You are on page 1of 32

‫بسم هللا الرحمن الرحٌم‬

‫ٌن َظلَموا‬ ‫( َه َذا ٌَ ْوم ْال َفصْ ل الَّذي كنتم به ت َك ِّذب َ‬


‫ون ۞ احْ شروا الَّذ َ‬

‫ون۞ من دون َّ‬


‫هللا َفاهْ دوه ْم إلَى ص َراط‬ ‫َوأَ ْز َو َ‬
‫اجه ْم َو َما َكانوا ٌَعْ بد َ‬

‫ْال َجحٌم ۞ َوقفوه ْم إ َّنهم مَّسْ بول َ‬


‫ون ۞)‬

‫صدق اهلل العظيم‬


‫سوره الصافات االية (‪)12-12‬‬

‫أ‬
‫المقدمة‬

‫ٌعتبر موضوع الطبٌعة القانونٌة للشخص المعنوي ومسؤولٌته الجنابٌة من المشكالت القانونٌة التً ثار الجدل‬
‫حولها واختلفت اآلراء بشأنها فً الفقه والتشرٌع والقضاء على حد سواء وذلك طول العصور التارٌخٌة المتعاقبة ‪.‬‬
‫وإن تحدٌد أساس المسؤولٌة بصفة عامة لٌس ترفا علمٌا أو نزهة فكرٌة ‪.‬وإنما هو مسأله أولٌه ال غنى عنها لضبط‬
‫مفهوم المسؤولٌة وبٌان حدودها ‪.‬وفً مجال القانون الجنابً على وجه الخصوص نجد أن تحدٌد أساس المسؤولٌة‬
‫الجنابٌة هو مقدمة ضرورٌة لتحدٌد شروطها وآثارها ‪.‬وقد قٌل فً هذا الصدد أن أساس المسؤولٌة الجنابٌة لٌست‬
‫مجرد موضوع من موضوعات القسم العام فً القانون الجنابً ‪.‬بل هو القانون الجنابً كله‪.‬‬
‫أما فً إطار المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي فٌرى رأي من الفقه أن الشخص المعنوي ال ٌمكن أن ٌسأل‬
‫جنابٌا عن جرٌمة ارتكبها من ٌمثله بل إن مرتكب الجرٌمة ٌكون وحده مسؤول عنها جنابٌا وذلك ألن الشخص‬
‫المعنوي ال أرادة له وال إدراك وسندهم فً ذلك أن اإلنسان الحً فً الشرابع الحدٌثه هو وحده محل المسؤولٌة‬
‫الجنابٌة ‪.‬بٌنما ٌرى رأي آخر بأن الشخص المعنوي حقٌقة قانونٌة أو اجتماعٌة له من الحقوق ما للشخص الحقٌقً‬
‫وعلٌه من االلتزامات ما على الشخص الحقٌقً فٌكون على هذا األساس أهال للمسؤولٌة الجنابٌة ‪.‬والرأي الثالث‬
‫ٌرى أن الشخص المعنوي أهل للمسؤولٌة الجنابٌة ولٌس أهال لتوقٌع التدابٌر االحترازٌة ‪.‬‬
‫لذلك فالمسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة كانت وال زالت محل جدل فقهً حول قبولها أو رفضها وادى ذلك‬
‫إلى تباٌن التشرٌعات فً األخذ بمبدأ المسؤولٌة أو تركها‪.‬‬
‫لذلك فإن البحث فً المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي تستلزم أن نستعرض إلى أساس المسؤولٌة الجنابٌة من‬
‫خالل التعرض فً المبحث األول إلى تعرٌف المسؤولٌة الجنابٌة وموجباتها وكذلك نتناول شروط قٌامها التً تعتمد‬
‫على الوعً وحرٌة االرادة واالختٌار ‪.‬‬
‫أما فً المبحث الثانً فسوف نتناول فٌه الشخص المعنوي وما هو المقصود بالشخص المعنوي واألهلٌه الجنابٌة‬
‫للشخص المعنوي ‪.‬‬
‫وأخٌرا فً المبحث الثالث نتناول فٌه المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي والجزاءات المطبقه على االشخاص‬
‫المعنوٌه‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫المبحث األول‬
‫ماهٌة المسؤولٌة الجزابٌة‬
‫المبادئ العام ألي نظام قانونً تمثل أساس بنٌته القانونٌة وتعد حقابق بدٌهٌه لٌست محل جدل ‪.‬الٌمكن المساس بها‬
‫ورغم أن مبدأ المسؤولٌة الجزابٌة هو أحد المبادئ الربٌسٌة للقانون الجنابً إال أن دراسته ال تستهدف مجرد‬
‫التذكٌر‪.‬‬
‫وإنما تستهدف تلك النصوص القانونٌة التً ٌثار الشك حول مدى تقٌدها بالمسؤولٌة الجزابٌه‬

‫المطلب األول‬
‫تعرٌف المسؤولٌة الجزابٌة‬
‫‪---------------------------------------------------‬‬
‫سأل‪ :‬سابل‬ ‫المسؤولٌة فً اللغه ‪ :‬المسؤولٌة اسم مفعول منسوب إلٌه مأخوذ من سأل ٌسأل سؤال واسم الفاعل من‬
‫وهم سأبلون واسم المفعول وهم مسؤولون وفعل األمر من سأل؛ اسأل ‪.‬وسل )‪)1‬‬
‫المسؤولٌة فً االصطالح الفقهً‪ :‬ماٌكون به اإلنسان مسؤوال ومطالبا عن أمور وأفعال أتاها أو( أن ٌتحمل‬
‫اإلنسان نتابج األفعال المحرمة التً ٌأتٌها مختارا وهو مدرك لمعانٌها ونتابجها)‬
‫وقد وردت عدة تعارٌف للمسؤولٌة الجزابٌه فً بعض الكتب الحدٌثه‬

‫‪ -1‬حاله للمرء ٌكون صالحا للمؤاخذه على أعماله وملزما بتبعاتها المختلفة(‪)2‬‬
‫‪ -2‬أن المسؤولٌة هً كون الشخص مطالبا بتبعات تصرفاته غٌر المشروعة (‪)3‬‬
‫‪ٌ -3‬قول الدكتور الشافعً( المسؤولٌة بمعناها الشامل تعنً االستعداد الفطري الذي جبل هللا سبحانه وتعالى‬
‫علٌه اإلنسان لٌصلح للقٌام برعاٌة ما كلفه به من أمور تتعلق بدٌنه ودنٌاه فأن وفى ما علٌه من الرعاٌة‬
‫حصل ع الثواب وان كان غٌر ذاك حصل له العقاب‪.‬‬
‫______________‬
‫ٌنظر فً ذلك تاج العروس ‪ ,‬لمحمد مرتضى الزبٌدي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫العقٌدة واالخالق واثرها فً حٌاة الفرد والمجتمع‪ ,‬محمد بٌصار‪ ,‬طبع دار الكتب اللبنانً‪ ,‬ص‪.242‬‬ ‫‪-2‬‬
‫موانع المسؤولٌة الجنابٌة فً الشرٌعة االسالمٌة والتشرٌعات الجزابٌة العربٌة‪ ,‬مصطفى ابراهٌم الزلمً‪,‬‬ ‫‪-3‬‬
‫طبعة اولى ‪ ,‬مكتبة القبطان ‪ ,‬بغداد‪ ,1992 ,‬ص‪.6‬‬
‫الدكتور سامً جمٌل الفٌاض الكبٌسً‪,‬رفع المسؤولٌة الجنابٌة فً أسباب االباحه‪,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار الكتب‬ ‫‪-4‬‬
‫العلمٌة‪ ,‬لبنان‪ ,‬بٌروت‪, 2005,‬ص‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫الفرع األول‬
‫محل المسؤولٌة الجنابٌة‬
‫‪ -1‬اإلنسان محل المسؤولٌة الجنابٌة‪ :‬اإلنسان هو الذي ٌتمٌز بحرٌه اإلرادة واإلدراك ولذلك فهو محل‬
‫للمسؤولٌة ‪.‬وإن الحٌوان والجماد ال ٌكونان محال للمسؤولٌة ‪.‬فاالدراك واالختٌار ٌجعالن اإلنسان وحده‬
‫محال للمسؤولٌة الجنابٌة‬
‫‪ -2‬الشخصٌات المعنوٌه ‪:‬كالشركات والمدارس هً أهل للتصرف وتملك الحقوق ولكنها لٌست أهال للمسؤولٌة‬
‫الجنابٌة‪ .‬ألن المسؤولٌة تعنً اإلدراك واالختٌار وٌمكن معاقبة الشخص المعنوي بحله أو غلقه أو تصفٌته‪.‬‬
‫‪ -3‬شخصٌه المسؤولٌة الجنابٌة‪ :‬ال ٌسأل اإلنسان إال عن الفعل الذي قام به عمال بقوله تعالى( ال تزر وازرة‬
‫وزر أخرى ‪ ).‬وقوله تعالى( من ٌعمل سوء ٌجز به(‪.‬‬
‫‪ -4‬المجنً علٌه ‪ :‬هو من وقعت الجرٌمه علٌه أو على ماله أو على أي حق له وال تستلزم الشرٌعه أن ٌكون‬
‫مدرك وإنما هو معتدى علٌه للسببٌن األتٌٌن؛‪,‬‬

‫أ ‪.‬ألن الجانً مسؤول عن فعله وال ٌخاطب بالمسؤولٌة إال اإلنسان المدرك المختار‬

‫ب ‪.‬المجنً علٌه غٌر مسؤول فهو صاحب حق وال ٌشترط فٌه االختٌار واإلدراك ‪.‬أما الجنٌن فقد اعتبرته الشرٌعه‬
‫مجنً علٌه ‪.‬وعلى اإلجهاض عقوبه ‪.‬كما تنتهً شخصٌه اإلنسان بموته‬

‫الفرع الثانً‬

‫سبب المسؤولٌة الجنابٌة‬

‫سبب المسؤولٌة ‪ :‬السبب هو فً جعله الشارع عالمه عله مسببه وربط وجود السبب بوجوده وعدمه بعدمه ‪.‬وسبب‬
‫المسؤولٌة هو ارتكاب المعاصً‪.‬‬

