You are on page 1of 16

‫اقتصاديات مصر‬

‫تطور االقتصاد من من عام ‪ 1952‬حتي عام ‪1. :1966‬‬

‫في الفترة ما قبل الثورة في مصر (حتى عام ‪1952‬م)‪ ،‬كان االقتصاد المصري يعتمد بشكل رئيسي على‬
‫الزراعة وكان دوره في السوق العالمية محدوًدا إلى تصدير المواد األولية‪ ،‬بما في ذلك القطن‪ .‬تميزت هذه‬
‫الفترة بعدم استقرار الدخل الوطني بسبب تقلبات أسعار القطن العالمية‪ ،‬مما جعل االقتصاد المصري متأثًرا‬
‫بالرواج والكساد في األسواق الخارجية‪ ،‬خصوًص ا في بريطانيا‪.‬‬

‫الفلسفة االقتصادية هذه الفترة تتضمن مجموعة من العناصر‪:‬‬


‫‪ .1‬تعزيز دور الدولة في إدارة النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .2‬تبني التخطيط االقتصادي القومي الشامل والتطبيق االشتراكي‪.‬‬

‫أما بالنسبة ألهداف هذه الفلسفة‪:‬‬


‫أ‪ -‬إعادة توزيع الدخول بين األفراد لتحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعزيز دور الدولة في جميع جوانب النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنفيذ التخطيط المركزي الشامل لتحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫التحليل األول لالقتصاد المصري يمكن تقسيمه إلى فترتين فرعيتين‪:‬‬

‫‪ .1‬الفترة األولى (‪ :)1959-1952‬مرحلة إعادة التوزيع وزيادة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية‪ .‬تركزت‬
‫على تحقيق هدفين رئيسيين‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة توزيع الثروة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور الدولة في مختلف جوانب النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪ .2‬الفترة الثانية (‪ :)1966-1960‬مرحلة التخطيط الشامل‪ ،‬حيث تم تنفيذ استراتيجيات اقتصادية تسعى إلى‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية بشكل شامل‪.‬‬
‫جاءت هذه المرحلة بعد فترة من التناقضات االقتصادية واالجتماعية وسوء توزيع الدخل‪ .‬تم التركيز في هذه‬
‫المرحلة على عمليات إعادة التوزيع بهدف تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬وذلك من خالل اإلجراءات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إعادة توزيع الملكية الزراعية‪ :‬تم ذلك من خالل قوانين اإلصالح الزراعي وتخفيف ندرة األرض‬
‫الزراعية من خالل دراسة مشروع إنشاء السد العالي وبدء استصالح أراضي الصحراء‪.‬‬

‫‪ .2‬إعادة توزيع الموارد بين القطاعين العام والخاص‪ :‬تم ذلك من خالل تأميم قناة السويس وفرض الحراسة‬
‫على المنشآت البريطانية والفرنسية بعد حرب عام ‪ ،1956‬وتمصيرها بعد ذلك‪.‬‬

‫وترتبط هدف إعادة التوزيع بأهداف أخرى‪ ،‬مثل تعزيز دور الدولة في مختلف جوانب النشاط االقتصادي أو‬
‫تدعيم دور الدولة‪ .‬تم االعتماد على مجموعة من اآلليات لتعزيز دور الدولة‪ ،‬بما في ذلك التخطيط الجزئي‪،‬‬
‫وتنظيم األسعار‪ ،‬وتنظيم العمالة‪ ،‬واعتماد استراتيجية التنمية‪ .‬تم استخدام التخطيط الجزئي كوسيلة لتحقيق‬
‫هدف الحكومة في زيادة الدخل القومي المصري وإعادة توزيعه لتحقيق العدالة االجتماعية‪ .‬وتضمن هذا‬
‫النهج إنشاء مؤسسات مخصصة ألداء مهام محددة‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بالتسعير‪ ،‬فقد عملت الحكومة على مراقبة األسعار‪ ،‬خاصة للسلع االستهالكية األساسية مثل‬
‫الخبز والسكر والزيت‪ ،‬بهدف منع ارتفاع تكاليف المعيشة للفئات الفقيرة‪ .‬تم تنظيم األسعار عبر نظام دعم‬
‫السلع األساسية واستخدام نظام البطاقات التموينية (للخبز والسكر والزيت)‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد أسعار جبرية‬
‫لمنتجات القطاع العام‪ .‬تمت الجهود التنظيمية للعمالة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬سيطرت الحكومة على النقابات العمالية‪ ،‬مع اعتبارها جزًء ا من النشاط السياسي‪.‬‬

‫‪ .2‬تم إنشاء أول مشروع للتأمين على العمال في عام ‪ ،1956‬حيث قام أصحاب األعمال بتمويله باإلضافة‬
‫إلى المنشآت الكبرى في القاهرة واإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ .3‬تم إصدار قانون العمل رقم ‪ 91‬لعام ‪ ،1959‬والذي شمل تحديد ساعات العمل بـ ‪ 8‬ساعات للبالغين و‪6‬‬
‫ساعات لألحداث‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة اإلجازات المرضية واإلجازات السنوية المدفوعة األجر‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ .4‬أصدر قانون رقم ‪ 92‬لعام ‪ 1959‬الذي قام بتوسيع مشروعات التأمين لتشمل جميع المنشآت الصناعية‬
‫على مستوى الجمهورية‪.‬‬
‫استندت الدولة إلى استراتيجية االحالل محل الواردات بهدف تعزيز اإلنتاج المحلي لمجموعة من السلع التي‬
‫كانت تستوردها‪ .‬وبناًء على ذلك‪ ،‬اعتمدت الحكومة التصنيع كهدف رئيسي واستخدمت مجموعة من األدوات‬
‫لحماية الصناعة الوطنية‪ ،‬مثل فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع المستوردة المستهدفة لالستبدال‪،‬‬
‫وتقييد الواردات من هذه السلع عبر نظام تراخيص االستيراد وحصص االستيراد‪ .‬استخدمت تراخيص‬
‫االستيراد منذ عام ‪ 1952‬حتى عام ‪ ،1956‬ثم انتقلت إلى نظام حصص االستيراد بعد عام ‪ .1956‬فيما يتعلق‬
‫بالضرائب الحكومية‪ ،‬فرضت الحكومة ثالث ضرائب على الواردات‪.‬‬
‫في الخمسينات والستينات من القرن الماضي‪ ،‬نشأت استراتيجية إحالل الواردات نتيجة انخفاض الطلب‬
‫العالمي على منتجات الدول النامية وزيادة عجز موازين مدفوعاتها‪ .‬اعتمدت الدول النامية هذه االستراتيجية‬
‫لتطوير صناعتها المحلية بدًال من االعتماد على الواردات‪ ،‬وتركزت على تصنيع المواد الخام محليًا ألسباب‬
‫اقتصادية وسياسية‪ ،‬على الرغم من ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة التي تحملها البنك الدولي وصندوق النقد‬
‫الدولي للدول التي تتبنى هذه االستراتيجية‪.‬‬
‫هذا النمط من التصنيع برز بشكل كبير في دول أمريكا الالتينية مثل البرازيل واألرجنتين والمكسيك نتيجة‬
‫النخفاض الطلب على صادراتها بسبب الكساد العالمي الكبير وانقطاع خطوط الشحن بسبب الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ .‬وفي مرحلة الحقة‪ ،‬انضمت دول آسيوية مثل الهند وباكستان إلى هذه االستراتيجية‪ ،‬وزادت عدد‬
‫الدول النامية التي تتبنى هذا النهج منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي‪.‬‬

