Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية الجزائية
المسؤولية الجزائية
أ
المقدمة
ٌعتبر موضوع الطبٌعة القانونٌة للشخص المعنوي ومسؤولٌته الجنابٌة من المشكالت القانونٌة التً ثار الجدل
حولها واختلفت اآلراء بشأنها فً الفقه والتشرٌع والقضاء على حد سواء وذلك طول العصور التارٌخٌة المتعاقبة .
وإن تحدٌد أساس المسؤولٌة بصفة عامة لٌس ترفا علمٌا أو نزهة فكرٌة .وإنما هو مسأله أولٌه ال غنى عنها لضبط
مفهوم المسؤولٌة وبٌان حدودها .وفً مجال القانون الجنابً على وجه الخصوص نجد أن تحدٌد أساس المسؤولٌة
الجنابٌة هو مقدمة ضرورٌة لتحدٌد شروطها وآثارها .وقد قٌل فً هذا الصدد أن أساس المسؤولٌة الجنابٌة لٌست
مجرد موضوع من موضوعات القسم العام فً القانون الجنابً .بل هو القانون الجنابً كله.
أما فً إطار المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي فٌرى رأي من الفقه أن الشخص المعنوي ال ٌمكن أن ٌسأل
جنابٌا عن جرٌمة ارتكبها من ٌمثله بل إن مرتكب الجرٌمة ٌكون وحده مسؤول عنها جنابٌا وذلك ألن الشخص
المعنوي ال أرادة له وال إدراك وسندهم فً ذلك أن اإلنسان الحً فً الشرابع الحدٌثه هو وحده محل المسؤولٌة
الجنابٌة .بٌنما ٌرى رأي آخر بأن الشخص المعنوي حقٌقة قانونٌة أو اجتماعٌة له من الحقوق ما للشخص الحقٌقً
وعلٌه من االلتزامات ما على الشخص الحقٌقً فٌكون على هذا األساس أهال للمسؤولٌة الجنابٌة .والرأي الثالث
ٌرى أن الشخص المعنوي أهل للمسؤولٌة الجنابٌة ولٌس أهال لتوقٌع التدابٌر االحترازٌة .
لذلك فالمسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة كانت وال زالت محل جدل فقهً حول قبولها أو رفضها وادى ذلك
إلى تباٌن التشرٌعات فً األخذ بمبدأ المسؤولٌة أو تركها.
لذلك فإن البحث فً المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي تستلزم أن نستعرض إلى أساس المسؤولٌة الجنابٌة من
خالل التعرض فً المبحث األول إلى تعرٌف المسؤولٌة الجنابٌة وموجباتها وكذلك نتناول شروط قٌامها التً تعتمد
على الوعً وحرٌة االرادة واالختٌار .
أما فً المبحث الثانً فسوف نتناول فٌه الشخص المعنوي وما هو المقصود بالشخص المعنوي واألهلٌه الجنابٌة
للشخص المعنوي .
وأخٌرا فً المبحث الثالث نتناول فٌه المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي والجزاءات المطبقه على االشخاص
المعنوٌه.
1
المبحث األول
ماهٌة المسؤولٌة الجزابٌة
المبادئ العام ألي نظام قانونً تمثل أساس بنٌته القانونٌة وتعد حقابق بدٌهٌه لٌست محل جدل .الٌمكن المساس بها
ورغم أن مبدأ المسؤولٌة الجزابٌة هو أحد المبادئ الربٌسٌة للقانون الجنابً إال أن دراسته ال تستهدف مجرد
التذكٌر.
وإنما تستهدف تلك النصوص القانونٌة التً ٌثار الشك حول مدى تقٌدها بالمسؤولٌة الجزابٌه
المطلب األول
تعرٌف المسؤولٌة الجزابٌة
---------------------------------------------------
سأل :سابل المسؤولٌة فً اللغه :المسؤولٌة اسم مفعول منسوب إلٌه مأخوذ من سأل ٌسأل سؤال واسم الفاعل من
وهم سأبلون واسم المفعول وهم مسؤولون وفعل األمر من سأل؛ اسأل .وسل ))1
المسؤولٌة فً االصطالح الفقهً :ماٌكون به اإلنسان مسؤوال ومطالبا عن أمور وأفعال أتاها أو( أن ٌتحمل
اإلنسان نتابج األفعال المحرمة التً ٌأتٌها مختارا وهو مدرك لمعانٌها ونتابجها)
وقد وردت عدة تعارٌف للمسؤولٌة الجزابٌه فً بعض الكتب الحدٌثه
-1حاله للمرء ٌكون صالحا للمؤاخذه على أعماله وملزما بتبعاتها المختلفة()2
-2أن المسؤولٌة هً كون الشخص مطالبا بتبعات تصرفاته غٌر المشروعة ()3
ٌ -3قول الدكتور الشافعً( المسؤولٌة بمعناها الشامل تعنً االستعداد الفطري الذي جبل هللا سبحانه وتعالى
علٌه اإلنسان لٌصلح للقٌام برعاٌة ما كلفه به من أمور تتعلق بدٌنه ودنٌاه فأن وفى ما علٌه من الرعاٌة
حصل ع الثواب وان كان غٌر ذاك حصل له العقاب.
______________
ٌنظر فً ذلك تاج العروس ,لمحمد مرتضى الزبٌدي. -1
العقٌدة واالخالق واثرها فً حٌاة الفرد والمجتمع ,محمد بٌصار ,طبع دار الكتب اللبنانً ,ص.242 -2
موانع المسؤولٌة الجنابٌة فً الشرٌعة االسالمٌة والتشرٌعات الجزابٌة العربٌة ,مصطفى ابراهٌم الزلمً, -3
طبعة اولى ,مكتبة القبطان ,بغداد ,1992 ,ص.6
الدكتور سامً جمٌل الفٌاض الكبٌسً,رفع المسؤولٌة الجنابٌة فً أسباب االباحه,الطبعة األولى ,دار الكتب -4
العلمٌة ,لبنان ,بٌروت, 2005,ص.12
2
الفرع األول
محل المسؤولٌة الجنابٌة
-1اإلنسان محل المسؤولٌة الجنابٌة :اإلنسان هو الذي ٌتمٌز بحرٌه اإلرادة واإلدراك ولذلك فهو محل
للمسؤولٌة .وإن الحٌوان والجماد ال ٌكونان محال للمسؤولٌة .فاالدراك واالختٌار ٌجعالن اإلنسان وحده
محال للمسؤولٌة الجنابٌة
-2الشخصٌات المعنوٌه :كالشركات والمدارس هً أهل للتصرف وتملك الحقوق ولكنها لٌست أهال للمسؤولٌة
الجنابٌة .ألن المسؤولٌة تعنً اإلدراك واالختٌار وٌمكن معاقبة الشخص المعنوي بحله أو غلقه أو تصفٌته.
-3شخصٌه المسؤولٌة الجنابٌة :ال ٌسأل اإلنسان إال عن الفعل الذي قام به عمال بقوله تعالى( ال تزر وازرة
وزر أخرى ).وقوله تعالى( من ٌعمل سوء ٌجز به(.
-4المجنً علٌه :هو من وقعت الجرٌمه علٌه أو على ماله أو على أي حق له وال تستلزم الشرٌعه أن ٌكون
مدرك وإنما هو معتدى علٌه للسببٌن األتٌٌن؛,
أ .ألن الجانً مسؤول عن فعله وال ٌخاطب بالمسؤولٌة إال اإلنسان المدرك المختار
ب .المجنً علٌه غٌر مسؤول فهو صاحب حق وال ٌشترط فٌه االختٌار واإلدراك .أما الجنٌن فقد اعتبرته الشرٌعه
مجنً علٌه .وعلى اإلجهاض عقوبه .كما تنتهً شخصٌه اإلنسان بموته
الفرع الثانً
سبب المسؤولٌة :السبب هو فً جعله الشارع عالمه عله مسببه وربط وجود السبب بوجوده وعدمه بعدمه .وسبب
المسؤولٌة هو ارتكاب المعاصً.
الشرط :هو ما ٌتوقف وجود الحكم الشرعً على وجوده وٌلتزم من عدمه عدم الحكم
__________________
3
سبب المسؤولٌة الجنابٌة :هو ارتكاب المعاصً وأتٌان ما حرمته الشرٌعة وترك الواجبات وجعل المشرع وجود
المسؤولٌة نتٌجه توفر شرطٌن :
-1اإلدراك
-2االختٌار
فأذا وجد سبب المسؤولٌة وهو ارتكاب المعصٌة ووجد شرطان وهما اإلدراك واالختٌار .اعتبر الجانً عاصٌا
وحقت علٌه العقوبة واألصل أن الشرٌعة تقرن األعمال بالنٌات عمال بقول رسول محمد هللا صلى هللا علٌه وسلم
(إنما األعمال بالنٌات وإنما لكل امرئ ما نوى )فعند تقرٌر المسؤولٌة تنظر الشرٌعة إلى :الجرٌمه و قصد الجانً
وهنا أساس المسؤولٌة الجنابٌة الجرابم.
