You are on page 1of 3

‫كانت دواعي كامنة في الفوضى وانتشار التسلط والقم ع‪ ،‬لكن ذل ك يح دث ذل ك‬

‫في السرد المنقبي من غ ير الح ديث عن ه ذه ال دواعي‪ ،‬ففي س ياق ترجم ة الش يخ‬
‫يحدث خرق العادة والش يء العجيب بواس طة رج ل غ ريب بحيث ي ؤدي ذل ك إلى‬
‫إنقاذ الشيخ نفسه‪ ،‬كما في حال أبي محمد عبد هللا بن معلى‪ ،‬الذي يروي ما حدث له‬
‫مرة‪ ،‬فيقول‪" :‬فلما وصلنا مدينة تلمس ان‪ ،‬دخلن ا الحم ام‪ .‬فبينم ا أن ا في الحم ام م ع‬
‫جماعة‪ ،‬إذ ُأغلق بابه‪ ،‬وُأخرج جميع من فيه‪ ،‬وضرب كل واحد منهم بالسوط‪ .‬فلم ا‬
‫وصلت النوبة إلي‪ ،‬قال الذي تولى أمرهم‪ :‬أطلقوا هذا‪ .‬وعافاني هللا من ذلك بدعائك‬
‫ذلك الرجل"‪ .1‬ويعني هذا أن الوالية تكمن من حيث ال ينتظر المنتف ع به ا‪ ،‬بم ا في‬
‫ذلك الشيخ موضوع المنقبة األساسية في السرد‪ .‬لم اذا يع د دخ ول الحم ام على من‬
‫فيه أمرًا عجبًا‪ ،‬لماذا حدث ذلك؟ لم اذا لم يع بر الس ارد عن تعجب ه من وق وع ذل ك‬
‫الفعل؟ يعود السبب إلى ضرورة اس تيفاء ب ؤرة التعجيب المنق بي‪ ،‬أي أن م ا ينبغي‬
‫أن يشكل حدثًا رئيسيًا في السرد هو العافية من ضرب الشيخ بالسوط‪ ،‬بفض ل ذل ك‬
‫الرجل‪.‬‬
‫الشر يأتي من جهة األعرابي‪ :‬المستفاد‪.2/79 ،‬‬
‫أنت حصيلة ما تقوله لنفسك‪.‬‬
‫فينبعث غضب الشيخ من مكمنه‪ ،‬وينتج عن ذلك ضرب الرجل على وجهه‬
‫ولكن‪ ،‬لماذا يحدث ذلك؟ ألن حياة اإلنسان‪ ،‬التي تتجلى في طموح الشيخ‪ ،‬تكون‬
‫أيضًا قد أنهكها البؤس‪ .‬لم تكن‬
‫في رحلة الصمود إرادتهم في أما بالنسبة للحياة في الحياة أما ما كان متاحًا‬ ‫‪-‬‬
‫للشيخ‪ ،‬كما يدل على ذلك السرد المنقبي فهو‬
‫‪-‬‬
‫يروي أبو نعيم في الحلية‪ ،‬فيقول‪ُ" :‬أدخل الشبلي دار المرضى ليعالج‪ ،‬فدخل‬ ‫‪-‬‬
‫عليه علّي بن عيسى الوزير عائدًا‪ ،‬فأقبل على الوزير‪ ،‬فقال‪ :‬م ا فع ل رب ك؟‬
‫فقال الوزير‪ :‬في السماء يقضي ويمضي‪ ،‬فقال‪ :‬سألتك عن الرب الذي تعب ده‬
‫ال عن الرب الذي ال تعب ده –يري د الخليف ة المقت در‪ .2")...(-‬أن الح اكم ك ان‬

‫التميمي‪ ،‬المستفاد‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.73 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ :‬أبو نعيم األصفهاني‪ ،‬حلية األولياء‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.435 :‬‬ ‫‪2‬‬
‫ُيعب د‪ ،‬ف إذا ك ان ال وزير يعب د الخليف ة‪ ،‬م اذا ك ان على اإلنس ان الع ادي أن‬
‫يفعل؟ الشيخ ببساطة رفض هذه العالقة‪ ،‬عالقة التبعية وعبادة الشخص ية‪.‬‬
‫كان ذلك يدفعه إألى التعبير عن غضبه ورفضه؟؟؟؟ هذا هو ما شكل ج ذور‬
‫الغضب لدى المتصوفة‪.‬‬

‫(فإذا كانت أريحية الشيخ وسماحته تبعثه على العفو عن مناوئي ه‪ ،‬فكي ف بمن‬
‫ال يملك مثل هذا الباع في الصبر عن اهتضام الحقوق؟)‬

‫يكون للصبر حٌّد معلوم‪ ،‬وسيكون ذلك مجرد تفاصيل صغيرة له ذه الع ودة‪.‬‬
‫إذا ظهر هنا‪ ،‬سيظهر في م واطن أخ رى ت دعو إليه ا الض رورة‪ .‬يتص رف الش يخ‬
‫حيث تمكن اإلشارة إلى أمور منها‪::‬‬
‫نخوة الصوفية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫حدود الصبر‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫انفجار الغضب‪ :‬تراكم اإلساءة يتحول إلى سلوك نوعي هو الغضب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الندم‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمثيل الندم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪//////////////////////////‬‬

‫إصالح العلم‪ :‬تدقيقه حقيقته وإحياؤه‪ :‬مواجهة الفقهاء وأهل الظاهر‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫إصالح العمل‪/‬تقويم السلوك‪/‬العمل‪ :‬تربية المؤريدين‬ ‫‪-2‬‬
‫الحل الخارق المطلق‪ :‬التخييل المنق بي‪ ،‬وعلى ه ذا الج انب بال ذات تنص ب‬ ‫‪-3‬‬
‫جهودنا في الفصول الموالية لهذا الكتاب‪.‬‬
‫اإلصالح الممكن والمتدرج‪ :‬اختي ار الطري ق وتربي ة المري دين نتيج ة فس اد‬ ‫‪-4‬‬
‫الفرد وتدهور حال النفس البشرية‪.‬‬
‫اختصار مسافة الفهم‪ :‬مواجهة علماء الظاهر الفقهاء وغيرهم‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫الحل الخارق والمطلق‪ :‬التخييل المنق بي‪ ،‬ح تى وإن ك ان ذل ك يتحق ق ع بر‬ ‫‪-6‬‬
‫المريد‪ ،‬فإن هدفه النهائي هو القفز على موانع المجتمع والسلطان‪.‬‬
‫إصالح الفرد‬ ‫‪-1‬‬
‫إصالح المجتمع‬ ‫‪-2‬‬
‫"وعند شيوخنا أن المريد ال يكون مريدًا ألنه فعل اإلرادة‪ ،‬وأن هللا تعالى يصح أن‬
‫يفعل اإلرادة في الواحد منا ويكون مريدًا" (أبو رشيد النيسابوري المعتزلي‪،‬‬
‫المسائل في الخالف بين البصريين والبغداديين‪ ،‬تحقيق معن زيادة ورضوان‬
‫السيد‪ ،‬معهد اإلنماء العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،1979 ،1‬ص‪)352 :‬‬

‫العنوان‬
‫سيرورة التحوالت ورهانات التخييل‬
‫تمثيل الواقع وضرورة التخييل‬
‫المرجعية‪ -‬البنية‪-‬الوظيفة‬

‫‪/‬منظومة التصوف‬
‫من التصوف إلى المناقب‬
‫المرجعية‪ ،‬األزمة‪ ،‬واقتراح الحلول‬
‫من تمثيل األزمة إلى سردية الحل‬

You might also like