You are on page 1of 21

‫ماستر العقار واألعمال‪ :‬الفوج الثالث‬

‫وحدة‪ :‬القانون املدني املعمق‬


‫الفوج‪ :‬الثالث‬

‫عرض تحت عنوان‪:‬‬


‫التحوالت الالحقة بنظريات قانون االلتزامات والعقود في القوانين الخاصة‬

‫تحت اشراف األستاذ‪:‬‬

‫الدكتور نبيل الكط‬


‫من إنجاز الطلبة الباحثين‪:‬‬
‫سمير حيان‬
‫غيثة بلمين‬
‫تيجاني حفيظ‬
‫معاد مقصد‬

‫السنة الجامعية ‪2022/2023‬‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫ع ‪44 4 4‬رفت نظري ‪44 4 4‬ات ق ‪44 4 4‬انون االلتزام ‪44 4 4‬ات اه ‪44 4 4‬تزازا في ظ ‪44 4 4‬ل التح ‪44 4 4‬والت االقتص ‪44 4 4‬ادية واالجتماعي ‪44 4 4‬ة‬
‫والتكنولوجي‪44 4‬ة‪ ،‬أدت الى خلخلت مجموع‪44 4‬ة من املب‪44 4‬ادئ الراسخة في الفك‪44 4‬ر املدني مت‪44 4‬ل الق‪44 4‬وة امللزم‪44 4‬ة‬
‫للعقد ومبدأ سلطان اإلرادة ومبدأ الضمان الع‪4‬ام لل‪4‬دائن على أم‪4‬وال املدين وغيره‪44‬ا من املب‪4‬ادئ‪ ،‬حيت‬
‫ج‪44‬اءت مجموع‪44‬ة من الق‪44‬وانين الخاص‪44‬ة وض‪44‬ربت ع‪44‬رض الحائ‪44‬ط في ه‪44‬ذه املب‪44‬ادئ‪ ،‬من بين ه‪44‬ذه الق‪44‬وانين‬
‫الق ‪44 4‬انون ‪ 17.73‬املتعل ‪44 4‬ق بمس ‪44 4‬اطر معالج ‪44 4‬ة ص ‪44 4‬عوبات املقاول ‪44 4‬ة وق ‪44 4‬وانين الش ‪44 4‬ركات والق ‪44 4‬انون ‪44.00‬‬
‫واملعدل واملتمم بالقانون ‪ 107.12‬املتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز‪ ،‬وقانون حماية املس‪44‬تهلك‪ ،‬حيت‬
‫تشكل هذه القوانين ثورة على القواعد العامة‪-‬كما سنرى‪.-‬‬
‫ع ‪44‬رف ق ‪44‬انون االلتزام ‪44‬ات والعق ‪44‬ود الح ‪44‬الي محط ‪44‬ات تاريخي ‪44‬ة حيت يعت ‪44‬بر ارث ‪44‬ا موروث ‪44‬ا عن س ‪44‬لطات‬
‫الحماية الفرنسية‪ ،‬ومن اجل محاولة مواكبته مع التطورات عرف مجموعة من التعديالت املتالحق‪44‬ة‬
‫ن‪4‬ذكر اخ‪44‬ر ه‪44‬ذه التع‪44‬ديالت الق‪44‬انون املتعل‪4‬ق بتب‪44‬ادل املعطي‪44‬ات بش‪4‬كل الك‪4‬تروني ‪ 53.05‬والق‪44‬انون املتعل‪4‬ق‬
‫ببيع العق ‪44 4‬ار في ط ‪44 4‬ور اإلنج ‪44 4‬از ‪ 44.00‬ال ‪44 4‬ذي ع ‪44 4‬دل وتمم بم ‪44 4‬وجب الق ‪44 4‬انون ‪ 107.12‬والق ‪44 4‬انون ‪21.18‬‬
‫املتعل ‪44 4‬ق بالض ‪44 4‬مانات املنقول ‪44 4‬ة والق ‪44 4‬انون ‪ 24.09‬املتعل ‪44 4‬ق بس ‪44 4‬المة املنتوج ‪44 4‬ات والخ ‪44 4‬دمات وغيره ‪44 4‬ا من‬
‫التعديالت الجزئية التي طالت مجموعة من فصول هذا القانون‪.‬‬
‫ومم ‪44 4‬ا ال ش‪44 4‬ك أن موض‪44 4‬وع ال‪44 4‬ذي بين أي‪44 4‬دينا ذو أهمي ‪44 4‬ة وراهني ‪44 4‬ة من الناحي ‪44 4‬ة العلمي ‪44 4‬ة حيت تزاي‪44 4‬د‬
‫االهتم ‪44‬ام والفقهي ب ‪44‬إبراز قص ‪44‬ور نظري ‪44‬ات القواع ‪44‬د العام ‪44‬ة أم ‪44‬ام ه ‪44‬ذه التح ‪44‬والت مم ‪44‬ا دف ‪44‬ع بالت ‪44‬دخل‬
‫التش ‪44‬ريعي وإص ‪44‬دار مجموع ‪44‬ة من الق ‪44‬وانين الخاص ‪44‬ة الي أص ‪44‬بحت متعارض ‪44‬ة في كت ‪44‬ير من األحي ‪44‬ان م ‪44‬ع‬
‫القواعد العام‪4‬ة‪ ،‬أم‪4‬ا الج‪4‬انب العملي حيت نج‪4‬د القض‪4‬اء كث‪4‬يرا م‪4‬ا يت‪4‬دخل لتحقي‪4‬ق ت‪4‬وازن عق‪4‬دي في ظ‪4‬ل‬
‫قصور القواعد العامة‪.‬‬
‫ونستعين في موضوعنا هذا تارة املنهج التحليلي وتارة املنهج املقارن في توضيح أوجه التحوالت ال‪44‬تي‬
‫جاء بها القوانين الخاصة وخرجت عن القواعد العامة‪.‬‬
‫ويط ‪44‬رح املوض ‪44‬وع إش ‪44‬كالية رئيس ‪44‬ة الى أي ح ‪44‬د الزالت قواع ‪44‬د ونظري ‪44‬ات ق ‪44‬انون االلتزام ‪44‬ات والعق ‪44‬ود‬
‫صامدة في ظل هذه التحوالت الالحقة به القوانين الخاصة؟‬
‫لإلجابة عن هذه اإلشكالية املطروحة نعتمد التقسيم التالي‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مظاهر التحوالت الالحقة بنظريات قانون االلتزامات والعقود في ظل قوانين‬
‫األعمال‬

‫‪1‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬الحماية القانونية للطرف الضعيف في ظل التحوالت االقتصادية‬

‫‪2‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مظاهر التحوالت الالحقة بنظريات قانون االلتزامات والعقود في ظل‬
‫قوانين األعمال‬
‫ع‪44‬رفت قواع‪44‬د ق‪44‬انون االلتزام‪44‬ات والعق‪44‬ود‪ 1‬ع‪44‬دة تح‪44‬والت ب‪44‬ل ع‪44‬دة اه‪44‬تزازات في ظ‪44‬ل مجموع‪44‬ة من‬
‫الق ‪44‬وانين الخاص ‪44‬ة على رأس ‪44‬ها الق ‪44‬انون ‪217.73‬املتعل ‪44‬ق بمس ‪44‬اطر معالج ‪44‬ة ص ‪44‬عوبات املقاول ‪44‬ة حيت أق ‪44‬ر‬
‫ض ‪44‬رب في مجموع ‪44‬ة من املب ‪44‬ادئ املكرس ‪44‬ة في القواع ‪44‬د العام ‪44‬ة (املطلب األول)‪ ،‬ونهج ق ‪44‬وانين الش ‪44‬ركات‬
‫منحى الق‪44 4‬انون ‪ 17.73‬حيت تم‪44 4‬رد ه‪44 4‬ذا الق‪44 4‬انون القاع‪44 4‬دة ال‪44 4‬تي تق‪44 4‬ول ب‪44 4‬أن الش‪44 4‬ركة هي عق‪44 4‬د (املطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مظاهر التحوالت الالحقة بنظريات قانون االلتزامات والعقود في ظل القانون‬
‫‪ 17.73‬املتعلق بمساطر معالجة صعوبات املقاولة‬
‫ض ‪44 4‬لت نظري ‪44 4‬ات ومب ‪44 4‬ادئ ق ‪44 4‬انون االلتزام ‪44 4‬ات والعق ‪44 4‬ود راسخة في الفك ‪44 4‬ر املدني والق ‪44 4‬انوني عموم ‪44 4‬ا‬
‫الق ‪44 4‬انوني (الفق ‪44 4‬رة األولى) اال أن التح ‪44 4‬والت االقتص ‪44 4‬ادية س ‪44 4‬اهمت في ف ‪44 4‬رض مجموع ‪44 4‬ة من القواع ‪44 4‬د‬
‫خ ‪44‬رجت عن ه ‪44‬ذه املب ‪44‬ادئ الراسخة وه ‪44‬و م ‪44‬ا كرس ‪44‬ه املش ‪44‬رع املغ ‪44‬ربي في إط ‪44‬ار الق ‪44‬انون ‪ 17.73‬املتعل ‪44‬ق‬
‫بمساطر معالجة صعوبات املقاولة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬املبادئ الراسخة قانون االلتزامات والعقود‬
‫ب‪44 4‬الرجوع الى ق‪44 4‬انون االلتزام‪44 4‬ات والعق‪44 4‬ود نج‪44 4‬ده يك‪44 4‬رس مجموع‪44 4‬ة من املب‪44 4‬ادئ الراسخة في الفك‪44 4‬ر‬
‫املدني والقانوني عموما من قبيل القوة امللزمة للعقد أو العقد شريعة املتعاق‪4‬دين حيت ينص الفص‪4‬ل‬
‫‪ 230‬من ق ‪44‬انون االلتزام ‪44‬ات والعق ‪44‬ود أن "االلتزام ‪44‬ات التعاقدي ‪44‬ة املنش ‪44‬أة على وج ‪44‬ه صحيح تق ‪44‬وم مق ‪44‬ام‬
‫الق ‪44‬انون بالنس ‪44‬بة الى منش ‪44‬ئيها‪ ،‬وال يج ‪44‬وز الغاؤه ‪44‬ا اال برض ‪44‬اهما مع ‪44‬ا أو في الح ‪44‬االت املنص ‪44‬وص عليه ‪44‬ا في‬
‫الق‪44‬انون"‪ .‬كم‪44‬ا نص الفص‪44‬ل ‪ 1241‬على مب‪44‬دأ الض‪44‬مان الع‪44‬ام لل‪44‬دائنين بقول‪44‬ه" أم‪44‬وال املدين ض‪44‬مان ع‪44‬ام‬
‫لدائنيه‪ ،‬ويوزع ثمنها عليهم بنسبة دين كل واحد منهم مالم توجد بينهم أسباب قانونية لألولوي‪44‬ة"‪ .‬كم‪44‬ا‬
‫تم تنص ‪44 4‬يص على مجموع ‪44 4‬ة من القواع ‪44 4‬د املخول ‪44 4‬ة لل ‪44 4‬دائن الس ‪44 4‬تفاء دين ‪44 4‬ه من قبي ‪44 4‬ل الفص ‪44 4‬ل ‪ 291‬من‬
‫القانون بقوله" حق الحبس هو حق حيازة الشيء اململوك للمدين‪ ،‬وعدم التخلي عنه إال بعد وف‪44‬اء م‪44‬ا‬
‫ه ‪44 4‬و مس‪44 4‬تحق لل‪44 4‬دائن‪ ،‬وال يمكن أن يباش‪44 4‬ر إال في األح ‪44 4‬وال الخاص‪44 4‬ة ال‪44 4‬تي يقرره ‪44 4‬ا الق ‪44 4‬انون"‪ ،‬كم ‪44 4‬ا تم‬
‫التنص ‪44‬يص في الفص ‪44‬ل ‪ 1170‬من نفس الق ‪44‬انون على االمتي ‪44‬از املمن ‪44‬وح لل ‪44‬دائن املض ‪44‬مون دين ‪44‬ه ب ‪44‬الرهن‬
‫‪ .‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬كما تم تغييره وتتميمه بتاريخ ‪26‬‬ ‫‪1‬‬