اما سبب المسؤولٌة الجنابٌة فً القانون فهو ٌكون الخطأ عن طرٌق قصد الجانً وقد ٌكون خطأ غٌر عمدي اما
الجرٌمة فً القانون فهو فعل غٌر مشروع اٌجابٌا كان ام سلبٌا ٌصدر عن ارادة اجرامٌة ٌفرض له القانون جزاءاً
جنابٌاَ.
الفرع الثالث
درجات المسؤولٌة الجنابٌة
أن تدرج المسؤولٌة الجنابٌة ٌكون حسب المعصٌة ونوعها والجرٌمه المرتكبة وحسب نٌته فً العمد والخطأ
.وتكون المسؤولٌة فً أربع درجات وهً :
-1العمد :هو قصد القٌام بالفعل المحظور وتعمد ذلك كالسرقة فقد عرفت الشرٌعة العمد عمال بقوله تعالى" ومن
ٌقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم" وجرٌمة القتل الخطأ بقوله تعالى" وما كان لمؤمن أن ٌقتل مؤمنا ً إال خطأ ".
-2شبه العمد :الفقهاء وأبو حنٌفة والشافعً وأحمد اعترفوا بشبه العمد فً الخطأ .وشبه العمد فً القتل هو قصد
العدوان دون قصد القتل
الخطأ :هو أن ٌأتً الجانً الفعل دون أن ٌقصد العصٌان ولكنه ٌخطا اما فً فعله وأما فً قصده .كمن ٌرمً
طابرا أو ٌصٌب شخصا .وخطأ القصد كمن ٌرمً جندٌا من األعداء وٌتبٌن انه من جنود الوطن
ماجرى علٌه الخطأ ٌ :لحق الفعل بالخطأ وٌعتبر جارٌا مجراه فً الحالتٌن :
أ .إن ٌقصد الجانً القٌام بالفعل لكن الفعل ٌقع نتٌجة تقصٌره .كمن ٌنقلب على نابم صغٌر فٌقتله
ب .إن ٌتسبب الجانً فً وقوع الفعل دون أن ٌقع .كمن ٌحفر ببرا وٌسقط فٌه أحد
_______________
-1محمد علً سالم عباد الحلبً ,المرجع السابق ,ص 75
-2اآلٌة 93من سورة النساء
-3اآلٌه 92من سورة النساء
المطلب الثانً
موجبات المسؤولٌة الجنابٌة
ٌشترط لكً تتحقق المسؤولٌة الجنابٌة ال بد من حدوث واقعة توجبها ومن وجود شخص معٌن ٌحملها فأما الواقعة
الموجبة فشرطها ان تكون جرٌمة واما المسؤول فٌشترط فٌه شرطان :االول :ان ٌكون اهال لتحمل المسؤولٌة
والثانً :ان ٌكون هو مرتكب الجرٌمة.
الفرع األول
وقوع الجرٌمة شرط الزم
الجرٌمه هً موجب المسؤولٌة الجزابٌة .فال ٌتصور أن ٌثور البحث فً قٌام المسؤولٌة إال إذا كانت هنالك جرٌمة
وقعت وٌجب أن تستوفً فً الجرٌمة أركانها ألنه إذا ماتخلف بعضها أو قام من األسباب ما ٌبٌحها لم ٌكن فً
األمر جرٌمة وأركان الجرٌمة فً مقام المسؤولٌة الجزابٌة سواء .فإذا تخلف الركن المعنوي فال عبرة بالفعل
المرتكب ولو كان غٌر مشروع فً ذاته ألن موجب هذه المسؤولٌة هً الجرٌمة ال مطلق العمل غٌر المشروع .
وقد ٌصلح هذا العمل سبب لنوع آخر من أنواع المسؤولٌة القانونٌة كالمسؤولٌة المدنٌه أو االدارٌه .أما بالنسبة
للمسؤولٌة الجزابٌه فال أثر له .فأذا استوفت الجرٌمة أركانها .فال عبره بجسامتها وال بصوره الركن المعنوي فٌها .
إذ هً فً كل درجاتها وصورها صالحه لترتٌب المسؤولٌة الجزابٌة وال ٌعنً بالضرورة أن الجرٌمة قد تحقق
وجودها قانونا .ذلك أن الجرٌمة لٌست مجرد نشاط مادي ونفسً صادر من شخص معٌن .وإنما هً فً الوقت
نفسه تقدٌر أو وصف قانونً ٌسبغه المشرع على نشاط هذا الشخص .وهذا ٌقتضً ابتداء أن ٌكون الشخص خاضع
لقانون العقوبات .فأذا لم ٌكن كذلك فال شأن لهذا القانون به وال حكم فٌه وال فعاله .واألصل فً قانون العقوبات انه
محكوم بمبدأ اإلقلٌمٌة .فهو ٌسري على كل من ٌرتكب جرٌمة على إقلٌم دولته.
________________
1.فخري عبد الرزاق الحدٌثً ,خالد حمٌدي الزعبً ,شرح قانون العقوبات القسم العام ,الطبعة األولى ,دار الثقافة
للنشر والتوزٌع , 2009,ص36
5
الفرع الثانً
أن ٌكون مرتكب الجرٌمة شخصا ً طبٌعٌا
الجانً هو الوجه اآلخر للقانون الجنابً بجانب الجرٌمة .وٌقصد به من ارتكب الجرٌمة .وبعد أن كان الفقه التقلٌدي
ٌهتم أساسا ً بالجرٌمة فأن الفقه والتشرٌع الجنابً الحدٌث المعاصر أصبح ٌهتم بصفه خاصه بالدراسات حول
الجانً الجانً هو فقط اإلنسان الحً .ألن الجرٌمة هً مخالفه قاعده قانونٌة تلزم بها الدولة المواطنٌٌن .فال سبب
فً الشرابع الحدٌثه لمساءلة جثث الموتى والجمادات والحٌوانات .فاإلنسان الحً وحده هو كحل المسؤولٌة
الجزابٌة .وهو المقصود بحماٌه النصوص العقابٌة .وهذا أمر طبٌعً ألن القانون الجنابً تصدر عنه مجموعه من
األوامر والنواهً ٌتعٌن اتباعها .وٌقضً ذلك أن ٌكون فً وسع من توجه إلٌه أن ٌفهمها وان ٌلزم نفسه بها .وال
ٌصدق ذلك ع غٌر اإلنسان .وتهدف العقوبة إلى إصالح من تنفذ فٌه وال ٌتصور أن ٌتحقق هذا الغرض إال إذا اتجه
تنفٌذ العقوبة إلى اإلنسان وحده أم الحٌوان فال ٌمكن أن تقع منه الجرٌمة .وإذا كان هنالك محل للمسؤولٌة فٌسأل
صاحبه .ولٌس للحٌوان الذي هو بمثابة أداه أو آله ال ٌملك نفعا ً وال ضرا .وفً نفس الوقت ال ٌمكن للحٌوان_ من
الناحٌة القانونٌة_ أن ٌكون مجنٌا علٌه .وإنما ٌكون موضوع للجرٌمة أو محال لها .ذلك فً الجرابم التً تحمً
الحٌوانات بوصفها مملوكه للغٌر على أساس أن االعتداء علٌها إنما هو اعتداء على ملكٌه هذا الغٌر لها.
___________________
-1فخري عبد الرزاق الحدٌثً ,خالد حمٌدي الزعبً ,مصدر سابق ,ص37
6
المطلب الثالث
شروط المسؤولٌة الجزابٌة الكاملة
حدد المشرع شروط المسؤولٌة الجزابٌة فً الماده( )44من قانون العقوبات االردنً فً فقرتها األولى" ال ٌحكم
على أي أحد بعقوبه مالم ٌكن قد أقدم على الفعل عن وعً وإدراك " ومن هنا ٌتبٌن لنا أن المشرع قد وضع
شرطٌن لنهوض المسؤولٌة الجزابٌة فً صورتها العقابٌة وهما الوعً واإلدراك
الفرع األول
الوعً
***********
الوعً هو التمٌٌز واإلدراك وان الوعً ال ٌصدر إال من شخص ممٌز إذ ال وعً لدى المجنون أو من قل عمره
عن تمام السابعة إال أن العكس لٌس صحٌحا ً .بمعنى أن الممٌز قد ال ٌكون واعٌا .كالسكران مثال .فهو شخص
ممٌز لكن ساعه سكره ال ٌكون كذلك .وعلى أي حال فقد عرف الفقه الوعً على أنه المقدرة على فهم ماهٌة الفعل
وطبٌعته وتوقع األثر المترتب علٌه .وهذه المقدرة تنصرف إلى مادٌات الفعل من حٌث كٌانه بعناصره وخصابصه
وتنصرف كذلك إلى آثاره من حٌث ما ٌنطوي علٌه من خطورة على المصلحة أو الحق الذي ٌحمٌه القانون وما
ٌترتب علٌه من اعتداء علٌه .وال تنصرف المقدرة على فهم التكٌٌف القانونً للفعل حتى ولو ثبت أنه لم ٌكن فً
محله أو مكانه أو استطاع الفاعل العلم بهذا التكٌٌف فالعلم بقانون العقوبات والتكٌٌف المستخلص منه مفترض ومثل
هذا الحكم مستمد من نص المادة ( )25من قانون العقوبات األردنً حٌث ٌنص" ال ٌعتبر جهل القانون عذراً لمن
ارتكب اي جرم" فالنص قد ورد مطلقا ً على الجهل بنصوص القانون الجنابً سواء فٌما ٌتعلق بالتجرٌم أو التكٌٌف.
