You are on page 1of 1

‫واجهة الطباعة ‪Printable Version‬‬

‫الواجهة الرئيسية ‪Main Version‬‬

‫آية ‪Aya 140‬‬ ‫سورة ‪ Sura‬النساء ‪An-Nisaa‬‬

‫الصفحة ‪Page 100‬‬

‫التفسير )‪ Tafsir (explication‬الطبري ‪Al-Tabari -‬‬

‫ع َليْ ُك ْم ِفي ا ْل ِكت ِ‬


‫َاب أ َ ْ‬
‫ن‬ ‫َو َق ْد نَز‪َ 4‬ل َ‬
‫َات ا?‪ ِ4‬يُ ْكفَ ُر ِبهَا‬ ‫س ِم ْعتُ ْم آي ِ‬ ‫إِذَا َ‬
‫م َع ُه ْم‬ ‫ُستَ ْهزَأ ُ ِبهَا فَ َ‪ J‬تَ ْق ُعدُوا َ‬ ‫َوي ْ‬
‫وضوا ِفي حَ ِد ٍ‬
‫يث‬ ‫خ ُ‬ ‫حَ ت‪4‬ىٰ يَ ُ‬
‫ن ا?‪َ4‬‬ ‫غيْ ِر ِه ۚ إِن‪ُ 4‬ك ْم إِذًا ‪U‬‬
‫مث ْ ُل ُه ْم ۗ إِ ‪4‬‬ ‫َ‬
‫اف ِري َن ِفي‬ ‫‪َ Z‬وا ْل َك ِ‬ ‫اف ِق َ‬
‫ا\ ُنَ ِ‬‫امعُ ْ‬ ‫جَ ِ‬
‫جَ َهن‪َ 4‬م جَ ِميعًا )‪(140‬‬

