فيمكن للمشتري التنفيذ على نفقة ...........................
إذا هلك المبيع المعين بالنوع بعد إبرام العقد وقبل اإلفراز كانت تبعة الهالك على ...........................
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع :اكتب في تبعة هالك المبيع قبل التسليم مبينا أحكــام الهالك الكلي والجــزئي فقهــا
وقانونا.
مراجع الوحدة:
البدراوي ،عبد المنعم1970( .م)" .الوجيز في عقد البيع" .القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( .م)" .العقود المدنية الكبيرة /البيع والتأمين واإليجار" .القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( .م) .ط" 2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي -عقد البيع" دمشق ،دار القلم.
127
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة الرابعة :آثار عقد البيع – التزام البائع بتسليم المبيع ونقل ملكيته للمشتري ::::::::::::
عب44د الس44الم ،س44عيد س44عد1980( .م)" .الوج44يز في أحك44ام عق44د ال44بيع في الق44انون الم44دني المص44ري" .الق44اهرة ،دار
النهضة العربية.
مرقس ،سليمان1980( .م)" .عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
المه 44دي ،نزي 44ه محم 44د الص 44ادق ،المه 44دي ،مع 44تز نزي 44ه محم 44د2007( .م)" .العق 44ود المس 44ماة -عق 44د الت 44أمين وعق 44د
البيع" .القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
128
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الوحدة الخامسة:
ضمان العيوب الخفية
129
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف العيب الموجب للضمان في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
أن يلم بشروط العيب الموجب للضمان وأحكامها.
أن يفرق بين صور العيب الخفي في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يتمكن من معرفة أحكام ضمان العيب فقًها وقانوًن ا وسرد تطبيقات عملية على ذلك.
أن يتمكن من معرفة عناصر التعويض المستحق للمشتري في حال رد المبيع للعيب.
أن يتمكن من معرفة جزاء إخالل البائع بضمان العيوب في الفقه والقانون.
معرفة أن العيب هو ما تخلو منه الفطرة السليمة للمبيع ،وعلى ذلك ليس كل نقص يعد عيًبا موجًبا للضمان.
أن يتمكن من معرف44ة أن هالك الم44بيع وتعيب44ه بعيب جدي44د ،وتص44رف المش44تري ب44ه يح44ول دون إمكاني44ة رد الم44بيع
للعيب.
أن يلم بجميع فرضيات العيوب الموجبة للضمان في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يستشعر أهمية دراسة أحكام ضمان العيوب في الفقه والقانون؛ نظًر ا لشيوعها في الحياة الواقعية.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة ضمان العيوب فقًها وقانوًنا.
أن يتب 44نى نش 44ر الثقاف 44ة القانوني 44ة المتعلق 44ة بض 44مان العي 44وب وتوعي 44ة اآلخ 44رين عن كيفي 44ة حماي 44ة حق 44وقهم في ح 44ال
وجود العيب الموجب للضمان.
موضوعات الوحدة:
130
:::::مقرر العقود المدنية :::::
131
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
عقد البيع من العقود الملزمة للجانبين ،وفيه يلتزم البائع ليس فقط بنقل الملكية وتسليم المبيع على النح44و ال44ذي تم االتف44اق
عليه في العقد ،وإ نما يش4مل أيًض ا ض4مان العي4وب ،والعي4وب ال4تي يض4منها الب4ائع للمش4تري هي تل4ك العي4وب الخفي4ة ال4تي
من ش 44أنها جع 44ل الم 44بيع غ 44ير ص 44الح لتحقي 44ق الغاي 44ة المقص 44ودة من 44ه ،وإ لى ج 44انب ض 44مان العي 44وب الخفي 44ة ،يض 44من الب 44ائع
للمش44تري س44المة الم44بيع من أي44ة مطالب44ات للغ44ير من ش44أنها أن تح44ول دون المش44تري وإ مكاني44ة الحي44ازة الهادئ44ة واالنتف44اع
الدائم والكامل بالمبيع ،وهذا ما يعرف قانوًنا بضمان التع4رض واالس4تحقاق ،وفي الفق4ه اإلس4المي يع4رف بض44مان ال4درك
أو كفالة عهدة المبيع ،والتزام البائع بضمان العيوب الخفية عرف44ه الفق4ه اإلس4المي ورتب ل4ه العدي4د من األحك4ام الش4رعية
التي تضمن للمشتري مبيًع ا خالًي ا من تلك العيوب ال44تي من الممكن أن ت44ؤثر على س44المته ،وتحقي44ق الغ44رض ال44ذي قص44ده
المشتري من وراء شرائه ،وفي هذه الَو حدة سنتعرض اللتزام البائع بضمان العيوب الخفية في الفقه اإلس44المي والق44انون
الوض44عي ،وفي الوح44دة التالي44ة س44نعرض الل44تزام الب44ائع بض44مان التع44رض واالس44تحقاق ،وذل44ك أيًض ا في الفق44ه اإلس44المي
والقانون الوضعي.
132
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
أوًال :مفهوم العيب الخفي وشروطه
اجته44د الفق44ه اإلس44المي وك44ذلك الق44انوني في وض44ع تعري44ف مح44دد للعيب الخفي يتف44ق مض44مونه والغ44رض المقص44ود من44ه،
وعلى ال44رغم من أن الق44انون الوض44عي نظم أحك44ام العيب الخفي وض44مان الب44ائع ل44ه ف44إن غالبي44ة األنظم44ة القانوني44ة لم تهتم
ألم44ر وض44ع تعري44ف مح44دد للعيب الخفي بين طي44ات نصوص44ها القانوني44ة ،ول44ذلك ك44ان أم44ر وض44ع تعري44ف مح44دد وواض44ح
للعيب الخفي مهمة ليست بالسهلة وقعت على عاتق الفقهاء في ك4ل من الفق4ه اإلس4المي وك4ذلك الفق4ه الق4انوني ،وفيم4ا يلي
نعرض لذلك.
صورة ()1-5
عرفه الزرقا بأنه "هو ما تخلو عن4ه الفط4رة الس4ليمة ع4ادة وينقص القيم4ة عن4د التج4ار" (الزرق4ا1998 ،م ،ص ،)133وق4د
ع 44رفت المجل 44ة العدلي 44ة العيب في الم 44ادة ( )338منه 44ا ،حيث نص 44ت على "العيب ه 44و م 44ا ينقص ثمن الم 44بيع عن 44د التج 44ار
133
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وأرباب الخبرة" ،كما حددت المادة ( )339من المجلة مفهوم العيب القديم بأنه هو ما يكون موجودا في المبيع وه4و عن4د
البائع ،أما المادة ( )211من المجلة الشرعية فقد ع4رفت العيب بأن4ه "العيب ه4و نقص الم4بيع أو م4ا ي4وجب نقص قيمت4ه"،
وفي المادة ( )212منها عرفت العيب القديم بأنه "هو ما وجد في المبيع قبل العقد" ،كما حددت مع44نى العيب الح44ادث في
الم4ادة ( )213بأن4ه "ه4و م4ا وج4د في الم4بيع بع4د العق4د" ،ويب4دو أن العيب في الفق4ه اإلس4المي ل4ه ع4دة ص4ور ،أم4ا الص4ورة
األولى فه44 4و ذل44 4ك العيب ال44 4ذي يتمث44 4ل في نقص الم44 4بيع ،أي أن العيب أدى إلى وج44 4ود نقص في م44 4ادة الش44 4يء الم44 4بيع أو
أص44له ،كمن ب44اع س44يارة وت44بين أن م44برد التك44ييف غ44ير موج44ود ،والص44ورة الثاني44ة هي العيب ال44ذي ال ينتقص من أص44ل
الش 44يء أو مادت 44ه ،وإ نم 44ا ينتقص من قيمت 44ه ،كمن ب 44اع بق 44رة على أنه 44ا حل 44وب ،ثم ت 44بين أنه 44ا ليس 44ت ك 44ذلك ،فه 44ذا العيب لم
ينقص من أص44ل الش44يء ،وإ نم44ا أنقص من قيمت44ه فق44ط م44ع بق44اء أص44له قائم44ا وك44امال ،وفي كلت44ا الح44التين ي44ؤدي وج44ود مث44ل
هذا العيب إلى إنقاص ثمن المبيع عند التجار ،ومن ثم فال خالف بين التع44ريفين الل44ذين اختارتهم44ا ك44ل من مجل44ة األحك44ام
العدلية ومجلة األحكام الشرعية.
إذا كان االلتزام الرئيس الذي يقع على عاتق البائع في الفقه اإلس4المي ه4و التزام4ه بتس4ليم الم4بيع ،وفي الق4انون الوض4عي
التزام 44ه بنق44ل الملكي 44ة وإ لى ج 44انب التزام 44ه بالتس 44ليم ،ف 44إن ه 44ذين االل44تزامين ليس 44ا هم 44ا فق44ط م 44ا يق44ع على ع44اتق الب 44ائع من
التزامات ،وإ نما يلتزم البائع أيضا بض44مان العيب الخفي ،والعيب الخفي كم4ا عرفت4ه محكم4ة النقض المص44رية في حكمه4ا
الصادر في 1948 /4 /8م هو "اآلفة الطارئة ال4تي تخل4و منه4ا الفط4رة الس4ليمة للم4بيع" ،أو ه4و كم4ا ي4راه خض44ر "نقيص44ة
يقتضي العرف سالمة المبيع منها غالبا" (خضر1979 ،م ،ص ،)267وهذا التعريف الذي استقرت علي4ه أحك4ام محكم4ة
النقض بتاريخها القانوني والقضائي العريق ،مضافا إلى التعريف الذي قال به الفقه القانوني ،أبرزا لنا أهم صور العيب
الخفي في ال44بيوع ال44تي به44ا يق44وم ال44تزام الب44ائع بالض44مان ،فمحكم44ة النقض ق44ررت في حكمه44ا أن مج44رد اآلف44ة الطارئ44ة في
الم 44بيع تع 44د بمثاب 44ة عيب خفي ،كم 44ا أن الفق 44ه الق 44انوني اس 44تقر على أن النقص في الم 44بيع س 44واء في أص 44له أو منفعت 44ه يع 44د
بمثابة عيب خفي ،أما القانون المدني المصري فقد أضاف إليهما صورة ثالثة ،حيث اعتبر أن تخلف وجود ص44فة معين44ة
في المبيع اشترطها المش4تري ثم لم يج4دها بع4د ال4بيع ،بمثاب4ة عيب خفي يق4وم ب4ه ال4تزام الب4ائع بالض44مان أيض44ا ،وفيم4ا يلي
نوضح كل صورة من هذه الصور بالتفصيل:
الصAAورة األولى للعيب الخفي :وجAAود آفAAة في المAAبيع تخلAAو منهAAا الفطAAرة السAAليمة للمAAبيع :وه 44ذه الص 44ورة كم 44ا أس 44لفنا
تض44منها الحكم الص44ادر عن محكم4ة النقض المص44رية ع4ام ،1948ويب4دو أن محكم4ة النقض في ترس4يخها لتل4ك الص44ورة
من ص44ور العيب الخفي جعلت العيب ذا مع44نى موض44وعي ،ينظ44ر في44ه إلى ص44الحية الش44يء الم44بيع في ذات44ه وقدرت44ه على
تحقيق الغرض المقصود منه (أبو قرين2006 ،م) ،والمعيار في تحديد ذلك الغرض يستند في العادة إلى عدة معطي44ات،
134
:::::مقرر العقود المدنية :::::
قد تكون واردة في العق4د أو تقتض4يها طبيع4ة الش4يء الم4بيع أو الغ4رض ال4ذي أع4د ل4ه ذل4ك الش4يء ،وعلى ذل4ك يع4د الص4دأ
في الحديد ،والتسوس في الخشب ،ومرض الدابة من قبيل العيب الخفي الذي يضمنه البائع للمشتري.
الصورة الثانية :انتقاص أصل المبيع أو منفعته :وه44ذا العيب كم44ا عرفت44ه الم44ادة ( )1641من الق44انون الم44دني الفرنس44ي
من شأنه أن يجعل الم4بيع غ4ير ص44الح لالس4تعمال المق4رر ل4ه ،أو ذل4ك ال4ذي ينقص من تل4ك الص4الحية ،لدرج4ة تص44ل إلى
أن المش44تري م44ا ك44ان ليش44تريه ل44و ك44ان يعلم بوج44ود ذل44ك العيب ،وق44د خل44ط بعض الفق44ه الق44انوني بين ه44ذه الص44ورة للعيب
الخفي ،وحالة مطالبة المشتري ببطالن العقد بسبب وقوعه في غلط صفة جوهري44ة في الم44بيع ،مس44تندين في ذل44ك إلى أن
المشتري الذي يشتري شيئا ثم يجده غير صالح لالستعمال أو للغ4رض ال4ذي ُأع4د من أجل4ه ،إنم4ا وق44ع في غل4ط في ص44فة
جوهري44ة في الم44بيع ،وأن44ه ل44و ك44ان يعلم بحقيق44ة ذل44ك العيب لم44ا أب44رم العق44د من األس44اس ،وفي ه44ذه الص44ورة يف44رق الفق44ه
الق44انوني بين النقص44ان الم44ادي للم44بيع والنقص44ان ال44وظيفي (أب44و ق44رين2006 ،م) ،أم44ا عن النقص44ان الم44ادي فيك44ون إذا م44ا
طال التلف مادة الشيء المبيع أو ألحق بها هالكا أو تلفا ولو جزئيا ،وفيما يتعلق بالنقصان الوظيفي فهو الذي يطول فيه
العيب منفعة المبيع أو ينقص44ها فيجعل4ه غ4ير قاب4ل لالس44تعمال المخص44ص ل4ه ،أم4ا إذا ك4ان المش4تري ق44د اس4تخدم الم4بيع في
غرض آخر غير الذي خصص له فال يعتبر ذلك من قبيل العيب ال4ذي يض44منه الب4ائع ل4ه ،وق44د قض44ي في ه4ذا الش4أن بأن4ه
"متى كان المشتري يعلم بالغرض الذي خصص له المنتج الصناعي -المبيد الحش44ري -وه44و معالج44ة األج44زاء الخارجي44ة
للنبات فإن قيام المشتري باس4تعماله في غ4رض آخ4ر ،فإن4ه يفع4ل ذل4ك على مس4ؤوليته وال يج4وز ل4ه أن يرج4ع على الب4ائع
بدعوى ضمان العيب الخفي إذا ما لحق4ه ض44رر من ج44راء ذل44ك (نقض م44دني فرنس44ي4/12/1950 ،م) ،ويب44دو أن أحك44ام
القضاء المختص وكذلك القواعد القانونية والعرف الجاري قد استقروا على أن صالحية الشيء الم44بيع لالس44تعمال تتح44دد
وفقا لالستعمال العادي الذي خصص له المبيع ،والذي يمكن استنباطه بسهولة من بنود العقد المبرم ما بين الطرفين ،أو
باالستناد إلى طبيعة المبيع ذاته ،أو الغرض ال4ذي ُأع4د ل4ه ،فالص4الحية هن4ا إذن معياره4ا موض4وعي وليس شخص4يا ،وال
عالقة لحاجة المشتري في تقديرها ،وإ نما تقدر كما أسلفنا بحسب الغ4رض ال4ذي أع4د ل4ه الش4يء الم4بيع وليس للغاي4ة ال4تي
أرادها المشتري في هذا الخصوص.
الصورة الثالثة :تخلف صفة جوهرية في المبيع اشترط المشتري وجودها فيه :وهذه الصورة قاصرة على حال ما إذا
كان المبيع شيئا معينا بالذات ،واشترط المشتري توافر صفة معينة فيه ،فمن يشتري بيتا ويشترط أن يكون هواه بحرّيا،
ثم يكتشف بعد شرائه بأنه ليس كذلك يعد قد وقع في عيب خفي نتيجة تخلف صفة جوهرية في المبيع كان قد اتفق على
وجوده 44ا كش 44رط إلب 44رام العق 44د ،األم 44ر ال 44ذي يج 44وز مع 44ه للمش 44تري الرج 44وع على الب 44ائع ب 44دعوى ض 44مان العي 44وب الخفي 44ة
(م44رقس1980 ،م) ،وتطبيق44ا له44ذه الحال44ة قض44ت محكم44ة النقض المص44رية في حكمه44ا الص44ادر بت44اريخ 1970 /3 /19م
ب44أن "الب44ائع مل44زم بالض44مان إذا ض44من للمش44تري إغالل ال44دور األول من العق44ار الم44بيع ق44درا معين44ا من الري44ع ،وق44د روعي
هذا التقدير في تحديد الثمن ،ف4إن تخّل ف ه4ذه الص4فة ي4وجب إل4زام الب4ائع بالض4مان" ،ويب4دو أن الق4انون لم يش4ترط العتب4ار
ه44ذه الص44ورة من قبي44ل العيب أن يك44ون تخل44ف الص44فة المش44ترطة ق44د أث44ر في قيم44ة الم44بيع أو في نفع44ه ،وذل44ك على خالف
135
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الصورتين السابقتين ،فمجرد تخلف الصفة المشترطة هن4ا يقيم الض4مان ،س4واء ك4ان المش4تري يعلم بتخلفه4ا وقت ال4بيع أو
لم يكن يعلم ،وسواء كان يستطيع تبين فواتها أو ال يستطيع ،كما ال يشترط في هذه الصورة أن يكون العيب خفيا.
أما إذا كان المبيع معين4ا ب4النوع ،واش4ترط المش4تري درج4ة معين4ة في ج4ودة الم4بيع ،ف44إن تخل4ف ه4ذه الدرج4ة أو الص44فة ال
يعد بمثابة عيب خفي ،وإ نما يعتبر إخالال من البائع بتنفيذ التزامه بالتس4ليم ،لك4ون الم4بيع في ه4ذه الحال4ة غ4ير مط4ابق لم4ا
تم االتفاق عليه (البدراوي1970 ،م).
ه44ذا الش44رط وإ ن لم يش44ترطه الفق44ه الق44انوني ،إال إن44ه جس44د ص44ورة من ص44ور العيب الم44وجب للض44مان كم44ا رأين44ا س44ابقا،
والم 44راد ب 44الفطرة الس 44ليمة كم 44ا عرفه 44ا الزرق 44ا "هي الحال 44ة األص 44لية المعت 44ادة في الش 44يء" (الزرق 44ا1998 ،م ،ص،)133
وعلى ذلك ال يعد عيبا موجبا للضمان وجود بعض التراب في القمح ،كما ال يعد عيبا وجود الفساد في بض44ع حب44ات من
التمر المباع ،أما لو كان ذلك الفساد قد طال معظم التم4ر ،أو ك4ان الرم4ل الموج4ود في القمح ق4رب وزن4ه من وزن القمح
المبيع ففي هذه الحالة ال يعد من الفطرة السليمة للمبيع ،وإ نما يعد بمثابة عيب يوجب ض4مان الب4ائع في ح4ال ت4وافر ب4اقي
ش44روط العيب ،وفي ه44ذا الص44دد علين44ا أن نف44رق بين العيب بمعن44اه المتق44دم ،وال44رداءة في ج44ودة الم44بيع ،وي44رى الزرق44ا أن
"األشياء التي تختلف في أصل فطرتها السليمة على وجوه مختلفة عادة بين أدنى وأعلى يعتبر اختالف حاالته44ا من قبي44ل
الج44ودة وال44رداءة ال من قبي44ل الس44المة والتعيب" (الزرق44ا1998 ،م ،ص ،)133وال44رداءة به44ذا المع44نى ال تع44د عيب44ا ،وإ نم44ا
هي مج44رد وص44ف لج44ودة الم44بيع ،وعلي44ه فتس44ليم كمي44ة القمح المبيع44ة من درج44ة أق44ل من تل44ك الدرج44ة المتف4ق عليه44ا ال يع44د
عيبا ،وإ نما يعد المبيع المسلم هنا رديئا ،تطبق فيه أحك4ام خي4ار الرؤي4ة وليس أحك4ام العيب الخفي ،أم4ا قي4ام الب4ائع بتس4ليم
القمح للمشتري وفيه سوس أو دود أو مواد مسرطنة أو منتهي الصالحية ،كل ذلك يعد من قبيل العيوب وليس الرداءة.
-المقصود بقدم العيب :الم4راد ب4العيب الق4ديم ه4و ذل4ك العيب ال4ذي يك4ون موج4ودا وقت ال4بيع إذا ك4ان عين4ا معين4ة ،أو
العيب الموجود وقت تسليمه إذا لم يكن عينا معينة (م4رقس1980 ،م) ،ه4ذا إذا ك4ان الم4بيع معين4ا بال4ذات ،أم4ا إذا ك4ان
136
:::::مقرر العقود المدنية :::::
معين44ا ب44النوع ف44العبرة ب44وقت الف4رز ،وهي الف4ترة ال44تي من وقته44ا يمكن الق4ول بوج44ود العيب ،وإ ذا ك44ان العيب يتمث44ل في
تخل44ف ص44فة جوهري44ة اش44ترط المش44تري وجوده44ا في الم44بيع ،فيعت44د ب44وقت التس44ليم في اعتب44ار العيب ق44ديما ،وليس من
وقت العق44د أو الف44رز ،وذل44ك اس44تنادا إلى أن المش44تري لن يتمكن من معرف44ة تخل44ف تل44ك الص44فة من عدم44ه إال إذا تس44لم
المبيع ،ولذا فقد اعتد القانون بذلك التاريخ العتبار عيب تخلف الصفة الجوهرية المشترطة متوافرا.
وعلي44ه إذا أص44يب الحص44ان الم44بيع بف44يروس قات44ل وقت ال44بيع ولم يظه44ر ذل44ك الف44يروس إال بع44د التس44ليم ،فيع44د الب44ائع هن44ا
ملتزم 44ا بالض 44مان على اعتب 44ار أن ذل 44ك العيب إنم 44ا ه 44و عيب ق 44ديم يع 44ود في وج 44وده إلى وقت إب 44رام العق 44د ،ف 44إن ثبت أن
إص44ابة الحص44ان ك44انت الحق44ة على إب44رام العق44د؛ ولكنه44ا قب44ل التس44ليم فال يع44د ذل44ك العيب ق44ديما ،ومن ثم ال يض44من الب44ائع
استنادا إلى أحك4ام ض4مان العي4وب ،وإ ن ك4ان يمكن للمش4تري الرج4وع علي4ه في ه4ذه الحال4ة بن4اء على أحك4ام هالك الم4بيع
في يد البائع قبل التسليم التي يق4ع فيه4ا تبع4ة الهالك على الب4ائع وليس على المش4تري م4ا لم يثبت األول أن الث4اني ه4و من
أخّل بتنفيذ التزامه ولم يتسلم المبيع في الوقت المتفق عليه.
وه 44ذا الحكم وإ ن ك 44ان ه 44و المعم 44ول ب 44ه في غالبي 44ة الق 44وانين ذات األص 44ل الالتي 44ني ،إال أن األم 44ر مح 44ل خالف في الفق 44ه
اإلس44المي؛ إذ يع44د العيب ق44ديما وفق44ا لم44ا ذهب إلي44ه بعض الفق44ه الح44نيف ،س44واء ك44ان موج44ودا في الم44بيع عن44د الب44ائع وقب44ل
البيع ،أو حدث بعده قبل التسليم؛ وذلك ألن كل ما يصيب المبيع قبل التسليم يكون على مسؤولية الب44ائع ،وه44ذا م44ا أخ44ذت
ب44ه الم44ادة ( )340من المجل44ة العدلي44ة؛ إذ نص44ت على "العيب ال44ذي يح44دث في الم44بيع وه44و في ي44د الب44ائع بع44د العق44د وقب44ل
القبض حكم44ه حكم العيب الق44ديم ال44ذي ي44وجب ال44رد" ،وك44انت المجل44ة ق44د أس44بقت ه44ذه الم44ادة بالم44ادة ( )339وال44تي ع44رفت
العيب الق44ديم بأن44ه "ه44و م44ا يك44ون موج44ودا في الم44بيع وه44و عن44د الب44ائع" ،ويب44دو أن المجل44ة العدلي44ة ق44د وافقت ه44ذا التوج44ه
الفقهي؛ إذ اعت4برت ش4رط الق4دم مت4وفرا م4تى ك4ان العيب ق4د وج4د في الم4بيع وه4و ل4دى الب4ائع بع4د العق4د وقب4ل القبض ،أي
قبل التسليم ،وبالتالي فالفترة الممتدة ما بين إبرام العق4د والتس44ليم ،يق4ع عبء تعيب الم44بيع خالله44ا على ع4اتق الب44ائع وليس
المشتري ،أما الجانب اآلخر من الفق4ه اإلس4المي فلم يعت4بر أن ص4فة الق4دم في العيب مت4وافرة إال إذا ك4ان الم4بيع ق4د تعيب
عن44د الب44ائع وقت ال44بيع ،ولم ينظ44ر إلى العيب الحاص44ل بع44د ال44بيع وقب44ل التس44ليم على أن44ه عيب ق44ديم ي44وجب ض44مان الب44ائع،
وه44ذا م44ا أخ44ذت ب44ه المجل44ة الش44رعية ،فنص44ت في الم44ادة ( )423منه44ا على "العيب الح44ادث عن44د الب44ائع بع44د العق44د في حكم
العيب الق 44ديم إذا ك 44ان الم 44بيع من ض 44مان الب 44ائع ...وإ ال فه 44و في حكم الح 44ادث" كم 44ا نص 44ت الم 44ادة ( )426منه 44ا على "إذا
تعيب المبيع الذي من ضمان البائع قبل قبضه بال فعل آدمي خير المشتري وال أرش ل4ه إن أخ4ذه معيب4ا "...وواض4ح من
ه44ذه النص44وص أن المجل44ة الش44رعية ق44د قص44رت ت44وافر ص44فة الق44دم في العيب الم44وجب للض44مان في ح44ال ك44ان ذل44ك العيب
موج44ودا وقت ال44بيع ،أم44ا إن وج44د بع44د ال44بيع وقب44ل القبض ف44أعطت الخي44ار للمش44تري إن ش44اء قبض44ه وإ ن ش44اء ترك44ه ،وال
يحق له المطالبة باألرش في هذه الحالة؛ إذ ال يعد شرط القدم في العيب متوفرا هنا.
137
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ويك 44ون العيب م 44ؤثرا إذا أدى وج 44وده إلى الت 44أثير في قيم 44ة الم 44بيع أو نفع 44ه (أب 44و ق 44رين2006 ،م) ،وال يش 44ترط أن يك 44ون
العيب م44ؤثرا في قيم44ة الم44بيع ونفع44ه؛ ب44ل يكفي أن ي44ؤثر في أح44دهما ليق44ال بت44وافر ه44ذا الش44رط ،فق44د ي44ؤثر العيب في قيم44ة
الشيء دون منفعته ،كأن يك4ون ل4ون الس4يارة ق4د تم تغي4يره بغ4ير لونه4ا األص4لي من الوكال4ة ،ف4إن ذل4ك س4يؤثر على قيمته4ا
وليس على منفعته 44ا؛ إذ إن قيمته 44ا في الس 44وق س 44تنخفض بينم 44ا لن تنقص منفعته 44ا ،في حين ق 44د يك 44ون العيب م 44ؤثرا في
منفع4ة الم4بيع دون قيمت4ه ،ك4أن تك4ون مص4ابيح الس4يارة ض4عيفة وال يمكن الس4ير به4ا ليال ،في حين أن ه4ذا العيب لم ي4ؤثر
على قيمتها في السوق ،ومن العيوب المؤثرة في مجال بيع السيارات اختالف سنة الصنع عن التحدي44د ال44وارد في العق44د،
حتى ولو لم تكن السيارة قد استعملت منذ إنتاجها ،كما يعد عيبا مؤثرا تغيير قراءة عداد السيارة ليب44دو أق44ل من الحقيقي،
أو ادع44اء أن44ه المال44ك األول للس44يارة ،ثم يت44بين أن الس44يارة تملكه44ا أش44خاص ع ّ4د ة قبل44ه ،ففي جمي44ع ه44ذه األمثل44ة يع44د ش44رط
العيب قائم44ا وص44فة ت44أثيره على قيم44ة الم44بيع أو منفعت44ه مت44وافرة ،وللقاض44ي في جمي44ع األح44وال س44لطة تقديري44ة في تق44دير
العيب الم 44ؤثر ،والمعي 44ار المتب 44ع في ذل 44ك ه 44و المعي 44ار الموض 44وعي وليس الشخص 44ي ،بحيث ال اعتب 44ار هن 44ا لألغ 44راض
الشخص44ية ال44تي ك44ان يري44دها المش44تري ،ولم يكن بوس44ع الب44ائع تلبيته44ا (م44رقس1980 ،م) ،وي44ذهب الفق4ه اإلس44المي إلى أن
العيب يك44ون م44ؤثرا م44تى أنقص من قيم44ة الش44يء الم44بيع بين التج44ار ،فوج44ود خ44رق يس44ير في ج44انب قطع44ة ج44وخ ،وكش44ط
بس4يط في ه4امش كت4اب ،وخ4دش خفي4ف في جل4ده ال يع4د عيب4ا م4ؤثرا (الزرق44ا1998 ،م) ،ومن ثم ح4تى يع4د العيب م4ؤثرا
فيجب أن يك44ون مم44ا ال يمكن إزالت44ه إال بالمش44قة ،فوج44ود قط44ع كب44ير في الث44وب يع44د منقص44ا من قيمت44ه ،ووج44ود عفن في
الطع44ام يع44د م44ؤثرا ،ووج44ود تص44دع في ج44دران ال44دار المبيع44ة يع44د م44ؤثرا ،والمعي44ار في ذل44ك ه44و أن ي44ترتب علي44ه إنق44اص
قيمة المبيع.
138
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
فإذا كان العيب ظاهرا في المبيع ،فال يضمنه البائع ،ذلك أن العيوب الظ44اهرة يمكن للمش44تري تبينه44ا ل44و أمعن في فحص
الش44يء الم44بيع ب44اذال في ذل44ك عناي44ة الرج44ل المعت44اد (أب44و ق44رين2006 ،م) ،ف44إذا ك44ان العيب ظ44اهرا ،وعلى ال44رغم من ذل44ك
أق4دم المش4تري على الش4راء ،ف4إن ه4ذا يع4ني أن4ه ارتض4ى وج4ود ذل4ك العيب إم4ا لكون4ه غ4ير م4ؤثر في قيم4ة الم4بيع ،أو في
نفع44ه ،وإ م44ا ألن44ه تن44ازل عن حق44ه في إل44زام الب44ائع بض44مان تل44ك العي44وب ،وه44ذا الش44رط ب44ديهي؛ إذ إن44ه م44تى ك44ان بإمك44ان
المشتري معرفة تلك العيوب وقت البيع ،أو كان يستطيع أن يتبينها بنفسه لو أنه فحص المبيع بعناية الرجل المعت44اد ،فال
يمكنه العودة بعد ذلك والمطالبة بضمانها ،م4ا لم يثبت أن الب4ائع ق4د أك4د ل4ه خل4و الم4بيع من ه4ذا العيب ،أو أثبت أن الب4ائع
ق44د تعم44د إخف44اء العيب عن44ه ،ك44أن يك44ون يري44ه الس44يارة الم44راد بيعه44ا ليال ح44تى ال يتمكن من تمي44يز م44ا إذا ك44انت الس44يارة
مطلي44ة طالء ح44ديثا أم بطالء المص44نع ،وفي الفق44ه اإلس44المي يم44يزون بين م44ا إذا ك44ان العيب الظ44اهر مم44ا يمكن أن يش44تبه
على الناس كونه عيبا ففي هذه الحالة يضمنه البائع طالما اش4تبه أيض44ا على المش4تري ش4أنه ش4أن الن4اس ،كمن ي4بيع دابت4ه
وفي ض44رعها انتف44اخ ،فيظن الن44اس أن44ه مليء ب44الحليب ،ثم يت44بين بع44د ذل44ك أن االنتف44اخ م44ا ه44و إال م44رض خط44ير ،فيك44ون
ش44رط الخف44اء في العيب هن44ا مت44وافرا على ال44رغم من ظه44وره للن44اس ،أم44ا إذا ك44ان العيب مم44ا ال يش44تبه على الن44اس كون44ه
عيبا ،وبالت4الي ال يش4تبه على المش4تري ،فيع4د ه4ذا األخ4ير عالم4ا ب4ه في ه4ذه الحال4ة ،ويس4قط حق4ه في الرج4وع على الب4ائع
بالض44مان ،ومث44ال ذل44ك أن يش44تري أض44حية وتك44ون منطوح44ة ،فه44ذا عيب يعلم الن44اس ،وك44ذلك المش44تري بأن44ه يح44ول دون
تحقيق الغرض المقصود ،ومع ذلك أمضى العقد ،فيعد بإمضائه للعقد أنه مواف44ق على وج44ود ذل44ك العيب على ال44رغم من
أنه قد أنقص من الفائدة المقصودة.
139
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وه44ذا الش44رط مكم44ل للش44رط ال44ذي يس44بقه؛ إذ ال ض44مان على الب44ائع لتل44ك العي44وب ال44تي ك44ان المش44تري يعرفه44ا وقت ال44بيع،
والعبرة بعلم المشتري بوجود العيب ه4و وقت ال4بيع أو وقت التس4ليم على األك4ثر ،ويجب أن يك4ون علم المش4تري ب4العيب
علم4ا حقيقي4ا وفعلي4ا وليس مفترض4ا أو مش4كوكا في4ه (أب4و ق4رين2006 ،م) ،وق4د أخ4ذت أحك4ام الفق4ه اإلس4المي به4ذا الحكم،
حيث أعفت المادة 341من المجلة العدلية البائع من ضمان العيوب إذا ذكر للمش44تري وج44ود عيب ك44ذا ،وقب44ل المش44تري
إمضاء العقد مع علمه بالمبيع وهو ذات الحكم الذي أخذت به مجلة األحكام الشرعية في المادة ،428كم44ا نص44ت الم44ادة
343من المجل44ة العدلي44ة على "من اش44ترى م44اال وقبل44ه بجمي44ع العي44وب ال تس44مع من44ه دع44وى العيب بع44د ذل44ك" ،وعلى ذل44ك
من اش44ترى س44يارة ق44ائال ارتض44يتها بك44ل عيوبه44ا س44قط حق44ه في الض44مان ،كم44ا أن قب44ول المش44تري ب44العيب بع44د العلم ب44ه ال
يش44ترط أن يك44ون ص44ريحا ،وإ نم44ا يمكن أن يفهم ض44منا ،وعلى ذل44ك نص44ت الم44ادة 425من المجل44ة الش44رعية بقوله44ا "إذا
وج44د من المش44تري بع44د علم44ه ب44العيب م44ا ي44دل على الرض44ا ب44ه من ق44ول أو تص44رف كإج44ارة أو إع44ارة وع44رض لل44بيع أو
استعمال لغير تجربة سقط خياره وال أرش له ،ولو وجد منه ذلك في حق بعض المبيع كان له المطالب4ة ب4أرش الب4اقي ال
رده" ،وفي كل األحوال يقع على عاتق البائع عبء إثبات علم المشتري بوجود ذلك العيب ،وله في سبيل ذلك االستعانة
بكافة طرق اإلثبات لكونه يريد إثبات واقعة مادية وهي واقعة العلم.
و .الشرط السادس :أال يكون البيع من البيوع التي ال ينشأ عنها التزام بضمان العيوب:
وه4ذا الش4رط قاص4ر على بعض األنظم4ة القانوني4ة ال4تي تس4تبعد من نط4اق االل4تزام بض4مان العي4وب الخفي4ة بعض ال4بيوع،
ومنها البيوع القضائية وكذلك اإلدارية متى تمت بالمزاد العلني ،وال44بيوع القض44ائية هي تل44ك ال44بيوع ال44تي يش44ترط الق4انون
أن تتم تحت إش44راف القض44اء ،ومثله44ا بي44ع أم44وال القص44ر والمحج44ور عليهم والحج44ز على أم44وال الم44دين القتض44اء ال44ديون
جبرا عنه ،أما البيوع اإلدارية فهي تلك البيوع التي تجريها الجهات اإلداري4ة في الدول4ة ب4المزاد العل4ني ج4برا عن م4دينها
الستيفاء مستحقاتها قبله ،ومث4ال ذل4ك م4ا تق4وم ب4ه الجه4ات المس4ؤولة عن تحص4يل الض4رائب في ح4ال ق4امت ب4الحجز على
أم44وال المته44رب من دف44ع الض44رائب وبي44ع ملك44ه في الم44زاد العل44ني الس44تيفاء الض44رائب المطلوب44ة ،والعل44ة من اس44تبعاد تل44ك
البيوع أن القائمين على الم4زاد غالب4ا م4ا يمكن4ون الراغ4بين في الش4راء من فحص الش4يء الم4راد بيع4ه ،كم4ا يح4دث بالفع4ل
في م 44زاد الري 44اض ال 44دولي للس 44يارات؛ إذ يس 44مح للراغ 44بين في المزاي 44دة االطالع على الس 44يارة الم 44راد ش 44راؤها وفحص 44ها
فحصا دقيقا قبل المزايدة عليها ،ثم إن انهاء إجراءات البيع بالمزاد طويلة ومعق4دة ،ول44ذا يس44عى الق4انون إلى إيج44اد وس44يلة
لمنع إعادة تلك اإلجراءات.
رأين44ا فيم44ا تق44دم أن العيب الخفي لكي يك44ون موجب44ا لض44مان الب44ائع فال ب44د أن تت44وافر ع44دة ش44روط ،أهمه44ا أن يك44ون العيب
قديما م4ؤثرا خفي4ا ال يعلم ب4ه المش4تري ،باإلض4افة إلى كون4ه بمثاب4ة آف4ة طارئ4ة تخل4و منه4ا الفط4رة الس4ليمة للم4بيع ،ف4إذا م4ا
ت44وافرت ه44ذه الش44روط وجب على المش44تري إخط44ار الب44ائع بوج44ود العيب ،األم44ر ال44ذي يتطلب منن44ا أوال تحدي44د أط44راف
140
:::::مقرر العقود المدنية :::::
االل44تزام بض44مان العيب الخفي ،ثم نتط44رق لب44اقي أحك44ام ض44مان العي44وب الخفي44ة كم44ا عالجه44ا الفق44ه اإلس44المي والنص44وص
القانونية ذات الصلة.
ك44أي عالق44ة عقدي44ة قائم44ة بين اث44نين في عق44د مل44زم للط44رفين كعق44د ال44بيع ،فال ب44د أن يك44ون أح44د ط44رفي ه44ذه العالق44ة دائن44ا
والطرف اآلخر مدينا:
المدين في هذا االلتزام هو البائع ،إذ هو من يلتزم بضمان خل4و الم4بيع من أي عيب خفي ق44ديم م4ؤثر أو منقص من قيم4ة
المبيع أو من فائدته ،كما أنه هو من يضمن للمشتري ع4دم تخل4ف الص44فة الجوهري4ة ال4تي اش4ترطها المش4تري في الم4بيع،
وعلى خالف ال44تزام الب44ائع بنق44ل الملكي44ة وك44ذلك التزام44ه بالتس44ليم ،ال يمكن للب44ائع هن44ا أن ي44دفع التزام44ه بض44مان العي44وب
الخفية بعدم وفاء المشتري بالثمن ،وذلك كما ذكرنا أن مرحلة الضمان تأتي بعد التسليم ،فطالما ارتض44ى أن يس4لم الم4بيع
للمشتري دون أن يكون هذا األخير قد ق4ام ب4دفع الثمن ،فإن4ه يجب علي4ه والح4ال ك4ذلك أيض4ا أن يس4لم مبيع4ا خالي4ا من ك4ل
عيب (أب44و ق44رين2006 ،م) ،وفي المقاب44ل يمكن أن يمتن44ع المش44تري عن دف44ع الثمن أو الج44زء المتبقي من44ه م44تى علم بع44د
تسلمه للمبيع أن به عيبا خفيا (مرقس1980 ،م).
أم4ا عن انتق4ال ال4تزام الب4ائع بالض44مان إلى الورث4ة ،فه4ؤالء ينتق4ل إليهم وفق4ا لقاع4دة ع4دم انتق4ال االلتزام4ات إلى الورث4ة إال
في حدود ما آل إليهم من التركة ،ومن ثم يظ4ل ه4ذا العيب بمثاب4ة دين على الترك4ة ،وليس في الذم4ة المالي4ة لورث4ة الب4ائع
المتوفى ،وبناء عليه يجوز للمشتري في حال اكتشف وجود العيب الخفي في المبيع بع4د وف44اة الب4ائع أن ي4تزاحم م4ع ب4اقي
الدائنين اآلخرين للتركة.
وفي ح44ال ك44ان للب44ائع كفي44ل ،ك44ان ه44ذا الكفي44ل في حكم الب44ائع الم44دين ،ومن ثم يج44وز للمش44تري الرج44وع علي44ه مس44تندا في
رجوع44ه إلى القواع44د العام44ة في الكفال44ة ،وفي ح44ال تع َّ4د د الب44ائعون ،ف44إن االل44تزام بض44مان العي44وب ينقس44م بينهم ك44ل بق44در
نص44يبه في الش44يء الم44بيع (خض44ر1970 ،م) ،وه44ذا م44ا نص44ت علي44ه الم44ادة ( )436من المجل44ة الش44رعية؛ حيث ج44اء في
مضمونها أن "العقد يتعدد بتعدد العاقد فيما بيع صفقة واحدة ،مع تع4دد الب4ائع أو المش4تري إذا ظه4ر عيب4ه ج4از الفس4خ في
ملك البعض مع إمساك الباقي ،"...وعليه إذا باع شخصان عقارا ثم تبين أن به عيبا خفيا يضمنه البائع ،رجع المش44تري
على ك ٍّ4ل منهم 44ا بق 44در نص 44يبه ،م 44ا لم يت 44بين أنهم 44ا متض 44امنين ،إذ يج 44وز حينه 44ا للمش 44تري أن يرج 44ع على أي منهم 44ا بك 44ل
التعويض المستحق (عبد السالم1980 ،م).
141
:::::مقرر العقود المدنية :::::
في الصورة العادية والتقليدية لهذه الحالة يكون المشتري هو الدائن بض44مان العي44وب الخفي44ة ،فل44ه الح44ق في الرج44وع على
البائع بدعوى الضمان متى توافرت شروط العيب الخفي ،ولم يكن قد ارتضى بوجود هذا العيب من خالل علمه المؤك44د
به ،ومن ثم قبوله إمضاء العقد أو تسلم المبيع ،فجميعها يكون واضح الداللة على قبول وج44ود العيب من قب44ل المش44تري،
وضمان العيوب الخفي4ة بالنس4بة لل4دائن ه4و ح4ق مكن4ه الق4انون من خالل4ه من الرج4وع على الب4ائع بالض4مان في ح4ال وج4د
العيب الخفي ،ولذلك فهو حق ينتقل إلى الورثة ،فإذا ما توفي المشتري ج4از لورثت4ه الرج4وع على الب4ائع بالض44مان (عب4د
الس44الم1980 ،م) ،وفي المقاب44ل يح44ق للب44ائع أن ي44دفع في م44واجهتهم بكاف44ة ال44دفوع ال44تي ك44انت ل44ه في مواجه44ة المش44تري
المت 44وفى (أب 44و ق 44رين2006 ،م) ،وق 44د تض 44منت نص 44وص المجل 44ة الش 44رعية أحك 44ام انتق 44ال ض 44مان العيب الخفي إلى ورث 44ة
المشتري ،فنصت في المادة ( )437منها على "خيار العيب يورث ،فلو اشترى وبعد موته اطل44ع ورثت44ه على العيب ك44ان
لهم الخيار؛ لكن إذا رضي أحدهم سقط حقه وحق الباقين" ،وهذا يعني أن المجلة الشرعية قد قررت التضامن بين ورث4ة
المشتري ،فموافقة أحدهم على الم4بيع ب4الرغم من وج4ود العيب الخفي تع4د موافق4ة ناف4ذة ليس فق4ط في مواجه4ة مص4درها،
وإ نما في مواجهة جميع الورثة ،ويمكننا القول إن هذا النص يعتبر حالة من حاالت التضامن القانوني التي نص44ت عليه44ا
المجلة ،وذل4ك على ال4رغم من أن المعامل4ة هن4ا هي معامل4ة مدني4ة وليس4ت تجاري4ة ،كم4ا أن غالبي4ة الفق4ه ي4رى بانتق4ال ه4ذا
الحق إلى الخلف الخاص للمش4تري ،وذل4ك من خالل ال4دعوى غ4ير المباش4رة ،فيح4ق ل4دائن المش4تري الرج4وع على الب4ائع
للمطالبة بضمان العيب الخفي الذي أثر في قيمة المبيع المحجوز عليه الستيفاء دينه ،كما يكون من حق المشتري الثاني
إما الرجوع على البائع الذي اشترى منه مباشرة بال44دعوى المباش44رة ،وإ م44ا الرج44وع على الب44ائع األول من خالل ال44دعوى
غير المباشرة متى توافرت باقي شروطها.
.2ما يجب على المشتري فعله لضمان حقه في الرجوع على البائع بضمان العيب الخفي:
إذا م 44ا ت 44وافرت ش 44روط العيب الخفي على النح 44و س 44الف ال 44ذكر ،وجب على المش 44تري القي 44ام وخالل م 44دة زمني 44ة معين 44ة
إخطار البائع بوج4ود العيب ،ثم إن علي4ه أن يرف4ع على الب4ائع دع4وى ض4مان العي4وب خالل م4دة زمني4ة معين4ة تحس4ب من
وقت التسليم ،وإ ال سقط حقه في رفع الدعوى بمرور الزمن.
فإذا استلم المش4تري الم4بيع ،وجب علي4ه التحق4ق من حالت4ه بمج4رد أن يتمكن من ذل4ك بحس4ب م4ا ه4و م4ألوف في التعام4ل،
وفي ح44ال وج44د عيب44ا يض44منه الب44ائع وجب علي44ه أن يخط44ره ب44ذلك خالل ف44ترة زمني44ة معقول44ة ،ف44إن لم يفع44ل ذل44ك ُع ّد ق44ابال
للم44بيع ،أم44ا إذا ك44ان الم44بيع مم44ا ال يمكن الكش44ف عن44ه ب44الفحص المعت44اد ،ثم تم اكتش44افه الحق44ا ،وجب على المش44تري أن
يخط44ر ب44ه الب44ائع ف44ور ظه44وره ،وإ ال ك44ان ق44ابال للم44بيع بك44ل م44ا في44ه من عي44وب (الم44ادة ،449الق44انون الم44دني المص44ري)،
142
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وبن444اء علي444ه ف44 4إن المش444تري يجب علي444ه أن يخط444ر الب444ائع في ح444ال وج 44ود العيب في الم 44بيع وال يخ444رج األم444ر عن أح444د
الفرضين السابقين ،وفيما يلي نوضح أحكام كل فرض منهما:
الفرض األول :إذا كان الفحص العادي يكفي الكتشAاف العيب :ف44إذا ك44ان العيب ظ44اهرا أو في حكم الظ44اهر بحيث يك44ون
بإمك44ان المش44تري في ح44ال ب44ذل عناي44ة الرج44ل المعت44اد اكتش44افه ،فيجب علي44ه أن يخط44ر الب44ائع في ذل44ك خالل م44دة معقول44ة
بوجود العيب (أبو قرين2006 ،م) وإ ذا علم بالعيب؛ ولكنه لم يقم بإخطار البائع بوجوده خالل المدة المعقولة فإنه يعتبر
ق44ابال للم44بيع بم44ا يحتوي44ه من عيب ،ومعي44ار تحدي44د الم44دة المعقول44ة ه44و معي44ار م44رن يختل44ف من حال44ة إلى أخ44رى ،وذل44ك
بحسب طبيعة المبيع والمدة التي يحتاجها المشتري لفحصه في العادة ،واألمر في جميع األحوال متروك لتق44دير القاض44ي
مستعينا بالعرف الجاري (البدراوي1970 ،م) ،وال يشترط في إخطار المشتري للب4ائع ش4كال معين4ا؛ وذل4ك ألن اإلخط4ار
المذكور لن يغني المشتري عن رفع دعوى الضمان في مواجه44ة الب44ائع ،وق44د ح44ددت العدي44د من األنظم44ة القانوني44ة موع4دا
محددا لرفع دعوى الضمان ،وهي سنة من تاريخ تس4لم المش4تري للم4بيع تس4لما فعلي4ا ،ويعفى المش4تري من ش4رط إخط4ار
البائع بوجود العيب في هذه الحالة إذا تبين أن البائع قد تعمد تضليله ،إذ ال يجوز للبائع بعد ذلك الدفع في مواجهت44ه بأن44ه
لم يخطره بوجود العيب في المبيع في الوقت المالئم (خضر1970 ،م).
وتطبيقا لهذا الفرض إذا اشترى زيد سيارة فإنه يك4ون وفق4ا للقواع4د العام4ة بحاج4ة إلى م4دة لتجربته4ا ،وكش4ف م4ا به4ا من
عي44وب ،وذل44ك عن طري44ق الفحص المعت44اد ،ف44إذا اكتش44ف وج44ود عيب في الس44يارة المبيع44ة تعين علي44ه هن44ا إخط44ار الب44ائع
خالل م4دة معقول4ة ،ال4تي يح4ددها الع4رف الج4اري في بي4ع الس4يارات ،وال4تي ع4ادَة تنتهي بانته4اء عملي4ة الفحص من خالل
المشتري أو أحد المتخصصين ،وعليه فعلى المشتري إخطار البائع بوجود العيب في السيارة بمج4رد االنته4اء من عملي4ة
الفحص وتجربة السيارة ،أم4ا إذا ت4بين أن الب4ائع ك4ان ق44د تعم4د إخف4اء العيب وتض44ليل المش4تري ك4أن يك4ون ق44د وض44ع زيت4ا
في موتور السيارة حتى ال يتبين ما فيه من أعطال ،فإنه يسقط حقه في التمس4ك بع4دم إخط4ار المش4تري ل4ه بوج4ود العيب
بعد الفحص واالنتهاء من التجربة مباشرة.
الفAAرض الثAAاني :إذا كAAان الفحص العAAادي ال يكفي الكتشAAاف العيب :في ه44ذه الفرض44ية يك44ون العيب مخفي44ا وغ44ير ظ44اهر
للمش4تري ،وال يمكن4ه أن يعلم ب4ه بمج4رد الفحص الع4ادي للم4بيع ،وإ نم4ا يحت4اج إلى فحص دقي4ق من قب4ل متخص44ص للقي4ام
بذلك الفحص واكتشاف ما في المبيع من عيوب ،ومن األمثلة الشائعة في هذا الشأن وج44ود أعط44ال في أجه44زة الس44يارات
ال يمكن للشخص العادي اكتشافها ،وإ نما تحتاج إلى متخصص في ذلك الشأن ،فإذا كان األمر كذلك ال يترتب على عدم
اكتشاف المشتري للعيب بالفحص المعت4اد س4قوط حق4ه في الرج4وع على الب4ائع بالض4مان ،وال يمكن له4ذا األخ4ير أن ي4دفع
في مواجهته بأنه لم يخطره بالعيب خالل المدة المالئم4ة ،إذ الف4رض هن4ا أن المش4تري ال يمكن4ه اكتش4اف العيب ب4الفحص
المعتاد كما أسلفنا ،فإذا ما اكتشف العيب بعد الفحص الدقيق فعليه إخط4ار الب4ائع ب4ذلك العيب بمج4رد اكتش4افه ل4ه وظه4ور
العيب ،وتطبيقا لذلك ال يسقط حق مشتري السيارة في الرجوع على البائع والمطالبة بض44مان العي44وب الخفي44ة ،بحج44ة أن44ه
143
:::::مقرر العقود المدنية :::::
لم يخط4ره بوج4ود العيب بمج4رد انته4اء ف4ترة التجرب4ة ،م4تى ك4ان ذل4ك العيب خفي4ا لدرج4ة تع4ذر معه4ا اكتش4اف وج4وده إال
بعد االستعانة بأحد المراكز المتخصص44ة في فحص الس44يارات والحص44ول على تقري44ر منه44ا بتل44ك األعط44ال ،ويمكن الق4ول
إن ت44اريخ ه44ذا التقري44ر يع44د بمثاب44ة حج44ة إلثب44ات ت44اريخ ظه44ور العيب واكتش44افه ،ال44تي من تاريخه44ا يجب على المش44تري
إخطار البائع بوجود ذلك العيب حتى ولو كان ذلك بعد مرور المدة المعقولة التي جرى عليها العرف.
المحاضرة الثالثة
إذا توافرت شروط العيب في المبيع على النحو ال4ذي عرض4نا ل4ه س4ابقا ،ك4ان من ح4ق المش4تري الرج4وع على الب4ائع من
خالل ما يسمى قانونا بدعوى الضمان ،للمطالبة إما برد المبيع والتعويض على النحو الذي سيرد بعد قلي44ل ،أو المطالب44ة
بإنقاص الثمن بقيمة ما نقص من قيمة المبيع
صورة ()2-5
144
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أو منفعته بسبب العيب ،وهذا بحسب األصل ،وفيما يلي نبين أحكام دعوى ضمان العيوب الخفية بالتفصيل:
إذا أخط44ر المش44تري الب44ائع خالل الم44دة المعقول44ة بوج44ود العيب م44تى ك44ان يمكن اكتش44افه ب44الفحص الع44ادي ،أو من لحظ44ة
ظهوره إن لم يكن ظاهرا على التفص4يل الس4ابق ،يك4ون هن4ا ق4د احتف4ظ بحق4ه في الرج4وع بالض4مان على الب4ائع ،وق4د دمج
الق 44انون في ه 44ذا الش 44أن بين أحك 44ام ض 44مان التع 44رض واالس 44تحقاق في حال 44ة االس 44تحقاق الج 44زئي للم 44بيع على النح 44و ال 44ذي
س44نراه في الوح44دة التالي44ة ،وبين أحك44ام ض44مان العيب الخفي ،فجع44ل للمش44تري ذات الح44ق في كلت44ا ال44دعويين لعل44ة جامع44ة
بينهم44ا ،وهي أن المش44تري في حال44ة االس44تحقاق الج44زئي للم44بيع وك44ذلك في ح44ال وج44ود العيب الخفي ال يفق44د الم44بيع كلي44ة
وإ نما بشكل جزئي ،ويظل األمر معلقا على ما إذا كان هذا النقص الذي لحق المبيع أو فائدته جراء العيب الخفي جسيما
أم ال ،وعليه فإن حقوق المشتري في حال وجود العيب الخفي ال تخرج عن أحد فرضين:
الفرض األول :أن يكون العيب جسيما :ومعيار الجسامة هنا مرجعه إلى الحاجة التي ابتغى المش44تري تحقيقه44ا من وراء
شرائه للمبيع ،فيكون العيب جسيما إذا بلغ قدرا لو علمه المشتري قبل البيع لم4ا أب4رم العق4د (عب4د الس4الم1980 ،م) ،ول4ه
في هذه الحالة أن يرجع على البائع ب4دعوى الض44مان ،ف44يرد ل4ه الم4بيع المعيب وم4ا أف44اده من4ه خالل ف44ترة بقائ4ه مع4ه ،وفي
المقابل للمشتري أيضا أن يسلك طريقا آخرا فيستبقي المبيع في يده مع المطالبة بالتعويض عما أصابه من ضرر بسبب
وج44ود ذل44ك العيب (أب44و ق44رين2006 ،م) ،وهن44ا تختل44ف قواع44د الفق44ه اإلس44المي عن الق44انون الوض44عي ،ففي ال44وقت ال44ذي
يج44يز في44ه الق44انون للمش44تري في ح44ال اخت44ار اس44تبقاء الم44بيع المعيب في ي44ده ،أن يط44الب ب44التعويض عم44ا لحق44ه من خس44ارة
جراء ذلك العيب وما فاته من كس4ب ،نج4د أن غالبي4ة الفق4ه اإلس4المي يمن4ع علي4ه في مث4ل ه4ذه الحال4ة المطالب4ة ب4التعويض
أو إنق 44اص الثمن؛ وذل 44ك ألن الب 44ائع لم يقب 44ل ال 44بيع إال ب 44الثمن المس 44مى ،والمش 44تري تض 44رر من وج 44ود العيب في الم 44بيع،
فوجبت صيانة حق كٍّل منهما في هذه الحالة ،فالمشتري بالخيار بين فسخ العقد أو إمضائه واالحتفاظ بالمبيع ،وهذا فق44ط
محض حق 44ه ،وه 44ذا ه 44و المع 44نى المقص 44ود من ق 44ول الفقه 44اء "خي 44ار العيب يمن 44ع ل 44زوم ال 44بيع في ح 44ق المش 44تري" (الزرق 44ا،
1998م) ،أما مجلة األحكام العدلية فقد منحت المشتري في هذه الحالة الحق في المطالبة بإنقاص الثمن ،وهذا ما نصت
عليه المادة ( )346منها ،وعن كيفية حساب قيمة النقص الذي يحق للمشتري الرجوع على الب44ائع ب44ه فق4د أوض44حت ذات
الم44ادة ذل44ك ،فيتم تق44ييم الم44بيع س44الما ،ثم يقيم معيب44ا ،ويتم خص44م القيم44تين من بعض44هما البعض ،والف44ارق بينهم44ا يعت44بر ه44و
قيم44ة النقص44ان ال44تي يح44ق للمش44تري الرج44وع به44ا على الب44ائع ،وفي ش44أن تق44دير قيم44ة النقص ال ب44د أن يتم ذل44ك من خالل
ذوي الخبرة ممن ليس لهم غرض أو مصلحة في ذلك ،وقد خالفت المجلة الشرعية مسلك مجلة األحك44ام العدلي44ة في ه44ذا
145
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الشأن ،حيث نصت المادة ( )424منها على "إذا اطلع المشتري على عيب ق4ديم فل4ه خي4ار ال4رد و اإلمس4اك مجان4ا أو م4ع
أرش العيب ،وال خيار في العيب الحادث" ويبدو أن المجلة هنا قد قصرت المطالبة بالتعويض في ح44ال اخت44ار المش44تري
استبقاء المبيع في ي4ده ،على تع4ويض العيب وليس م4ا نقص في قيم4ة الم4بيع ،كم4ا قص4رت ذل4ك الخي4ار على العيب الق4ديم
دون العيب الحادث ،وعلى ذلك ال يجوز للمشتري وفقا ألحكام المجلة الشرعية المطالبة بقيم44ة م44ا نقص من قيم44ة الم44بيع
بسبب العيب إن اختار استبقاءه في يده ،وإ نما يحق له المطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر جراء وجود ذل44ك العيب،
ومن المعلوم أن الفقه اإلسالمي ال يعوض إال عن األضرار المتوقعة فقط وال يعوض عن األضرار المحتملة.
الفرض الثاني :أن يكون العيب غير جسيم :ويك44ون العيب ك44ذلك إذا لم يص44ل النقص في قيم44ة الم44بيع أو منفعت44ه ح44دا ل44و
علمه المش4تري لم4ا أب4رم العق4د ،ف44إذا ك4ان األم4ر ك4ذلك فال يك4ون من ح4ق المش4تري إال أن يط4الب ب4التعويض عم4ا أص44ابه
من ض44 4رر بس44 4بب العيب (عب44 4د الس44 4الم1980 ،م) ،كم44 4ا يف44 4رق الق44 4انون في تق44 4دير قيم44 4ة التع44 4ويض واألض44 4رار ال44 4واجب
التعويض عنها في هذه الحالة ،بين ما إذا كان البائع سيئ النية أو كان حسنها ،ف4إذا ك4ان س4يئ الني4ة وجب علي4ه تع4ويض
المشتري ليس فقط عن األضرار المتوقعة ،وإ نما أيضا عن األضرار غير المتوقعة ،وذلك على خالف ما إذا كان البائع
حس4ن الني4ة ،أي لم يكن يعلم بوج4ود ذل4ك العيب في الم4بيع ،ففي ه4ذه الحال4ة ليس للمش4تري إال أن يط4الب ب4التعويض عن
األضرار المتوقعة فقط دون األضرار غير المتوقعة (أبو قرين2006 ،م).
إذا ثبت للمشتري الحق في رد المبيع للبائع (خي4ار العيب) ،واخت4ار أن يس4لك ه4ذا الطري4ق ،وق44ام ب4رد الم4بيع المعيب إلى
البائع ،مع ما أف4اده من4ه خالل ه4ذه الف4ترة ،فإن4ه يح4ق ل4ه المطالب4ة ب4التعويض في ه4ذه الحال4ة ،ويش4مل التع4ويض المس4تحق
هنا العناصر التالية:
-قيمة المبيع غير معيب ،ويضيف أهل القانون الفوائد القانونية عن هذه القيمة محس44وبة من ت44اريخ ظه44ور العيب (عب44د
السالم1980 ،م).
-المص44روفات ال44تي أنفقه44ا المش44تري على الم44بيع :المص44روفات الض44رورية ال44تي يك44ون المش44تري ق44د أنفقه44ا على الم44بيع
لحفظ44ه من الهالك والتل44ف ،كم44ا يجب رد المص44روفات النافع44ة والمص44روفات الكمالي44ة م44تى ك44ان الب44ائع س44يئ الني44ة
أي كان عالما بوجود العيب.
-جميع مصروفات دعوى ضمان العيب الخفي :كأتعاب المحامين وأهل الخبرة وحفظ المبيع من التلف وغير ذلك من
المصروفات القضائية.
-التع44ويض عم44ا لحق4ه من خس44ارة ،ويض44يف الق4انون إمكاني44ة التع44ويض عم44ا فات44ه من كس44ب ،كم44ا أس44لفنا ال يل44تزم الب44ائع
حس44ن الني44ة إال ب44التعويض عن األض44رار المتوقع44ة ،أم44ا في ح44ال ك44ان س44يئ الني44ة ال44تزم ب44التعويض عن األض44رار
المتوقعة وغير المتوقعة.
146
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا ت4والت ال4بيوع ،ك4ان للمش4تري األخ4ير الرج4وع مباش4رة ب4دعوى ض44مان العيب على الب4ائع األول؛ ألن ه4ذه ال4دعوى
ش44أنها ش44أن دع44وى ض44مان االس44تحقاق تعت44بر من ملحق44ات الم44بيع ،ويش44ترط لقب44ول ه44ذا الرج44وع أن يك44ون للب44ائع الث44اني
ح44ق في الرج44وع على الب44ائع األول ،أم44ا ل44و ك44ان ال يح44ق ل44ه الرج44وع بس44بب التق44ادم أو التن44ازل عن حق44ه في ض44مان
العيب ،فال يمكن للمش44تري من الب44ائع الث44اني أن يرج44ع على الب44ائع األول في ه44ذه الحال44ة ،كم44ا يش44ترط أن يك44ون العيب
ما زال خفيا عند البيع الثاني (البدراوي1970 ،م).
يف44ترض هن44ا أن الم44بيع عب44ارة عن ع44دة أش44ياء ،بيعت كله44ا في ص44فقة واح44دة ،وبثمن إجم44الي واح44د ،ثم يج44د المش44تري
بعضها معيبا والبعض اآلخر سليما (م4رقس1980 ،م) ،وفي معالج4ة ه4ذه الحال4ة يف4رق الق4انون بين م4ا إذا ك4ان الم4بيع
معينا بالذات أم أنه معين بالنوع:
-في حAAال كAAان المAAبيع معينAAا بالAAذات (قيميAAا) :في ه44ذه الحال44ة ينبغي التفرق44ة بين م44ا إذا ك44ان العيب في بعض األش44ياء
المبيعة قد ظهر قبل القبض أم بعده ،فإذا كان قد ظهر قبل القبض فال يكون للمشتري الحق في فس4خ ال4بيع إال في
جمي44ع الم44بيع وليس ل44ه الح44ق في فس44خ العق44د في األج44زاء المعيب44ة وإ مض44ائه في األج44زاء الس44ليمة ،أم44ا إذا ك44ان ق44د
ظهر بعد القبض فال بد من التمي4يز هن4ا بين م4ا إذا ك4ان الم4بيع يض4ره التبعيض أو أن4ه ال يض4ره ،ف4إن ك4ان يض4ره
التبعيض أي التجزئة فال يجوز للمشتري الفسخ إال في كل المبيع وليس في األج4زاء المعيب4ة فق4ط ،ومث4ال ذل4ك أن
يش 44تري أج 44زاء الس 44يارة الياباني 44ة الص 44نع بمواص 44فات خاص 44ة لتجميعه 44ا في الس 44عودية ،ثم يكتش 44ف أن بعض تل 44ك
األجزاء معطل دون البعض اآلخر ،ففي هذه الحالة ال يجوز له إمض44اء العق4د في األج44زاء الس44ليمة دون المعطل44ة؛
نظرا ألن المبيع هنا يضره التبعيض ،أما إذا ك4ان الم4بيع ال يض4ره التبعيض ففي ه4ذه الحال4ة يح4ق للمش4تري فس4خ
العق 44د في ح 44دود األج 44زاء المعيب 44ة فق 44ط وإ مض 44اؤه في األج 44زاء الس 44ليمة ،ومث 44ال ذل 44ك أن يش 44تري ع 44ددا من أجه 44زة
الحاس44ب اآللي ،ثم يكتش44ف أن بعض44ها في44ه عط44ل ف44ني يح44ول دون إمكاني44ة تش44غيله والبعض اآلخ44ر س44ليم ،فيح44ق ل44ه
فسخ العقد بالنسبة لألجهزة المعيبة وإ مضاؤه بالنسبة لألجهزة السليمة.
-في حال كان المبيع معينا بالنوع (مثليا) :طالم44ا أن الم44بيع مثلي فلن يض44ره التبعيض ،ومن ثم يج44وز للمش44تري ول44و
بعد التسليم في حال اكتشف وج4ود عيب في بعض الم4بيع دون البعض اآلخ4ر أن يفس4خ العق4د في ج4زء من الم4بيع
ويمضيه في الجزء اآلخر (مرقس1980 ،م) ،ومثال ذلك أن يشتري عشر أطنان من التمور الفاخرة ،ثم يج44د أن
نصف طن منها فاسد والباقي سليم ،فيحق له في هذه الحالة إمضاء العقد فقط في الجزء السليم وفسخه في الجزء
المعيب.
147
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا كان القانون وكذلك الفقه اإلس44المي يمنح4ان للمش4تري الح4ق في رد الم4بيع المعيب إلى الب4ائع ،م4تى ظه4ر في4ه عيب
جسيم ،ما كان المشتري ليقدم على إبرام العق4د ل4و ك4ان يعلم ب4ه ،ول4ه وفق4ا ألحك4ام الفق4ه اإلس4المي الخي4ار في ذل4ك ،إال
أنه يمتنع على المشتري رد المبيع للعيب حتى ولو كان العيب جسيما ،وذلك في عدة حاالت نفصلها فيما يلي:
إذا هلك المبيع المعيب في يد المشتري ،فإن ذلك ال يؤثر على بقاء دعوى الضمان وإ مكانية رفعها ،غ4ير أن خي44ارات
المشتري ستختلف بحسب سبب الهالك ،وفي جميع األحوال سيحول هالك المبيع المعيب دون إمكانية رده لزواله:
-هالك المبيع نتيجة العيب ذاته :فإذا كان األمر كذلك ،ومثاله أن يكون أساس البيت ضعيفا مما أدى إلى انهي44ار البن44اء
كله ،ففي هذه الحالة يستحق المشتري التعويض كامال كما ل4و ك4ان الم4بيع ق44د اس4تحق ك4امال للغ4ير ،وذل4ك بم4وجب
أحكام ضمان االستحقاق الكلي التي سيأتي بيانها الحقا.
-هالك الم44بيع بخط44أ الب44ائع :وفي ه44ذه الص44ورة يك44ون الم44بيع المعيب ق44د هل44ك بفع44ل الب44ائع نفس44ه أو بخطئ44ه ،ك44أن يق44وم
بتجري44ف أح44د أعم44دة الم44نزل المعيب بعيب وهن أساس44ه ،مم44ا ي44ؤدي إلى س44قوطه ،فيمتن44ع حينه44ا إمكاني44ة رد الم44بيع
لهالك44ه ،ويبقى للمش44تري الح44ق في الحص44ول على التع44ويض ك44امال كم44ا ل44و ك44ان الم44بيع ق44د اس44تحق اس44تحقاقا كلي44ا،
وفي كلت44ا الح44التين س44الفتي ال44ذكر يجب على المش44تري أن ي44رد للب44ائع م44ا بقي من الم44بيع كاألنق44اض واألرض في
المثال السابق.
-هالك الم 44بيع بفع 44ل المش 44تري أو بآف 44ة س 44ماوية :وه 44و م 44ا يطل 44ق علي 44ه في الفق 44ه اإلس 44المي "الم 44انع الط 44بيعي" (الزرق 44ا،
1998م) ،فإذا هلك المبيع بآفة سماوية أو نتيجة استعمال المشتري ل4ه ك4أن يك4ون طعام4ا فأكل4ه ،أو قماش4ا فحاك4ه،
فيص44بح رد الم44بيع هن44ا مس44تحيال لهالك44ه ،وفي ه44ذه الحال44ة تقتص44ر خي44ارات المش44تري على المطالب44ة بنقص44ان الثمن
بمق 44دار م 44ا نقص في الم 44بيع بس 44بب العيب ،ويختل 44ف حكم ه 44ذه الحال 44ة عن حال 44ة م 44ا إذا ك 44ان اإلتالف ق 44د تم بفع 44ل
المش44 4تري؛ ولكن دون اس44 4تعمال ،كم44 4ا ل44 4و ك44 4ان الم44 4بيع داب44 4ة فقتله44 4ا ،أو ثوب44 4ا فمزق44 4ه ،ففي ه44 4ذه الحال44 4ة يجب على
المشتري حتى ولو علم بالعيب بع4د اإلتالف أن ي4دفع للب4ائع الثمن المس4مى بينهم4ا دون خص4م قيم4ة العيب ،ويمتن4ع
عليه المطالبة بإنقاص الثمن للعيب.
148
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حيث يق4وم المش44تري وعلى ال44رغم من اكتش44افه للعيب بالتص44رف في الم44بيع المعيب إلى مش44تر آخ44ر ،ويطل44ق على ه44ذا
المانع في الفقه اإلسالمي "المانع لح4ق الغ4ير" (الزرق44ا1998 ،م ،ص ،)141ويع4ني قي4ام المش4تري ب4إخراج الم4بيع عن
ملكه إلى ملك غيره بعقد من عقود الملكية كبيع أو هبة أو ما شابه ،وفي هذه الحالة ال يمكن للمشتري األول أن يقوم
ب44رد الم44بيع إلى الب44ائع ،لتعل44ق ح44ق الغ44ير ب44المبيع ،كم44ا ال يمكن44ه أن يط44الب ب44التعويض عن النقص الحاص44ل في الم44بيع
جراء ذلك العيب ،كل ذلك ما لم يرد المش4تري الث4اني الم4بيع إلى المش4تري األول ردا قض44ائيا ،حينه4ا يج4وز للمش4تري
األول الرجوع على بائعه ورد المبيع إليه؛ وذلك ألن البيع الثاني سيصبح كأن لم يكن إذا ما حكم بفسخه وفقا ألحك44ام
الفقه اإلسالمي (الزرقا1998 ،م) ،وقد تناولت أحكام المجلة الشرعية معالجة هذه الحالة ،فنصت الم44ادة ( )434منه44ا
على "إذا تل44ف الم44بيع عن44د المش44تري ول44و بفعل44ه أو أعتق44ه أو ص44بغه أو نس44جه أو باع44ه أو وهب44ه أو تص44رف ب44ذلك في
بعضه تعين األرش؛ لكن لو رجع المبيع إلى ملكه قبل أخذ األرش كان له األرش أو الرد".
وتع44رف في الفق44ه اإلس44المي بـ"الم44انع لح44ق الب44ائع" وق44د ع44الجت الم44ادة ( )426من المجل44ة الش44رعية ه44ذا الم44انع من موان44ع
الرد ،فنصت على "إذا تعيب المبيع الذي من ضمان البائع قبل قبضه بال فعل آدمي خير المشتري وال أرش له إن أخ44ذه
معيبا ،أم4ا إن تعيب بفع4ل الب4ائع أو بفع4ل أجن4بي خ4ير المش4تري بين فس4خ وإ مض4اء م4ع األرش ،أم4ا تعيب4ه بفع4ل المش4تري
فال يثبت به الخيار أصال" ويبدو أن ه44ذه الم44ادة ف44رقت بين ثالث فرض44يات في تعيب الم44بيع المعيب بعيب جدي44د ،ومنعت
خيار الرد على المشتري في فرضية واحدة فقط من هذه الفرضيات ،ويمكننا تفصيل ذلك على النحو التالي:
-الفرضية األولى :تعيب المبيع قبل القبض بأسباٍب خارج44ة عن إرادة أي ش44خص ،كفع44ل الداب44ة واآلف44ة الس44ماوية ،وفي
هذه الحالة يثبت الخيار للمشتري ،فإن رأى أخذ المبيع على الرغم من العيب فال يمكنه المطالبة ب4األرش في ه4ذه
الحال44ة ،إذ يعت44بر ق44د تن44ازل عن حق4ه في الض44مان وقب44ل ب44العيب لعلم44ه المس44بق ب44ه ،وه44ذه الحال44ة ال تعت44بر مانع44ا من
موانع الرد.
-الفرضAAية الثانيAAة :تعيب الم 44بيع بفع 44ل الب 44ائع أو بفع 44ل أجن 44بي ،ففي ه 44ذه الحال 44ة يخ 44ير المش 44تري بين رد الم 44بيع وفس 44خ
العقد ،وبين إمضاء العقد وأخذ الم4بيع م4ع التع4ويض ،وه4ذه الحال4ة أيض4ا ال تعت4بر من ح4االت موان4ع ال4رد إلعط4اء
الخيار للمشتري بين الرد أو اإلمضاء.
-الفرضAAية الثالثAAة :تعيب الم 44بيع بفع 44ل المش 44تري ،وفي ه 44ذه الحال 44ة يك 44ون الم 44بيع المعيب بعيب ق 44ديم ق 44د تعيب بعيب
جديد بفعل المشتري أو خطئه ،فإذا كان األم4ر ك4ذلك امتن4ع علي4ه الخي4ار ،ويمن4ع علي4ه رد الم4بيع إلى الب4ائع باعتب4ار
أن خط44أه وح44ده ه44و ال44ذي تس44بب في وج44ود العيب الجدي44د ،وليس من الع44دل في ش44يء أن ي44رد الم44بيع المعيب بعيب
ق44ديم إلى الب44ائع محمال بعيب جدي44د؛ ألن في ذل44ك ض44ررا ل44ه ،ويش44ترط لقي44ام ه44ذه الحال44ة من ح44االت موان44ع ال44رد أن
يك44ون التع44ييب ل44دى المش44تري ق44د تم بع44د القبض (الزرق44ا1998 ،م) ،ومن األمثل44ة على ذل44ك أن يك44ون المش44تري ق44د
149
:::::مقرر العقود المدنية :::::
اش 44ترى س 44يارة معيب 44ة بعيب جس 44يم في الموت 44ور ،وأثن 44اء قيادته 44ا اص 44طدم بحافل 44ة أدت إلى تحطم أج 44زاء كث 44يرة من
السيارة ،وكان هذا الخط4أ راجع4ا إلى المش4تري وإ همال4ه ،ففي ه4ذه الحال4ة ال يج4وز للمش4تري رد الس4يارة إلى الب4ائع
على الحالة التي آلت إليها بعد الحادث نظرا لما أصابها من أضراٍر وعيوٍب جديدة.
وص 44ورتها أن يحص 44ل في الم 44بيع بع 44د قبض 44ه زي 44ادة منفص 44لة متول 44دة أو متص 44لة غ44ير متول 44دة (الزرق 44ا1998 ،م) ،ومث 44ال
األولى ابن الداب 44ة ،وثم 44رة األش 44جار ،ومث 44ال الثاني 44ة خياط 44ة الث 44وب الم 44بيع أو زراع44ة األرض الب 44وار ،والفرض 44ية هن 44ا أن
المشتري بعد أن أحدث هذه الزيادة في الم4بيع اكتش4ف أن في4ه عيب4ا ق4ديما ،وه4ذه الحال4ة من ح4االت من4ع ال4رد راجع4ة إلى
حكم الش44رع؛ إذ إن الزي44ادة المتحص44لة بفع44ل المش44تري هي من حق44ه؛ ألنه44ا تمت بجه44ده ومال44ه ،وفي ح44ال قي44ل إن بإمكان44ه
ال 44رد للعيب ،فمع 44نى ذل 44ك أن 44ه س 44يرد الم 44بيع عين 44ه دون الزي 44ادة المتول 44دة أو المتص 44لة ،وال 44تي س 44تكون من حق 44ه دون س 44ند
ش44رعي؛ وذل44ك ألن44ه في حال44ة ال44رد س44يتم فس44خ العق44د الم44برم بين الط44رفين ،ومن ثم يك44ون المش44تري ق44د حص44ل على ه44ذه
الزيادة دون وجه حق ودون سند شرعي وهذا حرام شرعا ،ولذا يمتنع الرد هنا ويتعين الرجوع بنقصان العيب.
أم 44ا إن ك 44انت الزي 44ادة متص 44لة متول 44دة كزي 44ادة لحم الداب 44ة ،أو ك 44انت منفص 44لة غ 44ير متول 44دة ك 44أجرة الم 44بيع في ح 44ال أج 44ره
المشتري ،فإنهما ال يمنعان من الفسخ والرد بالعيب ،إذ يبقى حكم العيب كما هو بحسب األصل (الزرقا1998 ،م).
جمي44ع أحك44ام ض44مان العي44وب الخفي44ة س44الفة ال44ذكر ال تتعل44ق بالنظ44ام الع44ام؛ ول44ذا ف44إن ه44ذه األحك44ام تخض44ع التفاق44ات تع44ديل
الض4مان ،إذ يمكن للمتعاق4دين االتف4اق على زي4ادة الض4مان ،أو إنقاص4ه ،أو اإلعف4اء من4ه ،وقب4ل أن نتط4رق له4ذه االتفاق4ات
بالتفصيل ،نشير هنا إلى أن أي اتفاق على إنقاص الضمان أو اإلعفاء منه يقع باطال في حال ك4ان الب4ائع ق44د تعم4د إخف4اء
العيب في المبيع قاصدا بذلك الغش والتضليل (المادة ،453القانون المدني المصري).
ق44د يتعل44ق االتف44اق على تش44ديد الض44مان بش44روط العيب ،ومثال44ه أن يتم االتف44اق على أن يض44من الب44ائع العيب ول44و لم يكن
جسيما ،حتى ول4و ك4ان مم4ا ج4رى الع4رف على التس4امح في4ه ،أو االتف4اق على أن يض4من الب4ائع العيب ح4تى ول4و ك4ان من
الممكن كش44فه ب44الفحص الع44ادي ،وق44د يتعل44ق التش44ديد بمق44دار التع44ويض ،ك44أن يتم االتف44اق على أن يش44مل التع44ويض جمي44ع
المصروفات التي دفعها المشتري على المبيع قبل رده ،ومن ض4منها المص4روفات الكمالي4ة ح4تى ول4و لم يكن الب4ائع س4يئ
الني4ة ،وق4د يتعل4ق التش4ديد بزي4ادة الض4مان عم4ا ه4و مق4رر وفق4ا لألحك4ام الس4الف ذكره4ا ،ومثاله4ا أن يتم االتف4اق على ع4دم
االلتزام بالمدة القانونية المحددة لرفع دعوى الضمان (أبو قرين2006 ،م).
150
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وهذا االتفاق قد يرد على شروط العيب أو مق4دار التع4ويض ،ومثال4ه أن يش4ترط الب4ائع على المش4تري ع4دم ض44مان العيب
إال إذا كان على درجة معينة من الجسامة ،أو أنه ال يضمن عيبا معينا بذاته كعدم ثبات لون الثوب بعد غسله.
مثل هذا االتفاق جائز قانونا وشرعا ،ما دام يعبر عن إرادة كال الطرفين ورغبتهما في ذلك ،ف4إذا وج4د مث4ل ه4ذا االتف4اق
ك44ان الب44ائع غ44ير ض44امن ألي عيب مهم44ا بلغت جس44امته ،وع44ادة م44ا يتم اش44تراط مث44ل ه44ذه االتفاق44ات عن44دما يك44ون الم44بيع
مس44تعمال ،ومن المتوق44ع إيج44اد عي44وب خفي44ة به44ا ،غ44ير أن ه44ذه االتفاق44ات تك44ون باطل44ة في ح44ال ك44ان الب44ائع ق44د تعم44د إخف44اء
العيب عن المشتري ،وقصد تضليله وغشه ،ففي هذه الحالة يعد الشرط باطال وكأن4ه لم يكن ،ويظ4ل الب4ائع ض4امنا للعيب
(خض44ر1970 ،م) ،ولم تته44اون المجل44ة الش44رعية م44ع ه44ذه الفرض44ية ،إذ ق44ررت في الم44ادة ( )429منه44ا أن44ه "إذا اش44ترط
البائع البراءة من عيب ما أو من كل عيب بطل الشرط وصح ال44بيع ،س44واء العي44وب الظ44اهرة أو الباطن44ة و الج44روح ال44تي
يعرف غورها؛ لكن لو برأه المشتري بعد البيع صح" ،ويبدو أن المجلة الش4رعية قطعت داب4ر أي محاول4ة من قب4ل الب4ائع
للتخلص من ض44مان العيب ،ولم تش44ترط لبطالن مث44ل ه44ذا الش44رط أن يك44ون منطوي44ا على غش من الب44ائع ،وإ نم44ا ق44ررت
بطالن الش 44رط وص 44حة العق 44د مهم 44ا ك 44انت نواي 44ا الب 44ائع ،وربم 44ا يع 44ود ذل 44ك إلى ص 44عوبة إثب 44ات غش الب 44ائع في كث 44ير من
األحي 44ان ،األم 44ر ال 44ذي س 44يفتح الب 44اب على مص 44راعيه أم 44ام الباع 44ة للغش والتض 44ليل ،ثم االدع 44اء ب 44أنهم لم يكون 44وا يعلم 44ون
بوجود العيب.
هي ص 44ورة من ص 44ور تش 44ديد الض 44مان ،ال 44تي ال يكتفي فيه 44ا المش 44تري بأحك 44ام الض 44مان ال 44تي قررته 44ا النص 44وص الفقهي 44ة
والقانونية ،وإ نما يشترط في العقد أن يكون الم4بيع ص4الحا للعم4ل م4دة زمني4ة معين4ة ،ويك4ثر مث4ل ه4ذا الش4رط في األجه4زة
اإللكترونية والكهربائية دقيقة الصنع ،كأجهزة الحاسب اآللي والهواتف النقالة والثالج44ات والغس44االت وم44ا إلى ذل44ك ،ف44إذا
وجد مثل ه4ذا الش4رط ،واكتش4ف المش4تري أن هن4اك عيب4ا خفي4ا في الم4بيع ،فإن4ه يح4ق ل4ه الرج4وع على الب4ائع ب4ذلك العيب
خالل م44دة زمني44ة معين44ة ح44ددها الق44انون الم44دني المص44ري بالش44هر ،ول44ه أن يرف44ع دع44وى الض44مان خالل س44تة أش44هر من
تاريخ اإلخطار ،ومن األمثلة الشائعة على هذا الش4رط م4ا نج4ده الي4وم من اش4تراطات بض4مان عم4ل الجه4از أو اآلل4ة لم4دة
زمني44ة معين44ة كخمس س44نوات أو عش44ر س44نوات ،وُتعطى للمش44تري ش44هادة ض44مان ب44ذلك ،ول44ه خالل ه44ذه الم44دة ،في ح44ال
أصبح المبيع غير صالح للعمل بسبب عيب في التصنيع أو تلف بعض أجزاء الم4بيع الرج4وع على الب4ائع أو الض4امن أو
الوكيل المختص بحسب األحوال.
إذا ثبت للمشتري ض4مان العيب في مواجه4ة الب4ائع ،ف4إن ه4ذا الض4مان وعلى ال4رغم من ت4وافره وتحق4ق ش4روطه ،فإن4ه ق4د
يسقط بأحد موجبات سقوطه في الفقه والقانون ومن أسباب سقوط ضمان العيب:
-رضAAا المشAAتري بAAالعيب :وه 44ذا م 44ا أخ 44ذت ب 44ه الم 44ادة ( )428من المجل 44ة الش 44رعية ،ال 44تي نص 44ت على "إذا بين الب 44ائع
للمش44تري العيب حين العق44د أو اش44تراه عالم44ا ب44ه فليس ل44ه خي44ار ب44ذلك العيب؛ لكن ل44و وج44د ب44ه عيب44ا آخ44ر ك44ان ل44ه
الخيار ب4ه" ،وه4ذا الرض44ا ق44د يك4ون ص44ريحا وق44د يك4ون ض44منيا ،فعلم المش4تري ب4العيب ثم تص44رفه ب4ه إلى غ4يره أو
حمله للمبيع واالنصراف ،جميعها تحمل الموافقة الضمنية منه على إمضاء العقد.
-مAرور الAزمن :إذا م ّ4ر ت الم44دة الزمني44ة المح44ددة لرف44ع دع44وى الض44مان فإن44ه يس44قط ،وال يج44وز للمش44تري رف44ع دع44وى
الض44 4مان بع44 4د ذل44 4ك الت44 4اريخ ،وه44 4ذا الحكم أخ44 4ذت ب44 4ه العدي44 4د من األنظم44 4ة القانوني44 4ة ،ولم تأخ44 4ذ ب44 4ه مجل44 4ة األحك44 4ام
الش44رعية ،ال44تي نص44ت ص44راحة في الم44ادة ( )427منه44ا على "خي44ار العيب على التراض44ي فال يس44قط بمض44ي زمن
وال بسكوت" ،وبموجب هذا النص ال يسقط حق المشتري الذي اكتشف عيبا خفيا في المبيع أن يرج44ع على الب44ائع
مهما كانت المدة الزمنية الفاص44لة بين ال4بيع واكتش4اف العيب ،وال يعت4بر س4كوت المش4تري عن العيب بمثاب4ة قب4ول
له ،وإ نما تطبق هنا قاعدة "ال ينسب إلى ساكت قول".
152
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
ضمان العيوب الخفية :ه44و ال44تزام الب44ائع بتع44ويض تل44ك العي44وب ال44تي من ش44أنها جع44ل الم44بيع غ44ير ص44الح لتحقي44ق
الغاية المقصودة منه.
العيوب الخفية :هو ما تخلو عنه الفطرة السليمة عادة وينقص القيمة عند التجار.
العيب القديم :هو ما كان موجودا في المبيع وهو عند البائع.
العيب الحادث :هو العيب الذي وجد في المبيع بعد العقد.
العيب الجسيم :ه44و العيب ال44ذي أدى إلى إنق44اص قيم44ة الم44بيع أو منفعت44ه إلى الح44د ال44ذي جع44ل المش44تري م44ا ك44ان
ليشتريه لو كان يعلم بوجوده.
النقصAAان الAAوظيفي النAAاتج عن العيب :ه 44و ال 44ذي يط 44ول في 44ه العيب منفع 44ة الم 44بيع أو ينقص 44ها فيجعل 44ه غ 44ير قاب 44ل
لالستعمال المخصص له.
النقصان المادي الناتج عن العيب :هو الذي يحدث إذا ما طال التلف مادَة الشيء المبيع ،أو ألحق بها هالك44ا أو
تلفا ولو جزئيا.
رداءة المبيع :هي مجرد وصف لجودة المبيع وليست عيبا فيه.
العيب المAAؤثر :ه444و العيب ال444ذي يك444ون م444ؤثرا ينقص من قيم 44ة الش 44يء الم 44بيع بين التج 44ار وال يمكن إزالت444ه إال
بمشقة.
البيوع القضائية :هي تلك البيوع التي يشترط القانون أن تتم تحت إشراف القضاء.
الAAبيوع اإلداريAAة :هي تل 44ك ال 44بيوع ال 44تي تجريه 44ا الجه 44ات اإلداري 44ة في الدول 44ة ب 44المزاد العل 44ني ج 44برا عن م 44دينها
الستيفاء مستحقاتها قبله.
دعوى ضمان العيوب الخفية :هي دع44وى قض44ائية يرفعه44ا المش44تري ض44د الب44ائع للمطالب44ة ب44رد أو التع44ويض عن
األضرار التي لحقت به جراء وجود عيب قديم خفي ومؤثر في المبيع.
ما نقص من قيمة المبيع بسبب العيب :ه4و خص44م قيم4ة الم4بيع معيب4ا من قيمت4ه س4ليما وإ عط4اء المش4تري الف4ارق
بين القيمتين.
153
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن أحكام ضمان العيوب الخفية في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
مقطع فيديو:
ُقم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ،ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
154
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حالة دراسية:
أقام (عمرو) دع4وى قض4ائية ض4د إح4دى وك4االت الس4يارات م4دعيًا فيه4ا أن4ه اش4ترى منه4ا من4ذ ع4ام وبض4عة أش4هر س4يارة،
وبعد مضى بضعة أشهر ظهر بها عيب مصنعي في كل من الدفرنس والقير ،وقد ق4امت الُم َّد َع ى عليه4ا بتب4ديل ال4دفرنس
وحس 44اس الق 44ير ،ثم حص 44ل له 44ا عط 44ل في المكين 44ة فأعاده 44ا لهم ،وذك 44رو أنهم غ 44يروا بعض قط 44ع الس 44يارة وأنه 44ا ص 44ارت
س44ليمة ،وبع44د أس44بوع تعطلت م44رة أخ44رى ،وفحص44وها وأص44لحوها ،ثم تعطلت بع44د أربع44ة أش44هر وغ44يروا ال44دفرنس للم44رة
الثاني44ة ،وهك44ذا في ك44ل م44رة تتعط44ل وي44دخلها ل44ديهم ،م44ع أن الس44يارة جدي44دة ،وه44ذا ي44دل على أنه44ا غ4ير ص44الحة وحس44ب م44ا
علم من ش44كاوى الن44اس والص44حف ف44إن ه44ذا المودي44ل ب44ه خل44ل مص44نعي .ل44ذلك يطلب الحكم ب44إلزام الُم َّد َع ى عليه44ا ب44رد م44ا
سلمه ثمنًا للسيارة أو تبديلها بسيارة صالحة ،واآلن السيارة معهم وأنه رفض استالمها آخر مرة أصلحوها فيها.
في رده على الدعوى ،ذكر ممث4ل الُم َّد َع ى عليه4ا أن الوكال4ة ملتزم4ة بإص44الح العي4وب أيً4ا ك4انت ،وق44د غ4يروا الق4ير ك4امًال
م44رتين ،وفى ح44ال أي عط44ل الوكال44ة مس44تعدة إلص44الحه ،وأنه44ا غ44ير مس44تعدة الس44تبدال الس44يارة بس44يارة أخ44رى ،وأن44ه في
حال ابطال البيع فإن الوكالة تطلب أجرة المثل للسيارة.
عقب الُم َّد ِع ى على ذل4ك بأن4ه راج4ع الش4ركة عش4رات الم4رات م4ع إن اس4تخدامه للس4يارة حس4ب الع4ادة ،ولم يحص44ل عليه4ا
أي ح44وادث ،ولكنه44ا أتعبت44ه بك44ثرة األعط44ال ،وأن44ه يطلب إع44ادة الثمن إذا لم تواف44ق الُم َّد َع ى عليه44ا على اس44تبدال الس44يارة
بأخرى.
أفاد التقرير الفني الذي طلب من المؤسسة العام4ة للتعليم الف4ني والت4دريب المه4ني ،أن الس4يارة اآلن بحال4ة جي4دة وص44الحة
للعمل ،ولكن األعطال المذكورة في التقرير المقدم من الُم َّد َع ى عليها ،وكثرة دخول السيارة لورشة الصيانة ،تعتبر غ44ير
معت44ادة أب44دًا ،م44ع أن الس44يارة لم تقط44ع مس44افة كب44يرة وتعت44بر ش44به جدي44دة .فل44و كنت قاض44يًا في ال44دعوى ،م44اذا س44يكون ردك
على دعوى (عمرو)؟
اإلجابة:
حيث أق44ر ممث44ل الُم َّد َع ى عليه44ا بش44راء الُم َّد ِع ى الس44يارة الموص44وفة ،وحص44لت له44ا العي44وب الم44ذكورة ،ونظ44رًا لم44ا قررت44ه
المؤسسة العام4ة للتعليم الف4ني والت4دريب المه4ني من أن الس4يارة لم تقط4ع مس4افة كب4يرة ،وأن عيوبه4ا غ4ير معت4ادة ،ونظ4رًا
لم44ا ق44رره أه44ل العلم في مظان44ه من تخي44ير المش44ترى في مث44ل ه44ذه الحال44ة بين األرش ورد الم44بيع ،ق44ال في زاد المس44تقنع:
(وإ ذا علم المشترى العيب بعد العقد أمسكه بأرشه أو رده وأخذ الثمن) وحيث قرر المش44ترى مطالبت44ه ب44رد الس44يارة وأخ44ذ
155
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ثمنه4ا ،ولع4دم وجاه4ة م4ا ذك4ره ممث4ل الُم َّد َع ى عليه4ا من المطالب4ة ب4أجرة المث4ل للس4يارة ألن الخ4راج بالض44مان ،فإن4ه يحكم
بالزام الُم َّد َع ى عليها بتسليم الُم َّد ِع ى المبلغ الذى دفعه ثمنًا للسيارة ،واستالم السيارة.
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
156
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.3ال يعتبر تخلف صفة في المبيع بمثابة عيب يعطي للمشتري الحق في فسخ العقد إال إذا كانت هذه الصفة:
.4األشياء التي تختلف في أصل فطرتها السليمة على وجوه مختلفة عادة بين أدنى وأعلى يعتبر اختالف حاالتها:
157
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.6إذا كان بإمكان المشتري اكتشاف العيب الخفي بالفحص العادي ولم يفعل سقط حقه في الرجوع على البائع ما لم
يكن.
قد بلغ حدا لو علمه المشتري قبل البيع لما أبرمه.
إذا كانت منفعة المبيع قد نقصت إلى حد كبير.
إذا كانت قيمة المبيع قد انخفضت بسبب العيب.
الخيار الثاني والخيار الثالث.
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
يكون العيب قديما متى وجد في المبيع بعد البيع وقبل القبض.
اآلفة التي تخلو منها الفطرة السليمة للمبيع يقصد به4ا ك4ل عيب يمكن أن يج4ده الب4ائع في
المبيع.
المطالبة برد المبيع للعيب الخفي ينطبق عليه4ا ذات أحك4ام بطالن العق4د للغل4ط الج4وهري
بحسب ما يرى بعض الفقه.
النقصان الوظيفي يكون إذا ما طال التلف مادة الشيء الم44بيع أو ألح44ق به44ا هالك44ا أو تلف4ا
ولو جزئيا.
معيار صالحية الشيء لالستعمال هو معيار شخصي وليس موضوعيا.
158
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يل44تزم الب44ائع بض44مان العيب في ح44ال ضِ4م ن للمش44تري أن غل44ة المح44ل المب44اع تبل44غ عش44رة
آالف لاير شهريا ولم يتحقق ذلك.
ضمان العيب الخفي ال ينتقل إلى ورثة المشتري باعتباره حقا شخصيا.
يمتن44ع على المش44تري رد الم44بيع إلى الب44ائع في ح44ال ك44ان ق44د علم ب44العيب قب44ل الش44راء ولم
يعترض عليه.
العيب الجديد في المبيع المعيب بعيب قديم يحول دون رد المبيع المعيب إلى البائع ح44تى
ولو قبل بذلك.
يجب على البائع رد جميع المصروفات التي أنفقها المشتري على الم44بيع في ح44ال تم رد
المبيع للعيب.
يك44 4 4 4 4 4 4ون للمش44 4 4 4 4 4 4تري خي44 4 4 4 4 4 4ار العيب ح44 4 4 4 4 4 4تى ول44 4 4 4 4 4 4و تن44 4 4 4 4 4 4ازل عن العيب الق44 4 4 4 4 4 4ديم م44 4 4 4 4 4 4تى ت44 4 4 4 4 4 4بين أن الب44 4 4 4 4 4 4ائع
قد ..............................في وصف العيب.
يض 44 4 4 4 4 4 4 4من الب 44 4 4 4 4 4 4 4ائع للمش 44 4 4 4 4 4 4 4تري اس 44 4 4 4 4 4 4 4تمرار عم 44 4 4 4 4 4 4 4ل الم 44 4 4 4 4 4 4 4بيع لم 44 4 4 4 4 4 4 4دة معين 44 4 4 4 4 4 4 4ة في ح 44 4 4 4 4 4 4 4ال اتف 44 4 4 4 4 4 4 4ق على
ضمان ..............................مدة معينة.
إذا تم االتف 44 4اق على تش 44 4ديد ض 44 4مان العيب أص 44 4بح من الممكن أن يتحم 44 4ل الب 44 4ائع جمي 44 4ع المص 44 4روفات بم 44 4ا فيه 44 4ا
المصروفات ..............................
يمتن44ع على المش44تري رد الم44بيع م44تى زاد الم44بيع عن44ده زي44ادة منفص44لة متول44دة أو ..............................
غير متولدة.
ال يجوز رد المبيع المعيب إلى البائع في حال لحق به عيب ..............................أثر على قيمته.
في ح4ال تع4دد الم4بيع القيمي في ص44فقة واح4دة وتعيب بعض44ه دون البعض اآلخ4ر وجب على المش4تري رد جمي4ع
المبيع إذا كان العيب قد حصل ..............................القبض.
في حال فسخ العقد للعيب الخفي وجب على البائع دفع قيمة المبيع ..............................
ال يج44 4 4 4 4 4 4 4 4وز للمش44 4 4 4 4 4 4 4 4تري المطالب44 4 4 4 4 4 4 4 4ة ب44 4 4 4 4 4 4 4 4رد الم44 4 4 4 4 4 4 4 4بيع في ح44 4 4 4 4 4 4 4 4ال وج44 4 4 4 4 4 4 4 4ود العيب م44 4 4 4 4 4 4 4 4تى ك44 4 4 4 4 4 4 4 4ان العيب
غير ..............................وإ نما فقط له المطالبة بالتعويض.
في ح44 4 4 4 4 4 4ال وج44 4 4 4 4 4 4د المش44 4 4 4 4 4 4تري عيب44 4 4 4 4 4 4ا يض44 4 4 4 4 4 4منه الب44 4 4 4 4 4 4ائع وجب علي44 4 4 4 4 4 4ه أن يخط44 4 4 4 4 4 4ره ب44 4 4 4 4 4 4ذلك خالل ف44 4 4 4 4 4 4ترة
زمنية ..............................
159
:::::مقرر العقود المدنية :::::
في حال تعَّد د البائعون فإن االلتزام بضمان العيوب الخفية ..............................بينهم.
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع" :يشترط في العيب الموجب للضمان أن يكون قديما ومؤثرا" اشرح ذلك بالتفصيل.
السؤال الخامس :إذا كان من حـق المشـتري رد المـبيع في حـال تعيبـه ،إال أنـه يمتنـع عليـه الـرد في بعض
مراجع الوحدة:
البدراوي ،عبد المنعم1970( .م)" .الوجيز في عقد البيع" .القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( .م)" .العقود المدنية الكبيرة /البيع والتأمين واإليجار" .القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( .م) .ط" 2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي .عقد البيع" دمشق ،دار القلم.
عب44د الس44الم ،س44عيد س44عد1980( .م)" .الوج44يز في أحك44ام عق44د ال44بيع في الق44انون الم44دني المص44ري" .الق44اهرة ،دار
النهضة العربية.
مرقس ،سليمان1980( .م)" .عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
المهدي ،نزيه محمد الصادق ،المهدي ،معتز نزيه محمد2007( .م)" .العقود المسماة ،عقد التأمين وعقد البيع"
القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
160
:::::مقرر العقود المدنية :::::
161
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الوحدة السادسة:
ضمان التعرض واالستحقاق
162
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف مضمون ضمان التعرض واالستحقاق في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يلم بأنواع التعرض الذي يضمنه البائع للمشتري بموجب عقد البيع.
أن يفرق بين التعرض المادي الصادر من البائع نفسه والتعرض القانوني الصادر منه.
أن يتمكن من معرفة أحكام كل من التعرض المادي والقانوني الصادر من البائع.
أن يتمكن من معرفة أحكام تعرض الغير الذي يضمنه البائع للمشتري.
أن يتمكن من معرفة أن استحقاق المبيع قد يكون كلًّيا وقد يكون جزئًّيا.
أن يتمكن من معرفة أحكام االستحقاق الكلي وعناصر التعويض المستحق في الفقه والقانون.
أن يتمكن من معرفة أحكام االستحقاق الجزئي وطرق تقدير التعويض بحسب جسامة االستحقاق.
أن يلم بأحكام التزام البائع بضمان التعرض الذي ُيعرف فقًها بضمان الدرك أو ضمان العهدة.
أن يستشعر أهمية دراسة التزام البائع بالضمان؛ نظًر ا النتشار القضايا ذات الصلة.
تكوين القدرة على تطبيق ما درس في هذه الوحدة في الحياة العملية.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بالتزام البائع بضمان التعرض الشخصي ومن الغير.
موضوعات الوحدة:
163
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
يلتزم البائع في مواجهة المشتري بأن يضمن له االنتفاع بالمبيع على أكمل وجه ،وحيازت4ه حي4ازة هادئ4ة ومس4تمرة ،دون
أن يعكر صفوها تعرض صادر من الغير أو من البائع نفسه ،ويعرف هذا التع44رض عن44د أه44ل الق44انون بض44مان التع44رض
واالس44تحقاق ،أم44ا في الفق44ه اإلس44المي فق44د عالج44ه غالبي44ة الفق44ه تحت مس44مى ض44مان الَّ4د َر ك بفتح ال44دال وال44راء ال44ذي يع44ني
التزام البائع بسالمة المبيع مم4ا يمكن أن يلحق4ه أو يتعل4ق ب4ه من حق4وق للغ4ير ،وك4ذلك عرف4ه بعض الفق4ه اإلس4المي تحت
مس44مى ض44مان العه44دة ،كم44ا يل44تزم الب44ائع في مواجه44ة المش44تري بض44مان س44المة الم44بيع من أي عي44وب خفي44ة ،وذل44ك ح44تى
يتسنى للمشتري حيازة المبيع حيازة نافعة ،ولن تكون هذه الحيازة كذلك إال إذا خال المبيع عند تسليمه من ك44ل عيب من
الممكن أن يجعله غير صالح الستعماله في الغرض الذي ُأعد من أجله ،أو أن ينقص من منفعته التي ابتغاه44ا المش44تري،
164
:::::مقرر العقود المدنية :::::
فالب44ائع مس44ؤول بمقتض44ى التزام44ه بالض44مان عن ك44ل واقع44ة من ش44أنها أن ته44دد أو تفس44د الحي44ازة الهادئ44ة والنافع44ة للش44يء
الم44بيع (أب44و ق44رين2006 ،م) ،وه44ذه الوح44دة تع44د اس44تكمااًل للَو ح44دة الس44ابقة وتتن44اول التزام44ات الب44ائع بالض44مان في ض44وء
قواعد الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
165
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
صورة ()1-6
ال44تزام الب44ائع بض44مان التع44رض الشخص44ي يع44د التزام44ا أب44ديا يتول44د عن عق44د ال44بيع ،وه44ذا االل44تزام يك44ون قائم44ا ح44تى ول44و لم
يكن عقد البيع مسجال ،ويحتج به في مواجهة الخلف العام للبائع في ذات الحدود التي يحتج في مواجهة البائع نفسه بها،
باعتب4ار أن شخص4ية الخل4ف الع4ام هي امت4داد لشخص4ية الس4لف في ح4دود م4ا آل إليهم من4ه ،كم4ا أن ت4راخي المش4تري عن
تسجيل عقده في ظل األنظمة القانونية التي تفرض التسجيل لنقل الملكية ال يعفي البائع من هذا الضمان ،ح44تى ول44و ك44ان
ذلك التراخي هو الذي أدى إلى التعرض الذي تعرض له المشتري ،وفيما يتعل4ق بض4مان التع4رض الشخص4ي فيقص4د ب4ه
ال 44تزام الب 44ائع بع 44دم التع 44رض للمش 44تري في حيازت 44ه للش 44يء الم 44بيع ،س 44واء ك 44ان ذل 44ك التع 44رض مادي 44ا أو قانوني 44ا (م 44رقس،
166
:::::مقرر العقود المدنية :::::
1980م) ،وال 44تزام الب 44ائع بع 44دم التع 44رض للمش 44تري في حيازت 44ه للم 44بيع ه 44و ال 44تزام س 44لبي م 44ؤداه ع 44دم إتي 44ان أي عم 44ل أو
تصرف من شأنه أن يعطل حيازة المشتري للمبيع حيازة هادئة مستقرة ،وكون التزام البائع بضمان التع44رض الشخص44ي
هو التزاما سلبيا ،فال يتصور والحال كذلك أن يكون إخالله بتنفي4ذ التزام4ه بع4دم التع4رض إخالال جزئي4ا ،ف4أي عم4ل يق4وم
ب44ه الب44ائع من ش44أنه التع44رض للمش44تري في حيازت44ه للم44بيع يع44د تعرض44ا ك44امال مهم44ا ك44ان حجم44ه وقيمت44ه واآلث44ار المترتب44ة
عليه ،وعلى ذلك يلتزم البائع بعدم التعرض للمشتري في حيازته للمبيع سواء كان هذا التعرض ماديا أم قانوني4ا وس4نقوم
بتوضيح أحكام كل من هذين النوعين فيما يلي.
ذكرنا أن البائع يضمن تعرضه الشخص44ي ،وه4ذا الض44مان يش4مل جمي4ع األعم4ال ال4تي يمكن أن تص44در عن4ه ،فه4و يض44من
التع44رض الم44ادي والتع44رض الق44انوني مع44ا على عكس التع44رض الص44ادر من الغ44ير؛ إذ ال يض44من الب44ائع س44وى التع44رض
الق44انوني فق44ط دون الم44ادي ،ول44ذلك ف44إن نط44اق ض44مان التع44رض الشخص44ي أوس44ع من44ه في ض44مان التع44رض الص44ادر من
الغير كما سنرى الحقا.
والتعرض المادي كما عرفت4ه محكم4ة النقض المص44رية في حكمه4ا الص44ادر بت4اريخ 7/6/1962م ه4و " ك4ل فع4ل يق4وم ب4ه
الب44ائع ي44ترتب علي44ه حرم44ان المش44تري من االنتف44اع ب44المبيع حرمان44ا كلي44ا أو جزئي44ا دون أن يس44تند إلى ح44ق يدعي44ه" ومن ثم
ُيع44د تعرض44ا مادي44ا من قب44ل الب44ائع ص44دور أي فع44ل من44ه ي44ؤدي بطري44ق مباش44ر أو غ44ير مباش44ر إلى تعك44ير حي44ازة المش44تري
وانتفاع 44ه ب 44ه دون أن يك 44ون ل 44ه س 44ند ش 44رعي في ذل 44ك (الب 44دراوي1970 ،م) ،ومن األمثل 44ة التقليدي 44ة ال 44تي يض 44ربها الفق 44ه
الق44انوني ل44ذلك قي44ام ب44ائع المح44ل التج44اري بافتت44اح مح44ل آخ44ر بج44وار المح44ل الم44بيع يم44ارس في44ه نفس التج44ارة ال44تي ك44ان
يمارسها في محله المبيع ،ففي ه4ذه الص4ورة يعت4بر الب4ائع ق4د أخّ4ل بتنفي4ذ التزام4ه بع4دم التع4رض الم4ادي للمش4تري؛ إذ إن4ه
يسعى إلى جذب عمالئه إلى المحل الجدي4د ،األم4ر ال4ذي ي4ؤثر على حي4ازة المش4تري وانتفاع4ه بالمح4ل الم4بيع (أب4و ق4رين،
2006م) ،كما يعد من قبيل التعرض المادي قي4ام المؤل4ف بطباع4ة مؤلف4ه م4رة أخ4رى في دار نش4ر جدي4دة ،بع4د أن يك4ون
قد نزل عن حق النشر لناشر معين (البدراوي1970 ،م) ،غير أن اش44تراطه نش44ر المؤل44ف باس44مه ال يعت44بر تعرض44ا مادي44ا
منه؛ ألن حقه األدبي غير قابل للبيع والتنازل عنه ،وال يعتبر أيضا من قبيل التعرض المادي قيام البائع بزراعة أرض44ه
المج44اورة لألرض المبيع44ة ،إذ يظ44ل ل44ه الح44ق في اس44تعمال كاف44ة الحق44وق ال44تي يخوله44ا ل44ه ح44ق الملكي44ة م44ا دام أن44ه يس44تعمل
حق4ه في الح44دود القانوني44ة وب44دون أي تعس44ف في اس44تعماله ،غ4ير أن اغتص44ابه لألرض المبيع44ة أو ج44زء منه44ا مهم44ا ص44غر
يعد من قبيل التعرض المادي الذي يسأل عنه أمام المشتري.
فإذا ما ثبت تعرض البائع ماديا للمشتري في حيازته للمبيع وانتفاعه به وجب علي4ه وق44ف ذل4ك التع4رض ف44ورا وتع4ويض
المش 44تري عن األض 44رار ال 44تي لحقت ب 44ه ج 44راء ذل 44ك التع 44رض ،وبص 44فة عام 44ة يخض 44ع ج 44زاء اإلخالل بض 44مان التع 44رض
الشخصي للقواعد العامة ،فيحق للمشتري المطالبة بالتنفيذ العيني ،وذلك من خالل إجبار البائع على إزال4ة األعم4ال ال4تي
167
:::::مقرر العقود المدنية :::::
من شأنها عرقلة استعماله وانتفاعه للمبيع ،كم4ا أن من حق4ه المطالب4ة بفس4خ العق4د ج4زاء إخالل الب4ائع بتنفي4ذ التزام4ه بع4دم
التعرض (خضر1979 ،م).
ال يقف التزام البائع عند حد ضمان عدم التعرض الم4ادي للمش4تري ،وإ نم4ا يش4مل ض4مانه أيض4ا ع4دم التع4رض الق4انوني،
وربما من المستغرب طرح فكرة أن يتعرض البائع للمشتري مدعيا حق4ا قانوني4ا على الم4بيع بع4د أن تن4ازل ل4ه عن ملكي4ة
الم44بيع بكام44ل إرادت44ه ،ولم يب44ق ل44ه على الم44بيع أي ح44ق ،ويعت44بر التع44رض قانوني44ا إذا اس44تند الب44ائع في44ه إلى ح44ق ق 44انوني
يترتب عليه حرمان المشتري من ك4ل أو بعض مزاي4ا الش4يء الم4بيع ،ويس4توي بع4د ذل4ك أن يك4ون الح4ق ال4ذي يس4تند إلي4ه
البائع في تعرضه سابقا على البيع أو الحقا عليه ،أي أنه جّ4د بع44د انعق4اد ال44بيع (أب44و ق44رين2006 ،م) ،ورغم ن44درة ص44ور
التع44 4رض الق44 4انوني الص44 4ادر من الب44 4ائع إلى المش44 4تري إال أن44 4ه من المتص44 4ور وقوع44 4ه ،ومث44 4ال ذل44 4ك أن ي44 4بيع أرض44 4ه إلى
المشتري ثم ي4دعي أن ألرض44ه المج4اورة لألرض المبيع4ة ح4ق ارتف4اق عليه4ا لم يكن ظ4اهرا للمش4تري وقت الش4راء ،ف44إذا
ما تمسك بهذا الحق ُع د ذلك تعرضا قانونيا ،ك4ذلك ال يج4وز للب4ائع ال4ذي ب4اع عق4ارا ولم يقم المش4تري بتس4جيله وذل4ك في
األنظم44ة القانوني44ة ال44تي تش44ترط التس44جيل لنق44ل الملكي44ة ،فال يج44وز للب44ائع في ه44ذه الحال44ة وإ ن لم يكن ال44بيع مس44جال بس44بب
ت 44راخي المش 44تري ،أن يط 44الب بملكي 44ة العق 44ار ،وفي ذل 44ك قض444ت محكم 44ة النقض المص 44رية في حكمه 44ا الص444ادر بت 44اريخ
4/6/1936هـ بأنه "ليس للبائع لعدم تسجيل العقد وتراخي نقل الملكية بسببه أن يدعي لنفسه مل44ك الم44بيع على المش44تري؛
ألن من يض44من نق44ل الملكي44ة لغ44يره ال يج44وز ل44ه أن ي44دعيها لنفس44ه" ،ومن األمثل44ة الش44ائعة أيض44ا في تع44رض الب44ائع قانوني44ا
للمش4تري أن يك4ون الب4ائع غ4ير مال4ك للم4بيع وقت ال4بيع (بي4ع مل4ك الغ4ير) ،ثم يتمل4ك الم4بيع في وقت الح4ق ألي س4بب من
أس4باب التمل4ك ك4اإلرث أو الش4راء أو الهب4ة ،فال يج4وز ل4ه في ه4ذه الحال4ة أن يط4الب بملكي4ة الم4بيع من المش4تري لتن4اقض
مطالبه مع التزامه بالضمان ،وعلة ذل4ك ترج4ع إلى م4ا س4بقت دراس4ته في أحك4ام بي4ع مل4ك الغ4ير ،ال4ذي يع4د ص4حيحا فيم4ا
بين طرفي44ه ،ومن ثم فه44و ينش44ئ كاف44ة االلتزام44ات ال44تي ينش44ئها عق44د ال44بيع الص44ادر من المال44ك ،بم44ا فيه44ا ال44تزام الب44ائع بع44دم
التعرض.
غير أنه يجوز للبائع أن يرجع على المشتري في حال كان هناك سند قانوني يج44د أساس44ه في عق44د ال44بيع ذات44ه ،أو يس44تمده
من نصوص القانون أو الشرع ،وعلى ذلك ال يعد تعرضا مطالبة البائع ببطالن عقد البيع بسبب وجود عيب من عي44وب
اإلرادة ،أو المطالب44ة بفس44خ العق44د إلخالل المش44تري بتنفي44ذ التزام44ه ب44دفع ب44اقي أقس44اط الثمن ،كم44ا ال يع44د تعرض44ا مطالب44ة
الب 44ائع بأخ 44ذ األرض المبيع 44ة بالش 44فعة إذا م 44ا ك 44ان المش 44تري ق 44د عرض 44ها لل 44بيع ،فح 44ق الش 44فعة ه 44و ح 44ق يج 44د أساس 44ه في
نصوص الفقه اإلسالمي والقانون ،وهي ال تتعارض مع التزامات البائع.
تحدثنا عن مضمون التزام الب4ائع بض4مان التع4رض الشخص4ي بص4ورتيه القانوني4ة والمادي4ة ،غ4ير أن التس4اؤل يث4ور ح4ول
أحكام ذلك االلتزام ومدى جواز االتفاق على تعديل تلك األحكام ،وفيما يلي نعرض لذلك بالتفصيل.
لبيان خص4ائص ال4تزام الب4ائع بض4مان التع4رض ال ب4د من التع4رف على أط4راف ذل4ك االل4تزام ،وك4ذلك انتقال4ه ،ثم نتع4رف
على مدى قابلية ذلك الحق لالنقسام أو التجزئة.
