You are on page 1of 11

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة العربي بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي –‬

‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬

‫قسم العلوم اإلنسانية‬


‫تخصص‪ :‬علوم العالم واالتصال‬
‫سنة الثانية ليسانس‬
‫الفوج‪05 :‬‬
‫مقياس‪ :‬أنثروبولوجيا اجتماعية وثقافية‬

‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة‪:‬‬

‫د‪/‬‬ ‫• رزقي ابتهال‬


‫• عروة منصف‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪2024/2023‬‬
‫خطة البحث‬
‫مقدمة‪1 .......................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬النظرية التطورية و اإلنتشارية ‪2 .....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف النظرية التطورية و اإلنتشارية ‪2 ............................................‬‬

‫‪-1‬النظرية التطورية ‪2 ..........................................................................‬‬

‫‪ -2‬النظرية االنتشارية ‪3 ........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية الدوائر الحضارية‪3 ............................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رواد النظرية التطورية و اإلنتشارية ‪3 .............................................‬‬

‫‪-1‬رواد النظرية التطورية‪3 .................................................................... :‬‬

‫‪-2‬رواد النظرية االنتشارية‪5 .................................................................. :‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة للنظريتين ‪6 ...................................................‬‬

‫‪ -1‬اإلنتقادات الموجهة لنظرية التطورية‪6 .................................................... :‬‬

‫‪ -2‬اإلنتقادات الموجهة لنظرية اإلنتشارية ‪6 .....................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النظرية الوظيفية أو (البنائية الوظيفية) والبنيوية ‪6 ..................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف النظرية الوظيفية أو(البنائية الوظيفية) والبنيوية ‪6 ..........................‬‬

‫‪-1‬النظرية الوظيفية أو(البنائية الوظيفية) ‪6 .....................................................‬‬

‫‪ -2‬النظرية البنيوية‪6 .......................................................................... :‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رواد النظرية الوظيفية أو( البنائية الوظيفية) و البنيوية ‪7 .........................‬‬

‫‪-1‬رواد النظرية الوظيفية أو( البنائية الوظيفية) ‪7 ...............................................‬‬

‫‪-2‬رواد النظرية البنيوية ‪7 .......................................................................‬‬

‫خاتمة ‪8 ...........................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪9 ................................................................................... :‬‬


‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫هناك نظريات كثيرة في اإلنثربولوجيا نظرت إلى مختلف جوانب حياة اإلنسان ‪ ،‬سواء أكانت‬
‫ثقافية‪،‬سياسية‪،‬إقتصادية ‪،‬إجتماعية‪ ،‬فنية‪ ....‬ولكن من رؤيتها وموقفها و منهجها وتفسيرها لهذه الجوانب‬
‫والمجاالت ‪،‬هذا من جهة ‪ ،‬أما من جهة أخرى فإن هذه النظريات تدل على حيوية وفاعلية البحث اإلنثربولوجي‬
‫‪ ،‬وعلى أنه بحث متواصل ومستمر يتكيف مع التغيرات ويبدع حولها تنظيرات ومفاهيم و مناهج ‪.‬لكن بحثنا‬
‫اليوم سيقتصر على أربع نظريات هي النظرية التطورية ‪،‬اإلنتشارية والوظيفية أو البنائية الوظيفية ‪ ،‬والبنيوية‬
‫‪...‬ومن هنا نطرح التساؤل ما مضمون هذه النظريات؟ ومن هم أقطابها ؟‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫المبحث األول ‪ :‬النظرية التطورية و اإلنتشارية‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف النظرية التطورية و اإلنتشارية‬

