You are on page 1of 17

‫مجلة المختار للعلوم اإلنسانية‬

Al-Mukhtar Journal of Social Sciences


40 (3): 567-582, 2022
pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616
https://omu.edu.ly/journals/index.php/mjssc/index :‫الصفحة الرئيسية للمجلة‬

‫مظاهر وأسباب التلوث البصري في مدينة طبرق‬


‫دراسة في جغرافية البيئة‬
*¹ ‫جمعة أرحومة جمعة الجالي‬

‫ جامعة طبرق‬،‫ كلية اآلداب‬،‫قسم الجغرافيا‬


DOI: https://doi.org/10.54172/mjssc.v40i3.1202

‫ أ و ه ا ةي ا‬،‫اسحض اش‬ ‫ تتناال ه هاالد اسة اح ا لمااةل اسبياال ا اسيرةر ا استشر اشك است ا تتيااش اي ا ا يرااش ا اسيرةاال‬: ‫المستتتصل‬
‫اا ت اال ل هاالد‬ ‫اس لةن ا‬ ‫است ا ا اسييااشته تإااةت لسااا توا رى اسض ا ا ر ااا هاال ةراالهش است ا ا اسييااشت ةااةل اوتياال دأ اذحاايل‬
‫جبع برلولتإل ر ا اسبالمر اسبيلششك اسبنإج اس ص ه ي ت هل وتلئج اسة احا‬ ‫اسة اح‬ ‫ةةين طيشقه ارتبة‬ ‫اسبي‬
‫ل و توش اسنرش تثراش اسق او اوشابة اد ساةل اسنالنأ ةاا هالد اسبرالهش تيا هل‬،ً‫ةةين طيشق تعج ابرلهش رةيةك غرش وئق ايش‬
‫ ا أ ولهر ا رااا ت ااةن براال‬، ‫تنل اال اسبش‬،‫اساانبى اسعب اشو ا تارااش احااتتةاةل اذ أ تي ا د اسيا ا ل اذ ص ا السيضاالئع او‬
‫ا اسبنالطو استضاشااه بال‬ ‫ةرالد اسياشت اسياح أ الفةال لساا اوتيال اسبنالطو اسعيا ائر‬ ‫تواشال‬ ‫اسي ي‬ ‫يرشك ةا اسن ليل‬
‫ةواات ل اس ا ر اسثقاال‬ ‫ة ا اا اسيناالاأ اوت اال‬ ‫است ا ا اسييااشت تتبثااا ا ا ت االل ت االسرم اذ اة ا اسوا نر‬ ‫هاال حاايل‬ ‫برناات‬
‫اسيرةر ه‬ ‫تيلايلأ تةو ةوت ل استةةل‬
ً ‫ل ا‬،ً ‫حرلحرل إاا‬
ً ‫اسيرة أ ةعم اسة س رةم احتق اش هل‬
‫ است ا اسييشتأ تي د اسنبى اسعبشاو أ تي د اسي ا لأ ةةين طيشقه‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Manifestations of visual pollution in Tobruk city


Jumma Arhouma Jumma Elgali 1*
1
Geography department, faculty of arts, University of Tobruk

Abstract: The study aims to determine the manifestations of visual pollution problem and its
key factors in the city of Tobruk. data collection relied on direct observation and descriptive
approach. The most important results of the study revealed that the city of Tobruk is teeming
with many manifestations of visual pollution, including distortions of the urban pattern and
distortions of streets with goods and traffic jams, in addition to accumulation of solid waste
and sewage leaks. While the most important causes of visual pollution are the high costs of
residential land and building material, the low level of cultural and environmental awareness,
and the weakness of the State, in addition to the low level of environmental services.

Keywords: visual pollution, distortion of urban patterns, street deformation, Tobruk city