-أطAAراف الAAتزام البAAائع بضAAمان التعAAرض وانتقالAAه إلى الورثAAة :الم 44دين في االل 44تزام بض 44مان التع 44رض الشخص 44ي ه 44و
الب44ائع ،وورثت44ه في ح44دود م44ا آل إليهم من الترك44ة ،بمع44نى أن االل44تزام بالض44مان ال ينتق44ل إلى الورث44ة ،وإ نم44ا تنتق44ل
تركة المورث إلى ورثته محملة بهذا االل4تزام ،وغ4ير أن الورث4ة ال يعت4برون مل4تزمين بالض4مان في الح4االت ال4تي
يعت44برون فيه44ا من الغ44ير بالنس44بة لم44ورثهم (م44رقس1980 ،م) ،كم44ا ل44و ب44اع أب عق44ارا مملوك44ا البن44ه -بي44ع مل44ك
الغير -ثم مات األب ،فال يعتبر مطالبة االبن باسترداد الم4بيع تعرض4ا ،وإ نم4ا يح4ق ل4ه المطالب4ة باس4ترداده ،ويظ4ل
ح44ق المش44تري من األب بمثاب44ة ح44ق شخص44ي يتنازع4ه م44ع ب44اقي دائ44ني األب في تركت44ه قب44ل توزيعه44ا على الورث44ة،
ومن ضمنهم االبن الذي استرد ماله منه.
ك44ذلك ال ينتق44ل االل44تزام بالض44مان إلى الخل44ف الخ44اص للب44ائع ،وتطبيق44ا ل44ذلك ال يعت44بر مطالب44ة المش44تري الث44اني من الب44ائع
والمس44جل لعق44ده تعرض44ا ،وذل44ك في ح44ال ب44اع المال44ك عق44اره لمش44تر أول ،ثم باع44ه آلخ44ر ،وق44ام األخ44ير بتس44جيل عق44ده في
الس44جل العي44ني ،فيج44وز ل44ه هن44ا المطالب44ة بالعق44ار كون44ه أح44ق من المش44تري األول بحكم التس44جيل ،وال تع44د تل44ك المطالب44ة
بمثابة تعرض؛ ألن المشتري الثاني غير ملتزم بالضمان.
وك 44ون ال 44بيوع ال 44واردة على العق 44ارات في النظ 44ام الس 44عودي ال تنف 44ذ في مواجه 44ة الغ 44ير إال من ت 44اريخ التس 44جيل ،فال تع 44د
مطالبة دائن البائع الذي قام بتسجيل إنذاره بنزع ملكية العقار للتنفيذ عليه قب4ل أن يق4وم المش4تري بتس4جيل عق4ده تعرض44ا؛
ألن االلتزام بالضمان ال يتعدى إليه (أبو قرين2006 ،م).
أما الدائن في االلتزام بالضمان فهو المشتري وورثته ،فالحقوق على خالف االلتزامات تنتق44ل إلى الورث44ة ،ومن ثم يح44ق
للوارث من المشتري المطالبة بالض44مان من الب4ائع ،وك4ذلك أيض44ا يس4تفيد دائن المش4تري من الض4مان ،فال يس4تطيع الب4ائع
منع دائن المشتري من التنفيذ على الم4بيع ،وجمي4ع ه4ذه األحك4ام تنطب4ق على ض4مان التع4رض الشخص4ي ،وك4ذلك ض4مان
التعرض الصادر من الغير.
-االلتزام بالضمان ال يقبل التجزئة :االل44تزام بالض44مان ه44و ال44تزام غ44ير قاب44ل للقس44مة ،وتظه44ر أهمي44ة تل44ك الخاص44ية في
حال وفاة البائع وانتقال التركة إلى الورثة ،فلو كان للمورث وريثان ،وورث كل منهما نصف الترك44ة ،فال يج44وز
169
:::::مقرر العقود المدنية :::::
لل4وارث ال4ذي حص44ل على النص44ف أن يتع4رض للمش4تري في نص44ف العق4ار باعتب4ار أن4ه مل4زم فق4ط بع4دم التع4رض
في حدود النصف الذي آل إليه ،وإ نما يظل ملزما بعدم التعرض في كل العقار ،اس4تنادا إلى أن االل4تزام بالض44مان
غ44ير قاب44ل لالنقس44ام أو التجزئ44ة ،وذات األم44ر فيم44ا ل44و ب44اع شخص44ان عق44ارا واح44دا ،فيك44ون ك44ل منهم44ا ملزم44ا بع44دم
التع4رض في كام4ل العق4ار ،وليس في ح4دود نص4يبه في العق4ار الم4بيع ،وعل4ة ذل4ك أن االل4تزام بالض4مان ه4و ال4تزام
سلبي ،فأي إخالل به يعد إخالال بااللتزام كامال.
على ال44رغم من س44يادة قاع44دة العق44د ش44ريعة المتعاق44دين ،واعتب44ار العق44د بم44ا تض44منه من ش44روط بمثاب44ة تش44ريع إرادي،
استنادا إلى مبدأ سلطان اإلرادة ،فإن هذه القاعدة كثيرا ما تصطدم بالنواهي المنصوص عليها في النصوص الشرعية
والقانونية ،وفي نطاق اتفاقات تع4ديل المس4ؤولية ،فق4د أج4از الق4انون وك4ذلك الفق4ه اإلس4المي االتف4اق عليه4ا ،فطالم4ا أنه4ا
ال تح 44ل حرام 44ا وال تح 44رم حالال فهي ج 44ائزة فقه 44ا وقانون 44ا ،غ 44ير أن األم 44ر ب 44ات مختلف 44ا في نط 44اق االل 44تزام بض 44مان
التع44رض الشخص44ي ،إذ ف َّ4ر ق الفق44ه في ه44ذا الص44دد واس44تنادا إلى النص44وص القانوني44ة الناظم44ة له44ذا االل44تزام بين ثالث44ة
فروض:
الفرض األول :االتفاق على تشديد االلتزام بالضمان :فاالتفاق على تشديد المسؤولية بحسب القواعد العامة ه44و اتف44اق
ج 44ائز وص 44حيح ،وذل 44ك لع 44دم تعل 44ق األم 44ر بالنظ 44ام الع 44ام واآلداب العام 44ة ،وليس في 44ه مخالف 44ة ألحك 44ام الفق 44ه اإلس 44المي،
ويترك تقدير األمر إلرادة المتعاقدين ،وبحسب ما يتراضيان عليه (خضر1979 ،م) ،ومن ذلك على سبيل المث44ال أن
يشترط مشتري المحل التجاري على البائع عدم المنافسة ليس فقط في بيع الس44لع ال44تي تب44اع في ه44ذا المح44ل ،وإ نم44ا في
س44لع أخ44رى ين44وي المش44تري إض44افتها إلى قائم44ة س44لع المح44ل الحق44ا ،ف44إذا رض44ي الب44ائع ب44ذلك ك44ان مس44ؤوال عن ع44دم
التع44رض للمش44تري ح44تى في تل44ك الس44لع ال44تي لم تكن من ض44من المح44ل الم44بيع (أب44و ق44رين2006 ،م) ،وال ب44د أن يك44ون
االتف44اق على تش44ديد مس44ؤولية الب44ائع بع44دم التع44رض الشخص44ي ص44ريحا وال يمكن أن يس44تفاد ض44منيا؛ وذل44ك ألن44ه يع44د
بمثابة استثناء على األصل واالستثناء ال يكون إال صراحة.
الفرض الثاني :إنقAاص الضAمان :في ه44ذا الف44رض يتف44ق الطرف44ان على إنق44اص ض44مان التع44رض الشخص44ي عن الح44د
ال44ذي ح44دده الق44انون ،ومثال44ه أن يش44ترط ب44ائع المح44ل التج44اري على المش44تري أن يس44مح ل44ه بافتت44اح مح44ل تج44اري إلى
جواره ،ليبيع بعض السلع التي كان يبيعه4ا في المح4ل الم4بيع ،ف44إذا م4ا واف44ق المش4تري على ذل4ك أص44بح من ح4ق الب4ائع
ممارسة ذلك النشاط ،وال يعد فعله هذا تعرضا شخصيا منه إال إذا خالف حدود االتفاق.
الفرض الثالث :اإلعفاء النهائي من الضAAمان :وه44ذا االتف44اق يتض44من إس44قاط الض44مان بش44كل نه44ائي عن ع44اتق الب44ائع،
ويف44رق الفق44ه في حكم ه44ذا االتف44اق بين أم44رين ،األم44ر األول :أن يتف44ق على إس44قاط الض44مان بالنس44بة لعم44ل معين وليس
170
:::::مقرر العقود المدنية :::::
كل الضمان ،ومثاله أن يتفقا على إسقاط ض4مان ب4ائع المح4ل التج4اري بالنس4بة لج4زء من نش4اط المح4ل التج4اري وليس
كل44ه ،فل44و ب44اع ص44احب مح44ل الوجب44ات الس44ريعة محل44ه إلى آخ44ر واش44ترط إس44قاط االل44تزام بض44مان تعرض44ه فيم44ا يتعل44ق
بنشاط الفول والفالفل دون باقي الوجبات األخ4رى ،ص4ح ذل4ك االتف4اق ،وك4ان من حق4ه افتت4اح مح4ل تج4اري إلى ج4وار
المحل المبيع والعمل في نشاط الفول والفالفل ،وال يعد ذلك تعرضا منه ،أما األمر الثاني :فيتف44ق في44ه المتعاق44دان على
إسقاط الضمان كامال وبصفة مطلقة دون تحدي4د األعم4ال المس4توجبة للض4مان ،ومث4ل ه4ذا االتف4اق يق4ع ب4اطال ،ذل4ك أن4ه
ينط44وي على ني44ة الغش والتقص44ير من ج44انب الب44ائع ،باإلض44افة إلى أن44ه ال يج44وز للب44ائع أن يش44ترط ع44دم مس44ؤوليته عن
فعله المتعمد (أبو قرين2006 ،م).
171
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
. 1مضمون التزام البائع بضمان التعرض الصادر من الغير في القانون والفقه اإلسالمي:
يقصد بالتعرض بصفة عامة أنه كل فعل يؤدي إلى حرمان المشتري من كل أو بعض السلطات التي يخوله4ا ل4ه الق4انون
(عبد السالم1980 ،م) ،التي تختلف بحسب طبيعة الحق المبيع والحالة التي كان عليه4ا الم4بيع وقت ال4بيع وم4ا انص4رفت
إلي44ه إرادة المتعاق44دين ،وفيم44ا يتعل44ق ب44التزام الب44ائع بض44مان ع44دم تع44رض الغ44ير للمش44تري فيقص44د ب44ه "ال44تزام الب44ائع بعم ٍ4ل
مضمونه منع تعرض أجنبي يكون له وقت البيع حق على المبيع يحتج به على المشتري ،أو كان ه4ذا الح4ق ق44د نش4أ بع4د
البيع؛ ولكن آل إليه من البائع نفسه" (الم44ادة ،429الق4انون الم44دني المص44ري) ،وعلى خالف ض44مان التع44رض الشخص44ي
ال يض44من الب44ائع هن44ا س44وى التع44رض الق44انوني الص44ادر من الغ44ير دون التع44رض الم44ادي ،وعلى المش44تري أن يواج44ه أي
تع44رض م44ادي من الغ44ير بمف44رده ،ومرج44ع ذل44ك أن44ه ال يمكن للب44ائع أن يمن44ع الغ44ير األجن44بي عن العق44د من التع44رض مادي44ا
للمش44تري ،خاص44ة أن التع44رض الم44ادي ال يس44تند في44ه فاعل44ه إلى س44ند ق44انوني أو فع44ل معين من الب44ائع (المه44دي ،المه44دي،
2007م).
ب .مضمون ضمان تعرض الغير فقها "ضمان الَد َر ك أو ضمان عهدة المبيع":
عرفت قواعد الفقه اإلسالمي هذا النوع من التعرض وفق ما يع4رف بض4مان ال4درك ،أو ض4مان العه4دة ،ويع4رف ض4مان
الدرك كما وضحه الزرق4ا بأن4ه "ه4و ال4تزام س4المة الم4بيع مم4ا يمكن أن يلحق4ه أو يدرك4ه من حق4وق لغ4ير الب4ائع في عين4ه،
وتحمل التبع4ة عن4د ظه4ور ح4ق في4ه ألح4د" (الزرق44ا1998 ،م ،ص ،)126غ4ير أن الحنفي4ة اخت4اروا لض44مان ال4درك تعريف4ا
آخرا مفاده أنه "التزام تسليم الثمن عند استحقاق المبيع" ،بينما عرفه الشافعية بأن4ه "ه4و أن يض4من ش4خص ألح4د العاق4دين
م44ا بذل44ه لآلخ44ر إن خ44رج مقابل44ه مس44تحقا أو معيب44ا أو ناقص 44ا لنقص الص 44نجة س44واء أك44ان الثمن معين44ا أم في الذم44ة" ،أم44ا
الحنابلة فيعبرون عنه بأنه ضمان العهدة (.)www.al-eman.com
وأي44ا ك44ان التعري44ف ال44ذي اتخ44ذه فقه44اء المس44لمين لبي44ان مض44مون ض44مان ال44درك ،إال أن األم44ر يظ44ل في نط44اق م44ا نتح44دث
عنه ،وهو ضمان تنفيذ أحد المتعاقدين لما ال4تزم ب4ه في مواجه4ة الط4رف اآلخ4ر ،وه4ذا الض4مان يل4تزم ب4ه الب4ائع بمقتض4ى
عق44د ال44بيع دون حاج44ة إلى اش44تراط ص44ريح علي44ه ،فكم44ا بيّن ا مس44بقا لم تف44رق أحك44ام الفق44ه اإلس44المي بين مقتض44يات العق44د
172
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وااللتزام44 4ات الناش44 4ئة عن44 4ه؛ ول44 4ذلك ال نج44 4د كتب الفق44 4ه اإلس44 4المي تع44 4الج ض44 4مان التع44 4رض بش44 4قيه في ب44 4اب االلتزام44 4ات
المفروض44ة على ع44اتق الب44ائع ،وإ نم44ا من مقتض44يات العق44د ،ول44ذا فق44د نص44ت الم44ادة ( )378من المجل44ة الش44رعية على ع44دم
صحة أي تصرف يجريه البائع بعد إبرام العقد ويكون محله المبيع ذاته ،وهذا كما أوضحت المادة يعد من أحك4ام العق4د،
وعليه فأي تع4رض من قب4ل الغ4ير ال4ذي حص44ل على ح4ق من الب4ائع على الم4بيع ذات4ه في وقت الح4ق على العق4د ،ال يعت4د
ب 44ه ،وال يمكن االحتج 44اج ب 44ه في مواجه 44ة المش 44تري؛ ألن الم 44بيع بمج 44رد العق 44د أص 44بح في مل 44ك المش 44تري ،ومن ثم تع 44د
التصرفات الص44ادرة من الب4ائع باطل4ة؛ ألن4ه تص44رف فيم4ا لم يمل4ك ،وه4ذا محض م4ا يقتض44يه عق4د ال4بيع وفق4ا ألحك4ام الفق4ه
اإلسالمي.
فإذا ك4ان األص4ل أن يل4تزم الب4ائع به4ذا الض4مان في مواجه4ة المش4تري فإن4ه من الممكن أيض4ا أن يل4تزم ب4ه غ4يره ،على أن
يشترط ذلك صراحة ،وفيه يتكفل ش4خص آخ4ر غ4ير الب4ائع بض4مان م4ا ي4ترتب على الب4ائع من تبع4ات مالي4ة إذا ظه4ر فيم4ا
بع44د أن الم44بيع مس44تحق للغ44ير ،ويس44مى كفيال بال44درك (الزرق44ا1998 ،م) ،فيص44بح حينه44ا الكفي44ل مس44ؤوال كم44ا ل44و ك44ان ه44و
نفسه البائع ،ويمكن حينها للمش4تري الرج4وع على ه4ذا الكفي4ل ،كم4ا يمكن4ه الرج4وع على الب4ائع نفس4ه؛ إذ إن كفال4ة ال4درك
ال تعفي44ه من المس44ؤولية ،وإ نم44ا هي تأكي44د لس44المة الم44بيع من أي مطالب44ات على الم44بيع من قب44ل الغ44ير ،ويك44ثر تط44بيق ه44ذه
الص44ورة من الكفال44ة أو الض44مان في ح44ال ك44ان الب44ائع مجه44وال (الزرق44ا1998 ،م) ،خاص44ة إذا ك44ان الم44بيع س44هل التقلي44د أو
التزوير كما هو الحال في المجوهرات واآلثار واألحجار النفيسة.
وقد عالجت المجلة العدلية أحكام كفالة الدرك في إطار تنظيمه4ا لعق4د الكفال4ة ،وفي تعريفه4ا لكفال4ة ال4درك نص4ت الم4ادة (
) 616منها على أن كفالة الدرك "هي الكفالة بأداء ثمن المبيع وتسليمه أو بنفس البائع إن اس44تحق الم44بيع" وه44ذا التعري44ف
الذي اختارته المجلة شمل صورتي ضمان الدرك ،وهما كفالة البائع نفسه لضمان ع4دم اس44تحقاق الم44بيع ،وكفال44ة ش44خص
آخ4ر بخالف4ه ،وبينت أن ه4ذه الكفال4ة تق4وم في ح4ال اس4تحقاق الم4بيع ،ولم ت4بين م4ا إذا ك4ان المقص44ود ه4و االس4تحقاق الكلي
فقط أم يشمل االستحقاق الكلي والجزئي ،وأيا كان األم4ر ف4األمور وفق4ا للمس4تقر من القواع4د الفقهي4ة تج4ري على إطالقه4ا
ما لم يرد نص يقيدها ،ومن ثم تحمل كلمة االستحقاق هنا على أنها تشمل نوعي االستحقاق الكلي والج4زئي ،أم4ا ض4مان
عهدة المبيع وهو يقابل ض4مان ال4درك فق4د نظمت4ه المجل4ة الش4رعية ،فنص4ت في الم4ادة ( )1089منه4ا على "يص4ح ض4مان
عهدة المبيع ،مثال :لو ضمن شخص لمشتٍر الثمن إن اس4تحق الم4بيع أو ورد بعيب أو ض4من أرش4ه أو ض4من لب4ائع الثمن
قبل تسليمه أو إن ظهر بالثمن عيب أو استحق ص44ح ض44مانه" ،كم4ا نص44ت الم4ادة ( )1090منه4ا على" :ي4دخل في ض44مان
العه44دة قيم44ة مس44تهلكات أنفقه44ا المش44تري في عم44ارة الم44بيع فه44دمها المس44تحق" ،ويب44دو أن المجل44ة الش44رعية ع44رفت ض44مان
التعرض الصادر من الغير تحت عنوان "ضمان العه4دة" وأج4ازت في4ه أن يك4ون الض4امن شخص4ا آخ4ر غ4ير الب4ائع وغ4ير
المش44تري في ح44ال ك44ان الض44مان لص44الح الب44ائع ،وه44و ذات المع44نى ال44ذي أخ44ذت ب44ه المجل44ة العدلي44ة ،وكالهم44ا يتف44ق م44ع م44ا
أخذت به أحكام الفقه اإلسالمي.
173
:::::مقرر العقود المدنية :::::
. 2شروط ضمان التعرض الصادر من الغير (وما يشترط لصحة ضمان الدرك أو العهدة):
حتى يلتزم البائع بضمان التعرض الصادر من الغير فال بد أن تتوافر عدة شروط نبينها فيما يلي:
ال يق44وم ض 44مان التع44رض الص 44ادر من الغ44ير في مواجه44ة الب44ائع إال إذا ك44ان ه44ذا التع44رض قانوني44ا ،أي مس44تندا إلى ح44ق
يدعي44ه الغ44ير على الم44بيع (خض44ر1979 ،م) ،وه4ذا الش44رط يب44دو أن أحك44ام الفق4ه اإلس44المي ق44د اش44ترطته أيض44ا ،وق44د رأين44ا
خالل معالجتنا لضمان الدرك وضمان العهدة ،أن جميع األحكام التي عالجت هذا الن44وع من الض44مان ق44د قّي دت قيام44ه في
حال اس4تحق الم4بيع من تحت ي4د المش4تري ،وال يس4تحق الم4بيع وفق4ا ألحك4ام الفق4ه اإلس4المي إال إذا ك4ان الغ4ير مس4تندا في
ادعائه بملكي4ة الم4بيع أو أي ح4ق عي4ني أو شخص4ي آخ4ر علي4ه إلى ح4ق ش4رعي ،وال يمكن الق4ول إن هن4اك أس4بابا مكس4بة
للملكية ال تستند إلى سند ق44انوني أو ش4رعي ،وإ نم4ا تكتس4ب بم4رور ال4زمن عن طري4ق التق4ادم ،وهي واقع4ة مادي4ة وليس4ت
قانوني44ة؛ وذل44ك ألن أحك44ام الفق44ه اإلس44المي ال تأخ44ذ بالتق44ادم أو م44رور ال44زمن كس44بب لكس44ب الملكي44ة على خالف الق44وانين
الوضعية ذات األصول الالتينية.
ومن الحقوق القانونية التي يمكن أن يدعيها الغير على المبيع ،حق الملكية كما لو ظهر أن الم44بيع كل44ه أو بعض44ه ممل44وك
لغير البائع ،ويسمى في هذه الحالة استحقاق المبيع ،كذلك قد يظهر أن المبيع محم44ل بح44ق عي44ني تبعي من ش44أنه أن يثق4ل
كاهل المبيع ويعرضه للتنفيذ عليه ،ويسمى هذا النوع من التعرض بحق االحتباس ،وقد يكون الح4ق الم4دعى ب4ه من قب4ل
الغير هو حق ارتفاق ،وسنعود لمعالجة هذه الحاالت بالتفصيل في موضع آخر من هذه الوحدة إن شاء اهلل.
ب .الشرط الثاني :أن يكون الحق الذي يستند إليه الغير ثابتا له وقت البيع أو آيال له بعد البيع بفعل البائع
نفسه:
فلكي يتحق44ق ض44مان الب44ائع لتع44رض الغ44ير للمش44تري ،ال ب44د أن يك44ون الح44ق ال44ذي يدعي44ه الغ44ير على الم44بيع موج44ودا وقت
ال 44بيع ،أو أن يك 44ون الح 44ق ق 44د آل إلى الغ 44ير بع 44د ال 44بيع من الب 44ائع نفس 44ه (م 44رقس1980 ،م) ،ف 44إذا ك 44ان الح 44ق الم 44دعى ب 44ه
موجودا وقت البيعُ ،س ئل عنه البائع في جميع األح4وال ،ويس4توي حينه4ا أن يك4ون للب4ائع دخ4ل في ترتيب4ه كم4ا ل4و ك4ان ق44د
قرر حق ارتفاق للغير على العقار المبيع ،أو كان ليس للبائع دخل في ذلك ،كما لو كان الغير ق44د وض44ع ي44ده على العق4ار
المبيع واكتملت مدة التقادم قبل انعقاد العقد بساعة واحدة ،أما إذا كان المتعرض لم يكتسب حقه إال بع44د ال44بيع ،فال يل44زم
البائع بالضمان إال إذا كان هو الذي منح الغير هذا الحق ،ومثال ذلك أن يقوم ببيع العقار المبيع إلى أك44ثر من مش44تر ،ثم
يقوم المشتري األخير بتسجيل عقده ،فيكون حقه هو الوحيد النافذ في مواجه4ة الغ4ير ،وذل4ك تطبيق4ا ألحك4ام نظ4ام التس4جل
174
:::::مقرر العقود المدنية :::::
العي44ني الس44عودي الص44ادر ع44ام 1423هـ ،وفي ه44ذه الحال44ة يق44وم ض44مان الب44ائع ويح44ق لب44اقي المش44ترين أن يرجع44وا علي44ه
بضمان االستحقاق ،أما إذا كان الحق الذي يدعيه الغير على المبيع ق44د آل إلي4ه بع4د ال4بيع؛ ولكن لس4بب آخ4ر ال يع4ود إلى
البائع فال يضمن هذا األخير (البدراوي1970 ،م) ،وال يشترط لرجوع المشتري على البائع بالضمان في حال اس44تحقاق
المبيع أن يكون ج4اهال بوج4ود ذل4ك التع4رض ،وإ نم4ا يج4وز ل4ه الرج4وع على الب4ائع ح4تى في تل4ك الح4االت ال4تي ك4ان يعلم
فيها بوجود حق الغير على المبيع ،ما لم يوجد في العقد اتفاق بخالف ذلك.
فال يل44تزم الب44ائع بض44مان تع44رض الغ44ير إال إذا ك44ان التع44رض ق44د وق44ع فعال ،مم44ا أث44ر على حق44وق المش44تري ،وي44رى الفق44ه
القانوني أنه يقصد بأن يكون التعرض حاال أن يكون الغير المتعرض قد رفع دع44وى قض44ائية للمطالب44ة بحق44ه على الم44بيع
(خضر1979 ،م) ،وهذه الدعوى تختلف بحس4ب طبيع4ة الح4ق الم4دعى ب4ه ،فق4د تك4ون دع4وى اس4تحقاق كلي على الم4بيع،
أو دع4وى اس4تحقاق ج4زئي يط4الب فيه4ا الغ4ير بملكي4ة ج4زء من الم4بيع ،أو دع4وى ارتف4اق ،أو دع4وى رهن يرفعه4ا ال4دائن
المرتهن على الغير ح4ائز العق4ار المره4ون ،ال4ذي يك4ون ل4ه الح4ق في أن يتخلى عن العق4ار ،أو أن ي4دفع ال4دين المطل4وب،
أو أن يس 44عى لش 44طب ال 44رهن ب 44أي وس 44يلة ك 44انت ،وق 44د عالج 44ه المنظم الس 44عودي من خالل نظ 44ام ال 44رهن العق44اري الص 44ادر
بالمرسوم الملكي رقم م 75 /وبتاريخ 1424 /21/11هـ ،حيث نص44ت الفق4رة الثاني4ة من الم4ادة الحادي4ة عش4رة من4ه على
أن 44ه "إذا لم يكن العق 44ار مس 44جال وفق 44ا ألحك 44ام نظ 44ام التس 44جيل العي 44ني للعق 44ار ،فال يج 44وز لل 44راهن أن يتص 44رف في عق 44اره
المره44ون ،م44ا لم يتف44ق على خالف ذل44ك ،"...ومض44مون ه44ذا النص أن44ه إذا تص44رف الم44دين ال44راهن في العق44ار المره44ون
وكان هذا العقار غير مسجل فإن4ه ال يح4ق ل4ه التص4رف في4ه ،ف4إذا تص4رف في4ه للغ4ير ال4ذي ال يعلم بوج4ود ذل4ك ال4رهن أو
حتى يعلم بوجوده ،ثم تعرض له الدائن المرتهن وطالب ببطالن العق4د لوج44ود ال44رهن ،فيع44د في ه44ذه الحال44ة تعرض44ا ح44اال
وقانونيا ،تقوم به مسؤولية بائع العقار في مواجهة مشتريه الس4تحقاق الم4بيع من تحت ي4ده لص4الح ال4دائن الم4رتهن وب4اقي
الدائنين في حال وجودهم ،وبناء على ما تقدم إذا لم يكن المتعرض قد لجأ إلى القضاء ورفع دعوى قضائية يطالب فيها
بحقه على المبيع ،فال يعد ذلك من قبيل التعرض وال تقوم به مسؤولية البائع عن الضمان.
د .ما يشترط وما ال يشترط لصحة كفالة الدرك أو ضمان عهدة المبيع:
وفيما يتعلق بشروط كفالة غير البائع لضمان البائع ،وهو ما عرفناه فقها بضمان الدرك أو كفال4ة ال4درك ،وك4ذلك ض4مان
العهدة،
-أن يك 44ون الكفي 44ل بالغ 44ا ع 44اقال :يتطلب الفق 44ه في الكفي 44ل أن يك 44ون ع 44اقال وبالغ 44ا ،فال تص 44ح كفال 44ة المجن 44ون والمعت 44وه
والصبي ،وفيما يتعلق بكفالة الصبي فال تجوز على اإلطالق ،حتى ولو أجازها بعد بلوغ4ه ،وه4ذا م4ا نص44ت علي4ه
صراحة المادة ( )628من المجل4ة العدلي4ة ،والعل4ة من ع4دم قب4ول إج4ازة الص4بي للكفال4ة بع4د البل4وغ أن الكفال4ة تع4د
175
:::::مقرر العقود المدنية :::::
من عق 44ود الت 44برع ،ال 44تي إن أبرمه 44ا الص 44بي غ 44ير الب 44الغ وقعت باطل 44ة بطالن 44ا مطلق 44ا ،والبطالن المطل 44ق ال يقب 44ل
اإلجازة.
-عدم اشتراط بلوغ المكفول عنه :فال يتطلب الفقه اإلسالمي أن يك4ون المكف4ول عن4ه بالغ4ا أو ع4اقال ،وعلى ذل4ك تص44ح
كفال44ة دين المجن44ون ،والص44بي (الم44ادة ،629المجل44ة العدلي44ة) ،ك44أن يك44ون ق44د أب44رم العق44د ح44ال عقل44ه ،ثم فق44ده بع44د
ذلك ،فال يوجد ما يمنع من أن يقوم أحد األغيار بكفالته لضمان حق المشتري ،ويأخذ الص44بي ذات الحكم ،والعل44ة
من ذلك أن عقد الكفالة من العقود النافعة نفعا محضا للمتبرع له ،ويعد المكفول عنه هنا متبرعا له ،وعقد الكفالة
متمخض لمنفعته نفعا محضا ،ولذا ال يشترط بلوغه أو عقله.
-ع44دم اش 44تراط معلومي 44ة الم 44بيع بالنس 44بة للكفي 44ل :وعلى ذل 44ك نص 44ت الم 44ادة ( )630من المجل 44ة العدلي 44ة ،ال 44تي اش 44ترطت
لصحة كفالة النفس أن يكون المكفول به معلوما ،أما بالنسبة لكفالة الم4ال وهي ال4تي نتح4دث عنه4ا هن4ا فال يش4ترط
أن يك44ون ذل44ك الم44ال معلوم44ا ،فل44و ق44ال أن44ا كفي44ل م44ال فالن على فالن ص44حت الكفال44ة ،وإ ن لم يكن مق44داره معلوم44ا،
ويبدو أن ع4دم اش4تراط مث4ل ه4ذا الش4رط في كفال4ة ال4درك أو عه4دة الم4بيع ه4و عين الص44واب ،ذل4ك أن قيم4ة الم4بيع
في تغير مستمر صعودا ونزوال بحسب قوانين العرض والطلب في السوق ،فلو تم تحديد قيمة معين44ة للمكف44ول ب44ه
وقت الكفالة فربما تتغير قيمة الدين المكفول الحقا؛ ولكن إن اتفقت أطراف الكفالة على قيم44ة معين44ة بحيث أص44بح
المكفول به معلوما وقع ذلك صحيحا؛ إذ ال يوجد ما يمنع من ذلك.
-أن يك 44ون الح 44ق المكف 44ول ب 44ه مض 44مونا على األص 44يل :بمع 44نى أن ال 44تزام األص 44يل ق 44ائم ويلزم 44ه الوف 44اء ب 44ه ،وبمفه 44وم
المخالفة إذا كان التزام األصيل باطال ترتب على ذلك أيضا بطالن التزام الكفيل ،إذ إنه يتبعه في جميع أوصافه.
-مضمون التزام البائع في حال حدوث التعرض من الغير :إذا تحققت شروط ضمان التع44رض من الغ44ير للمش44تري
على النحو الذي عرضنا ل4ه ،ك4ان على الب4ائع ح4تى ينف4ذ التزام4ه عين4ا أن ي4دفع عن المش4تري ه4ذا التع4رض ،ف4إذا لم
يستطع دفع ذل4ك التع4رض ،ك4ان مخال بتنفي4ذ التزام4ه؛ ألن4ه مل4تزم بتحقي4ق نتيج4ة وليس مج4رد ب4ذل عناي4ة ،وفي ه4ذه
الحال 44ة يل 44تزم بتع 44ويض المش 44تري ،وه 44و م 44ا يس 44مى بض 44مان االس 44تحقاق (خض 44ر1979 ،م) ،وس 44نتحدث عن ض 44مان
االس44تحقاق في موض44ع آخ4ر من ه4ذه الوح4دة ،وم4ا س4نتحدث عن4ه هن4ا ه4و ال4تزام الب4ائع ب4دفع التع4رض ،ف44إذا م4ا وق44ع
التع 44 4رض فعال من خالل لج 44 4وء الغ 44 4ير إلى القض 44 4اء ،مختص 44 4ما المش 44 4تري ومطالب 44 4ا بحٍّ4 4 4ق على الم 44 4بيع وجب على
المشتري إخطار البائع بذلك التعرض في الوقت المالئم ،وذلك ليتولى الدفاع عنه (مرقس1980 ،م) ،وفي حال لم
يخطره بذلك واستحق المبيع كله أو جزءا منه من تحت يده ،فإن القانون قد رّتب على ذلك آثارا قانونية قد يترتب
عليها ضياع حق المشتري في الرجوع على البائع بالضمان الحقا ،وفيما يلي نبين ذلك بالتفصيل:
176
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا أخط44 4ر المش44 4تري الب44 4ائع ب44 4دعوى الغ44 4ير المتع44 4رض ،وجب على الب44 4ائع حينه44 4ا أن يت44 4دخل لحماي44 4ة المش44 4تري ،وذل44 4ك
باالنض 44مام إلى ال 44دعوى المرفوع 44ة علي 44ه من قب 44ل الغ 44ير المتع 44رض ،أو ب 44الحلول محل 44ه إذا لم يكن المش 44تري راغب 44ا في
االستمرار في الدعوى ،وقد ال يتدخل البائع ،فنكون أمام فرضين:
الفرض األول :تدخل البAائع في الAدعوى :حيث ق44د ي44ؤدي ت44دخل الب44ائع س44واء باالنض44مام أو ب44الحلول مح44ل المش44تري في
الدعوى ،وتوليه الرد على طلبات الغير المدعي بالحق على المبيع ،خسران هذا األخير لدعواه ،فإذا تمكن من ذل44ك فإن44ه
يك4ون ق44د نف4ذ التزام4ه تنفي4ذا عيني4ا بض44مان التع4رض ،أم4ا إن خس4ر ه4و ال4دعوى وتمكن الغ4ير الم4دعي من الحص44ول على
حكم لصالحه في الدعوى ،فإن البائع يكون هنا مخال بتنفيذ التزام44ه؛ ألن44ه لم يتمكن من تحقي44ق النتيج44ة المطلوب44ة ،ويك44ون
بذلك ضامنا لالستحقاق أي التعويض( .خضر1979 ،م).
الفرض الثاني :عدم تدخل البائع في الدعوى :فعلى الرغم من إخطاره من قبل المشتري بالتعرض الحاصل من الغ44ير،
فإنه لم يتدخل ولم يتول الدفاع عن حقوق المشتري في مواجهة الغير ،األمر ال44ذي ق44د ينتهي بخس44ران المش44تري لل44دعوى
في مواجه44ة الغ44ير المتع44رض ،ف44إذا ح44دث ذل44ك يك44ون الب44ائع ق44د أخّ4ل بتنفي44ذ التزام44ه في مواجه44ة المش44تري ،ومن ثم وجب
علي 44ه الض 44مان ،م 44ا لم يثبت أن الحكم ال 44ذي ص 44در لص 44الح الغ 44ير المتع 44رض ك 44ان بت 44دليس وتواط 44ؤ بين المش 44تري والغ 44ير
المدعي ،أو كان نتيجة خطأ جسيم من المشتري ،كما أن للمشتري في هذه الحالة أيضا أن يتص44الح م4ع الغ4ير المتع4رض
متى تأكد له أنه محٌّق في دعواه ،وذلك دون أن ينتظر صدور حكم المحكمة في ذل44ك ،وال ينف44ذ ذل44ك الص44لح في مواجه44ة
الب4ائع إال إذا ك4ان المش4تري ق44د أخط4ره بتع4رض الغ4ير في ال4وقت المالئم؛ ولكن4ه لم يت4دخل (الم4ادة ،441الق4انون الم4دني
المصري) ،كل ذلك بالطبع ما لم يثبت البائع أن الغير المتعرض لم يكن على حق في دعواه ،فإن استطاع أن يثبت ذلك
امتنع على المشتري الرجوع عليه بدعوى الضمان (البدراوي1970 ،م).
في هذه الصورة ال يقوم المشتري بإخطار البائع بالتعرض الحاص4ل ل4ه من الغ4ير في انتفاع4ه ب4المبيع أو حيازت4ه ل4ه ،أو
أن يك 44ون ق 44د أخط 44ره؛ ولكن في ال 44وقت غ44ير المالئم ،وس 44ار في ال 44دعوى وح 44ده ،مم 44ا أدى إلى خس 44رانه له 44ا في مواجه 44ة
الغير المتعرض ،وعلى الرغم من عدم إخطاره للبائع هنا فإنه يحق له الرجوع علي4ه ب4دعوى الض4مان ،ويح4ق للب4ائع في
المقابل أن يدفع دعوى الضمان المرفوعة عليه من قبل المشتري ،بإثبات4ه أن تدخل4ه في دع4وى االس4تحقاق المرفوع4ة من
177
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الغ44ير على المش44تري ك44انت س44تؤدي إلى رفض طلبات44ه ،ف44إذا اس44تطاع أن يثبت ذل44ك امتن44ع على المش44تري الرج44وع علي44ه
بدعوى ضمان االستحقاق (أبو قرين2006 ،م).
في هذه الصورة يلجأ المشتري للتخلص من احتمالية استحقاق المبيع كله أو جزء منه ،إلى دفع مبلغ من النقود أو ب44أداء
ش 44يء آخ 44ر (خض 44ر1979 ،م) ،وفي ه 44ذه الحال 44ة يح 44ق للب 44ائع للتخلص من الض 44مان ب 44أن ي 44دفع للمش 44تري م 44ا دفع 44ه للغ 44ير
المتع44رض ،م44ع رد جمي44ع المص44روفات ال44تي دفعه44ا ،على أن العم44ل به44ذه الحال44ة يتطلب أن يك44ون المش44تري ق44د اتف44ق م44ع
الغير المتعرض قب4ل ص4دور الحكم في دع4وى االس4تحقاق ،أم4ا إذا ك4ان ذل4ك االتف4اق ق4د تم بع4د ص4دور الحكم النه4ائي في
دعوى االستحقاق ،ولصالح الغير المتعرض ،ثم اتفق معه المشتري على أن يترك له المبيع المستحق مقابل مبلغ معين،
ففي هذه الحالة يمكن للمشتري الرجوع على البائع بدعوى االستحقاق ،وال يمكن للبائع هنا أن يتخلص من الضمان برد
المبلغ الذي دفعه المشتري للغير المتعرض (المهدي ،المهدي2007 ،م).
178
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
إذا ما رجع الغ4ير على المش4تري من خالل دع4وى االس4تحقاق ،وُح كم فيه4ا لص4الحه ،وفق4د المش4تري الم4بيع ال4ذي ك4ان ق4د
تملكه بموجب عقد البيع المبرم بينه وبين البائع ،فيج4وز ل4ه في ه4ذه الحال4ة الرج4وع على الب4ائع ال4ذي أخّ4ل بتنفي4ذ التزام4ه
بض 44مان التع 44رض الص 44ادر من الغ 44ير ،ويك 44ون ذل 44ك الرج 44وع من خالل م 44ا يع 44رف بض 44مان االس 44تحقاق ،ويع 44رف الفق 44ه
الق44انوني ض44مان االس44تحقاق بأن44ه ه44و "ال44تزام الب44ائع بتع44ويض المش44تري عم44ا أص44ابه من ض44رر بس44بب اس44تحقاق الم44بيع"
(خض 44ر1979 ،م ،ص ،)252واالس 44تحقاق ه 44و "أن ينجح الغ 44ير في أن ي 44نزع قانون 44ا من المش 44تري ملكي 44ة الم 44بيع كل 44ه أو
ج44زء من44ه أو أي ح44ق علي44ه" (المه44دي ،المه44دي2007 ،م ،ص ،)280فض44مان االس44تحقاق ال يق44وم إال إذا فش44ل الب44ائع في
دفع التعرض القانوني الص4ادر من الغ4ير إذا م4ا ك4ان س4بب ذل4ك التع4رض راجع4ا إلي4ه ،وبيّن ا فيم4ا س4بق أن أوض4اع الب4ائع
في مواجه44ة تع44رض الغ44ير للمش44تري في حيازت44ه ومنفعت44ه ب44المبيع تختل44ف بحس44ب م44ا إذا ك44ان ق44د ُأخط44ر ب44التعرض أو لم
يخطر ب4ذلك ،وبحس4ب م4ا إذا ك4ان ق44د ت4دخل أو لم يت4دخل ل4رد ذل4ك االعت4داء ،بي4د أن4ه في جمي4ع األح4وال إذا لم يتمكن من
رد تعرض الغير فإنه يكون قد أخّل بتنفيذ التزامه في مواجهة المشتري ،وقام بما يسمى ضمان االستحقاق.
دعوى االستحقاق يرفعه4ا المش4تري أو ورثت4ه أو دائن4وه على الب4ائع للمطالب4ة ب4التعويض ،ج4زاء إخالل4ه بتنفي4ذ التزام4ه في
رد التع444رض الص444ادر من الغ444ير على ح444ق المش444تري المس444تمد من عق 44د ال 44بيع ،ول 44ذلك ف 44دعوى االس444تحقاق تتم444يز بع444دة
خصائص تميزها عن غيرها من الدعاوى المشابهة لها ،ومن خصائصها:
-دعوى االستحقاق هي دعوى عقدية :وذلك ألن التعويض الناتج عن استحقاق الشيء المبيع إنما يستند إلى عق44د ال44بيع
نفس44ه ،ول44ذلك فهي دع44وى عقدي44ة ،وه44ذا م44ا يجعله44ا مختلف44ة عن دع44وى اإلبط44ال ل44بيع مل44ك الغ44ير؛ إذ إن التع44ويض
المط4الب ب4ه في ح4ال إبط4ال العق4د غ4ير مس4تند إلى العق4د ،وإ نم4ا يخض44ع للقواع4د العام4ة في المس4ؤولية التقص44يرية،
كم44ا أن44ه إذا لج44أ المش44تري إلى المطالب44ة بفس44خ العق44د إلخالل الب44ائع بتنفي44ذ التزام44ه بالض44مان ،فرجوع44ه ب44التعويض
179
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بع 44دها لن يك 44ون أساس 44ه العق 44د؛ ألن 44ه س 44يزول ب 44أثر رجعي ،وإ نم 44ا سيس 44تند في مطالبت 44ه ب 44ه إلى القواع 44د العام 44ة في
المس44ؤولية التقص44يرية ،في حين أن دع44وى االس44تحقاق ترف44ع من المش44تري وم44ا زال العق44د قائم44ا بين44ه وبين الب44ائع،
ولذلك فالتعويض المطالب به يجد أساسه في عقد البيع القائم.
-اختالف عناص44ر التع44ويض في دع44وى االس44تحقاق عنه44ا في دع44وى البطالن والفس44خ :كم44ا يمكن للمش44تري أن يرج44ع
على الب 44ائع ب 44دعوى االس 44تحقاق مس 44تندا في ذل 44ك على عق 44د ال 44بيع الم 44برم بينهم 44ا ،فإن 44ه يمكن 44ه أيض 44ا أن يرج 44ع علي 44ه
ب 44دعوى البطالن إذا ك 44ان للبطالن مقتض 44ى ،وك 44ذلك يمكن 44ه الرج 44وع ب 44دعوى الفس 44خ مس 44تندا إلى إخالل الب 44ائع بتنفي 44ذ
التزامه في مواجهته ،وتختلف دعوى الضمان أو دعوى االستحقاق عن كلتا الدعويين في تحديد عناص44ر التع44ويض
المستحق في كل منها ،ففي الوقت الذي حدد فيه القانون عناصر التعويض المطالب به في دعوى االستحقاق ،ال44تي
تش 44مل قيم 44ة الم 44بيع وقت االس 44تحقاق ال وقت الش 44راء ،وق 44د تختل 44ف قيم 44ة الم 44بيع في وقت اس 44تحقاقه عن قيمت 44ه وقت
الشراء سواء بالزيادة أو النقصان ،أما في دعوى البطالن وكذلك دع4وى الفس44خ فيحص44ل المش44تري على الثمن ال44ذي
دفع44ه للب44ائع بص44رف النظ44ر عن قيمت44ه وقت االس44تحقاق ،ول44ذا نج44د أن المش44تري ق44د يلج44أ لرف44ع دع4وى االس44تحقاق في
ح44ال ك44ان ثمن الم44بيع ق 44د ارتف44ع عن وقت الش44راء ،أم44ا في ح44ال النقص 44ان ،فإن44ه يلج44أ إلى دع44وى الفس44خ أو دع44وى
البطالن ليستفيد من األثر الرجعي لهما ،ومن ثم حصوله على ذات القيمة ال4تي س4بق ل4ه أن دفعه4ا للب4ائع وقت إب4رام
عقد البيع.
-رجوع المشتري على البائع بثم4ار الم4بيع ال4تي أل4زم برده4ا للمس4تحق :ففي دع4وى االس4تحقاق يمكن للمش4تري أيض4ا
الرجوع على البائع بثمار المبيع التي يكون قد قبض44ها من الش44يء الم44بيع أثن44اء وج44وده في حيازت44ه ،ويش44ترط إلل44زام
المشتري برد تل4ك الثم4ار أن يك4ون على علم بح4ق الغ4ير على الم4بيع؛ ول4ذا فمن ح4ق المش4تري الرج4وع على الب4ائع
بقيمة الثم4ار ال4تي ُأل4زم برده4ا إلى الغ4ير المس4تحق ،كم4ا أل4زم الب4ائع ب4دفع قيم4ة ثم4ار الم4بيع للمش4تري من وقت رف4ع
دعوى االستحقاق ،وذلك على هيئة فوائد قانونية (أبو قرين2006 ،م).
-رج44وع المش44تري على الب44ائع بالمص44روفات :فق4د ينف4ق المش44تري على الش44يء الم44بيع مص44روفات ،بعض44ها ض44روري
وبعضها نافع والبعض اآلخر كمالي ،فأما المصروفات الضرورية فهي تلك التي تنفق على الشيء بغرض حمايت44ه
ومنع44ه من التل44ف ،والمص44روفات النافع44ة وهي المص44روفات ال44تي من ش44أنها زي44ادة قيم44ة الم44بيع ،كإقام44ة المنش44آت أو
إقام44ة ط44ابق على البن44اء الم44بيع ،وأخ44يرا المص44روفات الكمالي44ة فهي ال44تي تص44رف على الش44يء الم44بيع به44دف تجميل44ه
وتحسين مظهره ،ك4دهان ال4بيت أو إض4افة ورق الحائ4ط على حوائط4ه ،وق4د ف4رق الق4انون بين ه4ذه المص4روفات من
حيث اس44 4تحقاقها من الب44 4ائع في ح44 4ال اس44 4تحق الم44 4بيع للغ44 4ير ،فأج44 4از للمش44 4تري الرج44 4وع على الب44 4ائع بالمص44 4روفات
الض44رورية (الم44ادة ،980م44دني مص44ري) ،وبالنس44بة للمص44روفات النافع44ة فق44د ف44رق الق44انون بش44أنها بين م44ا إذا ك44ان
المشتري الذي أنش4أها حس4ن الني4ة أم س4يئ الني4ة ،ففي ح4ال ك4ان حس4ن الني4ة أي لم يكن يعلم بح4ق الغ4ير على الم4بيع
180
:::::مقرر العقود المدنية :::::
جاز له في هذه الحالة الرجوع بها على البائع؛ ولكن الرجوع هن4ا يك4ون بقيمته4ا مس4تحقة اإلزال4ة أو بمق4دار م4ا زاد
في المبيع بسببها ،أما إذا كان سيئ النية فإنه يجبر على نزع تلك التحس44ينات م44ع التع44ويض إن لح44ق ب44المبيع ض44رر
بس 44ببها (أب 44و ق 44رين2006 ،م) ،كم 44ا يمكن للغ 44ير في ه 44ذه الحال 44ة أن يطلب من المش 44تري أن يبقيه 44ا م 44ع دف 44ع القيم 44ة
األق44ل ،ال4تي تق4در بقيمته4ا مس4تحقة اإلزال4ة أو قيمته4ا كأنق4اض ورك4ام ،كم4ا يمكن أن يطلب الغ4ير اس4تبقاءها م4ع دف44ع
قيم44ة الزي44ادة ال44تي ط44رأت على الم44بيع بس44ببها (الب44دراوي1970 ،م) ،وفيم44ا يتعل44ق بالمص44روفات الكمالي44ة فال يمكن
للمشتري الرجوع بها على البائع إال إذا كان البائع سيء النية ،أي كان يعلم بحق الغير على المبيع.
-رجوع المشتري على البائع بما فاته من كسب وما لحقه من خسارة :وه4ذه هي القاع4دة األساس4ية في التع4ويض في
القانون ،بيد أنه ال يتم التعويض في الفقه اإلسالمي إال عن الضرر المحقق دون الضرر المحتمل؛ ولذا فإن44ه ال يتم
تعويض المشتري عما فاته من خسارة وفقا للفقه اإلسالمي ،وإ نما فقط فيما لحقه من خسارة.
.2صور االستحقاق:
االس 44تحقاق ق 44د يك 44ون كلي 44ا أو جزئي 44ا ،ويك 44ون االس 44تحقاق كلي 44ا إذا حكم للغ 44ير المتع 44رض بملكي 44ة الش 44يء الم 44بيع كل 44ه ،أم 44ا
االستحقاق الجزئي فيك4ون في ح4ال حكم للغ4ير المتع4رض ببعض الم4بيع أو ج4زء من4ه ،كم4ا أن الفق4ه اإلس4المي يف4رق بين
صورتين من صور االستحقاق ،وهما االستحقاق المبطل وهو الذي يبط44ل ملكي44ة أي أح44د آخ44ر س44وى الم44دعي (ال44زحيلي،
1980م) ،كالرق والعبودية ،كما لو أقام العبد القرينة على أنه حّر أو أن4ه تم عتق4ه بم4وجب ص4ك العت4ق ،ف4إن ذل4ك ي4ؤدي
إلى زوال الملك عن الجميع وعودته لألصل؛ إذ ال مالك له إال نفسه ،أما الن4وع اآلخ4ر من االس4تحقاق وفق4ا ألحك4ام الفق4ه
اإلس44المي فه44و االس44تحقاق الناق44ل لملكي44ة الم44بيع ،وه44و أن يثبت ب44أن الم44بيع ممل44وك لش44خص آخ44ر غ44ير الب44ائع ،كمن ي44دعي
على آخر أنه مالك للمبيع الذي في حيازته ،فيقضى له بذلك مما ي4ؤدي إلى انتق4ال الملكي4ة من ش4خص إلى آخ4ر ،والن4وع
األول من االستحقاق ليس محال لدراستنا ،وإ نما النوع الثاني هو المقصود من خالل هذه الدراسة.
كم44ا أن الفق44ه اإلس44المي ش44أنه ش44أن الق44انون الوض 44عي ف ّ4ر ق بين اس44تحقاق الم44بيع اس44تحقاقا كلي44ا وبين اس44تحقاقه اس44تحقاقا
جزئيا ،وهذا ما نبينه فيما يلي:
ذكرن44ا أن المقص44ود باس44تحقاق الم44بيع كل44ه ه44و أن يحكم للغ44ير المتع44رض بملكي44ة الم44بيع ك44امال ،ولالس44تحقاق الكلي ص44ور
عدة ضربها لنا الفقه اإلسالمي والقانون كذلك ،ومن ذلك:
181
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا ظهر بع4د ال4بيع مس4تحقا للم4بيع ،ورف44ع دع4واه أم4ام القاض44ي وقض44ى ل4ه بملكي4ة الم4بيع وانتزاع4ه من ي4د المش4تري ،ك4ان
ذل44ك االس44تحقاق اس44تحقاقا كلي44ا ،ويف44رق الفق44ه اإلس44المي والق44انون في ذل44ك بين ع44دة ص44ور ،يع44ود معي44ار التفرق44ة بينه44ا إلى
الطريقة التي أثبت بها المدعي دعواه.
الصورة األولى :إثبات حق الغير على المبيع بإقرار المشتري أو نكوله عن حلف اليمين :فإذا ما كان ق44د أثبته44ا ب44إقرار
من المش44تري أو بنكول44ه عن اليمين ،ف44إن المش44تري هن44ا يخس44ر دع44واه ،وال يمكن44ه الرج44وع على الب44ائع بش44يء؛ وذل44ك ألن
اإلقرار ال يمتد أثره إال إلى المقّر دون غيره ،وهذا األثر قد أقّر ه نظام المرافعات الشرعية الس44عودي الص44ادر بالمرس44وم
الملكي رقم م 21/وبتاريخ 1421 /20/5هـ ،فنصت المادة الرابعة بع4د المائ4ة من4ه على "إق4رار الخص4م عن4د االس4تجواب
أو دون اس44تجواب حج44ة قاص44رة علي44ه ،ويجب أن يك44ون اإلق44رار حاص44ال أم44ام القض44اء أثن44اء الس44ير في ال44دعوى المتعلق44ة
بالواقعة المقّر بها" ،كما أن نكول المشتري عن اليمين في حال طلب منه الحلف هو في حكم اإلقرار لم4دعي االس4تحقاق
بملكيت44ه للم44بيع (الزرق44ا1998 ،م) ،ووفق44ا ألحك44ام الفق44ه اإلس44المي ال يج44وز للمش44تري في ه44اتين الح44التين الرج44وع على
الب44ائع القتص44ار وس44يلة اإلثب44ات المثبت44ة لح44ق الغ44ير على المقّ4ر أو الناك44ل دون غ44يره ،غ44ير أن44ه للمش44تري أن يوج44ه اليمين
للبائع على عدم ملكيته للمبيع ،فإن حلف سقط حق المشتري في الرجوع عليه ،وإ ن نكل عن اليمين فإنه يحكم عليه ب44رد
الثمن فق44ط ،وليس قيم44ة الم44بيع وقت االس44تحقاق وب44اقي أج44زاء التع44ويض ال44تي س44بق بيانه44ا ،وفي ذل44ك يختل44ف الق44انون عن
الفق44 4ه اإلس44 4المي؛ إذ يظ44 4ل للمش44 4تري ح44 4تى ول44 4و أق ّ4 4ر بح44 4ق الغ44 4ير على الم44 4بيع ،الح44 4ق في الرج44 4وع على الب44 4ائع بض44 4مان
االس 44تحقاق ك 44امال ،وأن يطالب 44ه بتع 44ويض يش 44مل جمي 44ع عناص 44ر التع 44ويض س 44الفة ال 44ذكر ،ك 44ل ذل 44ك م 44ا لم يثبت الب 44ائع أن
األجنبي لم يكن على حق في دعواه ،حينها ال يجوز للمشتري الرجوع عليه بضمان االستحقاق (مرقس1980 ،م).
الصورة الثانية :إثبات الغير حقه على المبيع بالبينة :في ه44ذه الص44ورة يفلح الغ44ير في إثب44ات م44ا يدعي44ه على الم44بيع من
حق ملكية ،مما يؤدي إلى استحقاقه كامال ،فإذا حكم له بذلك أصبح المبيع مملوك44ا ل44ه ،وحكم ه44ذه الص44ورة أيض44ا يختل44ف
في الفقه اإلسالمي عنه في القانون الوضعي ،فوفقا ألحكام الفقه اإلسالمي ال يؤدي ه44ذا الحكم إلى فس44خ العق44د بين الب44ائع
والمش44تري (الزرق44ا1998 ،م) ،وإ نم44ا يص44بح ال44بيع موقوف44ا على إج44ازة المس44تحق وفق44ا ألحك44ام بي44ع مل44ك الغ44ير ،ف44إن أج44از
المس44تحق ال44بيع ظ ّ4ل الم44بيع في مل44ك المش44تري ،ورج44ع المس44تحق على الب44ائع ليأخ44ذ من44ه الثمن ال44ذي س44بق أن قبض44ه من
المش 44تري ،أم 44ا إذا لم يج 44زه ف 44إن ال 44بيع الس 44ابق ينفس 44خ ويك 44ون الب 44ائع ملتزم 44ا في مواجه 44ة المش 44تري ب 44رد الثمن (الزرق 44ا،
1998م) ،أما بالقانون الوضعي فال ينفسخ البيع وال يكون موقوفا على إج4ازة المس4تحق في ه4ذه الحال4ة ،وذل4ك الختالف
دع44وى االس44تحقاق عن دع44وى بي44ع مل44ك الغ44ير كم44ا أس44لفنا ،وإ نم44ا يظ44ل ال44بيع قائم44ا وللمش44تري الخي44ار بين أن يرج44ع على
البائع في هذه الحالة وفقا ألحكام دعوى االستحقاق ،وإ ما أن يطلب فسخ العقد على النحو الذي عرضنا له سابقا.
الصورة الثالثة :وفاء المشتري للغير بكامل حقه :قد يختار المشتري أن يقوم بسداد كامل الحق الذي يدعي4ه الغ4ير على
الم44بيع ،كم44ا ه44و الح44ال في قي44ام ح44ائز العق44ار المره44ون بس44داد قيم44ة ال44دين إلى ال44دائن الم44رتهن ،ومن ثم االحتف44اظ ب44المبيع
182
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وتطه44يره من ال44ديون المثقل44ة ل44ه ،وفي ه44ذه الحال44ة يج44وز للب44ائع أن يتخلص من الض44مان ب44رد المبل44غ ال44ذي دفع44ه المش44تري
للغير ،وكذلك كافة المصروفات والفوائ4د القانوني4ة (م4رقس1980 ،م) ،ش4ريطة أن يك4ون ذل4ك قب4ل ص4دور الحكم النه4ائي
في دع44وى االس44تحقاق المرفوع44ة من الغ44ير على المش44تري ،أم44ا إذا ك44ان االتف44اق ق44د تم بين المش44تري والغ44ير بع44د ص44دور
الحكم النهائي باستحقاق المبيع من تحت يده ،ففي هذه الحالة يحق للمشتري الرجوع على البائع بدعوى الض44مان ،وليس
فقط بقيمة المبلغ الذي دفعه للغير المستحق.
وفي الفق44ه اإلس44المي والفق44ه الق44انوني العدي44د من الص44ور لالس44تحقاق الكلي ،غ44ير أن الفق44ه اإلس44المي يش44ترط ع44دة ش44روط
للرجوع بالثمن على البائع في حال استحقاق المبيع ،وفيما يلي نبين تلك الشروط:
-الشرط األول :أن يكون المستحق قد أثبت ملكيته للمبيع بالبينة وليس بإقرار المشتري أو نكوله عن حل44ف اليمين كم44ا
بينا سابقا.
-الشرط الثاني :أن يكون االستحقاق سابقا لملك المشتري ،وذلك بأن يكون الح44ق ال44ذي يدعي44ه الغ44ير أس44بق في تاريخ44ه
من ت44اريخ الش44راء ،ويض44يف الق44انون أن الب44ائع يض44من أيض44ا في ح44ال ك44ان س44بب التع44رض ص44ادرا عن الب44ائع في
وقت الحق على البيع متى كان متعلقا به كما بيّنا ذلك مسبقا.
-الشرط الثالث :أال يكون ق44د تم التص44الح بين المش4تري والغ4ير المس4تحق ،ب4أن ي4دفع المش4تري الثمن للمس4تحق ويحتف4ظ
بالمبيع؛ ألن المشتري بتصالحه هذا مع المستحق يكون قد أبطل حقه في الرجوع على الب44ائع (الزرق44ا1998 ،م)،
وه4ذا الش4رط ه4و ذات4ه المنص4وص علي4ه في القواع4د القانوني4ة ،فتص4الح المش4تري م4ع الغ4ير ط4الب االس4تحقاق قب4ل
ص 44دور حكم المحكم 44ة النه 44ائي ال ينف 44ذ في مواجه 44ة الب 44ائع م 44ا لم يثبت المش 44تري بأن 44ه أخط 44ره بالت 44دخل في ال 44وقت
المالئم؛ ولكنه لم يتدخل.
-الشرط الرابع :أال يك44ون الب44ائع ق44د أب44رأ المش44تري عن الثمن قب44ل االس44تحقاق ،ففي ح44ال اس44تحق الم44بيع بع44د ذل44ك فال
رجوع للمشتري على البائع بالثمن؛ إذ ال ثمن للمبيع هنا (الزرقا1998 ،م).
االستحقاق الجزئي قد يكون جسيما وقد يكون خالف ذلك ،ولكل منهما أحكام خاصة به نبينها فيما يلي:
-حالة االستحقاق الجزئي الجسيم :يكون االستحقاق الجزئي جسيما إذا بلغ قدرا من الجسامة بحيث ل44و علم44ه المش44تري
لم 44ا أتم ال 44بيع ،ومعي 44ار الجس 44امة هن 44ا ه 44و معي 44ار شخص 44ي وليس موض 44وعيا ،ومن األمثل 44ة على ذل 44ك أن يش 44تري
شخص قطعة أرض إلقامة مصنع أو مستشفى فيستحق الغير ج4زءا منه4ا فيص44بح الج4زء المتبقي غ4ير ك4اف للقي4ام
183
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ب44الغرض المطل44وب (أب44و ق44رين2006 ،م) ،ف44إذا م44ا تحققت جس44امة االس44تحقاق الج44زئي ج44از للمش44تري هن44ا رد م44ا
تبقى من المبيع إلى الب4ائع ،ويعام4ل االس4تحقاق الج4زئي هن4ا معامل4ة االس4تحقاق الكلي ،ويطب4ق بش4أنه كاف4ة األحك4ام
التي سبقت دراستها في إطار دراسة االستحقاق الكلي.
-حالة االستحقاق الجزئي غير الجسيم :ويكون كذلك إذا ك44ان ال يف4وت على المش44تري تحقي44ق الغ44رض ال44ذي قص44ده من
العين المبيعة ،ومن ذلك على سبيل المثال أن يتقرر للغ44ير ح44ق ارتف4اق على العين المبيع44ة ،وفي ه44ذه الحال44ة يح44ق
للمشتري المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحقه جراء االستحقاق الجزئي للمبيع مستندا في دعواه إلى أحك44ام
المسؤولية العقدية ،وتقدير التعويض هنا من اختصاص قاضي الموضوع ،وال يخض44ع لعناص44ر التع4ويض الس4ابق
دراستها في االستحقاق الكلي أو الجزئي الجسيم.
-استحقاق احتباس المبيع :عرفت قواعد الفقه اإلسالمي االستحقاق الجزئي تحت مسمى استحقاق احتب44اس الم44بيع ،ف44إذا
ظهر بعد البيع أن المبيع مستحق االحتباس في يد غير البائع ،كما لو ظهر بأنه مرهون ،فيك44ون للمش44تري الخي44ار
بين أن يفسخ البيع ويسترد الثمن في حال دفعه ،أو أن ينتظر انتهاء الرهن ،هذا في ح44ال لم يج44ز ال44دائن الم44رتهن
البيع ،أما في حال أجازه انفس4خ ال4رهن حينه4ا ،ويص44بح ثمن الم4بيع رهن4ا مك4ان الم4بيع ،وللم4رتهن حبس المره4ون
المبيع حتى يؤدي إليه الثمن عوضا عنه (الزرقا1998 ،م).
184
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
ضمان التعرض الشخصي من البائع :ه44و ال44تزام س44لبي م44ؤداه ع44دم إتي44ان الب44ائع ألي عم44ل أو تص44رف من ش44أنه
أن يعطل حيازة المشتري للمبيع حيازة هادئة مستقرة.
التعAAرض الشخصAAي المAAادي :ه 44و ك 44ل فع 44ل يق 44وم ب 44ه الب 44ائع ي 44ترتب علي 44ه حرم 44ان المش 44تري من االنتف 44اع ب 44المبيع
حرمانا كليا أو جزئيا دون أن يستند إلى حق يدعيه.
التعرض الشخصي القانون :هو التعرض الذي يس4تند الب4ائع في4ه إلى ح4ق ق44انوني ي4ترتب علي4ه حرم4ان المش4تري
من كل أو بعض مزايا الشيء المبيع.
ضمان تعرض الغير :التزام البائع بعمل مضمونه منع تعرض أجنبي يكون له وقت البيع ح44ق على الم44بيع يحتج
به على المشتري ،أو كان هذا الحق قد نشأ بعد البيع؛ ولكن آل إليه من البائع نفسه.
ضمان الدرك :هو التزام البائع بسالمة المبيع مما يمكن أن يلحقه أو يتعلق به من حقوق للغير.
كفالة الدرك :هي الكفالة بأداء ثمن المبيع وتسليمه أو بنفس البائع إن استحق المبيع.
ضAAمان عهAAدة المAAبيع :يقاب 44ل ض 44مان ال 44درك وه 44و أن يض 44من ش 44خٌص لمش 44تٍر الثمن إن اس 44تحق الم 44بيع ،أو ورد
بعيب ،أو ضمن أرشه ،أو ضمن لبائع الثمن قبل تسليمه ،أو إن ظهر بالثمن عيب أو استحق.
ضمان االستحقاق :التزام البائع بتعويض المشتري عما أصابه من ضرر بسبب استحقاق المبيع.
االستحقاق :هو أن ينجح الغير في أن ينزع قانونا من المشتري ملكية المبيع كله أو جزء منه أو أي حق عليه.
دعوى االستحقاق :هي دعوى يرفعها المشتري ضد البائع يطالبه فيها بقيمة المبيع المستحق للغير مقدرة بوقت
االستحقاق ،وبكافة عناصر التعويض المقدرة قانونا.
االستحقاق الكلي :يكون االستحقاق كليا إذا حكم للغير المتعرض بملكية الشيء المبيع كله.
االستحقاق الجزئي :يك44ون االس44تحقاق جزئي44ا إذا حكم للغ44ير المتع44رض بج44زء من ملكي44ة الم44بيع أو ُق رر ل44ه ح44ق
عليه من شأنه أن يحد من منفعته.
االستحقاق الجزئي الجسيم :يكون االستحقاق الجزئي جسيما إذا بلغ قدرا من الجسامة بحيث لو علمه المشتري
لما أتم البيع.
185
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أنشطة الوحدة:
مقال:
مقطع فيديو:
ُقْم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
186
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حالة دراسية:
ب44اع زي44د بيت44ه إلى عم44رو مقاب44ل مبل44غ من النق44ود ،ثم ف44وجئ عم44رو بفيص44ل يطالب44ه بالعق44ار الم44بيع بحج44ة أن44ه ممل44وك ل44ه
بموجب عقد بيع مسجل بتاريخ سابق على تاريخ شراء عمرو للمبيع ،رجع عمرو على زيد يطالبه برد التعرض الواق44ع
علي44ه من فيص44ل ،إال أن زي44دا لم يح44رك س44اكنا ،ولم يت44دخل ل44رد التع44رض الم44ذكور ،لج44أ عم44رو إلى المحكم44ة المختص44ة
رافعا دعوى االستحقاق ،ومطالبا زيدا بدفع قيمة المبيع وقت االستحقاق ،ورد كافة المص44اريف ال4تي ك4ان ق44د أنفقه4ا على
المبيع قبل أن يعلم بأنه مستحق لفيصل.
ل44و كنت أنت القاض 44ي فبم44ا س44تحكم في القض 44ية الم44ذكورة ،وم44ا ه44و رأي44ك ل44و أن زي44دا ك44ان ق 44د م44ات ثم ق 44ام أح44د ورثت44ه
بمطالب44ة عم44رو ب44رد ج44زء من م44بيٍع ك44ان وال44ده ق44د باع44ه ل44ه قب44ل موت44ه ،وه44ل س44يتغير رأي44ك ل44و أن عم44را ه44و من ت44وفي ثم
تعرض زيد لورثته مطالبا بملكية العقار المبيع؟
اإلجابة:
لو كنت أنا القاضي الذي ينظر الدعوى المرفوعة فسأقوم بالحكم فيها على النحو التالي:
أوال :فيم4ا يتعل4ق ب4دعوى االس4تحقاق المرفوع4ة من عم4رو على زي4د ،أود الق4ول أوال ب4أن الب4ائع وه4و زي4د يض4من لعم4رو
أي تع44رض واق44ع علي44ه ،س44واء من زي44د نفس44ه باعتب44اره الب44ائع أو من غ44يره ،وهن44ا نحن أم44ام حال44ة من ح44االت التع44رض
الصادر من الغير ،ال4ذي يض4منه الب4ائع زي4د م4تى ك4ان قانوني4ا ،ومن الوق4ائع الم4ذكورة في ال4دعوى أن فيص4ال وه4و الغ4ير
المتع 44رض هن 44ا لم ي 44ذكر ب 44أن العق 44د المس 44جل ال 44ذي بحوزت 44ه ص 44ادر من الب 44ائع زي 44د؛ إذ يش 44ترط العتب 44ار م 44ا يتع 44رض ل 44ه
المشتري تعرضا موجبا للض44مان أن يك4ون التع4رض قانوني4ا ومتص44ال بالب4ائع ،أم4ا إذا لم يكن ك4ذلك فال يمكن الق4ول بقي4ام
ضمان البائع في هذه الحالة ،هذا من جانب ،ومن جانب آخر يشترط لرفع دعوى االستحقاق على البائع أن يك4ون الغ4ير
المتع44رض ق44د تع44رض بالفع44ل للمش44تري تعرض44ا ح44اال ،ويعت44بر التع44رض ح44اال م44تى ُر فعت بش44أنه دع4وى قض44ائية ،أم44ا في
الحالة التي نحن بصدد الحكم فيها فلم يرد في وقائع الدعوى أن فيصال لج4أ إلى القض44اء مطالب4ا باس4ترداد الم4بيع ،ك4ل م4ا
هنال 44ك أن 44ه تواص 44ل م 44ع عم 44رو وأخ 44بره بملكيت 44ه للم 44بيع ،وه 44ذا ال يع 44د تعرض 44ا ،وال يج 44يز للمش 44تري عم 44رو رف 44ع دع 44وى
االستحقاق في مواجهة البائع زي4د ،أم4ا عن ع4دم ت4دخل زي4د ل4رد تع4رض فيص4ل ،فال يمكن محاس4بته علي4ه؛ ألن التع4رض
لم يقع بالفعل حتى يقال إنه لم يتدخل في الدعوى.
187
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ثانيا :أما فيما يتعلق بفرضية وفاة البائع زيد ،وقيام أحد ورثته بمطالبة المشتري عمرو برد جزء من المبيع ،فالقول هنا
بأن االلتزامات وفقا ألحك4ام الق4انون ال ت4ورث؛ ولكنه4ا تنتق4ل م4ع الترك4ة فتك4ون الترك4ة محمل4ة به4ا ،ومن ثم يل4تزم الخل4ف
الع4ام بم4ا يل4تزم ب4ه م4ورثهم في ح4دود م4ا آل إليهم من الترك4ة ،ومن ثم يعت4بر التع4رض الص44ادر من ال4وارث كم4ا ل4و ك4ان
ص44ادرا من الم44ورث نفس44ه ،أم44ا مطالبت44ه بج44زء من الم44بيع على اعتب44ار أن ض44مانه قاص44ر في ح44دود م44ا آل إلي44ه من ترك44ة
أبيه وليس كلها ،فهذا قول غير صحيح؛ وذلك ألن ضمان التعرض واالستحقاق ال يتجزأ.
ثالث44ا :وفيم44ا يخص الفرض44ية الثالث44ة ف44القول هن44ا الفص44ل للق44انون والفق44ه ،والل44ذين اتفق44ا على أن الحق44وق تنتق44ل من الم44ورث
إلى ورثته ،ومن ثم يتنقل المبيع بما له من حقوق للورثة ،فيحق لورثة المشتري عم4رو مطالب4ة الب4ائع زي4د ب4رد االعت4داء
والتع 44رض الواق 44ع عليهم في حي 44ازتهم ب 44المبيع ،ف 44إن لم يتمكن من تنفي 44ذ التزام 44ه في م 44واجهتهم فمن حقهم الرج 44وع علي 44ه
بدعوى االستحقاق؛ حيث إنها تنتقل إلى الورثة.
188
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
توضيح المقصود بضمان االستحقاق ،وبيان خصائص دعوى االستحقاق وعناص44ر التع44ويض في ح44ال اس44تحقاق
المبيع.
189
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
تدخل في الدعوى ولم ينجح في رد التعرض الصادر من الغير على المشتري.
أخطره المشتري بالتعرض بعد النطق بالحكم في الدعوى؛ لكنه رفض التدخل.
تصالح المشتري مع الغير المتعرض دون الرجوع إلى البائع في ذلك.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
.2يجوز للوارث المطالبة بملكية المبيع الذي باعه مورثه للمشتري في:
الغير قد لجأ إلى القضاء مطالبا بملكية المبيع بناء على سند قانوني منحه له البائع.
الغير قد طالب المشتري بملكية المبيع بناء على سند قانوني منحه له البائع.
الغير قد طالب المشتري بملكية المبيع بناء على تملكه العقار بااللتصاق.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
190
:::::مقرر العقود المدنية :::::
. 4يكون بائع المحل التجاري ملتزما بضمان التعرض الشخصي متى كان:
قد قام بفتح محل تجاري يمارس ذات التجارة التي يمارسها المحل المبيع.
قد قام ببيع المحل التجاري مرة أخرى لمشتٍر آخر رفع دعواه ضد المشتري مطالبا بملكية المحل.
قد قام بالعمل في محل تجاري مجاور منافس للمحل التجاري المبيع.
الخيار األول والخيار الثاني.
.7ال يمكن للمشتري الرجوع على البائع بضمان االستحقاق على الرغم من عدم تدخله لرد التعرض في حال:
أثبت البائع أن استحقاق الغير للمبيع كان بغش وتدليس من المشتري.
أثبت البائع أن الغير لم يكن محقا في دعواه ضد المشتري.
ادعى البائع أن المشتري لم يخطره بالتدخل في الوقت المناسب.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
191
:::::مقرر العقود المدنية :::::
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
التزام البائع بضمان التعرض الشخصي ال يقوم إال إذا كان التعرض قانونيا.
دعوى االستحقاق تتفق مع دعوى الفسخ في قيمة التعويض المستحق للمشتري.
قيمة المصروفات الضرورية من عناصر التعويض الذي يستحقه المشتري في حال استحقاق المبيع.
ال ينتقل التزام البائع بضمان التعرض الشخصي إلى الورثة إال إذا كانوا أطرافا في عقد البيع.
في كفالة الدرك ال بد أن يكون البائع بالغا عاقال راشدا حتى تصح الكفالة.
عدم إخطار المشتري للبائع بالتدخل في دعوى الغير ضده يحول دون الرجوع عليه بالضمان.
دعوى الفسخ هي خيار متاح للمشتري في حال تعرض الغير له ،وفيها يستحق قيمة المبيع وقت االستحقاق.
المصروفات الكمالية يمكن للغير المستحق استبقاؤها مع دفع قيمتها مستحقة اإلزالة للمشتري.
يجوز االتفاق على إعفاء البائع من التزامه بضمان التعرض واالستحقاق حتى ولو كان التعرض شخصيا.
يتخلص البائع من التزامه بضمان االستحقاق متى كان المتعرض قد استحق جزءا من المبيع وليس كله.
ال تك 44 4 4 4 4 4 4 4 4ون حي 44 4 4 4 4 4 4 4 4ازة المش 44 4 4 4 4 4 4 4 4تري للم 44 4 4 4 4 4 4 4 4بيع حي 44 4 4 4 4 4 4 4 4ازة نافع 44 4 4 4 4 4 4 4 4ة هادئ 44 4 4 4 4 4 4 4 4ة إال إذا ك 44 4 4 4 4 4 4 4 4انت خالي 44 4 4 4 4 4 4 4 4ة من
كل ....................................
ض 44مان التع 44رض ....................................ه 44و ال 44تزام الب 44ائع بع 44دم التع 44رض للمش 44تري في حيازت 44ه
للشيء المبيع ،سواء كان ذلك التعرض ماديا أو قانونيا.
ال يلتزم البائع بضمان تعرض الغير إال إذا كان التعرض ....................................
ال يعد من قبيل التعرض المادي من الب4ائع قيام4ه ....................................حق4ه ح4تى ول4و ك4ان على
شيء متصل بالمبيع.
إذا تع44 4 4 4 4 4 4 4 4رض الب44 4 4 4 4 4 4 4 4ائع للمش44 4 4 4 4 4 4 4 4تري في حيازت44 4 4 4 4 4 4 4 4ه للم44 4 4 4 4 4 4 4 4بيع ك44 4 4 4 4 4 4 4 4ان من ح44 4 4 4 4 4 4 4 4ق المش44 4 4 4 4 4 4 4 4تري المطالب44 4 4 4 4 4 4 4 4ة
بـالتنفيذ ....................................متى كان ممكنا وفقا للقواعد العامة.
ادع44 4 4 4اء ورث44 4 4 4ة الب44 4 4 4ائع ب44 4 4 4أن ألرض44 4 4 4هم الموروث44 4 4 4ة لهم من الب44 4 4 4ائع ح44 4 4 4ق ارتف44 4 4 4اق على األرض المبيع44 4 4 4ة يع44 4 4 4د
تعرضا ................................
192
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ال يعد تعرضا قانونيا من البائع للمشتري مطالبت44ه بـ ....................................العق44د لوج44ود خل44ل في
أحد أركانه.
دائن الب44ائع إذا ك44ان ص44احب ح44ق رهن مس44جل على الم44بيع وحج44ز علي44ه في ي44د المش44تري قب44ل تس44جيله ل44ه فإن44ه ال
يكون ....................................
لج44 4 4 4 4 4واز االتف44 4 4 4 4 4اق على تش44 4 4 4 4 4ديد مس44 4 4 4 4 4ؤولية الب44 4 4 4 4 4ائع بض 44 4 4 4 4 4مان التع44 4 4 4 4 4رض الشخص 44 4 4 4 4 4ي ال ب44 4 4 4 4 4د أن يك44 4 4 4 4 4ون
االتفاق ....................................
كفال 44 4ة ....................................هي كفال 44 4ة ب 44 4أداء ثمن الم 44 4بيع وتس 44 4ليمه أو بنفس الب 44 4ائع إن اس 44 4تحق
المبيع.
األسئلة المقالية:
السؤال الخامس :قد يستحق المبيع كله للغير المتعرض ،ولذلك االستحقاق أحكام وشروط بينها؟
193
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة:
أبو قرين ،أحمد عبد العال2006( .م) .ط" 3عقد البيع في ضوء الفق4ه والتش4ريع وأحك4ام القض44اء" .الق4اهرة ،دار
النهضة العربية.
البدراوي ،عبد المنعم1970( .م)" .الوجيز في عقد البيع" .القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( .م)" .العقود المدنية الكبيرة /البيع والتأمين واإليجار" .القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( .م) .ط" 2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي .عقد البيع" دمشق ،دار القلم.
عب44د الس44الم ،س44عيد س44عد1980( .م)" .الوج44يز في أحك44ام عق44د ال44بيع في الق44انون الم44دني المص44ري" .الق44اهرة ،دار
النهضة العربية.
مرقس ،سليمان1980( .م)" .عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
المهدي ،نزيه محمد الصادق ،المهدي ،معتز نزيه محمد2007( .م)" .العقود المسماة ،عقد التأمين وعقد البيع"
القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
194
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الوحدة السابعة:
أحكام الثمن
195
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
موضوعات الوحدة:
196
:::::مقرر العقود المدنية :::::
197
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
عقد البيع من العقود الملزمة للجانبين ،ففيه يلتزم البائع بأن ينقل ملكية المبيع إلى المشتري وأن يقوم بتسليمه إي44اه بحيث
يتمكن من حيازته واالنتفاع به ،فإذا ما سلمه له واكتشف المش4تري أن ثم4ة عيًب ا خفًّيا ق44ديًم ا م4ؤثًر ا في ذل4ك الم4بيع ،ج4از
له الرجوع على البائع بضمان العيب ،كم4ا أن للمش4تري الرج4وع على الب4ائع بض44مان التع4رض واالس4تحقاق ،باعتب4ار أن
البائع ضامن لك44ل عيب أو تع44رض من الممكن أن يح44ول بين المش44تري وحيازت44ه وانتفاع4ه ب44المبيع على أكم44ل وج44ه .وإ ن
ك44ان الم44بيع ه44و مح44ل ال44تزام الب44ائع في عق44د ال44بيع؛ ف44إن المش44تري باعتب44اره الط44رف الث44اني في العق44د وح44تى يمكن44ه مطالب44ة
البائع بتنفيذ التزاماته سالفة الذكر؛ فال بد من أن يكون قد نفذ ما التزم به وهو دفع الثمن بالقدر والكيفي4ة ال4تي تم االتف4اق
عليها ،والثمن يعد محل التزام المشتري ،ول4وال ال4تزام الب4ائع بتس4ليم الم4بيع ونق4ل الملكي4ة لم4ا ال4تزم المش4تري ب4دفع الثمن،
فالثمن إذن هو ركن أساسي في عقد البيع ،ف44إذا انع4دم الثمن أص44بح العق4د غ4ير موج4ود مطلًق ا لتخل4ف ركن4ه (عب4د الس4الم،
1980م) .وللثمن باعتباره محاًّل اللتزام المشتري في عقد ال4بيع ع4دة ش4روط ال ب4د من توافره4ا ح4تى يص44ح العق4د ،ثم إن
للثمن أحوااًل ،وله أحكام خاصة به تختلف من بيع إلى آخ4ر بحس4ب م4ا تراض44ى علي4ه طرف44ا العق4د .وفي ه4ذه الَو ح4دة ،إن
ش44اء اهلل –تع44الى-س44نعرض ألحك44ام الثمن ،ليس فق44ط في الق44انون وإ نم44ا في الفق44ه اإلس44المي باعتب44ار أن تل44ك األحك44ام هي
التي لم تزل المطبقة في المملكة العربية السعودية.
198
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
صورة ()1-7
توطئة :عرضنا فيما سبق أن عقد البيع في المفهوم القانوني يختلف عنه في المفهوم الفقهي ،ففي ال44وقت ال44ذي يع44د العق44د
في44ه بيع44ا وفق44ا ألحك44ام الفق44ه اإلس44المي الح44نيف إذا ك44انت العملي44ة التعاقدي44ة عب44ارة عن مبادل44ة م44ال بم44ال ،ف44إن الق44انون ال
يع44ترف له44ذه العالق44ة العقدي44ة بص44فة ال44بيع ،وإ نم44ا يش44ترط العتباره44ا بيع44ا أن يك44ون المقاب44ل ال44ذي يحص44ل علي44ه الب44ائع من
المشتري نقديا ،فإذا كان المقابل شيئا آخر غير النق4د ،فال يع4د بيع4ا ،وإ نم4ا يمكن تكييف4ه على أن4ه عق4د مقايض44ة أو هب4ة أو
عقد خدمات.
وعلى ذل44ك ،إذا تخل44ف الثمن النق44دي في العق44د ،أص44بح ال44بيع ب44اطال ،ويمكن للقاض44ي اس44تنباط أرك44ان عق44د جدي44د بتط44بيق
أحكام نظرية تحول العقد أو نظرية انتقاص العقد بحسب األحوال .ونظ44را لالختالف في مفه44وم الثمن وطبيعت44ه في الفق44ه
اإلس 44المي والق 44انون الوض 44عي ،فس 44نعرض لمفه 44وم الثمن في ك 44ل منهم 44ا ثم نع 44رض لش 44روط الثمن ،وذل 44ك على التفص 44يل
التالي:
199
:::::مقرر العقود المدنية :::::
عرف44ه الزرق44ا بأن44ه "ه44و الم44ال ال44ذي يقاب44ل الم44بيع" (الزرق44ا1998 ،م ،ص ،)75وعرفت44ه الم44ادة ( )152من المجل44ة العدلي44ة
بأنه "ما يك4ون ب4دال للم4بيع ويتعل4ق بالذم4ة" ،وك4ذلك عرفت4ه الم4ادة ( )184من مجل4ة األحك4ام الش4رعية بأن4ه "م4ا يجع4ل ب4دال
عن المبيع باتفاق المتبايعين ويعبر عنه في بيع السلم برأس مال السلم" ،فالثمن باستقراء هذه النصوص يعني األداة ال44تي
يتم من خاللها مبادلة المبيع ،وهو المقصود من عقد ال4بيع ،ف4المبيع تتحق4ق منفعت4ه لمن رغب في ش4رائه ،أم4ا الثمن فليس
في الغالب إال وسيلة لمبادلة أخرى (الزرق44ا1998 ،م) ،ول4ذا فنج4د الفقه4اء يش4ترطون ش4روطا ص44ارمة في الم4بيع النعق4اد
العقد ،ومن ذلك اش4تراط أن يك4ون الم4بيع م4اال متقوم4ا ح4تى ينعق4د العق4د في الفق4ه اإلس4المي ،بينم4ا ال يش4ترط ه4ذا الش4رط
في الثمن إال لص44حته وليس النعق44اده ،ومن ثم إذا ك44ان الثمن غ44ير متق44وم ف44إن العق44د ال يك44ون ب44اطال بطالن44ا مطلق44ا ،بينم44ا
يكون كذلك إذا كان المبيع غير متقوم؛ ألن4ه من ش4روط االنعق4اد كم4ا أس4لفنا ،كم4ا أن هالك الم4بيع قب4ل ال4بيع يبط4ل العق4د،
في حين أن هالك الثمن قبل البيع ال يبطله وإ نما يجب بدل عنه (الزرقا1998 ،م).
أم44ا عن طبيع44ة الثمن في الفق44ه اإلس44المي ،فلم يش44ترط أن يك44ون نق44ديا ،وه44ذا م44ا نص 44ت علي44ه الم44ادة ( )356من المجل44ة
الش4رعية" :الثمن ال يل4زم أن يك4ون نق4دا ،فيج4وز أن يك4ون عق4ارا أو عوض44ا كم4ا في بي4ع المقايض44ة" .وعلي4ه ،فاألص4ل في
الثمن أن كل ما يصلح أن يكون مبيعا يصلح أن يكون ثمنا ،والعكس غير صحيح ،وذلك ألن المبيع يجب أن يكون م44اال
متقوما ،بينما الثمن ينعقد به العقد حتى ولو كان غير متقوم ،ومن ثم يمكن أن يكون الثمن نقدا ،ويتم تحديد قدره ونوعه
باالتفاق ،ك4أن يتم االتف4اق على أن ي4دفع الثمن باللاير أو ال4دينار أو ال4دوالر ،ويتم تحدي4د مق4داره وتعيين4ه تعيين4ا دقيق4ا ،وفي
ذل44ك نص44ت الم44ادة ( )358من المجل44ة الش44رعية ،حيث ج44اء فيه44ا" :النق44ود تتعين ب44التعيين في العق44ود ،ف44إذا اش44ترى بنق44ود
معين 44ة أش 44ار إليه 44ا لزم 44ه تس 44ليمها عين 44ا" ،كم 44ا يمكن أيض 44ا أن يك 44ون الثمن أم 44واال أخ 44رى مثلي 44ة ملتزم 44ة ال تعيين 44ا ك 44القمح
والشعير واألرز والزيت وغيرها من كل مكيل أو موزون أو معدود متى كان متقاربا ،وال يوجد في الفق44ه اإلس44المي م44ا
يمن44ع من أن يك44ون الثمن قيمي44ا ،فيص44لح أن يك44ون الثمن حيوان44ا أو ثياب44ا أو س44يارة أو بيت44ا أو نح44و ذل44ك ،فل44و ب44اع بيت44ه في
مقابل سيارة فاخرة صح البيع وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي.
عرف أهل القانون الثمن بأنه "مبلغ من النقود يلتزم المشتري بدفعه إلى البائع في مقابل نقل ملكي4ة الم4بيع إلي4ه" (م4رقس،
1980م ،ص ،)160كما عرفه آخ4رون بأن4ه "مبل4غ من النق4ود يدفع4ه المش4تري في مقاب4ل انتق4ال الح4ق إلي4ه" (عب4د الس4الم،
1980م ،ص .)149ويع4د الثمن في ظ4ل أحك4ام الق4انون الوض44عي ركن4ا من أرك4ان العق4د ،بحيث يجب على ط4رفي العق4د
200
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أن يكونا ق4د اتفق4ا على الثمن ومق4داره باإلض4افة إلى تحدي4د النق4ود ال4تي يجب أن ي4دفع ب4ه ،ف4إذا لم يتم التواف4ق ح4ول الثمن
أو في حال عدم وجود الثمن بطل العقد بطالنا مطلقا لتخلف ركنه.
وعن طبيعة الثمن في القانون ،فإنه وعلى خالف ما هو عليه في الفقه اإلسالمي ،يشترط أن يك44ون نق44ديا ،وال يص44لح أن
يكون ثمنا أي شيء آخر سوى النقد حتى ولو كان متقوما وقابال للتعامل به .ومن األنظمة القانونية التي اشترطت صفة
النقدية في الثمن ،القانون المدني الفرنسي وكذلك القانون المدني المصري ،وعليه فال يعد بيعا ما كان فيه المقابل خارج
إطار النقدية ،فإذا اتفق المالك على أن ينق4ل ملكي4ة بيت4ه إلى آخ4ر في مقاب4ل أن يخدم4ه ه4ذا اآلخ4ر م4دة حيات4ه فال يع4د ه4ذا
بيع44ا ،وربم44ا كّيف44ه القاض44ي تكييف44ا آخ44ر بحس44ب أركان44ه وطبيع44ة االتف44اق وم44ا اتجهت إلي44ه إرادة المتعاق44دين ،لكن44ه بح44ال من
األح44وال لن يكيف44ه على أن44ه بي44ع لتخل44ف ش44رط النقدي44ة في المقاب44ل المتف44ق علي44ه .وق44د درج الفق44ه الق44انوني على االس44تعانة
بنقدية الثمن في البيع للتفرقة بين عقد البيع وعقد المقايضة ،إذ في المقايضة التي هي مبادلة م44ال بم44ال ،يص44ح أن يك44ون
المقابل غير نقدي ،وللمقايضة أحكام خاصة تختلف عن تلك األحكام التي يخضع لها عقد البيع ،كم4ا أن وج4ود الثمن في
حد ذاته ،استخدمه الفقه القانوني كوسيلة للتمي4يز بين عق4د ال4بيع كعق4د ناق4ل للملكي4ة وبعض العق4ود األخ4رى الناقل4ة للملكي4ة
أيضا كعقد الهبة ،إذ ال يعد العقد بيعا إال إذا كان البيع بمقابل نق4دي ،أم4ا الهب4ة فال تع4د ك4ذلك إال إذا ك4ان نق4ل الملكي4ة من
دون مقابل ،أو كان المقابل تافها (خضر1979 ،م).
قدمنا أن الفقه اإلسالمي ال يمانع في أن يكون الثمن ماال آخر غير النقود ،فيستوي أن يكون الثمن نقديا أو كان قيميا أو
مثلي44ا أو ح44تى م44اال غ44ير متق44وم كم44ا أس44لفنا .أم44ا الق44انون الوض44عي ،فيش44ترط لتك44ييف العالق44ة بين المتعاق44دين على أنه44ا بي44ع
نقدية الثمن ،وال مانع إذا كان الثمن نقديا تعيين عملة أخرى غير العملة المحلية للوفاء به ،فيجوز للمتبايعين في المملكة
أن يش44ترطا س44داد الثمن بعمل44ة أجنبي44ة أخ44رى وليس باللاير ،على أن44ه إذا عج44ز عن الس44داد بالعمل44ة األجنبي44ة فال م44انع من
201
:::::مقرر العقود المدنية :::::
تق 44ويم الثمن بالعمل 44ة المحلي 44ة بحس 44ب س 44عر الص 44رف الس 44ائد ي 44وم االس 44تحقاق ،ومن ثم الس 44داد بالعمل 44ة المحلي 44ة (م 44رقس،
1980م).
كما أجاز الفقه اإلسالمي للمشتري في حال تم تعيين الثمن بالنقود ،أن يقوم الوفاء بأي نقود متداولة في البلدة ،حتى ولو
لم تكن هي النق44ود ذاته44ا ال44تي تم االتف44اق على تحدي44د الثمن به44ا ،وفي ذل44ك نص44ت الم44ادة ( )241من المجل44ة العدلي44ة على:
"إذا ج44رى ال44بيع على ق44در معل44وم من الق44روش ك44ان للمش44تري أن ي44ؤدي الثمن من أي ن44وع ش44اء من النق44ود الرائج44ة غ44ير
الممن44وع ت44داولها وليس للب44ائع أن يطلب نوع44ا مخصوص44ا منه44ا" ،كم44ا أج44ازت الم44ادة ( )357من المجل44ة الش44رعية الوف44اء
بالعمل444ة الرائج444ة في ح444ال تم تع444يين الثمن ب444النقود دون تحدي444د نوعه444ا ،فنص44 4ت على "إذا أطلقت ال 44دراهم أو ال444دنانير أو
نحوهما انصرفت إلى الرائج أو الغالب في الرواج ،فإن تساوت فسد البيع" ،ومعنى ذلك أن4ه إذا ك4انت العمل4ة الس4ائدة في
المملك44ة هي اللاير الس44عودي ،وتم االتف44اق على أن يك44ون الثمن ملي44ون قطع44ة نقدي44ة ،ف44إن الثمن س44يتم تحدي44ده باللاير ،ل44رواج
اس44تخدامه في المملك44ة ،أم44ا ل44و ك44انت المملك44ة من ال44دول ال44تي يس44مح فيه44ا بت44داول أك44ثر من عمل44ة بش44كل متس44او ،ك44أن يتم
ت44داول اللاير وال44دوالر والي44ورو بش44كل متس44او فيه44ا ،ف44إن ع44دم تحدي44د ن44وع النق44ود ال44تي س44يوفى به44ا الثمن ي44ؤدي إلى بطالن
العقد وفساده لعدم تعيين محله.
وقد اختلف الفقه القانوني في تحديد الطبيعة القانونية لبعض عقود المعاوض4ة ،ودار الخالف ح4ول م4ا إذا ك4انت من قبي4ل
عقد البيع أم أنها تندرج تحت أحكام عقود المقايضة ،وج4اء ه4ذا الخالف نتيج4ة طبيع4ة الثمن المح4دد في العق4د ،ومن ه4ذه
الحاالت:
الحالAAة األولى :حالAAة مAAا إذا كAAان المقابAAل ممAAا يسAAهل تقييمAAه بAAالنقود :ومن ذل44ك ،إذا تم االتف44اق على أن يك44ون المقاب44ل
عبارة عن سبائك ذهبية أو فضية أو حتى أوراق مالية كاألسهم والسندات ،وجميعها -كما نعلم -ذات قيمة نقدية ثابت44ة
ومح44ددة ،فال44ذهب والفض44ة يتم تحدي44د أس44عارهما يومي44ا على المس44توى الع44المي ،وك44ذلك األوراق المالي44ة فس44عرها وقيمته44ا
ثابت44ة س44واء ك44ان الس44هم والس44ند لحامل44ه أو اس44ميا ،ف44إذا م44ا ك44ان المقاب44ل ق44د تم تق44ديره بال44ذهب أو الفض44ة أو به44ذه األوراق
المالي44ة فه44ل يمكن اعتب44اره بيع44ا؟ والواق44ع ،أن الفق4ه الق4انوني اختل44ف في ذل44ك ،ف44البعض ذهب إلى أن العق4د في ه44ذه الحال44ة
بيع ،وذلك ألن المقابل هنا يسهل تحويله إلى نقدية م4تى ش4اء الب4ائع ال4ذي قبض44ه ،غ4ير أن غالبي4ة الفق4ه الق4انوني ال ي4رون
ذل4ك ،على اعتب4ار أن قيم4ة المع4ادن كال4ذهب والفض44ة وك4ذلك األوراق المالي4ة كاألس4هم والس4ندات عرض44ة لتقلب4ات الس4وق
وتغييراته ،ومن ثم ق44د تتغ4ير أس4عارها في أي وقت ،ول4و قولن4ا بإج4ازة تق4دير الثمن بال4ذهب أو الفض44ة أو األوراق المالي4ة
لكان ذلك سببا في تخلف شرط أساسي من ش44روط الثمن ح44تى ينعق4د ب44ه العق4د ،إذ يجب أن يك44ون الثمن مق4درا؛ أي معين44ا
ح4تى ال يق4ع الطرف4ان أو أح4دهما في الغبن ،ومن ثم ال يغ4ني عن الثمن النق4دي أن يك4ون المقاب4ل أم4واال أخ4رى ح4تى ول4و
كان يسهل تقويمها بالنقود ،والعقد هنا يعد عقد مقايضة وليس بيعا (أبو قرين2006 ،م).
202
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الحالAAة الثانيAAة :حالAAة مAAا إذا كAAان المقابAAل مبلغAAا من النقAAود ومAAاال آخAAر :وه 44و م 44ا يطل 44ق علي 44ه فقه 44ا "المقايض 44ة بمع 44دل"
(البدراوي1970 ،م) ،وصورة هذه الحال44ة أن يتف4ق المتعاق44دان على أن ي44بيع أح44دهما لآلخ44ر قطع44ة أرض في مقاب44ل مبل44غ
مليون لاير ومنزل ،وقد اختلف الفقه في هذه الحالة وثار التساؤل عما إذا كان العقد هنا بيعا أم أنه عقد مقايضة؟
وقد ذهب البعض إلى تكييف العقد هن4ا بحس4ب م4ا اتجهت إلي4ه إرادة المتعاق4دين ،م4ع االس4تعانة بظ4روف التعاق4د الس4تنباط
تلك اإلرادة في حال عدم القدرة على التأكد من تلك الني4ة ،ف44إذا تأك4د للقاض44ي أن ني4ة المتعاق44دين ق44د اتجهت إلى المقايض44ة
أو إلى ال44بيع تعين علي44ه تك44ييف العق44د وفق44ا ل44ذلك (عب44د الس44الم1980 ،م) ،وق44د اتج44ه ال44رأي ال44راجح في الفق44ه إلى األخ44ذ
بمعيار تحديد قيمة النقود مقارنة بقيمة المال اآلخر (المعدل) ،فإذا زادت قيم4ة النق4ود على مق4دار الم4ال اآلخ4ر ك4ان العق4د
بيعا ،أما إذا زادت قيمة المال اآلخر على مقدار النقود كان العقد مقايضة (خضر1979 ،م).
الحالة الثالثة :حالة ما إذا كان مقابل البيع إيرادا مرتبا مدى الحياة :الف44رض هن44ا ،أن ط44رفي العق44د ق44د اتفق44ا على جمي44ع
أركان44ه ،ولكنهم44ا اتفق44ا على أن يك44ون الثمن إي44رادا مرتب44ا م44دى الحي44اة ،أو لم44دة معين44ة ،ويث44ور الس44ؤال هن44ا :ه44ل يع44د العق44د
المبرم بين الطرفين بيعا أم أنه عقد آخر سوى عقد البيع؟
ينبغي قب44ل اإلجاب44ة عن ه44ذا الس44ؤال التفرق44ة بين ال44بيع بالتقس44يط -وه44و ال44بيع ال44دارج في وقتن44ا الح44الي-وال44بيع في مقاب44ل
إيراد مرتب مدى الحياة ،فالثمن في البيع األول محدد ومعين ولكنه مقسم على أقساط محددة وثابتة تدفع كل فترة زمني44ة
بشكل دوري منتظم ،ومن ثم ليس هناك احتمال لوجود الغرر ،ثم إن تلك األقساط تنتقل إلى ورثة البائع في حال وفات44ه،
فيظل المشتري ملتزما بسداد تلك األقساط حتى االنتهاء من المبلغ المتفق علي44ه ك44امال .أم44ا ال44بيع في مقاب44ل إي44راد م44رتب
م44دى الحي44اة ،فال يتم تع44يين مق44دار م44ا يل44تزم ب44ه المتعه44د في جملت44ه وال يح44دد من44ه إال القس44ط واجب األداء في ك44ل ف44ترة،
وينقض 44ي االل 44تزام بوف444اة ص444احب الح 44ق في 44ه ،أي من ح 44دد اإلي 44راد لم 44دى حيات 44ه ،وال ينتق 44ل من 44ه إلى الورث 44ة (م 44رقس،
1980م) .ويمكن الق44ول هن44ا ب44أن مقاب44ل ال44بيع في ح44ال تم تحدي44د الثمن ك44إيراد م44رتب م44دى الحي44اة ليس ه44و األقس44اط ال44تي
تدفع للبائع ،وإ نما الحق في اإليراد ذاته ،ولذا فإن العقد هنا ليس عقد بيع وإ نم4ا ال يع4دو أن يك4ون عق4د مبادل4ة ح4ق ملكي4ة
بح44ق في إي44راد ،ول44ذا ذهب بعض الفق44ه إلى أن العق44د هن44ا ه44و عق44د مقايض 44ة وليس بيع44ا (أب44و ق 44رين2006 ،م) ،في حين
استقر القضاء على اعتبار العقد هنا أيضا بيعا ،إذ العبرة في طبيعة الثمن وضرورة تق4ديره ب4النقود ،أم4ا عن كيفي4ة دفع4ه
وأدائه فهو أمر ال يؤثر في طبيعة العقد ما دام الثمن نقديا.
203
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
ب .الشرط الثاني :أن يكون الثمن مقدرا أو قابال للتقدير( :تسمية الثمن)
-أن يكون الثمن مقدرا (معينا) :يع44بر الفق44ه اإلس44المي عن ه44ذا الش44رط بض44رورة أن يك44ون الثمن معلوم44ا ،وق44د رأين44ا
كيف اشترطت المادة ( )238من المجلة العدلية ذلك ،كما أكدت ذلك المجلة الشرعية حين قررت في متن المادة (
)354منه44ا انطب44اق الش44روط ذاته44ا المش44ترطة في الم44بيع على الثمن ،ومن ثم يش44ترط في الثمن أن يك44ون معلوم44ا؛
أي مقدرا أو على األقل أن يكون قابال للتقدير.
ويجب أن يكون الثمن معينا أو على األقل قابال للتعيين ،وذلك من خالل االتفاق على األسس التي يحدد بمقتضاها الثمن
فيما بعد (أبو قرين2006 ،م) ،ويستوي أن يكون ذل4ك التع4يين ق4د تم ص4راحة أو ض4منا ،وفي ه4ذا الص4دد تش4ترط قواع4د
الفقه اإلسالمي أن يكون الثمن مسمى في العقد ،ومن ذلك ما جاء في نص المادة ( )237من المجلة العدلية التي ق44ررت
فساد العقد الذي ال يكون الثمن فيه مسمى ،كما أن المادة ( )355من المجلة الشرعية أوجبت لص44حة ال4بيع أن يتم ب4الرقم
المكت4وب على الم4بيع وذل4ك في ح4ال ك4ان ق44د تمت كتاب4ة قيم4ة الثمن على الم4بيع ذات4ه ،كم4ا ه4و ح4ال البض44ائع المبيع4ة في
المحال التجارية ،فإن لم يكن مكتوبا تم تعيينه بما يبيع به الناس ،أي بما جرى ب44ه الع44رف ،وأخ44يرا بم44ا يتم االتف4اق علي44ه
في المجلس ،فإذا لم يكن الثمن معينا بأي وسيلة من الوسائل السابقة كان البيع فاسدا وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي.
ويب 44دو أن تش 44دد الفق 44ه اإلس 44المي بش 44أن ض 44رورة تس 44مية الثمن في العق 44د وإ ال ك 44ان العق 44د فاس 44دا ،لم تأخ 44ذ ب 44ه النص 44وص
القانونية ،إذ يكتفي أهل القانون في حال ع4دم تس4مية الثمن في العق4د أن يتض44من العق4د إق44رارا من طرفي4ه ب4أن ال4بيع ق44د تم
نظ44ير ثمن نق44دي قبض44ه المش44تري من الب44ائع ،ف44إذا تض44من العق44د مث44ل ه44ذا اإلق44رار ص44ح ال44بيع وك44ان كافي44ا النعق44اده ،وال
يش4ترط تفري4غ ه4ذا اإلق44رار في العق4د أو في مح4رر مكت4وب؛ وذل4ك ألن عق4د ال4بيع بحس4ب األص4ل ه4و عق4د رض44ائي ،ف44إذا
ن44 4ازع أح44 4د الط44 4رفين اآلخ44 4ر في أم44 4ر وج44 4ود ذل444ك اإلق44 4رار ،ك44 4ان لهم44 4ا الح44 4ق في إثب44 4ات حجتهم44 4ا بط44 4رق اإلثب44 4ات كاف44 4ة
المنصوص عليها في نظام المرافعات الشرعية السعودي.
أما إذا ترك المتعاقدان أمر تع4يين الثمن وتق4ديره ل4وقت الح4ق على إب4رام العق4د ،أو لش4خص آخ4ر لم يتم تعيين4ه في العق4د،
أو االتفاق على أسس تعيينه ،ففي هذه الحالة ال ينعقد العقد لتخلف ركنه (عبد السالم1980 ،م).
204
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-أن يكون الثمن قابال للتقدير (قابال للتعيين) :لم يشترط القانون تس44مية الثمن في العق4د وذك44ر مق4داره في44ه ،وذل44ك على
خالف أحك44ام الفق44ه اإلس44المي كم44ا رأين44ا ،بي44د أن الق44انون اكتفى ب44أن ي44ذكر في العق44د األس44س ال44تي س44يتم بن44اء عليه44ا
تقدير الثمن وتعيينه ،شريطة أال تكون تلك األس4س متوقف4ة على إرادة أح4د المتعاق44دين ،ومث4ال ذل4ك أن يتف4ق طرف44ا
العق4د على أن يت44ولى المش44تري تحدي44د الثمن بمف4رده ،ومن األس44س ال44تي ج44رت الع44ادة على تض44مينها عق4د ال44بيع من
أجل تقدير الثمن وتعيينه ما يلي:
-االتفاق على البيع بسعر السوق :صورة ه4ذا االتف4اق ،أن يتف4ق طرف44ا العق4د على ع4دم تحدي4د مق4دار الثمن وقيمت4ه في
العقد ،وإ نما يتركانه لسعر السوق ،ولكن يش4ترط في ه4ذه الحال4ة أن يتم االتف4اق على مك4ان الس4وق والت4اريخ المعتم4د
لتق4دير الثمن ،ومثال4ه :أن ي4بيع أح4دهم لآلخ4ر قطيع4ا من األغن4ام ،ويترك4ان أم4ر تحدي4د الثمن لس4عر س4وق األغن4ام في
البطحة في أيام عيد األضحى ،أما في حال عدم االتفاق على شيء من ذلك وكان من الصعب معرفة ما قصداه في
ش44أن تعي44يين الثمن وتق44ديره ،فيع44دان ق44د قص44دا اإلحال44ة إلى الس44وق في المك44ان ال44ذي يجب في44ه تس44ليم الم44بيع وبالنس44بة
للتاريخ في اليوم ذاته المعين للتسليم (عبد السالم1980 ،م) .أما في حال عدم وج4ود س4وق في مك4ان التس4ليم أو في
اليوم الذي سيتم فيه التسليم ،كأن يكون السوق ال ينعقد إال يوما واحدا في األسبوع وكان التسليم في ي44وم آخ44ر ،ففي
هذه الحالة ينبغي الرجوع إلى سعر السوق الذي يقضي العرف الجاري في هذا المك44ان بالتعوي44ل علي44ه في مث44ل ه44ذه
الحالة ،ومثال ذلك :أن يتفقا على بيع السيارة تاركين أمر تحدي4د الثمن لس4عرها بحس4ب س4وق الس4يارات المثيل4ة له4ا،
لم تغفل أحكام الفقه اإلسالمي عن تنظيم هذا النوع من االتفاق؛ بل أج4ازت أن يتم تحدي4د س4عر الم4بيع بس4عر الس4وق
وعلى ذلك نصت المادة ( )355من المجلة الشرعية" :يصح البيع بالرقم المكتوب على المبيع أو بما يبيع ب44ه الن44اس
أو بم44ا يق44ف علي44ه الس44عر إذا علم44اه ب44المجلس وإ ال ك44ان فاس44دا" ،وعلي44ه فال يمن44ع من ص44حة العق44د في الفق44ه اإلس44المي
ترك أمر تحديد ثمن المبيع لسعر السوق يوم البيع (الزرقا1998 ،م).
-االتفاق على البيع بالسعر الذي يحدده أجنبي :أشرنا فيم4ا س4بق إلى أن4ه ال يش4ترط النعق4اد عق4د ال4بيع أن يتف4ق الطرف44ان
على مق44دار الثمن ،وإ نم44ا يكتفى أن يش44يران في العق44د إلى األس44س ال44تي بن44اء عليه44ا س44يتم تحدي44د ذل44ك الثمن في المس44تقبل،
ويع44د من قبي44ل األس44س ال44تي بن44اء عليه44ا يتم تحدي44د الثمن أن يعه44د طرف 44ا العق44د إلى أجن44بي ب44أمر تحدي44د الثمن ،وفي ه44ذه
الحال 44ة ينعق 44د العق 44د بينهم 44ا من لحظ 44ة االتف 44اق بينهم 44ا ،وليس من ت 44اريخ تحدي 44د األجن 44بي للثمن (عب 44د الس 44الم1980 ،م)،
ويشترط لصحة هذه الوسيلة في تحديد الثمن أن يحدد طرفا العقد ذلك األجنبي في العقد ،فال يجوز لهم4ا تأجي4ل ذل4ك إلى
وقت الحق ،وإ ال فإن العقد ال ينعق4د إال بع4د تحدي4د ش4خص ذل4ك األجن4بي ال4تي س4يتولى تحدي4د الثمن في المس4تقبل ،ف4إذا لم
يتمكن44ا من تحدي44د ذل44ك الش44خص ُع ّد ال44بيع كأن44ه لم يكن ،ف44إذا ك44ان الس44بب في ع44دم تع44يين ش44خص األجن44بي المخ44ول تحدي44د
الثمن في العقد هو تعنت أحد ط4رفي العق4د ،ورفض4ه المش4اركة في تع4يين شخص4ية ذل4ك األجن4بي المف4وض ،ك4ان للمتعاق4د
اآلخر الحق في الرجوع عليه قضائيا والمطالب4ة ب4التعويض ،وذل4ك بن4اء على أحك4ام المس4ؤولية العقدي4ة ال4تي تج4د أساس4ها
205
:::::مقرر العقود المدنية :::::
في االتف44اق غ44ير المس44مى الم44برم بين الط44رفين ،وموض44وعه ال44تزام ك44ل منهم44ا بعم44ل الالزم للوص44ول إلى تع44يين األجن44بي
المفوض بتحديد السعر ،وليس عقد البيع ألنه لم ينعقد بعد.
ويجوز للمتعاق4دين أن يترك4ا أم4ر تع4يين المف4وض إلى القاض4ي ،ف4إذا ك4ان األم4ر ك4ذلك انعق4د العق4د ص4حيحا بين الط4رفين؛
وذل44ك ألن44ه تض44من تحدي44دا واض44حا لوس44يلة تع44يين الثمن ،وتختل44ف ه44ذه الحال44ة عن الحال44ة ال44تي يتف44ق فيه44ا الطرف44ان على
إرجاء تعيين األجنبي المفوض بتحديد الثمن إلى وقت الحق ،ثم ال يتوصالن إلى اتفاق بهذا الشأن ،فال يحق للقاض44ي -
إن رفع إليه األمر-أن يتدخل من تلقاء نفسه ويعين المفوض نياب44ة عنهم44ا ،وفي ه44ذه الحال44ة يع44د العق4د بينهم44ا ك44أن لم يكن
(مرقس1980 ،م).
فإذا تم تعيين شخص األجنبي المفوض بتحديد الثمن على النحو الصحيح ،وقام بتحديد الثمن فال يج4وز حينه4ا للمتعاق4دين
أو أح44دهما رفض ذل44ك التحدي44د طالم44ا ارتض44يا من44ذ البداي44ة االحتك44ام إلي44ه في تحدي44د قيم44ة الثمن ،وم44ع ذل44ك فهن44اك بعض
الح44االت ال44تي يج44وز فيه44ا للمتعاق44دين أو أح44دهما اللج44وء إلى القاض44ي والطعن على تق44دير األجن44بي المف44وض؛ ومن ه44ذه
الحاالت:
ف44 4إذا تواط44 4أ الب44 4ائع م44 4ع المف44 4وض فج44 4اء الثمن منخفض44 4ا عن القيم44 4ة الحقيقي44 4ة للم44 4بيع ،ج44 4از للمش44 4تري الطعن على تق44 4دير
المفوض ،وفي المقابل يحق للمشتري الطعن على تقدير المفوض إذا تم تقدير الثمن بارتفاع مبالغ فيه.
ويك4ون األم4ر ك4ذلك إذا ك4ان التق4دير ال4ذي وض4عه المف4وض ال يتناس4ب مطلق4ا وقيم4ة الم4بيع ،وذل4ك نتيج4ة وق4وع المف4وض
في الغلط في صفة جوهرية في المبيع ،ك4أن يق4در التمث4ال على أن4ه ح4ديث ،وه4و تمث4ال أث4ري ،أو ك4أن يق4در المص4وغات
على أنها من الفضة وهي من الذهب األبيض الخالص.
ومث44ال ه44ذه الحال44ة :أن يض44ع المف44وض في اعتب44اره احتم44ال غل44و أثم44ان العق44ارات في المنطق44ة ال44تي يق44ع فيه44ا العق44ار مح44ل
التثمين ،بس 44بب إنش 44اء س 44وق تج 44اري في المنطق 44ة ذاته 44ا ،ففي ه 44ذه الحال 44ة يح 44ق لك 44ل ذي مص 44لحة أن يطعن على تق 44دير
المفوض.
وأم 44ا عن طبيع 44ة ال 44بيع ال 44ذي يعه 44د في 44ه إلى أجن 44بي لتق 44دير الثمن ،فالفق 44ه مجتم 44ع على أن 44ه بي 44ع ص 44حيح يك 44ون في 44ه ال 44تزام
المشتري بدفع الثمن معلقا على شرط واقف وهو قيام المفوض بتحدي44د الثمن ،ف44إن ح44دده يك44ون الش44رط ق44د تحق4ق ومن ثم
206
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يلتزم حينها المشتري بدفع الثمن ،أما إذا استحال تحديد الثمن لوفاة المفوض أو رفضه القيام بهذه المهمة ومن ثم تخل44ف
الشرط الواقف ،فإن العقد ينفسخ بأثر رجعي ويعد كأنه لم يكن (أبو قرين2006 ،م).
يع4رف الفق4ه الق4انوني الثمن الج4دي بأن4ه "الثمن ال4ذي يك4ون على ق44در من التناس4ب م4ع قيم4ة الم4بيع" (الب4دراوي1970 ،م،
ص ،)116ويقاب44ل الثمن الج44دي في الق44انون م44ا يع44رف ب44الثمن التاف44ه ،ويع44رف الفق44ه الق44انوني الثمن التاف44ه بأن44ه "ه44و الثمن
الحقيقي الذي يدفعه المشتري للبائع ،ولكنه ال يتناسب م4ع القيم4ة الحقيقي4ة للم4بيع لض44آلته" (المه4دي2007 ،م ،ص.)253
والبيع ال ينعقد إال إذا كان الثمن جديا ،أما الثمن التافه فال ينعقد به العق4د ،ويق4ع ب4اطال بطالن4ا مطلق4ا لتخل4ف ركن المح4ل
هنا (خضر1979 ،م) .وعلي4ه ،ف4إذا أب4رم ال4بيع في مقاب4ل ثمن منخفض بش4كل كب4ير بحيث ال يتناس4ب م4ع القيم4ة الحقيقي4ة
للم44بيع ،ف44إن العق44د يبط44ل لك44ون الثمن هن44ا تافه44ا ،فيأخ44ذ حكم الثمن المنع44دم ،ومث44ال ذل44ك :أن ي44بيع أح44دهم بيت44ه الواق44ع في
شمال الرياض والمقدر ثمنه بثالثة ماليين لاير بمبلغ ألف لاير ،فيقع البيع هنا باطال لتفاهة الثمن ،وال يتغير هذا الحكم ل44و
ثبت أن البائع قد اتجهت إرادته إلى مطالبة المشتري بذلك الثمن التافه.
