Professional Documents
Culture Documents
في الفترة ما قبل الثورة في مصر (حتى عام 1952م) ،كان االقتصاد المصري يعتمد بشكل رئيسي على
الزراعة وكان دوره في السوق العالمية محدوًدا إلى تصدير المواد األولية ،بما في ذلك القطن .تميزت هذه
الفترة بعدم استقرار الدخل الوطني بسبب تقلبات أسعار القطن العالمية ،مما جعل االقتصاد المصري متأثًرا
بالرواج والكساد في األسواق الخارجية ،خصوًص ا في بريطانيا.
.1الفترة األولى ( :)1959-1952مرحلة إعادة التوزيع وزيادة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية .تركزت
على تحقيق هدفين رئيسيين ،وهما:
-إعادة توزيع الثروة.
-تعزيز دور الدولة في مختلف جوانب النشاط االقتصادي.
.2الفترة الثانية ( :)1966-1960مرحلة التخطيط الشامل ،حيث تم تنفيذ استراتيجيات اقتصادية تسعى إلى
تحقيق التنمية االقتصادية بشكل شامل.
جاءت هذه المرحلة بعد فترة من التناقضات االقتصادية واالجتماعية وسوء توزيع الدخل .تم التركيز في هذه
المرحلة على عمليات إعادة التوزيع بهدف تحقيق العدالة االجتماعية ،وذلك من خالل اإلجراءات التالية:
.1إعادة توزيع الملكية الزراعية :تم ذلك من خالل قوانين اإلصالح الزراعي وتخفيف ندرة األرض
الزراعية من خالل دراسة مشروع إنشاء السد العالي وبدء استصالح أراضي الصحراء.
.2إعادة توزيع الموارد بين القطاعين العام والخاص :تم ذلك من خالل تأميم قناة السويس وفرض الحراسة
على المنشآت البريطانية والفرنسية بعد حرب عام ،1956وتمصيرها بعد ذلك.
وترتبط هدف إعادة التوزيع بأهداف أخرى ،مثل تعزيز دور الدولة في مختلف جوانب النشاط االقتصادي أو
تدعيم دور الدولة .تم االعتماد على مجموعة من اآلليات لتعزيز دور الدولة ،بما في ذلك التخطيط الجزئي،
وتنظيم األسعار ،وتنظيم العمالة ،واعتماد استراتيجية التنمية .تم استخدام التخطيط الجزئي كوسيلة لتحقيق
هدف الحكومة في زيادة الدخل القومي المصري وإعادة توزيعه لتحقيق العدالة االجتماعية .وتضمن هذا
النهج إنشاء مؤسسات مخصصة ألداء مهام محددة.
أما فيما يتعلق بالتسعير ،فقد عملت الحكومة على مراقبة األسعار ،خاصة للسلع االستهالكية األساسية مثل
الخبز والسكر والزيت ،بهدف منع ارتفاع تكاليف المعيشة للفئات الفقيرة .تم تنظيم األسعار عبر نظام دعم
السلع األساسية واستخدام نظام البطاقات التموينية (للخبز والسكر والزيت) ،باإلضافة إلى تحديد أسعار جبرية
لمنتجات القطاع العام .تمت الجهود التنظيمية للعمالة على النحو التالي:
.1سيطرت الحكومة على النقابات العمالية ،مع اعتبارها جزًء ا من النشاط السياسي.
.2تم إنشاء أول مشروع للتأمين على العمال في عام ،1956حيث قام أصحاب األعمال بتمويله باإلضافة
إلى المنشآت الكبرى في القاهرة واإلسكندرية.
.3تم إصدار قانون العمل رقم 91لعام ،1959والذي شمل تحديد ساعات العمل بـ 8ساعات للبالغين و6
ساعات لألحداث ،باإلضافة إلى زيادة اإلجازات المرضية واإلجازات السنوية المدفوعة األجر ،وغيرها.
.4أصدر قانون رقم 92لعام 1959الذي قام بتوسيع مشروعات التأمين لتشمل جميع المنشآت الصناعية
على مستوى الجمهورية.