‫القول في تأويل قوله ‪َ :‬و َق ْد نَز‪َ 4‬ل‬


‫ن إِذَا‬ ‫َاب أ َ ْ‬‫ع َليْ ُك ْم ِفي ا ْل ِكت ِ‬ ‫َ‬
‫َات ا?‪ ِ4‬يُ ْكفَ ُر ِبهَا‬ ‫س ِم ْعتُ ْم آي ِ‬ ‫َ‬
‫م َع ُه ْم‬ ‫ُستَ ْهزَأ ُ ِبهَا فَ‪ J‬تَ ْق ُعدُوا َ‬ ‫َوي ْ‬
‫وضوا ِفي حَ ِد ٍ‬
‫يث‬ ‫خ ُ‬ ‫حَ ت‪4‬ى يَ ُ‬
‫ن ا?‪َ4‬‬ ‫غيْ ِر ِه إِن‪ُ 4‬ك ْم إِذًا ِمث ْ ُل ُه ْم إِ ‪4‬‬ ‫َ‬
‫اف ِري َن ِفي‬ ‫‪َ Z‬وا ْل َك ِ‬ ‫اف ِق َ‬ ‫ا\ ُنَ ِ‬ ‫امعُ ْ‬ ‫جَ ِ‬
‫جَ َهن‪َ 4‬م جَ ِميعًا )‪(140‬‬
‫قال أبو جعفر‪ :‬يعني بذلك جل‬
‫‪ = Z‬الذين‬ ‫اف ِق َ‬ ‫ا\ُنَ ِ‬ ‫َش ِر ْ‬ ‫ثناؤه‪ :‬ب ‪U‬‬
‫يتخذون الكافرين أولياء من‬
‫دون ا\ؤمن‪ "= ،Z‬وقد نـزل‬
‫عليكم في الكتاب "‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫أخبر من اتخذ من هؤ‪l‬ء‬
‫ا\نافق‪ Z‬الكفار أنصا ًرا وأوليا َء‬
‫بعد ما نـزل عليهم من القرآن‪"،‬‬
‫أن إذا سمعتم آيات ا? يكفر‬
‫بها ويستهزأ بها ف‪ J‬تقعدوا‬
‫معهم حتى يخوضوا في‬
‫حديث غيره "‪ ،‬يعني‪ :‬بعد ما‬
‫علموا نَهْي ا? عن مجالسة‬
‫الكفار الذين يكفرون بحجج ا?‬
‫ي كتابه ويستهزئون بها="‬ ‫وآ ِ‬
‫حتى يخوضوا في حديث‬
‫غيره "‪ ،‬يعني بقوله‪" :‬‬
‫يخوضوا "‪ ،‬يتحدثوا حديثًا‬
‫عذَابًا أَلِيمً ا ‪.‬‬ ‫ن َل ُه ْم َ‬ ‫غيره= ِبأ َ ‪4‬‬
‫)‪(51‬‬
‫وقوله‪ " :‬إنكم إذًا مثلهم "‪،‬‬
‫يعني‪ :‬وقد نـزل عليكم أنكم إن‬
‫جالستم من يكفر بآيات ا?‬
‫ويستهزئ بها وأنتم تسمعون‪،‬‬
‫فأنتم مثله= يعني‪ :‬فأنتم إن لم‬
‫تقوموا عنهم في تلك الحال‪،‬‬
‫مث ُلهم في فعلهم‪{ ،‬نكم قد‬
‫عصيتم ا? بجلوسكم معهم‬
‫آيات ا? يكفر‬ ‫ِ‬ ‫وأنتم تسمعون‬
‫بها ويستهزأ بها‪ ،‬كما عصوه‬
‫باستهزائهم بآيات ا?‪ .‬فقد‬
‫أتيتم من معصية ا? نحو الذي‬
‫أتَوْه منها‪ ،‬فأنتم إذًا مثلهم في‬
‫ركوبكم معصية ا?‪ ،‬وإتيانكم‬
‫ما نهاكم ا? عنه‪.‬‬
‫***‬
‫وفي هذه ا|ية‪ ،‬الد‪l‬لة‬
‫الواضحة على النهي عن‬
‫مجالسة أهل الباطل من كل‬
‫والفسقة‪ ،‬عند‬ ‫َ‬ ‫نوع‪ ،‬من ا\بتدعة‬
‫خوضهم في باطلهم‪.‬‬
‫***‬
‫وبنحو ذلك كان جماعة من‬
‫ا{ئمة ا\اض‪ Z‬يقولون‪(52) ،‬‬
‫تأ ‪Ä‬و‪ l‬منهم هذه ا|ية أنه مرا ٌد‬
‫بها النهي عن مشاهدة كل‬
‫باطل عند خوض أهله فيه‪.‬‬
‫*ذكر من قال ذلك‪:‬‬
‫‪ -10708‬حدثني ا\ثنى قال‪،‬‬
‫حدثنا إسحاق قال‪ ،‬حدثنا يزيد‬
‫بن هارون‪ ،‬عن العوام بن‬
‫حوشب‪ ،‬عن إبراهيم التيمي‪،‬‬
‫عن أبي وائل‪ ،‬قال‪ :‬إن الرجل‬
‫ليتكلم بالكلمة في ا\جلس من‬
‫ال َكذب ليُضحك بها جلسا َءه‪،‬‬
‫فيسخط ا? عليهم‪ .‬قال‪ :‬فذكرت‬
‫ذلك ‪ä‬براهيم النخعي‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫صدق أبو وائل‪ ،‬أو ليس ذلك‬