ويف 44رق الفق 44ه في ش 44رط جدي 44ة الثمن بين الثمن التاف 44ه ال 44ذي يبط 44ل مع 44ه العق 44د ،والثمن البخس ،ويك 44ون الثمن بخس 44ا إذا لم
ينحط إلى درجة كبيرة جدا بحيث يكون ثمة تناسب بينه وبين الثمن الحقيقي للمبيع ،ول4ذا عرف44ه الفق4ه الق4انوني بأن4ه "ذل4ك
الثمن الذي يقل كثيرا عن قيمة المبيع ولكنه ال ينزل إلى حد الثمن التافه ال44ذي ال يعت44د ب44ه وال يهم الب44ائع الحص44ول علي44ه"
(عب4د الس4الم1980 ،م ،ص ،)164والثمن البخس ال يبط4ل مع4ه ال4بيع إال في ح4االت معين4ة منص44وص عليه4ا في الق4انون
على س44بيل الحص44ر ،وهي في الق44انون الم44دني المص44ري حال44ة بي44ع عق44ار ن44اقص األهلي44ة بغبن ف44احش ،وحال44ة االس44تغالل،
وهاتان الحالتان هما فقط ما يجّو زان المطالبة ببطالن العقد لعدم التناسب بين الثمن الحقيقي والثمن المسمى في العقد.
ويطلق الفقه القانوني على الثمن المسمى في العقد ولكنه غير حقيقي مصطلح الثمن الص44وري ،ويع4رف الثمن الص44وري
بأن44ه "ه44و الثمن ال44ذي ال يقص44د دفع44ه وال الب44ائع اقتض44اءه وإ نم44ا ذك44ر في العق44د فق44ط إلظه44ار العق44د في ص44ورة ال44بيع" (أب44و
ق4رين2006 ،م) ،وه4ذا الثمن ال ينعق4د ب4ه ال4بيع؛ ألن الثمن ركن من أرك4ان ال4بيع ،وإ نم4ا يمكن وص4ف العق4د بأن4ه هب4ة ل4و
اكتملت أركانه.
ويختل44ف الثمن الص44وري هن44ا عن إب44راء الب44ائع للمش44تري من دف44ع الثمن ،إذ ل44و أب44رأ الب44ائع المش44تري من دف44ع الثمن بع44د
إب44رام العق44د ،ف44إن الثمن ال يع44د ب44ذلك ص44وريا م44ا دامت إرادة الب44ائع والمش44تري ق44د اتجهت44ا في أثن44اء اب44رام العق44د إلى أدائ44ه،
وقد نصت على ذلك المادة ( )256من المجلة العدلية فجاء فيها" :حط البائع مقدارا من الثمن المس4مى بع4د العق4د ص44حيح
للمش4تري بع4د ال4بيع :أبرأت4ك من الثمن أو حططت عن4ك نص44ف ومعتبر" ،وعلى ذلك لو باع عقاره بملي4ون لاير ثم ق44ال
الثمن ،ك4ان ذل4ك ص44حيحا وال ي4ؤثر في ص44حة العق4د ،ك4ل ذل4ك م4ا لم يثبت أن الب4ائع ك4ان ق44د اتف4ق م4ع المش4تري على ه4ذا
اإلبراء أو النزول وقت البيع ،فإذا ثبت ذلك كان الثمن صوريا أدى إلى بطالن البيع و أصبح العقد هب4ة مس4تورة ب4البيع،
وعلى الرغم من تخلف ركنين من أركان الهبة هنا؛ وهما :القبض ،حيث إن الهبة من العقود العينية ،والكتابة فالهبة من
العقود الشكلية أيضا ،فإنها تعد صحيحة وغير باطلة كونه4ا هب4ة مس4تورة ب4البيع فيتم التغاض4ي عن الش4كل والقبض إن لم
يكن قد تم (البدراوي1970 ،م).
208
:::::مقرر العقود المدنية :::::
كما يلتزم المشتري بدفع الثمن باعتباره محال اللتزامه في مواجهة البائع ،فإنه يلتزم أيضا بالوفاء بالفوائ44د القانوني44ة ال44تي
ينظ 44ر إليه 44ا الق 44انون على أنه 44ا ج 44زء من الثمن ،ويس 44ري عليه 44ا م 44ا يس 44ري على الثمن من أحك 44ام ،ومن ثم ف 44إن مض 44مون
التزام المشتري بدفع الثمن يتمثل فيما يلي:
الثمن المسمى هو الثمن الذي تم التوافق بين البائع والمشتري عليه ،فإن لم يكن تافها أو ص44وريا ص44ح ب44ه العق44د ،ووجب
على المشتري الوفاء به بحسب ما تم االتفاق عليه في العقد ،والمش44تري ه44و الم44دين ب44دفع الثمن ول44ذلك وجب علي44ه أيض44ا
أن يتكفل بمصاريف دفع الثمن كافة ،كمصاريف تحويله من بلد إلى آخر (عبد السالم1980 ،م) ،أو نفقات نقله إن ك44ان
من المنقوالت ،وذلك إذا ما قولنا بجواز أن يكون الثمن من المال وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي ،كما أن المش44تري ه44و من
يتحم4ل نفق4ات ص44رف العمل4ة في ح4ال تم االتف4اق على ال4دفع بعمل4ة معين4ة ،ووفى المش4تري بعمل4ة أخ4رى ،فالف4ارق بينهم4ا
ه44و من يتحمل44ه ،ومث44ال ذل44ك :أن يتم االتف44اق بين الب44ائع والمش44تري على الوف44اء بال44دوالر ،فيق44وم المش44تري بالوف44اء باللاير
مضافا إليه فارق صرف العملة ،وقد تضمنت أحكام المجلة العدلية تنظيم مصاريف دفع الثمن فنصت في المادة ( )288
منه44ا على" :في مؤون44ة التس44ليم ول44وازم إتمام44ه المص44اريف المتعلق44ة ب44الثمن تل44زم المش44تري ،مثال أج44رة ع44د النق44ود ووزنه44ا
وما أشبه ذلك تلزم المشتري وحده".
ب .فوائد الثمن قانونا أو قيمة المرابحة وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي:
يجيز أهل القانون أن تضرب للثمن فوائد في ح4ال ت4أخر المش4تري عن دفع4ه للب4ائع ،أم4ا في الفق4ه اإلس4المي فتل4ك الفوائ4د
تعني الدخول في دائرة الربا ،الثابت تحريمه بالكتاب والسنة النبوية المشرفة ،ومع ذلك فالفقه اإلسالمي يجيز ما يع44رف
اقتص44اديا بنظ44ام المرابح44ة ،والمرابح44ة وفق44ا ألحكامه44ا في الفق44ه اإلس44المي م44ا هي إال ص44ورة من ص44ور ال44بيع يكش44ف في44ه
الب4ائع عن رأس م4ال س4لعته ال4تي يري4د بيعه4ا ،وذل4ك من ب4اب التطمين للراغ4بين في الش4راء ،وفيه4ا يمكن أن يك4ون الثمن
معجال أو م4ؤجال (نس4يئة) ،وفيم4ا يلي نع4الج م4ا يلح4ق ب4الثمن ،س4واء الفوائ4د ال4تي يجيزه4ا الق4انون ،أو تل4ك المرابح4ة ال4تي
يجيزها فقهاء الشريعة اإلسالمية:
-فوائد الثمن وفقا ألحكام القانون :قد تكون الفوائد المستحقة عن الثمن فوائد قانونية وقد تكون اتفاقية:
-الفوائد القانونية :يقص44د به44ا المب44الغ المس44تحقة على المش44تري كج44زاء ت44أخره في دف44ع الثمن في ال44وقت المح44دد ،ويب44دأ
احتسابها من وقت المطالبة القض4ائية ،ويطل4ق عليه4ا قانون4ا "الفوائ4د التأخيري4ة" ،وه4ذه الفوائ4د تك4ون من ح4ق الب4ائع
في حال تأخر المشتري عن دفع الثمن كما أسلفنا ،لكنه ال يمكنه المطالبة بها إال من وقت رفع ال44دعوى القض44ائية
أمام المحكم4ة المختص4ة إلجب4ار المش4تري على دف4ع الثمن (خض4ر1979 ،م) ،وم4ع ذل4ك فق4د أج4از الق4انون الم4دني
المص44ري للب44ائع المطالب44ة بتل44ك الفوائ44د قب44ل رف44ع ال44دعوى القض44ائية وذل44ك في ح44التين وردت44ا على س44بيل الحص44ر،
209
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وهم44ا حال44ة إع44ذار الب44ائع للمش44تري ب44دفع الثمن ،فتع44د الفوائ44د القانوني44ة مس44تحقة من وقت اإلع44ذار وليس المطالب44ة
القضائية هنا ،والحالة الثانية هي حالة ما إذا تم تسليم المبيع للمشتري وكان قابال إلنتاج ثمرات أو إي44رادات ثابت44ة
كما لو كان المبيع عقارا مؤجرا يدر ريعا ثابتا كل مدة زمنية ،ويشترط إلعمال هذه الحالة أن يكون البائع قد ق44ام
بتسليم المبيع للمشتري ،ويكتفى هنا أن يكون قد وضع المبيع تحت تصرفه حتى يتمكن من حيازت4ه واالنتف4اع ب4ه،
فإذا وضعه تحت تصرف المشتري ولم يتسلمه هذا األخير ،فال يح44ول ذل44ك دون اس44تحقاق الفوائ44د عن الثمن ،كم44ا
يشترط إلعمال هذه الحال4ة أيض4ا أن يك4ون الم4بيع ق4ابال ألن ي4در ثم4ارا أو إي4رادا ثابت4ا .والمالح4ظ هن4ا ،أن الق4انون
اكتفى ب44أن الم44بيع قاب44ل إلدرار ثم44ار أو إي44راد ث44ابت ،ولم يش44ترط أن يك44ون ذل44ك ق44د تم بالفع44ل ،ف44إذا تحققت ش44روط
هذه الحالة استحق البائع فوائد الثمن القانونية من وقت تسليم المبيع المثمر ال من وقت المطالبة القضائية.
-الفوائد االتفاقية :مص44در ه44ذه الفوائ44د ه44و االتف44اق ،وق44د يك44ون ق44د تم تض44مين ه44ذا االتف44اق في عق44د ال44بيع ذات44ه ،أو في
اتفاق الحق عليه ،وصورته :أن يتفق البائع م44ع المش44تري على اس44تحقاق فائ44دة معين44ة على الثمن في ح44ال الت44أخير
في السداد ،فإذا وجد مثل هذا االتفاق وجب على المش4تري الوف4اء ب4الثمن وفوائ4ده مع4ه في ح4ال الت4أخير ،ك4ل ذل4ك
شريطة أال يتجاوز سعر الفائدة السعر المحدد قانونا (عبد السالم1980 ،م).
-حكم الفوائAAد التأخيريAAة في النظAAام السAAعودي :نعلم أن النظ 44ام الس 44عودي يس 44تقي أحكام 44ه من الفق 44ه اإلس 44المي ،وثم 44ة
خالف بين فقه44اء الش44ريعة اإلس44المية المعاص44رين ح44ول ج44واز حص44ول الب44ائع على فوائ44د تأخيري44ة في ح44ال أخ ّ4ل
المشتري بتنفيذ التزامه بدفع الثمن في الوقت المتفق عليه ،فذهب مجمع الفقه اإلسالمي في دورت4ه الحادي4ة عش4رة
والمنعقدة في مكة المكرم4ة في الث4الث عش4ر من ش4هر رجب من الع4ام الهج4ري أل4ف وأربعمائ4ة وتس4ع ،حيث ج4اء
في ق44راره م44ا نص44ه" :أن ال44دائن إذا ش44رط على الم44دين أو ف44رض علي44ه أن ي44دفع ل44ه مبلغ44ا من الم44ال غرام44ة مالي44ة
جزائي4ة مح4ددة أو بنس4بة معين4ة إذا ت4أخر عن الس4داد في الموع4د المح4دد بينهم4ا ،فه4و ش4رط باط4ل وال يجب الوف44اء
ب4ه؛ ب4ل وال يح4ل ،س4واء ك4ان الش4ارط ه4و المص4رف أو غ4يره؛ ألن ه4ذا بعين4ه ه4و رب4ا الجاهلي4ة ال4ذي ن4زل الق4رآن
بتحريم44ه" ،وه44ذا م44ا أخ44ذ ب44ه القض44اء الس44عودي ،ففي حكم لل44دائرة التجاري44ة التاس44عة ب44ديوان المظ44الم في ج44دة رقم
/81د/ت/ج 9/لع444ام 1410ه في القض44 4ية رقم /84/2ق /لع444ام 1409ه ،رفض44 4ت ال 44دائرة طلب الم444دعي ب444إلزام
المدعي عليه بدفع غرامة التأخير المتفق عليها لعدم وف44اء الم4دعي علي4ه بثمن الرخ4ام ال4ذي ورده الم4دعي للم4دعي
عليه في المواعيد المحددة ،وقد أسست الدائرة رفضها لهذا الطلب على أن شرط الغرامة المذكورة يعت44بر ص44ورة
من الصور الربوية ،وعلى الوجه اآلخر يجيز العديد من العلماء المعاص44رين الفوائ44د التأخيري44ة ،معللين ذل44ك بأنه44ا
تتماش44ى ومقاص44د الش44ريعة المتمثل44ة في من44ع الظلم ،وفي ذل44ك يق44ول الزرق44ا" :إذا تس44اوى معطي الح44ق ومانع44ه ،أو
معجله ومؤخره كان هذا مشجعا لكل مدين أن يؤخر الحقوق ويماطل فيها بقدر م4ا يس4تطيع ليس4تفيد من ه4ذا الظلم
أك4بر ق4در ممكن دون أن يخش4ى طائل4ة أو مح4ذورا ،م4ا دام أن4ه لن ي4ؤدي في النهاي4ة إال أص4ل الح4ق ،وه4ذا خالف
مقاصد الشريعة وسياستها الحكيمة قطعا"
210
:::::مقرر العقود المدنية :::::
http://www.aleqt.com/2009/12/19/article_318734.html
صورة ()2-7
-المرابحة في الفقه اإلسالمي :المرابحة -وفقا ألحكام الفق4ه اإلس4المي -كم4ا أس4لفنا -م4ا هي إال ص4ورة من ص4ور
البيع ،يكشف فيه البائع عن الثمن الحقيقي للسلعة ،ثم يضيف عليه مبلغا معينا كربح له ،وقد اتفق الفق4ه اإلس44المي
على جواز هذه الصورة من البيوع ،كما أجازوا أن يأتي الرجل إلى التاجر فيق4ول ل44ه إن44ه يحت44اج ه44ذه الس44لعة عن44د
فالن ،وليس لدي44ه ثمنه44ا نق44دا ،ليش44تريها الت44اجر من44ه ،ثم يبيعه44ا لراغبه44ا بثمن مؤج44ل أو مقس44ط ب44ربح ك44ذا (نس44يئة)،
فإذا رضي التاجر واشتراها ثم باعه4ا ل4ه بثمن مؤج4ل ب4ربح معين ك4ان ذل4ك ص4حيحا وج4ائزا من الناحي4ة الش4رعية
(الزرق44ا1998 ،م) ،وه44ذا م44ا يطل44ق علي44ه الفقه44اء المعاص44رون "بي44ع المرابح44ة لآلم44ر بالش44راء" ويعرفون44ه بأن44ه "قي44ام
البن44ك بتنفي44ذ طلب المتعاق44د مع44ه على أس44اس ش44راء األول م44ا يطلب44ه الث44اني بالنق44د ال44ذي يدفع44ه البن44ك كلي44ا أو جزئي44ا،
وذلك في مقابل التزام الطالب بالشراء ما أمر به وحسب ال4ربح المتف4ق علي4ه عن4د االبت4داء" .ونظ4ام المرابح4ة على
النحو المذكور هو نظام ج4ائز ش4رعا ،وذل4ك لوج4ود خالف بين ه4ذا النظ4ام والتموي4ل الرب4وي المحض عن طري4ق
أخذ قرض ربوي لقاء فائدة معينة ،كما يلتزم في حال التأخر بدفع فوائد تأخيرية ،وما يهمن4ا هن4ا أن المش4تري في
البيع عن طريق المرابحة يلتزم بدفع الثمن والربح الذي تم االتفاق عليه بينه وبين البائع ،ب44ل ويمكن إجب44اره على
الوفاء بهما عن طريق القضاء إذا اقتضى األمر ،وجدير ذكره هنا أن المصارف اإلسالمية في المملكة وخارجها
تك44اد ال تعتم44د في معامالته44ا س44وى نظ44ام المرابح44ة لآلم44ر بالش44راء وك44ذلك نظ44ام التموي44ل للمش44تري من المص44رف،
وغالبا ما يحفظ البنك حقوقه من خالل سندات مكتوبة تشتمل على الثمن األصلي للمبيع مضافا إليه ه44امش ال44ربح
الذي تم التوافق عليه نظير تقسيط الثمن أو تأجيل الوفاء به.
211
:::::مقرر العقود المدنية :::::
212
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
تابع ثانيًا :مضمون التزام المشتري بدفع الثمن وأحكامه
عادة ما يتم االتفاق بين البائع والمشتري على كيفية الوفاء بالثمن وطريقته ،فقد يتفقان على دفع الثمن دفعة واح4دة وه4ذا
ه 44و الغ 44الب من الناحي 44ة العملي 44ة ،وق 44د يتفق 44ان على دفع 44ه على أقس 44اط أو على أن يتم تأجي 44ل الثمن ،وفي ه 44ذا الخص 44وص
أج44ازت الم44ادة ( )245من المجل44ة العدلي44ة تأجي44ل الثمن فنص44ت على أن "ال44بيع م44ع تأجي44ل الثمن أو تقس44يطه ص44حيح" ،وق44د
يتم التواف44ق بين ط44رفي العق44د على أن يك44ون الثمن عب44ارة عن إي44راد م44رتب م44دى الحي44اة ،وال يمكن إجب44ار المش44تري على
الوف44اء بعمل44ة غ44ير العمل44ة ال44تي ال44تزم بالوف44اء به44ا ،م44ا لم يع44رض ه44و ذل44ك ،وفي ح44ال تم االتف44اق على أن يتم دف44ع الثمن
باألقس44اط أو أن يك44ون م44ؤجال فال ب44د من أن يتم الم44دة ال44تي سيس44تغرقها دف44ع الثمن في كلت44ا الح44التين معين44ة ومح44ددة ،وق44د
نصت على ذلك المادة ( )246من المجل4ة العدلي4ة ،وك4ذلك نص44ت الم4ادة ( )362من المجل4ة الش4رعية على "ج4واز تأجي4ل
الثمن أو تقس44يطه ولكن بش44رط أن تك44ون الم44دة معلوم44ة" .أم44ا في ح44ال لم تح44دد الم44دة ،فالعق44د فاس44د وه44ذا م44ا نص44ت علي44ه
المادة ( )248من المجلة العدلية ،حيث جاء فيها" :تأجيل الثمن إلى مدة غ4ير معين44ة كأمط44ار الس44ماء يك44ون مفس44دا لل44بيع"،
وعلي44ه فال ب44د من أن تك44ون الم44دة ال44تي س44يتم خالله44ا دف44ع الثمن معلوم44ة ومح44ددة بش44كل واض44ح وأج44ل مؤك44د ،أم44ا إذا تم
ربطها بحلول أمور احتمالية فال يصح العقد ويقع فاسدا.
األصل ،أن زمان الوفاء بالثمن هو الوقت ذاته الذي يتم فيه تسليم الم4بيع (م4رقس1980 ،م) ،ك4ل ذل4ك م4ا لم يتف4ق طرف44ا
العقد على زمان آخر للوفاء أو كان هناك ع4رف يقض44ي بخالف ذل4ك ،وق44د أخ4ذ الفق4ه اإلس4المي في تحدي4ده زم4ان الوف44اء
بالثمن بما أخذ ب4ه الق4انون الوض4عي ،فق4د نص4ت الم4ادة ( )251من المجل4ة العدلي4ة على" :ينعق4د ال4بيع المطل4ق معجال ،أم4ا
إذا ج44رى الع44رف في مح44ل على أن يك44ون ال44بيع المطل44ق م44ؤجال أو مقس44طا بأج44ل معل44وم ينص44رف ال44بيع المطل44ق إلى ذل44ك
األجل ،مثال لو اشترى رجل من السوق شيئا بدون أن يذكر تعجيل الثمن وال تأجيله لزم عليه أداء الثمن في الحال ،أم44ا
إذا ك44ان ج44رى الع44رف والع44ادة في ذل44ك المح44ل بإعط44اء جمي44ع الثمن أو بعض معين من44ه بع44د أس44بوع أو ش44هر ل44زم اتب44اع
213
:::::مقرر العقود المدنية :::::
العادة والعرف في ذلك" .أما عن مكان الوفاء به ،فاألصل أن يكون الثمن مس44تحق األداء في المك44ان ذات44ه ال44ذي تم تس44ليم
المبيع فيه إليه ،ما لم يوجد اتفاق أو عرف يقضي بخالف ذلك ،أما إذا كان الثمن غير مس44تحق وقت تس44ليم الم44بيع وجب
الوفاء حينها في موطن المشتري عندما يحل أجل الوفاء به ،وذلك عمال بالقاعدة الفقهية "الدين مطلوب ال محمول".
والمقصود هنا ،هي حالة التعرض الق4انوني الص4ادر من الغ4ير ،ال4تي ك4ان س4يثبت فيه4ا للمش4تري الح4ق في الرج4وع على
الب44ائع بم44وجب أحك44ام ض44مان التع44رض واالس44تحقاق ل44و ك44ان ق44د وفى ب44الثمن ،ف44إذا ك44ان لم ي44وف ب44الثمن بع44د ،ج44از ل44ه أن
يحبس44ه وأن يمتن44ع عن الوف44اء ب44ه من ب44اب أولى ،وذل44ك ب44دال من إلزام44ه بالوف44اء ب44ه ثم إعطائ44ه الح44ق في الرج44وع ب44ه على
البائع ،ومثال ذلك :أنه يحق للمشتري ال4ذي تع4رض ل4ه الغ4ير تعرض4ا قانوني4ا م4دعيا حق4ا عيني4ا على الم4بيع أن يمتن4ع عن
الوفاء بالثمن إلى حين زوال التعرض.
214
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ونج4د في ه4ذه الص4ورة أن التع4رض لم يحص4ل بالفع4ل ،ولكن ثم4ة خط4ر يه4دد المش4تري من4ذرا باحتمالي4ة ن4زع الم4بيع من
ي44ده ،ويب44دو هن44ا أن الق4انون لم يش44ترط إلعط44اء المش44تري الح44ق في حبس الثمن أن يك44ون التع44رض ق44د وق44ع بالفع44ل ،وإ نم44ا
مج44رد الخش44ية ص44نعت ذل44ك الح44ق ،غ44ير أن44ه يش44ترط لكي تتحق44ق ه44ذه الحال44ة أن تك44ون خش44ية ن44زع الملكي44ة من تحت ي44د
المش44تري مبني44ة على أس44باب جدي44ة يض44منها الب44ائع ،وتطبيق4ا ل44ذلك قض44ي بأن44ه "ال يج44وز للمش44تري االمتن44اع عن دف44ع الثمن
ب44دعوى أن44ه يري44د التأك44د أوال ب44الرجوع إلى الش44هر العق44اري للتأك44د من خل44و الم44بيع من القي44ود والتس44جيالت" (نقض م44دني/
مصر.)28/5/1942/
ج .الحالة الثالثة :اكتشاف وجود عيب خفي قديم ومؤثر في المبيع
ف44إذا كش44ف المش44تري عيب44ا في الم44بيع وك44ان العيب مم44ا يض44منه المش44تري ،فإن44ه يج44وز ل44ه حبس الثمن إن لم يكن ق44د أداه
للب44ائع ،وعلي44ه فيش44ترط لقي44ام ه44ذه الحال44ة أن يك44ون العيب ق44ديما وم44ؤثرا وخفي44ا ولم يكن المش44تري ق44د تن44ازل عن44ه ولم يكن
على علم به قبل القبض ،وذلك على النحو الذي قدمنا له في الوحدة الخامسة من هذا المقرر.
وفي جميع األحوال ،يحق للمشتري حبس الثمن في كل مرة يخل فيها البائع بتنفيذ التزامه في مواجهته ،فلو التزم الب44ائع
بتس44ليم الم44بيع قب44ل قبض الثمن ،ج44از للمش44تري حبس الثمن إلى حين قي44ام الب44ائع بالتس44ليم ،ول44و ال44تزم ك44ذلك الب44ائع بالقي44ام
بإجراءات نقل الملكية إلى المشتري قب4ل أن يق4وم ه4ذا األخ4ير ب4دفع الثمن ،ج4از للمش4تري أيض4ا حبس الثمن إلى أن يق4وم
البائع بتنفيذ التزامه ،وما هذا إال محض تطبيق للقواعد العامة في الحبس (مرقس1980 ،م).
أ .نزول المشتري عن حقه في الحبس صراحة أو ضمنا حتى مع قيام سببه:
وي44رى الفق44ه الق44انوني أن األص44ل أن يك44ون ه44ذا االتف44اق ق44د تم ص44راحة بين الب44ائع والمش44تري ،وم44ع ذل44ك فيمكن أن يك44ون
ض 44منيا ،ش 44ريطة أن تك 44ون الوق 44ائع ال 44تي يس 44تخلص منه 44ا ه 44ذا التن 44ازل قاطع 44ة ،وذل 44ك ألن ال 44نزول عن الح 44ق ال يحتم 44ل
215
:::::مقرر العقود المدنية :::::
االف44تراض (عب44د الس44الم1980 ،م) ،ومن قبي44ل ذل44ك إذا علم المش44تري ب44أن أح44د األغي44ار ق44د أق44ام ض44ده دع44وى اس44تحقاق
للمبيع بحج4ة أن4ه مال4ك للعق4ار الم4بيع ،فق4ام ذل4ك المش4تري بالوف4اء ب4الثمن إلى الب4ائع ف4إن ذل4ك يحم4ل في طيات4ه تنازل4ه عن
حق44ه في حبس الثمن ،غ44ير أن مج44رد علم المش44تري بس44بب ن44زع الملكي44ة عن44د إب44رام العق44د ال يمنع44ه من حبس الثمن عن
البائع فيما بعد ،وقد قضي تطبيقا لذلك بأن "علم المشتري وقت الشراء بسبب نزع الملكية ال ين44افي ثب44وت حق44ه في حبس
الثمن ألن44ه ق44د يك44ون محيط44ا ب44الخطر ال44ذي يته44دده ويك44ون في ال44وقت نفس44ه مع44وال على الب44ائع في دف44ع ه44ذا الخط44ر قب44ل
اس44تحقاق الب44اقي في ذمت44ه من الثمن ،أم44ا علم44ه به44ذا الس44بب فق44د يص44لح أو ال يص44لح دالل44ة على تنازل44ه عن ح44ق الحبس
وذلك حسب ما ينبئ به واقع الدعوى" (نقض مدني ،مصر21/12/1944 ،م).
ف44إذا ك44ان س44بب الحبس ه44و م44ا وق44ع للمش44تري من تع44رض ق44انوني من الغ44ير ،أو وج44ود عيب خفي م44ؤثر في الم44بيع ،ف44إن
ه44ذا الح44ق ينقض44ي بانقض44اء م44برره ،ومن ثم إذا نجح الب44ائع في رد التع44رض الحاص44ل للمش44تري في حيازت44ه أو انتفاع44ه
بالمبيع ،أو أصلح ما في المبيع من عيب أو عوضه عنه ،فيكون بذلك قد زال السبب الم44ؤدي إلى الحبس ،وحينه44ا يل44تزم
المشتري بدفع الثمن على النحو المتفق عليه.
ج .تقديم البائع كفيال يضمن للمشتري ما يمكن أن يتعرض له أو يجده في المبيع من عيوب:
وه44ذا م44ا عالجن44اه من قب44ل تحت مس44مى كفال44ة ال44درك أو عه44دة الم44بيع وفق44ا ألحك44ام الفق44ه اإلس44المي ،ف44إذا ق44دم الب44ائع كفيال
بذلك وكان الكفيل موسرا ومقيما في دولة البائع ذاتها (خضر1979 ،م) .وتطبيقا لذلك ،قضت محكمة النقض المص44رية
في حكمه 44ا الص 44ادر بت 44اريخ 1947 /12 /4م بأن 44ه "ال يج 44وز للمش 44تري االس 44تمرار في حبس الثمن إذا م 44ا طلب الب 44ائع
إيداعه خزانة المحكمة إذا كان هذا اإلي4داع مش4روطا ب4أال يق4دم الب4ائع على ص4رفه م4ا لم ي4زل الس4بب ال4ذي أدى المش4تري
إلى حبسه".
يستطيع البائع وفقا للقواعد العامة أن يطالب المشتري بدفع الثمن ،ول4ه في س4بيل ذل4ك الحج4ز على أم4وال المش4تري وفي
مقدمتها الم4بيع ،ول4ه في ذل4ك ض44مان عي4ني خ4اص يطل4ق علي4ه الفق4ه الق4انوني " امتي4از الب4ائع" ،وق44د عرف44ه الفق4ه بأن4ه "ح4ق
216
:::::مقرر العقود المدنية :::::
عي44ني خ44اص يقض44ي بتمكين الب44ائع ال44ذي أدخ44ل م44اال في مل44ك المش44تري من اس44تيفاء ال44دين من ثمن الم44بيع قب44ل غ44يره من
الدائنين" (خضر1979 ،م).
هذا الحق هو محض تطبيق للقواعد العامة ،إذ يجوز ألحد المتعاقدين في العقود الملزمة للجانبين أن يط44الب بفس44خ العق44د
في ح 44ال لم يقم المتعاق 44د اآلخ 44ر بتنفي 44ذ التزام 44ه ،ومن ثم يج 44وز للب 44ائع إذا لم يقم المش 44تري بتنفي 44ذ التزام 44ه ب 44دفع الثمن أن
يط 44الب بفس 44خ العق 44د ،والفس 44خ هن 44ا ال يتق 44رر من تلق 44اء نفس 44ه وإ نم 44ا يجب على الب 44ائع اللج 44وء إلى القض 44اء للمطالب 44ة ب 44ه،
وللقاض44ي في ذل44ك س44لطة تقديري44ة بحس44ب م44ا يظه44ر من ظ44روف الح44ال ،وبالموازن44ة بين المص44الح وم44ا إذا ك44ان اإلخالل
بالتنفيذ جسيما أو غير جسيم ،فلو كان المشتري قد نفذ الجزء األك4بر من التزام4ه ،ولم يتب4ق س4وى ج4زء ض4ئيل من4ه ،فق4د
ال يحكم القاضي بالفسخ وإ نما يأمر المشتري بتكملة التزام4ه ب4دفع الثمن ،ك4ل ذل4ك م4ا لم يكن هن4اك ش4رط تم تض44مينه في
العق4د يفي44د بفس44خ العق4د من تلق4اء نفس44ه في ح44ال أخ44ل أح44د المتعاق44دين بتنفي44ذ التزام44ه في مواجه44ة المتعاق44د اآلخ44ر ،حينه44ا ال
يمل 44ك القاض 44ي حي 44ال ذل 44ك س 44لطة تقديري 44ة ،وفي ح 44ال اللج 44وء إلي 44ه فال يمكن 44ه إال الحكم بالفس 44خ (أب 44و ق 44رين2006 ،م).
وبطبيعة الح4ال ،ال يمكن للب4ائع أن يط4الب بفس4خ العق4د ،إذا ك4ان الثمن م4ؤجال ،أو على أقس4اط ،وفي ح4ال أخ4ل المش4تري
بدفع أحد األقساط في البيع بالقسط فليس للبائع سوى المطالبة بالقسط المس4تحق م4ا لم يكن هن4اك اتف4اق يفي4د بحل4ول آج4ال
جميع األقساط في حال أخل المشتري بدفع أحدها في الموعد المتفق عليه (الزرقا1998 ،م).
ه 44ذا الج 44زاء من الج 44زاءات المق 44ررة في الفق 44ه اإلس 44المي ،وه 44و مص 44طلح س 44ائد عن 44د الحنفي 44ة بوص 44فه فرع 44ا من ف 44روع
الخيارات في ال4بيوع ،وق4د عرف4ه الحنفي4ة بأن4ه "ح4ق يش4ترطه العاق4د للتمكن من الفس4خ لع4دم النق4د" (المحم4د2013 ،م ،ص
،)386وق44 4د نص44 4ت الم44 4ادة ( )313من المجل44 4ة العدلي44 4ة على خي44 4ار النق44 4د ،حيث عرفت44 4ه بأن44 4ه "إذا تبايع44 4ا على أن ي44 4ؤدي
المش 44تري الثمن في وقت ك 44ذا وإ ن لم ي 44ؤده فال بي 44ع بينهم 44ا ،ص 44ح ال 44بيع وه 44ذا يق 44ال ل 44ه خي 44ار النق 44د" ،أم 44ا مجل 44ة األحك 44ام
الش4رعية فلم تع4رض ل4ه؛ وذل4ك ألن أحكامه4ا مس4تقاة من الم4ذهب الحنبلي ،وخي4ار النق4د لم يع4رف إال في الم4ذهب الحنفي
كما أسلفنا.
وخي44ار النق44د ه44و خي44ار اختي44اري مص44دره إرادة ط44رفي العق44د ،ال يثبت إال في حال44ة واح44دة فق44ط وهي اتف44اق المتعاق44دين أو
اش4تراطه من أح4دهما في العق4د ،وه4و يختل4ف عن خي4ار الش4رط ب4أن الفس4خ هن4ا ال يك4ون مج4ردا كم4ا ه4و الح4ال في خي4ار
الشرط ،وإ نما ال يمكن إعماله إال لو قامت علته وهي عدم النقد.
217
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-الصورة األولى :فيها يقول البائع للمشAتري" :بعت44ك س44لعتي ه44ذه على أن44ك إن لم تنق44دني الثمن إلى أج44ل ك44ذا فال بي44ع
بينن44ا" ( المحم44د2013 ،م) ،ومس44تعمل الخي44ار هن44ا ه44و المش44تري ،وإ ن ك44انت الفائ44دة الكب44يرة كم44ا ه44و ظ44اهر للب44ائع،
ولذا فقد ذهب فقهاء الشريعة اإلسالمية إلى وصف خيار النقد في ه44ذه الص44ورة بخي44ار الش44رط للمش44تري ،وتطبيق4ا
لذلك أن يبيع أحدهم سلعته إلى آخر ويشترط أنه إذا لم يقم المشتري بدفع الثمن النقدي خالل مدة معينة فإن العقد
يعد مفسوخا من تلق4اء نفس4ه ،فالخي4ار هن4ا للمش4تري إن ش4اء دف4ع النق4د وثبت العق4د ،وإ ن ش4اء تخل4ف عن دف4ع النق4د
وانفسخ العقد ،فالخيار إذن له هو وليس للبائع.
-الصورة الثانيAة :وفيهAا يقAول المشAتري للبAائع بعAد أن يAدفع لAه الثمن" :اش44تريت من44ك س44لعتك ه44ذه بثمن نق44دي ك44ذا،
على أن44 4ك إن رددت إلي الثمن إلى أج44 4ل ك44 4ذا فال بي44 4ع بينن44 4ا"(المحم44 4د2013 ،م) ،وعلى خالف الص44 4ورة الس44 4ابقة
مستعمل الخيار هنا هو البائع ،وهو صاحب الخيار فيها ،وهذه الحالة تشبه كثيرا بيع الوفاء مما جعل بعض الفقه
يدخلها ضمن بيع الوفاء ،ويعرف بيع الوفاء بأنه "أن يقول البائع للمشتري :بعتك ه4ذه ال4دار بك4ذا بش4رط أني م4تى
رددت الثمن في موعد كذا ترد المبيع" (المادة ،396المجلة العدلية) ،وهذه الصورة بمنزلة خيار الشرط للبائع.
ولم يج44ز خي44ار النق44د س44وى األحن44اف دون غ44يرهم من األئم44ة ،إذ ليس ل44ه س44ند في الق44رآن الك44ريم أو الس44نة المطه44رة على
خالف خي44ار الش44رط الث44ابت بالس44نة النبوي44ة ،فق44د ورد عن الن44بي -ص44لى اهلل علي44ه وس44لم -أن44ه ق44ال" :ك44ل بيعْي ن ال بْي ع
بْي نهم 44ا إال أْن يتفرق 44ا إال بْي ع اْلخي 44ار" )أخرج 44ه الش 44يخان وأحم 44د وغ 44يرهم) ،ولكنهم أج 44ازوه استحس 44انا لمواجه 44ة مماطل 44ة
المشتري ،ألن المشتري إن لم يدفع الثمن فتصبح الحاجة ماسة إلى فسخ العقد ،على أنه يشترط لصحة البيع بخيار النقد
أن يتم تحديد مدته وإ ال كان البيع فاسدا ،وهذا الحكم نصت عليه المادة ( )314من المجلة العدلية.
218
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
219
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بيع النسيئة :هو البيع الذي يتفق فيه المشتري مع البائع على تعجيل المبيع مع تأجيل دفع الثمن إلى أجل معلوم.
بيع المرابحة لآلمر بالشراء :هو قيام البنك بتنفيذ طلب المتعاقد معه على أس4اس ش4راء األول م4ا يطلب4ه الث4اني بالنق4د
الذي يدفعه البنك كليا أو جزئيا ،وذلك في مقابل التزام الطالب بالشراء ما أمر به وحسب الربح المتفق عليه عن44د
االبتداء.
أنشطة الوحدة:
مقال:
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
220
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حالة دراسية:
الحالة:
ب44اع زي44د إلى عم44ر عش44رة أطن44ان من حدي44د س44ابك ،على ثمن مس44مى بينهم44ا مق44داره 1880ري44اال للطن الواح44د ،وتض44من
االتف44اق بينهم44ا على أن يق44وم عم44رو بس44داد المبل44غ على عش44رة أقس44اط ،بحيث يك44ون القس44ط مس44تحقا نهاي44ة ك44ل أس44بوع من
تاريخ القسط الذي سبقه ،على أن يب4دأ حس4اب س4داد األقس4اط من4ذ لحظ4ة تسّ4لم عم4رو كمي4ة الحدي4د المطلوب4ة ،تس4لم عم4رو
نص44ف كمي44ة الحدي44د المتف44ق عليه44ا ،وأخ44بره زي44د ب44أن ب44اقي الكمي44ة غ44ير مت44وافرة حالي44ا ،وأن44ه س44يتم تس44ليمها بع44د ش44هر من
تاريخ44ه ،بع44د ي44ومين اتص44ل زي44د بعم44ر وطالب44ه بس44داد القس44ط األول من قيم44ة الحدي44د على اعتب44ار أن44ه س44لم نص44ف الكمي44ة
المطلوبة ،فرفض عمرو ذل4ك م4دعيا ب4أن االتف4اق بينهم4ا ق4د ح4دد ت4اريخ بداي4ة القس4ط األول من4ذ ت4اريخ تس4ليم كمي4ة الحدي4د
كاملة ،وأن الحديد متوافر في السوق على خالف ما ي44دعي زي44د ،رفض زي44د دف44ع عم44ر ،ولج44أ إلى القاض44ي مطالب44ا بفس44خ
العقد بينهما ،مع تغريم عمر بغرامة تأخيرية نتيجة تأخره في دفع القسط المستحق.
لو كنت أنت القاضي في الدعوى المرفوعة من زيد على عمر بما ستقضي؟ وماذا لو كان لو رفض القاض44ي االس44تجابة
لطلب زيد بالفسخ ،فطالب زيد باستحقاق األقساط كافة المتفق عليها على اعتبار أن الثمن عرفا يجب أن يدفع أوال؟ وما
رأي4ك ل4و ك4ان الثمن المتف4ق علي4ه في العق4د بل4غ عش4ر ري4االت للطن الواح4د من الحدي4د؟ وه4ل س4يتغير ه4ذا ال4رأي ل4و ك4ان
الثمن هو ألف لاير للطن الواحد؟
اإلجابة:
حتى أجيب عما ورد في حيثيات هذه القضية ،فعلي أوال كقاض أن أقوم بتفنيد وقائعها ومن ثم اإلجابة عن كل واقعة
على حدة:
أوال :فيما يتعلق بحكم البيع بثمن مؤجل أو مقسط ،فهو بيع صحيح ويعرف في الفقه اإلسالمي ببيع النسيئة ،وهو إن
خال من الربا فهو صحيح ،وما يبدو أمامنا أن هذا البيع قد خال من الربا وكل ما هنالك أنه تم تقسيط الثمن إلى آجال
محددة ،بحيث يستحق كل فترة زمنية معينة تم تحديدها بأسبوعين من تاريخ استحقاق كل قسط.
ثانيا :الظروف الطارئة التي يدعي البائع زيد أنها هي التي أدت إلى تأخره في تنفيذ التزامه ،إن ك44انت حقيقي44ة فليس من
ش44أنها أن تغ44ير في التزام44ات الط44رف الث44اني ،أم44ا وق44د أثبت عم44ر أن حدي44د س44ابك مت44وافر في الس44وق على خالف ادع44اء
زيد ،فإن هذا يجعل من حق عمر أن يمتنع عن دفع الثمن المتفق عليه مستخدما حقه في حبس الثمن ،هذا إن كان الثمن
مستحقا بالفعل ،أما وق44د اتفق4ا على أن الثمن مقس4ط والقس4ط األول يس4تحق من ت4اريخ تس4ليم كمي4ة الحدي4د كامل4ة فال يج4وز
221
:::::مقرر العقود المدنية :::::
للبائع زيد أن يطالب عمرو بدفع أي قسط ،وذلك ألن األجل المحدد له لم يحن بع44د بس44بب تخلف44ه عن الوف44اء بالتزام44ه في
مواجهة المشتري عمرو.
ثالث44ا :أم44ا عن مطالب44ة زي44د بفس44خ العق44د بين44ه وبين عم44ر ،فليس ل44ه الح44ق في ذل44ك؛ ألن عم44ر لم يخ44ل بتنفي44ذ التزام44ه في
مواجهته ،وعلى العكس يحق لعمر أن يطالب بفسخ العقد م4ع زي4د لتخل4ف زي4د عن الوف4اء بالتزام4ه ،خاص4ة بع4د أن أثبت
ت4وافر حدي4د س4ابك في الس4وق ،ويمكن4ه أن ينف4ذ على نفق4ة الب4ائع زي4د ،ب4أن يش4تري الحدي4د المطل4وب من الس4وق على نفق4ة
زيد ،ثم يقوم بتقسيط الثمن كما كان متفقا عليه ،وبخصوص غرامة التأخير أو ما يع4رف قانون4ا بفوائ4د الت4أخير فليس له4ا
مجال هنا لعدم تأخر عمر في تنفيذ التزامه في مواجهة زيد.
رابعا :مطالبة زيد عندما رفض القاضي طلب الفسخ باس4تحقاق األقس4اط كاف4ة هي مطالب4ة غ4ير ص4حيحة؛ وذل4ك ألن4ه في
حال تخلف المشتري عن دفع أحد األقساط فال يجوز للبائع المطالبة إال بالقسط الذي تخلف عن أدائه دون باقي األقس44اط
التي لم تحل آجالها بعد ،ما لم يكن هناك اتف4اق بين الب4ائع والمش4تري على س4قوط آج4ال األقس4اط األخ4رى في ح4ال ت4أخر
المشتري عن دفع أحدها ،وفي القضية التي أمامن4ا لم يتخل4ف عم4ر عن دف44ع أي قس4ط ،وذل4ك كم4ا أس4لفنا ألن أج4ل القس4ط
األول لم يحن بعد.
خامسا :لو كان الثمن المسمى في العقد هو عشر رياالت للطن الواحد ،فقد وصل الثمن هنا إلى وصف الثمن التافه،
الذي ال ينعقد به عقد البيع ،ولذا فالعقد بينهما يكيف على أنه عقد هبة مستورة بالبيع وال يمنع من ذلك نية زيد مطالبة
عمرو بدفع مبلغ العشرة رياالت ،أما لو كان الثمن هو ألف لاير فهو ثمن أقل من القيمة الحقيقية للمبيع ولكنه لم يصل
حد التفاهة ،وهو ما يسمى فقها وقانونا الثمن البخس ،وهذا ينعقد به عقد البيع صحيحا منتجا آلثاره ،وال يجوز للبائع
أن يطعن فيه إال إذا توافرت حالة من الحاالت االستثنائية المنصوص عليها في القانون كبيع عقار ناقص األهلية بغبن
.فاحش ،وفي حال وقع البائع في عيب االستغالل
222
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
توضيح مفهوم الثمن وطبيعته وشروطه في الفقه اإلسالمي وفي القانون.
توضيح مضمون التزام المشتري بدفع الثمن وأحكامه.
بيان حكم فوائد الثمن قانوًنا أو قيمة المرابحة َو ْفًقا ألحكام الفقه اإلسالمي.
توضيح حكم الفوائد التأخيرية في النظام السعودي.
بيان كيفية تنفيذ االلتزام بدفع الثمن.
توضيح األحوال التي يجوز فيها للمشتري حبس الثمن عن البائع.
توضيح األحوال التي يسقط فيها حق المشتري في حبس الثمن.
بيان جزاء إخالل المشتري بدفع الثمن.
بيان خيار النقد في الفقه اإلسالمي ،وصوره عند الحنفية.
223
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
224
:::::مقرر العقود المدنية :::::
. 4إذا تم تعيين الثمن بالنقود ولم يتحدد نوعها فيلزم الوفاء بـــ:
تم االتفاق على بيع السلعة للمشتري على أنه إن لم يقم بدفع الثمن إلى أجل كذا انفسخ البيع بينهما.
تم االتفاق على أن يقبض البائع الثمن على أنه إن رد الثمن إلى المشتري إلى أجل كذا انفسخ البيع بينهما.
تم االتفاق على فسخ العقد إن أراد أحد الطرفين ذلك.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
لم ينفذ البائع التزامه بتسليم المبيع المتفق على تأجيل تسليمه.
اكتشف تعيب المبيع بعد التسلم وكان العيب مما يضمنه البائع.
إذا تعرض له الغير تعرضا ماديا ورجع على البائع للمطالبة برد ذلك التعرض.
الخيار الثاني والخيار الثالث.
225
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أن يلتزم البنك بإقراض المشتري ثمن السلعة المرغوب في شرائها ألجل معين بفائدة محددة.
أن يلتزم البنك بشراء السلعة التي يريدها المشتري نقدا ثم بيعها له بهامش ربح متفق عليه)→( .
أن يل 44تزم البن 44ك ب 44دفع قيم 44ة الس 44لعة المرغ 44وب في ش 44رائها على أن ي 44دفع المش 44تري ثمنه 44ا للبن 44ك مقس 44طا بفائ 44دة
معينة.
الخيار األول والخيار الثالث.
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام اإلجابة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام اإلجابة الخاطئة:
يكون العقد مقايضة إذا تم دفع قيمة المبيع نقدا أو ماال آخر متقوما.
يشترط في الثمن أن يكون متقوما وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية.
الثمن إذا كان بخسا انعقد العقد صحيحا بين طرفيه.
تبطل الهبة المستورة بالبيع في حال كان الثمن صوريا وذلك لتخلف ركن الشكل.
يج 44وز لط 44رفي العق 44د في ح 44ال تم االتف 44اق على تحدي 44د الثمن بواس 44طة أجن 44بي مف 44وض أن
يرفضا التقييم لعدم إلزاميته لهما.
في حال لم يتم تحديد السوق الذي سيقدر ثمن المبيع بناء على سعره فيك4ون س4وق مك4ان
تسليم المبيع هو المعتمد.
إذا تم تض 44مين العق 44د م 44ا يفي 44د إق 44رار الب 44ائع بقبض الثمن ص 44ح العق 44د وفق 44ا ألحك 44ام الفق 44ه
اإلسالمي.
إذا ك44ان الثمن عب44ارة عن أس44هم في ش44ركة معين44ة ،ف44إن العق44د يك44ون بيع44ا لس44هولة تحوي44ل
السهم إلى نقد.
226
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بيع .............................هو البيع الذي يتفق فيه المشتري مع البائع على تعجيل المبيع م44ع تأجي44ل دف44ع
الثمن إلى أجل معلوم.
خي 44ار .............................ه 44و ح 44ق يش 44ترطه العاق 44د للتمكن من الفس 44خ لع 44دم النق 44د ولم يأخ 44ذ ب 44ه س 44وى
المذهب الحنفي استحسانا.
إذا كش44 4 4 4 4 4 4 4ف الب44 4 4 4 4 4 4 4ائع عن القيم44 4 4 4 4 4 4 4ة الحقيقي44 4 4 4 4 4 4 4ة للم44 4 4 4 4 4 4 4بيع ثم أض44 4 4 4 4 4 4 4اف إلي44 4 4 4 4 4 4 4ه ه44 4 4 4 4 4 4 4امش ربح معين ك44 4 4 4 4 4 4 4ان
البيع .............................
إذا اكتش44 4 4ف المش44 4 4تري وج44 4 4ود عيب خفي في الم44 4 4بيع ك44 4 4ان من حق44 4 4ه االمتن44 4 4اع عن دف44 4 4ع الثمن مس44 4 4تخدما حق44 4 4ه
في .............................
.............................الب44 4ائع ه44 4و ح44 4ق عي44 4ني خ44 4اص يقض44 4ي بتمكين الب44 4ائع ال44 4ذي أدخ44 4ل م44 4اال في مل44 4ك
المشتري من استيفاء الدين من ثمن المبيع قبل غيره من الدائنين.
يش44مل الثمن .............................التأخيري44ة في ح44ال ت44أخر المش44تري عن أداء الثمن في ال44وقت المتف44ق
عليه.
الثمن .............................هو الثمن الذي يكون على قدر من التناسب مع قيمة المبيع.
الثمن .............................ه44و الثمن الحقيقي ال44ذي يدفع44ه المش44تري للب44ائع ولكن44ه ال يتناس44ب م44ع القيم44ة
الحقيقية للمبيع لضآلته.
الثمن .............................هو الثمن الذي ال يقص44د دفع4ه وال الب4ائع اقتض44اءه وإ نم4ا ذك4ر في العق4د فق4ط
إلظهار العقد في صورة البيع.
يعرف الثمن بأنه المال الذي يقابل المبيع وذلك من الناحية .............................
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع :اكتب في ماهية الثمن وطبيعته في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي:
السؤال الخامس :يشترط قانونا في الثمن أن يكون جديا وحقيقيا .اكتب في هذين الشرطين:
227
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة:
البدراوي ،عبد المنعم1970( ،م)" ،الوجيز في عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( ،م)" ،العقود المدنية الكبيرة .البيع والتأمين واإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( ،م) ،ط" ،2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي .عقد البيع" ،دمشق ،دار القلم.
عبد السالم ،سعيد سعد1980( ،م)" ،الوجيز في أحك4ام عق4د ال4بيع في الق4انون الم4دني المص4ري" ،الق4اهرة ،دار
النهضة العربية.
المحم44د ،محم44د نج44دات2013( ،م)" ،خي44ار النق44د في الفق44ه اإلس44المي وتطبيقات44ه االقتص44ادية المعاص44رة" ،مجل44ة
جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،المجلد ،29العدد األول.
مرقس ،سليمان1980( ،م)" ،عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
المه44دي ،نزي44ه محم44د الص44ادق؛ المه44دي ،مع44تز نزي44ه محم44د2007( ،م)" ،العق44ود المس44ماة .عق44د الت44أمين وعق44د
البيع" ،القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
228
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الوحدة الثامنة:
بطالن عقد البيع وانحالله
229
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف انحالل عقد البيع وبطالنه واألحكام المتعلقة بهما.
أن يلم بحاالت بطالن عقد البيع بطالًنا مطلًقا وآثاره.
أن يفرق بين البطالن النسبي والبطالن المطلق لعقد البيع.
أن يتمكن من معرفة حاالت البطالن النسبي وحكمها.
أن يتمكن من معرفة شروط فسخ عقد البيع وآثاره.
أن يتمكن من معرفة شروط انفساخ عقد البيع بالقوة القاهرة.
أن يتمكن من معرفة حاالت إنهاء العقد باإلرادتين وباإلرادة المنفردة.
أن يتمكن من معرفة اآلثار المترتبة على انحالل عقد البيع وبطالنه.
أن يلم بأهم الحاالت الفقهية محل الخالف بشأن انحالل عقد البيع مع عدمه.
أن يستشعر أهمية دراسة أحكام بطالن العقد وانحالله.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة أحكام انحالل عقد البيع وبطالنه.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بانحالل عقد البيع وبطالنه وآثارهما.
موضوعات الوحدة:
230
:::::مقرر العقود المدنية :::::
231
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
متى انعقد عقد ال4بيع وت4وافرت في4ه جمي4ع ش4روط االنعق4اد والص44حة ت4رتبت علي4ه أحكام4ه وآث4اره ال4تي عرض44نا له4ا س4ابًقا،
ف4إذا ال4تزم ك4ل من ط4رفي العق4د بعين م4ا رتب4ه علي4ه العق4د ،ووّفى به4ذا االل4تزام وف4اء ص4حيًح ا ،اس4تنفذ العق4د أغراض4ه ولم
يكن هن4اك س4بب النحالل4ه ،ويظ4ل العق4د ح4تى بع4د انقض44اء تل4ك االلتزام4ات بالتنفي4ذ بمثاب4ة مص44در له4ا ،وس4ند ي4دعم اآلث4ار
القانوني44ة ال44تي ت44رتبت على تنفي44ذها (عب44د الس44الم1980 ،م) .وعق44د ال44بيع ش44أنه ش44أن أي عق44د آخ44ر ،ل44ه أس44باب ت44ؤدي إلى
زوال44ه ،وه44ذا ال44زوال ق44د يك44ون ب44االنحالل ،وق44د يك44ون باالنقض44اء ،وق44د يك44ون ب44البطالن .وفي ه44ذه الَو ح44دة س44نعالج أس44باب
زوال الرابط 44ة العقدي 44ة في عق 44د ال 44بيع في ض 44وء أحك 44ام الفق 44ه اإلس 44المي والق 44انون الوض 44عي ،ثم نع 44رض لآلث 44ار القانوني 44ة
المترتبة على ذلك الزوال.
232
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
صورة ()1-8
233
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يعرف أهل الق4انون البطالن بأن4ه ه4و "الج4زاء ال4ذي ق4رره الق4انون عن4د تخل4ف ركن من أرك4ان العق4د" (خض4ر1979 ،م)،
أما في الفق4ه اإلس4المي فيع4دون ك4ل عق4د ليس ص4حيحا فه4و باط4ل غ4ير منعق4د ،ويس4توي في ذل4ك أن يك4ون س4بب البطالن
راجع44ا إلى تخل44ف ركن من األرك44ان أو وج44ود خل44ل في وص44ف من أوص44افه ،ويعرف44ه العاي44د بأن44ه "ع44دم انعق44اد العق44د على
وجه شرعي ،أو ه4و اس4م للحكم على العق4د بأن4ه باط4ل" (العاي4د2002 ،م ،ص ،)44أم4ا مجل4ة األحك4ام العدلي4ة فق4د عرفت4ه
في مادته44ا رقم ( )110بأن44ه "ال44بيع الباط44ل :م44ا ال يص44ح أص44ال ،يع44ني أن44ه ال يك44ون مش44روعا أص44ال" ،وق44د جمعت مجل44ة
األحك44ام الش44رعية بين العق44د الباط44ل والعق44د الفاس44د تحت التعري44ف ذات44ه وعرفتهم44ا في مادته44ا رقم ( )164بأنهم44ا "م44ا ليس
بصحيح" ،وفي سبيل ذلك عرفت البيع الصحيح بأنه هو "البيع الجائز الذي ت44ترتب علي44ه أحكام44ه" (الم44ادة .)166وعلي44ه،
يمكننا أن نعرف البيع الباطل وفقا ألحكام المجلة الشرعية والمجلة العدلية بأنه "هو البيع الذي تخلفت فيه شروط ج44وازه
شرعا ،فلم تترتب عليه أحكامه".
من خالل التعريفات السابقة للبطالن واالنحالل ،فإنه يمكننا أن نبين أهم الفروقات بينهما؛ وذلك على النحو التالي:
البطالن يقاب44ل الص44حيح كم44ا رأين44ا وفق44ا ألحك44ام الفق44ه اإلس44المي ،ومن ثم فال يق44ال ببطالن العق44د إال إذا تخلفت ش44رائط
انعقاده وصحته كما تقتض44يها القواع4د العام4ة فقه4ا وقانون4ا ،األم4ر ال4ذي ي4ؤدي إلى اعتب4ار العق4د الباط4ل كأن4ه لم يكن
وأنه والعدم سواء .أما االنحالل ،ففي4ه ينعق4د العق4د ص4حيحا منتج4ا آلث4اره القانوني4ة فيم4ا بين طرفي4ه ،لكن يق4وم س4بب
شرعي أو قانوني يؤدي إلى انحالله.
234
:::::مقرر العقود المدنية :::::
العقد الباطل ال يقبل التصحيح وليس للقاضي في الحكم به سلطة تقديرية ،وذلك على خالف العقد ال44ذي ق44ام س44بب من
أس44باب انحالل4ه ،إذ يك44ون للقاض44ي في الحكم بانحالل44ه س44لطة تقديري44ة في بعض األحي44ان ،وذل44ك م44تى ك44انت ظ44روف
الواقعة المعروضة عليه تحتمل عدم حل العقد.
االنحالل ق44د يك44ون ب44أثر رجعي أو من دون أث44ر رجعي بحس44ب الح44ال (الس44عدي2002 ،م) ،أم44ا اإلبط44ال ف44دائما يك44ون
بأثر رجعي.
أ .األس AAباب القانوني AAة لبطالن عق AAد ال AAبيع :البطالن في الق44 4انون الوض44 4عي ينقس44 4م إلى :بطالن مطل44 4ق ،وبطالن نس44 4بي،
والبطالن النس44بي ه44و الج44زاء الم44ترتب على تخل44ف ش44رط من ش44روط ص44حة العق44د ،ويك44ون العق44د في44ه موقوف44ا على
اإلجازة ،أما البطالن المطلق فهو -كما قدمنا -ال يقبل التصحيح وال اإلجازة.
-أسAAباب بطالن عقAAد الAAبيع بطالنAAا مطلقAAا :تحكم ه 44ذه األس 44باب القواع 44د العام 44ة المنص 44وص عليه 44ا في النظري 44ة العام 44ة
للعقود (مرقس1980 ،م) ،فإذا تخلف أحد أرك44ان عق4د ال44بيع كالرض44ا ،والمح44ل بش44قيه الم44بيع والثمن ،وك44ذلك ركن
السبب ،كان العقد باطال بطالنا مطلقا ،كما أن عقد البيع يبطل بطالن4ا مطلق4ا إذا تخل4ف ش4رط من ش4روط انعق4اده،
فيشترط في الرضا أن ينصب على طبيعة العقد ،وعلى المبيع والثمن وعلى السبب ،فإذا اختلف اإليجاب والقبول
ب 44أن اتجهت إرادة أح 44د ط 44رفي العق 44د إلى ش 44يء آخ 44ر غ 44ير ال 44ذي أراده المتعاق 44د اآلخ 44ر ،بط 44ل العق 44د لع 44دم تالقي
اإلرادتين ،كم44ا يش44ترط أن يك44ون الرض44ا ص44ادرا عن ذي أهلي44ة ،ف44بيع الص44غير ال44ذي لم يبل44غ س44ن التمي44يز وك44ذلك
المجنون يعد باطال بطالنا مطلقا ،وكما قدمنا يشترط أيضا في المبيع أن يكون معينا أو قابال للتعيين ،كما يشترط
فيه أن يكون مشروعا أي داخل دائرة التعامل ،ويشترط فيه أن يكون موج44ودا وقت إب44رام العق4د أو ق44ابال للوج44ود،
فإذا تخلفت هذه الشروط أو أحدها كان عقد البيع باطال بطالنا مطلقا ،وال يصح حتى ولو أجازه طرفاه وارتض44يا
ب44ه على ه44ذا الح44ال .وبخص44وص الثمن ،رأين44ا كي44ف أن الق44انون يش44ترط النعق44اد عق44د ال44بيع أن يك44ون الم44بيع مقاب44ل
الثمن ،كما اشترط أن يكون الثمن نقديا ،ورتب على تخلف شرط نقدي4ة الثمن بطالن العق4د لتخل4ف ص44فة جوهري4ة
في مح44ل العق44د هن44ا ،وتك44ون الص44فة جوهري44ة إذا ك44ان ي44ترتب على تخلفه44ا الجهال44ة أو اختالف طبيع44ة العق44د ،وق44د
235
:::::مقرر العقود المدنية :::::
رأينا كيف أن اشتراط نقدي4ة الثمن في عق4د ال4بيع من الناحي4ة القانوني4ة ،ك4ان الفاص4ل بين م4ا يع4د بيع4ا وم4ا يع4د من
قبيل المقايضة ،وهما عقدان لكل منهما أحكامه الخاصة.
-أسAAباب بطالن عقAAد الAAبيع بطالنAAا نسAAبيا :اس 44تنادا إلى القواع 44د العام 44ة في البطالن النس 44بي ،ال يك 44ون عق 44د بي 44ع ق 44ابال
للبطالن إال في حالتين وهما:
الحالAAة األولى :عيAAوب الرضAAا :ف 44إذا ش 44اب إرادة الب 44ائع أو المش 44تري عيب من عي 44وب الرض 44ا ،كالغل 44ط واإلك 44راه
والت4دليس وغيره4ا ،ف4إن العق4د وفق4ا ألحك4ام الق4انون يك4ون ق4ابال للبطالن ،ويحكم ببطالنه4ا إذا ت4وافرت ش4روط ذل4ك
العيب ،وتمسك من تقرر البطالن لمصلحته بذلك البطالن.
الحالة الثانية :نقص األهلية :فعقد البيع من العقود الدائرة بين النفع والضرر ،يشترط إلبرام4ه أن تت4وافر في كال
طرفيه أهلية التصرف ،فإذا أبرمه ناقص األهلية كان تصرفه قابال للبطالن لمصلحته.
-ما يترتب على بطالن عقد البيع :ف44إذا بط44ل العق44د بطالن44ا مطلق44ا ،أو ك44ان ب44اطال بطالن44ا نس44بيا وتمس44ك ص44احب
الح 44ق ب 44البطالن ،ك 44ان عق 44د ال 44بيع ه 44و والع 44دم س 44واء من الناحي 44ة القانوني 44ة (الس 44عدي2003 ،م) ،ويختل 44ف البطالن
المطلق عن البطالن النسبي في أن البطالن المطلق ال يحتاج تقريره إلى أي إجراء ،وال حتى استصدار حكم من
المحكم44ة ،ويج44وز لك44ل ذي مص44لحة أن يتمس44ك ب44ه ،كم44ا يج44وز للمحكم44ة أن تقض44ي ب44ه من تلق44اء نفس44ها ،كم44ا أن
البطالن المطلق ال يزول باإلجازة ،وذلك كله على خالف البطالن النسبي ،فإذا تحقق سبب البطالن المطلق ،أو
تمسك صاحب الحق ببطالن العقد القاب4ل للبطالن ،أص4بح العق4د كم4ا قولن4ا ك4أن لم يكن ،ليس من ت4اريخ قي4ام س4بب
البطالن ،ولكن ب 44 4أثر رجعي من 44 4ذ ت 44 4اريخ انعق 44 4اد العق 44 4د ،وي 44 4ترتب على األث 44 4ر ال 44 4رجعي للبطالن ض 44 4رورة إع 44 4ادة
المتعاق44دين إلى م44ا ك44انوا علي44ه قب44ل التعاق44د ،فيجب على الب44ائع أن ي44رد الثمن ال44ذي قبض44ه ،وعلى المش44تري أن ي44رد
المبيع وثمراته من يوم المطالبة القضائية (السعدي2003 ،م) ،فإذا استحال االسترداد بأن كان المبيع ق44د هل44ك في
يد المشتري فيلزم المشتري حينها برد قيمة المبيع وقت هالك4ه بن4اء على أحك4ام المس4ؤولية التقص44يرية ال العقدي4ة،
وذلك ألن العقد ليس موجودا .أما أساس التزام البائع برد الثمن فهو تطبيق أحكام دفع غير المستحق.
-الجمAAع بين أحكAAام الAAبيع الباطAAل والAAبيع الفاسAAد :ق44دمنا أن غالبي44ة الفق44ه اإلس44المي لم يف44رق بين ال44بيع الفاس44د وال44بيع
الباطل ،فالجمهور متفقون على أن كليهما بمعنى واحد ،وهما يقابالن البيع الصحيح ،وقد خ44الفهم في ذل44ك األحن44اف
وعنهم أخذت المجلة العدلية أحكامها وفرقت بين البيع الباط4ل وال4بيع الفاس4د ،فع4دت ال4بيع الباط4ل ه4و ال4بيع ال4ذي ال
يص44ح أص44ال ،بمع44نى أن44ه ال يك44ون مش44روعا أص44ال ،بينم44ا ع44رفت ال44بيع الفاس44د بأن44ه "ه44و المش44روع أص44ال ال وص44فا،
236
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يعني أنه يكون صحيحا باعتبار ذاته فاس4دا باعتب4ار بعض أوص44افه الخارج4ة" (الم4ادة ،)109غ4ير أن م4ا ذهب إلي4ه
جمهور الحنابلة والمالكية والشافعية هو الجمع بين معنى العقد الفاسد والعقد الباطل كما أسلفنا (العايد2002 ،م).
-أسباب بطالن البيع وفساده :ترجع أسباب فساد العقد أو بطالنه إلى وج44ود خل44ل في أح44د أركان44ه ،أو في ش44رط من
ش44رائط ص44حته ،عن44د الجمه44ور ،أم44ا األحن44اف فال يع44دون العق44د ب44اطال إال إذا ك44ان الخل44ل ق44د أص44اب ركن العق44د ،أو
شرطا من شرائط انعقاده ،أما إذا أصاب الخلل شروط الصحة فالبيع عندهم فاسد ال باطل ،كما يعد البيع ب4اطال ل4و
ورد على ش44يء نهى الش44رع عن44ه ،ك44البيع عن44د الن44داء في ي44وم الجمع44ة ،وبي44ع النجش ،وبي44ع أح44دهم على بي44ع اآلخ44ر،
وبي 44ع عص 44ب الفح 44ل وهك 44ذا ،وإ ن ك 44ان لن 44ا أن ن 44ورد ال 44بيوع الباطل 44ة بحس 44ب م 44ا ورد في مجل 44ة األحك 44ام الش 44رعية
باعتبارها تتبع الم4ذهب الحنبلي ذات4ه الع4ام تطبيق4ه في المملك4ة ،فيمكن باإلض4افة إلى م4ا س4بق ،الق4ول ب4أن عق4د ال4بيع
يكون باطال في الحاالت التالية:
-البطالن بحسب طبيعة المعقAود عليAه :فالمجل44ة حص44رت في الفص44ل الث44اني من الب44اب الث44اني من كت44اب ال44بيوع
ص 44ور م 44ا يص 44ح وم 44ا ال يص 44ح أن يك 44ون مبيع 44ا في عق 44د ال 44بيع ،فلم تج 44ز بي 44ع الميت 44ة وال ش 44راؤها ول 44و ك 44ان ذل 44ك
للض4رورة ،ول4و ك4انت ط4اهرة م4ا لم تكن س4مكا أو ج4رادا أو حي4وان البح4ر ال4ذي ال يعيش في4ه (الم4ادة ،)277كم4ا
أنها لم تجز بيع السرجين النجس وال الدهن النجس أو المتجنس (المادة ،)278والس4رجين ه4و الس4ماد المتخ4ذ من
روث الحيوانات أو زبلها (المعجم الوسيط) ،كما لم تجز بيع الخمر وش44راؤه ح44تى ول44و ك44ان س44بب الش44راء إراقت44ه،
وكذلك ال يجوز أن يكون محل البيع آلة لهو حتى ول44و ك44ان اله44دف من ش44رائها إتالفه44ا ،كم44ا نهت المجل44ة عن بي44ع
المال غير المحرز كماء النهر والسمك في البحر ،والطير في السماء ،كما نهت عن بي44ع الحم44ل ال مف4ردا وال م44ع
أمه ألنه غير موجود ،فإذا بيع من أمه كان البيع باطال ،أما لو بيعت أم44ه ك44ان ال44بيع ص44حيحا ودخ44ل ه44و في ال44بيع
تبعا لها ،واألمثلة في المجلة كثيرة على البيوع الباطلة بسبب عدم مشروعية محلها.
-البيوع الباطلة أصال :تض44منها الفص44ل الراب44ع من الب44اب الخ44امس من كت44اب ال44بيوع في المجل44ة الش44رعية ،وفي44ه
قدمت المجلة نموذجا مقننا لحاالت البطالن المطلق بالنص ،ومن هذه البيوع الباطلة:
بطالن بيع الذهب بالذهب والفضة بالفضة :وه44ذا التح44ريم على اإلطالق ،ويس44توي أن يك44ون ال44ذهب مض44روبا أو
مصنوعا.
بطالن بيع العينة وعكسه :وبيع العينة -كما ورد في "رد المحت4ار" -ه4و أن ي4بيع أح4دهم س4لعته بثمن زائ4د نس4يئة
أي بثمن مؤجل ليبيعها المشتري له بثمن حاضر أقل ليقضي دين4ه ،ومثال4ه :أن ي4بيع زي4د بيت4ه لعم4ر بثمن مؤج4ل
قيمت44ه ملي44ون ومائ44ة أل44ف لاير ،ثم يبيع44ه عم44رو ل44ه بثمن وق44دره ملي44ون لاير مقبوض44ة في الح44ال ،لتك44ون المائ44ة أل44ف
هي الزي44ادة ال44تي يحص44ل عليه44ا المق44رض في ه44ذه الحال44ة ،وه44ذا الن44وع من ال44بيوع ه44و تحاي44ل على الرب44ا كم44ا ه44و
237
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ظ44اهر من تعريف44ه ،ومن المث44ال المض44روب .أم44ا عكس بي44ع العين44ة ،فه44و أن ي44بيع س44لعته بثمن حاض44ر ثم يبيعه44ا
المش 44تري ل 44ه بثمن مؤج 44ل أعلى من الثمن الم 44دفوع ،ومثال 44ه :أن ي 44بيع زي 44د لعم 44ر بيت 44ه بمبل 44غ وق 44دره ملي 44ون لاير
مقبوضة في الحال ،ثم يقوم عمر ببيع البيت إلى زيد ذاته بثمن مليون ومائة ألف مؤجلة.
بطالن بيAAع الوفAاء :لم تج44ز المجل44ة الش44رعية بي44ع الوف44اء أو بي44ع األمان44ة ،وذل44ك الش44تماله على حيل44ة على الق44رض
والرب 44ا في 44ه ،وس 44نبين في موض 44ع آخ 44ر من ه 44ذه الدراس 44ة أحك 44ام بي 44ع الوف 44اء والخالف الفقهي ح 44ول إجازت 44ه من
عدمه.
بطالن بيAAع االستصAAناع :والعل 44ة من ذل 44ك ،أن بي 44ع االستص 44ناع لم ي 44رد في مش 44روعيته نص من الق 44رآن أو الس 44نة
النبوي44ة ،ولكنهم أج44ازوه استحس44انا كم44ا أس44لفنا ،وعل44ة البطالن هن44ا ه44و أن يتض44من بي44ع المع44دوم ال44ذي ي44ؤدي إلى
بطالن العقد وانعدامه ،وسيتم دراسة حكم بيع االستصناع بالتفصيل في موضع آخر من هذه الدراسة.
-اآلثار المترتبة على بطالن عقد البيع في الفقه اإلسالمي :إذا وقع البيع ب4اطال ألي س4بب من األس4باب ال4تي عرض44نا
له 44ا أعاله ،ك 44ان العق44د والع 44دم س 44واء ،فالعق44د الباط 44ل ه 44و عق44د غ44ير موج 44ود من األس 44اس ،وه 44و عق44د منق44وض من
أساسه ،كم4ا أن4ه ال تلحق4ه اإلج4ازة ألن4ه مع4دوم ،ف4إذا م4ا تحق4ق البطالن وجب في4ه ال4رد ،ف4إذا ك4ان أح4د الط4رفين ق4د
قبض شيئا بموجب العقد الباطل فعليه أن يرده ،مع نمائه المتص4ل والمنفص4ل وأج4رة المث4ل ،ف4إذا ك4ان ق4د تص4رف
فيه ،فال ينفذ هذا التصرف في مواجهة صاحب الشيء ،وتكون تصرفاته كتصرفات الغاصب ،أم44ا إذا تل44ف الم44ال
المقب 44وض في ي 44د من قبض 44ه فلزم 44ه ض 44مانه بالمث 44ل في المثلي ،والقيم 44ة في القيمي( .الموس 44وعة الفقهي 44ة الكويتي 44ة،
)www.islam.gov.kw
238
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
يقص44د بالفس44خ هن44ا "ح44ل الرابط44ة العقدي44ة بن44اء على طلب أح44د ط44رفي العق4د إذا أخ44ل الط44رف اآلخ44ر بالتزام44ه" (الش44واربي،
،1997ص ،)13والفسخ ه4و ج4زاء إخالل العاق4د بالتزام4ه في مواجه4ة المتعاق4د اآلخ4ر ،وي4برر تمس4ك ه4ذا األخ4ير بحق4ه
في الفس44خ بأن44ه يري44د أن يتح44رر من االل44تزام ال44ذي يفرض44ه علي44ه العق44د ويثق44ل كاهل44ه نهائي44ا ،والفس44خ ق44د يك44ون اتفاقي44ا وق44د
يكون قضائيا ،وقد تضمنت أحكام الفقه اإلسالمي النص على جزاء الفسخ.
239
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وإ ذا كان األصل في الفسخ أن يكون أح4د ط4رفي العق4د ق44د أخ4ل بتنفي4ذ التزام4ه ،إال أن العق4د يمكن أن ينح4ل أيض44ا بالفس4خ
دون أن يكون هناك إخالل من قبل أي من طرفي العقد ،وهي حالة ما إذا كان ال44بيع معلق44ا على ش44رط فاس44خ ،أو واق44ف،
ف44إذا ك44ان معلق44ا على ش44رط فاس44خ وتحق44ق ه44ذا الش44رط أدى ذل44ك إلى زوال العق44د ب44أثر رجعي ،وإ ذا ك44ان معلق44ا على ش44رط
واق44ف وتخل44ف الش44رط ،ففي ه44ذه الحال44ة ينتهي العق44د وال يبقى ل44ه أي أث44ر ،بحيث ال يختل44ف حكم44ه عن حكم ال44بيع الباط44ل
من حيث األثر (مرقس1980 ،م).
-شAAروط فسAAخ عقAAد الAAبيع :إذا لج44أ أح44د ط44رفي العق44د إلى القض44اء مطالب44ا بفس44خ عق44د ال44بيع الم44برم بين44ه وبين المتعاق44د
اآلخر ،فإنه يجب إلمكان االستجابة إلى مطلبه بالفسخ ومن ثم إلغاء آثار العقد كافة توافُر شروط معينة؛ وهي:
الشرط األول :إخالل أحد طرفي العقد بالتزامه :ولع44ل ه44ذا الش44رط ه44و ج44وهر الفس44خ ومن أجل44ه ق44رر المش44رع ه44ذا
الجزاء ،فالفسخ -كما رأينا -ه4و ج4زاء ق44رره الق4انون والفق4ه اإلس4المي لص44الح ال4دائن ،يك4ون من حق4ه التمس4ك
به بمجرد إخالل المتعاقد اآلخر بالوفاء بالتزامه ،غير أن4ه يش4ترط إلعم4ال الفس4خ كج4زاء أن يق4وم ال4دائن بإع4ذار
المدين وذلك قبل الفسخ.
الشرط الثاني :أن يكون طالب الفسخ قد نفذ التزامه أو أبدى استعداده لتنفيذه :وه44ذا الش44رط يقتض44يه المنط44ق ،إذ
ليس من المعقول أن يطالب أحد المتعاقدين مخال بتنفيذ التزامه ،ويطالب بفسخ العق4د لع4دم ال4تزام الط4رف اآلخ4ر
بتنفيذ التزامه ،ولذلك يشترط القانون أن يكون رافع دعوى الفس4خ ق44د نف4ذ التزام4ه أو ك4ان مس4تعدا لتنفي4ذه ،ول4ذلك
ح 44تى يمكن للمش 44تري أن يط 44الب بالفس 44خ فعلي 44ه أن يك 44ون ق 44د نف 44ذ التزام 44ه ب 44دفع الثمن ،م 44ا لم يكن الثمن م 44ؤجال،
وكذلك البائع فعليه أن يكون قد نفذ التزامه بالتسليم حتى يستطيع المطالبة بفس44خ العق4د لع44دم الوف44اء ب44الثمن ،م44ا لم
يكن قد تم االتفاق بينهما على تسليم المبيع قبل قبض الثمن.
الشرط الثالث :أن يكون طالب الفسخ قادرا على إعادة الحال إلى ما كان عليه قبل العقد :وذلك ألن أثر الفس44خ ال
يقتص 44ر على المس 44تقبل ،وإ نم 44ا يمت 44د إلى الماض 44ي إعم 44اال لألث 44ر ال 44رجعي للفس 44خ (م 44رقس1980 ،م) ،ف 44إذا تس 44لم
مشتري كمية من البضاعة كجزء من المبيع وباع هذه الكمية فإنه ال يس4تطيع طلب فس4خ عق4د ال4بيع إذا لم يس4لمه
البائع باقي المبيع لعدم استطاعته رد ما تس4لمه إلى الب4ائع ،وذل4ك ألن4ه ال يس4تطيع ن4زع م4ا باع4ه من ي4د المش4تري
إذ في هذا إخالل بالتزامه بالض4مان ،أم4ا في حال4ة ع4دم اس4تطاعة الم4دين رد الش4يء إلى أص4له؛ أي إع4ادة الحال4ة
إلى م 44ا ك 44انت علي 44ه قب 44ل العق 44د ،ف 44إن ذل 44ك ال يمن 44ع من الحكم بالفس 44خ وفي ه 44ذه الحال 44ة يقض 44ى علي 44ه ب 44التعويض
(السعدي2002 ،م).
-ح44االت فس44خ عق44د ال44بيع في مجل44ة األحك44ام الش44رعية :تض44منت أحك44ام المجل44ة العدي44د من ح44االت فس44خ عق44د ال44بيع ،ال44تي
يجوز فيها فسخ العقد ما بين البائع والمشتري متى قامت حالة من حاالته ،ومن هذه الحاالت على سبيل المثال:
240
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حق البائع في فسخ العقد إذا هرب المشتري قبل نقد الثمن وهو معسر.
حق المشتري في فسخ العقد إذا تعذر على المشتري تسليم المبيع له.
في حال فوات الشرط أو فساده يحق لمن ضرب الشرط لمصلحته أن يطالب بالفسخ.
حق المشتري في فسخ العقد إن كان قد اشترط صفة معينة في المبيع ثم لم يجدها فيه بعد البيع.
-سلطة القاضي في القضاء بالفسخ :أن يرفع أحد طرفي العقد دعوى فسخ العقد المبرم بينه وبين الط44رف اآلخ44ر ،ال
يعني إلزام القاض44ي ب4الحكم لص44الحه ،ف44الحكم بالفس4خ ليس حكم4ا حتمي4ا أو واجب4ا على القاض44ي ،وإ نم4ا للقاض44ي في
ذل 44ك س 44لطة تقديري 44ة ،ك 44ل ذل 44ك م 44ا لم يكن ق 44د تم االتف 44اق في العق 44د على اعتب 44ار العق 44د منفس 44خا بمج 44رد إخالل أح 44د
المتعاقدين بتنفيذ التزامه ،حينها يفقد القاضي سلطته التقديرية ،ويجب عليه القضاء بالفسخ.
كم44ا أن للقاض44ي الح44ق في ع44دم االس44تجابة إلى طلب الفس44خ إذا رأى أن الظ44روف المحيط44ة ال ت44برر فس44خ العق44د ،كم44ا ل44و
ك44ان م44ا لم ي44وف ب44ه الم44دين قلي44ل األهمي44ة بالنس44بة إلى االل4تزام في جملت44ه ،ومث44ال ذل44ك :أن يك44ون المش44تري ق44د تخل44ف عن
سداد قسط واحد فقط من أقساط الثمن بعد دفعه4ا كله4ا ،ويج4وز للقاض44ي أيض44ا أن يمنح للم4دين أجال للتنفي4ذ ،ويع4رف ه4ذا
األجل بنظرة الميسرة ،كما أن له الحق في الحكم بتقسيم التزام المدين على أقس4اط م4تى ك4ان ذل4ك ال يع4ود بالض4رر على
المتعاق44د اآلخ44ر ،كم44ا أن44ه ال يج44وز للقاض44ي أن يقض44ي بالفس44خ من تلق44اء نفس44ه ،فال يح44ق ل44ه أن يقض44ي ب44ه إال إذا ك44ان ق44د
طلبه أحد طرفي العقد ،أما إذا كان قد طلب التنفيذ فال يجوز للقاضي الحكم بالفسخ حتى ولو رأى أنه ال بد منه في ظ44ل
ظروف الدعوى (السعدي2002 ،م).
-واالس 44تحالة هن 44ا هي االس 44تحالة المطلق 44ة ،وعلى ذل 44ك إذا اش 44ترى ش 44خص م 44نزال ثم ته 44دم بزل 44زال ،ففي ه 44ذه الحال 44ة
يس44تحيل على الب44ائع تنفي44ذ التزام44ه بالتس44ليم ،ومن ثم ينقض 44ي التزام44ه بالتس44ليم ،مم44ا ي44ترتب علي44ه زوال أو انقض 44اء
التزام المشتري بدفع الثمن ،مما يؤدي إلى انفساخ العقد بقوة القانون.
241
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الشرط األول :يجب أن تكون اسAتحالة التنفيAذ ناشAئة في تAاريخ الحAق لقيAام العقAد :أم44ا إذا ك44انت االس44تحالة قائم44ة
عند إبرام العقد فإن العقد ال ينعقد أصال؛ إذ إنه يقع باطال الستحالة محله.
الشAAرط الثAAاني :أن تكAAون االسAAتحالة كاملAAة ،أي أن يك 44ون االل 44تزام أص 44بح تنفي 44ذه مس 44تحيال بالكام 44ل ،أم 44ا إذا ك 44انت
االس44تحالة جزئي44ة فال ينفس44خ العق44د من تلق44اء نفس44ه ،وإ نم44ا يك44ون الخي44ار لل44دائن؛ فإم44ا أن يط44الب بالفس44خ ،وإ م44ا أن
يطالب بالتنفيذ العيني في الجزء المتبقي (السعدي2002 ،م).
الشرط الثالث :أن يكAون سAبب االسAتحالة السAبب األجنAبي :أم44ا إذا ك44انت االس44تحالة راجع44ة إلى س44بب آخ44ر كخط44أ
المدين نفسه ،فإن العقد ال ينفسخ ،ويبقى التزامه قائما ،ويجب عليه الوفاء به حتى ولو بمقابل.
.2إنهاء عقد البيع باإلرادتين (اإلقالة) :تعرف اإلقال4ة بأنه4ا "انحالل الرابط4ة العقدي4ة باتف4اق الط4رفين ،ويعت4بر التقاي4ل
عق 44دا يتم بإيج 44اب وقب 44ول ص 44ريحين أو ض 44منيين" (الس 44عدي2002 ،م ،ص ،)379فيج 44وز للمتعاق 44دين أن يتفق 44ا على
إنهائه بإرادتهما ،فيقيل كل منهما اآلخر من التزاماته ،وتزول كل اآلثار التي أنتجها البيع ،ويل44زم ك44ل من الط44رفين
بإعادة الحالة إلى ما كانت عليه قبل العقد ،وكما يمكن أن يكون اتفاق كال الطرفين ص44حيحا ،يمكن أيض44ا أن يك44ون
ضمنيا ،فإذا رد المشتري المبيع إلى البائع أمكن اعتبار ذلك إيجابا ضمنيا للتقايل من البيع ،فإذا تص44رف الب44ائع في
هذا المبيع إلى مشتر آخر كان ذلك قب4وال ض4منيا للتقاي4ل (م4رقس1980 ،م) ،ويش4ترط لص4حة التقاي4ل أن يك4ون ك4ل
من الب44ائع والمش44تري كام44ل األهلي44ة الالزم44ة إلب44رام عق44د ال44بيع الم44راد الرج44وع في44ه أو اإلقال44ة ،ف44إذا م44ا تمت اإلقال44ة
ت44رتب عليه44ا مح44و آث44ار عق44د ال44بيع تمام44ا وأعي44د المتعاق44دان إلى م44ا كان44ا علي44ه قب44ل التعاق44د ،فتع44ود ملكي44ة الم44بيع إلى
البائع ،ويعود الثمن إلى المشتري إن كان قد دفعه ،أما إذا لم يكن قد دفعه فإن التزامه بدفع الثمن وما ي44ترتب علي44ه
يس44قط .أم44ا عن اإلقال44ة في الفق44ه اإلس44المي ،فمن خالل اس44تقراء نص44وص المجل44تين يت44بين أنهم44ا أجازت44ا إنه44اء العق44د
باإلقالة ،فنصت المادة ( )190من المجلة العدلية على "للعاقدين أن يتقايال البيع برضاهما بع44د انعق44اده" ،وفي الم44ادة
242
:::::مقرر العقود المدنية :::::
( )191بينت المجل 44ة طبيع 44ة اإلقال 44ة فنص 44ت على أن "اإلقال 44ة ك 44البيع ،تك 44ون باإليج 44اب والقب 44ول مثال ل 44و ق 44ال أح 44د
العاق44دين :قلت ال44بيع أو فس44خته ،وق44ال اآلخ44ر :قبلت ،أو ق44ال أح44دهما لآلخ44ر :أقل44ني ال44بيع ،فق44ال اآلخ44ر :ق44د فعلت،
صحت اإلقالة وينفسخ العقد".
.3إنهAAاء عقAAد الAAبيع بAAاإلرادة المنفAAردة :األص 44ل ،أن العق 44ود ملزم 44ة لكال طرفيه 44ا ،فال يج 44وز ألح 44د الط 44رفين منف 44ردا
إنه 44اؤه ،وإ نم 44ا ال ب 44د من اجتم 44اع اإلرادتين على ذل 44ك ،غ 44ير أن 44ه يج 44وز اس 44تثناء على األص 44ل إنه 44اء العق 44د ب 44اإلرادة
المنف 44ردة م 44تى ك 44ان هن 44اك نص ق 44انوني يج 44يز ذل 44ك أو ك 44ان ثم 44ة اتف 44اق يفي 44د ذل 44ك في العق 44د ،ويع 44رف ذل 44ك في الفق 44ه
اإلس44المي باس44م خي44ار الش44رط ،ولم يتض44من الق44انون وك44ذلك الفق44ه اإلس44المي أي نص يعطي أح44د ط44رفي عق44د ال44بيع
الحق في إنهائه بإرادته المنفردة ،ومن ثم ال يتبقى سوى الحالة الثاني44ة المتص44ور وقوعه44ا في إنه44اء عق4د ال44بيع ،ف44إذا
تض44من العق44د ش44رطا يج44يز ألح44د طرفي44ه إنه44اءه بإرادت44ه المنف44ردة ،ك44ان ل44ه ذل44ك دون أن يتوق44ف األم44ر على إرادة أو
رض44ا المتعاق44د اآلخ44ر ،ومث44ال ذل44ك :أن يش44ترط الب44ائع والمش44تري في بي44ع النس44يئة أن من ح44ق أي منهم44ا إنه44اء العق44د
بإرادته المنفردة بعد دفع خمسة أقساط من الثمن.
243
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
إذا زالت الرابطة العقدية بين المتعاقدين بسبب قيام ش44روط حال44ة من ح44االت ال44زوال ،س44واء ب44االنحالل أو ب44البطالن ،ف44إن
هناك مجموعة من اآلثار القانونية نبينها فيما يلي:
ف44إذا انح44ل عق44د ال44بيع ،س44واء ب44البطالن أو بالفس44خ ،وجب على ك44ل من الب44ائع والمش44تري أن ي44رد إلى الط44رف اآلخ44ر م44ا
حص44له بس44بب العق44د ،وإ ذا ك44ان انحالل العق44د راجع44ا إلى تقص44ير أح44د الط44رفين ال44تزم ه44ذا الط44رف ،باإلض44افة إلى ال44رد،
بتعويض الطرف اآلخر عن انحالل العقد (مرقس1980 ،م).
أ .ما يجب على المشتري رده :يلتزم المشتري بموجب هذا األثر برد ما يلي:
-الم 44بيع إن ك 44ان ق 44د تس 44لمه ،وك 44ان م 44ا زال ق 44ادرا على تس 44ليمه ،وللمش 44تري في ه 44ذه الحال 44ة الح 44ق في حبس الم 44بيع
المقض44ي بفس44خ عق44د بيع44ه إلى أن يق44وم الب44ائع ب44دفع م44ا تس44لمه من الثمن ،وفي ذل44ك قض44ت محكم44ة النقض المص44رية
ب44أن "للمش44تري ح44ق حبس العين المحك44وم بفس44خ عق44د ال44بيع الص44ادر ل44ه عنه44ا ح44تى يوفي44ه الب44ائع بم44ا دفع44ه من الثمن،
تأسيس44ا على أن التزام44ه بتس44ليم العين بع44د الحكم بالفس44خ يقابل44ه ال44تزام الب44ائع ب44رد م44ا تس44لمه من الثمن ،إال أن ح44ق
المش44 4تري في الحبس ينقض44 4ي بوف44 4اء الب44 4ائع بالتزام44 4ه" (نقض م44 4دني27/7/1968 ،م) .أم44 4ا إذا اس44 4تحال رد الم44 4بيع
لهالكه مثال وهو في حيازة المشتري ،فللقاضي أن يحكم بالتعويض في هذه الحال4ة ب4دال من ال4رد ،فيل4تزم المش4تري
هن 44ا ب 44دفع قيم 44ة الم 44بيع وقت هالك 44ه طبق 44ا لقواع 44د المس 44ؤولية التقص 44يرية ،ال على أس 44اس المس 44ؤولية العقدي 44ة ،وذل 44ك
النحالل العق44د هن44ا ،كم44ا أن الب44ائع يل44تزم ب44رد الثمن على أس44اس دف44ع غ44ير المس44تحق (الس44عدي2002 ،م) ،وق44د أورد
القانون في شأن الرد استثناء تعلق بناقص األهلي4ة ،ف4إذا أبط4ل عق4د ال4بيع بس4بب نقص أهلي4ة الب4ائع ،فال يل4تزم الب4ائع
ناقص األهلية برد الثمن إال بمقدار ما استفاد من4ه ،وعلي4ه إذا ب4اع ن4اقص األهلي4ة ش4يئا ثم س4رق من4ه الثمن ،أو أتلف4ه
244
:::::مقرر العقود المدنية :::::
في المالهي أو األلعاب ،فال يلتزم برد الثمن الذي قبضه ،إذا م44ا تق44رر البطالن ،وعلى المتعاق44د اآلخ44ر أن يثبت أن
المشتري قد استفاد مما قبضه ،ويسري الحكم ذاته على الصبي غير المم4يز وعلى المجن4ون ،والمعت4وه بع4د تس4جيل
قرار الحجر عليهما (السعدي2002 ،م).
-رد ثمار المبيع :ويستوي بعد ذلك أن تك4ون ه4ذه الثم4ار ثم4ارا طبيعي4ة أو مدني4ة أو ص44ناعية ،وذل4ك ألن الم4بيع يع4د
كأن44ه لم يخ44رج من ي44د الب44ائع ،ومن ثم ف44إن م44ا دَّر ه من ثم44رات فهي من ح44ق الب44ائع وليس المش44تري ،ويقص44د بثم44ار
الش44يء ك44ل م44ا يتول44د عن44ه بص44ورة دوري44ة دون أن ينقص من أص44له ش44يء ،ويل44تزم المش44تري ب44رد الثم44ار من وقت
المطالب44ة القض44ائية ال من وقت تس44لم الم44بيع؛ وذل44ك ألن44ه خالل ه44ذه الف4ترة ل44و هل44ك الم44بيع لك44انت تبع44ة الهالك علي44ه،
وذلك تطبيقا للقواعد الفقهية في الضمان (الخراج بالضمان)( ،والغنم بالغرم).
-تعويض البائع عما أصاب المبيع من تلف :فإذا لحق المبيع تلف جراء استخدام المشتري له خالل ف44ترة قي4ام العق4د
بينهما التزم بتعويضه عن ذلك التلف ،شريطة أن يكون ذلك التلف راجعا إلى خطئه ،أما التلف الذي يح44دث نتيج44ة
مرور الزمن فال يلتزم بتعويضه (مرقس1980 ،م).
-تعويض البائع عما لحقه من خسارة وما فاته من كسب :ويشترط إلعمال هذا التعويض أن يكون الفسخ في حال
كان انحالل العقد بفس4خه راجع4ا إلى تقص4ير المش4تري في تنفي4ذ التزام4ه ،كم4ا يل4تزم في ه4ذه الحال4ة ب4دفع مص4اريف
دعوى الفسخ.
ب .ما يجب على البائع رده :يلتزم البائع في حال انحالل العقد أو بطالنه بما يلي:
-رد الثمن المقبوض :ف44إذا ك44ان المش44تري ق44د دف44ع الثمن ،وانح44ل العق44د وجب على الب44ائع رده ،ويس44قط عن المش44تري
ما لم يكن قد دفعه.
-رد فوائد الثمن :وذل44ك ألن44ه ال يج44وز ل44ه أن يجم44ع بين ثم44ار الم44بيع وفوائ44د الثمن م44ا لم يكن الب44ائع هن44ا حس44ن الني44ة،
والمشتري سيئ النية وألزم األخير برد الثمار قبل أن يطالب هو البائع بالفوائد (مرقس1980 ،م).
-رد المصروفات الضرورية :التي أنفقها المشتري على المبيع في سبيل المحافظة عليه ،كما يجب عليه أن يرد إليه
مقاب44ل المص44روفات النافع44ة ال44تي أنفقت في تحس44ينات أو إنش44اءات أدخلت على الم44بيع ،والمص44روفات الكمالي44ة م44تى
كان البائع سيئ النية.
245
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-رد جميAAع مصAAروفات العقAAد :ومص 44روفات دع 44وى الفس 44خ وأي دع 44وى أخ 44رى اض 44طر المش 44تري إلى رفعه 44ا بس 44بب
تقصير البائع (السعدي2002 ،م).
تع44ويض المش44تري عم44ا لحق44ه من خس44ارة وم44ا فات44ه من كس44ب :بس44بب فس44خ العق44د أو بطالن44ه إن ك44ان س44بب الفس44خ أو
البطالن راجعا إلى البائع.
-قاعدة الحيازة في المنقول سند المالك :فإذا كان المبيع منق4وال ،وتص4رف في4ه المش4تري إلى مش4تر آخ4ر حس4ن الني4ة،
فيج44وز للمش44تري الث44اني أن ي44دفع في مواجه44ة مطالب44ة الب44ائع ل44ه باس44ترداد الم44بيع بقاع44دة الحي44ازة في المنق44ول س44ند
المالك أو الحائز.
-قاعدة األفضلية للعقAد المسAجل :ف44إذا ب44اع المش44تري العق44ار إلى مش44تر ث44ان ،وق44ام ه44ذا المش44تري بتس44جيل ملكيت44ه له44ذا
العقار في السجل العيني ،قبل رفع دعوى الفسخ أو البطالن ،ففي هذه الحالة تكون األفضلية للبيع المسجل ،ما لم
يكن سبب زوال الرابطة العقدية بطالن العقد بطالنا مطلقا ،وذلك ألن السجل العي44ني يطه44ر العق44د من ال44دفوع ،إال
إذا ك44ان ال44دفع يتمث44ل في مخالف44ة ألحك44ام الش44ريعة اإلس44المية ،أو ل44تزوير في44ه ،باعتب44ار أن العق44د المس44جل ه44و عق44د
رسمي حاز الحجي4ة المطلق4ة ،وال يج4وز الطعن في4ه إال ب4التزوير أو مخالف4ة أحك4ام الش4ريعة اإلس4المية ،وعلى ه4ذا
الحكم نص44 4 4 4ت الم44 4 4 4ادة ( )141من نظ44 4 4 4ام المرافع44 4 4 4ات الش44 4 4 4رعية الص44 4 4 4ادر بالمرس44 4 4 4وم الملكي رقم م1/وبت44 4 4 4اريخ
22/1/1435هـ ،حيث ج 44اء فيه 44ا" :ال يقب 44ل الطعن في األوراق الرس 44مية إال بادع 44اء ال 44تزوير ،م 44ا لم يكن م 44ذكورا
فيها ما يخالف أحكام الشريعة اإلسالمية".
246
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.1انحالل العقد في حال بيع المبيع المسلم فيه في عقد الَّس َلم:
عق44د الس44لم من ال44بيوع ال44تي اس44تثناها الفق44ه اإلس44المي من قاع44دة ع44دم ج44واز التعام44ل في األم44وال المس44تقبلية ،وس44نأتي
للوقوف عليه الحقا بإذن اهلل ،وما يهمنا هنا هو معالجة حالة ما إذا قام َر ُّب السلم (المشتري) ببيع المسَّلم فيه (المبيع)
للمسَّلم إليه (البائع) ،فهل يترتب على ذلك انحالل عقد السلم؟
اختل44ف الفق44ه في حكم ه44ذه المس44ألة ،ف44الجمهور على أن عق44د الس44لم ال ينح44ل إذا م44ا ب44اع رب الس44لم الم44بيع المس44لم في44ه
للمس44لم إلي44ه (بائع44ه) ،وذل44ك ألن بي44ع المس44لم في44ه ال يص44ح ألن44ه دين غ44ير مس44تقر (العاي44د2002 ،م) ،وأم44ا س44بب ع44دم
االس44تقرار ف44يرجع إلى ك44ون بي44ع الس44لم عرض44ة للفس44خ إذا م44ا انقط44ع الم44بيع المس44لم في44ه ،فيأخ44ذ حكم الم44بيع قب44ل قبض44ه
ذاته .أما المالكية وأحمد وغيرهم ،فيرون أن بيع رب السلم المسلم فيه إلى المسلم إليه من شأنه أن ي44ؤدي إلى انحالل
عقد السلم ،وذلك ألنه لم يرد دليل فقهي ينهى عن بيع المسلم فيه للمس4لم إلي4ه من قب4ل رب الس4لم ،وك4ل م4ا لم ي4رد في4ه
نص يحرمه فاألصل فيه اإلباحة ،وأن األمور تجري على إطالقها ما لم يرد قيد يقي44دها ،ول44ذا ي44رى العاي44د أن ال44راجح
من هذين القولين هو انحالل عقد السلم ببيع رب السلم المسلم فيه للمسلم إليه ،وذلك لعدم وجود دليل على المنع من44ه،
ف44إذا م44ا بي44ع المس44لم في44ه على ه44ذا النح44و ت44رتب على ذل44ك ب44راءة ذم44ة المس44لم إلي44ه ،وذل44ك النحالل بي44ع الس44لم (العاي44د،
2002م ،ص ،)526وق 44د تض 44منت الم44ادة ( )492من مجل44ة األحك44ام الش44رعية ص 44ورا لبطالن عق44د بي44ع الس44لم ،فج44اء
فيها" :ال يصح االعتياض عن المسلم فيه وال بيعه وال الحوالة به ،كما ال يصح بيع رأس المال بعد الفسخ قب44ل قبض44ه
وال الحوالة به وال عليه".
247
:::::مقرر العقود المدنية :::::
هالك المبيع الذي يؤدي إلى انحالل العقد وفقا ألحك4ام الش4ريعة اإلس4المية ،ق44د يك4ون راجع4ا إلى فع4ل المتعاق44دين ،وق44د
يكون بسبب آخر غيرهما ،ويفرق الفقه في هذا الشأن بين ما إذا كان الهالك ق44د وق44ع قب4ل القبض أم بع4ده ،وذل4ك على
النحو التالي:
أ .هالك المبيع قبل القبض :قد يكون هالك المبيع راجعا إلى خطأ أحد المتعاقدين ،وقــد يكــون
بسبب آفة سماوية أو بفعل الغير.
-فإذا كان الهالك باآلف44ة الس4ماوية ،بمع4نى ال دخ4ل للب4ائع أو المش4تري في ذل4ك ،فق4د اتف4ق الفق4ه الق4انوني على انحالل
العق4د في ه44ذه الحال44ة ،وذل44ك ألن الض44مان هن44ا يك44ون على الب44ائع باعتب44ار أن44ه من يت44ولى مهم44ة حراس44ته والحف4اظ علي44ه،
وي44ترتب على اعتب44ار الب44ائع ه44و الض44امن في ه44ذه الحال44ة ،إلزام44ه ب44رد الثمن للمش44تري في ح44ال قبض44ه ،ف44إن لم يكن ق44د
قبضه فال يحق له أن يطالب به .وعلى خالف ذلك ،إذا هلك الم4بيع بع4د القبض ،أو ك4ان الب4ائع ق44د وض44ع الم4بيع تحت
تص44رف المش44تري وأخ44بره ب44ذلك ،ف44إذا هل44ك الم44بيع هن44ا يك44ون الهالك على المش44تري ،ومن ثم ال يح44ق ل44ه أن يط44الب
باسترداد الثمن في هذه الحالة ،ولذا فقد ذهب الراجح من الفقه القانوني إلى عدم انحالل العق4د في ه4ذه الحال4ة (العاي4د،
2002م).
أما في حال كان الهالك راجع4ا إلى خط4أ أح4د المتعاق4دين ،ف4إذا ك4ان الهالك قب4ل القبض بفع4ل المش4تري ف4إن عق4د ال4بيع ال
ينحل (العايد 2002 ،م) ،وذلك ألن الضمان في هذه الحالة يكون عليه فيعد كأنه قبضه ،ومن ثم يظل ملتزما بأداء الثمن
إذا كان لم يدفعه بعد ،أما إن دفعه فال يحق له المطالبة به ،وهذا ما نصت عليه المادة ( )339من المجلة الش44رعية ال44تي
ج44اء فيه44ا" :إتالف المش44تري الم44بيع ول44و عن غ44ير عم44د قبض ل44ه" .وفي ح44ال ك44ان الهالك بفع44ل الب44ائع ،ف44الراجح في الفق44ه
اإلسالمي أن عقد البيع ال ينحل ،ولكن يخير المشتري بين إمضاء العقد وحله ،إن لم يكن هو سبب التأخر في القبض.
-وإ ذا كAAان الهالك بفعAAل غAAير األجنAAبي عن العقAAد :ف44ذهب بعض الفق44ه ،ومنهم الحنفي44ة والمالكي44ة والحنابل44ة ،إلى ع44دم
انحالل عقد البيع هنا ،وذلك ألن الغير ملتزم بدفع بدل ما أهلك ،ولذا يقوم البدل مقام الم44بيع ،في حين ذهب ال44رأي
اآلخر -وهو ق44ول الش4افعية-إلى أن هالك الم4بيع بفع4ل األجن4بي ي4ترتب علي4ه انحالل العق4د ،وذل4ك ألن تس4ليم الم4بيع
في حالة هالكه يكون مستحيال ،ولذا فيمتنع مطالبة البائع به ،فيأخ4ذ إتالف الم4بيع بفع4ل األجن4بي أحك4ام التل4ف بفع4ل
اآلفة السماوية ذاَتها .والراجح ،هو القول األول ،كل ما هنالك أن المشتري يخير بين إمضاء العقد وحله ،ك44ل ذل44ك
إن لم يكن ع44دم القبض يرج44ع ل44ه بس44بب ت44أخره عن قبض44ه ،وق44د تض44منت نص44وص المجل44ة الش44رعية معالج44ة جمي44ع
هذه الحاالت ،فنصت المادة ( )349من المجلة الشرعية على أن "المبيع في ضمان البائع إذا بيع بكي4ل أو نح4وه أو
بص44فة أو برؤي44ة متقدم44ة أو ك44ان ثم44را على ش44جر إلى أن يقبض44ه المش44تري ،أم44ا غ4ير ذل44ك في ض44مان المش44تري من
حين العقد" ،كما نصت المادة ( )350منها على أن "ما كان من ضمان المش44تري فمنع44ه الب44ائع من قبض44ه ص44ار في
248
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ض44مان الب44ائع" ،وج44اء في نص الم44ادة ( )351أن "م44ا ك44ان من ض44مان الب44ائع إذا عرض44ه على المش44تري ف44امتنع من
قبضه لغير مانع ،صار في ضمان المشتري".
-هالك الم AAبيع في م AAدة خي AAار الش AAرط بآف AAة س AAماوية :نص44 4ت الم44 4ادة ( )385من المجل44 4ة العدلي44 4ة على" :يس44 4قط خي44 4ار
المتب4ايعين ويل4زم ال4بيع بتل4ف الم4بيع مطلق4ا بع4د قبض4ه" ،والمقص4ود بتلف4ه مطلق4ا؛ أي بس4بب أجن4بي بعي4دا عن الب4ائع
والمشتري ،فإذا كان الهالك أو التلف بعد القبض وكان ال يد للبائع أو المشتري في ذلك التلف سقط خيار الش44رط
ول4زم ال4بيع في ه4ذه الحال4ة ،وق4د ذهب األحن4اف إلى خالف ال4رأي ال4ذي تبنت4ه المجل4ة الش4رعية وال4ذي اس4تمدته من
المذهب الحنبلي ،فقرروا انحالل العقد في ه4ذه الحال4ة م4تى ك4ان الخي4ار للب4ائع أو كليهم4ا ،وذل4ك ألن الم4بيع أص44بح
في حالة ال يحتمل إنشاء العقد عليه ومن ثم فهو ال يحتمل اإلجازة (العايد2002 ،م).
-هالك المAAبيع في مAAدة خيAAار الشAAرط بفعAAل أحAAد المتعاقAAدين :تنص الم 44ادة ( )387من المجل 44ة الش 44رعية على" :يس 44قط
خيارهما بإتالف المش4تري الم4بيع مطلق4ا قب4ل القبض وبع4ده ،وس4واء ك4ان مم4ا ه4و من ض4مان الب4ائع أو المش4تري".
وعلي44ه ،ف44إذا ك44ان اإلتالف بفع44ل المش44تري ف44إن عق44د ال44بيع ال ينح44ل في ه44ذه الحال44ة ،ويس44قط خي44ار فس44خه ،ويتأك44د
العقد ،ويتحمل المشتري تبعة ذلك الهالك ،وللبائع أن يلزمه بدفع الثمن إن لم يكن قد قبضه ،وال يلزم برده إن لم
يكن قد قبضه .أما الفقه اإلسالمي ،فقد فرق بين ما إذا كان الهالك بفعل البائع أو فعل المشتري.
249
:::::مقرر العقود المدنية :::::
صورة ()2-8
-إذا كAAان بفعAAل البAAائع ،فثم 44ة خالف فقهي ث 44ار ح 44ول انحالل أو ع 44دم انحالل العق 44د في ه 44ذه الحال 44ة ،ف444رأي الش 44افعية
والحنفية أنه إذا كان الخيار للمشتري فإن العق4د ال ينح4ل؛ وذل4ك ألن الم4بيع دخ4ل في مل4ك المش4تري ب4القبض ،ف44إذا
تس44بب الب44ائع في هالك44ه فق44د تس44بب في هالك م44ال غ44يره (العاي44د2002 ،م) .أم44ا ال44رأي الث44اني ال44ذي ي44رى ب44انحالل
العقد في هذه الحالة ،فيرون أنه إذا كان الخيار للبائع أو لهما ،أو كان فعل البائع غير متعمد ،والعلة من ذل44ك ه44و
أن المبيع في هذه الحالة ال يحتمل اإلجازة لهالكه.
-إذا كان بفعل المشتري :فقد اختلف الفقه أيضا في شأن انحالل أو عدم انحالل العقد في مدة خي44ار الش44رط في ه44ذه
الحال 44ة أيض 44ا ،ف 44يرى البعض ع 44دم انحالل العق 44د م 44تى ك 44ان الخي 44ار للمش 44تري أو ل 44ه وللب 44ائع في ال 44وقت ذات 44ه ،وذل 44ك
250
:::::مقرر العقود المدنية :::::
اس 44تنادا إلى أن الم 44بيع يق 44ع في ض 44مان المش 44تري في ه 44ذه الحال 44ة النتقال 44ه إلى ملك 44ه ،في حين ي 44رى البعض اآلخ 44ر
بانحالل العقد متى كان الخي4ار للب4ائع دون المش4تري ،وذل4ك اس4تنادا إلى أن4ه م4تى ك4ان الخي4ار للب4ائع ف44المبيع لم ي4زل
في ملك44ه ،ف44إذا ك44ان الح44ال ك44ذلك فيحكم ب44انحالل العق44د بهالك الم44بيع ،وذل44ك ألن العق44د ك44ان س44ينحل إذا م44ا بقيت ي44د
البائع واستخدم خيار الشرط (العايد2002 ،م).
ج .عدم انعقاد العقد في حال هالك المبيع بعد قبض السوم:
يقص44د بقبض الس44وم "أن يأخ44ذ اإلنس44ان ش44يئا ب44إذن ص44احبه لينظ44ره أو ليش44تريه إن أعجب44ه" (الزرق44ا1998 ،م ،ص،)125
ف44إن أعجب44ه أو اخت44ار أن يش44تريه انعق44د العق44د بينهم44ا .ولقبض الس44وم نوع44ان؛ فه44و إم44ا أن يقبض على س44وم النظ44ر ،وس44وم
النظر ه4و أن يأخ4ذ اإلنس4ان ش4يئا ب4إذن ص4احبه لينظ4ره أو يري4ه غ4يره دون أن يص4رح بأن4ه يري4د ش4راءه ،أم4ا قبض س4وم
الش44راء فه44و أن يق44ول للب44ائع مثال :أعطين44ه ألنظ44ره ف44إن أعجب44ني اش44تريته ،ف44إذا هل44ك الم44بيع المقب44وض قبض النظ44ر وك44ان
س4بب الهالك غ4ير راج4ع للق4ابض ،ك4انت تبع4ة الهالك على ص44احبه ال قابض44ه ،أم4ا هالك الم4بيع في س4وم الش4راء يختل4ف
حكمه بحسب ما إذا كان قد حدد سعر المقبوض من عدمه ،ف44إن لم يكن ق44د ح4دد ثمن4ه ،ك4انت ل4ه أحك4ام القبض على س4وم
النظر ذاتها ،أما إن حدد ثمنه كان ضمانه على القابض ال على صاحبه ،وفي جميع األحوال ال ينعق44د العق44د لهالك محل44ه
هنا (المادة 299من المجلة العدلية).
251
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
بطالن العقد قانونًا :هو الجزاء الذي قرره القانون عند تخلف ركن من أركان العقد.
العقد الباطل قانونًا :هو العقد الذي ال وجود له ،فيكون هو والعدم سواء ،وال تلحقه اإلجازة.
العقد الباطل فقهًا :هو ما ال يصح أصال ،يعني أنه ال يكون مشروعا أصال.
العقد القابل للبطالن :هو عقد صحيح ترتبت عليه جميع آثاره القانوني44ة ،إال أن44ه مه44دد ب44الزوال إذا م44ا تمس44ك من
تقرر له حق إبطاله بهذا الحق ويقبل اإلجازة.
انحالل العقد فقهًا :هو زوال الرابطة الحقوقية التي ربطت المتعاقدين بمحل العقد.
انحالل عقد البيع قانونًا :هو إنهاء العالقة العقدية بين المتعاقدين قبل بدء تنفيذ م44ا ت44رتب عليه44ا من التزام44ات أو
قبل االنتهاء من تنفيذها.
العقد الفاسد :ه44و العق44د المش44روع أص44ال ال وص44فا ،يع44ني أن44ه يك44ون ص44حيحا باعتب44ار ذات44ه ،فاس44دا باعتب44ار بعض
أوصافه الخارجة.
بيع العينة :ه44و العق44د ال44ذي ي44بيع في44ه أح44دهم س44لعته بثمن زائ44د نس44يئة؛ أي بثمن مؤج44ل ليبيعه44ا المش44تري ل44ه بثمن
حاضر أقل ليقضي دينه.
عكس بيع العينة :هو أن يبيع سلعته بثمن حاضر ثم يبيعها المشتري له بثمن مؤجل أعلى من الثمن المدفوع.
فسخ العقد :هو حل الرابطة العقدية بناء على طلب أحد طرفي العقد إذا أخل الطرف اآلخر بالتزامه.
انفساخ العقد :هو حل الرابطة العقدية بين المتعاقدين بقوة القانون إذا ما أص44بح تنفي44ذ االل44تزام مس44تحيال اس44تحالة
مطلقة للسبب األجنبي.
إنهاء العقد :هو حل الرابطة العقدية بالنسبة للمستقبل فقط ،على أن تبقى اآلثار التي أحدثها في الماضي قائمة.
اإلقالة :انحالل الرابطة العقدية باتفاق الطرفين ،ويعد التقايل عقدا يتم بإيجاب وقبول صريحين أو ضمنيين.
إنهاء العقد باإلرادة المنفردة :ه44و ح44ق أح44د المتعاق44دين أو كليهم44ا في إنه44اء العق44د بإرادت44ه المنف44ردة دون اش44تراط
موافقة المتعاقد اآلخر في العقد.
ثمار المبيع :هي كل ما يتولد عنه بصورة دورية دون أن ينقص من أصله شيء.
قبض السوم :هو أن يأخذ اإلنسان شيئا بإذن صاحبه لينظره أو ليشتريه إن أعجبه ،فإن أعجبه أو اختار أن
يشتريه انعقد العقد بينهما.
252
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن انحالل عقد البيع َو ْفًقا ألحكام الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
253
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حالة دراسية:
الحالة:
أقام (عمرو) دعوى قضائية مدعيًا فيها أنه قد باع البيت المره ون عقاري ًا على أخي ه (زي د) ،وتمت الموافق ة من ال رهن
العقاري ،ولكن البيت بقي باسمه حتى يتم دفع الدفعة األولى وسداد كل األقساط ،وقام الُم َّد َع ى علي ه بس داد الدفع ة األولى
وسدد اثني عشر قسطًا ،ثم تأخر في سداد الباقي وهو خمسة أقساط ،لذلك فه و يطلب فس خ عق د ال بيع ال ذي تم م ع أخي ه
(زيد) لتخلفه عن السداد.
في رده على الدعوى ،أقر(زي د) بص حة م ا ذك ره (عم رو) ،ولكن ه اع ترض على الفس خ بحج ة أن المتبقي مبل غ يس ير
بالمقارنة بما قام بسداده ،وأن (َع ْمرًا) إنما يطلب الفسخ ألنه باع البيت على شخص آخر بمبلغ أعلى.