استندت الدولة إلى استراتيجية االحالل محل الواردات بهدف تعزيز اإلنتاج المحلي لمجموعة من السلع التي
كانت تستوردها .وبناًء على ذلك ،اعتمدت الحكومة التصنيع كهدف رئيسي واستخدمت مجموعة من األدوات
لحماية الصناعة الوطنية ،مثل فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع المستوردة المستهدفة لالستبدال،
وتقييد الواردات من هذه السلع عبر نظام تراخيص االستيراد وحصص االستيراد .استخدمت تراخيص
االستيراد منذ عام 1952حتى عام ،1956ثم انتقلت إلى نظام حصص االستيراد بعد عام .1956فيما يتعلق
بالضرائب الحكومية ،فرضت الحكومة ثالث ضرائب على الواردات.
في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ،نشأت استراتيجية إحالل الواردات نتيجة انخفاض الطلب
العالمي على منتجات الدول النامية وزيادة عجز موازين مدفوعاتها .اعتمدت الدول النامية هذه االستراتيجية
لتطوير صناعتها المحلية بدًال من االعتماد على الواردات ،وتركزت على تصنيع المواد الخام محليًا ألسباب
اقتصادية وسياسية ،على الرغم من ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة التي تحملها البنك الدولي وصندوق النقد
الدولي للدول التي تتبنى هذه االستراتيجية.
هذا النمط من التصنيع برز بشكل كبير في دول أمريكا الالتينية مثل البرازيل واألرجنتين والمكسيك نتيجة
النخفاض الطلب على صادراتها بسبب الكساد العالمي الكبير وانقطاع خطوط الشحن بسبب الحرب العالمية
الثانية .وفي مرحلة الحقة ،انضمت دول آسيوية مثل الهند وباكستان إلى هذه االستراتيجية ،وزادت عدد
الدول النامية التي تتبنى هذا النهج منذ عقد الخمسينيات من القرن الماضي.
إستراتيجية التصنيع الموجه لإلحالل محل الواردات تركز على تصنيع السلع االستهالكية الخفيفة والمعمرة
التي يتعين على البلد االعتماد على وارداتها من الخارج .تتضمن هذه االستراتيجية فرض رسوم جمركية
مرتفعة على الواردات المماثلة لمنع استيرادها .تم تطبيق هذا النموذج في معظم األقطار العربية غير النفطية
بعد استقاللها ،وتمر هذه االستراتيجية بمرحلتين رئيسيتين:
المرحلة األولى تتضمن إحالل الواردات بدًال من السلع االستهالكية الخفيفة غير المعمرة ،مثل المالبس
والمواد الغذائية واألدوات المنزلية واألحذية والمدخالت المطلوبة إلنتاجها مثل النسيج والجلود والخشب.
يعتبر تصنيع هذه السلع مناسًبا للدول النامية نظًر ا الحتياجها إلى عمالة كثيفة غير ماهرة وعدم احتياجها إلى
تكنولوجيا متطورة .تالئم هذه الصناعات سعة األسواق المحدودة في البلدان المتخلفة نظًر ا للدخل المتوسط
المنخفض وصعوبة التصدير .تكون فترات االسترداد لالستثمارات في هذه الصناعات غير طويلة ،وتتميز
بارتفاع الربحية نسبًيا.
المرحلة الثانية في استراتيجية إحالل الواردات تتعامل مع السلع االستهالكية المعمرة مثل الثالجات واآلليات
والمعدات والسيارات .خالل المرحلة األولى ،زاد اإلنتاج المحلي لهذه السلع بمعدل أسرع من زيادة
االستهالك المحلي .يتعين على اإلنتاج المحلي في هذه المرحلة مواجهة الزيادة المستمرة في االستهالك
المحلي والعمل على إحالل الواردات باإلضافة إلى تلبية احتياجات السوق المحلية.
الصناعات المعمرة تتميز بعدة عوامل:
.1الحاجة إلى عمالة عالية المهارة.
.2الحاجة إلى تكنولوجيا متقدمة ورأسمالية عالية.
.3الحاجة إلى كوادر تنظيمية وإدارية كفؤة.
.4تتطلب مشروعات كبيرة نسبة لحجم السوق المحلي في الدول النامية ،وتزيد من أهمية وفوائد الحجم
الكبير.
.5فترات استرداد االستثمارات طويلة.
.6تواضع عائد الربح المحقق.