‫في كتاب ا?‪ " :‬أن إذا سمعتم‬
‫آيات ا? يكفر بها ويستهزأ بها‬
‫ف‪ J‬تقعدوا معهم حتى‬
‫يخوضوا في حديث غيره إنكم‬
‫إذًا مثلهم "؟‬
‫‪ -10709‬حدثني ا\ثنى قال‪،‬‬
‫حدثنا إسحاق قال‪ ،‬حدثنا عبد‬
‫ا? بن إدريس‪ ،‬عن الع‪J‬ء بن‬
‫ا\نهال‪ ،‬عن هشام بن عروة‬
‫قال‪ :‬أخذ عمر بن عبد العزيز‬
‫شراب فضربهم‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قومًا على‬
‫ن هذا‬ ‫وفيهم صائم‪ ،‬فقالوا‪ :‬إ ّ‬
‫صائم! فت‪ " J‬ف‪ J‬تقعدوا معهم‬
‫حتى يخوضوا في حديث‬
‫غيره إنكم إذًا مث ُلهم "‪.‬‬
‫‪ -10710‬حدثني ا\ثنى قال‪،‬‬
‫حدثنا عبد ا? بن صالح قال‪،‬‬
‫حدثني معاوية‪ ،‬عن علي بن‬
‫أبي طلحة‪ ،‬عن ابن عباس‬
‫قوله‪ " :‬أن إذا سمعتم آيات ا?‬
‫يكفر بها ويستهزأ بها "‪،‬‬
‫السب َُل فَتَفَ ‪4‬رقَ‬ ‫‪Ä‬‬ ‫وقوله‪َ :‬و‪ l‬تَت‪ِ 4‬بعُوا‬
‫س ِبيلِ ِه ‪] ،‬سورة ا{نعام‪:‬‬ ‫ع ْن َ‬ ‫ِب ُك ْم َ‬
‫‪ ، [153‬وقوله‪ :‬أ َ ِقيمُ وا الد‪U‬ي َن َو‪l‬‬
‫يه ]سورة الشورى‪:‬‬ ‫تَتَفَ ‪4‬ر ُقوا ِف ِ‬
‫‪ ، [13‬ونحو هذا من القرآن‪.‬‬
‫قال‪ :‬أمر ا? ا\ؤمن‪Z‬‬
‫بالجماعة‪ ،‬ونهاهم عن‬
‫ا‪l‬خت‪J‬ف والفرقة‪ ،‬وأخبرهم‪:‬‬
‫إنما هلك من كان قبلكم با\ِراء‬
‫والخصومات في دين ا?‪.‬‬
‫***‬
‫وقوله‪ " :‬إن ا? جامع ا\نافق‪Z‬‬
‫والكافرين في جهنم جميعًا "‪،‬‬
‫يقول‪ :‬إن ا? جامع الفريق‪ Z‬من‬
‫أهل الكفر والنفاق في القيامة‬
‫في النار‪ ،‬فموف‪U‬ق بينهم في‬
‫عقابه في جهنم وأليم عذابه‪،‬‬
‫كما اتفقوا في الدنيا‬
‫فاجتمعوا على عداوة ا\ؤمن‪،Z‬‬
‫وتوَاز ُروا على التخذيل عن دين‬
‫ا?= وعن الذي ارتضاهُ وأمر‬
‫به= وأهلِه‪(53) .‬‬
‫***‬
‫واختلفت القرأة في قراءة قوله‪:‬‬
‫" وقد نـزل عليكم في الكتاب "‪.‬‬
‫فقرأ ذلك عامة القرأة بضم "‬
‫النون " وتثقيل " الزاي"‬
‫وتشديدها‪ ،‬على وجْ ه ما لم‬
‫ُس ‪4‬م فاعله‪.‬‬ ‫ي َ‬
‫***‬
‫وقرأ بعض الكوفي‪ Z‬بفتح "‬
‫النون " وتشديد " الزاي"‪ ،‬على‬
‫معنى‪ :‬وقد نـزل ا? عليكم‪.‬‬
‫***‬
‫َ‬
‫نـزل‬ ‫وقرأ بعض ا\كي‪َ ) :Z‬و َق ْد‬
‫ع َليْ ُك ْم ( بفتح " النون "‪،‬‬ ‫َ‬
‫وتخفيف " الزاي"‪ ،‬بمعنى‪:‬‬
‫وقد جاءكم من ا? أن إذا‬
‫سمعتم‪.‬‬
‫***‬
‫قال أبو جعفر‪ :‬وليس في هذه‬
‫القراءات الث‪J‬ث وجه يبعد‬
‫معناه مما يحتمله الك‪J‬م‪ .‬غير‬
‫أن الذي أختا ُر القراءة به‪ ،‬قراءة‬
‫من قرأ‪َ ) :‬و َق ْد نُـز‪َ U‬ل ( بضم "‬
‫النون " وتشديد " الزاي"‪ ،‬على‬
‫وجه ما لم يسم فاعله‪{ .‬ن‬
‫معنى الك‪J‬م فيه التقديم على‬
‫ما وصفت قبل‪ (54) ،‬على‬
‫اف ِري َن‬ ‫ن ا ْل َك ِ‬ ‫‪4‬خذُو َ‬ ‫معنى‪ :‬ا ‪4‬ل ِذي َن يَت ِ‬