‫الشرط ‪:‬هو ما ٌتوقف وجود الحكم الشرعً على وجوده وٌلتزم من عدمه عدم الحكم‬

‫__________________‬

‫‪ .1‬اإلٌة ‪ 18‬من سورة فاطر‬


‫‪ .2‬اآلٌة ‪ 123‬من سورة النساء‬
‫‪. .3‬محمد علً سالم عباد الحلبً‪ ,‬أسس التشرٌع الجنابً فً اإلسالم‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار وابل للنشر‪,‬‬
‫األردن‪ ,‬عمان‪ , 2005,‬ص‪74‬‬

‫‪3‬‬
‫سبب المسؤولٌة الجنابٌة ‪:‬هو ارتكاب المعاصً وأتٌان ما حرمته الشرٌعة وترك الواجبات وجعل المشرع وجود‬
‫المسؤولٌة نتٌجه توفر شرطٌن ‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلدراك‬
‫‪ -2‬االختٌار‬
‫فأذا وجد سبب المسؤولٌة وهو ارتكاب المعصٌة ووجد شرطان وهما اإلدراك واالختٌار ‪.‬اعتبر الجانً عاصٌا‬
‫وحقت علٌه العقوبة واألصل أن الشرٌعة تقرن األعمال بالنٌات عمال بقول رسول محمد هللا صلى هللا علٌه وسلم‬
‫(إنما األعمال بالنٌات وإنما لكل امرئ ما نوى )فعند تقرٌر المسؤولٌة تنظر الشرٌعة إلى‪ :‬الجرٌمه و قصد الجانً‬
‫وهنا أساس المسؤولٌة الجنابٌة الجرابم‪.‬‬
‫اما سبب المسؤولٌة الجنابٌة فً القانون فهو ٌكون الخطأ عن طرٌق قصد الجانً وقد ٌكون خطأ غٌر عمدي اما‬
‫الجرٌمة فً القانون فهو فعل غٌر مشروع اٌجابٌا كان ام سلبٌا ٌصدر عن ارادة اجرامٌة ٌفرض له القانون جزاءاً‬
‫جنابٌاَ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫درجات المسؤولٌة الجنابٌة‬
‫أن تدرج المسؤولٌة الجنابٌة ٌكون حسب المعصٌة ونوعها والجرٌمه المرتكبة وحسب نٌته فً العمد والخطأ‬
‫‪.‬وتكون المسؤولٌة فً أربع درجات وهً ‪:‬‬
‫‪ -1‬العمد‪ :‬هو قصد القٌام بالفعل المحظور وتعمد ذلك كالسرقة فقد عرفت الشرٌعة العمد عمال بقوله تعالى" ومن‬
‫ٌقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم" وجرٌمة القتل الخطأ بقوله تعالى" وما كان لمؤمن أن ٌقتل مؤمنا ً إال خطأ ‪".‬‬
‫‪ -2‬شبه العمد ‪:‬الفقهاء وأبو حنٌفة والشافعً وأحمد اعترفوا بشبه العمد فً الخطأ‪ .‬وشبه العمد فً القتل هو قصد‬
‫العدوان دون قصد القتل‬
‫الخطأ ‪ :‬هو أن ٌأتً الجانً الفعل دون أن ٌقصد العصٌان ولكنه ٌخطا اما فً فعله وأما فً قصده ‪.‬كمن ٌرمً‬
‫طابرا أو ٌصٌب شخصا‪ .‬وخطأ القصد كمن ٌرمً جندٌا من األعداء وٌتبٌن انه من جنود الوطن‬
‫ماجرى علٌه الخطأ ‪ٌ :‬لحق الفعل بالخطأ وٌعتبر جارٌا مجراه فً الحالتٌن ‪:‬‬
‫أ ‪.‬إن ٌقصد الجانً القٌام بالفعل لكن الفعل ٌقع نتٌجة تقصٌره ‪.‬كمن ٌنقلب على نابم صغٌر فٌقتله‬
‫ب ‪.‬إن ٌتسبب الجانً فً وقوع الفعل دون أن ٌقع ‪.‬كمن ٌحفر ببرا وٌسقط فٌه أحد‬
‫_______________‬
‫‪ -1‬محمد علً سالم عباد الحلبً‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪75‬‬
‫‪ -2‬اآلٌة ‪ 93‬من سورة النساء‬
‫‪ -3‬اآلٌه ‪92‬من سورة النساء‬
‫المطلب الثانً‬
‫موجبات المسؤولٌة الجنابٌة‬
‫ٌشترط لكً تتحقق المسؤولٌة الجنابٌة ال بد من حدوث واقعة توجبها ومن وجود شخص معٌن ٌحملها فأما الواقعة‬
‫الموجبة فشرطها ان تكون جرٌمة واما المسؤول فٌشترط فٌه شرطان ‪ :‬االول‪ :‬ان ٌكون اهال لتحمل المسؤولٌة‬
‫والثانً ‪ :‬ان ٌكون هو مرتكب الجرٌمة‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫وقوع الجرٌمة شرط الزم‬

‫الجرٌمه هً موجب المسؤولٌة الجزابٌة ‪.‬فال ٌتصور أن ٌثور البحث فً قٌام المسؤولٌة إال إذا كانت هنالك جرٌمة‬

‫وقعت وٌجب أن تستوفً فً الجرٌمة أركانها ألنه إذا ماتخلف بعضها أو قام من األسباب ما ٌبٌحها لم ٌكن فً‬

‫األمر جرٌمة وأركان الجرٌمة فً مقام المسؤولٌة الجزابٌة سواء ‪.‬فإذا تخلف الركن المعنوي فال عبرة بالفعل‬

‫المرتكب ولو كان غٌر مشروع فً ذاته ألن موجب هذه المسؤولٌة هً الجرٌمة ال مطلق العمل غٌر المشروع ‪.‬‬

‫وقد ٌصلح هذا العمل سبب لنوع آخر من أنواع المسؤولٌة القانونٌة كالمسؤولٌة المدنٌه أو االدارٌه ‪.‬أما بالنسبة‬

‫للمسؤولٌة الجزابٌه فال أثر له ‪.‬فأذا استوفت الجرٌمة أركانها ‪.‬فال عبره بجسامتها وال بصوره الركن المعنوي فٌها ‪.‬‬

‫إذ هً فً كل درجاتها وصورها صالحه لترتٌب المسؤولٌة الجزابٌة وال ٌعنً بالضرورة أن الجرٌمة قد تحقق‬

‫وجودها قانونا ‪.‬ذلك أن الجرٌمة لٌست مجرد نشاط مادي ونفسً صادر من شخص معٌن ‪.‬وإنما هً فً الوقت‬

‫نفسه تقدٌر أو وصف قانونً ٌسبغه المشرع على نشاط هذا الشخص ‪.‬وهذا ٌقتضً ابتداء أن ٌكون الشخص خاضع‬

‫لقانون العقوبات ‪.‬فأذا لم ٌكن كذلك فال شأن لهذا القانون به وال حكم فٌه وال فعاله ‪.‬واألصل فً قانون العقوبات انه‬

‫محكوم بمبدأ اإلقلٌمٌة ‪.‬فهو ٌسري على كل من ٌرتكب جرٌمة على إقلٌم دولته‪.‬‬

‫________________‬

‫‪1.‬فخري عبد الرزاق الحدٌثً‪ ,‬خالد حمٌدي الزعبً‪ ,‬شرح قانون العقوبات القسم العام‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار الثقافة‬
‫للنشر والتوزٌع‪ , 2009,‬ص‪36‬‬
‫‪5‬‬
‫الفرع الثانً‬
‫أن ٌكون مرتكب الجرٌمة شخصا ً طبٌعٌا‬

‫الجانً هو الوجه اآلخر للقانون الجنابً بجانب الجرٌمة ‪.‬وٌقصد به من ارتكب الجرٌمة ‪.‬وبعد أن كان الفقه التقلٌدي‬

‫ٌهتم أساسا ً بالجرٌمة فأن الفقه والتشرٌع الجنابً الحدٌث المعاصر أصبح ٌهتم بصفه خاصه بالدراسات حول‬

‫الجانً الجانً هو فقط اإلنسان الحً ‪.‬ألن الجرٌمة هً مخالفه قاعده قانونٌة تلزم بها الدولة المواطنٌٌن ‪.‬فال سبب‬

‫فً الشرابع الحدٌثه لمساءلة جثث الموتى والجمادات والحٌوانات ‪.‬فاإلنسان الحً وحده هو كحل المسؤولٌة‬

‫الجزابٌة ‪.‬وهو المقصود بحماٌه النصوص العقابٌة ‪.‬وهذا أمر طبٌعً ألن القانون الجنابً تصدر عنه مجموعه من‬

‫األوامر والنواهً ٌتعٌن اتباعها ‪.‬وٌقضً ذلك أن ٌكون فً وسع من توجه إلٌه أن ٌفهمها وان ٌلزم نفسه بها ‪.‬وال‬

‫ٌصدق ذلك ع غٌر اإلنسان ‪.‬وتهدف العقوبة إلى إصالح من تنفذ فٌه وال ٌتصور أن ٌتحقق هذا الغرض إال إذا اتجه‬

‫تنفٌذ العقوبة إلى اإلنسان وحده أم الحٌوان فال ٌمكن أن تقع منه الجرٌمة ‪.‬وإذا كان هنالك محل للمسؤولٌة فٌسأل‬

‫صاحبه ‪.‬ولٌس للحٌوان الذي هو بمثابة أداه أو آله ال ٌملك نفعا ً وال ضرا‪ .‬وفً نفس الوقت ال ٌمكن للحٌوان_ من‬

‫الناحٌة القانونٌة_ أن ٌكون مجنٌا علٌه ‪.‬وإنما ٌكون موضوع للجرٌمة أو محال لها ‪.‬ذلك فً الجرابم التً تحمً‬

‫الحٌوانات بوصفها مملوكه للغٌر على أساس أن االعتداء علٌها إنما هو اعتداء على ملكٌه هذا الغٌر لها‪.‬‬

‫___________________‬
‫‪ -1‬فخري عبد الرزاق الحدٌثً‪ ,‬خالد حمٌدي الزعبً‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪37‬‬
‫‪6‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫شروط المسؤولٌة الجزابٌة الكاملة‬

‫حدد المشرع شروط المسؤولٌة الجزابٌة فً الماده( ‪ )44‬من قانون العقوبات االردنً فً فقرتها األولى" ال ٌحكم‬
‫على أي أحد بعقوبه مالم ٌكن قد أقدم على الفعل عن وعً وإدراك " ومن هنا ٌتبٌن لنا أن المشرع قد وضع‬
‫شرطٌن لنهوض المسؤولٌة الجزابٌة فً صورتها العقابٌة وهما الوعً واإلدراك‬