تطبيق استراتيجية إحالل السلع المحلية االستهالكية المعمرة وغير المعمرة بدًال من الواردات يتطلب استخدام
السياسات الجمركية لحماية المنتجات المحلية وتقليل حجم المنتجات األجنبية المستوردة .يجب رفع الرسوم
الجمركية على السلع المستوردة ،ولكن يجب أيًض ا تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الخام المستوردة إذا
كانت السلع المنتجة محليًا وتستخدم مواد خام مستوردة.
ومع ذلك ،تعرضت استراتيجية إحالل الواردات لالنتقادات ،بما في ذلك االعتماد الكبير على تكنولوجيا
مستوردة ومواد خام ووسيطة مستوردة ،مما أدى إلى زيادة في تكلفة المستوردات من السلع األولية والوسيطة
والتكنولوجيا .ونتج عن ذلك فشل االستراتيجية في تصحيح وضع الميزان التجاري للدول التي نفذتها.
.1تشغيل هذه الصناعات عند الحجم األمثل يتطلب وجود حد أدنى من اتساع األسواق لتصريف منتجاتها،
ولكن نظًر ا للقيود في السوق وصعوبة التصدير ،لم تصل هذه الصناعات إلى اإلنتاج األمثل ولم تحقق أقل
تكلفة متوسطة.
. 2استخدام تكنولوجيا مستوردة ومتقدمة أدى إلى عدم توظيف العمال بشكل كبير أو حل مشكلة البطالة ،مما
أثر على توسيع السوق المحلي وقد أدى إلى انحصار السوق.
.3انحياز هذه الصناعات إلى إنتاج السلع الترفيهية والكمالية تجاوزت قدرات االقتصاد القومي وأدى إلى
ضعف المدخرات الوطنية.
.4تضخيم التوظيفات الرأسمالية دفع هذه االقتصادات إلى االعتماد على تمويل خارجي ،مما أدى إلى تراكم
الديون الخارجية وتبعيتها لشروط صندوق النقد الدولي وفشلها في التخلص من التخلف والتبعية.
بالرغم من االنتقادات التي وجهت إلى استراتيجية اإلحالل محل الواردات ،إال أن هذا ال يعني أن
االستراتيجية غير صالحة تماًم ا .إحالل الواردات يمكن أن يكون مرغوًبا وممكًنا في مجال إنتاج الغذاء
والمالبس والخدمات األساسية .باإلضافة إلى ذلك ،بعض االنتقادات يمكن تجاوزها من خالل تبني نماذج
مختلفة للتنمية تركز على تلبية احتياجات السكان األساسية وتوجهاتهم وتقاليدهم.
يمكن تقسيم المرحلة االولى من تحليل االقتصاد المصرى إلى فترتين فرعيتين:
الفترة األولى :مرحلة إعادة التوزيع وزيادة تدخل الدولة في الحياة االقتصادية ()1959-1952 •
الفترة الثانية :مرحلة التخطيط الشامل ()1966-1960 •
في هذه المرحلة ،كانت جهود التنمية محدودة بسبب تركيز حكومة الثورة على تثبيت أسس النظام الجديد
والقضاء على القوى السياسية القديمة .كانت االستثمارات ،سواء الوطنية أو األجنبية ،تنخفض بشكل ملحوظ
خالل هذه الفترة بسبب عدم وجود استقرار في السياسة االقتصادية للنظام الجديد.
تغّير الهيكل االقتصادي الناصري كان بارًز ا فقط مع بداية تنفيذ الخطة الخمسية األولى والفترة المعروفة
بالتخطيط الشامل ( .)1966-1960خالل هذه الفترة ،حدث تغّير في نهج الدولة تجاه االقتصاد ،حيث أصبح
التدخل الحكومي مكماًل لدور القطاع الخاص بدًال من منافس له .وبالتالي ،توجهت الحكومة نحو المجاالت
التي يكون فيها القطاع الخاص غير قادر على المنافسة بسبب مستوى المخاطرة العالي .ومن الممكن في
المستقبل بيع هذه المشروعات إلى القطاع الخاص بعد إثبات نجاحها.
في هذا السياق ،شهدت هذه الفترة تعايًش ا بين القطاع العام والخاص ،حيث كان القطاع العام ينمو بسرعة
خاصة بعد عام .1956بالمقابل ،كان القطاع الخاص يتراجع باستمرار نتيجة عدم توفر بيئة استثمار مناسبة
بسبب عدم وضوح التوجهات السياسية نحو القطاع الخاص ورأس المال األجنبي.
