You are on page 1of 3

‫‪:‬الفصل الثالث‬

‫الهندسة اإلقليدية في ميدان التربية والتعليم‬


‫‪ - 1‬الهندسة اإلقليدية‬
‫احتلت الهندسة اإلقليدية مكانة مرموقة من ذ الق دم‪ ،‬و ق امت أساس ا كتمهي د للدراس ات‬
‫الفلسفية العالية‪ ،‬و للتدريب على التفك ير المج رد ال دقيق‪ ،‬ل ذا اكتظت دراس اتها ب التعبيرات‬
‫المجردة و االصطالحات المتعددة من تعاريف و مسلمات و ف روض و حق ائق و ب راهين و‬
‫عمليات و قواعد في تنظيم منطقي دقيق‪.‬‬
‫الهندسة يمكن وصفها بأنها نظام مع رف ذو تنظيم دقي ق ألفك ار ذات ارتباط ات فيم ا‬
‫بينها‪ ,‬و يتألف هذا النظام من تعريفات و نظري ات و مس لمات و عالق ات و ه ذه المقوم ات‬
‫التي يتألف منها النظام مرتبطة مع بعضها البعض في عالقات منطقية و في سياقات متصلة‬
‫و هذا ما يساعد المعلم على تدريسها بطريق ة ذات مع نى‪ ،‬و يس هل على التالمي ذ تحص يلها‬
‫والتمكن منها‪ ،‬و تختص الهندسة بدراسة التركيبات الرياضية المعرفة على مجموعة النقط‪.‬‬
‫و إذا نظرنا إلى طبيعة الهندسة نجد أن‪:‬‬
‫‪ -‬فرع من فروع الرياضيات يختص بدراسة الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬توجد هندسات عديدة تتناول فراغات عديدة‪.‬‬
‫‪ -‬كل هندسة عبارة عن زوج مرتب و على وجه التحدي د "مجموع ة و ت ركيب" حيث‬
‫تسمى المجموعة نقاط ‪ ،‬و تتكون مقومات التركيب من المس لمات و التعريف ات ال تي ترب ط‬
‫بين النقط و مجموعات جزئية منها‪.‬‬
‫م ازالت المش كلة في مدارس نا الي وم هي ع دم إقب ال التالمي ذ على دراس ة الهندس ة‬
‫اإلقليدية خاصة‪ ،‬وضعف مستواهم و عدم فهمهم لها‪ ،‬كما أن كل هم التلميذ أن يحص ل على‬
‫النهاية الصغرى لدرجة النجاح فيها‪.‬‬
‫يؤكد كث ير من الم ربين في مج ال تعليم الرياض يات على أن نظ رة الخ وف و الك ره‬
‫للهندسة من جانب التالميذ ترجع إلى طريقة عرض الهندسة في حج رات الدراس ة و الكتب‬
‫المدرسية غير مجدية و ينبغي تجديدها‪.‬‬
‫على ذلك يجب على المدرس أن يراعي عند ت دريس الهندس ة في المرحل ة اإلعدادي ة‬
‫اإلنتفال التدريجي من المعالجة الحدسية لمفاهيم الهندسة إلى المعالج ة التجريبي ة و أن ينمي‬
‫في التلميذ تقدير األس س المنطقي ة لل تركيب الرياض ي و فهمه ا و طبيع ة البره ان و تع ود‬
‫استخدامها‪.‬‬
‫يمكن تحديد أهمية تدريس الهندسة اإلقليدية كونها تساعد على ‪ :‬تجويد طريقة التفك ير‬
‫و ربط الحقائق و استنباط النتائج و استيعاب أصول البرهان المنطقي في الحياة‪ ،‬كما تساعد‬
‫في تدريب التالمي ذ على اس تخدام التفك ير القياس ي و التفك ير االس تداللي و معرف ة طبيع ة‬
‫البرهان المنطقي و اكتساب أساليب تفكير سليمة‪ ،‬مثل التفكير الت أملي و التفك ير العالئقي و‬
‫التفكير الناقد‪ ،‬و تنمية فهم التالمي ذ و إكس ابهم المه ارة في تط بيق الطريق ة االس تداللية في‬