‫الفرع األول‬

‫الوعً‬

‫***********‬

‫الوعً هو التمٌٌز واإلدراك وان الوعً ال ٌصدر إال من شخص ممٌز إذ ال وعً لدى المجنون أو من قل عمره‬
‫عن تمام السابعة إال أن العكس لٌس صحٌحا ً ‪.‬بمعنى أن الممٌز قد ال ٌكون واعٌا ‪.‬كالسكران مثال ‪.‬فهو شخص‬
‫ممٌز لكن ساعه سكره ال ٌكون كذلك ‪.‬وعلى أي حال فقد عرف الفقه الوعً على أنه المقدرة على فهم ماهٌة الفعل‬
‫وطبٌعته وتوقع األثر المترتب علٌه ‪.‬وهذه المقدرة تنصرف إلى مادٌات الفعل من حٌث كٌانه بعناصره وخصابصه‬
‫وتنصرف كذلك إلى آثاره من حٌث ما ٌنطوي علٌه من خطورة على المصلحة أو الحق الذي ٌحمٌه القانون وما‬
‫ٌترتب علٌه من اعتداء علٌه ‪.‬وال تنصرف المقدرة على فهم التكٌٌف القانونً للفعل حتى ولو ثبت أنه لم ٌكن فً‬
‫محله أو مكانه أو استطاع الفاعل العلم بهذا التكٌٌف فالعلم بقانون العقوبات والتكٌٌف المستخلص منه مفترض ومثل‬
‫هذا الحكم مستمد من نص المادة (‪ )25‬من قانون العقوبات األردنً حٌث ٌنص" ال ٌعتبر جهل القانون عذراً لمن‬
‫ارتكب اي جرم" فالنص قد ورد مطلقا ً على الجهل بنصوص القانون الجنابً سواء فٌما ٌتعلق بالتجرٌم أو التكٌٌف‪.‬‬

‫_________________‬

‫‪ -1‬الدكتور كامل سعٌد‪ ,‬شرح األحكام العامه فً قانون العقوبات‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار العلمٌه الدولٌه ودار‬
‫الثقافة للنشر والتوزٌع‪ ,‬األردن‪ ,2002 ,‬ص ‪522‬‬
‫‪7‬‬
‫والمطلق ٌجري على إطالقه ما لم ٌرد ما ٌقٌده ‪.‬ولكننا نرى أٌضا عدم إغفال القواعد القانونٌة األخرى المتمثله فً‬
‫انه اذا دخل التكٌٌف ركنا فً الجرٌمة أو ظرف مشدد فٌها وتطلب القانون العلم بها فأنه ٌتعٌن العلم بها فعلٌا ً ولٌس‬
‫افتراضٌا ً‪.‬‬
‫وأخٌرا تبقى التفرقة بسبب العلم بماهٌة الفعل وآثاره وبٌن القدرة على العلم بذلك ‪.‬فالعلم اخد عناصر القصد‬
‫اإلجرامً اما الوعً فهو أحد عناصر المسؤولٌة الجزابٌة‪.‬‬

‫الفرع الثانً‬
‫االرادة وحرٌة االختٌار‬

‫تعنً االراده حرٌه االختٌار فً هذا المقام ‪.‬وإذا كان ٌعنً الوعً القدره على فهم ماهٌه الفعل المحظور وتوقع‬
‫آثاره ‪.‬فأن حرٌة االختٌار أو االراده تعنً القدره على المفاضله بٌن عدد من الخٌارات المتاحه واختبار إحداها اي‬
‫حرٌه إرادته فً اختٌار الطرٌق اإلثم الذي نهى القانون عنه ‪.‬وإذا كان قد استقر األمر على أن حرٌه اإلنسان لٌست‬
‫مطلقه وإنما هً محكومه فً اتجاهها بعدد من الظروف والعوامل التً تؤثر فً االتجاه الذي اتخذته تلك االداره ‪.‬‬
‫إال أنه من المسلم به أن تأثٌر تلك العوامل تترك إلرادة الشخص عادة قدرا من التحكم فً التصرفات على النحو‬
‫الذي تجعله اهال للمسؤولٌة ‪.‬بمعنى أن القدر المتبقً له من حرٌة االراده على الرغم من تلك العوامل التً ال ٌملك‬
‫سٌطرة علٌها تكفً لنهوض المسؤولٌة الجزابٌة ‪.‬ونحن نرى أن االراده المقصوده فً هذا المقام تشمل امرٌن هما ‪.‬‬
‫انعدام االراده وانعدام حرٌه اختٌارها على الرغم من وجودها ‪.‬ذلك أن النص قد جاء مطلقا ً ‪.‬والقاعدة أن المطلق‬
‫ٌجري على إطالقه ما لم ٌرد ما ٌقٌده ‪.‬وبناء على ما تقدم فال ٌعد فاعال للجرٌمة من أكره مادٌا علٌها ‪.‬وإنما الفاعل‬
‫من اكرهه علٌها ‪.‬وٌطلق علٌه فً هذه الحالة بالفاعل المعنوي فهو الذي ٌعد فاعال وهو الذي ٌتعرض للعقوبة‬
‫المقررة لها وعلى أي حال فإن اجتماع شرطً المسؤولٌة الجزابٌة أمر جوهري لنهوضها قبل الفاعل أو المساهم‬
‫فً الجرٌمة ‪.‬فال ٌغنً أولهما عن ثانٌهما ‪.‬وإن تخلف اي منهما لسبب عارض أو خاص به ٌنتفً المسؤولٌة‬
‫الجزابٌة من اساسها‪.‬‬

‫______________‬
‫‪1.‬الدكتور كامل سعٌد‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪522‬‬
‫المبحث الثانً‬

‫الشخص المعنوي‬

‫المطلب األول‪ :‬ما المقصود بالشخص المعنوي‬

‫المطلب الثانً‪ :‬االهلٌه الجنابٌة للشخص المعنوي‬

‫‪9‬‬

‫المبحث الثانً‬
‫الشخص المعنوي‬
‫اذا كانت قواعد القانون المدنً تنصرف بالدرجة االولى لدراسة االوضاع القانونٌة لالشخاص المعنوٌة نجد‬
‫ان القواعد القانونٌة فً القانون االداري تنصرف اساسا لدراسة الهٌبات االدارٌة المختلفة التً تمارس حقوقها‬
‫وتعنى بالتزاماتها كاالشخاص الطبٌعٌة‬
‫المطلب األول‬
‫المقصود بالشخص المعنوي‬

‫قد تعرف الشخصٌة المعنوٌة بأنها مجموعة من األشخاص تستهدف تحقٌق غرض مشترك ‪.‬أو مجموعة من األموال‬
‫تخصص لغرض معٌن ‪.‬وٌعترف القانون لهذه المجموعة بالشخصٌة القانونٌة المقررة لألفراد فتصبح أهال الكتساب‬
‫الحقوق وااللتزام بالواجبات وٌنظر الٌها ككتله مجردة من األشخاص األدمٌٌن أو من العناصر المالٌة المكونة لها ‪.‬أو‬
‫أن الشخص المعنوي هو شخص غٌر آدمً ‪ٌ.‬سلم له القانون بالشخصٌة القانونٌة التً تتٌح له قدرا من اهلٌه التمتع‬
‫بالحقوق وتحمل االلتزامات فً نطاق الغرض الذي ٌتوخاه ‪.‬أو قد تعرف تعرٌفا قصٌراً بأنها( مركز للمصالح المحمٌة‬
‫قضابً )وهكذا نجد فً كل شخص معنوي مجموعه من العناصر‪ :‬اآلتٌه‬

‫‪ -1‬االساس الواجب الحماٌة ‪.‬وٌتمثل بمجموعة من المصالح المشروعه التً تتمٌز عن مصالح األفراد الشخصٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬االسلوب القضابً المتبع لحماٌة هذه المصالح ‪.‬‬

‫إن فكرة الشخصٌة المعنوٌة وفق هذا المفهوم هً لٌست ولٌدة الٌوم وإنما ترجع فً نشأتها إلى القانون الرومانً ‪.‬وإن‬
‫مزاٌا هذه الفكرة هً التً دفعت إلى األخذ بها فً إطار القانون الخاص والعام‪.‬‬

‫_______________‬
‫‪ -1‬الدكتور علً محمد بدٌر وآخرون‪ ,‬مبادئ وأحكام القانون االداري‪ ,‬العاتك لصناعة الكتاب‪,‬مصر‪ ,‬القاهره‪,‬‬
‫‪ , 1993‬ص‪22‬‬
‫‪10‬‬
‫فبالنسبة للشخصٌة المعنوٌة فً إطار القانون الخاص قد ٌجد األفراد أنفسهم غٌر قادرٌن على تحقٌق مشروع معٌن‬
‫بمفردهم فٌؤلفون مع بعضهم البعض جمعٌة أو شركة مع تخصٌص أموال لتحقٌق الغرض الذي تنشده هذه الهٌبة ‪.‬وال‬
‫بد لهذه الهٌبة من أن ٌعترف لها بالحقوق التً تٌسر لها القٌام بجمٌع التصرفات التً تقتضٌها الحٌاة القانونٌة ‪.‬وٌأتً‬
‫ذلك باالعتراف لها بالشخصٌة المعنوٌة التً تتولى جمٌع التصرفات القانونٌة المتعلقة بالشركة عن طرٌق أفراد‬
‫معٌنٌن ٌمثلون الشركاء‪ .‬أما بالنسبة للشخصٌة المعنوٌة فً إطارالقانون العام ‪.‬فنجد سكان منطقة جغرافٌة معٌنه (‬
‫بلدٌة‪ ,‬ناحٌة‪ ,‬قضاء‪ ,‬محافظة‪ ,‬منطقة‪ ,‬دولة ) هم بحاجة إلى إنشاء مشروعات ضرورٌة لكل من هذه المجموعات ‪.‬‬
‫وإلى تخصٌص األموال لتحقٌق هذه المشروعات ‪.‬اي ان حاجتهم تتمثل بضرورة وجود هٌبة تتولى إدارة مصالحها‬
‫نٌابة عنهم ‪.‬وال ٌكون ذلك ممكنا من الناحٌة القانونٌة إال عن طرٌق فكرة إقرار الشخصٌة المعنوٌة ‪.‬وبهذا فأن فكرة‬
‫الشخصٌة المعنوٌة تفسر لنا بأستمرار قٌام المجموعة وبالتالً مصالحهم المشتركة بالرغم من تبدل األفراد الذٌن‬
‫تتألف منهم الشخصٌة المعنوٌة ‪.‬أو أولبك الذٌن ٌعبرون عن إرادتها وٌتصرفون بأسمها‪.‬‬