السياسات المطبقة:
تم بدء تنفيذ أول خطة خمسية شاملة في الفترة من 1960إلى ،1965واعتمد تنفيذها على القطاع االقتصادي
القائد وتدعمه مجموعة من السياسات الرئيسية ،منها:
.1القوانين االشتراكية :تم إصدار قوانين اشتراكية أدت إلى تأميم العديد من المؤسسات والشركات التي كانت
تمتلكها القطاع الخاص ،باإلضافة إلى تنظيم ساعات العمل واألجور.
.2تنظيم العالقة بين المالك والمستأجر.
.3التدخل في تحديد األسعار.
تم إصدار قوانين اشتراكية أدت إلى تأميم العديد من المؤسسات الخاصة ،وكذلك تم التدخل في تحديد األسعار
وتنظيم العالقة بين المالك والمستأجر .باإلضافة إلى ذلك ،تم تعزيز خدمات الصحة والتعليم ،حيث تم اعتبار
التعليم المجاني فرصة استثمارية طويلة األمد.
زاد اإلنتاج في مختلف القطاعات بنسب مرتفعة ،حيث تم إصالح مساحات زراعية كبيرة وزاد اإلنتاج
الزراعي بنسبة .%18كما شهد قطاع الكهرباء زيادة في اإلنتاج بنسبة ،%129وزادت الخدمات االجتماعية
والثقافية بنسبة .%46
أظهرت الخطة األولى نجاًح ا في وضع األسس لزيادة النمو االقتصادي الوطني بمعدالت تفوق بكثير نسبة
الزيادة السكانية .في فترة تنفيذ الخطة ،زاد عدد السكان بنسبة ،%15بينما زاد الدخل باألسعار الثابتة بنسبة
.%37متوسط حصة الفرد من السلع والخدمات زاد بحوالي %19من بداية الخطة .بشكل عام ،بلغت نسبة
الزيادة الكلية خالل الخمس سنوات إلى %37.1بمعدل سنوي قدره .%7.5وهذا هو أحد أعلى معدالت نمو
الدخل في العالم.
على سبيل المقارنة ،كان معدل النمو في فرنسا خالل نفس الفترة ،%4.9في إنجلترا ،%2.5وفي الواليات
المتحدة .%2.9بالتالي ،أرست الخطة الخمسية األولى األسس لالقتصاد ودفعت االقتصاد الوطني بقوة نحو
النمو ،مما أسهم في زيادة القدرة اإلنتاجية وتطوير االقتصاد الوطني .كما تم دعم االستثمار في تعزيز كفاءة
القوى البشرية من خالل تعزيز مجاالت التعليم والصحة.
ال يمكن النظر إلى هذه اإلجراءات والزيادات المستدامة في معدالت اإلنتاج بشكل منفصل عن الجوهر
الرئيس لعملية التنمية ،وهو تحقيق الكفاية والعدالة .هذا الجوهر أدى إلى ربط النمو بالتوزيع العادل ،سواء
في توزيع المشاريع التنموية في جميع محافظات مصر أو في توزيع عوائد تلك المشاريع واإلجراءات التي
تم اتخاذها لجعل الشعب شريًك ا أساسًيا في عملية التنمية في جميع مراحلها :البناء ،اإلنتاج ،والربح أيًضا.
التنمية الصناعية
في الستينيات وقبل حرب عام ،1967شهدت مصر نمًو ا اقتصادًيا وصناعًيا ملحوًظا .بدأت الحكومة في
اتخاذ توجه جديد نحو السيطرة على وسائل اإلنتاج من خالل توسيع نطاق تأميم البنوك والشركات والمصانع
الكبرى .تم إقامة العديد من المشروعات الصناعية الضخمة وتم توجيه اهتمام كبير إلى إنشاء المدارس
والمستشفيات وتوفير فرص عمل للمواطنين .أحد أهم اإلنجازات في هذه الفترة هو بناء السد العالي الذي حما
مصر من الفيضانات وزاد من الرقعة الزراعية بمليون فدان .كما أصبح المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء في
مصر ،مما ساهم في توفير الطاقة الالزمة للصناعات والمشروعات الكبيرة.