‫غشت ‪ ،2019‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية‪ ،‬سلسلة النصوص القانونية عدد ‪.2019 ،14‬‬
‫‪ .2‬ظهير شريف رقم ‪ 118.26‬الصادر بتنفيذه القانون ‪ 73.17‬بنسخ وتعويض الكتاب الخامس من القانون ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‬
‫‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 6667‬بتاريخ ‪ 23‬ابريل ‪ ،2018‬ص‪2345،‬‬

‫‪3‬‬
‫الحيازي بقولها" الرهن الحيازي فه‪4‬و عق‪4‬د بمقتض‪4‬اه يخص‪4‬ص املدين أو أح‪4‬د من الغ‪4‬ير يعم‪4‬ل ملص‪4‬لحته‬
‫شيئا لض‪44‬مان ال‪44‬تزام‪ ،‬وال‪44‬ذي يقتضي التخلي عن حي‪44‬ازة الشيء مح‪44‬ل ال‪44‬رهن الحي‪44‬ازي"‪ .‬فالتس‪44‬اؤل ال‪44‬ذي‬
‫يط‪44‬رح هن‪44‬ا م‪44‬دى ص‪44‬مود ه‪44‬ذه املب‪44‬ادئ والقواع‪44‬د الراسخة في مواجه‪44‬ة الق‪44‬انون ‪ 17.73‬وه‪44‬و م‪44‬ا نتع‪44‬رف‬
‫عليه في الفقرة املوالية‪.‬‬
‫الفق ‪TT‬رة الثاني ‪TT‬ة‪ :‬التح ‪TT‬والت ال ‪TT‬تي ط ‪TT‬رأت على ه ‪TT‬ذه املب ‪TT‬ادئ في ظ ‪TT‬ل الق ‪TT‬انون ‪ 17.73‬املتعل ‪TT‬ق بمس ‪TT‬اطر‬
‫معالجة صعوبات املقاولة‬
‫بقيت تل‪44‬ك املب‪44‬ادئ الس‪44‬الفة ذك‪44‬ر راسخة م‪44‬دة من ال‪44‬زمن اال أن‪44‬ه م‪44‬ع التح‪44‬والت االقتص‪44‬ادية أخ‪44‬دت‬
‫تتراجع أمام مجموعة من القوانين الخاصة على رأسها القانون ‪ 17.73‬الذي يشكل ث‪4‬ورة على القواع‪4‬د‬
‫العام ‪44‬ة‪ .‬بداي ‪44‬ة م ‪44‬ع م ‪44‬ا س ‪44‬ماه مش ‪44‬رع الق ‪44‬انون ‪ 73.17‬ب ‪44‬العقود الجاري ‪44‬ة‪ ،‬ال ‪44‬تي لم يعرفه ‪44‬ا املش ‪44‬رع املغ ‪44‬ربي‬
‫وحس ‪44‬ن م ‪44‬ا فع ‪44‬ل ألن مهم ‪44‬ة التعري ‪44‬ف من اختص ‪44‬اص الفق ‪44‬ه والقض ‪44‬اء وتع ‪44‬رف بأنه ‪44‬ا" تل ‪44‬ك العق ‪44‬ود ال ‪44‬تي‬
‫انعق‪44‬دت قب‪44‬ل النط‪44‬ق بفتح املس‪44‬طرة القض‪44‬ائية ولم تستنفد آثاره‪44‬ا الرئيس‪44‬ة ي‪44‬وم النط‪44‬ق بفتح املس‪44‬طرة‬
‫القض‪44‬ائية"‪،1‬ونص‪44‬ت املادة ‪ 588‬من مدون‪44‬ة التج‪44‬ارة "بإمكان الس‪44‬نديك وح‪44‬ده أن يط‪44‬الب بتنفي‪44‬ذ العق‪44‬ود‬
‫الجاري‪44‬ة بتق‪44‬ديم الخدم‪44‬ة املتعاق‪44‬د بش‪44‬أنها للط‪44‬رف املتعاق‪44‬د م‪44‬ع املقاول‪44‬ة"‪ ،‬وبالت‪44‬الي خ‪44‬ول املش‪44‬رع املغ‪44‬ربي‬
‫للس‪44‬نديك وح‪44‬ده أن يط‪44‬الب بتنفي‪44‬ذ العق‪44‬ود الجاري‪44‬ة في ت‪44‬اريخ ص‪44‬دور الحكم بفتح املس‪44‬طرة القض‪44‬ائية‬
‫دون إرادة املدين رئيس املقاول ‪44 4‬ة وك ‪44 4‬ذلك ال ‪44 4‬دائن املتعاق ‪44 4‬د مع ‪44 4‬ه رغم أن الس ‪44 4‬نديك لم يكن طرف ‪44 4‬ا في‬
‫العقد وفي هذا ضرب صارخ للقوة امللزمة للعقد"‪،2‬بل ونتساءل اين هي قدسية العقد؟‬
‫ب‪4‬ل أك‪4‬ثر من ذل‪4‬ك أن ال‪4‬دائن للمقاول‪4‬ة مل‪4‬زم بتنفي‪4‬ذ التزامات‪4‬ه رغم ع‪4‬دم وف‪4‬اء املقاول‪4‬ة بالتزاماته‪4‬ا وإذا‬
‫ما أرسل إنذارا للسنديك وبقي دون جدوى ملدة تفوق شهرا تم فسخ العقد بقوة القانون تطبيقا‬
‫ملقتض‪44‬يات املادة ‪"588‬يفسخ العق‪44‬د بق‪44‬وة الق‪44‬انون بع‪44‬د توجي‪44‬ه إن‪44‬ذار الى الس‪44‬نديك يظ‪44‬ل دون ج‪44‬واب‬
‫ملدة تفوق شهرا‪ ،‬يجب على املتعاقد أن يفي بالتزاماته رغم عدم وفاء املقاولة بالتزاماتها‪"...‬‬
‫وبم‪44‬وجب قاع‪44‬دة وق‪44‬ف املتابع‪44‬ات الفردي‪44‬ة تم‪44‬رد الق‪44‬انون ‪ 17.73‬على مب‪44‬دأ أن أم‪44‬وال املدين ض‪44‬مان‬
‫ع‪44‬ام دائني‪44‬ه حيت نص‪44‬ت املادة ‪ 686‬من مدون‪44‬ة التج‪44‬ارة على أن" يوق‪44‬ف حكم فتح املس‪44‬طرة أو يمن‪44‬ع كل‬
‫دعوة قضائية يقيمها الدائنون أصحاب ديون نش‪4‬أت قب‪4‬ل الحكم املذكور ت‪4‬رمي الى‪- :‬الحكم على املدين‬
‫ب ‪44‬أداء مبل ‪44‬غ من املال‪-‬فسخ عق ‪44‬د لع ‪44‬دم أداء مبل ‪44‬غ من املال‪ .‬يوق ‪44‬ف الحكم أو يمن ‪44‬ع كل إج ‪44‬راء تنفي ‪44‬ذي‬
‫يقيمه ه‪4‬ؤالء س‪4‬واء على املنق‪4‬والت أو على العق‪4‬ارات"‪ .‬وبالت‪4‬الي بم‪4‬وجب قاع‪4‬دة وق‪4‬ف املتابع‪4‬ات الفردي‪4‬ة‬
‫تم ضرب قاعدة أن أموال املدين ضمان عام لدائنيه‪.‬‬

‫‪ . 1‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة في ضوء القانون ‪ ،73.17‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2018‬الصفحة‪.208‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪. 209‬‬

‫‪4‬‬
‫وبم‪44‬وجب اتف‪44‬اق املص‪44‬الحة ض‪44‬رب املش‪44‬رع املغ‪44‬ربي في مب‪44‬دأ س‪44‬لطان اإلرادة حيت يكون ال‪44‬دائن ال‪44‬ذي‬
‫لم يواف ‪44 4‬ق ولم يرتضي املوافق ‪44 4‬ة على ه ‪44 4‬ذا االتف ‪44 4‬اق مع ‪44 4‬ني ب ‪44 4‬الرغم من ذل ‪44 4‬ك باآلج ‪44 4‬ال الجدي ‪44 4‬دة طبق ‪44 4‬ا‬
‫ملقتض‪44‬يات الفق‪44‬رة الثاني‪44‬ة من الفص‪44‬ل ‪ 556‬من الق‪44‬انون ‪ 17.73‬ال‪44‬ذي ج‪44‬اء في‪44‬ه" إذا تم اب‪44‬رام اتف‪44‬اق م‪44‬ع‬
‫ال ‪44‬دائنين الرئيس ‪44‬يين‪ ،‬أمكن ل ‪44‬رئيس املحكم ‪44‬ة أن يص ‪44‬ادق علي ‪44‬ه أيض ‪44‬ا‪ ،‬وأن يمنح للم ‪44‬دين أج ‪44‬اال جدي ‪44‬دة‬
‫لألداء وف‪4‬ق النص‪4‬وص الج‪4‬اري به‪4‬ا العم‪4‬ل فيم‪4‬ا يخص ال‪4‬ديون ال‪4‬تي لم يش‪4‬ملها االتف‪4‬اق وفي ه‪44‬ذه الحال‪4‬ة‪،‬‬
‫وجب إخبار الدائنين غير املشمولين باالتفاق واملعنيين باآلجال الجديدة"‪.‬‬
‫ب ‪44‬ل أك ‪44‬تر من ذل ‪44‬ك مباش ‪44‬رة اتب ‪44‬ع املش ‪44‬رع املغ ‪44‬ربي الفص ‪44‬ل ‪ 566‬ب ‪44‬الجزاءات او كم ‪44‬ا نحب ان نس ‪44‬ميها‬
‫(ب ‪TT T‬االبتزازات التش ‪TT T‬ريعية) في الفص‪44 4 4‬ل ‪ 567‬حيت نص" يس‪44 4 4‬تفيد األشخاص ال‪44 4 4‬ذين وافق‪44 4 4‬وا في إط‪44 4 4‬ار‬
‫مسطرة املصالحة التي افرزت االتف‪4‬اق املنص‪4‬وص علي‪4‬ه في املادة ‪ 566‬أعاله‪ ،‬على منح مس‪4‬اهمة جدي‪4‬دة‬
‫بخزين‪44‬ة املقاول‪44‬ة من اج‪44‬ل ض‪44‬مان متابع‪44‬ة نش‪44‬اط اس‪44‬تمراريتها‪ ،‬من استيفاء مبل‪44‬غ تل‪44‬ك املس‪44‬اهمة بحس‪TT‬ب‬
‫األفض‪TT‬لية‪ ،‬قب‪TT‬ل كل ال‪TT‬ديون األخ‪T‬رى بم‪44‬ا فيه‪44‬ا تل‪44‬ك املق‪44‬ررة في املادتين ‪ 565‬و‪ 590‬والفق‪44‬رة ‪ 2‬من املادة‬
‫‪ 652‬ادناه"‪.‬‬
‫ومن جه ‪44‬ة أخ ‪44‬رى فيم ‪44‬ا يتعل ‪44‬ق بص ‪44‬مود بعض املؤسس ‪44‬ات املدني ‪44‬ة في وج ‪44‬ه الق ‪44‬انون ‪ 17.73‬كال ‪44‬ديون‬
‫املضمونة بحق الحبس أو بالرهون ما هو اال تكتي‪4‬ك ض‪4‬بره الق‪4‬انون ‪ 17.73‬خدم‪4‬ة للمقاول‪4‬ة‪ ،‬بحيث ان‬
‫تل‪44 4‬ك ال‪44 4‬ديون املض‪44 4‬مونة به‪44 4‬ذه الض‪44 4‬مانات لن ي‪44 4‬أذن القاضي املنت‪44 4‬دب بفكه‪44 4‬ا اال إذا كانت من ش‪44 4‬أنها أن‬
‫تس ‪44‬اهم في اس ‪44‬تمرارية نش ‪44‬اط املقاول ‪44‬ة‪ ،1‬وه‪44 4‬ذا م ‪44‬ا نص ‪44‬ت علي ‪44‬ه مقتض ‪44‬يات املادة ‪ 690‬من الق ‪44‬انون في‬
‫فقرتها الثانية ‪ "17.732‬يمكن للقاضي املنت‪44‬دب أن ي‪44‬أذن للس‪44‬نديك ب‪44‬أداء ال‪44‬ديون الس‪44‬ابقة للحكم وذل‪44‬ك‬
‫لفك الرهن أو السترجاع شيء محبوس قانونيا‪ ،‬اذا كان يستلزمه متابعة نشاط املقاولة"‪.‬‬
‫وفيم‪44‬ا يتعل‪44‬ق اإلمه‪44‬ال القض‪44‬ائي يمكن الق‪44‬ول ان‪44‬ه ل‪44‬ه خصوص‪44‬يات على مس‪44‬توى الق‪44‬انون ‪ 17.73‬حيت‬
‫برجوع الى القواعد العامة املادة ‪ 243‬أعطت للقاضي سلطة تقديرية ض‪4‬يقة ملنح مهل‪4‬ة قض‪4‬ائية‪ ،‬وه‪44‬ذا‬
‫م ‪44 4 4‬ا تق ‪44 4 4‬رره ايض ‪44 4 4‬ا املادة ‪ 231‬من مدون ‪44 4 4‬ة التج ‪44 4 4‬ارة حيت تش ‪44 4 4‬ددت أك ‪44 4 4‬ثر بقوله ‪44 4 4‬ا" ال يمنح أي إمه ‪44 4 4‬ال‬
‫قض‪44‬ائي ‪ ،"...‬فالق‪44‬انون ‪ 17.73‬ق‪44‬د تص‪44‬ل في‪44‬ه م‪44‬دة اإلمه‪44‬ال القض‪44‬ائي الى خمس س‪44‬نوات في حال‪44‬ة اعتم‪44‬اد‬
‫مخط‪44‬ط اإلنق‪44‬اذ وعش‪44‬ر س‪44‬نوات في حال‪44‬ة اعتم‪44‬اد مخط‪44‬ط االس‪44‬تمرارية طبق‪44‬ا ملقتض‪44‬يات املادتين ‪ 571‬و‬
‫‪ 628‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪ . 1‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاول‪AA‬ة في ض‪AA‬وء الق‪AA‬انون ‪ ،73.17‬مطبع‪AA‬ة األمني‪AA‬ة الرب‪AA‬اط‪ ،‬الطبع‪AA‬ة األولى‬
‫‪ ،2018‬الصفحة ‪263‬و‪.264‬‬
‫‪ .2‬ظهير شريف رقم ‪ 118.26‬الصادر بتنفيذه القانون ‪ 73.17‬بنس‪AA‬خ وتع‪AA‬ويض الكت‪AA‬اب الخ‪AA‬امس من الق‪AA‬انون ‪ 15.95‬المتعل‪AA‬ق بمدون‪AA‬ة التج‪AA‬ارة‬
‫‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 6667‬بتاريخ ‪ 23‬ابريل ‪ ،2018‬ص‪2345،‬‬

