You are on page 1of 14

‫السلوكيات المحفوفة‬

‫بالمخاطر‪ :‬األسباب‬
‫والمظاهر‬
‫العنف المدرسي‪ :‬أنواعه‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫في عالمنا المعاصر‪ ،‬تبرز السلوكيات المحفوفة بالمخاطر والعنف المدرسي كتحديات جسيمة‬
‫تواجه النظام التعليمي وتهدد سالمة ورفاهية الطالب‪ .‬تتجلى هذه السلوكيات في أفعال‬
‫تتراوح بين التنمر واالعتداء الجسدي‪ ،‬وصوًال إلى اإلساءة النفسية واإللكترونية‪ ،‬مما يخلق‬
‫بيئة مشحونة بالتوتر والخوف‪ُ .‬يعد العنف المدرسي ظاهرة معقدة تنبع من مجموعة متنوعة‬
‫من األسباب‪ ،‬بما في ذلك الضغوط االجتماعية واألسرية‪ ،‬وغياب القدوة الحسنة‪ ،‬ونقص‬
‫الوعي بأهمية الحوار والتفاهم‪ .‬إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب جهوًدا مشتركة‬
‫واستراتيجيات فّعالة لتعزيز ثقافة السالم والتسامح داخل أروقة المدارس‪ ،‬وتمكين الطالب‬
‫من بناء مستقبل مشرق بعيًدا عن أي سلوك محفوف بالمخاطر‪.‬‬
‫فما هي السلوكيات المحفوفة بالمخاطر؟ وماهي أسبابها ومظاهرها؟‬ ‫‪-‬‬
‫وكيف نعرف العنف المدرسي؟ وما أنواعه؟‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .I‬تعريف السلوكيات المحفوفة بالمخاطر‪:‬‬
‫ُيشير مصطلح "السلوكيات المحفوفة بالمخاطر" إلى مجموعة من األنشطة أو التصرفات‬
‫التي ينخرط فيها األفراد بوعي واختيار‪ ،‬على الرغم من احتمالية حدوث عواقب سلبية أو‬
‫ضارة‪ .‬وقد تشمل هذه العواقب اإلصابات الجسدية أو النفسية‪ ،‬أو الخسائر المالية أو‬
‫القانونية‪ ،‬أو اإلضرار بالعالقات أو السمعة‪.‬‬
‫‪ .II‬أمثلة عن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر‪:‬‬

‫تتنوع هذه السلوكيات بشكل كبير‪ ،‬وتشمل‪:‬‬


‫السلوكيات المتهورة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫القيادة المتهورة‪ ،‬مثل تجاوز السرعة أو القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممارسة الرياضات الخطرة دون اتخاذ احتياطات السالمة الالزمة‪ ،‬مثل القفز‬ ‫‪-‬‬
‫بالمظالت دون تدريب مناسب‪.‬‬
‫تعاطي المخدرات أو الكحول‪ ،‬خاصًة بكميات كبيرة أو بشكل متكرر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ممارسة الجنس غير اآلمن دون استخدام الواقي الذكري‪ ،‬مما يعرض الشخص لخطر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلصابة باألمراض المنقولة جنسيًا أو الحمل‪.‬‬
‫االنخراط في أعمال العنف أو الشغب‪ ،‬مما يعرض الشخص لخطر اإلصابة أو‬ ‫‪-‬‬
‫االعتقال‪.‬‬

‫السلوكيات االنفعالية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬


‫العدوان‪ ،‬مثل ضرب أو شتم اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التهور‪ ،‬مثل اتخاذ قرارات متهورة دون التفكير في العواقب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التهور‪ ،‬مثل التصرف دون تفكير أو تقييم للمخاطر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العناد‪ ،‬مثل رفض اتباع التعليمات أو النصائح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النوبات الغضبية‪ ،‬مثل فقدان السيطرة على المشاعر والتصرف بعنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫السلوكيات المضطربة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫اضطرابات األكل‪ ،‬مثل الشره المرضي أو فقدان الشهية العصبي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القمار‪ ،‬خاصًة بكميات كبيرة أو بشكل متكرر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اضطرابات الشخصية‪ ،‬مثل اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب الشخصية‬ ‫‪-‬‬
‫النرجسية‪.‬‬
‫السلوكيات االنتحارية‪ ،‬مثل التفكير في االنتحار أو محاولة االنتحار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلدمان على اإلنترنت أو ألعاب الفيديو‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات وقضاء وقت طويل على هذه األنشطة‪.‬‬