‫خالصة القول أن الشخصٌة المعنوٌة لها عنصران أحدهما مادي أو موضوعً وٌقصد به مجموعة من االفراد أو‬
‫األموال التً تهدف آلى تحقٌق غرض مشروع على سبٌل االستمرار ‪.‬وثانٌهما شكلً وهو اعتراف المشرع أو الدولة‬
‫بالشخصٌة المعنوٌة وقد ٌتم هذا االعتراف صراحة أو ضمنا‪.‬‬

‫____________‬
‫‪ -1‬الدكتور علً محمد بدٌر وآخرون‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪23‬‬
‫‪ , www.mohamah.net -2‬موقع استشارات قانونٌة‬
‫‪11‬‬
‫الفرع األول‬
‫أنواع الشخصٌة المعنوٌة‬

‫ٌنقسم الشخص المعنوي إلى شخص معنوي عام وآخر خاص وذلك تأسٌسا على عدة معاٌٌر ‪.‬فً حاله عدم النص فً‬
‫سند اإلنشاء على طبٌعة الشخص المعنوي هناك عدة معاٌٌر للتمٌز أهمها‪:‬‬

‫_طبٌعة الغرض وما إذا كان ٌنصب على تحقٌق مصلحة عامة أو خاصة‬

‫_أصل النشأة فإذا كانت الدولة التً أنشأته فهو عام واإل خاص‬

‫_طبٌعة النشاط وما إذا كان عاما ً أو خاصا‬

‫_إمتٌازات السلطة العامة فالشخص المعنوي العام ٌحوز على إمتٌازات السلطة العامة‬

‫_االنظمام اجباري فً األشخاص المعنوٌة العامة و اختٌاري لألفراد فً الشخص المعنوي الخاص ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشخص المعنوي العام فً حد ذاته فٌنقسم بدوره إلى شخص معنوي عام إقلٌمً وشخص معنوي عام‬
‫مرفقً‬

‫األشخاص المعنوٌة العامة اإلقلٌمٌه‪ :‬وهً االشخاص التً تمارس اختصاصاتها وصالحٌاتها فً حٌز جغرافً‬
‫ومكانً معٌن وتتمثل االشخاص اإلقلٌمٌة فً( الدولة ‪,‬الوالٌة‪ ,‬البلدٌة)‬

‫االشخاص المعنوٌه المرفقٌه؛ ٌمٌزها أن اختصاصها ال ٌتحدد بأقلٌم معٌن وإنما بالتكفل بنشاط معٌن ‪.‬مثالً الجامعه‬
‫تتكفل بالتعلٌم العالً‪...‬الخ وتتحد القواعد السارٌة علٌها بموجب القانون‪.‬‬

‫______________________‬
‫‪ , www.mohamah.net -1‬موقع استشارات قانونٌة‬

‫‪12‬‬
‫الفرع الثانً‬
‫اآلثار المترتبة على االعتراف بالشخصٌة المعنوٌة‬

‫تنص المادة )‪ (50‬من القانون المدنً الجزابري على أنه" ٌتمتع الشخص االعتباري بجمٌع الحقوق إال ما كان منها‬
‫مالزما لصفة اإلنسان وذلك فً الحدود التً ٌقررها القانون "وٌكون ذلك‪:‬‬

‫_ذمة مالٌة‬

‫_اهلٌه فً الحدود التً ٌعٌنها عقد إنشابها أو التً قررها القانون‬

‫_موطن وهو المكان الذي ٌوجد فٌه مركز إدارتها‬

‫_الشركات التً ٌكون مركزها الربٌسً فً الخارج ولها نشاط داخل الدولة ٌعتبر مركزها فً نظر القانون الداخلً‬
‫فً الدولة التً ٌوجد نشاطها‬

‫_نابب ٌعبر عن إرادتها‬

‫_حق التقاضً‬

‫وبالتالً فبتوفر هذه الشروط ٌصبح للشخص المعنوي القدره على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‬

‫وبالتالً ٌكون للشخص المعنوي اهلٌه أداء واهلٌه وجوب واهلٌه الشخص المعنوي أقل من اهلٌه الشخص الطبٌعً ‪.‬‬
‫فللشخص المعنوي أٌضا حق الملكٌه وحق التعاقد وحق التقاضً مع ضرورة تقٌده بأختصاصه اإلقلٌمً‪ .‬أما بالنسبة‬
‫إلهلٌه األداء التً هً التمٌز واإلرادة فكان من الالزم تعٌٌن نابب للشخص المعنوي من خالل قٌام شخص طبٌعً‬
‫بذلك وهو عاده ما ٌكون ربٌسه أو مدٌره حٌث ٌصبح متمتعا بأالهلٌه القانونٌة التً تخوله التصرف نٌابه عنه ‪.‬كذلك‬
‫ٌكون له ذمة مالٌة مستقله فإذا ما أنزل الشخص المعنوي ضرراً التزم بدفع التعوٌض من ماله ‪.‬كذلك ٌكون له حق‬
‫التقاضً فالشخص المعنوي ٌمكن أن ٌقاضً الغٌر وٌقاضٌه اآلخرون ‪.‬وخٌرا ٌكون له موطن اي موطن الشخص‬
‫المعنوي هو مكان وجود مقره‪.‬‬

‫________________________________‬

‫‪ , www.mohamah.net -1‬موقع استشارات قانونٌة‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثانً‬
‫االهلٌه الجنابٌة للشخص المعنوي‬

‫أما فً مجال المسؤولٌة الجنابٌة ‪.‬فعلى الرغم من عدم وضع نظرٌة عامه للشخص المعنوي فً الفقه اإلسالمً ‪.‬إال أننا‬
‫نجد تطبٌقات لتحمٌل بٌت المال دٌه وكفارة من ٌقتله اإلمام خطأ أثناء أقامته الحد فٌه ‪.‬ودٌة من ٌقتل فً مواضٌع عامة‬
‫كاالسواق العامة والشوارع العامة وال ٌعرف له قاتل فال تجب القسامه لتعذر استٌفاء اإلٌمان من الناس جمٌعا ً ‪.‬هنا قد‬
‫احتدم الخالف فً الفقه الجنابً الوضعً حول مسؤولٌة الشخص المعنوي فالسابد فً الفقه ‪.‬أن الشخص المعنوي ال‬
‫ٌسأل جنابٌا عما ٌقع من ممثلٌه من جرابم أثناء قٌامهم بأعماله ولو كانت الجرابم قد ارتكبت لحسابه ‪.‬وال ٌسأل إال‬
‫ممثلوه شخصٌا ً عن هذه الجرابم ‪.‬ومن ذلك ارتكاب ممثلً الشخص المعنوي جرابم التقلٌد او التزٌٌف أو الغش فً‬
‫المصنوعات والمضاربات غٌر المشروعة واالقراض بربا فاحش ‪.‬واالتجار بالمخدرات ‪.‬وٌستند هذا االتجاه الفقهً‬
‫السابد إلى أربع حجج(‪ :‬أولهما )أن الشخص المعنوي مجرد حقٌقه قانونٌه مفترضه ال أرادة له وال ٌعبر عن حقٌقة‬
‫نفسٌة واقعٌة لذا فال تثبت له اهلٌه جنابٌة و(ثانٌهما )أن الشخص المعنوي محدد بالغاٌة التً من أجلها أنشا فإن خرج‬
‫عنها فال وجود له وال ٌمكن أن ٌقال ان ارتكاب الجرابم ٌدخل فً هذه الغاٌة( ‪.‬والحجه الثالثه )تتمثل فً أن إقرار‬
‫المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي ٌنطوي على إخالل بمبدأ شخصٌة العقوبة ألن معاقبته ستتناول فً الحقٌقة‬
‫األفراد‪.‬‬

‫_______________‬
‫‪ -1‬االستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً‪ ,‬األحكام العامة للنظام الجنابً فً الشرٌعه االسالمٌة والقانون‪ ,‬دار‬
‫المطبوعات الموضوعٌة‪ ,‬مصر‪ , 2010 ,‬ص ‪446‬‬

‫‪14‬‬
‫المساهمٌن فٌه وقد ٌكون من بٌنهم من لم ٌشترك فً ارتكاب الجرٌمة ‪.‬اما( الحجة االخٌرة )تتمثل فً أن من العقوبات‬
‫ما ٌستحٌل توقٌعه على الشخص المعنوي مثل العقوبات المقٌدة للحرٌة على اختالف درجاتها وصورها ‪.‬وٌذهب اتجاه‬
‫فً الفقه الجنابً الحدٌث إلى تقرٌر المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي ‪.‬وٌرد على الحجج األربعة سألفه الذكر بأن‬
‫للشخص المعنوي وجوداً حقٌقٌا ً ‪.‬ال مجرد افتراض بسبب المصالح التً ٌسعى إلى تحقٌقها والتً من شأنها أن تجعل‬
‫له شخصٌة قانونٌة مستقلة عن أصحابه ‪.‬أما القول بخروج الجرٌمة عن الغاٌة التً خصصت للشخص المعنوي فال‬
‫ٌنفً هذا نسبة الجرٌمة إلٌه ‪.‬شأنه فً ذلك شأن الشخص الطبٌعً إذ لٌست للغاٌه من حٌاته ارتكاب الجرابم ‪.‬وأما عن‬
‫تجاوز معاقبة الشخص المعنوي إلى األفراد المساهمٌن فٌرد علٌه بأن العقوبة توقع على الشخص المعنوي مباشره فإذا‬
‫أصابت المساهمٌن كان هذا بطرٌق غٌر مباشر تحتمه الضروره وشان المساهمٌن فً هذا شأن أفراد األسرة فً‬
‫تأثٌرهم بما ٌوقع على رب األسرة من عقوبة عن جرٌمة ارتكبها هو شخصٌا ً ‪.‬وأما عن استحالة توقٌع بعض العقوبات‬
‫على الشخص المعنوي ‪.‬فٌرد علٌه بأن من الممكن أن تقرر له عقوبات خاصة تتالبم مع طبٌعته ‪.‬ومن ذلك أن تستبدل‬
‫عقوبة حل الشخص المعنوي بعقوبة اإلعدام ‪.‬أو أن ٌحكم علٌه بالغرامة أو أن ٌحرم من بعض الحقوق والمزاٌا ‪.‬‬
‫وٌتوسط اتجاه فقهً ثالث فٌرى إخضاع الشخص المعنوي للمسؤولٌة الجنابٌة مع مراعاة انه لٌس أهال للعقوبة ‪.‬فضال‬
‫على أن توقٌعها علٌه ال ٌحقق الغرض منها وهو الزجر ‪.‬األمر الذي ٌكفً معه إخضاع الشخص المعنوي للتدابٌر‬
‫الواقٌة الالزمه ضده‪.‬‬