‫‪5‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مظاهر التحوالت الالحقة بنظرية العقد في ظل قانون الشركات‬
‫لقد أثر التضخم‬
‫في إطار مسايرة التطور االقتصادي جاء مفهوم جديد للشركات حيت أصبح يصطدم القانون ‪5.1‬‬
‫‪ 96‬املتعل ‪44‬ق بش ‪44‬ركة التض ‪44‬امن وب ‪44‬اقي الش ‪44‬ركات (الفق ‪44‬رة الثاني ‪44‬ة) م ‪44‬ع تعري ‪44‬ف الش ‪44‬ركة حس ‪44‬ب ق ‪44‬انون‬
‫االلتزامات والعقود‪( 2‬الفقرة األولى)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشركة تنشأ بموجب العقد‬
‫بالرجوع الى الفصل ‪ 982‬من قانون االلتزامات والعق‪4‬ود نج‪4‬ده يع‪4‬رف الش‪4‬ركة بأنه‪4‬ا "الش‪4‬ركة عق‪4‬د‬
‫بمقتض‪4‬اه يض‪4‬ع شخص‪4‬ان أو أك‪4‬ثر أم‪4‬والهم أو عملهم أو هم‪4‬ا مع‪4‬ا‪ ،‬لتكون مش‪4‬تركة بينهم‪ ،‬بقص‪4‬د تقس‪4‬يم‬
‫ال‪44‬ربح ال‪44‬ذي ق‪44‬د ينش‪44‬أ عنه‪44‬ا" ويع‪44‬رف العق‪44‬د بأن‪44‬ه"‪ .‬ويع‪44‬رف العق‪44‬د بأن‪44‬ه" تواف‪44‬ق إرادتين على إح‪44‬داث أث‪44‬ر‬
‫ق‪44‬انوني"‪ .3‬وبالت‪44‬الي فإلنش‪44‬اء ش‪44‬ركة الب‪44‬د من ت‪44‬وافر في الح‪44‬د األدنى شخص‪44‬ين حس‪44‬ب مقتض‪44‬يات الفص‪44‬ل‬
‫‪ 982‬فهل الزال هذا التعريف صامدا أمام قوانين الشركات وهو ما نتطرق اليه في فقرة موالية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تمرد الشركة ذات املسؤولية على القواعد العامة‬
‫ضل الهاجس التعاقدي هو الذي يطبع الشركات التجارية وفي إطار مواكبة التحوالت االقتصادية‬
‫ج‪44‬اء مش‪44‬رع الق‪44‬انون ‪ 5.96‬بش‪44‬ركة ذات املس‪44‬ؤولية ذات الش‪44‬ريك الوحي‪44‬د حيت تش‪44‬كل ه‪44‬ذه منعطف‪44‬ا في‬
‫الفك‪4‬ر الق‪4‬انوني حيت تنص املادة ‪ 44‬في فقرته‪4‬ا الثالث‪4‬ة" إذا كانت الش‪4‬ركة تتكون حي‪4‬ادا عن مقتض‪4‬يات‬
‫الفص ‪44 4‬ل ‪ 982‬من ق ‪44 4‬انون االلتزام ‪44 4‬ات والعق ‪44 4‬ود‪ ،‬من شخص واح ‪44 4‬د س ‪44 4‬مي بالش ‪44 4‬ريك الوحي ‪44 4‬د‪ ،"...‬ه ‪44 4‬ذه‬
‫املفارق‪4‬ة القانوني‪4‬ة بين مقتض‪4‬يات ق‪4‬انون الش‪4‬ركات التجاري‪4‬ة وظه‪4‬ير االلتزام‪4‬ات والعق‪4‬ود ت‪4‬بين كي‪4‬ف أن‬
‫موجة القوانين االقتصادية تنطوي على مقاربات حديثة إلدارة رؤوس األموال كم‪4‬ا أنه‪4‬ا ق‪4‬امت بتج‪4‬اوز‬
‫البنية املفاهمية القديمة لظهير االلتزامات والعقود‪،4‬ومما‬
‫يأك‪44 4‬د طغي‪44 4‬ان فك‪44 4‬رة النظ‪44 4‬ام على العق‪44 4‬د أن املش‪44 4‬رع ت‪44 4‬ولى تنظيم ش‪44 4‬روط انش‪44 4‬اء الش‪44 4‬ركات التجاري‪44 4‬ة‬
‫وتسييرها وانقضائها‪.5‬‬

‫‪ .11‬القانون ‪ ،5.96‬المتعلق بشركة التضامن وشركة التوصية البس‪AA‬يطة‪ ،‬وش‪AA‬ركة التوص‪AA‬ية باألس‪AA‬هم والش‪AA‬ركة ذات المس‪AA‬ؤولية المح‪AA‬دودة وش‪AA‬ركة‬
‫المحاصة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ ،1.97.49‬في ‪ 5‬شوال ‪ 13( 1417‬فبراير ‪ ،)1997‬المنشور بالجري‪AA‬دة الرس‪AA‬مية ع‪AA‬دد ‪،4478‬‬
‫بتاريخ ‪ 23‬ذي الحجة ‪(1417‬فاتح ماي ‪ ،)1997‬ص‪.1058.‬‬
‫‪ .22‬الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬بمثابة قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬كما تم تغي يره وتتميم ه بت اريخ ‪26‬‬
‫غشت ‪ ،2019‬منشورات جمعية نشر المعلومة القانونية والقضائية‪ ،‬سلسلة النصوص القانونية عدد ‪.2019 ،14‬‬
‫‪ . 33‬مأمون الكزبري نظرية االلتزامات في ضوء قانون االلتزامات والعقود بدون ذكر المطبعة‪ ،‬بدون ذكر رقم الطبعة‪ ،‬الصفحة ‪.30‬‬
‫‪ . 44‬محمد سعيد‪ ،‬تأثير القوانين المنظمة للسوق المالية على البناء المفاهيمي لظهير قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬مق‪AA‬ال منش‪AA‬ور ض‪AA‬من أعم‪AA‬ال ن‪AA‬دوة "‬
‫التحوالت االقتصادية وانعكاساتها على ظهير قانون االلتزامات والعقود المغربي"‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ .55‬عبد الرحيم شميعة‪ ،‬سلسلة قانون األعمال الجزء الثاني‪ ،‬الشركات التجارية في ضوء أخر التعديالت القانونية‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬طبعة ‪2018‬‬
‫ص‪.8‬‬

‫‪6‬‬
‫من جه ‪44‬ة أخ ‪44‬رى في حال ‪44‬ة ع ‪44‬دم ت ‪44‬وفر أح ‪44‬د أركان العق ‪44‬د فإن ‪44‬ه ي ‪44‬ترتب على ذل ‪44‬ك بطالن العق ‪44‬د ورج ‪44‬اع‬
‫الط ‪44‬رفين الى الحال‪44‬ة ال‪44‬تي كان‪44‬ا عليه ‪44‬ا قب ‪44‬ل التعاق ‪44‬د طبق ‪44‬ا ملقتض ‪44‬يات الفص ‪44‬ل ‪ 306‬من ق ‪44‬انون االلتزام‪44‬ات‬
‫والعق‪44‬ود‪ ،1‬ف‪44‬برجوع الى الق‪44‬انون ‪ 17.95‬نج‪44‬ده خ‪44‬رج عن ه‪44‬ذه القاع‪44‬دة في املادة ‪ 346‬حيت نص‪44‬ت " كل‬
‫شركة حكم ببطالنها تحل بقوة القانون دون أثر رجعي وتتم تص‪44‬فيتها‪ 2،"...‬وبالت‪44‬الي ال يص‪44‬بح للشخص‬
‫املعن‪44‬وي أي س‪44‬ند في وج‪44‬وده في املس‪44‬تقبل‪ ،‬أم‪44‬ا بالنس‪44‬بة للماضي فعق‪44‬د الش‪44‬ركة كان قائم‪44‬ا وذل‪44‬ك حماي‪44‬ة‬
‫‪3‬‬
‫ملجموعة من املراكز التي نشأت‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬خصوصيات حماية املستهلك في ظل القوانين الخاصة‬
‫إن التح ‪44 4‬والت االقتص ‪44 4‬ادية واالجتماعي ‪44 4‬ة ال ‪44 4‬تي يعرفه ‪44 4‬ا الع ‪44 4‬الم الي ‪44 4‬وم‪ ،‬جعلت املش ‪44 4‬رع يت ‪44 4‬دخل‬
‫بمجموع‪44‬ة من الق‪44‬وانين الخاص‪44‬ة من أج‪44‬ل مواكب‪44‬ة ومس‪44‬ايرة ه‪44‬ذا التط‪44‬ور وحماي‪44‬ة للط‪44‬رف الض‪44‬عيف في‬
‫العالق‪44‬ة التعاقدي‪44‬ة س‪44‬واء من خالل الق‪44‬انون املتعل‪44‬ق ببيع العق‪44‬ار في ط‪44‬ور اإلنج‪44‬از (املطلب األول) وك‪44‬ذا‬
‫القانون ‪ 31.08‬املحدد لتدابير حماية املستهلك (مطلب ثان)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الحماي ‪TT‬ة القانوني ‪TT‬ة في ظ ‪TT‬ل الق ‪TT‬انون ‪ 44.00‬املع ‪TT‬دل واملتمم بم ‪TT‬وجب الق ‪TT‬انون‬
‫‪ 107.12‬املتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز‬
‫إذا كان القانون ‪ 44.00‬املتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز قبل التعديل ينص على إبرام العق‪44‬د‬
‫على مرحل ‪44‬تين‪ :‬مرحل ‪44‬ة العق ‪44‬د االبت ‪44‬دائي ومرحل ‪44‬ة العق ‪44‬د النه ‪44‬ائي‪ ،‬ف ‪44‬إن ق ‪44‬انون ‪ 107.12‬املع ‪44‬دل واملتمم‬
‫للقانون ‪ ،44.00‬تأثر بمستجد مهم لحماية الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية ويتعل‪4‬ق األم‪4‬ر بعق‪4‬د‬
‫التخص ‪44‬يص‪ ،‬كم ‪44‬ا أعطى بعض الض ‪44‬مانات للمش ‪44‬تري في عق ‪44‬د بيع ‪44‬ه العق ‪44‬ار في ط ‪44‬ور اإلنج ‪44‬از‪ ،‬وذل ‪44‬ك من‬
‫أجل حمايته باعتباره الطرف الضعيف في العالقة التعاقدية‪.‬‬
‫وبن‪4‬اء علي‪4‬ه سنتطرق ملراح‪4‬ل تكوين ه‪4‬ذا العق‪4‬د من خالل التط‪4‬رق إلى عق‪4‬د التخص‪4‬يص‪ ،‬ثم بع‪4‬د‬
‫ذل‪44 4‬ك إلى عق‪44 4‬د ال‪44 4‬بيع االبت‪44 4‬دائي والنه‪44 4‬ائي (الفق‪TT T‬رة األولى)‪ ،‬كم‪44 4‬ا سنتحدث عن الض‪44 4‬مانات ال‪44 4‬تي خوله‪44 4‬ا‬
‫املشرع للمشتري (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مراحل تكوين عقد بيع العقار في طور اإلنجاز‬
‫سنتطرق في هذا اإلطار إلى عقد التخصيص (أوال) ثم العقد االبتدائي والنهائي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عقد التخصيص‬
‫تعريف عقد التخصيص‬ ‫‪-1‬‬