_________________
-1الدكتور كامل سعٌد ,شرح األحكام العامه فً قانون العقوبات ,الطبعة األولى ,دار العلمٌه الدولٌه ودار
الثقافة للنشر والتوزٌع ,األردن ,2002 ,ص 522
7
والمطلق ٌجري على إطالقه ما لم ٌرد ما ٌقٌده .ولكننا نرى أٌضا عدم إغفال القواعد القانونٌة األخرى المتمثله فً
انه اذا دخل التكٌٌف ركنا فً الجرٌمة أو ظرف مشدد فٌها وتطلب القانون العلم بها فأنه ٌتعٌن العلم بها فعلٌا ً ولٌس
افتراضٌا ً.
وأخٌرا تبقى التفرقة بسبب العلم بماهٌة الفعل وآثاره وبٌن القدرة على العلم بذلك .فالعلم اخد عناصر القصد
اإلجرامً اما الوعً فهو أحد عناصر المسؤولٌة الجزابٌة.
الفرع الثانً
االرادة وحرٌة االختٌار
تعنً االراده حرٌه االختٌار فً هذا المقام .وإذا كان ٌعنً الوعً القدره على فهم ماهٌه الفعل المحظور وتوقع
آثاره .فأن حرٌة االختٌار أو االراده تعنً القدره على المفاضله بٌن عدد من الخٌارات المتاحه واختبار إحداها اي
حرٌه إرادته فً اختٌار الطرٌق اإلثم الذي نهى القانون عنه .وإذا كان قد استقر األمر على أن حرٌه اإلنسان لٌست
مطلقه وإنما هً محكومه فً اتجاهها بعدد من الظروف والعوامل التً تؤثر فً االتجاه الذي اتخذته تلك االداره .
إال أنه من المسلم به أن تأثٌر تلك العوامل تترك إلرادة الشخص عادة قدرا من التحكم فً التصرفات على النحو
الذي تجعله اهال للمسؤولٌة .بمعنى أن القدر المتبقً له من حرٌة االراده على الرغم من تلك العوامل التً ال ٌملك
سٌطرة علٌها تكفً لنهوض المسؤولٌة الجزابٌة .ونحن نرى أن االراده المقصوده فً هذا المقام تشمل امرٌن هما .
انعدام االراده وانعدام حرٌه اختٌارها على الرغم من وجودها .ذلك أن النص قد جاء مطلقا ً .والقاعدة أن المطلق
ٌجري على إطالقه ما لم ٌرد ما ٌقٌده .وبناء على ما تقدم فال ٌعد فاعال للجرٌمة من أكره مادٌا علٌها .وإنما الفاعل
من اكرهه علٌها .وٌطلق علٌه فً هذه الحالة بالفاعل المعنوي فهو الذي ٌعد فاعال وهو الذي ٌتعرض للعقوبة
المقررة لها وعلى أي حال فإن اجتماع شرطً المسؤولٌة الجزابٌة أمر جوهري لنهوضها قبل الفاعل أو المساهم
فً الجرٌمة .فال ٌغنً أولهما عن ثانٌهما .وإن تخلف اي منهما لسبب عارض أو خاص به ٌنتفً المسؤولٌة
الجزابٌة من اساسها.
______________
1.الدكتور كامل سعٌد ,المرجع السابق ,ص 522
المبحث الثانً
الشخص المعنوي
9
المبحث الثانً
الشخص المعنوي
اذا كانت قواعد القانون المدنً تنصرف بالدرجة االولى لدراسة االوضاع القانونٌة لالشخاص المعنوٌة نجد
ان القواعد القانونٌة فً القانون االداري تنصرف اساسا لدراسة الهٌبات االدارٌة المختلفة التً تمارس حقوقها
وتعنى بالتزاماتها كاالشخاص الطبٌعٌة
المطلب األول
المقصود بالشخص المعنوي
قد تعرف الشخصٌة المعنوٌة بأنها مجموعة من األشخاص تستهدف تحقٌق غرض مشترك .أو مجموعة من األموال
تخصص لغرض معٌن .وٌعترف القانون لهذه المجموعة بالشخصٌة القانونٌة المقررة لألفراد فتصبح أهال الكتساب
الحقوق وااللتزام بالواجبات وٌنظر الٌها ككتله مجردة من األشخاص األدمٌٌن أو من العناصر المالٌة المكونة لها .أو
أن الشخص المعنوي هو شخص غٌر آدمً ٌ.سلم له القانون بالشخصٌة القانونٌة التً تتٌح له قدرا من اهلٌه التمتع
بالحقوق وتحمل االلتزامات فً نطاق الغرض الذي ٌتوخاه .أو قد تعرف تعرٌفا قصٌراً بأنها( مركز للمصالح المحمٌة
قضابً )وهكذا نجد فً كل شخص معنوي مجموعه من العناصر :اآلتٌه
-1االساس الواجب الحماٌة .وٌتمثل بمجموعة من المصالح المشروعه التً تتمٌز عن مصالح األفراد الشخصٌة.
-2االسلوب القضابً المتبع لحماٌة هذه المصالح .
إن فكرة الشخصٌة المعنوٌة وفق هذا المفهوم هً لٌست ولٌدة الٌوم وإنما ترجع فً نشأتها إلى القانون الرومانً .وإن
مزاٌا هذه الفكرة هً التً دفعت إلى األخذ بها فً إطار القانون الخاص والعام.
_______________
-1الدكتور علً محمد بدٌر وآخرون ,مبادئ وأحكام القانون االداري ,العاتك لصناعة الكتاب,مصر ,القاهره,
, 1993ص22
10
فبالنسبة للشخصٌة المعنوٌة فً إطار القانون الخاص قد ٌجد األفراد أنفسهم غٌر قادرٌن على تحقٌق مشروع معٌن
بمفردهم فٌؤلفون مع بعضهم البعض جمعٌة أو شركة مع تخصٌص أموال لتحقٌق الغرض الذي تنشده هذه الهٌبة .وال
بد لهذه الهٌبة من أن ٌعترف لها بالحقوق التً تٌسر لها القٌام بجمٌع التصرفات التً تقتضٌها الحٌاة القانونٌة .وٌأتً
ذلك باالعتراف لها بالشخصٌة المعنوٌة التً تتولى جمٌع التصرفات القانونٌة المتعلقة بالشركة عن طرٌق أفراد
معٌنٌن ٌمثلون الشركاء .أما بالنسبة للشخصٌة المعنوٌة فً إطارالقانون العام .فنجد سكان منطقة جغرافٌة معٌنه (
بلدٌة ,ناحٌة ,قضاء ,محافظة ,منطقة ,دولة ) هم بحاجة إلى إنشاء مشروعات ضرورٌة لكل من هذه المجموعات .
وإلى تخصٌص األموال لتحقٌق هذه المشروعات .اي ان حاجتهم تتمثل بضرورة وجود هٌبة تتولى إدارة مصالحها
نٌابة عنهم .وال ٌكون ذلك ممكنا من الناحٌة القانونٌة إال عن طرٌق فكرة إقرار الشخصٌة المعنوٌة .وبهذا فأن فكرة
الشخصٌة المعنوٌة تفسر لنا بأستمرار قٌام المجموعة وبالتالً مصالحهم المشتركة بالرغم من تبدل األفراد الذٌن
تتألف منهم الشخصٌة المعنوٌة .أو أولبك الذٌن ٌعبرون عن إرادتها وٌتصرفون بأسمها.
خالصة القول أن الشخصٌة المعنوٌة لها عنصران أحدهما مادي أو موضوعً وٌقصد به مجموعة من االفراد أو
األموال التً تهدف آلى تحقٌق غرض مشروع على سبٌل االستمرار .وثانٌهما شكلً وهو اعتراف المشرع أو الدولة
بالشخصٌة المعنوٌة وقد ٌتم هذا االعتراف صراحة أو ضمنا.