‫السلوكيات اإلدمانية‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫تعاطي المخدرات‪ ،‬مثل الكوكايين أو الهيروين أو الحشيش‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعاطي الكحول‪ ،‬خاصًة بكميات كبيرة أو بشكل متكرر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدمان اإلنترنت أو ألعاب الفيديو‪ ،‬مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على السلوكيات‬ ‫‪-‬‬
‫وقضاء وقت طويل على هذه األنشطة‪.‬‬
‫إدمان القمار‪ ،‬مما يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة ومشاكل اجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدمان التسوق‪ ،‬مما يؤدي إلى تراكم الديون والمشاكل المالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مظاهر السلوكيات المحفوفة بالمخاطر‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫تتنوع مظاهر السلوكيات المحفوفة بالمخاطر بشكل كبير‪ ،‬وتختلف باختالف الفئة العمرية‬
‫والظروف المحيطة‪.‬‬
‫سلوكيات تتعلق بالصحة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تعاطي المخدرات والكحول‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫التدخين‬ ‫‪-‬‬
‫شرب الكحول بشكل مفرط‬ ‫‪-‬‬
‫تعاطي األدوية الموصوفة بشكل غير قانوني‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات الجنسية غير اآلمنة‪:‬‬
‫ممارسة الجنس دون وقاية‬ ‫‪-‬‬
‫تعدد الشركاء الجنسيين‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات الغذائية غير الصحية‪:‬‬
‫اإلفراط في تناول الطعام‬ ‫‪-‬‬
‫قلة تناول الفواكه والخضروات‬ ‫‪-‬‬
‫عدم اتباع نظام غذائي متوازن‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات المتعلقة بقلة النشاط البدني‪:‬‬
‫قضاء وقت طويل في الجلوس‬
‫عدم ممارسة الرياضة بانتظام‬
‫سلوكيات تتعلق بالسالمة‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫القيادة المتهورة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تجاوز السرعة المسموح بها‬ ‫‪-‬‬
‫القيادة تحت تأثير المخدرات أو الكحول‬ ‫‪-‬‬
‫عدم استخدام حزام األمان‬ ‫‪-‬‬
‫التعرض لمخاطر غير ضرورية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشاركة في األنشطة الخطرة دون اتخاذ احتياطات السالمة‬ ‫‪-‬‬
‫تجاهل قواعد السالمة‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات العدوانية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫الشجار‬ ‫‪-‬‬
‫العنف والتهديد‬ ‫‪-‬‬
‫سلوكيات تتعلق بالعالقات‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫العالقات السامة‪:‬‬
‫التواجد في عالقات مع أشخاص مسيئين‬ ‫‪-‬‬
‫التعرض لإليذاء الجسدي أو العاطفي‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات االنعزالية‪:‬‬
‫تجنب التواصل االجتماعي‬ ‫‪-‬‬
‫قضاء وقت طويل بمفردك‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات التابعة‪:‬‬
‫الخضوع لضغط األقران‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬اتباع سلوكيات خاطئة إلرضاء اآلخرين‬
‫سلوكيات تتعلق بالمالية‪:‬‬ ‫‪.5‬‬