‫إستراتيجية التصنيع الموجه لإلحالل محل الواردات تركز على تصنيع السلع االستهالكية الخفيفة والمعمرة‬
‫التي يتعين على البلد االعتماد على وارداتها من الخارج‪ .‬تتضمن هذه االستراتيجية فرض رسوم جمركية‬
‫مرتفعة على الواردات المماثلة لمنع استيرادها‪ .‬تم تطبيق هذا النموذج في معظم األقطار العربية غير النفطية‬
‫بعد استقاللها‪ ،‬وتمر هذه االستراتيجية بمرحلتين رئيسيتين‪:‬‬

‫المرحلة األولى تتضمن إحالل الواردات بدًال من السلع االستهالكية الخفيفة غير المعمرة‪ ،‬مثل المالبس‬
‫والمواد الغذائية واألدوات المنزلية واألحذية والمدخالت المطلوبة إلنتاجها مثل النسيج والجلود والخشب‪.‬‬
‫يعتبر تصنيع هذه السلع مناسًبا للدول النامية نظًر ا الحتياجها إلى عمالة كثيفة غير ماهرة وعدم احتياجها إلى‬
‫تكنولوجيا متطورة‪ .‬تالئم هذه الصناعات سعة األسواق المحدودة في البلدان المتخلفة نظًر ا للدخل المتوسط‬
‫المنخفض وصعوبة التصدير‪ .‬تكون فترات االسترداد لالستثمارات في هذه الصناعات غير طويلة‪ ،‬وتتميز‬
‫بارتفاع الربحية نسبًيا‪.‬‬

‫المرحلة الثانية في استراتيجية إحالل الواردات تتعامل مع السلع االستهالكية المعمرة مثل الثالجات واآلليات‬
‫والمعدات والسيارات‪ .‬خالل المرحلة األولى‪ ،‬زاد اإلنتاج المحلي لهذه السلع بمعدل أسرع من زيادة‬
‫االستهالك المحلي‪ .‬يتعين على اإلنتاج المحلي في هذه المرحلة مواجهة الزيادة المستمرة في االستهالك‬
‫المحلي والعمل على إحالل الواردات باإلضافة إلى تلبية احتياجات السوق المحلية‪.‬‬
‫الصناعات المعمرة تتميز بعدة عوامل‪:‬‬
‫‪ .1‬الحاجة إلى عمالة عالية المهارة‪.‬‬
‫‪ .2‬الحاجة إلى تكنولوجيا متقدمة ورأسمالية عالية‪.‬‬
‫‪ .3‬الحاجة إلى كوادر تنظيمية وإدارية كفؤة‪.‬‬
‫‪ .4‬تتطلب مشروعات كبيرة نسبة لحجم السوق المحلي في الدول النامية‪ ،‬وتزيد من أهمية وفوائد الحجم‬
‫الكبير‪.‬‬
‫‪ .5‬فترات استرداد االستثمارات طويلة‪.‬‬
‫‪ .6‬تواضع عائد الربح المحقق‪.‬‬

‫تطبيق استراتيجية إحالل السلع المحلية االستهالكية المعمرة وغير المعمرة بدًال من الواردات يتطلب استخدام‬
‫السياسات الجمركية لحماية المنتجات المحلية وتقليل حجم المنتجات األجنبية المستوردة‪ .‬يجب رفع الرسوم‬
‫الجمركية على السلع المستوردة‪ ،‬ولكن يجب أيًض ا تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الخام المستوردة إذا‬
‫كانت السلع المنتجة محليًا وتستخدم مواد خام مستوردة‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬تعرضت استراتيجية إحالل الواردات لالنتقادات‪ ،‬بما في ذلك االعتماد الكبير على تكنولوجيا‬
‫مستوردة ومواد خام ووسيطة مستوردة‪ ،‬مما أدى إلى زيادة في تكلفة المستوردات من السلع األولية والوسيطة‬
‫والتكنولوجيا‪ .‬ونتج عن ذلك فشل االستراتيجية في تصحيح وضع الميزان التجاري للدول التي نفذتها‪.‬‬

‫‪ .1‬تشغيل هذه الصناعات عند الحجم األمثل يتطلب وجود حد أدنى من اتساع األسواق لتصريف منتجاتها‪،‬‬
‫ولكن نظًر ا للقيود في السوق وصعوبة التصدير‪ ،‬لم تصل هذه الصناعات إلى اإلنتاج األمثل ولم تحقق أقل‬
‫تكلفة متوسطة‪.‬‬

‫‪ . 2‬استخدام تكنولوجيا مستوردة ومتقدمة أدى إلى عدم توظيف العمال بشكل كبير أو حل مشكلة البطالة‪ ،‬مما‬
‫أثر على توسيع السوق المحلي وقد أدى إلى انحصار السوق‪.‬‬

