Professional Documents
Culture Documents
تنظير 2
تنظير 2
التأسيسية ،كما أوضحها رينيه ديكارت ،هي نهج فلسفي يسعى إلى إنشاء أساس آمن ال يمكن تحمله للمعرفة .كان ديكارت يهدف إلى بناء
نظام من المعتقدات والفهم من خالل تحديد الحقائق التأسيسية التي يمكن أن تكون بمثابة أساس لجميع المعارف األخرى .يعكس مقولة
" ' ergo sum ،Cogitoالشهيرة (أعتقد ،لذلك أنا كذلك) الفكرة التأسيسية القائلة بأن الوعي الذاتي هو يقين ال يمكن إنكاره لبناء المعرفة
عليه.
أدى تركيز ديكارت على اليقين التأسيسي إلى طريقة صارمة للشك .لقد سعى للحصول على معتقدات يمكن أن تصمد أمام التدقيق
سا باليقين في عالم غير مؤكد .أثر هذا النهج على كيفية تعامل األفراد مع معتقداتهم وتصوراتهم ،مما شجع على المتشكك ،مما يوفر إحسا ً
إجراء فحص نقدي للمعرفة .قدم ديكارت مفهوم ثنائية العقل والجسد ،مؤكدًا أن العقل (التفكير ،غير المادي) والجسم (الجسدي ،غير
المفكر) هما كيانان متميزان .أثر هذا على تصورات الطبيعة البشرية ،مما مهد الطريق للمناقشات حول العالقة بين الوعي والجسم
المادي .كان ديكارت يؤمن برياضيات الطبيعة ،ويعبر عن الظواهر الطبيعية بمصطلحات رياضية .أثر هذا المنظور بشكل كبير على
الثورة العلمية ،حيث طبق العلماء الالحقون مثل إسحاق نيوتن المبادئ الرياضية لشرح قوانين الحركة والجاذبية .ساهمت نظرة ديكارت
للكون كنظام ميكانيكي تحكمه القوانين الرياضية في رؤية العالم الميكانيكية .أثر هذا التصور لعالم حتمي ويمكن التنبؤ به على كيفية
تعامل العلماء مع دراسة الطبيعة وكيف أدرك األفراد نظام الكون .كانت نظرة ديكارت نظرة مادية او جزئية والتي أثرت كثيرا في
عصر الحداثة.
اما بخصوص نيوتن فقد أسهم في دعم األساس او الجوهر المادي بإعادة تعريف طبيعة المادة على انها خاملة او غير نشطة من األصل
او من األساس .وبالتالي تصور المادة بالكينونة على انها ثابتة وساكنة وبالصيرورة نشطة ومتغيرة وبالتالي فصل النشاط عن المادة
وتعريفها بانها خاملة .ومن هذه األفكار والقوانين تكون عندنا الفكر المنهجي الميكانيكي والذي وهو نهج في التفكير العلمي يعتمد على
االعتقاد في أن الظواهر الطبيعية يمكن تفسيرها وفهمها بنا ًء على مبادئ الميكانيكا والتحكم القابل للقياس .يتجلى هذا النهج في استخدام
نماذج ميكانيكية ورياضية لشرح الظواهر الطبيعية والتفاعالت بين األجزاء المختلفة في النظام .أي باختصار هو رؤية العالم بانه جهاز
ميكانيكي كبير ورؤية االنسان على انه جهاز ميكانيكي .أوال الخطوة األولى في النهج الميكانيكي وهي االختزال او الوصف وهي اختزال
موضوع التساؤل البحثي الى ذرات او عناصر مادية مطلقة موضوعية وثابتة وليست متغيرة واساسية .الخطوة الثانية وهي التفسير
السببي أي إيجاد عالقة بين العناصر التي تم وصفها في الخطوة األولى (مقدمات ونتائج) .الخطوة الثالثة وهي استنباط القوانين
والنظريات المتحررة من التفسير أي اعتماد التفسير الميكانيكي على االستقراء بوصفه المنطق األساسي للعلم وتحتم الباحث على
الوصول الى تفسيرات نهائية مطلقة في العلم وقوانين ثابتة ال تتغير .وتتلخص هذه الخطوات الثالثة في التالي :االختزال الى األساس
المالحظ الموضوعي المتحرر من التفسير ،إيجاد سبب او اكتشاف األسباب ،وأخيرا استنباط القوانين.
