You are on page 1of 2

‫القاعدة اآلمرة والمكملة‬

‫تقسيم القواعد القانونية من حيث قوتها والزامها‪:‬‬ ‫•‬


‫➢ يقسم الفقه القانوني القواعد القانونية من ناحية قوتها ودرجة الزامها إلى قسمين قواعد قانونية آمرة وقواعد قانونية مكملة أو‬
‫مفسرة أو مقررة‪.‬‬
‫➢ القواعد الفانونية قواعد ملزمة ولكن المشرع سلك مسكلين في تشريع القواعد القانونية ‪.‬‬
‫➢ المسلك األول‪ :‬عند تنظيم أمر يتعلق بمصالح المجتمع الرئيسية كالمصالح السياسية واالقتصادية والدينية واألخالقية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬فهنا يضع المشرع قواعد قانونية ال يجوز لألفراد الخروج عليها باتفاقاتهم الخاصة‪.‬‬
‫➢ المسلك الثاني‪ :‬عند تنظيم أمر يتعلق بالمصالح المالية لألفراد أو أي أمر ال يتعلق بالمصالح الرئيسية للمجتمع‪ ،‬فإن المشرع‬
‫أعطى حرية لألفراد في االتفاق على قواعد تحكم عالقاتهم ما دام هذا االتفاق ال يخالف القواعد اآلمرة والتي تتعلق بالمصالح‬
‫الرئيسية للمجتمع‪ .‬فالعقد شريعة المتعاقدين ‪.‬‬
‫➢ وتجدر اإلشارة إلى أن القانون ليس هدفه تقييد حرية الفرد في المجتمع إال في األمور التي تتعلق بالنظام العام واآلداب أما‬
‫في باقي األمور فإن المشرع ترك مجاال لألفراد في المجتمع في تحديد سلوكهم وأعطى لهم حرية في تطبيق الحكم الذي‬
‫يرتضونه لمعامالتهم وفي حال عدم وجود اتفاق بينهم يتدخل القانون لوضع قواعد لهذه العالقات‪.‬‬
‫➢ أساس التقسيم بين هذين النوعين من القواعد يعود إلى مسألة المصلحة التي تكون محل العالقة‪.‬‬
‫➢ درجة االلزام في القاعدة القانونية معيار للتقسيم كذلك‪.‬‬
‫➢ من نتائج التقسيم بين هذين النوعين من القواعد أن القاضي في القواعد اآلمرة يطبقها من تلقاء نفسه دون طلب من المتخاصمين‬
‫أما القواعد المكملة فيجب على القاضي أن ينظر فيما إذا كان هناك اتفاق يخالف القاعدة‪ .‬والنتيجة الثانية هي أن حرية‬
‫األشخاص في االتفاق على ما يخالف القواعد اآلمرة معدومة‪.‬‬

‫القاعدة اآلمرة‪:‬‬ ‫•‬


‫➢ هي القاعدة القانونية التي ال يجوز لألفراد االتفاق على ما يخالف حكمها‪ .‬وقد يطلق عليها القواعد الباتة وهذا اللفظ يجمع بين األمر‬
‫والنهي‪.‬‬
‫➢ والقاعدة اآلمرة ال تمثل إرادة فرد وإنما إرادة المجتمع بأسره في تنظيم المصالح العليا بشكل معين‪ ،‬فالقانون بخصوصها يضع‬
‫أوامر واجبة االتباع وتتضمن قيودا على حرية األفراد في مسائل محددة‪.‬‬
‫➢ القاعدة اآلمرة هي المتعلقة بالنظام العام واآلداب أو إذا رأى المشرع وجوب كونها آمرة العتبارات تتعلق بحماية أوضاع معينة‬
‫أو فئات معينة في المجتمع‪.‬‬