‫‪-1‬النظرية التطورية‬

‫يؤمن علماء هذا االتجاه أن الكائنات الحية تطورت من البسيط إلى المعقد ‪,‬وحاول تفسير المراحل التي مر بها‬
‫األنسان أثناء تطوره واعتبروا أن األنسان نتاج لمرحله تطور طويله األمد‪ .‬يؤيد علماء االتجاه التطوري فكرة‬
‫التقدم واالرتقاء وأن المجتمعات مثل الكائنات الحية تسير من البسيط إلى المعقد ‪ ,‬ومن المتجانس إلى‬
‫الالمتجانس ومرات بثالث مراحل‪:‬‬
‫متوحشة‬
‫البربرية‬
‫المتحضرة‬
‫عناصر النظرية التطورية‬
‫الحتمية التطورية‪:‬‬
‫يؤمن علماء التطورية بأن التطور طبيعي وحتمي وال يمكن أن تظل المجتمعات على ما هي عليه فالثبات معناه‬
‫الموت والفناء ‪ ,‬ومن أبرز آراء (أوجست كونت ) الذي ير أن الفكر اإلنساني يمر بثالث مراحل‬

‫المرحلة اإللهيه ‪ :‬وفيها ترد جميع األشياء إلى اآللهة كغضب هللا أو رضاء اآللهة‬
‫المرحلة الميتافيزيقية ‪ :‬وفيها يرد األفراد الظواهر لقوى ما وراء الطبيعة‪.‬‬
‫المرحلة الموضعية ‪ :‬وفيها يحاول الفرد تفسير الظواهر بشكل علمي موضوعي‬
‫التقدم التصاعدي إلى األمام‪:‬‬
‫يرى علماء النظرية التطورية أن التغير يسير دائما إلى األمام فهو يتطور من البسيط إلى المعقد‪.‬‬
‫تتابع المراحل‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يؤكد أن التغير يسير بخطوات ثابتة ومراحل متتابعة‬

‫‪ -1‬عيسى محمد طلعت ‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بيروت ‪.1986 ،‬ص‪101‬‬

‫‪2‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫‪ -2‬النظرية االنتشارية‬

‫أرجع علماء هذه النظريات التشابه الثقافي إلى االنتشار واالستعارة الثقافية وانقسموا في ذالك إلى نظريتين‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬نظرية المركز الواحد‪:‬‬
‫يرى أنصار هذه النظرية أن االنتشار يعتمد على األصل المركزي الواحد للحضارة وأرجعت نشأه الحضارة‬
‫اإلنسانية إلى الحضارة الفرعونية‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية الدوائر الحضارية‪:‬‬

‫يرى أنصار هذه النظرية أن الحضارة اإلنسانية ظهرت في عدة مراكز حضارية‬
‫شروط نظرية اإلنتشارية‬
‫أن يكون النمط الثقافي ذو قيمة أو فائدة للفرد المنقول سوا كانت هذه القيمة مادية أو اجتماعيه أو نفسيه والقيمة‬
‫قد تكون وقتية أو دائمة‬
‫توفير اإلمكانيات المادية لنقل العنصر‬
‫وجود تقبل للعناصر‬
‫أنواع االنتشار‪:‬‬
‫االنتشار المقصود ‪ :‬هو االنتشار المخطط له من قبل األفراد‬
‫‪2‬‬
‫االنتشار غير المقصود ‪ :‬هو االنتشار الذي يتم بشكل تلقائي دون تخطيط مسبق‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رواد النظرية التطورية و اإلنتشارية‬

‫‪-1‬رواد النظرية التطورية‪:‬‬

‫‪ -‬المارك‬
‫ظهرت نظرية العالم المارك في أواخر القرن (‪18‬وأوائل القرن ‪ )19‬من أهم البديات التي حاولت تفسير تطور‬
‫الحياة فقد درس المارك الكائنات الحية دراسة تشريحية منتظمه ووجد أن جميع الكائنات الحية تتطور بشكل‬
‫تدريجي من أبسط الكائنات الحية وهي ( الكائنات الالفقارية والتي تقع في أسفل سلم التطور إلى أرقاها وهي‬
‫الثديات وهي أذكاء الحيوانات ‪ ,‬أطلق المارك على نظريته هذه آسم‪....‬‬
‫يرى المارك أن منبع الحياة في البحر وليس في اليابسة ‪ ,‬لذالك‬

‫‪ -2‬جابر سامية ‪ ،‬علم اإلنسان – مدخل إلى األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ‪ ،‬دار العلوم العربية‪ ،‬بيروت‪.1991،‬ص‪94‬‬