أقر (عمرو) بأنه باع بيته الواقع تحت ملكه على طرف ثالث ،وذكر أن البيت باسمه وهو يريد فسخ العق د لتخل ف (زي د)
عن السداد .فلو كنت قاضيًا في الدعوى ،ماذا سيكون ردك على دعوى (عمرو)؟
اإلجابة:
بناًء على إقرار البائع (عمرو) بأن العقد قد تم وانعقد بينه وبين المشترى(زيد) ،وأن المشترى قد سدد الدفعات المذكورة،
وأن المتبقي هو أقل بكثير من المبلغ المدفوع ،ولما قرره أهل العلم من أن األصل في العقود اللزوم ،ومن ذلك قول ابن
عابدين( :األصل في العقود اللزوم من الطرفين) ،وقال ابن كثير عند الكالم على قوله تعالىَ ( :ي ا َأُّي َه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا َأْو ُفوا
ِباْلُع ُقوِد ) [المائدة ]1 :فهذه اآلية تدل على لزوم العقد وثبوته ،وبما أن السبب الداعي للفسخ هو تخلف الُم َّد َع ى عليه عن
سداد أقساط ،ولكون الُم َّد ِع ى يريد الفسخ ألنه باع البيت على طرف ثالث ،وهذا يدل على أن السبب في طلب الفسخ هو
ما حصل له من كسب أعلى وليس تخلف المشترى عن السداد ،فإنه يحكم برفض دعوى (عمرو) وإمضاء العقد األول،
وللُم َّد ِع ى (عمرو) رفع دعوى لمطالبة (زيد) بإكمال سداد المبلغ المتفق عليه كثمن للبيت.
254
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
255
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
أن لالنحالل أثرا رجعيا دوما ،بينما البطالن فال يكون له هذا األثر في بعض األحيان.
أن العقد الباطل هو عقد غير صحيح ،أما العقد المنحل فهو عقد صحيح تم إنهاؤه.
أن العقد الباطل عقد فاسد ،بينما العقد المنحل عقد صحيح تم فسخه.
أن العقد الباطل عقد غير صحيح ،بينما العقد المنحل عقد صحيح انتهت فيه الرابطة العقدية لوجود س44بب من
أسباب زوالها.
.3يكون البيع بيع عينة منه عنه في حال كان االتفاق بين البائع والمشتري ينص على:
بيع السلعة بثمن زائد نسيئة لمشتر ثم يقوم األخير ببيعها لصاحبها بثمن حاضر أقل.
بيع السلعة بثمن حاضر أقل لمشتر ثم يقوم األخير ببيعها لصاحبها بثمن مؤجل أعلى.
بيع السلعة لمشتر يدفع ثمنها في الحال على أن يكون من حق البائع استردادها بثمن أعلى.
بيع السلعة غير الموجودة في الحال بثمن معجل.
256
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.4ينفسخ عقد البيع قانونا حتى ولو لم يخل أحد طرفيه بتنفيذ التزاماته في حال:
تضمن العقد شرطا يقضي بفسخ العقد من تلقاء نفسه إذا ما أخل أحد طرفيه بالتزاماته.
كان إخالل أحد طرفي العقد بالتزامه جسيما.
كان المدعي قد أعذر المدعى عليه بالتنفيذ ولكنه لم ينفذ.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
.6يكون لكال الطرفين إنهاء عقد البيع بإرادتهما على الرغم من عدم وقوع إخالل بالتنفيذ عن طريق:
الفسخ.
االنتهاء.
اإلقالة.
استخدام خيار الشرط.
.7إذا هلك المبيع في البيع المنحل وجب على المشتري رد قيمته ،ويكون ذلك قائما على أساس:
أحكام المسؤولية العقدية باعتبار العقد ممتدا إلى حين االنتهاء من تصفية آثاره.
أحكام المسؤولية التقصيرية لعدم وجود العقد بسبب انحالله.
دفع غير المستحق.
ضمان العقد.
257
:::::مقرر العقود المدنية :::::
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
رج44 4وع المش44 4تري على الب44 4ائع الس44 4ترداد الثمن في ح44 4ال بطالن العق44 4د يك44 4ون قائم44 4ا على
أساس المسؤولية العقدية.
إذا تم إبطال عقد البيع لنقص أهلية المشتري كان البطالن مطلقا.
انحالل الرابطة العقدية بين المتعاقدين من خالل إبرام عقد جديد يفيد ه44ذا اإلنه44اء يس44مى
(اإلقالة).
خيار الشرط في الفقه اإلسالمي يقابله في القانون إنهاء العقد باإلرادتين فقط.
يسري أثر البطالن في مواجهة الغير إذا كان سيئ النية.
إذا أصبح تنفيذ االلتزام مستحيال لسبب يرجع إلى البائع انفسخ عقد البيع من تلقاء نفسه.
ال ينفسخ البيع إذا كان المشتري قد أتلف المبيع بخطئه.
إذا كان المبيع غير موجود وغير قابل للوجود وقت البيع جاز للمتعاقدين فسخ العقد.
العقد الباطل هو ذاته العقد الفاسد ،وكالهما يقابل العقد الصحيح.
258
:::::مقرر العقود المدنية :::::
عكس بي44ع .........................ه44و أن ي44بيع س44لعته بثمن حاض44ر ثم يبيعه44ا المش44تري ل44ه بثمن مؤج44ل أعلى
من الثمن المدفوع.
إذا كان العقد قابال للبطالن ،فإنه يكون .........................مهددا بالزوال.
بطالن عقد البيع يعني رد المتعاقدين إلى ما كانوا عليه قبل التعاقد إعماال . .........................
.........................العقد هو زوال الرابطة الحقوقية التي ربطت المتعاقدين بمحل العقد في الفقه.
خي44ار الش44رط يج44وز في44ه ألح44د المتعاق44دين فس44خ العق44د بإرادت44ه .........................أو باالتف44اق م44ع المتعاق44د
اآلخر.
مطالبة المشتري للبائع برد الثمن أو ما قابله بعد بطالن العقد يكون أساسها دف44ع غ4ير .........................
.
إذا هل44ك الم44بيع المقب44وض قبض س44وم ش44راء فإن44ه يهل44ك على .........................إذا م44ا ك44ان ق44د تم تحدي44د
سعره.
إذا هلك المبيع المقبوض قبضا لسبب أجنبي ،كانت تبعة الهالك على . .........................
إذا تل44 4 4ف الم44 4 4بيع في ف44 4 4ترة خي44 4 4ار الش44 4 4رط بفع44 4 4ل المش44 4 4تري س44 4 4قط الخي44 4 4ار م44 4 4تى ك44 4 4ان الض44 4 4امن ه44 4 4و الب44 4 4ائع
و . .........................
259
:::::مقرر العقود المدنية :::::
260
:::::مقرر العقود المدنية :::::
األسئلة المقالية:
مراجع الوحدة:
خضر ،خميس1979( ،م)" ،العقود المدنية الكبيرة :البيع والتأمين واإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( ،م) ،ط" ،2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي ..عقد البيع" ،دمشق ،دار القلم.
السعدي ،محمد صبري2003( ،م) ،الكتاب األول" ،النظرية العامة لاللتزامات ..مصادر االلتزام :دراسة
مقارنة في القوانين العربية" ،القاهرة ،دار الكتاب الحديث.
الشواربي ،عبد الحميد1997( ،م) ،ط" ،3فسخ العقد في ضوء القضاء والفقه" ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف.
العايد ،عبد الرحمن بن عايد2002( ،م)" ،أسباب انحالل العقود المالية" ،الرياض ،منشورات جامعة اإلمام.
عبد السالم ،سعيد سعد1980( ،م)" ،الوجيز في أحكام عقد البيع في القانون المدني المصري" ،القاهرة ،دار
النهضة العربية.
مرقس ،سليمان1980( ،م)" ،عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
261
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الوحدة التاسعة:
أحكام بعض البيوع الخاصة
262
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف بيع السلم ومفهومه وعلة إجازته كاستثناء على األصل في الفقه اإلسالمي.
أن يلم بأحكام بيع السلم وحكمه في الفقه اإلسالمي.
أن يفرق بين بيع السلم والبيوع العادية من حيث أحكام كل منهما.
أن يتمكن من معرفة المقصود ببيع االستصناع وعالقته ببيع السلم.
أن يتمكن من معرفة أحكام بيع االستصناع والخالف الفقهي الدائر حوله.
أن يتمكن من معرفة مفهوم بيع الوفاء في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
أن يتمكن من معرفة طبيعة عقد الوفاء وحكمه في الفقه المعاصر والقانون الوضعي.
أن يتمكن من معرفة مفهوم مرض الموت وشروطه.
أن يلم بأحكام البيوع في مرض الموت في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يستشعر أهمية دراسة أحكام البيوع الخاصة والتمييز بينها وبين البيوع العادية.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة البيوع الخاصة وأحكامها.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بأهم أنواع البيوع الخاصة ،وعلى رأسها عقدا السلم واالستصناع.
موضوعات الوحدة:
تتناول هذه الوحدة ما يلي:
أوًال :أحكام بيع السلم.
263
:::::مقرر العقود المدنية :::::
264
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
بعد أن عرضنا ألحكام عقد البيع في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي بوجٍه عام ،وعرضنا ألركانه وشروط صحته،
وآثاره التي يرتبها على عاتق كل من البائع والمشتري ،وجزاء إخالل كٍّل من طرفيه بالتزاماته في مواجهة الطرف
اآلخر ،وكذلك عرضنا النحالل عقد البيع وانقضائه ،بقي لنا أن نتعرف على أحكام بعض البيوع الخاصة في الفقه
اإلسالمي والقانون الوضعي ،وقد جرى الفقه القانوني على دراسة العديد من أنواع البيوع تحت مسمى البيوع الخاصة؛
لكونها تتمتع بأحكام خاصة تميزها عن البيوع العادية ،ومن هذه البيوع :بيع الوفاء ،وبيع السلم وبيع االستصناع،
ويدرج الفقه القانوني كذلك بيع ملك الغير ضمن البيوع الخاصة؛ ولكن لن نعرض له خالل هذه الوحدة ،وذلك لسبق
تعرضنا له خالل الدراسة؛ ولذا فإننا نكتفي هنا باإلحالة لما سبقت دراسته ،ويعد البيع في مرض الموت من قبيل
البيوع الخاصة أيًض ا؛ نظًر ا ألنه ُخ َّص بأحكاٍم جعلته قريب الشبه بالوصية كما سنرى ،كما يعتبر من قبيل البيوع
الخاصة الوعد بالبيع ،وكنا قد عرضنا خالل الدراسة للوعد بالبيع وأنواعه وآثاره؛ ولذا فإننا نحيل إلى ما سبقت
دراسته في هذا الشأن ،وفي هذه الوحدة سنقتصر على الحديث عن البيوع الخاصة التي لم نتعرض لها خالل دراستنا
لعقد البيع في الوحدات السابقة.
265
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
أوًال :أحكام بيع السلم
صورة ()1-9
توطئة :كنا قد تعرضنا من قبل أثناء دراستنا لشروط المبيع ،وبشكل خاص شرط أن يكون المبيع موجودا أو قابال للوجود،
وعرضنا في ذلك لحكم بيع األموال المستقبلة في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ،فأما أحكام الفقه اإلسالمي فلم تجز بيع
األموال المستقبلية وال التعامل بها إال في حالتين وردتا على سبيل الحصر ،وهما بيع السلم وعقود االستصناع ،في حين
أن القانون الوضعي أجاز بيع األموال المستقبلية ،واستثنى من ذلك بيع التركات المستقبلية ،التي قرر بطالنها بطالنا مطلقا
لما فيها من مخالفات واضحة للنظام العام واآلداب.
وبيع السلم يعد أحد األدوات االستثمارية والتمويلية التي يمكن أن تستفيد منها المؤسسات المالية التي تقدم أدوات مالية
متفقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية (البنكاني2008 ،م) ،وفيما يلي نتعرف على مفهوم السلم وأحكامه في الفقه اإلسالمي
وتنظيمه في المجلتين العدلية والشرعية ،وذلك على النحو التالي:
266
:::::مقرر العقود المدنية :::::
267
:::::مقرر العقود المدنية :::::
لصاحب البستان أو المزرعة ،على أن يعطيه في نهاية الموسم كمي4ة معلوم4ة من الثم4ار أو المزروع4ات ،فمثال إذا دف4ع زيٌ4د
لعمٍر ألف ريال ،على أن يسلمه عمرو طنا من القمح بعد شهرين ص4ح ال4بيع ،وفي إج4ازة ذل4ك توس4عة على ص4احب الس4لعة
ومساهمة في تسهيل إنتاجها كما أسلفنا.
268
:::::مقرر العقود المدنية :::::
غ44ير أن للس44لم أحكام44ا وأسس44ا خاص44ة ب44ه تم44يزه عن ال44بيوع العاجل44ة أو المطلق44ة؛ وذل44ك ألن الم44بيع في ال44بيع الع44ادي ه44و عين
معينة ،سواء كانت منقوال أو عقارا أو حقا من الحقوق المالية أو الشخصية متى كان من الج4ائز أن تك4ون محال لعق4د ال4بيع،
أما المبيع المسلم فيه في بيع السلم فليس عينا معين4ة؛ ب4ل ه4و مل4تزم في الذم4ة ،ول4ذا يص4فه الفقه4اء المعاص4رون كالزرق4ا بأن4ه
دين متعل44ق في الذم44ة (الزرق44ا1998 ،م) ،وم44ا دام الم44بيع المس44لم في44ه هن44ا يع44د من قبي44ل ال44دين ف44إن ذل44ك ي44ؤدي إلى العدي44د من
النتائج نذكرها فيما يلي:
الشAرط األول :أن يكAون المAبيع المسAلم فيAه ممAا يكAال أو يAوزن أو العAدديات المتقاربAة :يش44ترط في الم44بيع المس44لم في44ه أن
يكون من األموال ال4تي تقب4ل الثب4وت في الذم4ة ،وق4د ع4برت عن ذل4ك الم4ادة ( )486من المجل4ة الش4رعية ،ال4تي ج4اء فيه4ا "ال
يصح بيع الس4لم إال فيم4ا تنض4بط ص4فاته ك4المكيالت والموزون4ات والمزروع4ات والحيوان4ات ،فال يص4ح في الفواك4ه المع4دودة
والبيض والجلود واللؤلؤ واألحجار الكريمة ونحوها" ،ويبدو أن المجلة قد قصرت ص4حة الس4لم فق4ط على المثلي4ات إذا ك4انت
من المكيالت والموزون44ات والمزروع44ات ،وأض44افت إليه44ا المجل44ة العدلي44ة في مادته44ا رقم ( )383الع44دديات المتقارب44ة؛ وذل44ك
ألنه44ا كم44ا تعين ب44التعيين فإنه44ا تعين أيض44ا بالكي44ل وال44وزن ،ومن ثم فهي من المبيع44ات ال44تي تنض44بط ص44فاتها ،أم44ا الس44لم في
الحي44وان فه44و مح44ل خالف بين فقه44اء المس44لمين ،فق4د ذهب الحنفي44ة والحنابل44ة إلى ع4دم ج44واز الس44لم ب44الحيوان ،وذل44ك الحتم44ال
الوقوع في الجهالة بصفاته الظاهرة والباطنة ،كأن يسلم رجل في حيوان لم يزل حمال مستكنا ،ثم يفاجأ بعد مولده بأنه على
خالف الص 44فات ال 44تي أراده 44ا ،فالحيوان 44ات تختل 44ف في ص 44فاتها اختالف 44ا متباين 44ا ال يمكن ض 44بطه ،وأن ثمن 44ه يختل 44ف بحس 44ب
صفاته ،أما المالكية والشافعية والحنابلة في راجح القول عندهم فقد أجازوا السلم في الحيوان ،واستدلوا على ج4واز ذل4ك بم4ا
ِم ِلِه ِه َّل َّلِه َّل َّل
رواه أبو رافع مولى رسول الله صلى الله علي4ه وس4لم ق4ال :اْس َتْس َلَف َر ُس وُل ال َص ى ال ُه َع َلْي َو َس َم َبْك را ِب ْث َغْي َر َأَّن ُه
َقاَل َ" :فِإَّن َخْيَر ِع َباِد الَّلِه َأْح َس ُنُهْم َقَض اء" ،وعلي4ه فال يج4وز الس4لم إال في الموزون4ات والمكيالت والع4دديات المتقارب4ة ،أم4ا إن
كانت تلك العدديات تختلف في صفاتها فمنها الكبير ومنها الصغير ومنها حامض المذاق ومنها حلوه ،فال يجوز فيها السلم.
269
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الشAرط الثAاني :أن يكAون المAبيع المسAلم فيAه بAه معلومAا بالوصAف من حيث مقAداره وجنسAه وصAفاته :وعلى ه44ذا الش44رط
نص44ت الم44ادة ( )487من المجل44ة الش44رعية ،حيث ج44اء فيه44ا "يش44ترط ذك44ر مق44دار المس44لم في44ه وجنس44ه ونوع44ه وص44فاته ال44تي
يختلف بها ثمنه غالبا وما يميزه به مختلفة عادة" ،كما نصت المادة ( )386من المجل4ة العدلي4ة على ذل4ك فج4اء فيه4ا "يش4ترط
لص4حة الس4لم بي4ان جنس الم4بيع مثال أن4ه حنط4ة ،أو أرز أو تم4ر ،ونوع4ه ككون4ه يس4قى من م4اء مط4ر ،وه4و ال4ذي نس4ميه في
عرفن 44ا بعال ،أو بم 44اء النه 44ر والعين وغيرهم 44ا وه 44و م 44ا يس 44مى عن 44دنا س 44قيا ،وص 44فته كالجي 44د والخس 44يس ،وبي 44ان مق 44دار الثمن
والمبيع وزمان تسليمه ومكانه" ،وعليه فحتى يكون السلم صحيحا ال بد من أن يكون المبيع المس4لم في4ه مح4دد األوص4اف من
حيث المقدار والجنس والنوع والص4فات ال4تي تم4يزه عن غ4يره ،وال4تي يتوق4ف عليه4ا تحدي4د الثمن ،فل4و ك4ان الس4لم في القمح،
فال بد أن يتم تحديد درجة جودته ونوعه ،ومقداره ،وإ ن كان المسلم فيه تمرا وجب تحديد نوعه هل تمر سكري أم ص44فري
أو خالص ،كم44ا يجب تحدي44د كميت44ه وص44فاته ال44تي يتش44ابه به44ا م44ع أمثال44ه غالب44ا ،فيح44دد في ح44ال ك44ان الم44بيع المس44لم في44ه تم44ر
خالص ،فه44ل ه44و خالص اإلحس44اء أم خالص الخ44رج ،وذل44ك نظ44را الختالف كال الن44وعين في بعض الص44فات ال44تي جعلت
الناس يفضلون بعضهما على اآلخر بسبب هذه الصفات.
الشرط الثالث :أن يكون المسلم فيه مما يغلب وجوده عند حلوله :وهذا الشرط عالجته الم44ادة ( )489من المجل44ة الش44رعية
التي نصت على "يشترط أن يكون المس4لم في4ه مم4ا يغلب وج4وده عن4د حلول4ه ،فل4و أس4لم إلى أجٍ4ل ال يوج4د في4ه غالب4ا لم يص4ح
العق44د؛ لكن ل44و أس44لم إلى أجٍ4ل يوج44د في44ه ف44انقطع وتحق44ق بق44اؤه لزم44ه تحص44يله ،وإ ن تع44ذر كل44ه أو بعض44ه فللمس44لم الخي44ار بين
الصبر أو الفسخ فيما تعذر ،والرجوع برأس ماله أو عوضه" وبناء على هذا النص إذا كان المبيع المسلم فيه ال يوج4د غالب4ا
في األجل الذي تم تحديده فإن البيع ال يصح في هذه الحالة ،فمن أسلم في قمح بأجل لن يكون فيه موس4م القمح ق4د حّ4ل بع4د،
فال ينعقد السلم هنا لتخلف شرطه ،أما لو كان األجل المحدد هو موسمه؛ ولكن حين حّ4ل األج4ل انقط4ع الم4بيع المس4لم في4ه أو
لم يوجد ،ففي هذه الحالة يخير رب السلم بين الصبر إلى أن يتحقق المبيع المسلم فيه ،أو أن يطالب بفسخ العق4د إم4ا كلي4ة ل4و
كان التعذر كليا ،أو في بعض السلم لو كان التعذر جزئيا ،ول4رب الس4لم هن4ا الرج4وع ب4رأس الم4ال ال4ذي دفع4ه للمس4لم إلي4ه أو
بعوضه في حال تلفه.
الشAAرط الرابAAع :أن يكAAون المAAبيع المسAAلم فيAAه مAAؤجال إلى أج ٍAل معلAAوم :فنص 44ت الم 44ادة ( )488من المجل 44ة الش 44رعية على:
"يش4ترط ذك4ر أج4ل معل4وم ل4ه دف4ع ع4ادة أو مقس4طا على أقس4اط ،فل4و جه4ل أو أبهم فس4د الس4لم ،فل4و أج4ل إلى أس4بوٍع أو ش4رط
تعجيل البعض لم يصح العقد" وهذا الشرط تم اشتراطه كون بيع السلم قائما على فك4رة اس4تالف رأس الم4ال للتق4وي ب4ه على
التحصيل واالنتاج ،ولذا فيجب أن يبين األجل الذي تم تأجيل المبيع إليه ،كما يجب أن يبين محل تسليمه إن كان لحمله كلفة
أو مؤونة (الزرقا1998 ،م).
المحاضرة الثانية
270
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الشAAرط األول :أن يكAAون الثمن معجال وأن يقبض في مجلس العقAAد :فق 44د نص 44ت الم 44ادة ( )490من المجل 44ة الش 44رعية على:
"يشترط قبض رأس مال السلم في مجلس العق4د "...كم4ا نص4ت الم4ادة ( )387من المجل4ة العدلي4ة على" :يش4ترط لص4حة بق4اء
السلم تسليم الثمن في مجلس العقد ،فإذا تفرقا قبل تسليم رأس مال السلم انفسخ العقد" ،وعلى ذلك لو تبايعا سلما بثمن مؤجل
فسد البيع ،ولو أخر رب السلم دفع الثمن بشرط أو بال شرط فافترقا دون قبض المسلم إلي4ه للثمن انفس4خ العق4د ،ولع4ل العل4ة
من ه44ذا الش44رط واض44حة ،إذ بج44واز تأجي44ل الثمن تف44ويت للغ44رض ال44ذي ابتغ44اه الش44رع من وراء إج44ازة ه44ذا الن44وع المس44تقبلية
على ال44رغم من تحريم44ه له44ا بص44فة عام44ة ،وي44رى الفقه44اء أن تأجي44ل دف44ع الثمن س44يجعل العق44د بي44ع دين ب44دين ،وه44ذا ال يج44وز
ش44رعا ،وي44ذهب المالكي44ة إلى ج44واز تأجي44ل الثمن في الس44لم إلى أج ٍ4ل غ44ير بعي44د كي44وم أو ي44ومين بش44رٍط أو ب44دون ،وي44بررون
وجهة نظرهم تلك بأن هذا التأخير اليسير ال يخرج الس4لم عن مب4دأ الفوري4ة في الثمن ،وفي4ه تيس4ير على المتع4املين (الزرق4ا،
1998م).
الشرط الثاني :تحديد صفة الثمن وقدره :وه44ذا الش44رط ج44اءت ب44ه الم44ادة ( )490من المجل44ة الش44رعية ،حيث ج44اء فيه44ا "...
مع العلم به قدرا وصفة ،فال يصح جعل الدين رأس مال السلم ،ويصح جعل المغصوب واألمانة بيد المسلم إليه رأس م4ال
له" ،وعلي4ه فيجب أن يتم تع4يين الثمن في بي4ع الس4لم وإ ن ك4ان من النق4د أو ك4ان أي م4ال آخ4ر مم4ا يص4لح أن يك4ون ثمن4ا ،كم4ا
يجب أن يتم تحديد مقداره كذلك منعا للجهالة ،وعليه إذا قال أحدهم لص4احب الس4لعة أس4لمتك بال4دين ال4ذي لي في ذمت4ك على
أن تسلمني بعد ش4هرين عش4رة أطن4ان من الفحم فال يص4ح الس4لم هن4ا؛ إذ ال يج4وز أن يك4ون الثمن دين4ا في ذم4ة المس4لم إلي4ه؛
ألن في ذلك تفويتا للغاية التي أرادها الشرع من جواز بيع السلم وهي التيسير على المسَلم إليه؛ وذلك ألن ال44دين في الغ44الب
لن يك44ون مت44وافرا م44ع المس44لم إلي44ه ح44تى يس44تخدمه في إنت44اج الس44لعة أو اس44تيرادها ،أم44ا إن ك44ان الم44ال ال44ذي للمس44لم في ح44وزة
المسلم إليه مغصوبا ،بمعنى أنه قائم في حوزته ،أو كان قد سلم له على سبيل األمانة صح السلم هنا؛ ألن الف4رض أن الم4ال
المغصوب أو المسلم على سبيل األمانة موجود وقائم في يد المسلم إليه ،ولذلك صح السلم بهما (ابن قدامة1405 ،هـ).
بي 44ع الس 44لم كم 44ا أس 44لفنا يع 44د اس 44تثناء على األص 44ل في الفق 44ه اإلس 44المي؛ إذ إن الفق 44ه اإلس 44المي ال يج 44يز التعام 44ل في األم 44وال
المستقبلية ،وإ نما يجب أن يكون المبيع موجودا وقت العقد حتى ينعق4د العق4د ص4حيحا منتج4ا آلث4اره القانوني4ة ،ف4إذا ك4ان الم4بيع
سيوجد مستقبال فالبيع باطل ،وقد استثنى الفقه بيع السلم لحاجة الناس إليه ،ومن أجل تسهيل أمورهم وتيس44يرها عليهم ،ومن
ب4اب التكاف4ل والتكام4ل بين أف4راد المجتم4ع الواح4د ،فمن لدي4ه الم4ال وال يمل4ك آلي4ة اإلنت4اج ،ومن لدي4ه آلي4ة اإلنت4اج وليس لدي4ه
271
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المال ،أصبحا يمكنهما أن يتكاتفا من أج4ل إنت4اج تل4ك الس4لعة المرغ4وب في ش4رائها ،مم4ا يس4هل في س4ير العجل4ة االقتص4ادية،
وال غرابة في ذلك ،والدين اإلسالمي هو دين ودنيا ،والله سبحانه وتعالى لم يفرط في كتابه وسنة نبيه في شيء.
وكون بيع السلم هو بيع أموال مستقبلية ،وهو استثناء كما قدمنا على األصل في الفقه اإلسالمي ،فهو إذن يختل44ف في بعض
أحكامه عن البيوع العادية الواردة على مبيع حال وموجود وقت إبرام العقد ،ومن هذه الفروقات بين البيعين:
أن المبيع في السلم ليس عينا معينة ،وإ نم4ا ه4و بمثاب4ة دين في الذم4ة يقض4ى بأمثال4ه ،وعلي4ه إذا لم يتمكن المس4لم إلي4ه .1
من إنت44اج الس44لعة المتف44ق عليه44ا أو تس44ليمها وقت حل44ول أج44ل التس44ليم ،فيمكن44ه أن يقض44ي بأمثاله44ا من الس44وق؛ ول44ذا
اش4ترط الفق4ه اإلس4المي أن يك4ون الس4لم في األم4وال المثلي4ة ال4تي له4ا أش4باه في الس4وق ،أم4ا الم4بيع في ال4بيوع العادي4ة
فيجب أن يك4ون عين4ا معين4ة ،وإ ال ك4ان العق4د ب4اطال بطالن4ا مطلق4ا لتخل4ف ش4رط من ش4روط ص4حة المح4ل في4ه ،ح4تى
وإ ن كان المال مثليا فال بد من تحويله إلى معين بالذات حتى تنتقل ملكيته؛ ولذا يلزم البائع أن يقوم بفرزه وتجنيبه.
يش4ترط في ال4بيوع العادي4ة أن يك4ون الم4بيع ح4اال وموج4ودا وقت إب4رام العق4د ،ف44إذا ك4ان غ4ير موج4ود في ه4ذا ال4وقت .2
أدى ذلك إلى عدم انعقاد العقد ،وإ ذا كان موجودا قبل البيع وهل4ك قب4ل أن يتالقى اإليج4اب والقب4ول ك4ان العق4د ب4اطال
لتخل44ف محل44ه ،وفي ح44ال هل44ك بع44د إب44رام العق44د ف44إن العق44د ينفس44خ بق44وة الق44انون الس44تحالة التنفي44ذ ،أم44ا في بي44ع الس44لم
فاألصل عدم وجود المبيع وقت البيع ،ولذا عرفه الفقه بأنه بيع آجل بعاجل ،والمقصود باآلجل هو الم4بيع ،ول4ذا فال
يشترط في بيع السلم أن يكون المبيع موجودا وقت البيع ،وإ نما في أجل محدد متفق عليه بين أطراف السلم.
في ال 44بيوع العادي 44ة يمكن أن يك 44ون الثمن ح 44اال ف 44ور إب 44رام العق 44د ،وليس هن 44اك م 44ا يمن 44ع أن يك 44ون الثمن م 44ؤجال أو .3
مقس44طا على أقس44اط كم44ا رأين44ا س44ابقا ،أم44ا في بي44ع الس44لم فال ب44د أن يك44ون الثمن ح44اال ،وإ ذا ك44ان م44ؤجال فال ينعق44د ب44ه
الس44لم لض44ياع العل44ة من44ه ،كم44ا أن الثمن في ال44بيع الع44ادي يمكن أن يك44ون دين44ا في ذم44ة الب44ائع للمش44تري ،أم44ا في بي44ع
السلم فال يصح ذلك بسبب مراعاة الشارع لحاجة المسلم إليه إلى المال لإلنتاج والربح وسداد ما عليه من ديون.
أن خي44ار الرؤي44ة وإ ن ك44ان يثبت في ال44بيوع العادي44ة ،إال أن44ه ال يثبت في بي44ع الس44لم ،وفي ذل44ك يق44ول الزرق 44ا "خي44ار .4
الرؤية ال يثبت حكمه في المبيع سلما؛ ألن هذا الخيار فيما يملكه اإلنسان دين في الذمة ،وذلك لعدم فائدته فيه؛ ألن
ثمرت44ه في األص44ل هي رد الم44بيع الغ44ائب عن44د رؤيت44ه إذا لم يعجب المش44تري" (الزرق44ا1998 ،م ،ص ،)149وعلى
خالف ذلك يثبت خيار الرؤية في الثمن في بيع السلم متى كان عينا معينة قيمية أو مثلية.
صورة ()2-9
عرف44ه الزرق44ا بأن44ه "عق44د م44ع ذي ص44نعٍة على عم44ل ش44يء معين" (الزرق44ا1998 ،م ،)153 ،كم44ا عرفت44ه الم44ادة ( )388من
خالل شرحها له بأنه "إذا قال شخص ألحد من أهل الص4نائع اص4نع لي الش4يء الفالني بك4ذا ق4رش ،وقب4ل الص4انع ذل4ك انعق4د
البيع استصناعا" ،وتضرب المجلة لذلك مثال بقولهاَ" :م َثاًل َ :لْو َأَر ى اْلُم ْش َتِر ي ِر ْج َل ُه ِلَخ َّف اٍف َو َق اَل َل ُه اْص َنْع ِلي َز ْو َج ُخ ٍّف
ْي
ِم ْن َن ْو ِع الِّس ْخ ِتَياِن اْلُفاَل ِنِّي ِبَك َذ ا ِقْر ًش ا َو َقِب َل اْلَب اِئُع ،أو تق44اول م44ع نج44ار على أن يص44نع ل44ه زورق44ا أو س44فينة وبين ل44ه طوله44ا
وعرضها وأوصافها الالزمة ،وقبل النجار ،انعقد االستص4ناع ،وك4ذلك ل4و تق4اول م4ع ص4احب معم4ل أن يص4نع ل4ه ك4ذا بندقي4ة
ك44ل واح44دة بك44ذا ق44رش وبين الط44ول والحجم وس44ائر أوص44افها الالزم44ة وقب44ل ص44احب المعم44ل انعق44د االستص44ناع" ،ومن ه44ذه
التعريف 44ات والش 44رح ال 44ذي ج 44اءت ب 44ه المجل 44ة العدلي 44ة يمكنن 44ا اس 44تنباط ش 44روط بي 44ع االستص 44ناع؛ ولكن قب 44ل أن نع 44رض له 44ذه
الشروط سنعرض للفرق بين بيع السلم وبيع االستصناع.
يقول الكاساني في بدائع الص4نائع في بي4ان عل4ة إج4ازة االستص4ناع "يج4وز استحس4انا إلجم4اع الن4اس على ذل4ك؛ ألنهم يعمل4ون
ذلك في سائر األعص4ار من غ4ير نكٍ4ر ؛ وألن في4ه مع4نى عق4دين ج4ائزين وه4و الس4لم واإلج4ارة؛ ألن الس4لم عق4د على م4بيع في
الذمة ،واستئجار الصناع يشترط فيه العمل ،وما اشتمل على معنى عقدين جائزين كان جائزا".)5/2( .
273
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يتف44ق بي44ع الس44لم م44ع بي44ع االستص44ناع في أن كليهم44ا بي44ع لمع44دوم ،وأن الص44انع الب44ائع مل44تزم التزام44ا خالص44ا في ذمت44ه المالي44ة
بالمص44نوع ،غ44ير أن الخالف بين بي44ع الس44لم وبين االستص44ناع أن44ه ال يش44ترط في االستص44ناع تعجي44ل الثمن ،وه44ذا م44ا نص44ت
عليه المادة ( )391من المجلة العدلية التي نص4ت على" :ال يل4زم في االستص4ناع دف4ع الثمن ح4اال ،أي وقت العق4د" ،ك4ذلك ال
يش44ترط في االستص44ناع تحدي44د أج44ل للتص44نيع والتس44ليم ،وفي ذل44ك ج44اء نص الم44ادة ( )389من المجل44ة العدلي44ة ،ال44تي نص44ت
على" :ك44ل ش44يء تعوم44ل استص44ناعه يص44ح في44ه االستص44ناع على اإلطالق ،وأم44ا م44ا لم يتعام44ل باستص44ناعه إذا بين في44ه الم44دة
صار سلما ،وتعتبر حينئٍذ شروط السلم ،وإ ذا لم يبين فيه المدة كان من قبيل االستصناع أيضا".
وفي االستصناع يقال للمشتري مستصنع وللبائع صانع ،وللشيء مصنوع.
وهذا الشرط نصت عليه المادة ( )390من المجلة العدلية ،التي جاء فيه4ا" :يل4زم في االستص4ناع وص4ف المص4نوع وتعريف4ه
على الوجه الموافق المطلوب" ،وجاء في بدائع الصنائع" :وأما شرائط جوازه بيان جنس المصنوع ،ونوع4ه وق44دره وص44فته؛
ألنه ال يصير معلوما بدونه ،وأن يكون مما يجري فيه التعامل بين الناس".)5/3( .
ب .أن يكون االستصناع على األشياء التي تعارف عليها الناس بالتعامل استصناعا:
ألن ج44واز االستص 44ناع مب44ني على الع44رف ،فاألش44ياء ال44تي تع44ارف الن44اس على ع44دم التعام44ل به44ا استص 44ناعا ال يص 44ح فيه44ا
االستصناع ،كالثمار والحبوب الطبيعية ،وهذا ما تض4منه نص الم4ادة ( )389من المجل4ة العدلي4ة ،ال4ذي ج4اء في4ه" :ك4ل ش4يء
تعومل استصناعه يصح فيه االستصناع على اإلطالق."...
"ألن العادة جارية بضرب األجل في االستصناع ،وإ نما يقص4د ب4ه تعجي4ل العم4ل ال ت4أخير المطالب4ة ،فال يخ4رج ب4ه عن كون4ه
استصناعا"( .بدائع الصنائع).)3 /5( ،
274
:::::مقرر العقود المدنية :::::
فتأجيل الثمن وإ ن كان ليس شرطا في بيع االستصناع على خالف بيع السلم إال إنه ال بد من تحدي44ده وتعيين44ه ،بحيث يص44بح
معلوما ومعروفا بطبيعته ،وال يقدح في كونه استصناعا بعد ذلك كون الثمن مؤجال أو معجال أو مقسطا.
وكذلك العمل على الصانع ال على المشتري ،وإ ال كان العقد إيجارا بحسب الراجح في الفقه.
http://aliftaa.jo/Question.aspx?QuestionId=3071#.V5s19qLUI3x
تنص الم44ادة ( )392من المجل44ة العدلي44ة" :إذا انعق4د االستص44ناع فليس ألح44د الرج44وع ،وإ ذا لم يكن المص44نوع على األوص44اف
المطلوب 44ة المبين 44ة ك 44ان المستص 44نع مخ 44يرا" ،ويب 44دو أن نص المجل 44ة لم يتض 44من س 44وى حال 44ة م 44ا إذا ك 44ان المص 44نوع مخالف 44ا
لألوصاف التي تم التراضي عليها ،ففي هذه الحالة يكون المستص4نع مخ4يرا ،إم4ا أن يرج4ع ويل4زم حينه4ا الص4انع ب4دفع الثمن
المدفوع له ،وإ ما أن يأخذ المبيع على حاله ،بيد أن المجلة لم تعالج فرض4ية أن يخ4ل الص4انع ب4التزامهن فتنتهي م4دة التص4نيع
دون أن يس4لم المص4نوع للمستص4نع ،وعلي4ه إذا ح4ددت م4دة لتق4ديم المص4نوع ،وانقض4ت دون أن ينتهي الص4انع من ص4ناعتها
وتس44ليمها ،ف44الراجح أن المستص44نع يخ44ير بين أن ينتظ44ر ح44تى يف4رغ الص44انع منه44ا ،أو أن يفس44خ العق4د ،وذل44ك قياس44ا على عق4د
السلم (الزرقا1998 ،م).
وعق44د االستص44ناع كم44ا يظه44ر من الم44ادة ( )392من المجل44ة العدلي44ة ه44و عق44د الزم ليس ألح44د طرفي44ه الرج44وع في44ه ول44و قب44ل
الصنع ،ما لم يأت المصنوع مخالفا للمواصفات المتفق عليها ،حينها يتم تخيير المستصنع بفوات الوصف كما قدمنا.
275
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بي44ع الوف44اء من ال44بيوع الخاص44ة ال44تي عالجته44ا أحك44ام الش44ريعة اإلس44المية ،وك44ذلك الق44انون الوض44عي ،وبع44د أن ك44انت بعض
القوانين تجيزه ،تم تعديل أحكامها ليصبح بيع الوفاء بيعا باطال ،وهذا هو حكم بيع الوف4اء في الق4انون الم4دني المص4ري لع4ام
1948م ،والق4وانين الوض4عية ال4تي نهلت من4ه ،كالق4انون اللي4بي والع4راقي وغيره4ا من الق4وانين الوض4عية ،وفيم4ا يلي نع4رض
لتعريف بيع الوفاء في الفقه اإلسالمي ،ثم نعرض لمفهومه في القانون الوضعي ،ثم نبين حكمه في كٍّل منهما:
عرفه الزرقا بأنه "هو أن يبيع المحتاج إلى النقد عقارا ،على أنه متى رد الثمن استرد العقار المبيع" (الزرق44ا1998 ،م ،ص
،)155وعرفت44ه الم44ادة ( )118من المجل44ة العدلي44ة بأن44ه "ه44و ال44بيع ال44ذي يش44ترط أن الب44ائع م44تى رد الثمن ي44رد المش44تري إلي44ه
المبيع ،وهو في حكم البيع الج4ائز ب4النظر إلى انتف4اع المش4تري ب4ه ،وفي حكم ال4بيع الفاس4د ب4النظر إلى ك4ون ك4ل من الف4ريقين
مقت4درا على الفس4خ ،وفي حكم ال4رهن ب4النظر إلى أن المش4تري ال يق4در على بيع4ه إلى الغ4ير" ،وق4د اس4تخدمت المجل4ة العدلي4ة
لف4ظ "ال4بيع الج4ائز" لتقص4د ب4ه ال4بيع الع4ادي الص4حيح (الزرق4ا1998 ،م) ،وه4و ذات االس4م ال4ذي اخت4اره ل4ه الحنفي4ة ،أم4ا ب4اقي
المذاهب فقد عرفوه تحت مسميات أخرى ،منها "بيع الُّثنيا" عند المالكية ،و"بيع العهدة" عند الشافعية ،أم4ا الحنابل4ة فق4د أس4موه
"بي4ع األمان4ة" وه4و ل4دى جمي4ع األئم4ة غ4ير ج4ائز ،م4ا ع4دا الش4افعية إذ أج4ازوه بش4رط أن يك4ون االتف4اق بين المتعاق4دين مس4بقا
غير مقترن بمجلس العقد ،وحينئذ تترتب علي4ه جمي4ع أحك4ام العق4د الع4ادي؛ إذ ال ع4برة بم4ا س4بق العق4د من تواط4ؤ ،ح4تى ول4و
كان هذا التواطؤ لو وقع في العقد ألفسده (الزرقا1998 ،م ،هامش ص.)155
أما المجلة الشرعية فقد سلكت نهج غالبية الفقه ،فبعد أن عرفته في الم4ادة ( )178بأن4ه "ه4و بي4ع الوف4اء واألمان4ة :وه4و ال4بيع
مع اتفاقهما على أن الب4ائع م4تى رد الثمن رد علي4ه المش4تري الم4بيع" ،ذهبت إلى ع4دم إجازت4ه على المع4نى المتق4دم ،فج4اء في
نص المادة ( )513منها "بيع الوفاء -وهو المسمى ببيع العدة واألمانة -ال يصح؛ ألنه حيل4ة على ال4ربح في ق4رض ،وك4ذا
لو باع شيئا بثمن مقبوض وشرط إن رد البائع إلى وقت كذا فال بيع بينهما وكان ذلك حيلة للربح في قرض ،أما ل44و لم يكن
حيل44ة ص44ح ،وينفس44خ إن رد الب44ائع الثمن إلى ذل44ك ال44وقت" ،والحقيق44ة أن اله44دف من ابت44داع بي44ع الوف44اء م44ا ك44ان إال من أج44ل
التحايل على تحريم الربا في الشريعة اإلسالمية؛ إذ إن التجار ذوي رؤوس األموال ال يقبل4ون إق4راض أم4والهم ب4دون فائ4دة،
وفي ذات الوقت هم يتحرجون من الوقوع في الربا بشكل علني لحرمته شرعا؛ ولذا وجدوا في بيع الوفاء مخرجا فقهي44ا في
صورة استثمارية بعيدة عن الربا ومحققة لمنفعة كال الطرفين ،وفيه يكون الثمن عادة أقل من قيمة المبيع ،وذلك قياس44ا على
الرهن الذي تكون فيه قيمة المال المرهون أكبر من قيمة القرض المضمون به.
276
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
277
:::::مقرر العقود المدنية :::::
اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم بيع الوفاء ،وذلك على النحو التالي:
278
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ثبوت بعض أحكام البيع الصحيح لبيع الوفاء ومنها :تمل44ك المش44تري لمن44افع الم44بيع في بي44ع الوف44اء بال ش44رط أو -
قيد ،كما أن للمشتري كما أسلفنا الحق في تأجير المبيع لغيره ،وتك4ون األج4رة المتحص44لة من حق4ه ه4و ،وه4ذا م4ا
ال يص44ح من ال44دائن الم44رتهن؛ إذ إن ي44ده على الم44ال المره44ون ي44د أمان44ة ،فال يج44وز ل44ه ت44أجيره؛ وذل44ك ألن ال44رهن
لالحتب44اس وليس لالنتف44اع (ب44ارودي2012 ،م) ،كم44ا أن44ه يج44وز للب44ائع أن يش44ترط على المش44تري وف44اء أن ي44ؤجره
الم44بيع نفس44ه والش44رط ص44حيح ،ويس44مى عندئ44ذ بي44ع االس44تغالل ،وق44د ع44رفت مجل44ة األحك44ام العدلي44ة ه44ذا الن44وع من
ال44بيوع في الم44ادة ( )119منه44ا فق44الت "بي44ع االس44تغالل ه44و بي44ع الم44ال وف44اء على أن يس44تأجره الب44ائع" ،كم44ا أن44ه ل44و
كان على إنسان آلخر دين موثق بكفالة فباعه به المدين عق4اره بالوف4اء بطلت الكفال4ة ،وال تع4ود ح4تى ل4و تفاس4خا
بيع الوفاء( .الزرقا1998 ،م).
ثبوت بعض أحكام البيع الفاسد لبيع الوفاء :ومن هذه األحكام حق الفسخ وحق الرد الذي يثبت لكل من ط44رفي -
العقد ،وهذا الحكم تضمنه نص المادة ( )396من المجلة العدلي4ة ،ال4تي ج4اء فيه4ا "كم4ا أن الب4ائع وف4اء ل4ه أن ي4رد
الثمن ويأخ44ذ الم44بيع ،ك44ذلك للمش44تري أن ي44رد الم44بيع ويس44ترد الثمن" ،كم44ا أن ه44ذا الح44ق ي44ورث إذا م44ات أح44دهما
فيقوم وارثه مكانه ،وهذا أيضا نصت عليه المادة ( )402من المجلة العدلية ،فجاء فيها "إذا مات أح44د المتب44ايعين
وفاء انتقل حق الفسخ للوارث".
ثبوت بعض أحكام الرهن لبيع الوفAاء :كم44ا ذهب الفقه44اء المعاص44رون إلى أن بي44ع الوف44اء يتض44من بعض أحك44ام -
ال44رهن ،من حيث إن44ه ال يج44وز ال للب44ائع أو المش44تري أن يتص44رفا في الم44بيع ،وك44ذلك الح44ال في الره44ون؛ إذ ال
يجوز للدائن الم4رتهن أن يتص4رف في الم4ال المره4ون ،وك4ذلك ال يج4وز للم4دين ال4راهن التص4رف في ح4ال ك4ان
ال44رهن غ44ير مس44جل وفق44ا ألحك44ام نظ44ام التس44جيل العي44ني الس44عودي ،كم44ا أن بي44ع الوف44اء يتف44ق م44ع ال44رهن في أن
ض 44مان هالك الم44بيع وف 44اء يك44ون على المش44تري إذا ك44ان الهالك لس44بب أجن44بي ،وه44و يش44به تمام44ا ض 44مان هالك
المال المرهون ،التي يتحملها الدائن المرتهن في حال ك4ان الم4ال المره4ون في حيازت4ه ،فيض4منه في ح4دود مبل4غ
279
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الثمن الم44دفوع ،والب44اقي ال يض44منه إال إذا ك44ان الهالك بس44بب تعٍّ4د أو تقص44ير من44ه في حفظ44ه (الزرق44ا1998 ،م)،
كما أن للمشتري الحق في حبس المبيع وهو يشبه حق المرتهن في حبس المال المرهون إلى أن يستوفي الدين،
كما أن العقار في كال العقدين ال تنطبق عليه أحكام الشفعة.
وهذا التكييف الفقهي األخير هو ما أخذت به المجلة العدلية في نص المادة ( )118منها؛ إذ اعتبرت44ه المجل44ة ص44حيحا إذا
م44ا نظرن44ا في44ه إلى ج44انب المن44افع ال44تي تع44ود على المش44تري ،وه44و بي44ع فاس44د كون44ه أعطى الح44ق لكال طرفي44ه في فس44خه
بإرادتهما وحدهما ،كما أنه في حكم الرهن كون أن المشتري ال يملك أن يبيعه إلى الغير بحال من األحوال ،وهي تش44به
سلطة الدائن المرتهن الذي ال يجوز له بيع المال المرهون حتى لنفسه.
والراجح في تكييف بيع الوفاء كما ذهب الحنفية إلى أنه بيع معلق على شرط فاس44خ مقتض44اه إع4ادة المش44تري للم44بيع عن44د
إع 44ادة ثمن 44ه ،وه 44و نظ 44ير للس 44لم ،وبي 44ع األمان 44ة ،وليس رهن 44ا؛ إذ ال يمكن أن يك 44ون رهن 44ا وق 44د أبيحت في 44ه من 44افع الم 44ال
المرهون؛ ألن هذا ال يجوز.
280
:::::مقرر العقود المدنية :::::
التركة فق4ط ،والب4اقي معل4ق على م4وافقتهم ،وله4ذا كث4يرا م4ا يلج4أ الش4خص ال4راغب في منح ش4خص م4اال معين4ا دون ب4اقي
الورث4ة ،أو لش4خص غ4ير وارث وهروب4ا من أحك4ام الوص4ية إلى إب4رام عق4د بي4ع مع4ه إذا م4ا أحس ص4احب الم4ال من دن4و
أجله ،وذلك إذا كان مرضه مرضا يغلب فيه هالكه ،وهذا ما يعرف بمرض الموت ،وس44نعالج في ه44ذا الموض44ع تعري44ف
مرض الموت وأحكامه ،وذلك على النحو التالي:
عرفه فقهاء الشريعة اإلسالمية بأنه المرض الذي يغلب فيه الهالك ويتص44ل الم44وت ب44ه فعال (الس44نهوري2005 ،م) ،كم44ا
عرف44ه البعض اآلخ44ر بأن44ه "ه44و الم44رض ال44ذي يقع44د الم44ريض عن قض44اء حوائج44ه ،ويغلب في44ه الم44وت ع44ادة ،ويتص44ل ب44ه
الموت فعال ولو بسبب آخر غير المرض" (عبداهلل ،1956 ،ص ،)341وقد عرفته محكم4ة النقض المص44رية في حكمه4ا
الص44ادر في 25/10/1951م بأن44ه "إن الم44رض إذا ط44ال س44نة دون أن يش44تد فال يعت44بر م44رض م44وت ،وإ ذا اش44تد الم44رض
بع44د ذل44ك ح44تى انتهى ب44الموت فعال قب44ل انقض 44اء س44نة من اش44تداده اعت44بر م44رض م44وت" ،وال يش44ترط العتب44ار الم44رض
مرض موت أن يك4ون الم4ريض ق44د فق4د وعي4ه أو إدراك4ه ،وفي ذل4ك قض44ت محكم4ة النقض المص44رية في حكمه4ا الص44ادر
في 23/11/1950م "أن الحال44ة النفس44ية للم44ريض من رج44اء وي44أس ،وإ ن ك44انت هي الحكم44ة ال44تي من أجله44ا ق44رر الفقه44اء
قاعدة أن المرض ال يعتبر مرض الموت إذا طال أمده عن سنة إال إذا اشتد ،إال أنه ال يسوغ التح44دي بحكم44ة مش44روعية
هذه القاعدة في كل حالة للقول بتوافرها أو انعدامها".
ب .شروط مــرض المــوت :يشــترط العتبــار المــرض من قبيــل مــرض المــوت أن يتــوافر فيــه
شروط:
الشرط األول :أن يغلب في44ه الهالك ،ويك44ون الم44رض ك44ذلك إن ك44ان من األم44راض ال44تي ال عالج له44ا في وقت ح44دوثها،
كاإلي44دز والس44رطان المتمكن من الجس44د ،غيره44ا من األم44راض المنتش44رة في ال44وقت الح44الي ،ف44إذا أجم44ع األطب44اء على أن44ه
م44رض ال ي44رجى في44ه الش44فاء بحس44ب أص44ول الطب وخ44برة أهل44هُ ،ع د من قبي44ل م44رض الم44وت ،أم44ا إذا م44رض الش44خص
مرضا عاديا انتهى بهالك4ه دون أن يك4ون ذل4ك الم4رض مم4ا يغلب في4ه الهالك ،ك4أن يك4ون ق44د أص44يب ب4أنفلونزا عادي4ة أو
خراج44ات؛ لكنه44ا تف44اقمت وأدت إلى الوف44اة ،فال يع44د ذل44ك م44رض م44وت وال تنطب44ق علي44ه أحك44ام م44رض الم44وت (خض44ر،
1970م).
281
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الشAAرط الثAAاني :أن يتص 44ل ب 44ه الم 44وت فعال :ومع 44نى ذل 44ك أن 44ه ح 44تى ول 44و أجم 44ع األطب 44اء من أه 44ل التخص 44ص غلب 44ة هالك
الم44ريض في ه44ذا الم44رض ،فال يمكن اعتب44اره م44رض م44وت إال إذا اتص44ل فعال ب44الموت ،أي أن يك44ون الم44ريض ق44د م44ات
دون أن يش 44فى من ه 44ذا الم 44رض ،وي 44ذهب الفق 44ه أيض 44ا إلى اعتب 44ار ش 44روط م 44رض الم 44وت متحقق 44ة م 44تى اتص 44لت الوف 44اة
بالمرض ،حتى ولو لم يكن المرض هو السبب المباشر للوفاة (مرقس1980 ،م).
الشرط الثالث :أن يقعد المريض عن قضاء مص44الحه العادي4ة المألوف44ة ال4تي يق4وم األص44حاء ع4ادة بمباش4رتها (الس4نهوري،
2005م).
نصت المادة 393من المجلة العدلية على "إذا باع شخص في مرض موته شيئا من ماله ألحد ورثته يعتبر ذلك موقوف44ا
على إجازة سائر الورثة ف4إن أج4ازوا بع4د م4وت الم4ريض ينف4ذ ال4بيع وإ ن لم يج4يزوا ال ينف4ذ" ،كم4ا نص4ت في الم4ادة 394
على" :إذا ب44اع الم44ريض في م44رض موت44ه ش44يئا ألجن44بي بثمن المث44ل ص44ح بيع44ه ،وإ ن باع44ه ب44دون ثمن المث44ل وس44لم الم44بيع
كان بيع محاباة يعت4بر من ثلث مال4ه ،ف44إن ك4ان الثلث وافي4ا به4ا ص44ح ،وإ ن ك4ان الثلث ال يفي به4ا ل4زم المش4تري إكم4ال م4ا
نقص من ثمن المث 44ل وإ عط 44اؤه للورث 44ة ،ف 44إن أكم 44ل ل 44زم ال 44بيع وإ ال ك 44ان للورث 44ة فس 44خه" ،أم 44ا الم 44ادة ( )923من المجل 44ة
الشرعية فقد نصت على "معاوضة المريض مرض الموت المخ4وف بثمن المث4ل ص4حيحة تنف4ذ من رأس مال4ه ول4و ك4انت
مع الوراث" ،ويبدو أن المجلتين قد اختلفتا في حكم الحالة التي يكون فيها التصرف لوارث بثمن المثل ،ففي حين أوقفته
المجلة العدلية على إجازة باقي الورثة قررت المجلة الشرعية صحته بشكل مطلق ،م44ا دام أن44ه ليس في44ه ض44رر أو نقص
في القيم44ة .من ه44ذه النص44وص أن الفق44ه اإلس44المي ق44د مَّي ز بين م44ا إذا ك44ان ال44بيع في م44رض الم44وت ل44وارث أو ألجن44بي،
وذلك على النحو التالي:
إذا كان البيع في مرض الموت لوارث :ف44إذا ك44ان الح44ال ك44ذلك ،فال يع44د ال44بيع ناف44ذا في مواجه44ة ب44اقي الورث44ة إال -
إذا أج44ازوه ،ويب44دو أن المجل44ة ذات النهج الحنفي ق44د س44لكت م44ذهب أبي حنيف44ة ،ال44ذي يش44ترط إج44ازة ب44اقي الورث44ة
حتى ولو كان البيع بثمن المثل وليس فيه محاباة ،وذلك لثبوت حق الورثة جميعا في أعيان التركة ذاته44ا (الم44ادة
،264مرش 44د الح 44يران) ،أم 44ا الص 44احبان فال يش 44ترطان اإلج 44ازة إال إذا ك 44ان في ال 44بيع محاب 44اة في الثمن؛ ألنهم 44ا
يعت 44بران أن ح 44ق الورث 44ة متعل 44ق بمالي 44ة الترك 44ة ال بأعيانه 44ا (الم 44ادة ،263مرش 44د الح 44يران) ،وه 44ذا م 44ا أخ 44ذت ب 44ه
المجلة الشرعية.
282
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا كان الAبيع في مAAرض المAAوت لغAAير وراث (أجنAAبي) :إذا ك44ان المش44تري ليس وارث44ا للم44ريض م44رض الم44وت، -
كان البيع صحيحا ونافذا في مواجهة الورثة متى كان قد تم ثمن المثل أو أقل بقليل ،أم4ا إذا ك4ان ق44د تم بأق44ل من
ثمن المث44ل بكث44ير ،فينظ44ر ألم44ر الف44رق بين ثمن المث44ل والثمن ال44ذي بي44ع ب44ه الم44بيع ،ف44إن ك44ان الف44رق أق44ل من ثلت
الترك44ة فه44و ناف44ذ في ح44ق الورث44ة قياس44ا على الوص44ية ،أم44ا إذا ف44اق ذل44ك الف44رق ثلث الترك44ة ك44ان للورث44ة مطالب44ة
المشتري بتكملة الثمن إلى أن يص4بح الف4رق يع4ادل ثلث الترك4ة ،كم4ا لهم أن يط4البوا بفس4خ ال4بيع ،ومث4ال ذل4ك أن
ي44بيع أح44دهم المص44اب بم44رض يغلب في44ه هالك44ه بيت44ه ال44ذي تبل44غ قيمت44ه ثالث44ة ماليين لاير إلى أجن44بي ال يرث44ه بمبل44غ
ملي44ون لاير ،وك44ان ه44ذا ال44بيت ه44و ك44ل ترك44ة المت44وفى ،ففي ه44ذه الحال44ة ال يع44د ال44بيع ناف44ذا في ح44ق الورث44ة إال في
الح44دود ال44تي يك44ون الف44رق بين ثمن المث44ل والثمن الم44دفوع أق44ل من الثلث ،أم44ا م44ا زاد عن الثلث فلهم الخي44ار كم44ا
أس44لفنا ،وفي المث44ال المض44روب أمامن44ا للورث44ة أن يط44البوا المش44تري بتكمل44ة الف44رق إلى م44ا يع44ادل الثلث ،بمع44نى
يجب عليه أن يدفع لهم مليون لاير ،حتى يكون الفرق بين الثمن الحقيقي للمبيع والثمن الم44دفوع في ح44دود الثلث،
وهو مليون لاير في هذا المثال ،فإن أكمل الفرق إلى الثلث نفذ البيع ،وإ ال فلهم الحق في الفسخ.
-افAAتراض أن جميAAع التصAAرفات الصAAادرة في مAAرض المAAوت تبرعAAات :رس44خ الق44انون قاع44دة أساس44ية ،مفاده44ا أن جمي44ع
التصرفات التي تصدر من المريض مرض الموت تعتبر بمثاب4ة تبرع4ات ح4تى ول4و ك4انت في ظاهره4ا معاوض4ة ،ول4ذلك
فق 44د أعفي الورث 44ة من عبء إثب 44ات وص 44ف التب 44ع على ذل 44ك التص 44رف ،واف 44ترض أن جمي 44ع التص 44رفات ال 44تي تص 44در من
المريض مرض الموت تبرعات ،حتى ولو كان ظاهرها معاوضة ،بيد أنه يجوز لمن صدر التص4رف لص4الحه أن يثبت
283
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بأن التصرف رغم صدوره في مرض الموت فإنه كان بمقابل ،فإذا استطاع أن يثبت ذلك أخذ التصرف حكم البيوع في
مرض الموت.
-إضفاء حكم الوصية على التصرفات في مرض الموت :وعن حكم ه44ذه التص44رفات في ض44وء أحك44ام الق44انون فق44د اتب44ع
القانون الوضعي نهج الشريعة اإلسالمية في ذلك ،فأضفوا وصف الوصية على تلك البيوع الصادرة في مرض الم44وت،
فاعتبروه44ا في حكم الوص44ية وتس44ري عليه44ا أحكامه44ا ،وبن44اء على ذل44ك ف44إن ه44ذا الت44برع ال ينف44ذ في ح44ق ال44دائنين إال بع44د
اس44تيفاء دي44ونهم؛ إذ إن وف44اء ال44ديون مق44دم على نف44اذ الوص44ايا ،ثم إن44ه لن ينف44ذ في ح44ق الورث44ة إال في ح44دود الثلث المتبقي
من التركة بعد إخراج الديون.
-أحكام التصرف في مرض الموت لو ثبت أنه معاوضة :إذا أفلح المتص44رف إلي44ه هن44ا في إثب44ات أن التص44رف الص44ادر
إليه ليس تبرعا وإ نما بيعا ،طبقت أحكام البيوع في مرض الموت ،وهذه األحكام ال تخرج عن ثالث فرضيات:
الفرض44ية األولى :أن يك44ون ال44بيع بثمن ال يق44ل عن القيم44ة الحقيقي44ة للم44بيع :ف44إذا اس44تطاع المتص44رف إلي44ه إثب44ات ذل44ك ص44ح
ال44بيع ونف44ذ في ح44ق الورث44ة دون حاج44ة إلى إج44ازتهم ،ويس44توي بع44د ذل44ك أن يك44ون المتص44رف إلي44ه وارث44ا أو غ44ير وارث،
ويبدو هنا خالف بين الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
الفرضية الثانية :أن يكون البيع بأقل من القيمة بما ال يجاوز ثلث التركة :فإذا كان الثمن المدفوع أق44ل من الثمن الحقيقي
للمبيع بما ال يجاوز ثلث التركة ،فيكون هنا التصرف صحيحا أيضا ونافذا في حق الورثة ،شريطة أن يكون المتصرف
إليه غير وارث (عبد السالم1980 ،م) ،وفي ذلك تتفق هذه األحكام مع أحكام الفقه اإلسالمي.
الفرضية الثالثة :أن يكون البيع بأقل من القيم4ة بم4ا يج4اوز ثلث الترك4ة :ف4إذا ك4ان الثمن الم4دفوع يق4ل عن القيم4ة الحقيقي4ة
للمبيع بما يعادل ثلث التركة وقت الموت ،كان البيع غير نافذ في حق الورث4ة فيم4ا يج4اوز الثلث إال بإج4ازتهم ،وه4ذا ه4و
حكم الوص 44ية ،ويش 44ترط في المج 44يز في ه 44ذه الحال 44ة م 44ا ج 44اء في حكم محكم 44ة النقض المص 44رية "يجب أن يك 44ون المج 44يز
عالما بالعيب راغبا في تصحيحه ،فاشتراك الوارث في تحرير محضر جرد التركة وإ شارته في المحضر إلى التصرف
ال يك44 4ون إج44 4ازة إال إذا أراد ب44 4ذلك الموافق444ة على التص44 4رف" (م44 4رقس1990 ،م) ،وإ ذا أج44 4از بعض الورث44 4ة دون البعض
اآلخر ال تنفذ إال في حصص من أجاز من الورثة (نقض مدني 20/5/1937م).
284
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حماية غير حسن النية :الغير ال4ذي تلقى بحس4ن ني4ة حق4ا على العين المبيع4ة في م4رض الم4وت ،وك4ان ق4د كس4ب -
هذا الحق بعوٍض فال يطبق بشأنه أحكام البيع في م4رض الم4وت ،وحماي4ة غ4ير حس4ن الني4ة هن4ا يطب4ق ح4تى ول4و
كان البيع قد تم بدون مقابل ،أو بمحاباة ولم يقرها الورثة.
مصطلحات الوحدة:
بيع السلم :هو بيع عاجٍل بآجل ،وهو أن يسلم عوضا حاضرا في عوٍض موصوف في الذمة إلى أجل ،ويسمى
سلما وسلفا ،وهو نوع من البيوع ينعقد به البيع.
أطراف بيع السلم :هما المشتري ويسمى رب السلم ،والبائع ويسمى المسلم إليه ،والمبيع يسمى مسلما فيه،
والثمن يسمى برأس مال السلم.
بيع االستصناع :هو عقد مع ذي صنعٍة على عمل شيء معين.
بيع الوفاء :هو بيع يشترط أن البائع متى رد الثمن يرد المشتري إليه المبيع ،وهو في حكم البيع الجائز بالنظر
إلى انتفاع المشتري به ،وفي حكم البيع الفاسد بالنظر إلى كون كل من الفريقين مقتدرا على الفسخ ،وفي حكم
الرهن بالنظر إلى أن المشتري ال يقدر على بيعه إلى الغير.
مرض الموت :هو المرض الذي يقعد المريض عن قضاء حوائجه ويغلب فيه الموت عادة ويتصل به الموت
فعال ولو بسبب آخر غير المرض.
بيع مرض الموت :هو تصرف المريض مرض الموت في ماله أو بعضه لوارث أو غير وارث ،وينطبق عليه
حكم الوصية إذا زاد الفارق بين قيمة المبيع والثمن المدفوع عن ثلث التركة ،ويكون صحيحا إذا كان أقل من
الثلث أو بثمن مماثل للقيمة الحقيقية للمبيع.
أنشطة الوحدة:
285
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مقال:
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ،ولِّخ ص ما استفدته منه وألِق ه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
أقام (عمرو) دعوى قضائية ضد (زيد) مدعيًا فيها أنه أبرم معه عقد سلم التزم بموجبه بتوريد كمية محددة من جلود
األنعام تسلم على دفعتين ،األولى بعد ثالثة أشهر من إبرام العقد ،والثانية بعد ستة أشهر ،وأنه تم تسليم % 50من قيمة
الجلود عن التعاقد ،على أن يسلم المتبقي من القيمة بعد شهرين من إبرام العقد ،وأن (عمرًا) لم يقم بتسليم الدفعة األولى
من الجلود في الميعاد المتفق عليه ورفض تسليمها ،لذلك فهو يطلب الحكم بإلزامه بتسليم الكمية المتفق عليها من الجلود.
في رده على الدعوى ،ذكر (زيد) أن (عمرًا) لم يلتزم بتسليم المتبقي من قيمة الجلود في الميعاد المتفق عليه،
وأخل بااللتزام ،لذلك هو لم يقم بتسليمه الجلود في الميعاد المتفق عليه ،ومتى ما سدد (عمرو) ما عليه ،فإنه مستعد لتنفيذ
التزاماته كما نص عليها في العقد .فلو كنت قاضيًا في الدعوى.
اإلجابة:
بما أن ال ذي تم بين الط رفين ه و عق د س لم ،وحيث إن عق د الَّس َلم ه و العق د على موص وف في الذم ة مؤج ل ،ينض بط
بالصفات بثمن مقبوض بمجلس العقد ،وحيث إن الُم َّد َع ى عليه لم يقبض الثمن كله في مجلس العق د ،وأن الم بيع الم ذكور
في العقد هو جل ود ،ف إن العق د ال ذي تم بين الط رفين يك ون ب اطًال من وجهين أح دهما :أن الثمن لم يس لم بمجلس العق د،
وثانيهما أن الُمْس َلم فيه جلود ،والجلود ال تنضبط بالصفة ،ولذلك نص الفقهاء على أنه ال يجوز الَّس َلم في الجل ود .وبم ا أن
العقد باطل فال يلزم الُم َّد َع ى عليه بتنفيذه ،وعليه إعادة ما قبضه من ثمن للُم َّد ِع ى (عمرو).
286
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
287
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
. 3البيع الذي فيه يبيع المحتاج إلى النقد عقاره على أنه متى رد الثمن استرد العقار المبيع يعتبر:
288
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.7إذا باع عقاره في مرض الموت فال ينفذ البيع متى كان:
289
:::::مقرر العقود المدنية :::::
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
يشترط لصحة بيع السلم أن يكون المبيع عيًن ا معينة سواء كان معيًن ا بالنوع أو بالذات.
يختلف السلم عن االستصناع في أن الثمن في السلم مؤجل أما في االستصناع فهو معجل.
بيع الوفاء هو بيع يحتفظ فيه البائع بحقه في أن يسترد المبيع خالل مدة معينة في مقابل رد الثمن فقط.
بيع السلم من البيوع التي أقرتها الشريعة اإلسالمية كاستثناء على حظر التعامل في األموال المستقبلية.
يش44ترط إلعم44ال أحك44ام ال44بيع في م44رض الم44وت أن يتص44ل الم44وت ب44المرض ش44ريطة أن يك44ون الم44رض ه44و س44بب
الموت.
يثبت خيار الرؤية في جميع البيوع وفًقا ألحكام الفقه اإلسالمي بما فيها تلك ال4بيوع ال4تي يتم بي4ع اآلج4ل بالعاج4ل
فيها.
يشترط لصحة عقد االستصناع أن يتم تحديد أجل التصنيع والتسليم.
في الفقه اإلسالمي ال يعد البيع في مرض الموت نافًذ ا في مواجهة الورثة إذا كان البيع قد تم ألحدهم.
يكفي في بيع السلم أن يكون الثمن معجاًل وال يقدح في كونه سلًم ا تعجيل المبيع أو تأجيله.
إذا كان الغير قد تلقى حًق ا من المش4تري في م4رض الم4وت حس4ن الني4ة فال تنطب4ق بش4أنه أحك4ام ال4بيع في م4رض
الموت إال إذا كان الحق الذي تلقاه بدون مقابل.
بيع ....................................يسلم عوضا حاضرا في عوٍض موصوف في الذمة إلى أجل.
في بيع السلم المشتري يسمى رب السلم ،والبائع يسمى المسلم إليه ،والمبيع يسمى . .......................
في بيع ....................................يشترط أن البائع متى رد الثمن يرد المشتري إليه المبيع.
م44رض ....................................ه44و الم44رض ال44ذي يقع44د الم44ريض عن قض44اء حوائج44ه ويغلب في44ه
الموت عادة ويتصل به الموت فعال.
290
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بي 44ع م 44رض الم 44وت ينطب 44ق علي 44ه حكم ................................إذا زاد الف 44ارق بين قيم 44ة الم 44بيع والثمن
المدفوع عن ثلث التركة.
يك444ون ال444بيع في م444رض الم444وت ....................................م 44تى ك 44ان ال 44بيع بثمن ال يق444ل عن القيم444ة
الحقيقية للمبيع.
إذا تلقى الغير حقا على المبيع الذي بيع في مرض الموت وجب مراعاة حسن . ........................
عل 44 4 4ة تح 44 4 4ريم بي 44 4 4ع الوف 44 4 4اء في المجل 44 4 4ة الش 44 4 4رعية راجع 44 4 4ة إلى أن 44 4 4ه تحاي 44 4 4ل على الرب 44 4 4ا ويس 44 4 4مى فيه 44 4 4ا أيض 44 4 4ا
ببيع . ...........................
في االستص44 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4ناع إذا لم يكن المص44 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4نوع على األوص44 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4اف المطلوب44 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4ة المبين44 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4ة ك44 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4 4ان
المستصنع . ........................
أسئلة مقالية:
السؤال الرابع :اكتب في شروط مرض الموت مع بيان حكمه في الفقه اإلسالمي.
السؤال الخامس :اكتب في طبيعة بيع الوفاء وفقا ألحكام الفقه اإلسالمي المعاصر.
291
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة:
ابن قدامة ،عبد اهلل بن أحمد1405( .هـ)" .المغني في فقه اإلمام أحمد بن حنبل الشيباني" ،بيروت ،دار الفكر.
بارودي ،محمد أمين" .)2012( .بيع الوفاء وتطبيقاته المعاصرة" الكويت ،دار النوادر
البدراوي ،عبد المنعم1970( .م)" .الوجيز في عقد البيع" .القاهرة ،مكتبة سيد عبد اهلل وهبة.
خضر ،خميس1979( .م)" .العقود المدنية الكبيرة /البيع والتأمين واإليجار" .القاهرة ،دار النهضة العربية.
الزرقا ،مصطفى أحمد1998( .م) .ط" 2العقود المسماة في الفقه اإلسالمي .عقد البيع" دمشق ،دار القلم.
عب44د الس44الم ،س44عيد س44عد1980( .م)" .الوج44يز في أحك44ام عق44د ال44بيع في الق44انون الم44دني المص44ري" .الق44اهرة ،دار
النهضة العربية.
عبد اهلل ،عمر1956( .م)" .أحكام الشريعة اإلسالمية في األحوال الشخصية" نسخة إلكترونية.
http://majles.alukah.net/t102119
مرقس ،سليمان1980( .م)" .عقد البيع" ،القاهرة ،مكتبة رجال القضاء.
292
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
الوحدة العاشرة:
عقد اإليجار -معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية
في المملكة
293
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
موضوعات الوحدة:
تتناول هذه الوحدة ما يلي:
أوًال :شروط حماية العالمة ونطاقها.
294
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
295
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
المقدمة:
يعد عقد اإليجار من أهم العقود المدنية الكبرى بعد البيع؛ لما ل44ه من أهمي44ة اقتص44ادية واجتماعي44ة ،وذل44ك ألن الفص44ل بين
الملكية والمنفعة أو التمتع بتلك المنفعة عن طري4ق تأجيره4ا؛ يس4مح ل4ذوي اإلمكان4ات المح4دودة في المجتم4ع من اس4تعمال
األش44ياء ال44تي تغل44و علي44ه أثمانه44ا ،فعق44د اإليج44ار أعطى للمس44تأجر ح44ق اس44تعمال الش44يء والتمت44ع ب44ه ،وفي المقاب44ل أعطى
للمؤجر ثمار هذا الشيء من خالل قيام العالقة العقدية بينهما(سعد1998 ،م) ،ورأين44ا في الوح44دة األولى من ه44ذا المق44رر
ال 44تي ق 44دمّنا من خالله 44ا لدراس 44ة عق44د اإليج 44ار وأهميت 44ه من الن 44احيتين االقتص 44ادية واالجتماعي 44ة ،أن الفق44ه اإلس 44المي ع44ني
بتنظيم أحك44ام عق44د اإليج44ار تحت مس44مى اإلج44ارة ،وق44د وردت العدي44د من النص44وص القرآني44ة واألح44اديث النبوي44ة الش44ريفة
للداللة على مشروعية اإلجارة سواء إج4ارة األش4ياء أو ح4تى إج4ارة األش4خاص ال4تي ت4دخلها أحك4ام الفق4ه اإلس4المي داخ4ل
نط44اق عق44د اإليج44ار ،ول44ذا ف44القول ب44أن نط44اق عق44د اإليج44ار في الفق44ه اإلس44المي أوس44ع من44ه في الق44انون الوض44عي ه44و ق44ول
ص44حيح؛ وذل44ك ألن عق44د اإليج44ار في الق44انون الوض44عي ال يقص44د من44ه س44وى إيج44ار األش44ياء دون األش44خاص ،أم44ا إج44ارة
األش444خاص ال444تي نظمت الش444ريعة اإلس444المية أحكامه444ا فهي تن444درج تحت التنظيم الق 44انوني لعمال 44ة األش444خاص ،ويحكمه444ا
وينظمها عقد اإليجار المبرم بين العامل ورب العمل في ضوء نظام العمل والعمال وليس عقد اإليجار.
وفي ه44ذه الوح44دة س44نتعرف بش44يء من التوس44ع إلى مفه44وم عق4د اإليج44ار وأدل44ة مش44روعيته في الفق4ه اإلس44المي ،ثم نع44رض
لخصائصه وأهميته ومن ثم نعرض لنبذة عن التنظيم القانوني لعقد اإليجار في المملكة العربية السعودية.
296
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
المحاضرة األولى
أوًال :تعريف عقد اإليجار في الفقه والقانون وأدلة مشروعيته
صورة ()1-10
توطئة :ع44رفت أحك44ام الش44ريعة اإلس44المية نظ44ام اإليج44ار وذل44ك دفًع ا للح44رج والمش44قة عن العب44اد (أب44و الس44عود1996 ،م)،
ول44ذا فعق44د اإليج44ار في الفق44ه اإلس44المي يع44رف بأن44ه عق44د ي44رد على المن44افع بع44وض ،ومن ثم المنفع44ة عن العين ،غ44ير أن44ه
وكما بيّنا سابًقا يعد نطاق عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي أوسع منه في القانون الوضعي ،وما نود اإلش44ارة إلي44ه هن44ا ه44و
أن الق44انون الروم44اني والعدي44د من الق44وانين الالتيني44ة ال44تي أخ44ذت عن44ه كالق44انون الم44دني الفرنس44ي ،ق44د نهج44وا نهج الش44ريعة
اإلس44المية ،فيعرف44ون اإليج44ار بأن44ه نوع44ان ،ن44وع ي44رد على من44افع األش44ياء وه44ذا ه44و الن44وع المع44روف ل44دينا في الق44وانين
العربي44ة ،ون44وع ي44رد على األعم44ال فيم44ا يع44رف بإيج44ار األعم44ال (الم44ادة ،1078م44دني فرنس44ي) ،كم44ا أن الق44انون الم44دني
297
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
المص44ري الق44ديم وال44ذي تم إلغ44اؤه بص44دور الق44انون الم44دني الح44الي ع44ام 1948م ،ك44ان يأخ44ذ ب44ذات حكم الم44ادة 1078من
الق44انون الم44دني الفرنس44ي ،حيث قس44م عق44د اإليج44ار في الم44واد من ( 361ح44تى )444إلى ن44وعين وهم44ا إج44ارة األش44ياء،
وإ جارة األشخاص وأرباب الصنائع ،غير أن هذا التقسيم قد تع44رض لالنتق4اد لكون44ه يش44به عم44ل اإلنس44ان بالس44لعة ،كم44ا أن
البعض رأي بأن44ه في44ه إه44دار لكرام44ة اإلنس44ان من خالل معاملت44ه معامل44ة األش44ياء ،و معامل44ة عمل44ه معامل44ة منافعه44ا ،وفيم44ا
يلي نعرض لمفهوم عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ،ثم نعرض ألدلة مشروعيته في الفقه اإلسالمي.
298
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
-ال فرق بين اإلجارة والكراء في المعنى واألحكام :فّر ق بعض الفقه بين اإلج44ارة والك44راء فيك44ون العق4د إج44ارة إذا ك44ان
محل44ه منفع44ة اآلدمي أي عمل44ه وك44ذلك من44افع المنق44والت فيم44ا ع44دا الس44فن والحي44وان بحس44ب تعري44ف ابن عرف44ه ،أم44ا الك44راء
فيطلق على العقد الوارد على منافع ما ال ينقل كاألرض والدور ،وك44ذلك المنق44ول من الس44فن والحي44وان ،وق44د ذهب بعض
الحنفي44ة إلى التمي44يز بين اإلج44ارة والك44راء من حيث أص44ل المن44افع المتحص44ل عليه44ا ،ف44إذا ك44انت المنفع44ة لمن يعق44ل فإنه44ا
إجارة ،أما إذا ك4انت لمن ال يعق4ل فهي ك4راء ،وه4ذا ه4و الغ4الب في الفق4ه ،أم4ا المجلت4ان فق4د اختارت4ا الق4ول ال4ذي ال يف4رق
بين اإلج 44ارة والك 44راء ،وعلى ذل 44ك نص 44ت الم 44ادة ( )404من المجل 44ة العدلي 44ة حيث ج 44اء فيه 44ا" األج 44رة :الك 44راء ،أي ب 44دل
المنفع44ة ،واإليج44ار المك44اراة واالس44تئجار االك44تراء" ،كم44ا أن المجل44ة الش44رعية ق44د س44اوت أيًض ا كم44ا رأين44ا س44ابًقا بين مع44نى
االك44تراء والت44أجير ،وح44تى م44ع تل44ك اآلراء الفقهي44ة ال44تي تم44يز بين اإلج44ارة واالك44تراء ،فهي تفرق44ة في المص44طلحات فق44ط،
وال يترتب على تلك التفرقة أية أحكام متعلقة باإلجارة و الكراء ،ومن ثم فال فرق عند الجمهور بين اإلجارة والكراء.
-اإلج4ارة ن4وع من أن4واع ال4بيوع :ويب4دو أن ذل4ك ق44د ظه4ر بوض44وح من خالل عرض44نا لتعري4ف اإلج4ارة ،وه4ذا م4ا علي4ه
جمه44 4ور الفقه44 4اء ،إذا أنهم يكيف44 4ون اإلج44 4ارة بأنه44 4ا ن44 4وع من أن44 4واع ال44 4بيوع وذل44 4ك ألنه44 4ا تفي44 4د التملي44 4ك لك44 4ل من طرفيه44 4ا،
فالمستأجر تملك منفعة العين المؤجرة ،والمؤجر يتمل4ك األج4رة ،ولتمييزه4ا عن ال4بيع الع4ادي أطل4ق عليه4ا بي4ع ال4ذوات أو
األعيان ،وعلى هذا نصت المادة ( )533من المجلة الشرعية فجاء فيها "اإلجارة نوع من البيع فيشترط لص44حة اإليج44اب
والقبول فيها ما يشترط لهما في البيع" وقد خالف بعض الفقه ما ذهب إليه جمه44ور الفقه44اء ،إذ ي44رون ب44أن اإلج44ارة ليس44ت
بيًع ا ،وذلك ألنه4ا ت4رد على م4ا ال يح4ل بيع4ه ،فهي ت4رد على منفع4ة اآلدمي الح4ر ،وه4و مم4ا ال يج4وز بيع4ه ،كم4ا أنه4ا ت4رد
على منفعة بعض الحيوانات التي يح4رم بيعه4ا ك4الكلب والس4نور ،وغ4ير ذل4ك ،كم4ا أن اإلج4ارة هي مج4رد االنتف4اع بمن4افع
الشيء المؤجر ،وهذه المنفعة لم توجد بعد ،فلو كانت بيًع ا لكانت بيًع ا لمع4دوم (ابن ح4زم ،ج ،)9وبي4ع المع4دوم كم4ا رأين4ا
أثناء دراستنا لعقد البيع بأنه بيع باطل باستثناء بيع السلم عند الجمهور واالستصناع عند األحناف استحساًنا.
299
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
ب .عناص44ر اإليج44ار بن44اء على المفه44وم الق44انوني لعق44د اإليج44ار :يش44مل عق44د اإليج44ار وفًق ا للتعريف44ات ال44واردة بالنص44وص
القانونية عدة عناصر سنكتفي باإلشارة إليها هنا ،وسيتم التطرق لها الحًقا بشيء من التفصيل:
-طرفا العقد :وهما الم4ؤجر والمس4تأجر ،ويق4ع على ع4اتق الم4ؤجر التزاًم ا إيجابًي ا بتمكين المس4تأجر من االنتف4اع ب4العين
المؤجرة ،كما يلتزم المستأجر أيًض ا التزاًم ا إيجابًي ا بدفع األجرة المستحقة.
-الش44يء الم44ؤجر :وه44و "الح44ق الم44الي للم44ؤجر ال44ذي يمكن للمس44تأجر االنتف44اع ب44ه مقاب44ل األج44رة ال44تي يل44تزم به44ا األخ44ير
لألول" (جبر2013 ،م).
-األجرة :وهي المقابل الذي يقوم المستأجر بدفعه إلى المؤجر لقاء انتفاعه بالشيء المؤجر.
-م 44دة اإليج 44ار :وهي الم 44دة المح 44ددة النتف 44اع المس 44تأجر بالش 44يء الم 44ؤجر ،باعتب 44ار أن عق 44د اإليج 44ار من العق 44ود المؤقت 44ة
وليست المؤبدة.
-قول44 4ه تع44 4الى في اآلي44 4ة 26من س44 4ورة القص44 4صَ ( :ق اَلْت ِإْح َد اُهَم ا َي ا َأَبِت اْس َتْأِج ْر ُه ۖ ِإَّن َخْي َر َم ِن اْس َتْأَج ْر َت اْلَق ِو ُّي
اَأْلِم يُن ) ،وقول 44ه تع 44الى على لس 44ان أبوهم 44ا في اآلي 44ة 27من س 44ورة القص 44صَ ( :ق اَل ِإِّني ُأِر ي ُ4د َأْن ُأنِك َح َك ِإْح َد ى اْبَنَتَّي
َّل ِم ِن ِم ِع ِد ِن ِح
َهاَتْي ِن َع َلٰى َأن َتْأُج َر ِني َثَم ا َي َج ٍج ۖ َف ِإْن َأْتَمْم َت َع ْش ًر ا َف ْن نَ 4ك ۖ َو َم ا ُأِر يُ4د َأْن َأُش َّق َع َلْي َك ۚ َس َتِج ُد ي ِإن َش اَء ال ُه َن
300
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
الَّصاِلِح يَن ) ،وفي هذا تصريح برغبة والد الفتاتان في أن يعمل لديه موسى عليه الس44الم أج44يًر ا مقاب44ل زواج44ه من إح44دى
ابنتيه.
-قوله تعالى في اآلية 6من س4ورة الطالقَ ( :ف ِإْن َأْر َض ْعَن َلُك ْم َف آُتوُهَّن ُأُج وَر ُهَّن ۖ ) ،وفي ه4ذه اآلي4ة دالل4ة على ج4واز
إجارة منافع ثدي المرأة لإلرضاع في مقابل أجرة متفق عليها.
َ -عْن ُع َقْي ٍل َ ،قاَل اْبُن ِش َهاٍب َ :فَأْخ َبَر ِني ُع ْر َو ُة ْبُن الُّز َبْي ِر َ ،أَّن َع اِئَش َة َر ِض َي الَّلُه َع ْن َهاَ ،ز ْو َج الَّنِبِّي َص َّلى الَّلُه َع َلْي ِه َو َس َّلَم ،
َق اَلْت َ ( :و اْس َتْأَج َر َر ُس وُل الَّل ِه َص َّلى الَّل ُه َع َلْي ِه َو َس َّلَم َو َأُب و َبْك ٍر َر ُج اًل ِم ْن َبِني ال ِّ4د يِل َهاِد ًي ا ِخ ِّر يًت ا َو ُه َو َع َلى ِد يِن ُك َّف اِر
ُقَر ْي ٍش َ ،فَد َفَعا ِإَلْي ِه َر اِح َلَتْي ِه َم ا َو َو اَع َد اُه َغ اَر َثْو ٍر َبْع َد َثاَل ِث َلَياٍل ِبَر اِح َلَتْي ِه َم ا ُص ْبَح َثاَل ٍث ) (صحيح البخاري).
-عن س44ويد بن قيس ق44ال "َج َلْبُت أن44ا وَم ْخ َر َم ُة العب44دُّي َب ًّز ا من َهَج ٍر فَأَتْي ن44ا ب44ه مكَ4ة فجاءن44ا رس44وُل اِهلل -صَّ4لى اُهلل علي44ه
وآِله وسَّلم -يمشي فساَو َم نا َس َر اويُل فِبْع ناه وَثَّم رجٌل َيِز ُن باألجِر فقال له ِز ْن وَأْر ِج ْح " (رواه الترمذي).
َّلِه
-وفي قصة الرهط الذي أووا إلى الغار للمبيت ،فانحدرت ص44خرة فس4دت ب4اب الغ4ار وج4اء فيه4ا عن َعْب َد ال ْبَن ُع َم َر
َّل َّث ِل ِه َّل َّل ِه َّل َّل ِم َّل ِض
َر َي ال ُه َع ْن ُهَ ،ق اَل َ :س ْع ُت َر ُس وَل ال َص ى ال ُه َع َلْي َو َس َم َ ،يُق وُل َ( :ق اَل ال ا ُث :ال ُهَّم ِإِّني اْس َتْأَج ْر ُت ُأَج َر اَء
َفَأْع َطْي ُتُهْم َأْج َر ُهْم َغْي َر َر ُج ٍل َو اِحٍد َتَر َك اَّلِذ ي َلُه َو َذ َهَب َفَثَّم ْر ُت َأْج َر ُه َح َّتى َكُثَر ْت ِم ْن ُه اَأْلْم َو اُل َ ،فَج اَءِني َبْع َد ِح يٍن َ ،فَق اَل :
َيا َع ْبَد الَّلِه َ ،أِّد ِإَلَّي َأْج ِر يَ ،فُقْلُت َلُه ُ :ك ُّل َم ا َت َر ى ِم ْن َأْج ِر َك ِم َن اِإْل ِب ِل َ ،و اْلَبَق ِر َ ،و اْلَغَنِم َ ،و الَّر ِق يِ4ق َ ،فَق اَل َ :ي ا َعْب َد الَّلِه ،اَل
َتْس َتْهِز ُئ ِبيَ ،فُقْلُت ِ :إِّني اَل َأْس َتْهِز ُئ ِبَك َفَأَخ َذ ُه ُك َّلُهَ ،فاْس َتاَقُه َفَلْم َيْتُر ْك ِم ْن ُه َش ْي ًئا) (ص44حيح مس4لم) وفي ه4ذا الح4ديث إش4ارة
على جواز اإلجارة والحث على دفع األجرة وعدم أكلها بالباطل ،وهذا هو مقصد الشريعة اإلسالمية.
301
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
ولعّل الحكمة التي من أجلها أجازت الشريعة اإلس4المية اإلج4ارة بنوعيه4ا ،أن4ه ليس من المت4اح لك4ل ش4خص أن يتمل4ك م4ا
ي44ود االنتف44اع ب44ه ،كم44ا أن44ه ليس بإمكان44ه أن يق44وم بمص44لحته بمف44رده ،ب44ل كث44يًر ا من األعم44ال يجهله44ا ،ول44ذا فق44د ش44رع اهلل
اإلج44ارة لالس44تعانة بق44درات وخ44برات اآلخ44رين في ح44ال ك44انت اإلج44ارة إج44ارة أعم44ال ،وك44ذلك لالنتف44اع ب44ثروات اآلخ44رين
التي ال طائل للوصول إلى منافعها على نحو مشروع إال عن طريق تقرير حق عليه44ا س44واء ك44ان ه44ذا الح44ق ،ح44ق عي44ني
أو حق شخصي كعقد اإليجار.
302
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
إال عقد رضائي ،يكفي النعقاده مجرد تالقي اإليجاب بالقبول ،غير أنه وفي ح4االت اس4تثنائية نص44ت عليه4ا األنظم4ة في
المملكة اشترط المنظم الشكلية في عقد اإليجار وفيما يلي نعرض لبعض هذه االستثناءات:
الش 44كلية كش 44رط النعق 44اد عق 44د الس 44فن البحري 44ة وفًق ا لنظ 44ام المحكم 44ة التجاري 44ة الص 44ادر ب 44األمر الس 44امي رقم 32 -
وبتاريخ 15/1/1359ه.
نص44ت الم44ادة 241من نظ44ام المحكم44ة التجاري44ة على "ك44ل مقاول44ة يع44بر عنه44ا (بقون44دار ات44و) نول44ون تختص بإيج44ار إح44دى
السفن واستئجارها ينبغي أن تكون خطية" ويبدو أن هذا النص قد حول عقد اإليج44ار الرض44ائي إلى عق44د ش44كلي ،فاش44ترط
النعق4اد عق4د اإليج44ار ال44وارد على الس44فن أن يك44ون مكتوًب ا ،واش44ترط أن ي44بين في الس44ند المكت44وب العدي44د من البيان44ات ال44تي
تض44منها النص الم44ذكور ،وعلى ذل44ك لكي ينعق44د عق44د إيج44ار الس44فينة في المملك44ة فالب44د من ت44وافر أركانه44ا وهي الرض44ا،
والمحل المتمثل في منفعة السفينة ،واألجرة المعبر عنها بمصطلح (نولون) ،والكتابة والتي تعتبر ركًنا في العقد وليس44ت
مجرد وسيلة لإلثبات.
الش44كلية في عق44د إيج44ار الط44ائرة بم44وجب نظ44ام الط44يران الم44دني الس44عودي الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم م44 / -
وبتاريخ 18/7/1426هـ:
فق4د نص4ت الم4ادة الثامن4ة والس4تون من النظ4ام الم4ذكور بخص44وص عق4د ت4أجير الط4ائرة وتعريف4ه بأن4ه "عق4د إيج4ار الط4ائرة
عقد مكتوب يلتزم بمقتضاه المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بطائرته مع هيئ44ة القي44ادة ،أو ب44دونها لرحل44ة أو أك44ثر أو
لعم44ل ج44وي ،أو لم44دة معين44ة وذل44ك بمقاب44ل أج44ر ،وال يعم44ل بعق44د إيج44ار الط44ائرة إال بع44د موافق44ة الهيئ44ة ،و تح44دد الالئح44ة
واجبات مؤجر الطائرة ومستأجرها وشروط التعاقد" ،ومن هذا النص يمكننا القول بأن عقد تأجير الط4ائرات وفًق ا للنظ4ام
السعودي هو عقد شكلي اش4ترط المنظم في4ه أن يك4ون مكتوًب ا ،ولم يكت4ف المنظم بالكتاب4ة العرفي4ة م4ا بين الط4رفين ،وإ نم4ا
اشترط كذلك موافقة الهيئة العامة للطيران على ذلك العقد ،مما يجع4ل الكتاب4ة هن4ا ليس4ت مج4رد كتاب4ة عرفي4ة وإ نم4ا كتاب4ة
رسمية تتطلب تصديق الجهة الرسمية المخولة باإلشراف رسمًي ا على شؤون الطيران في المملكة العربية السعودية.
الش4كلية في ت4أجير العق4ارات لم4دة تزي4د عن خمس س4نوات وفًق ا لنظ4ام التس4جيل العي4ني للعق4ار الص44ادر بالمرس4وم -
الملكي رقم م 6/وبتاريخ 11/2/1423ه.
والشكلية هنا هي شكلية نفاذ وليست شكلية انعقاد ،إذ يشترط المنظم لنفاذ عقد اإليجار الوارد على العقارات في مواجهة
الغ44ير أن يتم تس44جيله في الس44جل العي44ني للعق44ار وفًق ا إلج44راءات التس44جيل العي44ني ال44تي نص عليه44ا النظ44ام الم44ذكور ،فق44د
303
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
نصت المادة السابعة والثالث4ون من نظ4ام التس4جيل العي4ني للعق4ار على "يجب قي4د عق4ود اإليج4ار والس4ندات ال4تي ت4رد على
منفع44ة العق44ار ال44تي تزي44د م44دتها على خمس س44نوات ...وي44ترتب على ع44دم قي44دها أن ه44ذه الحق44وق ال تك44ون ناف44ذة في ح44ق
الغير ،".ويبدو أن المنظم السعودي لم يشأ أن يجعل الشكلية هنا شكلية انعقاد لعدم المشقة على المتعاقدين ،إذ يكفي لنف4اذ
عقد اإليجار الوارد على العقارات مهما طالت مدت44ه مج44رد تالقي اإلرادتين ،فيظ44ل العق4د بينهم44ا عق4د رض44ائي ،ويمكنهم44ا
االحتج44اج به44ذا العق44د في مواجه44ة بعض44هما البعض ،لكنهم44ا ال يملك44ان الح44ق في االحتج44اج ب44ه في مواجه44ة الغ44ير إذا ك44ان
غير مسجل ،وإلعمال هذا الحكم البد من توافر شروط ،وهي أن يك4ون اإليج4ار واردا على عق4ار ،وأن ي4رد على منفع4ة
ه44ذا العق44ار لم44دة تزي44د عن الخمس س44نوات ،ف 44إذا لم يكن مح44ل العق44د منفع44ة العق44ار ،أو ك44انت ك44ذلك ولكن لم44دة تق44ل عن
الخمس سنوات ،فإن العقد برضائيته يكون نافًذ ا بين المتعاقدين ،وفي مواجهة الغير أيًض ا.
الش44كلية في عق44د اإليج44ار التم44ويلي وفًق ا لنظ44ام اإليج44ار التم44ويلي الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم م 48/وبت44اريخ -
13/8/1433ه
نص 44ت الم 44ادة الثالث 44ة من النظ 44ام الم 44ذكور بخص 44وص إب 44رام عق 44د اإليج 44ار التم 44ويلي على "يجب أن يح 44رر عق 44د كت 44ابي أو
إلك44تروني بين الم44ؤجر والمس44تأجر ،يتض44من بيان44ات تتعل44ق بالعاق44دين ،واألص44ل الم44ؤجر وحالت44ه واألج44رة وآج44ال س44دادها،
وم44دة العق44د ،وش44روطه ،ويس44جل الحًق ا في س44جل العق44ود وفًق ا ألحك44ام ه44ذا النظ44ام ويلح44ق بس44جله أي تع44ديل يط44رأ علي44ه"،
ويب44دو أن المنظم الس44عودي اش44ترط النعق44اد العق44د بين الم44ؤجر والمس44تأجر وفًق ا لنظ44ام الت44أجير التم44ويلي ،ليس فق44ط الكتاب44ة
العادي44ة واإللكتروني44ة كم44ا رأين44ا ،وإ نم44ا اش44ترط أيًض ا تحوي44ل ه44ذه الكتاب44ة إلى كتاب44ة رس44مية من خالل تس44جيلها في س44جل
العقود ،كما أن أي تعديل يطرأ على عقد اإليجار التمويلي ،يشترط لصحته أن يتم تسجيله وإ لحاقه بس44جله ك44ذلك ،بي44د أن
األثر المترتب على تخلف تسجيل أصل عقد اإليجار التمويلي يختلف عنه إذا ما تخلف طرفا العقد عن تس44جيل م44ا يط44رأ
علي44ه من ش44روٍط أو تع44ديالت ،حيث يقتص44ر األث44ر في الحال44ة األخ44يرة على ع44دم نف44اذ تل44ك التع44ديالت في مواجه44ة الغ44ير
وهذا ما نصت عليه الفقرة الثالثة من المادة التاسعة عشر حيث جاء فيها " -3ال يجوز االحتجاج في مواجهة الغير بما
يطرأ على العقد من تعديل لشروطه أو تغيير أطرافه إال من تاريخ التأشير على سجله بذلك" .
304
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
المحاضرة الثانية
تابع ثانًيا :خصائص عقد اإليجار وما يميزه عن غيره من العقود
ب .عقد اإليجار من العقود المسماة التي ترد على االنتفاع بالشيء:
وقد نصت المادة ( )593من المجلة الشرعية على هذه الخاصية فج4اء فيه4ا "المن4افع هي المعق4ود عليه4ا في اإلج4ارة فهي
بمنزلة األعيان في البيع فجاز تمليكها ومقابلتها بالعوض" هذه الخاصية بطبيعة الحال تستلزم أن يكون محل اإليجار من
األش44ياء الغ44ير قابل44ة لالس44تهالك (س44عد1998 ،م) ،وق44د اش44ترطت الم44ادة ( )606من المجل44ة الش44رعية ذل44ك فج44اء فيه44ا "ال
تص44ح إج44ارة عين الس44تهالكها أو اس44تهالك بعض44ها ،"...وعلى ذل44ك ال يع44د عق44د إيج44ار م44ا ك44ان محل44ه طعاًم ا س44يأكله ،أو
ش444مًع ا س444يوقده ،أو ثم444اًر ا س444يقطفها ،أو حيواًن ا س444يأخذ لحم444ه ،والعل444ة من ذل 44ك أن 44ه يجب على المس444تأجر إع 44ادة الش444يء
المستأجر على الحالة التي أخذها عليه من المؤجر ،وذلك عند انتهاء العقد بينهما ،وبطبيعة الح44ال لن يتمكن من ذل44ك إن
هو قام باستهالكه باالستعمال.
فهو عقد يرتب التزامات على عاتق كل من طرفيه ،فيلتزم الم44ؤجر بتمكين المس44تأجر من االنتف4اع ب44العين الم44ؤجرة طيل44ة
م4دة العق4د ،وفي المقاب4ل يل4تزم المس4تأجر ب4دفع األج4رة المس4تحقة مقاب4ل حص44وله على تل4ك المنفع4ة ،وس4نعرض اللتزام4ات
كال الطرفين (المؤجر والمستأجر) بشكل مفصل في موضع آخر من هذه الدراسة بمشيئة اهلل تعالى.
305
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
وذل44ك ألن عنص44ر ال44زمن يع44د عنصً4ر ا جوهرًي ا في عق44د اإليج44ار ،حيث يح44ال إلى ال44زمن لتق44دير أداءات المتعاق44دين ،وق44د
نصت المادة ( )560من المجلة الشرعية على ه44ذه الخاص44ية من خالل اش44تراطها أن تك44ون اإلج44ارة لم44دة معلوم44ة ،فج44اء
فيه44ا " للمال44ك أن ي44ؤجر مال44ه م44دة معلوم44ة قص44يرة ك44انت أم طويل44ة بش44رط أال يظن ع44دم الم44أجور في أثنائه44ا ،فل44و أج44ر
أرضه مائة سنة صح ،ولو أجر فرسه أو جمله خمسين سنة لم يصح" ،وسنعالج الم4دة في عق4د اإليج4ار في موض44ع آخ4ر
من هذه الدراسة بالتفصيل إن شاء اهلل.
وق44د بيّن ا في الوح44دة األولى من ه44ذا المق44رر أن م44ا يم44يز عق44د ال44بيع عن عق44د اإليج44ار أن األول من عق44ود التص44رف ال44تي
يترتب عليها خروج المال من الذمة المالية لصاحبه ودخول4ه في ذم4ة أخ4رى ،ويش4ترط ل4ذلك أن يت4وافر في كال الط4رفين
أو أح44دهما أهلي44ة التص44رف ،أم44ا عق44د اإليج44ار فه44و من العق44ود المتعلق44ة ب44إدارة الم44ال وليس التص44رف في44ه ،ول44ذا يكفي أن
تتوافر في المؤجر أهلية اإلدارة فقط ،فيمكن للوص4ي والقيم ومص4في الش4ركات ووكي4ل التفليس4ة وغ4يرهم أن ي4برموا مث4ل
هذه العقود ،ألنهم يملكون أهلية اإلدارة في األموال التي تحت إشرافهم.
رأينا كي4ف أن جمه4ور الفقه4اء في الفق4ه اإلس4المي ذهب4وا إلى اعتب4ار اإليج4ار م4ا ه4و إال ن4وع من أن4واع ال4بيوع ،وه4ذا م4ا
أخذت به مجلة األحكام الشرعية كما رأينا سابًقا ،أما القانون فهو متفق نظاًم ا وفقًها على أن لكٍل من عق44د اإليج44ار وعق44د
ال44بيع أحكاًم ا خاص44ة بكٍ4ل منهم44ا ،غ44ير أن هن44اك بعض الح44االت ال44تي يص44عب معه44ا التمي44يز بين م44ا إذا ك44ان العق44د بيًع ا أم
إيجاًر ا ،وق4د عرضّ4نا في الوح4دة األولى من ه4ذا المق4رر لبعض ه4ذه الح4االت ،ول4ذا فإنن4ا نحي4ل إلى م4ا س4بق دراس4ته في
هذا الشأن ،وسنقتصر في هذا الموضع على دراسة ما يميز عقد اإليج4ار عن غ4يره مم4ا ق44د يختل4ط ب4ه من عق4ود وحق4وق
أخرى.
306
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
ق44د يخل44ط البعض بين اإليج44ار وم44ا ي44ترتب علي44ه من أحك44ام ،وبين بعض الحق44وق العيني44ة األص44لية ال44تي تخ44ول لص44احبها
س44لطة اس44تعمالها فق44ط دون اس44تغاللها أو التص44رف فيه44ا ،ول44ذلك كث44يًر ا م44ا يق44ع اللبس فيم44ا إذا ك44ان ح44ق المنتف44ع ن44ابع من
اإليج44ار ،أم أن44ه ن44ابع من ح44ق عي44ني أص44لي تعل44ق بالش44يء مح44ل االنتف44اع مباش44رة ،ومن ه44ذه الحق44وق ح44ق االنتف44اع وح44ق
االرتفاق ،وحق الحكر ،وجميعه4ا حق4وق نظمته4ا أحك4ام الش4ريعة اإلس4المية بأحك4ام خاص44ة به4ا ولم تخل4ط بينه4ا وبين عق4د
اإليجار وما ينبثق عنه من آثار.
التمييز بين اإليجار وحق االنتفاع :لعّل المعيار الفاص4ل بين اإليج4ار وح4ق االنتف4اع يع4ود إلى طبيع4ة كٍ4ل منهم4ا، -
فاإليج 44ار يمنح المس 44تأجر ح 44ق شخص 44ي متعل 44ق بذم 44ة الم 44ؤجر ،وال يمكن 44ه الحص 44ول علي 44ه دون ت 44دخل الم 44ؤجر،
وتمكين44ه من االنتف44اع ب44ه ،ول44ذلك إذا م44ا تخل44ف الم44ؤجر عن44د تنفي44ذ التزام44ه بتمكين المس44تأجر من االنتف44اع ب44العين
المؤجرة وعمل كافة الصيانات الالزمة لذلك االنتفاع ،فإن للمس44تأجر أن يس44لك كاف44ة الس44بل المتاح44ة وفًق ا للقواع4د
العام44ة للمطالب44ة بدين44ه في ذم44ة الم44ؤجر(أب44و الس44عود1996 ،م) ،أم44ا ح44ق االنتف44اع فه44و ح44ق عي44ني أص44لي ينص44ب
على الشيء مباشرة ،وقد عرفت المادة األولى من نظام التسجيل العيني للعق4ار الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم م
6 /وبتاريخ 1423 /2 /11ه الحق العيني األصلي بأنه "الحق المستقل بذات44ه غ4ير المس44تند إلى ح44ق آخ44ر ي44رد
على استعمال الشيء محل الحق أو استغالله أو التصرف فيه" ،وحق االنتفاع من الحقوق العينية األصلية ال44تي
تق44وم بنفس44ها وال تس44تند في وجوده44ا إلى أي ح44ق آخ44ر ،ول44ذلك يمكن لص44احب ح44ق االنتف44اع الحص44ول على كاف44ة
الس44لطات ال44تي يخوله44ا ل44ه الق44انون بم44وجب ه44ذا الح44ق مباش44رة دون الحاج44ة إلى ت44دخل من أح44د ،ح44تى وال المل44ك
نفسه (سعد1998 ،م) ،وللتفرقة بين حق االنتفاع واإليجار نتائج يمكننا أن نبين أهمها فيما يلي:
النتيجAAة األولى :أن ح 44ق االنتف 44اع ه 44و ح 44ق عي 44ني أص 44لي ي 44ؤدي إلى فص 44ل ملكي 44ة الرقب 44ة عن ملكي 44ة المنفع 44ة على س 44بيل
االستثناء ،ولذلك فهو حق مؤقت متعلق بشخص صاحبه ،ولذلك فهو ينقضي بوفاة صاحب الحق في االنتفاع ،بينم44ا ح44ق
المس 44تأجر ال ينقض 44ي بوفات 44ه وإ نم 44ا ينتق44ل الح 44ق في اإليج 44ار إلى الورث 44ة ،وق 44د ت 44بين ذل 44ك الحكم نظ 44ام تحدي 44د العالق 44ة بين
المؤجر والمستأجر الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم ( )41492وبتاريخ 1392 /29/12ه ،فنصت المادة الثالثة منه
على "إذا توفي المستأجر فيحق لخلفه ممن كان يشاركه السكن البقاء بنفس شروط العق4د في العق4ار الم44ؤجر وك44ذلك يثبت
هذا الحق لمن تنتقل إليه ملكية المحل التجاري بالوراثة أو البيع في حالتي موت المستأجر أو إفالس44ه أو في حال44ة تن44ازل
بعض الشركاء في السجل التجاري لبعضهم".
307
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
النتيجة الثانية :أل44زم المنظم الس44عودي ص44احب ح44ق االنتف44اع دوًم ا بض44رورة تس44جيله في الس44جل العي44ني للعق44ار إلمكاني44ة
االحتج 44اج ب 44ه في مواجه 44ة الغ 44ير( ،الم 44ادة ،36نظ 44ام التس 44جيل العي 44ني رقم م 6 /وبت 44اريخ 1423 /2 /11ه) ،بينم 44ا لم
يشترط ذلك بالنسبة لإليجار وحق المستأجر إال استثناًء كما بيّنا ذلك سابًقا ( المادة ،37نظام التس44جيل العي44ني رقم م6 /
وبت44اريخ 1423 /2 /11ه) ،والعل44ة من التمي44يز بين ح44ق االنتف44اع واإليج44ار في ه44ذا الش44رط ،ه44و أن عق44د اإليج44ار كم44ا
ذكرنا يولد حًقا شخصًي ا يتعلق بالذمة المالية للمؤجر ،ول4ذا إذا ك4انت مدت4ه قص44يرة فال قل4ق في اس4تيفاء الح4ق من ش4خص
الم44ؤجر الحتم44ال حيات44ه خالل الم44دة الزمني44ة القص44يرة لعق44د اإليج44ار ،بينم44ا تظه44ر المش44اكل كلم44ا ط44الت م44دة ذل44ك الح44ق،
ولذلك ومن أجل ضمان الحقوق ألزم المنظم السعودي بضرورة تسجيل عقد اإليجار ذو المدة الطويلة ،أم44ا ح44ق االنتف4اع
فه 44و بطبيعت 44ه ال يتعل 44ق بالذم 44ة المالي 44ة للمال 44ك وإ نم 44ا بالش 44يء ذات 44ه ،ول 44ذلك فه 44و ال يت 44أثر بوف 44اة المال 44ك وانتق 44ال الح 44ق إلى
الورثة ،واشتراط تسجيله فقط من أجل إعالم الغير بوجوده باعتباره من الحقوق التي تثقل العقار.
النتيجة الثالثة :عقد اإليجار من العقود الملزمة للجانبين ولذا فاألجرة تعد عنصًر ا رئيسًي ا فيه ،بل هي ركن من أركانه،
أما أخذ مقابل االنتفاع في حق االنتفاع فهو ليس شرًطا لوج4وده وال لص4حته ،إذ يمكن أن يك4ون ح4ق االنتف4اع بع4وض أو
بدون (طلبة1999 ،م).
التمي 44يز بين اإليج 44ار وح 44ق الحك 44ر :يع 44رف ح 44ق الحك 44ر بأن 44ه "ح 44ق عي 44ني أص 44لي يعطي للمحتك 44ر س 44لطة مباش 44رة -
لالنتف4اع ب44أرض فض44اء موقوف44ة يخ44ول ل44ه تعميره44ا بالبن44اء عليه44ا أو استص44الحها ب44الغراس فيه44ا" (س44عد1998 ،م،
ص ،)20ويختل44ف ح44ق الحك44ر عن اإليج44ار في أن ه44ذا األخ44ير يتعل44ق بمنفع44ة ش44يء ال يمكن للمس44تأجر الوص44ول
إليه44ا دون ت44دخل الم44ؤجر وتمكين44ه من ذل44ك ،أم44ا ح44ق الحك44ر فه44و ش44أنه ش44أن ح44ق االنتف44اع ينص44ب مباش44رة على
الش44 4يء باعتب44 4اره حًق ا عينًي ا أص44 4لًيا ال يحت44 4اج إلى ح44 4ق آخ44 4ر يس44 4نده ،وتختل44 4ف س44 4لطات المحتك44 4ر عن س44 4لطات
المستأجر ،إذ يجوز للمحتكر أن يتصرف في حقه في الحك4ر كم4ا يش4اء ،فل4ه أن يبيع4ه أو يهب4ه أو أن يق4رر علي4ه
حق انتفاع ،أما المستأجر فال يمكنه التصرف بحقه في اإليجار ،بل ال يمكنه ت44أجير الش44يء الم44ؤجر من الب44اطن،
وهذا ما نص44ت علي4ه الم4ادة الثاني4ة من نظ4ام تحدي4د العالق4ة بين المال4ك والمس4تأجر الص44ادر بم4وجب ق44رار مجلس
308
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
ال4وزراء رقم 19وبت4اريخ 14/1/1394ه ،فج4اء فيه4ا "ال يج4وز للمس4تأجر التن4ازل بغ4ير رض44ا المال4ك عن عق4د
اإليجار أو التأجير من الباطن وفى حالة مخالفته يحق للمؤجر أن يطلب إخالء العقار ويستثني من ذلك:
أ .يج 44وز للمس 44تأجر التن 44ازل عن ب 44اقي م 44دة العق 44د لمس 44تأجر آخ 44ر ويح 44ق للم 44ؤجر عن 44د انقض 44اء الم 44دة طلب إخالئه 44ا من
المستأجر األخير.
ب .يجوز للمستأجر التأجير من الباطن على القادمين بغرض الحج أو العمرة في مكة أو المدينة.
التمي44يز بين اإليج44ار وح44ق االرتف44اق :يع44رف ح44ق االرتف44اق بأن44ه "ح44ق عي44ني أص44لي يحُ4د من منفع44ة عق44ار لمنفع44ة -
عق44اٍر آخ44ر" (أب44و الس44عود1999 ،م ،ص ،)95وق44د يختل44ط عق44د اإليج44ار بح44ق االرتف44اق ،ول44ذلك ف44رق الفق44ه بينهم44ا
متخذين معيار محل الحق ،فإذا كان الحق قد تقرر لمصلحة العقار كان الحق ارتفاقا ،أما إذا ك44ان الح44ق لم يمنح
لمص 44لحة العق44ار فيع44د هن44ا حًق ا شخص ً4يا متعل44ق بذم44ة ص 44احب العق44ار المنتف44ع ب44ه ،ومث44ال ذل44ك إذا منحت ش44ركة
للسكك الحديدية شركة قطارات خاص4ة الح4ق في الم4رور ع4بر س4ككها في مقاب4ل معين ،فالعق4د هن4ا إيج4اًر ا وليس
ارتفاقا ،كذلك يعد إيجاًر ا ال ارتفاًق ا قي4ام مال4ك األرض بالس4ماح ألح4د األش4خاص الم4رور من أرض4ه اختص4اًر ا
للطريق ،أما لو كان قد سمح له بالمرور من أرضه نتيجة وجود أرضه على الطريق الع44ام وليس لص44احب ح44ق
المرور من سبيل سوى المرور من هذه األرض فالحق هنا ارتفاق وليس إيجار.
قدمّن ا فيما سبق أن هناك حاالت تدق فيها التفرقة بين عقد اإليجار وبعض العقود المشابهة له ،وكثيًر ا م4ا يق4ع الخل4ط بين
عقد اإليجار والعقود التي يترتب عليها نقل حيازة الشيء من يد ص44احبه إلى ش44خص آخ44ر ،فعق4د الوديع44ة وعق4د العاري44ة،
و المقاولة ،وك4ذلك عق4د الش4ركة ،والوكال4ة ،باإلض4افة لعق4د ال4بيع ،تع4د من أك4ثر العق4ود ال4تي ت4دق التفرق4ة بينه4ا وبين عق4د
اإليجار ،ولكوننا عرضنا سابًقا للتمييز بين عقد اإليجار وعقد البيع ،فإننا سنكتفي هنا ب4العرض للتمي4يز بين عق4د اإليج4ار
وباقي العقود التي تدق التفرقة بينه وبينها.
309
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
التمي44يز بين عق44د اإليج44ار وعق44د العاري44ة :ع44رفت الم44ادة ( )1278من المجل44ة الش44رعية العاري44ة بأنه44ا "هي إباح44ة -
منفعة العين بال عوض ويطلق عليها العارية أيًض ا فإن وقتت بزمن فهي مؤقت4ة ،أو قي4دت بش4رط أو قي4د فمقي4دة،
وإ ال فمطلقة" ،ولذلك فالفرق بين عقد العارية وعقد اإليجار ه44و أن األخ44ير ال يك44ون إال بمقاب44ل ،أم44ا عق4د العاري44ة
فهو بحسب األصل بال مقابل كما يظهر من تعريف المجلة الشرعية له ،بيد أنه وفي بعض األحيان تدق التفرقة
بين عقد اإليجار وعقد العارية ،ومن هذه الح4االت أن ي4بيع أح4دهم أرض44ه آلخ4ر على أن يس4مح ل4ه بالص44يد فيه4ا،
فيث44ور التس44اؤل عم44ا إذا ك44ان تخويل44ه ه44ذا الح44ق س44يكون على س44بيل العاري44ة أم اإليج44ار (أب44و الس44عود1999 ،م)،
والواقع أن أساس التفرق44ة بين اإليج4ار والعاري4ة كم4ا ق44دمّنا ه4و وج4ود المقاب4ل من عدم4ه ،ويرج4ع في تقري4ر ذل4ك
إلى إرادة المتعاق4دين ،وفي المث4ال ال4ذي ض4ربناه ،ينظ4ر إلى قص4د المتعاق4دين في عق4د ال4بيع ،ف4إذا ك4انت إرادتهم4ا
اتجهت إلى تقرير ذلك الحق للمشتري دون مقابل فالعقد عارية ،أما إن ك4ان بمقاب4ل فالعق4د إيج4ار ،ويتوق4ف على
تحديد طبيعة العقد هنا تقرير من سيلتزم بنفقات الصيانة ،فإذا كان العقد عارية ف44الملتزم ه44و الب44ائع وال تق44ع على
عاتق المشتري ،أما إن كان إيجار فنفقات الصيانة س4تقع على المش4تري ،وعلى الب4ائع ب4ذل عناي4ة الرج4ل المعت4اد
في الحفاظ على األرض.