‫‪ .3‬انحياز هذه الصناعات إلى إنتاج السلع الترفيهية والكمالية تجاوزت قدرات االقتصاد القومي وأدى إلى‬
‫ضعف المدخرات الوطنية‪.‬‬
‫‪ .4‬تضخيم التوظيفات الرأسمالية دفع هذه االقتصادات إلى االعتماد على تمويل خارجي‪ ،‬مما أدى إلى تراكم‬
‫الديون الخارجية وتبعيتها لشروط صندوق النقد الدولي وفشلها في التخلص من التخلف والتبعية‪.‬‬

‫بالرغم من االنتقادات التي وجهت إلى استراتيجية اإلحالل محل الواردات‪ ،‬إال أن هذا ال يعني أن‬
‫االستراتيجية غير صالحة تماًم ا‪ .‬إحالل الواردات يمكن أن يكون مرغوًبا وممكًنا في مجال إنتاج الغذاء‬
‫والمالبس والخدمات األساسية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬بعض االنتقادات يمكن تجاوزها من خالل تبني نماذج‬
‫مختلفة للتنمية تركز على تلبية احتياجات السكان األساسية وتوجهاتهم وتقاليدهم‪.‬‬

‫يمكن تقسيم المرحلة االولى من تحليل االقتصاد المصرى إلى فترتين فرعيتين‪:‬‬
‫الفترة األولى‪ :‬مرحلة إعادة التوزيع وزيادة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية (‪)1959-1952‬‬ ‫•‬
‫الفترة الثانية‪ :‬مرحلة التخطيط الشامل (‪)1966-1960‬‬ ‫•‬

‫تقييم مرحلة إعادة التوزيع (‪)1959-1952‬‬

‫في هذه المرحلة‪ ،‬كانت جهود التنمية محدودة بسبب تركيز حكومة الثورة على تثبيت أسس النظام الجديد‬
‫والقضاء على القوى السياسية القديمة‪ .‬كانت االستثمارات‪ ،‬سواء الوطنية أو األجنبية‪ ،‬تنخفض بشكل ملحوظ‬
‫خالل هذه الفترة بسبب عدم وجود استقرار في السياسة االقتصادية للنظام الجديد‪.‬‬
‫تغّير الهيكل االقتصادي الناصري كان بارًز ا فقط مع بداية تنفيذ الخطة الخمسية األولى والفترة المعروفة‬
‫بالتخطيط الشامل (‪ .)1966-1960‬خالل هذه الفترة‪ ،‬حدث تغّير في نهج الدولة تجاه االقتصاد‪ ،‬حيث أصبح‬
‫التدخل الحكومي مكماًل لدور القطاع الخاص بدًال من منافس له‪ .‬وبالتالي‪ ،‬توجهت الحكومة نحو المجاالت‬
‫التي يكون فيها القطاع الخاص غير قادر على المنافسة بسبب مستوى المخاطرة العالي‪ .‬ومن الممكن في‬
‫المستقبل بيع هذه المشروعات إلى القطاع الخاص بعد إثبات نجاحها‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬شهدت هذه الفترة تعايًش ا بين القطاع العام والخاص‪ ،‬حيث كان القطاع العام ينمو بسرعة‬
‫خاصة بعد عام ‪ .1956‬بالمقابل‪ ،‬كان القطاع الخاص يتراجع باستمرار نتيجة عدم توفر بيئة استثمار مناسبة‬
‫بسبب عدم وضوح التوجهات السياسية نحو القطاع الخاص ورأس المال األجنبي‪.‬‬

‫مرحلة التخطيط الشامل (‪ 1966-1960‬م)‬


‫في ‪ 13‬فبراير ‪ ،1960‬استولى الرئيس عبد الناصر على بنك مصر‪ ،‬أكبر مصرف تجاري في مصر‪ ،‬وعلى‬
‫جميع الشركات الصناعية المرتبطة به‪ .‬تحت سيطرة االحتكارات البريطانية واألمريكية‪ ،‬كان هذا البنك‬
‫العمالق قد وقع في السيطرة األجنبية‪ .‬وفي عام ‪ ،1960‬بدأت مرحلة التخطيط الشامل التي استمرت حتى عام‬
‫‪ .1966‬فلسفة االقتصاد في هذه المرحلة تميزت بالتخطيط االقتصادي القومي الشامل والتطبيق االشتراكي‪.‬‬
‫في يوليو ‪ ،1961‬تم إصدار القرارات االشتراكية‪ ،‬وأصبح واضًح ا أن النظام يتجه نحو نوع من االقتصاد‬
‫المخطط تحت إشراف الدولة وبقيادة القطاع العام‪.‬‬
‫الهدف‪ :‬تحقيق التنمية االقتصادية من خالل التخطيط المركزي الشامل‪ ،‬حيث يلعب القطاع العام دوًرا رئيسًيا‬
‫في الدفع بعمليات التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫السياسات المطبقة‪:‬‬
‫تم بدء تنفيذ أول خطة خمسية شاملة في الفترة من ‪ 1960‬إلى ‪ ،1965‬واعتمد تنفيذها على القطاع االقتصادي‬
‫القائد وتدعمه مجموعة من السياسات الرئيسية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬القوانين االشتراكية‪ :‬تم إصدار قوانين اشتراكية أدت إلى تأميم العديد من المؤسسات والشركات التي كانت‬
‫تمتلكها القطاع الخاص‪ ،‬باإلضافة إلى تنظيم ساعات العمل واألجور‪.‬‬
‫‪ .2‬تنظيم العالقة بين المالك والمستأجر‪.‬‬
‫‪ .3‬التدخل في تحديد األسعار‪.‬‬

‫بداية الخطة الخمسية األولي‬


‫تم بداية تنفيذ أول خطة تنموية شاملة في مصر في الفترة بين ‪ 1960‬و ‪ 1965‬بهدف زيادة اإلنتاج وتحقيق‬
‫االستقالل االقتصادي‪ .‬هذه الخطة شملت تحقيق التعليم المجاني وزيادة اإلنتاج الصناعي والزراعي‪ .‬كان لها‬
‫تأثير إيجابي على الصناعة حيث تم إنشاء ما يقرب من ‪ 800‬مصنع‪ ،‬مما أسهم في زيادة اإلنتاج الصناعي‬
‫بنسبة ‪.%53.3‬‬