____________
-1الدكتور علً محمد بدٌر وآخرون ,مصدر سابق ,ص23
, www.mohamah.net -2موقع استشارات قانونٌة
11
الفرع األول
أنواع الشخصٌة المعنوٌة
ٌنقسم الشخص المعنوي إلى شخص معنوي عام وآخر خاص وذلك تأسٌسا على عدة معاٌٌر .فً حاله عدم النص فً
سند اإلنشاء على طبٌعة الشخص المعنوي هناك عدة معاٌٌر للتمٌز أهمها:
_طبٌعة الغرض وما إذا كان ٌنصب على تحقٌق مصلحة عامة أو خاصة
_أصل النشأة فإذا كانت الدولة التً أنشأته فهو عام واإل خاص
_إمتٌازات السلطة العامة فالشخص المعنوي العام ٌحوز على إمتٌازات السلطة العامة
_االنظمام اجباري فً األشخاص المعنوٌة العامة و اختٌاري لألفراد فً الشخص المعنوي الخاص .
أما بالنسبة للشخص المعنوي العام فً حد ذاته فٌنقسم بدوره إلى شخص معنوي عام إقلٌمً وشخص معنوي عام
مرفقً
األشخاص المعنوٌة العامة اإلقلٌمٌه :وهً االشخاص التً تمارس اختصاصاتها وصالحٌاتها فً حٌز جغرافً
ومكانً معٌن وتتمثل االشخاص اإلقلٌمٌة فً( الدولة ,الوالٌة ,البلدٌة)
االشخاص المعنوٌه المرفقٌه؛ ٌمٌزها أن اختصاصها ال ٌتحدد بأقلٌم معٌن وإنما بالتكفل بنشاط معٌن .مثالً الجامعه
تتكفل بالتعلٌم العالً...الخ وتتحد القواعد السارٌة علٌها بموجب القانون.
______________________
, www.mohamah.net -1موقع استشارات قانونٌة
12
الفرع الثانً
اآلثار المترتبة على االعتراف بالشخصٌة المعنوٌة
تنص المادة ) (50من القانون المدنً الجزابري على أنه" ٌتمتع الشخص االعتباري بجمٌع الحقوق إال ما كان منها
مالزما لصفة اإلنسان وذلك فً الحدود التً ٌقررها القانون "وٌكون ذلك:
_ذمة مالٌة
_الشركات التً ٌكون مركزها الربٌسً فً الخارج ولها نشاط داخل الدولة ٌعتبر مركزها فً نظر القانون الداخلً
فً الدولة التً ٌوجد نشاطها
_حق التقاضً
وبالتالً فبتوفر هذه الشروط ٌصبح للشخص المعنوي القدره على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات
وبالتالً ٌكون للشخص المعنوي اهلٌه أداء واهلٌه وجوب واهلٌه الشخص المعنوي أقل من اهلٌه الشخص الطبٌعً .
فللشخص المعنوي أٌضا حق الملكٌه وحق التعاقد وحق التقاضً مع ضرورة تقٌده بأختصاصه اإلقلٌمً .أما بالنسبة
إلهلٌه األداء التً هً التمٌز واإلرادة فكان من الالزم تعٌٌن نابب للشخص المعنوي من خالل قٌام شخص طبٌعً
بذلك وهو عاده ما ٌكون ربٌسه أو مدٌره حٌث ٌصبح متمتعا بأالهلٌه القانونٌة التً تخوله التصرف نٌابه عنه .كذلك
ٌكون له ذمة مالٌة مستقله فإذا ما أنزل الشخص المعنوي ضرراً التزم بدفع التعوٌض من ماله .كذلك ٌكون له حق
التقاضً فالشخص المعنوي ٌمكن أن ٌقاضً الغٌر وٌقاضٌه اآلخرون .وخٌرا ٌكون له موطن اي موطن الشخص
المعنوي هو مكان وجود مقره.
________________________________
13
المطلب الثانً
االهلٌه الجنابٌة للشخص المعنوي
أما فً مجال المسؤولٌة الجنابٌة .فعلى الرغم من عدم وضع نظرٌة عامه للشخص المعنوي فً الفقه اإلسالمً .إال أننا
نجد تطبٌقات لتحمٌل بٌت المال دٌه وكفارة من ٌقتله اإلمام خطأ أثناء أقامته الحد فٌه .ودٌة من ٌقتل فً مواضٌع عامة
كاالسواق العامة والشوارع العامة وال ٌعرف له قاتل فال تجب القسامه لتعذر استٌفاء اإلٌمان من الناس جمٌعا ً .هنا قد
احتدم الخالف فً الفقه الجنابً الوضعً حول مسؤولٌة الشخص المعنوي فالسابد فً الفقه .أن الشخص المعنوي ال
ٌسأل جنابٌا عما ٌقع من ممثلٌه من جرابم أثناء قٌامهم بأعماله ولو كانت الجرابم قد ارتكبت لحسابه .وال ٌسأل إال
ممثلوه شخصٌا ً عن هذه الجرابم .ومن ذلك ارتكاب ممثلً الشخص المعنوي جرابم التقلٌد او التزٌٌف أو الغش فً
المصنوعات والمضاربات غٌر المشروعة واالقراض بربا فاحش .واالتجار بالمخدرات .وٌستند هذا االتجاه الفقهً
السابد إلى أربع حجج( :أولهما )أن الشخص المعنوي مجرد حقٌقه قانونٌه مفترضه ال أرادة له وال ٌعبر عن حقٌقة
نفسٌة واقعٌة لذا فال تثبت له اهلٌه جنابٌة و(ثانٌهما )أن الشخص المعنوي محدد بالغاٌة التً من أجلها أنشا فإن خرج
عنها فال وجود له وال ٌمكن أن ٌقال ان ارتكاب الجرابم ٌدخل فً هذه الغاٌة( .والحجه الثالثه )تتمثل فً أن إقرار
المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي ٌنطوي على إخالل بمبدأ شخصٌة العقوبة ألن معاقبته ستتناول فً الحقٌقة
األفراد.
_______________
-1االستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً ,األحكام العامة للنظام الجنابً فً الشرٌعه االسالمٌة والقانون ,دار
المطبوعات الموضوعٌة ,مصر , 2010 ,ص 446
14
المساهمٌن فٌه وقد ٌكون من بٌنهم من لم ٌشترك فً ارتكاب الجرٌمة .اما( الحجة االخٌرة )تتمثل فً أن من العقوبات
ما ٌستحٌل توقٌعه على الشخص المعنوي مثل العقوبات المقٌدة للحرٌة على اختالف درجاتها وصورها .وٌذهب اتجاه
فً الفقه الجنابً الحدٌث إلى تقرٌر المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي .وٌرد على الحجج األربعة سألفه الذكر بأن
للشخص المعنوي وجوداً حقٌقٌا ً .ال مجرد افتراض بسبب المصالح التً ٌسعى إلى تحقٌقها والتً من شأنها أن تجعل
له شخصٌة قانونٌة مستقلة عن أصحابه .أما القول بخروج الجرٌمة عن الغاٌة التً خصصت للشخص المعنوي فال
ٌنفً هذا نسبة الجرٌمة إلٌه .شأنه فً ذلك شأن الشخص الطبٌعً إذ لٌست للغاٌه من حٌاته ارتكاب الجرابم .وأما عن
تجاوز معاقبة الشخص المعنوي إلى األفراد المساهمٌن فٌرد علٌه بأن العقوبة توقع على الشخص المعنوي مباشره فإذا
أصابت المساهمٌن كان هذا بطرٌق غٌر مباشر تحتمه الضروره وشان المساهمٌن فً هذا شأن أفراد األسرة فً
تأثٌرهم بما ٌوقع على رب األسرة من عقوبة عن جرٌمة ارتكبها هو شخصٌا ً .وأما عن استحالة توقٌع بعض العقوبات
على الشخص المعنوي .فٌرد علٌه بأن من الممكن أن تقرر له عقوبات خاصة تتالبم مع طبٌعته .ومن ذلك أن تستبدل
عقوبة حل الشخص المعنوي بعقوبة اإلعدام .أو أن ٌحكم علٌه بالغرامة أو أن ٌحرم من بعض الحقوق والمزاٌا .
وٌتوسط اتجاه فقهً ثالث فٌرى إخضاع الشخص المعنوي للمسؤولٌة الجنابٌة مع مراعاة انه لٌس أهال للعقوبة .فضال
على أن توقٌعها علٌه ال ٌحقق الغرض منها وهو الزجر .األمر الذي ٌكفً معه إخضاع الشخص المعنوي للتدابٌر
الواقٌة الالزمه ضده.
