You are on page 1of 10

‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫‪‬‬
‫تمهـيـــد‪:‬‬

‫إن األستاذ يسعى لجعل المتربص يكتسب العديد من الخبرات ويغرز فيه سلوكيات‬
‫مختلفة نفسية‪ ،‬معرفية وحسية حركية ويمكنه من امتالك مهارات كاملة‪ ،‬وذل&ك بفض&ل التقني&ات‬
‫البيداغوجية التي يطبقها األستاذ ويعم&ل به&ا ومحاول&ة ابتع&اده عن األخط&اء والهف&وات ليض&من‬
‫نتائج جيدة ‪ ،‬و ينجح في تقديم م&&ا لدي&&ه من معلوم&&ات مفي&&دة لك&&ل متعلم أو م&&تربص‪ .‬ألن عملي&&ة‬
‫التكوين مع الوقت تجعل كل المعلومات جزء من المخزون السلوكي الدائم لألستاذ وهك&&ذا يكل&&ل‬
‫جهوده بالنجاح وذلك بتوفر عدة عوامل يعمل على تطبيقها‪.‬‬
‫و منه بعد االنتهاء من التربص النظري ضمن البيداغوجية التطبيقية ال&&ذي قمت في&&ه بدراس&&ة‬
‫الطرائق و األهداف البيداغوجية ‪ ،‬كيفية إعداد حص&&ة دراس&&ية‪ ،‬التق&&ويم و أنواع&&ه‪ ،‬ت&&وجهت إلى‬
‫المعه&د الوط&ني المتخص&ص في التك&وين و التعليم المه&ني زرزارة‪ ،‬من أج&ل إج&راء ال&تربص‬
‫التطبيقي لمدة ثالثة أس&ابيع بغ&&رض إس&قاط الج&انب النظ&&ري الم&&دروس على الج&انب التط&&بيقي‬
‫والتعرف على مدى تطبيق األستاذة المشرف لهذه المفاهيم ميدانيا‪ ،‬و أخيرا الخروج بمالحظات‬
‫و اقتراحات‪.‬‬
‫و منه قمت بتقسيم هذا الجانب البيداغوجي إلى ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مالحظاتي حول البيداغوجية المتبعة من طرف األستاذة المشرفة؛‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا‪ :‬تدخلي و إجرائي لحصة تعليمية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أوال‪ :‬مالحظاتي حول البيداغوجية المتبعة من طرف األستاذة المشرفة؛‬ ‫‪‬‬

‫التحضيــــــر للتدريــــــــس‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪21‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫إن الدور األساسي لألساتذة هو إيصال معلومات جديدة للمتربصين‪ ،‬و قب&&ل القي&&ام ب&&ذلك يجب‬
‫عليه التحضير الجيد و المسبق للدرس من خالل ( و هذا حسب ما تدرسناه مع األس&&تاذة‬
‫يوسفي)‪:‬‬
‫تحديد المحتوى الذي يدرس بم&&ا يناس&&ب مس&&توى الم&&تربص وإثـارته نفس&&يا لحب الم&&ادة‬ ‫‪‬‬
‫وتعلقه بها؛‬
‫تسطيرو تحديد األهداف البيداغوجية التي ينوي تحقيقها في حصة تعليمية؛‬ ‫‪‬‬
‫حس&&ن اس&&تعمال و اختي&&ار الطرائ&&ق البيداغوجي&&ة لض&&مان ق&&درة اس&&تيعاب الم&&تربص‬ ‫‪‬‬
‫للموضوع المدروس و إطراءه بالحيوية؛‬
‫االستعانة بالمساعدات البيداغوجية لجذب انتب&&اه الم&&تربص وإزال&&ة ك&&ل الغم&&وض المخيم‬ ‫‪‬‬
‫على الدرس؛‬
‫اإلكثار من التقويمات بكل أنواعها لقياس النتائج المحصل عليه&&ا في العملي&&ة التعليمي&&ة و‬ ‫‪‬‬