‫________________‬

‫‪ -1‬االستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪444‬‬

‫‪15‬‬
‫وقد استقر القضاء الفرنسً على أن ال مسؤولٌة جنابٌة لألشخاص المعنوٌة إال فً حدود الحاالت االستثنابٌة‬
‫المنصوص علٌها قانونا ً ‪.‬ففً غٌر هذه الحاالت تقع المسؤولٌة على مرتكب الجرٌمة شخصٌا ً من عمال الشخص‬
‫المعنوي ومدٌره ومع هذا فاالثار المالٌه المترتبة على الحكم الصادر ضد مدٌر الشركة تلزمه كما أن الحكم الصادر‬
‫بأغالق محل عام بسبب ارتكاب جرٌمة ما ٌجب تنفٌذه عٌنا بغض النظر عمن ٌملكه حتى ولو لم ٌكن هذا المالك ممثال‬
‫فً الدعوى الجنابٌة وإلى هذا ٌتجه القضاء المصري وٌؤٌده الرأي السابد فً الفقه ‪.‬هذا وقد تردد المقنن المصري فً‬
‫مساءلة الشخص المعنوي جنابٌا ‪.‬ففً القانون رقم (‪ )20‬الصادر فً ٌولٌو ‪1944‬بتنظٌم الرقابه على عملٌات النقد‬
‫نفى مسؤولٌته وحمل المسؤولٌن عنه بصفتهم الشخصٌة المسؤولٌة الجنابٌة ‪.‬بٌنما أقر هذه المسؤولٌة فً المادة (‪)104‬‬
‫من القانون رقم ‪ 26‬لسنة ‪1954‬بشأن بعض األحكام الخاصة بشركات المساهمة وما الٌها ‪.‬ومع هذا فإن هذا النص‬
‫وآمثاله استثنابً ‪.‬ال ٌكشف عن اتجاه عام للمقنن المصري نحو مساءلة الشخص المعنوي جزابٌا‪.‬‬

‫وٌتبٌن فً ضوء ما سبق أن لمساءلة الشخص المعنوي محاذٌرها اذا أطلقت ومخاطرها اذا استبعدت ‪.‬ولهذا كان من‬
‫االوفق التوسط وقصر مسؤولٌة هذا الشخص على الجرابم المرتبطة ارتباطا ً وثٌقا ً بالغرض الذي انشأبه ‪.‬وعلى أن با‬
‫ٌسأل الشخص المعنوي إال إذا تعذرت مساءلة مرتكب الجرٌمة وعلى أن تقتصر معاقبته على نوع معٌن من العقوبات‬
‫ٌتفق مع طبٌعته ‪.‬ونقصد بهذا الغرامة والمصادرة واالغالق المؤقت وسحب الرخصة ‪.‬وإلى أن ٌتدخل المقنن‬
‫بنصوص تقرر هذه المسؤولٌة فإننا نرى بأن األحكام العامه للمسؤولٌة الجنابٌة تأبى إخضاع الشخص المعنوي بدون‬
‫نص‪.‬‬

‫________________‬
‫‪ -1‬االستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪ ,442‬ص‪449‬‬

‫‪16‬‬
‫المبحث الثالث‬

‫المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي‬

‫المطلب األول ‪ :‬الجدل الفقهً حول مسؤولٌة األشخاص المعنوٌة‬

‫المطلب الثانً ‪ :‬المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الجزاءات الجنابٌة المطبقة على األشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً‬

‫‪17‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي‬

‫المسؤولٌة الجنابٌة هً شخصٌة ‪.‬وكونها شخصٌة ألن اإلدارة عنصر فٌها وبذلك وبتوافر الشروط األخرى لحمل‬
‫المسؤولٌة الجنابٌة ٌقوم الركن المعنوي للجرٌمة ‪.‬على أن التسلٌم ببداهة هذه القاعدة المذكورة فٌما ٌتعلق باألشخاص‬
‫المعنوٌة كان وال ٌزال محل خالف كبٌر بٌن فقهاء وشراح القانون الجنابً ‪.‬فمنهم من ٌنكر على األشخاص المعنوٌة‬
‫قابلٌتها لحمل المسؤولٌة الجنابٌة ألن هذه المسؤولٌة ال تلحق سوى األشخاص الطبٌعٌة التً تملك إرادة اما األشخاص‬
‫المعنوٌة فلٌس لها مثل هذه اإلرادة وبالتالً ال تكون محل للمسؤولٌة الجنابٌة ‪.‬فأذا ارتكب مدراؤها أو كن ٌعملون‬
‫بأسمها أو لحسابها جرٌمة فٌسألون عنها شخصٌا ً وال تتوجه الٌها اي مسؤولٌة ‪.‬وقد أخذت بهذا الرأي معظم القوانٌن‬
‫الجنابٌة فً مختلف الدول ومنها قانون العقوبات‪ .‬البغدادي الملغً الذي لم ٌكن ٌقرر مسؤولٌة األشخاص المعنوٌة‬

‫المطلب األول‬
‫الجدل الفقهً حول مسؤولٌة األشخاص المعنوٌة‬

‫تعد المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة من أهم الموضوعات التً ٌنقسم بصددها الفقه إلى اتجاهٌن‬
‫‪.‬متعارضٌن ‪.‬اتجاه ٌعارض قبول تلك المسؤولٌة واتجاه آخر ٌؤٌد قبولها‬
‫_____________‬
‫‪ -1‬المحامً محسن ناجً‪ ,‬األحكام العامة فً قانون العقوبات_ شرح على متون النصوص الحزابٌة‪ ,‬الطبعة‬
‫األولى‪ ,‬مطبعه العانً‪ ,‬بغداد‪ ,1944 ,‬ص ‪.366‬‬
‫‪ -2‬االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد‪ ,‬المسؤولٌة الجنابٌة والجزاء الجنابً فً القانونٌن المصري والكوٌتً‪,‬‬
‫دار المطبوعات الجامعٌة‪ ,‬مصر‪ ,2013 ,‬ص‪12‬‬

‫‪18‬‬
‫الفرع األول‬
‫االتجاه الفقهً الرافض للمسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي‬

‫ٌرفض جانب من الفقه قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة وٌستند فً ذلك إلى عدة مبررات أهمها ما ٌأتً‪:‬‬

‫‪1.‬ان الشخص المعنوي مجرد فرض قانونً ‪.‬ال تتوفر فٌه الشروط الالزمه لقٌام المسؤولٌة الجنابٌة‪ ,‬إذ ال ٌمكن‬
‫توجٌه اتهام وعقاب كٌان ال ٌرٌد وال ٌشعر ‪.‬اي كٌان ٌخلو من كل إرادة وإدراك‬

‫‪2.‬تعارض قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ شخصٌة العقوبات‪,‬فالعقوبة شخصٌة ٌقتصر أثرها‬
‫المباشر على شخص مرتكب الجرٌمة ‪.‬أما فً حاله توقٌع العقوبة على الشخص المعنوي فإن العقوبة تصٌب بدون‬
‫تمٌز كل األشخاص الطبٌعٌٌن أعضاء ذلك الشخص المعنوي ‪,‬وبالتالً تصٌب_ على سواء _الذٌن أرادوا الفعل غٌر‬
‫المشروع والذٌن لم ٌرٌدونه ‪.‬الذٌن كان لدٌهم السلطة لمنعه والذٌن لم ٌكن لدٌهم هذه السلطة‪ .‬اي بصفه عامة الذٌن‬
‫أخطأوا والذٌن لم ٌخطبوا‪ .‬وعلٌه فإن القول بمسؤولٌة الشخص المعنوي جنابٌا_ لدى البعض _ٌرتب نوع شاذ من‬
‫المسؤولٌة ال ٌتفق مع مبادئ قانون العقوبات ‪.‬‬

‫‪3.‬عدم صالحٌة الجزاءات الجنابٌة للتطبٌق على األشخاص المعنوٌة وخاصة العقوبات السالبة للحرٌة ‪.‬كما أن‬
‫تطبٌق عقوبات أخرى كالغرامه والمصادرة أو إغالق المنشأة ٌؤدي فً النهاٌة إلى اإلخالل بمبدأ شخصٌة العقوبات‬
‫عندما ٌمتد أثر تلك العقوبات إلى األعضاء األبرٌاء فً الشخص المعنوي‪.‬‬

‫________‬
‫‪ -1‬االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪14‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -4‬تعارض فكرة المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ التخصً‪ ,‬فحٌن ٌسمح القانون بوجود شخص‬
‫معنوي وٌمنحه الشخصٌة القانونٌة ‪ٌ,‬خصص له أهداف اجتماعٌة ال ٌدخل بٌنها_ بالطبع _ارتكاب الجرٌمة ‪.‬‬
‫فأذا وقعت جرٌمة ما بمناسبة شخص معنوي فإنه ال ٌتصور اسنادها إلى ذلك الشخص المعنوي ذاته وإنما‬
‫ٌستند إلى الشخص الطبٌعً الذي وقعت منه الجرٌمة ‪.‬أو األشخاص الممثلٌن قانونا ً لذلك الشخص المعنوي‪.‬‬

‫الفرع الثانً‬
‫االتجاه الفقهً المؤٌد لتقرٌر المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة‬

‫دحض المؤٌدون لقبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة حجج الرافضٌن لتلك المسؤولٌة على الوجه التالً‪:‬‬