‫تم إصدار قوانين اشتراكية أدت إلى تأميم العديد من المؤسسات الخاصة‪ ،‬وكذلك تم التدخل في تحديد األسعار‬
‫وتنظيم العالقة بين المالك والمستأجر‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم تعزيز خدمات الصحة والتعليم‪ ،‬حيث تم اعتبار‬
‫التعليم المجاني فرصة استثمارية طويلة األمد‪.‬‬

‫زاد اإلنتاج في مختلف القطاعات بنسب مرتفعة‪ ،‬حيث تم إصالح مساحات زراعية كبيرة وزاد اإلنتاج‬
‫الزراعي بنسبة ‪ .%18‬كما شهد قطاع الكهرباء زيادة في اإلنتاج بنسبة ‪ ،%129‬وزادت الخدمات االجتماعية‬
‫والثقافية بنسبة ‪.%46‬‬
‫أظهرت الخطة األولى نجاًح ا في وضع األسس لزيادة النمو االقتصادي الوطني بمعدالت تفوق بكثير نسبة‬
‫الزيادة السكانية‪ .‬في فترة تنفيذ الخطة‪ ،‬زاد عدد السكان بنسبة ‪ ،%15‬بينما زاد الدخل باألسعار الثابتة بنسبة‬
‫‪ .%37‬متوسط حصة الفرد من السلع والخدمات زاد بحوالي ‪ %19‬من بداية الخطة‪ .‬بشكل عام‪ ،‬بلغت نسبة‬
‫الزيادة الكلية خالل الخمس سنوات إلى ‪ %37.1‬بمعدل سنوي قدره ‪ .%7.5‬وهذا هو أحد أعلى معدالت نمو‬
‫الدخل في العالم‪.‬‬

‫على سبيل المقارنة‪ ،‬كان معدل النمو في فرنسا خالل نفس الفترة ‪ ،%4.9‬في إنجلترا ‪ ،%2.5‬وفي الواليات‬
‫المتحدة ‪ .%2.9‬بالتالي‪ ،‬أرست الخطة الخمسية األولى األسس لالقتصاد ودفعت االقتصاد الوطني بقوة نحو‬
‫النمو‪ ،‬مما أسهم في زيادة القدرة اإلنتاجية وتطوير االقتصاد الوطني‪ .‬كما تم دعم االستثمار في تعزيز كفاءة‬
‫القوى البشرية من خالل تعزيز مجاالت التعليم والصحة‪.‬‬

‫ال يمكن النظر إلى هذه اإلجراءات والزيادات المستدامة في معدالت اإلنتاج بشكل منفصل عن الجوهر‬
‫الرئيس لعملية التنمية‪ ،‬وهو تحقيق الكفاية والعدالة‪ .‬هذا الجوهر أدى إلى ربط النمو بالتوزيع العادل‪ ،‬سواء‬
‫في توزيع المشاريع التنموية في جميع محافظات مصر أو في توزيع عوائد تلك المشاريع واإلجراءات التي‬
‫تم اتخاذها لجعل الشعب شريًك ا أساسًيا في عملية التنمية في جميع مراحلها‪ :‬البناء‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬والربح أيًضا‪.‬‬

‫التنمية الصناعية‬
‫في الستينيات وقبل حرب عام ‪ ،1967‬شهدت مصر نمًو ا اقتصادًيا وصناعًيا ملحوًظا‪ .‬بدأت الحكومة في‬
‫اتخاذ توجه جديد نحو السيطرة على وسائل اإلنتاج من خالل توسيع نطاق تأميم البنوك والشركات والمصانع‬
‫الكبرى‪ .‬تم إقامة العديد من المشروعات الصناعية الضخمة وتم توجيه اهتمام كبير إلى إنشاء المدارس‬
‫والمستشفيات وتوفير فرص عمل للمواطنين‪ .‬أحد أهم اإلنجازات في هذه الفترة هو بناء السد العالي الذي حما‬
‫مصر من الفيضانات وزاد من الرقعة الزراعية بمليون فدان‪ .‬كما أصبح المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء في‬
‫مصر‪ ،‬مما ساهم في توفير الطاقة الالزمة للصناعات والمشروعات الكبيرة‪.‬‬

‫التنمية الزراعية‬
‫‪ -1‬على الرغم من أن الدولة قامت بتحديد الملكية بمقدار ‪ 200‬فدان تحت مظلة‬
‫االصالح الزراعي اال ان الملكية في القطاع الزراعي ظلت خاصة في يد األفراد‬
‫‪ - 2‬ادخلت الدولة نظام التعاونيات الزراعية في مصر لمد الفالحين بمستلزمات االنتاج‬
‫‪ -3‬توحيد زراعة المحاصيل والتسعير الحكومي للمحاصيل‬
‫‪ -4‬تم تأميم بنوك التسليف الزراعي لتوفير التمويل الالزم للفالحين بهدف التنمية‬
‫الزراعية ونشرها في اقاليم مصر في اطار قرارات يوليو‪ 1961‬م االشتراكية بتأميم‬
‫وحدات الجهاز المصرفي وشركات التأمين‬
‫‪ - 5‬توسيع الدور الذي يلعبه القطاع العام الزراعي في النشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫‪ – 2‬اقتصاد الحرب ( ‪)1973-1967‬‬

‫خالل المرحلة السابقة‪ ،‬كان االقتصاد المصري يواجه مجموعة من المشاكل الرئيسية‪ ،‬بما في ذلك‪:‬‬

‫‪ .1‬ارتفاع معدل التضخم نتيجة لتوسع الفجوة بين الطلب والعرض بسبب ارتفاع معدالت االستهالك‪.‬‬
‫‪ .2‬ارتفاع معدالت االستهالك الخاص بفعل زيادة السكان واالعباء الناتجة عن حروب عام ‪ 1956‬وحرب‬
‫اليمن عام ‪.1961‬‬
‫‪ .3‬تنفيذ الخطة الخمسية األولى ‪ 1965-1960‬والتي شملت مشروعات ضخمة في مجاالت اإلنتاج‬
‫والخدمات‪.‬‬
‫‪ .4‬زيادة اإلنفاق على خفض تكاليف المعيشة دون زيادة مقابلة في اإليرادات‪ ،‬مما أدى إلى زيادة عجز‬
‫الموازنة وزيادة الطلب على العرض وارتفاع معدل التضخم‪.‬‬