‫معرفة مدى وصول الهدف المسطر؛‬
‫إعداد الدروس بطريقة منتظمة بمراحل انتقالية ومحتوى بعيد عن الغموض ووقت محدد‬ ‫‪‬‬
‫و االنتق&&ال من البس&&يط إلى المعق&&د ح&&تى يك&&ون تسلس&&ل في األفك&&ار و ت&&رتيب ل&&دى‬
‫المتربصين‪.‬‬
‫مالحظتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تقوم األستاذة قبل ك&&ل ش&&يء بتهيئ&&ة الج&&و المناس&&ب عن طري&&ق ال&&ترحيب و الس&&ؤال عن‬ ‫‪-‬‬
‫المتربصين الغائبين لمعرفة أحوالهم‪ ،‬ثم يتطرق مباشرة إلى مراجعة الدرس الس&&ابق عن‬
‫طري&&ق أس&&ئلة يطرحه&&ا على المتربص&&ين‪ ،‬ثم يعقب على أجوب&&ة المتربص&&ين باإلجاب&&ة‬
‫الصحيحة؛‬
‫و بعد ذلك يشرع في تقديم الدرس بداية بخلق مركز اهتمام ليس&&تخرج عن&&وان ال&&درس ثم‬ ‫‪-‬‬
‫يض&&ع عناص&&ر الف&&وج في ص&&عوبة‪ ،‬و بع&&د االس&&تماع إلى مح&&اوالتهم يق&&وم بالش&&رح و‬
‫البرهنة؛‬
‫ولما يكمل يقوم بتق&&ويم ج&&زئي إلى أن يص&&ل إلى الخالص&&ة‪ ،‬ثم التق&&ويم النه&&ائي علم&&ا أن‬ ‫‪-‬‬
‫التقويمات تكون عن طريق أسئلة أو تمارين قصيرة‪.‬‬
‫األهــداف الـبيداغـوجيــة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪22‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫حسب الدراسة النظرية لموضوع األهداف البيداغوجية (ما تدرسناه مع األستاذ رجايبية)‬
‫التي تعتبر نس&&ق من المف&&اهيم المنطقي&&ة المنس&&جمة ال&&تي تحم&&ل مجم&&وع التغ&&يرات واإلنج&&ازات‬
‫المراد تحقيقها بنتائج مستهدفة ومسطرة‪ ،‬ألن هذه األهداف س&&طرت على أس&&اس اس&&تراتيجي ل&&ه‬
‫نقطة بداية يليه&&ا س&&يرورة التعليم وبع&&دها نقط&&ة الوص&&ول أو النهاي&&ة م&&ع تحقي&&ق اله&&دف؛ و ألن‬
‫القياس الحقيقي الذي نقيس به قدرات المتربصين ومهاراتهم ومواقفهم هي األهــداف أو النتــائج‬
‫المحققة‪ ،‬لذلك احتلت األهداف البيداغوجية مكانة ب&&ارزة في النظ&&ام ال&&تربوي كم&&ا احتلت أيض&&ا‬
‫مكانة هامة و األكثر من بارزة في نموذج التكوين‪.‬‬
‫إن صيغة كل هدف إجرائي تكون محددة قابلة للمالحظة والقياس وال&&تي تتش&&كل من جمل&&ة‬
‫مكونة من ‪ :‬الفعل – الشرط – المعي&ار ‪ .‬وتتغ&ير ه&ذه النق&اط الثالث&ة حس&ب المس&توى المع&رفي‬
‫للهدف أي‪ :‬مستوى المعرفة – مستوى الفهم – مستوى التطبيق‪.‬‬
‫مالحظتي‪ :‬كانت من خالل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن عملي&&ة الت&&دريس باأله&&داف تختل&&ف اختالف&&ا كب&&يرا عن الت&&دريس ب&&المحتوى فق&&ط‪ ،‬فمن خالل‬
‫حضوري في فترة التربص التطبيقي مع األستاذ(ة) التي كانت تمتلك خبرة واسعة في الميدان ‪،‬‬
‫سهل عليها االستمرارية في تحقي&ق جمي&ع أه&دافها المس&طرة مس&بقا في جمي&ع الحص&ص س&واء‬
