Professional Documents
Culture Documents
تعريف السلوكيات المحفوفة بالمخاطر
تعريف السلوكيات المحفوفة بالمخاطر
بالمخاطر :األسباب
والمظاهر
العنف المدرسي :أنواعه
مقدمة:
في عالمنا المعاصر ،تبرز السلوكيات المحفوفة بالمخاطر والعنف المدرسي كتحديات جسيمة
تواجه النظام التعليمي وتهدد سالمة ورفاهية الطالب .تتجلى هذه السلوكيات في أفعال
تتراوح بين التنمر واالعتداء الجسدي ،وصوًال إلى اإلساءة النفسية واإللكترونية ،مما يخلق
بيئة مشحونة بالتوتر والخوفُ .يعد العنف المدرسي ظاهرة معقدة تنبع من مجموعة متنوعة
من األسباب ،بما في ذلك الضغوط االجتماعية واألسرية ،وغياب القدوة الحسنة ،ونقص
الوعي بأهمية الحوار والتفاهم .إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب جهوًدا مشتركة
واستراتيجيات فّعالة لتعزيز ثقافة السالم والتسامح داخل أروقة المدارس ،وتمكين الطالب
من بناء مستقبل مشرق بعيًدا عن أي سلوك محفوف بالمخاطر.
فما هي السلوكيات المحفوفة بالمخاطر؟ وماهي أسبابها ومظاهرها؟ -
وكيف نعرف العنف المدرسي؟ وما أنواعه؟ -
.Iتعريف السلوكيات المحفوفة بالمخاطر:
ُيشير مصطلح "السلوكيات المحفوفة بالمخاطر" إلى مجموعة من األنشطة أو التصرفات
التي ينخرط فيها األفراد بوعي واختيار ،على الرغم من احتمالية حدوث عواقب سلبية أو
ضارة .وقد تشمل هذه العواقب اإلصابات الجسدية أو النفسية ،أو الخسائر المالية أو
القانونية ،أو اإلضرار بالعالقات أو السمعة.
.IIأمثلة عن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر:
.Vالعنف المدرسي:
هو سلوك أو فعل يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة ويحدث أضرارا جسدية أو
معنوية ونفسية ويكون باللسان أو بالجسد أو بواسطة أداة .والعنف دليل عدم اتزان ،سواء نتج
عن اإلثارة أو االستفزاز أو التسرع أو ضعف قوة الحجة… وهو رد فعل غير سوي له
عواقب جسدية ونفسية شديدة على المعَّنِف …
وسواء نظرنا إليه كنمط من أنماط السلوك أو كظاهرة اجتماعية فهو فعل وآفة تستحق التحليل
والعالج .العنف المدرسي مظهر من مظاهر العنف وصورة من صوره المتعددة ،وهو
عبارة عن ممارسات نفسية أو بدنية أو مادية يمارسها أحد أطراف المنظومة التربوية وتؤدي
إلى إلحاق الضرر بالمتعلم ،أو بالمعلم أو بالمدرسة ذاتها.
وإذا شئنا التدقيق أكثر ،يمكننا تعريف العنف المدرسي بكونه ” :مجموع السلوكيات العدائية
غير المقبولة اجتماعيا والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على النظام العام للمدرسة سواء
مورست داخل حرم المؤسسة التربوية أو خارجه “.
األسباب المؤدية إلى العنف المدرسي : .1
األسرة:
-تقلص دور األسرة التأطيري في ظل عمل األبوين وااللتجاء إلى المحاضن.
-التفكك األسري الناجم عن الطالق.
-عدم إشباع األسرة لحاجيات أبنائها نتيجة تدني مستواها االقتصادي.
المجتمع:
-الفقر والحرمان في بعض الجهات واألحياء.
-جذور المجتمع المبني على السلطة األبوية ما زالت مسيطرة ،فنرى على سبيل المثال أن
استخدام العنف من قبل األب أو المدرس هو أمر مباح ويعتبر في إطار المعايير االجتماعية
السليمة ،وحسب النظرية النفسية-االجتماعية ،فإن اإلنسان يكون عنيفًا عندما يتواجد في
مجتمع يعتبر العنف سلوكًا ممكنًا مسموحًا ومتفقًا عليه.
-النظرة التقليدية القائمة على تمجيد التلميذ الناجح والتقليل من شأن التلميذ الفاشل دراسيا…
هذه المقارنة التحقيرية والدونية تولد سلوكا عنيفا وإحباطا.
-مناخ اجتماعي يتسم بغياب العدالة االجتماعية.
-عدم وضوح الرؤية للمستقبل.
-عدم وجود سياسات منظمة ألوقات الفراغ و طرح األنشطة الترفيهية البديلة.
-ضعف وسائل اإلرشاد والتوجيه االجتماعي.
الثقافة:
-عزوف الشباب عن دور الثقافة والشباب و نوادي األطفال لغياب البرمجة الثرية
والتجهيزات العصرية.