‫اإلنفاق المفرط‪ :‬كشراء أشياء ال تحتاجها‬ ‫‪-‬‬


‫تراكم الديون‬ ‫‪-‬‬
‫القمار‪ :‬أي المراهنة بأموال ال يمكنك تحمل خسارتها‬ ‫‪-‬‬
‫االستثمار في مشاريع عالية المخاطر وغير موثوقة‬ ‫‪-‬‬
‫سلوكيات تتعلق بالتكنولوجيا ‪:‬‬ ‫‪.6‬‬
‫إدمان اإلنترنت‪:‬‬
‫قضاء وقت طويل على اإلنترنت‬ ‫‪-‬‬
‫إهمال واجباتك بسبب اإلنترنت‬ ‫‪-‬‬
‫التنمر اإللكتروني‪:‬‬
‫مضايقة اآلخرين عبر اإلنترنت‬ ‫‪-‬‬
‫نشر معلومات مضللة‬ ‫‪-‬‬
‫مشاركة معلومات شخصية على اإلنترنت‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫مشاركة معلومات سرية مع أشخاص ال تعرفهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫أسباب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫تتعدد وتتنوع أسباب السلوكيات المحفوفة بالمخاطر‪ ،‬وتختلف باختالف الفرد والظروف‬
‫المحيطة‪.‬‬
‫العوامل الفردية‪ :‬وتشمل‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫العوامل النفسية‪:‬‬
‫مثل القلق واالكتئاب والضغوط النفسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫والتي قد تؤدي إلى الشعور باليأس والرغبة في الهروب من الواقع‪ ،‬مما قد يدفع الفرد إلى‬
‫االنخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر‪.‬‬
‫العوامل البيولوجية‪:‬‬
‫مثل العوامل الوراثية واختالالت كيمياء الدماغ التي تزيد من استعداد الفرد‬ ‫‪-‬‬
‫للسلوكيات المتهورة‪.‬‬
‫العوامل الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬مثل قلة احترام الذات والبحث عن اإلثارة والسعي إلى جذب االنتباه‪.‬‬
‫العوامل االجتماعية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الضغط من األقران‪:‬‬
‫االجبار‪ :‬يشعر بعض األفراد بالضغط من أصدقائهم للمشاركة في سلوكيات محفوفة‬
‫بالمخاطر‪.‬‬
‫قد يكون هذا الضغط قوًيا لدرجة شعورهم بأنهم ال يستطيعون الرفض‪.‬‬
‫التأثيرات اإلعالمية‪:‬‬
‫قد ُتصّو ر بعض وسائل اإلعالم السلوكيات المحفوفة بالمخاطر على أنها سلوكيات‬ ‫‪-‬‬
‫جذابة ومثيرة‪.‬‬
‫ويؤدي ذلك إلى تقليد هذه السلوكيات من قبل بعض األفراد‪.‬‬
‫الظروف االجتماعية واالقتصادية‪:‬‬
‫مثل الفقر والبطالة والتهميش‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التي قد تؤدي إلى الشعور باليأس والغضب‪ ،‬مما قد يدفع الفرد إلى اللجوء نحو هذه‬
‫سلوكيات الخطيرة‪.‬‬
‫العوامل البيئية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫سهولة الوصول إلى المواد المخدرة والكحول‬ ‫‪-‬‬
‫غياب قواعد السالمة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫االفتقار إلى فرص الترفيه اإليجابي‬ ‫‪-‬‬

‫‪ .V‬العنف المدرسي‪:‬‬
‫هو سلوك أو فعل يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة ويحدث أضرارا جسدية أو‬
‫معنوية ونفسية ويكون باللسان أو بالجسد أو بواسطة أداة‪ .‬والعنف دليل عدم اتزان‪ ،‬سواء نتج‬
‫عن اإلثارة أو االستفزاز أو التسرع أو ضعف قوة الحجة… وهو رد فعل غير سوي له‬
‫عواقب جسدية ونفسية شديدة على المعَّنِف …‬
‫وسواء نظرنا إليه كنمط من أنماط السلوك أو كظاهرة اجتماعية فهو فعل وآفة تستحق التحليل‬
‫والعالج‪ .‬العنف المدرسي مظهر من مظاهر العنف وصورة من صوره المتعددة‪ ،‬وهو‬
‫عبارة عن ممارسات نفسية أو بدنية أو مادية يمارسها أحد أطراف المنظومة التربوية وتؤدي‬
‫إلى إلحاق الضرر بالمتعلم‪ ،‬أو بالمعلم أو بالمدرسة ذاتها‪.‬‬
‫وإذا شئنا التدقيق أكثر‪ ،‬يمكننا تعريف العنف المدرسي بكونه‪ ” :‬مجموع السلوكيات العدائية‬
‫غير المقبولة اجتماعيا والتي من شأنها أن تؤثر سلبا على النظام العام للمدرسة سواء‬
‫مورست داخل حرم المؤسسة التربوية أو خارجه “‪.‬‬
‫األسباب المؤدية إلى العنف المدرسي ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫األسرة‪:‬‬
‫‪-‬تقلص دور األسرة التأطيري في ظل عمل األبوين وااللتجاء إلى المحاضن‪.‬‬
‫‪-‬التفكك األسري الناجم عن الطالق‪.‬‬
‫‪-‬عدم إشباع األسرة لحاجيات أبنائها نتيجة تدني مستواها االقتصادي‪.‬‬