‫أك&&انت نظري&&ة على المس&&توى المع&&رفي أو الفهم أو على مس&&توى التط&&بيق‪ ،‬حيث في بداي&&ة ك&&ل‬
‫حصة عند استخراج عنوان الدرس أو التطبيق وتدوينه في السبورة بعدها مباشرة تقوم األســتاذة‬
‫بكتاب&ة اله&دف اإلج&رائي على الس&بورة ثم قراءت&ه على المتربص&ين بص&وت مرتف&ع لش&د انتب&اه‬
‫الجميع ليوضح لهم النقطة التي سيص&&لون إليه&&ا في نهاي&&ة تل&&ك الحص&&ة‪ ،‬وأحيان&&ا بع&&د اس&&تخراج‬
‫عنوان الدرس تقلب األستاذة جهة من دفات السبورة التي تكون قد كتبت عليها الهدف اإلج&&رائي‬
‫ل&&درس‪ ،‬وأحيان&&ا أخ&&رى ك&&انت األســتاذة تس&&تغني عن الكتاب&&ة وتكتفي ب&&ذكر اله&&دف اإلج&&رائي‬
‫للمتربصين فقط‪.‬‬
‫رغم الكثير من العوائق والصعوبات التي ك&&انت األس&&تاذة تتلقاه&&ا م&&ع بعض المتربص&&ين‬
‫وخاصة الفئة البطيئة الفهم والفئة العديمة االنتباه‪ ،‬عال أنها بمهارتها الكبيرة وتصميمها المستمر‬
‫تنجح دوًم ا في إزالة ك&&ل نقط&&ة غامض&&ة وتحقي&&ق األه&&داف المس&&طرة ال&&تي رس&&متها من البداي&&ة‬
‫بصورة محددة ودقيقة ‪ ،‬وبالفعل كانت األستاذة في نهاية كل حصة تحقق ه&&دفها بنج&&اح وإتق&&ان‬
‫وبراعة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬
‫‪‬‬
‫و هذا ما استخلصته من خالل متابعتي للحصص مع األستاذة المشرفة أنها تصل في نهاي&&ة ك&&ل‬
‫حصة إلى تحقيق الهدف اإلجرائي المسطر مسبقا‪.‬‬
‫الـطـرائـق الـبيداغـوجيــة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتمثل طرق التدريس في مجموعة من األساليب والطرق التي يستخدمها األستاذ في‬
‫تقديم درس وتوصيل محتواه إلى المتربصين بدون غموض لالستفادة من مضمونه (ما تدرسناه‬
‫م&&ع األس&تاذة س&حنون)‪ ،‬تتع&&دد الطرائ&&ق البيداغوجي&&ة وتختل&&ف عن بعض&&ها في تن&&وع الس&لبيات‬
‫واإليجابيات لكل طريقة‪ ،‬ولكن ال توجد هناك طريقة أفضل من األخرى وإنما طبيعة الموض&&وع‬
‫وشرحه هو الذي يحدد الطريقة المستعملة والمناسبة للدرس‪ ،‬وق&د يتم اس&تخدام أك&&ثر من طريق&&ة‬
‫خالل حصة واحدة‪ ،‬ألن األستاذ الناجح هو ال&&ذي يس&&تطيع اختي&&ار الطريق&&ة المناس&&بة في ال&&وقت‬
‫المناسب‪ .‬لتفادي الحيرة في اختيار الطريقة المناسبة وجدت معايير تساعد على اختي&&ار الطريق&&ة‬
‫المناسبة وهي‪:‬‬
‫أن تكون مناسبة لمحتوى الدرس؛‬ ‫‪-‬‬
‫أن تسمح للمتربص بالمناقشة أو الحوار؛‬ ‫‪-‬‬
‫أن تسمح للمتربصين بالتقويم الذاتي؛‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن تنمي روح اإلبداع لدى المتربصين؛‬ ‫‪-‬‬
‫أن تكون الطريقة المختارة تناسب مستوى المتربصين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ‬مالحظتي‪:‬‬
‫إن األستاذة المشرف على فترة التربص كانت تستعمل طريقتين في التدريس الطريق&&ة الحواري&&ة‬
‫والطريقة النشطة‪.‬‬