*Corresponding author: E-mail addresses: Jumma.elgali@tu.edu.ly


‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫‪ .1‬مقدمة‬
‫مما الشك فيه أن العالقة بين اإلنسان والبيئة التي يعيش فيها ـ طبيعية كانت أم بشرية ـ‬
‫تبعا لمستوى‬
‫عالقة قديمة وثيقة لكنها تختلف من وقت آلخر ومن مكان آلخر‪ ،‬ومن مجتمع آلخر ً‬
‫الوعي البيئي والثقافي لإلنسان وتقدمه وكيفية تعامله مع البيئة المحيطة به (خلف‪ .)2018 ،‬فمنذ أن‬
‫خلق هللا سبحانه تعالى اإلنسان واستخلفه في األرض‪ ،‬بدأ يتفاعل مع البيئة من أجل توفير متطلبات‬
‫الحياة من مأكل وملبس ومسكن‪ ،‬فتأثر بها وأثر فيها‪ ،‬فتشابكت العالقة بينهما بين إيجابية وسلبية‪،‬‬
‫حتى باتت مشكلة تحظى باهتمام العلماء والباحثين في شؤون البيئة (عبدالمقصود‪ .)2000 ،‬ويعد‬
‫التلوث البيئي من أبرز المشاكل البيئة التي تسبَّب بها اإلنسان نتيجة تفاعله السلبي مع البيئة التي‬
‫يقطنها‪ ،‬والتي أخذت في التفاقم مع قلة الوعي البيئي وغياب الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة (مدني‪،‬‬
‫‪ ) 2015‬وهو عبارة عن حدوث أي تغير سيئ في شكل أو في مكونات أي عنصر من عناصر البيئة‬
‫نتيجة لوجود أو دخول بعض المؤثرات الخارجية على البيئة (قاسم‪.)2016 ،‬‬
‫ونتيجة الرتفاع معدالت النمو السكاني وزيادة الطلب على المساكن؛ ازداد النمو العمراني‬
‫غير الرسمي (العشوائي) وعدم االلتزام باستخدامات األرض كما هو مخطط لها ومن ثم ظهور مناظر‬
‫غير مالئمة وغير متماشية مع النسق العام للمدينة‪ ،‬وهذا ما يطلق عليه التلوث البصري الذي يعد‬
‫بالغا غير مباشر على حياة‬
‫خطر ً‬
‫ًا‬ ‫أحد المفاهيم التي تصف حالة تشوه البيئة الحضرية‪ .‬وهو يشكل‬
‫اإلنسان‪ ،‬وتكمن خطورته في ارتباطه بالبيئة التي يعيش فيها اإلنسان‪ ،‬حيث يؤدي إلى فقدان اإلحساس‬
‫بالجمال‪ ،‬وانهيار االعتبارات والقيم الجمالية‪ ،‬ومن ثم الرضا والقبول بالصورة السيئة والمناظر المشوهة‬
‫وانتشارها من دون رصدها من السكان (خلف‪ .)2018 ،‬ويقصد بالتلوث البصري الشعور بالنفور‬
‫وتشويشا في اإلدراك ويفقد الشخص‬
‫ً‬ ‫من أي مظهر غير مريح بصرًيا يبعث في النفس عدم االرتياح‬
‫ونظر إلى أهمية المنطقة جاءت هذه الدراسة‬
‫ًا‬ ‫اإلحساس بالقيم الجمالية والشكلية (درادكة‪.)2019 ،‬‬
‫لتسلط الضوء على مشكلة التلوث البصري في مدينة طبرق للوقوف على أهم مظاهر وأسباب هذه‬
‫المشكلة البيئية الخطيرة‪.‬‬
‫‪ .2‬هدف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف الدراسة إلى التعرف على أهم مظاهر وأشكال التلوث البصري‪ ،‬ومدى انتشاره في مدينة‬
‫طبرق‪ ،‬وتوضيح األسباب الكامنة وراء انتشار هذه الظاهرة‪.‬‬
‫‪.3‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتمثل أهمية هذه الدراسة في إمكانية مساهمتها في خلق وعي بيئي لدى المواطنين والمسؤولين‬
‫على حد سواء؛ للحفاظ على البيئة الحضرية القاطنين بها من األعمال والظواهر التي من‬

‫‪567‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫شأنها أن تؤدي إلى تشويه مظهرها العام‪ ،‬ومن ثم االهتمام بشكلها العام ونظافتها؛ لما لذلك‬
‫من قيمة دينية وبيئية وجمالية وصحية‪.‬‬
‫‪ .4‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫عديدة هي تلك الدراسات التي حظي بها موضوع التلوث البصري‪ ،‬من أبرزها دراسة‬
‫معتمدا على المسـح الميـداني والتي هدفت إلى التعريف‬
‫ً‬ ‫الهدار(‪ )2017‬للتلوث البصري في مدينة غزة‬
‫بمظاهر التلوث البصري وأشكاله بمدينة زليتن‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد أسباب هذا النوع من التلوث‬
‫وآثاره السلبية على المجتمع‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلى أن المدينة تفتقر إلى الطابع المعماري الموحد‪،‬‬
‫وانتشار لوحات اإلعالنات التجارية كالدعايات االنتخابية بشكل كبير وغير منتظـم‪ ،‬ناهيك عن تراكم‬
‫المخلفات الصلبة في بعض الشوارع والطرق والمناطق السكنية وقلة االهتمام بالمساحات الخضراء‬
‫لالستفادة منها كمتنفس طبيعي للمدينة‪ .‬كما تطرق شامية (‪ )2013‬إلى دراسة تحليلية للتلوث البصري‬
‫معتمدا على المسح الشـامل والمقـابالت الشخصـية مـع ذوي العالقة واستطالع آ ارء‬
‫ً‬ ‫في مدينة غزة‬
‫السكان‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى أن المنطقة المدروسة تعاني من تشويه بصري متمثـل فـي واجهـات‬
‫المبـاني ولوحـات اإلعـالن ومظـالت المحـالت التجاريـة وأرصـفة الشـوارع‪ ،‬وأوصت الدراسة بضـرورة‬
‫التأكيـد علـى قيـام بلديـة غـزة بعـدد مـن اإلجـراءات التي تهـدف إلـى تطـوير وتحسـين النـواحي البصـرية‬
‫والجماليـة فـي منطقـة الد ارسـة مـن خـالل تنظـيم الف ارغـات والسـاحات‪ ،‬وتزويـد المنطقـة بأثـاث الشـوارع‪،‬‬
‫وتنظـيم اللوحـات اإلعالنيـة إضـافة ألهميـة سـن القـوانين والتشـريعات لتنظــيم الناحيــة الجماليــة بالتنســيق‬
‫مــع الجهــات الم عنيــة إضافة إلى تعزيز الثقافة لدى األفراد بضرورة الحفاظ علـى النـواحي الجماليـة‬
‫للمدينـة‪ .‬وقام الربيعي‪ ،‬وحنتوش (‪ )2017‬بتحليل جغرافي لمظاهر التلوث البصري في مركز قضاء‬
‫المسيب وتأثيراته البيئية‪ ،‬واعتمدت الدراسة على تحليل مظاهر التلوث البصري من خالل النمط‬
‫العمراني‪ ،‬ومؤشر الشوارع وتجانسها‪ ،‬ومؤشر استعماالت األرض الحضرية ومؤشر العشوائيات‬
‫السكنية‪ .‬وبينت الدراسة أن المنطقة تفتقر الى إلى الطابع العمراني ذي التخطيط وعدم تجانس ارتفاع‬
‫األبنية والخلل في األبعاد الهندسية فضالً عن وجود األبنية المهترئة‪ ،‬باإلضافة إلى التنوع في أشكال‬
‫فضال عن انتشار النفايات‬
‫ً‬ ‫اإلعالنات التجارية‪ ،‬وازدحام السيا ارت‪ ،‬وعدم تناسق أرصفة الشوارع‪،‬‬
‫واألسالك الكهربائية ووجود المولدات‪ .‬وتناولت خلف (‪ )2018‬دراسة التلوث البصري في مدينة‬
‫الزبير لمعرفة أهم مظاهر هذا التلوث وأسبابه والعوامل التي أدت إلى حدوثه ومدى انتشاره‪ .‬وكشفت‬
‫الدراسة أن من أهم أسباب هذا التلوث هو ضعف سلطة البلدية‪ ،‬وعدم وجود قوانين تردع المواطنين‪،‬‬
‫وأن مظاهر التلوث البصري تتمثل في اختالف ألوان واجهات المساكن وعدم تناسق الشوارع‪.‬‬