‫المجتمع‪:‬‬
‫‪ -‬الفقر والحرمان في بعض الجهات واألحياء‪.‬‬
‫‪ -‬جذور المجتمع المبني على السلطة األبوية ما زالت مسيطرة‪ ،‬فنرى على سبيل المثال أن‬
‫استخدام العنف من قبل األب أو المدرس هو أمر مباح ويعتبر في إطار المعايير االجتماعية‬
‫السليمة‪ ،‬وحسب النظرية النفسية‪-‬االجتماعية‪ ،‬فإن اإلنسان يكون عنيفًا عندما يتواجد في‬
‫مجتمع يعتبر العنف سلوكًا ممكنًا مسموحًا ومتفقًا عليه‪.‬‬
‫‪ -‬النظرة التقليدية القائمة على تمجيد التلميذ الناجح والتقليل من شأن التلميذ الفاشل دراسيا…‬
‫هذه المقارنة التحقيرية والدونية تولد سلوكا عنيفا وإحباطا‪.‬‬
‫‪ -‬مناخ اجتماعي يتسم بغياب العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬عدم وضوح الرؤية للمستقبل‪.‬‬
‫‪-‬عدم وجود سياسات منظمة ألوقات الفراغ و طرح األنشطة الترفيهية البديلة‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف وسائل اإلرشاد والتوجيه االجتماعي‪.‬‬

‫الثقافة‪:‬‬
‫‪-‬عزوف الشباب عن دور الثقافة والشباب و نوادي األطفال لغياب البرمجة الثرية‬
‫والتجهيزات العصرية‪.‬‬
‫كما يجب اإلقرار بدور وسائل اإلعالم واالتصال‪ ،‬لما لها من تأثير في تهذيب السلوك‬
‫والبرمجة الهادفة وذلك بالتوفيق بين التسلية والتهذيب واإلفادة واالبتعاد عن تبليد الذوق‬
‫وتمييعه‪.‬‬
‫‪ -‬تسويق تجارة العنف في بعض األعمال الدرامية واأللعاب الترفيهية وفي الحوارات‬
‫السياسية‬

‫المدرسة‪:‬‬
‫‪-‬قلة التنشيط الثقافي و الرياضي‪.‬‬
‫‪-‬عدم توافر األنشطة المتعددة والتي تشبع مختلف الهوايات والميوالت‪.‬‬
‫‪-‬ضعف المقررات والمضامين والمحتويات الدراسية وعدم مسايرتها للتطورات المتسارعة‬
‫التي تعرفها تكنولوجيا المعلومات واالتصال الحديثة‪ ،‬فاعتماد بعض األساليب التلقينية‬
‫التقليدية التي مازالت تعرفها المدرسة و التي لها دور سلبي على تكوين وتربية هذا الجيل‬
‫يولد بدوره ممارسات ال أخالقية تتسم بالعنف‪.‬‬
‫‪-‬اعتماد بعض المواد على اإللقاء وغياب الديناميكية والتي يلجأ فيها التلميذ إلى التشويش‪.‬‬
‫‪ -‬طرق التقويم المتبعة والتي ترجح التقييم االختباري عبر المواد وتهمل التعديل السلوكي‬
‫والتركيز على جوانب الضعف عند الطالب واإلكثار من انتقاده‪.‬‬
‫‪ -‬تغير مفهوم النجاح‪ :‬النجاح في الدراسة لم يعد وسيلة للنجاح في الحياة‪.‬‬
‫‪-‬كثرة التغيب عن الدروس‪.‬‬
‫‪-‬غياب الحصص الحوارية وكثافة حصص اإلفهام‪.‬‬