‫‪ ‬الطريقة الحواريـة‪:‬‬
‫مالحظتي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪24‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫كانت تعمل بها في جميع الحصص النظرية‪ ،‬حيث تخلق بها جو من الحيوي&&ة والنش&&اط المع&&رفي‬
‫بينها وبين المتربصين‪ ،‬رغم صعوبة التحكم في بعض العناصر أحيانا الذين يتعمدون على نش&&ر‬
‫الفوضى داخل القسم للعدد الكب&&ير ‪ ،‬لكن األس&&تاذة ك&&انت متحكم&&ة وحازم&&ة حيث تلج&أ في بعض‬
‫األحيان إلى طرد بعض المتربصين خاص&&ة إذا ح&&ذرتهم ع&&دة م&&رات‪ .‬الحظت أن ه&&ذه الطريق&&ة‬
‫تدفع المتربص إلى التساؤل المستمر والبحث عن أعماق المعلومة‪ ،‬وخاصة الفئة المجتهدة ال&&تي‬
‫تطرح في بعض األحيان أسئلة واسعة النطاق ومعلومات تتماشى م&&ع التط&&ور الح&&ديث‪ ،‬وك&&انت‬
‫األستاذة دوما بمالحظاتها القيمة تحفز الجميع على روح المش&&اركة والتعلم والمنافس&&ة المس&&تمرة‬
‫في تقديم اإلجابات على األسئلة المطروحة من قبل األستاذة؛‬
‫كانت هذه الطريقة كث&&يرة االس&&تعمال ألن معظم المواض&&يع تق&&دم للمتربص&&ين على ش&&كل‬ ‫‪‬‬
‫نظري ألن اختصاصهم يتطلب النظري أكثر من الدروس التطبيقية‪.‬‬
‫الطـريقة النشطـة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مالحظتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن ه&&ذه الطريق&&ة تس&&تعمل كث&&يرا في الحص&&ص التطبيقي&&ة المبرمج&&ة للمتربص&&ين و تس&&مح لهم‬
‫األستاذة بالعمل على شكل أفواج ‪ ،‬حيث يق&&وم ك&&ل م&&تربص أو ك&&ل ف&&وج بإنج&&از التط&&بيق ال&&ذي‬
‫قدمته األستاذة طبعـا‪.‬‬
‫بعد أن تشرح لهم كيفية العمل بعد ذل&&ك تص&&بح األس&&تاذة تنتق&&ل م&&ا بين األف&&واج داخ&&ل القس&&م‬
‫بهدف المراقبة المس&تمرة لهم ‪ ،‬أحيان&ا ك&انت األس&تاذة هي ال&تي تش&كل األف&واج وأحيان&ا أخ&رى‬
‫عندما تالحظ عدم االنضباط واالختالف في عناصر الفوج بعضهم يقوم بالعمل والبعض اآلخ&&ر‬
‫ال يحرك ساكنا في هذه الحالة تتدخل األستاذة وتغير بعض العناصر‪ ،‬و تستمر في توجيههم إلى‬
‫غاية إتمام العمل الذي كلفوا به‪.‬‬
‫إن هذه الطريقة كانت تصعب على األستاذة تتبع جميع المتربصين في آن واح&&د‪ ،‬وك&&ذلك‬ ‫‪‬‬
‫التحكم فيهم للفوضى التي تنشأ أحيانا بين األفواج وعناصر المتربصين‪.‬‬
‫المـساعـدات الـبيداغـوجيــة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن ما استخلصته في القسم النظري للمساعدات البيداغوجي&&ة من ط&&رف األس&&تاذة بن بعي&&ط ‪،‬‬
‫أنها كل ما يستعين به األستاذ من أدوات‪ ،‬أجهزة‪ ،‬خرائط‪ ،‬ص&&ور‪ ،‬س&&بورة‪ ،‬كتب‪ ،‬عين&&ات‪...‬الخ‪،‬‬
‫لتسهيل إيصال المعلومة وترسيخها في ذهن المتربص&&ين‪ ،‬وتخت&&ار المس&&اعدات البيداغوجي&&ة من‬