‫‪568‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫‪ .5‬منطقة الدراسة‪:‬‬
‫تتموضع مدينة طبرق بين ساحل البحر المتوسط والحافة الشمالية لهضبة البطنان بشمال‬
‫شرق ليبيا‪ ،‬وال تفصلها عن الحدود الليبية المصرية َّإال حوالي ‪ 140‬كم ويمر من خاللها الطريق‬
‫الدولي الرابط بين البلدين‪ .‬أما فلكيا فتقع بين دائرتي عرض ً‪ 32ْ.02َ.10‬و ً‪ 32ْ.07َ.20‬و بين‬
‫خطي طول ً‪ 23ْ.51َ.30‬و ً‪ 24ْ.00َ.40‬تقر ًيبا‪ .‬وتعد المدينة أهم المراكز الحضرية في شرق ليبيا‬
‫وتصل مساحتها إلى أكثر من ‪ 80‬كم ‪ 2‬تقر ًيبا‪ ،‬شكل رقم (‪.)1‬‬

‫شكل (‪ )1‬منطقة الدراسة‬

‫‪ .6‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة على بعض المصادر المكتبية كالبحوث والرسائل العلمية‪ .‬وللوقوف على‬
‫أهم مظاهر مشكلة التلوث البصري في منطقة الدراسة لتغطية الجوانب التي يصعب الحصول عليها‬
‫أيضا على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬والذي تم من‬
‫من المصادر سالفة الذكر؛ فقد اعتمدت الدراسة ً‬
‫خالله دراسة ووصف الظاهرة كما هي في الواقع‪ ،‬حيث لجأت الدراسة إلى أسلوب المسح الميداني‬
‫من خالل عدة زيارات ميدانية لمعظم أجزاء منطقة الدراسة تم فيها مالحظة ووصف وتحليل أهم‬
‫مظاهر التلوث البصري بصورة مباشرة من خالل عدة مؤشرات منها النمط العمراني التخطيطي‪،‬‬
‫وتجانس الشوارع‪ ،‬واستعماالت األرض الحضرية‪ .‬كما ُوِّثقت العديد من مظاهر التلوث البصري‬

‫‪569‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫بالصور الفوتوغرافية‪ ،‬باإلضافة إلى استطالع آراء سكان المدينة حول مظاهر هذه المشكلة واآلثار‬
‫الناجمة عنها‪.‬‬

‫‪ .7‬النتائج والمناقشة‪:‬‬
‫‪ .1 .7‬مظاهر التلوث البصري في مدينة طبرق‬
‫من خالل الدراسة لوحظ أن أشكال ومظاهر التلوث البصري في منطقة الدراسة تتجسد في عدة صور‬
‫تتمثل فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ .1 .1 .7‬التلوث البصري الناجم عن تشوهات ومخالفات النمط العمراني‬
‫ينجم التلوث البصري نتيجة لتشوهات ومخالفات النمط العمراني ويأتي في عدة صور كما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ .‬البناء المخالف (تغيير استخدام األرض)‪:‬‬
‫تغيير نوع استخدام األرض المعتمد بآخر بالمخالفة يعد من مظاهر وأشكال التلوث البصري‪،‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك استغالل أجزاء من المناطق السكنية وتحويلها ألنشطة تجارية أو خدمية من‬
‫رسميا لتلك االستخدامات‪ .‬هذه المخالفات‬
‫ً‬ ‫أجل الكسب المادي وفي ظل عدم وجود أماكن مخصصة‬
‫يترتب عليها حدوث تغير في النسق العام للنمط العمراني‪ ،‬حيث عادة ما تكون المباني الخدمية‬
‫فضال ع َّما تسببه‬
‫ً‬ ‫والتجارية مختلفة في تصميمها للمباني السكنية من حيث وشكلها وارتفاعها ولونها‪،‬‬
‫من مضايقات للسكان بسبب كثرة المترددين وازدحام الشوارع بالمركبات‪ .‬وفي هذا الصدد نالحظ أنه‬
‫شوهت المنظر العام للحي السكني‪،‬‬
‫ال يكاد يخلو جزء من المدينة من هذه المظاهر السلبية‪ ،‬والتي َّ‬
‫وما تسببه من ضغط على خدمات السكان كشبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي‪ ،‬ومن ثم فهي‬
‫أحيانا يظهر عكس ما سبق‪،‬‬
‫ً‬ ‫تغير في نمط البيئة الحضرية‪ ،‬صورة رقم (‪ .)1‬ومن جهة أخرى‬
‫تعد ًا‬
‫حيث يتم بناء وحدات سكنية داخل الحيز العمراني المخصص لالستخدام التجاري أو الصناعي‬
‫وغيرها والتي في الغالب تكون عبارة عن شقق تقطنها األيدي العاملة بالمدينة أو حتى األسر ذات‬
‫الدخل المحدود‪.‬‬