‫إن األساليب التربوية والبيداغوجية المعتمدة حاليا والتي ظهر بالملموس عدم نجاعتها‬
‫وانعكاس ذلك على مستوى التالميذ‪ ،‬وجه اهتمامهم إلى وسائل االتصال الحديثة من فضائيات‬
‫وإنترنت وتطبيقات الهاتف وغيرها‪ ،‬وهو ما جعلهم يتابعون مظاهر عنف وانحالل أخالقي‬
‫من مجتمعات أخرى‪ ،‬وحتى أنواع من ضروب التزمت والتطرف واالنغالق‪ ،‬مما نتج عنه‬
‫هذا التصادم ورفض الواقع المدرسي وحتى االجتماعي الذي يعيشون داخله‪ ،‬ويبدون نوعا‬
‫من التطاول على الجميع‪ ،‬وصل حد العنف‪ .‬وهذه الصورة التي ال يخلو منها أي معهد تقريبا‪،‬‬
‫قد غّذ اها أيضا مظهر انسالخ الوسط العائلي أي األولياء من متابعة أبنائهم في حياتهم‬
‫المدرسية اليومية وعدم مراقبتهم بشكل متواصل ودقيق‪.‬‬
‫أنواعه‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إّن العنف ظاهرة متفرعة األسباب متنوعة المظاهر ومن أبرز أشكاله‪:‬‬

‫‪-‬العنف مع الذات بالميل لالنحراف (التدخين والمخدرات‪.)..‬‬


‫‪-‬العنف تجاه اآلخر (تلميذ‪ ،‬مدرس‪.)..‬‬
‫‪-‬العنف تجاه المحيط و التجهيزات ( كتابة على الجدران و الطاوالت‪ ،‬تكسير الطاوالت و‬
‫الكراسي و السبورات و دورات المياه‪.)..‬‬
‫العنف اللفظي‪:‬‬
‫وهو في مجمله عنف لغوي‪ ،‬فيه خروج عن النواميس أي القواعد ولغة االستعمال العادية‪،‬‬
‫وهذه ظواهر فسرها علم االجتماع بفقدان الوازع االجتماعي وضعف الدور التربوي في ظل‬
‫تغير صورة القدوة‪ ،‬وفسرها علم النفس بالكبت‪.‬‬

‫العنف غير اللفظي‪:‬‬


‫وذلك بتحقير اآلخرين و االستهزاء بهم والسخرية منهم و اإلهمال والتفرقة والتمييز…‬
‫‪-‬ومنه أيضا العنف الحركي من خالل القيام بحركات غير الئقة‪.‬‬
‫‪ -‬التخويف والميل للمجموعات العنيفة‪.‬‬
‫‪-‬أحيانا يكون العنف من بعض أفراد األسرة التربوية‪(.‬االستهزاء بضعف التلميذ ‪..‬اعتماد‬
‫مقارنة السخرية ‪..‬التهديد بالرسوب…إشعار الطالب بالفشل الدائم‪.)..‬‬
‫‪ -‬اإلهانة‪ ،‬اإلذالل‪ ،‬السخرية من التلميذ أمام الرفاق‪ ،‬نعته بصفات مؤذية‪.‬‬
‫‪ -‬تشتت االنتباه و الحقد على المدرسة والمدرس‪.‬‬
‫‪ -‬بروز شكل خطير من العنف الذي يمارس داخل الوسط المدرسي‪ ،‬أال وهو العنف‬
‫السياسي والعقائدي وااليديولوجي الذي بدأ يتفاقم في اآلونة االخيرة‪.‬‬