‫‪ -1‬اعتبار المعنوي فرضا ً قانونا ً‪ .‬ال تتوفر فٌه الشروط الالزمه للمسؤولٌة الجنابٌة مردود علٌه بأن وجود‬
‫الشخص المعنوي حقٌقة ال ٌمكن إنكارها ‪.‬حٌث ٌتمثل فً تدرج وهٌكل وكٌان حقٌقً ٌؤكد المشرع وجوده‬
‫وٌنظم نشاطه الذي ٌعد ترجمة إلرادة جماعٌة تتمٌز عن إرادة األفراد وهذا ما ٌؤكده أٌضا مساءلة الشخص‬
‫المعنوي مدنٌا ً وعلٌه فإن كان مسموح بالمسؤولٌة المدنٌة للشخص المعنوي عما ٌصدر منه من أفعال فلم ال‬
‫ٌسمح بمسؤولٌته الجنابٌة وخاصة ان الشخص المعنوي ٌستطٌع أن ٌحقق الركن المادي لبعض الجرابم‬
‫وبصفة خاصة جرابم التزوٌر أو النصب أو خٌانه االمانه أو الضرابب ‪.‬وإن كان ال ٌستطٌع بالطبع ارتكاب‬
‫جرابم ضد األخالق أو األشخاص ‪.‬أو بمعنى آخر كل الجرابم التً تتطلب نشاطا ً بدنٌا مباشرا‪.‬‬

‫_____________‬
‫‪ -1‬األستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪16 -15‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -2‬أما بالنسبة لتعارض قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ شخصٌة العقوبات ألن الجزاء‬
‫الجنابً المفروض على الشخص المعنوي سٌؤدي إلى نقصان فً الذمة المالٌة للمساهمٌن الذٌن لم ٌكن لهم‬
‫دور فً ارتكاب الفعل المسند إلى اإلدارٌٌن المتهمٌن ‪.‬فمردود علٌه بأن ذلك ٌكون نتٌجة لواقعة ولٌس نتٌجة‬
‫قانونٌة لحكم ‪.‬بمعنى أنه إذا لم ٌكن صحٌحا تأثٌر األشخاص المعنوٌة فذلك لٌس بنص القانون ‪.‬ولكنه ٌتأتى من‬
‫ضرورة األشٌاء ‪.‬حٌث أن توقٌع العقوبة بصفة عامة له اثأره التً تمتد إلى آخرٌن أبرٌاء‪ ,‬فعقاب الشخص‬
‫المعنوي ٌؤدي بالضرورة إلى اإلضرار بجمٌع االعضاء ‪.‬وهذا ٌجعلهم أكثر حرصا على اختٌار ورقابة من‬
‫ٌمثلونهم‪ ,‬وذلك الجبارهم على احترام القوانٌن وحقوق الغٌر ‪.‬‬

‫‪ -3‬أما القول بعدم قابلٌة الجزاءات الجنابٌة للتطبٌق على األشخاص المعنوٌة ‪.‬فصحٌح بالنسبة للعقوبات السالبة‬
‫الحرٌة التً ال ٌمكن تطبٌقها إال على األفراد ولكن هذا ال ٌمنع من قابلٌة الجزاءات الجنابٌة األخرى للتطبٌق‬
‫على الشخص المعنوي كالغرامه والمصادرة والحل وهو ٌعادل عقوبه اإلعدام ‪.‬وكذلك اإلغالق المؤقت أو‬
‫النهابً للمنشأة والمنع المؤقت أو النهابً من ممارسة نشاط معٌن ونشر أحكام اإلدانة وهكذا ‪.‬فأغلب‬
‫الجزاءات الجنابٌة تتفق ومسؤولٌة األشخاص المعنوٌة جنابٌا ‪.‬‬

‫‪ -4‬أما بالنسبة لتعارض قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ التخصٌص ‪.‬فٌمكن القول بأنه ال‬
‫ٌشترط دابما ً أن ٌلتزم الشخص المعنوي باألهداف التً خصصها له القانون ‪.‬حٌث ٌمكن أن ٌقع منه فعل ما‬
‫ٌخالف القانون وبالتالً ٌعد مسؤوالً عنه وخاصة فً مجال الجرابم غٌر العمدٌة والتً تقع نتٌجة إهمال ‪.‬‬
‫فالمؤسسة التً تنشأ لتصنٌع األوراق ولكنها تسبب فً تلوٌث مجرى مابً مجاور فاته ال ٌوجد ما ٌمنع من‬
‫عقاب تلك المؤسسة‪.‬‬

‫_________________‬
‫‪ -1‬االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪12-14‬‬
‫‪21‬‬

‫المطلب الثانً‬
‫مسؤولٌة األشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً‬

‫الفرع األول‬
‫المسؤولٌة الجنابٌة غٌر المباشرة للشخص المعنوي فً جرابم االعتداء بالفاٌروسات‬

‫فً هذه الحالة تكون مسؤولٌة الشخص المعنوي بالتبعٌة لمسؤولٌة الشخص الطبٌعً ‪.‬فهً تدور وجودا وعدما مع‬
‫مسؤولٌة الشخص الطبٌعً الذي ٌعمل لدى الشخص المعنوي فإذا اتهم الشخص الطبٌعً كمدٌر الشخص المعنوي‬
‫وقضى ببرابته انتفت كذلك مسؤولٌة الشخص المعنوي ‪.‬وهنالك تطبٌقات كثٌرة لهذه المسؤولٌة التً تتعارض مع‬
‫قاعدة اساسٌه فً القانون الجنابً ‪.‬وهً أن عقوبة الجرٌمة ال توقع إال على من ارتكبها أو إشترك فٌها أي من توفر فً‬
‫حقه الركنان ‪ :‬المادي والمعنوي ‪.‬ومن هذه التطبٌقات ‪:‬‬

‫التطبٌق األول ‪:‬توقف مسؤولٌة الشخص المعنوي على مسؤولٌة الشخص الطبٌعً وارتباط األولى بالثانٌه وجوبا‬
‫وعدما ومن أهمها الجرابم التً تقع بواسطة الصحف على النحو التالً ‪:‬‬

‫ارتباط عقوبة تعطٌل الجرٌدة بالحكم على ربٌس التحرٌر أو المحرر المسؤول أو صاحب الجرٌدة فً جناٌة ارتكبت‬
‫بواسطة الجرٌمة أو جرٌمة من الجرابم المنصوص علٌها فً المادتٌن (‪ )149‬و ( ‪ )302‬من قانون العقوبات وأٌضا‬
‫ما تنص علٌه المادة (‪ )200‬والتً تنص على أن عقوبة تعطٌل الجرٌدة توقع إلى جانب العقوبة المحكوم بها على‬
‫الشخص الطبٌعً ‪.‬ومن استقراء نص المادة (‪ )200‬من قانون العقوبات فإن المسؤولٌة الجنابٌة الغٌر مباشرة‬
‫للشخص المعنوي تتحدد فً حالتٌن‪:‬‬

‫_____________‬

‫‪ -1‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً‬
‫دراسه مقارنة‪ ,‬دار النهضة العربٌة‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬ص‪41‬‬
‫‪22‬‬

‫الحالة األولى ‪ :‬هو الحكم وجوبٌا على الشخص المعنوي اذا حكم على ربٌس التحرٌر أو المحرر المسؤول أو الناشر‬
‫على جناٌة ارتكبت بواسطة الجرٌدة أو أي جرٌمة منصوص علٌها فً المادتٌن (‪ )149‬و (‪ )302‬من قانون العقوبات‬
‫وتكون العقوبة فً هذه الحالة هً تعطٌل صدور الجرٌدة ‪.‬‬

‫الحالة الثانٌة‪ :‬اذا آدٌن ربٌس التحرٌر أو المحرر المسؤول أو الناشر عن جرٌمة ارتكبت بواسطة الجرٌدة ‪.‬بخالف‬
‫الجرابم السابق ذكرها فإن تعطٌل الجرٌدة كعقوبة ٌكون جوازٌا للقاضً ‪.‬طبقا للفقرة الثانٌة والثالثة من المادة (‪)25‬‬
‫من قانون العقوبات إال أن الحكم بالتعطٌل ٌكون وجوبٌا عند عودة الشخص المعنوي الرتكاب الجرٌمة للمرة الثانٌة ‪.‬‬
‫وٌالحظ أن عقوبة تعطٌل الجرٌدة هً عقوبة تابعة للعقوبة التً ٌتم انزالها على الشخص المعنوي ‪.‬‬

‫التطبٌق الثانً ‪ :‬عن الجرابم االقتصادٌة التموٌنٌة ‪.‬حٌث جاءت المادة (‪ )25‬من المرسوم بقانون رقم ‪ 95‬لسنة‬
‫‪ 1945‬الخاص بشؤون التموٌن والتً تنص على أنه" ٌكون صاحب المحل مسؤول مع مدٌره القابم على إدارته عن‬
‫كل ما ٌقع فً المحل من مخالفات ألحكام هذا المرسوم بقانون وٌعاقب بالعقوبات المقررة لها ‪.‬فأذا ثبت بأنه بسبب‬
‫الغٌاب أو استحالة الرقابة او لم ٌتمكن من منع المخالفة اقتصرت العقوبة على الغرامة المبٌنة فً المادتٌن (‪ 50‬و‬
‫‪ )56‬من هذا المرسوم ونصت على هذا المعنى المادة (‪ )15‬من المرسوم بقانون رقم ‪162‬لسنة ‪ 1950‬ولما كان‬
‫النص بعمومٌته ٌخاطب المسؤول سواء كان شخصا ً طبٌعٌا ً أو معنوٌا ً فإنه ٌطبق على الشخص المعنوي‪.‬‬

‫____________‬
‫‪ .1‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص‪42‬‬
‫‪23‬‬

‫الفرع الثانً‬
‫المسؤولٌة الجنابٌة المباشرة للشخص المعنوي عن جرابم االعتداء بالفاٌروسات‬