‫‪25‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫طرف األستاذ انطالقا من الهدف اإلجرائي للدرس المحدد مسبقا لموضوع ك&&ل حص&&ة دراس&&ية‪،‬‬
‫وتصنف هذه المساعدات حسب األعضاء الحسية لإلنسان منها‪ :‬الشمية – الحس&&ية أو اللمس&&ية –‬
‫السمعية – السمعية البصرية وهذه األخيرة تعتبر من أكثر المساعدات البيداغوجي&&ة اس&تعماال في‬
‫العملية التعليمية‪ ،‬وترجع األسباب الرئيسية في استخدام المساعدات البيداغوجية إلى كونها أك&&ثر‬
‫إغ&&راء وت&&رغيب المتربص&&ين ولفت انتب&&اههم‪ ،‬ومن بين ه&&ذه المس&&اعدات ‪ :‬الس&&بورة العادي&&ة‬
‫"الحائطية" – سبورة ال&&ورق ‪ -‬س&&بورة األه&&داف البيداغوجي&&ة – المجس&&مات – جه&&از الع&&اكس‬
‫الضوئي‪.‬‬
‫مالحظتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫من خالل التربص التطبيقي كانت األس&تاذة تس&تعمل المس&اعدات البيداغوجي&ة التالي&ة‪ :‬الس&بورة‬
‫العادية ‪ -‬المخططات و جهاز العاكس الضوئي‪.‬‬
‫‪‬السبورة العادية‪:‬‬
‫هي المساعد البيداغوجي األول المستعمل من طرف األستاذة مع بداية كل حصة تعليمي&&ة س&&واء‬
‫كانت نظرية أو تطبيقية‪ ،‬كانت األس&&تاذة تق&&وم بتقس&&يم الس&&بورة إلى قس&&مين تح&&دد قس&&م لعناص&&ر‬
‫الدرس والقسم اآلخر للجمل والعبارات واالقتراحات التي تبقيه&&ا أو تزيله&&ا‪ ،‬تكتب األس&&تاذة على‬
‫السبورة بطريقة تجعلها ال تعطي ظهرها للمتربصين بل تعطيهم بالجنب و تس&&تخدم القلم المل&&ون‬
‫بطريقة منظمة في كتابة العناوين و المخططات البياني&ة ‪ ،‬و تتأك&د من وض&وح الكتاب&ة ورؤيته&ا‬
‫من طرف جميع المتربصين‪.‬‬
‫‪‬إن الس&&بورة هي مس&&اعد بي&&داغوجي دائم ال يس&&تطيع أي أس&&تاذ االس&&تغناء عن&&ه مهم&&ا ط&&الت‬
‫مسيرته التعليمية‪.‬‬
‫‪‬األشكال و النماذج‪:‬‬
‫‪‬مـالحـظـتي‪:‬‬
‫‪ -‬كانت األستاذة تحضر جميع األشكال مسبقا على الوجه الخلفي للسبورة ألن هذه األخيرة تأخذ‬
‫وقتا كبيرا‪ ،‬لذلك كانت تحضرها مسبقا و تعرضها على المتربصين أثناء الدرس في وقتها‪ ،‬وفي‬
‫بعض الحاالت كانت تجهز هذه األشكال على أوراق رسم ذات مقاس كبيـر حتى يتسنى وضــوح‬
‫هذه األشكال للمتربصين و هذا لربح ال&&وقت ال&&ذي ك&&ان من ممكن أن تمضــيه في تحضــير هــذه‬
‫األشكال على السبورة أثناء الدرس‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫‪ -‬إن األستاذة لديها تقنية وبراعة في استعمال المساعدات البيداغوجية‪ ،‬والتي كانت تسهل عليها‬
‫تحقيق هدفها من الدرس أو الموضوع‪ ،‬كما أنها ال تعتمد أن يك&&ون المس&اعد البي&&داغوجي كافي&&ا‬
‫وحده دون شرح‪ ،‬وأن ال تس&&مح له&&ذه المس&&اعدات أن تلهي المتربص&&ين عن لب الموض&&وع و ال‬
‫تستخدم العديد من المساعدات في درس واحد‪ ،‬بل ك&&انت تس&&تعمل مس&&اعد واح&&د بطريق&&ة معين&&ة‬