‫‪1‬‬
‫"‪...‬الفصل ‪ 306‬من قانون االلتزامات والعقود " االلتزام الباطل بقوة القانون ال يمكن أن ينتج أي أثر‪ ،‬اال استرداد ما دفع بغير حق تنفيذا له ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫القانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركة المساهمة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.96.124‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع االخر ‪ 30( 1417‬غشت‪4.‬‬
‫‪ ،)1996.‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4422‬في ‪ 17‬أكتوبر ‪.1996‬ص‪232‬‬
‫‪ . 3‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد‪ ،‬الشركات التجارية‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،2012 ،‬الصفحة ‪.51‬‬

‫‪7‬‬
‫لم يعرف املشرع عقد التخصيص لكن يمكن تعرفه من خالل النص‪4‬وص املنظم‪4‬ة ل‪4‬ه بأن‪4‬ه‪ :‬عق‪4‬د‬
‫اختي ‪44‬اري مدت ‪44‬ه ال تتج ‪44‬اوز س ‪44‬تة أش ‪44‬هر وغ ‪44‬ير قاب ‪44‬ل للتجدي ‪44‬د ج ‪44‬اء ب ‪44‬ه املش ‪44‬رع من أج ‪44‬ل حماي ‪44‬ة الط ‪44‬رف‬
‫الضعيف (املشتري)‪.‬‬
‫ينص الفص‪44‬ل ‪ 618-3‬مك‪44‬رر ثالث م‪44‬رات من ق‪44‬انون ‪ 107.12‬املع‪44‬دل واملتمم للق‪44‬انون ‪ 44.00‬على‬
‫أن‪4‬ه‪ " :‬يح‪4‬ق للمش‪4‬تري ال‪4‬تراجع عن عق‪4‬د التخص‪4‬يص داخ‪4‬ل أج‪4‬ل ال يتع‪4‬دى ش‪4‬هرا ابت‪4‬داء من ت‪4‬اريخ إب‪4‬رام‬
‫عقد التخصيص‪.‬‬
‫يجب على الب ‪44 4‬ائع في حال ‪44 4‬ة تراج ‪44 4‬ع املش ‪44 4‬تري عن عق ‪44 4‬د التخص ‪44 4‬يص‪ ،‬أن يرج ‪44 4‬ع للمش ‪44 4‬تري املبل ‪44 4‬غ‬
‫املدفوع كامال داخل أجل ال يتعدى سبعة أيام ابتداء من تاريخ ممارسة هذا الحق‪.‬‬
‫وتح‪44‬دد ص‪44‬الحية عق‪44‬د التخص‪44‬يص في م‪44‬دة ال تتج‪44‬اوز س‪44‬تة (‪ )6‬أش‪44‬هر غ‪44‬ير قابل‪44‬ة للتجدي‪44‬د ت‪44‬ؤدي‬
‫لزوما إلى إبرام عقد البيع االبتدائي أو التراجع عن عقد التخصيص واسترجاع املبالغ املسبقة"‪.1‬‬
‫يتضح من خالل الفصل أعاله أن املشرع املغربي جاء بمجموع‪4‬ة من الض‪4‬مانات لص‪4‬الح املش‪4‬تري‬
‫باعتباره الطرف الضعيف‪.‬‬
‫‪ -2‬أهم الضمانات الحمائية للطرف الضعيف (املشتري)‬
‫‪-‬ح‪44‬ق ال‪44‬تراجع‪ :‬يمكن للمش‪44‬تري ال‪44‬تراجع‪ ،‬وذل‪44‬ك بإعطائ‪44‬ه مهل‪44‬ة للتفك‪44‬ير وتراج‪44‬ع عن ق‪44‬رار الش‪44‬راء‬
‫وذلك داخل أجل شهر‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على البائع إذا تراجع املستهلك داخل األجل القانوني أن يرج‪44‬ع ل‪4‬ه املب‪44‬الغ املدفوع‪4‬ة في أج‪44‬ل‬
‫سبعة أيام (‪)7‬‬
‫‪ -‬عقد التخصيص هو ضمانة للمستهلك باعتباره اختياري وليس إجباريا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد البيع االبتدائي والنهائي‬


‫‪ -1‬البيع االبتدائي‬
‫يعتبر البيع االبتدائي من املمارس‪4‬ات الش‪4‬ائعة في املع‪4‬امالت املتعلق‪4‬ة ب‪4‬البيوع العقاري‪4‬ة ب‪4‬الرغم من‬
‫ع ‪44‬دم تنظيم ‪44‬ه من قب ‪44‬ل املش ‪44‬رع‪ ،‬ولق ‪44‬د أك ‪44‬د املش ‪44‬رع على أن ي ‪44‬رد عق ‪44‬د ال ‪44‬بيع االبت ‪44‬دائي للعق ‪44‬ار في ط ‪44‬ور‬
‫اإلنجاز تحت طائلة البطالن إما في محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ‪.‬‬
‫كما استلزم املشرع أن يتضمن لزاما هذا العقد على البيانات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬هوية األطراف املتعاقدة‬
‫‪ -2‬محل املخابرة املتفق عليه مع وجوب اإلخبار في حالة تغييره‬
‫‪ -3‬رقم الرس ‪44‬م العق ‪44‬اري األص ‪44‬لي للعق ‪44‬ار املحف ‪44‬ظ موض ‪44‬وع البن ‪44‬اء أو مراج ‪44‬ع ملكي ‪44‬ة العق ‪44‬ار غ ‪44‬ير‬
‫املحفظ مع تحديد الحقوق العينية والتحمالت واالرتفاقات الواردة على العقار‬
‫‪ -4‬تاريخ ورقم رخصة البناء‬

‫‪ - 1‬الفصل ‪ 618-3‬مكرر ثالث مرات من قانون ‪ 107.12‬المعدل والمتمم للقانون ‪.44.00‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -5‬موقع العقار محل البيع ووصفه ومساحته التقريبية‬
‫‪ -6‬ثمن ال‪44 4‬بيع النه‪44 4‬ائي للم‪44 4‬تر املربع وكيفي‪44 4‬ة األداء أو ثمن ال‪44 4‬بيع اإلجم‪44 4‬الي بالنس‪44 4‬بة لل‪44 4‬بيع املتعل‪44 4‬ق‬
‫باقتناء عقار في إطار السكن االجتماعي كما هو محدد بالتشريع الجاري به العمل‬
‫‪ -7‬أجل التسليم‬
‫‪ -8‬مراجع ضمانة استرجاع األقساط املؤداة في حالة عدم تنفيذ البائع للعقد أو ضمانة إنهاء‬
‫األشغال أو التأمين‪.1‬‬
‫يتضح من خالل البيان‪44 4‬ات أعاله أن املش‪44 4‬رع من خالل ق‪44 4‬انون ‪ 107.12‬ج‪44 4‬اء بدق‪44 4‬ة في املعطي‪44 4‬ات‪،‬‬
‫ب‪44 4 4‬ذلك يجب أن يكون أج‪44 4 4‬ل التس‪44 4 4‬ليم مح‪44 4 4‬دد وليس مف‪44 4 4‬ترض وجيب أن يكون بثمن املتر مربع مح‪44 4 4‬دد‬
‫وأيضا موقع العقار ووصف مساحته‪ ،‬وهذا كله لحماية املستهلك في العالقة التعاقدية‪.‬‬
‫‪ -2‬البيع النهائي‬

‫ينص الفص ‪44‬ل ‪ 618-16‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن ‪44‬ه‪ :‬ي ‪44‬برم عق ‪44‬د ال ‪44‬بيع النه ‪44‬ائي طبق ‪44‬ا ملقتض ‪44‬يات الفص ‪44‬ل ‪-3‬‬
‫‪ ،618‬بع ‪44‬د وض ‪44‬ع الب ‪44‬ائع ل ‪44‬دى مح ‪44‬رر العق ‪44‬د ش ‪44‬هادة مس ‪44‬لمة من املهن ‪44‬دس املعم ‪44‬اري تثبت نهاي ‪44‬ة األش ‪44‬غال‬
‫ومطابقة البناء لدفتر التحمالت‪.‬‬
‫ويتوق‪44‬ف تحري‪44‬ر عق‪44‬د ال‪44‬بيع النه‪44‬ائي على اإلدالء برخص‪44‬ة الس‪44‬كن أو ش‪44‬هادة املطابق‪44‬ة واس‪44‬تخراج‬
‫الرسوم العقارية الفرعية بالنسبة للعقارات املحفظ‪4‬ة‪ ،‬وبع‪4‬د أداء املش‪4‬تري م‪4‬ا تبقى من ثمن ال‪4‬بيع كم‪4‬ا‬
‫هو محدد في عقد البيع النهائي‪.2‬‬
‫إن الفوضى التي كانت تسود في ظ‪4‬ل الق‪4‬انون ‪ 44.00‬وذل‪4‬ك بإمكاني‪4‬ة إس‪4‬ناد مهم‪4‬ة تحري‪4‬ر العق‪4‬ود‬
‫لطائفة الكتاب العمومين الذين يجهلون عناصر تكويني العق‪4‬د‪ ،‬ونظ‪4‬را لض‪4‬عف تكوينهم الق‪4‬انوني‪ ،‬ف‪4‬إن‬
‫الق‪44‬انون ‪ 107.12‬اس‪44‬تلزم تحري‪44‬ر العق‪44‬د االبت‪44‬دائي والنه‪44‬ائي بم‪44‬وجب مح‪44‬رر رس‪44‬مي أو ث‪44‬ابت الت‪44‬اريخ يتم‬
‫توثيق‪44‬ه من ط‪44‬رف منهي ينتمي إلى مهن‪44‬ة قانوني‪44‬ة منظم‪44‬ة ويخ‪44‬ول له‪44‬ا قانونه‪44‬ا تحري‪44‬ر العق‪44‬ود‪ ،‬وذل‪44‬ك تحت‬
‫طائلة البطالن‪ .3‬وهذا من أجل حماية أطراف العالقة التعاقدية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات املخولة للمشتري في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز‬
‫سنتطرق في هذا اإلطار إلى إمكانية اللجوء إلى التقيي‪4‬د االحتي‪4‬اطي (أوال) ثم بع‪4‬د ذل‪4‬ك سنتحدث‬
‫عن االلتزام باإلعالم في بيع العقار في طور اإلنجاز (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إمكانية اللجوء إلى إجراء التقييد االحتياطي‬
‫مفهوم التقييد االحتياطي‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ - 1‬الفصل ‪ 618-3‬مكرر من قانون ‪ 107.12‬المعدل والمتمم للقانون ‪.44.00‬‬