‫القاعدة المكملة أو المفسرة أو المقررة‪:‬‬ ‫•‬


‫➢ القاعدة المكملة هي التي يجوز للمتعاقدين االتفاق على ما يخالف حكمها أي باتباع حكم آخر ارتضياه بإرادتهما‪.‬‬
‫➢ الحكم الذي يتفق العاقدين في عقودهم عليه ويكون مخالفا للقاعدة القانونية المكملة يجب أن يكون في الحدود التي يسمح بها القانون‬
‫أصال‪.‬‬
‫➢ يطلق عليها القواعد المكملة نظرا ألنها تضع تنظيما لعالقات األفراد في حالة إغفالهم تنظيم مسألة من المسائل التي تتناولها‬
‫اتفاقاتهم‪ ،‬فتكون مكملة لهذا االتفاق‪.‬‬
‫➢ ويطلق عليها كذلك القواعد المفسرة على أساس أنه إذا سكت األفراد عن النص على حكم مخالف لها فإن هذا السكوت يُفَسَّر على‬
‫أن نية المتعاقدين أرادت تطبيق حكم هذه القواعد‪.‬‬
‫➢ ويطلق عليها كذلك القواعد المقررة ألنها تقرر حكما ما وتترك أمر االلزام به لمشيئة األفراد‪.‬‬
‫➢ يعمل هذا النوع من القواعد في حال عدم وجود اتفاق بين األطراف أو سكت األطراف عن ذكر أمر معين في تعاقداتهم باعتبار‬
‫أنهم أقروا ضمنا إعمال هذه القواعد‪.‬‬
‫➢ الصفة الغير آمرة تكتسبها القواعد القانونية من إرادة المشرع‪ ،‬كما هو الحال في القواعد اآلمرة‪.‬‬

‫مدى توافر صفة االلزام في القواعد المكملة‪:‬‬ ‫•‬


‫➢ ذكرنا أن القاعدة القانونية المكملة يجوز االتفاق على ما يخالفها وذكرنا كذلك أن القواعد القانونية كلها ملزمة ومصحوبة بجزاء‪،‬‬
‫فكيف يكون ذلك؟‬
‫➢ لكل القواعد القانونية شروطا ال بد من وجودها لتطبيق هذه القاعدة وهناك جانب من الفقه يقول بأن من شروط القواعد المكملة أن‬
‫ال يكون هناك اتفاق على ما يخالفها‪.‬‬
‫➢ فالقواعد القانونية المكملة هي قواعد ملزمة بالنسبة لألفراد الذين تخاطبهم فهي تخاطب من ال يتفق على خالفها‪.‬‬
‫➢ فالقواعد القانونية المكملة هي ملزمة دائما إال لو كان هناك اتفاق على ما يخالفها‪.‬‬
‫➢ الحكم الذي يضعه المتعاقدين بمخالفة القاعدة القانونية المكملة يكون ملزما للمتعاقدين فالقانون هو من أعطى حق االختيار بمخالفة‬
‫حكم القاعدة المكملة صفة االلزام تكون موجودة إما في الحكم الجديد أو الحكم الذي وضعه القانون‪.‬‬
‫➢ القاعدة المكملة ملزمة مثل القاعدة اآلمرة إال أن طبيعة العالقة في كل منهما تختلف فاألولى يستقيم أن تخالف دون أن تتأثر مصالح‬
‫المجتمع العليا أما الثانية فال يجوز أن تخالف ألنها تنظم أمرا فيه مصلحة عليا للمجتمع‪.‬‬

‫معايير التمييز بين القواعد اآلمرة والقواعد المكملة‪:‬‬ ‫•‬


‫➢ يوجد معيارين للتفرقة بين القواعد اآلمرة والقواعد المكملة‪:‬‬
‫‪ .1‬المعيار الشكلي‪ :‬داللة عبارة النص‬
‫‪ .2‬المعيار الموضوعي‪ :‬المعنوي‬