‫العنف المجسد‪:‬‬
‫يعتبر العنف المجسد كل كتابة أو رسم يتضمن إيحاءات جنسية أو عنصرية‪ ،‬يقترفه التالميذ‬
‫على جدران المدرسة أو داخل المراحيض أو على أغلفة كتبهم وكراريسهم‪ .‬وهي وسائل‬
‫موجهة إما لزمالئهم ممن يعتبرون «أعداء» لهم أو ألساتذتهم ومعلميهم‪ ،‬وعادة ما تتضمن‬
‫هذه الكتابات والرسوم تهديدات تصل إلى «االنتقام» وتشويه السمعة والتحريض ضد التالميذ‬
‫واألساتذة‪ ،‬ومع انتشار أنواع قوارير الطالء المعدة للكتابة والرسم على الجدران‪ ،‬تفتقت‬
‫قريحة التالميذ لتحويل جدران المدارس إلى ساحة مواجهات فيما بينهم‪.‬‬

‫العنف المنّظم‪:‬‬
‫هو نوع جديد من العنف أبطاله مجموعات من التالميذ منظمون في شكل عصابات عادة ما‬
‫يتزعمها تلميذ يتميز بنزعة عدوانية‪ ،‬وتقوم هذه العصابات بترويع بقية التالميذ وابتزازهم‬
‫وإجبارهم على دفع بعض األموال والتنازل عن مالبسهم الباهظة الثمن‪ ،‬واالستيالء على‬
‫هواتفهم الجوالة‪ ،‬وسلبهم األشياء الثمينة كالساعات وأجهزة الحاسوب‪ .‬وعادة ما تتعامل هذه‬
‫العصابات المنظمة مع أشخاص من خارج المحيط المدرسي ممن عرفوا بسوابقهم العدلية‬
‫لزيادة الضغط على زمالئهم من بقية التالميذ لإلذعان إلى طلباتهم‪.‬‬

‫العنف الجنسي‪:‬‬
‫لقد تداخلت العالقات بين التالميذ داخل الفضاء المدرسي إلى درجة مواصلة التعايش فيما‬
‫بينهم خارج اإلطار المدرسي كارتياد قاعات السينما وقاعات األلعاب والمقاهي والفضاءات‬
‫العامة والمالعب‪ .‬ونظرا لطبيعة المرحلة العمرية‪ ،‬وَّلد هذا التعايش سلوكيات جديدة أدت في‬
‫الكثير من األحيان إلى مآسي اجتماعية كاالغتصاب والحمل وهو ما يعتبره علماء النفس‬
‫واالجتماع نوعا جديدا من العنف المدرسي صنفوه بالعنف الجنسي‪ .‬وقد أخد هذا النوع من‬
‫العنف أشكاال متعددة كالتلفظ البذيء والمالمسة واالعتداء على أماكن حساسة في الجسد‬
‫وحتى التقبيل باإلكراه (التحرش الجنسي)‪ ،‬وبإمكان هذا النوع أن يتطور إلى االغتصاب في‬
‫بعض الحاالت‪.‬‬

‫العنف االتصالي أو االلكتروني‪:‬‬


‫إن انتشار وسائل االتصال بين التالميذ من هواتف جوالة وحواسيب محمولة‪ ،‬وانخراط‬
‫اآلالف منهم في فضاءات التواصل االجتماعي‪ ،‬ساهم في ظهور نوع جديد من العنف أصبح‬
‫متداوال بكثرة فيما بينهم‪ ،‬كتوجيه رسائل التهديد عبر الهواتف الجوالة أو إنشاء صفحات على‬
‫شبكات «الفايس بوك» للتحريض على زميل لهم وتشويه سمعة أحد المدرسين وحتى نشر‬
‫الصور الفاضحة والتهديد وبث الرعب‪.‬‬

‫العنف الرياضي‪:‬‬
‫لقد ساهم التعصب الرياضي الذي نشهده منذ سنوات‪ ،‬وظاهرة العنف في المالعب الرياضية‬
‫في انتشار نوع جديد من العنف مصدره مجموعات من التالميذ من مشجعي الفرق‬
‫الرياضية‪ ،‬والذين حَّو لوا الفضاء المدرسي إلى ساحات لتبادل العنف اللفظي والجسدي دفاعا‬
‫عن فرقهم الرياضية‪.‬‬