‫‪ - 2‬الفصل ‪ 618-16‬من قانون اإللتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ - 3‬الفصل ‪ 618-3‬مكرر من قانون ‪ 107.12‬المعدل والمتمم للقانون ‪.44.00‬‬

‫‪9‬‬
‫ق‪44‬د ع‪44‬رف أس‪44‬تاذنا املرح‪44‬وم م‪44‬أمون الكزب‪44‬ري التقيي‪44‬د االحتي‪44‬اطي بأن‪44‬ه‪ " :‬إج‪44‬راء يق‪44‬وم ب‪44‬ه ص‪44‬احب‬
‫ح‪44‬ق تع‪44‬ذر علي‪44‬ه تسجيله لسبب من األس‪44‬باب‪ ،‬ليض‪44‬من لنفس‪44‬ه في املس‪44‬تقبل إمكاني‪44‬ة ه‪44‬ذا التسجيل عن‪44‬د‬
‫زوال املانع وذلك بأن يضع قي‪4‬دا تحفظي‪4‬ا على رس‪4‬م التملي‪4‬ك وعلى نسخة ه‪4‬ذا الرس‪4‬م يتض‪4‬من اإلش‪4‬ارة‬
‫إلى الحق الذي يدعيه والذي امتنع عليه ستجيله في الوضع الحاض‪4‬ر لقي‪4‬ام م‪4‬انع ح‪4‬ال دون ذل‪4‬ك‪ ،‬فه‪4‬ذه‬
‫اإلشارة من شأنها أن تحفظ لصاحب الحق عند زوال املانع إمكانية تسجيل حقه"‪.1‬‬
‫تتضح أهمي ‪44‬ة التقيي ‪44‬د االحتي ‪44‬اطي في كون ‪44‬ه يض ‪44‬م حق ‪44‬وق في ط ‪44‬ور التأس ‪44‬يس‪ ،‬وترتيب ‪44‬ا على ذل ‪44‬ك‪،‬‬
‫يش‪44‬كل التقيي‪44‬د االحتي‪44‬اطي وس‪44‬يلة من ش‪44‬أنها أن ت‪44‬ؤمن للمش‪44‬تري العق‪44‬ار‪ ،‬املحف‪44‬ظ في ط‪44‬ور اإلنج‪44‬از حق‪44‬ه‬
‫العيني مستقبال‪.‬‬
‫ج ‪44 4‬اء في الفص ‪44 4‬ل ‪ 618-10‬من ق ‪44 4‬انون ‪" :107.12‬يج ‪44 4‬وز للمش ‪44 4‬تري‪ ،‬إذا كان العق ‪44 4‬ار محفض ‪44 4‬ا‪ ،‬أن‬
‫يطلب إج‪44 4‬راء تقيي‪44 4‬د احتي‪44 4‬اطي بن‪44 4‬اء على عق‪44 4‬د ال‪44 4‬بيع االبت‪44 4‬دائي إذا تج‪44 4‬اوزت التسبيقات ‪ %50‬من ثمن‬
‫ال ‪44‬بيع‪ .‬ويبقى التقيي ‪44‬د االحتي ‪44‬اطي س ‪44‬اريا إلى غاي ‪44‬ة تقيي ‪44‬د عق ‪44‬د ال ‪44‬بيع النه ‪44‬ائي وذل ‪44‬ك للحف ‪44‬اظ املؤقت على‬
‫حقوق املشتري‪ .‬وكل شرط مخالف يعتبر باطال"‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط التقييد االحتياطي‬
‫يتضح من خالل الفص ‪44 4‬ل ‪ 618-10‬من ق ‪44 4‬انون ‪ 107.12‬أن ‪44 4‬ه إلج ‪44 4‬راء التقيي ‪44 4‬د االحتي ‪44 4‬اطي للعق ‪44 4‬د‬
‫االبتدائي استلزم املشرع ثالث شروط وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون العقار محفظا‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تتجاوز التسبيقات ‪ %50‬من الثمن اإلجمالي للبيع‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون العقد االبتدائي صحيح مستوفي جميع عناصره وشروطه‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام باإلعالم في بيع العقار في طور اإلنجاز‬
‫‪ -1‬مفهوم الحق في اإلعالم‬
‫يعرف الفقه االلتزام باإلعالم بأنه الحالة ال‪4‬تي يف‪4‬رض فيه‪4‬ا الق‪4‬انون على املنهي أن يش‪4‬عر املتعاق‪4‬د‬
‫األخر بجوهر محل العقد ومكوناته‪.2‬‬
‫املالح ‪44 4‬ظ من خالل الق ‪44 4‬راءة املتأني ‪44 4‬ة للفص ‪44 4‬ول األول املنظم ‪44 4‬ة ل ‪44 4‬بيع العق ‪44 4‬ار في ط ‪44 4‬ور البن ‪44 4‬اء‪ ،‬أن‬
‫املش ‪44‬رع ي ‪44‬رغب في رض ‪44‬ا صحيح وحقيقي ملس ‪44‬تهلك العق ‪44‬ار في ط ‪44‬ور اإلنج ‪44‬از ينب ‪44‬ني على إحاط ‪44‬ة املش ‪44‬تري‬
‫باإلعالم كل صغيرة وكبيرة عن العقار محل العقد‪.‬‬
‫إن الط‪44 4‬رف ال‪44 4‬ذي يق‪44 4‬ع علي‪44 4‬ه اإلل‪44 4‬تزام في اإلعالم ه‪44 4‬و البائ‪44 4‬ه وأيض‪44 4‬ا األشخاص ال‪44 4‬ذين يتول‪44 4‬ون‬
‫تحري‪4‬ر عق‪44‬د بي‪44‬ع العق‪44‬ار في ط‪4‬ور اإلنج‪44‬از عن طري‪4‬ق تق‪44‬ديم نص‪44‬ائح ومعلوم‪4‬ات لط‪44‬رف املس‪4‬تهلك وعلمهم‬
‫بكل ما يجب معرفته عن ذلك العقار موضوع البيع‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية اإللتزام باإلعالم‬

‫‪ - 1‬أستاذنا المرحوم‪ ،‬مأمون الكزبري‪ ،‬التحفيظ العقاري والحقوق العينية األصلية والتبعية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،1978‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫‪ - 2‬بوعبيد عباسي‪ ،‬اإللتزام باإلعالم في العقود دراسة في حماية المتعاقد المستهلك‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،2008 ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪10‬‬
‫تتجلى أهمي ‪44‬ة اإلعالم في تك ‪44‬ريس مب ‪44‬دأ حس ‪44‬ن الني ‪44‬ة بين أط ‪44‬راف العالق ‪44‬ة التعاقدي ‪44‬ة‪ ،‬ف ‪44‬الحق في‬
‫اإلعالم أو التبص‪44‬ير يرتب‪44‬ط بعام‪44‬ل الثق‪44‬ة ال‪44‬تي يس‪44‬تلزمها إتم‪44‬ام العق‪44‬ود‪ ،‬وه‪44‬ذه الثق‪44‬ة مطلب أساسي في‬
‫املع ‪44‬امالت س ‪44‬واء التجاري ‪44‬ة أو املدني ‪44‬ة‪ ،‬ف ‪44‬الحق في اإلعالم يجع ‪44‬ل التراضي الصحيح ل ‪44‬دى املس ‪44‬تهلك ألن ‪44‬ه‬
‫يعلم كل ما يتعلق بالعقار محل العقد وبذلك يتجنب املشتري عملية النصب واالحتيال‪.‬‬
‫إن فلس‪44‬فة املش‪44‬رع من ق‪44‬انون ‪ 107.12‬ه‪44‬و حماي‪44‬ة الط‪44‬رف الض‪44‬عيف (املش‪44‬تري)‪ ،‬ومحاول‪44‬ة خل‪44‬ق‬
‫نوع من التوازن بين أطراف العالقة التعاقدية في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز‪.‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الحماية القانونية املقرر في ظل قانون ‪ 31.08‬املتعلق بحماية املستهلك‬


‫إن ق ‪44‬انون حماي‪44‬ة املس‪44‬تهلك ‪ 31.08‬من بين الق ‪44‬وانين ال‪44‬تي تس‪44‬عى إلى حماي‪44‬ة الط ‪44‬رف الض ‪44‬عيف في‬
‫العالق‪44 4‬ة التعاقدي‪44 4‬ة وذل‪44 4‬ك من أج‪44 4‬ل إض‪44 4‬فاء الت‪44 4‬وازن العق‪44 4‬دي للط‪44 4‬رفين حيث س‪44 4‬نحاول الح‪44 4‬ديث عن‬
‫حماية املستهلك عند إبرام العقد (فقرة االولى) وعن الضمانات لتنفيذ العقد (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حماية املستهلك عند إبرام العقد‬
‫عقب التط ‪44‬ور ال ‪44‬ذي عرفت ‪44‬ه أنم ‪44‬اط التعاق ‪44‬د املدني ‪44‬ة والتجاري ‪44‬ة ف ‪44‬إن املع ‪44‬امالت لم تع ‪44‬د مقتص ‪44‬رة‬
‫على العق‪4‬ود املس‪4‬اومة ال‪4‬تي تنب‪4‬ني على ت‪4‬وازن املراك‪4‬ز القانوني‪4‬ة واالقتص‪4‬ادية‪ ،‬حيث خ‪4‬ول ق‪4‬انون حماي‪4‬ة‬
‫املس ‪44 4 4‬تهلك الحص ‪44 4 4‬ول على املعلوم ‪44 4 4‬ات األساس ‪44 4 4‬ية املرتب ‪44 4 4‬ط بالس ‪44 4 4‬لعة أو املنت ‪44 4 4‬وج‪ ،‬لكون ‪44 4 4‬ه يعطي حس‬
‫املس‪44‬ؤولية ل‪44‬دى الط ‪44‬رف الض ‪44‬عيف ولكي نحمي الط ‪44‬رف الض ‪44‬عيف ال‪44‬ذي ه ‪44‬و املس‪44‬تهلك يمكنن ‪44‬ا الح‪44‬ديث‬
‫عن الت ‪44‬دابير الحمائي ‪44‬ة ل ‪44‬دى وجب الح ‪44‬ديث عن االل ‪44‬تزام ب ‪44‬إعالم املس ‪44‬تهلك وتبص ‪44‬يره (أوال) ثم اإلش ‪44‬هار‬
‫(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االلتزام بإعالم املستهلك وتبصيره‬
‫يعت ‪44 4 4‬بر اإلعالم‪ 1‬من الوس ‪44 4 4‬ائل األساس ‪44 4 4‬ية في إعالم املتعاق ‪44 4 4‬دين لكون أن كال من املورد أي املنهي‬
‫واملس ‪44‬تهلك يع ‪44‬رض علي ‪44‬ه وجه ‪44‬ة نظ ‪44‬ره وذل ‪44‬ك ض ‪44‬د مخ ‪44‬اطر املنتج ال ‪44‬ذي يش ‪44‬تريه س ‪44‬واء كانت س ‪44‬لعة أو‬
‫خدم‪44‬ة وه ‪44‬و م‪44‬ا يجب على املورد أن يعلم املس‪44‬تهلك‪ ،‬ف ‪44‬اإلعالم لغ ‪44‬ة ه ‪44‬و اإلخب ‪44‬ار واإلخط ‪44‬ار بواق ‪44‬ع معين‬
‫ح ‪44‬تى يكون الط ‪44‬رف اآلخ ‪44‬ر على بين ‪44‬ة من أم ‪44‬ره حيث ارتب ‪44‬ط ه ‪44‬ذا املص ‪44‬طلح في املج ‪44‬ال الق ‪44‬انوني بنم ‪44‬ط‬
‫التعاق‪44‬د ال‪44‬تي تحص‪44‬ل بين أط‪44‬راف غ‪44‬ير متوازن‪44‬ة من حيث املراك‪44‬ز القانوني‪44‬ة أو االقتص‪44‬ادية حيث يجع‪44‬ل‬
‫الط‪44‬رف الق‪44‬وي يس‪44‬تغل بعض املب‪44‬ادئ التقليدي‪44‬ة لنظري‪44‬ة العق‪44‬د‪ 2‬فاملش‪44‬رع املغ‪44‬ربي نظم مس‪44‬ألة االل‪44‬تزام‬
‫ب ‪44‬اإلعالم في القس ‪44‬م الث ‪44‬اني من الق ‪44‬انون خاص ‪44‬ة على مس ‪44‬توى الب ‪44‬اب األول املعن ‪44‬ون ب ‪44‬االلتزام ب ‪44‬الحق في‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫‪ - 1‬نجد البعض عرف اإلعالم بأنه‪ ‘ :‬قانون خاص يتعلق بكل أشكال وآليات التعبير واالتصال العام وهو الذي ينظم الهياكل والنظام األساسي‬
‫للمؤسسات اإلعالمية ونشاطاتها والنظام األساسي للمضمون‪ ’،‬صدر عن جامعة السطيف محمد أمين‪ ،‬مدخل إلى قانون اإلعالم وحرية الصحافة‬
‫موقع الجامعة ‪.WWW CTE. UNIV/ SETIF.COM‬‬
‫‪ - 2‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬نظرية العقد دراسة مقارنة على ضوء التعديالت الجديد الواردة في القانون رقم ‪ 31.08‬وقانون رقم ‪ ،24.09‬الطبعة‬
‫السابعة دار األمان الرباط ‪ ،2021‬الصفحة ‪.183‬‬