‫وفي وقت محدد‪.‬‬
‫لذلك كانت االستعانة بالمساعدات البيداغوجيــة تســهل على األســتاذة التوســع والتعمــق‬ ‫‪‬‬
‫في الدرس باالستناد على األمثلـة الحيـة‪ ،‬وكـان يحقـق ذلـك بنجـاح ويصـل إلى الهـدف‬
‫الذي سطرته قبل بداية تقديم المعلومة‪.‬‬
‫الـتـقــويـــم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫حسب الموضوع النظري التقويم التربوي المق&&دم من طــرف األســتاذة كــرميش فه&&و عملي&&ة‬
‫منهجية منظمة تقوم على أساس جمع البيانات وتفسير األدلة‪ ،‬بعد ذلك يتم إص&&دار أحك&&ام تتعل&&ق‬
‫بالمتربصين أو البرامج التي درسوها‪ ،‬مما يساعد على توجيه عمل التكوين واتخ&&اذ اإلج&&راءات‬
‫المناسبة‪ ،‬تعتبر عملية التقويم من العملي&&ات األساس&&ية في العملي&&ة التعليمي&&ة حيث يق&&وم الف&&رد أو‬
‫الجماعة بتقويم لمعرفة مدى درجة النجاح أو الفشل في تحقيق األه&&داف المس&&طرة في س&&يرورة‬
‫التعليم‪ ،‬وكذلك معرفة نقاط القوة والضعف للقيام بالمعالجة المناسبة لجمي&&ع أس&&ئلة تك&&ون حس&&ب‬
‫مستوى التقويم الذي يصنف إلى ثالث مستويات‪ :‬المعرفة – الفهم ‪ -‬التط&&بيق تطب&&ق عن طري&&ق‬
‫أسئلة شفهية أو كتابية يجيب عليها المتربصين أو يحلونها حسب المعلومات ال&&تي ق&&دمت لهم من‬
‫طرف األستاذ وبذلك يستطيع هذا األخ&&ير أن يتأك&&د أن&&ه اخت&&ار الط&&رق الص&&حيحة والمس&&اعدات‬
‫والمحتوى المدروس يتناسب مع مستوى وقدرات جميع المتربصين‪ ،‬وعملية التقويم تختلف عن‬
‫بعضها فالتقويم التشخيصي فهو إجراء بدائي وتمهيدي يستعمله األستاذ في بداية حص&&ة دراس&&ية‬
‫أو سنة دراسية‪ ،‬أما التقويم الجزئي "التكويني" فهو بنائي يصاحب المسار التعليمي ويك&&ون بين‬
‫مراحل سير الحصة‪ ،‬أم التقويم النهائي "الشامل" فهو أك&&ثر أن&&واع التق&&ويم اس&&تعماال من ط&&رف‬
‫األستاذ ويكون في نهاية الحصة أو الفصل أو الفترة التكوينية‪.‬‬
‫مالحظتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن الطريقة التي كانت األستاذة تستعملها وتتبعها في تقويم م&&ا تقدم&&ه للمتربص&&ين يومي&&ا في ك&&ل‬
‫حصة مبينة على مراحل متسلسلة في جميع الدروس النظرية‪ ،‬وتكون ب&&دايتها بتق&&ويم تشخيص&&ي‬
‫‪27‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫الستدراج المتربصين وتهيئتهم الستقبال المعلومات التي ستقدمها لهم األستاذة ويتقبلونها براح&&ة‬
‫نفسية تقوي طاقة استيعابهم‪ ،‬بعد الدخول في موضوع الدرس ومراحله تقوم األس&&تاذة بتقويم&&ات‬
‫جزئية وذلك بجعل المتربصين يشاركون في إعادة الشرح الذي قدمت&&ه لهم لكي تتأك&&د من فهمهم‬
‫للمعلومات السابقة واالنتقال إلى العنص&ر الم&والي مباش&رة‪ ،‬ولكن عن&د تأك&د األس&تاذة أن&ه لم يتم‬