‫‪570‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫صورة رقم (‪ )1‬تبين اختالف ارتفاع المباني المتجاورة والتغير في نمط استخدام األرض‬

‫ب‪ .‬البناء غير المكتمل‪:‬‬


‫تنتشر في مواضع عديدة من منطقة الدراسة مبان غير مكتملة البناء‪ ،‬ومن هذه المباني بعض‬
‫المقرَّات والمشاريع الحكومية التي توقف العمل فيها بسبب انقطاع التمويل للجهات المنفذة لعدة أسباب‬
‫خصوصا بعد عام ‪2011‬م‪ ،‬منها بعض المدارس‬ ‫ً‬ ‫منها عدم استقرار الوضع السياسي واإلداري‪،‬‬
‫ومشاريع البنية التحتية‪ .‬عالوة على ذلك توجد الكثير من مساكن المواطنين غير مكتملة البناء؛ بسبب‬
‫الغالء الفاحش ألسعار مواد البناء واألراضي في ظل نقص وانقطاع السيولة النقدية‪ ،‬صورة رقم (‪،)2‬‬
‫ناهيك عن الوحدات السكنية (العمارات) العامة المحاذية للطريق الرئيس بمدخل المدينة الغربي‪ ،‬والتي‬
‫قامت الدولة ببنائها في وقت سابق وتوقفت بها أعمال البناء واإلنشاء لألسباب سالفة الذكر التي تمر‬
‫بها البالد‪ ،‬ونتيجة لألزمة الحادة في السكن فقد قام المواطنون بالسكن في بعضها بعد استكمال بعض‬
‫أساسياتها‪ ،‬وخاصة من الداخل‪ ،‬في حين ما تزال بعض أج ازئها األخرى السيما الخارجية منها غير‬
‫سر البصر ويبعث في النفس‬ ‫مكتملة‪ ،‬ومن ثم فهي تظهر بمنظر غير الئق ِّ‬
‫يشوه المنظر العام وال َي ُّ‬
‫خصوصا أنها توجد في مدخل المدينة صور رقم (‪.)3‬‬‫ً‬ ‫ويفقد اإلحساس بالقيم الجمالية‬
‫عدم االرتياح ُ‬

‫‪571‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫صورة رقم (‪ )2‬نماذج من أبنية خاصة وعامة غير مكتملة‬

‫صور رقم (‪ )3‬وحدات سكنية غير مكتملة البناء‬


‫جـ‪ .‬اإلضافة والتحوير‬
‫نتيج ًة لعدم وجود مخططات رسمية في الفترات األخيرة وارتفاع أسعار األراضي السكنية بشكل‬
‫مبالغ فيه‪ ،‬وفي ظل ارتفاع أسعار مواد البناء واأليدي العاملة من جهة‪ ،‬وارتفاع عدد أفراد األسر من‬
‫جهة أخرى؛ يضطر كثير من السكان إلى إجراء تحويرات داخل المنزل‪ ،‬وكذلك إضافة بعض الغرف‬
‫ف ي فناء المنزل الخارجي أو اغالق بعض الشرفات في الوحدات السكنية‪ ،‬أو البناء على السطح‬
‫ليتغير عدد طوابق المنزل من واحد إلى اثنين‪ ،‬ومن اثنين إلى ثالثة وهكذا‪ ،‬وهذا بالطبع يؤدي إلى‬

‫‪572‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫زيادة حجم المسكن فتتغير واجهته ومظهره الخارجي ويشوه الطابع المعماري األصلي مقارنة بالبيوت‬
‫المجاورة‪ ،‬وهذا يترتب عليه نسيج عمراني مشوه وغير متجانس‪ ،‬صورة رقم (‪.)4‬‬

‫صورة رقم (‪ )4‬بعض اإلضافات والتعديالت في البيوت‬

‫د‪ .‬اختالف التصميم ومواد البناء‬


‫توجد في أجزاء كثيرة من المدينة اختالفات كثيرة وواضحة بين واجهات المباني المتجاورة أو‬
‫غالبا ما يكون‬
‫المتالصقة ـ سكنية كانت أم تجارية ـ من حيث الطراز المعماري واللون واالرتفاع‪ ،‬وهذا ً‬
‫فضال عن اختالف ذوق‬‫ً‬ ‫ناجما عن اختالف المواد المستخدمة في البناء‪ ،‬واختالف وقت اإلنشاء‪،‬‬
‫ً‬
‫صاحب العقار ووضعه المادي‪ .‬وبالرغم من حداثة وجودة تصاميم بعض هذه المباني؛ فإن كل هذه‬
‫االختالفات تظهر للعيان بمنظر غير متناسق بصرًيا وذات طابع معماري متنافر وغير متجانس‬
‫صورة رقم (‪ ،)5‬وهذا يعد من مؤشرات التلوث البصري بالمدينة‪.‬‬