‫‪11‬‬
‫ويج ‪44 4‬د اإلعالم أساس ‪44 4‬ه في املادة ‪ 3‬من ق ‪44 4‬انون حماي ‪44 4‬ة املس ‪44 4‬تهلك ال ‪44 4‬تي تنص على‪" :‬يجب على كل‬
‫م ‪44‬ورد أن يمكن املس ‪44‬تهلك ب ‪44‬أي وس ‪44‬يلة مالئم ‪44‬ة من معرف ‪44‬ة املم ‪44‬يزات األساس ‪44‬ية للمنت ‪44‬وج أو الس ‪44‬لعة أو‬
‫الخدم ‪44 4‬ة‪ ،‬وك ‪44 4‬ذا مص ‪44 4‬در املنت ‪44 4‬وج أو الس ‪44 4‬لعة وت ‪44 4‬اريخ الص ‪44 4‬الحية إن اقتضى الح ‪44 4‬ال‪ ،‬وأن يق ‪44 4‬دم إلي ‪44 4‬ه‬
‫املعلومات التي من شأنها مساعدته على القيام باختيار معقول باعتبار حاجياته أو إمكانياته "‪.‬‬
‫وعن‪44‬د قراءتن‪44‬ا له‪44‬ذا النص فه‪44‬ل يتعل‪4‬ق بالعق‪44‬د التقلي‪44‬دي أم بالعق‪44‬د اإللك‪4‬تروني إال أن بعض املواد‬
‫التي جاء بها قانون ‪ ،31.08‬نجد أنها نصت على ضرورة توفر في عقد البيع‪ 1‬عن بعد على مجموعة من‬
‫املعلومات نذكر منها‪:‬‬
‫‪-1‬التعريف باملميزات األساسية للمنتوج أو السلعة أو الخدمة محل العرض‪.‬‬
‫‪ -2‬اس ‪44 4‬م املورد وتس ‪44 4‬ميته التجاري ‪44 4‬ة واملعطي ‪44 4‬ات الهاتفي ‪44 4‬ة ال ‪44 4‬تي تمكن من التواص ‪44 4‬ل الفعلي مع ‪44 4‬ه‬
‫وبريده اإللكتروني وعنوان‪4‬ه وإذا تعل‪4‬ق األم‪4‬ر بشخص معن‪4‬وي فمق‪4‬ره اإلجتم‪4‬اعي‪ ،‬وإذا تعل‪4‬ق األم‪4‬ر بغ‪4‬ير‬
‫املورد فعن‪44‬وان املؤسس‪44‬ة عن الع‪44‬رض فهن‪44‬ا يتعل‪44‬ق ق‪44‬انون حماي‪44‬ة املس‪44‬تهلك يتعل‪44‬ق بش‪44‬كل أساسي بالعق‪44‬د‬
‫اإللك ‪44 4‬تروني وذل ‪44 4‬ك م ‪44 4‬ا يتعل ‪44 4‬ق بعملي ‪44 4‬ات ال ‪44 4‬بيع والش ‪44 4‬راء على ش ‪44 4‬بكة اإلن ‪44 4‬ترنت أو م ‪44 4‬ا يع ‪44 4‬رف بالتج ‪44 4‬ارة‬
‫اإللكتروني‪44 4‬ة أهم م‪44 4‬ا يم‪44 4‬يز الق‪44 4‬رن الح‪44 4‬الي‪ ،‬وذل‪44 4‬ك أن املس‪44 4‬تهلك اإللك‪44 4‬تروني ب‪44 4‬دأ يق‪44 4‬وم بعملي‪44 4‬ة الش‪44 4‬راء‬
‫اإللك‪44‬تروني من خالل هاتف‪44‬ه النق‪44‬ال التج‪44‬ارة ع‪44‬بر اله‪44‬اتف النق‪44‬ال ب‪44‬دل الحاس‪44‬وب وه‪44‬ذا أدى إلى ص‪44‬دور‬
‫قانون حماية املعطيات الشخصية ‪ 09-08‬وقانون ‪ 53-05‬املتعلق بالتجارة اإللكترونية‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬حماية املستهلك باإلشهار‬
‫إن كان املش ‪44‬رع املغ ‪44‬ربي وإن كان ق ‪44‬د ع ‪44‬رف اإلش ‪44‬هار بم ‪44‬وجب مش ‪44‬روع ق ‪44‬انون حماي ‪44‬ة املس ‪44‬تهلك‬
‫بأن ‪44‬ه‪" :‬كل خط ‪44‬اب أو إعالن بي ‪44‬اني أو مكت ‪44‬وب أو مس ‪44‬موع أو س ‪44‬معي بص ‪44‬ري يبث نظ ‪44‬ير أج ‪44‬ر‪ ،‬أو ي ‪44‬ؤدى‬
‫بمقاب‪44‬ل آخ‪44‬ر ال‪44‬ترويج للس‪44‬لع واألم‪44‬وال والخ‪44‬دمات في إط‪44‬ار نش‪44‬اط تج‪44‬اري أو منهي ح‪44‬ر أو لض‪44‬مان ال‪44‬رواج‬
‫التج‪44‬اري ملقاول‪44‬ة عمومي‪44‬ة أو خاص‪44‬ة‪ ،‬ف‪44‬إن الص‪44‬يغة النهائي‪44‬ة ل‪44‬ه في إط‪44‬ار ق‪44‬انون ‪ 31.08‬القاضي بتحدي‪44‬د‬
‫ت ‪44‬دابير لحماي ‪44‬ة املس ‪44‬تهلك‪ ،‬ج ‪44‬اءت خالي ‪44‬ة من أي تعري ‪44‬ف ي ‪44‬ذكر‪ ،‬ب ‪44‬أن اكتفى املش ‪44‬رع في ‪44‬ه بمن ‪44‬ع اإلش ‪44‬هار‬
‫الكاذب ‪44‬ة ال ‪44‬تي ته ‪44‬دف لإليق ‪44‬اع باملس ‪44‬تهلك في غل ‪44‬ط يفس ‪44‬د إرادت ‪44‬ه‪ .3‬فاملش ‪44‬رع املغ ‪44‬ربي ك ‪44‬ذلك ك ‪44‬رس نفس‬
‫الحماية فيما يتعلق باإلشهار هذا األخير‪.‬‬