________________
-1االستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً ,مصدر سابق ,ص 444
15
وقد استقر القضاء الفرنسً على أن ال مسؤولٌة جنابٌة لألشخاص المعنوٌة إال فً حدود الحاالت االستثنابٌة
المنصوص علٌها قانونا ً .ففً غٌر هذه الحاالت تقع المسؤولٌة على مرتكب الجرٌمة شخصٌا ً من عمال الشخص
المعنوي ومدٌره ومع هذا فاالثار المالٌه المترتبة على الحكم الصادر ضد مدٌر الشركة تلزمه كما أن الحكم الصادر
بأغالق محل عام بسبب ارتكاب جرٌمة ما ٌجب تنفٌذه عٌنا بغض النظر عمن ٌملكه حتى ولو لم ٌكن هذا المالك ممثال
فً الدعوى الجنابٌة وإلى هذا ٌتجه القضاء المصري وٌؤٌده الرأي السابد فً الفقه .هذا وقد تردد المقنن المصري فً
مساءلة الشخص المعنوي جنابٌا .ففً القانون رقم ( )20الصادر فً ٌولٌو 1944بتنظٌم الرقابه على عملٌات النقد
نفى مسؤولٌته وحمل المسؤولٌن عنه بصفتهم الشخصٌة المسؤولٌة الجنابٌة .بٌنما أقر هذه المسؤولٌة فً المادة ()104
من القانون رقم 26لسنة 1954بشأن بعض األحكام الخاصة بشركات المساهمة وما الٌها .ومع هذا فإن هذا النص
وآمثاله استثنابً .ال ٌكشف عن اتجاه عام للمقنن المصري نحو مساءلة الشخص المعنوي جزابٌا.
وٌتبٌن فً ضوء ما سبق أن لمساءلة الشخص المعنوي محاذٌرها اذا أطلقت ومخاطرها اذا استبعدت .ولهذا كان من
االوفق التوسط وقصر مسؤولٌة هذا الشخص على الجرابم المرتبطة ارتباطا ً وثٌقا ً بالغرض الذي انشأبه .وعلى أن با
ٌسأل الشخص المعنوي إال إذا تعذرت مساءلة مرتكب الجرٌمة وعلى أن تقتصر معاقبته على نوع معٌن من العقوبات
ٌتفق مع طبٌعته .ونقصد بهذا الغرامة والمصادرة واالغالق المؤقت وسحب الرخصة .وإلى أن ٌتدخل المقنن
بنصوص تقرر هذه المسؤولٌة فإننا نرى بأن األحكام العامه للمسؤولٌة الجنابٌة تأبى إخضاع الشخص المعنوي بدون
نص.
________________
-1االستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً ,مصدر سابق ,ص ,442ص449
16
المبحث الثالث
المطلب الثالث :الجزاءات الجنابٌة المطبقة على األشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً
17
المبحث الثالث
المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي
المسؤولٌة الجنابٌة هً شخصٌة .وكونها شخصٌة ألن اإلدارة عنصر فٌها وبذلك وبتوافر الشروط األخرى لحمل
المسؤولٌة الجنابٌة ٌقوم الركن المعنوي للجرٌمة .على أن التسلٌم ببداهة هذه القاعدة المذكورة فٌما ٌتعلق باألشخاص
المعنوٌة كان وال ٌزال محل خالف كبٌر بٌن فقهاء وشراح القانون الجنابً .فمنهم من ٌنكر على األشخاص المعنوٌة
قابلٌتها لحمل المسؤولٌة الجنابٌة ألن هذه المسؤولٌة ال تلحق سوى األشخاص الطبٌعٌة التً تملك إرادة اما األشخاص
المعنوٌة فلٌس لها مثل هذه اإلرادة وبالتالً ال تكون محل للمسؤولٌة الجنابٌة .فأذا ارتكب مدراؤها أو كن ٌعملون
بأسمها أو لحسابها جرٌمة فٌسألون عنها شخصٌا ً وال تتوجه الٌها اي مسؤولٌة .وقد أخذت بهذا الرأي معظم القوانٌن
الجنابٌة فً مختلف الدول ومنها قانون العقوبات .البغدادي الملغً الذي لم ٌكن ٌقرر مسؤولٌة األشخاص المعنوٌة
المطلب األول
الجدل الفقهً حول مسؤولٌة األشخاص المعنوٌة
تعد المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة من أهم الموضوعات التً ٌنقسم بصددها الفقه إلى اتجاهٌن
.متعارضٌن .اتجاه ٌعارض قبول تلك المسؤولٌة واتجاه آخر ٌؤٌد قبولها
_____________
-1المحامً محسن ناجً ,األحكام العامة فً قانون العقوبات_ شرح على متون النصوص الحزابٌة ,الطبعة
األولى ,مطبعه العانً ,بغداد ,1944 ,ص .366
-2االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد ,المسؤولٌة الجنابٌة والجزاء الجنابً فً القانونٌن المصري والكوٌتً,
دار المطبوعات الجامعٌة ,مصر ,2013 ,ص12
18
الفرع األول
االتجاه الفقهً الرافض للمسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي
ٌرفض جانب من الفقه قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة وٌستند فً ذلك إلى عدة مبررات أهمها ما ٌأتً:
1.ان الشخص المعنوي مجرد فرض قانونً .ال تتوفر فٌه الشروط الالزمه لقٌام المسؤولٌة الجنابٌة ,إذ ال ٌمكن
توجٌه اتهام وعقاب كٌان ال ٌرٌد وال ٌشعر .اي كٌان ٌخلو من كل إرادة وإدراك
2.تعارض قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ شخصٌة العقوبات,فالعقوبة شخصٌة ٌقتصر أثرها
المباشر على شخص مرتكب الجرٌمة .أما فً حاله توقٌع العقوبة على الشخص المعنوي فإن العقوبة تصٌب بدون
تمٌز كل األشخاص الطبٌعٌٌن أعضاء ذلك الشخص المعنوي ,وبالتالً تصٌب_ على سواء _الذٌن أرادوا الفعل غٌر
المشروع والذٌن لم ٌرٌدونه .الذٌن كان لدٌهم السلطة لمنعه والذٌن لم ٌكن لدٌهم هذه السلطة .اي بصفه عامة الذٌن
أخطأوا والذٌن لم ٌخطبوا .وعلٌه فإن القول بمسؤولٌة الشخص المعنوي جنابٌا_ لدى البعض _ٌرتب نوع شاذ من
المسؤولٌة ال ٌتفق مع مبادئ قانون العقوبات .
3.عدم صالحٌة الجزاءات الجنابٌة للتطبٌق على األشخاص المعنوٌة وخاصة العقوبات السالبة للحرٌة .كما أن
تطبٌق عقوبات أخرى كالغرامه والمصادرة أو إغالق المنشأة ٌؤدي فً النهاٌة إلى اإلخالل بمبدأ شخصٌة العقوبات
عندما ٌمتد أثر تلك العقوبات إلى األعضاء األبرٌاء فً الشخص المعنوي.
________
-1االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد ,مصدر سابق ,ص14
19
-4تعارض فكرة المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ التخصً ,فحٌن ٌسمح القانون بوجود شخص
معنوي وٌمنحه الشخصٌة القانونٌة ٌ,خصص له أهداف اجتماعٌة ال ٌدخل بٌنها_ بالطبع _ارتكاب الجرٌمة .
فأذا وقعت جرٌمة ما بمناسبة شخص معنوي فإنه ال ٌتصور اسنادها إلى ذلك الشخص المعنوي ذاته وإنما
ٌستند إلى الشخص الطبٌعً الذي وقعت منه الجرٌمة .أو األشخاص الممثلٌن قانونا ً لذلك الشخص المعنوي.
الفرع الثانً
االتجاه الفقهً المؤٌد لتقرٌر المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة
دحض المؤٌدون لقبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة حجج الرافضٌن لتلك المسؤولٌة على الوجه التالً:
-1اعتبار المعنوي فرضا ً قانونا ً .ال تتوفر فٌه الشروط الالزمه للمسؤولٌة الجنابٌة مردود علٌه بأن وجود
الشخص المعنوي حقٌقة ال ٌمكن إنكارها .حٌث ٌتمثل فً تدرج وهٌكل وكٌان حقٌقً ٌؤكد المشرع وجوده
وٌنظم نشاطه الذي ٌعد ترجمة إلرادة جماعٌة تتمٌز عن إرادة األفراد وهذا ما ٌؤكده أٌضا مساءلة الشخص
المعنوي مدنٌا ً وعلٌه فإن كان مسموح بالمسؤولٌة المدنٌة للشخص المعنوي عما ٌصدر منه من أفعال فلم ال
ٌسمح بمسؤولٌته الجنابٌة وخاصة ان الشخص المعنوي ٌستطٌع أن ٌحقق الركن المادي لبعض الجرابم
وبصفة خاصة جرابم التزوٌر أو النصب أو خٌانه االمانه أو الضرابب .وإن كان ال ٌستطٌع بالطبع ارتكاب
جرابم ضد األخالق أو األشخاص .أو بمعنى آخر كل الجرابم التً تتطلب نشاطا ً بدنٌا مباشرا.