هناك أسباب عديدة محتملة لفشل وزوال الفكر المنهجي االمبريقي الحداثي ويعود أحد هذه األسباب الى التنشئة ،مثال على ذلك
السيكولوجيين الذين تربوا في إطار القيود الصارمة للتفسير الميكانيكي .السبب الثاني واألهم هو النقص الظاهر في البدائل العلمية
االمبريقية القابلة للحياة وهاوية عدم اليقين البادية بوضوح التي تواجهنا عندما نفكر في التخلي عن خط األساس االمن او حجر األساس
االمن.
ما بعد الحداثة وشواش النسبية المطلقة .هدفت ما بعد الحداثة الى تحقيق الحرية الفردية وعبرت عن غاياتها من خالل الهجوم المباشر
على منطق الحداثة في البحث عن اليقين المطلق .وكانت من اهم ما اتصفت به ما بعد الحداثة االتي :االحتفاء بما هو وجداني بعكس
العقالنية في الحداثة واالهتمام بما هو خاص ونوعي بعكس الوصول الى العمومية في الحداثة واالهتمام بالتفسيرات الذاتية بعكس االكتفاء
بالمالحظ موضوعيا بالحداثة والنسبية المطلقة والغموض او عدم اليقين بعكس التفسير اليقيني بناء على المشاهدات الموضوعية في
الحداثة.
عند تحدثنا عن الالحداثة التي ظهرت في منتصف القرن العشرين والتي أتت ترفض مبادئ الحداثة التي كان يؤخذ بها ومن أبرز النماذج
النظرية التي ظهرت في هذا العصر الفكري هو النموذج العالئقي .ينصب التركيز المركزي للنموذج العالئقي على الترابط والتفاعالت
بين مختلف العناصر داخل النظام .يمكن أن يشمل ذلك العالقات الشخصية أو الديناميكيات التنظيمية أو الروابط المجتمعية األوسع .ويؤكد
على أهمية التفاعل االجتماعي في تشكيل السلوك والهوية والنتائج .يُنظر إلى األفراد على أنهم موجودون داخل شبكة من العالقات التي
تساهم في تجاربهم وأفعالهم .في النموذج العالئقي ،ال يتم تحديد المعنى فقط من قبل األفراد المعزولين ولكن يتم تشكيله بشكل مشترك من
خالل التفاعالت االجتماعية .الطريقة التي يفهم بها األفراد العالم وأنفسهم تتأثر بعالقاتهم مع اآلخرين .ويعترف النموذج العالئقي بالطبيعة
الدينامية للنظم االجتماعية .تتطور العالقات بمرور الوقت ،ويمكن أن تؤثر طبيعة الروابط على األفراد والجماعات بطرق مختلفة .التأثير
المتبادل مفهوم رئيسي .وتقر بأن األفراد والجماعات يشكلون بعضهم بعضا .يمكن أن تؤثر تصرفات أحد األطراف على اآلخرين ،مما
يؤدي إلى تفاعل معقد بين التأثيرات .غالبًا ما يتضمن النموذج العالئقي اعتبارات ثقافية وسياقية .وتقر بأن طبيعة العالقات يمكن أن تتأثر
بالمعايير الثقافية والهياكل المجتمعية والسياقات التاريخية .يتناقض النموذج العالئقي مع وجهات النظر الفردية التي تركز فقط على
األفراد المعزولين .بدالً من ذلك ،يسلط الضوء على أهمية فهم األفراد فيما يتعلق باآلخرين .النموذج العالئقي هو منظور نظري يضع
العالقات في صميم فهم السلوك البشري والديناميكيات االجتماعية .يقدم رؤى حول الروابط المعقدة التي تشكل األفراد والمجتمعات ،مع
التركيز على التأثير المتبادل والبناء المشترك للمعنى داخل السياقات االجتماعية.
وفي خالصة االمر نرى ان الفكر اإلنساني قد مر بمراحل متعددة اذ بدأ بالنظر الى االنسان بأنه مادة خاملة تصبح نشطة فقط عند
تعرضها الى القوى والعوامل الخارجية كالذي يطرحه النموذج الميكانيكي فينظر النموذج الميكانيكي لإلنسان على انه مجرد كائن سلبي
او مستقبل فقط .اما في عصر الالحداثة فان النموذج العالئقي يصف االنسان بأنه كائن فعال ونشط يؤثر ويتأثر بالبيئة فبهذا يصبح
مفهومنا عن االنسان مفهوم إيجابي وليس كما كان من قبل سلبي .يتناقض الملخص مع منظورين للطبيعة البشرية -أحدهما يتماشى مع
النموذج الميكانيكي واآلخر مع النموذج العالئقي .وفقًا للنموذج الميكانيكي ،يتم تصوير البشر على أنهم أشياء سلبية ،وتتأثر سلبًا بالعوامل
الخارجية ،وخاملة بطبيعتها ،على غرار اآلالت الجامدة .في المقابل ،يقدم النموذج العالئقي نظرة أكثر إيجابية ،مع التأكيد على أن البشر
كائنات ديناميكية تتأثر بشكل إيجابي بالبيئة المحيطة بهم .يؤكد هذا المنظور على الطبيعة التفاعلية للعالقات البشرية ،ويسلط الضوء على
أن األفراد يبنون المعنى ويشكلون السلوك من خالل صالتهم باآلخرين والسياق االجتماعي األوسع.