‫‪ - 1‬محمد بلعلي‪"،‬حماية المستهلك في العقد اإللكتروني"‪ ،‬رسالة ماستر القانون المدني والتحوالت االقتصادية جامع‪AA‬ة عب‪AA‬د المال‪AA‬ك الس‪AA‬عدي كلي‪AA‬ة‬
‫الحقوق بتطوان‪.‬‬
‫‪ - 2‬فؤاد بنصغير‪ ،‬أستاذ التعليم العالي‪ ،‬كلية الحقوق المحمدية وخبير مكون مستشار في القانون اإللكتروني‪ ،‬مجلة مغرب القانون ‪www.maroc‬‬
‫‪.law. Com‬‬
‫‪ - 3‬حمزة شيكي" اإلشهار التجاري المضلل في التشريع المغربي أية ضمانات قانونية لحماية المستهلك منه في المرحلة السابقة للتعاقد"‪ ،‬ماستر‬
‫المنازعات القانونية والقضائية‪ ،‬كلية الحقوق سال‪.2021 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫وب ‪44‬الرجوع إلى املادة ‪ 121‬من الق ‪44‬انون ‪ 31.08‬وك ‪44‬ذلك أض ‪44‬افت املادة ‪ 222‬من نفس الق ‪44‬انون على‬
‫أن‪44‬ه "يعت‪44‬بر إش‪44‬هار مقارن‪44‬ا كل إش‪44‬هار يق‪44‬ارن بين خص‪44‬ائص أو أس‪44‬عار أو التعريف‪44‬ات الس‪44‬لع أو املنتوج‪44‬ات‬
‫أو الخدمات إما باإلشارة إلى عالمة الصنع أو التجارة أو الخدمة الخاصة بالغير‪."...‬‬
‫يتبين لن‪44‬ا من خالل ه‪44‬ذه النص‪44‬وص أن املش‪44‬رع م‪44‬يز بين اإلش‪44‬هار الكاذب واملض‪44‬لل وه‪44‬ذا م‪44‬ا نج‪44‬ده‬
‫في منص‪44‬وص النص‪44‬ين ‪ 21‬و‪ 23‬من ق‪44‬انون حماي‪44‬ة املس‪44‬تهلك على اعتب‪44‬ار أن مس‪44‬ألة التعري‪44‬ف يختص به‪44‬ا‬
‫الفقه والقضاء وليس املش‪4‬رع والغاي‪4‬ة من ذل‪4‬ك ه‪44‬و التغي‪4‬يرات والتع‪4‬ديالت ال‪4‬تي تط‪4‬رأ على املص‪4‬طلحات‬
‫القانوني ‪44‬ة‪ .‬وك ‪44‬ذلك اإلش ‪44‬هار املض ‪44‬لل والكاذب فإن ‪44‬ه ق ‪44‬د ي ‪44‬ؤثر على رض ‪44‬ا املس ‪44‬تهلك فتكون إرادت ‪44‬ه معيب ‪44‬ة‬
‫للج‪44 4‬وء إلى القواع‪44 4‬د العام‪44 4‬ة لاللتزام‪44 4‬ات والعق‪44 4‬ود املغ‪44 4‬ربي ال‪44 4‬ذي ينص على عي‪44 4‬وب اإلرادة من الغل‪44 4‬ط‬
‫والت‪44‬دليس واإلك‪44‬راه والغبن كم‪44‬ا نج‪44‬د الفق‪44‬ه اإلس‪44‬المي يتح‪44‬دث عن الغبن املسترس‪44‬ل وك‪44‬ذا حمايت‪44‬ه من‬
‫التغرير املسترسل من الخيانة الذي يعتبر إغراء العاقد وخديعته ليأخذ املعقود علي‪44‬ه وه‪44‬و يعتق‪44‬د أن‪4‬ه‬
‫أخذه بأقل من قيمته أو أن به فوائد كثيرة اشتراه من أجلها بينما الواقع غير ذلك‪.3‬‬
‫حيث يمكن للمس‪44‬تهلك ان يتمس‪44‬ك ببطالن جمي ‪44‬ع التص ‪44‬رفات املعيب ‪44‬ة إلرادت‪44‬ه بش‪44‬كل مطل‪44‬ق كم ‪44‬ا‬
‫ن‪44‬رى ان القض‪44‬اء الفرنسي ذهب الى ابط‪44‬ال جمي‪44‬ع التص‪44‬رفات املعيب‪44‬ة فنج‪44‬د محكم‪44‬ة االستئناف فرس‪44‬اي‬
‫بفرنسا في قرارها الصادر بتاريخ ‪17‬مايو‪1978‬بإدانة صانع لن‪4‬وع من أن‪4‬واع الفواك‪4‬ه عن مارك‪4‬ة ‪))tang‬‬
‫ألن ‪44 4‬ه ت ‪44 4‬رك انطباع ‪44 4‬ا ل ‪44 4‬دى الجمه ‪44 4‬ور ان الب ‪44 4‬ودرة تحت ‪44 4‬وي في محتوياته ‪44 4‬ا على عص ‪44 4‬ير البرتق ‪44 4‬ال الط ‪44 4‬بيعي‬
‫والحقيق‪4‬ة انه‪4‬ا تحت‪4‬وي فق‪4‬ط على طعم ورائح‪4‬ة البرتق‪4‬ال الط‪4‬بيعي حيث اعت‪4‬برت ان االش‪4‬هار الخ‪4‬اص ب‪4‬ه‬
‫جاء غامضا وانه يهدف الى إيقاع املستهلك في الغلط‪.4‬‬
‫وخالص‪44 4‬ة الق‪44 4‬ول‪ ،‬يعت‪44 4‬بر املس‪44 4‬تهلك الحلق‪44 4‬ة األض‪44 4‬عف في العالق‪44 4‬ة التعاقدي‪44 4‬ة بين‪44 4‬ه وبين الط‪44 4‬رف‬
‫الق ‪44‬وي وألن حمايت ‪44‬ه واجب ‪44‬ة ف ‪44‬إن التش ‪44‬ريعات ت ‪44‬دخلت من أج ‪44‬ل وض ‪44‬ع الض ‪44‬وابط القانوني ‪44‬ة من أج ‪44‬ل‬
‫حمايت ‪44‬ه من املنهي واملورد‪ ،‬وذل ‪44‬ك من أج ‪44‬ل تحقي ‪44‬ق ت ‪44‬وازن العق ‪44‬د بين الط ‪44‬رفين والتخفي ‪44‬ف من املب ‪44‬ادئ‬
‫الصلبة التي يعرفها قانون االلتزامات والعقود وذل‪4‬ك يظه‪4‬ر من خالل مقتض‪4‬يات الق‪4‬انون ‪ 31.08‬ال‪4‬ذي‬
‫حاول حماية الطرف الضعيف‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ضمانات قانون ‪ 31.08‬في تنفيذ العقد‬
‫إن املش‪4‬رع املغ‪4‬ربي ح‪4‬اول حماي‪4‬ة املس‪4‬تهلك بمجموع‪4‬ة من الض‪4‬مانات للط‪4‬رف الض‪4‬عيف ال‪4‬ذي ه‪4‬و‬
‫املستهلك سواء على مستوى وسائل اإلثبات (أوال) وعلى مستوى الجزاءات املقررة(ثانيا)‪.‬‬
‫‪ - 1‬المادة ‪ 21‬نصت على‪" :‬دون المساس بمقتضيات المادتين ‪ 2‬و‪ 67‬من قانون رقم ‪ 77.03‬المتعلق باالتصال السمعي البصري‪ ،‬يمنع كل إشهار‬
‫يتضمن بأي شكل من األشكال‪ ،‬ادعاء أو بيانا أو عرضا كاذبا‪ ،‬وكذلك نصت على الغلط بأي وجه من الوجوه"‪.‬‬
‫‪ - 2‬انظر المادة الثانية والعشرون من قانون حماية المستهلك‪.‬‬
‫‪ - 3‬محمد أحمد أبو سيد أحمد‪ "،‬حماية المستهلك في الفقه اإلسالمي‪ ،‬بكلية الشريعة والقانون بجامعة األزهر‪ ،‬منشورات دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪2004‬م‪.‬‬
‫‪. Versail, 17 may 1978 G.P 1978 .11 not clavo crim 13 mars 1979 B.crim n 104 ,104 p 292 4‬حكم أوردته هاجر فوزي‪،‬‬
‫القواعد العامة للعقود االستهالكية في ضوء القانون رقم ‪ 31.08‬القاضي بتحديد تدابير حماية المستهلك‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة القاضي‬
‫عياض‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مراكش‪ ،2014- 2015 ،‬الصفحة ‪25‬‬

‫‪13‬‬
‫أ) وسائل إثبات الشرط التعسفي‬
‫بع‪44‬دما كان املس‪44‬تهلك ضحية للش‪44‬روط التعس‪44‬فية قب‪44‬ل ص‪44‬دور الق‪44‬انون رقم ‪ 31-08‬ال‪44‬ذي يقضي‬
‫بتحدي ‪44 4 4‬د ت ‪44 4 4‬دابير لحماي ‪44 4 4‬ة املس ‪44 4 4‬تهلك وذل ‪44 4 4‬ك للمب ‪44 4 4‬ادئ الص ‪44 4 4‬لبة ال ‪44 4 4‬تي يعرفه ‪44 4 4‬ا كالرض ‪44 4 4‬ا ونظري ‪44 4 4‬ة الغبن‬
‫االس‪44‬تغاللي‪ ،1‬نظري‪44‬ة الت‪44‬دليس‪ ،‬نظري‪44‬ة الغل‪44‬ط ونظري‪44‬ة اإلك‪44‬راه‪ 2‬ونظري‪44‬ة التعس‪44‬ف في اس‪44‬تعمال الح‪44‬ق‪،‬‬
‫نظري‪44‬ة اإلث‪44‬راء بال سبب ونظري‪44‬ة السبب‪ ،3‬ف‪44‬إذا كانت ه‪44‬ذه العي‪44‬وب لص‪44‬الح املس‪44‬تهلك فق‪44‬د تكون ك‪44‬ذلك‬
‫لص ‪44 4‬الحة للم ‪44 4‬ورد واملنهي لتنفي ‪44 4‬ذ حج ‪44 4‬ة املس ‪44 4‬تهلك مم ‪44 4‬ا أص ‪44 4‬ابها القص ‪44 4‬ور في تحقي ‪44 4‬ق الت ‪44 4‬وازن العق ‪44 4‬دي‬
‫خصوصا عند وجود عقد صحيح‪.‬‬
‫هن‪44‬اك مجم‪44‬وع من الوس‪44‬ائل في إثب‪44‬ات الش‪44‬رط التعس‪44‬في لكنن‪44‬ا نج‪44‬د من املب‪44‬ادئ الص‪44‬لبة في ق‪44‬انون‬
‫االلتزام ‪44‬ات والعق ‪44‬ود هي املادة ‪ 399‬ال ‪44‬تي تق ‪44‬رر ب ‪44‬أن‪" :‬إثب ‪44‬ات االل ‪44‬تزام على مدعي ‪44‬ه" وج ‪44‬اءت بش ‪44‬كل ع ‪44‬ام‬
‫حيث تخ ‪44‬اطب الجمه ‪44‬ور بإثب ‪44‬ات م ‪44‬ا يدعي ‪44‬ه إال أن الق ‪44‬انون رقم ‪ 31.08‬ح ‪44‬اول التقلي ‪44‬ل من ش ‪44‬دة ه‪44 4‬ذه‬
‫القاع‪44‬دة لتخ‪44‬دم مص‪44‬لحة املس‪44‬تهلك مراع‪44‬اة من‪44‬ه لض‪44‬عفه وع‪44‬دم إبص‪44‬اره وع‪44‬دم وج‪44‬ود الت‪44‬وازن العق‪44‬دي‬
‫الذي يرتبط باملستهلك املنهي‪.4‬‬
‫كما نجد أن املستهلك معفيا في إثب‪4‬ات الش‪4‬رط التعس‪4‬في حيث ل‪4‬و كان ه‪44‬و املدعي وه‪44‬ذا م‪4‬ا ج‪4‬اءت‬
‫ب ‪44 4‬ه املادة ‪ 18‬من ق ‪44 4‬انون حماي ‪44 4‬ة املس ‪44 4‬تهلك وال ‪44 4‬تي نص ‪44 4‬ت على‪" :‬مراع ‪44 4‬اة تط ‪44 4‬بيق النص ‪44 4‬وص التش ‪44 4‬ريعية‬
‫الخاص‪4‬ة أو تق‪4‬ديم املح‪4‬اكم أو هم‪4‬ا مع‪4‬ا وفي حال‪4‬ة وق‪4‬وع ن‪4‬زاع ح‪4‬ول عق‪4‬د يتض‪4‬من ش‪4‬رطا تعس‪4‬فيا‪ ،‬يجب‬
‫على املورد اإلدالء بما يثبت الطابع غير التعسفي للشرط موضوع النزاع‪.‬‬
‫ب‪-‬جزاء الشرط التعسفي‬
‫من املعل‪44 4‬وم أن الج‪44 4‬زاء يكون في توقي‪44 4‬ع الج‪44 4‬زاء على املخ‪44 4‬الف بينم‪44 4‬ا العق‪44 4‬اب يكون خاض‪44 4‬عا على‬
‫املج ‪44‬رم إال أن الش ‪44‬رط املوض ‪44‬وع ال ‪44‬نزاع‪ ،‬ف ‪44‬إن مآل ‪44‬ه البطالن ويعت ‪44‬بر ال غي ‪44‬ا أي كأن ‪44‬ه لم يكن وه ‪44‬ذا م ‪44‬ا‬
‫ج‪4‬اءت ب‪4‬ه املادة ‪ 15‬من ق‪4‬انون حماي‪4‬ة املس‪4‬تهلك ال‪4‬تي ينص‪" :‬يعت‪4‬بر ش‪4‬رطا تعس‪4‬فيا في العق‪4‬ود املبرم‪4‬ة بين‬
‫املورد واملستهلك كل شرط يكون الغرض منه أو ي‪4‬ترتب علي‪4‬ه اختالل كب‪4‬ير بين حق‪4‬وق وواجب‪4‬ات ط‪4‬رفي‬
‫العقد على حساب املستهلك"‪.‬‬
‫إال أن العق‪44‬د بين الط‪44‬رفين يظ‪44‬ل قائم‪44‬ا إذا أمكن ذل‪44‬ك وه‪44‬و في مص‪44‬لحة املس‪44‬تهلك ال‪44‬ذي يتكل‪44‬ل من‬
‫الش‪44 4‬روط التعس‪44 4‬فية دون بطالن العق‪44 4‬د وه‪44 4‬ذا م‪44 4‬ا ذهبت إلي‪44 4‬ه الفق‪44 4‬رة الثاني‪44 4‬ة من املادة ‪ 19‬من نفس‬

‫‪ - 1‬ينص الفصل ‪ 54‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ":‬أن أسباب اإلبطال المبنية على حالة المرض والحاالت األخرى المشابهة متروكة لتقدير‬
‫القضاة‪ ،‬فيجب على المستهلك أن يثبت بوسائل اإلثبات كالحجة الكتابية إذا كان متوفر وكذا شهود وأي قرينة من القرائن‪.‬‬
‫‪ - 2‬نص عليه الفصل ‪ 46‬من قانون االلتزامات والعقود هو" إجبار يباشر من غير أن يسمح به القانون يعمل بواسطته شخص آخر على أن يعمل‬
‫عمله بدون رضاه"‪.‬‬
‫‪ - 3‬تعريف هذا المصطلح لم يعرفه المشرع بل ترك األمر للفقه‪ ،‬انظر إلى تعريفات كل من دوم ا وبوتيه حيث عرفاه بأنه الغاية التي يسعى إلى‬
‫تحقيقها كل من المتعاقدين من عملية التعاقد‪.‬‬
‫‪ - 4‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬قراءة انطباعية أولية حول قانون رقم ‪ 31-08‬المتعلق بحماية المستهلك‪ ،‬سلسلة دراسات وأبحاث العدد ‪،2014‬‬
‫الصفحة ‪.16‬‬