_____________
-1األستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد ,مصدر سابق ,ص16 -15
20
-2أما بالنسبة لتعارض قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ شخصٌة العقوبات ألن الجزاء
الجنابً المفروض على الشخص المعنوي سٌؤدي إلى نقصان فً الذمة المالٌة للمساهمٌن الذٌن لم ٌكن لهم
دور فً ارتكاب الفعل المسند إلى اإلدارٌٌن المتهمٌن .فمردود علٌه بأن ذلك ٌكون نتٌجة لواقعة ولٌس نتٌجة
قانونٌة لحكم .بمعنى أنه إذا لم ٌكن صحٌحا تأثٌر األشخاص المعنوٌة فذلك لٌس بنص القانون .ولكنه ٌتأتى من
ضرورة األشٌاء .حٌث أن توقٌع العقوبة بصفة عامة له اثأره التً تمتد إلى آخرٌن أبرٌاء ,فعقاب الشخص
المعنوي ٌؤدي بالضرورة إلى اإلضرار بجمٌع االعضاء .وهذا ٌجعلهم أكثر حرصا على اختٌار ورقابة من
ٌمثلونهم ,وذلك الجبارهم على احترام القوانٌن وحقوق الغٌر .
-3أما القول بعدم قابلٌة الجزاءات الجنابٌة للتطبٌق على األشخاص المعنوٌة .فصحٌح بالنسبة للعقوبات السالبة
الحرٌة التً ال ٌمكن تطبٌقها إال على األفراد ولكن هذا ال ٌمنع من قابلٌة الجزاءات الجنابٌة األخرى للتطبٌق
على الشخص المعنوي كالغرامه والمصادرة والحل وهو ٌعادل عقوبه اإلعدام .وكذلك اإلغالق المؤقت أو
النهابً للمنشأة والمنع المؤقت أو النهابً من ممارسة نشاط معٌن ونشر أحكام اإلدانة وهكذا .فأغلب
الجزاءات الجنابٌة تتفق ومسؤولٌة األشخاص المعنوٌة جنابٌا .
-4أما بالنسبة لتعارض قبول المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة مع مبدأ التخصٌص .فٌمكن القول بأنه ال
ٌشترط دابما ً أن ٌلتزم الشخص المعنوي باألهداف التً خصصها له القانون .حٌث ٌمكن أن ٌقع منه فعل ما
ٌخالف القانون وبالتالً ٌعد مسؤوالً عنه وخاصة فً مجال الجرابم غٌر العمدٌة والتً تقع نتٌجة إهمال .
فالمؤسسة التً تنشأ لتصنٌع األوراق ولكنها تسبب فً تلوٌث مجرى مابً مجاور فاته ال ٌوجد ما ٌمنع من
عقاب تلك المؤسسة.
_________________
-1االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد ,مصدر سابق ,ص12-14
21
المطلب الثانً
مسؤولٌة األشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً
الفرع األول
المسؤولٌة الجنابٌة غٌر المباشرة للشخص المعنوي فً جرابم االعتداء بالفاٌروسات
فً هذه الحالة تكون مسؤولٌة الشخص المعنوي بالتبعٌة لمسؤولٌة الشخص الطبٌعً .فهً تدور وجودا وعدما مع
مسؤولٌة الشخص الطبٌعً الذي ٌعمل لدى الشخص المعنوي فإذا اتهم الشخص الطبٌعً كمدٌر الشخص المعنوي
وقضى ببرابته انتفت كذلك مسؤولٌة الشخص المعنوي .وهنالك تطبٌقات كثٌرة لهذه المسؤولٌة التً تتعارض مع
قاعدة اساسٌه فً القانون الجنابً .وهً أن عقوبة الجرٌمة ال توقع إال على من ارتكبها أو إشترك فٌها أي من توفر فً
حقه الركنان :المادي والمعنوي .ومن هذه التطبٌقات :
التطبٌق األول :توقف مسؤولٌة الشخص المعنوي على مسؤولٌة الشخص الطبٌعً وارتباط األولى بالثانٌه وجوبا
وعدما ومن أهمها الجرابم التً تقع بواسطة الصحف على النحو التالً :
ارتباط عقوبة تعطٌل الجرٌدة بالحكم على ربٌس التحرٌر أو المحرر المسؤول أو صاحب الجرٌدة فً جناٌة ارتكبت
بواسطة الجرٌمة أو جرٌمة من الجرابم المنصوص علٌها فً المادتٌن ( )149و ( )302من قانون العقوبات وأٌضا
ما تنص علٌه المادة ( )200والتً تنص على أن عقوبة تعطٌل الجرٌدة توقع إلى جانب العقوبة المحكوم بها على
الشخص الطبٌعً .ومن استقراء نص المادة ( )200من قانون العقوبات فإن المسؤولٌة الجنابٌة الغٌر مباشرة
للشخص المعنوي تتحدد فً حالتٌن:
_____________
-1الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً
دراسه مقارنة ,دار النهضة العربٌة ,القاهرة ,ص41
22
الحالة األولى :هو الحكم وجوبٌا على الشخص المعنوي اذا حكم على ربٌس التحرٌر أو المحرر المسؤول أو الناشر
على جناٌة ارتكبت بواسطة الجرٌدة أو أي جرٌمة منصوص علٌها فً المادتٌن ( )149و ( )302من قانون العقوبات
وتكون العقوبة فً هذه الحالة هً تعطٌل صدور الجرٌدة .
الحالة الثانٌة :اذا آدٌن ربٌس التحرٌر أو المحرر المسؤول أو الناشر عن جرٌمة ارتكبت بواسطة الجرٌدة .بخالف
الجرابم السابق ذكرها فإن تعطٌل الجرٌدة كعقوبة ٌكون جوازٌا للقاضً .طبقا للفقرة الثانٌة والثالثة من المادة ()25
من قانون العقوبات إال أن الحكم بالتعطٌل ٌكون وجوبٌا عند عودة الشخص المعنوي الرتكاب الجرٌمة للمرة الثانٌة .
وٌالحظ أن عقوبة تعطٌل الجرٌدة هً عقوبة تابعة للعقوبة التً ٌتم انزالها على الشخص المعنوي .
التطبٌق الثانً :عن الجرابم االقتصادٌة التموٌنٌة .حٌث جاءت المادة ( )25من المرسوم بقانون رقم 95لسنة
1945الخاص بشؤون التموٌن والتً تنص على أنه" ٌكون صاحب المحل مسؤول مع مدٌره القابم على إدارته عن
كل ما ٌقع فً المحل من مخالفات ألحكام هذا المرسوم بقانون وٌعاقب بالعقوبات المقررة لها .فأذا ثبت بأنه بسبب
الغٌاب أو استحالة الرقابة او لم ٌتمكن من منع المخالفة اقتصرت العقوبة على الغرامة المبٌنة فً المادتٌن ( 50و
)56من هذا المرسوم ونصت على هذا المعنى المادة ( )15من المرسوم بقانون رقم 162لسنة 1950ولما كان
النص بعمومٌته ٌخاطب المسؤول سواء كان شخصا ً طبٌعٌا ً أو معنوٌا ً فإنه ٌطبق على الشخص المعنوي.
____________
.1الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,مصدر سابق ,ص42
23
الفرع الثانً
المسؤولٌة الجنابٌة المباشرة للشخص المعنوي عن جرابم االعتداء بالفاٌروسات
القانون المصري ال ٌعترف بالمسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي كقاعدة عامة .كما هو الحال فً المادة ( )104من
القانون رقم ( )26لسنة 1901والتً تنص على عدم اإلخالل بالعقوبات األشد المنصوص علٌها فً القوانٌن األخرى
وٌعاقب بالغرامة ال تقل عن مابة جنٌه وال تجاوز خمسمابة جنٌه كل شرٌك ٌخالف األحكام المقررة فً شأن نسبه
المصرٌٌن فً مجالس إدارتها أو نسبتهم من المستخدمٌن أو العمال وكل عضو منتدب لإلدارة أو مدٌر فٌها .وٌستفاد
من هذا النص أن الشركة فً حال اقترافها تلك المخالفة المنصوص علٌها توقع علٌها عقوبة الغرامة التً تكون مستقله
والتً تكون مستقلة تماما ً عن العقوبة التً ٌتم توقٌعها على المدٌر أو العضو المنتدب فبها .ومن ذلك أٌضا ً المادة
( )44من القانون رقم 344لسنة 1956الخاص بالجمعٌات والمؤسسات والتً تنص على أنه" للقاضً أن ٌحكم
بإغالق مقر الجمعٌة أو المؤسسة وفروعها أو أحدها لمدة محددة أو غٌر محددة وله كذلك مصادرة األشٌاء المستعملة
فً الجرٌمة بحسب األصول .وكذلك نصت المادة ( )92المعدلة بقانون رقم ( )35لسنة 1954على أنه" تقضً
المحكمة فً األحوال المبٌنة فً المادتٌن ( 92و )29بحل الجمعٌات أو الهٌبات أو المنظمات أو الفروع المذكورة
وإغالق امكنتها"
وٌكفً النعقاد مسؤولٌة الشخص المعنوي بعٌدا عن مسؤولٌة الشخص الطبٌعً مجرد وقوع الجرٌمة من الشخص
الطبٌعً المصاب وبأسم الشخص المعنوي وان ٌكون من أحد العاملٌن لدٌه ودون صدور حكم بإدانة الشخص
الطبٌعً عن هذه الجرٌمة فهنالك استقالل تام بٌن المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي والمسؤولٌة الجنابٌة للشخص
الطبٌعً .وال توجد عالقة تبعٌة بٌن مسؤولٌة الشخص المعنوي ومسؤولٌة الشخص الطبٌعً.
