Professional Documents
Culture Documents
.......................................................................................................
1
الفخر الرازي مالمح حياته وفنه الكتابي
مقدمــة:
الحمد هلل الذي هدانا وعلمنا ما لم نعلم ....................أما بعد،
ُ
2
التفصيلية لهذا التقرير على النحو اآلتــي:
ّ وقد جـاَء ت الخطــة
وتمهيد ،وثالثـــِة فصول ،وخاتمــةٍ.
ٍ تتكّو ُن خطـة التقرير من مقِّدمـٍة،
المقدمـــة الحديثَ عن موضوع التقرير ،ومادته ،وسبب اختياره ،وأهميته،تتناوُل ُ
والهدف منه ،والمنهج المتبع في الدراسة.
يتناوُل التمهيـــ ُد ...................................................................................
الفصل األول........................................................................................... :
3
الَّر ازي ،فخر الدين ( ٦٠٦ - ٥٤٤هـ ١٢١٠ - ١١٥٠ ،م).
اسمه ونسبه :أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين بن علي التيمي الرازي
الملقب بفخر الدين .والمكنى بأبي عبد هللا الرازي المولد الطبرستاني ،القرشي .ولد في
1
الري بطبرستان ،أخذ العلم عن كبار علماء عصره ،ومنهم والده ،حتى برع في علوم
شتى واشتهر ،فتوافد عليه الطالب من كل مكان .كان الرازي عالًما في التفسير وعلم
الكالم والفلك والفلسفة وعلم األصول وفي غيرها .ترك مؤلفات كثيرة تدل على غزارة
علمه وسعة اطالعه أبرزها تفسيره الكبير المعروف بمفاتيح الغيب ،وهو تفسير جامٌع
لمسائل كثيرة في التفسير وغيره من العلوم التي تبدو دخيلة على القرآن الكريم ،وقد
غلب على تفسيره المذهب العقلي الذي كان يتبعه المعتزلة في التفسير ،فحوى تفسيره
2
اخُت لف في سبب وفاته ،وقيل مات مسموًما
.
.
1المؤلف :أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (ت ٦٠٦هـ)
دراسة وتحقيق :الدكتور طه جابر فياض العلواني
الناشر :مؤسسة الرسالة
الطبعة :الثالثة ١٤١٨ ،هـ ١٩٩٧ -م
2المكتبة الشاملة
4
مولده :ولد االمام الرازي في شهر رمضان من سنة أربع وأربعين وخمسمائة -على أصح
القولين في تاريخ مولده ،فقد بلغ -رحمه هللا -في سنة هـ إحدى وستمائة سبعة وخمسين عاما،
حيث قال -في تفسيره لسورة يوسف ،وهو يتحدث عن التوكل على هللا تعالى " :فهذه التجربة
3
قد استمرت لي من أول عمري إلى هذا الوقت الذي بلغت فيه إلى السابع والخمسين ".
:نشأ الرازي في بيت علم ،فقد كان والده االمام ضياء الدين عمر أحد كبار نشأته
علماء الشافعية ،وكان خطيب الري وعالمها ،وله مؤلفات في الفقه والكالم من أهمها " غاية
المرام في علم الكالم " ذكره ابن السبكي وقال " :إنه من أنفس كتب أهل السنة وأشدها تحقيقا ".
وقال عن مؤلفه االمام ضياء الدين -والد االمام الفخر.." :كان فصيح اللسان ،قوي الجنان،
فقيها أصوليا ،خطيبا محدثا أديبا ،له نثر في غاية الحسن تكاد تحكي ألفاظه مقامات الحريري
وقد نشأ الفخر في حجر والده االمام ضياء الدين عمر فكان له الوالد واالستاذ -الذي كفاه عن
طلب العلم على يد سواه -حتى انتقل إلى جوار به سنة تسع وخمسين وخمسائة هـ وكان الفخر
يقر لوالده بالفضل في الكثير من علومه ،ويطلق عليه في كتبه " الشيخ الوالد ،واالستاذ الوالد،
".واالمام السعيد
وينص على تتلمذه عليه خاصة في علم االصول -ويذكر -بكل اعتزاز -السلسلة العلمية التي
3المؤلف :أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (ت ٦٠٦هـ)
دراسة وتحقيق :الدكتور طه جابر فياض العلواني
الناشر :مؤسسة الرسالة
الطبعة :الثالثة ١٤١٨ ،هـ ١٩٩٧ -م
4المؤلف :أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري (ت ٦٠٦هـ)
دراسة وتحقيق :الدكتور طه جابر فياض العلواني
الناشر :مؤسسة الرسالة
الطبعة :الثالثة ١٤١٨ ،هـ ١٩٩٧ -م
5
ولذلك شغف الفخر بالعلم ،وأكب على التحصيل ،وحرص على أن ال يضيع من حياته أي وقت
في غير التعلم والتعليم ،فكان يتمنى لو استطاع أن يستغني عن كثير من الحاجات الطبيعية
ليجعل وقته -المصروف فيها -في طلب العلم ،فيقول " :وهللا إنني ال تأسف في الفوات عن
االشتغال في طلب العلم في وقت االكل ،فإن الوقت والزمان عزيز ".
ولقد أمده هللا -تعالى -باالضافة إلى بيته وبيئته ورغبته -بذاكرة عجيبة ،وذهن وقاد ،وذكاء
خارق ،واستعداد للتعلم قل أن تيسر مثله -في عصره -لسواه ،ولذلك استطاع في فترة وجيز) ة
المتقدمين " :كالشامل " في علم الكالم المام الحرمين و " المستطفى " للغزالي و " المعتمد
ولذلك ٤ال " :ما أذن لي في تدريس علم الكالم حتى حفظت اثنتي عشر ألف ورقة "
ثقافته :2ولذلك اتسعت معارفه ،وتنوعت علومه -فكان أصلويا من كبار االصوليين ،وفقيها
من الفقهاء ،ومتكلما من فحول المتكلمين ،ومفسرا من أئمة المفسرين ،وفيلسوفا ولغويا ونحويا
ولذلك لقبه أصحابه الشافعية واالشاعرة " باالمام " في سائر كتبهم االصولية والفقهية
والكالمية ،فإذا أطلق لقب " االمام " في هذه الكتب فالمراد به االمام فخر الدين الرازي.
6
وقد جمع هللا -تعالى -له خمسة أشياء ما جمعها هللا لغيره في عصره :سعة العبارة في القدرة
على الكالم ،وصحة الذهن ،واالطالع الذي ال مزيد عليه ،والحافظة المستوعبة التي تعينه على
وفاته :وكان يكثر من ترديد قوله :والمرء مادام حيا يستهان به ويعظم الرزء فيه حين يفتقد
وقد اشتد عداء خصومه الكرامية له حتى ذكر بعض المؤرخين أنهم سموه أو دسوا له من سمه.
وقد اتفقت مصادر ترجمة على أن وفاته كانت سنة ست وستمائة هـ وإن اختلفت في تحديد
الشهر واليوم الذي توفي فيه اختالفا كبيرا ،فرحمه هللا رحمة واسعة.
ثقافته :نظرته للعلوم المختلفة :كان االمام الرازي يرى :أن تعلم العلوم -جميعها -فرض من
الفرائض الشرعية ولذلك أحب العلوم وأقبل عليها بدون تفريق إال ما يكون من فرق بين الفاضل
والمفضول ،فالعلوم -في نظره -ال تخرج عن كونها واجبا ،أو مما ال يتم الواجب إال به ،أو
مما البد منه لتحقيق مصلحة من المصالح الدنيوية ،أو مما البد من تعلمه لمعرفة أضراره
7