‫تسببت استراتيجية االحتالل مكان الواردات في ارتفاع االعتماد على االقتصاد العالمي من خالل زيادة‬
‫واردات السلع الوسيطة والسلع االستثمارية لتمويل مشروعات الخطة القومية واألمور الدفاعية‪ .‬ولكن في‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬فشلت الدولة في تنويع الصادرات بما يكفي‪ ،‬مما أدى إلى تفاقم عجز ميزان المدفوعات وزيادة‬
‫الديون الخارجية ‪.‬كان االقتصاد يعتمد بشكل كبير على القطاع العام‪ ،‬حيث تمثل نصيب هذا القطاع بين ‪%80‬‬
‫و‪ %95‬من الناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬

‫سببت عدة عوامل قصوًر ا في موارد الدولة من النقد األجنبي‪ ،‬بما في ذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬إغالق قناة السويس بعد حرب ‪ 1956‬لمدة ‪ 3‬سنوات وبعد حرب ‪ 1967‬لمدة ‪ 7‬سنوات‪.‬‬
‫‪ .2‬توقف موارد السياحة بسبب الحروب والتوتر‪.‬‬
‫‪ .3‬استيالء العدو على حقول البترول في سيناء وبالتالي فقدان مصر لحوالي مليون طن من البترول سنوًيا من‬
‫حقول سيناء وقطاع التعدين بها‪.‬‬
‫‪ .4‬وقف المعونات الغذائية األمريكية منذ عام ‪.1965‬‬
‫‪ .5‬الحصار الدولي المفروض على مصر‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬خسرت مصر موارد بشرية حيوية وأصول إنتاجية بسبب تدمير أو تعطيل المصانع‬
‫والمنشآت الصناعية خالل الحروب‪ .‬تم تدمير ‪ 17‬منشأة صناعية كبيرة‪ ،‬مما أدى إلى خسائر مالية تقدر‬
‫بمئات الماليين من الدوالرات‪ .‬كما تعرضت مناطق القناة ألضرار كبيرة نتيجة للعدوان والتدمير‪.‬‬

‫الفلسفة االقتصادية لهذه المرحلة‪:‬‬


‫استمرار اعتماد الدولة على التخطيط المركزى‪.‬‬ ‫•‬
‫التوفيق بين اقتصاد التنمية (اهداف تنموية) واقتصاد الحرب (اهداف الدفاع والتسليح)‪.‬‬ ‫•‬

‫أهداف التخطيط المركزي في هذه المرحلة تشمل‪:‬‬

‫‪ .1‬تطوير أداء القطاع العام‪.‬‬


‫‪ .2‬مواصلة زيادة الدخل السنوي للفرد‪.‬‬
‫‪ .3‬الحفاظ على التوجه نحو تحقيق العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .4‬تأمين التمويل العسكري لحروب ‪ 1967‬وحرب االستنزاف وحرب ‪.1973‬‬
‫‪ .5‬زيادة معدالت االدخار لتجنب تأثيرات توقف الدعم األمريكي‪.‬‬

‫تم استخدام الوسائل التالية (السياسات) لتحقيق أهداف التخطيط المركزي‪:‬‬

‫‪ .1‬استمرار برنامج اإلصالح الزراعي‪.‬‬


‫‪ .2‬تخصيص نسبة كبيرة من الميزانية لدعم السلع األساسية‪.‬‬
‫‪ .3‬استمرار بيع السلع الضرورية بنظام البطاقات التموينية‪ ،‬مع التركيز على تنظيم استهالك المواد األساسية‬
‫كجزء من اقتصاد الحرب‪.‬‬
‫‪ .4‬زيادة اإلنفاق على التعليم والصحة‪.‬‬
‫‪ .5‬االستمرار في تطبيق نظام التسعير الجبري‪.‬‬
‫‪ .6‬زيادة اإلنفاق على االتصاالت والمواصالت لتعزيز البنية التحتية خالل الحروب‪.‬‬
‫‪ .7‬تخلي الدولة عن الخطة الخمسية الثانية ‪ 1970-1965‬واستبدالها بخطط ثالثية ثم سنوية نظًرا لمشاكل‬
‫ميزان المدفوعات وقصور الموارد‪.‬‬
‫‪ .8‬تقليل االستيراد غير الضروري وتقييده بالسلع الرأسمالية والوسيطة الضرورية‪.‬‬
‫‪ .9‬عقد اتفاقية تجارية مع االتحاد السوفيتي لتبادل المعدات العسكرية بالسلع المصرية للتقليل من مشكلة النقد‬
‫األجنبي‪.‬‬
‫‪ .10‬بعد تولي القيادة الجديدة في عام ‪ ،1971‬تم طرد الخبراء السوفيت في عام ‪ .1972‬تحتشد الدولة لتشجيع‬
‫القطاع الخاص لدفع عملية التنمية وإعادة بناء الجيش‪ .‬صدر القانون رقم ‪ 65‬لعام ‪ 1971‬إلنشاء الهيئة العامة‬
‫الستثمار المال العربي والمناطق الحرة‪ .‬في أبريل عام ‪ ،1973‬أعلنت الحكومة المصرية سياسات االنفتاح‬
‫االقتصادي لبدء مرحلة جديدة‪.‬‬

‫الدولة في هذه المرحلة حاولت التوفيق بين أهداف التنمية وأهداف الدفاع والتسليح‪ .‬استمرت في تلبية‬
‫احتياجات األفراد من خالل التعيينات ودعم السلع التموينية‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬قامت بزيادة االستثمار في‬
‫التسليح وأعادت توزيع الموارد بين القطاع المدني والقطاع الحربي‪ .‬تم توجيه جزء من الموارد إلى القوات‬
‫المسلحة من خالل تجنيد الخريجين وعمال المصانع‪ .‬زادت نسبة اإلنفاق العسكري بشكل كبير من ‪ %5.5‬من‬
‫الناتج المحلي عام ‪ 1962‬إلى ‪ %10‬عام ‪ ،1967‬ثم إلى ‪ %20‬عام ‪.1973‬‬