كما يجب اإلقرار بدور وسائل اإلعالم واالتصال ،لما لها من تأثير في تهذيب السلوك
والبرمجة الهادفة وذلك بالتوفيق بين التسلية والتهذيب واإلفادة واالبتعاد عن تبليد الذوق
وتمييعه.
-تسويق تجارة العنف في بعض األعمال الدرامية واأللعاب الترفيهية وفي الحوارات
السياسية
المدرسة:
-قلة التنشيط الثقافي و الرياضي.
-عدم توافر األنشطة المتعددة والتي تشبع مختلف الهوايات والميوالت.
-ضعف المقررات والمضامين والمحتويات الدراسية وعدم مسايرتها للتطورات المتسارعة
التي تعرفها تكنولوجيا المعلومات واالتصال الحديثة ،فاعتماد بعض األساليب التلقينية
التقليدية التي مازالت تعرفها المدرسة و التي لها دور سلبي على تكوين وتربية هذا الجيل
يولد بدوره ممارسات ال أخالقية تتسم بالعنف.
-اعتماد بعض المواد على اإللقاء وغياب الديناميكية والتي يلجأ فيها التلميذ إلى التشويش.
-طرق التقويم المتبعة والتي ترجح التقييم االختباري عبر المواد وتهمل التعديل السلوكي
والتركيز على جوانب الضعف عند الطالب واإلكثار من انتقاده.
-تغير مفهوم النجاح :النجاح في الدراسة لم يعد وسيلة للنجاح في الحياة.
-كثرة التغيب عن الدروس.
-غياب الحصص الحوارية وكثافة حصص اإلفهام.
إن األساليب التربوية والبيداغوجية المعتمدة حاليا والتي ظهر بالملموس عدم نجاعتها
وانعكاس ذلك على مستوى التالميذ ،وجه اهتمامهم إلى وسائل االتصال الحديثة من فضائيات
وإنترنت وتطبيقات الهاتف وغيرها ،وهو ما جعلهم يتابعون مظاهر عنف وانحالل أخالقي
من مجتمعات أخرى ،وحتى أنواع من ضروب التزمت والتطرف واالنغالق ،مما نتج عنه
هذا التصادم ورفض الواقع المدرسي وحتى االجتماعي الذي يعيشون داخله ،ويبدون نوعا
من التطاول على الجميع ،وصل حد العنف .وهذه الصورة التي ال يخلو منها أي معهد تقريبا،
قد غّذ اها أيضا مظهر انسالخ الوسط العائلي أي األولياء من متابعة أبنائهم في حياتهم
المدرسية اليومية وعدم مراقبتهم بشكل متواصل ودقيق.
أنواعه: .2
إّن العنف ظاهرة متفرعة األسباب متنوعة المظاهر ومن أبرز أشكاله:
العنف المجسد:
يعتبر العنف المجسد كل كتابة أو رسم يتضمن إيحاءات جنسية أو عنصرية ،يقترفه التالميذ
على جدران المدرسة أو داخل المراحيض أو على أغلفة كتبهم وكراريسهم .وهي وسائل
موجهة إما لزمالئهم ممن يعتبرون «أعداء» لهم أو ألساتذتهم ومعلميهم ،وعادة ما تتضمن
هذه الكتابات والرسوم تهديدات تصل إلى «االنتقام» وتشويه السمعة والتحريض ضد التالميذ
واألساتذة ،ومع انتشار أنواع قوارير الطالء المعدة للكتابة والرسم على الجدران ،تفتقت
قريحة التالميذ لتحويل جدران المدارس إلى ساحة مواجهات فيما بينهم.
العنف المنّظم:
هو نوع جديد من العنف أبطاله مجموعات من التالميذ منظمون في شكل عصابات عادة ما
يتزعمها تلميذ يتميز بنزعة عدوانية ،وتقوم هذه العصابات بترويع بقية التالميذ وابتزازهم
وإجبارهم على دفع بعض األموال والتنازل عن مالبسهم الباهظة الثمن ،واالستيالء على
هواتفهم الجوالة ،وسلبهم األشياء الثمينة كالساعات وأجهزة الحاسوب .وعادة ما تتعامل هذه
العصابات المنظمة مع أشخاص من خارج المحيط المدرسي ممن عرفوا بسوابقهم العدلية
لزيادة الضغط على زمالئهم من بقية التالميذ لإلذعان إلى طلباتهم.
العنف الجنسي:
لقد تداخلت العالقات بين التالميذ داخل الفضاء المدرسي إلى درجة مواصلة التعايش فيما
بينهم خارج اإلطار المدرسي كارتياد قاعات السينما وقاعات األلعاب والمقاهي والفضاءات
العامة والمالعب .ونظرا لطبيعة المرحلة العمرية ،وَّلد هذا التعايش سلوكيات جديدة أدت في
الكثير من األحيان إلى مآسي اجتماعية كاالغتصاب والحمل وهو ما يعتبره علماء النفس
واالجتماع نوعا جديدا من العنف المدرسي صنفوه بالعنف الجنسي .وقد أخد هذا النوع من
العنف أشكاال متعددة كالتلفظ البذيء والمالمسة واالعتداء على أماكن حساسة في الجسد
وحتى التقبيل باإلكراه (التحرش الجنسي) ،وبإمكان هذا النوع أن يتطور إلى االغتصاب في
بعض الحاالت.