‫‪573‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫صورة رقم (‪ )5‬اختالف التصاميم في واجهات المباني‬

‫‪ ..1.2 7‬تشوه الشوارع واألرصفة‪:‬‬

‫أ‪ .‬عرض البضائع والسلع على األرصفة‬


‫في كثير من األحيان يلجأ بعض التجار إلى عرض بضائعهم خارج محالتهم على األرصفة‪،‬‬
‫وفي الساحات والميادين الفارغة لغرض الترويج والدعاية‪ ،‬ولكن األمر تعدى ذلك بكثير‪ .‬حيث امتألت‬
‫األرصفة واألماكن الخالية في بعض الشوارع الرئيسة في المدينة بكميات كبيرة من مواد ومعدات‬
‫البناء المختلفة كخزانات المياه واإلسمنت وحديد التسليح وغيرها‪ ،‬صورة رقم (‪ .)6‬كما نالحظ باستمرار‬
‫انتشار بائعي الخضروات والفواكه على جانب الطرقات الرئيسة وفي فصل الصيف بصفة خاصة‪،‬‬
‫عادة ما تزدحم مداخلها بما تعرضه‬
‫ً‬ ‫أيضا محالت تجارة المواد المنزلية والكهربائية‬
‫صورة رقم (‪ .)7‬و ً‬
‫من بضائع ومبيعات كالثالجات والغساالت وغيرها‪ ،‬صورة رقم (‪ .)8‬ومن جهة أخرى تزدحم بعض‬
‫ساحات المدينة وشوارعها في المناسبات واألعياد بكميات هائلة بما يعرضه التجار من مالبس وأحذية‬
‫خصوصا في المناسبات واألعياد األمر الذي يتسبب في كثرة االزدحام‬
‫ً‬ ‫وألعاب ومعدات الذبح والشواء‬
‫واالختناقات المرورية‪ .‬وكما هو معروف بأن األنشطة البشرية‪ ،‬والتي من ضمنها التجارية والصناعية‬

‫‪574‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫غالبا ما تعود بآثار سلبية على البيئة؛ فنجد أن كل هذه المعروضات التجارية والصناعية السالف‬
‫ً‬
‫غالبا ما تتسبب في إحداث الفوضى وانتشار المخلفات التي تترك في الشوارع والميادين‪ ،‬ومن‬
‫ذكرها ً‬
‫ثم تؤدي إلى تشويه المنظر العام للمدينة وتؤذي البصر‪.‬‬

‫صورة رقم (‪ )6‬عرض معدات ومواد البناء أمام المحالت وفي األماكن الخالية‬

‫صورة رقم (‪ )7‬بيع الخضروات والفواكه على الرصيف‬

‫‪575‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫صورة رقم (‪ )8‬عرض البضائع على الرصيف‬

‫ب‪ .‬تشابك أسالك أعمدة اإلنارة وانتشار المولدات الكهربائية‪:‬‬


‫نظر لتزايد عدد السكان واتساع رقعة المدينة وما يتبع ذلك من زيادة في الطلب على الخدمات؛‬
‫ًا‬
‫أصبحت عمليات ُّ‬
‫التزود بخدمات الكهرباء في منطقة الدراسة باستثناء محلة المدينة يغلب عليها نظام‬
‫الخطوط الهوائية والتي يترتب عليها انتشار األعمدة واألسالك الكهربائية بشكل كبير‪ ،‬وما زاد األمر‬
‫سوءا قيام السكان بأنفسهم وخاصة في األحياء العشوائية بأخذ إمدادات الكهرباء لبيوتهم بشكل غير‬
‫ً‬
‫رسمي‪ ،‬ف أدى إلى ظهور توصيالت عشوائية وخطوط كهرباء متشابكة وغير منتظمة تشوه المظهر‬
‫العام‪ ،‬صورة رقم (‪ .)9‬ومن جهة أخرى؛ ونتيج ًة لالنقطاع المتكرر والمستمر للكهرباء؛ انتشرت‬
‫المولدات الكهربائية بشكل كبير لدرجة أنه ال يكاد يخلو شارع أو بيت منها‪ .‬وهذه المولدات إضافة‬
‫أيضا في التلوث الهوائي والتلوث الضوضائي‪.‬‬
‫إلى أنها أحد أشكال التلوث البصري‪ ،‬فإنها تتسبب ً‬

‫صورة رقم (‪ )9‬تلوث بصري نتيجة كثرة وتشابك خطوط الكهرباء الهوائية‬

‫‪576‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫ج‪ .‬لوحات الدعاية واإلعالن‪:‬‬


‫عادة ما يتم تنفيذ االعالنات والدعايات التجارية أو السياسية أو الخدمية عن طريق اللوحات‬
‫ً‬
‫اإلعالنية (الفتات) التي توضع على الطرقات والشوارع الرئيسة أو تعلق على واجهات المباني‪ ،‬أو‬
‫عن طريق وضع الملصقات على الجدران‪ .‬والجدير بالذكر أن هذه اللوحات أو الملصقات ال تخضع‬
‫ألي ضوابط رقابية أو قانونية تحكمها بحيث توضع في أماكن معينة‪ ،‬حيث نجدها في أي أماكن‬
‫عديدة وبأشكال وأحجام مختلفة‪ ،‬فكل من يريد اإلعالن عن أي شيء يقوم بوضع لوحة اإلعالن وقت‬
‫ما شاء وفي أي مكان يرغب فيه ولفترة طويلة غير محددة‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه تشويه بصري‬
‫أحيانا صورة رقم (‪.)10‬‬
‫ً‬ ‫لمظهر المدينة العام باإلضافة إلى حجب الرؤية‬