‫العنف تجاه الذات‪:‬‬


‫ويظهر في الميل إلى العزلة واالكتئاب المفرط وإحساس صاحبه بأنه منبوذ‪ ،‬وأحيانا يبلغ‬
‫التطرف مع الذات إلى حد االنتحار حين يحس المرء بأن حياته دون جدوى‪ .‬وهذا بسبب‬
‫ضعف التأطير وغياب ثقافة الحوار واعتبار النجاح في الحياة أهم من النجاح في الدراسة‪.‬‬
‫وهو اليوم من أخطر أنواع العنف أمام تزايد ظاهرة االنتحار في الوسط المدرسي‬
‫نتائج العنف المدرسي‪:‬‬ ‫‪.VI‬‬
‫على المتعلم‪:‬‬
‫العنف المدرسي ظاهرة خطيرة لها نتائج وخيمة على المتعلم‪ ،‬تشمل‪:‬‬

‫آثار نفسية‪:‬‬

‫الشعور بالخوف والقلق‪ :‬قد يشعر المتعلم بالخوف من الذهاب إلى المدرسة أو من‬ ‫‪-‬‬
‫التعرض للتنمر أو العنف‪.‬‬
‫فقدان الثقة بالنفس‪ :‬قد يشعر المتعلم بأّنه غير قادر على حماية نفسه أو النجاح في‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫االكتئاب والقلق‪ :‬قد يعاني المتعلم من أعراض االكتئاب والقلق‪ ،‬مثل الحزن واليأس‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وصعوبة التركيز‪ ،‬واضطرابات النوم‪.‬‬
‫الشعور بالوحدة والعزلة‪ :‬قد يشعر المتعلم بالوحدة والعزلة عن زمالئه في المدرسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اضطراب ما بعد الصدمة‪ :‬قد يعاني المتعلم من اضطراب ما بعد الصدمة‪ ،‬الذي يتميز‬ ‫‪-‬‬
‫بأعراض مثل الكوابيس‪ ،‬والذكريات المؤلمة‪ ،‬وصعوبة التركيز‪.‬‬

‫آثار اجتماعية‪:‬‬

‫تراجع العالقات االجتماعية‪ :‬قد يواجه المتعلم صعوبة في تكوين صداقات أو عالقات‬ ‫‪-‬‬
‫اجتماعية جديدة‪.‬‬
‫العدوانية والسلوكيات المعادية للمجتمع‪ :‬قد يلجأ المتعلم إلى العدوانية أو السلوكيات‬ ‫‪-‬‬
‫المعادية للمجتمع كطريقة للتعبير عن غضبه أو شعوره بالظلم‪.‬‬
‫الهروب من المدرسة‪ :‬قد يفقد المتعلم الرغبة في التعلم ويترك المدرسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫آثار أكاديمية‪:‬‬

‫تراجع األداء الدراسي‪ :‬قد يتراجع األداء الدراسي للمتعلم بسبب شعوره بالخوف‬ ‫‪-‬‬
‫والقلق‪ ،‬أو بسبب صعوبة التركيز‪ ،‬أو بسبب فقدان الرغبة في التعلم‪.‬‬
‫الغياب عن المدرسة‪ :‬قد يزداد غياب المتعلم عن المدرسة بسبب شعوره بالخوف أو‬ ‫‪-‬‬
‫بسبب رغبته في تجنب التعرض للتنمر أو العنف‪.‬‬
‫فقدان االهتمام بالتعلم‪ :‬قد يفقد المتعلم االهتمام بالتعلم ويصبح غير متحمس للمشاركة‬ ‫‪-‬‬
‫في األنشطة الدراسية‪.‬‬