_____________
-1الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,مصدر سابق ,ص , 46ص 44
24
المطلب الثالث
الجزاءات المطبقة على األشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً
كان أحد أسباب عدم إقرار المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة أن العقوبات المنصوص علٌها فً قانون العقوبات
الفرنسً وعلى األخص العقوبات المالٌة والمقٌدة للحرٌة ٌتعذر تطبٌقها على األشخاص المعنوٌة ولكن فً ظل اتساع
نطاق تطبٌق العقوبة والتدابٌر االحترازٌة أصبح هذا االعتراض غٌر مجد .وقد اختلفت التشرٌعات فً شأن العقوبات
التً توقع على األشخاص المعنوٌة ومن هذه العقوبات :
-1عقوبة الغرامة :الغرامة كعقوبة ٌجوز توقٌعها على الشخص المعنوي وتقدر الغرامة بما ٌعادل الغرامة المعاقب
بها عن الجرٌمة التً وقعت وقد تضمن قانون قمع الغش والتدلٌس بٌان مقدار الغرامة بالنظر الى الجرٌمة التً
وقعت .
-2عقوبة وقف نشاط الشخص المعنوي المرتبط بالجرٌمة :أجاز المشرع المصري فً قانون قمع الغش والتدلٌس
للقاضً أن ٌوقف نشاط الشخص المعنوي المتعلق بالجرٌمة لمدة ال تزٌد عن السنة وفً حاله تعدد أنشطة الشخص
المعنوي ٌنصرف الوقف فقط إلى النشاط المتعلق بالجرٌمة .
-3عقوبه الشخص المعنوي فً حالة العود :للقاضً أن ٌوقف الشخص المعنوي فً حالة العود لمدة ال تزٌد عن
خمس سنوات أو الغاء الترخٌص الخاص لمزاولة النشاط نهابٌا ً.
________________
-1الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,مصدر سابق ,ص 340-239
25
-4عقوبة المصادرة :نصت المادة ( )30من قانون العقوبات الفرنسً على عقوبة المصادرة فً الحاالت التً تشكل
فٌها حٌازة اي شًء جرٌمة كما لو حاز الشخص المعنوي عبوات دم ملوثة بفابروسات أو أجهزة طبٌة أو أدوٌة فاسدة
وغٌر صالحة لإلستخدام اآلدمً وهذه العقوبات تطبق على الشخص المعنوي تطبٌقا للقواعد العامة .وقد تضمن قانون
العقوبات اللبنانً فً نص المادة ( )210الفقرة الثالثه والرابعه أن األشخاص المعنوٌة ال ٌحكم علٌها إال بالغرامة
والمصادرة ونشر الحكم وكان من أهم التشرٌعات التً أقرت مسؤولٌة الشخص المعنوي على نطاق واسع هو قانون
العقوبات الفرنسً الصادر .1992
الفرع األول
الحل كعقوبة إلنهاء حٌاة الشخص المعنوي
*******************************
حل الشخص المعنوي ٌ :عنً إنهاء وجوده القانونً .والحل ٌستتبع تصفٌة أموال الشخص المعنوي وزوال صفه
القابمٌن على إدارته وتمثٌله .والحل بطبٌعته تدبٌر مؤبد .وهو بمقتضى المادة ()123من قانون العقوبات الفرنسً
تدبٌر جوازي للمحكمة .وٌنزل باإلضافة إلى العقوبات التً ٌستحقها مرتكب الجرٌمة والشخص المعنوي فً ذاته اما
حاالت إنزال تدبٌر حل الشخص المعنوي فقد وردت فً المادة ( )123والتً تنص" اذا ارتكبت الجناٌة والجنحة أكثر
من مرة فللمحكمة أن تأمر بحل الشخص المعنوي "
هذا وقد ٌقصد بالحل أٌضا ً :
إنهاء وجوده فً الحٌاة السٌاسٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة تماما بحٌث لم ٌعد له أي وجود .والحل بالنسبة للشخص
المعنوي ٌقابل اإلعدام بالنسبة للشخص الطبٌعً ولما كان حل الشخص المعنوي على درجه كبٌره من الخطورة إذ
أنها تعتبر من أشد أنواع العقوبات التً توقع على األشخاص المعنوٌة .ولخطورة وشدة هذه العقوبة فلم ٌوجب المشرع
على القاضً النطق بها بل ترك له سلطة تقدٌرٌة فً النطق بها من عدمه .والحل كعقوبة ٌفرضها المشرع على
الجرابم الخطٌرة مثل الجرابم ضد األشخاص المادة ( )213قانون العقوبات وهً تشمل جرابم القتل العمد واإلصابة
الخطأ وكذلك جرابم االتجار بالمخدرات المادة (.)222
_______________
-1الدكتور فخري عبد الرزاق صلٌبً الحدٌثً ,شرح قانون العقوبات القسم العام ,الطبعة الثانٌة ,العاتك بالقاهرة, 2004 ,
ص 144
-2الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,مصدر سابق ,ص 242
26
وعقوبة الحل طبقا ً للفقرة االخٌره من المادة ( )131من قانون العقوبات الفرنسً ال تطبق على األشخاص المعنوٌة
العامة واألحزاب والتجمعات السٌاسٌة والنقابات المهنٌة ومؤسسات تمثٌل األشخاص .وذلك لعلة مفادها هً مبدأ
استمرارٌة المرافق العامة واعتبارها متعلقة بمبدأ الفصل بٌن السلطات كذلك فإن تطبٌق عقوبة الحل على األحزاب
والتجمعات السٌاسٌة والنقابات فٌه مساس بالحرٌات األساسٌة .و المادة ( )131من قانون العقوبات الفرنسً تظمنت
النص على حالتٌن ٌكون للقاضً الخٌار انا الحكم بالحل أو عدم الحل .
الحالة األولى :هً حالة إذا ما أنشا الشخص المعنوي الرتكاب األفعال الجرمٌة ففً هذه الحالة ٌجوز للقاضً الحكم
بالحل وهذا ٌعنً أن القاضً ٌبحث عن الهدف من وراء انشاء الشخص المعنوي وهل هدفه األساسً هو ارتكاب
الجرابم وهل هو الهدف الوحٌد أم ٌوجد له هدف ثانوي هو ارتكاب هذه الجرابم وهل الهدف معلن فً عقد تأسٌس
الشخص المعنوي أم الهدف الفعلً من إنشابه .
الحالة الثانٌة :هً حالة انحراف الشخص المعنوي عن هدفه المشروع إلى ارتكاب الجرٌمة .ولما كان من الصعب
على القاضً أن ٌتوصل إلى هدف الشخص المعنوي بسبب تعدد أعضابه وممثلٌه فإن جزاء الحل فً مثل هذه الحالة
ٌجب أن ال ٌطبقه القاضً إال بعد التأكد تماما من التحول فً الهدف وكذلك مالءمة هذا الجزاء فً مثل هذه الحالة .
وٌشترط فً الجرٌمة المرتكبة فً هذه الحالة أن تكون جناٌة أو جنحة معاقب علٌها بالحبس لمدة تزٌد عن خمس
سنوات بالنسبة للشخص المعنوي .وبهذا تستبعد عقوبة الحل اذا كانت الجرٌمة جنحة عقوبتها الحبس خمس سنوات أو
أقل من ذلك ,وحتى ٌعاقب الشخص المعنوي على جرٌمة عقوبتها خمس سنوات فأقل ٌجب إثبات أن الشخص
المعنوي تم إنشابه بغرض ارتكاب أفعال جرمٌة.