‫القانون المصري ال ٌعترف بالمسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي كقاعدة عامة ‪.‬كما هو الحال فً المادة (‪ )104‬من‬
‫القانون رقم (‪ )26‬لسنة ‪ 1901‬والتً تنص على عدم اإلخالل بالعقوبات األشد المنصوص علٌها فً القوانٌن األخرى‬
‫وٌعاقب بالغرامة ال تقل عن مابة جنٌه وال تجاوز خمسمابة جنٌه كل شرٌك ٌخالف األحكام المقررة فً شأن نسبه‬
‫المصرٌٌن فً مجالس إدارتها أو نسبتهم من المستخدمٌن أو العمال وكل عضو منتدب لإلدارة أو مدٌر فٌها ‪.‬وٌستفاد‬
‫من هذا النص أن الشركة فً حال اقترافها تلك المخالفة المنصوص علٌها توقع علٌها عقوبة الغرامة التً تكون مستقله‬
‫والتً تكون مستقلة تماما ً عن العقوبة التً ٌتم توقٌعها على المدٌر أو العضو المنتدب فبها ‪.‬ومن ذلك أٌضا ً المادة‬
‫(‪ )44‬من القانون رقم ‪ 344‬لسنة ‪1956‬الخاص بالجمعٌات والمؤسسات والتً تنص على أنه" للقاضً أن ٌحكم‬
‫بإغالق مقر الجمعٌة أو المؤسسة وفروعها أو أحدها لمدة محددة أو غٌر محددة وله كذلك مصادرة األشٌاء المستعملة‬
‫فً الجرٌمة بحسب األصول‪ .‬وكذلك نصت المادة (‪ )92‬المعدلة بقانون رقم (‪ )35‬لسنة ‪ 1954‬على أنه" تقضً‬
‫المحكمة فً األحوال المبٌنة فً المادتٌن (‪ 92‬و ‪ )29‬بحل الجمعٌات أو الهٌبات أو المنظمات أو الفروع المذكورة‬
‫وإغالق امكنتها"‬

‫وٌكفً النعقاد مسؤولٌة الشخص المعنوي بعٌدا عن مسؤولٌة الشخص الطبٌعً مجرد وقوع الجرٌمة من الشخص‬
‫الطبٌعً المصاب وبأسم الشخص المعنوي وان ٌكون من أحد العاملٌن لدٌه ودون صدور حكم بإدانة الشخص‬
‫الطبٌعً عن هذه الجرٌمة فهنالك استقالل تام بٌن المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي والمسؤولٌة الجنابٌة للشخص‬
‫الطبٌعً‪ .‬وال توجد عالقة تبعٌة بٌن مسؤولٌة الشخص المعنوي ومسؤولٌة الشخص الطبٌعً‪.‬‬

‫_____________‬

‫‪ -1‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪ , 46‬ص ‪44‬‬
‫‪24‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫الجزاءات المطبقة على األشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً‬

‫كان أحد أسباب عدم إقرار المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة أن العقوبات المنصوص علٌها فً قانون العقوبات‬
‫الفرنسً وعلى األخص العقوبات المالٌة والمقٌدة للحرٌة ٌتعذر تطبٌقها على األشخاص المعنوٌة ولكن فً ظل اتساع‬
‫نطاق تطبٌق العقوبة والتدابٌر االحترازٌة أصبح هذا االعتراض غٌر مجد‪ .‬وقد اختلفت التشرٌعات فً شأن العقوبات‬
‫التً توقع على األشخاص المعنوٌة ومن هذه العقوبات ‪:‬‬

‫‪ -1‬عقوبة الغرامة‪ :‬الغرامة كعقوبة ٌجوز توقٌعها على الشخص المعنوي وتقدر الغرامة بما ٌعادل الغرامة المعاقب‬
‫بها عن الجرٌمة التً وقعت وقد تضمن قانون قمع الغش والتدلٌس بٌان مقدار الغرامة بالنظر الى الجرٌمة التً‬
‫وقعت ‪.‬‬

‫‪ -2‬عقوبة وقف نشاط الشخص المعنوي المرتبط بالجرٌمة‪ :‬أجاز المشرع المصري فً قانون قمع الغش والتدلٌس‬
‫للقاضً أن ٌوقف نشاط الشخص المعنوي المتعلق بالجرٌمة لمدة ال تزٌد عن السنة وفً حاله تعدد أنشطة الشخص‬
‫المعنوي ٌنصرف الوقف فقط إلى النشاط المتعلق بالجرٌمة ‪.‬‬

‫‪ -3‬عقوبه الشخص المعنوي فً حالة العود ‪ :‬للقاضً أن ٌوقف الشخص المعنوي فً حالة العود لمدة ال تزٌد عن‬
‫خمس سنوات أو الغاء الترخٌص الخاص لمزاولة النشاط نهابٌا ً‪.‬‬

‫________________‬
‫‪ -1‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪340-239‬‬
‫‪25‬‬

‫‪ -4‬عقوبة المصادرة ‪ :‬نصت المادة (‪ )30‬من قانون العقوبات الفرنسً على عقوبة المصادرة فً الحاالت التً تشكل‬
‫فٌها حٌازة اي شًء جرٌمة كما لو حاز الشخص المعنوي عبوات دم ملوثة بفابروسات أو أجهزة طبٌة أو أدوٌة فاسدة‬
‫وغٌر صالحة لإلستخدام اآلدمً وهذه العقوبات تطبق على الشخص المعنوي تطبٌقا للقواعد العامة ‪.‬وقد تضمن قانون‬
‫العقوبات اللبنانً فً نص المادة (‪ )210‬الفقرة الثالثه والرابعه أن األشخاص المعنوٌة ال ٌحكم علٌها إال بالغرامة‬
‫والمصادرة ونشر الحكم وكان من أهم التشرٌعات التً أقرت مسؤولٌة الشخص المعنوي على نطاق واسع هو قانون‬
‫العقوبات الفرنسً الصادر ‪.1992‬‬

‫الفرع األول‬
‫الحل كعقوبة إلنهاء حٌاة الشخص المعنوي‬
‫*******************************‬

‫حل الشخص المعنوي ‪ٌ :‬عنً إنهاء وجوده القانونً ‪.‬والحل ٌستتبع تصفٌة أموال الشخص المعنوي وزوال صفه‬
‫القابمٌن على إدارته وتمثٌله ‪.‬والحل بطبٌعته تدبٌر مؤبد ‪.‬وهو بمقتضى المادة (‪)123‬من قانون العقوبات الفرنسً‬
‫تدبٌر جوازي للمحكمة ‪.‬وٌنزل باإلضافة إلى العقوبات التً ٌستحقها مرتكب الجرٌمة والشخص المعنوي فً ذاته اما‬
‫حاالت إنزال تدبٌر حل الشخص المعنوي فقد وردت فً المادة (‪ )123‬والتً تنص" اذا ارتكبت الجناٌة والجنحة أكثر‬
‫من مرة فللمحكمة أن تأمر بحل الشخص المعنوي "‬
‫هذا وقد ٌقصد بالحل أٌضا ً ‪:‬‬
‫إنهاء وجوده فً الحٌاة السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة تماما بحٌث لم ٌعد له أي وجود ‪.‬والحل بالنسبة للشخص‬
‫المعنوي ٌقابل اإلعدام بالنسبة للشخص الطبٌعً ولما كان حل الشخص المعنوي على درجه كبٌره من الخطورة إذ‬
‫أنها تعتبر من أشد أنواع العقوبات التً توقع على األشخاص المعنوٌة ‪.‬ولخطورة وشدة هذه العقوبة فلم ٌوجب المشرع‬
‫على القاضً النطق بها بل ترك له سلطة تقدٌرٌة فً النطق بها من عدمه ‪.‬والحل كعقوبة ٌفرضها المشرع على‬
‫الجرابم الخطٌرة مثل الجرابم ضد األشخاص المادة (‪ )213‬قانون العقوبات وهً تشمل جرابم القتل العمد واإلصابة‬
‫الخطأ وكذلك جرابم االتجار بالمخدرات المادة (‪.)222‬‬
‫_______________‬
‫‪ -1‬الدكتور فخري عبد الرزاق صلٌبً الحدٌثً‪ ,‬شرح قانون العقوبات القسم العام‪ ,‬الطبعة الثانٌة‪ ,‬العاتك بالقاهرة‪, 2004 ,‬‬
‫ص ‪144‬‬
‫‪ -2‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪242‬‬
‫‪26‬‬

‫وعقوبة الحل طبقا ً للفقرة االخٌره من المادة (‪ )131‬من قانون العقوبات الفرنسً ال تطبق على األشخاص المعنوٌة‬
‫العامة واألحزاب والتجمعات السٌاسٌة والنقابات المهنٌة ومؤسسات تمثٌل األشخاص ‪.‬وذلك لعلة مفادها هً مبدأ‬
‫استمرارٌة المرافق العامة واعتبارها متعلقة بمبدأ الفصل بٌن السلطات كذلك فإن تطبٌق عقوبة الحل على األحزاب‬
‫والتجمعات السٌاسٌة والنقابات فٌه مساس بالحرٌات األساسٌة ‪ .‬و المادة (‪ )131‬من قانون العقوبات الفرنسً تظمنت‬
‫النص على حالتٌن ٌكون للقاضً الخٌار انا الحكم بالحل أو عدم الحل ‪.‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬هً حالة إذا ما أنشا الشخص المعنوي الرتكاب األفعال الجرمٌة ففً هذه الحالة ٌجوز للقاضً الحكم‬
‫بالحل وهذا ٌعنً أن القاضً ٌبحث عن الهدف من وراء انشاء الشخص المعنوي وهل هدفه األساسً هو ارتكاب‬
‫الجرابم وهل هو الهدف الوحٌد أم ٌوجد له هدف ثانوي هو ارتكاب هذه الجرابم وهل الهدف معلن فً عقد تأسٌس‬
‫الشخص المعنوي أم الهدف الفعلً من إنشابه ‪.‬‬

‫الحالة الثانٌة ‪ :‬هً حالة انحراف الشخص المعنوي عن هدفه المشروع إلى ارتكاب الجرٌمة ‪.‬ولما كان من الصعب‬
‫على القاضً أن ٌتوصل إلى هدف الشخص المعنوي بسبب تعدد أعضابه وممثلٌه فإن جزاء الحل فً مثل هذه الحالة‬
‫ٌجب أن ال ٌطبقه القاضً إال بعد التأكد تماما من التحول فً الهدف وكذلك مالءمة هذا الجزاء فً مثل هذه الحالة ‪.‬‬
‫وٌشترط فً الجرٌمة المرتكبة فً هذه الحالة أن تكون جناٌة أو جنحة معاقب علٌها بالحبس لمدة تزٌد عن خمس‬
‫سنوات بالنسبة للشخص المعنوي ‪.‬وبهذا تستبعد عقوبة الحل اذا كانت الجرٌمة جنحة عقوبتها الحبس خمس سنوات أو‬
‫أقل من ذلك ‪,‬وحتى ٌعاقب الشخص المعنوي على جرٌمة عقوبتها خمس سنوات فأقل ٌجب إثبات أن الشخص‬
‫المعنوي تم إنشابه بغرض ارتكاب أفعال جرمٌة‪.‬‬