310
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
المحاضرة الثالثة
تابع ثانًيا :خصائص عقد اإليجار وما يميزه عن غيره من العقود
التمييز بين عقد اإليجار والوديعة :عرفت المادة ( )1317من المجلة الشرعية اإلي44داع بأن44ه " توكي44ل رب الم44ال -
غيره في حفظه بال عوض" ،كما عرفت المادة ( )1318االس44تيداع بأن44ه " ه44و قب44ول الوكال44ة في حف4ظ م44ال الغ44ير
بال ع 44وض" ،ويختل 44ف عق 44د اإليج 44ار عن عق 44د الوديع 44ة في أن الم 44ودع لدي 44ه في عق 44د الوديع 44ة يل 44تزم إلى الم 44ودع
بمجرد طلبها ،ما لم ينص العقد على أن األج4ل مض4روب لمص4لحة الم4ودع لدي4ه(أب4و الس4عود1999 ،م) ،كم4ا أن
للم44ودع لدي44ه أن يل44زم الم44ودع ب44أن يس44تلم الوديع44ة في أي وقت م44ا لم يت44بين من العق44د أن األج44ل مض44روب لص44الح
المودع (الم4ادة ،722الق4انون الم4دني المص4ري) ،وعلى خالف ذل4ك ال يل4تزم المس4تأجر ب4رد العين الم4ؤجرة إلى
المؤجر بمجرد طلبها ،وإ نما له أن ينتظر حتى نهاية عقد اإليج44ار ،كم44ا يختل44ف عق4د الوديع44ة عن اإليج44ار في أن
الغاية المقصودة من العقد األول هي حفظ المال المودع ،بينما في الثاني هو االنتفاع بالشيء المؤجر.
التمييز بين عقد اإليجار وعقد المقاولة :المقاول44ة هي "عق44د يل44تزم بمقتض44اه أح44د المتعاق44دين ب44أن يص44نع ش44يًئا أو -
ي44ؤدي عماًل لق44اء أج44ر يتعه44د ب44ه المتعاق44د اآلخ44ر(الم44ادة ،646الق44انون الم44دني المص44ري) ،والمقاول44ة ش44ديدة الش44به
باإليج44ار ،وال أدل على ذل44ك من أن الم44ادة 241من نظ44ام المحكم44ة التجاري44ة في المملك44ة ق 44د اس44تخدم مص 44طلح
المقاول44ة للدالل44ة على إج44ارة الس44فن ،غ44ير أن الفاص44ل بين المقاول44ة واإليج44ار ه44و أن الغاي44ة من المقاول44ة ه44و أن
يستفيد أحد المتعاقدين من عم4ل الش4خص اآلخ4ر ،بينم4ا في اإليج4ار نج4د أن المس4تأجر يس4تفيد من االنتف4اع بش4يء
معين(س 44عد1998 ،م) ،غ 44ير أن 44ه كث 44يًر ا م 44ا ت 44دق التفرق 44ة بين عق 44د المقاول 44ة وعق 44د اإليج 44ار لش 44دة اقترابهم 44ا من
بعضهما البعض ،خاصة عندما تجتمع عناصر ك4ل من العق4دين ،وذل4ك ب4أن يس4تفيد أح4د المتعاق4دين بعم4ل اآلخ4ر،
ومن ش4يء ممل4وك ل4ه أيًض ا ،ويظه4ر ذل4ك جلًي ا في عق4ود االش4تراك في خ4دمات االش4تراك في ش4ركات الكهرب4اء
والم 44اء ،حيث تق 44وم الش 44ركة بتق 44ديم خ 44دماتها للمش 44تركين ،وفي ذات ال 44وقت تض 44ع ع 44داد المي 44اه والكهرب 44اء تحت
تص44رفهم كي ينتفع44وا ب44ه ،وق44د ذهب بعض الفق44ه إلى أن العق44د هن44ا عق44د مختل44ط ،بينم44ا ذهب الغ44الب إلى أن العق44د
األساس4ي في4ه ه4و المقاول4ة ،ومن ثم تطب4ق أحك4ام المقاول4ة ،ويظ4ل الفاص4ل بين اعتب4اره إيج4اًر ا أو مقاول4ة ب4العودة
إلى ما قصدا إليه المتعاقدان ،ويقاس على ه44ذا المث44ال أمثل44ة كث44يرة مس44تقاة من الحي44اة العملي44ة ،ومن ذل44ك اس44تئجار
311
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
مقع 44د في مس 44رح ،وك 44ذلك ش 44ركات الحج والعم 44رة ال 44تي ت 44وفر الس 44كن للحج 44اج والعم 44رة ،كم 44ا ت 44بين لهم خ 44دماتها
المتعلقة بالحج والعمرة من طعام وشراب وخدمات فندقية وتأمين المواصالت الخ.
التميAAيز بين عقAAد اإليجAAار وعقAAد العمAAل :نص 44ت الفق 44رة األولى من الم 44ادة الخامس 44ة من نظ 44ام العم 44ل والعم 44ال -
الس44عودي الص44ادر بالمرس44وم الملكي م 51 /وبت44اريخ 1426 /8 /23ه على " -1ك44ل عق44د يل44تزم بمقتض44اه أي
ش4خص بالعم4ل لمص44لحة ص44احب عم4ل وتحت إدارت4ه أو إش4رافه مقاب4ل أج4ر" ،وق44د ذكرن4ا س4ابًقا إلى أن الش4ريعة
اإلسالمية وسعت من نطاق عقد اإليجار ليشمل إجارة المنافع وإ جارة العمل ،أم44ا الق4انون الوض44عي فق4د م44يّز بين
عقد اإليجار وعقد العمل من حيث محلهما كما أسلفنا ،فالغاية من عقد العمل هي االنتفاع بعم4ل ش4خص م4ا على
أن يتم ذل44ك العم44ل تحت إدارة رب العم44ل وإ ش44رافه (س44عد1998 ،م) ،ومع44نى ذل44ك أن العالق44ة بين العام44ل ورب
العمل هي عالقة تبعية ،على خالف عقد اإليجار والذي ال توجد فيه عالقة تبعية بين المس44تأجر والم44ؤجر ،وم44ع
ذل44ك فق44د ت44دق التفرق44ة بين عق44د العم44ل وعق44د اإليج44ار في بعض األحي44ان ،ومن األمثل44ة المنتش44رة في المملك44ة على
دق44ة التفرق44ة بين عق44د اإليج44ار وعق44د المقاول44ة ،قي44ام ش44ركات الس44يارات بتس44ليم س44يارة خاص44ة به44ا لس44ائق ،على أن
يعمل على الس4يارة ويحتف4ظ بعائ4دها لنفس4ه في مقاب4ل تس4ليم الش4ركة مبل4غ متف4ق علي4ه يش4كل نس4بة من ه4ذا العائ4د،
فيث44ور التس44اؤل عم44ا إذا ك44ان العق44د الم44برم بين الش44ركة والس44ائق ه44ل ه44و عق44د إيج44ار لمنفع44ة الس44يارة مقاب44ل أج44رة
معين44ة تتمث44ل في النس44بة ال44تي تحص44ل عليه44ا الش44ركة ،أم أن44ه عق44د عم44ل ويك44ون أج44ر الس44ائق مق44دار م44ا يأخ44ذه من
عائ44د الس44يارة بع44د خص44م نس44بة الش44ركة ،وي44رى الفق44ه في تحلي44ل ه44ذه العالق44ة أن المعي44ار الفاص44ل هن44ا ه44و عالق44ة
التبعية ،فلو كان السائق تابًع ا للشركة ويعم4ل تحت إمرته4ا وينف4ذ تعليماته4ا فالعق4د عق4د عم4ل ،أم4ا إذا ك4ان ال يتب4ع
للشركة وال يعمل تحت إشرافها وإ نما بشكل مستقل فالعقد إيجار.
التمييز بين عقد اإليجار واإليجار التمويلي :عق44د اإليج44ار التم44ويلي كم44ا عرفت44ه الم44ادة الثاني44ة من نظ44ام اإليج44ار -
التم 44ويلي الس 44عودي الص 44ادر بالمرس 44وم الملكي رقم :م 48 /وبت 44اريخ 1433 /8 / 13ه ه 44و " ك 44ل عق 44د يق 44وم
المؤجر فيه بإيجار أصول ثابتة أو منقولة ،أو منافع أو خدمات أو حقوق معنوية بصفته مالًك ا له44ا ،أو لمنفعته44ا،
أو ق44ادًر ا على تملكه44ا ،أو ق44ادًر ا على إقامته44ا ،وذل44ك إذا ك44ان حص44ول الم44ؤجر عليه44ا ألج44ل تأجيره44ا على الغ44ير
على س 44بيل االح 44تراف" ،فعق 44د اإليج 44ار التم 44ويلي يمث 44ل عق 44د إيج 44ار لض 44مان ائتم 44ان معين ،ب 44أن الش 44ركة الم 44ؤجرة
تسترد القرض الذي منحته للمستأجر االئتماني من خالل أقساط يدفعها مقابل استعماله الشيء مع خي44ار بالش44راء
312
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
للمستأجر في نهاية العقد ،ومن ثم فللمس4تأجر االئتم4اني في نهاي4ة عق4د اإليج4ار التم4ويلي الخي4ار بين رد األص4ول
المستأجرة ،أو تمل4ك األص4ول أو األش4ياء مح4ل اإليج4ار وه4ذا م4ا نص4ت علي4ه الفق4رة الثاني4ة من الم4ادة الثاني4ة من
نظ44ام اإليج44ار التم44ويلي المش44ار إلي44ه ،فج44اء فيه44ا "دون إخالل بأحك44ام تمل44ك العق44ار لغ44ير الس44عوديين ،يج44وز انتق44ال
ملكية األصول المؤجرة للمستأجر وفًقا ألحكام العقد ،إما بشرط يعلق التملك على سداد دفعات العق4د ،أو س44دادها
م44ع مبل44غ مح44دد ،أو بوع44د ب44البيع بثمٍن رم44زي ،أو بثمٍن يتف44ق علي44ه في العق44د ،أو بقيم44ة األص44ل وقت إب44رام عق44د
البيع أو بالهبة".
فعق 44د اإليج 44ار التم 44ويلي لم ينش 44أ من أج 44ل إنش 44اء ح 44ق شخص 44ي للمس 44تأجر يتمث 44ل في ال 44تزام الم 44ؤجر بتمكين 44ه من االنتف 44اع
بالشيء المؤجر ،وإ نما الغرض األساسي منه هو نقل ملكية تلك األصول إلى المس4تأجر م4ع نهاي4ة عق4د اإليج4ار كم4ا تق4دم
معنا في نص الفقرة الثانية من المادة الثانية من نظام اإليجار التم4ويلي ،ول4ذا ي4ذهب الفق4ه إلى أن عق4د اإليج4ار التم4ويلي،
ال يعتبر عقد إيجار حتى في تلك الفترة التي يكيف على أنه عقد إيجار ،وإ نما هو عقد آخر متميز عن عق44د اإليج44ار ول44ه
مج44ال وأحك44ام مختلف44ة عن مج44ال وأحك44ام عق44د اإليج44ار(س44عد1998 ،م) ،كم44ا أن عق44د اإليج44ار الع44ادي يول44د حًق ا شخصً4يا
يتعلق بالذمة المالية للمؤجر يلتزم بمقتضاها بتمكين المستأجر من االنتفاع بالعين الم4ؤجرة ،على أن يق4وم المس4تأجر ب4رد
تل44ك العين بمج44رد انته44اء عق44د اإليج44ار ألي س44بب من أس44باب االنقض44اء ،م44ا لم يط44الب بتملك44ه ،فيك44ون العق44د هن44ا عق44د بي44ع
جدي 44د مس 44تقل تماًم ا عن عق 44د اإليج 44ار األول ،بينم 44ا في عق 44د اإليج 44ار التم 44ويلي فإن 44ه يمكن أن يك 44ون بذات 44ه عق 44د لتملي 44ك
المستأجر األص4ول الم4ؤجرة وذل4ك من خالل إعط4اء العق4د أح4د التوص4يفات القانوني4ة ال4تي نص4ت عليه4ا الفق4رة الثاني4ة من
الم44ادة الثاني44ة من نظ44ام اإليج44ار التم44ويلي س44الفة ال44ذكر ،كتعلي44ق انتق44ال الملكي44ة في العق44د للمس44تأجر على ش44رط س44داد كاف44ة
األقساط ،أو بشرط س4دادها م4ع مبل4غ معين ،أو وع4د ب4البيع ،وج4دير ذك4ره هن4ا أن عق4د اإليج4ار التم4ويلي ظه4ر كعق4د غ4ير
مسمى ذو طبيعة خاصة ،ثم بعد ذلك خصه واضعو القانون باسم معين ،وخصه بنظ4ام ق44انوني خ4اص ب4ه ،وه4ذا م4ا فعل4ه
المنظم السعودي كما أسلفنا.
313
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
ب .تط 44بيق أحك 44ام م 44ذهب اإلم 44ام أحم 44د بن حنب 44ل وذل 44ك اس 44تناًد ا إلى ق 44رار الهيئ 44ة القض 44ائية رقم ( )3وبت 44اريخ /1 /17
1347ه والمق 44ترن بالتص 44ديق الع 44الي بالت 44اريخ 1347 /3 /24ه :حيث ج 44اء في نص الق 44رار " أ -أن يك 44ون مج 44رى
القضاء في جميع المحاكم منطبًقا على المفتى به من م4ذهب اإلم4ام أحم4د ابن حنب4ل نظً4ر ا لس4هولة مرجعي4ة كتب4ه ،وال4تزام
المؤلفين على مذهبه ذكر األدلة إثر مسائله ،ب -إذا صار جريان المحاكم الشرعية على التطبيق المفتى ب44ه في الم44ذهب
الم44ذكور ،ووج44د القض44اة في تطبيقه44ا على مس44ألة مش44قة ومخالف44ة لمص44لحة العم44وم يج44رى النظ44ر والبحث فيه44ا من ب44اقي
المذاهب بما تقتضيه المصلحة ،ويقرر السير فيها على ذلك المذهب مراعاة لما ذكر "...وقد اخت44ار الق44رار كت44ابي "ش44رح
المنتهى" "شرح اإلقناع" العتماد المح4اكم عليهم4ا في الس4ير على م4ذهب اإلم4ام أحم4د بن حنب4ل ،وعلي4ه يمكن الق4ول ب4أن
االستعانة بقواعد ونصوص مجلة األحكام الشرعية لمعالجة عقد اإليجار وأحكامه هو اختيار صائب ،لكونها مستمدة من
المذهب المعتمد في المملكة ،باإلضافة إلى أنها تصلح ألن تكون بمثابة نظام للمعامالت المدنية مقنن في المملكة.
ج .تط 44بيق القواع 44د القانوني 44ة الص 44ادرة عن الس 44لطة المختص 44ة في المملك 44ة بحس 44ب نص الم 44ادة 67من النظ 44ام األساس 44ي
للحكم المشار إليه سابًقا :صدرت في المملكة العديد من األنظمة والق44رارات المنظم44ة لعق44د اإليج44ار والعالق44ة بين الم44ؤجر
والمستأجر ،وفيما يلي نعرض لبعض هذه األنظمة ونبذة عن مالمحها:
314
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
.1نظ44ام اإليج44ار التم44ويلي الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم م 48 /وبت44اريخ 1433 /8 /13ه :وتب44دو مالمح ه44ذا النظ44ام
في أن 44ه ينظم العالق 44ة بين الم 44ؤجر وال 44ذي يجب أن يك 44ون محترًف ا ،وبين المس 44تأجر ،وذل 44ك بع 44د أن يواف 44ق الم 44ؤجر على
ش44 4راء أص44 4ل الس44 4لعة المرغ444وب فيه44 4ا ثم تأجيره44 4ا للمس44 4تأجر ،وفي44 4ه يل44 4تزم المس44 4تأجر أن يق 44وم بنفس44 4ه بمراجع44 4ة ش44 4روط
ومواص 44فات الس 44لعة أو األص 44ل عن 44د اس 44تالمه من الم 44ورد ،كم 44ا يقب 44ل أن يتس 44لمه لص 44الح الم 44ؤجر أو نياب 44ة عن 44ه ،وفي 44ه ال
يضمن المؤجر للمستأجر سالمة األصل وخل4وه من العي4وب ،وفي المقاب4ل يك4ون للم4ؤجر أن يرج4ع على الم4ورد بض44مان
سالمة األصل وخلوه من العيوب ،وذلك ألن العالقة العقدية قائمة من األصل بينهما ،وال عالق44ة بين الم44ورد والمس44تأجر
هنا ،كما أن النظام يفرض على المستأجر دفع مقابل المنفعة التي يحصل عليه44ا بش44كل منظم ودوري ،م44ع االل4تزام بكاف44ة
شروط عقد التأجير ،ويقع عليه التزام بالمحافظة على األصل الم4ؤجر ،م4ع إق44رار المس4تأجر ب4أن األص44ل (الس4لعة) خالل
ف44ترة الت44أجير ليس44ت مملوك44ة ل44ه وإ نم44ا مملوك44ة للم44ؤجر ،ومن ثم علي44ه أال يتص44رف فيه44ا إال بموافق44ة الم44ؤجر ،وللم44ؤجر
الح44ق في مقاض44اة المس44تأجر في ح44ال إخالل44ه بش44روط عق44د اإليج44ار التم44ويلي ،كم44ا يجب أن ينص عق44د اإليج44ار التم44ويلي
على خي4ار ش4راء المس4تأجر لألص44ل الم4ؤجر ،وه4ذا ه4و الطري4ق ال4ذي اخت4اره المنظم الس4عودي في ه4ذا النظ4ام للمس4تأجر
بحس44ب م44ا ج44اء في نص الفق4رة الثاني44ة من الم44ادة الثاني44ة من44ه ،وال44تي س44بق بيانه44ا ،كم44ا يح44دد النظ44ام الح44االت ال44تي ي44ترتب
عليه44ا انفس44اخ عق44د اإليج44ار التم44ويلي ،ومنه44ا هالك األص44ل الم44ؤجر هالًك ا كلًي ا ،أو هالًك ا جزئًي ا ولم يقم الم44ؤجر بتس44ليم
المستأجر بدياًل عنه أو إصالحه ،كما يجوز أن يتفق طرفا العقد على فس44خ العق44د في ح44ال إخالل أح44دهما بتنفي44ذ التزام44ه،
ويظهر هذا النظام أن عقد اإليجار التمويلي هو عقد مكتوب ويجب أن يسجل في سجل العقود.
.2ق 44رار تحدي 44د العالق 44ة بين المال 44ك والمس 44تأجر والص 44ادر بم 44وجب ق 44رار مجلس ال 44وزراء رقم 19وبت 44اريخ / 1 /14
1394ه ،وق 44د تض 44من ه 44ذا الق 44رار مجموع 44ة من التعليم 44ات ال 44تي يجب أن تتب 44ع بع 44د إب 44رام عق 44د اإليج 44ار ،فتض 44منت أهم
االلتزام4ات الواقع4ة على ع4اتق المس4تأجر والمتعلق4ة ب4التزام المس4تأجر بع4د الت4أجير من الب4اطن إال في ظ4ل ض4وابط وقي4ود
تض44منتها تل44ك التعليم44ات ،كم44ا اش44تملت على الح44االت ال44تي ينتهي به44ا عق44د اإليج44ار ،والنص على ض44وابط تل44ك الح44االت
أيًض ا ،ولم تعن هذه التعليمات بتعريف عقد اإليج44ار ،أو النص على أركان44ه ،والتزام44ات أطراف44ه ،ويب44دو أن الق4رار اكتفى
بما ورد فيه محياًل إلى أحكام الشريعة اإلسالمية فيما يتعلق بانعقاد عقد اإليجار وأركانه وشروطه وآثاره.
.3نظ4ام اس4تئجار الدول4ة للعق4ار وإ خالئ4ه الص4ادر بالمرس4وم الملكي رقم م 61 /وبت4اريخ 1427 /9 /18ه :ه4ذا النظ4ام
نظم العالق 44ة العقدي 44ة بين الدول 44ة بص 44فتها ص 44احبة الس 44يادة ،وبين األف 44راد ال 44ذين يملك 44ون وح 44دات عقاري 44ة ويرغب 44ون في
تأجيرها ،وهو نظام يفرض على الدولة عدم اللجوء إلى تأجير العقارات إال إذا ك4ان هن4اك حاج4ة ماس4ة إلى ذل4ك ،ول4ذلك
لم تعت444بر الم444ادة الثاني444ة من ه444ذا النظ444ام أن إس444كان منس444وبي الجه444ة الحكومي 44ة من الحاج 44ات الماس 44ة ال444تي ت444برر للدول444ة
315
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
االس44تئجار بم44وجب ه44ذا النظ44ام ،كم44ا اش44ترطت الم44ادة الثالث44ة من44ه ع44دة ش44روط في العق44ار المس44تأجر وعلى رأس44ها وج44ود
الصك الشرعي الذي يثبت ملكية الم4ؤجر لعق4اره ،واش4تراط أال يك4ون الم4ؤجر أح4د منس4وبي الجه4ة المس4تأجرة ،كم4ا أل4زم
هذا النظام الجهة الحكومية الراغب4ة في االس4تئجار أن تعلن في ص44حيفتين يومي4تين م4رتين على األق44ل خالل خمس4ة عش4ر
يوًم ا تعلن فيه عن رغبتها في استئجار عقار مع ذكر جميع مواصفات العقار ،كما ألزم النظام الجهة الحكومية بأال تزيد
م44دة اإليج44ار عن ثالث س44نوات ،على أن ينص في العق44د على تجدي44ده تلقائًي ا م44ا لم يبل44غ أح44د الط44رفين اآلخ44ر برغبت44ه في
إنهاء العقد ،ويجوز أن يشترط في العق4د أن للدول4ة تمدي4د العق4د لم4دة جدي4دة ال تزي4د عن ثالث س4نوات دون ش4رط موافق4ة
الم4ؤجر ،كم4ا بين النظ4ام الح4االت ال4تي تك4ون فيه4ا الجه4ة الحكومي4ة مس4ؤولة عن تع4ويض الم4ؤجر عن األض4رار الناتج4ة
عن االس44تعمال الع44ادي للعق44ار ،ون44ود التنوي44ه هن44ا إلى أن العق44د الم44برم بين الدول44ة ممثل44ة في الجه44ة الحكومي44ة المس44تأجرة
وبين المؤجر وهو شخص عادي ،يعد عقًد ا إدارًي ا ،وذلك ألنه مبرم من قبل الدولة بصفتها الرسمية ،ول44ذا يختص دي44وان
المظ44الم في المملك44ة بكاف44ة المنازع44ات المتعلق44ة ب44ه وه44ذا م44ا نص44ت علي44ه الم44ادة الس44ابعة عش44ر من44ه ،ولم44ا ك44انت دراس44تنا
تختص بدارس44ة أحك44ام العق4ود المدني44ة ،ف44إن ه44ذا النظ44ام يخ44رج عن نطاقه44ا ،وإ ن ك44ان لن44ا أن نس44تعين ببعض قواع4ده لبي44ان
أحكام بعض المسائل التي ليس لها حكم.
316
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
مصطلحات الوحدة:
اإلجارة في الفقه اإلسالمي :اإلجارة واإليجار والمكاراة بمعنى واحد وهو عق4د تملي4ك المنفع4ة المباح4ة المعلوم4ة
بقدر معلوم.
عقد اإليجAار قانوًن ا :عق44د يل44تزم الم44ؤجر بمقتض44اه أن يمكن المس44تأجر من االنتف44اع بش44يء معين م44دة معين44ة لق44اء
أجر معلوم.
عقد إيجار السفينة :كل مقاولة يعبر عنها (بقون4دار ات4و) نول4ون تختص بإيج4ار إح4دى الس4فن واس4تئجارها ينبغي
أن تكون خطية.
المعقAAود عليAAه في عقAAد اإليجAAار :المن 44افع هي المعق 44ود عليه 44ا في اإلج 44ارة فهي بمنزل 44ة األعي 44ان في ال 44بيع فج 44از
تمليكها ومقابلتها بالعوض.
الحق العيني األصلي :الحق المستقل بذات4ه غ4ير المس4تند إلى ح4ق آخ4ر ي4رد على اس4تعمال الش4يء مح4ل الح4ق أو
استغالله أو التصرف فيه
حAAق االنتفAAاع :ه44و ح44ق عي44ني أص44لي متف44رع عن ح44ق الملكي44ة يخ44ول للمنتف44ع اس44تعمال واس44تغالل عق44ار الغ44ير،
وينقضي بموت المنتفع.
حق الحكر :ح44ق عي44ني أص44لي يعطي للمحتك44ر س44لطة مباش44رة لالنتف44اع ب44أرض فض44اء موقوف44ة يخ44ول ل44ه تعميره44ا
بالبناء عليها أو استصالحها بالغراس فيها
حق االرتفاق :حق عيني أصلي يحُد من منفعة عقار لمنفعة عقاٍر آخر.
العارية :هي إباح44ة منفع44ة العين بال ع44وض ويطل44ق عليه44ا العاري44ة أيًض ا ف44إن وقتت ب44زمن فهي مؤقت44ة ،أو قي44دت
بشرط أو قيد فمقيدة ،وإ ال فمطلقة.
اإليداع :توكيل رب المال غيره في حفظه بال عوض
عقد العمل :ك44ل عق44د يل44تزم بمقتض44اه أي ش44خص بالعم44ل لمص44لحة ص44احب عم44ل وتحت إدارت44ه أو إش44رافه مقاب44ل
أجر.
317
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
اإليجAAار التمAAويلي :ك 44ل عق44د يق44وم الم 44ؤجر في 44ه بإيج 44ار أص 44ول ثابت 44ة أو منقول 44ة ،أو من 44افع أو خ 44دمات أو حق44وق
معنوي 44ة بص 44فته مالًك ا له 44ا ،أو لمنفعته 44ا ،أو ق 44ادًر ا على تملكه 44ا ،أو ق 44ادًر ا على إقامته 44ا ،وذل 44ك إذا ك 44ان حص 44ول
المؤجر عليها ألجل تأجيرها على الغير على سبيل االحتراف.
أنشطة الوحدة:
مقال:
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِقه على زمالئك.
318
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
حالة دراسية:
الحالة:
أبرم زيد مع عمرو عقد إيجار بحيث يقوم زيد بتمكين عمرو من االنتفاع ببيته الواقع في مدينة حريمالء ،وقد تم االتفاق
على أن تكون مدة اإليجار خمس سنوات ،وبناًء عليه تم تسليم البيت في الموعد المتفق عليه ،وانتقل عمرو وأسرته
للعيش فيه ،بعد مرور سنة على اإليجار فوجئ عمرو بأن زيد قد قام ببيع البيت إلى فيصل ،والذي بدوره طلب من
عمرو إخالء البيت خالل مهلة ال تتجاوز األسبوعين ،لجأ فيصل إلى المحكمة للمطالبة بإخالء البيت ،فدفع عمرو في
مواجهته بأن عقده نافذ بموجب القانون في مواجهة المالك الجديد للعقار ،إال أن فيصل رفض دفع عمرو ،مدعًيا بأن
المشكلة بينهما ال تتعلق بانتقال البيت من مالك إلى آخر ،وإنما تتعلق بأن العقد ذاته غير نافذ في مواجهته وال في مواجهة
غيره.
لو كنت أنت القاضي في هذه الدعوى فبماذا ستفصل في دعوى فيصل على عمرو ،وما حكمك لو كان الشيء المؤجر تم
استئجاره بموجب نظام التأجير التمويلي وكان المستأجر قد تصرف فيه للغير.
اإلجابة:
لو كنت أنا القاضي في الدعوى المرفوعة من فيصل على عمرو لقضيت بما يلي:
أواًل :العقد المبرم بين زي د وعم رو ه و عق د إيج ار وارد على عق ار ،واألص ل أن عق ود اإليج ار عق ود رض ائية يكفي
النعقادها مجرد تالقي اإلرادتين ،غير أن المنظم السعودي استثنى اإليجارات الواردة على العق ارات من االكتف اء بمج رد
التراضي فيها ،وإنما اشترط لنفاذ تلك العق ود في مواجه ة الغ ير أن يتم تس جيل اإليج ار وفًق ا إلج راءات الس جل العي ني
للعقار ،وذلك في حال زادت مدة اإليجار عن الخمس سنوات ،ومن خالل وقائع القضية تبين أن عق د اإليج ار تمت د مدت ه
إلى أكثر من خمس سنوات ،مما يوجب تسجيله في السجل العيني للعق ار ،وإال ك ان العق د غ ير ناف ذ في مواجه ة الغ ير،
ومن ثم يعد دفع فيصل في مواجهة عم رو المتعل ق بع دم نف اذ العق د في مواجهت ه لع دم تس جيله دفًع ا ص حيًح ا بن اء على
األسانيد القانونية التي أوردناها.
ثانًي ا :لو أن الشيء المؤجر قد تم استئجاره بموجب نظام التأجير التمويلي ،فإنه يمتنع على المستأجر التصرف في الشيء
المؤجر إال بموافقة المؤجر ،وللمؤجر الحق في مقاضاة المستأجر في حال إخالله بشروط عق د اإليج ار التم ويلي ،وبن اًء
عليه إذا تصرف المستأجر في الشيء المؤجر كان العقد موقوًفا على إجازة المؤجر ،فإن أجازه صح ونفذ وترتبت آث اره،
وإن لم يجزه فإن العقد يكون كأنه لم يكن بالنسبة للمؤجر ،وقابل للبطالن لمصلحة المش تري من المس تأجر ،إذ يأخ ذ هن ا
أحكام بيع ملك الغير والتي سبق دراستها.
319
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
.1يعد عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي أوسع نطاًقا منه في القانون الوضعي وذلك ألن:
320
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
.3األصل أن عقد اإليجار عقًد ا رضائًيا إال أنه يكون شكلًيا إذا كان محله:
طبيعة كل منهما والتي تعود إلى أن اإليجار حق شخصي بينما االنتفاع حق عيني أصلي. ا.
أن حق االنتفاع مؤقت بينما اإليجار قد يكون مؤبد. ب.
أن حق االنتفاع ال ينتهي بالتمليك بينما اإليجار قد ينتهي بالتمليك في حال اإليجار التمويلي. ج.
أن حق االنتفاع يورث بينما اإليجار ال يورث. د.
الغرض من العقد ،فإذا كان الغرض هو حفظ المال كان وديعة ،وإ ذا كان االنتفاع بها فهو إيجار. ا.
االلتزامات المفروضة على عاتق طرفي العقد ،فإذا كانت متبادلة فالعقد إيجار. ب.
التزام حائز المال بالرد ،فإذا التزم بالرد بمجرد الطلب كان العقد وديعة ،وإ ال فهو إيجار. ج.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة. د.
321
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
.7إذا انتهى عقد اإليجار التمويلي تملك المستأجر المال المؤجر بشرط:
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي يعرف بأنه عقد يرد على المنافع بعوض أو بدون.
عند الجمهور إذا كان محل العقد هو منفعة من يعقل فهو إجارة ،أما إذا كان لمن ال يعقل فهو كراء.
عقد اإليجار إذا كان محله عقاًر ا فيجب أن يكون مسجاًل حتى ينفذ في مواجهة الغير وفيما بين المتعاقدين.
إيجار السفن كما نظمه نظام المحكمة التجارية هو عقد رضائي يشترط إلثباته الكتابة.
عقد اإليجار التمويلي ال يختلف في طبيعته وال في شكله وال في آثاره عن عقد اإليجار العادي.
وفًقا لقرار تحديد العالقة بين الم4ؤجر والمس4تأجر ال يج4وز الت4أجير من الب4اطن مطلًق ا وإ ال ك4ان من ح4ق الم4ؤجر
إخالء العين.
حق االنتفاع ال ينتقل إلى الورثة وهذا ما يميزه عن اإليجار.
ح44ق الحك44ر ه44و ح44ق عي44ني ي44رد على األراض44ي الفض44اء يعطي لص44احبه س44لطة التص44رف ب44ه وذل44ك على خالف
اإليجار.
إذا كان العقد إيجار تمويلي جاز للمستأجر التص44رف في األص44ل الم44ؤجر خالل اإليج44ار ألن4ه مال44ك ل44ه في حقيق4ة
األمر.
322
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
اإلجارة و .......................................كالهما مصطلح واحد يقصد بهما تمليك منفعة بأجر معلوم.
ح44ق االرتف44اق ه44و ح44ق .......................................أص44لي بينم44ا اإليج44ار ه44و ح44ق شخص44ي يتعل44ق
بالذمة المالية للمؤجر.
عقد اإليجار .......................................إلى الورثة وذلك بموجب أحكام النظام في المملكة.
.......................................هي المقاب 44 4ل ال 44 4ذي يق 44 4وم المس 44 4تأجر بدفع 44 4ه إلى الم 44 4ؤجر لق 44 4اء انتفاع 44 4ه
بالشيء المؤجر.
الشكلية المشترطة في عقود اإليجار العقارية التي تزيد عن الخمس سنوات هي شكلية . ...................
يش 44ترط النعق 44اد عق 44د الت 44أجير التم 44ويلي أن يك 44ون العق 44د رس 44مًيا فال يج 44وز الطعن علي 44ه إال بـ ...............أو
مخالفة الشريعة اإلسالمية.
323
:::::مقرر العقود المدنية :::::
:::::::::::الوحدة العاشرة :عقد اإليجار – معناه ،خصائصه ،أهميته ،قواعده القانونية في المملكة ::::::::::::
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع :أكتب في التمييز بين حق االنتفاع والحكر وبين حق المستأجر الناشئ عن عقد اإليجار.
مراجع الوحدة:
أبو السعود ،رمضان1996( .م) " .العقود المسماة عقد اإليجار" ،االسكندرية ،منشأة المعارف.
جبر ،سعيد2013( .م) ".عقد اإليجار ،األحكام العامة" .القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
سعد ،نبيل إبراهيم1998( .م)" .العقود المسماة ،الجزء الثاني ،اإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
طلبة ،أنور1999( .م) " .عقد اإليجار" ،االسكندرية ،المكتب الجامعي الحديث.
عب44د الق44ادر ،عب44د ال44رحمن محم44د .ط2006(2م) " الوس44يط في عق44د اإلج44ارة في الفق44ه اإلس44المي" ،الق44اهرة ،دار
النهضة العربية.
324
:::::مقرر العقود المدنية :::::
325
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعّر ف أحكام انعقاد عقد اإليجار َو ْفًقا لقواعد الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
أن يلم بأركان عقد اإليجار وجزاء تخلف أي منها.
أن يفرق بين أحكام انعقاد عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي وبين انعقاده في القانون.
معرفة أن القواعد العامة في وجود الرضا في عقد البيع ال تخرج عن القواعد العامة.
معرفة أن التأجير يعتبر عماًل من أعمال اإلدارة ومن َثَّم يحق لكل من له أهلية اإلدارة إبرامه.
أن يتمكن من معرفة أحكام التأجير من غير المالك وحدود السلطات الممنوحة في هذه الحالة.
معرفة أن أهلية المستأجر محل خالف فقهي ،ما بين أهلية التصرف وأهلية اإلدارة.
معرفة أنه يشترط في المستأجر أهلية التصرف متى كان المأجور يدر عليه دخاًل .
معرف44 4ة أن444ه يكتفى أن تك444ون أهلي444ة المس444تأجر أهلي444ة اإلدارة م 44تى ك 44ان الغ 44رض من االس 44تئجار ه444و االس444تعمال
الشخصي وليس االستغالل.
أن يلم بشروط المأجور والمنفعة المؤجرة وشروطها في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يلم بأحكام تعيين المدة في عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
أن يلم بأحكام تعيين األجرة في عقد اإليجار باعتبارها محل التزام المستأجر.
أن يستشعر أهمية دراسة أحكام انعقاد عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي.
تك 44وين اتج 44اه إيج 44ابي نح 44و دراس 44ة أحك 44ام انعق 44اد عق 44د اإليج 44ار خاص 44ة م 44ع تق 44ارب األحك 44ام في الفق 44ه اإلس 44المي
والقانون.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بأحكام انعقاد عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي.
موضوعات الوحدة:
تتناول هذه الوحدة ما يلي:
327
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
عقد اإليجار كما أسلفنا في الوحدة السابقة ال يخرج عن كونه عقًد ا من العقود المدنية التي لم يشترط الفقه اإلسالمي وال
القانون الوضعي شروًطا خاص44ة النعقاده4ا ،وإ نم4ا هي عق4ود تنعق4د بمج4رد تحق4ق األرك4ان العام4ة لالنعق4اد ،وهي :الرض44ا
والمح44ل ويض44اف إليهم44ا الس44بب ،فالق44انون الوض44عي ال يتطلب بحس44ب األص44ل ش 4كاًل معيًن ا النعق44اد عق44د اإليج44ار إال في
حاالت استثنائية ،وال الفقه اإلسالمي يخرج عن القواعد العامة المنظمة النعق4اد العق4ود المالي4ة في4ه بص4فة عام4ة ،غ4ير أن
للمح 44ل في عق 44د اإليج 44ار أحكاًم ا خاص 44ة ب 44ه؛ وذل 44ك لك 44ون المح 44ل ليس ش 44يًئا واح ً4د ا فق 44ط ،وإ نم 44ا يش 44مل الش 44يء الم 44ؤجر،
واألجرة ،ويض4يف الفق4ه اإلس4المي إلى أرك4ان العق4د العاق4دين ،ف4إذا انع4دم أي ركن من ه4ذه األرك4ان أدى ذل4ك إلى انع4دام
العق44د أيًض ا ،فأم44ا الرض44ا فيش44ترط أن تت44وافر في44ه الش44روط الالزم44ة لوج44وده ح44تى ينعق44د ب44ه العق44د ،وهي م44ا نطل44ق عليه44ا
(شروط االنعقاد) ،وفيما يتعلق بالمحل وهو كما أسلفنا مزدوج في عقد اإليجار يشمل كاًّل من الشيء المؤجر ،واألجرة،
ف44إن دراس44ته في عق44د اإليج44ار تك44ون بدراس44ة المح44ل في التزام44ات ك44ل من الم44ؤجر والمس44تأجر ،وأم44ا عن الس44بب في عق44د
اإليجار فهو وإ ن اشترط وج4وده باعتب4اره ركًن ا من أرك4ان عق4د اإليج4ار ،إال أن4ه ال ن4رى محاًّل لدراس4ته هن4ا ،إذ ال يتم4يز
اإليج 44ار في ه 44ذا الص 44دد بأي 44ة خصوص 44ية وتنطب 44ق بش 44أنه القواع 44د العام 44ة ،وك 44ل م 44ا ن 44ود التنوي 44ه علي 44ه هن 44ا ،ه 44و أن ع 44دم
مشروعية الباعث الدافع إلى التعاقد يجعل عقد اإليجار باطاًل بطالًنا مطلًقا لعدم مشروعية سببه ،إن كان المتعاقد اآلخ44ر
على علم بذلك ،ومثال ذلك بطالن عقد من استأجر دارا بقصد استغاللها في المقامرة أو بيع الخمور ،م4تى ك4ان الم4ؤجر
على علم بالباعث الذي دف44ع المس4تأجر إلى إب4رام العق4د ،وعلى ذل4ك س4نتناول أحك4ام انعق4اد عق4د اإليج4ار من خالل دراس4ة
أحكام الرضا في عقد اإليجار ،والمحل (الشيء المؤجر ،األجرة).
328
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
صورة ()1-11
توطئة :الرضا باإليجار كالرضا في أي عقد من العقود المدنية األخرى ،يلزم أن تت4وافر في4ه فض4ال عن ش4روط انعق4اده،
شروط صحته أيضا ،ولذلك فإن دراسة الرضا في عقد اإليجار تتطلب دراسة كل من شروط انعقاده المتمثلة في تط44ابق
اإليج44اب والقب44ول ،وك44ذلك ط44رفي العق44د (الم44ؤجر والمس44تأجر) ،كم44ا تتطلب دراس44ة ش44روط ص44حته المتمثل44ة في ض44رورة
توافر األهلية المطلوبة إلبرام عقد اإليجار ،ثم نتناول عيوب اإلرادة بشيء من اإليجاز.
329
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ب .طرفا عقد اإليجار (العاقدان) وما يشترط فيهما :العاق44دان في عق44د اإلج44ارة هم44ا الم44ؤجر ب44اذل المنفع44ة أو العين ال44تي
تتولد منها هذه المنفعة ،والمستأجر وهو باذل األجر أو الكراء مقابل المنفعة المبذولة له (عبد القادر2006 ،م).
.1الطرف األول :المؤجر :عرفت44ه الم44ادة 518من المجل44ة الش44رعية تحت مس44مى اآلج44ر بأن44ه "ه44و الممل44ك للمنفع44ة بعق44د
اإلج 44ارة ويق 44ال ل 44ه م 44ؤجر ومك 44اري" ،والم 44ؤجر ه 44و المل 44تزم بتمكين المس 44تأجر من االنتف 44اع ب 44العين الم 44ؤجرة طيل 44ة ف 44ترة
اإليجار ،وهذا هو االلتزام الرئيس وربما يكون الوحيد الذي قع على عاتق المؤجر في عق44د اإليج44ار (خض44ر1979 ،م)،
330
:::::مقرر العقود المدنية :::::
والتمكين من االنتفاع يتطلب أن يكون مقدورا عليه ،إذ يمث4ل التزام4ا بالقي4ام بعم4ل مف4اده ،ت4ذليل ك4ل الص4عاب وإ تاح4ة ك4ل
السبل أمام المستأجر من أج4ل االنتف4اع بالش4يء الم4ؤجر طيل4ة ف4ترة اإليج4ار ،ول4ذا وجب تحدي4د من ل4ه الح4ق في الت4أجير؟
األص44ل أن اإليج44ار ال ب44د أن يص44در من المال44ك ،وه44ذا ه44و الغ44الب ،ذل44ك أن عق44د اإليج44ار وإ ن لم ُيخ44رج الم44ال عن ذم44ة
ص44احبه إال أن44ه يفص44ل ملكي44ة المنفع44ة عن ملكي44ة الرقب44ة م44دة زمني44ة معين44ة ،مم44ا يح44د من إمكاني44ة انتف44اع ص44احب الم44ال ب44ه
طيل 44ة ه 44ذه الم 44دة ،غ 44ير أن 44ه يج 44وز لغ 44ير المال 44ك أيض 44ا أن ي 44ؤجر ،وق 44د نص 44ت الم 44ادة ( )570من المجل 44ة الش 44رعية على:
"يش 44ترط أن يك 44ون الم 44ؤجر مالك 44ا للمنفع 44ة المعق 44ود عليه 44ا أو مأذون 44ا ل 44ه في إجارته 44ا بوالي 44ة أو وكال 44ة فال تص 44ح إج 44ارة
الفضولي وال تنعقد أصال" ،وفيما يلي نعرض لألشخاص الذين يحق لهم تأجير منافع الشيء.
-اإليجAAار الصAAادر من المالAAك :ال يبحث في أي ش44يء متعل44ق ب44المؤجر س44وى أهليت44ه إذا ك44ان ه44و مال44ك الم44ال الم44ؤجر،
ويج44وز للمال44ك أن ي44ؤجر ملك44ه ح44تى ول44و ك44ان في م44رض الم44وت ،م44ا لم يقص44د من تص44رفه ه44ذا الت44برع للمس44تأجر بثمن
األجرة ،أو كانت األجرة أقل من ثمن المثل (سعد1998 ،م) ،فيع4د حينه4ا تص4رفا مض4افا إلى م4ا بع4د الم4وت ويأخ4ذ حكم
الوص44ية (خض44ر1979 ،م) ،كم44ا أن اإليج44ار الص44ادر من الغ44ير يأخ44ذ ذات األحك44ام المتعلق44ة ب44بيع م44ال الغ44ير وال44تي س44بق
التع44رض له44ا ،ول44ذا نحي44ل إلى م44ا س44بق دراس44ته بخص44وص أحك44ام بي44ع مل44ك الغ44ير ،وعلى ال44رغم من ذل44ك فهن44اك بعض
الحاالت التي تثير بعض الصعوبات على الرغم من أن اإليجار صادر من مالك ،ومن هذه الحاالت:
-اإليجار الصادر من المالك على الشيوع :فأعم44ال اإليج44ار تع44د من أعم44ال اإلدارة المعت44ادة ال44تي ال تخ44رج الم44ال عن
طبيعت4ه أو تع4دل في الغ4رض ال4ذي أع4د ل4ه ،ول4ذا فق4د اكتفى المنظم الس4عودي باتخ4اذ ق4رار بت4أجير الم4ال الش4ائع باألغلبي4ة
العادية والتي تحسب على أساس قيمة األنصباء (المادة 15من الالئحة التنفيذية لنظ44ام ملكي44ة الوح44دات العقاري44ة وفرزه44ا
والص44 4ادر بق44 4رار مجلس ال44 4وزراء رقم 40وت44 4اريخ 9/2/1423هـ المص44 4ادق علي44 4ه بالمرس44 4وم الملكي رقم م 5/وت44 4اريخ
11/2/1423هـ) ،وحس44اب األغلبي44ة على أس44اس قيم44ة األنص44باء أظه44ر العدي44د من المش44اكل القانوني44ة ،ومنه44ا حال44ة م44ا ل44و
ك44ان ش44ريك واح44د من الش44ركاء على الش44يوع يمل44ك تل44ك األغلبي44ة ،فحينئ44ذ يمكن44ه االس44تئثار بإيج44ار الم44ال الش44ائع ،ويعت44بر
تص44رفه ناف44ذا في مواجه44ة ب44اقي الش44ركاء ح44تى ول44و ك44ان مض44را بهم ،غ44ير أن لهم الح44ق في الطعن على الق44رار الص44ادر
منه بالتأجير إذا كان يتضمن تعسفا في استعمال السلطة (سعد1998 ،م) ،كل ذلك على خالف ما ل4و ك4ان الش4ريك ال4ذي
قام بت4أجير الم4ال الش4ائع ال يمل4ك تل4ك األغلبي4ة ،ففي ه4ذه الحال4ة ال ينف4ذ تص44رفه من األس4اس في مواجه4ة ب4اقي الش4ركاء،
ويعت44بر اإليج44ار ك44أن لم يوج44د بالنس44بة لهم ،ومن ثم يمكنهم رف44ع دع44وى ض44د المس44تأجر إذا م44ا مكن44ه الش44ريك الم44ؤجر من
االنتفاع بالمال المؤجر.
-اإليجار الصادر من مالك زالت ملكيته بأثر رجعي :ق44د ت44زول الملكي44ة عن الم44ؤجر ألي س44بب ،ك44أن يك44ون العق44د ق44د تم
فس44خه ،أو إبطال44ه ،أو اإلقال44ة من44ه ،فيث44ار الس44ؤال عن مص44ير تل44ك اإليج44ارات ال44تي ق44د يك44ون ق44د رتبه44ا المال44ك قب44ل زوال
ملكيت4ه ،وق44د عم4دت األنظم4ة القانوني4ة إلى ع4دم إعم4ال قاع4دة األث4ر ال4رجعي في مث4ل ه4ذه الح4االت ،ب4ل نص44ت على بق4اء
331
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أعمال اإلدارة العادية نافذة في مواجه4ة المال4ك ال4ذي آلت إلي4ه الملكي4ة ،وعلى ذل4ك نص44ت الفق4رة األولى من ق44رار مجلس
ال44وزراء رقم ( )41492في ت44اريخ 29/12/92هـ الص44ادر بش44أن تحدي44د العالق44ة بين الم44ؤجر والمس44تأجر ،وال44تي نص44ت
على . 1" :تسري أحكام قرار مجلس الوزراء المشار إليه على من تنتقل إليه ملكية العقار المؤجر بأي طريقة من طرق
انتقال الملكية" ،وهذا يعني نفاذ عقود اإليجار التي أبرمها المؤجر ال4ذي زالت ملكيت4ه وانتقلت إلى ش4خص آخ4ر ،إذ يظ4ل
ملتزما بتلك العقود وال يجوز له نقضها.
-اإليجار الصادر من مالك حق االنتفاع :سبق وأن بيّنا المفهوم القانوني والفقهي لح44ق االنتف44اع ،وه44و ح44ق مق44رر لم44دى
حياة المنتفع ،فإذا ما مات المنتفع انقضى الحق ،حتى ولو كانت مدة االنتفاع مازالت قائمة ،وذلك ألن ح4ق االنتف4اع ح4ق
عيني متعلق بالشخصية ومن ثم فهو ال ينتقل إلى الورثة ،وح4ق االنتف4اع من الحق4وق العيني4ة األص4لية المتفرع4ة عن ح4ق
الملكية والوحيد من هذه الحقوق من يخول صاحبه سلطتي االستعمال واالستغالل ،وما دام األمر ك44ذلك فيج44وز لص44احب
ح44ق االنتف44اع ت44أجير العين مح44ل االنتف44اع (خض44ر1979 ،م) ،وذل44ك على اعتب44ار أن اإليج44ار ه44و أول ص44ورة من ص44ور
االستغالل ،غير أن هذه اإلجارة مرهونة ببقاء حق االنتفاع قائما ،ف44إذا انقض44ى ه44ذا الح44ق انقض44ت تبع44ا ل44ه ،م44ا لم يجزه44ا
المالك األصلي.
-اإليجار الصادر من المستأجر :قد يقوم المس4تأجر بت4أجير العين الم4ؤجرة من الب4اطن ،فيك4ون اإليج4ار واقع4ا على حق4ه
الشخص44 4ي المس44 4تمد من عق444د اإليج44 4ار األص44 4لي (خض44 4ر1979 ،م) ،وعن ج44 4واز أو ع 44دم ج44 4واز ذل44 4ك ،اختلفت األنظم44 4ة
القانونية في هذا ،ففي القانون الم4دني المص44ري يج4وز للمس4تأجر الت4أجير من الب4اطن بحس4ب األص44ل ،ويمن4ع من ذل4ك إذا
ك44ان هن44اك ش44رط في العق44د يقض44ي بخالف ذل44ك (الم44ادة ،593الق44انون الم44دني المص44ري) ،أم44ا المنظم الس44عودي فلم يج44ز
ذل 44 4 4ك ،فنص 44 4 4ت الفق 44 4 4رة الثاني 44 4 4ة من التعليم 44 4 4ات الص 44 4 4ادرة بم 44 4 4وجب ق 44 4 4رار مجلس ال 44 4 4وزراء رقم ( )41492في ت 44 4 4اريخ
29/12/92هـ الص44ادر بش44أن تحدي44د العالق44ة بين الم44ؤجر والمس44تأجر على .2" :ال يج44وز للمس44تأجر التن44ازل بغ44ير رض44ا
المال44ك عن عق44د اإليج44ار أو الت44أجير من الب44اطن وفي حال44ة مخالفت44ه يح44ق للم44ؤجر أن يطلب إخالء العق44ار" ،والف44رق بين
موق4ف الق4انون الم4دني المص44ري والنظ4ام الس4عودي في ه4ذا الش4أن ه4و أن الق4انون الم4دني المص44ري جع4ل ح4ق المس4تأجر
في التأجير من الباطن هو األص4ل ،فل4ه ذل4ك دون ش4رط الحص4ول على موافق4ة الم4ؤجر ،إال في حال4ة واح4دة وهي وج4ود
اتفاق يقضي بعدم جواز التأجير من الب4اطن ،أم4ا النظ4ام الس4عودي فجع4ل األص44ل ع4دم الج4واز ،وعل4ق إج4ازة الت4أجير من
الب44اطن على موافق44ة المال44ك في جمي44ع األح44وال ،س44واء ُو ج44د ش44رط يقض44ي ب44ذلك في عق44د اإليج44ار األص44لي أم ال ،غ44ير أن
المص 44لحة العام 44ة وم 44ا تقتض 44يه الظ 44روف في بعض األحي 44ان جعال المنظم الس 44عودي يس 44تثني ح 44التين يج 44وز فيهم 44ا فق 44ط
للمستأجر أن يتنازل عن حقه في اإليجار آلخر ،في األولى وهي حالة التنازل عن باقي م4دة العق4د لمس4تأجر آخ4ر ويح4ق
للمؤجر عن4د انقض4اء الم4دة طلب إخالئه4ا من المس4تأجر األخ4ير ،إذ غالب4ا م4ا ي4رغب المس4تأجر في تغي4ير العين الم4ؤجرة،
فال يلزم حينها المؤجر بفسخ العقد ،وإ نما للمس4تأجر الح4ق في البحث عن من يح4ل محل4ه ،وق4د تؤس4س تل4ك اإلج4ازة على
أساس تطبيق قواعد حوالة الحق ،أما الحالة الثانية فقد أجاز فيها المنظم الس44عودي الت44أجير من الب44اطن مطلق4ا دون حاج44ة
332
:::::مقرر العقود المدنية :::::
للحصول على موافقة المالك وهي حالة ما إذا كان التأجير من الباطن على القادمين بغرض الحج أو العمرة في مك44ة أو
المدين44ة ،وتب44دو العل44ة من اإلج4ازة في ه44ذه الحال44ة واض44حة وهي التس44هيل على الحجيج والمعتم44رين في أك44رم بقع44تين على
وجه األرض.
-الت44أجير ممن ل44ه الح44ق في إدارة الش44يء :وتظه44ر ه44ذه الص44ورة في ح44التي النياب44ة والوالي44ة ،وفي ه44ذين النظ44امين تثبت
اإلدارة لش44خص آخ44ر غ44ير المال44ك ،أم44ا النياب44ة فق44د س44بق دراس44تها في مق44رر أحك44ام العق44د ،وهي على ثالث44ة أن44واع :اتفاقي44ة
وتسمى وكالة ،وقضائية وقانونية ،وإ ن كان غالب الفقه ي4رى أنه4ا نوع4ان فق4ط قانوني4ة واتفاقي4ة ،أم4ا اإليج4ار الص4ادر من
الوكيل في النياب4ة االتفاقي4ة فيك4ون ج4ائزا في ح4ال ك4انت الوكال4ة عام4ة ،إذ إن الوكال4ة العام4ة تنص4رف إلى أعم4ال اإلدارة
فق44 4ط ،ش44 4ريطة أال تتج44 4اوز م44 4دة الت44 4أجير ح44 4دا معين44 4ا ،تح44 4دده بعض الق44 4وانين بثالث س44 4نوات ،وبالنس44 4بة للن44 4ائب الق44 4انوني
والقض44ائي فيف44رق الفق44ه والق44انون بين م44ا إذا ك44ان اإليج44ار ص44ادرا من ال44ولي أو الوص44ي أو القيم أو من في حكمهم ،ف44إذا
كان قد صدر من الولي فيجوز له الت4أجير مطلق4ا باس4تثناء ت4أجير عق4ار الص44غير لم4دة تف4وق بلوغ4ه س4ن الرش4د ،والوص44ي
والقيم والوكيل عن الغائب ،فهؤالء ال يجوز لهم ت4أجير أم4وال المحج4ور علي4ه لم4دة تزي4د على ح4د معين ،ف4إذا تم الت4أجير
لمدة تفوق المدة المحددة فإنه يتم إنقاصها إلى المدة المحددة قانون44ا ،والح44ارس القض44ائي يك44ون الفيص44ل في إعطائ44ه الح44ق
في التأجير من عدمه بالرجوع إلى حكم المحكمة الصادر بتعيينه ،فإذا كان الحكم يحدد ص44الحياته ومن ض44منها اإليج44ار
واالس44تئجار فل44ه ذل44ك ،وإ ال فال يج44وز ل44ه القي44ام ب44ذلك ،كم44ا ال يج44وز لل44زوج ت44أجير أم44وال زوجت44ه وال العكس ،م44ا لم يكن
هن44اك اتف44اق يقض44ي بج44واز ذل44ك؛ وه44ذا ألن الذم44ة المالي44ة للم44رأة مس44تقلة عن الذم44ة المالي44ة للرج44ل وفق44ا ألحك44ام الش44ريعة
اإلسالمية.
أ .المسAAتأجر :عرفت 44ه الم 44ادة 591من مجل 44ة األحك 44ام الش 44رعية بأن 44ه "ه 44و المتمل 44ك للمنفع 44ة باإلج 44ارة ويق 44ال ل 44ه ُم ك 44تٍر "،
والمستأجر هو الطرف الثاني في عقد اإليجار ،وهذه الصفة ليست حكرا على شخص دون اآلخ4ر ،وإ نم44ا بوس44ع أي أح44د
أن يك44ون مس44تأجرا ،فم44ا دام أهال إلب44رام عق44د اإليج44ار فيمكن44ه اس44تئجار م44ا يش44اء في مقاب44ل التزام44ه ب44دفع األج44رة (ج44بر،
2013م) ،والصورة الغالبة والعادية أن المستأجر يلجأ إلى استئجار شيء يحتاج إلى منفعته ولكنه ال يملكه44ا أو ال يمل44ك
الش 44يء ذات 44ه ،وم 44ع ذل 44ك ق 44د يح 44دث أن المال 44ك ال يك 44ون ل 44ه ح 44ق االنتف 44اع بالش 44يء ال 44ذي يملك 44ه ،فيض 44طر إلى اس 44تئجاره
للحص44ول على تل44ك المنفع44ة ،ومث44ال ذل44ك أن يس44تأجر مال44ك الرقب44ة العين من ص44احب ح44ق االنتف44اع عليه44ا ،وهن44ا س44تطبق
األحك 44ام الس 44ابق اإلش 44ارة إليه 44ا بخص 44وص الت 44أجير الص 44ادر من المنتف 44ع ،إذ س 44يزول ح 44ق المس 44تأجر بمج 44رد زوال ح 44ق
االنتف 44اع ،كم 44ا أن اتح 44اد الذم 44ة س 44يؤدي إلى زوال اإليج 44ار من الب 44اطن الص 44ادر للمال 44ك من المس 44تأجر األص 44لي في ح 44ال
انقضاء اإليجار األصلي ألي سبب كان.
وبالنسبة للوالية في االستئجار :فيجوز للولي إن كان هو األب أن يستأجر البنه القاصر ألية مدة حتى ول44و زادت على
الح44د الق44انوني وه44و ثالث س44نوات ،وذل44ك ألن ال44ولي األب يمل44ك اإلدارة والتص44رف في م44ال القاص44ر ،أم44ا في ح44ال ك44ان
333
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ال44ولي ه44و الج44د فال يج44وز ل44ه التص44رف في م44ال القاص44ر إال ب44إذن المحكم44ة ،ومن ثم ال يمكن44ه االس44تئجار إذا تم تك44ييف
االس44تئجار على أن4ه عم4ل من أعم4ال التص44رف ،أم4ا ل4و تم تكييف4ه على أن4ه من أعم4ال اإلدارة ج4از لل4ولي الج4د القي4ام ب4ه،
كم44ا يج44وز للص44بي الم44أذون أن ي44برم عق44د اإليج44ار ليك44ون مس44تأجرا ،وذل44ك إذا ك44ان االس44تئجار من أعم44ال اإلدارة وليس
التص44 4رف ،وك44 4ذلك الح44 4ال بالنس44 4بة للوص44 4ي والقيم فال يج44 4وز لهم44 4ا االس44 4تئجار للقاص44 4ر أو المحج44 4ور علي44 4ه إال إذا ك44 4ان
االستئجار من أعمال اإلدارة وليس التصرف.
المحاضرة الثانية
تابع أوًال :التراضي في عقد اإليجار وصحته
أ .األهلية في عقد اإليجار :الع44برة في ت44وافر األهلي44ة في ك44ل من ط44رفي عق4د اإليج44ار هي ب44وقت إب44رام العق4د ،فم44تى ك44ان
ك44ل من الم44ؤجر والمس44تأجر أهال إلب44رام عق44د اإليج44ار وقت انعق44اده ،فإن44ه ينعق44د ص44حيحا ،وال أث44ر لع44وارض األهلي44ة ال44تي
يمكن أن تطرأ بعد هذا الوقت (جبر2013 ،م) ،ف44إذا م4ا أب4رم عق4د اإليج4ار ،ثم أص44يب أح4د طرفي4ه ب4الجنون ،أو العت4ه أو
حجر عليه لسفه ،فإن ذلك ال يؤثر على عقود اإليجار التي يكون قد أبرمها ،حتى ولو كانت مدة اإليجار مازالت س44ارية
أو بدأت بع4د ط4روء ع4ارض من ع4وارض األهلي4ة ،أم4ا ل4و تعل4ق األم4ر بتجدي4د عق4د اإليج4ار ،فهن4ا يش4ترط أن تت4وافر في
كال الط44رفين األهلي44ة الالزم44ة إلب44رام عق44د اإليج44ار الجدي44د ،وفيم44ا يلي ن44بين األهلي44ة ال44واجب توافره44ا في الم44ؤجر وك44ذلك
المستأجر وذلك على النحو التالي:
334
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-أهلية المؤجر :يعتبر التأجير بالنسبة للمؤجر من أعم44ال اإلدارة ،ذل44ك أن الم44ؤجر ال يتص44رف في أص44ل الم44ال ،وإ نم44ا
فق44ط يمكن المس44تأجر من االنتف44اع ب44ه لق44اء أج44ر معين لم44دة معين44ة (الجم44ال1991 ،م) ،ومن ثم فللم44ؤجر الح44ق في ت44أجير
األشياء التي يملك حق التصرف فيها؛ ألن من يملك األكثر يمل4ك األق44ل ،وعلى ذل4ك يح4ق لل4ولي والوص44ي والقيم ووكي4ل
التفليسة وكل من لهم حق إدارة أموال الغير أن يبرموا عقد اإليجار ،وأن يكونوا في مركز المؤجر في44ه ،ويش44ترط فقه44اء
الش44ريعة اإلس44المية أن يك44ون الم44ؤجر بالغ44ا ع44اقال راش44دا ح44تى يمكن44ه القي44ام بالت44أجير ،وعلى ذل44ك ال تص44ح إج44ارة الص44بي
غير المميز ،وهو الذي ال يفهم مقاصد العقالء من الكالم ،أما الصبي المم44يز وه44و ل44دى الجمه44ور من ج44اوز الس44ابعة من
عمره ،فثمة خالف فقهي حول جواز اإلجارة منه (عبد القادر2006 ،م ،ص ،)30وقد نص44ت الم44ادة ( )568من المجل44ة
الش44رعية على" :يش44ترط أن يك44ون العاق44دان ج44ائزي التص44رف" ،وه44ذا يع44ني أن الص44غير المم44يز ال يج44وز ل44ه إب44رام عق44د
اإليجار ،وذلك ألنه ليس أهال إلنشاء التصرفات ،وهذا هو رأي الحنابلة والشافعية والظاهرية (عبد القادر2006 ،م).
-أهليAة المسAتأجر :أث44ارت أهلي44ة المس44تأجر خالف44ا فقهي44ا ح44ول م44ا إذا ك44ان اإليج44ار بالنس44بة للمس44تأجر يعت44بر من أعم44ال
اإلدارة ،أو أن 44ه من أعم 44ال التص 44رف ،في 44ذهب البعض إلى أن اإليج 44ار بالنس 44بة ل 44ه يعت 44بر من أعم 44ال اإلدارة ،وذل 44ك ألن
المس 44تأجر ي 44دفع األج 44رة مقاب 44ل حص 44وله على منفع 44ة الم 44ال الم 44ؤجر ،وغالب 44ا م 44ا تك 44ون األج 44رة المدفوع 44ة هي من ري 44ع
المأجور ،أو من دخله المتجدد (الجمال1991 ،م) ،ومن ثم فهي ال تمس ذمت4ه المالي4ة ،ك4أن يك4ون الم4أجور س4يارة يعم4ل
عليها ،ويدفع أجرتها من الريع الذي يحصل عليه من عمله على الس4يارة ،وفي المقاب4ل ي4رى البعض أن اإليج4ار بالنس4بة
للمس44تأجر يع44د عمال من أعم44ال التص44رف ،وال ب44د أن تت44وافر في المس44تأجر أهلي44ة التص44رف ،ويس44تند ه44ذا ال44رأي إلى أن
المستأجر حين يدفع األجرة فإنما يقوم بنقل ملكيتها إلى المؤجر ،ولذلك فال بد أن تكون ل4ه عليه4ا أهلي4ة التص4رف (ج4بر،
2013م) ،كم44ا أن44ه في بعض األحي44ان ال ي44در الم44ال الم44ؤجر ريع44ا إذا لم يكن مع44دا لالس44تغالل ،كم44ا ل44و ك44ان اإليج44ار من
أج44ل االس44تعمال الشخص44ي ،ففي ه44ذه الحال44ة يض44طر المس44تأجر إلى اقتط44اع األج44رة من رأس44ماله ،األم44ر ال44ذي ي44ؤثر على
ذمت44ه المالي44ة ،وكال ال44رأيين الس44ابقين يص44الن إلى نتيج44ة قانوني44ة واح44دة ،خاص44ة أنهم44ا يض44عان مجموع44ة من االس44تثناءات
التي تقربهما من بعض4هما البعض ،والق4ول الفص4ل في ه4ذه المس4ألة القانوني4ة الش4ائكة ه4و المعي4ار في تحدي4د طبيع4ة إب4رام
المس 44تأجر لعق 44د اإليج 44ار إنم 44ا يرج 44ع إلى ظ 44روف االس 44تئجار والغ 44رض من 44ه (خض 44ر1979 ،م) ،ف 44إذا ك 44ان المس 44تأجر ق 44د
اس 44تأجر الش 44يء من أج 44ل إدارت 44ه واس 44تغالله ،كم 44ا ل 44و ك 44ان محال تجاري 44ا يس 44تغله في التج 44ارة ،أو ك 44ان فن 44دقا فاس 44تغله في
الت44أجير لألف44راد ،ففي ه44ذه الحال44ة يع44د االس44تئجار عمال من أعم44ال التص44رف ،أم44ا إذا ك44ان الغ44رض من االس44تئجار إدارة
الش44ؤون المألوف44ة أو ك44ان تابع44ا لعم44ل آخ44ر واقتض44ته ض44رورات اإلدارة ف44إن االس44تئجار يك44ون عمال من أعم44ال اإلدارة،
ويبدو أن المجلة الشرعية قد حسمت هذا الخالف فنصت على وجوب تمتع كل من المؤجر والمس44تأجر بأهلي44ة التص44رف
وليس مجرد أهلية اإلدارة (مادة .)568
335
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-تطAAبيق القواعAAد العامAAة :ال تخ 44رج عي 44وب اإلرادة في عق 44د اإليج 44ار عن القواع 44د العام 44ة المنظم 44ة ألحكامه 44ا في س 44ائر
العق44ود األخ44رى ،ووفق44ا للقواع44د العام 44ة ال يك 44ون العق44د ص 44حيحا وإ نم 44ا ق 44ابال للبطالن إذ م 44ا ش 44ابت إرادة أح 44د المتعاق 44دين
عي 44وب اإلرادة أو واح 44د منه 44ا ،ولن نعي 44د م 44ا تمت دراس 44ته في ه 44ذا الش 44أن ،ول 44ذا فإنن 44ا نحي 44ل للقواع 44د العام 44ة ال 44تي س 44بق
دراستها في مقرر أحكام العقد.
-تطبيقAAات خاصAAة للغلAAط في عقAAد اإليجAAار :ي 44رى خض 44ر أن الغل 44ط الواق 44ع في ش 44خص أح 44د المتعاق 44دين م 44ؤجرا ك 44ان أو
مس44 4تأجرا ال ي44 4ؤثر في ص44 4حة العق44 4د (خض44 4ر1979 ،م ،ص ،)704وال يختل44 4ف اإليج44 4ار في ه44 4ذا عن غ44 4يره من العق44 4ود
المشابهة ،إذ يستوي لدى المؤجر أن يؤجر لزيد أو لعمرو من الناس ما دام المس4تأجر س4يدفع األج4رة ،وإ ن ك4ان ه4ذا ه4و
األصل في عقد اإليجار ،إال أن األمر يختلف في بعض الحاالت ومنها:
الحالAAة األولى :إذا م44ا تعل44ق بعق44د المزارع44ة ،إذ يك44ون لش44خص المس44تأجر اعتب44ار ه44ام ،وذل44ك ألن المزارع44ة كالش44ركة،
ولهذا يعد الغلط في شخص المستأجر عيبا يخول للمؤجر الحق في المطالبة ببطالن العقد.
الحالة الثانية :الغلط في صفة جوهرية في المستأجر :كأن يكون البيت كله تأجير عوائل ،فيبرم الم4ؤجر عق4د إيج4ار م4ع
شخص يعتقد بأنه متزوج فإذا به أعزب.
336
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أوًال :المقصود بشرط اإلمكان :يشترط لقيام اإليجار أن يكون تنفيذ المؤجر اللتزامه ممكنا ،ول44ذا يجب أن يك44ون التمكين
من االنتفاع بالشيء المؤجر ممكنا ،فإن لم يكن ممكنا فإن اإليجار لن ينشأ ،وه4ذا الش4رط نص4ت علي4ه الم4ادة ( )598من
المجل 44ة الش 44رعية فج 44اء فيه 44ا" :يش 44ترط أن تك 44ون المنفع 44ة مق 44دورا على تس 44ليمها فال يج 44وز إج 44ارة دي 44ك ليوقظ 44ه للص 44الة"،
ويضرب الفقه القانوني لهذا الشرط العديد من األمثلة والتطبيقات ،ومنها حالة ما إذا كان الشيء المؤجر قد تم االستيالء
علي44ه بق44رار إداري ،قب44ل انعق44اد العق44د ،وك44ذلك أيض44ا حال44ة م44ا إذا ك44ان المس44تأجر يمل44ك من األص44ل ح44ق االنتف44اع بالش44يء
المؤجر كأن يكون صاحب حق انتفاع عليه ،ففي هاتين الحالتين وغيرهما ال ينشأ عقد اإليجار.
ثانيًا :يشترط للتمكين وجود الشيء محل المنفعة المؤجرة أو إمكانية وجوده :يرج44ع الفق44ه الق44انوني س44بب ع44دم إمكاني44ة
تمكين المستأجر من االنتفاع ب4العين الم4ؤجرة أو الش4يء الم4ؤجر إلى الش4يء نفس4ه ،إذ في الغ4الب يرج4ع الس4بب إلى ع4دم
وجود الشيء المؤجر أو عدم قابليته للوجود ،وعليه فإذا لم يكن الشيء المراد الحصول على منفعته موجودا وقت إب44رام
العق44د ،أو لم يكن ق44ابال للوج44ود وفق44ا ألحك44ام الق44انون ،فال ينعق44د العق44د بين الط44رفين ،كم44ا أن44ه إذا ت44بين أن الش44يء الم44ؤجر
كان موجودا قبل العقد ،ثم هلك وقت إبرامه ،فإن العقد ال ينعقد ،ف4إذا ك4ان موج4ودا لكن4ه هل4ك قب4ل إب4رام العق4د ،فال ينعق4د
العقد إن كان الهالك كليا ،فإذا كان جزئيا فال ينعقد في الجزء الهالك ،وينعقد في الجزء المتبقي م44ا لم يت44بين من ظ44روف
التعاقد أن المستأجر م4ا ك4ان لي4برم عق4د اإليج4ار ل4وال ه4ذا الج4زء ،فيبط4ل العق4د كل4ه حينه4ا (الجم4ال1991 ،م) ،وس4بق أن
أشرنا إلى أن مجلة األحكام الش4رعية ق4د ق4ررت تط4بيق أحك4ام عق4د ال4بيع على عق4د اإليج4ار فيم4ا يتعل4ق بش4روط االنعق4اد،
ومن بينه44ا بطبيع44ة الح44ال مح44ل العق44د ،ول44ذا فالفق44ه اإلس44المي أيض44ا يش44ترط أن يك44ون الش44يء الم44ؤجر موج44ودا ح44تى يمكن
تمكين المستأجر من االنتفاع به.
ثالث ًAا :إمكانيAAة الوجAAود في المسAAتقبل :إذا لم يكن الش 44يء مح 44ل المنفع 44ة موج 44ودا وقت إب 44رام العق 44د ،ولكن 44ه س 44يوجد في
المس4تقبل ،ف44إن ذات الخالف الق4ائم بين أحك4ام الفق4ه اإلس4المي والق4انون الوض44عي بش4أن بي4ع األم4وال المس4تقبلية ،يث4ار هن4ا
أيض44ا ،وتطب44ق بش44أنه ذات األحك44ام ،فيظ44ل األص44ل في الفق44ه اإلس44المي ع44دم ج44واز ت44أجير المنفع44ة المس44تقبلة ،ألنه44ا ع44دم،
والعدم ال ينعقد به العق4د ،بي4د أن4ه يج4وز ت4أجير األم4وال المس4تقبلية وفق4ا لنظ4ام الس4لم ،وه4ذا م4ا نص4ت علي4ه الم4ادة ()539
من المجلة الشرعية ،فجاء فيها" :السلم في المنافع ص4حيح بلف4ظ الس4لم أو الس4لف ،فل4و ق4ال أس4لمتك ه4ذا ال4دينار في منفع4ة
عبد صفته كذا وكذا لبناء حائط معلوم ،أو أسلفتك هذه الدراهم في منفعة دابة صفتها كذا وكذا لحمل أو ركوب معلومين
وقب 44ل الم 44ؤجر ص 44ح س 44لما ول 44زم في 44ه قبض األج 44رة في المجلس ،وتأجي 44ل النف44ع إلى أج 44ل معل 44وم" ،أم 44ا الق44انون فق44د أج 44از
التعامل باألموال المستقبلية مطلقا ،ولم يمنع ذلك إال في حالة واحدة وهي الترك4ات المس4تقبلة ،وعلي4ه يك4ون عق4د اإليج4ار
باطال لو قام االبن بتأجير مال أبيه باعتباره سيرثه بعد موته ،وفيما عدا ذلك يصح عقد اإليجار الذي يكون محل44ه منفع44ة
عين أو ش 44يء لم يوج 44د بع 44د ،ولكن 44ه س 44يوجد في المس 44تقبل ،غ 44ير أن التك 44ييف الق 44انوني لإليج 44ار ال 44وارد على منفع 44ة م 44ال
س44يوجد في المس44تقبل يختل44ف بحس44ب م44ا إذا ك44ان الش44يء محق44ق الوج44ود ،أم غ44ير محق44ق ،ف44إذا ك44ان الش44يء مح44ل المنفع44ة
المراد تأجيرها محقق الوجود انعقد عقد اإليجار مضافا إلى أجل واقف ،فإذا حّل األج44ل ويعت44بر ق44د حّ4ل إذا تحق4ق وج44ود
338
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الشيء محل المنفعة ،رتب العقد آثاره والتزم المؤجر بتمكين المستأجر من االنتفاع بماله في مقابل األج44رة ال44تي يحص44ل
عليها ،أما إذا ك4ان الش4يء مح4ل المنفع4ة غ4ير موج4ود وغ4ير محق4ق الوج4ود ،ف44البيع ينعق4د معلق4ا على ش4رٍط واق44ف ،وذل4ك
ألن تحقق الشرط أمٌر محتمل على خالف األجل فهو مؤكد التحقق ،وفي جميع األحوال ال يرتب العقد هنا آث44اره إال من
وقت تحقق الشرط (الجمال1991 ،م).
المحاضرة الثالثة
تابع ثانيًا :المحل في عقد اإليجار (منفعة الشيء المؤجر)
الشرط الثاني :تعيين التمكين من االنتفاع ومدته:
يجب النعقاد اإليجار أن يكون التمكين من االنتفاع معينا ،وهذا ما تستلزمه ضرورة تطابق إرادتي المؤجر والمس44تأجر،
ولن يتحقق ذلك إال من خالل تعيين الشيء ذاته محل المنفعة ،ومدة االنتفاع به:
.1تعAAيين الشAAيء محAAل االنتفAAاع بAAه :تنص الم44ادة ( )594من المجل44ة الش44رعية على" :يش44ترط لص44حة اإلج44ارة معرف44ة
المنفعة المعقود عليها بعرف أو وصٍف ...أما لو جهلت المنفعة ولم يكن لها ضابط من الع44رف لم تص44ح اإلج44ارة" ،ومن
ذلك مثال لو استأجر زيٌد دارا للس4كن فيه4ا س4نة أو اس4تأجر إنس4انا للخدم4ة لدي4ه ش4هرا ص4ح العق4د ،ألنهم4ا معلوم4ان عرف4ا،
وكذا لو استأجر عامال ليبني له حائط4ا ووص4ف طول4ه وعرض4ه وس4مكه وآلت4ه ،ص4ح العق4د أيض4ا لك4ون المنفع4ة معلوم4ة،
وطريقة تعيين الشيء تختلف باختالف طبيعته ،فإذا كان قيميا وجب تعيينه بذاته ،أي أن يذكر ما يم44يزه عن غ44يره ،وإ ذا
ك44ان مثلي44ا فإن44ه يتعين ب44ذكر نوع44ه ومق44داره ،ف44إذا ك44ان العق44د ق44د تض44من مق44داره فيكفي أن ي44ذكر نوع44ه ،وال يش44ترط ذك44ر
درج4ة جودت4ه ،إذ يتم تحدي4دها بم4ا ج4رى ب4ه الع4رف (الجم4ال1991 ،م) ،ف44إذا ك4ان الش4يء مح4ل االنتف4اع غ4ير معين ك4ان
العقد باطال.
339
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.2تعيين مدة اإليجار :تعيين مدة االنتفاع بالشيء المؤجر يعد من شرائط انعقاد عقد اإليجار وليس من شروط صحته،
وق4د نص4ت الم4ادة ( )560من المجل4ة الش4رعية على" :للمال4ك أن ي4ؤجر مال4ه م4دة معلوم4ة قص4يرة ك4انت أم طويل4ة بش4رط
أال يظن عدم المأجور في أثنائها ،فلو أّج ر أرضه لمدة مائة سنة صح ،ولو أجر فرس44ه أو جمل44ه خمس44ين س44نة لم يص44ح"،
كم44ا ق44ررت المجل44ة بطالن اإلج44ارة ال44تي ال تتض44من تحدي44دا معلوم44ا لم44دتها ،فج44اء في نص الم44ادة (" :)561يش44ترط في
اإلجارة لمدة أن تكون معلومة ،فلو اكترى دابة مدة غزاته أو أجر داره للغريب أو الحاج م44دة إقامت44ه ،أو اس44تأجر خادم44ا
يخدمه م4دة مرض4ه لم تص4ح اإلج4ارة ويل4زم المس4تأجر إذا اس4توفى المنفع4ة أو اس4تلم الم4أجور أج4رة المث4ل" ،وإ ن ك4ان ه4ذا
هو الحكم القانوني والفقهي الوارد في المجلة الشرعية في حال عدم معلومية مدة اإليجار ،إال أن الواقع العملي أثبت أن
عق4د اإليج44ار ينعق4د ح44تى ول44و لم يتف4ق الطرف44ان على الم44دة ،أو اتفق4ا على أن يك44ون اإليج44ار لم44دة غ4ير معين44ة ،وحينه44ا يتم
اللجوء إلى ما تكفل به القانون لتحديد مدة اإليجار.
صورة ()2-11
.3طAAرق تعAAيين مAAدة اإليجAAار في القAAانون :إذا لم يتم تحدي 44د الم 44دة باتف 44اق ط 44رفي العق 44د الم 44ؤجر والمس 44تأجر ،أو اتف 44ق
المؤجر والمستأجر على أن يك4ون عق4د اإليج4ار غ4ير مح4دد الم4دة ،ففي ه4ذه الحال4ة تك4ون م4دة اإليج4ار هي الم4دة المح4ددة
لدفع األجرة ،وذلك على أساس أنها أقل م4دة يتص4ور بق4اء اإليج4ار خالله4ا (الجم4ال1991 ،م) ،وعلى ذل4ك إذا تم االتف4اق
في عق 44د اإليج 44ار على أن يتم دف 44ع األج 44رة ش 44هريا ،فتك 44ون م 44دة اإليج 44ار هي ش 44هر واح 44د ،وإ ذا تم االتف 44اق على أن ت 44دفع
األجرة سنويا كانت المدة سنة واحدة ،وهذا عين ما نص4ت علي4ه الم4ادة ( )562من المجل4ة الش4رعية حيث ج4اء فيه4ا" :ل4و
340
:::::مقرر العقود المدنية :::::
استأجر عقارا كل شهر بكذا أو أجيرا أو عينا ك4ل ي4وم بك4ذا ص44ح العق4د ول4زم في الش4هر أو الي4وم األول ،وكلم4ا دخال في
شهر أو يوم لزمهما حكم اإلجارة فيه ،ولكل من العاقدين الفسخ أول كل شهر أو كل يوم ف44ورا" ،وه44ذا يع44ني أن اإلج44ارة
في هذه الحال4ة ال تنفس4خ من تلق4اء نفس4ها بمج4رد انته4اء الم4دة المح4ددة به4ذه الطريق4ة ،وإ نم4ا يجب أن ينب4ه أح4د المتعاق4دين
اآلخ4ر بفس4خ العق4د وبض4رورة اإلخالء ،ف4إذا لم يتم التنبي4ه امت4دت اإلج4ارة لم4دة مماثل4ة ،كم4ا أن4ه وفي ح4ال ك4انت اإلج4ارة
سنوية ولم يتم تحديد السنة المقصودة ،هل الهجرية أم الميالدية ،وإ ذا كان العقد قد ح4دد الس4نة بالهجري4ة ،فه4ل هي الس4نة
الهاللي 44ة أم الشمس 44ية ،وه 44ذا م 44ا حرص 44ت الم 44ادة ( )563من المجل 44ة الش 44رعية على تحدي 44ده ،فق 44د ح 44ددت الس 44نة في ح 44ال
إطالقها وعدم تحديدها بالسنة الهاللية ،ويقصد بالسنة الهاللي4ة هي الس4نة القمري4ة وع4دد أيامه4ا 354يوم4ا و 8س4اعات و
48دقيقة ،وهي الفترة الزمنية والوقت الذي يستغرقه دوران القمر حول األرض اثنتي عشرة مرة.
.4بداية مAدة اإليجAار ونهايتAه :نص44ت الم44ادة ( )564من المجل44ة الش44رعية على" :ابت44داء م44دة اإلج44ارة يعت44بر من ال44وقت
ال44ذي س44مياه في العق44د ،وعن44د ع44دم ذك44ره يعت44بر من حين العق44د" ،كم44ا نص44ت الم44ادة ( )565منه44ا على" :يل44زم في اإلج44ارة
المضافة ذكر ابتداء المدة كانتهائها وإ ال لم تص44ح اإلج4ارة" ،ومن ثم يجب لص44حة اإلج4ارة أن يتم تحدي4د ب4دايتها ونهايته4ا،
وفيما يتعلق بالحد األقصى لم4دة اإليج4ار ،فلم يح4دد الق4انون وك4ذلك الفق4ه اإلس4المي ح4دا أقص4ى له4ا ،ك4ل م4ا هنال4ك أن4ه ال
يجوز أن تكون اإلج4ارة مؤي4دة ،وه4ذا يع4ني أن4ه يجب أن يك4ون له4ا نهاي4ة ،ومن يح4دد نهايته4ا ه4و القاض4ي بحس4ب طبيع4ة
المال المؤجر ،وفي الفق4ه اإلس4المي ي4ذهب الجمه4ور إلى أن4ه ل4و ك4ان مح4ل المنفع4ة الم4ؤجرة أرض44ا فال يوج4د ح4د أقص44ى
للسنوات والشهور ،بينما يذهب جانب من الشافعية إلى أن الحد األقصى لإلج4ارة يجب أال يزي4د على الس4نة ،مهم4ا ك4انت
طبيعة المال محل اإليجار ،وفي المقابل يذهب الجانب اآلخر من الشافعية إلى أن الحد األقصى لمدة اإلجارة هو ثالثون
عام44ا ،بص44رف النظ44ر عن طبيع44ة الم44ال ال44وارد علي44ه العق4د ،وحجتهم في ذل44ك أن الثالثين عام44ا هي نص44ف عم44ر اإلنس44ان
في الغالب األعم (عبد القادر2006 ،م).
نصت المادة ( ) 595من المجلة الشرعية على" :يشترط كون المنفعة المعقود عليها مباحة مطلقا بال ضرورة ،فال يصح
اس44تئجار ش44خص لزمٍ4ر أو غن44اٍء أو نياح44ة ،وال تص44ح إج44ارة أرض أو دار لتجع44ل كنيس44ة وال ل44بيع خم44ر فيه44ا ،وال تص44ح
إج4ارة الكلب وأواني ال4ذهب والفض4ة" ،فيل4زم إذا أن يك4ون الش4يء الم4ؤجر داخال في دائ4رة التعام4ل ،ومم4ا يج4وز التعام4ل
فيه ،فإذا لم يكن كذلك بحسب طبيعته أو بحسب الغرض الذي خصص له فال يمكن حينها أن يك44ون محال لعق44د اإليج44ار،
فإذا كان الشيء غير قابل للتعامل فيه بطبيعته وهي األش4ياء المباح4ة ال4تي ال يج4وز ألح4د االس4تئثار به4ا دون غ4يره م4ا لم
341
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يحوزه 44ا ،فإن 44ه ال يص 44لح أن يك 44ون محال لعق44د اإليج 44ار ،وق 44د ذك 44رت المجل 44ة الش 44رعية العدي 44د من األش 44ياء ال 44تي ال يج 44وز
إجارتها ،إال أنها وضعت مب4دأ عام4ا تناولت4ه الم4ادة ( )600حيث نص4ت على" :ك4ل م4ا ح4رم بيع4ه ح4رم إجارت4ه ،إال الح4ر
والحرة وأم الولد والوقف فتصح إجارتها" ،وإ ن كانت ه4ذه هي القاع4دة العام4ة في م4ا يص4ح ت4أجيره وم4ا ال يص4ح ،إال أن
المجلة أوردت كذلك العديد من النصوص التي تناولت بعض اإليجارات التي ال تصح ومنها:
.1أن يكAAون محAAل اإليجAAار مشAAتمال على المنفعAAة المقصAAودة :فال يص44ح إج44ارة عين ال تش44تمل على المنفع44ة المقص 44ودة
منه44ا ،فمن اس44تأجر أرض44ا س44بخة ل44زرع أو داب44ة زمن44ه لحم44ل لم تص44ح اإلج44ارة ،كم44ا ال تص44ح إج44ارة من اس44تأجر س44يارة
محطمة ليركبها ،أو بيتا مهدما لسكناه.
.2أال يكون المستأجر هو ذاتAه المالAك :وه44ذه اإلج44ارة ال تص44ح وفق44ا ألحك44ام الفق44ه اإلس44المي ،إال أن الق44انون الوض44عي
يجيزها وذلك لوجود إيجارات قديمة ممنوع على مالكها االنتفاع بمحله4ا ،ول4ذا فيمكن لهم اس4تئجارها لس4كناها ،وه4ذه في
الفقه اإلسالمي ال تجوز.
.3أال يكون محل اإليجار شيئا قابال لالستهالك :فال يج44وز أن يك44ون مح44ل اإلج44ارة طعام44ا يؤك44ل ،أو ش44معا يص44هر ،أو
صابونا به يغسل ،أو ماء يشرب ،وذلك ألن المستأجر ملزم بنهاية عقد اإليجار أن يرد المأجور كما تسلمه ،ويتعذر هذا
في حال كان قابال لالس44تهالك ،وم4ع ذل4ك ق44د يح4دث وإ ن ك4ان ن4ادرا أن يك4ون الش4يء الم4ؤجر ق44ابال لالس4تهالك ،ويش4ترط
أن يرده بعينه بعد انتهاء عق4د اإليج4ار ،ومث4ال ذل4ك أن يس4تأجر ت4اجر حب4وب غالل من ن4وع معين موج4ودة ل4دى الم4ؤجر
لكي يعرضها في معرضه ثم يردها إلى صاحبها بذاتها (سعد1998 ،م) ،وكذلك أيضا أن يستأجر صراف أنواعا معين4ة
من العمالت األجنبية من أجل عرضها في ص4رافته ثم رده4ا إلى مالكه4ا ب4ذاتها ،وتطبيق4ا له4ذه الحال4ة األخ4يرة قي4ام بعض
صاحب محل باستئجار زهور غالية الثمن ليعرضها في معرضه في يوم االفتتاح ولمدة معينة ،ثم يردها إلى مالكها بعد
ذلك.
342
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أ .شروط األجرة كمحل اللتزام المستأجر :يشترط في األج4رة باعتباره44ا مح44ل ال44تزام المس44تأجر كم44ا أس44لفنا ع4دة ش44روط،
وهي ش44روط ال ب44د من توافره44ا النعق44اد عق44د اإلج44ارة باعتب44ار أنه44ا ركن من أركانه44ا ،فيش44ترط فيه44ا أن تك44ون موج44ودة،
وذل44ك ألنه44ا هي ال44تي تم44يز بين عق44د اإليج44ار والعق44ود المش44ابهة ل44ه ،كعق44د العاري44ة على س44بيل المث44ال ،وبن44اء عليه44ا يتح44دد
المسؤول عن نفقات المال وكذلك تبعة هالكه وغير ذلك من األحكام ،كما يشترط أن تك4ون األج4رة حقيقي4ة ،ومع4نى ذل4ك
أن تك 44ون إرادة ك 44ل من ط 44رفي العق44د ق 44د اتجهت إلى االل 44تزام به 44ا ،ف 44إرادة المس 44تأجر اتجهت إلى دفعه 44ا ،وإ رادة الم 44ؤجر
اتجهت إلى قبضها ،فإذا تبين أن األجرة صورية فإن العقد كإيجار يبطل ،ويمكن تحويله إلى عقد عاري44ة مس44تترة ،وذل44ك
ألن األج44رة الص44ورية تع44ني أن44ه ال توج44د أج44رة من األس44اس ،كم44ا يش44ترط في األج44رة أن تك44ون جدي44ة بمع44نى أن تك44ون
بأجرة المثل أو أقل قليال أو أكثر قليال ،أما إذا تبين أنه4ا وص4لت ح4دا من التفاه4ة ب4أن ك4انت تافه4ة ،ال تتناس4ب م4ع القيم4ة
الحقيقية ألجرة الشيء محل اإليجار ،فإن األجرة التافهة هنا تعامل معامل4ة األج4رة الص44ورية ومن ثم تبط4ل عق4د اإليج4ار
343
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ويمكن أن يتح 44ول إلى عاري 44ة مس 44تترة أيض 44ا ،ومن أمثل 44ة األج 44رة التافه 44ة أن ي 44ؤجر أح 44دهم بيت 44ه الواق 44ع في أرقى أحي 44اء
الري 44اض بمبل 44غ عش 44ر ري 44االت في الش 44هر الواح 44د ،في حين تبل 44غ القيم 44ة الحقيقي 44ة ألج 44رة ه 44ذا ال 44بيت عش 44رة آالف لاير في
الشهر الواحد ،ويفرق الفقه بالطبع بين األجرة التافهة واألجرة البخسة ،فاألجرة البخسة تعني أن هناك أجرة ولكنه44ا أق44ل
من القيمة الحقيقية ألجرة الشيء محل اإليجار ،وإ ن كان هذا الفارق ال يص44ل إلى ح4د التفاه4ة ،إال أن4ه يك4ون مالحظ4ا إذا
م44ا ق 44ورنت قيم44ة األج44رة المدفوع44ة بقيم44ة المنفع44ة ال44تي يغله44ا الش44يء الم44ؤجر ،ففي المث44ال الس44ابق تك44ون األج44رة بخس44ة
وليس 44ت تافه 44ة إذا تم ت 44أجير ال 44بيت بمبل 44غ أربع 44ة آالف لاير في الش 44هر الواح 44د وليس عش 44رة آالف ،ف 44الفرق بينهم 44ا واض 44ح
وكبير ،ولكنه ليس تافها ،ومن ثم ينعقد العقد صحيحا باألجرة البخسة ،وباطال باألجرة التافهة النعدامها.
ب .صور األجرة :على خالف عقد البيع الذي اشترط القانون العتباره بيعا أن يكون الثمن نقديا ،فإن الق4انون لم يش44ترط
نقدية األجرة وإ ن ك4انت هي الص44ورة الغالب4ة ،ول4ذلك يمكن أن تك4ون األج4رة نقدي4ة ،ويمكن أن تك4ون غ4ير ذل4ك ،ف44األجرة
العيني 44ة ينعق 44د به 44ا عق 44د اإليج 44ار ،ك 44أن يس 44تأجر أرض 44ا زراعي 44ة على أن تك 44ون األج 44رة عب 44ارة عن ج 44زء من المحص 44ول،
واألجرة قد تكون عبارة عن خدمات يؤديها المس4تأجر للم4ؤجر ،ك4أن ي4ؤجره بيت4ه على أن يخدم4ه لم4دة س4اعتين في الي4وم
الواح4د ،كم4ا يمكن أن تك4ون األج4رة عب4ارة عن م4ال ممل4وك للمس4تأجر يس4تعمله الم4ؤجر ،ك4أن يتم االتف4اق على أن تك4ون
األج44رة عب44ارة عن منفع44ة س44يارة يملكه44ا المس44تأجر ،وق44د أوض44حت المجل44ة الش44رعية أهم ص44ور األج44رة ،فوض44عت قاع44دة
عام44ة في نص الم44ادة ( )651ق44ررت في44ه أن ك44ل م44ا يص44لح أن يك44ون ثمن44ا في الم44بيع يص44ح أن يك44ون أج44رة في اإلج44ارة،
كم 44ا بينت في الم 44ادة ( )653أن المن 44افع أيض 44ا كاألعي 44ان تص 44ح أن تك 44ون هي األج 44رة ،فيج 44وز أن يس 44تأجر دارا على أن
تكون األجرة سكنى دار مملوكة له ،كما أجازت ذات المادة أن تكون األجرة عب44ارة عن خدم44ة معين44ة لم44دة معلوم44ة ،كم44ا
أجازت المادة ( )654من المجلة أن تكون األجرة عبارة عن نفقة معلومة لمدة معلومة يحص44ل عليه44ا الم44ؤجر في مقاب44ل
انتفاع المستأجر بماله مدة اإليجار ،وفي ذلك ق4الت" :نفق4ة اآلدمي ول4و دون وص4ف في حكم المعل4وم فيص4ح جعله4ا أج4رة
فل44و أج44ره داره بنفقت44ه أو نفق44ة ول44ده أو عب44ده م44دة معلوم44ة ص44حت اإلج44ارة ،وك44ذا ل44و اس44تأجر األج44ير أو الظ44ئر بنفقتهم44ا
وس4كوتهما ص4ح ويرج4ع إلى النفق4ة والكس4وة المتعارف4ة عن4د التن4ازع ،أم4ا نفق4ة ال4دواب ونحوه4ا فال يص4ح جعله4ا أج4رة إال
م 44ع التق 44دير والوص 44ف" ،ويرج 44ع في تق 44دير ه 44ذه النفق 44ة إلى الع 44رف وظ 44روف البالد ال 44تي يعيش فيه 44ا الم 44ؤجر وبحس 44ب
األس 44عار فيه 44ا ،فل 44و ك 44ان يكفي الف 44رد الع 44ادي في مث 44ل ظ 44روف الم 44ؤجر ألفي لاير في الش 44هر ف 44األجرة هي ألف 44ا لاير ي 44دفعها
المستأجر على سبيل النفقة.
ج .تعيين األجرة وتقديرها :األصل أن يقوم المتعاقدان بتعيين األجرة التي يلتزم المستأجر بدفعها للمؤجر مقابل المنفعة
التي يمكن4ه ه4ذا األخ4ير منه4ا ،وإ ن ك4ان ه4ذا ه4و األص4ل إال أنهم4ا ق4د يتفق4ان على األس4س الموض4وعية ال4تي تح4دد األج4رة
344
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بمقتض44اها ،فينعق44د العق44د بينهم44ا ص44حيحا منتج44ا آلث44اره ،ثم يتم االتف44اق الحق44ا على قيم44ة األج44رة وتعيينه44ا ،وتع44يين األج44رة
يختل4ف ب4اختالف طبيعته4ا ،ثم ق4د يس4كت طرف4ا العق4د عن تع4يين األج4رة وتق4ديرها في العق4د ،وال يض4منان العق4د أي أس4س
بن44اء عليه44ا س44يتم التع44يين الحق44ا األم44ر ال44ذي يع44ني أنهم44ا ق44د س44كتا عن تعيينه44ا ،أو كان44ا ق44د اتفق44ا لكن تع44ذر على ص44احب
المصلحة إثباتها الحقا ،وفيما يلي نبين جميع هذه األحكام بشيء من التفصيل:
.1تعيين األجرة باتفاق الطرفين (المؤجر والمستأجر) :كما قدمنا هذا هو الوضع الغ44الب في تع44يين األج44رة في الق44انون
والفق 44ه اإلس 44المي ،ولم يش 44ترط في األج 44رة أن تتس 44اوى في جمي 44ع م 44دد اإليج 44ار ،فق 44د يتم االتف 44اق على أن تك 44ون الزي 44ادة
تصاعدية بعد كل مدة زمنية معينة تمر على عقد اإليجار ،كما ال يشترط أن تتساوى أجرة جمي44ع األج44زاء في الم44أجور،
فقد يتم تأجير الشقق المطلة على الشاطئ في مدين4ة ج4دة بمبل4غ س4بعين أل4ف لاير للس4نة الواح4دة ،في حين يتم ت4أجير الش4قة
الداخلي44ة في ذات المب44نى بمبل44غ س44تين ألف44ا ،فتق44دير األج44رة هن44ا يع44ود إلى مواص44فات الم44ال الم44أجور وتم44يزه عن بعض44ه
البعض ،وطريقة تعيين األجرة تختلف باختالف طبيعتها.
-تعيين األجرة لو كانت نقودا :متى كانت األجرة المتفق عليها من النقود ،وهذا هو الوضع الغالب ،وجب على طرفي
العق4د تحدي4د مق4دارها ونوعه4ا ،وعم4ا إذا ك4انت عن ك4ل م4دة اإليج4ار أم على وح4دات زمني4ة معين4ة ،ك4أن يتم االتف4اق على
دفعها كل شهر أو كل يوم أو كل سنة وهكذا (طلبة1999 ،م).
-تعيين األجرة لAو كAانت من المثليAات :فم44تى ك44انت األج44رة من المثلي44ات وه44ذا ج44ائز ،ك44أن يش44ترط في العق44د أن تك44ون
األج44رة عب44ارة عن قمح أو ش44عير أو أرز يقدم44ه المس44تأجر للم44ؤجر مقاب44ل منفع44ة الم44أجور ال44تي يحص44ل عليه44ا ،وفي ه44ذه
الحالة ال بد من بيان نوعها ومقدارها ،فلو تم االتفاق على أن تكون األجرة من القمح ،وجب حينها أن يتم تعيين قدرها،
ولكن ال يشترط تعيين درجة جودتها ،إذ يتم االحتكام في هذه الحالة إلى العرف الجاري.
-تعAAيين األجAAرة لAAو كAAانت من القيميAAات أو أشAAياء أخAAرى :فاألش44ياء المعين44ة ب44ذاتها تص44ح أن تك44ون منه44ا األج44رة ،ويتم
تعيينه 44ا ببي 44ان ذاتيته 44ا وأوص 44افها تعيين 44ا نافي 44ا للجهال 44ة ،فمن أّج ر منفع 44ة بيت 44ه مقاب 44ل الحص 44ول على س 44يارة بقيم 44ة األج 44رة
الس44نوية لل44بيت ص44ح العق44د ،ولكن ينبغي تحدي44د ن44وع الس44يارة وموديله44ا وت44اريخ ص44نعها ،وحالته44ا ولونه44ا ورقمه44ا في ح44ال
ك 44انت مس 44تخدمة ،وأي 44ة ص 44فات أخ 44رى تميزه 44ا عن غيره 44ا من الس 44يارات المش 44ابهة ،وفي ح 44ال ك 44انت األج 44رة نس 44بة من
المحصول أو المنتجات التي يغلها الشيء المؤجر فال بد من تحديد هذه النس44بة بش44كل ص44ريح وواض44ح (س44عد1998 ،م)،
ولو كانت األجرة خدمة تسدى إلى الم4ؤجر من المس4تأجر فال ب4د من تحدي4د ه4ذه الخدم4ة ونوعه4ا ووقته4ا وم4دتها وك4ل م4ا
يجعلها واضحة ومحددة تحديدا كافيا.
345
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.2تعيين األجرة ببيAان األسAس الAتي يتم تقAدير األجAرة بهAا :إذا لم يتف44ق الم44ؤجر والمس44تأجر على قيم44ة األج44رة ولم يتم
تعيينها في العقد ،فينعق4د العق4د ص4حيحا منتج4ا آلث4اره م4تى ضّ4م ن المتعاق4دان عق4دهما األس4س ال4تي بن4اء عليه4ا س4يتم تحدي4د
األجرة ،فإذا كان األمر كذلك أصبح من المحظور على طرفي العقد التدخل بعد ذلك بإرادتيهما في تق4دير األج4رة ،وإ نم4ا
يتم االحتكام إلى هذه األسس التي ضّم ناها هما بإرادتيهما الحرة الجادة غير الهازلة ليقي4دا نفس4يهما به4ا وفق4ا لقاع4دة العق4د
شريعة المتعاقدين ،فقد يتم االتفاق في عق4د اإليج44ار على أن األج44رة المس44تحقة هي أج44رة المث44ل أو نس44بة من المنتج44ات أو
الثمار التي يغلها المأجور ،أو تم تحديدها بنسبة معينة من راتب المستأجر ،فتكون ثلث راتبه أو ربعه.
.3تعيين األجرة عن طريق شخص ثالث :والق44تراب عق44د اإليج44ار من عق44د ال44بيع في األحك44ام ،ف44إن أحك44ام األج44رة أيض44ا
تقترب من أحكام الثمن في عقد البيع ،وهذا ما أشارت إليه المجلة الش44رعية في نص الم44ادة ( )651وال44تي س44بق اإلش44ارة
إليه44ا ،ول44ذا فيج44وز للط44رفين أن يتفق44ا على أن يتم تحدي44د األج44رة عن طري44ق ش44خص أجن44بي ،ويس44مى مفّو ض44ا ،ف44إذا لم يقم
ه44ذا المف44وض بتحدي44د األج44رة ألي س44بب ك44ان ،فال ينعق44د عق44د اإليج44ار بينهم44ا في ه44ذه الحال44ة ،وال يمل44ك القاض44ي س44لطة
إجبار المفوض على تعيين األجرة ،أو التدخل وتعيينها بنفس4ه ،كم4ا ال يمكن ل4ه تع4يين ش4خص آخ4ر مكان4ه للقي4ام بمهمت4ه،
بي44د أن ط44رفي العق44د يملك44ان س44لطة اختي44ار ش44خص آخ44ر يح44ل محل44ه في ه44ذه المهم44ة ،ف44إذا ح44دد األج44رة انعق44د العق44د بين
المؤجر والمستأجر وترتبت آثاره القانونية.
.4تعAيين األجAرة حAال سAكوت الطAرفين :في ه44ذه الحال44ة ال44تي ال يظه44ر فيه44ا اتج44اه إرادة المتعاق44دين إلى أي طريق44ة من
الط44رق الس44ابق اإلش44ارة إليه44ا في تع44يين األج44رة ،ف44إن األج44رة المس44تحقة حينه44ا هي أج44رة المث44ل ،وتعت44بر أج44رة المث44ل هي
المس44تحقة أيض 44ا إذا ك44ان المتعاق 44دان ق 44د اتفق44ا عليه44ا لكن تع44ذر على ص 44احب المص 44لحة إثباته44ا ،ولتحدي44د أج44رة المث44ل يتم
الرج44وع إلى القاض44ي ال44ذي ل44ه أن يس44تعين بأه44ل الخ44برة في ذل44ك ،كم44ا أن ل44ه أن يق44درها في ظ44ل الظ44روف المحيط44ة مث44ل
ظروف التعاق44د ،واألوراق والمس4تندات المقدم4ة في مل4ف ال4دعوى ،ومن ذل4ك أن يق4وم الم4ؤجر أو المس4تأجر بتق4ديم عق4ود
إيجار سابقة لذات المأجور ،واالستعانة بقيمة األجرة المدونة فيها.
.5عدم تعيين األجرة على الرغم من التفاوض بشأنها :ه44ذه الحال44ة تش44به حال44ة م44ا إذا تف44اوض المتبايع44ان في عق44د ال44بيع
على الثمن وعناصر تحديده ولكنهما لم يتوصال بشأنه إلى اتفاق ،ففي هذه الحالة لن ينعقد العقد بينهم44ا ،وذل44ك ألن الثمن
هو ركن من األركان ،وهذا عين م4ا ه4و مطب4ق بالنس4بة لألج4رة أيض4ا ،فيعت4بر عق4د اإليج4ار ب4اطال بطالن4ا مطلق4ا في ه4ذه
الحالة لتعذر االتفاق على أحد أركانه.
346
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
العاقAAدان في عقAAد اإليجAAار :العاق44دان في عق44د اإلج44ارة هم44ا الم44ؤجر ب44اذل المنفع44ة أو العين ال44تي تتول44د منه44ا ه44ذه
المنفعة ،والمستأجر وهو باذل األجر أو الكراء مقابل المنفعة المبذولة له.
المؤجر :ه44و الممل44ك للمنفع44ة بعق44د اإلج44ارة ويق44ال ل44ه آج44ر ومك44اري ،وه44و المل44تزم بتمكين المس44تأجر من االنتف44اع
بالعين المؤجرة طيلة فترة اإليجار.
المستأجر :هو المتملك للمنفعة باإلجارة ويقال له ُم كتٍر ،وهو الطرف الثاني في عقد اإليجار.
أهلية المؤجر :هي األهلي44ة ال44تي تخول44ه إب44رام عق44د اإليج44ار وتمكين المس44تأجر من االنتف44اع بالم44أجور ويكفي فيه44ا
أن تكون أهلية إدارة.
أهلية المسAتأجر :هي األهلي44ة ال44تي تخول44ه إب44رام عق44د اإليج44ار وس44داد األج44رة المتف44ق عليه44ا ،وهي إم44ا أن تك44ون
أهلية تصرف أو أهلية إدارة.
الشيء المؤجر :الحق المالي للمؤجر الذي يمكن المستأجر من االنتفاع به مقاب44ل األج44رة ال44تي يل44تزم به44ا األخ44ير
لألول.
347
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المنفعة :هي الثم44رة ال44تي يجنيه44ا المس44تأجر أو الفائ44دة ال44تي تع44ود علي44ه في مقاب44ل األج44ر أو الع44وض ال44ذي يدفع44ه
للم44ؤجر س44واء ك44انت اإلج44ارة واردة على عين معين44ة من األعي44ان أم ك44انت واردة على عين موص44وفة ثابت44ة في
الذمة المالية للمؤجر ،أم كانت اإلجارة واردة على عمل معين.
إمكان المنفعة :هو أن تكون المنفعة مقدورا على تسليمها.
تعيين المنفعة :هو معرفة المنفعة المعقود عليها بعرف أو وصٍف أما ل4و ُج هلت المنفع4ة ولم يكن له4ا ض4ابط من
العرف لم تصح اإلجارة.
مدة اإليجار :هي الفترة الزمنية المسموح للمستأجر خاللها أن ينتفع بالمأجور في مقابل التزامه باألجرة.
األج44رة :هي المقاب44ل ال44ذي يل44تزم المس44تأجر بإعطائ44ه للم44ؤجر لق44اء انتفاع44ه بالش44يء الم44ؤجر ،وهي مح44ل ال44تزام
المستأجر.
األجرة الصورية :هي األج44رة غ44ير الحقيقي44ة وهي ال44تي اتجهت إرادة المتعاق44دين إلى ع44دم تنفي44ذها وال ينعق44د به44ا
العقد.
األجرة التافهة :هي األجرة التي وصلت حدا من الضآلة ال يتناسب مع قيمة المنفعة العائدة من المأجور.
األجAAرة البخسAAة :هي األج 44رة ال 44تي لم تص 44ل في قلته 44ا إلى ح 44د التفاه 44ة ولكن الف44رق بينه 44ا وبين األج 44رة الحقيقي 44ة
ملحوظ ،وينعقد بها العقد.
أنشطة الوحدة:
348
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مقال:
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِقه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
أقامت شركة (زيد) دعوى قضائية ضد (عمرو) ،مدعية فيها أنها استأجرت منه محطة وقود بأجرة سنوية مقدارها مليون
لاير ،لمدة خمسة عشر عامًا ،ويبدأ العقد من تاريخ استالم الموقع ،ويكون االستالم بعد انتهاء الُم َّد َع ى علي ه من المحط ة
349
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وتجهيزها ،وأن المحطة اآلن على وشك االنتهاء وهي في مرحلة التش طيبات ،وأن الُم َّد َع ى علي ه خ اطب الش ركة طالب ًا
زيادة األجرة عما تم التعاقد عليه ،لذلك تطلب الشركة الحكم بإلزام (عمرو) بإمضاء العقد بما هو عليه وتسليم الموقع بعد
انتهائه من تجهيزه.
في رده على الدعوى ،أجاب (عمرو) بأن مدة اإليجار المتف ق عليه ا تب دأ من ت اريخ توص يل التي ار الكهرب ائي وت ركيب
عدادات شركة الكهرباء للموقع ،واستالم ترخيص البناء ،وأنه تع ذر علي ه اس تخراج ت رخيص للمحط ة ل رفض الجه ات
المختصة ذلك ،وأضاف أن تخلف شروط االنعقاد في عقد اإليجار موضوع الدعوى تجعله باطًال ال نفاذ له بحقه ،وال أثر
يترتب عليه ،حيث تخلف شرط القدرة على التسليم ،لعدم حصوله على الترخيص الالزم لتشغيل المحطة ،إضافة إلى عدم
استالمه لبدل اإليجار المتفق عليه رغم مضى ثالث سنين على إبرام العقد ،كما أن العق د لم يتض من بي ان ت اريخ واض ح
ومحدد لبدء سريان اإليجار ،وهذا يجعله منطويًا عل غرر وجهالة تجعله باطًال أيضًا.
عقب ممثل الشركة الُم َّد ِع ية ،بأن ما ذكره الُم َّد َع ى عليه من رفض الجهات المختصة منحه ت رخيص إقام ة المحط ة غ ير
صحيح ،فالمحطة قائمة وقد أنش ئت ،وال يس تطيع أن يبنيه ا ب دون فس ح بن اء ،وال يعطى فس ح البن اء من البلدي ة إّال بع د
موافقة الجهات المختصة ذات العالقة .فلو كنت قاضيًا في الدعوى ،ماذا سيكون ردك على هذه الدعوى؟
اإلجابة:
بناًء على أن عقد اإليجار الذي تم بين الطرفين معلق على االستالم وانتهاء المؤجر من بن اء المحط ة وتجهيزه ا ،وعق ود
المعاوضات ال يصح تعليقها ،وألن الجهل بزمان ابتداء العقد يؤدى إلى الجهل بمدته وهذا يبطله ،قال في المغنى ج 8ص
( :13وإن اكترى فسطاسًا إلى مكة ولم يقل متى أخرج فالكراء فاسد ،وبه قال أبو ثور ،وهو قي اس ق ول الش افعي ،وق ال
أصحاب الرأي :يجوز استحسانًا بخالف القياس ،ولنا أنها مدة غير معلومة االبتداء فلم يجز ،كما لو قال أجرتك دارى من
حين يخرج الحاج إلى آخر السنة ،)...وألن التعليق على المجهول شرط باطل مبطل للعقد كم ا ق ال في الكش اف ج 3ص
( :222النوع الثالث من الشروط الفاسدة أن يشترط البائع شرطًا يعلق البيع عليه كقوله بعتك إن جئتني بكذا أو بعت ك إن
رضى فالن ،)...والعقد محل الدعوى هن ا في حقيقت ه يش تمل على تعلي ق األج ل المفض ي إلى تعلي ق العق د ،ولقول ه في
الشرح الممتع ج 10ص ( :35فلو أجر سيارة محركها معطل للسفر عليه ا ،ف إن االج ارة ال تص ح ،وإذا ق ال المس تأجر
لصاحبها متى أصلحتها فقد اس تأجرتها من ك الش هر بك ذا وك ذا ،فهن ا ال تص ح االج ارة أيض ًا؛ لم ا يلى :أوًال :أن العق ود
والمعاوضات ال يصح تعليقها كم ا ه و الم ذهب .ثاني ًا :أن ه ذا مجه ول ،أي ابت داء الم دة من التص ليح ،والتص ليح غ ير
معلوم ،وعلى هذا فال تصح .)...عليه يحكم ببطالن عقد اإليجار الذي تم بين ش ركة(زي د) والُم َّد ِع ى (عم رو) ،وت رفض
دعوى الشركة ضد(عمرو).
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
. 1إذا كان الهدف من استئجار العقار إعادة تأجيره فإنه يشترط في المستأجر أهلية:
األداء. ا.
اإلدارة. ب.
التصرف. ج.
الوجوب. د.
. 3إذا قام أحدهم بتأجير عقار أخيه دون إذنه فإن عقد اإليجار يكون:
351
:::::مقرر العقود المدنية :::::
. 4اإليجار الصادر من الشريك على الشيوع يكون نافذا في مواجهة باقي الشركاء متى كان:
.6حتى ينعقد عقد اإليجار صحيحا منتجا آلثاره القانونية ال بد أن تكون المنفعة:
352
:::::مقرر العقود المدنية :::::
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
لعقد اإليجار أركان ثالثة وهي الرضا والمحل والسبب أما المدة فما هي إال شرط لصحته وليس النعقاده.
متى كانت األجرة صورية فإن عقد اإليجار يكون باطال وذلك على خالف ما لو كانت األجرة تافهة.
الم44ؤجر ه44و الممل44ك للمنفع44ة بعق44د اإلج44ارة ويق44ال ل44ه م44ؤجر ومك44اري ،ويش44ترط دوم44ا أن يك44ون مالك44ا لم44ا يق44وم
بتأجيره.
ينفذ عقد اإليجار في مواجهة المالك الجديد ويلتزم بإكمال مدة اإلجارة مع المستأجر.
يجوز للمنتفع تأجير المال المنتفع فيه لمستأجر آخر شريطة أال يك4ون ه4ذا المس4تأجر ه4و نفس4ه مال4ك رقب4ة الم4ال
محل االنتفاع.
يجوز للمستأجر التأجير من الباطن متى كان العقار المؤجر في مكة أو المدينة.
ال يجوز للوكيل إبرام عقد اإليجار متى كانت وكالته عامة وإ نما يشترط أن تكون الوكالة خاصة.