‫التفك ير في المواق ف الرياض ية المختلف ة‪،‬و إدراك التالمي ذ للخ واص الهندس ية عن طري ق‬
‫الدراسة المقارنة لموضوعات الهندسة في بعدين و ثالثة أبعاد و معنى ذلك أن الغ رض من‬
‫تدريس الهندسة اإلقليدية ليس تعريف التالميذ بطرق البرهنة للنظريات فق ط و إنم ا أن نعلم‬
‫التالميذ طبيعة الهندسة و مكونات الهندسة و نمدهم بنموذج للتفكير ينفعهم طول حياتهم‪.‬‬
‫‪ -2‬الهندسة اإلقليدية و عالقتها بالتركيب الرياضي و االكتشاف الموجه‪:‬‬
‫ك ان إقلي دس يب ني النظري ة الهندس ية عن طري ق بعض التعريف ات و المس لمات و‬
‫المبرهنات‪ ,‬بدون أن يعرف منطوقها مسبقا و من هن ا ظه رت ص عوبة في طريق ة ت دريس‬
‫الهندسة النظرية حيث ركزت طريقة التدريس على حفظ النظري ات ال تي وض عها إقلي دس‪،‬‬
‫فلم تدرس الهندسة كتركيبات رياضية تبدأ بالتعريف و المسلمات و النظريات السابقة بهدف‬
‫الحصول على بنية جديدة 'نظرية'و معرفة هذه النية أو النظرية الجديدة‪ .‬إذ ليس اله دف ه و‬
‫تدريس الهندسة و إنما طريقة التفكير التي يكتسبها التلميذ أثن اء الوص ول إلى النظري ة تع د‬
‫هدفا مهما من أهداف تدريس الهندسة اإلقليدية‪.‬‬
‫فاألس لوب اإلقلي دي يمت از باالقتص اد و ال ترتيب المنطقي‪ ،‬ولكن يجب أن يك ون ك ل‬
‫شيء معروفا من قبل فال يمكن كتابة أي كلمة دون المعرف ة الكامل ة لم ا س يتبعها‪ ،‬و مع نى‬
‫ذل ك أن االكتش اف يجب أن يس بق البره ان‪ ،‬و يقتض ي ذل ك اس تخدام طريق ة االكتش اف‬
‫الموجه‪ ،‬التي تجعل المتعلم ينشط و يفكر و يستوعب و يعتمد على نفسه و يحس باالس تقالل‬
‫في وصوله إلى الهدف‪ ،‬كما يجعل مادة الدراسة حيوية يقبل عليه ا المتعلم‪ ،‬كم ا أن وص وله‬
‫إلى الصياغة اللفظية للنظرية الهندسية يترك لديه إحساس ا بالثق ة و باالعتم اد على النفس و‬
‫بقيمة الهندسة في حياته اليومية‪ ،‬وطبيعة الهندسة تتطلب استخدام هذه الطريقة للوصول إلى‬
‫الصياغة اللفظية للنظرية الهندس ية عن طري ق مقوم ات ال تركيب الرياض ي ال ذي يس تخدم‬
‫التع اريف و المس لمات و النظري ات الس ابقة و البيان ات المعط اة‪ ،‬ثم ت أتي عملي ة البره ان‬
‫بأسلوب منطقي سليم و تأتي في نهاية عملية االكتشاف في التمارين و التطبيقات الهندسية‪.‬‬
‫معنى ما سبق أنه عن طريق إثارة الوعي لدى التالميذ و إشراكهم في العملية التعليمية‬
‫و إعطائهم التوجي ه المناس ب‪ ،‬و إتب اع طريق ة المناقش ة ال تي تعتم د على األس ئلة يس تطيع‬
‫التلميذ أن يحقق أهداف الهندسة‪ ،‬فهو يميز بين عناصر المسألة الهندسية و يدرك التعريف ات‬
‫و المسلمات و المبرهنات التي تمثل محتوى منهج الهندسة اإلقليدية‪ ،‬و يحل ل عناص رها‪ ،‬و‬
‫يبني نظرية جديدة من المقومات السابقة‪ ،‬و يطبق تلك المقومات في مواقف جديدة تتمثل في‬
‫حل المسائل و التمرينات‪.‬‬

You might also like