‫____________________‬
‫‪ -1‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪245 – 244‬‬

‫‪27‬‬

‫الفرع الثانً‬
‫الغرامة‬
‫***********************‬
‫الغرامة ‪ :‬هً إلزام المحكوم علٌه بدفع مبلغ من المال لصالح خزٌنة الدولة ‪.‬وتعتبر الغرامة من أنسب العقوبات التً‬
‫ٌمكن أن تطبق على الشخص المعنوي إذ تطبق فً الجناٌات والجنح والمخالفات‬

‫ولكن فً مخالفات الدرجة الخامسة ٌمكن استبدال هذه العقوبة بعقوبة المنع من إصدار الشٌكات أو استعمال بطاقات‬
‫الوفاء أو مصادرة الشًء المستخدم فً ارتكاب الجرٌمة أو الذي كان ٌراد استخدامه فً ارتكابها أو الشًء الناتج عن‬
‫الجرٌمة ‪.‬وقد نصت المادة (‪ )131‬فً الفقرة (‪ )34‬على عقوبه الغرامة ولم تفرق بٌن العقوبات األصلٌة والتكمٌلٌة‬
‫والبدٌلة بالنسبة للجناٌات والجنح عكس المخالفات ونصت المادة سألفه الذكر فً الفقرة (‪ )32‬على مقدار الغرامة التً‬
‫توقع على الشخص المعنوي حٌث حددته تلك المادة بخمسة أضعاف الغرامة المقررة للشخص الطبٌعً عن ذات‬
‫الجرٌمة ولم ٌضع المشرع حد أدنى للغرامة ولم ٌساوي بٌن الشخص الطبٌعً والشخص المعنوي وذلك فً الحاالت‬
‫التً ٌمكن أن ترتكب فٌها الجرٌمة بواسطة الشخص المعنوي أو الطبٌعً فجعل المشرع غرامة الشخص المعنوي‬
‫خمسة إضعاف الحد األقصى لغرامة الشخص الطبٌعً وعدم وضع حد أدنى لغرامة الشخص المعنوي ٌعطً‬
‫القاضً السلطة فً النزول بها إلى أدنى حدها ٌضعف فعالٌة الردع ‪.‬واجاز المشرع للقاضً أن ٌنزل بالغرامة عن‬
‫القدر المحدد لها حٌث نصت المادة (‪ )132‬الفقرة (‪ )20‬اذا كانت الجرٌمة معاقب علٌها بعقوبة الغرامة ٌجوز‬
‫للمحكمة ان تقضً بمبلغ أقل من الغرامة المقررة لها ‪.‬وكذلك أعطى القانون للقاضً سلطة تفرٌد عقوبة الغرامة حٌث‬
‫تنص فً المادة نفسها على" فً الحدود المقررة فً القانون تنطق المحكمة بالعقوبات وتحدد نظامها مع مراعاة‬
‫ظروف ارتكابها للجرٌمة وشخصٌة مرتكبها‪.‬‬

‫__________________‬
‫‪ -1‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪254‬‬

‫‪28‬‬

‫واذا قضت المحكمة بعقوبة الغرامة علٌها أن تحدد مقدارها مع مراعاة دخل الجانً واعبابه وللقاضً فً سبٌل تحدٌد‬
‫مبلغ الغرامة اعتماداً على المصادر المالٌة وأعباء الشخص المعنوي ‪.‬وكذلك القاضً له سلطة تقسٌط مبلغ الغرامة فً‬
‫خالل مدة معٌنة حٌث نصت المادة (‪ )132‬الفقرة (‪ )22‬على أنه" فً مواد الجنح والمخالفات ٌجوز للمحكمة ان تقرر‬
‫تنفٌذ عقوبة الغرامة خالل مدة ال تزٌد ن ثالث سنوات وذلك العتبارات جدٌة ذات طابع عابلً أو مهنً لألشخاص‬
‫الطبٌعٌٌن المحكوم علٌهم بعقوبة الغرامة الٌومٌة أو عقوبة وقف رخصة القٌادة‪.‬‬
‫________________‬

‫‪ -1‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪254‬‬

‫‪29‬‬
‫الخاتمه‬

‫لقد توصلنا من خالل دراسة موضوع " المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي " إلى عدة أمور ٌمكن استنتاجها‪.‬‬
‫أن المسؤولٌة الجنابٌة تثبت فقط لإلنسان باعتباره محل للمسؤولٌة الجنابٌة‬ ‫‪-1‬‬
‫ال تثبت المسؤولٌة الجنابٌة للجماد أو الحٌوان فهً تثبت لالنسان على اعتبار أنه ٌملك اإلدراك واإلرادة‬ ‫‪-2‬‬
‫بالنسبة للشخص المعنوي فإن المسؤولٌة تستلزم لقٌامها أن ٌتم ارتكاب الجرٌمة من قبل الشخص المعنوي‬ ‫‪-3‬‬
‫عن طرٌق أعضابه وممثلٌه‬
‫حدد القانون العقوبات التً ٌمكن تطبٌقها فً إطار تكرٌس هذه المسؤولٌة على الجرابم محل المساءلة بعد أن‬ ‫‪-4‬‬
‫حصرها فً أضٌق نطاق وهو ما ٌأخذ علٌه نظٌر التسرع فً إقرارها لٌحدد بعض اإلجراءات الخاصة‬
‫بالمسؤولٌة الجزابٌه للشخص المعنوي وٌصفه خاصه فٌما ٌتعلق بقواعد االختصاص وتحدٌد الشخص الذي‬
‫ٌمثله أمام القضاء والضمانات التً ٌتمتع بها والتً اعتبرها البعض من قبٌل الحصان االجرابٌه‪.‬‬
‫أن القانون قد أقر المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي وجعله مسؤول جزابٌا فً كافه الجرابم سواء كانت‬ ‫‪-5‬‬
‫جرابم ضد األموال ام جرابم القتل العمد وكذلك جرابم العنف غٌر العمدي كما ٌسأل عن الجرابم اإلرهابٌة‬
‫والرشوة والتزٌٌف وتزوٌر النقود‪.‬‬
‫هنالك بعض العقوبات ٌستحٌل توقٌعها على الشخص المعنوي كما فً العقوبات السالبة للحرٌة ففً هذه‬ ‫‪-6‬‬
‫الحالة تقرر له عقوبات تتالبم مع طبٌعته حٌث تتبدل عقوبة االعدام بعقوبة الحل‪.‬‬

‫التوصٌات‬
‫من افضل االقتراحات التً ٌمكن طرحها للمساهمة فً التعرف على هذا النوع من المسؤولٌة‪ ,‬وإذا كنا قد سعٌنا‬
‫لالحاطة بكل جوانب متابعة الشخص المعنوي وتحدٌد مسؤولٌته جزابٌا ‪.‬إال أننا لم نوفها حقها فً البحث ‪.‬وقد حالت‬
‫دون ذلك اعتبارات ‪.‬‬
‫‪ -1‬قله توافر ما ٌكفً من المراجع الضرورٌه‬
‫‪ -2‬عدم وجود اجتهادات وأحكام قضابٌة‬
‫‪ -3‬وجود نقاط تقنٌة تستدعً معالجتها لاللمام بمعارف اختصاصات مختلفه‪.‬‬

‫‪03‬‬
‫المصادر‬
‫القرآن الكرٌم‬ ‫‪-‬‬
‫أوالً ‪:‬الكتب‬
‫‪ -1‬االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد‪ ,‬المسؤولٌة الجنابٌة والجزاء الجنابً فً القانونٌن المصري والكوٌتً‪ ,‬دار‬
‫المطبوعات الجامعٌة‪ ,‬مصر‪2013 ,‬‬
‫‪ -2‬الدكتور سامً جمٌل الفٌاض الكبٌسً‪ ,‬رفع المسؤولٌة الجنابٌة فً أسباب االباحه‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار الكتب العلمٌة‪ ,‬لبنان‬
‫‪ ,‬بٌروت‪2005 ,‬‬
‫‪ -3‬األستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً‪ ,‬األحكام العامة للنظام الجنابً فً الشرٌعة اإلسالمٌة والقانون‪ ,‬دار‬
‫المطبوعات الموضوعٌة‪ ,‬مصر‪2010 ,‬‬
‫‪ -4‬الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ‪ ,‬المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً دراسه مقارنة‪ ,‬دار‬
‫النهضة العربٌة‪ ,‬القاهرة‬
‫‪ -5‬الدكتور علً محمد بدٌر وآخرون‪ ,‬مبادئ وأحكام القانون اإلداري‪ ,‬العاتك لصناعة الكتب‪ ,‬مصر‪ ,‬القاهرة ‪1993 ,‬‬
‫‪ -6‬فخري عبد الرزاق الحدٌثً‪ ,‬خالد حمٌدي الزعبً‪ ,‬شرح قانون القسم العام‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار الثقافة للنشر والتوزٌع‪,‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪ -4‬فخري عبدالرزاق صلٌبً الحدٌثً‪ ,‬شرح قانون العقوبات القسم العام‪ ,‬الطبعة الثانٌة ‪,‬العاتك بالقاهرة‪2004 ,‬‬
‫‪ -2‬الدكتور كامل سعٌد‪ ,‬شرح األحكام العامة فً قانون العقوبات‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار العلمٌة الدولٌة ودار الثقافة للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ,‬األردن‪2002 ,‬‬
‫‪ -9‬المحامً محسن ناجً‪ ,‬األحكام العامة فً قانون العقوبات_ شرح على متون النصوص الحزابٌة‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬مطبعه‬
‫العانً‪ ,‬بغداد‪1944 ,‬‬
‫‪ -10‬الدكتور محمد علً سالم عباد الحلبً‪ ,‬أسس التشرٌع الجنابً فً اإلسالم‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬دار وابل للنشر‪ ,‬األردن‪,‬‬
‫عمان‪2005 ,‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬القوانٌن‪:‬‬
‫من قانون العقوبات العراقً‬ ‫‪-1‬‬
‫من قانون العقوبات المصري‬ ‫‪-2‬‬
‫من قانون العقوبات اللبنانً‬ ‫‪-3‬‬
‫من قانون العقوبات الفرنسً‬ ‫‪-4‬‬
‫من قانون العقوبات االردنً‬ ‫‪-5‬‬
‫ثالثا ‪:‬المواقع االكترونٌة‬
‫‪www.mohamah.net1.‬‬
‫‪31‬‬

You might also like