‫‪3‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫يرى آن أولى الكائنات الحية ظهرت بالماء أو األماكن الرطبة ومن هنا صور المارك تطور الكائنات الحية في‬
‫سلسلة‬

‫‪ -‬مورغان هنري لويس (‪1818‬ـ‪)1881‬‬

‫انثربولوجي أمريكي معاصر قام بالعمل الميداني وبزيارات للشعوب التي تكلم عنها كثيرا‪،‬وأشهر هذه الشعوب‬
‫هنود األروكوا وقد توصل إلى نتائج عملية‪2‬‬
‫ـ ـ عن تأمالته ال تزال محل نقاش إلى يومنا هذا‪.‬‬
‫ـ ـ توصل إلى مجموعة من الحقائق ال تزال معتمدة كمرجع أساسي لدى المختصين في اإلنثربولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬شارلس داروين‬
‫كان داروين يرى أنه لما كانت جميع الكائنات الحية تتزايد كبير بشكل يفوق زيادة الغذاء فإن فئة قليلة هي التي‬
‫سيكتب لها البقاء ‪ ,‬فهو يؤيد نظرية (مالتس) في أسباب الفقر وأن الناس يتزايدون بمتوالية هندسية والغذاء يتزايد‬
‫بمتوالية حسابية والفرق بينهما يؤدي إلى زيادة الفقر‪.‬‬
‫وأصدر كتابه الشهير (في أصل األنواع) وأوضح فيه ثالث حقائق‪:‬‬
‫الحقيقة األولى‪:‬‬
‫أن سبب الفقر في العالم يرجع إلى أن السكان يتزايدون وفق متواليه هندسية‪2,4‬‬
‫في حين أن الموارد الغذائية تتزايد وفق متوالية حسابيه ‪ 2,4,6‬ومن هنا يحدث الفقر والمجاعات بسبب النمو‬
‫غير المتوازن بين السكان والموارد الغذائية‬
‫الحقيقة الثانية‪:‬‬
‫أن هناك صراع من أجل البقاء بين الكائنات الحية وأن القوي عاده ما يتخلص من الضعيف ‪,‬فالبد من أن يكون‬
‫هناك ضحايا بين الكائنات الحية للمحافظة على التوازن البيئي للكائنات‬
‫الحقيقة الثالثة‪:‬‬
‫أن جميع الكائنات الحية تختلف بعضها عن بعض في القوة والطول والجسم ومن هذه الحقيقة وضع استنتاجه‬
‫‪3‬‬
‫الثاني وهو أن بعض الكائنات ستتفوق وتنتصر على اآلخرين‬

‫‪ -‬هربت سبنسر‬
‫من أهم العلماء المؤيدين لفكرة النشوء واالرتقاء (لشارلس داروين)ويعتبر من أهم علماء النظرية التطورية ‪ ,‬شبه‬
‫سبنسر المجتمع بجسم اإلنسان فهو ينمو وتتعقد أجزاؤه كلما تطور ويصبح أكثر تخصصا وتقسيما وكان يؤمن‬

‫‪ -3‬علي لينا عز الدين‪ ،‬رتب الهوية االجتماعية واإليديولوجية وعالقتها باالغتراب النفسي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف الدكتور علي‬
‫نجيلي‪ ،‬كلية التربية جامعة دمشق‪ ،‬سورية ‪.2007‬ص‪36‬‬

‫‪4‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫أن هناك نوع من االعتماد المتبادل بين األفراد في المجتمعات المتقدمة ‪ ,‬والفرق الوحيد بين المجتمع وجسم‬
‫اإلنسان أن موضع الوعي في الجسم في جزء صغير وهو العقل ‪,‬في حين أن الوعي ينتشر بالتساوي في مختلف‬
‫وحدات المجتمع ‪.‬ويرى أن ازدياد التخصص يجعل عمل كل جزء ضروري الستمرار األجزاء األخرى‬
‫أكد سبنسر على أهميه توفر الحرية الفردية للجميع ‪,‬ألن الحرية تساعد على التقدم‬
‫قسم سبنسر المجتمعات إلى نوعين‪:‬‬
‫مجتمعات تقليدية ‪ :‬مجتمعات حربيه تقوم على التعاون اإللزامي‬
‫مجتمعات صناعية‪ :‬تعتمد على التعاون االختياري‬