‫صورة رقم (‪ )10‬تلوث بصري بسبب كثرة لوحات الدعاية واإلعالن‬

‫د‪ .‬االزدحام المروري‪:‬‬


‫من مظاهر التلوث البصري أ ً‬
‫يضا االختناقات المرورية‪ ،‬حيث تزايدت في اآلونة األخيرة أعداد‬
‫السيارات في المدينة‪ ،‬في حين لم يط أر سوى تطور بسيط على شبكة الطرق‪ ،‬مما أدى إلى كثرة‬
‫خصوصا في مركز المدينة وبالقرب من جزر الدوران وأصبحت الشوارع‬
‫ً‬ ‫االزدحام وتعطل حركة السير‬
‫ال تستوعب الكم الهائل للسيا ارت‪ ،‬وهذا ما يجعل سائقي المركبات يشعرون الملل والتوتر بمجرد رؤية‬
‫االزدحام ويحاولون اجتياز هذا االزدحام في أسرع وقت أو تجنبه والبحث عن طريق بديل قدر‬
‫سوءا هو ندرة وجود مواقف السيارات بالقرب من االماكن التجارية والمرافق‬
‫االمكان‪ .‬وما يزيد األمر ً‬
‫والخدمات العامة والتي جلها موجودة في مركز المدينة‪ ،‬ومن ثم لم يكن أمام المواطن خيار سوى‬
‫إيقاف سياراتهم على جوانب الطرق غير المخصصة للوقوف أو حتى على رصيف المشاة وما يترتب‬
‫على ذلك من تعطل حركة السير في بعض األحيان‪ .‬ومن ناحية أخرى نالحظ وقوف شاحنات نقل‬

‫‪577‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫كثير‬
‫المياه بكثرة وبصورة مستمرة على جزيرة دوران المدخل الغربي للمدينة بجوار شركة المياه والتي ًا‬
‫ما تتسبب في حجب الرؤية عن السيارات المارة‪.‬‬

‫‪ .3 .1 .7‬انتشار العشوائيات‬
‫ينجم عن زيادة عدد السكان‪ -‬السيما في ظل عدم وجود مخططات سكنية‪ -‬ظهور أحياء غير‬
‫منتظمة (عشوائية) كما هو الحال في أحياء الحطية وجبيلة النور ومريرة وغيرها‪ .‬ونتيجة لتوقف‬
‫جدا في أسعار األراضي؛‬
‫المخططات في اآلونة األخيرة خاصة بعد سنة (‪ 2011‬م) واالرتفاع الكبير ً‬
‫ظهرت مناطق عشوائية أخرى على هوامش األحياء الجديدة مثل حي الحدائق والزهور وغيرها‪.‬‬
‫وتتصف هذه العشوائيات بضيق الشوارع وعدم انتظامها وغياب البنية التحتية وبعض الخدمات العامة‬
‫بها‪ ،‬ناهيك عن عدم تناسق المنازل من حيث الحجم والشكل‪ ،‬ومن ثم تظهر بمظهر غير متناسق ال‬
‫يحبذه غالبية الناس‪.‬‬

‫‪ .4 .1 .7‬انتشار النفايات الصلبة‬


‫الشك أن النفايات الصلبة في أي مكان تزداد بزيادة عدد السكان‪ ،‬وتعدد األنشطة البشرية‬
‫المختلفة‪ ،‬وتنتشر النفايات الصلبة وتتكدس في الشوارع إذا كان هناك أي قصور في خدمات الجهات‬
‫المختصة بجمع ونقل هذه النفايات‪ ،‬وعدم تطورها لتواكب الزيادة السكانية والعمرانية‪ .‬وفي منطقة‬
‫الدراسة نالحظ وجود قصور واضح في خدمات النظافة بصرف النظر عن أسباب هذا القصور‪ ،‬وهو‬
‫ما أدى إلى تراكم وتكدَّس النفايات الصلبة في العديد من شوارع المدينة واألماكن الخالية كالنفايات‬
‫المنزلية ومخلفات الهدم واإلنشاء‪ ،‬حيث تظل فترات طويلة في هذه األماكن‪ ،‬فتشوه المنظر العام‬
‫وت ثير مشاعر السخط والملل لدى المواطنين ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة واألمراض وتلوث‬
‫الهواء والتربة‪ ،‬صورة رقم (‪.)11‬‬

‫‪578‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫صورة رقم (‪ )11‬تكدَّس النفايات الصلبة‬

‫‪ .5 .1 .7‬تدهور شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه األمطار‬