‫االستيعاب الكامل للمعلومات المعطاة فإنها لن تنتقل إلى العنصر الم&والي قب&ل أن تك&رر الش&رح‬
‫لمرات عديدة‪ ،‬وذلك بتبسيط العنصر المدروس إلى عناصر س&&هلة الفهم ثم تعي&&د التق&&ييم الج&&زئي‬
‫مرة ثانية وبعد ذلك تنتقل إلى المرحلة الموالية من الدرس‪ ،‬وهكذا حتى تصل إلى نهاي&&ة الحص&&ة‬
‫فتقوم بتقييم نهائي وشامل وذل&&ك عن طري&&ق أس&&ئلة ش&&فوية أو عن طري&&ق التمرين&&ات التطبيقي&&ة‪،‬‬
‫وذلك للتأكد من أن جميع المعارف والمهارات والمب&&ادئ المكتس&&بة ق&&د أح&&دثت تغي&&ير في س&&لوك‬
‫المتربص أم ال‪ ،‬وهذا يثبت لألستاذة أنها حققت هدفها المسطر من الدرس أم لم تحققه؛‬
‫فعال إن الخبرة في التدريس تعود إلى الجهود التي تبذلها األستاذة‪ ،‬ألن ما الحظت&&ه خالل‬ ‫‪‬‬
‫جميع ال&دروس ال&ذي حض&رتها أن األس&تاذة تق&وم بعملي&ة التق&ويم بش&كل ال يك&اد يالح&ظ‬
‫لبراعت&&ه الفني&&ة في تق&&ديم الحص&&ص وتط&&بيق مختل&&ف التقويم&&ات دون خل&&ل‪ ،‬وتع&&ديل‬
‫وتصحيح المعلومة في وقتها المناسب‪.‬‬
‫تحضير الدرس " الحصة التعليمية" ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن الدراسة لموضـوع تحضـير الـدرس في الجـانب النظـري ( مـا تلقينـاه مـع األسـتاذة‬
‫يوسفي) توضح فيها أن األستاذ دوره يكمن في مواجهة المتربصين من أج&&ل الت&&دريس وتق&&ديم‬
‫المعلومات الكافية‪ ،‬لذلك يتحتم عليه إعداد الدرس وتحضير محتواه الذي س&&يقدمه بعناي&&ة بالغ&&ة‬
‫واهتمام كبير لتوص&&يل المعلوم&&ة للمتربص&&ين في أحس&&ن الظ&&روف‪ ،‬وقب&&ل أن يحّض ر األس&&تاذ‬
‫الدرس يجب عليه أن يتس&اءل عن ‪ :‬لمــاذا ســيدرس؟ أي يجب أن يح&دد اله&دف من ال&درس ‪،‬‬
‫وماذا سيدرس؟ وهو محتوى ال&&درس وبمــاذا ســيدرس؟ وهي المس&&اعدات ال&&تي يس&&تعملها في‬
‫ال&درس‪ ،‬ه&ذه التس&اؤالت تش&عر األس&تاذ باالطمئن&ان واالنض&باط والنظ&ام‪ ،‬وإجابت&ه على ه&ذه‬
‫األسئلة تقوده إلى انجاز مخطط لخطوات إعداد الدرس‪.‬‬
‫مالحظتي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن حضوري خالل التربص البيداغوجي التطبيقي مع أستاذة االختصاص‪ ،‬كانت هاته األستاذة‬
‫في بداية كل حصة دراسية تضع جميع الوثائق الخاصة بالدرس فوق المكتب والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫البطاقة التقنية؛‬ ‫‪-‬‬


‫مخطط مراحل سير الدرس؛‬ ‫‪-‬‬
‫مذكرة الدرس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إضافة إ لى المساعدات البيداغوجية التي ستستعملها في تلك الحصة لكنه يضعها على‬ ‫‪-‬‬
‫جنب ويخرجها في وقتها المناسب‪.‬‬
‫إن جميع الحصص التي حضرتها كان وقتها محددة بمحتوى الدرس‪ ،‬حيث تقوم‬ ‫‪-‬‬
‫األستاذة مباشرة بعملية التذكير ال تتجاوز ‪ 10‬دق&&ائق في بداي&&ة الحص&&ة ه&&ذا عن&&دما يك&&ون هن&&اك‬