‫‪-2‬رواد النظرية االنتشارية‪:‬‬

‫‪ -‬فرانس بواس (‪1885‬ـــ‪)1942‬‬


‫أصله ألماني لكنه ذو جنسية أمريكية ‪ ،‬كان تكوينه المعرفي هو الرياضيات ‪،‬الفيزياء ‪،‬الجغرافيا كان يمتاز بالدقة‬
‫العملية وأول أعماله كانت على سكان "اإلسكيموا"قبل أن يختص في دراسة "كولومبيا"البريطانية أو ما يسمى‬
‫حاليا بكندا إذ قام بإنتقاء الكثير من الروايات والحكايات‬
‫بالخصوص عند قبيلة كواكيوتل بكندا ‪.‬إال أنه األب الحقيقي لألنثربولوجيا ولعب دو ار أساسيا في هذا اإلتجاه‪1.‬‬

‫‪-‬إليوت سميث(‪1868‬ـــ‪)1954‬‬
‫إنثربولوجي نمساوي كان أب كنيسة و مبش ار لقد أسس مدرسة تسمى المدرسة التاريخية الثقافية في "فيينا‬
‫النمسا"واشتهر كذلك بنظرياته الكبرى التاريخ الثقافي ودافع عن أفكار اإلنتشاريين ‪ ،‬وتعتبر فكرة هللا هي مركز‬
‫أبحاثه ‪ ،‬وكذلك بحث في التمثالت الدينية والعادات والطقوس عند الشعوب البدائية‬
‫‪ -‬ابن خلدون عبد الرحمان(‪1332‬ـــ‪)1406‬‬
‫ولد في تونس مؤرخ ‪،‬فيلسوف وعالم إجتماع رجل دولة وسياسة عربية ‪،‬درس الفلسفة‪ ،‬المنطق‪ ،‬الفقه والتاريخ‬
‫ومن أشهر كتبه"المقدمة"التي وصفت بأنها خزانة علوم اجتماعية‪ ،‬سياسية‪،‬اقتصادية‪...‬تعتبر"المقدمة"من أوائل‬
‫المؤلفات التي تحدثت عن مسألة تطور التاريخ البشري تطو ار علميا قائما على البحث في العوامل الموضوعية‬
‫والثقافية من(اقتصاد‪ ،‬اجتماع‪،‬سياسة‪،‬دين)لتقدم المجتمع اإلنساني ‪،‬ومن المفاهيم األساسية التي اشتهر بها ابن‬
‫خلدون هي مفهوم العصبية أو الحمية وهي سمة من سمات البداوة والتخلي عنها يعني التخلي عن الشعور‬
‫‪4‬‬
‫بالوحدة و اإلنتماء واألنفة وهذا يعني مرحلة السقوط واإلنحطاط‪.‬‬

‫عمان‪.1974 ،‬ص‪110‬‬
‫مقدمة في األنثروبولوجيا التربوية ‪ ،‬المطابع التعاونية‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬أبو هالل أحمد ‪ّ ،‬‬
‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلنتقادات الموجهة للنظريتين‬

‫‪ -1‬اإلنتقادات الموجهة لنظرية التطورية‪:‬‬

‫تعرضت النظرية التطورية للكثير من االنتقادات ومن أهمها‪:‬‬


‫نقد رجال الدين من جميع األديان إذ يروا أن هذه النظرية ال تتفق مع فكرة األديان‪.‬‬
‫تعتمد على مجموعة من االفتراضات فهي تعتمد على الظن ال على الدراسات الواقعية‪.‬‬
‫إن التشابه بين الكائنات الحية المختلفة ووجود تشابه داخلي بينهما يؤكد على وحدة الخالق‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلنتقادات الموجهة لنظرية اإلنتشارية‬