____________________
-1الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,مصدر سابق ,ص 245 – 244
27
الفرع الثانً
الغرامة
***********************
الغرامة :هً إلزام المحكوم علٌه بدفع مبلغ من المال لصالح خزٌنة الدولة .وتعتبر الغرامة من أنسب العقوبات التً
ٌمكن أن تطبق على الشخص المعنوي إذ تطبق فً الجناٌات والجنح والمخالفات
ولكن فً مخالفات الدرجة الخامسة ٌمكن استبدال هذه العقوبة بعقوبة المنع من إصدار الشٌكات أو استعمال بطاقات
الوفاء أو مصادرة الشًء المستخدم فً ارتكاب الجرٌمة أو الذي كان ٌراد استخدامه فً ارتكابها أو الشًء الناتج عن
الجرٌمة .وقد نصت المادة ( )131فً الفقرة ( )34على عقوبه الغرامة ولم تفرق بٌن العقوبات األصلٌة والتكمٌلٌة
والبدٌلة بالنسبة للجناٌات والجنح عكس المخالفات ونصت المادة سألفه الذكر فً الفقرة ( )32على مقدار الغرامة التً
توقع على الشخص المعنوي حٌث حددته تلك المادة بخمسة أضعاف الغرامة المقررة للشخص الطبٌعً عن ذات
الجرٌمة ولم ٌضع المشرع حد أدنى للغرامة ولم ٌساوي بٌن الشخص الطبٌعً والشخص المعنوي وذلك فً الحاالت
التً ٌمكن أن ترتكب فٌها الجرٌمة بواسطة الشخص المعنوي أو الطبٌعً فجعل المشرع غرامة الشخص المعنوي
خمسة إضعاف الحد األقصى لغرامة الشخص الطبٌعً وعدم وضع حد أدنى لغرامة الشخص المعنوي ٌعطً
القاضً السلطة فً النزول بها إلى أدنى حدها ٌضعف فعالٌة الردع .واجاز المشرع للقاضً أن ٌنزل بالغرامة عن
القدر المحدد لها حٌث نصت المادة ( )132الفقرة ( )20اذا كانت الجرٌمة معاقب علٌها بعقوبة الغرامة ٌجوز
للمحكمة ان تقضً بمبلغ أقل من الغرامة المقررة لها .وكذلك أعطى القانون للقاضً سلطة تفرٌد عقوبة الغرامة حٌث
تنص فً المادة نفسها على" فً الحدود المقررة فً القانون تنطق المحكمة بالعقوبات وتحدد نظامها مع مراعاة
ظروف ارتكابها للجرٌمة وشخصٌة مرتكبها.
__________________
-1الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,مصدر سابق ,ص 254
28
واذا قضت المحكمة بعقوبة الغرامة علٌها أن تحدد مقدارها مع مراعاة دخل الجانً واعبابه وللقاضً فً سبٌل تحدٌد
مبلغ الغرامة اعتماداً على المصادر المالٌة وأعباء الشخص المعنوي .وكذلك القاضً له سلطة تقسٌط مبلغ الغرامة فً
خالل مدة معٌنة حٌث نصت المادة ( )132الفقرة ( )22على أنه" فً مواد الجنح والمخالفات ٌجوز للمحكمة ان تقرر
تنفٌذ عقوبة الغرامة خالل مدة ال تزٌد ن ثالث سنوات وذلك العتبارات جدٌة ذات طابع عابلً أو مهنً لألشخاص
الطبٌعٌٌن المحكوم علٌهم بعقوبة الغرامة الٌومٌة أو عقوبة وقف رخصة القٌادة.
________________
-1الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,مصدر سابق ,ص 254
29
الخاتمه
لقد توصلنا من خالل دراسة موضوع " المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي " إلى عدة أمور ٌمكن استنتاجها.
أن المسؤولٌة الجنابٌة تثبت فقط لإلنسان باعتباره محل للمسؤولٌة الجنابٌة -1
ال تثبت المسؤولٌة الجنابٌة للجماد أو الحٌوان فهً تثبت لالنسان على اعتبار أنه ٌملك اإلدراك واإلرادة -2
بالنسبة للشخص المعنوي فإن المسؤولٌة تستلزم لقٌامها أن ٌتم ارتكاب الجرٌمة من قبل الشخص المعنوي -3
عن طرٌق أعضابه وممثلٌه
حدد القانون العقوبات التً ٌمكن تطبٌقها فً إطار تكرٌس هذه المسؤولٌة على الجرابم محل المساءلة بعد أن -4
حصرها فً أضٌق نطاق وهو ما ٌأخذ علٌه نظٌر التسرع فً إقرارها لٌحدد بعض اإلجراءات الخاصة
بالمسؤولٌة الجزابٌه للشخص المعنوي وٌصفه خاصه فٌما ٌتعلق بقواعد االختصاص وتحدٌد الشخص الذي
ٌمثله أمام القضاء والضمانات التً ٌتمتع بها والتً اعتبرها البعض من قبٌل الحصان االجرابٌه.
أن القانون قد أقر المسؤولٌة الجنابٌة للشخص المعنوي وجعله مسؤول جزابٌا فً كافه الجرابم سواء كانت -5
جرابم ضد األموال ام جرابم القتل العمد وكذلك جرابم العنف غٌر العمدي كما ٌسأل عن الجرابم اإلرهابٌة
والرشوة والتزٌٌف وتزوٌر النقود.
هنالك بعض العقوبات ٌستحٌل توقٌعها على الشخص المعنوي كما فً العقوبات السالبة للحرٌة ففً هذه -6
الحالة تقرر له عقوبات تتالبم مع طبٌعته حٌث تتبدل عقوبة االعدام بعقوبة الحل.
التوصٌات
من افضل االقتراحات التً ٌمكن طرحها للمساهمة فً التعرف على هذا النوع من المسؤولٌة ,وإذا كنا قد سعٌنا
لالحاطة بكل جوانب متابعة الشخص المعنوي وتحدٌد مسؤولٌته جزابٌا .إال أننا لم نوفها حقها فً البحث .وقد حالت
دون ذلك اعتبارات .
-1قله توافر ما ٌكفً من المراجع الضرورٌه
-2عدم وجود اجتهادات وأحكام قضابٌة
-3وجود نقاط تقنٌة تستدعً معالجتها لاللمام بمعارف اختصاصات مختلفه.
03
المصادر
القرآن الكرٌم -
أوالً :الكتب
-1االستاذ الدكتور امٌن مصطفى محمد ,المسؤولٌة الجنابٌة والجزاء الجنابً فً القانونٌن المصري والكوٌتً ,دار
المطبوعات الجامعٌة ,مصر2013 ,
-2الدكتور سامً جمٌل الفٌاض الكبٌسً ,رفع المسؤولٌة الجنابٌة فً أسباب االباحه ,الطبعة األولى ,دار الكتب العلمٌة ,لبنان
,بٌروت2005 ,
-3األستاذ الدكتور عبد الفتاح مصطفى الصٌفً ,األحكام العامة للنظام الجنابً فً الشرٌعة اإلسالمٌة والقانون ,دار
المطبوعات الموضوعٌة ,مصر2010 ,
-4الدكتور عبد القادر الحسٌنً إبراهٌم محفوظ ,المسؤولٌة الجنابٌة لألشخاص المعنوٌة فً المجال الطبً دراسه مقارنة ,دار
النهضة العربٌة ,القاهرة
-5الدكتور علً محمد بدٌر وآخرون ,مبادئ وأحكام القانون اإلداري ,العاتك لصناعة الكتب ,مصر ,القاهرة 1993 ,
-6فخري عبد الرزاق الحدٌثً ,خالد حمٌدي الزعبً ,شرح قانون القسم العام ,الطبعة األولى ,دار الثقافة للنشر والتوزٌع,
2009
-4فخري عبدالرزاق صلٌبً الحدٌثً ,شرح قانون العقوبات القسم العام ,الطبعة الثانٌة ,العاتك بالقاهرة2004 ,
-2الدكتور كامل سعٌد ,شرح األحكام العامة فً قانون العقوبات ,الطبعة األولى ,دار العلمٌة الدولٌة ودار الثقافة للنشر
والتوزٌع ,األردن2002 ,
-9المحامً محسن ناجً ,األحكام العامة فً قانون العقوبات_ شرح على متون النصوص الحزابٌة ,الطبعة األولى ,مطبعه
العانً ,بغداد1944 ,
-10الدكتور محمد علً سالم عباد الحلبً ,أسس التشرٌع الجنابً فً اإلسالم ,الطبعة األولى ,دار وابل للنشر ,األردن,
عمان2005 ,
ثانٌا :القوانٌن:
من قانون العقوبات العراقً -1
من قانون العقوبات المصري -2
من قانون العقوبات اللبنانً -3
من قانون العقوبات الفرنسً -4
من قانون العقوبات االردنً -5
ثالثا :المواقع االكترونٌة
www.mohamah.net1.
31