‫في الفترة من ‪ ،1971-1966‬شهد االقتصاد انخفاًض ا في معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬حيث بلغ ‪%2.9‬‬
‫فقط‪ ،‬وهذا لم يتجاوز معدل نمو السكان البالغ ‪ .%3‬ترافق هذا مع انخفاض معدل االستثمار من ‪ %18‬في عام‬
‫‪ 1966‬إلى ‪ %12‬في عام ‪ ،1972‬وانخفاض معدل االدخار من ‪ %14‬إلى ‪ %8‬خالل نفس الفترة‪ .‬زادت‬
‫الفجوة بين الصادرات والواردات من ‪ %1.1‬من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ 1967‬إلى ‪ %5.1‬في عام‬
‫‪ .1973‬وشهد معدل نمو اإلنتاج الصناعي انخفاًضا حاًدا‪ ،‬حيث وصل إلى قيم سالبة ‪ %0.01-‬في عام‬
‫‪ ،1973‬مقارنة بنمو ‪ %15‬في عام ‪.1969‬‬

‫نتائج وتقييم السياسات االقتصادية المتبعة‬

‫‪ -‬في الفترة من ‪ ،1971-1966‬انخفض معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة ‪ ،%2.9‬ولم يتجاوز معدل‬
‫نمو السكان (‪ ،)%3‬مما أدى إلى حالة ركود في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬شهد االقتصاد انخفاًض ا في معدل االستثمار من ‪ %18‬في عام ‪ 1966‬إلى ‪ %12‬في عام ‪.1972‬‬
‫‪ -‬انخفض معدل االدخار من ‪ %14‬إلى ‪ %8‬خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫‪ -‬زادت الفجوة بين الصادرات والواردات من ‪ %1.1‬من الناتج المحلي اإلجمالي في عام ‪ 1967‬إلى ‪%5.1‬‬
‫في عام ‪.1973‬‬
‫‪ -‬انخفض معدل نمو اإلنتاج الصناعي بشكل كبير ليصل إلى قيم سالبة ‪ %0.01-‬في عام ‪ 1973‬مقارنة بنمو‬
‫‪ %15‬في عام ‪.1969‬‬

‫نقاط الضعف‬
‫‪ .1‬وجود اآلالت المعطلة نتيجة ندرة الموارد الخام والعملة األجنبية‪.‬‬
‫‪ .2‬انخفاض اإلنتاجية برغم زيادة األجور بسبب زيادة عدد العمال دون الحاجة وعدم توافق مهارات العمال‬
‫مع وظائفهم‪.‬‬
‫‪ . 3‬ضعف كفاءة اإلدارة والبيروقراطية في القطاع العام‪ ،‬ونقص الخبرة والكفاءة في اإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪ .4‬لم ُيطبق اإلصالح الزراعي الثالث‪ ،‬مما أّثر على تحقيق العدالة االجتماعية المستهدفة‪.‬‬
‫‪ . 5‬عدم توفر المواد الخام والوسيطة أثر على سياسات االحالل محل الواردات وزاد عبء ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫نقاط القوة‬
‫‪ -‬تم تمويل جيش قوي قادر على الدفاع وتحقيق النصر في حرب عام ‪.1973‬‬
‫‪ -‬القطاع العام ساهم في إنتاج السلع األساسية مثل البترول والقمح والحديد واألسمنت واألسمدة‪.‬‬
‫‪ -‬تميزت هذه الفترة بالمرونة في إعداد الخطط وخطط الطوارئ‪.‬‬

‫‪ .3‬االقتصاد المصرى خالل فترة اإلنفتاح االقتصادى من ‪1990-1974‬‬

‫يمكن تقسيم مرحلة االنفتاح االقتصادى الى مرحلتين اساستين‬


‫‪ -1‬مرحلة الرواج الريعي فى الفترة ( ‪) 1982 – 1974‬‬
‫‪ -2‬مرحلة االنحسارالمالى وتفاقم االختالالت الهيكلية فى الفترة ( ‪)1990 -1983‬‬

‫مرحلة الرواج الريعي (‪)1982 – 1974‬‬ ‫‪‬‬


‫مفهوم الريع في االقتصاد يشير إلى الدخل الناتج من مورد طبيعي بسبب خصائصه الفنية‪ .‬يمكن تعريفه‬
‫على أنه دخل دوري غير ناتج عن العمل‪ ،‬وقد يشمل ريع تحويالت العاملين بالخارج‪ ،‬السياحة‪،‬‬
‫المساعدات الخارجية‪ ،‬الرشوة‪ ،‬تجارة المخدرات والفساد‪ .‬االقتصاد الريعي يعتمد بشكل أساسي على‬
‫استخدام مورد طبيعي دون تحويله إلى منتج نهائي‪ ،‬على عكس االقتصاد الصناعي والزراعي الذي‬
‫يضيف قيمة مضافة من خالل تحويل المواد الخام إلى منتجات استهالكية‪ .‬في االقتصاد الريعي‪ ،‬السلطة‬
‫الحاكمة أو الدولة تسيطر على هذا المورد وتستفيد منه‪.‬‬

‫المجتمعات التي تعتمد على االقتصاد الريعي ُيعتبر نظاًم ا استثنائًيا وغير مستدام‪ .‬عندما تنفد الثروات‬
‫الطبيعية التي يعتمد عليها‪ ،‬يمكن أن تواجه هذه الدول اقتصاًدا يعاني من توقف التنمية نتيجة عدم وجود‬
‫إنتاج أو استثمار أو كوادر بشرية مبدعة لتعزيز التقدم الوطني‪.‬‬