‫تعرضت النظرية اإلنتشارية للكثير من االنتقادات ومن أهمها‪:‬‬


‫انتقد علماء النظرية التطورية أفكار النظرية االنتشارية ويرو أنه ليس هناك ما يدعمها في الواقع في مبنية على‬
‫الظن والتخمين‪.‬‬
‫ليس هناك مايثبت فرضياتها‪.‬‬
‫إن التشابه بين المجتمعات حدث في مجتمعات متباعدة جدا بالمكان والزمان مما يستبعد انتقال الثقافة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النظرية الوظيفية أو (البنائية الوظيفية) والبنيوية‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف النظرية الوظيفية أو(البنائية الوظيفية) والبنيوية‬

‫‪-1‬النظرية الوظيفية أو(البنائية الوظيفية)‬

‫تعتبر النظرية الوظيفية من أهم النظريات االجتماعية وأكثرها شيوعا في علم األنثروبولوجيا ‪,‬ألن من أهداف علم‬
‫األنثروبولوجيا الرئيسية هو الكشف عن وظائف الظواهر اإلجتماعية ونظ ار الهتمام النظرية الوظيفية‬
‫بالخصائص العامة للبناء االجتماعي نجد علماء الوظيفية يميلون إلى االتجاه العام الشامل في النظر إلى‬
‫المجتمع وتصور الظواهر اإلنسانية تصوي ار نسقيا و وظيفيا‪.‬‬

‫‪ -2‬النظرية البنيوية‪:‬‬

‫البنيوية أو البنية هي مجموعة من العناصر الثابتة المنسجمة و المتجانسة في بينها‪ ،‬وإذا حدث تغيير في أحد‬
‫عناصرها كان الخلل في مجموع البنية مثال‪:‬جسم اإلنسان هو بنية تتكون من عناصر أي األعضاء كالقلب‬
‫‪5‬‬
‫‪،‬الرئة ‪،‬العين واألذن‪...‬فإذا حدث خلل في أحدها اختلت البنية في مجموعتها‪.‬‬

‫‪ -5‬إسماعيل قباري ‪ ،‬األنثروبولوجيا العامة‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية‪. 1973 ،‬ص‪58‬‬

‫‪6‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬رواد النظرية الوظيفية أو( البنائية الوظيفية) و البنيوية‬

‫‪-1‬رواد النظرية الوظيفية أو( البنائية الوظيفية)‬

‫•النظرية الوظيفية عند مالينوفسكي(‪1884‬ـــ‪)1942‬‬

‫عالم أنثربولوجي بولوني بعد قيامه بدراسة علمية في مدينة كراكوفيا ببولونيا ‪،‬توجه إلى مدينة ليبزيغ بألمانيا حيث‬
‫درس علم النفس ويعتبر من مؤسسي اإلنثربولوجيا العلمية ‪،‬وذلك من خالل الثورة التي قام بها في مجال البحث‬
‫الميداني والتطبيقي ‪،‬فمعه أصبح الميدان بمثابة مخبر تتجلى من خالله الحياة اإلجتماعية للتجمعات المدروسة‪.‬‬
‫•النظرية الوظيفية عند راد كليف براون(‪1881‬ـــ‪)1995‬‬
‫أنثربولوجي بريطاني ‪،‬واألكثر مفارقة في عصره ألنه كان يسافر كثي ار وكان بعيدا في عمله عن زمالئه ‪،‬لقد قام‬
‫بأبحاث ميدانية في جزر أندمان بين عامي ‪1906‬و‪1908‬وقام بأبحاث ميدانية كذلك على سكان األصليين في‬
‫أستراليا بين عام ‪1910‬و‪1911‬ويرى براون أن البنية االجتماعية متضمنة تضمنا واقعيا في الحياة الواقعية من‬
‫خالل العالقات بين األفراد وعالقات األفراد بالمؤسسات‪.‬‬