‫على البيئة التعليمية‪:‬‬

‫تضرر سمعة المدرسة‪:‬‬

‫قد يؤدي العنف المدرسي إلى انتشار أخبار سلبية عن المدرس‪‰‰‬ة في المجتم‪‰‰‬ع‪ ،‬مم‪‰‰‬ا ق‪‰‰‬د‬ ‫‪-‬‬
‫يؤثر على رغبة أولياء األمور في تسجيل أطفالهم فيها‪.‬‬
‫ًط‬
‫ُتصبح المدرسة محط أنظار وسائل اإلعالم‪ ،‬مما قد يضع ضغ ا إض‪‰‰‬افًيا على اإلدارة‬ ‫‪-‬‬
‫والمعلمين‪.‬‬
‫يؤدي ذلك إلى تراجع مستوى التحاق التالميذ بالمدرسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫فقدان ثقة المجتمع بالمدرسة‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫إعاقة العملية التعليمية‪ :‬قد يؤدي العنف المدرسي إلى إعاق‪‰‰‬ة العملي‪‰‰‬ة التعليمي‪‰‰‬ة بس‪‰‰‬بب‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫خوف المتعلمين والمعلمين من الحضور إلى المدرسة‪.‬‬
‫صعوبة التركيز على التعلم بسبب الشعور بالقلق والخوف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اضطراب سير الدروس بسبب حاالت العنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الوقاية من العنف المدرسي‪:‬‬ ‫‪.VII‬‬

‫الوقاية من العنف المدرسي مسؤولية الجميع‪ ،‬بدًء ا من األسرة والمدرسة والمجتمع‪ ،‬وصواًل‬
‫إلى المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية‪.‬‬

‫على مستوى األسرة‪:‬‬

‫غرس القيم األخالقية واالجتماعية في نفوس األطفال‪ ،‬مثل احترام اآلخرين وتقدير‬ ‫‪-‬‬
‫االختالفات‪.‬‬
‫التواصل مع األطفال بشكل فّعال‪ ،‬واالستماع إلى مشاكلهم ومحاولة حلها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫متابعة سلوك األطفال في المدرسة‪ ،‬والتأكد من عدم تعرضهم للتنمر أو العنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقديم الدعم النفسي واالجتماعي لألطفال الذين تعرضوا للعنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫على مستوى المدرسة‪:‬‬

‫وضع قوانين صارمة للحد من العنف المدرسي‪ ،‬وتطبيقها بشكل عادل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توعية المتعلمين بآثار العنف المدرسي وكيفية التعامل مع حاالت العنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع حاالت العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير الدعم النفسي واالجتماعي للتالميذ الذين تعرضوا للعنف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫خلق بيئة تعليمية إيجابية تشجع على االحترام والتسامح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشجيع التواصل بين المدرسة واألسرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫على مستوى المجتمع‪:‬‬

‫نشر الوعي حول مخاطر العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫دعم برامج الوقاية من العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعاون مع المدرسة في حل مشاكل العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير بيئة آمنة لألطفال في المجتمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫على مستوى المؤسسات الحكومية‪:‬‬

‫وضع قوانين وتشريعات للحد من العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫توفير الدعم المالي للمدارس لتنفيذ برامج الوقاية من العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع حاالت العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫على مستوى المنظمات الدولية‪:‬‬

‫دعم برامج الوقاية من العنف المدرسي في الدول النامية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫نشر الوعي حول مخاطر العنف المدرسي على المستوى الدولي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دعم األبحاث والدراسات حول العنف المدرسي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫في ختام حديثنا عن العنف المدرسي والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر‪ ،‬نؤكد على أن‬
‫المدرسة يجب أن تكون مالذًا لألمان والتعلم‪ ،‬ال ميدانًا للصراع والخوف‪ .‬إن العنف ُيعُّد‬
‫سّم ًا ُيفسد نقاء العلم وُيضعف أركان المجتمع‪ ،‬والسلوكيات الخطرة ُتهدد مستقبل أجيالنا‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬يجب أن نتحد جميعًا ‪-‬معلمين‪ ،‬أولياء أمور‪ ،‬وطالبًا ‪-‬لنشر ثقافة الحوار واالحترام‪،‬‬
‫ولنعمل على ترسيخ قيم التعاون والتفاهم‪ .‬فبالعلم واألخالق نبني جيًال قادرًا على رفعة‬
‫األمم وتحقيق السالم‪.‬‬

You might also like