‫النتائج المترتبة على االنفتاح االقتصادى خالل مرحلة الرواج الريعي فى الفترة ( ‪) 1982 – 1974‬‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي نما بشكل سريع بمتوسط سنوي يبلغ حوالي ‪ ،٪8.8‬مما أدى إلى زيادة الدخل الفردي‬
‫الحقيقي وارتفاع معدل االستثمار اإلجمالي بمعدل ‪ ٪10.3‬سنوًيا‪ .‬توجد أربعة مصادر رئيسية للنقد األجنبي‪:‬‬
‫صادرات البترول‪ ،‬تحويالت العمالة الوافدة من الخارج‪ ،‬اإليرادات من السياحة وقناة السويس‪ ،‬وتدفق‬
‫األموال األجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬النمو االقتصادي في مصر يعتمد بشكل كبير على مصادر ريعية مؤقتة وغير متحكم فيها بوجه كبير من‬
‫قبل صانعي القرار‪ .‬بعض هذه المصادر تعتمد على أحداث مؤقتة مثل إعادة افتتاح قناة السويس‪ .‬يتمركز هذا‬
‫النمو بشكل رئيسي في عدد قليل من القطاعات‪ ،‬ال يتجاوز ثلث إجمالي عدد القطاعات في االقتصاد ويسهم‬
‫بأكثر من ثلث الناتج المحلي‪.‬‬

‫‪ -‬هذا النمو لم يحدث تغييرات هيكلية أساسية تحسن هيكل االقتصاد المصري‪ .‬االنفتاح االقتصادي أدى إلى‬
‫نمو هش في القطاعات غير السلعية مثل التجارة والتوزيع والمال واإلسكان والنقل الخاص وسياحة األغنياء‪،‬‬
‫بينما تباطأ نمو الزراعة والصناعة‪ .‬معدالت النمو في القطاعات الخدمية تجاوزت معدالت النمو في‬
‫القطاعات األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬النمو االقتصادي في مصر ال يعتمد على عوامل القوة الذاتية لالقتصاد المصري بل يعتمد على عوامل‬
‫خارجية مثل صادرات البترول‪ ،‬حركة المالحة العالمية‪ ،‬قناة السويس‪ ،‬أو أوضاع الدول الخليجية وتأثيرها‬
‫على العمالة المصرية واالستثمارات الخارجية‪ .‬هذا النمو هش وال يستمر لفترة طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬ازداد معدل النمو السكاني أكثر من معدل النمو في الزراعة خالل هذه الفترة‪ ،‬مما أدى إلى نقص في‬
‫اإلمدادات الغذائية‪.‬‬
‫‪ -‬قطاع الصناعة التحويلية نما بوتيرة أبطأ من القطاعين الخدمات والنفط‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة الزراعة في الناتج الوطني انخفضت من ‪ %25‬إلى ‪ ،%17‬ونصيب الصناعة التحويلية انخفض أيًضا‬
‫من ‪ %23‬إلى ‪ ،%17‬بينما زاد نصيب القطاعات الخدمية من ‪ %45‬إلى ‪.%48‬‬
‫‪ -‬النمو السريع في الناتج الوطني أدى إلى زيادة في االستهالك دون زيادة في اإلنتاج المحلي‪ ،‬مما أدى إلى‬
‫زيادة في واردات السلع‪.‬‬
‫‪ -‬زاد االقتراض الخارجي لتحقيق التوازن في الميزان التجاري‪ ،‬وأدى إلى زيادة في المديونية الخارجية‬
‫بنسبة متسارعة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة معدالت التضخم بمتوسط ‪ %12.5‬خالل تلك الفترة‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد النسبة من ‪ %10‬في بداية الفترة إلى ‪ %21‬عام ‪ ،1980‬ثم انخفاضها إلى ‪ %15‬في نهاية الفترة‪.‬‬
‫‪ -‬األسباب تشمل الزيادة في العرض النقدي لتمويل عجز الموازنة وضعف رقابة البنك المركزي على‬
‫اإلئتمان‪.‬‬
‫‪ -‬عجز الموازنة العامة هو السبب الرئيسي في تزايد معدالت التضخم‪ .‬ارتفع متوسطه إلى ‪ %12.2‬من الناتج‬
‫المحلي اإلجمالي خالل تلك الفترة‪.‬‬
‫‪ -‬في أوائل عام ‪ ،1986‬حدثت أزمة أسعار البترول مما أثر على حركة المالحة في قناة السويس وتحويالت‬
‫المصريين العاملين في الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض الدخل من السياحة نتيجة لألحداث األمنية‪ ،‬مما أدى إلى تراجع حاد في اإليرادات الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استدامة السياسة المالية ومواجهة العجز الحكومي من خالل السياسة النقدية التوسعية أسهما في ارتفاع‬
‫معدالت التضخم بشكل سريع‪.‬‬

‫مرحلة االنحسارالمالى وتفاقم االختالالت الهيكلية فى الفترة )‪)1990 -1983‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬في أوائل عام ‪ ،1986‬حدثت أزمة أسعار البترول وأثرت على حركة المالحة في قناة السويس‬
‫وتحويالت المصريين العاملين في الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض الدخل من السياحة نتيجة ألحداث أمنية‪ ،‬مما أدى إلى تراجع حاد في اإليرادات الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم استدامة السياسة المالية ومواجهة العجز الحكومي من خالل السياسة النقدية التوسعية أسهما في‬
‫ارتفاع معدالت التضخم بشكل سريع‪.‬‬
‫‪ -‬تباطؤ في معدالت النمو االقتصادي خالل هذه المرحلة‪ ،‬حيث انخفض متوسط معدل النمو الحقيقي‬
‫السنوي للناتج المحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬تدهور نصيب القطاعات السلعية (الزراعة‪ ،‬والصناعة‪ ،‬واإلنشاءات‪ ،‬والكهرباء) في الناتج اإلجمالي‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل التضخم بشكل ملحوظ إلى ‪ %18.3‬نتيجة ارتفاع الطلب الكلي وتمويل عجز الموازنة‬
‫العامة عبر اإلصدار النقدي‪ .‬في عام ‪ ،1989‬وصل معدل التضخم إلى ‪.%21‬‬
‫‪ -‬زيادة العجز في ميزان المدفوعات بسبب تراجع الصادرات‪ ،‬انخفاض اإليرادات النفطية‪ ،‬وتقلص‬
‫االستثمار األجنبي المباشر خالل الفترة ‪ .1986-1981‬هبوط أسعار النفط بنسبة ‪ %50‬في ‪-1986‬‬
‫‪ 1987‬أثر سلًبا على إيرادات مصر وتسبب في تراجع معدل نمو الدخل القومي بعد نمو كبير في‬
‫السبعينيات‪.‬‬