‫‪-2‬رواد النظرية البنيوية‬

‫‪‬كلود ليفي ستراوس‬


‫فيلسوف و أنثربولوجي فرنسي ولد عام‪1908‬ولقد تأثر بعالم اللسانيات (جاكوبسون)‪.‬لقد طور البنيوية في‬
‫االنثربولوجيا وذلك من خالل الكثير من أعمالها حيث طبق هذا المنهج التحليلي (البنيوي)بنجاح من خالل دراسة‬
‫األساطير في المراحل التالية ‪:‬‬

‫‪،1964-1971-1985-1991‬ومن خالل دراسته للعالقات العائلية عام‪،1949‬وبعد ذلك نجده قد اتجه إلى‬
‫دراسة التجمعات البشرية التي نعرف أنها تسمى بعلم األثنيات اليوم‪،‬‬
‫و كان ذلك بين عامي ‪1958‬و‪1962‬إذ نجده في هذا العلم قد اعتمدت على المقارنة من‬
‫خالل أنظمة الزواج والعالقات العائلية ومن خالل المقارنة بين مختلف القبائل والتجمعات التي بحث فيها‪.‬‬
‫وأن كل تجمع من هذه التجمعات البدائية تحكمه ثالث بنيات وتسمى كذلك بالقواعد و هي‪:‬‬
‫بنية النسب ‪،‬بنية السكن أو بنية المكان ‪ ،‬وبنية الميراث وعلى كل عنصر من األفراد هذه التجمعات التي تشكل‬
‫‪6‬‬
‫بنية وأن ال يخرج على النسق ‪ ،‬فهو مفروض فرضا إلزاميا على هذه التجمعات وعلى كل أفرادها‪.‬‬

‫قصة األنثروبولوجيا – فصول في تاريخ اإلنسان‪ ،‬عالم المعرفة‪،‬الكويت ‪.1986 ،‬ص‪49‬‬


‫‪ -‬فهيم حسين ‪ّ ،‬‬
‫‪6‬‬

‫‪7‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫خاتمة‬

‫لقد اتسعت مجاالت البحث والدراسة في علم األنثروبولوجيا وتداخلت موضوعاته مع بعض العلوم األخري ‪ ،‬كما‬
‫تعددت تخصصاته ‪ ،‬وإتجاهاته النظرية والمنهجية ‪ .‬وبالرغم من هذا الخضم الهائل من التعدد والتباين بين‬
‫اإلتجاهات النظرية في مجال األنثروبولوجيا وغيرها من العلوم التي تهتم باإلنسان اال أن االنثروبولوجيا استطاعت‬
‫اإلستمرار وسط التغيرات الهائلة التي شهدها العالم في الفترة األخيره وعلي تجديد اطرها النظرية والمنهجية وأساليب‬
‫دراساتها الميدانية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫االتجاهات النظرية لمداخل األنثروبولوجيا‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫عمان‪1974 ،‬‬
‫مقدمة في األنثروبولوجيا التربوية ‪ ،‬المطابع التعاونية‪ّ ،‬‬
‫‪ .1‬أبو هالل أحمد ‪ّ ،‬‬
‫‪ .2‬إسماعيل قباري ‪ ،‬األنثروبولوجيا العامة‪ ،‬منشأة المعارف باإلسكندرية‪.1973 ،‬‬
‫‪ .3‬جابر سامية ‪ ،‬علم اإلنسان – مدخل إلى األنثروبولوجيا االجتماعية والثقافية ‪ ،‬دار العلوم العربية‪،‬‬
‫بيروت‪1991،‬‬

‫‪ .4‬علي لينا عز الدين‪ ،‬رتب الهوية االجتماعية واإليديولوجية وعالقتها باالغتراب النفسي‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫إشراف الدكتور علي نجيلي‪ ،‬كلية التربية جامعة دمشق‪ ،‬سورية ‪2007‬‬
‫‪ .5‬عيسى محمد طلعت ‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بيروت ‪.1986 ،‬‬
‫قصة األنثروبولوجيا – فصول في تاريخ اإلنسان‪ ،‬عالم المعرفة‪،‬الكويت ‪1986 ،‬‬
‫‪ .6‬فهيم حسين ‪ّ ،‬‬

‫‪9‬‬

You might also like