‫درس سابق‪ ،‬أما إذا لم يكن هناك درس سابق تشرع األستاذة مباشرة بخلق مرك&&ز االهتم&&ام لكي‬
‫تهيئ المتربصين من الناحية النفسية الستقبال المعلومة الجدي&&دة وذل&&ك بط&&رح أس&&ئلة له&&ا عالق&&ة‬
‫بالواقع أو عرض نموذج حي لجلب اهتمام المتربصين وجعلهم يتشوقون للدرس؛‬
‫عندما تستخرج عنوان الدرس تقوم األستاذة بكتابته على السبورة‪ ،‬ثم يذكر الهدف‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجرائي بصوت عالي مسموع من طرف جميع المتربصين وأحيان&ا يكتب&ه على الجه&ة الخلفي&ة‬
‫للسبورة ثم يقرأه‪ ،‬بعد ذلك ينتقل األس&&تاذ إلى مرحل&&ة الوض&&ع في ص&&عوبة وذل&&ك بط&&رح س&&ؤال‬
‫يكون محدد عن عنصر من عناص&&ر ال&&درس ويبحث عن اإلجاب&&ة ض&&من مجموع&&ة المتربص&&ين‬
‫حتى يجعلهم في حالة انتب&اه دائم‪ ،‬ثم يلج&أ إلى الش&رح والبرهن&ة وذل&ك بع&رض المعلوم&ة كامل&ة‬
‫وشرحها وتبسيطها واستعمال المساعد البيداغوجي للموض&&وع والطريق&&ة الحواري&&ة ال&&تي تخل&&ق‬
‫دوما توسع في الشرح والمعلومة‪ ،‬بعد ذلك تقوم األستاذة بتقويم جزئي للمتربصين حول العنصر‬
‫المدروس ويجعل الجميع يشاركون في إعادة الشرح الذي قدمه لهم‪ ،‬ليتأكد من استيعابهم وفهمهم‬
‫‪ -‬وك&&انت األس&&تاذة في الحص&&ص التطبيقي&&ة ت&&برهن عن ك&&ل خط&&وات‬ ‫المعلومة الس&&ابقة‬
‫التمرين‪ ،‬عند القيام بالتقويم الجزئي تعيد األستاذة شرح جميع النقاط الغامضة التي لم توضح من‬
‫قبل ويبسطها إلى األسهل‪ .‬وتتكرر هذه العملية في جميع العناصر‪ ،‬وعند الوص&&ول إلى خالص&&ة‬
‫الدرس كانت األستاذة تبينها على أساس المعلومات المتبادلة بينه وبين المتربصين‪ ،‬و أخ&&يرا في‬
‫نهاية كل حصة تعليمية تقوم األستاذ بتقويم نهائي وذلك للتأك&&د من وص&&ول المعلوم&&ات وثبوته&&ا‬

‫‪29‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬الجـانب البيداغـوجي‬

‫واكتساب مهارات في الجانب التط&&بيقي‪ ،‬وذل&&ك بط&&رح أس&&ئلة ش&&فوية أو كتابي&&ة يت&&بين من خالل‬
‫أجوبة المتربصين بأن األستاذة حققت هدفها المحدد من ذلك الدرس‪.‬‬
‫إن الدروس التي ق&&دمتها األس&&تاذة ك&&انت تس&&تغني دوًم ا عن الوث&&ائق الخاص&&ة بال&&درس‬ ‫‪‬‬
‫والموجودة فوق المكتب وهذا لخبرتها الواسعة في الميدان واالختصاص؛‬
‫وكل خطوات الدروس كانت واضحة ومحددة حسب الوقت واله&&دف ال&&ذي س&&طرته في‬ ‫‪‬‬
‫البداية‪ ،‬كانت األستاذة تهتم دوما إلى توفير المس&&اعدات البيداغوجي&&ة‪ ،‬وك&&انت األس&&تاذة‬
‫تتنبأ دوم&&ا بعناص&&ر ال&&درس األك&&ثر ص&&عوبة على المتربص&&ين فتعطيه&&ا وقت&&ا كافي&&ا في‬
‫الشرح‪ ،‬وكانت ال تضيع و تستغل الوقت حتى آخر دقيقة ‪.‬‬

‫‪30‬‬

You might also like