‫تعاني مدينة طبرق شأنها شأن الكثير من المدن الليبية من تردي أنابيب وشبكات تصريف‬
‫مياه المجاري ًا‬
‫نظر لقدم إنشائها‪ ،‬وعدم صيانتها بشكل دوري‪ ،‬كما أن عدة أحياء من المدينة ال توجد‬
‫أساسا‪ ،‬حيث يتم تصريف مياه المجاري في آبار تُحفر بكل بيت (اآلبار‬
‫بها شبكات الصرف الصحي ً‬
‫السوداء)‪ .‬ونتيج ًة لتردي شبكات الصرف الصحي في المدينة وعدم تطويرها لتستوعب الزيادة السكانية‬
‫فضال عن تعطل محطات الرفع؛ كل ذلك أدى إلى وجود‬
‫ً‬ ‫أيضا‬
‫والعمرانية وزيادة األنشطة البشرية ً‬
‫تسربات مستمرة لمياه الصرف الصحي في عدة أماكن من المدينة منها الجزء الممتد من حي‬
‫عبدالمنعم رياض وجزيرة الدوران المعروفة بجزيرة (النيبو) ـ حيث توجد إحدى محطات الرفع المتهالكة‬
‫ـ إلى حي جبيلة النور وخاصة الخط المحاذي للطريق الرئيس المؤدي إلى وسط المدينة‪ ،‬صورة رقم‬
‫(‪ .)12‬وكذلك في حي المختار في الشارع الرئيس قرب سوق العرب‪ ،‬وفي حي الحطية حيث ال توجد‬
‫شبكة للصرف الصحي وعشوائية المباني وضيق الشوارع فنجد أن المياه السوداء تفيض في الشوارع‬
‫سوءا في موسم سقوط األمطار فتختلط مياه األمطار مع مياه الصرف الصحي‬
‫باستمرار‪ .‬ويزداد األمر ً‬
‫وتؤدي إلى غرق كثير من الشوارع نتيج ًة النسداد غرف تصريف المياه وعدم وجود شبكة لتصريف‬
‫المياه في أغلب أحياء المدينة‪.‬‬

‫‪579‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫صورة رقم (‪ )12‬تلوث بصري بسبب تسرب مياه الصرف الصحي‬

‫‪ .6 .1 .7‬ندرة المساحات الخضراء‬


‫تعد المساحات الخضراء والحدائق داخل المدن من األماكن التي تلطف الجو وتُريح النفس‬
‫وتسر النظر وتبعث البهجة لدى السكان‪ .‬وفي منطقة الدراسة الواقع يخبرنا بندرة المساحات الخضراء‬
‫ومناطق الترويح نتيجة للزحف العمراني العشوائي على األماكن التي كانت مخصصة للحدائق أو‬
‫الميادين ال عامة‪ .‬وبسبب سيادة العمران على حساب المساحات الخضراء في المدينة يضطر السكان‬
‫للذهاب خارج نطاق المدينة للترويح والتنزه أو البق اء داخل المدينة لعدم توفر وسيلة النقل‪ ،‬ومن ثم‬
‫الشعور بالملل والضجر‪.‬‬

‫‪ .2 .7‬أسباب التلوث البصري‬


‫يعد التلوث البصري من المشاكل البيئية المعقدة‪ ،‬وتتسبب في ظهور هذه المشكلة عدة عوامل‬
‫مختلفة ومتشابكة مع بعضها البعض والتي يمكن أن نجملها فيما يأتي‪:‬‬
‫غالبا ما يؤدي إلى تدهور البيئة الحضرية وإهمال النظافة العامة تشويه‬
‫‪ .1‬نقص اإلمكانات المادية ً‬
‫المنظر العام (مدني‪.)2015 ،‬‬
‫‪ .2‬ارتفاع تكاليف األراضي السكنية ومواد البناء يقود إلى قيام المواطن بإجراء تحويرات وإضافات‬
‫رأسية وأفقية على المنزل لم تكن موجودة في رخصة العقار‪ ،‬وكذلك قصور البعض اآلخر من‬
‫المواطنين على استكمال المنزل بالشكل المطلوب والمالئم‪.‬‬
‫‪ .3‬التوسع العمراني غير المخطط له (العشوائي) يؤدي إلى تدهور المنظر العام وتشويه الصورة‬
‫البصرية للمدن‪ ،‬حيث تداخل األنماط العمرانية المختلفة في الحجم واالرتفاع والتي تتنافي مع ما‬
‫يجب أن تعكسه المدن من قيم وصور جمالية تتماشى مع المقومات الحضرية‬
‫تماما لما يحدث في منطقة الدراسة‪.‬‬
‫(عبدالرحيم‪ ،)2008،‬وهذا مطابق ً‬

‫‪580‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫‪ .4‬ضعف التشريعات والقوانين وعدم العمل بها واحترامها‪ ،‬والتي من شأنها أن ُتلزم السكان بشكل‬
‫وحجم وارتفاع ولون المبنى ـ سواء كان سكنيا أو تجاريا ـ حسب تنوع االستخدام وفق المخطط‬
‫له من الجهات المختصة‪ ،‬والسيما تلك الموجودة على الشوارع الرئيسة في المدينة‪.‬‬
‫فضال عن‬
‫ً‬ ‫‪ .5‬انخفاض مستوى الوعي الثقافي والبيئي وعدم اإلحساس بالنظافة العامة كقيمة جمالية‬
‫تدني سلوك بعض السكان يؤدى إلى زيادة تشويه الذوق العام ويسيء للشكل الجمالي‪.‬‬
‫اقتصاديا ونتشار الفوضى‪ ،‬بسبب الحروب أدى‬
‫ً‬ ‫سياسيا وإدارًيا و‬
‫ً‬ ‫‪ .6‬ضعف الدولة وعدم استقرارها‬
‫إلى عدم االهتمام باستكمال المشاريع العمرانية كما كان مخطط لها‪ ،‬ومن ثم ظهور مشكلة النمو‬
‫العشوائي وانتشار البناء المخالف الستخدامات األرض‪.‬‬
‫‪ .7‬سوء التخطيط وتداخل استخدامات األرض‪ ،‬وعدم وجود أماكن مخصصة لوقوف السيارات‬
‫خاصة بالقرب من األسواق والمحال التجارية والمرافق العامة‪.‬‬
‫‪ .8‬تدهور شبكات البنية التحتية وتدني مستوى خدمات الطرق والنظافة العامة‪.‬‬
‫‪ .9‬عدم وجود مخططات رسمية جديدة وكذلك عدم بناء وحدات سكنية جديدة بالمدينة في الفترات‬
‫األخيرة أدى إلى انتشار ظاهرة السكن العشوائي‪.‬‬