إذا كان ولّي القاصر هو األب جاز له إبرام عقد اإليجار مطلقا دون قيد ما.
العيب في شخص المستأجر ال يكون مدعاة للمطالبة ببطالن العقد إال إذا كانت شخصيته محل اعتبار في العقد.
إجارة األموال المستقبلية وفقا للقانون تعد صحيحة وفي الفقه اإلسالمي باطلة حتى ولو كانت سلما.
353
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا لم يتم التراضي على األجرة في عقد اإليجار بعد مناقشتها فإن العقد . ...........................
اإليجار الصادر من المالك في مرض الموت يكون حكمه حكم . ..........................
اإليجارات الصادرة من الشريك المشاع تعد صحيحة متى كانت بأغلبية . .........................
يح44ق للمس44تأجر في النظ44ام الس44عودي الت44أجير من الب44اطن م44تى ك44ان يري44د التن44ازل عن ............المتبقي44ة في
العقد.
ال يجوز للقيم أن يستأجر من مال المحجور عليه متى كان الهدف من االستئجار هو. ...................
يشترط أن يكون طرفا عقد اإليجار أهال إلبرامه وقت إبرام . ...............
في حال سكت الطرفان عن تحديد األجرة فتكون األجرة المعتمدة هي أجرة . ....................
األسئلة المقالية:
السؤال الخامس :اكتب في حق التأجير من المالك موضحا حكم التأجير من صاحب حق االنتفاع.
354
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة:
أبو السعود ،رمضان1996( .م)" .العقود المسماة عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف.
جبر ،سعيد2013( .م)" .عقد اإليجار ،األحكام العامة" ،القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
الجمال ،مصطفى1991( .م)" .الوسيط في أحكام اإليجار" ،اإلسكندرية ،الفتح للطباعة والنشر.
خض 44ر ،خميس1979( .م)" .العق 44ود المدني 44ة الك 44برى ال 44بيع والت 44أمين واإليج 44ار" ،الق 44اهرة ،دار النهض 44ة العربي 44ة
للنشر.
سعد ،نبيل إبراهيم1998( .م)" .العقود المسماة ،الجزء الثاني ،اإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
طلبة ،أنور1999( .م)" .عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي الحديث.
عب44د الق44ادر ،عب44د ال44رحمن محم44د ط2006( .2م)" .الوس44يط في عق44د اإلج44ارة في الفق44ه اإلس44المي" ،الق44اهرة ،دار
النهضة العربية.
355
:::::مقرر العقود المدنية :::::
356
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف التزامات المؤجر الناتجة عن عقد اإليجار في الفقه اإلسالمي والقانون.
أن يلم بالتزامات المؤجر وأحكامها وجزاء اإلخالل بها.
أن يفرق بين عقد اإليجار وعقد البيع في االلتزامات الناشئة عن العقد.
أن يتمكن من معرفة التزام المؤجر بتسليم العين المؤجرة والحالة التي يجب التسليم عليها.
أن يتمكن من معرفة التزام المؤجر بصيانة العين المؤجرة وحدودها.
أن يتمكن من معرفة الفرق بين الترميمات الضرورية والترميمات التأجيرية ومدى التزام المؤجر بهما.
أن يتمكن من معرفة أحكام هالك العين المؤجرة كلًّيا أو جزئًّيا.
أن يتمكن من معرفة أحكام التزام المؤجر بضمان العيوب الخفية في اإلجارة والفرق بينها وبين البيع.
أن يتمكن من معرفة أحكام التزام المؤجر بضمان تعرضه الشخصي وشروطه وجزاء اإلخالل به.
أن يتمكن من معرفة أحكام التزام المؤجر بضمان التعرض الصادر من الغير وشروطه وجزاء اإلخالل به.
أن يلم باآلثار القانونية المترتبة على إخالل المؤجر بتنفيذ التزاماته في مواجهة المستأجر.
أن يستشعر أهمية دراسة التزامات المؤجر والجزاء المترتب على مخالفتها.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة التزامات المؤجر وأحكامها واآلثار القانونية المترتبة عليها.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بالتزامات المؤجر والجزاءات المترتبة على مخالفته لها.
موضوعات الوحدة:
357
:::::مقرر العقود المدنية :::::
358
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
إذا انعقد عقد اإليجار صحيًح ا ،بعد أن اكتملت أركانه ،وتوافر في كل ركن ش44روطه؛ ت44رتبت على العق4د آث44اره القانوني44ة،
وه44ذه اآلث44ار هي ذاته44ا االلتزام44ات الناش44ئة على ع44اتق ك44ل من ط44رفي العق44د (الم44ؤجر والمس44تأجر) ،فالرابط44ة اإليجاري44ة
تنش44ئ التزام44ات على ع44اتق الم44ؤجر تص44ب جميعه44ا في س44بيل تمكين المس44تأجر من االنتف44اع ب44العين الم44ؤجرة ،ويع44د ه44و
االل 44تزام الرئيس 44ي ال 44ذي يق 44ع على عاتق 44ه ،وتتف 44رع من 44ه التزام 44ات أخ 44رى تص 44ب جميعه 44ا في س 44بيل تمكين المس 44تأجر من
االنتف4اع بالم4ال الم4ؤجر على أكم4ل وج4ه ،ف44المؤجر يل4تزم بتس4ليم العين الم4ؤجرة إلى المس4تأجر ،كم4ا يل4تزم بص44يانة الم4ال
الم44ؤجر ،وك44ذلك يل44تزم بض44مان العي44وب الخفي44ة ،وأخ44يًر ا يل44تزم بض44مان التع44رض .وعلى الج44انب اآلخ44ر ،يل44تزم المس44تأجر
في مقاب44ل جمي44ع التزام44ات الم44ؤجر بالتزام44ات عدي44دة ،ي44أتي على رأس44ها التزام44ه ب44دفع األج44رة ،وهي ال44تي تقاب44ل ال44تزام
الم44ؤجر بتمكين المس44تأجر من االنتف44اع بالم44ال المس44تأجر ،كم44ا يل44تزم المس44تأجر باس44تعمال العين الم44ؤجرة فيم44ا أع44دت ل44ه،
وكذلك المحافظ4ة عليه4ا ،والتزام4ه أخ4يًر ا ب4رد العين الم4ؤجرة كم4ا تس4لمها عن4د انته4اء عق4د اإليج4ار ،أو قي4ام أي س4بب من
أسباب انتهاء العقد التي سنأتي على تفاصيلها في موضع آخر من هذه الدراسة إن شاء اهلل.
359
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
صورة ()1-12
توطئة :عقد اإليجار -كما أسلفنا في الوحدات السابقة-من عقود المعاوضة ،وهو من العقود الملزمة للجانبين ،ول44ذا ف44إن
كال من طرفيه هو دائن ومدين في ال4وقت ذات4ه ،ودراس4ة التزام4ات الم4ؤجر تع4ني أنن4ا بص44دد تحدي4د حق4وق المس4تأجر في
مواجهته ،فيكون المستأجر هنا بمثابة دائن للمؤجر بهذه االلتزامات .والتزامات المؤجر جميعها تهدف إلى تحقيق ال44تزام
واح 44د وه 44و تمكين المس 44تأجر من االنتف 44اع بالم 44ال الم 44ؤجر ،وه 44ذا التمكين لن يتحق 44ق من دون أن تك 44ون المنفع 44ة الم 44راد
الحص44ول عليه44ا بم44وجب عق44د اإليج44ار متاح44ة ،بمع44نى أن يك44ون الم44ال الم44ؤجر موج44ودا وقت إب44رام العق44د ،أو س44يوجد في
المستقبل إن كنا نحتكم إلى أحكام القانون الوضعي في هذا الشأن ،أو كن4ا بص44دد إيج4ار الس4لم ل4و تح4دثنا في نط4اق أحك4ام
360
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الفقه اإلسالمي .وأيا كان األم4ر ،فلن يتمكن المس4تأجر من االنتف4اع بالم4ال ب4المؤجر إال إذا ق44ام الم4ؤجر بتس4ليمه إي4اه ،فم4ا
مضمون هذا االلتزام ،وكيف يتم ،وما جزاء اإلخالل به؟
مضAAمون الAAتزام المAAؤجر بالتسAAليم :نص 44ت الم 44ادة ( )547من المجل 44ة الش 44رعية على أن 44ه "يل 44زم الم 44ؤجر تس 44ليم .1
المأجور في أول مدة اإلجارة بما يعد تسليما عرفا" ،ولكي يكون المؤجر قد قام بتنفيذ التزامه بالتسليم فال بد من
أن يش 44مل التس 44ليم؛ ليس فق 44ط العين الم 44ؤجرة ،وإ نم 44ا أيض 44ا ك 44ل م 44ا يع 44د من ملحقاته 44ا م 44ا لم يوج 44د اتف 44اق يقض 44ي
بخالف ذلك:
تسليم العين المؤجرة (المأجور) :انتفاع المستأجر بالعين الم4ؤجرة أو الم4أجور لن يتحق4ق دون أن يق4وم الم4ؤجر ا.
بتسليمه إياه ،ويشمل التزام المؤجر بالتسليم ضرورة تسليم العين المؤجرة على الحالة ال44تي تم االتف44اق عليه44ا في
عقد اإليجار ،شأنه شأن التسليم في عقد البيع.
ومن ثم ،يجب على المؤجر ح4تى يك4ون ق44د نف4ذ التزام4ه بالتس4ليم أن يق4وم بتس4ليم العين الم4ؤجرة ذاته4ا ال4تي تم تعيينه4ا في
العق44د على النح44و ال44ذي رأين44اه س44ابقا في تع44يين المنفع44ة بعق44د اإليج44ار ،وال يج44وز للمس44تأجر أن يطلب من الم44ؤجر تس44ليمه
عينا أخرى غير تلك التي تم التوافق بش4أنها في عق4د اإليج4ار ،ك4ل ذل4ك م4ا لم يتفق4ا على خالف ذل4ك ،وق4د قض4ت محكم4ة
االس44تئناف المص44رية في حكم ش44هير له44ا ب44أن "المس44تأجر ال44ذي يش44غل ش44قة غ44ير تل44ك ال44تي عينه44ا عق44د اإليج44ار ال يمكن
اعتب44اره إال مج44رد مح44رز له44ذه الش44قة بغ44ير س44بب (مغتص44با) ،ول44ذلك يص44ح إخراج44ه ب44دون حاج44ة إلى تنبي44ه ب44اإلخالء " (
28/2/1934م) ،وعلى ذل44ك إذا م44ا تم تع44يين العين الم44ؤجرة في عق44د اإليج44ار فال ب44د من أن يل44زم الم44ؤجر بتس44ليم الم44ال
ذاته الذي تم التوافق بشأنه ،وهذا ي4برر اش4تراط الفق4ه اإلس4المي والق4انون ض4رورة تحدي4د الم4ال الم4ؤجر والمنفع4ة الم4راد
تمكين المس4تأجر منه4ا على نح4و دقي4ق ،فق4د نص4ت الم4ادة ( )594من المجل4ة الش4رعية على أن4ه "يش4ترط لص4حة اإلج4ارة
معرف 44ة المنفع 44ة المعق 44ود عليه 44ا بع 44رف أو وص 44ف....أم 44ا ل 44و جهلت المنفع 44ة ولم يكن له 44ا ض 44ابط من الع 44رف لم تص 44ح
اإلج44ارة" ،فم44تى ك44انت العين الم44ؤجرة موج44ودة وقت إب44رام العق44د ،فال ب44د من تس44ليمها ف44ورا ،وأن يك44ون التس44ليم مطابق44ا
للتحدي44د ال44ذي تض44منه العق44د (طلب44ة1999 ،م) ،أم44ا إذا لم تكن موج44ودة وقت إب44رام العق44د ،وك44انت مم44ا يج44وز التعام44ل به44ا
مستقبال ،كأن تكون قد أجرت سلما في الفقه اإلسالمي ،فال بد حتى يكون المؤجر قد نفذ التزامه بالتسليم أن يقوم بتس44ليم
ذات ما تم التوافق بشأنه في العقد ،وذلك في الموعد الذي تم االتفاق عليه في العقد.
كم 44ا أن 44ه يل 44تزم بتس 44ليم العين الم 44ؤجرة بالمواص 44فات ذاته 44ا ال 44تي تم التراض 44ي بش 44أنها وقت إب 44رام العق 44د ،ف 44إذا ك 44انت العين
المؤجرة معينة بالذات وجب حينها على المؤجر تسليم العين ذاتها المتفق عليها ،وال يل44زم المس44تأجر بقب44ول الب44دل ،وذل44ك
361
:::::مقرر العقود المدنية :::::
على خالف لو كانت العين الم4ؤجرة معين4ة ب4النوع ،ففي ه4ذه الحال4ة يل4تزم الم4ؤجر بتس4ليم المس4تأجر عين4ا من ذات الن4وع
والمقدار ،ودرجة الجودة المتفق عليها في العقد (جبر2013 ،م).
العجAAز والزيAAادة في مقAAدار العين المAAؤجرة :يل44تزم الم44ؤجر بتس44ليم العين الم44ؤجرة المح44ددة والمعين مق44دارها في ب.
عق4د اإليج44ار ،ف44إذا ذك44ر في العق4د أن ه44ذه العين تبل44غ ك44ذا م44تر أو ك44ذا غرف44ة إن ك44انت بيت44ا ،ال44تزم الم44ؤجر بتس44ليم
ه44ذا الق44در المتف44ق علي44ه ،وإ ن لم يفع44ل فيك44ون ق44د أخ44ل بتنفي44ذ التزام44ه في مواجه44ة المس44تأجر ،غ44ير أن44ه كث44يرا م44ا
يحدث زيادة أو نقصان في مقدار العين المؤجرة ،فما حكم الزيادة أو النقصان؟
العجز في مقدار العين المؤجرة :م44ا لم يكن العج44ز تافه44ا ،ج44رى الع44رف على التج44اوز عن44ه في عق44ود اإليج44ار، .1
فإن المؤجر يلتزم بتسليم المستأجر المقدار المتفق عليه في العقد ،فل4و اتفق4ا على أن تك4ون العين الم4ؤجرة عب4ارة
عن بيت مس44احته خمس44مائة م44تر وحديق4ة تع44ادل المس44احة ذاته44ا ،واكتش44ف المس44تأجر بع44د التس44لم أن مس44احة ال44بيت
اإلجمالية بالحديقة لم ت4زد على س4تمائة م4تر ،فيك4ون الم4ؤجر ق4د أخ4ل بتنفي4ذ التزام4ه في مواجه4ة المس4تأجر ،ومن
ثم يك44 4ون للمس44 4تأجر الح44 4ق في الرج44 4وع علي44 4ه في ه44 4ذه الحال44 4ة والمطالب44 4ة بتع44 4ويض ذل44 4ك العج44 4ز (أب44 4و الس44 4عود،
1996م) .وق44د يك44ون التع44ويض ال44ذي يطلب44ه المس44تأجر ه44و إنق44اص األج44رة ،ول44ه الح44ق في المطالب44ة بفس44خ العق44د
م44تى ك44ان العج44ز جس44يما بحيث لم تع44د العين الم44ؤجرة بحالته44ا تل44ك كافي44ة لحص44ول المس44تأجر على المنفع44ة ال44تي
يبتغيه44ا من وراء إب44رام عق44د اإليج44ار ،ويك44ون العج44ز جس44يما م44تى وص44ل مق44دارا ل44و علم ب44ه المس44تأجر قب44ل إب44رام
العقد لما أبرمه ،وفي كلتا الحالتين له الحق في المطالبة بالتعويض (الجمال1991 ،م).
الزيادة في مقدار العين المؤجرة :إذا تبين للمس4تأجر بع4د تس4لمه العين الم4ؤجرة أن مق4دارها أك4ثر مم4ا ه4و متف4ق .2
عليه ،كأن يكون قد استأجر أرضا مساحتها ألفا متر ،ثم يكتشف بعد تسلمها أنها ثالثة آالف ،فإن بيان حكم هذه
الزيادة يتطلب أن نفرق بين حالتين:
الحالة األولى :حالة مAAا إذا كAAانت األجAAرة مقAAدرة جملAة عن العين كاملAة :ففي ه44ذه الحال44ة ،ال يل44تزم المس44تأجر ب44دفع أي44ة
زيادة في األجرة تقابل الزيادة في مقدار العين المؤجرة ،كما ليس للم4ؤجر أن يط4الب بفس4خ العق4د ،والعل4ة من ه4ذا الحكم
هو أن إرادة المتعاق44دين إذا م4ا اتجهت إلى تق4دير األج4رة جمل4ة واح4دة ،فإنه4ا تفس4ر على أنه4ا اتجهت إلى أن تش4مل العين
المؤجرة كلها حتى ولو زاد مقدارها عن المقدار المحدد في العقد (جبر2013 ،م) ،وليس للمؤجر أن يع44ترض على ه44ذا
الحكم؛ ألن العين المؤجرة كانت في يده قبل تسليمها ،ومن ثم فال عذر لجهله بقيمتها.
362
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الحالة الثانية :حالة مAا إذا كAانت األجAرة مقAدرة على أسAاس الوحAدة :ك44أن يتم ت44أجير م44ول تج44اري ك44امال ،وتم االتف44اق
على أن عدد المحال التجاري4ة في4ه خمس4ون محال ،على أن يك4ون إيج4ار ك4ل مح4ل منه4ا عش4رة آالف لاير ش4هريا ،ثم ت4بين
للمس 44تأجر بع 44د تس 44لمها أن ع 44دد المح 44ال في الم 44ول تع 44دى الس 44بعين محال ،فللحكم في ه 44ذه الحال 44ة ال ب 44د من التفرق 44ة بين
فرضين:
الفرض األول :إذا كانت العين قابلة للتجزئة :ففي ه44ذه الحال44ة ،ال يأخ44ذ المس44تأجر إال الق44در المتف44ق علي44ه ،وه44و خمس44ون
محال ،وليس للمؤجر أن يلزمه بالزيادة في هذه الحالة.
الفAAرض الثAAاني :إذا كAAانت العين المAAؤجرة غAAير قابلAAة للتجزئAAة :كت44أجير ك44رم عنب أو بس44تان ورد على أن44ه ثالث44ة آالف
متر ،ثم تبين أنه ثالثة آالف وخمسمائة ،فهنا يلزم المستأجر بأخذ كل العين المؤجرة مقابل زيادة األج44رة بمق44دار م44ا زاد
في العين المؤجرة ،إال إذا كانت هذه الزيادة جسيمة فللمستأجر عندئذ المطالبة بفسخ العقد (طلبة1999 ،م).
تسAAليم ملحقAAات العين المAAؤجرة :إذا ق 44ام الم 44ؤجر بتس 44ليم العين الم 44ؤجرة إلى المس 44تأجر ،فإن 44ه ال يك 44ون ق 44د نف 44ذ .3
التزامه بالتسليم كامال متى كان للعين المؤجرة ملحقات؛ وذلك ألن انتفاع المستأجر بالعين على الوجه المقص44ود
ال يتحق44ق غالب44ا إال بفض44ل ه44ذه الملحق44ات (ج44بر2013 ،م) .وفي تحدي44د ماهي44ة الملحق44ات في عق44د اإليج44ار ،فق44د
أحالت المجلة الشرعية وكذلك نصوص الق4انون الم4دني المص4ري إلى أحك4ام عق4د ال4بيع في ذل4ك األم4ر ،النطب4اق
األحكام ذاتها هنا أيضا ،وقد س4بقت اإلش4ارة إلى ذل4ك خالل دراس4تنا أحك4ام عق4د ال4بيع ،ول4ذا فإنن4ا نكتفي بم4ا ذك4ر
ونحي 44ل إلى م 44ا س 44بقت دراس 44ته في ه 44ذا الص 44دد ،ويكفي أن ن 44ذكر هن 44ا أن تحدي 44د الملحق 44ات إم 44ا أن يك 44ون ب 44إرادة
المتعاق44دين ،ف44إن لم يكن هن44اك اتف44اق ت44ولى القاض44ي ه44ذه المهم44ة ،مس44تعينا بالقواع44د العام44ة في تحدي44د الملحق44ات
والتي تقضي بأنه يعد من ملحقات الشيء كل م4ا أع4د بص44فة عام4ة الس4تعماله وفق4ا لم4ا تقض44ي ب4ه طبيع4ة األش4ياء
وعرف الجهة وقصد المتعاقدين( .المادة ،566القانون المدني المصري).
كيفية التسليم والحالة التي يجب أن تكون عليها العين المؤجرة وقت التسليم: .2
الحال AAة ال AAتي يجب أن يتم تس AAليم العين الم AAؤجرة عليه AAا :يل44 4تزم الم44 4ؤجر ب44 4أن يس44 4لم للمس44 4تأجر العين الم44 4ؤجرة ا.
وملحقاتها على النحو الس4الف بيان4ه ،وذل4ك في حال4ة تص44لح معه4ا ألن تفي بم4ا أع4دت ل4ه من المنفع4ة ،وذل4ك وفق4ا
لم44ا تم االتف44اق علي44ه بينهم44ا أو ب44الرجوع إلى طبيع44ة العين ذاته44ا .فالب44د -إذن-لكي يك44ون الم44ؤجر ق44د نف44ذ التزام44ه
بالتسليم على نحو سليم ،أن تكون العين المؤجرة قد تم تسليمها بحالة جيدة تجعلها كافية ألن تفي بالغرض ال44ذي
363
:::::مقرر العقود المدنية :::::
من أجل 44 4ه تم اس 44 4تئجارها ،فل 44 4و ك 44 4انت العين الم 44 4ؤجرة مهدم 44 4ة أو به 44 4ا بعض األعط 44 4ال ،فعلى الم 44 4ؤجر أن يق 44 4وم
بإصالحها قبل تسليمها ،فإذا تخلف المؤجر عن القيام بذلك كان للمستأجر الحق في الرجوع عليه إلرغام4ه على
القي44ام بإص44الحها .وتق4دير م44ا إذا ك44انت العين الم44ؤجرة بحال44ة تص44لح معه44ا ألن ت44ؤدي الغ44رض منه44ا ،مرجع44ه إلى
االتفاق بين المؤجر والمستأجر في العقد ،كأن يذكر أن الغرض من إيجار العين ه44و الس44كنى ،فيجب حينئ44ذ على
المؤجر أن يهيئ العين المؤجرة ألن تكون صالحة للس4كنى ،ف44إن لم يكن هن4اك اتف4اق ،وجب الرج4وع إلى طبيع4ة
العين ذاته 44ا ،ف 44إذا ك 44انت العين مخصص 44ة بطبيعته 44ا للس 44كنى فال ب 44د أن يهيئه 44ا ل 44ذلك الغ 44رض ،وإ ن ك 44انت مهي 44أة
كمخ4زن فال ب4د أن يتم تهيئته4ا ل4ذلك من خالل إزال4ة أي عقب4ات تح4ول دون تحقي4ق الغ4رض المقص4ود منه4ا ،ك4أن
يك44 4ون داخله44 4ا بض44 4اعة ل44 4ه فيق44 4وم بإخالئه44 4ا .وه44 4ذا االل44 4تزام يق44 4ع على ع44 4اتق الم44 4ؤجر ح44 4تى ول44 4و ك44 4ان من قبي44 4ل
اإلصالحات التأجيرية التي تقع على عاتق المستأجر بعد إبرام عق4د اإليج4ار (أب4و الس4عود1996 ،م) ،وعلى ه4ذا
نص44ت الم4ادة ( )575من المجل4ة الش4رعية ،حيث ج4اء فيه4ا" :يجب على الم4ؤجر عن4د اإلطالق ك4ل م4ا يتمكن ب4ه
المس44 4تأجر من االنتف44 4اع على الوج44 4ه المس44 4مى في العق44 4د ،فتلزم44 4ه في إج44 4ارة الداب44 4ة إحض44 4ارها بزمامه44 4ا ورحله44 4ا
وحزامه 44ا ثم قوده 44ا أو س 44وقها والش 44د والح 44ط حس 44ب المتع 44ارف ،أو أن تك 44ون أبوابه 44ا محطم 44ة فيق 44وم بإص 44الحها
وهك 44ذا ،إن ش 44رط س 44فره معه 44ا ،وفي إج 44ارة ال 44دار يلزم 44ه ترميمه 44ا وإ ص 44الح منكس 44ر وإ قام 44ة مائ 44ل وعم 44ل ب 44اب
وتنظيف مجاري مياهها وتفريغ بالوعة وكنيف" ،وهذا االل4تزام غ4ير قاص44ر على العين ذاته44ا وإ نم44ا يش44مل أيض44ا
ملحقاتها كما يفهم من نص الم4ادة ( )575من المجل4ة الش4رعية ،فل4و ك4ان مص44عد الم4نزل معطال ،فعلي4ه إص44الحه
قبل التسليم حتى يتمكن المستأجر من االنتفاع به ،كما يجب على الم4ؤجر أن يس4لم العين الم4ؤجرة خالي4ة من أي4ة
عوائ 44ق ق 44د تح 44ول دون انتف 44اع المس 44تأجر به 44ا ،ومن ذل 44ك إذا ك 44انت العين في حي 44ازة مس 44تأجر آخ 44ر انتهت م 44دة
إيجاره ،فيجب على المؤجر أن يخليها من هذه الحيازة ،ويعد رفعه دعوى اإلخالء من قبيل تنفيذ التزام4ه بإزال4ة
هذه العوائق.
أم44ا ل44و ك44ان الع44ذر الم44انع من االنتف44اع ب44العين غ44ير راج44ع إلى تقص44ير أو خط44أ من الم44ؤجر وإ نم44ا لظ44روف خارج44ة عن
إرادته ،فال يكون مقصرا حينها ،غير أنه يمكن المطالبة بفسخ اإلجارة فيما تبقى من مدة اإلج44ارة ،وه44ذا م44ا نص44ت علي44ه
المادة ( ) 559من المجلة الشرعية التي جاء فيها" :العذر المانع من االنتفاع إذا كان ناشئا من جهة المعقود عليه يقتضي
فسخ اإلجارة ،مثال لو اكترى أرضا ليزرعه4ا أو دارا ليس4كنها ف4انقطع الم4اء ،أو انه4دمت ال4دار قب4ل انقض4اء م4دة اإلج4ارة
انفس44خت فيم44ا بقي من الم44دة ،أم44ا الع44ذر الناش44ئ من غ44ير المعق44ود علي44ه فال يقتض44ي الفس44خ" ،غ44ير أن44ه إذا ك44ان المس44تأجر
على علم به44ذا الع44ذر قب44ل اإليج44ار وم44ع ذل44ك قِب ل ب44إبرام العق44د س44قط حق44ه حينه44ا في الفس44خ وه44ذا م44ا تض44منه نص الم44ادة (
364
:::::مقرر العقود المدنية :::::
) 626من المجلة الشرعية التي نصت على أنه "يصح إجارة األرض التي ال ماء لها للزرع م4ع علم المتعاق4دين بحاله4ا،
وكذا التي لها ماء غير دائم ولو ك4ان الظ4اهر انقطاع4ه قب4ل ال4زرع أو ع4دم كفايت4ه ل4ه" ،كم4ا أج4ازت الم4ادة ( )627إج4ارة
هذا النوع من األراضي متى ظن المستأجر أن وجود الماء بأمطار معتادة أو زيادة معتادة من نهر أو عين عليه ،س44واء
تحققت الظن44ون أو لم تتحق44ق ،وذل44ك على خالف األرض ال44تي ين44در المط44ر فيه44ا أو ليس فيه44ا زي44ادة معت44ادة من نه44ر أو
عين فهذه ال تجوز إجارتها إال إذا توافر مصدر مياه لها.
كيفية وميعاد ومكان التسليم :في كيفية التسليم وكذلك فيما يتعل4ق بزمان4ه ومكان4ه ،أح4الت األنظم4ة القانوني4ة فيه4ا ب.
إلى أحكام تسليم المبيع في هذا الشأن ،سيما وأنهما يأخذان الحكم ذاته ،ولذا فإننا نحيل إلى ما سبقت دراسته في
أحك44ام تس44ليم الم44بيع س44واء بكيفيت44ه وزمان44ه ومكان44ه ونفقات44ه ،كم44ا نحي44ل في ه44ذا الش44أن إلى ح44ق الم44ؤجر في حبس
العين الم44ؤجرة في ح44ال ع44دم ال44تزام المس44تأجر ب44دفع األج44رة ،وذل44ك منع44ا للتك44رار ،ون44ود هن44ا فق44ط أن نش44ير إلى
نص الم44ادة ( )574من المجل44ة الش44رعية ال44تي ح44ددت موع44د التس44ليم بأن44ه بداي44ة اإلج44ارة فنص44ت على أن44ه "يل44زم
الم44ؤجر تس44ليم العين الم44ؤجرة في أول م44دة اإلج44ارة بم44ا يع44د تس44ليما عرف44ا" .إذن ،احتكمت المجل44ة الش44رعية إلى
العرف الجاري في تحديد كيفية التسليم وحالته ،وذلك لتحديد ما إذا كان المؤجر قد نفذ التزامه بالتسليم أم ال.
جزاء عدم قيام المؤجر بالتسليم :إذا لم يقم المؤجر بتس4ليم العين الم4ؤجرة في حال4ة تك4ون فيه4ا ص4الحة لالنتف4اع .3
به 44ا حس 44ب الغ 44رض ال 44ذي أج 44رت من أجل 44ه ،أو إذا نقص ه 44ذا االنتف 44اع نقص 44ا كب 44يرا ،ج 44از للمس 44تأجر حينه 44ا أن
يط44 4الب بفس44 4خ اإلج44 4ارة ،أو إنق44 4اص األج44 4رة بالق44 4در ال44 4ذي انتقص في44 4ه االنتف44 4اع ،ول44 4ه أن يط44 4الب ب44 4التعويض في
الح44التين ،كم44ا أن للمس44تأجر في ح44ال ك44انت العين الم44ؤجرة من ش44أنها أن تع44رض ص44حة المس44تأجر أو الق44اطنين
مع44ه إلى الخط44ر ،وك44ان ه44ذا الخط44ر جس44يما فمن حق44ه أن يط44الب بفس44خ العق44د ،ومث44ال ذل44ك أن يتف44ق الم44ؤجر م44ع
شركة اتصاالت على تركيب برج هاتف جوال في البيت ال4ذي يس4تأجره المس4تأجر ،مم4ا ي4ؤدي إلى وج4ود خط4ر
جس4يم يه4دد ص4حة المس4تأجر وعائلت4ه ح4تى ول4و ك4ان على الم4دى البعي4د ،ويج4وز ل4ه أن يتمس4ك بفس4خ العق4د ح4تى
ولو كان قد تنازل عنه مسبقا وفقا ألحكام اإلعف4اء من المس4ؤولية ،وس4نعالج أحك4ام فس4خ عق4د اإليج4ار في الوح4دة
األخيرة من هذا المقرر إن شاء اهلل.
365
:::::مقرر العقود المدنية :::::
صورة ()2-12
توطئة :يهدف عقد اإليجار -كما أسلفنا -إلى تمكين المستأجر من االنتفاع ب4العين الم4ؤجرة ،وذل4ك طيل4ة م4دة اإليج4ار،
وله 44ذا الس 44بب ف 44رض الق 44انون والفق 44ه اإلس 44المي على الم 44ؤجر أن يق 44وم بتس 44ليم العين الم 44ؤجرة بحال 44ة جي 44دة تس 44مح معه 44ا
للمس44تأجر باالنتف44اع به44ا حس44ب الغ44رض ال44ذي ابتغ44اه من وراء اس44تئجارها ،غ44ير أن ه44ذا الش44رط ال ينتهي بمج44رد تس44ليم
العين الم44ؤجرة على ه44ذا النح44و ،وإ نم44ا ه44و ش44رط اس44تمرار ،إذ يظ44ل الم44ؤجر ملتزم44ا في مواجه44ة المس44تأجر بتمكين44ه من
االنتف44 4اع على أكم44 4ل وج44 4ه .وعلي44 4ه ،إذا ط44 4رأ في أثن44 4اء اإليج44 4ار ط44 4ارئ أدى إلى انتق44 4اص المنفع44 4ة المتحص44 4لة من العين
الم 44ؤجرة ،وجب على الم 44ؤجر تالفي ذل 44ك وإ ص 44الحها ح 44تى تع 44ود ص 44الحة لتأدي 44ة الغ 44رض المقص 44ود منه 44ا ،ول 44ذا ف 44رض
القانون على المؤجر التزاما بضرورة صيانة العين الم4ؤجرة خالل ف44ترة اإليج4ار ،وإ ج4راء أعم4ال الص44يانة كاف44ة الالزم4ة
الستمرار تقديم المنفعة المطلوبة وعلى النحو المحدد.
مضمون التزام المؤجر بالصAAيانة :مض44مون ه44ذا االل44تزام يتطلب من44ا تحدي44د الترميم44ات ال44تي يل44تزم به44ا الم44ؤجر .1
هن44ا ،وي44ذهب الق44انون في ه44ذا الخص44وص إلى وض44ع مب44دأ وقاع44دة عام44ة ،وهي أن الم44ؤجر ال يل44تزم بالترميم44ات
باهظة النفقات ،وعليه فهل تشمل أعمال الصيانة حالة هالك العين المؤجرة؟
366
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يفرق القانون وكذلك الفقه بخصوص هذه المسألة بين عدة فرضيات:
الفرضAAية األولى :هالك العين المAAؤجرة بخطAAأ المAAؤجر :ل 44و هلكت العين الم 44ؤجرة أو أص 44بحت في حاج 44ة إلى ال 44ترميم
بس44بب خط44أ من الم44ؤجر ،فإن44ه يل44تزم بإعادته44ا إلى م44ا ك44انت علي44ه ،وذل44ك اس44تنادا إلى القواع44د العام44ة في المس44ؤولية دون
حاجة إلى االستناد في ذلك إلى التزامه بالصيانة ،فهذه الحالة إذن تخرج عن مضمون التزام الم44ؤجر بالص44يانة وتخض44ع
للقواع44د العام44ة في المس44ؤولية كم44ا أس44لفنا ،كم44ا أن44ه ال يس44تحق األج44رة خالل ه44ذه الف44ترة (الجم44ال1991 ،م) ،كم44ا يل44تزم
بتع44ويض المس44تأجر عم44ا لحق44ه من ض44رر ج44راء ذل44ك ،ومن ص44ور التع44ويض أن ي44وفر ل44ه عين44ا أخ44رى مثيل44ة أو مش44ابهة
للعين الهالكة بخطئه وتمكينه من االنتفاع بها حتى ينتهي من إعادة العين كما كانت عليه من قبل.
الفرضAAية الثانيAAة :هالك العين المAAؤجرة بخطAAأ المسAAتأجر :ف 44إذا هلكت العين الم 44ؤجرة وأص 44بحت في حاج 44ة إلى ال 44ترميم
وكان السبب في ذلك المستأجر ،فإنه يلتزم بإعادته4ا إلى م4ا ك4انت علي4ه من قب4ل وفق4ا للقواع4د العام4ة ،م4ع التع4ويض عم4ا
لحق المؤجر من ضرر ،وال يلتزم المؤجر بإعادة العين إلى م4ا ك4انت علي4ه هن4ا ،وق44د نص44ت المجل4ة الش4رعية في مادته4ا
رقم ( )721على أنه " إذا خالف المستأجر في استيفاء المنفعة كان تعديا فيضمن المأجور لو تلف".
الفرضية الثالثة :هالك العين المؤجرة بالسبب األجنبي :نص44ت الم44ادة رقم ( )717منه44ا على أن "الم44أجور أمان44ة في ي44د
المس44تأجر فال يض44منه ل44و تل44ف بال تعٍّ4د وال تقص44ير" .وعلي44ه ،فل4و هلكت العين الم44ؤجرة لس44بب أجن44بي ال ي44د للمس44تأجر أو
المؤجر فيه ،فإن المؤجر ال يلتزم بإعادتها إلى ما كانت عليه من قبل ،وذلك نظرا ألنه4ا تع4د من الترميم4ات ال4تي تحت4اج
إلى نفق44ات باهظ44ة ،وق44د الحظن44ا أن المجل44ة الش44رعية لم تنص على إل44زام الم44ؤجر بإع44ادة العين إلى م44ا ك44انت علي44ه ،وإ نم44ا
اكتفت بتحميله تبعة الهالك للسبب األجنبي ،وذلك ألنه ه4و المال4ك .والقاع4دة ،أن تبع4ة الهالك تك4ون على المال4ك إذا ك4ان
سبب الهالك السبب األجنبي ،وينفسخ العقد في هذه الحالة من تلقاء نفسه ،وما هذا إال محض تطبيق للقواعد العامة.
367
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
ذهب البعض إلى أن الم44ؤجر غ44ير مل44تزم بإع44ادة العين إلى م44ا ك44انت علي44ه من قب44ل ،وذل44ك اس44تنادا إلى أن إع44ادة -
العين إلى ما كانت عليه قبل الهالك يعني تجديدها وليس مج4رد ترميمه4ا ،ف4الترميم ه4و إص4الح م4ا يع4تري العين
من خلل وليس إعادتها بعد زوالها.
بينما ذهب رأي آخر -وهو الراجح-إلى أن الم4ؤجر مل4تزم هن4ا بإع4ادة العين إلى م4ا ك4انت علي4ه من قب4ل؛ وذل4ك -
ألن القانون يعطي للمستأجر الحق في المطالبة بالتنفيذ العيني في حال الهالك الجزئي ،والتنفيذ العيني ال يخرج
عن إع44ادة الح44ال إلى م44ا ك44انت علي44ه قب44ل الهالك ،كم44ا أن عملي44ة التمي44يز بين التجدي44د وال44ترميم ليس44ت يس44يرة ،إذ
عادة ما يقتضي الترميم استبعاد الجزء التالف وإ قامته من جديد (الجمال1991 ،م).
غ44ير أن إل44زام الم44ؤجر بإع44ادة الج44زء الت44الف من العين الم44ؤجرة في حال44ة الهالك الج44زئي ليس مطلق44ا ،وإ نم44ا يش44ترط أن
تك44ون نفق4ات إعادت44ه ليس44ت باهظ44ة ،ف44إذا ك44انت باهظ44ة ومن ش44أنها إره44اق الم44ؤجر فإن44ه غ4ير مل44زم حينه44ا بإعادته44ا ،وليس
أم44ام المس44تأجر من خي44ار س44وى المطالب44ة بالفس44خ أو بإنق44اص األج44رة ،كم44ا أن للمس44تأجر أن ينف44ذ عين44ا على نفق44ة الم44ؤجر،
ويحدث هذا كثيرا في الحياة الواقعية ،فكثيرا ما تحتاج العين المؤجرة إلى تجديد بعض جدرانها أو أعمدتها أو س44قفها أو
خزانات المياه فيه4ا ،ف4يرفض الم4ؤجر اإلص4الح ،ويتف4ق م4ع المس4تأجر على القي4ام ب4ذلك ،ثم خص4م القيم4ة من األج4رة بع4د
ذلك ،وعلى هذا نصت المادة ( )624من المجلة الشرعية فجاء فيها" :ال تلزم المستأجر عمارة ونحوها وال شرط ذل44ك،
368
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ولو أنفق المستأجر في العمارة بناء على اشتراطها أو بإذنه رجع على المؤجر بما أنفقه ،أما إذا أنفق دون إذنه فليس له
أن يرجع عليه بشيء ويكون متبرعا".
النفقAAات الضAAرورية والترميمAAات التأجيريAAة :يقص44د بالترميم44ات الض44رورية تل44ك "الترميم44ات ال44تي تك44ون الزم44ة ج.
النتف4اع المس44تأجر ،وال تك44ون لمج44رد تحس44ين العين وتجميله44ا س44واء أك44انت الزم44ة أم لم تكن الزم44ة ل44ذلك ،وح44تى
ول 44و لم تكن ض 44رورية لحف 44ظ العين نفس 44ها" (الجم 44ال ،1991 ،ص .)355أم 44ا الترميم 44ات التأجيري 44ة ،فهي تل 44ك
"ال44تي تك44ون ناتج44ة عن االس44تعمال الع44ادي للعين الم44ؤجرة" ،والترميم44ات الض44رورية هي وح44دها ال44تي يل44تزم به44ا
الم 44ؤجر دون الترميم 44ات التأجيري 44ة ،والترميم 44ات التأجيري 44ة هي الترميم 44ات الزهي 44دة ال 44تي ال تش 44كل عبئ 44ا على
الم44ؤجر ،وذل44ك بحس44ب طبيع44ة العين وم44ا يقض44ي ب44ه الع44رف .ومن أمثل44ة النفق44ات الض44رورية ،ت44رميم األس44قف،
ونزح اآلبار والمراحيض ومص44ارف المي4اه .ومن أمثل4ة الترميم4ات التأجيري4ة ،تطه4ير وص44يانة ال4ترع والم4راوي
والمص 44ارف ،وفي ت44أجير المن44ازل يك44ون من قبي44ل النفق44ات التأجيري44ة ال44تي يل44تزم به44ا المس44تأجر نظ44را لتفاهته44ا،
ومث 44ال ذل 44ك إص 44الح مفت 44اح الم 44نزل أو زج 44اج النواف 44ذ ،وال 44ذي يل 44تزم به 44ا ه 44و المس 44تأجر وليس الم 44ؤجر ،ولكي
يتخلص المس44 4تأجر من عبء تحم44 4ل النفق44 4ات التأجيري44 4ة علي44 4ه أن يثبت أنه44 4ا راجع44 4ة إلى الس44 4بب األجن44 4بي ،ف44 4إن
استطاع أن يثبت ذلك انتقل عبؤها إلى المؤجر.
صAAيانة األجAAزاء المشAAتركة بين المسAAتأجر وغAAيره :كالمص44اعد ،وس44لم البن44اء المك44ون من طواب44ق ،فه44ذه األش44ياء د.
وعلى ال 44رغم من أنه 44ا تع 44د من ملحق 44ات العين الم 44ؤجرة ،ال 44تي يجب على الم 44ؤجر تس 44ليمها للمس 44تأجر ،ومن ثم
تكون في حيازة المستأجر ،وهو الملتزم بحسب األصل بإجراء الترميمات التأجيرية كافة الناتج44ة عن االس44تخدام
الع44ادي له44ا ش44أنها ش44أن الترميم44ات التأجيري44ة للعين الم44ؤجرة ذاته44ا -ف44إن الم44ؤجر ه44و من يتحمله44ا هن44ا ،وه44و من
يلتزم بإجرائها وليس المستأجرين (طلبة1999 ،م).
االتفاق على مخالفة األحكام السابقة :في جمي44ع األح44وال الس44ابقة ،يج44وز االتف44اق على م44ا يخالفه44ا؛ لكونه44ا غ44ير ه.
متعلق44ة بالنظ44ام الع44ام ،ومن ثم يج44وز االتف44اق على أن يتحم44ل الم44ؤجر الترميم44ات كاف44ة ح44تى ول44و ك44انت تأجيري44ة
ناتج44ة عن االس44تعمال الع44ادي للعين الم44ؤجرة ،وق44د ج44رى الع44رف في الري44اض على أن يتحم44ل الم44ؤجر ف44اتورة
المياه مهما بلغت قراءة العداد ،وذلك في مقابل مبلغ مالي يدفع مق4دما ،وفي ح4ال انقط4اع المي4اه يل4تزم ه4و بتعبئ4ة
الخزان وليس المستأجرين.
يخض 44ع ال 44تزام الم 44ؤجر ب 44إجراء أعم 44ال الص 44يانة الالزم 44ة للعين الم 44ؤجرة من أج 44ل تمكين المس 44تأجر من االنتف 44اع الكام 44ل
بالعين المؤجرة للقواع4د العام4ة ،فللمس4تأجر أن يطلب التنفي4ذ العي4ني ،أو الفس4خ أو إنق4اص األج4رة ،م4ع التع4ويض إن ك4ان
ل44ه مقتض44ى ،كم44ا يك44ون للمس44تأجر الح44ق في حبس األج44رة ح44تى يق4وم الم44ؤجر بتنفي44ذ التزام44ه بالص44يانة ،وتنطب44ق على ك44ل
جزاء من هذه الجزاءات أحكام القواعد العامة:
التنفيذ العيAني :إن لم تكن الترميم44ات تحت44اج إلى نفق44ات باهظ44ة ،وك44انت راجع44ة إلى الس44بب األجن44بي فللمس44تأجر ا.
الحق في إجبار المؤجر على إجراء أعمال الصيانة الالزمة الواقعة على عاتقه ،وذل44ك بع44د أن يع44ذره ب44ذلك ،وال
يج 44وز للم 44ؤجر أن يطلب إعف 44اءه من التنفي 44ذ العي 44ني والتوج 44ه إلى التع 44ويض أو التنفي 44ذ بمقاب 44ل ،إذ إن ه 44ذا ح 44ق
للمستأجر وح4ده وه4و وح4ده من يمل4ك س4لطة التن4ازل عن4ه ،وللمس4تأجر في ح4ال ت4أخر الم4ؤجر عن القي4ام بأعم4ال
الصيانة المطلوبة أن يحصل على ترخيص من القض44اء في القي4ام بنفس4ه ب4الترميم الالزم على نفق4ة الم4ؤجر ،وم4ا
هذا إال محض تطبيق للقواعد العامة ،غير أنه يجوز للمس4تأجر القي4ام بتل4ك الترميم4ات بع4د إع4ذار الم4ؤجر ودون
الحصول على إذن من القضاء؛ وذلك في حالتين وهما:
الحالAAة األولى :حالAAة الترميمAAات المسAAتعجلة :كإص 44الح ش 44رخ في الحائ 44ط يه 44دد بانهي 44ار البن 44اء ك 44امال ،أو وج 44ود م 44اس
كهرب44ائي في ع44داد الكهرب44اء في مب44نى المص44نع الم44ؤجر ين44بئ بح44دوث حري44ق إن لم يتم إص44الحه ف44ورا ،ففي ه44ذه الحال44ة
للمستأجر القيام باإلصالحات الالزمة دون انتظار حكم المحكمة ،ولكن يشترط أن يكون قد أعذر المؤجر بذلك.
الحالة الثانية :حالة الترميمات البسيطة :وتك4ون ك4ذلك إذا ك4انت تكلف4ة الترميم4ات تق4ل كث4يرا عن مص4اريف اللج4وء إلى
القضاء ،كإصالح سدد في مواسير المياه أحدثته األمطار الغزيرة.
وفي جميع األحوال ،للمستأجر في حال التنفيذ على نفقة المؤجر ،سواء بعد الحصول على إذن من القضاء أو من دون
كم44ا في الح44التين الس44ابقتين ،أن يرج44ع على الم44ؤجر بالنفق44ات ال44تي أنفقه44ا ويطالب44ه بس44دادها ،وه44ذا محض تط44بيق أيض 44ا
للقواع4د العام4ة ،كم4ا يمكن4ه أن يخص4م قيم4ة م4ا أنفق4ه إن ت4وافرت ش4روط المقاص4ة هن4ا ،وأهم ه4ذه الش4روط أال يك4ون أح4د
الحقين متناَز ع 44ا علي 44ه ،وال يمكن للمس 44تأجر الرج 44وع على الم 44ؤجر بم 44ا أنفق 44ه في مث 44ل ه 44ذه الحال 44ة إذا ك 44ان ق 44د ق 44ام به 44ذه
الترميمات دون الحصول على إذن المحكمة أو لم تكن قد توافرت حالة من الحالتين التي يجوز فيهم4ا إج4راء الترميم4ات
من دون الحصول على اإلذن.
370
:::::مقرر العقود المدنية :::::
نقص األجرة والفسخ :فللمس44تأجر إذا قِب ل بالبق44اء في العين الم44ؤجرة على ال44رغم من ع44دم قي44ام الم44ؤجر ب44الترميم ب.
الالزم ،أن يطلب إنقاص األجرة بنس4بة م4ا نقص في االنتف4اع ب4العين الم4ؤجرة نتيج4ة تلفه4ا ،كم4ا أن للمس4تأجر إذا
لم يطلب التنفي44ذ العي44ني ولم يقب44ل البق44اء في العين الم44ؤجرة على حاله44ا من دون إج44راء الترميم44ات الالزم44ة فيه44ا،
أن يط 44الب بفس 44خ العق 44د نتيج 44ة إخالل الم 44ؤجر بتنفي 44ذ التزام 44ه بأعم 44ال الص 44يانة الالزم 44ة ،وللقاض 44ي هن 44ا س 44لطة
تقديري44ة ،فق44د ال يحكم بالفس44خ ويكتفي بإنق44اص الثمن إذا م44ا ت44بين ل44ه من ظ44روف الواقع44ة أن الترميم44ات الالزم44ة
غير جسيمة ومستحملة ،وفي جميع األح4وال للمس4تأجر الح4ق في طلب التع4ويض عم4ا لحق4ه من ض4رر وم4ا فات4ه
من كسب وفقا للقواعد العامة في ذلك.
371
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بالم44أجور بع44د العق44د وبع44د القبض يثبت ب44ه الخي44ار" ،غ44ير أن44ه وإ ن ك44ان العيب الح44ادث مض44مونا من الم44ؤجر ش44أنه ش44أن
العيب القديم ،فيشترط لقيام الضمان هنا أن يكون العيب مؤثرا ،كما يشترط أن يكون خفيا:
أن يكون العيب مؤثرا :نص44ت الم44ادة ( )684من مجل44ة األحك44ام الش44رعية على أن "العيب في ب44اب اإلج44ارة ه44و ا.
ما يوجب نقص المنفعة وتفاوت األجرة ويعرف ذلك بشهادة أهل الخ44برة" ،ويب44دو أن المجل44ة الش44رعية اش44ترطت
لكي يكون العيب الموجود في العين المؤجرة سواء كان قديما أي موجودا وقت العقد ولم يكن يعلم به المستأجر
أو ك44ان ح44ديثا بمع44نى أن44ه ح44دث بع44د العق44د أو ح44تى بع44د القبض -أن يك44ون من ش44أنه أن ينقص من منفع44ة العين
المؤجرة مما يؤثر على قيمة األجرة ،وفي سبيل ذلك يتم االستعانة بأهل الخبرة .مث44ل من تعه44د ب44أن الكهرب44اء ال
تنقطع أبدا عن المنطق4ة ال4تي يق4ع فيه4ا المص44نع الم4ؤجر ،ثم وج4د المس4تأجر خالف ذل4ك فل4ه الح4ق في فس4خ العق4د
للعيب المؤثر.
أن يكون العيب خفيا :اشترطت المادة ( )682من المجلة الشرعية العتبار العيب مضمونا من قبل المؤجر ،أال ب.
يك44ون معلوم44ا للمس44تأجر وقت انعق44اد العق44د ،ولم يكن باس44تطاعته أن يعلم ل44و ق44ام بفحص العين الم44ؤجرة ب44اذال في
ذلك عناية الرجل المعتاد .أما إذا كان المستأجر على علم به وقت التعاقد ،فال يجوز له الرجوع بالض44مان؛ ألن44ه
يك44ون ق44د أدخ44ل العيب في اعتب44اره عن44د تق44دير األج44رة ،أو يك44ون ق44د ن44زل عن حق44ه في التمس44ك ب44العيب والرج44وع
بالضمان ،كما يعد العيب خفيا ل4و ك4ان من المس4تحيل على المس4تأجر العلم ب4ه بمج4رد ب4ذل عناي4ة الرج4ل المعت4اد،
وفي المقابل ال يعد العيب خفيا ل4و ك4ان المس4تأجر ق4د ب4ذل في تبُّين4ه العناي4ة المطلوب4ة ،فوج4ود الرطوب4ة في م4نزل
على البحر عيب غير مجهول حتى ولو كان يجهله المستأجر .وبالنس4بة للعيب الظ4اهر ،ف4إن الم4ؤجر يض4منه إذا
م44ا ك44ان ق44د ض44من للمس44تأجر خل44و العين من أي44ة عي44وب ،أو ك44ان ق44د تعم44د إخف44اء تل44ك العي44وب ،ك44أن يك44ون ق44د ق44ام
وقت المعاين44ة بفتح النواف44ذ والش44بابيك واألب44واب وتهوي44ة الم44نزل جي44دا ح44تى ال يكتش44ف المس44تأجر عيب الرطوب44ة
الموجود في المنزل ،ففي هاتين الحالتين يضمن المؤجر العيب حتى ولو كان ظاهرا.
جAAزاء اإلخالل بAAااللتزام بضAAمان العيب الخفي :تطبيق44ا للقواع44د العام44ة ،يح44ق للمس44تأجر في ح44ال إخالل الم44ؤجر ج.
بتنفي44ذ التزام44ه بض44مان العيب الخفي ،أن يط44الب أوال بالتنفي44ذ العي44ني ،ويك44ون ذل44ك من خالل إص44الح العيب عن
طريق المؤجر ،أو أن يقوم المستأجر نفسه بإصالحه على نفقة المؤجر ما لم يكن ذلك اإلص4الح باه4ظ التك4اليف
على الم 44ؤجر ،كم 44ا يح 44ق للمس 44تأجر أن يط 44الب بفس 44خ اإلج 44ارة وللقاض 44ي س 44لطة تقديري 44ة في االس 44تجابة لمطلب 44ه
واالكتف44اء بإنق44اص األج44رة ،م44ا لم يكن نقص44ان المنفع44ة جس44يما ،كم44ا أن للمس44تأجر أن يط44الب من البداي44ة بإنق44اص
372
:::::مقرر العقود المدنية :::::
األج44 4رة بم44 4ا يقاب44 4ل النقص في االنتف44 4اع ،وذل44 4ك من بداي44 4ة ال44 4وقت ال44 4ذي حص44 4ل في44 4ه نقص المنفع44 4ة .وفي جمي44 4ع
األحوال ،للمستأجر المطالبة بالتعويض عما لحقه من ضرر وما فاته من كسب.
أما التعرض المادي :فهو كل فعل من المؤجر يخل بانتفاع المستأجر أو ينقص منه دون أن يستند في القي44ام ب44ه إلى ح44ق
قانوني يّد عيه ،كأن يمنع المستأجر من الدخول في العين المؤجرة ،أو أن يسد عليه النافذة الوحيدة التي تدخل منها أش4عة
الشمس ،ومثاله أيضا أن يقوم بقلع أشجار الحديقة المؤجرة.
والتعرض القانوني :يتحق4ق إذا م4ا ك4ان الم4ؤجر يس4تند في فعل4ه المخ4ل بانتف4اع المس4تأجر ب4العين الم4ؤجرة إلى ح4ق يّد عي4ه
على العين المؤجرة ،ومن األمثلة على ذلك كما لو كان المؤجر قد أبرم عقد اإليجار في وقت لم يكن مالكا له ،ثم تملكه
بعد ذلك فطالب المستأجر بإخالء العين المؤجرة مستندا إلى صفته الجديدة كمالك.
شAAروط التعAAرض الشخصAAي الصAAادر من المAAؤجر :لكي يق 44وم ال 44تزام الم 44ؤجر بض 44مان تعرض 44ه الشخص 44ي س 44واء ب.
المادي أو القانوني ،فال بد من توافر شروط ثالثة:
الشرط األول :أن يصدر من المؤجر فعل يخل بالمنفعة المقصودة من العين المAAؤجرة ذاتهAAا أو أحAAد ملحقاتهAAا :وعلي44ه،
فال يعد تعرضا حدوث أي فعل من المؤجر ليس من شأنه أن يؤثر على منفعة العين الم4ؤجرة ،أو أح4د ملحقاته4ا ،ومث4ال
ذل44ك أن ي44رهن الم44ؤجر العين الم44ؤجرة رهن44ا رس44ميا إلى دائن44ه الم44رتهن ،فال يع44د ه44ذا التص44رف تعرض44ا؛ وذل44ك ألن44ه لن
373
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يؤثر على انتفاع المستأجر بالعين الم4ؤجرة ألن حيازته4ا لن تنتق4ل إلى ال4دائن الم4رتهن ،كم4ا ال يع4د تعرض4ا قي4ام الم4ؤجر
ب44بيع العين الم44ؤجرة إلى مال44ك جدي44د؛ إذ ليس من ش44أن ه44ذا أن يخ44ل بالمنفع44ة ال44تي يحص44ل عليه44ا المس44تأجر ،وذل44ك ألن
األنظمة القانونية -وعلى رأسها النظام السعودي -قررت نفاذ عقود اإليجار القائمة في مواجهة المالك الجديد ،وال تعد
ملزم44ة ل44ه بع44د انته44اء م44دتها ،وس44بق أن عرض44نا لنص الفق44رة الثاني44ة من ق44رار مجلس ال44وزراء رقم ( )41492في ت44اريخ
29/12/1392ه ،التي قررت نفاذ عقود اإليجار في مواجهة المالك الجديد الذي عليه أن يلتزم بالتعليمات كافة الواردة
في الق4رار ،كم4ا نص4ت الم4ادة ( )587من المجل4ة الش4رعية على أن "للم4ؤجر بي4ع العين الم4ؤجرة من المس4تأجر أو غ4يره
قبل حلول مدة اإلجارة أو في أثنائها ،واألجرة من حين البيع للمشتري".
الشAAرط الثAAاني :أن يصAAدر ذلAAك الفعAAل ،سAAواء المAAادي أو القAAانوني ،في أثنAAاء مAAدة انتفAAاع المسAAتأجر بAAالعين المAAؤجرة:
ويستوي بعد ذلك أن تكون هذه المدة هي المدة األص4لية أو الم4دد ال4تي تم تجدي4د العق4د إليه4ا ،أو م4دة الحق4ة للعق4د ،أم4ا إذا
ص44در ه44ذا الفع44ل بع44د انته44اء م44دة اإليج44ار فال يع44د ه44ذا تعرض44ا من44ه ،وفي س44بيل ذل44ك ال يع44د تعرض44ا من الم44ؤجر قيام44ه
بت44أجير العين الم44ؤجرة إلى مس44تأجر آخ44ر بمج44رد انته44اء عق44د اإليج44ار الخ44اص بالمس44تأجر األول ،وال44تزام الم44ؤجر بم44دة
اإلج44ارة ه44و ال44تزام ق44انوني ،فرض44ه علي44ه عق44د اإليج44ار ال44ذي تع44د الم44دة في44ه ركن44ا من أركان44ه وش44رطا من ش44روط انعق44اده
وليس مجرد شرط لصحته.
الشرط الثالث :أال يستند المؤجر في فعله إلى حق يخول له القانون القيام به :فمتى كان فعل المؤجر مس4تمدا من نص
الق44انون ،أو من بن44ود عق44د اإليج44ار أو من حكم المحكم44ة فال يع44د ه44ذا الفع44ل تعرض44ا من44ه للمس44تأجر ،وق44د أعطى المنظم
الس44عودي للم44ؤجر الح44ق في المطالب44ة ب44إخالء العين الم44ؤجرة خالل م44دة العق44د ،وال يع44د ه44ذا تعرض44ا من44ه للمس44تأجر ،وق44د
وردت ه 44ذه الح 44االت على س 44بيل الحص 44ر في ق 44رار مجلس ال 44وزراء رقم ( )41492في ت 44اريخ 29/12/1392هـ ،ومن
هذه الحاالت إعطاء المؤجر الحق في إخالء العين المؤجرة إذا كانت هناك حاجة له في س44كنى العق4ار الم44ؤجر بنفس44ه أو
بمن تلزمه نفقته شرعا شريطة أال يكون لديه دار أخرى صالحة للسكن ،كما أجاز الق4رار في الفق4رة ( )4للم44ؤجر إخالء
العين المؤجرة خالل فترة اإليج4ار إذا أثبت زوال حاج4ة المس4تأجر للس4كن الم4ؤجر بوج4ود س4كن ممل4وك مناس4ب لس4كنها،
وك 44ذلك م 44ا تض 44منته الفق 44رة ( )5ال 44تي أج 44ازت للمال 44ك إخالء العين الم 44ؤجرة إذا م 44ا ثبتت حاج 44ة الم 44ؤجر إلى ه 44دم العق 44ار
المؤجر وإ عادة بنائه ،ومن هذه الحاالت أيضا ما ورد في الفقرة ( )6وهي حاجة المالك إلى هدم العق44ار الم44ؤجر وإ ع44ادة
بنائه ،كما أن للمؤجر الحق في إخالء العين المؤجرة إذا احتاج العقار الم4ؤجر إلى إص44الح أو ت4رميم ض44روري ال يمكن
إجراؤهما اال بإخالئه ويكون للمستأجر في ه4ذه الحال4ة الح4ق في أن يع4ود لش4غل العق4ار ب4أجر يتناس4ب وم4ا زاد في قيمت4ه
بس4بب اإلص44الح وال4ترميم ،وتظ4ل جمي4ع ه4ذه الح4االت ال4تي أورده4ا الق4رار الم4ذكور بمثاب4ة اس4تثناءات على األص4ل وه4و
374
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ع44دم ج44واز التع44رض للمس44تأجر خالل ف44ترة اإليج44ار ،إال إذا ك44ان هن44اك م44برر ق44انوني للم44ؤجر في ذل44ك ،ول44ذا فق44د قي44دها
الق444رار بش444روط ص44 4ارمة تض44 4من ع444دم اس444تغالل مالك العق444ارات له444ذه الح 44االت من أج 44ل إجالء المس444تأجرين من العين
الم44ؤجرة ،ول44ذا يش44ترط في ك44ل األح44وال أن تثبت األس44باب الس44الفة ل44دى المحكم44ة الش44رعية وإ ذا تم إخالء العق44ار الم44ؤجر
بس44بب من األس44باب الم44ذكورة في ( )4،5،6فال يج44وز للم44ؤجر خالل الس44نتين الت44اليتين ت44أجيره لغ44ير المس44تأجر ال44ذي تم
إجالؤه إال إذا أبدى المستأجر ع4دم رغبت4ه في االس44تئجار ،وإ ذا خ4الف الم4ؤجر ذل4ك ،فيخلى العق4ار من المس4تأجر الجدي4د
بطلب المستأجر السابق ،ويعود للمستأجر السابق حق البقاء في العقار ،على أنه في حالة هدم العقار وإ عادة بنائ44ه يج44وز
لمالك العقار تأجيره لمن يشاء ولو قْب ل مضي مدة السنتين.
المحاضرة الثالثة
يشمل أيض44ا األعم4ال ال4تي تص44در من أتباع4ه .ومص44طلح األتب4اع هن4ا مص44طلح واس4ع وليس قاص4را على ك4ل من
يتبع44ون الم44ؤجر وفق44ا ألحك44ام مس44ؤولية المتب44وع عن أفع44ال الت44ابع ،فالمص44طلح هن44ا ليس قاص44را على من ت44ربطهم
بالمؤجر عالقة تبعية ،وإ نما يقص44د بهم -باإلض4افة إلى من تربط4ه بهم عالق4ة تبعي4ة -ك4ل من ق44امت بين4ه وبين
الم44ؤجر ص44لة مكنت44ه من التع44رض للمس44تأجر ،وهم ك44ل من عه44د إليهم الم44ؤجر للقي44ام بأعم44ال في العين الم44ؤجرة
(ج 44بر2013 ،م) ،ك 44ذلك يش 44مل األش 44خاص ال 44ذين ينوب 44ون عن الم 44ؤجر ك 44الولي والوص 44ي والقّيم والوكي 44ل ،ك 44ذلك
يش44مل أف44راد أس44رته وزواره وأص44دقائه والمس44تأجرين اآلخ44رين من الم44ؤجر ،ف44إذا ص44در فع44ل من أي من ه44ؤالء
ترتب عليه منع أو إحداث خلل في المنفعة التي يحصل عليها المستأجر ،فيعد كأنه صادر من المؤجر شخص44يا،
وال يعد من قبيل التعرض الصادر من الغير ،ويضمنه المؤجر سواء كان التعرض ماديا أو قانونيا.
جزاء اإلخالل بضمان التعرض الشخصي :يخضع الجزاء هنا للقواع4د العام4ة ،فللمس4تأجر المطالب4ة بالتنفي4ذ العي4ني عن د.
طريق إزالة التعرض الحاصل له من المؤجر أو أحد أتباعه ،كم4ا أن ل4ه الح4ق في المطالب4ة بإنق4اص األج4رة بم4ا
يتناسب مع النقص الذي أصاب المنفعة المتحصل عليها جراء هذا التعرض ،ول4ه أيض4ا المطالب4ة بالفس4خ كج4زاء
375
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إلخالل المؤجر بالتزامه بضمان التعرض الص4ادر من4ه شخص4يا ،ول4ه في جمي4ع األح4وال أن يط4الب ب4التعويض،
ويطبق في شأن هذه الجزاءات ما هو منصوص عليه في القواعد العام4ة وق44د س4بق أن بين4ا أحكامه4ا في مواض44ع
أخرى من هذه الدراسة.
ماهية التعرض القانوني الصادر من الغير :التعرض القانوني هو تمسك الغير بحق على العين المؤجرة يتع4ارض م4ع ا.
حقوق المستأجر (الجمال1991 ،م) ،ويستوي أن يكون هذا الحق عينيا أو كان حق4ا شخص44يا .ويتحق4ق التع44رض
القانوني إذا ما قام الغير بفعل مادي يخل بانتفاع المستأجر ،كما إذا وض4ع الغ4ير ي4ده على العين الم4ؤجرة أو ق4ام
بزراعته4ا م4دعيا أن4ه مال4ك أو مس4تأجر مفض44ل بحكم تس4جيله عق4ده ال4ذي تع4دت مدت4ه الخمس س4نوات وفق4ا للنظ4ام
السعودي ،كذلك يتحقق التعرض القانوني إذا ما قام ذلك الغ44ير برف44ع دع4وى قض44ائية على المس44تأجر يطالب44ه فيه44ا
بحق له على العين المؤجرة ،وال يع4د من قبي4ل التع4رض الق4انوني من الغ4ير مج4رد التهدي4د بالمطالب4ة بم4ا يدعي4ه،
فال يعد تعرضا طالما لم يقدم بعُد على رفع دعوى قضائية.
الشرط األول :صدور التعرض من الغ4ير :بمع4نى أن يك4ون التع4رض ق4د ص4در من غ4ير الم4ؤجر أو أح4د تابعي4ه ،أي من
شخص لم يكن طرفا في عق4د اإليج4ار أو وكيال عن الم4ؤجر ،أو ممثال قانوني4ا ل4ه ،أو تابع4ا ألي من ه4ؤالء .وعلى ذل4ك،
فإن أي تعرض يصدر عن أحد له عالقة بالمؤجر كالخدم والعمال وأف4راد أس4رته وغ4يرهم فيع4د كأن4ه ص4در عن الم4ؤجر
نفسه ،وال يعد تعرضا من الغير.
376
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الشAAرط الثAAاني :ادعAAاء الغAAير وجAAود حAAق قAAانوني لAAه على العين المAAؤجرة يتعAAارض مAAع حAAق المسAAتأجر :فال ب 44د لقي 44ام
الضمان هنا أن يدعي الغير أن له حقا على العين المؤجرة ومتعلقا بها ،ومتعارض44ا م44ع ح44ق المس44تأجر في االنتف4اع به44ذه
العين (طلبة1999 ،م) ،ويجب أن يكون ه4ذا التع4رض قانوني4ا ،ويس4توي بع4د ذل4ك أن يك4ون ه4ذا االدع4اء ص44حيحا أو ال،
ويش44ترط في الح44ق ال44ذي يدعي44ه الغ44ير أن يك44ون متعلق44ا ب44العين الم44ؤجرة ،ومتعارض44ا -كم44ا أس44لفنا -م44ع ح44ق المس44تأجر
األول ،ومثال ذلك :مستأجر العقار الذي يتعرض له مستأجر ثان للعقار ذاته مستندا في ذلك إلى عقد إيج44ار مدت44ه خمس
س 44نوات ومس 44جل وفق 44ا إلج 44راءات التس 44جيل العي 44ني في المملك 44ة ،ففي ه 44ذه الحال 44ة يتق 44دم ص 44احب العق 44د المس 44جل ألن ل 44ه
األولوية في ذلك ،وألن التسجيل العقاري يمنح صاحبه ميزة األفضلية على أصحاب العقود غير المسجلة.
الشرط الثالث :أن يقع التعرض فعال خالل مدة اإليجار :فال يكفي أن يدعي الغير أن له حقا على العين الم44ؤجرة ب44القول
أو التهديد فق4ط ،وإ نم4ا ال ب4د من أن يس4لك طريق4ا عملي4ا إلظه4ار ه4ذا االدع4اء وتحقيق4ه (أب4و الس4عود1996 ،م) ،وذل4ك من
خالل رفع دعوى قضائية يرفعها هذا المدعي للمطالبة بثبوت حق له على العين المؤجرة ومتعارضا م4ع ح4ق المس4تأجر
في االنتفاع بالعين المؤجرة ،وهي دع4وى ترف44ع على الم4ؤجر ألن4ه المال4ك ،وي4دخل الغ4ير المس4تأجر طرف44ا وخص44ما فيه4ا،
كم4ا ال ب4د من أن يك4ون ذل4ك التع4رض ق44د وق44ع في أثن4اء قي4ام عق4د اإليج4ار وليس بع4د انتهائ4ه ،فل4و ص44در تهدي4د من الغ4ير
للمس 44تأجر بخص 44وص العين الم 44ؤجرة ،وانتهى عق 44د اإليج 44ار دون أن يك 44ون الغ 44ير ق 44د رف 44ع به 44ذا التهدي 44د والح 44ق الم 44دعى
دعوى قضائية ،فإن رفعها بعد ذلك ال يعد بمثابة تعرض في هذه الحالة.
اآلثار المترتبة على قيام التعرض :إذا وق44ع التع44رض من الغ44ير للمس44تأجر في منفعت44ه ب44العين الم44ؤجرة ،وتحققت ج.
شروط التعرض سالفة الذكر ،وجب على المستأجر المبادرة في إخطار المؤجر بذلك التعرض ،وإ ذا ح44دث ذل44ك
اإلخطار فنكون أمام فرضيتين؛ فإما أن يت4دخل الم4ؤجر وي4رد ذل4ك االعت4داء ،والف4رض الث4اني أال يتمكن الم4ؤجر
من رد االعتداء والتعرض فنكون أمام ضمان االستحقاق.
إخطار المستأجر للمؤجر بتعرض الغير :فيجب على المس4تأجر بمج4رد ح4دوث التع4رض أن يس4ارع إلى إخط4ار الم4ؤجر
بم4ا تع4رض ل4ه؛ وذل4ك ألن الم4ؤجر ه4و ص4احب المص4لحة في الحف4اظ على العين الم4ؤجرة وبق4اء منفعته4ا ال4تي ت4در علي4ه
األجرة المتفق عليها ،ويترتب على عدم قيام المستأجر بإخطار المؤجر أو ت44أخره في ذل44ك ض44ياع حق4ه في الرج44وع على
الم44ؤجر بض44مان االس44تحقاق ،وذل44ك م44تى أثبت الم44ؤجر أن ع44دم إخط44اره أو ت44أخر المس44تأجر في إخط44اره ه44و م44ا أدى إلى
ض4ياع حق4ه في مواجه4ة الغ4ير المتع4رض ،وال4ذي لم يكن محق4ا في دع4واه ،وربم4ا ق4امت مس4ؤولية المس4تأجر في مواجه4ة
377
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الم 44ؤجر إن أثبت الم 44ؤجر أن تقص 44ير المس 44تأجر في إخط 44اره في ال 44وقت المناس 44ب ه 44و م 44ا ض 44يع علي 44ه حق 44ه ،ولم يش 44ترط
القانون شكال معينا لإلخطار ،ومن ثم يمكن أن يتم بأي طريقة كانت.
دفع المؤجر للتعرض :إذا تحقق إخط4ار المس4تأجر للم4ؤجر بوج4ود تع4رض ق44انوني ص44ادر من الغ4ير ويتع4ارض م4ع حق4ه
على العين المؤجرة ،ففي ه4ذه الحال4ة يجب على الم4ؤجر أن يت4دخل وي4دفع ه4ذا التع4رض .وطريق4ة دف44ع التع4رض تختل4ف
بطبيع 44ة الح 44ال ب 44اختالف طريق44ة التع 44رض وس 44ندها الق44انوني ،وال 44تزام الم 44ؤجر هن 44ا ه 44و ال 44تزام بتحقي 44ق نتيج 44ة وليس ب 44ذل
عناي44ة ،ومن ثم يجب علي44ه أن ي44رد ذل44ك التع44رض كلي44ة ،ف44إذا نجح في رد التع44رض وحكم ب44رفض ال44دعوى المرفوع4ة من
الغير يكون قد نفذ التزامه تنفيذا عينيا ،وال يكون من حق المستأجر الرجوع على الم44ؤجر ب44أي تع44ويض ،أم44ا إذا لم يفلح
في رد ذل44ك التع44رض يك44ون حينه44ا ق44د أخ44ل بتنفي44ذ التزام44ه في مواجه44ة المس44تأجر ومن ثم يمكن للمس44تأجر أن يرف44ع ض44ده
دعوى ضمان االستحقاق.
دفع المستأجر بنفسه التعرض الصادر من الغير :إذا حدث وتع4رض الغ4ير للمس4تأجر ،فعلي4ه -كم4ا أس4لفنا -أن يب4ادر إلى
إخط44ار الم44ؤجر به44ذا التع44رض ،ليتخ44ذ م44ا ي44راه مناس44با ،ولكن ق44د يخت44ار المس44تأجر دف44ع تع44رض الغ44ير دون اللج44وء إلى
المؤجر ،وفي جواز ذلك خالف فقهي ،فقد ذهب البعض إلى أن4ه ال يج4وز ل4ه القي4ام ب4ذلك؛ ألن حق4ه مج4رد ح4ق شخص4ي
وليس حقا عينيا في العين المؤجرة ،ف44إذا ادعى المتع4رض حق4ا ل4ه على العين الم4ؤجرة ،ب4أن ل4ه ح4ق انتف4اع مثال علي4ه أو
ح 44ق ارتف 44اق أو ح 44ق رهن حي 44ازي ،ك 44ان الخص444م الحقيقي في دع 44وى المتع 44رض ه 44و الم 44ؤجر وليس المس 44تأجر ،وليس
للمس44تأجر أن يط44الب المتع44رض ب44احترام ح44ق ليس في ذمت44ه ،غ44ير أن44ه يج44وز للمس44تأجر الرج44وع ب44دعوى الم44ؤجر ،وذل44ك
من خالل اس4تخدام حق4وق مدين4ه عن طري4ق ال4دعوى غ4ير المباش4رة ،بينم4ا ي4ذهب رأي آخ4ر إلى التفرق4ة بين م4ا إذا ك4ان
التع44رض الص44ادر من الغ44ير عب44ارة عن فع44ل م44ادي يعك44ر ب44ه المتع44رض الحي44ازة الهادئ44ة للمس44تأجر ،وإ م44ا أن يك44ون برف44ع
دع44وى قض44ائية يط44الب فيه44ا بح44ق على العين الم44ؤجرة ،ففي الحال44ة األولى يك44ون االعت44داء ليس واقع44ا على ح44ق الم44ؤجر
فق4ط ،وإ نم4ا أيض44ا على ح4ق المس4تأجر ك4ذلك؛ إذ تح4ول دون الحي4ازة الهادئ4ة واالنتف4اع على أكم4ل وج4ه ب4العين الم4ؤجرة،
وق44د ذهبت األنظم44ة القانوني44ة إلى أن حماي44ة حي44ازة المس44تأجر للعين الم44ؤجرة هي حي44ازة مش44روعة ج44ديرة بالحماي44ة ،ول44ذا
فقد منحته تل4ك األنظم4ة الح4ق في رف44ع جمي4ع دع4اوى الحي4ازة لل4دفاع عن حيازت4ه .والغ4الب ،أن الق4انون يعطي للمس4تأجر
الحق في رفع دعوى الحيازة ،لرد التعرض الصادر من الغير (أبو السعود1996 ،م).
ضمان االستحقاق :إذا أفلح المتع44رض في تعرض44ه وأخف44ق الم44ؤجر وتق44رر الح44ق الم44دعى ب44ه قض44اء أو رض44اء، د.
مما أدى إلى حرمان المستأجر من االنتفاع بالعين الم4ؤجرة ،ك4ان ل4ه الرج4وع على الم4ؤجر بض44مان االس44تحقاق،
378
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ومع4نى ض4مان االس4تحقاق هن4ا ه4و "ثب4وت الح4ق للمس4تأجر في أن يطلب تبع4ا للظ4روف فس4خ اإليج4ار أو إنق4اص
األجرة مع التعويض في الحالتين إن كان له مقتضى" (خضر1979 ،م ،ص.)829
ولكي يتمكن المستأجر من الرجوع على المؤجر بدعوى االستحقاق ،ال بد من توافر الشروط اآلتية:
الشAAرط األول :ثبAAوت االسAAتحقاق للغAAير :بمع44نى أن يتق44رر للمتع44رض ح44ق على العين الم44ؤجرة ،وأن يك44ون ه44ذا -
الح44ق متعارض44ا م44ع ح44ق المس44تأجر في االنتف44اع ب44ذات العين من أي وج44ه من وج44وه االنتف44اع ،ويس44توي هن44ا أن
يكون هذا الحق الذي ثبت للمتعرض حقا عينيا ،أو كان حقا شخصيا كثبوت حق للمستأجر الثاني المسجل لعق44ده
إذا كانت مدته تجاوزت الخمس سنوات وكان محله منفعة عقار وفقا للنظام السعودي.
الشAAرط الثAAاني :أن يAAترتب على هAAذا االسAAتحقاق إخالل فعلي باالنتفAAاع بAAالعين المAAؤجرة :ومن ذل 44ك ،أن يك 44ون -
المس44تأجر ق44د ُح رم فعال من االنتف44اع ال44ذي ل44ه بم44وجب عق44د اإليج44ار ،وعلى ذل44ك إذا ثبت االس44تحقاق ولكن لم يقم
المس 44تحق بمض 44ايقة المس 44تأجر في انتفاع 44ه ب 44العين ب 44ل ترك 44ه وش 44أنه أو أق 44ر إيج 44اره ،فال رج 44وع بالض 44مان (أب 44و
السعود1996 ،م).
الشرط الثالث :عدم تقصير المستأجر في إخطار المؤجر بالتعرض في الوقت المناسب :ف44إذا ثبت أن44ه ق44د قص44ر -
في إخط44اره ب44أن ت44أخر أو لم يقم بإخط44اره من األص44ل مم44ا أدى إلى ثب44وت الح44ق للمتع44رض ،ففي ه44ذه الحال44ة ال
رجوع للمستأجر عليه.
فإذا توافرت الشروط سالفة الذكر جاز للمستأجر أن يطالب بفسخ العقد بينه وبين المؤجر إذا أثبت أن الخل44ل في المنفع44ة
نتيجة التعرض كان جس4يما .ويك4ون الخل4ل جس4يما م4تى ك4ان ل4و علم ب4ه المس4تأجر قب4ل إب4رام العق4د لم4ا أق4دم على إبرام4ه،
وللقاضي السلطة التقديرية في تقرير الفسخ من عدمه متى كان الخلل الذي أصاب المنفعة يسيرا ،ومثاله أن يتق44رر على
العين الم 44ؤجرة ح 44ق ارتف 44اق عب 44ارة عن مج 44رى مي 44اه ،ف 44إذا لم يكن هن 44اك م 44ا ي 44دعو إلى الفس 44خ ك 44ان من ح 44ق المس 44تأجر
المطالب 44ة فق 44ط بإنق 44اص األج 44رة بنس 44بة م 44ا اخت 44ل من االنتف 44اع المقص 44ود ب 44العين الم 44ؤجرة ،وللمس 44تأجر أيض 44ا أن يط 44الب
ب4التعويض عن األض4رار ال4تي لحقت ب4ه ج4راء تع4رض الغ4ير ،ويق4در التع4ويض بمق4دار م4ا لحق4ه من ض4رر وم4ا فات4ه من
خسارة كأن يكون االستحقاق قد ضيع عليه كسبا معينا.
عAAدم قابليAAة االلAAتزام بالضAAمان للتجزئAAة :ق 44د يتع 44دد الم 44ؤجرون للعين الم 44ؤجرة نفس 44ها ،وه 44ذا ص 44حيح وأجازت 44ه ه.
القوانين الوضعية والفقه اإلسالمي من قبلها ،فنصت الم4ادة ( )603من مجل4ة األحك4ام الش4رعية على أن4ه "تص44ح
379
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إج4ارة الش4ريكين ف4أكثر مالهم4ا المش4ترك لواح4د مع4ا" ،ف4التزام الم4ؤجر بض4مان التع4رض الص4ادر من الغ4ير غ4ير
قاب44ل لالنقس44ام ،وعلى ذل44ك إذا تع44دد الم44ؤجرون لعين واح44دة أو ورث الم44ؤجر ورث44ة متع44ددون ،وجب على ك44ل
منهم ض44 4مان التع44 4رض ،ال في ح44 4دود حص44 4ته وإ نم44 4ا في العين كله44 4ا .وفي المقاب44 4ل ،يج44 4وز للمس44 4تأجر في ح44 4ال
استحقاق الغير للعين المؤجرة أو تقرير حق ل44ه على ه44ذه العين ،أن يرج44ع على أي من الم44ؤجرين بالض44مان في
كل العين ال في حدود حصته فقط ،أما دعوى التعويض في حالة ضمان االستحقاق فتنقسم على المؤجرين ،ك44ل
بقدر حصته.
عدم ضمان المؤجر التعرض المادي الصادر من الغير :التعرض الم44ادي ه44و ك44ل فع44ل يص44در من الغ44ير ويك44ون و.
فيه إخالل بانتفاع المستأجر ،دون أن يستند في4ه المتع4رض إلى ح4ق ق44انوني يّد عي4ه ،كم4ا ل4و ق44ام الغ4ير باغتص44اب
العين الم 44ؤجرة ،أو ق 44ام بكس 44ر زج 44اج النواف 44ذ ،أو أتى بفع 44ل آخ 44ر يخ 44ل بانتف 44اع المس 44تأجر ب 44العين الم 44ؤجرة على
الوجه المطلوب .واألصل ،أن هذا التعرض ال يضمنه المؤجر ،إال إذا تمكن المستأجر من إثبات أن44ه راج44ع إلى
خط 44أ الم 44ؤجر ،ك 44أن يك 44ون ه 44و ال 44ذي ح ّ4ر ض الغ 44ير على الفع 44ل الم 44ادي لإلض 44رار بمص 44الح المس 44تأجر في العين
المؤجرة ،أما في الوض4ع الع4ادي ال4ذي ال يك4ون للم4ؤجر في4ه عالق4ة ب4المتعرض الم4ادي من الغ4ير فال يك4ون أم4ام
المستأجر سوى الرجوع على الغير المتعرض بالتعويض وفقا ألحكام المسؤولية التقصيرية ،كل ذل4ك م4ا لم يكن
ق44د اتف44ق م44ع الم44ؤجر على أن يش44مل ض44مان تعرض44ه للغ44ير أيض44ا التع44رض الم44ادي وليس فق44ط الق44انوني من ب44اب
تشديد مسؤولية المؤجر ،وما دامت األج4رة تقاب4ل االنتف4اع ،فإن4ه إذا ت4رتب على التع4رض زوال انتف4اع المس4تأجر
بالعين المؤجرة ولو كان بس4بب ال يَ4د للم4ؤجر في4ه ،فإن4ه يح4ق للمس4تأجر المطالب4ة بالفس4خ أو إنق4اص األج4رة ،أم4ا
إذا ت44رتب على التع44رض هالك العين الم44ؤجرة كلي44ة ف44إن العق4د ينفس44خ من تلق4اء نفس44ه ،أم44ا إذا ك44ان الهالك جزئي44ا
التزم المؤجر بإصالحه شريطة أال تكون تكلفة هذا اإلصالح باهظة ،كم44ا أن العق44د ينفس44خ من تلق44اء نفس44ه إذا م44ا
تم حرمان المستأجر من المنفعة بشكل كلي ألمر خارج عن إرادته وال عالقة له بالمؤجر وقد يك44ون راجع44ا إلى
الق 44وة الق 44اهرة ك 44أن يس 44تأجر أح 44دهم مس 44رحا لع 44رض مس 44رحية معين 44ة في الري 44اض ثم تمن 44ع الجه 44ات المختص 44ة
الع44رض ،ف44إن العق44د يفس44خ في ه44ذه الحال44ة أيض44ا من تلق44اء نفس44ه ،أم44ا ل44و ك44ان الحرم44ان جزئي44ا ،ك44أن يك44ون أح44د
الفنانين الذي سيحيي الحفل قد منع من الظهور ألسباب قهرية ،فهنا ال ينفسخ العقد وإ نما للمستأجر الح4ق في أن
يط 44الب بإنق 44اص األج 44رة بنس 44بة م 44ا نقص من المنفع 44ة المتحص 44لة من العين الم 44ؤجرة ،وذل 44ك إذا لم يكن الحرم 44ان
جسيما ففي ه4ذه الحال4ة ل4ه أن يط4الب بفس4خ العق4د ،كم4ا أن4ه وفي ح4ال ك4ان التع4رض من جه4ة حكومي4ة في ح4دود
سلطاتها التي منحها لها القانون ،ف4إذا ك4ان النقص ال4ذي وق4ع نتيج4ة تع4رض الجه4ة الحكومي4ة وص4ل ح4د الجس4امة
380
:::::مقرر العقود المدنية :::::
كان للمستأجر أن يطالب بالفسخ أو إنقاص األجرة ،كما أن ل4ه الح4ق في أن يط4الب الم4ؤجر ب4التعويض في ح4ال
كان التعرض الصادر من الجهة الحكومية قد صدر لسبب يكون المؤجر مسؤوال عنه.
381
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
الرابطAAة اإليجاريAAة :هي العالق 44ة الناش 44ئة عن عق 44د اإليج 44ار وال 44تي ت 44رتب التزام 44ات على ع 44اتق ك 44ل من طرفي 44ه
(المؤجر والمستأجر).
تسليم العين المؤجرة :هو تمكين المستأجر فعال من قبض العين المؤجرة على الحالة ال44تي تم االتف44اق عليه44ا في
عقد اإليجار.
العجز في مقدار العين المؤجرة :هو تسليم العين المؤجرة بمقدار أقل مما تم االتفاق عليه في العقد.
العجز الجسيم :هو العجز الذي وصل مقدارا لو علم به المستأجر قبل إبرام العقد لما أبرمه.
الزيادة في العين المؤجرة :ه44و أن يت44بين أن مق44دار العين الم44ؤجرة بع44د تس44لمها من قب44ل المس44تأجر أك44ثر مم44ا ه44و
متفق عليه.
ملحقات العين المؤجرة :هي كل ما أعد بصفة عامة الستعماله وفقا لما تقضي به طبيعة األشياء وعرف الجه44ة
وقصد المتعاقدين.
صيانة العين المؤجرة :ه44و ال44تزام الم44ؤجر بتالفي أي44ة أعط44ال أو ظ44روف طارئ44ة أدت إلى انتق44اص منفع44ة العين
المؤجرة وإ صالحها حتى تعود صالحة لتأدية الغرض المقصود منها.
الترميمAAات الضAAرورية :هي الترميم 44ات ال 44تي تك 44ون الزم 44ة النتف 44اع المس 44تأجر ،وال تك 44ون لمج 44رد تحس 44ين العين
وتجميلها سواء أكانت الزمة أم لم تكن الزمة لذلك ،وحتى لو لم تكن ضرورية لحفظ العين نفسها.
الترميمات التأجيرية :هي الترميم44ات الزهي44دة ال44تي ال تش44كل عبئ44ا على الم44ؤجر ،وذل44ك حس44ب طبيع44ة العين وم44ا
يقضي به العرف.
العيب الخفي :هو اآلفة الطارئة التي تخلو منها الفطرة السليمة لألشياء.
العيب الخفي القديم :هو العيب الذي كان موجودا في العين المؤجرة قبل إبرام عقد اإليجار.
العيب الحادث :هو العيب الذي ظهر في العين المؤجرة بعد إبرام العقد وكذلك بعد قبض المستأجر لها.
العيب المAAؤثر :ه44و العيب ال44ذي من ش44أنه أن ينقص من منفع44ة العق44ار الم44ؤجر نقص44ا كب44يرا ،ويرج44ع تق44دير ه44ذا
النقص إلى ظروف كل حالة على حدة.
العيب الخفي :ه44و العيب ال44ذي لم يكن معلوم44ا للمس44تأجر وقت انعق44اد العق44د ،ولم يكن باس44تطاعته أن يعلم ل44و ق44ام
بفحص العين المؤجرة باذال في ذلك عناية الرجل المعتاد.
التعرض الشخصAي المAادي :ه44و ك44ل فع44ل من الم44ؤجر يخ44ل بانتف44اع المس44تأجر أو ينقص من44ه دون أن يس44تند في
القيام به إلى حق قانوني يدعيه.
التعAرض الشخصAي القAانوني :ه44و التع44رض ال44ذي يس44تند في44ه الم44ؤجر في فعل44ه المخ44ل بانتف44اع المس44تأجر ب44العين
المؤجرة إلى حق يدعيه على العين المؤجرة.
382
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أتباع المؤجر :هم ك4ل من تربط4ه بهم عالق4ة تبعي4ة ،باإلض4افة إلى ك4ل من ق4امت بين4ه وبين الم4ؤجر ص4لة مكنت4ه
من التعرض للمستأجر ،وكل من عهد إليهم المؤجر للقيام بأعمال في العين المؤجرة.
التعرض القانوني للغير :هو تمسك الغير بحق على العين المؤجرة يتعارض مع حقوق المستأجر.
التعرض المادي للغير :هو كل فعل يصدر من الغير ويكون فيه إخالل بانتفاع المستأجر ،دون أن يستند فيه
المتعرض إلى حق قانوني يدعيه.
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن التزام المؤجر بضمان تعرضه الشخصي والجزاء المترتب على اإلخالل به.
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِقه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
أقام (عمرو) دعوى قضائية ضد (زيد) مدعيًا فيها أنه استأجر من المالك (بكر) محًال تجاريًا لم دة ثالث س نوات ،ب أجرة
قدرها ثمانية آالف لاير للسنة الواحدة ،وأن الُم َّد َع ى عليه (زيدًا) وقبل أن يحل إيجار السنة الثانية بيوم واح د ق ام ب التهجم
على المحل ،وقال له إما أن تدفع واحدًا وعشرين ألف لاير بدل المتفق عليه بالعق د ،أو أن تخ رج من المح ل ،وبع د ع دة
ساعات أتى الُم َّد َع ى عليه للمحل وأقفله بقفل حديدي ،وفى نفس اليوم تم إبالغ الشرطة ب ذلك وحض ر البحث الجن ائي وتم
رصد الواقعة لديهم ،لذلك فهو يطلب الحكم بإلزام الُم َّد َع ى عليه بتنفيذ موجب العقد المبرم بينهما.
383
:::::مقرر العقود المدنية :::::
في رده على الدعوى ،أجاب (زيد) بأن ما ذكره الُم َّد ِع ى في دعواه صحيح ،وأضاف أنه اشترى الدكان من المالك (بكر)،
وأنه أغلق باب الدكان ألن أسعار اإليجارات مرتفعة ،وأنه قال للُم َّد ِع ى إما أن يكون اإليجار واحدًا وعشرين أل ف لاير أو
أن يخرج من الدكان.
فلو كنت قاضيًا في الدعوى ،ماذا سيكون ردك على دعوى (عمرو)؟
اإلجابة:
حيث صادق الُم َّد َع ى عليه على دعوى الُم َّد ِع ى ،وحيث إن انتق ال العين من مال ك آلخ ر ال يلغى العق ود المتعلق ة ب العين،
وحيث إن المستأجر يملك منفعة الدكان حتى نهاية العقد لقوله تع الىَ( :ي ا َأُّي َه ا اَّل ِذيَن آَم ُن وا َأْو ُف وا ِب اْلُع ُقوِد) ،وألن ش راء
الُم َّد َع ى عليه وقع على ذات العين ولم يقع على منفعتها النشغالها بعقد سابق ،فال يسرى على المنفعة إَّال بع د انته اء عق د
اإليجار ،عليه يحكم على الُم َّد َع ى عليه بأن يسلم الدكان للُم َّد ِع ى حتى نهاية العقد.
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
توضيح المقصود بالتزام المؤجر بتسليم العين المؤجرة ،وبيان كيف يتم ذلك؟
بيان التزام المؤجر بالصيانة وتوضيحه.
بيان التزام المؤجر بضمان العيوب الخفية وتوضيحه.
بيان التزام المؤجر بضمان التعرض وتوضيحه.
أسئلة الوحدة:
األسئلة الموضوعية:
. 1إذا وجد المستأجر عيبا في العين المؤجرة ،فإن المؤجر يضمنه متى كان هذا العيب:
حديثا.
قديما.
مؤثرا.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
384
:::::مقرر العقود المدنية :::::
. 2يكتفى بأن تكون المنفعة المراد تسليمها للمستأجر ستوجد في المستقبل إذا كنا بصدد تطبيق أحكام:
االستثناء في القانون الوضعي.
القانون الوضعي.
الفقه اإلسالمي.
الخيار األول والخيار الثاني.
. 3للمستأجر الحق في طلب فسخ عقد اإليجار في حال قدر العجز بأنه جسيما ،ويكون العجز هكذا إذا كان:
.4إذا كان العذر الذي منع المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة غير راجع إلى تقصير المؤجر ،فللمستأجر:
أن يطالب بفسخ العقد بينه وبين المؤجر عن المدة المتبقية للعقد ،وال يلتزم بدفع األجرة عن هذه المدة.
أن يطالب بإنقاص األجرة بالقدر الذي نقصت به المنفعة.
أن يطالب بالتعويض جراء ما لحقه من ضرر.
أن يطالب بالتنفيذ العيني وإ جبار المؤجر على إزالة العائق الذي حال دون انتفاعه بالعين المؤجرة.
.5إذا تهدم العقار المؤجر ،فإن المؤجر يلتزم بإعادة بنائه في حال كان:
سبب الهالك راجعا إلى القوة القاهرة التي ال يد للمستأجر فيها.
385
:::::مقرر العقود المدنية :::::
. 6تكون الترميمات التأجيرية على المؤجر وليس المستأجر خالفا لألصل ،في حال:
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
يحق للمستأجر أن يض44ع ي4ده على عق4ار آخ4ر ممل4وك للم4ؤجر م4تى رفض الم4ؤجر تمكين4ه من االنتف4اع بالعق4ار
المؤجر.
إذا كانت األجرة قد قدرت جملة واحدة على العين المؤجرة التي تم اكتشاف الزيادة فيه44ا بع44د التس44ليم فال يح44ق
للمؤجر المطالبة بالفسخ وتكون من حق المستأجر.
يكون للمستأجر المطالبة بفسخ العقد مطلقا في حال قدرت األجرة على أساس الوحدة وك44انت العين غ4ير قابل44ة
للتجزئة.
يل 44تزم الم 44ؤجر بإع 44ادة البن 44اء المه 44دوم م 44تى ك 44ان الهالك ناتج 44ا عن خط 44أ المس 44تأجر أو تقص 44يره على أن يزي 44د
األجرة للمؤجر.
386
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ال44تزام الم44ؤجر بتس44ليم العين الم44ؤجرة ي44وجب علي44ه تس44ليم العين ذاته44ا وملحقاته44ا م44تى ك44ان ق44د تم االتف44اق على
ذلك في العقد ،وإ ال فال يلتزم بتسليم الملحقات.
لكي يلتزم المؤجر بإعادة الجزء التالف من العقار المؤجر فال بد من أن تكون التكلفة تافهة.
في حالة الترميمات المستعجلة ،يح4ق للمس4تأجر إص4الحها دون الحص4ول على إذن من المحكم4ة غ4ير أن4ه يفق4د
حقه في الرجوع على المؤجر بقيمة ما أنفقه.
يسقط التزام المؤجر بضمان العيب الخفي متى كان العيب معلوما للمستأجر قبل العقد.
يضمن المؤجر العيب الظاهر متى كان قد أخفى عن المستأجر وجوده بغش واحتيال.
يكفي لقيام التعرض الصادر من الغير أن يكون االدعاء الذي يدعيه الغير صحيحا.
...........................العين الم44 4ؤجرة ه44 4و ال44 4تزام الم44 4ؤجر بتالفي أي أعط44 4ال أدت إلى انتق44 4اص منفع44 4ة
العين المؤجرة وإ صالحها.
...........................الضرورية ال تكون لمجرد تحسين العين وتجميلها س4واء أك4انت الزم4ة أم لم تكن
الزمة لذلك.
الترميمات التأجيرية هي الترميمات ...........................التي ال تشكل عبئا على المؤجر.
العيب ...........................هو العيب الذي ظهر في العين المؤجرة بع4د إب4رام العق4د وك4ذلك بع4د قبض
المستأجر لها.
العيب ...........................هو العيب الذي من شأنه أن ينقص من منفعة العقار المؤجر نقصا كبيرا.
العج44ز ...........................ه44و العج44ز ال44ذي وص44ل مق44دارا ل44و علم ب44ه المس44تأجر قب44ل إب44رام العق44د لم44ا
أبرمه.
إذا تعدد المؤجرون للعين المؤجرة كانوا جميعا ...........................في مواجهة المستأجر.
يك44ون المس44تأجر مس44ؤوال أم44ام الم44ؤجر إذا ت44رتب على ع44دم إخط44اره ل44ه بتع44رض الغ44ير ...............العين
المؤجرة.
التزام المؤجر بدفع التعرض الصادر من الغير هو التزام بتحقيق . .......................
للمس44 4تأجر الرج44 4وع على الم44 4ؤجر ب44 4دعوى ........................االس44 4تحقاق للمطالب44 4ة بفس44 4خ اإليج44 4ار أو
إنقاص الثمن ،وذلك في حال إخفاقه في رد التعرض الصادر من الغير.
387
:::::مقرر العقود المدنية :::::
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع :اكتب في التزام المؤجر بصيانة العين المؤجرة في حال هالكها.
السؤال الخامس :اكتب في شروط ضمان المؤجر للتعرض القانوني الصادر من الغير وآثاره.
مراجع الوحدة:
أبو السعود ،رمضان1996( ،م)" ،العقود المسماة :عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف.
جبر ،سعيد2013( ،م)" ،عقد اإليجار .األحكام العامة" ،القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
الجمال ،مصطفى1991( ،م)" ،الوسيط في أحكام اإليجار" ،اإلسكندرية ،الفتح للطباعة والنشر.
خض 44ر ،خميس1979( ،م)" ،العق 44ود المدني 44ة الك 44برى :ال 44بيع والت 44أمين واإليج 44ار" ،الق 44اهرة ،دار النهض 44ة العربي 44ة
للنشر.
سعد ،نبيل إبراهيم1998( ،م)" ،العقود المسماة ،الجزء الثاني ،اإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
طلبة ،أنور1999( ،م)" ،عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي الحديث.
عب4د الق4ادر ،عب4د ال4رحمن محم4د ،ط2006( ،2م)" ،الوس4يط في عق4د اإلج4ارة في الفق4ه اإلس4المي" ،الق4اهرة ،دار
النهضة العربية.
388
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
389
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أن يعّر ف التزامات المستأجر وما يقابلها من أحكام في الفقه اإلسالمي.
أن يلّم بالجزاء المترتب على إخالل المستأجر بالتزاماته في مواجهة المؤجر.
أن يعرف األجرة ومضمون التزام المستأجر بدفعها وأحكام هذا االلتزام.
أن يتمكن من معرفة أحكام التزام المستأجر بالحفاظ على العين المؤجرة.
أن يتمكن من معرفة الفرق بين الترميمات التأجيرية والترميمات الضرورية وحكمها.
أن يتمكن من معرفة أحكام التزام المستأجر باستعمال العين المؤجرة وجزاء عدم استعمالها.
أن يتمكن من معرفة أحكام استعمال المستأجر للعين المؤجرة فيما أجرت له وفي حدود ما أعدت له.
أن يتمكن من معرفة أحكام التزام المستأجر برد العين المؤجرة إلى المؤجر وما يترتب على ذلك من آثار.
أن يتمكن من معرفة الفرق بين المصروفات الضرورية والنافعة والكمالية ومدى التزام المؤجر برّد ها.
أن يلم الطالب بأحكام هالك العين المؤجرة كلًّيا أو جزئًّيا بما في ذلك أحكام تحمل التبعة.
أن يلم الطالب بأحكام التنفيذ العيني المنصوص عليها في نظام التنفيذ السعودي.
أن يستشعر الطالب أهمية دراسة التزامات المستأجر وأحكامها وتطبيقاتها في الفقه اإلسالمي.
أن يكون لدى الطالب شعور إيجابي نحو دراسة التزامات المستأجر والنظر إليها باعتبارها حقوًقا للمؤجر.
أن يتبنى الطالب نشر الثقافة القانونية المتعلقة بالتزامات المستأجر وأحكامها والجزاء المترتب على مخالفتها.
موضوعات الوحدة:
تتناول هذه الوحدة ما يلي:
رابعًا :التزام المستأجر برد العين المؤجرة عند انقضاء عقد اإليجار.
390
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
391
:::::مقرر العقود المدنية :::::
عق 44د اإليج 44ار كم 44ا أس 44لفنا من عق 44ود المعاوض 44ة ال 44تي تف 44رض التزام 44ات على ع 44اتق ك 44ل من طرفيه 44ا ،وق 44د بيّن ا التزام 44ات
المؤجر في الوحدة السابقة وأكدنا أن جميع هذه االلتزامات ما هي إال حقوق للمستأجر ،وبيّنا كيف يمكنه إجب44ار الم44ؤجر
على القي44ام به44ا وتنفي44ذها بم44ا يض44من حص44وله على المنفع44ة المقص44ودة من العق44د ،غ44ير أن المس44تأجر ال يحص44ل على ه44ذه
الحقوق والحماية القانونية لها من دون مقابل ،فهو وإ ن كان دائًنا للمؤجر ب44التمكين من االنتف4اع على أكم44ل وج44ه ،إال أن44ه
أيًض ا م44دين ل44ه بالعدي44د من االلتزام44ات ،وي44أتي على رأس44ها دف 44ع األج44رة مقاب44ل م44ا يحص 44ل علي44ه من منفع44ة ،كم44ا يل44تزم
المستأجر أيًض ا في مواجهة المؤجر باستعمال العين المؤجرة فيما أعدت له ،وأّج رت من أجل4ه ،ويل4تزم ك4ذلك بالمحافظ4ة
على العين الم44ؤجرة وع44دم إح44داث أي تع44ديالت أو تغي44يرات فيه44ا ،ويل44تزم أخ44يًر ا ب44رد العين الم44ؤجرة على الحال44ة ال44تي
تسلمها بها وذلك عند انتهاء عقد اإليجار أو انقضائه ،وما نود التأكي44د علي44ه هن44ا أن جمي44ع ه44ذه االلتزام44ات ال44تي تق4ع على
عاتق المستأجر م4ا هي إال حق4وق للم4ؤجر ،ومن ثم يمل4ك الم4ؤجر كاف44ة الس4بل القانوني4ة المتاح4ة إلل4زام المس4تأجر بالوف44اء
بالتزاماته في مواجهتها ،ولو اضطر إلى القوة الجبري4ة أو الفس4خ في بعض األحي4ان ،وفي ه4ذه الوح4دة س4نعالج التزام4ات
المس 44تأجر ،وس 44نعرض لتل 44ك االلتزام 44ات في الفق 44ه اإلس 44المي باعتب 44اره المص 44در الرئيس 44ي للقواع 44د القانوني 44ة في المملك 44ة
العربية السعودية.
392
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
أوًال :التزام المستأجر بدفع األجرة
الكهرباء والمياه والهاتف م4تى تم اس4تهالكها عن طري4ق ع4داد الم4ؤجر ،ك4ل ه4ذا م4ا لم يكن الم4ؤجر ق4د تعه4د ه4و بتحمله4ا
(أبو السعود1996 ،م) ،كما يلتزم بدفع نفقات تسجيل عق4د اإليج4ار ل4و تج4اوزت مدت4ه خمس س4نوات وك4ان محل4ه عق4ارا،
وبطبيعة الحال جميع ما قيل ليس متعلقا بالنظام العام ،ومن ثم يمكن للمؤجر والمستأجر االتفاق على مخالفتها.
الترديد في األجرة :نصت المادة ( )663من مجلAAة األحكAAام الشAAرعية على" :ال يص44ح التردي44د في ق44در األج44رة -
أو نوعها" ،ومن ذلك على سبيل المثال أن يقول أحدهم لآلخ4ر :إن أجرت44ني بيت44ك الي44وم س44أعطيك أج44رة ألفي لاير
شهريا ،ولكن إن أجرتني إياه غدا فسأدفع أجرة قدرها ألف وخمسمائة لاير ،ومن ذل4ك أيض4ا أن يق4ول ل4ه أؤج4رك
هذه األرض بألفي لاير شهريا إن زرعتها قمحا ،ف44إن زرعته4ا ش4عيرا ك4انت األج4رة ألفين وخمس4مائة ،وك4ذلك من
أّج ر دابة فقال لمس4تأجرها إن رددته4ا الي4وم ف4األجرة خمس4ة وإ ن رددته4ا غ4دا ف4األجرة عش4رة ،ف4إن ورد في العق4د
مث44ل ه44ذا التردي44د ك44ان العق44د ب44اطال لع44دم تع44يين األج44رة تعيين44ا كافي44ا نافي44ا للجهال44ة ،وعلى خالف ذل44ك يص44ح عق44د
اإليجار إن كانا قد اتفق4ا على األج4رة بش4كل واض44ح وص44ريح وتم تعيينه4ا تعيين4ا كافي4ا نافي4ا للجهال4ة ،ثم اتفق4ا على
أن كل ي4وم زي4ادة س4يكون بك4ذا ،ك4أن يتفق4ا على أن قيم4ة أج4رة الس4يارة س4تكون أل4ف لاير عن عش4رة أي4ام وم4ا زاد
على العش4ر أي4ام فك4ل ي4وم س4يكون بمائ4ة وخمس4ين ري4اال ص44ح العق4د ،وك4ذلك يص44ح أن يتفق4ا على أن تك4ون أج4رة
السيارة حتى مدينة جدة بألفي لاير العشرة أيام ،فإن ذهب بها إلى مكة فهي بألفين وخمسمائة لاير.
عق 44د اإليج 44ار كم 44ا أس 44لفنا من عق 44ود المعاوض 44ة ال 44تي تف 44رض التزام 44ات على ع 44اتق ك 44ل من طرفيه 44ا ،وق 44د بيّن ا التزام 44ات
المؤجر في الوحدة السابقة وأكدنا أن جميع هذه االلتزامات ما هي إال حقوق للمستأجر ،وبيّنا كيف يمكنه إجب44ار الم44ؤجر
على القي44ام به44ا وتنفي44ذها بم44ا يض44من حص44وله على المنفع44ة المقص44ودة من العق44د ،غ44ير أن المس44تأجر ال يحص44ل على ه44ذه
الحقوق والحماية القانونية لها من دون مقابل ،فهو وإ ن كان دائًنا للمؤجر ب44التمكين من االنتف4اع على أكم44ل وج44ه ،إال أن44ه
أيًض ا م44دين ل44ه بالعدي44د من االلتزام44ات ،وي44أتي على رأس44ها دف 44ع األج44رة مقاب44ل م44ا يحص 44ل علي44ه من منفع44ة ،كم44ا يل44تزم
المستأجر أيًض ا في مواجهة المؤجر باستعمال العين المؤجرة فيما أعدت له ،وأّج رت من أجل4ه ،ويل4تزم ك4ذلك بالمحافظ4ة
على العين الم44ؤجرة وع44دم إح44داث أي تع44ديالت أو تغي44يرات فيه44ا ،ويل44تزم أخ44يًر ا ب44رد العين الم44ؤجرة على الحال44ة ال44تي
تسلمها بها وذلك عند انتهاء عقد اإليجار أو انقضائه ،وما نود التأكي44د علي44ه هن44ا أن جمي44ع ه44ذه االلتزام44ات ال44تي تق4ع على
عاتق المستأجر م4ا هي إال حق4وق للم4ؤجر ،ومن ثم يمل4ك الم4ؤجر كاف44ة الس4بل القانوني4ة المتاح4ة إلل4زام المس4تأجر بالوف44اء
بالتزاماته في مواجهتها ،ولو اضطر إلى القوة الجبري4ة أو الفس4خ في بعض األحي4ان ،وفي ه4ذه الوح4دة س4نعالج التزام4ات
394
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المس 44تأجر ،وس 44نعرض لتل 44ك االلتزام 44ات في الفق 44ه اإلس 44المي باعتب 44اره المص 44در الرئيس 44ي للقواع 44د القانوني 44ة في المملك 44ة
العربية السعودية.
من تAAدفع لAAه األجAAرة :األص44ل أن األج44رة تس44تحق للم44ؤجر أو من ين44وب عن44ه ،ويس44توي هن44ا أن تك44ون النياب44ة قانوني44ة أو اتفاقي44ة أو -
قض44ائية ،فم44ا دام الن44ائب يمل44ك أن يباش44ر أعم44ال اإلدارة نياب44ة عن األص44يل فال يوج44د م44ا يمن44ع قانون44ا من أن يقبض44وا أيض44ا األج44رة
المستحقة ،وهذه األجرة تستحق للمؤجر حتى ولو لم يكن مالكا للعين الم4ؤجرة ،ف4إذا ت4وفي الم4ؤجر انتق4ل الح4ق إلى ورثت4ه أو خلف4ه
الع44ام ،وفي ح44ال تع44دد الورث44ة وجب الوف44اء لك44ل منهم بنص44يبه على ح44دة ،إذ إن الق44انون ال يف44ترض التض44امن بينهم في ه44ذه الحال44ة،
كما ال يجوز ألحد الورث4ة أن ينف4رد وح4ده بالمطالب4ة بقيم4ة األج4رة إال إذا ك4ان ق4د حص4ل على توكي4ل من ب4اقي الورث4ة يخول4ه ذل4ك،
كم44ا يعت44بر مس44تحقا لألج44رة من يق44دم مخالص44ة بقيمته44ا موقع44ة من الم44ؤجر ك44البواب أو الخ44ادم أو أي ش44خص آخ44ر إال إذا ك44ان عق44د
اإليجار يتضمن بندا يفيد بأن المؤجر هو الشخص الوحيد المخول باستالم األجرة شخصيا (خضر1979 ،م).
-مواعيد الوفاء باألجرة :أول ما ينظر إليه في تحديد مواعيد الوفاء باألجرة هو اتفاق المتعاقدين ،فإذا لم يكن هناك اتفاق وجب الوفاء في
الوقت الذي يعين4ه الع4رف ،وق4د ج4رى الع4رف على أن موع4د الوف4اء ب4األجرة بداي4ة ك4ل ش4هر أي قب4ل الحص4ول على منفعته4ا ،كم4ا ق4د يج4ري
الع44رف في بعض البل44دان ومنه44ا بعض م44دن المملك44ة العربي44ة الس44عودية على أن يتم دف44ع األج44رة كامل44ة س44نويا أو نص44ف س44نوية إذا م44ا تعلقت
اإلجارة بالعقارات ،كما يجوز أن يتم تقسيط األجرة على أقساط ،وقد نصت المادة ( )676من مجلة األحكام الشرعية على" :يص4ح اش4تراط
تعجي44ل األج44رة أو تأجيله44ا وتقس44يطها مطلق44ا ويعم44ل ب44ه" ،ف44إذا لم يوج44د أي اتف44اق بخص44وص تحدي44د موع44د الوف44اء ب44األجرة وجب الرج44وع إلى
القواعد العامة التي تقضي بأن األجرة ال تدفع إال بعد استيفاء المنفعة ،وذلك خالفا لما جرى عليه العرف في هذا الخصوص.
- -مكان الوفاء بAاألجرة :وفق44ا لقاع44دة ال44دين مطل44وب وليس محم44وال ،ف44إن مك44ان الوف44اء ب44األجرة ه44و م44وطن المس44تأجر ،أو مح44ل إقامت44ه،
والتي في العادة س4تكون العين الم4ؤجرة في ح4ال ك4انت م4نزال ،أو في مص4نعه إن ك4انت مص4نعا وهك4ذا ،ك4ل ذل4ك ب4الطبع م4ا لم ي4رد اتف4اق أو
ع 44رف يقض 44يان بخالف ذل 44ك ،ومن ثم ف 44أول م 44ا يتم الرج 44وع إلي 44ه من أج 44ل تحدي 44د مك 44ان الوف 44اء ب 44األجرة ه 44و االتف 44اق الم 44برم بين الم 44ؤجر
والمستأجر ،وفي هذا الشأن قد يتفقان على أن يقوم المستأجر في بداية كل شهر بسداد قيمة األجرة على حساب الم4ؤجر في أح4د البن4وك ،أو
أن يف44وض الم44ؤجر عن44ه مكتب44ا عقاري44ا ه44و من يت44ولى القي44ام به44ذه المه44ام ،وفي ح44ال لم يوج44د اتف44اق بين الط44رفين ت44وجب حينه44ا الرج44وع إلى
الع44رف ،وق44د ج44رى الع44رف على أن يك44ون مك44ان دف44ع األج44رة ه44و س44كن المس44تأجر ول44و لم يكن ه44و موطن44ه ،ف44إذا لم يكن هن44اك ال اتف44اق وال
ُع رف وجب حينها الرجوع إلى القانون الذي يقضي بأن موطن المستأجر هو ذاته مكان دفع األجرة( .خضر1979 ،م).
395
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-إثبAAات الوفAAاء بAAاألجرة :المس44تأجر ه44و الم44دين ب44األجرة وعلي44ه يق44ع عبء إثب44ات أن44ه وّفى ب44األجرة ،ويخض44ع ه44ذا اإلثب44ات للقواع44د العام44ة
باعتبار أن الوفاء هو تصرف قانوني مستقل عن عقد اإليجار ،ولذلك إذا م4ا تم دف4ع األج4رة فإن4ه ووفق4ا لنظ4ام المرافع4ات الش4رعية الس4عودي
رقم م 1/وبتاريخ 22/1/1435هـ ،يجوز له إثبات ذلك بكافة طرق اإلثبات ،فله أن يثبت دفعه األجرة بالبين44ة أو بالكتاب44ة ويمكن للقاض44ي أن
يس44تخلص من وق44ائع دع44وى اإلخالء ال44تي يرفعه44ا الم44ؤجر أن المس44تأجر دف44ع األج44رة وذل44ك عن طري44ق الق44رائن القض44ائية ،ال44تي يستخلص44ها
القاض44ي من وق44ائع ال44دعوى وظروفه44ا ،وج44ديٌر ذك44ره هن44ا أن بعض الق44وانين تش44ترط إلثب44ات ال44ديون والوف44اء به44ا الكتاب44ة إذا زادت على ح44د
معين ،كالقانون الم4دني المص4ري ،ف4إذا زادت األج4رة على النص4اب الق4انوني وه4و أل4ف جني4ه وجب إثباته4ا بالكتاب4ة ،وإ ن ك4انت أق4ل من ذل4ك
النصاب كان بإمكان المس4تأجر إثباته4ا بكاف4ة ط4رق اإلثب4ات ،غ4ير أن الق4انون الم4دني المص4ري يس4مح للمس4تأجر بإثب4ات الوف4اء ب4األجرة بكاف4ة
طرق اإلثبات متى كانت األجرة مقسطة ،فيجوز إثب4ات أداء ك4ل قسٍ4ط على ح4دة ،ك4أن تق4در قيمته4ا على الس4نة كامل4ة بأربع4ة آالف وثمانمائ4ة
جني44ه ،ت44دفع على ش44كل أقس44اط ش44هرية ،فتك44ون قيم44ة القس44ط الش44هري أربعمائ44ة جني44ه ،وهي أق44ل من النص44اب فيج44وز إثبات44ه إذًا بكاف44ة ط44رق
اإلثبات ومن بينها القرينة.