‫‪14‬‬
‫الق‪44‬انون عن‪44‬دما نص‪44‬ت على م‪4‬ايلي‪ ":‬تطب‪44‬ق ب‪4‬اقي مقتض‪44‬يات العق‪44‬د األخ‪44‬رى إذا أمكن أن يبقى العق‪44‬د قائم‪44‬ا‬
‫بدون الشرط التعسفي املذكور‪.1‬‬
‫وننظ ‪44 4‬ر هن ‪44 4‬ا على أن القس ‪44 4‬م الث ‪44 4‬الث من الق ‪44 4‬انون رقم ‪ 31.08‬املعن ‪44 4‬ون بـ "حماي ‪44 4‬ة املس ‪44 4‬تهلك من‬
‫الشروط التعسفية" يعتبر من النظام العام وفق ما أكدته املادة ‪ 20‬من نفس القانون‪.‬‬
‫ونالح‪44‬ظ أن املش‪44‬رع س‪44‬ن مجم‪44‬وع من املقتض‪44‬يات من أج‪44‬ل حماي‪44‬ة املس‪44‬تهلك تحمي‪44‬ه بص‪44‬فة عام‪44‬ة‬
‫له ‪44‬ذا فق ‪44‬د أع ‪44‬اد املش ‪44‬رع الحماي ‪44‬ة التش ‪44‬ريعية من الش ‪44‬روط التعس ‪44‬فية وتحقي ‪44‬ق ت ‪44‬وازن اقتص ‪44‬ادي بين‬
‫العالق‪44‬ة ال‪44‬تي ترب‪44‬ط املس‪44‬تهلك ب‪44‬املنهي وذل‪44‬ك العتب‪44‬ار املس‪44‬تهلك الحلق‪44‬ة األض‪44‬عف في املنظوم‪44‬ة االقتص‪44‬ادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ - 1‬انظر المادة ‪ 19‬من قانون حماية المستهلك ‪.31.08‬‬

‫‪15‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تأسيس ‪44‬ا على م ‪44‬ا س ‪44‬بق يمكن الق ‪44‬ول ان نظري ‪44‬ات ق ‪44‬انون االلتزام ‪44‬ات والعق ‪44‬ود أص ‪44‬بحت ع ‪44‬اجزة عن‬
‫مواكب‪44‬ة التط‪44‬ورات االقتص‪44‬ادية واالجتماعي‪44‬ة ب‪44‬ل ان قواع‪44‬ده تعطلت ام‪44‬ام ق‪44‬وانين األعم‪44‬ال س‪44‬واء تل‪44‬ك‬
‫املب ‪44‬ادئ املتعلق ‪44‬ة ب ‪44‬القوة امللزم ‪44‬ة للعق ‪44‬د أو مب ‪44‬دأ س ‪44‬لطان اإلرادة وغيره ‪44‬ا من املب ‪44‬ادئ والنظري ‪44‬ات ال ‪44‬تي‬
‫تمردت عليها قوانين األعمال‪.‬‬
‫كم‪44‬ا نج‪44‬د أن‪4‬ه ظه‪44‬رت أن‪4‬واع جدي‪4‬دة من التعاق‪44‬د في إط‪4‬ار الق‪44‬انون املتعل‪4‬ق ببيع العق‪44‬ار في ط‪4‬ور اإلنج‪44‬از‬
‫حيت اتجهت فلس ‪44‬فة املش ‪44‬رع من ق ‪44‬انون ‪ 107.12‬ه ‪44‬و حماي ‪44‬ة الط ‪44‬رف الض ‪44‬عيف (املش ‪44‬تري)‪ ،‬ومحاول ‪44‬ة‬
‫خلق نوع من التوازن بين أطراف العالقة التعاقدية‪.‬‬
‫كم‪44‬ا أن ق‪44‬انون حماي‪44‬ة املس‪44‬تهلك من جه‪44‬ة أخ‪44‬رى ج‪44‬اء بمجموع‪44‬ة من القواع‪44‬د تم‪44‬رد به‪44‬ا عن القواع‪44‬د‬
‫العام‪44‬ة س‪44‬واء تل‪44‬ك املتعلق‪44‬ة بقواع‪44‬د اإلثب‪44‬ات ال‪44‬تي يتحمله‪44‬ا دائم‪44‬ا املورد بعتب‪44‬اره ط‪44‬رف ق‪44‬وي في العالق‪44‬ة‬
‫التعاقدية على عكس قواعد اإلثبات في املادة املدنية التي تقوم على من يدعيه‬
‫وفي األخير نقترح ما يلي‪:‬‬
‫اخراج مدونة جامعة ومانعة لقوانين األعمال‬
‫عدم اإلحالة على قواعد قانون االلتزامات والعقود من قبل القوانين الخاصة‬

‫‪16‬‬
‫الئحة املراجع‪:‬‬
‫الكتب‪:‬‬

‫‪-‬عبد القادر العرعاري‪ ،‬نظرية العقد دراسة مقارنة على ض‪4‬وء التع‪4‬ديالت الجدي‪4‬دة ال‪4‬واردة في الق‪4‬انون رقم‬
‫‪ .31.08‬وقانون ‪ .24.08‬الطبعة السابعة دار األمان الرباط ‪.2021‬‬
‫‪-‬محمد احمد أبو س‪4‬يد احم‪4‬د‪ ،‬حماي‪4‬ة املس‪4‬تهلك في الفق‪4‬ه االس‪4‬المي‪ ،‬كلي‪4‬ة الش‪4‬ريعة والق‪4‬انون بجامع‪4‬ة االزه‪4‬ر‬
‫منشورات دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2004‬‬
‫‪-‬عب‪44‬د الق‪44‬ادر العرع‪44‬اري‪ ،‬ق‪44‬راءة انطباعي‪44‬ة أولي‪44‬ة ح‪44‬ول ق‪44‬انون رقم ‪ 31.08‬املتعل‪44‬ق بحماي‪44‬ة املس‪44‬تهلك سلس‪44‬لة‬
‫دراسة واحاث العدد ‪.,2014‬‬
‫‪ -‬دنيا مباركة; الوجيز في النظرية العامة للقانون والحق‪ ،‬دار النشر الجسور‪ ،‬وجدة‪ ،‬طبعة األولى ‪.1998‬‬
‫‪-‬محم ‪44‬د ش ‪44‬يلح‪ ،‬تأوي ‪44‬ل العق ‪44‬ود في الق ‪44‬انون االلتزام ‪44‬ات والعق ‪44‬ود املغ ‪44‬ربي محاول ‪44‬ة دراس ‪44‬ة ميتدولوجي ‪44‬ة للفهم‬
‫القضائي والفقهي للقانون التعاقدي‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2017‬‬
‫‪-‬ادريس العل ‪44‬وي العب ‪44‬دالوي‪ .‬ش ‪44‬رح الق ‪44‬انون املدني النظري ‪44‬ة العام ‪44‬ة لالل ‪44‬تزام نظري ‪44‬ة العق ‪44‬د‪ .‬مطبع ‪44‬ة النج ‪44‬اح‬
‫الجديدة الطبعة األولى ‪1996‬‬
‫‪-‬بوعبي ‪44 4‬د عباسي‪ ،‬االل ‪44 4‬تزام ب ‪44 4‬اإلعالم في العق ‪44 4‬ود دراس ‪44 4‬ة في حماي ‪44 4‬ة املتعاق ‪44 4‬د املس ‪44 4‬تهلك‪ ،‬املطبع ‪44 4‬ة والوراق ‪44 4‬ة‬
‫الوطنية‪ ،‬مراكش‪.2008 ،‬‬
‫‪-‬عب ‪44‬د ال ‪44‬رحيم ش ‪44‬ميعة‪ ،‬ش ‪44‬رح أحكام نظ ‪44‬ام مس ‪44‬اطر معالج ‪44‬ة ص ‪44‬عوبات املقاول ‪44‬ة في ض ‪44‬وء الق ‪44‬انون ‪،73.17‬‬
‫مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2018‬‬
‫‪-‬ف ‪44 4‬ؤاد معالل‪ ،‬ش ‪44 4‬رح الق ‪44 4‬انون التج ‪44 4‬اري الجدي ‪44 4‬د‪ ،‬الش ‪44 4‬ركات التجاري ‪44 4‬ة‪ ،‬مطبع ‪44 4‬ة األمني ‪44 4‬ة الرب ‪44 4‬اط‪ ،‬الطبع ‪44 4‬ة‬
‫الرابعة‪.2012 ،‬‬
‫الرسائل‪:‬‬
‫‪ -‬حمزة شيكي‪ ،‬االشهار التجاري املضلل في التشريع املغربي اية ضمانات لحماية املستهلك منه في املرحلة‬
‫السابقة للتعاقد‪ ،‬ماستر املنازعات القانونية والقضائية كلية الحقوق‪ ،‬سال ‪.2021‬‬

‫‪ -‬محمد بلعلي حماية املستهلك في العقد االلكتروني رسالة ماستر قانون املدني والتحوالت االقتصادية‬
‫جامعة عبد املالك السعيدي كلية الحقوق بتطوان‪.‬‬

‫‪17‬‬
18
‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة‪1 .................................................................................................................................. :‬‬


‫املبحث األول‪ :‬مظ ‪TT‬اهر التح ‪TT‬والت الالحق ‪TT‬ة بنظري ‪TT‬ات ق ‪TT‬انون االلتزام ‪TT‬ات والعق ‪TT‬ود في ظ ‪TT‬ل ق ‪TT‬وانين‬
‫األعمال ‪2 .................................................................................................................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مظاهر التحوالت الالحقة بنظريات قانون االلتزامات والعقود في ظل القانون‬
‫‪ 17.73‬املتعلق بمساطر معالجة صعوبات املقاولة ‪2.............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬املبادئ الراسخة قانون االلتزامات والعقود‪2.................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التحوالت التي طرأت على هذه املبادئ في ظل القانون ‪ 17.73‬املتعلق‬
‫بمساطر معالجة صعوبات املقاولة ‪3..........................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬مظاهر التحوالت الالحقة بنظرية العقد في ظل قانون الشركات‪5..............‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشركة تنشأ بموجب العقد ‪5.................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تمرد الشركة ذات املسؤولية على القواعد العامة‪5..........................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬خصوصيات حماية املستهلك في ظل القوانين الخاصة‪6 ........................................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الحماية القانونية في ظل القانون ‪ 44.00‬املعدل واملتمم بموجب القانون‬
‫‪ 107.12‬املتعلق ببيع العقار في طور اإلنجاز ‪6....................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مراحل تكوين عقد بيع العقار في طور اإلنجاز ‪6...............................‬‬
‫ثانيا‪ :‬عقد البيع االبتدائي والنهائي ‪7...........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات املخولة للمشتري في عقد بيع العقار في طور اإلنجاز‪8............‬‬
‫أوال‪ :‬إمكانية اللجوء إلى إجراء التقييد االحتياطي ‪8...........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام باإلعالم في بيع العقار في طور اإلنجاز ‪9.........................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الحماية القانونية املقرر في ظل قانون ‪ 31.08‬املتعلق بحماية املستهلك‪10......‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حماية املستهلك عند إبرام العقد ‪10...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬االلتزام بإعالم املستهلك وتبصيره ‪10....................................................‬‬

‫‪19‬‬
‫ثانيا‪ :‬حماية املستهلك باإلشهار ‪11.............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ضمانات قانون ‪ 31.08‬في تنفيذ العقد‪12.....................................‬‬
‫خاتمة‪15 ................................................................................................................................. :‬‬
‫الئحة املراجع‪16 ..................................................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪17 .............................................................................................................................. :‬‬

‫‪20‬‬

You might also like