تأثير األلعاب التعاونية عبر اإلنترنت في الوقت الفعلي على ديناميكيات الفريق والترابط االجتماعي بين الشباب :استكشاف عالئقي في
العصر الرقمي
الهدف:
تهدف هذه الدراسة إلى التحقيق في التأثير الفعلي لأللعاب التعاونية عبر اإلنترنت على ديناميكيات الفريق والترابط االجتماعي بين
الشباب ،مع التأكيد على الجوانب العالئقية للتفاعالت الرقمية.
طريقة القياس:
مالحظات حية :إجراء مالحظات حية للمشاركين المشاركين في جلسات األلعاب التعاونية عبر اإلنترنت .التركيز على التفاعالت في
الوقت الفعلي وأنماط االتصال وديناميكيات العمل الجماعي داخل بيئة األلعاب.
االستطالعات داخل اللعبة :تنفيذ استطالعات أو مطالبات داخل اللعبة أثناء جلسات األلعاب لجمع ردود الفعل الفورية على تجارب
المشاركين .استكشاف مشاعر التواصل االجتماعي والتعاون والمنافسة في سياق األلعاب.
جمع البيانات البيومترية :استخدم األجهزة القابلة لالرتداء لجمع البيانات البيومترية مثل معدل ضربات القلب وتوصيل الجلد أثناء جلسات
األلعاب .ربط االستجابات الفسيولوجية بالديناميكيات العالئقية لفهم المشاركة العاطفية.
تأمالت ما بعد اللعبة :إجراء مقابالت أو تأمالت بعد المباراة لجمع رؤى حول تصورات المشاركين لديناميكيات الفريق والترابط
االجتماعي وتجربة األلعاب الشاملة .استكشف كيفية تأثير التفاعالت عبر اإلنترنت على العالقات غير المتصلة باإلنترنت والعكس
صحيح.
تحليل مقارن مع التفاعالت وج ًها لوجه :قارن الديناميكيات العالئقية التي لوحظت أثناء األلعاب عبر اإلنترنت مع تلك الموجودة في
التفاعالت وج ًها لوجه بين نفس المجموعة من المشاركين .تقييم قابلية نقل المهارات والروابط االجتماعية بين السياقين الرقمي والمادي.
األهمية:
يساهم هذا البحث في النموذج العالئقي من خالل التركيز على اإلجراء كما يحدث ،واستكشاف التأثير الفوري لأللعاب عبر اإلنترنت على
الترابط االجتماعي .يمكن أن يوفر فهم كيفية تشكيل الشباب للعالقات في العصر الرقمي ،خاصة في البيئات الديناميكية والتعاونية مثل
األلعاب ع بر اإلنترنت ،رؤى قيمة للمعلمين ومطوري األلعاب وأولياء األمور الذين يهدفون إلى دعم التجارب الرقمية اإليجابية للجيل
الجديد.
وأخيرا في هذه الدراسة سوف نقوم باإلجابة عن األسئلة األربعة الرئيسية في العلوم االرتقائية التي تم اخذها من (نظريات النظم
االرتقائية العالئقية والصالحية البيئية للتصاميم التجريبية).
ما هي السمات األساسية لألفراد (على سبيل المثال ،سمات علم األحياء وعلم وظائف األعضاء)؟
الخصائص األساسية المحتملة:
االستجابات الفسيولوجية مثل معدل ضربات القلب وتوصيل الجلد أثناء األلعاب.
السياق الثقافي والتاريخي الذي يؤثر على المواقف تجاه األلعاب والتعاون.
هل من المحتمل أن ترتبط بأوجه األداء التكيفي (مثل الحفاظ على الصحة)؟
الجوانب المحتملة لألداء التكيفي:
الصحة العقلية والرفاهية ،واستكشاف التأثير المحتمل لأللعاب التعاونية على الحد من التوتر أو تفاقمه.
تنمية المهارات االجتماعية ،وتقييم كيفية مساهمة التفاعالت عبر اإلنترنت في المهارات الشخصية.
القدرة على التكيف المعرفي ،وفهم كيفية تأثير االنخراط في بيئات األلعاب الديناميكية على حل المشكالت والتفكير االستراتيجي.