-الوفاء باألجرة عن طريق سحب شيكات :كم44ا نعلم فالش44يك ه44و ورق44ة تجاري44ة يتم التعام44ل به44ا لتس44هيل األم44ور المالي44ة
على التجار فيما بينهم ،غير أن استعمال الشيك غير قاصر على التجار وحدهم وإ نما يمكن استخدامه في الحياة العادي4ة،
فإذا حدث وتم تسديد األجرة عن طريق سحب شيك من المستأجر لصالح الم4ؤجر ،فإن4ه ال يك4ون ق4د أدى األج4رة بمج4رد
سحب الشيك ،وإ نما يظل مدينا بها حتى يتم استيفاء مبل4غ الش4يك نق4دا من البن4ك؛ وذل4ك ألن الش4يك وإ ن ك4ان أداة وف44اء إال
أن س44حبه ال يعت44بر وف44اًء مبِّر ئ44ا لذم44ة الم44دين ،م44ا لم يقم البن44ك المس44حوب علي44ه ب44أداء قيم44ة الش44يك إلى الم44ؤجر ،ومن ه44ذا
التاريخ يعتبر المستأجر قد وّفى باألجرة للمؤجر.
التنفيذ العيAني وفقAا إلجAراءات نظAام التنفيAذ رقم م 53/وبتAاريخ 13/8/1433ه :ق44د تك44ون مطالب44ة المس44تأجر -
بالتنفي44ذ العي44ني بش44كل وّد ي بين44ه وبين الم44ؤجر ،ف44إن لم تفلح المح44اوالت الودي44ة فليس أم44ام الم44ؤجر س44وى اللج44وء
إلى القضاء لمطالبة المستأجر بدفع األجرة ،ويشترط لرفع دعوى قضائية على المستأجر للمطالبة بدفع األج44رة،
أن يكون المؤجر قد قام بإع4ذار المس4تأجر ب4دفعها وذل4ك ليثبت تقص44يره في دف44ع األج4رة ،ف44إذا قض44ت ل4ه المحكم4ة
بالتنفيذ العي4ني أص44بح من حق4ه التنفي4ذ على أم4وال المس4تأجر بص44فة عام4ة ،وذل4ك عمال بنص الم4ادة العش4رين من
نظ4ام التنفي4ذ رقم م 53/وبت4اريخ 13/8/1433ه ال4تي ج4اء فيه4ا" :جمي4ع أم4وال الم4دين ض44امنة لديون4ه ،وي4ترتب
396
:::::مقرر العقود المدنية :::::
على الحجز على أموال المدين عدم نفاذ م4ا يق4وم ب4ه من تص44رف في أموال4ه المحج4وزة" ،وال يج4وز للم4ؤجر أن
يحج44ز على أم44وال المس44تأجر إال بمق44دار األج44رة المس44تحقة فق44ط ،وه44ذا النص ج44اءت ب44ه أحك44ام الفق44رة األولى من
الم44ادة الثاني44ة والعش44رين من نظ44ام التنفي44ذ الم44ذكور وال44تي نص44ت على" :ال يج44وز الحج44ز على أم44وال الم44دين إال
بمقدار قيمة الدين المطالب به ،ما لم يكن المال المحجوز غير قابل للتجزئة" ،وعلي44ه إذا ك44ان عق44د اإليج44ار لم44دة
س44نة ،ثم تخل44ف المس44تأجر عن الوف44اء ب44األجرة لم44دة ثالث44ة أش44هر ،وحص44ل الم44ؤجر على حكم بالتنفي44ذ ،ففي ه44ذه
الحال44ة ال يج44وز ل44ه أن يحج44ز على أم44وال المس44تأجر إال القتض44اء م44ا يع44ادل أج44رة ثالث44ة أش44هر فق44ط وليس الس44نة
كامل44ة ،م44ا لم يكن ق44د ُح كم ل44ه ب44التعويض ،حينه44ا تض44اف قيم44ة التع44ويض إلى مق44دار األج44رة المس44تحقة في تق44دير
األموال المحجوز عليها ،وفي كل األحوال للمدين المستأجر أن يتجنب الحجز على أمواله من خالل إي44داع مبل44غ
من النق4ود يفي بال44دين في حس44اب المحكم44ة المختص44ة يخص44ص للوف44اء ب44األجرة ،وي44ترتب على ه44ذا اإلي44داع زوال
الحجز عن أمواله المحجوزة وانتقاله إلى المبلغ الموَد ع (المادة 22من نظام التنفيذ رقم م.)53/
فسخ العقد والمطالبة بإخالء العين المؤجرة :نص44ت الفق44رة الرابع44ة من ق44رار مجلس ال44وزراء رقم 19وت44اريخ -
14/1/1394ه على" :ال يج 44وز للم 44ؤجر طلب إخالء العق 44ار من المس 44تأجر إال في الح 44االت اآلتي 44ة -1امتن 44اع
المستأجر بالعقار عن الوفاء باألجرة عند استحقاقها أو بالوفاء بشرط آخر من شروط اإليجار بعد مضي خمس44ة
عشر يوما على إخطاره بالوف4اء" ،وعلي4ه فق4د أعطى الق4رار الخ4اص بتحدي4د العالق4ة بين الم4ؤجر والمال4ك ،الح4ق
للم4ؤجر في المطالب4ة ب4إخالء العين الم4ؤجرة على ال4رغم من قي4ام عق4د اإليج4ار ،وذل4ك في ح4ال امتن4اع المس4تأجر
عن الوف44اء ب44األجرة المس44تحقة ،أو إخالل44ه ب44أي ش44رط من ش44روط العق44د ،وذل44ك بع44د م44رور خمس44ة عش44ر يوم44ا من
تاريخ إعذار المستأجر بدفع األجرة أو االلتزام بالشرط المنصوص عليه في العقد ،فإن لم يفعل خالل هذه الم44دة
ك 44ان للم 44ؤجر الح 44ق في المطالب 44ة قض 44ائيا ب 44إخالء العين الم 44ؤجرة وفس 44خ العق 44د بين 44ه وبين المس 44تأجر ،وال يح 44ق
للم44ؤجر أن يباش44ر أعم44ال اإلخالء بنفس44ه ،وإ نم44ا يجب علي44ه أن يلج44أ إلى المحكم44ة المختص44ة ،وال44تي إن رأت من
وق44ائع ال4دعوى أن الم4ؤجر على ح4ق في دع4واه فإنه4ا ستقض44ي بفس4خ العق4د وإ خالء المس4تأجر من العين الم4ؤجرة
بالقوة الجبري4ة ،وه4ذا اإلج4راء نظم4ه نظ4ام التنفي4ذ رقم م 53/وبت4اريخ 13/8/1433ه ،فق4د نص44ت الم4ادة الثامن4ة
والس44تون من44ه على" :إذا ك44ان مح44ل التنفي44ذ فعال أو امتناع44ا عن فع44ل ،ولم يقم المنف44ذ ض44ده بتنفي44ذ التزام44ه خالل
خمس 44ة أي 44ام من تكليف 44ه ب 44ذلك وفق 44ا ألحك 44ام ه 44ذا النظ 44ام ،فعلى قاض 44ي التنفي 44ذ األم 44ر باس 44تعمال الق 44وة المختص444ة
(الشرطة) للقي4ام بم4ا يل4زم من إج4راءات للتنفي4ذ وذل4ك م4ا لم يتطلب التنفي4ذ أن يق4وم ب4ه الم4دين بنفس4ه" ،وللمحكم4ة
397
:::::مقرر العقود المدنية :::::
في جميع األح4وال الس4ابقة أن تقض4ي أيض4ا ب4التعويض للم4ؤجر إن وج4دت أن ثم4ة ض4ررا لح4ق ب4ه ج4راء امتن4اع
المستأجر عن دفع األجرة المستحقة.
إعطاء المؤجر الحق في إيقاع الحجز التحفظي على منقAAوالت المسAAتأجر أو ثمAAاره في العين المAAؤجرة :نص44ت -
المادة الرابعة والعشرون من نظام التنفيذ رقم م 53/وبتاريخ 13/8/1433ه على أن لل4دائن بص4فة عام4ة الح4ق
في أن يطلب إيق44اع الحج44ز التحفظي على منق44والت مدين44ه في ح44ال لم يكن لمدين44ه مح44ل إقام44ة ث44ابت في المملك44ة،
أو خشي الدائن ألسباب مقبولة اختفاء أموال المدين أو تهريبها ،وقد جاء هذا النص بحكٍم عام ،يفيد منه كل من
ل44ه ح44ق ل44دى ش44خص آخ44ر ،وبموجب44ه يح44ق للم44ؤجر أي44ا ك44انت طبيع44ة العين الم44ؤجرة (عق44ارات أو منق44والت) أن
يطلب بإيقاع الحجز التحفظي على منقوالت مدينه ،وذلك متى أثبت أمام المحكم44ة المختص44ة أن ثم44ة م44بررا قوي44ا
لطلبه هذا ،ومن المبررات القوية التي ذكرها النص المشار إلي4ه أال يك4ون للم4دين مح4ل إقام4ة ث4ابت في المملك4ة،
كأن يكون المدين أجنبيا وإ قامته في المملكة إقامة مؤقتة ،أو كان له محل إقامة ثابت ولكن خشي ال4دائن ألس4باب
مقبولة قيام المدين بإخف4اء أموال4ه أو تهريبه4ا بعي4دا عن متن4اول ي4د ال4دائن ،كم4ا نص4ت الم4ادة الخامس4ة والعش4رون
من ذات النظ44ام على" :لم44ؤجر العق44ار أن يطلب إيق44اع الحج44ز التحفظي على المنق44والت أو الثم44ار ال44تي في العين
المؤجرة ضمانا لألجور المستحقة" ،ويبدو هنا أن المنظم قد حصر ح4ق الم4ؤجر في إيق4اع الحج4ز التحفظي على
أموال المستأجر المنقولة وكذلك ثماره ال4تي تك4ون موج4ودة في العين الم4ؤجرة فق4ط دون غيره4ا ،وذل4ك من أج4ل
ضمان دفع األجرة المستحقة بحيث يستوفي منها دين األجرة في حال تحققت مخاوف المؤجر وهرب المستأجر
أو اختفت أمواله أو قام بتهريبها إلى مكان غير معلوم.
398
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إلAAزام المسAAتأجر بوضAAع منقAAوالت في العين المAAؤجرة تكفي للوفAAاء بAAاألجرة :إعط 44اء الح 44ق للم 44ؤجر في توقي 44ع -
الحج 44ز التحفظي على منق 44والت المس 44تأجر أو ثم 44ار العين الم 44ؤجرة ،في ح 44ال امتناع 44ه عن الوف 44اء ب 44األجرة ه 44و
ضمانة قانونية خاصة تعطي للم4ؤجر ح4ق امتي4از على ه4ذه المنق4والت ،إال أنه4ا تتطلب أن يك4ون هن4اك منق4والت
بالفع44ل في العين الم44ؤجرة ،ول44ذلك فق44د أوجبت بعض النظم القانوني44ة على المس44تأجر أن يض44ع في العين الم44ؤجرة
منقوالت تكفي للوفاء بقيمة األجرة عن سنتين أو عن كل مدة اإليجار إذا قَّلت عن سنتين ،م44ا لم تكن األج44رة ق44د
عجلت وتم دفعه44ا مق44دما (الم44ادة ،588الق44انون الم44دني المص44ري لع44ام 1948م) ،وعلى ال44رغم من أن44ه ال يوج44د
في النظام السعودي نص يجبر المستأجر على ذلك ،فإنه ال يوجد ما يمنع من اش44تراطه في عق4ود اإليج44ار ،وفي
الغ44الب ال يتم االحتي44اج إلى ه44ذا النص في المملك44ة ،حيث ج44رى الع44رف على تعجي44ل األج44رة ودفعه44ا مق44دما قب44ل
اس44تيفاء المنفع44ة المقص44ودة من اإليج44ار ،فال تظه44ر الحاج44ة ل44ه هن44ا ،كم44ا أن44ه ج44رى الع44رف في ال44دول ال44تي تل44زم
قوانينها المستأجر على وضع منق4والت في العين الم4ؤجرة تكفي للوف44اء ب4األجرة بحٍّ4د أقص44ى عام4ان ،أن يتم دف44ع
تأمين للمؤجر يضمن وفاء المس4تأجر ب4األجرة وأي4ة إص44الحات تحتاجه4ا العين الم4ؤجرة بع4د انته4اء م4دة اإليج4ار،
والتأمين المقصود هنا هو مبلغ من النقود ُيدفع للمؤجر في بداية عق4د اإليج4ار يع4ادل ع4ادة قيم4ة ش4هرين أو أك4ثر
من اإليج44ار المس44تحق ش44هريا ،وفي نهاي44ة العق44د إن لم يخ44ل المس44تأجر بالتزامات44ه ف44إن الم44ؤجر يل44تزم بإع44ادة مبل44غ
التأمين إليه كامال أو مخصوما منه المبالغ المستحقة على المستأجر.
منح المؤجر حق امتياز على أموال المستأجر :وهذه الضمانة تعطي للم44ؤجر الح44ق في التق44دم على س44ائر دائ44ني -
المس44تأجر اآلخ44رين ،واس44تيفاء حق44ه ك44امال أوال ،وم44ا تبقى من أم44وال المس44تأجر بع44د التنفي44ذ عليه44ا يتقاس44مه ب44اقي
الدائنين قسمة غرماء ،وحق االمتياز هو حق عيني تبعي يقرره الق4انون يمنح لل4دائن م4يزتي التق4دم والتتب4ع وذل4ك
مراع44اة لص44فة معين44ة في ال44دائن ،ويثبت ح44ق االمتي44از للم44ؤجر على كاف44ة المنق44والت والثم44ار الموج44ودة في العين
المؤجرة ،حتى ولو لم تكن مملوك44ة للمس44تأجر ،وذل44ك إذا لم يس44تطع المس44تأجر أن يثبت علم الم44ؤجر بع44دم ملكيت44ه
لتلك المنقوالت ،ويفترض القانون علم المؤجر بعدم ملكية المستأجر لبعض المنق4والت إذا ك4انت مهن4ة المس4تأجر
تقتض 44ي أن يح44وز أش44ياء مملوك44ة للغ44ير كمن يس44تأجر "وانيت" مي44اه ليوص 44ل ل44ه المي44اه الالزم44ة لزراع44ة األرض
الم44ؤجرة بش44كل ي44ومي ،وك44ذلك من يس44تأجر المع44دات الثقيل44ة ليس44تعملها في بعض األش44غال دون أن تتطلب مهنت44ه
شراءها لعدم الحاجة المستمرة لها ،فهذه األشياء يفترض في الم4ؤجر أن4ه يعلم أنه4ا ليس4ت مملوك4ة للمس4تأجر ،م4ا
لم يثبت الم44ؤجر خالف ه44ذا االف44تراض ،وإ ذا ك44انت المنق44والت الموج44ودة في العين مس44روقة أو ض44ائعة فيج44وز
399
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ألصحابها استردادها خالل مدة زمنية معينة حددتها بعض القوانين بثالث سنوات من ت44اريخ الس44رقة أو الض44ياع
(ج 44بر2013 ،م) ،ويمت 44د امتي 44از الم 44ؤجر أيض 44ا إلى منق 44والت المس 44تأجر من الب 44اطن وذل 44ك إذا ك 44ان الم 44ؤجر ق 44د
اش44ترط على المس44تأجر ص44راحة ع44دم الت44أجير من الب44اطن ،وفي ح44ال تم نق44ل ه44ذه المنق44والت من العين الم44ؤجرة
إلى خارجها فإن مصير حق االمتياز الممنوح قانونا للم4ؤجر يتح4دد بحس4ب األح4وال ،ف4إذا ك4ان تم إخراجه4ا بعلم
الم 44ؤجر ورض 44اه ف 44إن ح 44ق االمتي 44از الممن 44وح ل 44ه عليه 44ا ينقض 44ي ،كم 44ا ينقض 44ي أيض 44ا ح 44ق امتي 44از الم 44ؤجر على
المنق 44 4والت الموج 44 4ودة في العين م 44 4تى أثبت المس 44 4تأجر أن المنق 44 4والت المتبقي 44 4ة في العين تكفي للوف 44 4اء ب 44 4األجرة
المستحقة طيلة مدة اإليجار ،أما إذا تم نقل هذه المنقوالت دون علم المؤجر أو رغم معارضته فإن حق االمتياز
الممنوح له عليها ال ينقضي ولكن دون إضرار بالحائز حسن النية.
حAAق المAAؤجر في حبس المنقAAوالت الموجAAودة في العين المAAؤجرة :للم44ؤجر أن يحبس جمي44ع المنق44والت المحمل44ة -
بحق االمتياز ولو لم تكن مملوكة للمس4تأجر ،وتطبيق4ا ل4ذلك للم4ؤجر الح4ق في من4ع نق4ل ه4ذه المنق4والت من العين
المؤجرة إلى أن يقوم المستأجر بالوفاء بدين األجرة أو بأي التزام آخ4ر مف4روض على عاتق4ه ،ف44إذا م4ا نقلت ه4ذه
المنق44والت دون علم44ه أو رغم معارض 44ته ك44ان ل44ه الح44ق في المطالب44ة باس44تردادها م44ا لم يكن حائزه44ا ق 44د حازه44ا
بحس44ن ني44ة ،وفي ح44ال ك44ان ه44ذا الح44ائز ق44د حص44ل عليه44ا من الم44زاد العل44ني أو الس44وق الع44ام فعلى الم44ؤجر حين
استردادها أن يدفع له ما دفعه في هذه األماكن (الجمال1991 ،م).
400
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
ثانيًا :التزام المستأجر باستعمال العين المؤجرة فيما أّج رت ألجله
صورة ()1-13
توطئة :نص44ت الفق44رة الثاني44ة من البن44د الراب44ع من تعليم44ات تحدي44د العالق44ة بين المال44ك والمس44تأجر الص44ادرة بق44رار مجلس
ال 44وزراء رقم 19وت 44اريخ 14/1/1394ه على" :ال يج 44وز للم 44ؤجر طلب إخالء العق 44ار من المس 44تأجر إال في الح 44االت
اآلتي 44ة -2 :إض 44رار المس 44تأجر بالعق 44ار الم 44ؤجر أو اس 44تعماله بم 44ا يخ 44الف ش 44روط العق 44د أو بم 44ا يج 44اوز ح 44دود االس 44تعمال
المعتاد أو سماحه لغيره بأي أمٍر من هذه األم4ور" ،وه44ذا النص ي44بين أن ال44تزام المس44تأجر باس44تعمال العين الم44ؤجرة فيم44ا
أجرت ألجله له شقان :أما الشق األول فيتمثل في استعمال الشيء المؤجر فيما أّج ر له ،والشق الثاني يتعلق بعدم إجراء
أية تغييرات على العين المؤجرة أو السماح للغير بالقيام بهذه األعمال ،وفيما يلي نتناول هذين األمرين بالتفصيل:
.1التزام المستأجر باستعمال العين المؤجرة فيما أجرت ألجله وفي حدود االستعمال المعتاد:
يقضي هذا االل4تزام ب4أن يق4وم المس4تأجر باس4تعمال العين الم4ؤجرة ،كم4ا يقض44ي ب4أن يس4تعملها فيم4ا أج4رت ألجل4ه ،وأخ4يرا
يقضي باستعمالها في حدود االستعمال المعتاد ،وعلى المستأجر في استعماله للعين المؤجرة في ضوء ه44ذه الض44وابط أن
401
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يبذل في ذلك عناية الرجل المعتاد ،وإ ال كان مسؤوال عما أصاب العين من أضرار جراء اس44تعماله (الجم44ال1991 ،م)،
فإذا استعمل العين استعماال غير مألوف كان مسؤوال عن ذلك ،فإذا تعلق األمر ب4آالت كهربائي4ة أو إلكتروني4ة فال ب4د من
مراع44اة األص44ول الفني44ة في تش44غيلها على نح44و يح44ول دون تلفه44ا أو اس44تهالكها قب44ل أوانه44ا (أب44و الس44عود1996 ،م) ،ف44إذا
استعملها بعناية الرجل المعتاد فال بد أن يكون ذلك في ضوء الضوابط التالية:
402
:::::مقرر العقود المدنية :::::
جزاء اإلخالل بااللتزام :إذا أخّل المستأجر بتنفيذ التزامه باستعمال العين المؤجرة فيما أجرت ألجله وما أع44دت ل44ه ،ك44ان
للم 44ؤجر إجب 44اره على ذل44ك من خالل التنفي 44ذ العي 44ني ،كم 44ا ل 44ه أن يط 44الب بفس 44خ العق44د وإ خالء العين الم 44ؤجرة وكم 44ا ق 44دمنا
403
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يش4ترط في ه4ذه ال4دعوى أن يك4ون ق44د لح4ق ب4المؤجر ض44رر ج4راء فع4ل المس4تأجر ،ف44إذا لم يكن هن4اك ض44رر ُع ّد الم4ؤجر
متعسفا في استعمال حقه( .جبر2013 ،م).
404
:::::مقرر العقود المدنية :::::
كم 44ا أن للم 44ؤجر أن يط 44الب بفس 44خ العق 44د وذل 44ك تطبيق 44ا للقواع 44د العام 44ة ،وفي جمي 44ع األح 44وال ل 44ه أن يط 44الب ب 44التعويض
وللقاضي أن يحكم به إن كان له مقتضى.
صورة ()2-13
توطئة :باإلضافة إلى التزام المستأجر باستعمال العين المؤجرة في الغرض ال4ذي أّج رت من أجل4ه أو أع4دت ل4ه ،وك4ذلك
واجبه بعدم إدخ4ال أي4ة تغي4يرات على العين الم4ؤجرة ب4دون إذن الم4ؤجر ،نج4د أن النظم القانوني4ة أل4زمت المس4تأجر ك4ذلك
بضرورة المحافظة على العين المؤجرة ،باذال في ذلك عناية الرجل المعتاد ،ول4ذلك جع4ل الق4انون المس4تأجر مس4ؤوال في
مواجه44ة الم44ؤجر عن س44المة العين الم44ؤجرة ،كم44ا جعل44ه مس44ؤوال عن القي44ام بكاف44ة الترميم44ات التأجيري44ة ال44تي يقض44ي به44ا
العرف الجاري ،وفيما يلي نعالج هذين االلتزامين:
405
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ينكش44ف عيب فيه44ا ،أو يتع44رض ل44ه أح44د في انتفاع44ه ب44العين الم44ؤجرة ،أو يح44دث أح44د من األغي44ار ض44ررا به44ا ،ف44إذا أخّ4ل
المس4تأجر بتنفي4ذ التزام4ه ه4ذا ،ولم يب4ذل في الحف4اظ على س4المة العين الم4ؤجرة عناي4ة الرج4ل المعت4اد ،ك4ان مس4ؤوال عم4ا
يصيبها من أضرار تمثلت في هالك أو تلف ،شريطة أن يكون إهماله في اتخ44اذ الالزم وب44ذل العناي44ة المطلوب44ة ه44و ال44ذي
أدى إلى التل 44ف أو الهالك ،أم 44ا إذا ك 44ان التل 44ف أو الهالك راجع 44ا إلى الس 44بب األجن 44بي أو عن االس 44تعمال الم 44ألوف للعين
الم4ؤجرة فال مس4ؤولية على المس4تأجر هن4ا ،ويق4ع عبء إثب4ات أن التل4ف ال4ذي ح4دث راج4ع إلى الس4بب األجن4بي أو نتيج4ة
االستعمال المألوف على المستأجر ،وذلك ألن خطأه وتقصيره مفترض بحكم أنه حائز للعين المؤجرة وه4و أعلم بحالته4ا
من الم44ؤجر ،ومن ثم يك44ون ه44و المس44ؤول األول عن أي تل44ف أو هالك يح44دث فيه44ا ،م44ا لم يقم ال44دليل على خالف ذل44ك،
كما يكون المستأجر أيضا مس4ؤوال عن التل4ف أو الهالك ال4ذي يح4دث نتيج4ة خط4أ من ذوي4ه أو خدم4ه أو زواره (الجم4ال،
1991م) ،وتجد هذه المسؤولية أساسها وفق4ا للقواع4د العام44ة في أن المس44تأجر ه44و من مّك ن ه44ؤالء من ال44دخول إلى العين
المؤجرة واستعمالها ،كذلك أيضا يعتبر انتفاعهم بالعين المؤجرة مستمدا من انتفاعه هو بها ،وإ ذا كان المستأجر ق44د أّج ر
العين المؤجرة من الباطن دون إذن المؤجر ،كان مسؤوال في مواجهة الم4ؤجر عن األض4رار ال4تي يلحقه4ا المس4تأجر من
الباطن بالعين المؤجرة ،وللمؤجر الرجوع عليه هو ال على المستأجر من الباطن لعدم وجود عالقة مباشرة بينهما.
406
:::::مقرر العقود المدنية :::::
407
:::::مقرر العقود المدنية :::::
واألب44واب ،وم44دخل المفت44اح فيه44ا ،وكم44ا أس44لفنا يش44ترط إلل44زام المس44تأجر به44ذه الترميم44ات أن يك44ون الع44رف ق44د ألزم44ه به44ا،
وعلى ذلك إذا لم يج4ر الع4رف على إل4زام المس4تأجر ببعض النفق4ات الترميمي4ة فال يل4تزم به4ا إال إذا ُو ج4د اتف4اق بين4ه وبين
الم44ؤجر على ذل44ك ،كم44ا يل44تزم المس44تأجر به44ذه الترميم44ات ح44تى ول44و ثبت أنه44ا تع44ود لق44دم العين الم44ؤجرة ،وح44تى في ح44ال
كانت الترميمات التأجيرية مما يلتزم ب44ه المس44تأجر عرف44ا وأثبت أن وقوعه44ا يرج44ع إلى الق4وة الق4اهرة أو الس44بب األجن44بي،
كوقوع قذيفة إلى جانب المنزل المؤجر ،أو حدوث صاعقة أدت إلى تلفه أو تلف ج4زء من4ه ،ففي ه4ذه الحال4ة تك4ون تبع4ة
تلك الترميمات على المؤجر وليس المستأجر.
408
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
تابع ثالثًا :التزام المستأجر بالمحافظة على العين المؤجرة
.3التزام المستأجر في حال تلف العين المؤجرة أو هالكها خالل مدة اإليجار:
مضمون االلتزام :قد يحدث أن تهل44ك العين الم44ؤجرة خالل م44دة اإليج44ار ،وق44د يك44ون الهالك كلي44ا أو جزئي44ا األم44ر ال44ذي
ينبغي معه تحديد مسؤولية المستأجر عن ذلك الهالك ،وقد فرق القانون في مسألة هالك العين المؤجرة وتلفه44ا بين م44ا
إذا ك44 4ان س44 4بب الهالك الحري44 4ق ،أو ك44 4ان راجع44 4ا ألي س44 4بب آخ44 4ر بخالف الحري44 4ق ،وفيم44 4ا يلي نع44 4الج كال من ه44 4ذين
الفرضين:
الفرضAAية األولى :انفAAراد المسAAتأجر باسAAتعمال العين المAAؤجرة :تف44ترض ه44ذه الحال44ة وج44ود المس44تأجر وح44ده في العين
المؤجرة ،ولف4ظ العين هن44ا واس44ع يش44مل العق4ار والمنق4ول ك44ذلك؛ ونظ44را ألن العين الم44ؤجرة في حي44ازة المس44تأجر ،وه44و
أعلم بحاله44ا من الم44ؤجر ،ل44ذا فق44د حّم ل44ه الق44انون مس44ؤولية تلفه44ا بس44بب الحري44ق ،وجع44ل من مس44ؤوليته األص44ل ال44ذي ال
يحتاج إلى إثب44ات من الم44ؤجر ،حيث إن خط44أ المس44تأجر هن44ا مف4ترض ،وك44ل م44ا هنال44ك أن يثبت الم44ؤجر أن الحري44ق ق44د
وق44ع في العين الم44ؤجرة أثن44اء م44دة اإليج44ار ،وال يس44تطيع المس44تأجر أن ينفي مس44ؤوليته عن ذل44ك الحري44ق بإثب44ات انتف44اء
الخط44 4أ من جانب44 4ه ،فال تنتفي مس44 4ؤوليته إن أثبت أن44 4ه ب44 4ذل العناي44 4ة المطلوب44 4ة في الحف44 4اظ على العين الم44 4ؤجرة إال أنه44 4ا
أح44رقت ،كم44ا ال تنتفي مس44ؤوليته إذا ك44ان الحري44ق ناتج44ا عن فع44ل أح44د تابعي44ه ،ح44تى ول44و أثبت أن الت44ابع ب44ذل العناي44ة
المطلوب 44ة في الحف 44اظ عليه 44ا ،وإ نم 44ا يش 44ترط ح 44تى يتمكن المس 44تأجر من دف 44ع مس 44ؤوليته عن الحري 44ق أن يثبت أن س 44بب
الحري 44ق راج 44ع إلى الس 44بب األجن 44بي ،ف 44إذا اس 44تطاع أن يثبت الس 44بب األجن 44بي ال 44ذي ال ي 44د ل 44ه في 44ه انتفت مس 44ؤوليته عن
حريق العين المؤجرة ،ف44إذا لم يتمكن من إثب44ات الس44بب األجن44بي ،وظ44ل الس44بب ال44ذي أدى إلى ان44دالع الحري44ق مجه44وال،
409
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ففي هذه الحالة يظل المستأجر هو المسؤول عن الحريق ،وفي هذه الحال44ة يل44تزم بتع44ويض الم44ؤجر ،ويش44مل التع44ويض
نفقات إعادة العين المؤجرة إلى ما كانت عليه قبل الحريق ،كما يلتزم أيضا بتعويض المؤجر عما فاته من كس44ب وم44ا
لحقه من خسارة.
الفرض AAية الثاني AAة :إذا ك AAان المس AAتأجر م AAع غ AAيره في العين الم AAؤجرة :ه44 4ذه الفرض44 4ية تق44 4وم على اف44 4تراض أن العين
المؤجرة ما هي إال عقار ،ويشغله عدد من السكان من بينهم مستأجر أو أكثر ،فإذا ما نشب حريق في هذا العقار فإن
األص44ل يقض44ي بتحّم ل ك44ل س44اكن ومن بينهم المس44تأجر نفق44ات إعادته44ا إلى س44ابق عه44دها كٌّ4ل بحس44ب نس44بة الج44زء ال44ذي
يشغله ،ويتناول ه44ذا الج44زاء الم44ؤجر ذات44ه ل44و ك44ان يش44غل ج44زءا من العق4ار ،والق4انون يف4ترض هن44ا المس44ؤولية الجماعي44ة
للمس44تأجر ومن مع44ه عن حري44ق العين الم44ؤجرة ،وهي مس44ؤولية قائم44ة على أس44اس اف44تراض معين وه44و أن خط44أ أح44د
المستأجرين أو خطأ المؤجر ذاته هو الذي أدى إلى حدوث الحريق ،ونظرا لعدم معرفة المخطئ ف44إن الجمي44ع يكون44ون
مسؤولين وفقا ألحكام المسؤولية الجماعية كما أس44لفت ،ويتم توزي44ع المس44ؤولية هن44ا على الق4اطنين في العق4ار المح44روق
ومن بينهم المس 44تأجر كٌّ44ل بنس 44بة الج 44زء ال 44ذي يش 44غله ،وت 44وزع هن 44ا األج 44زاء على أس 44اس القيم 44ة الحقيقي 44ة ل 44ذلك الج 44زء
وليست قيمته اإليجارية؛ وذلك ألن المستأجر ملتزم برد العين المؤجرة سالمة عند انتهاء عقد اإليجار ،فإذا ما اح44ترق
التزم بقيمته كاملة أمام الم44ؤجر ،وإ ذا اش44ترك م44ع ب44اقي المس44تأجرين أو الس44اكنين ف44إن نص44يبه في النفق4ات س44يكون بقيم44ة
الجزء الذي يشغله وليس قيمت44ه اإليجاري44ة ،ويمكن دف44ع المس44ؤولية الجماعي44ة هن44ا من خالل أن يثبت أح44دهم أن الحري44ق
راجع إلى السبب األجنبي ،أو أنه بدأ من الجزء الذي يشغله شخص بعينه( .جبر2013 ،م).
ب .مسؤولية المستأجر عن الهالك والتلف الناشئْين عن سبب آخر غير الحريق:
إذا كان التلف أو الهالك اللذين لحقا بالعين المؤجرة راجع لسبب آخر غير الحري44ق ،ك44ان المس44تأجر مس44ؤوال عن ذل44ك
التل 44ف أو الهالك ،م 44ا دام ق 44د وق 44ع خالل م 44دة انتفاع 44ه ب 44العين الم 44ؤجرة بم 44وجب عق 44د اإليج 44ار ،وق 44د ش 44دد الق 44انون من
مس44ؤولية المس44تأجر هن44ا ،حيث أق 44ام مس44ؤوليته ح44تى ول44و ك44ان الهالك أو التل44ف غ44ير ناش44ئين عن االس44تعمال الم44ألوف
للعين المؤجرة ،باإلضافة إلى أنه جعل مسؤولية المستأجر هنا مسؤولية مفترضة ،وهذا يعني أنه سيكون مسؤوال عن
أي تل 44ف أو هالك يص 44يب العين الم 44ؤجرة عق 44ارا ك 44انت أو منق 44وال م 44تى ك 44ان ه 44ذا التل 44ف أو الهالك ق 44د وق 44ع أثن 44اء م 44دة
انتفاع44ه ب44العين ،فخط44أ المس44تأجر هن44ا مف44ترض ،ويتمث44ل في إهمال44ه وتقص44يره في واجب العناي44ة به44ذه العين والمحافظ44ة
عليه 44ا ،ويق 44وم اف 44تراض خط 44أ المس 44تأجر هن 44ا على قرين 44ة قانوني 44ة بس 44يطة مفاده 44ا أن العين الم 44ؤجرة م 44ا دامت في ي 44د
المستأجر وحيازته فهو الوحيد العالم بحالها ،وسيكون من الصعب على المؤجر إثبات خطأ المستأجر ،ولذلك كان من
410
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المناس44ب اف44تراض خط44أ المس44تأجر ،غ44ير أن ه44ذه القرين44ة كم44ا أس44لفنا هي قرين44ة بس44يطة قابل44ة إلثب44ات العكس ،ومن ثم
يج44وز للمس44تأجر أن ينفي مس44ؤوليته عن التل44ف الحاص44ل إن أثبت أن44ه ب44ذل عناي44ة الرج44ل المعت44اد في الحف44اظ على العين
واس44 4تعمالها ،كم44 4ا يمكن44 4ه التخلص من مس44 4ؤوليته المفترض44 4ة إن اس44 4تطاع إثب44 4ات أن الهالك أو التل44 4ف راجع44 4ان للس44 4بب
األجن44بي ،وفي مقاب44ل ه44ذه الحال44ة ن44ود اإلش44ارة إلى أن ه44ذا الهالك أو التل44ف ق44د يك44ون راجع44ا إلى االس44تعمال الم44ألوف
للعين المؤجرة ،ففي هذه الحالة ال يكون المستأجر مسؤوال عن الهالك أو التلف الحاصلين ،بيد أننا ق44د أش44رنا من قب44ل
إلى أن المستأجر ملزم بإجراء كافة الترميمات التأجيرية الناتجة عن االس44تعمال الم44ألوف للعين الم44ؤجرة ،ول44ذلك ي44رى
غالبي44ة الفق44ه أن ه44ذه الحال44ة تن44درج ض44من الترميم44ات التأجيري44ة وليس له44ا حكم مس44تقل ،إال إذا ك44ان الع44رف ال يقض44ي
باعتباره 44ا ترميم 44ات تأجيري 44ة ،وذل 44ك أن الترميم 44ات التأجيري 44ة ال يل 44تزم به 44ا المس 44تأجر إال إذا ك 44انت مم 44ا يقض 44ي ب 44ه
العرف ،وما عدا ذلك فال يعد ترميمات تأجيرية ،وبناء عليه إذا كان الهالك أو التلف راجعين إلى االستعمال المألوف
للعين الم44ؤجرة ف44إن المس44تأجر س44يكون مس44ؤوال عن44ه إذا ك44ان الع44رف يقض44ي بتحميل44ه إي44اه ،أم44ا إذا لم يكن هن44اك ع44رف
يقضي بذلك فال شيء إذا على المستأجر ويتحمل المؤجر تبعة الهالك تلك.
رابعا :التزام المستأجر برد العين المؤجرة عند انقضاء عقد اإليجار
توطئة :إذا ك44ان عق44د اإليج44ار من العق44ود المس44تمرة ال44تي يعت44بر العنص44ر الزم44ني جوهري44ا فيه44ا فإنه44ا أيض44ا من العق44ود
المؤقت 44ة ،ال 44تي ال ب 44د له 44ا من نهاي 44ة ،فال تأبي 44د في اإليج 44ارات ،ف 44إذا انقض 44ى العق 44د وجب على المس 44تأجر إع 44ادة العين
المؤجرة كما تسلمها إلى المؤجر ،وهو التزام يجد أساسه في أن يد المس44تأجر على العين الم44ؤجرة هي ي44د أمان44ة ،ومن
ثم يجب علي44ه إرج44اع تل44ك األمان44ة بمج44رد انته44اء مناس44بة وجوده44ا عن44ده ،وال44تزام المس44تأجر ب44رد العين الم44ؤجرة يتطلب
منا دراسته في عدة نقاط هامة نبّي نها فيما يلي:
.1مضمون االلتزام:
بانته44اء عق44د اإليج44ار أي44ا ك44ان س44بب انتهائ44ه يجب على المس44تأجر القي44ام ب44رد العين الم44ؤجرة إلى الم44ؤجر ،فعلي44ه أن ي44رد
ذات العين التي سبق وأن تسّل مها من المؤجر ،وال يجوز له أن يرد عينا أخرى غير التي استأجرها ،كما ال يج44وز ل44ه
رد قيمتها ،كل ذلك ما لم يوافق المؤجر على تسُّلم بديل عن الشيء المؤجر أو مقابل44ه ،فحينه44ا يك44ون المس44تأجر ق44د نف44ذ
التزام 44ه ب 44الرد ،وس 44بق أن علمن 44ا أن ال 44تزام الم 44ؤجر بالتس 44ليم ال يقتص 44ر على العين الم 44ؤجرة فق 44ط وإ نم 44ا يش 44مل أيض 44ا
ملحقاتها ،ولذلك عند الرد يلتزم المستأجر برد العين المؤجرة وكذلك ملحقاتها مع دفع قيمة ما نُقص من منفعتها أثن44اء
411
:::::مقرر العقود المدنية :::::
استعماله لها خالل مدة اإليجار (طلبة 1999 ،م) ،وللمؤجر أن يعتمد على القوائم التي سبق ل44ه وأن أع44دها عن44د ت44أجير
ملكه إلى المستأجر في جرد العين المؤجرة وتفحص44ها ،ف44إن تع44ذر ل44ه ذل44ك ج44از ل44ه أن يثبت م44ا ك44ان موج44ودا في العين
المؤجرة بكافة طرق اإلثبات وذل44ك ألن44ه إنم44ا يثبت واقع44ة مادي44ة وهي نقص العين (ج44بر2013 ،م) ،أم44ا مجل44ة األحك44ام
الش44رعية فق44د نص44ت في الم44ادة ( )579منه44ا على" :ال يل44زم المس44تأجر بع44د انقض44اء الم44دة رد الم44أجور وال مؤون44ة رّد ه،
وإ نم44ا يلزم44ه إذا طلب الم44ؤجر أن يخلي بين44ه وبينه44ا ،وليس ل44ه اس44تعماله بع44د انقض44اء الم44دة" ،وه44ذا النص يف44ترض أن
عقد اإليجار يتج44دد تلقائي44ا ،وال يل44تزم حينه44ا المس44تأجر ب44رد العين الم44ؤجرة إلى الم44ؤجر إال إذا ق44ام ه44ذا األخ44ير بطلبه44ا،
وفي كلتا الحالتين ليس للمستأجر استعمال العين المؤجرة بعد انقضاء مدة اإلجارة ألنه لم يعد مالكا لمنفعتها.
412
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المس4تأجر باعتب4اره الم4دين ب4االلتزام ،وم4ا ه4ذا إال محض تط4بيق للقواع4د العام4ة ،أم4ا بخص4وص نفق4ات ال4رد فهي بحس4ب
األصل تقع على عاتق المستأجر باعتباره المدين في هذا االلتزام ،ما لم يتم االتفاق على خالف ذلك.
دعوى عينية :وهذه ال يمكن للمؤجر اللجوء إليها إال إذا ك4ان مالك4ا للعين الم4ؤجرة ،أو على األق4ل ص4احب ح4ق -
عيني عليها ،كحق انتفاع أو حق رهن ،وتسمى هذه الدعوى "دعوى االستحقاق".
دعوى شخصية :وهي دع4وى اإلخالء ال4تي للم4ؤجر أن يرفعه4ا ض44د المس4تأجر ،وس4بق أن عرض44نا لع4دة ح4االت -
أجاز فيها النظام السعودي للمؤجر طلب إخالء العين الم44ؤجرة من المس44تأجر ،فجمي44ع ه44ذه ال44دعاوى هي دع4اوى
شخصية يستند في رفعها المؤجر إلى صفته.
413
:::::مقرر العقود المدنية :::::
-المصروفات الضرورية :يقص44د بالمص44روفات الض44رورية تل44ك المص44روفات الالزم44ة للمحافظ44ة على العين ذاته44ا من
الهالك أو التل 44ف ،ومثاله 44ا مص 44اريف إص 44الح خل 44ل الج 44دران أو س 44قف م 44نزل آي 44ل للس 44قوط ،أو تخليص ترب 44ة األرض
الزراعية من األمالح الزائدة التي لو بقيت فيها ستؤثر على درجة خصوبتها ،ومثل ه44ذه المص44روفات تق44ع على ع44اتق
الم 44ؤجر ،وعلي 44ه أن يرده 44ا إلى المس 44تأجر كامل 44ة س 44واء تم إنفاقه 44ا ب 44إذن الم 44ؤجر أو دون إذن 44ه ،ويح 44ق للمس 44تأجر حبس
العين المؤجرة إلى حين قيام المؤجر بردها له (طلبة1999 ،م).
-المصروفات النافعة :هي تل44ك المص44روفات ال44تي تزي44د في ج44وهر العين الم44ؤجرة أو في االنتف44اع به44ا دون أن تك44ون
ض 44 4رورية لحفظه44 4ا ،وفي حكمه44 4ا يف44 4رق الفق44 4ه الق44 4انوني بين م44 4ا إذا ك44 4انت تعت44 4بر من قبي44 4ل الترميم44 4ات التأجيري44 4ة أو
الترميمات الضرورية ،فإذا كانت من الترميمات التأجيري44ة وك44انت مم44ا يقض44ي الع44رف ب44أن المل44تزم به44ا المس44تأجر ،فال
يج44وز للمس44تأجر حينه44ا المطالب44ة بقيمته44ا من الم44ؤجر ،أم44ا إذا ك44انت من قبي44ل الترميم44ات الض44رورية فيك44ون للمس44تأجر
الح44ق في الرج44وع على الم44ؤجر به44ا إذا ك44ان ق44د حص44ل على إذن من القاض44ي للقي44ام به44ا بنفس44ه قب44ل إجرائه44ا (الجم44ال،
1991م) ،م44ا لم يكن اإلذن غ44ير الزم وذل44ك لك44ون ال44ترميم مس44تعجال أو لكون44ه بس44يطا بالمقارن44ة م44ع نفق44ات اللج44وء إلى
القض 44اء ،وبخالف ذل 44ك إذا لم يكن المس 44تأجر ق 44د حص 44ل على إذن من القاض 44ي المختص بإجرائه 44ا ولم تكن الترميم 44ات
مس44تعجلة أو بس44يطة فال يح44ق ل44ه الرج44وع على الم44ؤجر به44ا على أس44اس عق44د اإليج44ار ،وإ نم44ا يمكن44ه الرج44وع به44ا على
414
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أساس قواعد اإلثراء بال سبب ،وذلك بأقل القيمتين ،قيمة م44ا أنفق4ه في ال44ترميم وقيم44ة م44ا زاد في العين الم44ؤجرة بس44بب
هذه الترميمات.
-المصAAروفات الكماليAAة :يقص 44د بالمص 44روفات الكمالي44ة هي تل44ك المص 44روفات ال44تي أنفقه44ا المس44تأجر بغ44رض زخرف 44ة
العين المؤجرة وزينتها ،كدهانها وتغطيتها بورق الحائط الملون وثالثي األبعاد ،وعمل األسقف المعلقة ،وتغطية حمام
السباحة بزخرفة جمالية تزيد من جماله ،فجميع هذه النفقات والمص44روفات ال تض44يف ش44يئا إلى ج44وهر العين الم44ؤجرة
(الجم44 4ال1991 ،م) ،وهي مص44 4روفات ال يل44 4تزم به44 4ا الم44 4ؤجر ،وال يمكن إجب44 4اره على الوف44 4اء به44 4ا ،غ44 4ير أن44 4ه يج44 4وز
للمستأجر نزعها بشرط أن يعيد العين المؤجرة إلى ما كانت عليه قبل وض44عها ،وللم44ؤجر أن يطلب من44ه إبقاءه44ا ودف44ع
قيمتها مستحقة اإلزالة.
صورة ()3-13
المصروفات التحسينية :يقصد بها المصروفات التي ينفقها المستأجر في سبيل تحسين العين المؤجرة وال تعتبر -
من ض 44من الترميم 44ات التأجيري 44ة أو الض 44رورية وفي حكم ه 44ذه المص 44روفات أرجعت الق 44وانين بداي 44ة إلى اتف 44اق
الط44رفين ،فيؤخ44ذ بم44ا تم االتف44اق علي44ه فيم44ا بينهم44ا ،ف44إن لم يكن هن44اك اتف44اق بش44أنها ف44إن م44ا أوج44ده المس44تأجر في
415
:::::مقرر العقود المدنية :::::
العين الم 44ؤجرة من بن 44اء أو غ 44راس أو غ 44ير ذل 44ك من التحس 44ينات مم 44ا أدى إلى زي 44ادة في قيم 44ة العين الم 44ؤجرة،
يكون المؤجر ملزما برده للمستأجر عند انتهاء مدة اإليجار ،وذلك إما برد قيم4ة التحس4ينات أو ب4رد قيم4ة م4ا زاد
في العقار ،أما إذا كانت تلك التحسينات قد أدخلت دون إذن المؤجر أو على الرغم من معارضته ،ك44ان للم44ؤجر
أن يطلب من 44ه إزالته 44ا ول 44ه أن يطلب من 44ه إع 44ادة العين إلى م 44ا ك 44انت علي 44ه قب 44ل إدخاله 44ا ،ول 44ه ك 44ذلك أن يطالب 44ه
بتع44ويض عم44ا أص44اب العين الم44ؤجرة من أض44رار نتيج44ة إزالته44ا ،وللقاض44ي في الحكم ب44التعويض س44لطة تقديري44ة
بحس44ب ظ44روف الحال44ة ،أم44ا إذا اخت44ار الم44ؤجر اس44تبقاء تل44ك التحس44ينات في مقاب44ل رد قيمته44ا أو م44ا زاد في قيم44ة
العين المؤجرة نتيجة إدخالها عليها ،ففي هذه الحالة تحدد له المحكمة أجال معينا للوفاء بها.
مصطلحات الوحدة:
الترديد في األجرة :ه44و ع44دم تحدي44د قيم44ة األج44رة أو نوعه44ا ،ومثاله44ا أن يق44ول إن أجرت44ني بيت44ك الي44وم س44أعطيك
أجرة ألفي لاير شهريا ،ولكن إن أجرتني إياه غدا فسأدفع أجرة قدرها ألف وخمسمائة لاير.
الشيك :هو أداة وفاء وهو عبارة ورقة تجارية يتم التعامل بها لتسهيل األمور المالية على التجار فيما بينهم.
إخالء العين المؤجرة :هو إجبار المستأجر على تسليم العين المؤجرة قبل انتهاء موعد اإليجار ألسباب قانونية.
الحجز التحفظي :ه44و إج44راء اح44ترازي يطلب44ه ال44دائن من الجه44ات المختص44ة في ح44ال لم يكن لمدين44ه مح44ل إقام44ة
ثابت في المملكة ،أو خشي الدائن ألسباب مقبولة اختفاء أموال المدين أو تهريبها.
حق االمتياز :هو حق عيني تبعي يقرره القانون يمنح للدائن ميزتي التقدم والتتبع وذلك مراعاة لصفة معين4ة في
الدائن.
الAتزام المسAAتأجر باسAAتعمال العين المAAؤجرة :ه44و واجب المس44تأجر باس44تعمال العين الم44ؤجرة في ح44دود الغ44رض
الذي أجرت من أجله والغرض الذي أعدت له.
سالمة العين المؤجرة :الحف4اظ على العين الم4ؤجرة من التل4ف أو الهالك الكلي أو الج4زئي من خالل ب4ذل عناي4ة
الرجل المعتاد.
الترميمAAات التأجيريAAة :تل44ك اإلص44الحات البس44يطة ال44تي تحت44اج إليه44ا العين الم44ؤجرة بس44بب م44ا أص44ابها من تل44ف
ناشئ عن االستعمال المألوف للعين.
416
:::::مقرر العقود المدنية :::::
رد العين المؤجرة :هو إعادة العين المؤجرة إلى المؤجر على الحالة التي كانت عليها عند استالمها منه ،وذل44ك
بوضعها تحت تصرف المؤجر حيث يتمكن من حيازتها واالنتفاع بها دون عائق ،ول44و لم يس44توِل عليه44ا اس44تيالء
ماديا.
المصروفات الضرورية :تلك المصروفات الالزمة للمحافظة على العين ذاتها من الهالك أو التلف.
المصروفات النافعة :تل44ك المص44روفات ال44تي تزي44د في ج44وهر العين الم44ؤجرة أو في االنتف44اع به44ا دون أن تك44ون
ضرورية لحفظها.
المصروفات الكمالية :هي النفق44ات والمص44روفات ال44تي ال تض44يف ش44يئا إلى ج44وهر العين الم44ؤجرة ،وإ نم44ا ته44دف
إلى تزيينها وتجميلها.
المصAAروفات التحسAAينية :هي المص 44روفات ال 44تي ينفقه 44ا المس 44تأجر في س 44بيل تحس 44ين العين الم 44ؤجرة وال تعت 44بر
ضمن الترميمات التأجيرية أو الضرورية.
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن التزام المستأجر باستعمال العين المؤجرة ،وجزاء اإلخالل بهذا االلتزام.
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِقه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
أقام (عمرو) دعوى قضائية ضد (زيد) مدعيًا فيها أنه قام باستئجار بيت ش عبي من دورين وب ه مرف ق ثالث ة محالت من
الُم َّد َع ى عليه ،بمبلغ وقدره عشرون ألف لاير ،وأنه كان ملتزمًا باإليج ارات ،وق د ق ام بعم ل تحس ينات في ه ذه المحالت
كلفته خمسة وخمسون ألف لاير ،ثم طلب الُم َّد َع ى عليه منه عدم تجديد العقد ،لذلك فهو يطلب الحكم بإلزامه بتعويضه عن
الخسارات التي تكبدها في التحسينات.
في رده على الدعوى ،أجاب (زيد) بأن ما ذكره الُم َّد ِع ى في دعواه غير صحيح ،فالُم َّد ِع ى ق ام بعم ل فتح ة واح دة ب دون
علمه وبدون اخطار كتابي ،وأن المادة الخامسة من العق د ال ذي تم بينهم ا تنص على أن ه( :ال يح ق للمس تأجر إج راء أي
417
:::::مقرر العقود المدنية :::::
تغيير في الواجهات الخارجية أو الترتيبات الداخلية إَّال بعد الحصول على موافقة خطية من المالك ...كل هذا ب دون ح ق
مطالبة الطرف الثاني للطرف األول بأي تعويض ،علمًا بأن كل اإلصالحات والتغييرات التي يوافق عليها المؤجر خطي ًا
تكون على نفقة المستأجر بكاملها).
فلو كنت قاضيًا في الدعوى ،ماذا سيكون ردك على دعوى (عمرو)؟
اإلجابة:
بناًء على المادة الخامسة من العقد المبرم بين الطرفين ،ولقوله تعالىَ ( :ي ا َأُّي َه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا َأْو ُفوا ِب اْلُع ُقوِد ) ،وألن األص ل
في الشروط الحل ،ولقوله صلى هللا عليه وسلم( :المسلمون على شروطهم) ،فإنه يحكم ب رفض دع وى الُم َّد ِع ى (عم رو)
لعدم استحقاقه ما يدعيه.
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
أسئلة الوحدة
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
418
:::::مقرر العقود المدنية :::::
.3ال يجوز للمستأجر إدخال أية تغييرات على العين المؤجرة إال إذا كانت:
.4يسقط حق االمتياز الممنوح للمؤجر على منقوالت المستأجر الموجودة في العقار المؤجر في حال:
419
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بالكتابة.
بالقرائن.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
.7ال يكون المستأجر مسؤوال عن عدم استعماله العين المؤجرة إذا كان:
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
420
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مسؤولية المستأجر عن عدم اس4تعمال العين الم4ؤجرة مس4ؤولية مطلق4ة ال يش4ترط لقيامه4ا إص44ابة العين بض44رر
جراء ذلك.
لكي يتخلص المس 44تأجر من مس 44ؤوليته الجماعي 44ة عن حري 44ق المب 44نى يمكن 44ه أن يثبت أن 44ه ب 44ذل العناي 44ة الالزم 44ة
لتجنب الحريق.
التزامات المستأجر ومسؤوليته جميعها متعلقة بالنظام العام فال يجوز االتفاق على مخالفتها.
الترميمات التأجيرية تقع على عاتق المستأجر متى كانت راجعة إلى السبب األجنبي.
لقي4ام مس4ؤولية المس4تأجر عن ته4دم العق4ار أثن4اء حيازت4ه ل4ه يجب على الم4ؤجر أن يثبت خط4أه وإ ال فالمس4تأجر
غير مسؤول.
ته ُّ4د م العين الم 44ؤجرة خالل م 44دة اإليج 44ار بعاص 44فة جوي 44ة يقيم مس 44ؤولية المس 44تأجر م 44ا لم يثبت أن 44ه ب 44ذل عناي 44ة
الرجل المعتاد في تجنب ما حدث.
يلتزم المؤجر برد المصروفات الضرورية للمستأجر متى كان األخير قد استأذنه في إدخالها.
...............................في األجرة مثاله أن يقول آلخر إن أّج رتني بيتك اليوم فبألفين ،وإ ن أجرت44ني
إياه غدا فبألف.
...............................العين الم4ؤجرة إجب4ار المس4تأجر على تس4ليم العين الم4ؤجرة قب4ل انته4اء موع4د
اإليجار ألسباب قانونية.
يج44 4وز للم44 4ؤجر توقي44 4ع الحج44 4ز التحفظي على ...............................المس44 4تأجر الموج44 4ودة في
العقار المؤجر.
...............................ه44و ح44ق عي44ني تبعي يق44رره الق44انون يمنح لل44دائن م44يزتي التق44دم والتتب44ع وذل44ك
مراعاة لصفة معينة في الدائن.
يجب على المستأجر استعمال العين المؤجرة في حدود الغرض الذي ...............................ألجله.
الترميمات التأجيرية تقع على عاتق المستأجر إذا كان ...............................يقضي بها.
المص44روفات ال44تي تزي44د في ج44وهر العين الم44ؤجرة أو في االنتف44اع به44ا دون أن تك44ون ض44رورية لحفظه44ا هي
المصروفات ................................
المص44 4روفات ...............................هي النفق44 4ات والمص44 4روفات ال44 4تي ال تض44 4يف ش44 4يئا إلى ج44 4وهر
العين المؤجرة.
421
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المص44روفات ...............................هي المص44روفات ال44تي ينفقه44ا المس44تأجر في س44بيل تحس44ين العين
المؤجرة وال تعتبر ضمن الترميمات التأجيرية أو الضرورية.
الدعوى ...............................ال يجوز أن يرفعها المؤجر إال إذا كان مالكا أو صاحب حق عيني.
األسئلة المقالية:
السؤال الخامس :اكتب في الضمانات الممنوحة للمؤجر لضمان استيفاء األجرة وغيرها من التزامات
المستأجر.
422
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مراجع الوحدة:
أبو السعود ،رمضان1996( .م)" .العقود المسماة عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف.
جبر ،سعيد2013( .م)" .عقد اإليجار ،األحكام العامة" ،القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
الجمال ،مصطفى1991( .م)" .الوسيط في أحكام اإليجار" .اإلسكندرية ،الفتح للطباعة والنشر.
خض44ر ،خميس1979( .م)" .العق44ود المدني44ة الك44برى ال44بيع والت44أمين واإليج44ار" .الق44اهرة ،دار النهض44ة العربي44ة
للنشر.
سعد ،نبيل إبراهيم1998( .م)" .العقود المسماة ،الجزء الثاني ،اإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
طلبة ،أنور1999( .م)" .عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي الحديث.
423
:::::مقرر العقود المدنية :::::
424
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف بعض الصور الخاصة من اإليجار ،خاصة تلك التي عالجها النظام في المملكة.
أن يلم بأحكام اإليجار من الباطن في النظام السعودي.
أن يفرق بين أحكام اإليجار من الباطن والتنازل عن اإليجار.
أن يتمكن من معرفة الحاالت االستثنائية التي يجوز فيها للمستأجر التأجير من الباطن في النظام السعودي.
أن يتمكن من معرفة الحاالت االستثنائية التي يجوز فيها للمستأجر التنازل عن اإليجار في النظام السعودي.
أن يتمكن من معرفة أحكام الشرط المانع من التأجير ومسقطاته.
أن يتمكن من معرفة حكم تصرف المستأجر باإليجار من الباطن أو التنازل عن اإليجار في ظل الشرط المانع
وخارج نطاق االستثناءات التي أوردها النظام.
أن يتمكن من معرفة الحاالت التي يجوز له فيها التأجير من الباطن والتنازل عن اإليجار على الرغم من
وجود المنع سواء بحسب األصل أو بالشرط المانع.
أن يتمكن من معرفة أحكام تأجير ملك الغير والجزاء المترتب عليه.
أن يتمكن من التفرقة بين تأجير ملك الغير في حال حيازة المستأجر للعين المؤجرة وفي حال عدم حيازته لها.
أن يلم بأحكام اإليجار في مرض الموت ومدى نفاذه في حق الورثة.
أن يستشعر أهمية دراسة بعض الصور الخاصة باإليجار وأحكامها في النظام السعودي.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة بعض صور اإليجارات الخاصة َو ْفًقا للنظام السعودي ومعرفة أحكامها.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة ببعض الصور الخاصة باإليجار في النظام السعودي.
425
:::::مقرر العقود المدنية :::::
موضوعات الوحدة:
تتناول هذه الوحدة ما يلي:
ثانيًا :أحكام التنازل عن اإليجار والتأجير من الباطن في ضوء االستثناءات الواردة في قرار مجلس الوزراء رقم 19
وتاريخ 14/1/1394ه.
المقدمة:
عقد اإليجار وإ ن كان يخضع للمبدأ الع4ام في العق4ود ال4ذي يقض4ي ب4أن العق4د ش4ريعة المتعاق4دين ،إال أن آث4اره ق4د تمت4د في
بعض األحيان إلى خارج نطاق الرابطة اإليجارية بين المؤجر والمستأجر ،ومن ذلك قيام المس44تأجر بإع4ادة ت44أجير العين
الم 44ؤجرة إلى الغ 44ير ،وه 44و م 44ا يع 44رف قانوًن ا وفقًه ا باإليج 44ار من الب 44اطن ،ويختل 44ف حكم اإليج 44ار من الب 44اطن في الفق 44ه
اإلسالمي عن القانون الوضعي في بعض األحيان ،بيد أنه في ك44ل األح44وال يص44ح إذا لم يع44ترض علي44ه الم44ؤجر ،كم44ا أن
للمس 44تأجر أيًض ا الح 44ق في التن 44ازل عن حقوق 44ه اإليجاري 44ة لمس 44تأجر آخ 44ر يح 44ل محل 44ه في حقوق 44ه ل 44دى الم 44ؤجر ،وحق 44وق
الم4ؤجر لدي4ه ،وه4ذا م4ا يع4رف بالتن4ازل عن اإليج4ار ،ويج4د تطبيًق ا ل4ه في الفق4ه اإلس4المي تحت م4ا يع4رف ب4الخلو ،ويج4د
الخل44و تطبيًق ا ل44ه في الحي44اة التجاري44ة من خالل إيج44ار المح44ال التجاري44ة وه44و م44ا يع44رف ب44بيع الَج َد ك ،ال44ذي يطل44ق على
األعي44ان المملوك44ة للمس44تأجر والمتص44لة بالح44انوت (المح44ل التج44اري) على وج44ه الق44رار كالبن44اء أو ليس على وج44ه الق44رار
ك 44اآلالت الص 44ناعية المركب 44ة ب 44ه ،ويختل 44ف الَج َد ك عن التن 44ازل عن اإليج 44ار واإليج 44ار من الب 44اطن ،أن المس 44تأجر يك 44ون
ممنوًع ا علي 44ه التن 44ازُل عن اإليج 44ار وممنوًع ا من اإليج 44ار من الب 44اطن ،فيتمكن من التخلص من إيج 44ار المح 44ل التج 44اري
َج َد كا عن طري44ق التن44ازل لش44خص آخ44ر م44تى ت44وافرت ش44روطه ،ف44إن لم تت44وافر تل44ك الش44روط ع44د التص44رف إيج44اًر ا من
الب44اطن أو تن44ازاًل عن اإليج44ار فال يص44ح ،كم44ا أن لإليج44ار ص44ورة خاص44ة أيًض ا س44بق أن أش44رنا إليه44ا أال وهي اإليج44ار
التم44ويلي ،أو اإليج44ار المنتهي بالتمل44ك ،وه44و ص44ورة خاص44ة من ص44ور اإليج44ار ال44تي ال يك44ون اإليج44ار فيه44ا ه44و اله44دف
األساس 44ي من العق 44د ،وإ نم 44ا م 44ا ينتهي إلي 44ه ذل 44ك اإليج 44ار من تملي 44ك للس 44لعة الم 44ؤجرة ،ه 44ذا باإلض 44افة إلى أن هن 44اك بعض
صور اإليج4ارات الص44ادرة من أش4خاص ليس4وا بم4الكين للعين الم4ؤجرة ،أو ك4انوا م4الكين له4ا ولكن الظ4روف ال4تي ح4دث
فيها التأجير دفعت النظم القانونية إلى س4ن أحك4ام خاص44ة به4ا كاإليج4ار في م4رض الم4وت ،واإليج4ار الص44ادر من الم4دين
المفلس وغيرهما .ولكوننا قمنا بالتعرض لبعض هذه الص44ور في مواض44ع أخ44رى من ه44ذه الدراس44ة؛ ل44ذا سنقص44ر الح44ديث
في هذه الوحدة على بعض الصور التي نبينها في موضوعات الوحدة.
427
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
أوًال :اإليجار من الباطن والتنازل عن اإليجار وأحكامهما
توطئة :عقد اإليجار -كما أسلفنا -هو عقد يخل4ق رابط4ة إيجاري4ة بين الم4ؤجر والمس4تأجر ،وال يل4زم العق4د من س4واهما
وخلفهم 44ا الع 44ام ،وال يمت 44د إلى غيرهم 44ا إال باتف 44اق الط 44رفين وفق 44ا لمب 44دأ نس 44بية آث 44ار العق 44د ،غ 44ير أن الق 44انون -وتس 44هيال
للمعامالت بين األفراد ومراع4اة ألوض44اع المس4تأجر ال4ذي يك4ون في كث4ير من األحي4ان غ4ير مقت4در -أج4از للمس4تأجر أن
يتنازل عن حقوقه اإليجارية إلى مستأجر آخر يحل محله في عقده ،وهذا م4ا يع4رف بالتن4ازل عن اإليج4ار ،كم4ا أج4از ل4ه
أن يؤجر العين الم4ؤجرة ذاته4ا وخالل ف44ترة اإليج4ار إلى مس4تأجر آخ4ر ،وه4و م4ا يع4رف باإليج4ار من الب4اطن ،وفيم4ا يلي
نبين أحكام كال النظامين من حيث طبيعتهما وأحكامهما والفرق بينهما كذلك.
.1اإليجار من الباطن:
أ .المقصود بالتأجير من الباطن وحكمه:
اإليج 44ار من الب 44اطن ه 44و "عق 44د يبرم 44ه المس 44تأجر وش 44خص ث 44الث ،بمقتض 44اه ي 44ؤجر األول للث 44اني العين ال 44تي س 44بق ل 44ه أن
اس 44تأجرها ،ويس 44مى المس 44تأجر في ه 44ذه الحال 44ة بالمس 44تأجر األص 44لي ،أم 44ا الش 44خص الث 44الث فيس 44مى المس 44تأجر من الب 44اطن"
(ج44 4بر2013 ،م ،ص .)220وق44 4د ع44 4رف الفق44 4ه اإلس44 4المي اإليج44 4ار من الب44 4اطن بأن44 4ه "ه44 4و أن يق44 4وم المس44 4تأجر لعين من
األعي 44ان ،س 44واء أك 44انت ه 44ذه العين عق 44ارا (أرض 44ا أو دارا أو حانوت 44ا) ،أم ك 44انت منق 44وال (حيوان 44ا أو س 44يارة أو إنس 44انا) أم
غيرهم44ا ،بت44أجير ه44ذه العين لغ44يره" (عب44د الق44ادر2006 ،م ،ص ،)164وق44د تن44اولت مجل44ة األحك44ام الش44رعية حكم ت44أجير
المس 44تأجر للعين الم 44ؤجرة إلى مس 44تأجر آخ 44ر ،حيث نص 44ت في الم 44ادة ( )582منه 44ا على أن "م 44وجب عق 44د اإلج 44ارة مل 44ك
المنفع44ة؛ فللمس44تأجر اس44تيفاؤها بنفس44ه وبمن يق44وم مقام44ه ،فتص44ح إجارت44ه وإ عارت44ه على الوج44ه ال44ذي ملكه44ا" ،كم44ا نص44ت
الم44ادة ( )583من المجل44ة على أن "لمس44تأجر العين إجارته44ا قب44ل قبض44ها؛ س44واء في ذل44ك العق44ار والمنق44ول ،وس44واء ك44ان
بمث44ل م44ا اس44تأجر ب44ه أو ب44أكثر" ،ويب44دو أن مجل44ة األحك44ام الش44رعية الم44أخوذة أحكامه44ا من الفق44ه الحنبلي ،ق44د جعلت ح44ق
المستأجر في إجارة العين المؤجرة من الباطن مطلقا ،فنج4دها ق44د أج4ازت ل4ه إع4ادة ت4أجير العين ال4تي تأجره4ا س4واء ك4ان
ذلك باألجرة ذاتها التي تأجرها بها أو بأكثر ،وسواء تم ذلك قبل قبضها أو بع4د قبض4ها ،ويب4دو أنه4ا أرجعت ذل4ك إلى أن
عق44د اإليج44ار ي44ترتب علي44ه تمل44ك المس44تأجر لمنفع44ة العين الم44ؤجرة ،ومن ثم فه44و يمل44ك التص44رف في ح44دود تل44ك المنفع44ة
428
:::::مقرر العقود المدنية :::::
باعتب44ار أن ح44ق الملكي44ة ه44و ح44ق عي44ني أص44لي ج44امع يمنح ص44احبه الس44لطات الثالث من اس44تعمال واس44تغالل وتص44رف،
ومن ثم ف4إن إج4ارة المن4افع المتحص4ل عليه4ا بم4وجب عق4د اإليج4ار ه4و تص4رف م4ع طبيعته4ا فله4ذا ج4از ل4ه تأجيره4ا (عب4د
القادر2006 ،م).
الحالة األولى :موافقة المالك :فإذا وافق مالك العين المؤجرة على الت44أجير من الب44اطن أص44بح ح44ق المس44تأجر من
الب44اطن ناف44ذا في مواجهت44ه ،أم44ا إذا تم الت44أجير من الب44اطن دون الحص44ول على موافق44ة المال44ك الم44ؤجر فال يك44ون
لعق 44د اإليج 44ار الم 44برم بين المس 44تأجر األص 44لي والمس 44تأجر من الب 44اطن أي 44ة قيم 44ة في مواجه 44ة مال 44ك العين ،ويمكن
تط44بيق أحك44ام إيج44ار مل44ك الغ44ير في ش44أنه في ه44ذه الحال44ة ،فيك44ون العق44د غ44ير ناف44ذ في مواجه44ة المال44ك (الم44ؤِّج ر)
429
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وق44ابال للبطالن لمص44لحة المس44تأجر من الب44اطن ،وص44حيحا فيم44ا بين طرفي44ه (المس44تأجر األص44لي والمس44تأجر من
الباطن) ،كما يكون من حق المالك في حال تم تأجير العين المؤجرة من الباطن دون إذن4ه أن يتمس4ك بفس4خ عق4د
اإليجار وإ خالء العين المؤجرة كجزاء على مخالفة حكم القانون في هذه الحالة.
الحال44ة الثاني44ة :الت44أجير من الب44اطن للق44ادمين للحج والعم44رة في م44دينتي مك44ة والمدين44ة :نظ44را لم44ا له44اتين الم44دينتين
من خصوص 44ية من حيث إنهم 44ا يحتض 44نان الح 44رمين الش 44ريفين ،فق44د أج 44از المنظم الس 44عودي للمس 44تأجر أن ي 44ؤجر
العين الم 44ؤجرة من الب 44اطن إلى الحجيج والمعتم 44رين ،وذل 44ك على س 44بيل االس 44تثناء ،واالس 44تثناء ال يفس 44ر إال في
أضيق الحدود وال يجوز القياس عليه ،ولذلك يحم4ل ه4ذا االس44تثناء على ق44در األلف4اظ ال4واردة في4ه ،فال يج4وز إذن
الت44أجير من الب44اطن ألح44د المقيمين بمك44ة والمدين44ة إقام44ة دائم44ة ،وإ ال انطبقت علي44ه أحك44ام المن44ع بحس44ب األص44ل،
فاالستثناء قاصر على من قدموا إلى مكة والمدين4ة من أج4ل العم4رة والحج فق4ط دون من س4واهما ،ومن ثم ل4و تم
ت 44أجير العين الم 44ؤجرة إلى الق 44ادمين إلى مك 44ة والمدين 44ة من أج 44ل العم 44ل أو الزي 44ارة أو التج 44ارة أو غ 44ير ذل 44ك من
األغ 44راض فال يك 44ون ه 44ذا العق 44د ناف 44ذا في مواجه 44ة مال 44ك العين ،ول 44ه أن يتمس 44ك بفس 44خ عق 44د اإليج 44ار بين 44ه وبين
المس44تأجر األص44لي؛ ب44ل والمطالب44ة بإجالئ44ه من العين الم44ؤجرة ،غ44ير أن ه44ذه األحك44ام غ44ير متعلق44ة بالنظ44ام الع44ام،
ومن ثم يج44وز للم44ؤجر االتف44اق م44ع المس44تأجر على مخالفته44ا ،ف44إذا تض44من عق44د اإليج44ار األص44لي نص44ا ال يج44يز
للمستأجر أن يؤجر العين المؤجرة إلى ثالث حتى ولو ك4ان قادم4ا للحج والعم4رة ،فنك4ون في ه4ذه الحال4ة ق44د ع4دنا
إلى األص44ل وه44و ع44دم الج44واز ،ومن ثم ف44إذا تض44من العق44د ش44رطا يفي44د المن44ع من الت44أجير من الب44اطن ح44تى ول44و
ك 44انت العين في مك 44ة والمدين 44ة ،وم 44ع ذل 44ك خالف44ه المس 44تأجر وق 44ام بالت 44أجير إلى غ44يره من الب 44اطن ،ك 44ان من ح 44ق
المؤجر المطالبة بفسخ العقد والمطالبة ب4إخالء العين الم4ؤجرة ،وم4ا ذل4ك إال تط4بيق للقاع4دة العام4ة ال4تي ج4اء به4ا
البن 44د رقم ( )2من ق 44رار تحدي 44د العالق 44ة بين المال 44ك والم 44ؤجر والمش 44ار إلي 44ه أعاله ،ويع 44رف ه 44ذا االتف 44اق قانون 44ا
بالشرط المانع ،وفيما يلي نبين أحكام هذا الشرط وطرق سقوطه.
كما لو كان العقار المؤجر مفروشا أو مجه4زا تجه4يزا معين4ا ،ففي ه4ذه الحال4ة تك4ون شخص44ية المس4تأجر مح4ل اعتب4ار في
عق 44د اإليج 44ار (ج 44بر2013 ،م) ،فيس 44تنتج ض 44منا من 44ع الت 44أجير من الب 44اطن في ه 44ذه الحال 44ة ،ومث 44ال ذل 44ك :أن يق 44وم المال 44ك
بتجهيز المنزل بأحدث األجه4زة المنزلي4ة واألث4اث الف4اخر واش4تراط أن يك4ون المس4تأجر حاص44ال على درج4ة علمي4ة عالي4ة
ومعه عائلة مكون4ة من ف4ردين أو ثالث4ة فق4ط ،فيفهم ض4منا أن شخص4ية المس4تأجر به4ذه الش4روط ال4تي ح4ددها الم4ؤجر هي
محل اعتبار ،كما يفهم ضمنا عدم جواز التأجير من الباطن دون موافقة المؤجر في هذه الحالة.
حاالت سقوط الشرط المانع من التأجير من الباطن :الشرط المانع إن ضّم نه طرفا عقد اإليجار المتعل4ق ب4العين الم4ؤجرة
في مدينتي مكة والمدينة في عقدهما ،فيمتنع حينها على المستأجر أن يفيد من االستثناء الذي أورده المنظم السعودي في
ه44ذا الش44أن ،ف44إذا أخ44ل به44ذا الش44رط ك44ان من ح44ق الم44ؤجر طلب إجالئ44ه من العين الم44ؤجرة ،وذل44ك ب44العودة إلى األحك44ام
األصلية في الـتأجير من الب4اطن وفق4ا للنظ4ام الس4عودي ،غ4ير أن المس4تأجر ق44د يحص44ل أن يتحل4ل من ه4ذا الش4رط ألس4باب
معينة ،وفي حاالت معينة نبينها فيما يلي:
الحالة األولى :تنازل المؤجر عن الشرط المانع :كما قدمنا ،فالشرط الم44انع إذا تم تض44مينه في عق4د اإليج44ار فإن44ه
يص44ب في مص44لحة الم44ؤجر (الجم44ال1991 ،م) ،إذ يك44ون من ش44أن ه44ذا الش44رط من44ع المس44تأجر من االس44تفادة من
االستثناء الذي ق4رره ق4رار مجلس ال4وزراء في ه4ذا الش4أن ،وال4ذي خ4رج في4ه على قاع4دة على ج4واز الت4أجير من
الباطن ،وما دام الشرط قد قرر لمصلحته فمن حقه أن يتنازل عنه ويعفي المستأجر منه ،وهذا التنازل ق4د يك4ون
صريحا وقد يكون ضمنيا يستش4ف من ظ4روف الح4ال ،ك4أن يك4ون المس4تأجر أّج ر العين الم4ؤجرة لع4دة معتم4رين
في مكة المكرمة وعلم المؤِّج ر بذلك ولم يعترض ،فيكون بموقفه السلبي هذا قد تنازل عن حق44ه في االع44تراض،
وتن44ازل الم44ؤجر عن الش44رط الم44انع ق44د يك44ون تن44ازال عام44ا تع44ود بمقتض44اه للمس44تأجر رخص44ة الت44أجير من الب44اطن
م44تى ت44وافرت ش44روطه وهي ك44ون العين واقع44ة في مك44ة والمدين44ة والمس44تأجر من الب44اطن ق44دم إلى مك44ة أو المدين44ة
بغ44رض الحج والعم44رة وليس ألي غ44رض آخ44ر ،وق44د يك44ون التن44ازل خاص44ا بواقع44ة معين44ة دون غيره44ا ،ففي ه44ذه
الحال 44ة يقتص 44ر أث 44ر التن 44ازل على ه 44ذا التص 44رف دون غ 44يره ،ومثال 44ه أن يق 44وم المس 44تأجر األص 44لي بت 44أجير العق 44ار
المؤجر والواقع في المدينة إلى عدد من النساء ق4دمن من بل4د بعي4د ألداء مناس4ك العم4رة ،ف4إذا أج4از الم4ؤجر ذل4ك
التصرف من المستأجر لما البسه من ظروف وأحوال خاصة ،فال يعني ذلك أنه سمح له بالت44أجير مطلق44ا ،وإ نم44ا
يظل الشرط قائما ما لم يصدر عن المؤجر ما يفيد تنازله عنه مطلقا.
الحال 44ة الثاني 44ة :ثب 44وت تعس 44ف الم 44ؤجر في اس 44تعمال حق 44ه في المن 44ع :وفق 44ا للقواع 44د العام 44ة ،يك 44ون ص 44احب الح 44ق
متعس44فا في اس44تعمال حق44ه إذا ك44ان ال يقص44د من اس44تعمال حق44ه س44وى اإلض44رار ب44الغير ،أو ك44انت المص44لحة ال44تي
يرمي إلى تحقيقه4ا ال تتناس4ب م4ع الض4رر ال4ذي س4يلحق الغ4ير ،أو ك4انت المص4لحة ال4تي يه4دف إلى تحقيقه4ا غ4ير
مش44روعة ،ول44ذلك يش44ترط الفق44ه الق44انوني أن يس44تند الم44ؤجر في اش44تراطه ع44دم الت44أجير من الب44اطن إلى م44بررات
431
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وأسباب قوية ومشروعة ،وإ ال كان متعسفا في استعمال حقه في المنع ،ومثال ذلك :أن يستند في اشتراطه المنع
من التأجير من الب4اطن إلى أن من ش4أن ذل4ك التص44رف اإلض4رار ب4العين الم4ؤجرة وأن شخص44ية المس4تأجر مح4ل
اعتب4ار ،نظ4را الش44تراطه اش4تراطات معين4ة في4ه وفي عائلت4ه ،ومقتض44ى ذل4ك أن4ه إذا ثبت أن الم4ؤجر متعس4ف في
منع المستأجر من التأجير من الباطن في مدينتي مكة والمدينة ،جاز للمستأجر هنا اللج44وء إلى القض44اء لإلذن ل44ه
في اإليج 44 4 4ار من الب 44 4 4اطن ،وإ ن ك 44 4 4ان ه 44 4 4ذا الكالم خالفت 44 4 4ه محكم 44 4 4ة النقض المص 44 4 4رية في حكمه 44 4 4ا الص 44 4 4ادر في
6/6/1979م الذي جاء فيه "الشرط المانع ،مطلقا كان أو مقيدا ،ي4وجب على المس4تأجر االل4تزام ب4ه دون مناقش4ة
أس44بابه ،ق44وال بأن44ه طالم44ا أج44از المش44رع الش44رط الم44انع مطلق44ا أو مقي44دا فال مح44ل للق44ول ب44أن الم44ؤجر متعس44ف في
اس44تعمال حق44ه إذا تمس44ك بش44رط يج44يزه الق44انون وارتض44اه المس44تأجر المتعاق44د مع44ه" (نقض م44دني6/6/1979 ،م،
مجموع 44ة أحك 44ام النقض ،30 ،رقم ،591ص ،)564ون 44رى أن م 44ا ذهبت إلي 44ه محكم 44ة النقض المص 44رية أك 44ثر
وجاهة من التوج4ه األول؛ وذل4ك تطبيق4ا لقاع4دة "العق4د ش4ريعة المتعاق4دين" وم4ا روي عن الن4بي -ص4لى اهلل علي4ه
وس444لم -أن444ه ق444ال" :المس444لمون على ش444روطهم ،إال ش444رطا ح444رم حالال ،أو أح 44ل حرام 44ا" (رواه أه444ل الس444نن إال
النسائي).
.2التنازل عن اإليجار:
التنازل عن اإليجار هو تصرف ق44انوني ،بمقتض44اه ينق4ل المس4تأجر حقوق44ه والتزامات4ه الناش4ئة عن العق4د إلى ش4خص ث4الث
يحل محله فيها ويصبح دائنا ومدينا للمؤجر بالحقوق وااللتزامات التي ك4انت للمس4تأجر األول وعلي4ه .واألص4ل في الفق4ه
اإلسالمي وكذلك القانون المدني المصري وغيره من القوانين ذات األصل الالتي44ني ،ه44و ج44واز التن44ازل عن اإليج44ار إلى
مستأجر آخر ،ما لم يرد في العقد ما يفيد المنع ،فتطب4ق حينه4ا األحك4ام ذاته4ا الس4ابق اإلش4ارة إليه4ا في الش4رط الم4انع من
اإليجار .أما النظام السعودي ،فلم يج4ز للمس4تأجر التن4ازل عن اإليج4ار إلى مس4تأجر آخ4ر إال على س4بيل االس44تثناء ،وه4ذا
م44ا نص44ت علي44ه الفق44رة األولى من البن44د رقم ( )2من ق44رار مجلس ال44وزراء رقم 19وت44اريخ 14/1/1394هـ ال44تي ج44اء
فيها " / 2ال يجوز للمستأجر التنازل بغير رضا المالك عن عقد اإليجار أو التأجير من الباطن ،وفى حالة مخالفت44ه يح44ق
للمؤجر أن يطلب إخالء العقار ،ويستثني من ذلك :أ .يجوز للمستأجر التنازل عن باقي مدة العقد لمستأجر آخ44ر ،ويح44ق
للمؤجر عند انقضاء المدة طلب إخالئه4ا من المس4تأجر األخ4ير" .وبن4اء علي4ه ،يظ4ل األص4ل في النظ4ام الس4عودي ه4و ع4دم
432
:::::مقرر العقود المدنية :::::
جواز قيام المستأجر بالتنازل عن حقوقه والتزاماته تجاه المؤجر إلى مستأجر آخر ،بي4د أن4ه يج4وز ل4ه ذل4ك في ح4ال ك4ان
لدي44ه ع44ذر وم44برر مقب44ول ،وك44ان المقص44ود بالتن44ازل ه44و إحالل مس44تأجر آخ44ر محل44ه في حقوق44ه والتزامات44ه ل44دى الم44ؤجر،
ول4ذا يكِّيف الفق4ه الق4انوني التن4ازل عن اإليج4ار بص44فة عام4ة بأن4ه حوال4ة ح4ق وحوال4ة دين في آن واح4د (ج4بر2013 ،م)،
فهو حوالة ح4ق ألن4ه يتض4من ن4زول المس4تأجر عن حقوق4ه ل4دى الم4ؤجر إلى المس4تأجر المتن4ازل ل4ه ،وه4و حوال4ة دين ألن
المس44تأجر األص 44لي يق44وم بحوال44ة التزامات44ه في مواجه44ة الم44ؤجر على مس44تأجر آخ44ر ،فيك44ون المس44تأجر المتن44ازل ل44ه عن
اإليج 44ار ل 44ه م 44ا للمس 44تأجر األول من حق44وق وعلي 44ه م 44ا على المس 44تأجر األول من التزام 44ات ،وال يجَب ر الم 44ؤجر هن 44ا على
تمدي 44د م 44دة اإليج 44ار لص 44الح المس 44تأجر المتن 44ازل ل 44ه ،وإ نم 44ا ل 44ه الح 44ق في إخراج 44ه عن 44د انقض 44اء م 44دة اإليج 44ار ال 44تي ك 44انت
للمستأجر األول ،ومث4ال ذل4ك :أن يس4تأجر زي4د بيت4ا في مدين4ة الري4اض لم4دة ع4ام ،ثم يض4طر بع4د م4رور س4تة أش4هر على
تاريخ بدء اإليجار إلى االنتقال إلى مدينة جدة للعمل هناك ،فإذا اتفق مع عمر على أن يحل محله في عقده مع الم44ؤجر،
كان لعمر ما لزي4د وم4ا علي4ه تج4اه الم4ؤجر ،ويح4ق للم4ؤجر بع4د م4رور س4تة أش4هر من ت4اريخ التن4ازل أن يطلب من عم4ر
األول. إخالء العين المؤجرة ،وذلك النقضاء مدة العام المنصوص عليها في عقد اإليجار
ب .حق المؤجر في اشتراط منع المستأجر من التنازل عن اإليجار ومسقطات المنع:
االس44تثناء ال44وارد في الفق44رة األولى من البن44د رقم ( )2من ق44رار مجلس ال44وزراء المش44ار إلي44ه أعاله ،ال يمن44ع الم44ؤجر من
اش44تراط ع44دم ج44واز التن44ازل عن اإليج44ار مهم44ا ك44انت األس44باب والم44بررات ،ومن ثم يج44وز للم44ؤجر أن يش44ترط في عق44د
اإليج44ار ع44دم ج44واز التن44ازل عن اإليج44ار إلى مس44تأجر آخ44ر ،وه44ذا م44ا يع44رف كم44ا أس44لفنا بالش44رط الم44انع ،ويأخ44ذ الش44رط
الم44انع هن44ا أحكام44ه ذاته44ا المش44ار إليه44ا في المن44ع من الت44أجير من الب44اطن ،كم44ا يمكن أن يس44قط الش44رط الم44انع من التن44ازل
عن اإليجار لمستأجر آخر في حاالت معينة؛ وهي:
الحال4ة األولى :تن4ازل الم4ؤجر عن ش4رط المن4ع :ونحي4ل بش4أن ه4ذه الحال4ة إلى م4ا س4بق أن قي4ل بخص4وص تن4ازل
المؤجر عن الشرط المانع من اإليجار من الباطن ،وذلك منعا للتكرار.
الحالة الثانية :التنازل عن ح4ق إيج4ار العق4ار في بي4ع المح4ل التج4اري :إذا أج4از الق4انون نفس4ه الخ4روج على ه4ذا
الشرط :كما هو الحال في إيجار المحال التجارية (الجدك) ،ويقصد بالجدك هنا "هو عقد رضائي يتضمن تنازل
المستأجر منشئ الج4دك إلى ش4خص آخ4ر دون أن يتوق4ف ذل4ك التن4ازل على إرادة الم4ؤجر ،وي4ترتب علي4ه انتق4ال
433
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الح4ق في اإلج4ارة إلى مش4تري الج4دك" ،ف44إذا ك4انت العين الم4ؤجرة في مك4ة أو المدين4ة أقيم فيه4ا مح4ل تج4اري أو
مصنع أو متجر ،وأراد المستأجر للضرورة أن يبيع المحل التج44اري أو المص44نع أو المتج44ر ،فيج44وز للمحكم44ة -
وعلى ال 44رغم من وج 44ود الش 44رط الم 44انع من التن 44ازل عن اإليج 44ار هن 44ا -أن تقض 44ي باإليج 44ار إذا ق 44دم المش 44تري
ضمانا كافيا ولم يلح4ق الم4ؤجر من ذل4ك ض44رر محق4ق ،ويتض44ح من ذل4ك أن اإليج4ار ينتق4ل إلى مش4تري المص44نع
أو المح44ل التج44اري المق44ام في العق44ار ،رغم وج44ود الش44رط الم44انع من الت44أجير ،ولكي تقض44ي المحكم44ة للمس44تأجر
بذلك فال بد أن تتوافر عدة شروط؛ وهي:
الشرط األول :أن تكون العين المؤجرة عقارية وأقيم بها متجر أو مصنع أو محل تجاري.
الشرط الثاني :أن يكون المستأجر مضطرا إلى بيع ه4ذا المص4نع أو المتج4ر س4واء ك4ان ذل4ك تنفي4ذا ألم4ر
المحكمة أو لظرف خاص ،فإذا بيع المصنع أو المحل التجاري بي44ع مع44ه ح44ق اإليج44ار باعتب44اره عنص44را
من عناصر المحل التجاري.
الش 44رط الث 44الث :أن يق 44دم مش 44تري المص 44نع أو المتج 44ر ض 44مانا كافي 44ا يض 44من التزام 44ات المس 44تأجر تج 44اه
المؤجر.
الشرط الرابع :أال ي4ترتب على بق4اء اإليج4ار لص4الح المش4تري ض4رر محق4ق ب4المؤجر ،وذل4ك ألن إج4ازة
ه4ذه الحال4ة مره4ون ب4الغرض من4ه وه4و ع4دم اإلض4رار ب4المؤجر ،ويق4ع عبء إثب4ات أن التص4رف مض4ر
ب 44المؤجر على عاتق 44ه ،ف 44إن اس 44تطاع أن يثبت ذل 44ك ،ك 44ان للمحكم 44ة أن تقض 44ي بع 44دم ج 44واز التن 44ازل ال 44ذي
حصل من مالك المحل التجاري بصفته مستأجرا للعقار المقام فيه ذلك المحل.
434
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثانية
ثانيا :أحكام التنازل عن اإليجار والتأجير من الباطن في ضوء االستثناءات الواردة في قرار
مجلس الوزراء رقم 19وتاريخ 94 /1 /14هـ
توطئة :إذا تم التنازل عن اإليجار وفقا لنص الفقرة األولى من البن44د رقم ( )2من ق44رار مجلس ال44وزراء المش44ار إلي44ه ،أو
تم التأجير من الباطن وفقا ألحكام الفقرة الثانية من البند ذاته ،فإن ثمة أثرا يترتب على القيام بذلك التصرف .وفيما يلي
ن44بين آث44ار الت44أجير من الب44اطن ،ثم نع44رض آلث44ار ال44نزول عن اإليج44ار ،وأخ44يرا س44نعرض لج44زاء مخالف44ة أحك44ام الش44رط
المانع من التأجير أو التنازل عن اإليجار ،وذلك على النحو التالي:
التوص44يف الق44انوني لإليج44ار من الب44اطن :إذا تم الت44أجير من الب44اطن في نط44اق م44ا حددت44ه الفق44رة الثاني44ة من البن44د رقم ()2
من ق44رار مجلس ال44وزراء رقم 94 /19هـ ،ف44إن م44ا ينش44أ بين المس44تأجر األص44لي والمس44تأجر من الب44اطن م44ا ه44و إال عق44د
إيج 44ار جدي 44د ،مس 44تقل تمام 44ا عن عق 44د اإليج 44ار الم 44برم بين المس 44تأجر األص 44لي والم 44ؤجر ،فنحن إذن أم 44ام ثالث عالق 44ات
قانوني444ة ناش444ئة عن عق444دي إيج444ار ،وه444ذه العالق44 4ات هي :العالق444ة القانوني 44ة بين الم 44ؤجر والمس 44تأجر األص44 4لي ،والعالق44 4ة
القانوني44ة بين المس44تأجر األص44لي والمس44تأجر من الب44اطن ،وأخ44يرا العالق44ة القانوني44ة بين المس44تأجر من الب44اطن والم44ؤجر،
وفيما يلي نبين آثار التأجير من الباطن على هذه العالقات الثالث:
أ .آثار اإليجار من الباطن في مكة والمدينة فيما بين المؤجر والمستأجر األصلي:
ما دام التأجير من الباطن قد تم في نطاق الشروط ال4تي أورده4ا االس4تثناء على ع4دم ج4واز الت4أجير من الب4اطن ،وهي أن
تكون العين المؤجرة في مكة والمدينة ،وأن يكون التأجير من الباطن قد تم لقادمين إلى مكة أو المدينة بهدف العم44رة أو
الحج ،فإن العقد المبرم بين المس4تأجر األص4لي والمس4تأجر من الب4اطن ال ي4ؤثر على العق4د األص4لي الم4برم بين المس4تأجر
األصلي والمؤجر ،فيظل كل منهما ملزما بما ورد في هذا العق4د من أحك4ام والتزام4ات ،بي4د أن4ه يمكن للمس4تأجر األص4لي
أن يتخلص من التزامات44 4ه في مواجه44 4ة الم44 4ؤِّج ر في ح44 4ال ق44 4ام المس44 4تأجر من الب44 4اطن بأدائه44 4ا إلى الم44 4ؤجر مباش44 4رة (أب44 4و
السعود1996 ،م) ،ومن ذلك براءة ذمة المستأجر األصلي من َد ين األجرة في ح4ال أداه4ا المس4تأجر من الب4اطن للم4ؤجر
مباش44رة ،وينطب44ق ه44ذا الحكم ح44تى ول44و ك44ان الم44ؤجر اش44ترط في عق4د اإليج44ار ع4دم ج44واز الت44أجير من الب44اطن ،ف44إن قيام44ه
435
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بقبض األج44رة من المس44تأجر من الب44اطن دون إب44داء أي اع44تراض يفس44ر بأن44ه تن44ازل عن حق44ه في التمس44ك بالش44رط الم44انع
كم44ا أس44لفنا ،وعلى ال44رغم من ذل44ك تظ44ل حق44وق المس44تأجر األص44لي في مواجه44ة الم44ؤجر يحكمه44ا عق44د اإليج44ار األص44لي
المبرم بينهما ،وال عالقة للعقد الجديد في تحديدها.
ه4ذه عالق4ة جدي4دة أنش4أها عق4د اإليج4ار من الب4اطن ،وه4و عق4د جدي4د أج4از الق4انون للمس4تأجر األص4لي إبرام4ه م4ع ش4خص
ثالث يسمى الحقا المستأجر من الباطن (طلبة1999 ،م) .وبناء على هذا العقد ،تنشأ التزامات جديدة على عاتق ك44ل من
طرفيه ،وهي االلتزامات ذاتها التي ينشئها عقد اإليجار األصلي ،فيلتزم المستأجر األصلي وهو في حكم المؤجر هنا أن
يسّلم المستأجر من الباطن العين المؤجرة في حالة تمكنه من االنتفاع بها بحسب الغرض الذي أج44رت من أجل44ه أو ال44ذي
أع44دت ل44ه ،ومن ثم إذا ك44ان المس44تأجر من الب44اطن الق44ادم إلى مك44ة أو المدين44ة ألداء مناس44ك العم44رة أو الحج اس44تأجر العين
الم44ؤجرة من أج44ل اإلقام44ة فيه44ا وه44ذا ه44و الف44رض الغ44الب إن لم يكن الوحي44د ،فيجب أن تك44ون ه44ذه العين مهي44أة للس44كنى،
ومجه 44زة باألث 44اث واألجه 44زة والمس 44تلزمات الض 44رورية للمعيش 44ة من م 44اء وكهرب 44اء وغ 44از وغ 44يره ،كم 44ا يل 44تزم المس 44تأجر
األصلي أيضا بضمان العيوب الخفية التي تظهر في العين المؤجرة س4واء تل4ك ال4تي ك4انت موج4ودة قب4ل العق4د (القديم4ة)،
أو التي تظهر بعد القبض (الحادثة) ،ويلتزم كذلك في مواجهة المستأجر من الباطن بضمان التعرض سواء الصادر من44ه
ه44و شخص44يا ،فيض44من تعرض44ه الق44انوني والم44ادي مع44ا ،أو التع44رض الص44ادر من الغ44ير إن ك44ان قانوني44ا أو ك44ان مادي44ا وتم
االتفاق في عق4د اإليج4ار على ض4مان المس4تأجر األص4لي ل4ه ،وفي المقاب4ل يل4تزم المس4تأجر من الب4اطن ب4أن ي4ؤدي األج4رة
المتف 44ق عليه 44ا إلى المس 44تأجر األص 44لي وك 44ذلك العناي 44ة ب 44العين الم 44ؤجرة ،وع 44دم إج 44راء أي 44ة تغي 44يرات فيه 44ا من دون إذن
المستأجر األصلي الذي هو ذاته ال يملك هذا الحق دون الحصول على إذن من المؤجر كما بينا ذلك سابقا ،ومن الج4ائز
أن تكون شروط العقد الجديد هذا مختلفة عن شروط العقد األصلي ،كأن يتم االتفاق على أج44رة أعلى من األج44رة المتف4ق
عليه44ا في العق44د األص44لي وه44ذا ه44و الغ44الب ،أو أن يك44ون مق44دار العين الم44ؤجرة أق44ل من مق44دارها في العق44د األص44لي ،كمن
يس 44تأجر ش 44قة س 44كنية في ثالث غ 44رف ،فيق 44وم بت 44أجير غرف 44ة واح 44دة من الب 44اطن ،بينم 44ا يحتف 44ظ ه 44و باالنتف 44اع ب 44الغرفتين
األخريين.
إذا لم يص44در من الم44ؤجر موافق44ة ص44ريحة أو ض44منية على اإليج44ار من الب44اطن ،فال تك44ون هن44اك أي44ة عالق44ة مباش44رة بين44ه
وبين المس44تأجر من الب44اطن ،فالعالق44ة قائم44ة بين المس44تأجر األص44لي والمس44تأجر من الب44اطن ،والم44ؤجر ال عالق44ة ل44ه بالعق4د
الجديد ما لم يصرح بأنه ال مانع لدي4ه في ذل4ك .وعلى ال4رغم من ع4دم وج4ود عالق4ة مباش4رة بين الم4ؤجر والمس4تأجر من
436
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الباطن ،فإن الق4انون يل4زم المس4تأجر من الب4اطن ب4دفع األج4رة المس4تحقة في ذمت4ه للمس4تأجر األص4لي مباش4رة إلى الم4ؤجر
في حال أنذره بذلك ،وذلك من خالل الدعوى المباشرة ،وهذا الحق منح للمؤجر في مواجه44ة المس44تأجر من الب44اطن على
سبيل االستثناء ،ألنه -وكما بينا -ال توجد عالقة مباش4رة بين4ه وبين المس4تأجر من الب4اطن ،ول4ذلك يفس4ر ه4ذا االس4تثناء
في أض44يق الح44دود فال يمت44د إال إلى دين األج44رة فق44ط دون غ44يره ،وبن44اء علي44ه ال يمكن للم44ؤجر أن يط44الب المس44تأجر من
الباطن بحقوقه لدى المستأجر األصلي إال في حالتين؛ وهما:
الحالة األولى :أن يك4ون الم4ؤجر ق4د واف4ق ،ص4راحة أو ض4منا ،على الت4أجير من الب4اطن :ففي ه4ذه الحال4ة ،تك4ون العالق4ة
قائم44ة مباش44رة بين الم44ؤجر والمس44تأجر من الب44اطن ،ويك44ون للم44ؤجر هن44ا أن يط44الب المس44تأجر من الب44اطن ب44أداء التزامات44ه
كافة الناش4ئة عن عق4د اإليج4ار الم4برم بين4ه وبين المس4تأجر األص4لي ،كم4ا يك4ون للمس4تأجر من الب4اطن أن يط4الب الم4ؤجر
ب44أداء التزامات44ه كاف44ة الناش44ئة عن عق44د اإليج44ار ،ومن بينه44ا إج44راء الترميم44ات الض44رورية ،ويك44ون من حق44ه أن يق44وم به44ا
بنفسه حتى دون استئذان المؤجر ومن ثم الرجوع عليه بقيمتها ،وما إلى ذلك من أحكام.
الحال44ة الثاني44ة :أن يك44ون الح44ق ال44ذي يطلب44ه الم44ؤجر من المس44تأجر من الب44اطن ه44و دين األج44رة :أم44ا إذا لم يواف44ق الم44ؤجر
على التأجير من الباطن ال صراحة وال ضمنا ،فإنه ال تكون هناك عالقة مباشرة بين4ه وبين المس4تأجر من الب4اطن ،وك4ل
ما هنالك أنه يمكنه أن يطالبه بأداء األجرة له مباشرة وليس إلى المستأجر األص44لي ،وذل44ك من خالل ال44دعوى المباش44رة،
التي تجد أساسها في نصوص القانون .أما ما ع4دا ذل4ك من حق4وق للم4ؤجر ل4دى المس4تأجر األص44لي ،فال يح4ق ل4ه مطالب4ة
المس44تأجر من الب44اطن به44ا إال من خالل ال44دعوى غ44ير المباش44رة ،وهي دع44وى اس44تعمال حق44وق مدين44ه وه44و هن44ا المس44تأجر
األصلي.
التوص 44يف الق 44انوني للتن 44ازل عن اإليج 44ار :التن 44ازل عن اإليج 44ار يختل 44ف عن اإليج 44ار من الب 44اطن ،في ك 44ون األخ 44ير يع 44د
بمثابة عقد إيجار جديد مس4تقل تمام4ا عن عق4د اإليج4ار األص44لي ،في حين أن األول م4ا ه4و إال امت4داد لعق4د اإليج4ار األول
وال يع 44د بمثاب 44ة إيج 44ار جدي 44د ،ول 44ذا ف 44إن مدت 44ه وأجرت 44ه تتح 44دد بن 44اء على م 44ا ورد في العق 44د األص 44لي الم 44برم بين الم 44ؤجر
والمستأجر المتناِز ل ،وقد كّي ف الفق4ه الق4انوني التن4ازل عن اإليج4ار بأن4ه يش4كل حوال4ة ح4ق وحوال4ة َد ين في آن واح4د كم4ا
أسلفنا ،أما حوالة الدين فهي نقل الدين من ذمة المحيل إلى ذمة المحال علي44ه ،في حين أن حوال44ة الح44ق هي حل44ول دائن
مح4ل دائن آخ4ر في حقوق44ه ل4دى الم4دين ،وتختل4ف حوال4ة ال4دين عن حوال4ة الح4ق ب4أن حوال4ة ال4دين يتغ4ير فيه4ا الم4دين إلى
مدين آخر ،في حين أن حوال4ة الح4ق يتغ4ير فيه4ا ال4دائن إلى دائن آخ4ر .وكم4ا س4بق أن بين4ا أثن4اء عرض4نا لخص4ائص عق4د
اإليجار ،أنه من العقود الملزمة للجانبين التي يكون فيها كل من طرفي العقد دائن ومدين في الوقت ذاته ،وهذا م44ا جع44ل
437
:::::مقرر العقود المدنية :::::
الفقه يكيف التنازل عن اإليجار بأنه يجمع بين نوعي الحوالة في وقت واحد ،فهو حوالة ح44ق إذا م44ا تعل44ق األم44ر بحق44وق
المستأجر تجاه المؤجر والتي يقوم بإحالتها إلى المتن4ازل ل4ه ليح4ل محل4ه في مطالب4ة الم4ؤجر به4ا ،وه4و حوال4ة دين إذا م4ا
تعل 44ق بالتزام 44ات المس 44تأجر تج 44اه الم 44ؤجر ،فيق 44وم بإحالته 44ا على المتن 44ازل ل 44ه في ه 44ذه الحال 44ة ليص 44بح المح 44ال علي 44ه ه 44و
المس44ؤول مباش44رة في مواجه44ة الم44ؤجر ،وي44ترتب على ذل44ك نش44وء آث44ار قانوني44ة فيم44ا بين المس44تأجر والمتن44اَز ل ل44ه ،وبين
المس44تأجر المحي44ل والم44ؤجر وأخ44يرا بين المتن44ازل ل44ه والم44ؤجر .وفيم44ا يلي نوض 44ح آث44ار التن44ازل عن اإليج44ار على ك44ل
عالقة من هذه العالقات:
آثار النزول عن اإليجار فيما بين المستأجر والمتن4ازل ل4ه :إذا ك4ان الفق4ه -كم4ا بين4ا -ذهب إلى إعط4اء وص4ف الحوال4ة
على عملية التنازل عن اإليج4ار إلى مس4تأجر آخ4ر ،فإن4ه ي4ترتب على ذل4ك أن آث4ار الحوال4ة ذاته4ا بنوعيه4ا هي م4ا ت4ترتب
فيم44ا بين المس44تأجر والمتن44ازل ل44ه ،وتكي44ف الحوال44ة فقه44ا على أنه44ا بي44ع للح44ق ،األم44ر ال44ذي ي44ترتب علي44ه العدي44د من النت44ائج
المهمة؛ ومنها:
أن المستأجر هنا يعد بائعا لحقوقه تجاه الم4ؤجر للمتن4ازل ل4ه ،وال4ذي يع4د المقاب4ل ال4ذي يدفع4ه للمس4تأجر ثمن4ا للح4ق وليس
أجرة ،ومن ثم يكون مضمونا بامتياز البائع وليس امتياز المؤجر (جبر2013 ،م).
أن المستأجر ال يضمن للمتنازل له سوى وجود حق اإليجار وقت التنازل ،وال يضمن التعرض واالستحقاق؛ وذلك ألن
المحيل ال يضمن للمحال له إال وجود الحق المحال وقت الحوالة.
أن المتنازل له بصفته محاال عليه بالنسبة لحوالة الَّد ين يل4تزم بالوف4اء ب4األجرة للم4ؤجر وليس للمحي4ل ،غ4ير أن المس4تأجر
يظل ملتزما بضمان الوفاء باألجرة إلى أن يقبل المؤجر التنازل ص44راحة أو ض44منا ،ومن ثم إذا لم يقب4ل الم4ؤجر التن4ازل
عن اإليجار فإن ذمة المستأجر األصلي ال تبرأ من األجرة ويحق للمؤجر مطالبته بها ،وذلك على الرغم من أن التنازل
عن اإليج44ار ه44و ح44ق منح44ه الق44انون للمس44تأجر بم44وجب نص الفق44رة األولى من البن44د رقم ( )2من ق44رار مجلس ال44وزراء
رقم 1394 /19ه ،إال أنه وحتى تقوم العالقة مباشرة بين الم44ؤجر والمتن44ازل ل44ه فال ب44د من أن يواف44ق الم44ؤجر ص44راحة
أو ضمنا على التنازل.
التزام المستأجر بتسليم العين المؤجرة إلى المتنازل له يقتصر على وجوب تسليمها بالحالة ال4تي هي عليه4ا وقت التن4ازل
وليس بحالة تصلح معها لالنتفاع بها االنتفاع المقصود؛ وذلك ألنه ال يعد مؤجرا وإ نما بائع.
آث 44ار التن 44ازل عن اإليج 44ار فيم 44ا بين المس 44تأجر والم 44ؤجر :إذا م 44ا طبقت أحك 44ام الحوال 44ة على التن 44ازل عن اإليج 44ار ،فإن 44ه
يترتب على ذلك عدة آثار فيما يتعلق بالعالقة بين المستأجر وهو المحيل والمؤجر؛ ومن ذلك:
438
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا واف 44ق الم 44ؤجر على التن 44ازل ص 44راحة أو ض 44منا ،أو أعلن ب 44ه ف 44إن جمي 44ع حق 44وق المس 44تأجر تج 44اه الم 44ؤجر تنتق 44ل إلى
المتنازل له ،ومن ثم يصبح ليس من حق المستأجر األصلي مطالبة المؤجر بتلك الحقوق.
وفيما يتعلق بالتزامات المستأجر في مواجهة المؤجر ،فإنها ال تنتقل إلى المتنازل له إال إذا قبل المؤجر انتقالها ص44راحة
أو ضمنا؛ وذلك ألنه يشترط موافقة الدائن على الحوالة في حوالة الدين.
آث44ار التن44ازل عن اإليج44ار فيم44ا بين المتن44ازل ل44ه والم44ؤجر :إذا قب44ل الم44ؤجر التن44ازل عن اإليج44ار ال44ذي أج44راه المس44تأجر
األص44لي مس44تخدما حق44ه في ذل44ك والمنص44وص علي44ه في ق44رار مجلس ال44وزراء ،ف44إن التن44ازل يص44بح ناف44ذا في مواجهت44ه،
األمر الذي يترتب عليه حلول المتنازل له محل المس4تأجر في حقوق44ه والتزامات4ه تج4اه الم4ؤجر ،فيص44بح من ح4ق الم4ؤجر
مطالبت44ه المتن44ازل ل44ه ب44األجرة وبالمحافظ44ة على العين الم44ؤجرة ،كم44ا يتحم44ل المتن44ازل ل44ه مس44ؤولية حري44ق العين الم44ؤجرة
في ح44ال ك44ان س44بب الحري44ق راجع44ا إلى خطئ44ه المف44ترض ،وال يمكن44ه التخلص من ه44ذه المس44ؤولية بإثب44ات أن44ه ب44ذل عناي44ة
الرج44ل المعت44اد في الحف44اظ عليه44ا ،وعلي44ه أن يثبت الس44بب األجن44بي ،كم44ا علي44ه القي44ام بالترميم44ات التأجيري44ة ال44تي يقض44ي
العرف بتحمله إياها ،متى كانت ناتجة عن االستعمال المألوف للعين المؤجرة ،كما يلتزم في نهاية عقد اإليجار ب4أن ي4رد
العين الم44ؤجرة كم44ا تس44لمها من المس44تأجر إلى الم44ؤجر وتق44وم مس44ؤوليته في مواجه44ة الم44ؤجر إن ه44و ت44أخر عن رده44ا أو
ردها في حالة أسوأ مما تسلمها عليه ،كما أن من حقه أن يطالب المؤجر بترميم العين الم44ؤجرة وص44يانتها وإ ال ك44ان من
حقه إجباره على ذلك من خالل اللجوء إلى القضاء والمطالبة بالتنفيذ العيني.
إذا كان األصل في النظ4ام الس4عودي ه4و ع4دم ج4واز التن4ازل عن اإليج4ار وك4ذلك ع4دم ج4واز الت4أجير من الب4اطن ،إال أن4ه
استثناء يجوز للمستأجر التنازل عن اإليجار متى كانت مدة العق4د م4ا زالت س4ارية واض44طرته الظ4روف إلى إخالء العين
المؤجرة ،كما يجوز استثناء للمستأجر التأجير من الباطن متى كانت العين الم44ؤجرة في مك44ة أو المدين44ة وك44ان المس44تأجر
من الب44اطن ق44د ق44دم إليهم44ا ألغ4راض الحج والعم44رة أو أح44دهما ،والعم44ل به44ذه االس44تثناءات على إطالق44ه م44ا دام الم44ؤجر لم
يضّ4 4م ن عق 44د اإليج 44ار م 44ا يفي 44د تقيي 44د المس 44تأجر فيه 44ا ،أم 44ا إذا ض 44منه ش 44رطا يمن 44ع المس 44تأجر من األخ 44ذ ب 44أي من ه 44ذين
االستثناءين ،فنكون أمام عودة إلى األصل وه4و ع4دم ج4واز التن4ازل عن اإليج4ار وك4ذلك ع4دم ج4واز الت4أجير من الب4اطن،
فإذا ما خالف المستأجر الشرط المانع الوارد في العقد وقام بالتنازل عن اإليجار للغير ،أو قام بالتأجير من الباطن ،ك44ان
من حق المؤجر المطالبة بالتنفيذ العيني أو الفسخ مع المطالبة بالتعويض في كلتا الحالتين إن كان له مقتضى.
439
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المطالبة بالتنفيذ العيني :يتمثل التنفيذ العيني هنا في المطالبة بإعادة الحال إلى ما كانت عليه قب44ل التن44ازل أو الت44أجير من
الباطن ،إذ يجوز للم4ؤجر المطالب4ة بط4رد المس4تأجر من الب4اطن ،أو المتن4ازل ل4ه بحس4ب األح4وال ،وللم4ؤجر في الح4االت
المستعجلة اللجوء إلى قاضي األمور المستعجلة للمطالبة بطرد المستأجر من الباطن أو المتنازل له.
المطالب44ة بفس44خ عق44د اإليج44ار األص44لي :نتيج44ة إخالل المس44تأجر األص44لي بالتزام44ه في مواجه44ة الم44ؤجر ،فإن44ه يح44ق له44ذا
األخير أن يطالب بفسخ عقد اإليجار المبرم بينه وبين المس4تأجر األص4لي ،ومن ثم ي4ترتب على ذل4ك إع4ادة الح4ال إلى م4ا
كان عليه قبل التعاقد ،فيعد العقد حينها كأنه لم يكن ،ويترتب على ذلك أن جميع التص44رفات ال4تي أبرمه44ا المس44تأجر على
العين المؤجرة خالل فترة اإليجار بصفته مستأجرا ستأخذ حكم ت4أجير مل4ك الغ4ير ،ومن ثم تك4ون غ4ير ناف4ذة في مواجه4ة
الم 44ؤجر ،وموقوف 44ة على إجازت 44ه؛ وذل 44ك ألن المس 44تأجر غالب 44ا يق 44وم بالت 44أجير أو التن 44ازل عن اإليج 44ار بع 44د حيازت 44ه العين
المؤجرة ،كما أن المتعاقد مع المستأجر يعلم غالبا أنه غير مالك للعين المؤجرة وأنه مجرد حائز لها على سبيل االنتف4اع
بموجب عقد اإليجار ،فإن أجازها المؤجر نفذت وعدت كأنه4ا ص44ادرة من4ه ه4و شخص44يا ،وإ ن لم يجزه4ا فال قيم4ة له4ا في
مواجهت44ه ،أم44ا إذا ك44ان الغ44ير حس44ن الني44ة ف44إن عق44د اإليج44ار يك44ون ناف44ذا في مواجه44ة المال44ك ،وم44ا ه44ذا إال محض تط44بيق
ألحكام تأجير ملك الغير ،التي سنعرض لها تفصيال بعد قليل.
المطالبة ب4التعويض :في كلت4ا الح4التين يح4ق للم4ؤجر المطالب4ة ب4التعويض إن ك4ان ل4ه مقتض44ى ،ف44إذا أثبت أن4ه لحق4ه ض44رر
جراء ما قام به المؤجر من عمل مخّل بما ورد في العقد ،وللقاضي في الحكم بالتعويض سلطة تقديرية.
440
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
ثالثًا :إيجار ملك الغير
توطئة :سبق أن عرضنا -ونحن بصدد ح4ديثنا عن انعق4اد عق4د اإليج4ار -أص4حاب الح4ق في الت4أجير ،وق4د اش4ترط الفق4ه
اإلسالمي والقانون أن يكون المؤجر مالكا للعين المؤجرةـ ،وكذلك لص44احب ح44ق المنفع44ة على العين الم44ؤجرة ،وق44د يثبت
لمن ل44ه أهلي44ة إدارة الش44يء كالوص44ي والقيم ووكي44ل التفليس44ة وغ44يرهم ،غ44ير أن الت44أجير ق44د يص44در من ش44خص ليس مالك44ا
وال ص44احب ح44ق منفع44ة على العين ،وال يك44ون ل44ه أهلي44ة اإلدارة على النح44و الس44الف بيان44ه ،وه44ذا م44ا يع44رف فقه44ا وقانون44ا
بإيج44ار مل44ك الغ44ير .وعلى ذل44ك ،ف44إن إيج44ار مل44ك الغ44ير يقص44د ب44ه "اإليج44ار الص44ادر من ش44خص ال يمل44ك العين الم44ؤجرة
وليس ل 44ه ح 44ق االنتف 44اع به 44ا وال يمل 44ك ح 44ق إدارته 44ا" (ج 44بر ،2013 ،ص .)33وفيم 44ا يلي س 44نعرض ألحك 44ام ت 44أجير مل 44ك
الغير ،وخالل ذلك سنعرض آلثار هذا اإليجار فيما بين المتعاق44دين ،ثم نع4رض آلث4اره في مواجه4ة المال4ك الحقيقي للعين
المؤجرة.