العنف الرياضي:
لقد ساهم التعصب الرياضي الذي نشهده منذ سنوات ،وظاهرة العنف في المالعب الرياضية
في انتشار نوع جديد من العنف مصدره مجموعات من التالميذ من مشجعي الفرق
الرياضية ،والذين حَّو لوا الفضاء المدرسي إلى ساحات لتبادل العنف اللفظي والجسدي دفاعا
عن فرقهم الرياضية.
آثار نفسية:
الشعور بالخوف والقلق :قد يشعر المتعلم بالخوف من الذهاب إلى المدرسة أو من -
التعرض للتنمر أو العنف.
فقدان الثقة بالنفس :قد يشعر المتعلم بأّنه غير قادر على حماية نفسه أو النجاح في -
المدرسة.
االكتئاب والقلق :قد يعاني المتعلم من أعراض االكتئاب والقلق ،مثل الحزن واليأس، -
وصعوبة التركيز ،واضطرابات النوم.
الشعور بالوحدة والعزلة :قد يشعر المتعلم بالوحدة والعزلة عن زمالئه في المدرسة. -
اضطراب ما بعد الصدمة :قد يعاني المتعلم من اضطراب ما بعد الصدمة ،الذي يتميز -
بأعراض مثل الكوابيس ،والذكريات المؤلمة ،وصعوبة التركيز.
آثار اجتماعية:
تراجع العالقات االجتماعية :قد يواجه المتعلم صعوبة في تكوين صداقات أو عالقات -
اجتماعية جديدة.
العدوانية والسلوكيات المعادية للمجتمع :قد يلجأ المتعلم إلى العدوانية أو السلوكيات -
المعادية للمجتمع كطريقة للتعبير عن غضبه أو شعوره بالظلم.
الهروب من المدرسة :قد يفقد المتعلم الرغبة في التعلم ويترك المدرسة. -
آثار أكاديمية:
تراجع األداء الدراسي :قد يتراجع األداء الدراسي للمتعلم بسبب شعوره بالخوف -
والقلق ،أو بسبب صعوبة التركيز ،أو بسبب فقدان الرغبة في التعلم.
الغياب عن المدرسة :قد يزداد غياب المتعلم عن المدرسة بسبب شعوره بالخوف أو -
بسبب رغبته في تجنب التعرض للتنمر أو العنف.
فقدان االهتمام بالتعلم :قد يفقد المتعلم االهتمام بالتعلم ويصبح غير متحمس للمشاركة -
في األنشطة الدراسية.
قد يؤدي العنف المدرسي إلى انتشار أخبار سلبية عن المدرس‰‰ة في المجتم‰‰ع ،مم‰‰ا ق‰‰د -
يؤثر على رغبة أولياء األمور في تسجيل أطفالهم فيها.
ًط
ُتصبح المدرسة محط أنظار وسائل اإلعالم ،مما قد يضع ضغ ا إض‰‰افًيا على اإلدارة -
والمعلمين.
يؤدي ذلك إلى تراجع مستوى التحاق التالميذ بالمدرسة. -
الوقاية من العنف المدرسي مسؤولية الجميع ،بدًء ا من األسرة والمدرسة والمجتمع ،وصواًل
إلى المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية.
غرس القيم األخالقية واالجتماعية في نفوس األطفال ،مثل احترام اآلخرين وتقدير -
االختالفات.
التواصل مع األطفال بشكل فّعال ،واالستماع إلى مشاكلهم ومحاولة حلها. -
متابعة سلوك األطفال في المدرسة ،والتأكد من عدم تعرضهم للتنمر أو العنف. -
تقديم الدعم النفسي واالجتماعي لألطفال الذين تعرضوا للعنف. -
وضع قوانين صارمة للحد من العنف المدرسي ،وتطبيقها بشكل عادل. -
توعية المتعلمين بآثار العنف المدرسي وكيفية التعامل مع حاالت العنف. -
تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع حاالت العنف المدرسي. -
توفير الدعم النفسي واالجتماعي للتالميذ الذين تعرضوا للعنف. -
خلق بيئة تعليمية إيجابية تشجع على االحترام والتسامح. -
تشجيع التواصل بين المدرسة واألسرة. -
خاتمة:
في ختام حديثنا عن العنف المدرسي والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر ،نؤكد على أن
المدرسة يجب أن تكون مالذًا لألمان والتعلم ،ال ميدانًا للصراع والخوف .إن العنف ُيعُّد
سّم ًا ُيفسد نقاء العلم وُيضعف أركان المجتمع ،والسلوكيات الخطرة ُتهدد مستقبل أجيالنا.
لذا ،يجب أن نتحد جميعًا -معلمين ،أولياء أمور ،وطالبًا -لنشر ثقافة الحوار واالحترام،
ولنعمل على ترسيخ قيم التعاون والتفاهم .فبالعلم واألخالق نبني جيًال قادرًا على رفعة
األمم وتحقيق السالم.