‫‪ "= Z‬وقد‬ ‫ا\ُؤ ِْم ِن َ‬ ‫ن ْ‬ ‫أ َ ْولِيَا َء ِم ْن دُو ِ‬
‫نـزل عليكم في الكتاب أن إذا‬
‫سمعتم آيات ا? يكفر بها "‬
‫إلى قوله‪ " :‬حديث غيره "=‬
‫ه ُم ا ْل ِعز‪4‬ةَ ‪ .‬فقوله‪:‬‬ ‫ن ِعنْ َد ُ‬ ‫غو َ‬ ‫أَيَبْتَ ُ‬
‫ِ‬ ‫فَ ِإ ‪ِ 4‬‬
‫ن ا ْلعز‪4‬ةَ ?‪ َِU‬جَ ميعًا ‪ ،‬يعني‬
‫التأخير‪ ،‬فلذلك كان ضم "‬
‫النون " من قوله‪ " :‬نـزل "‬
‫أصوب عندنا في هذا ا\وضع‪.‬‬
‫***‬
‫وكذلك اختلفوا في قراءة قوله‬
‫ع َلى‬ ‫َاب ا ‪4‬ل ِذي نَـز‪َ 4‬ل َ‬ ‫)‪َ (55‬وا ْل ِكت ِ‬
‫َاب ا ‪4‬ل ِذي أَنْـزَ َل ِم ْن‬ ‫سولِ ِه َوا ْل ِكت ِ‬ ‫َر ُ‬
‫َقب ُْل ‪.‬‬
‫نـزل (‬ ‫نـزل ( و ) أ َ َ‬ ‫َ‬ ‫فقرأه بفتح )‬
‫أكثر القرأة‪ ،‬بمعنى‪ :‬والكتاب‬
‫الذي نـزل ا? على رسوله‪،‬‬
‫والكتاب الذي أنـزل من قبل‪.‬‬
‫***‬
‫وقرأ ذلك بعض قرأة البصرة‬
‫بضمه في الحرف‪ Z‬كليهما‪،‬‬
‫)‪ (56‬بمعنى ما لم يسم فاعله‪.‬‬
‫***‬
‫وهما متقاربتا ا\عنى‪ .‬غير أن‬
‫أعجب إلي‪ 4‬من‬ ‫ُ‬ ‫الفتح في ذلك‬
‫الضم‪{ ،‬ن ذكر ا? قد جرى قبل‬
‫آمنُوا ِبا?‪ِ4‬‬ ‫ذلك في قوله‪ِ :‬‬
‫سولِ ِه ‪.‬‬ ‫َو َر ُ‬
‫***‬
‫‪----------------‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫)‪ (51‬أراد أبو جعفر بهذه‬
‫الفقرة أن يب‪ Z‬أن قوله في ا|ية‬
‫ا{ولى‪" :‬بأن لهم عذابًا أليمً ا" ‪،‬‬
‫مقدم ومعناه التأخير ‪ ،‬فلذلك‬
‫قال في أول الك‪J‬م"بشر‬
‫ا\نافق‪ "Z‬ثم استطرد في ذكر‬
‫ا|يت‪ Z‬بعدها ‪ ،‬ثم ختمها‬
‫بختام ا{ولى‪.‬‬
‫)‪ (52‬في ا\طبوعة‪" :‬كان‬
‫جماعة من ا{مة ا\اضية" ‪،‬‬
‫والصواب من ا\خطوطة‪.‬‬
‫)‪ (53‬قوله‪" :‬وأهله" مجرور‬
‫معطوف على قوله"عن دين‬
‫ا?" والسياق‪" :‬عن دين ا? ‪...‬‬
‫وعن أهله"‪.‬‬
‫)‪ (54‬انظر ما سلف ص‪320 :‬‬
‫وتعليق‪.1 :‬‬
‫)‪ (55‬في ا\طبوعة‪" :‬وكذا‬
‫اختلفوا" ‪ ،‬وأثبت ما في‬
‫ا\خطوطة‪ .‬وذكر هذه القراءة ‪،‬‬
‫كان ينبغي أن يكون في‬
‫موضعه عند آخر تفسير ا|ية ‪،‬‬
‫كما جرى عليه منهجه في كل‬
‫ما سلف‪ .‬وانظر ص‪313 :‬‬
‫تعليق‪.1 :‬‬
‫)‪ (56‬في ا\طبوعة‪" :‬ك‪J‬هما" ‪،‬‬
‫والصواب في ا\خطوطة‪.‬‬

‫عرض تفسير آخر ‪View another tafsir‬‬

‫آيــــات ‪ -‬القرآن الكريم‬


‫‪ - Holy Quran‬مشروع ا‪$‬صحف‬

‫ا‪:‬لكتروني بجامعة ا‪$‬لك سعود‬

‫هذه هي النسخة ا‪$‬خففة من ا‪$‬شروع ‪-‬‬


‫ا\خصصة للقراءة والطباعة ‪ -‬ل‪D‬ستفادة‬
‫من كافة ا‪$‬ميزات يرجى ا‪G‬نتقال للواجهة‬
‫الرئيسية‬
‫‪This is the light version of the project‬‬
‫‪- for plain reading and printing -‬‬
‫‪please switch to Main interface to‬‬
‫‪view full features‬‬

You might also like