.1اآلثار القانونية المترتبة على إيجار ملك الغير فيما بين المتعاقدين:
ال ش4ك في أن كث4يرا من أه4ل الفق4ه الق4انوني في فرنس4ا ي4ذهب إلى إمكاني4ة تط4بيق أحك4ام بي4ع مل4ك الغ4ير على إيج4ار مل4ك
الغير ،وبذلك فهم يقولون بأنه قابل للبطالن لمصلحة المستأجر ،والعلة التي بناء عليها أعملوا ذلك القياس ،أن ب4ائع مل4ك
الغير ال يستطيع أن ينفذ التزامه بنقل الملكية وكذلك التسليم ،وأيض44ا م4ؤجر مل4ك الغ4ير لن يس4تطيع تنفي4ذ التزام4ه وتمكين
المس44تأجر من االنتف44اع ب44العين الم44ؤجرة بتس44ليمها ،غ44ير أن الج44انب األك44بر من الفق44ه الق44انوني ع44ارض ه44ذا القي44اس؛ وذل44ك
ألن بيع ملك الغير يعد بمثابة استثناء فال يجوز القياس عليه (أبو السعود1996 ،م) .وفي الفقه القانوني المصري ،يرى
الغالبية أن إيجار مل4ك الغ4ير ال ينق4ل حق4ا من الم4ؤجر إلى المس4تأجر وإ نم4ا ه4و فق4ط يوّل د التزام4ا في ذم4ة الم4ؤجر بتمكين
المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة ،وهذا االلتزام ال يشترط أن يكون المؤجر مالكا للعين المؤجرة ،باإلضافة إلى أن
تنفي44ذ ه44ذا االل44تزام ليس مس44تحيال اس44تحالة مطلق44ة ،فق44د يص44بح الم44ؤجر غ44ير المال44ك مالك44ا بع44د ذل44ك ،فيص44بح بإمكان44ه تنفي44ذ
التزامه بالتمكين ،كما أنه قد يفلح في تمكين المستأجر من االنتفاع بالعين المؤجرة دون أن يحدث تعرض من المالك.
441
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وبن 44اء علي 44ه ،يع 44د ت 44أجير مل 44ك الغ 44ير إذا ك 44انت العين الم 44ؤجرة في حي 44ازة الم 44ؤجر ص 44حيحا فيم 44ا بين أطراف 44ه وال يج 44وز
ألحدهما المطالبة بإبطاله بسبب عدم ملكية المؤجر للعين المؤجرة ،وفي ذلك قضت محكمة النقض المصرية في حكمه44ا
الصادر في 6/4/1989م بأن "ما يقضي به الق4انون من أن اإليج4ار عق4د يل4تزم الم4ؤجر بمقتض4اه أن يمكن المس4تأجر من
االنتف4اع بش4يء معين م4دة معين4ة لق4اء أج4ر معل4وم ،أن4ه ال يش4ترط أن يك4ون الم4ؤجر مالك4ا بم4ا يع4ني أن إيج4ار مل4ك الغ4ير
ص 44حيحا في ص 44دد العالق 44ة بين الم 44ؤجر والمس 44تأجر ،م 44ا دام أن مال 44ك الش 44يء الم 44ؤجر لم يتع 44رض ل 44ه في ه 44ذا االنتف 44اع"
(نقض م44دني ،مص44ر6/4/1989 ،م ،طعن ،)927ويب44دو أن ال44راجح في الفق44ه الق44انوني يف44رق بين م44ا إذا ك44ان الم44ؤجر
لملك غيره حائزا للعين المؤجرة أو غير حائز لها.
الفرض44ية األولى :أن يك44ون الم44ؤجر ح44ائزا للعين الم44ؤجرة :في ه44ذه الحال44ة ،يك44ون العق44د الم44برم بين الم44ؤجر والمس44تأجر
صحيحا فيم4ا بين طرفي4ه ،حيث يس4تطيع الم4ؤجر تنفي4ذ التزام4ه وتمكين المس4تأجر من االنتف4اع ب4العين الم4ؤجرة ،ويس4توي
هن 44ا أن يك 44ون الم 44ؤجر يعلم أو لم يكن يعلم وقت اإليج 44ار أن 44ه ليس بمال 44ك للعين الم 44ؤجرة ،ف 44إن تمكن الم 44ؤجر من تنفي 44ذ
التزام44ه ،ومكن المس44تأجر من االنتف44اع ب44العين الم44ؤجرة على أكم44ل وج44ه دون أي اع44تراض من الم44ؤجر أو تع44رض من44ه،
ك4ان به4ا ،أم4ا إذا لم يتمكن من ذل4ك ،وك4ان ليس في اس4تطاعته تس4ليم العين الم4ؤجرة إلى المس4تأجر لالنتف4اع به4ا ،أو ك4ان
نفذ التزامه وسلم العين المؤجرة إلى المستأجر غ4ير أن المال4ك اس4تطاع اس4تردادها من4ه ،ففي ه4ذه الحال4ة يك4ون للمس4تأجر
الحق في طلب فسخ العقد حتى ولو كان عالما بأنه يستأجر من ش4خص ال يمل4ك العين الم4ؤجرة ،غ4ير أن ح4ق المس4تأجر
في الرجوع على مؤجر ملك الغير بالتعويض يشترط في4ه أال يك4ون عالم4ا بع4دم ملكي4ة الم4ؤجر للعين الم4ؤجرة ،ف44إن ك4ان
يعلم فال حق له في الرجوع عليه بالتعويض.
الفرضية الثانية :أن يكون المؤجر غير حائز للعين المؤجرة غ4ير المملوك44ة ل44ه :ففي ه44ذه الحال44ة ،يك44ون اإليج44ار الص44ادر
من44ه غ44ير ص44حيح ،ش44أنه في ذل44ك ش44أن بي44ع مل44ك الغ44ير ،حيث يس44تحيل على الم44ؤجر في ه44ذه الحال44ة تنفي44ذ التزام44ه بتمكين
المستأجر من االنتفاع ،والعقد قد ورد على المنفعة التي ال يملكها فيستحيل أن ينقلها إلى الغ44ير ،وحكم ه44ذا العق44د بالنس44بة
للمستأجر أنه عقد قاب4ل للبطالن لمص44لحته ،ومن ثم يمكن4ه أن يطلب إبط4ال ه4ذا اإليج4ار لوقوع4ه في غل4ط ج4وهري ،ف44إذا
ك44ان المس44تأجر يعلم بع44دم ملكي44ة الم44ؤجر للش44يء لم يكن ل44ه الح44ق في المطالب44ة ب44التعويض ،أم44ا إذا لم يكن يعلم فيك44ون ل44ه
الحق في المطالبة بالتعويض إلى جانب حقه في المطالبة بإبطال اإليجار ،وذلك كله قياسا على أحكام بيع ملك الغير.
442
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يفرق الفقه هنا أيضا بين ما إذا كان اإليجار صادرا من مؤجر حائز لملك الغير ،واإليجار الصادر من شخص غير
حائز له ،وذلك على النحو التالي:
أ .آثار إيجار ملك الغير في مواجهة المالك الحقيقي إذا كان المؤجر حائزا للعين المؤجرة:
فهن 44ا ال ب 44د من التفرق 44ة بين م 44ا إذا ك 44ان المس 44تأجر حس 44ن الني 44ة أو س 44يئها ،ف 44إذا ك 44ان المس 44تأجر حس 44ن الني 44ة وال يعلم بأن 44ه
يستأجر من شخص ال يملك ،فإن عق4د اإليج4ار ينف4ذ في مواجه4ة المال4ك الحقيقي في ه4ذه الحال4ة وبغض النظ4ر عن حس4ن
أو سوء نية المؤجر ،حيث يأخذ هذا اإليجار حكم اإليجار الصادر من المالك الظاهر (أبو السعود1996 ،م)؛ وذلك ألن
المال44ك الظ44اهر ل44ه الح44ق في إدارة الم44ال ومن ثم ف44إن م44ا يبرم44ه من عق44ود متعلق44ة بأعم44ال اإلدارة تع44د ناف44ذة في مواجه44ة
المالك الحقيقي شريطة أال تتجاوز مدة زمنية معينة.
ب .آثار إيجار ملك الغير في مواجهة المالك الحقيقي إذا كان المؤجر غير حائز للعين:
في ه44ذه الحال44ة ،ال تس44ري اإلج44ارة في مواجه44ة المال44ك الحقيقي ح44تى ول44و ك44ان المس44تأجر حس44ن الني44ة ،إذ يج44وز للمال44ك
اس44 4ترداد الش44 4يء الم44 4ؤجر من ه44 4ذا المس44 4تأجر إذا أفلح األخ44 4ير في وض44 4ع ي44 4ده علي44 4ه ،كم44 4ا يح44 4ق للمال44 4ك الحقيقي مطالب44 4ة
المس44تأجر في ه44ذه الحال44ة بقيم44ة م44ا حص44ل علي44ه من ثم44ار العين الم44ؤجرة ومنافعه44ا إال إذا تمكن المس44تأجر من االحتج44اج
بقاعدة الحيازة في المنقول سند الحائز.
ج .أثر إيجار ملك الغير على تصرفات المالك الحقيقي على العين المؤجرة ذاتها:
في جميع الحاالت السابقة ،وسواء أكان الم44ؤجر ح44ائزا للعين الم44ؤجرة أم غ4ير ح44ائز له44ا ،يبقى للمال44ك الحقيقي الح44ق في
ت44أجير العين ذاته44ا ال44تي أجره44ا من ال يملكه44ا ،ويك44ون اإليج44ار الجدي44د الص44ادر من المال44ك الحقيقي مفض44ال على اإليج44ار
األول ،ويستوي األمر هنا أن يكون المستأجر حائزا للعين المؤجرة أو غير حائز له4ا ،كم4ا يس4توي أن يك4ون حس4ن الني4ة
أو س44يئها ،وال قيم44ة لقيام44ه بتس44جيل عق44ده من عدم44ه في ه44ذه الحال44ة ،إذ ال مفاض44لة بين مس44تأجر أب44رم عق44ده م44ع المال44ك
443
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مباشرة ،ومستأجر أبرم عقده مع شخص ال يمل4ك ه4ذا الح4ق ،كم4ا أن من ح4ق المال4ك التص4رف في العين ال4تي ق4ام الغ4ير
بتأجيره 44ا ،وال يس 44ري عق 44د اإليج 44ار ه 44ذا في مواجه 44ة المش 44تري الجدي 44د للعين الم 44ؤجرة ،وال مج 44ال لتط 44بيق نص الفق 44رة
األولى من قرار مجلس الوزراء رقم 1394 /19ه ،الخاص بتحديد العالقة بين المالك والمستأجر ،والتي نصت على "
/ 1تسري أحكام قرار مجلس الوزراء المشار إليه على من تنتقل إليه ملكية العقار المؤجر بأي طريقة من ط44رق انتق44ال
الملكية" ،إذ يشترط إلعمال هذا الحكم أن يكون عقد اإليجار صدر من المالك مباشرة.
رأين44ا ،خالل دراس44تنا ألحك44ام انعق44اد عق44د اإليج44ار ،أن44ه يكتفى في الم44ؤجر أن تت44وافر في44ه أهلي44ة اإلدارة وليس التص44رف،
وهذه األهلية تجعل للمؤجر -متى توافرت فيه -الحق في إيجار ملكه كم44ا يش44اء ،فال قي44د علي44ه وال س44لطان إال م44ا ج44اء
بنص الق44انون من قي44ود ،كم44ا أن األص44ل أن44ه يج44وز للمال44ك أن ملك44ه س44واء ك44ان ص44حيحا مع44افى أو ك44ان مريض44ا معت44ل،
ويستوي أن يكون المرض مرضا ي4رجى ش4فاؤه من4ه أو م4رض الم4وت ،وس4بق أن عرض44نا ألحك4ام التص44رف في م4رض
الموت ،وبينا أن الشريعة اإلسالمية تعد جميع تصرفات الم4ريض في م4رض الم4وت من قبي4ل التبرع4ات ال4تي تأخ4ذ حكم
الوص44 4ية ،فال تنف44 4ذ في ح44 4ق الورث44 4ة إال في مق44 4دار الثلث ،والب44 4اقي موق44 4وف على إج44 4ازتهم ،وإ ذا ك44 4انت أحك44 4ام الش44 4ريعة
اإلس44المية تقص44ر أحك44ام التص44رف في م44رض الم44وت على حال44ة م44ا إذا ك44ان التص44رف الص44ادر من الم44ريض بيع44ا -ف44إن
القوانين الوضعية أخذت بهذه األحكام ومدتها إلى جميع التصرفات القانونية التي تصدر من المريض في مرحلة مرضه
ال44ذي ال ي44رجى ش44فاؤه من44ه بحس44ب رأي أه44ل الخ44برة والتخص44ص ،وذل44ك م44تى ك44ان القص44د من تل44ك التص44رفات الت44برع.
وعلى ذل44ك ،يقص44د باإليج44ار في م44رض الم44وت ه44و "قي44ام المال44ك بت44أجير العين المملوك44ة ل44ه في م44رض الم44وت ال44ذي ال
يرجى شفاؤه منه فيكون تصرفه هذا ،إن كان من دون مقاب4ل ،في حكم الوص44ية ،وتس4ري األحك4ام ذاته4ا ل4و ك4ان الت4أجير
بمقابل ،ولكنه يقل كثيرا عن أجرة المثل للعين المؤجرة.
ال يختلف حكم اإليجار في مرض الموت عن حكم البيع في مثل هذه الظروف ،وعلى ذلك يأخذ هذا التصرف إن كان
ُقِص د به التبرع حكم الوصية ،فال تنفذ في مواجهة الورثة إال إذا كانت قيمة المنفعة التي يحصل عليها المستأجر ال
444
:::::مقرر العقود المدنية :::::
تخرج عن حدود ثلث التركة فقط ،وال تسري اإلجارة في الباقي إال إذا أقرها الورثة ،أما إذا ثبت أن اإليجار الذي
صدر من المؤجر في مرض الموت ال محاباة فيه ،وأنه تم في حدود أجرة المثل ،فال يكون للورثة الحق في
االعتراض عليه ،ويعد اإليجار ساريا في مواجهتهم (أبو السعود1996 ،م).
مصطلحات الوحدة:
اإليجار من الباطن :هو "عقد يبرمه المستأجر وشخص ثالث ،بمقتضاه يؤجر األول للثاني العين التي سبق له
أن استأجرها ويسمى المستأجر في هذه الحالة المستأجر األصلي ،أما الشخص الثالث فيسمى المستأجر من
الباطن".
التنازل عن اإليجار" :هو تصرف قانوني ،بمقتضاه ينقل المستأجر حقوقه والتزاماته الناشئة عن العقد إلى
شخص ثالث يحل محله فيها ويصبح دائنا ومدينا للمؤجر بالحقوق وااللتزامات التي كانت للمستأجر األول
وعليه".
الَج َد ك" :هو األعيان المملوكة للمستأجر والمتصلة بالحانوت (المحل التجاري) على وجه القرار كالبناء أو ليس
على وجه القرار كاآلالت الصناعية المركبة به".
اإليجار التمويلي :هو صورة خاصة من صور اإليجار التي ال يكون اإليجار فيها هو الهدف األساسي من
العقد ،وإ نما ما ينتهي إليه ذلك اإليجار من تمليك للسلعة المؤجرة.
الشرط المانع من اإليجار :هو اتفاق المؤجر مع المستأجر على عدم جواز التأجير من الباطن أو التنازل عنه
وإ ال كان مخالفا لما ورد في االتفاق.
إيجار ملك الغير :اإليجار الصادر من شخص ال يملك العين المؤجرة وليس له حق االنتفاع بها وال يملك حق
إدارتها.
اإليجار في مرض الموت :هو قيام المالك بتأجير العين المملوكة له في مرض الموت الذي ال يرجى شفاؤه
منه فيكون تصرفه هذا -إن كان من دون مقابل -في حكم الوصية ،وتسري األحكام ذاتها لو كان التأجير
بمقابل ولكنه يقل كثيرا عن أجرة المثل للعين المؤجرة.
445
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن اآلثار القانونية المترتبة على التأجير من الباطن في النظام السعودي.
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِقه على زمالئك.
حالة دراسية:
الحالة:
أقام (عمرو) دعوى قضائية ضد شركة (زيد) مدعيًا فيها بأنه أجر لها عمارة لمدة ست سنوات ،بأجرة سنوية ثمانين ألف
لاير ،وقد تسلم أجرة الس نين الثالث األولى ثم وردت ه رس الة من الُم َّد َع ى عليه ا مفاده ا أنه ا ت رغب في فس خ العق د وال
ترغب االستمرار فيه ،وأنها ستسلم له العقار ،وأضاف أنه رد على ذلك بأنه إذا سلمت الشركة المبنى سليمًا نظيفًا كم ا تم
تسليمه لها بدون تلفيات وال تعديالت فإنه موافق على ذل ك ،وذك ر أن ه لم ا ق ام بزي ارة للعم ارة بن اًء على طلب الش ركة
للوقوف على حالها ،اكتشف تلفيات كبيرة في المبنى تسببت فيها الشركة ،وقد أبلغ الشركة بأنه لن يستلم المبنى وال يوافق
على فسخ العقد ،لذلك فهو يطلب الحكم بإلزام الشركة بإصالح تلفيات العقار قبل استالمه ،أو بتعويضه عنها.
في رده على الدعوى ،ذكر وكيل الشركة الُم َّد َع ى عليها ،بأن المبنى موضوع الدعوى قديم ،وأن ما يتحدث عن ه الُم َّد ِع ى
ويطالب به ما هو إَّال تقادم طبيعي ألي مكان مؤجر ،وأن استخدام موكلته للمكان في طور االستخدام الطبيعي ألي مك ان
مؤجر ،وأن موكلته لم تقم بهدم المكان أو إزالة أعمدة أو االنتقاص من المبنى ،وأخيرًا طلب رد الدعوى لعدم قيامها على
سند من الشرع أو النظام أو العرف أو الواقع.
أفاد تقرير هيئة النظر أن بعض التلفيات في العقار المؤجر ليست طبيعية ،وإنما نتجت عن تعدي وتفري ط من المس تأجر،
واشتمل التقرير على تفصيل عن هذه التلفيات وتقدير مادي لها.
فلو كنت قاضيًا في الدعوى ،ماذا سيكون ردك على دعوى (عمرو)؟
446
:::::مقرر العقود المدنية :::::
اإلجابة:
بما أن تقرير هيئة النظر أفاد بأن ما ح دث من تلفي ات في المب نى ،ك ان نتيج ة تع دى وتفري ط من المس تأجر ،فإن ه يحكم
بإلزام الشركة الُم َّد َع ى عليها بتعويض الُم َّد ِع ى عن التلفيات في حدود المبل غ ال ذي حددت ه هيئ ة النظ ر؛ ألن المق رر عن د
الفقهاء أن المستأجر إذا فرط أو تعدى في العين المستأجرة ضمن.
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
أسئلة الوحدة
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
يكون تنازل المستأجر عن اإليجار صحيحا على الرغم من تضن العقد شرطا يمنعه من ذلك في حال: .1
كان اإليجار للمعتمرين أو الحجاج في مكة أو المدينة.
كان اإليجار لمحل تجاري بعناصره ومقوماته كافة.
كان اإليجار بمثابة تنازل عن المدة المتبقية في عقد اإليجار.
447
:::::مقرر العقود المدنية :::::
التنازل عن اإليجار إذا كان في حدود االستثناء المنصوص عليه في قرار مجلس الوزراء رقم 19/94فإنه .4
يوصف بأنه:
عقد إيجار جديد يبرم بين المستأجر األصلي والمستأجر الجدي
حوالة دين كون المستأجر األصلي يحيل التزاماته في مواجهة المؤجر على مستأجر آخر يسمى المحال عليه.
حوالة حق كون المستأجر األصلي يحيل حقوقه لدى المؤجر إلى مستأجر آخر يسمى المحال له.
الخيار الثاني والخيار الثالث.
إذا لم يوافق المؤجر على اإليجار من الباطن فليس له دعوى مباشرة ضد المستأجر من الباطن إال إذا تعلقت .5
دعواه:
بمطالبة المستأجر من الباطن بترميم العين المؤجرة وإ صالح األجزاء التي تلفت بخطئه.
بمطالبة المستأجر من الباطن بالنفقات التأجيرية التي نتجت عن االستعمال المألوف للعين المؤجرة.
بمطالبة المستأجر من الباطن برد العين المؤجرة النتهاء مدة اإليجار.
448
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ال يجوز للمستأجر من مؤجر غير مالك المطالبة بالتعويض إال إذا كان: .7
ال يعلم وقت اإليجار أن المؤجر ال يملك ما يؤجره له.
قد طالب بفسخ عقد اإليجار لعدم تمكن المؤجر من تنفيذ التزامه.
قد طالب ببطالن العقد لعدم ملكية المؤجر من تسليمه العين المؤجرة لالنتفاع بها.
جميع اإلجابات السابقة صحيحة.
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
في إيجار ملك الغير وبيع ملك الغير يكون العقد قابال للبطالن لمصلحة المتصرف إليه.
في المملكة ،يحق للمستأجر مطلقا التنازل عن عقد اإليجار لمصلحة مستأجر آخر يحل محله فيما له وما عليه
لدى المؤجر.
ال يكون عق4د اإليج4ار الص44ادر من المس4تأجر األص4لي إلى المس4تأجر من الب4اطن ناف44ذا في مواجه4ة الم4ؤجر إال
إذا أقره.
يحق للم4ؤجر مطالب4ة المس4تأجر من الب4اطن بنفق4ات ال4ترميم الناتج4ة عن خطئ4ه ح4تى ول4و لم يواف4ق ص4راحة أو
ضمنا على التأجير.
يجوز للمؤجر المطالبة بإخالء العين المؤجرة إذا قام المؤجر بتأجير محله التجاري إلى مستأجر آخ44ر بم44وجب
الشرط المانع.
يحق للمس4تأجر من الب4اطن مطالب4ة المس4تأجر األص4لي ب4التعويض في ح4ال لم يتمكن من تسّ4لم العين الم4ؤجرة
لالنتفاع بها.
449
:::::مقرر العقود المدنية :::::
قبول المؤجر للتنازل عن اإليجار الذي أجراه المستأجر للغير يجعل من حق4ه مطالب4ة المتن4ازل ل4ه بم4ا ل4ه ل4دى
المستأجر األصلي.
التنفي44 4ذ العي44 4ني ال44 4ذي يط44 4الب ب44 4ه الم44 4ؤجر في ح44 4ال اإليج44 4ار من الب44 4اطن يتمث44 4ل في إع44 4ادة العين الم44 4ؤجرة إلى
المستأجر األول.
فسخ عقد اإليجار األصلي نتيجة مخالفة أحكام اإليجار من الباطن يترتب عليه تط4بيق أحك4ام ت4أجير مل4ك الغ4ير
في العالقة بين المؤجر والمستأجر من الباطن.
متى وافق المؤجر صراحة على اإليجار من الباطن فال يكون له مطالب44ة المس44تأجر من الب44اطن بتنفي44ذ التزامات44ه
عن طريق الدعوى المباشرة إال فيما يتعلق بالمطالبة باألجرة دون ما سواها.
450
:::::مقرر العقود المدنية :::::
..................................عن اإليجار هو تصرف قانوني ،بمقتضاه ينقل المستأجر حقوقه والتزاماته
الناشئة عن العقد إلى شخص ثالث يحل محله فيها.
يجوز للمستأجر التنازل عن اإليجار مطلقا في حال كان اإليجار واقعا على بيع . ..............
الشرط .............................من اإليجار هو اتفاق المؤجر مع المستأجر على عدم جواز التأجير من
الباطن أو التنازل عنه.
جزاء قيام المستأجر بالتأجير من الباطن بشكل مخالف للقانون هو التنفيذ ....................الذي يتمثل في
طرد المستأجر من الباطن.
إيجار ...............الغير هو اإليجار الصادر من شخص ال يملك العين المؤجرة وليس له حق االنتفاع بها
وال يملك حق إدارتها.
ال يسري إيجار ملك الغير في حق المؤجر إال إذا . ...................
ال ينفذ اإليجار في مرض الموت في مواجهة الورثة إال إذا كانت قيمة المنافع ال تزيد على ......التركة
(ثلث).
ال يجوز للمستأجر من الباطن المطالبة بالتعويض في حال طرده من العين المؤجرة إال إذا كان .............
بعدم ملكية المستأجر للعين المؤجرة.
يكون عقد اإليجار الصادر من غير المالك صحيحا فيما بين طرفيه متى كان المؤجر …… ...للعين المؤجرة.
يلتزم المتنازل له عن اإليجار بدفع األجرة إلى ................لحلوله محل المستأجر األصلي.
451
:::::مقرر العقود المدنية :::::
األسئلة المقالية:
السؤال الرابع :اكتب في اآلثار القانونية المترتبة على إيجار ملك الغير فيما بين المتعاقدين.
السؤال الخامس :اكتب في اآلثار القانونية المترتبة على التنازل عن اإليجار في النظام السعودي.
مراجع الوحدة:
أبو السعود ،رمضان1996( ،م)" ،العقود المسماة :عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف.
جبر ،سعيد2013( ،م)" ،عقد اإليجار ،األحكام العامة" ،القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
الجمال ،مصطفى1991( ،م)" ،الوسيط في أحكام اإليجار" ،اإلسكندرية ،الفتح للطباعة والنشر.
خضر ،خميس1979( ،م)" ،العقود المدنية الكبرى :البيع والتأمين واإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية
للنشر.
سعد ،نبيل إبراهيم1998( ،م)" ،العقود المسماة ،الجزء الثاني ،اإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
طلبة ،أنور1999( ،م)" ،عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي الحديث.
عبد القادر ،عبد الرحمن محمد ،ط2006( ،2م)" ،الوسيط في عقد اإلجارة في الفقه اإلسالمي" ،القاهرة ،دار
النهضة العربية.
452
:::::مقرر العقود المدنية :::::
453
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أهداف الوحدة:
يتوقع من الطالب بعد االنتهاء من دراسة هذه الوحدة تحقيق األهداف التالية:
أن يعرف أسباب انقضاء عقد اإليجار سواء بانقضاء مدته أو قبل انقضائها ألسباب عامة وعارضة.
أن يلَّم بأحكام انقضاء عقد اإليجار النتهاء مدته ومدى لزوم التنبيه باإلخالء من أحد المتعاقدين أو كليهما.
أن يفرق بين انقضاء عقد اإليجار من دون تنبيه وبين انقضائه بشرط التنبيه باإلخالء ،ومتى يكون التنبيه
باإلخالء ملزما.
أن يتمكن من معرفة أحكام التنبيه باإلخالء وشكله ومضمونه والطرف الملزم به وآثاره القانونية.
أن يتمكن من معرفة األسباب العامة النقضاء عقد اإليجار باعتباره عقًد ا عادًّيا من العقود المدنية.
معرفة أن انقضاء عقد اإليجار باألسباب العامة لالنقضاء ال ينسحب إال على المستقبل دون الماضي ،إذ يتعطل
األثر الرجعي لالنقضاء هنا.
أن يتمكن من معرفة األسباب العارضة النقضاء عقد اإليجار وأحكامها.
أن يتمكن من معرفة أن وفاة أحد طرفي عقد اإليجار بحسب األصل ال تؤثر على قيام العقد ما لم يتم االتفاق
على خالف ذلك.
أن يتمكن من معرفة أحكام الخيار الذي منحه المنظم السعودي لخلف المستأجر والذي من شأنه إعطاؤهم
الخيار في إنهاء عقد اإليجار أو اإلبقاء عليه ،وال خيار للمؤجر في هذه الحالة.
معرفة أن إفالس المستأجر األصل يؤدي إلى انقضاء اإليجار وحلول أجل دين األجرة ،إال أن المنظم السعودي
استثناه من ذلك ،وأعطى لدين المؤجر في األجرة حق امتياز على أموال المستأجر المدين.
أن يلَّم بالحاالت التي يجوز للمؤجر فيها إخالء المستأجر من العين المؤجرة دون االنتظار إلى انقضاء عقد
اإليجار َو ْفًقا ألحكام النظام السعودي.
أن يستشعر أهمية دراسة أسباب انقضاء عقد اإليجار واآلثار القانونية المترتبة عليها.
تكوين اتجاه إيجابي نحو دراسة أسباب انقضاء عقد اإليجار واآلثار القانونية المترتبة عليها.
أن يتبنى نشر الثقافة القانونية المتعلقة بأسباب انقضاء عقد اإليجار وحدود حق المؤجر في إخالء العين
المؤجرة ،وما يترتب على ذلك من آثار قانونية.
454
:::::مقرر العقود المدنية :::::
موضوعات الوحدة:
تتناول هذه الوحدة ما يلي:
أوًال :انقضاء عقد اإليجار بانقضاء مدته.
ثالثًا :حاالت انقضاء عقد اإليجار في ضوء قرار مجلس الوزراء رقم 19لعام 1394ه.
455
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المقدمة:
عقد اإليجار من العقود الزمنية المؤقتة التي تعتبر المدة شرًطا من شروط انعقادها ،وليس مجرد ش4رط لص44حتها ،فال ب4د
أن يك44ون لم44دة العق44د بداي44ة ونهاي44ة ،ح44تى إذا انتهت م44دة العق44د أدى ذل44ك إلى انقض44ائه ،وق44د يتف44ق طرف44ا العق44د على ع44دم
انقضاء عقد اإليج4ار بمج4رد انته4اء مدت4ه ،وإ نم4ا يتج4دد بينهم4ا العق4د تلقائًّيا إلى أن ين4ذر أح4د الط4رفين اآلخ4ر بع4دم رغبت4ه
في تجدي44د العق44د ،ففي ه44ذه الحال44ة ينقض44ي عق44د اإليج44ار بانقض44اء مدت44ه ،وإ ذا ك44ان الوض44ع الع44ادي والط44بيعي النته44اء عق44د
اإليجار هو انتهاء مدته ،فإن هن4اك بعض الح4االت ال4تي ينقض44ي فيه4ا عق4د اإليج4ار قب4ل انقض44اء مدت4ه ،ومن ذل4ك انقض44اء
عق 44د اإليج 44ار بم 44وت المس 44تأجر ،على ال 44رغم من أن األص 44ل ه 44و ع 44دم انقض 44اء عق 44د اإليج 44ار بم 44وت المس 44تأجر أو م 44وت
المؤجر ،ومع ذل4ك يج4وز لورث4ة المس4تأجر -إن ك4ان اإليج4ار مرهًق ا لهم -فلهم أن يطلب4وا إنه4اء العق4د ،وق44د نص ق44رار
مجلس الوزراء رقم 19/1394ه على عدة صور تمكن المؤجر من إنهاء عقد اإليجار بإرادته المنفردة ،وذلك في حال
كان يحتاج للعين المؤجرة شخصًّيا لمنفعته أو منفعة أبنائه ،أو أن ثمة ظرًف ا طارًئ ا مرهًق ا أدى إلى إلح4اق ض4رر ب4العين
الم44ؤجرة ال44تي تحت44اج إلى إع44ادة لم44ا ك44انت علي44ه قب44ل تل44ك الظ44روف ،وغ44ير ذل44ك من الح44االت ال44تي س44نتناولها خالل ه44ذه
الوح44دة ،ون44ود الت44ذكير هن44ا ب44أن عق44د اإليج44ار ش44أنه ش44أن أي عق44د آخ44ر من العق44ود المدني44ة فإن44ه ينقض44ي بالفس44خ واالنفس44اخ
والبطالن واإلقال44ة واإلنه44اء ب44اإلرادة المنف44ردة َو ْفًق ا للقواع44د العام44ة ،وفي ه44ذه الوح44دة لن نتن44اول س44وى الح44االت الخاص44ة
المتعلقة بانقضاء عقد اإليجار ،ونحيل باقي صور االنقضاء إلى ما ورد في القواعد العامة.
456
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة األولى
أوًال :انقضاء عقد اإليجار بانقضاء مدته
صورة ()1-15
توطئAAة :الت 44أقيت أو تحدي 44د م 44دة زمني 44ة معين 44ة النته 44اء عق 44د اإليج 44ار من مس 44تلزمات عق 44د اإليج 44ار ،ومن ثم يعت 44بر الس 44بب
الطبيعي والعادي النتهاء عقد اإليجار هو انتهاء مدته ،وع4ادة ال يث4ير انته4اء عق4د اإليج4ار بانته4اء مدت4ه إش4كاالت قانوني4ة
كث44يرة ،إال إذا ك44ان يش44ترط النقض44ائها التنبي44ه ب44اإلخالء ،وق44د رأين44ا س44ابقا أن44ه وفي بعض األحي44ان يغف44ل طرف44ا العق44د عن
تحدي44د م44دة العق4د ،أو يتفق4ان على أن تك44ون م44دة العق4د غ4ير مح44ددة ،أو اتفق4ا على م44دة معين44ة ولكن تع44ذر إثباته44ا ،ففي ه44ذه
الحاالت كلها رأينا كيف تدخل القانون وحدد مدة عقد اإليج4ار بم4دة دف4ع األج4رة ،غ4ير أن انقض4اء م4دة العق4د ليس4ت دوم4ا
شرطا النتهائ4ه ،فق4د يعل4ق طرف4ا العق4د انته4اءه على أن يق4وم أح4دهما بالتنبي4ه على اآلخ4ر ب4اإلخالء في موع4د معين ،وه4ذا
األمر يتطلب منا أوال الحديث عن انقضاء عقد اإليجار بانقضاء مدته سواء المتفق عليها أو تلك التي حددها الق44انون ،ثم
نتحدث بعد ذلك عن التنبيه ومتى يكون الزما النقضاء عقد اإليجار.
457
:::::مقرر العقود المدنية :::::
توطئة :قدمنا أن المتعاقدين إما أن يقوما بتحديد مدة اإليج44ار في عق4دهما مباش44رة ،فتك44ون الم44دة مح44ددة بش44كٍل واضٍ4ح في
العقد ،وإ ما أن يكتفيا بتعيين األسس التي بناء عليها سيتم تحديد الم4دة ،وق44د تتمث4ل تل4ك األس4س في اختي4ار مفّ4و ض أجن4بي
يق4وم ه4و بتحدي4د الم4دة وتعيينه4ا ،وعندئٍ4ذ يعت4بر العق4د معين الم4دة ،وق44د يس4كتا عن تع4يين م4دة اإليج4ار أو يعق4دا العق4د لم4دة
غ44ير معين44ة أو يكون44ا ق44د اتفق44ا على م44دة معين44ة ولكن تع44ذر على ص44احب المص44لحة إثباته44ا ،فنك44ون أم44ام عق44د إيج44ار غ44ير
معين الم 44دة ،وفي ه 44ذه الحال 44ة كم 44ا أس 44لفنا يت 44دخل الق 44انون لتع 44يين الم 44دة وس 44بق أن بيّن ا أن 44ه ح 44ددها ب 44الفترة الالزم 44ة ل 44دفع
األجرة ،وسنعرض لهذين الوضعين بالتفصيل فيما يلي:
يخلي بين44ه وبينه44ا ،وليس ل44ه اس44تعمالها بع44د انقض44اء الم44دة" ،ويب44دو أن مجل44ة األحك44ام الش44رعية جعلت األص44ل ه44و التنبي44ه
النقض 44اء عق 44د اإلج 44ارة ،فال ب 44د أن يطلب الم 44ؤجر من المس 44تأجر إخالء العين الم 44ؤجرة ،وفي ه 44ذه الحال 44ة ينقض 44ي عق 44د
اإليجار ويلتزم المس4تأجر ب4رد العين الم4ؤجرة ،وليس ل4ه بع4د التنبي4ه أن يق4وم باس4تعمال العين الم4ؤجرة وإ ال ك4ان في حكم
المغتص44ب ،وتتح44ول ي44ده من ي44د أمان44ة إلى ي44د ض44مان ،ومن ثم إذا هلكت العين الم44ؤجرة بع44د التنبي44ه تحم44ل المس44تأجر هن44ا
كغاصب تبعة الهالك سواء كان سبب الهالك راجعا له أو راجعا إلى السبب األجنبي.
اشتراط التنبيه النقضاء عقد اإليج4ار :إذا ك4ان األص4ل كم4ا أس4لفنا ه4و انقض4اء عق4د اإليج4ار بمج4رد انقض4اء مدت4ه المعين4ة
في العقد ،دون حاجة إلى التنبيه ،فإنه ال يوجد ما يمنع من أن يتفق طرف44ا العق4د على خالف ذل44ك تطبيق4ا للقواع4د العام44ة،
فإذا اشترط المتعاقدان وجوب التنبيه باإلخالء قبل انقضاء المدة النتهاء اإليجار بانقضاء مدته ،وهذا ما يحدث غالب44ا من
الناحي 44ة الواقعي 44ة ،فال ينتهي اإليج 44ار حينه 44ا بانقض 44اء مدت 44ه إال إذا ق 44ام أح 44د المتعاق 44دين بالتنبي 44ه على اآلخ44ر ب 44إخالء العين
المؤجرة (جبر2013 ،م) ،وال ينتج التنبيه هن4ا أث4ره إال إذا تم في الموع4د المح4دد ل4ه ،وعلى ذل4ك إذا نص في العق4د على
موعد معين للتنبي4ه فيجب االل4تزام به4ذا الموع4د ،ف4إذا ص4در التنبي4ه بع4د انقض4اء الموع4د المح4دد أو لم يص4در من األس4اس
ف44إن عق44د اإليج44ار يس44تمر رغم انقض44اء الم44دة المعين44ة ل44ه (الجم44ال1991 ،م) ،واس44تمرار اإليج44ار هن44ا يك44ون ل44ذات الم44دة
المتف44ق عليه44ا إذا م44ا تم االتف44اق على الم44دة ال44تي يس44تمر اإليج44ار خالله44ا ،فيك44ون العق44د هن44ا مح44دد الم44دة ،ف44إذا انتهت الم44دة
المحددة ينتهي اإليجار إذا تم التنبيه في الموعد المتفق عليه ،وإ ال امتد العقد لمدة ثالثة وهكذا ،أما في حال لم يتم االتفاق
على الم44دة ال44تي يس44تمر خالله44ا اإليج44ار فيعت44بر العق44د في ح44ال ع44دم ص44دور التنبي44ه في ميع44اده غ44ير مح44دد الم44دة ،ومن ثم
يطبق بشأنها القواعد العامة المتعلقة بعق4ود اإليج4ار غ4ير معين4ة الم4دة ،إذ تك4ون الم4دة هن4ا هي م4دة دف4ع األج4رة ،ك4ل ذل4ك
بالطبع بشرط حصول التنبيه في الموعد المتفق عليه أو المواعيد التي يحددها القانون.
تقسيم م4دة اإليج4ار إلى م4دد معين4ة يك4ون لك4ل من ط4رفي اإليج4ار أو أح4دهما الح4ق في إنهائ4ه بانقض4اء أي منهم4ا :ومث4ال
هذه الصورة أن يتفق المؤجر والمستأجر على تحديد مدة اإليجار بخمس سنوات ،على أن يك4ون لكٍّ4ل منهم4ا أو ألح4دهما
الح4ق في إنه4اء عق4د اإليج4ار بع4د التنبي4ه على اآلخ4ر بع4د م4رور م4دة معين4ة من الم4دة المح4ددة ،ك4أن يتفق4ان على ح4ق ك4ل
منهم44ا أو أح44دهما في إنه44اء العق44د بع44د م44رور س44نة من الم44دة المح44ددة لإليج44ار ،أو بع44د م44رور الس44نتين األولى والثاني44ة من
المدة المتفق عليها ،وفي هذه الحالة يكون اإليجار صحيحا ولكنه معلقا على شرٍط فاسخ ،وه44و قي44ام أح44د ط44رفي العق4د أو
صاحب الحق في التنبيه على الطرف اآلخر برغبته في إنهاء عقد اإليجار ،فإذا حصل ذلك التنبي44ه انقض44ى عق44د اإليج44ار
459
:::::مقرر العقود المدنية :::::
بينهم4ا إعم4اال للش4رط الفاس4خ ،وب4الطبع ال يمكن إعم4ال األث4ر ال4رجعي للش4رط الفاس4خ هن4ا؛ وذل4ك لك4ون عق4د اإليج4ار من
العق4ود الزمني44ة ال44تي يتعط44ل فيه44ا األث44ر ال44رجعي لع44دم إمكاني44ة إعمال44ه ،وفي ه44ذه الحال44ة إذا حص44ل التنبي44ه بع44د انقض44اء أي
م4دة من م4دد اإليج4ار ،وم4ع ذل4ك إذا بقي المس4تأجر في العين الم4ؤجرة ،ولم يع4ترض الم4ؤجر على ذل4كُ ،ع ّد ذل4ك تجدي4دا
ضمنيا لإليج4ار (الجم4ال1991 ،م) ،وبطبيع4ة الح4ال إذا لم يحص44ل ذل4ك التنبي4ه خالل أي م4دة من م4دة اإليج4ار ظّ4ل العق4د
ساريا لكامل المدة المتفق عليها ،وال يعد تجديدا في هذه الحالة؛ وذلك ألن هذه المدة هي الم44دة المتف4ق عليه44ا من البداي44ة،
فإذا انتهت انقضى اإليجار دون الحاجة إلى التنبيه.
االتف44اق على ع44دم التنبي44ه ب44اإلخالء ولكن م44ع وج44ود ش44رط يج44يز للمس44تأجر إخط44ار الم44ؤجر خالل م44دة معين44ة برغبت44ه في
تجديد العقد :في هذه الص4ورة يق4وم كٌّ4ل من الم4ؤجر والمس4تأجر باالتف4اق على أن يك4ون عق4د اإليج4ار مح4دد الم4دة ،بحيث
ينتهي العق44د بانته44اء ه44ذه الم44دة دون الحاج44ة إلى التنبي44ه ب44اإلخالء ،غ44ير أنهم44ا يضّ4م نا عق44دهما ش44رطا يج44يز للمس44تأجر في
حال رغب باالستمرار في اإليجار أن يقوم بإخطار المؤجر بهذه الرغبة في موعد معين قب4ل انقض44اء م4دة اإليج4ار ،ف44إذا
أخطره بذلك ،فإن اإليجار يمتد لمدة مساوية للمدة األصلية ،وال ينقضي بانقضاء المدة الجديدة.
460
:::::مقرر العقود المدنية :::::
من التعريف44ات الس44ابقة للتنبي44ه ب44اإلخالء يتض44ح لن44ا أن44ه تص44رف ق44انوني ص44ادر من ج44انب واح44د ،وال يل44زم لكي ينتج أث44ره
قبوله من الطرف اآلخر ال4ذي وّج ه إلي4ه ،وإ نم4ا يكفي لكي ينتج التنبي4ه ب4اإلخالء أث4ره الق4انوني مج4رد علم الط4رف اآلخ4ر
ب44ه ،ويعت44بر مج44رد وص44ول التنبي44ه إلى الط44رف اآلخ44ر قرين44ة على علم44ه ب44ه وذل44ك تطبيق44ا للقواع44د العام44ة ،وعلي44ه إذا ك44ان
التنبي44ه مكتوب44ا وتم إيص44اله إلى الط44رف المع44ني ال44ذي ب44دوره رفض تس44لمه ،ف44إن ذل44ك ال ي44ؤثر في علم44ه بالتنبي44ه ،ومن ثم
ينتج التنبي44ه أث44ره في ه44ذه الحال44ة ح44تى ول44و لم يتس44لمه من ُو ّج ه إلي44ه (طلب44ة1999 ،م) ،ف44العبرة كم44ا أس44لفنا ب44العلم وليس
بالتسلم.
لم يتطلب الق44انون ش44كال معين44ا للتنبي44ه ،وفي ه44ذه الحال44ة يتم الرج44وع إلى القواع44د العام44ة في التعب44ير عن اإلرادة ،فيعت44بر
التنبي44ه ق44د تم م44تى ع44بر عن44ه الص44ادر عن44ه ،وال يهم طريق44ة التعب44ير تل44ك م44ا دامت معت44برة قانون44ا وعرف44ا في التعب44ير عن
اإلرادة ،فالتنبيه باإلخالء هو تصرف قانوني من جانب واحد ،وهو تصرف رضائي ال يشترط القانون فيه ش44كال معين44ا،
461
:::::مقرر العقود المدنية :::::
وعلى ذلك يجوز أن يتم التنبيه باإلخالء كتابة ،أو شفاهة ،أو على يد محضر المحكمة ،ك44ل ذل44ك م44ا لم يتف4ق طرف44ا العق4د
على أنه يشترط لوجود التنبيه أن يتخ4ذ ش4كال معين4ا ،ك4أن يتم االتف4اق على أن يك4ون التنبي4ه بخط4اٍب مس4جل ،حينه4ا ال ب4د
من االل44تزام بم44ا تم االتف44اق علي44ه ،وال قيم44ة للتنبي44ه إن تم بص44ورة أخ44رى غ44ير ال44تي تم االتف44اق عليه44ا ،م44ا لم يكن الش44كل
المتطلب لمجرد اإلثبات ،ففي هذه الحالة ال يمنع تخلف4ه من وج4ود التنبي4ه ،غ4ير أن4ه ال يمكن لص4احب المص4لحة أن يثبت
حدوثه إال باإلقرار أو اليمين في هذه الحالة (الجمال1991 ،م) ،وفي حال ثار الشك حول ما إذا ك44ان الش44كل للوج44ود أو
لإلثبات فإنه يعتبر لإلثبات وذلك رجوعا إلى األصل وهو الرضائية.
462
:::::مقرر العقود المدنية :::::
إذا وصل التنبيه باإلخالء إلى علم من وجه إليه فإنه ينتج آث4اره القانوني4ة ال4تي ي4أتي على رأس4ها إنه4اء عق4د اإليج4ار ،وال
يجوز لمن صدر عنه التنبيه الرجوع فيه؛ ألنه منذ لحظ4ة علم الط4رف اآلخ4ر ب4ه يص44بح التنبي4ه متعلق4ا ب4ه ،وي4ترتب علي4ه
انتهاء العقد (الجمال1991 ،م) ،ومن ثم ال يجوز إلغاؤه وال إلغاء أثره إال إذا اتفق الطرفان على ذلك.
توطئ44ة :وض44حنا أعاله أن اإليج44ار ال ينقض44ي بمج44رد انته44اء مدت44ه إذا ل44زم النقض44ائه التنبي44ه ب44اإلخالء على النح44و الس44الف
بيانه ،ولم يحصل هذا التنبيه في الموعد المح4دد ل4ه ،أم4ا إذا ك4ان التنبي4ه غ4ير الزم وه4ذا ه4و األص4ل كم4ا بيّن ا س4ابقا ،ف4إن
العق44د ينقض44ي بمج44رد انته44اء مدت44ه ،وق44د ينتهي عق44د اإليج44ار بأس44باب أخ44رى غ44ير انقض44اء الم44دة ،وم44ا ن44وده هن44ا ه44و أن
انقض44اء عق44د اإليج44ار بين المتعاق44دين ال يمن44ع من نش44وء رابط44ة إيجاري44ة جدي44دة بين ذات الط44رفين ،ب44ل ويج44وز أن ينش44أ
بالشروط ذاتها ،وهذا ما ُيعرف قانون4ا بتجدي4د العق4د ،وه4ذا التجدي4د يتم ص44راحة ،إذ تنتهي العالق4ة اإليجاري4ة بين الم4ؤجر
والمستأجر بانقضاء مدتها أو ألي س4بب آخ4ر ،ثم يتفق4ان على تجدي4د العق4د ص44راحة لم4دة أخ4رى مماثل4ة أو مخالف4ة ،وه4ذه
الصورة ال تثير أية إشكالية ،إذ يعد العقد الجديد هو األساس القانوني للعالقة اإليجارية في هذه الحال4ة ،غ4ير أن م4ا يث4ير
العديد من المشاكل من الناحية القانونية ما يعرف بالتجديد الضمني لعقد اإليجار ،وفيما يلي نبين أحكام التجدي4د الض4مني
لعقد اإليجار:
العقد ،ويعتبر التجديد هنا بمثابة عقد إيجار جديد يحتاج إلى إيجاب وقبول جديدين ،وهو يختلف عن تمديد عقد اإليج44ار،
وال 44ذي يح 44دث في ح 44ال ك 44ان عق 44د اإليج 44ار لم ينت 44ه بع 44د ،فيخط 44ر المس 44تأجُر الم 44ؤجَر برغبت 44ه في االس 44تمرار في العالق 44ة
اإليجارية فيوافق األخير ،فتعتبر العالقة بينهما في هذه الحالة امتدادا للعقد األصلي وليست بمثابة عقد جديد.
ب .شروط انعقاد التجديد صحيحا :يشترط النعقاد التجديد الضمني لعقد اإليجار عدة شروط
نبينها فيما يلي:
الش44رط األول :ص44دور إيج44اب وقب44ول ض44منيين :ويس44تخلص إيج44اب المس44تأجر الض44مني من بقائ44ه في العين الم44ؤجرة بع44د
انتهاء عقد اإليجار ينتفع بمنافعها بنية التجديد (طلبة1999 ،م) ،وحتى يتم استخالص نية المس4تأجر المتعلق4ة برغبت4ه في
تجديد عقد اإليجار ضمنيا فال بد أن ينتفع بالعين المؤجرة فيم4ا أع4دت من أجل4ه م4دة كافي4ة ،ول4ذلك ال يكفي للق4ول بوج4ود
نية للمستأجر في تجديد اإليجار إن هو احتفظ بمفتاح المنزل الم4ؤجر ف44ترة زمني4ة بع4د انته4اء عق4د اإليج4ار ،م4تى ك4ان ق44د
أخاله من جميع األثاث والمنقوالت الخاصة به ،كما ال يعد انتظ44اره لس44يارات نق4ل األث44اث بمثاب44ة ني44ة لدي44ه في التجدي44د إذا
ت4أخرت علي4ه تل4ك الس4يارات ،ويتن4افى م4ع ني4ة المس4تأجر في التجدي4د الض44مني قيام4ه بالتنبي4ه ب4اإلخالء؛ ألن من ش4أن ذل4ك
التنبيه أن يهدم م4ا ي4دل علي4ه بق4اء المس4تأجر منتفع4ا ب4العين الم4ؤجرة ،من وج4ود أي4ة ني4ة ل4دى المس4تأجر في التجدي4د ،ومن
األمثلة الدالة على اإليجاب الضمني للمستأجر والدال على رغبت4ه في التجدي4د ،قيام4ه بالبق4اء في العين الم4ؤجرة والتزام4ه
ب44دفع األج44رة المس44تحقة ،أم44ا إذا ق44ام المس44تأجر بتنبي44ه الم44ؤجر بنيت44ه في إخالء العين الم44ؤجرة ،ثم بقي م44دة طويل44ة ينتف44ع
ب4العين الم4ؤجرة ،فال يعت4بر ه4ذا بمثاب4ة تجدي4د ض4مني بين المتعاق4دين ،وإ نم4ا ال ب4د من إقام4ة ال4دليل على ذل4ك ،أم4ا القب4ول
الض 44مني الص 44ادر من الم 44ؤجر فيس 44تفاد من علم الم 44ؤجر ببق44اء المس 44تأجر في العين الم 44ؤجرة وم 44ع ذل 44ك لم يع 44ترض على
الرغم من طول المدة ،أما اعتراض المؤجر على بقاء المستأجر في العين المؤجرة ،أو ك44ان يجه44ل ه44ذا البق44اء ،ففي ه44ذه
الحالة ال يمكن القول إن العقد قد تجدد تلقائيا.
الشرط الثاني :أال يصدر من طرفي العقد (الم4ؤجر والمس4تأجر) م4ا يفي4د نفي ني4ة التجدي4د :ومن ذل4ك توجي4ه تنبي4ه من أٍّي
من ط44رفي العق44د ب44اإلخالء ينفي ه44ذه الني44ة (ج44بر2013 ،م) ،وانتف44اء ني44ة التجدي44د لمج44رد توجي44ه التنبي44ه ه44و قرين44ة بس44يطة
464
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يمكن إثبات عكسها ،وعليه إذا أثبت طرف4ا العق4د أو أح4دهما أن م4ا ص4در عن أٍّي منهم4ا من تنبي4ه ب4اإلخالء ق4د تم الع4دول
عنه ،ومن ثم فالنية في التجديد قائمة ومتوافرة.
ينش44أ عن التجدي44د الض44مني لعق44د اإليج44ار عق44د جدي44د بنفس ش44روط العق44د الق44ديم باس44تثناء ش44رط الم44دة ،م44ع انتق44ال التأمين44ات
الضامنة اللتزامات المستأجر في العقد القديم إلى العقد الجديد ،ويترتب على ذلك ما يلي:
أهلي 44ة أط 44راف العق 44د :ك 44ون التجدي 44د ينش 44أ عن 44ه عق 44د إيج 44ار جدي 44د ،ل 44ذا يش 44ترط أن يت 44وافر في الم 44ؤجر أهلي 44ة اإلدارة وفي
المستأجر أهلية اإلدارة أو التص44رف بحس4ب األح4وال وف44ق م4ا تم بيان4ه س4ابقا ،وال يكفي في األهلي4ة أن تك4ون ق44د ت4وافرت
وقت إب44رام العق44د الق44ديم ،وذل44ك ألن ه44ذا العق44د ق44د انقض44ى ونش44أ ب44دال من44ه عق44د جدي44د ،ف44إذا ك44ان الم44ؤجر بع44دما أب44رم عق44د
اإليج44ار األص44لي ق44د تم الحج44ر علي44ه لس44فٍه أو عتٍ4ه أو جن44ون ،فال يك44ون بإمكان44ه إب44رام عق44د اإليج44ار الجدي44د ،ب44ل ال ب44د أن
يص 44در اإليج 44اب أو القب 44ول في ه 44ذه الحال 44ة من القّيم أو من ين 44وب عن 44ه ،ويختل 44ف األم 44ر هن 44ا عن 44ه في حال 44ة تمدي 44د عق 44د
اإليجار ،إذ يعد مجرد امتداد لعقد اإليجار لم4دة أخ4رى ،ومن ثم ال ينظ4ر في4ه إلى أهلي4ة الم4ؤجر والمس4تأجر وال4تي يكتفى
فيها أن تكون متوافرة وقت إبرام العقد األول ،وال أهمية لها في المدد التي يمتد إليها العقد مهما طالت وتكررت.
تع44دد المس44تأجرين :في ح44ال تع44دد المس44تأجرين بعق44د واح44د ،يج44وز أن يح44دث التجدي44د لبعض44هم دون البعض اآلخ44ر ،وذل44ك
في ح44ال إذا بقي بعض44هم ينتف4ع ب44العين الم44ؤجرة ح44تى بع44د انقض44اء العق4د ،فعندئٍ4ذ يتج44دد العق4د بالنس44بة لمن ظ44ل ينتف4ع ،أم44ا
اآلخرون فينقضي عقدهم دون تجديد (جبر2013 ،م).
انتقال شروط العقد القديم إلى الجديد باستثناء المدة :تكون شروط العقد الجديد هي ذاتها شروط العقد المنقضي ،باستثناء
ش4رط الم4دة ،إذ يك4ون العق4د مج4ددا لم4دة غ4ير مح4ددة ،وعلي4ه فتك4ون الم4دة هي م4دة دف4ع األج4رة كم4ا بيّن ا ذل4ك في موض4ع
سابق من هذه الدراسة ،فإذا كانت مدة العقد األصلي س4نة واح4دة ،ت4دفع فيه4ا األج4رة ش4هريا ،ف4إن م4دة العق4د الجدي4د تك4ون
شهرا واحدا قابال لالمتداد لشهٍر آخٍر إذا لم يحدث تنبيه من أحد الطرفين على اآلخر باإلخالء.
465
:::::مقرر العقود المدنية :::::
انتقال جميع تأمينات العقد األصلي إلى العقد الجديد :فجميع التأمين4ات ال4تي ك4ان المس4تأجر ق4د ق4دمها للم4ؤجر في اإليج4ار
األول تنتقل إلى اإليجار الجديد ،فإذا كان المس4تأجر ق4د ق4دم تأمين4ا عيني4ا ك4الرهن فإن4ه ينتق4ل إلى العق4د الجدي4د ،أم4ا الكفال4ة
سواء كانت شخصية أو عينية ال تنتقل مباشرة إلى اإليجار الجديد إال إذا رضي الكفيل بذلك.
المحاضرة الثانية
توطئ44ة :ق44د ينتهي عق44د اإليج44ار قب44ل انقض44اء مدت44ه ،وذل44ك إذا م44ا ت44وافر س44بب من أس44باب االنقض44اء ،س44واء تل44ك األس44باب
العامة التي تنقضي بها اإليجارات عموما ،أو نتيج4ة أس4باب ط4رأت أثن4اء الف4ترة الممت4دة لعق4د اإليج4ار وذل4ك نتيج4ة ت4وافر
ظرف أو عذٍر طارئ.
األس44باب العام44ة النقض44اء عق44د اإليج44ار تتمث44ل في األس44باب ال44تي تنقض44ي به44ا الرواب44ط العقدي44ة بص44فة عام44ة ،وذل44ك تطبيق44ا
للقواع4د العام4ة ،فعق4د اإليج4ار يمكن أن ينقض44ي بالفس4خ وذل4ك في ح4ال أخّ4ل أح4د ط4رفي العق4د بتنفي4ذ التزام4ه في مواجه4ة
المتعاق44د اآلخ44ر ،كم44ا ينقض44ي أيض44ا باالنفس44اخ م44تى هلكت العين الم44ؤجرة بالس44بب األجن44بي ،م44ا أدى إلى جع44ل تنفي44ذ أح44د
طرفي العقد اللتزامه مستحيال ،وكذلك ينقضي عقد اإليجار باإلقالة أو التقايل ،وذلك بتواف44ق اإلرادتين وس44بق أن بيّن ا أن
اإلقال4ة م4ا هي إال عق4د جدي4د يبرم4ه طرف4ا العق4د الم4راد التقاي4ل من4ه ،ول4ذلك ال ب4د أن تت4وافر فيهم4ا األهلي4ة الالزم4ة إلب4رام
العقد المراد التقايل منه ،وتطبيقا للقواعد العامة أيضا ينقضي عقد اإليجار باتحاد الذمة ،فإذا ورث المستأجر الم44ؤجر أو
العكس ،أو اش44ترى المس44تأجر العين الم44ؤجرة من الم44ؤجر ،أو وهبه44ا ل44ه ه44ذا األخ44ير ،أدى ذل44ك إلى اتح44اد الذم44ة ،بحيث
أصبح الدائن والمدين شخصا واحدا ،ويعتبر اتحاد الذمة وفقا للقواعد العامة سببا من أسباب انقض44اء العق44ود ،وفي جمي44ع
األح44وال يعت44بر بطالن عق44د اإليج44ار أو التمس44ك ببطالن44ه س44ببا عام44ا النقض44ائه ،ف44إذا تخّل ف ش44رط من ش44روط انعق44اده ،أو
ش44اب إرادة أح44د ط44رفي العق44د عيب44ا من عي44وب اإلرادة أدت إلى جع44ل العق44د ق44ابال لإلبط44ال ،وتمّس ك ص44احب الح44ق به44ذا
البطالن ،فإن عقد اإليجار ينقضي ويصبح هو والعدم سواء ،وفي هذه األسباب العام4ة لالنقض4اء ال يختل4ف عق4د اإليج4ار
466
:::::مقرر العقود المدنية :::::
عن غ4يره من العق4ود المدني44ة األخ4رى ،بي44د أن األث44ر ال44رجعي ألس44باب االنقض44اء يتعط44ل هن44ا ،فال تمت44د آث44ار االنقض44اء إال
إلى المستقبل دون الماضي (خضر1979 ،م) ،ومن ثم فإن جميع اآلثار التي يك4ون ق4د أنتجه4ا عق4د اإليج4ار في الماض4ي
فإنها تظ4ل قائم4ة؛ وذل4ك ألن4ه من المس4تحيل اس4تعادة م4ا مض4ى من ال4زمن ،ف4إذا ك4ان المس4تأجر ق4د دف4ع األج4رة مق4دما عن
مدة اإليجار كاملة ثم انقضى العقد بالفسخ أو االنفساخ أو التقايل ،فإنه ال يسترجع األجرة ال44تي س44بق ل44ه أن دفعه44ا ،ولكن
من حق44ه اس44تردادها عن الم44دة المتبقي44ة ،وفي المقاب44ل يج44وز للم44ؤجر المطالب44ة ب44األجرة المس44تحقة عن الم44دة الس44ابقة على
انقضاء العقد (أب4و الس4عود1996 ،م) ،وال يعت4بر ذل4ك تطبيق4ا لألث4ر ال4رجعي ،وإ نم4ا تنفي4ذا لعق4د اإليج4ار ال4ذي يقض4ي ب4أن
األجرة مقابل االنتفاع.
قد تطرأ أثناء تنفيذ عقد اإليجار بعض الظ4روف الطارئ4ة ال4تي ق44د ال يتوقعه4ا طرف44ا العق4د ،ويك4ون من ش4أنها الت4أثير على
اس4تمراره ،إم4ا ألن ذل4ك االس4تمرار أص4بح مرهق4ا ألح4د الط4رفين أو لكليهم4ا ،وإ م4ا ألس4باب عارض4ة ت4رتب عليه4ا مخالف4ة
بن44ود عق44د اإليج44ار ،ال44تي اعتبره44ا الق44انون أس44بابا كافي44ة لجع44ل الم44ؤجر يط44الب ب44إخالء العين الم44ؤجرة من المس44تأجر قب44ل
انقضاء مدة اإليج4ار ،والعدي4د من ه4ذه الح4االت نص عليه4ا ق44رار مجلس ال4وزراء رقم 19/94ه الخ4اص بتحدي4د العالق44ة
بين المالك والمستأجر ،وفيما يلي نعرض لألسباب العارضة التي ينقضي بها عقد اإليجار قبل انقضاء مدته ،ثم نع4رض
للح44االت الخاص44ة ال44تي أج44از فيه44ا النظ44ام للم44ؤجر إنه44اء عق44د اإليج44ار وإ خالء العين الم44ؤجرة من المس44تأجر ح44تى ول44و لم
ينته عقد اإليجار بعد.
األصل في أث4ر وف4اة أح4د ط4رفي اإلج4ارة على بقائه4ا :نص4ت الم4ادة ( )547من مجل4ة األحك4ام الش4رعية على" :ال تنفس4خ
اإلج 44ارة بم 44وت الم 44ؤجر أو م 44وت المس 44تأجر" ،وعلى ذل 44ك فاألص 44ل في مجل 44ة األحك 44ام الش 44رعية وك 44ذلك غالبي 44ة الق 44وانين
الوض44عية أن عق4د اإليج44ار ال ينقض44ي بوف44اة المس44تأجر وال بوف44اة الم44ؤجر ،وأن44ه في حال44ة ت44وفي الم44ؤجر ف44إن عق4د اإليج44ار
يبقى قائما بين المستأجر وورث4ة الم4ؤجر ،كم4ا أن4ه وفي ح4ال ت4وفي المس4تأجر ف4إن عق4د اإليج4ار يظ4ل قائم4ا وموج4ودا بين
ورثة المس4تأجر والم4ؤجر ،وه4ذا ه4و الوض4ع الع4ادي واألص4ل ح4ال وف4اة أح4د ط4رفي عق4د اإليج4ار ،بي4د أن الق4انون خ4رج
عن ه44ذا األص44ل ،وق44رر إمكاني44ة إنه44اء عق44د اإليج44ار ح44ال وف44اة المس44تأجر ،بينم44ا أبقى الوض44ع على م44ا ه44و علي44ه بالنس44بة
للم44ؤجر فال يت44أثر عق44د اإليج44ار بوفات44ه مهم44ا ك44انت الظ44روف ،ويظ44ل ورثت44ه مل44تزمون بالعق44د ح44تى نهاي44ة مدت44ه ،م44ا لم يقم
سبب من أسباب انقضائه سواء العامة أو الطارئة.
هل ينقضي عقد اإلجارة بوفاة أحد العاقدين في الفقه اإلسالمي :اختل44ف فقه44اء الش44ريعة اإلس44المية بش44أن انقض44اء اإلج44ارة
بوف44اة أح44د المتعاق44دين من عدم44ه ،ف44ذهب جم44اهير من المالكي44ة والش44افعية والحنابل44ة إلى أن عق44د اإلج44ارة ال ينقض44ي بوف44اة
467
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أح44د المتعاق 44دين ،أو م44وت كليهم44ا ،وه44ذا الحكم مطل44ق ويس44توي أن ت44رد اإلج44ارة على منق44والت معين44ة بال44ذات أو معين44ة
ب44النوع ،أو على عق44ارات ،وي44ترتب على ذل44ك أن ورث44ة ك ٍّ4ل منهم44ا تح44ل محل44ه في عق44د اإليج44ار ،فيح44ق لورث44ة المس44تأجر
المت44وفى أن تح44ل محل44ه في اس44تيفاء من44افع العين الم44ؤجرة ب44اقي م44دة اإلج44ارة ،وفي المقاب44ل يح44ق لورث44ة الم44ؤجر اس44تيفاء
أجرة العين الم4ؤجرة ،إن لم يكن الم4ؤجر ق4د اس4توفاها قب4ل ممات4ه ،أم4ا األحن4اف فق4د ذهب4وا إلى أن اإلج4ارة تنقض4ي بوف4اة
العاقدين أو أحدهما ،أيا كانت طبيعة العين المؤجرة ،غير أنهم اشترطوا النقضاء اإلجارة بسبب وفاة أح44د المتعاق44دين أن
يكون العاقد قد عقدها لنفسه ،أما إذا كان عقدها لغيره كالوكيل والوص44ي ون4اظر الوق44ف ووكي4ل التفليس4ة فإنه4ا ال تنقض44ي
بموته ،والراجح في الفقه اإلسالمي هو ق44ول الجمه4ور ومن ثم ف44إن عق4د اإلج4ارة ال ينقض44ي بوف44اة المس4تأجر أو الم4ؤجر؛
وذلك ألن المنافع عند الجمهور تورث شأنها شأن األعيان (عبد القادر2006 ،م).
تأثير وفاة أحد العاقدين في اإلجارة على بقائها في النظام السعودي :عولجت هذه الحال44ة من خالل م44ا ج44اء في البن44د رقم
( )3من ق 44رار مجلس ال 44وزراء رقم 19/1394ه المش 44ار إلي 44ه س 44ابقا وال 44ذي نص على /3" :إذا ت 44وفي المس 44تأجر فيح 44ق
لخلفه ممن كان يشاركه السكن البقاء بنفس شروط العقد في العقار المؤجر ،وكذلك يثبت هذا الحق لمن تنتقل إلي44ه ملكي44ة
المح44ل التج44اري بالوراث44ة أو ال44بيع في ح44التي م44وت المس44تأجر أو إفالس44ه أو في حال44ة تن44ازل بعض الش44ركاء في الس44جل
التجاري لبعضهم" ،وهذا النص يقرر أصال عاما يفيد بقاء عقد اإليجار بع4د وف4اة المس4تأجر وع4دم ت4أثره به4ذه الواقع4ة ،إذ
يظ 44ل من ح 44ق الخل 44ف ال 44ذين ك 44انوا يقيم 44ون مع 44ه في ذات الس 44كن البق 44اء في العق 44ار الم 44ؤجر ،وذل 44ك ب 44ذات الش 44روط ال 44تي
تضمنها عقد اإليجار المبرم بين السلف المتوفى والم4ؤجر ،ويب4دو أن األم4ر هن4ا ج4وازي لخل4ف الس4لف ،وه4و ح4ق مق4رر
لهم وحدهم دون غيرهم ،بمعنى أنه في ح4ال وف44اة المس4تأجر يك4ون للخل4ف الخي4ار بين البق4اء في العين الم4ؤجرة أو إنه4اء
عق44د اإليج44ار ،ف44إذا اخت44اروا البق44اء فيه44ا ،ال يج44وز حينه44ا للم44ؤجر أن يع44ترض على ذل44ك ،وإ نم44ا يج44بر على االس44تمرار في
العقد كما ولو كان المستأجر ما زال على قيد الحياة ،وفي ذات الوقت لهم الحق في إنه44اء عق4د اإليج44ار وه44و ح44ق مطل44ق
ال يش44ترط الس44تعماله أي ش44رط بحس44ب م44ا يب44دو من تفس44ير النص الق44انوني المش44ار إلي44ه ،وذل44ك على خالف أحك44ام بعض
الق 44وانين األخ 44رى ال 44تي اش 44ترطت لتمس 44ك ورث 44ة المس 44تأجر به 44ذا الح 44ق أن يك 44ون اس 44تمرار اإليج 44ار مرهق 44ا لهم (خض 44ر،
1979م) ،وما يمكننا قوله هنا إنه يشترط الستعمال ورثة المستأجر هذا الخيار توافر شروط معين44ة يمكن اس44تنباطها من
خالل ما جاء في النص السابق وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:
الشرط األول :استمرار العقد مع الخلف :كما هو واضح من النص القانوني فإن لفظ الخلف ج44اء عام44ا ،ومن ثم
فه44و يش44مل الخل44ف الع44ام والخل44ف الخ44اص ك44ذلك ،والخل44ف الع44ام ه44و من يخل44ف الس44لف في ذمت44ه المالي44ة كله44ا أو
جزء غير محدد منها ،وهو الوارث لكل التركة أو جزء منه4ا أو الموص4ى ل4ه بج4زء غ4ير مح4دد من الترك4ة ،أم4ا
الخلف الخاص فهو من يخل4ف الس4لف في ج4زء مح4دد من ذمت4ه المالي4ة ،كالمش4تري والموه4وب ل4ه والموص4ى ل4ه
وغيرهم ممن ينقل لهم السلف حقا عينيا بموجب تصرف قانوني ،ومن ثم فإن لم يكن من يقيم مع المستأجر من
468
:::::مقرر العقود المدنية :::::
خلفه العام أو الخ4اص فال يل4تزم الم4ؤجر بالبق4اء في الرابط4ة العقدي4ة ،وك4ذلك أيض44ا ينتق4ل الح4ق في اإلج4ارة وفق4ا
له4ذا البن4د من الق4رار إلى ورث4ة مال4ك المح4ل التج4اري (الج4دك) ،وإ لى خلف4ه الخ4اص (مش4تري المح4ل التج4اري)،
وس 44بق أن رأين 44ا أن الج 44دك ينتق 44ل من الم 44ؤجر إلى مش 44تري المح 44ل التج 44اري دون أن يتوق 44ف ذل 44ك على موافق 44ة
المؤجر ،بل وينفذ حتى ولو اشترط المؤجر عدم التنازل عن اإليجار صراحة في عقد اإليجار.
الش4رط الث4اني :أن تك4ون العين الم4ؤجرة عق4ارا مع4دا للس4كنى أو كمح4ل تج4اري :وعلي4ه إذا ك4انت العين الم4ؤجرة
ليست عقارا كأن كانت منقوال سواء منقوال ماديا كالسيارات واألجهزة الكهربائية ،أو كانت منقوال معنويا كح44ق
المؤل44ف والعالم44ات التجاري44ة ،ف44إن ه44ذا الحكم ال ينطب44ق ،وك44ذلك ال ينطب44ق ه44ذا الحكم إذا ك44ان العق44ار الم44ؤجر ق44د
ُخ صص لغرٍض آخر غير السكنى ،أو لم يكن قد خص44ص كمح4ل تج4اري ،ك4أن يخصص44ه كمخ4زن لبض44ائعه ،أو
يقيم فيه قاعة للمناسبات ،فإذا لم يكن العقار قد تم تأجيره للسكنى أو لفتح محل تجاري فيه فال يعد هذا االستثناء
قائما لعدم توافر شروطه.
الشرط الثالث :أن يكون الخلف ممن يشارك المستأجر السكن وقت الوف44اة :وعلي44ه إذا ك44ان الخل4ف من الورث44ة أو
الموص 44ى ل 44ه أو ممن آل إليهم ح 44ق عي 44ني من المس 44تأجر ،ال يقيم 44ون م 44ع المس 44تأجر في ذات الس 44كن وقت الوف 44اة
فإنهم ال يملكون ذلك الخيار.
فإذا تخلفت الشروط الثالث4ة أو أح4دها ،ف4إن الخي4ار ال4ذي ق4رره الق4رار لخل4ف المس4تأجر المت4وفى يتخل4ف ،ويك4ون من ح4ق
المؤجر مطالبة الورثة أو الخلف الخاص أو مشتري المحل التجاري بإخالء العين المؤجرة ،فإذا اختار هؤالء البق44اء في
العين الم 44ؤجرة خ 44ارج نط 44اق ه 44ذه الش 44روط الثالث 44ة ،ف 44إن الم 44ؤجر ال يج 44بر على االس 44تمرار في ه 44ذه العالق 44ة اإليجاري 44ة،
ويكون من حقه إنهاء عقد اإليجار ،إذ الخيار يكون له في هذه الحالة وليس لورثة المستأجر.
آث 44ار إفالس المس 44تأجر على بق 44اء عق 44د اإليج 44ار :ع 44رفت الم 44ادة ( )103من نظ 44ام المحكم 44ة التجاري 44ة الص 44ادر بالمرس 44وم
الملكي رقم م 2/وبت44اريخ 15/1/1390ه المفلس بأن44ه ه44و "من اس44تغرقت ال44ديون جمي44ع أموال44ه فعج44ز عن تأديته44ا" ،وفي
شأن الديون اآلجلة تقضي القواعد العامة بأن آج44ال جمي44ع ال44ديون تس44قط إذا أفلس الم44دين أو أعس44ر ،وعلى ال44رغم من أن
نظ 44ام المحكم 44ة التجاري 44ة لم ينص ص 44راحة على ه 44ذا األص 44ل إال أن 44ه يمكن اس 44تنباطه من نص الم 44ادة ( )111من 44ه ال 44تي
نص 44ت في نهايته 44ا على أن " ك 44ل من ل 44ه دين على المفلس يراج 44ع أمين المجلس وأمن 44اء الديان 44ة ال 44ذين تنتخبهم المحكم 44ة
للتحقيق وقيد مطلوباتهم داخل المدة المذكورة" ،فهذه المادة جاء فيها أن كل من له دين ،ولم تحدد ما إذا ك4ان ال4دين آجال
أم عاجال ،وفي هذه الحالة ووفقا للقواعد الفقهية يجري المطل4ق على إطالق4ه م4ا لم يقم دلي4ل التقيي4د نص44ا أو دالل4ة ،وبن4اء
469
:::::مقرر العقود المدنية :::::
عليه نستطيع القول إن إفالس المستأجر أو إعساره يترتب عليه سقوط آجال جميع ديون44ه ،واألص44ل أن يش44مل ه44ذا أيض44ا
دين األجرة إن لم تكن قد استحقت بعد ،وهذا هو األصل في النظام السعودي ،بيد أنه ورغب4ة من المنظم في ع4دم إه4دار
أدنى حق44وق المس44تأجر في البق44اء في س44كٍن يؤوي44ه ه44و وعائلت44ه ،واس44تمرار عمل44ه في محل44ه التج44اري ،ورغب44ة أيض44ا في
حماية المؤجر ومصالحه ،فقد جعل لدين األجرة امتيازا على أموال المستأجر المفلس ،بحيث يتقدم المؤجر بدين األج44رة
على ب 44اقي ال 44ديون العادي 44ة ،وه 44ذا م 44ا نص 44ت علي 44ه الم 44ادة ( )119من نظ 44ام المحكم 44ة التجاري 44ة فج 44اء فيه 44ا" :إن إيج 44ارات
المسكن ومحالت التجارة وأجر الخدم والكتبة ومهر الزوجة كل ذلك من الديون الممتازة على سائر الغرماء" ،ويبدو أن
هذا الحكم الذي قرره نص المادة 119من نظام المحكم44ة التجاري44ة يه44دف إلى منح المس44تأجر المفلس فرص44ة لالس44تمرار
في سكنه والمحل الذي يمارس فيه تجارت4ه إن ك4ان م4ؤجرا أيض44ا ،وذل4ك من ب4اب طمأن4ة الم4ؤجر على حقوق44ه ،وإ عطائ4ه
ضمانة كافية بالوفاء باألجرة التي لم تحل بعد ،األمر ال4ذي يع4ني بق4اء عق4د اإليج4ار في حال4ة اإلفالس أو اإلعس4ار وع4دم
انقض44ائها (ج44بر2013 ،م) ،ويفهم من ذل44ك أيض44ا أن44ه إذا لم يكن ثم44ة ض44مانة تض44من للم44ؤجر الحص44ول على األج44رة في
حال إفالس المستأجر فإنه يحق له المطالبة بفسخ العقد ،ويعد ذلك تنازال منه عن اس4تخدام ح4ق االمتي4از ال4ذي منح4ه إي4اه
نظام المحكمة التجارية على النحو السالف بيانه.
ح4ق مش4تري المح4ل التج4اري من المس4تأجر المفلس باالس4تمرار في إيج4اره :األص4ل كم4ا أس4لفنا ه4و انقض4اء كاف4ة ال4ديون
والعالقات العقدية التي يكون المفلس قد أبرمها مع الغير في حال تم إشهار إفالس4ه ،وبيّن ا أيض44ا أن المنظم الس4عودي في
نظ44ام المحكم44ة التجاري44ة رقم م 2/لع44ام 1390ه اس44تثنى دين األج44رة من س44قوط أجل44ه ،وجع44ل ل44ه ح44ق امتي44از على س44ائر
الديون العادية؛ وذلك من باب طمأنة المؤجر ورعاية الكرامة اإلنسانية والحياة اآلدمية للمستأجر ،ولذلك ج44اء نص البن44د
الثالث من قرار مجلس الوزراء رقم 19/1394ه ،وأعطى لمشتري المحل التجاري في حال حصل البيع نتيج44ة إفالس
المس44تأجر ،أن يس44تبقي العق44ار الم44ؤجر في ي44ده ب44ذات ش44روط العق44د الس44ابق ،ومن ثم يك44ون لمش44تري المح44ل التج44اري من
تفليسة المستأجر أن يستبقي العقار المقام فيه المحل التجاري في يده ،وله الخي44ار في ذل44ك ،إذ يع44د الح44ق في اإلج44ارة من
ضمن عناصر المحل التجاري وهو من العناصر اإللزامي4ة ال4تي يجب أن تك4ون موج4ودة في المح4ل التج4اري عن4د بيع4ه،
فإن اختار االستمرار في الرابطة العقدية مع المؤجر فال يملك هذا األخير حينها خيار المطالبة بفسخ العقد ما دامت مدة
العقد ما زالت قائمة ،والحكمة من ذلك أن العق4ار المق4ام في4ه المح4ل التج4اري يع4د ذا أهمي4ة بالغ4ة بالنس4بة لعنص4ر الزب4ائن
والس4معة التجاري4ة ،وهم4ا عنص44ران مهم4ان من عناص44ر المح4ل التج4اري ،أم4ا إذا لم يتعل4ق األم4ر بالمح4ل التج4اري وإ نم4ا
ب44أموال أخ44رى اس44تأجرها المس44تأجر المفلس ف44إن ه44ذا الخي44ار ال يتحق44ق ،ويع44اد ب44ه إلى األص44ل وه44و االنقض44اء ،إذ ي44ترتب
على إفالسه في هذه الحالة حلول آجال الديون ومن ثم انقضاء عقد اإليجار.
470
:::::مقرر العقود المدنية :::::
المحاضرة الثالثة
ثالثًا :حاالت انقضاء عقد اإليجار في ضوء قرار مجلس الوزراء رقم 19لعام 1394هـ
توطئAAة :عق44د اإليج44ار من العق44ود الالزم44ة ،ال44تي ال يج44وز فس44خها إال بمس44وٍغ ش44رعي وق44انوني (أب44و الس44عود1996 ،م)،
وعلي44ه فال يج44وز ألي من الط44رفين المطالب44ة بفس44خ عق44د اإليج44ار قب44ل انقض44اء مدت44ه ،إذا لم يكن لمطلب44ه م44برر ق44انوني أو
ش 44رعي مقب 44ول ،والقاض 44ي ال يس 44تجيب لطلب الفس 44خ المق 44دم من أح 44د ط 44رفي العق 44د ،في ح 44ال لم يكن ل 44ذلك الطلب س 44بب
مس44تمد من الش44رع أو الق44انون ،وللقاض44ي في القض44اء بالفس44خ في جمي44ع األح44وال س44لطة تقديري44ة لمن44ع تعس44ف الم44ؤجر أو
المستأجر في استعمال هذا الحق ،وتكمن األسباب العام4ة لفس4خ عق4د اإليج4ار ،في إخالل أح4د ط4رفي العق4د بتنفي4ذ التزام4ه
في مواجه 44ة الط 44رف اآلخ 44ر ،أو إذا أص 44بح تنفي 44ذ االل 44تزام مرهق 44ا ألٍّي من ط 44رفي العق 44د (ج 44بر2013 ،م) ،وه 44ذا محض
تط44بيق للقواع44د العام44ة ،وال يختل44ف تطبيقه44ا في عق44د اإليج44ار عن44ه في أي عق44د من العق44ود المدني44ة األخ44رى ،ول44ذا نحي44ل
بشأنها إلى القواعد العامة ،ومع ذل4ك فق4د تض44من مجلس ال4وزراء رقم 19لع4ام 1394ه ع4دة ح4االت أج4از فيه4ا للم4ؤجر
المطالب44ة بفس44خ عق44د اإليج44ار وإ خالء المس44تأجر من العين الم44ؤجرة قب44ل انقض44اء م44دة اإليج44ار ،وذل44ك على خالف األص44ل
الذي يقضي بل4زوم عق4د اإليج4ار وع4دم ج4واز التنص4ل من4ه إال بع4د انقض4اء مدت4ه ،وفيم4ا يلي نع4الج الح4االت ال4تي أورده4ا
القرار على سبيل االستثناء على مبدأ لزوم عقد اإليجار.
471
:::::مقرر العقود المدنية :::::
نص 44ت الفق 44رة األولى من البن 44د رقم ( )4من ق 44رار مجلس ال 44وزراء رقم 19/94ه على" :ال يج 44وز للم 44ؤجر طلب إخالء
العق44ار من المس44تأجر إال في الح44االت اآلتي44ة-1 :امتن44اع المس44تأجر بالعق44ار عن الوف44اء ب44األجرة عن44د اس44تحقاقها أو بالوف44اء
بشرط آخر من شروط اإليجار بعد مض44ى م4دة خمس4ة عش4ر يوم4ا على إخط4اره بالوف44اء" ،وس4بق أن عرض44نا له4ذه الحال4ة
أثناء حديثنا عن التزام المستأجر بدفع األجرة وجزاء مخالفته لهذا االلتزام ،ولذا فإننا نحي44ل إلى م44ا س44بق أن قي44ل في ه44ذا
الجانب لعدم التكرار.
472
:::::مقرر العقود المدنية :::::
387/1ص ،وتاريخ 27/5/1408هـ على الحكم الصادر بفتح دكان المدعي وهو الم44ؤجر ،وال44تي أقامه44ا على المس44تأجر
الغائب عن العين الم4ؤجرة م4دة س4نة كامل4ة فج4اء في ق4رار المحكم4ة" :بن4اًء على م4ا تق4دم من ال4دعوى ،وم4ا أقام4ه الم4دعي
من دليٍل على تملكه البيت الذي يقع فيه دكانه في الجهة الجنوبية الشرقية (الدمام) ،وبناًء على شهادة الش4اهدين المع4دلين
شرعا ،وبناء على قرار عمد الدمام عن عدم تمكنهم من العثور على مستأجر دكان المدعي ،وحيث انتهت مدة اإليجار،
ولم يحض44ر المس44تأجر لتجدي44د عق44د اإليج44ار ل44ذا فق44د حكمت بفتح دك44ان الم44ؤجر على الغ44ائب من ت44اريخ 15/3/1407ه،
وعلى مأمور بيت المال استالم ما فيه إن وجد فيه شيئا ....الحكم".
نص44ت الفق44رة الثالث44ة من البن44د الراب44ع من ق44رار مجلس ال44وزراء المش44ار إلي44ه على" :ال يج44وز للم44ؤجر طلب إخالء /3 ...
حاج44ة المال44ك إلى س44كنى العق44ار الم44ؤجر بنفس44ه أو بمن تلزم44ه نفقت44ه ش44رعا من غ44ير أن تك44ون لدي44ه دار أخ44رى ص44الحة
لسكناه" ،ويبدو أن المنظم السعودي أراد تقيي4د ه4ذه الحال4ة وجع4ل إعماله4ا في أض4يق الح4دود ،ول4ذا اش4ترط لس4ماع دع4وى
المؤجر بإخالء العين المؤجرة من المستأجر على الرغم من عدم انقضاء عقده شروطا ال بد من توافرها وهي:
أ .حاجة المؤجر إلى العين المؤجرة لنفسه أو ألحد ممن تلزمه نفقتهم:
فيشترط لسماع دعوى المؤجر التي يطالب فيه4ا بفس4خ عق4د اإليج4ار وإ خالء العين الم4ؤجرة أن تك4ون ل4ه ه4و نفس4ه حاج4ة
في ه 44ذه العين الم 44ؤجرة أو ألح 44د ممن تلزم 44ه نفقتهم ،وال 44ذين تلزم 44ه نفقتهم هم الوال 44دان (األم واألب) ،واألبن 44اء والبن 44ات،
وزوجاته ويشمل أيضا كل من يرثه هو أو يرث منه لو م4ات ،وعلي4ه يج4وز للم4ؤجر المطالب4ة ب4إخالء العين الم4ؤجرة ل4و
احتاج العق4ار الم4ؤجر لس4كناه ه4و أو س4كنى والدي4ه أو أح4دهما ،أو س4كنى أبنائ4ه ،أو زوجات4ه ،ويش4مل االس4تثناء أيض44ا ك4ل
من يمكن أن ي44ورث الم44ؤجر أو ي44رث ه44و من44ه ،ك44األخ واألخت ،واألحف44اد والج44د والج44دة ،كم44ا يش44مل العم44ات واألعم44ام
وأبن44اء األعم44ام ،وذل44ك إذا تحققت ش44روط م44يراثهم وهك44ذا ،أم44ا م44ا ع44دا ذل44ك فال يش44ملهم ه44ذا االس44تثناء ،ومن ثم ل44و أراد
الم 44ؤجر أن يس 44كن أح 44د أص 44دقائه أو أقارب 44ه من غ 44ير ال 44وارثين من 44ه أو ال 44وارث ه 44و لهم في العق 44ار الم 44ؤجر فال يمكن 44ه
االستفادة من هذا االستثناء.
473
:::::مقرر العقود المدنية :::::
ج .أال يكون لديه دار أخرى صالحة لسكناه هو أو سكنى من يلزمه نفقته:
وهذا القيد يتطلب التأكد قب4ل الحكم للم4ؤجر بفس4خ عق4د اإليج4ار وإ خالء المس4تأجر من العين الم4ؤجرة بس4بب حاج4ة األول
للعقار من أجل السكن ،من أنه ليس لديه دار أخرى تصلح للسكن ،ومن ثم يشترط إلعمال هذا القي44د ض44رورة التأك44د من
أمرين :أما األمر األول فه4و ض44رورة التأك4د من أن الم4ؤجر ليس لدي4ه دار أخ4رى ،واألم4ر الث4اني :التأك4د أيض44ا في ح4ال
ك44ان لدي44ه دار أخ44رى أنه44ا ص44الحة لس44كناه ،وذل44ك ألن44ه ق44د يك44ون لدي44ه دار أخ44رى ولكنه44ا غ44ير ص44الحة لس44كناه ،ومعي44ار
ص 44الحيتها للس 44كن ه 44و معي 44ار شخص 44ي وليس موض 44وعيا ،ول 44ذلك اخت 44ار المنظم مص 44طلح (س 44كناه) ولم يخ 44تر مص 44طلح
(للس44كنى) ،ومن ثم يجب أن تك44ون ال44دار غ44ير ص44الحة لس44كناه ه44و وليس للس44كنى بص44فة عام44ة ،ويتح44دد ذل44ك ب44النظر إلى
مس44تواه االجتم44اعي والع44ائلي وع44دد األف44راد ال44ذين يع44ولهم ،والبيئ44ة ال44تي نش44أ فيه44ا ،والع44ادات والتقالي44د ال44تي تحكم44ه وتحكم
أس 44رته ،وعلي 44ه إذا ك 44ان للم 44ؤجر دار أخ 44رى مكون 44ة من غرف 44تين ومجلس ،ول 44ه من األبن 44اء عش 44رة ،فيك 44ون ل 44ه الح 44ق في
المطالبة بإخالء الدار المؤجرة والمكونة من خمسة غرف ومجلس وحديقة وثالثة حمامات وساحة توقف للسيارات ،وال
يمكن االحتجاج بأن له دارا أخرى في هذه الحالة ،ألنها على حالتها تلك غير صالحة لسكناه ،وإ ن كانت صالحة لس44كنى
غيره ممن تتناسب وظروفهم على النحو الذي بيناه.
474
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أن تكون العين المؤجرة قد أّج رت بغرض السكنى :وهذه الحالة يشترط فيها أن تكون العين المؤجرة قد أّج رت من أجل
السكنى وليس ألي غ4رٍض آخ4ر ،وعلي4ه فال ينطب4ق ه4ذا االس4تثناء إذا ك4ان المس4تأجر ق4د اس4تأجر العين الم4ؤجرة من أج4ل
ممارسة التجارة ،أو التخاذها مخزنا ،أو لزراعتها.
أن تتوافر للمستأجر دار أخرى تص44لح لس4كناه :ومعي4ار ص44الحيتها للس4كنى هن4ا ه4و معي4ار شخص44ي وليس موض44وعيا ،إذ
يجب أن تتناس44 4ب ه44 4ذه ال44 4دار وحاج44 4ة المس44 4تأجر إلى الس44 4كنى ،وي44 4راعى في الق44 4ول بمناس44 4بتها لس44 4كناه ظروف44 4ه الخاص44 4ة،
ووض 44عه الع 44ائلي واالجتم 44اعي ك 44ذلك ،وعلي 44ه فال يمكن الق 44ول بت 44وافر ش 44روط ه 44ذه الحال 44ة إذا ك 44انت ال 44دار األخ 44رى غ 44ير
مناسبة من حيث المساحة لعائلة المستأجر ،أو أنها تقع في منطقة ص4ناعية ولدي4ه طف4ل يع4اني من م4رض نفس4ي ،أو ك4ان
هو أو أحد ممن يعولهم يعاني من مرٍض عضال ويحتاج بسببه إلى الهدوء والراحة.
أن تكون الدار األخرى الصالحة لسكن المستأجر مملوكة له :وعليه إذا كانت الدار األخرى غير مملوك44ة للمس44تأجر ،فال
تنطب44ق ه44ذه الحال44ة لع44دم ت44وافر ش44روطها ،وال يمكن الق44ول بتوافره44ا ح44تى ول44و ك44انت ه44ذه ال44دار مناس44بة لس44كنى المس44تأجر
أك 44ثر من ال 44دار الم 44ؤجرة ،والعل 44ة من اش 44تراط ملكي 44ة المس 44تأجر لل 44دار األخ44رى تتمث 44ل في رغب 44ة المنظم في ع44دم إرهاق 44ه
وتحميله ما ال يطيق ،السيما أنه يشكل غالبا الطرف الضعيف في العقد.
ض44رورة الترميم44ات واإلص44الحات لحف44ظ العين الم44ؤجرة من الهالك :إذ يجب إلعم44ال ه44ذه الحال44ة االس44تثنائية ال44تي تج44يز
للم44ؤجر طلب إخالء العين الم44ؤجرة على ال44رغم من ع44دم انقض44اء م44دة اإلج44ارة أن تك44ون تل44ك اإلص44الحات والترميم44ات
ضرورية والزمة لحفظ العين الم4ؤجرة من الهالك ،وال يقص44د به4ا تل4ك الترميم4ات الالزم4ة والض44رورية لالنتف4اع ب4العين
المؤجرة على أكمل وجه ،إذ هذه األخيرة تقع على عاتق المؤجر ويل44تزم بإجرائه44ا أثن44اء س44ريان عق4د اإليج44ار وال تعطي44ه
م 44 4 4بررا لفس 44 4 4خ العق 44 4 4د وإ خالء المس 44 4 4تأجر من العين الم 44 4 4ؤجرةhttp://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx? ( .
475
:::::مقرر العقود المدنية :::::
،)id=4767وعليه إذا كانت الترميمات جمالية أو نافع4ة وليس4ت ض4رورية فال يج4وز حينه4ا للم4ؤجر إخالء المس4تأجر من
العين المؤجرة إلجرائها.
أال يكون بإمكان المؤجر القيام بها إال بإخالء المستأجر من العين المؤجرة :فإذا ك4ان بإمكان4ه القي4ام به4ا دون الحاج4ة إلى
إخالء المس 44تأجر منه 44ا فال تنطب 44ق ش 44روط ه 44ذه الحال 44ة االس 44تثنائية ،وعلي 44ه إذا ك 44انت الترميم 44ات الض 44رورية لحف 44ظ العين
الم44ؤجرة تتمث44ل في ت44رميم ج44زء من س44طح المب44نى وحش44وه ببعض األس44ياخ الحديدي44ة ف44إن ه44ذا األم44ر ال يحت44اج إلى إخالء
العين المؤجرة وفسخ العق4د ،وإ نم4ا يمكن إجراؤه4ا باالتف4اق م4ع المس4تأجر وإ خالء حاجت4ه من تحت الج4زء الم4راد ترميم4ه
والبق44اء في الج44زء اآلخ44ر ،أم44ا إذا ك44ان الم44راد ه44و ت44رميم الس44طح ك44امال لمخاف44ة س44قوطه ،أو ت44رميم أعم44دة الم44نزل ،وال44تي
أدى حدوث الزلزال إلى تصدعها ،ما يهدد بسقوط المبنى كامال ،ففي هذه الحالة يمكن القول بتوافر هذا الشرط.
فإذا توافرت هذه الشروط ،وقام المؤجر بإجراء الترميمات واإلصالحات الالزمة لحفظ العين المؤجرة من الهالك ،جاز
للمستأجر في هذه الحال4ة الع4ودة م4رة أخ4رى لش4غل ذات العين ،وه4ذا الخي4ار ل4ه وح4ده ،فل4ه أن يخت4ار الع4ودة لش4غل العين
الم4ؤجرة ،ول4ه أن يع4زف عن ذل4ك وال س4لطان علي4ه إال إرادت4ه ،ف44إن أراد الع4ودة لش4غل ذات العين فيجب علي4ه حينه4ا أن
يلتزم بدفع أجرة تتناسب مع ما زاد في قيمة العقار بسبب تلك الترميمات واإلصالحات ال44تي أجراه44ا الم44ؤجر ،ولم ي44ذكر
المنظم إن ك44انت الع44ودة ب44ذات ش44روط وبن44ود العق4د األص44لي ،أم بش44روٍط جدي44دة ،ويب44دو أن س44كوت المنظم عن تن44اول ه44ذه
الجزئية واقتصار الح4ديث عن األج4رة يحم4ل تفس4يرا واح4دا ،وه4و أن المنظم أراد أن يق4ول إن من ح4ق المس4تأجر الع4ودة
ب 44 4ذات بن 44 4ود العق 44 4د األول ألن 44 4ه لم ينقض ،ك 44 4ل م 44 4ا هنال 44 4ك أن 44 4ه تم إخالء العين مؤقت 44 4ا إلى أن ينتهي الم 44 4ؤجر من إج 44 4راء
الترميمات الضرورية والالزمة لحفظها ،وإ عطاء الخيار للمستأجر إن شاء رجع وإ ن ش44اء فس44خ ،فه44و يع44ني امت44داد العق4د
األول واس44 4تمراره إلى م44 4ا بع44 4د إج44 4راء التع44 4ديالت ،والعل44 4ة من وراء ع44 4دم إل44 4زام المس44 4تأجر ب44 4العودة هن44 4ا ودف44 4ع الزي44 4ادة
المنصوص عليها في هذه الفقرة ،هو رغبة المنظم في عدم إرهاق المستأجر وإ ثقال كاهله بزيادة قد ال يك44ون في طائلت44ه
أداؤه 44ا ،وبخص 44وص ع 44دم إعط 44اء الم 44ؤجر الخي 44ار في قب 44ول ع 44ودة المس 44تأجر من عدم 44ه فه 44و ليس خروج 44ا عن القواع 44د
العام44ة ،وإ نم44ا ذل44ك محض تط44بيق لتل44ك القواع44د ،فالعق44د كم44ا أس44لفنا لم ينقض بع44د ،ومن ثم ف44إن إرادة الم44ؤجر ال44تي س44بق
وأن عبر عنه4ا عن4د إب4رام عق4د اإليج4ار األول تمت4د هي ذاته4ا إلى م4ا بع4د إج4راء الترميم4ات ،وال حاج4ة للتعب4ير عنه4ا من
جديد.
و .فسخ العقد لحاجة المالك إلى هدم البناء وإعادة بنائه:
476
:::::مقرر العقود المدنية :::::
نصت الفقرة السادسة من البند رقم 4من قرار مجلس ال4وزراء رقم 19/1394ه على ه4ذه الحال4ة ،ويب4دو أن المنظم لم
يقي4د ه4ذه الحال4ة بش4روٍط معين4ة ،فمج4رد رغب4ة الم4ؤجر في ه4دم العين الم4ؤجرة ،وإ ع4ادة بنائه4ا يعت4بر س4ببا مقب4وال إلخالء
المس 44 4تأجر من العين الم 44 4ؤجرة ،وعلى ذل 44 4ك يس 44 4توي أن يك 44 4ون الغ 44 4رض من اله 44 4دم ه 44 4و تجدي 44 4د البن 44 4اء على ذات هيئت 44 4ه
ومواصفاته ،أو أن يك4ون اله4دف من اله4دم ه4و إع4ادة البن4اء على تص44ميمات حديث4ة وهيئ4ة مختلف4ة ،كم4ا يس4توي أن يك4ون
العق44ار ال44ذي تم اتخ44اذ الق44رار بهدم44ه متين44ا أو متص44دعا ،ويس44توي أن يك44ون س44يتم إنش44اؤه ل44ذات الغ44رض أم لغ44رٍض آخ44ر،
ول44ذلك لم يل44زم المنظم الم44ؤجر بإع4ادة ت44أجيره بع44د إع4ادة البن44اء إلى المس44تأجر كم44ا في الح44التين الس44ابقتين ،وإ نم44ا أج44از ل44ه
إعادة التأجير لمن يش4اء وليس للمس4تأجر فق4ط ،ولم يلزم4ه بض4رورة الحص4ول على موافق4ة المس4تأجر وإ ال فليس من حق4ه
التأجير لغيره لم4دة س4نتين ،فه4ذه الحال4ة مطلق4ة ،والعل4ة من ذل4ك أن اللج4وء إليه4ا يك4اد يك4ون مع4دوما؛ نظ4را الرتف4اع قيم4ة
اله44دم وإ ع44ادة البن44اء؛ وألن44ه من غ44ير المتص44ور أن يلج44أ الم44ؤجر إلى ه44دم عق44اره وإ ع44ادة بنائ44ه لمج44رد رغبت44ه في إخالء
العين المؤجرة.
صورة ()2-15
477
:::::مقرر العقود المدنية :::::
نص44ت خاتم44ة ق44رار مجلس ال44وزراء رقم 19/1394ه على" :ويش44ترط في ك44ل األح44وال أن تثبت األس44باب الس44الفة ل44دى
المحكم 44ة الش 44رعية وإ ذا تم إخالء العق 44ار الم 44ؤجر بس 44بب من األس 44باب الم 44ذكورة في ( )4،5،6فال يج 44وز للم 44ؤجر خالل
الس44نتين الت44اليتين ت44أجيره لغ44ير المس44تأجر ال44ذي تم إخالؤه إال إذا أب44دى المس44تأجر ع44دم رغبت44ه في االس44تئجار ،وإ ذا خ44الف
المؤجر فيخلى العقار من المستأجر الجديد بطلب المس4تأجر الس4ابق ويع4ود للمس4تأجر الس4ابق ح4ق البق4اء في العق4ار ،على
أنه في حالة هدم العقار وإ عادة بنائه يجوز لمالك العق4ار ت4أجيره على من يش4اء ول4و قب4ل مض4ي م4دة الس4نتين" ،وفيم4ا يلي
تفصيل لما ورد في هذه الخاتمة من جزاءات تتعلق بمخالفة ما ورد في هذا القرار من أحكام:
ض44رورة إثب44ات جمي44ع ش44روط الح44االت الس44ابقة أم44ام المحكم44ة المختص44ة :وفق44ا لم44ا ورد في خاتم44ة الق44رار ف44إن المحكم44ة
الش44 4رعية هي المحكم44 4ة ال44 4تي له44 4ا الوالي44 4ة العام44 4ة ب44 4النظر في جمي44 4ع القض44 4ايا ،وق44 4د منحه44 4ا المنظم بم44 4وجب ه44 4ذا الق44 4رار
اختصاص النظر في هذه القضايا ،اختصاصا نوعيا ،بيد أن نظام المرافعات الش44رعية الص44ادر بالمرس44وم الملكي رقم م/
1وبت 44اريخ 22/1/1435ه ،وفي الفق 44رة األولى من الم 44ادة رقم ( )31نص على" :تختص المح 44اكم العام 44ة بنظ 44ر جمي 44ع
الدعاوى والقضايا واإلثباتات اإلنهائية وما في حكمها الخارجة عن اختصاص المحاكم األخرى وكتابات الع44دل ،ودي44وان
المظالم ،وله4ا بوج4ه خ4اص النظ4ر في اآلتي :أ -ال4دعاوى المتعلق4ة بالعق4ار ،من المنازع4ة في الملكي4ة ،أو ح4ق متص4ل ب4ه
أو دع4وى الض4رر من العق4ار نفس4ه أو من المنتفعين ب4ه ،أو دع4وى قي4ام المن4افع أو اإلخالء ،أو دف4ع األج4رة أو المس4اهمة
فيه ،أو دعوى منع التعرض لحيازته واسترداده ،ونح44و ذل44ك م44ا لم ينص النظ44ام على خالف ذل44ك" ،ويب44دو هن44ا أن المنظم
السعودي قد جعل المحاكم العامة هي الجهة المختصة بنظر الدعاوى المتعلقة بالحاالت سابقة الذكر.
ال44تزام الم44ؤجر بع44دم ت44أجير العين ال44تي تم إخالؤه44ا لألس44باب ال44واردة في الح44االت في الفق4رة الرابع44ة والخامس44ة والسادس44ة
من البن44د رقم ( )4من ق44رار مجلس ال44وزراء ،وذل44ك لم44دة س44نتين ك44املتين :وعلي44ه إذا أراد الم44ؤجر أن ي44ؤجر العين ذاته44ا
لمستأجٍر آخر ،فال يجوز له ذلك إال إذا كان المستأجر األول قد تنازل عن حقه ،وأبدى عدم رغبت44ه في اإليج44ار ،أم44ا إذا
لم يب44د رغبت44ه في ع44دم الع44ودة إلى العين الم44ؤجرة فإن44ه يح44ق ل44ه أن يلج44أ إلى القض44اء ويط44الب ب44إخالء العين الم44ؤجرة من
المس44تأجر الجدي44د ،وإ عادته44ا إلي44ه لالنتف44اع به44ا ألن44ه األولى ب44ذلك ،وق44د اس44تثنى المنظم حال44ة ه44دم العين الم44ؤجرة وإ ع44ادة
بنائها ،إذ يجوز للمؤجر في هذه الحالة إعادة تأجيرها إلى من يشاء ،حتى ولو كان ذلك قبل مرور مدة السنتين.
478
:::::مقرر العقود المدنية :::::
479
:::::مقرر العقود المدنية :::::
مصطلحات الوحدة:
انقضAAاء عقAAد اإليجAAار :ه 44و زوال الرابط 44ة اإليجاري 44ة بين الم 44ؤجر والمس 44تأجر لقي 44ام س 44بب من أس 44باب االنقض 44اء
العامة أو العارضة أو النتهاء مدة العقد.
االنقضاء العارض لعقد اإليجار :هو زوال الرابطة العقدية بين المؤجر والمستأجر في عقد اإليجار نتيجة تحق44ق
أحد أسباب انقضائه قبل انتهاء مدته.
عقد اإليجار غير محدد المدة :ه44و العق44د ال44ذي لم يتف44ق طرف44اه على مدت44ه ،أو اتفق44ا عليه44ا وتع44ذر عليهم44ا أو على
أحدهما إثباتها ،أو اتفقا على مدة غير معينة للعقد.
مدة اإليجار :هي الم44دة الزمني44ة ال44تي يس44تمر عق44د اإليج44ار خالله44ا وال44تي يح44ق للمس44تأجر أثناءه44ا االنتف44اع ب44العين
المؤجرة مقابل التزامه بدفع األجرة للمؤجر.
التنبيAAه بAAاإلخالء :ه44و إخط44ار يبعث ب44ه أح44د ط44رفي عق44د اإليج44ار إلى الط44رف اآلخ44ر متض44منا رغبت44ه في إنه44اء
اإليجار بانقضاء مدته القانونية أو االتفاقية.
تجديد عقد اإليجار :ه4و تجدي4د العق4د ال4ذي انتهت في4ه العالق44ة العقدي4ة بين الم4ؤجر والمس4تأجر النقض44اء م4دتها أو
ألي سبب آخر من أسباب االنقضاء ،وذلك ما لم يكن سبب االنقضاء يتنافى مع طبيعة التجديد.
التجديد الضمني لعقد اإليجار :هو تجدد العقد فيما بين طرفيه باتخاذ موقف ال يدع معه مج4اال للش4ك على اتج4اه
إرادتهما نحو تجديد العقد ،ويعتبر التجديد هنا بمثابة عقد إيجار جديد يحتاج إلى إيجاب وقبول جديدين.
تمديد عقد اإليجار :ه44و إخط44ار المس44تأجر للم44ؤجر برغبت44ه في االس44تمرار في العالق44ة اإليجاري44ة قب44ل انته44اء عق44د
اإليجار وموافقة األخير على ذلك.
الظرف الطارئ النقضاء اإليجار :هو توافر شروط ظروف عارضة قد ال يتوقعها طرفا العقد ويكون من شأنها
الت4أثير على اس4تمراره ،إم4ا ألن ذل4ك االس4تمرار أص4بح مرهق4ا ألح4د الط4رفين أو لكليهم4ا ،وإ م4ا ألس4باب عارض4ة
ترتب عليها مخالفة بنود عقد اإليجار.
الخلAAف العAAام ألحAAد طAAرفي العقAAد :ه 44و من يخل44ف الس 44لف في ذمت 44ه المالي 44ة كله 44ا أو ج 44زء غ44ير مح 44دد منه 44ا وه 44و
الوارث لكل التركة أو جزء منها أو الموصى له بجزء غير محدد من التركة.
الخلف الخاص ألحد طرفي العقد :هو من يخل4ف الس4لف في ج4زء مح4دد من ذمت4ه المالي4ة كالمش4تري والموه4وب
له والموصى له وغيرهم ممن ينقل لهم السلف حقا عينيا بموجب تصرف قانوني.
480
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أنشطة الوحدة:
مقال:
اكتب مقااًل عن أسباب انقضاء عقد اإليجار المنصوص عليها في قرار مجلس الوزراء رقم 19/1394ه.
مقطع فيديو:
قم باالطالع على مقطع فيديو متعلق بموضوع الوحدة ولِّخ ص ما استفدته منه وألِقه على زمالئك.
481
:::::مقرر العقود المدنية :::::
حالة دراسية:
الحالة:
أقام (عمرو) دعوى ضد (زيد) ،مدعيًا فيها أنه قد أجر له معرضًا لمدة س نة ب أجرة س نوية ق درها ( )21000لاير ،وق د
تضمن العقد أن االخالء يكون في نهاية المدة ،وأنه إذا امتنع عن دفع األجرة ينفس خ العق د ،وأن العق د يتج دد تلقائي ًا م الم
يخطر أحدهما اآلخر قبل ش هرين على األق ل من نهاي ة الم دة ،وأن ه حص لت بينهم ا مش اكل ،ل ذلك يطلب الحكم ب إخالء
المعرض في نهاية السنة الموجودة اآلن في العقد والمتبقي لنهايتها ثالثة أشهر ،وهي السنة الثانية له في المعرض.
في رده على الدعوى ،أجاب (زيد) بأن ما ذكره (عمرو) في شأن االيج ار ص حيح ،والف ترة ال تي أش ار إليه ا ص حيحة،
ولكن المقصود بها هو وليس المالك ،وأن هذا رزقه ولن يرضى أن يقطع رزقه ،وما ذكره من وجود مشاكل فهو كذب ال
صحة له ،وهم يفتعلون المشاكل من أجل إخراج ه ،وك ذلك ال يقوم ون بالص يانة الواجب ة ،وأن ه يس دد اإليج ارات بش كل
مستمر ولم يحصل منه مشاكل.
فلو كنت قاضيًا في الدعوى ،ماذا سيكون ردك على دعوى (عمرو)؟
اإلجابة:
بناًء على ما قرره أهل العلم من أن عقد االجارة عقد الزم وأنها تنفسخ بانقضاء المدة ،وحيث بقي على المدة ثالثة أشهر،
وقد قال تعالىَ ( :ي ا َأُّي َه ا اَّلِذيَن آَم ُنوا َأْو ُفوا ِباْلُع ُقوِد ) [المائدة ،]1 :وقال عليه الصالة والسالم() :المؤمنون على شروطهم)
( ،وقال في المقنع :2/1199ولكل واحد منهما الفسخ عند انقضاء كل شهر وهو اختيار أبى الخطاب والمصنف والش يخ
تقى الدين ،والمراد انتهاء مدة األجرة ،وحيث طالب الُم َّد ِع ى بفسخ العقد واخالء العين المؤجرة بع د انقض اء الس نة ،فإن ه
يحكم على الُم َّد َع ى عليه بأن يسلم العين المؤجرة إلى الُم َّد ِع ى بنهاية السنة.
مخرجات الوحدة:
إن مخرجات هذه الوحدة وأثرها على علم الطالب ومعرفته تتمثل في:
معرفة األحكام المتعلقة بانقضاء عقد اإليجار بسبب انقضاء مدته.
معرفة أحكام انقضاء عقد اإليجار في ضوء أحكام قرار مجلس الوزراء رقم 19/1394ه.
482
:::::مقرر العقود المدنية :::::
أسئلة الوحدة
األسئلة الموضوعية:
السؤال األول :اختر اإلجابة الصحيحة مما يلي:
إذا مات المستأجر فإنه يحق لورثته االستمرار في عقد اإليجار بشرط: .2
ال ينقضي عقد اإليجار إذا أفلس المستأجر ويكون للمؤجر: .3
483
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يجوز للمؤجر إخالء المستأجر من العين المؤجرة إذا احتاجها للسكنى ما لم يكن: .6
يجوز للمؤجر فسخ اإلجارة متى كانت العين المؤجرة في حاجة إلى الترميمات بشرط: .7
أن تكون هذه الترميمات ضرورية لالنتفاع بالعين المؤجرة على أكمل وجه.
أن تكون الترميمات ضرورية لحفظ العين المؤجرة من الهالك.
أن تكون الترميمات نافعة تؤثر في جوهر العين المؤجرة بالزيادة.
أن تكون الترميمات يمكن القيام بها أثناء وجود المستأجر في العين المؤجرة.
484
:::::مقرر العقود المدنية :::::
السؤال الثاني :ضع عالمة (√) أمام العبارة الصحيحة وعالمة ( )Xأمام العبارة الخاطئة:
يجوز لمن صدر عنه التنبيه باإلخالء الرجوع فيه مطلقا حتى ولو علم به الطرف اآلخر.
يكون اإليجار غير محدد المدة متى اتفق الطرفان على مدة معينة لإليجار وتعذر عليهما إثباتها.
يجوز لمشتري المحل التجاري االستمرار في إيجار العقار المقام فيه المحل التجاري في حال اشتراه من
المستأجر المفلس فقط.
تمتد آثار انقضاء عقد اإليجار إلى الماضي والمستقبل متى كان سبب االنقضاء عارضا.
إذا كان عقد اإليجار محدد المدة ولم ينبه أي من طرفيه اآلخر باإلخالء فإن عقد اإليجار يتجدد من تلقاء نفسه.
إذا صدر التنبيه باإلخالء بعد انقضاء مدة اإليجار أنتج آثاره القانونية متى علم به الطرف الموّج ه إليه.
إذا بقي المستأجر في العين المؤجرة بعد انقضاء اإليجار وذلك على الرغم من اعتراض المؤجر ُع ّد ذلك
امتدادا لعقد اإليجار.
تمديد عقد اإليجار يتطلب إخطار المستأجر للمؤجر برغبته في االستمرار بمجرد انقضاء عقد اإليجار.
إذا تجدد عقد اإليجار ضمنيا فإنه تنتقل إليه جميع شروط العقد األول باستثناء شرط المدة.
إذا توفي المستأجر جاز للمؤجر أن يطلب من ورثته إخالء العين المؤجرة ما لم يوافق هو على بقائهم فيها.
485
:::::مقرر العقود المدنية :::::
يشترط أن يمتلك المؤجر أهلية اإلدارة وقت إبرام العقد وكذلك في حال ................................العقد.
يلتزم المؤجر بإعادة العين المؤجرة إلى المستأجر في حال كان سبب اإلخالء إجراء
الترميمات ................................
في حال ................................المستأجرين يجوز أن يحدث التجديد لبعضهم دون البعض اآلخر.
إذا أفلس المستأجر ال ينقضي عقد اإليجار ويكون للمؤجر حق ................................على أمواله.
ليتجدد عقد اإليجار تلقائيا يشترط أال يصدر من أحد طرفيه ما يفيد النية بعدم ................................
التنبيه باإلخالء هو تصرف من جانب واحد ملزم لمن وّج ه إليه متى ................................به.
ال ينقضي عقد اإليجار بأي حال من األحوال في حال وفاة ................................
إذا مات المستأجر جاز ................................االستمرار في العين المؤجرة بذات الشروط التي
كانت له.
تنتقل اإلجارة إلى .........................المحل التجاري وال يجوز للمؤجر إخالؤه من العين المؤجرة إال
بعد انتهاء مدة اإليجار.
في حال امتنع المستأجر عن الوفاء باألجرة جاز للمؤجر طلب إخالئه من العين المؤجرة بعد
مرور ...............................على إخطاره بالوفاء.
486
:::::مقرر العقود المدنية :::::
األسئلة المقالية:
السؤال الخامس :اكتب في تأثير وفاة المستأجر على عقد اإليجار في النظام السعودي.
مراجع الوحدة:
أبو السعود ،رمضان1996( .م)" .العقود المسماة عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،منشأة المعارف.
جبر ،سعيد2013( .م)" .عقد اإليجار ،األحكام العامة" ،القاهرة ،مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح.
الجمال ،مصطفى1991( .م)" .الوسيط في أحكام اإليجار" .اإلسكندرية ،الفتح للطباعة والنشر.
خضر ،خميس1979( .م)" .العقود المدنية الكبرى البيع والتأمين واإليجار" .القاهرة ،دار النهضة العربية
للنشر.
سعد ،نبيل إبراهيم1998( .م)" .العقود المسماة ،الجزء الثاني ،اإليجار" ،القاهرة ،دار النهضة العربية.
طلبة ،أنور1999( .م)" .عقد اإليجار" ،اإلسكندرية ،المكتب الجامعي الحديث.
عبد القادر ،عبد الرحمن محمد ط2006( .2م)" .الوسيط في عقد اإلجارة في الفقه اإلسالمي" ،القاهرة ،دار
النهضة العربية.
487
تم بحمد هللا
www.seu.edu.sa
488