‫نقاط الضعف‬

‫اعتماد االقتصاد المصري بشكل كبير على المعونات والمساعدات األجنبية في حقبة الثمانينات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وذلك على الرغم من معدالت النمو العالية‪.‬‬

‫نقص مصادر الدخل األساسية مثل صادرات البترول وإيرادات قناة السويس وتحويالت العاملين في‬ ‫‪-‬‬
‫الخارج في تمويل الواردات المتزايدة واالستثمارات الكبيرة لتطوير البنية التحتية‪ ،‬وتدهور أسعار‬
‫البترول في ‪ 1986‬أثر بشكل كبير على الوضع النقدي للدولة وأثر سلًبا على االقتصاد المصري‪.‬‬

‫تفاقم حجم الدين الخارجي لتصبح مصر من بين أكثر الدول مديونية في العالم‪ ،‬ونسبة خدمة الدين‬ ‫‪-‬‬
‫للناتج المحلي اإلجمالي كانت األعلى بين الدول النامية‪ .‬بعض المستثمرين قد تراجعوا عن استثمار‬
‫أموالهم وتنفيذ المشاريع بسبب عدم االطمئنان إلى مصداقية التوجه االقتصادي الجديد‪ ،‬وبعض‬
‫المستثمرين المصريين أظهروا اهتماًم ا أقل بالمصلحة الوطنية وركزوا أكثر على المصلحة‬
‫الشخصية‪.‬‬

‫فشل تنفيذ استراتيجية التصنيع من أجل التصدير‪ ،‬التي تهدف إلى تحويل االقتصاد من مصدر للمواد‬ ‫‪-‬‬
‫الخام إلى مصدر للمنتجات الصناعية لالستفادة من المزايا النسبية المحلية وزيادة العمالت الصعبة‬
‫وتجاوز مشكلة ضيق السوق المحلية وتكلفة اإلنتاج‪.‬‬

‫شروط نجاح إستراتيجية الريع‪:‬‬

‫‪ -1‬االستقرار السياسي واالقتصادي‪.‬‬


‫‪ -2‬توفير الحوافز للمصدر مثل اإلعفاءات الضريبية للعمليات المدعمة والمكملة للنشاط التصديري‪.‬‬
‫‪ -3‬التكامل بين القطاع الصناعي والقطاعات األخرى داخل االقتصاد الوطني‪ ،‬مثل الزراعة‪.‬‬
‫‪ -4‬االستفادة من نظام المناطق الحرة وجذب االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪ -5‬دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير فرص عمل‪.‬‬

‫أسباب فشل تنفيذ استراتيجية التصنيع للتصدير خالل فترة االنفتاح االقتصادي‪:‬‬

‫‪ -1‬توسيع اإلقراض الرخيص لرجال األعمال‪ ،‬مما دفعهم الستثمار أموالهم في أنشطة غير إنتاجية‬
‫وتحويل القروض لالستخدام الشخصي‪.‬‬

‫‪ -2‬غياب الرقابة الحكومية على تحقيق االستراتيجية وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬مما أدى إلى إهمال قطاعي‬
‫الصناعة والتجارة‪.‬‬

‫‪ -3‬فتح باب االستيراد بدون قيود أدى إلى تدفق سلع ومواد رديئة وانتشار الجرائم التجارية والتهرب‬
‫الجمركي‪.‬‬

‫‪ -4‬الرغبة في الربح السريع أدت إلى انتشار الممارسات الفاسدة مثل الرشوة وزيادة الفساد في‬
‫االقتصاد‪.‬‬

‫‪ -5‬االنفتاح االقتصادي أدى إلى تجاهل التخطيط االقتصادي‪ ،‬وعدم تطبيق القوانين التي تشير إلى‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ .‬هذا النقص في التخطيط كان مقصوًدا لتهيئة المناخ المناسب‬
‫لالنفتاح االقتصادي‪.‬‬

‫‪ - 6‬سياسة االنفتاح االقتصادي أدت إلى تصاعد الفجوة بين األغنياء والفقراء في مصر‪ ،‬وتسببت في‬
‫تأثيرات اجتماعية وسياسية خطيرة‪ .‬بحسب البنك الدولي‪ ،‬كان ‪ %21.5‬من الدخل الوطني يذهب إلى‬
‫‪ %5‬من السكان‪ ،‬و‪ %44‬من سكان الريف و‪ %33‬من سكان المدن كانوا يعيشون تحت خط الفقر‪.‬‬

‫المشاكل االقتصادية الدافعة نحو تطبيق برنامج االصالح االقتصادى عام ‪1991‬‬

‫مع تغيير القيادة السياسية في عام ‪ ،1981‬بدأت الحاجة إلى إعادة النظر في السياسات االقتصادية‬
‫بهدف وقف التدهور في المديونية الخارجية والهيكل االقتصادي‪ُ .‬عقد مؤتمر اقتصادي على مستوى‬
‫عالي في فبراير ‪ ،1982‬شارك فيه نخبة من االقتصاديين المصريين‪ ،‬وتم التوصل إلى اتفاقات حول‬
‫تعديالت إلصالح المسار االقتصادي‪.‬‬

‫وفي الخطة الخمسية األولى لإلصالح للسنوات (‪ 1982-1981‬إلى ‪ ،)1987-1986‬ازداد اعتماد‬


‫الدولة على القروض الخارجية‪ ،‬وتم تفكيك وإضعاف القطاع العام تمهيًدا لخصخصته‪ ،‬وزادت‬
‫مديونية مصر الخارجية‪ .‬الخطة الخمسية الثانية (‪ 1988-1987‬إلى ‪ )1992-1991‬لم تكن بأحسن‬
‫حال من السابقة‪ ،‬مما أدى إلى استمرار تدهور مستوى المعيشة خالل النصف الثاني من الثمانينات‪.‬‬
‫بسبب المشاكل االقتصادية التي تضاعفت‪ ،‬خصوًص ا بعد انخفاض أسعار البترول في منتصف‬
‫الثمانينات‪ ،‬اعتمدت الحكومة برنامًجا اقتصادًيا طموًح ا لمعالجة الخلل في الهيكل االقتصادي من‬
‫خالل اإلصالح االقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪.‬‬

‫‪☺ Good Luck‬‬

You might also like