‫المعيار الشكلي‪ :‬طريقة صياغة المشرع للنص بشكل يجعل التمييز واضحا جليا كما في األمثلة التالية‪:‬‬ ‫➢‬
‫القاعدة اآلمرة‪ :‬المادة ‪ 202‬من قانون المعامالت المدنية ينص على "بطالن التعامل في تركة إنسان على قيد الحياة ولو كان‬ ‫➢‬
‫برضاه "‬
‫القاعدة المكملة‪ :‬المادة ‪ 148‬من نفس القانون تنص على " يعتبر دفع العربون دليال على أن العقد أصبح باتا ال يجوز العدول عنه‪،‬‬ ‫➢‬
‫إال إذا قضى االتفاق أو العرف بغير ذلك"‬
‫الصياغة بصيغة األمر مثل ‪ :‬يلزم‪ ،‬يجب‪ ،‬يتعين‪ ،‬ال يجوز‪ ،‬ال يصح‪.‬‬ ‫➢‬
‫الصياغة بصيغة جواز المخالفة مثل‪ :‬يجوز‪ ،‬يصح‪ ،‬يمكن‪.‬‬ ‫➢‬

‫المعيار الموضوعي في التمييز بين القواعد اآلمرة والقواعد المكملة‪:‬‬ ‫•‬


‫➢ إذا لم يكن نص القانون صريحا كما رأينا في األمثلة السابقة فحينئذ ال بد من إمعان النظر والفكر في القاعدة ومعرفة مدى تناولها‬
‫وتنظيمها للمصالح األساسية للمجتمع‪.‬‬
‫➢ في هذه الحالة ال بد من إعمال المعيار المعنوي والذي يقضي بأن القواعد المتعلقة بالنظام العام واآلداب آمرة‪ ،‬وما ال يتصل بالنظام‬
‫العام واآلداب فهو من قبيل القواعد المكملة‪.‬‬
‫➢ القانون اإلماراتي في المادة الثالثة من قانون المعامالت المدنية نص على أن يدخل في نطاق النظام العام اآلتي "يعتبر من النظام‬
‫العام األحكام المتعلقة بنظم الحكم وحرية التجارة وتداول الثروات وقواعد الملكية الفردية وغيرها من القواعد واألسس التي يقوم‬
‫عليها المجتمع وذلك بما ال يخالف األحكام القطعية والمبادئ األساسية للشريعة اإلسالمية"‪.‬‬

‫النظام العام واآلداب‪:‬‬ ‫•‬


‫➢ النظام العام‪ :‬يقصد به مجموع األسس والقواعد التي يقوم عليها بنيان المجتمع وكيانه المادي بحيث ال يتصور قيام هذا المجتمع‬
‫واستمراره عند تخلفها‪.‬‬
‫➢ النظام العام ال يقصد به القانون العام وإن كان القانون العام يدخل في نطاقه‪.‬‬
‫➢ معظم تشريعات العالم لم تضع تعريفا للنظام العام‪.‬‬
‫➢ اآلداب‪ :‬يقصد بها مجموع األسس الدينية والخلقية التي يقوم عليها بنيان المجتمع وكيانه المعنوي‪ ،‬والتي يؤدي تخلفها إلى انحالله‪.‬‬
‫➢ فالنظام العام واآلداب كفكرة تختلف من مجتمع إلى آخر وهي فكرة مرنة تختلف باختالف المكان والزمان واألشخاص‪.‬‬
‫➢ أحكام القانون العام كلها تعتبر من قبيل القواعد اآلمرة المتعلقة بالنظام العام‪ ،‬أما أحكام القانون الخاص فبعضها من قبيل القواعد‬
‫اآلمرة واآلخر من قبيل القواعد المكملة‪.‬‬
‫➢ تطبيقات القواعد اآلمرة في القانون الخاص مثال تكون في األحوال الشخصية والحقوق العينية وقانون العمل‪.‬‬
‫➢ مضمون النظام العام واآلداب يكون في‪ .1 :‬تعزيز قيمة الفرد وحمايته وسالمته‪ .2 .‬حماية الدولة وتعزيز نظام الحكم فيها‪.3 .‬‬
‫حماية األسرة وتعزيز كيانها‪ .4 .‬تعزيز األخالق واآلداب العامة‪ .5 .‬تعزيز المصالح االجتماعية واالقتصادية العليا‪.‬‬

You might also like