‫‪ .8‬الخاتمة‪:‬‬
‫تناولت الدراسة مشكلة التلوث البصري في مدينة طبرق وتحديد مظاهرها‪ ،‬وقد بينت أن أهم‬
‫هذه المظاهر تشوه النمط العمراني‪ ،‬واالختناقات المرورية وانتشار النفايات الصلبة وتسرب مياه‬
‫وبناء على ذلك فإن الدراسة توصي بما يأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫الصرف الصحي وندرة المساحات الخضراء‪.‬‬
‫‪ .1‬االهتمام بالمخططات العمرانية وتنظيمها وفق االعتبارات البيئية‪ ،‬مع ضرورة فرض عقوبات‬
‫رادعة على كل من يخالف المخطط أو يتعدى عليه‪.‬‬
‫‪ .2‬محاولة توحيد النمط المعماري عن طريق إنشاء وحدات سكنية‪.‬‬
‫‪ .3‬تخصيص مساحات خضراء وحدائق للتنزه والترويح في أماكن متفرقة‪.‬‬
‫‪ .4‬تخصيص أماكن لوقوف السيارات قرب المرافق العامة واألسواق وفرض ذلك على كل من‬
‫يقوم ببناء عقار تجاري أو خدمي‪.‬‬
‫‪ .5‬تطوير البنية التحتية وتحسين مستوى خدمات النظافة بالمدينة والطرق‪.‬‬
‫ظا على المظهر العام‪.‬‬
‫‪ .6‬منع أصحاب المحالت التجارية من عرض البضائع في الشارع حفا ً‬

‫‪581‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬
‫‪Al-Mukhtar Journal of Social Sciences 40 (3): 567-582, 2022‬‬ ‫‪pISSN: 2791-1608; eISSN: 2791-1616‬‬

‫‪ .9‬المراجع‬
‫‪ .1‬خلف‪ ،‬مريم خيرهللا (‪ )2018‬التلوث البصري في مدينة الزبير‪ .‬مجلة الخليج العربي‬
‫المجلد(‪)46‬العدد (‪3‬ـ‪.)4‬‬
‫‪ .2‬درادكة‪ ،‬إيناس نبيل محمد (‪ )2019‬مدى تأثير الالفتة التجارية على التلوث البصري للشارع‬
‫التجاري ـ مدينة عمان‪ :‬شارع وصفي التل حالة دراسية‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ .‬كلية‬
‫العمارة والتصميم‪ .‬جامعة الشرق األوسط‪َّ .‬‬
‫عمان‪.‬‬
‫‪ .3‬الربيعي‪ ،‬إسراء طالب جاسم وحنتوش‪ ،‬علياء عبدهللا (‪ )2017‬تحليل جغرافي لمظاهر التلوث‬
‫البصري في مركز قضاء المسيَّب وتأثيراته البيئية‪ .‬مجلة كلية التربية األساسية للعلوم التربوية‬
‫واإلنسانية ـ جامعة بابل‪ .‬العدد ‪.35‬‬
‫‪ .4‬زين الدين‪ ،‬عبدالمقصود (‪ )2000‬قضايا بيئية معاصرة‪ .‬الطبعة‪ .3‬منشأة المعارف باإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .5‬شامية‪ ،‬أحمد جميل (‪ )2013‬دراسة تحليلية للتلوث البصري في مدينة غزة ـ حالة دراسية "منطقة‬
‫الجندي المجهول" رسالة ماجستير‪ .‬كلية الهندسة‪ .‬الجامعة اإلسالمية ـ غزة‪.‬‬
‫‪ .6‬عبدالرحيم‪ ،‬أشرف أبو العيون (‪ ) 2008‬تنمية التجمعات العمرانية ذات القيمة الحضرية‬
‫كمنظومات تخطيطية تحقق استقرار الكيان العمراني للمدينة المصرية القائمة بالتطبيق على‬
‫مدينة المنيا‪ .‬رسالة ماجستير‪ .‬جامعة المنيا‪.‬‬
‫‪ .7‬قاسم‪ ،‬مجدى محمد (‪ .)2016‬تأثير التلوث البصرى على الطابع المعماري "دراسة حالة منطقة‬
‫روكسي بمصر الجديدة" ‪Journal Of Al Azhar University Engineering Sector. Vol 11.‬‬
‫‪No 39‬‬
‫‪ .8‬مدني‪ ،‬ريم زاھر عباس (‪ )2015‬أثر التلوث البصري في تشويه جمال المدن دراسة حالة (ميدان‬
‫جاكسون‪ -‬الخرطوم(‪ .‬بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في خدمات المباني‪ .‬جامعة السودان‬
‫للعلوم والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪ .9‬الهدار‪ ،‬فرج مصطفى (‪ )2017‬أثر التلوث البصري في التأثير على جمالية المدينة "مدينة زليتن‬
‫كنموذج"‪ .‬مجلة التربوي‪ .‬العدد ‪.10‬‬

‫‪582‬‬ ‫© للمؤلف (المؤلفون)‪ ،‬يخضع هذا المقال لسياسة الوصول المفتوح ويتم توزيعه بموجب شروط ترخيص إسناد المشاع اإلبداعي ‪CC BY-NC 4.0‬‬

You might also like