التنمية الزراعية
-1على الرغم من أن الدولة قامت بتحديد الملكية بمقدار 200فدان تحت مظلة
االصالح الزراعي اال ان الملكية في القطاع الزراعي ظلت خاصة في يد األفراد
- 2ادخلت الدولة نظام التعاونيات الزراعية في مصر لمد الفالحين بمستلزمات االنتاج
-3توحيد زراعة المحاصيل والتسعير الحكومي للمحاصيل
-4تم تأميم بنوك التسليف الزراعي لتوفير التمويل الالزم للفالحين بهدف التنمية
الزراعية ونشرها في اقاليم مصر في اطار قرارات يوليو 1961م االشتراكية بتأميم
وحدات الجهاز المصرفي وشركات التأمين
- 5توسيع الدور الذي يلعبه القطاع العام الزراعي في النشاط االقتصادي .
خالل المرحلة السابقة ،كان االقتصاد المصري يواجه مجموعة من المشاكل الرئيسية ،بما في ذلك:
.1ارتفاع معدل التضخم نتيجة لتوسع الفجوة بين الطلب والعرض بسبب ارتفاع معدالت االستهالك.
.2ارتفاع معدالت االستهالك الخاص بفعل زيادة السكان واالعباء الناتجة عن حروب عام 1956وحرب
اليمن عام .1961
.3تنفيذ الخطة الخمسية األولى 1965-1960والتي شملت مشروعات ضخمة في مجاالت اإلنتاج
والخدمات.
.4زيادة اإلنفاق على خفض تكاليف المعيشة دون زيادة مقابلة في اإليرادات ،مما أدى إلى زيادة عجز
الموازنة وزيادة الطلب على العرض وارتفاع معدل التضخم.
تسببت استراتيجية االحتالل مكان الواردات في ارتفاع االعتماد على االقتصاد العالمي من خالل زيادة
واردات السلع الوسيطة والسلع االستثمارية لتمويل مشروعات الخطة القومية واألمور الدفاعية .ولكن في
الوقت نفسه ،فشلت الدولة في تنويع الصادرات بما يكفي ،مما أدى إلى تفاقم عجز ميزان المدفوعات وزيادة
الديون الخارجية .كان االقتصاد يعتمد بشكل كبير على القطاع العام ،حيث تمثل نصيب هذا القطاع بين %80
و %95من الناتج المحلي اإلجمالي.
سببت عدة عوامل قصوًر ا في موارد الدولة من النقد األجنبي ،بما في ذلك:
.1إغالق قناة السويس بعد حرب 1956لمدة 3سنوات وبعد حرب 1967لمدة 7سنوات.
.2توقف موارد السياحة بسبب الحروب والتوتر.
.3استيالء العدو على حقول البترول في سيناء وبالتالي فقدان مصر لحوالي مليون طن من البترول سنوًيا من
حقول سيناء وقطاع التعدين بها.
.4وقف المعونات الغذائية األمريكية منذ عام .1965
.5الحصار الدولي المفروض على مصر.
باإلضافة إلى ذلك ،خسرت مصر موارد بشرية حيوية وأصول إنتاجية بسبب تدمير أو تعطيل المصانع
والمنشآت الصناعية خالل الحروب .تم تدمير 17منشأة صناعية كبيرة ،مما أدى إلى خسائر مالية تقدر
بمئات الماليين من الدوالرات .كما تعرضت مناطق القناة ألضرار كبيرة نتيجة للعدوان والتدمير.
الدولة في هذه المرحلة حاولت التوفيق بين أهداف التنمية وأهداف الدفاع والتسليح .استمرت في تلبية
احتياجات األفراد من خالل التعيينات ودعم السلع التموينية .في الوقت نفسه ،قامت بزيادة االستثمار في
التسليح وأعادت توزيع الموارد بين القطاع المدني والقطاع الحربي .تم توجيه جزء من الموارد إلى القوات
المسلحة من خالل تجنيد الخريجين وعمال المصانع .زادت نسبة اإلنفاق العسكري بشكل كبير من %5.5من
الناتج المحلي عام 1962إلى %10عام ،1967ثم إلى %20عام .1973
في الفترة من ،1971-1966شهد االقتصاد انخفاًض ا في معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي ،حيث بلغ %2.9
فقط ،وهذا لم يتجاوز معدل نمو السكان البالغ .%3ترافق هذا مع انخفاض معدل االستثمار من %18في عام
1966إلى %12في عام ،1972وانخفاض معدل االدخار من %14إلى %8خالل نفس الفترة .زادت
الفجوة بين الصادرات والواردات من %1.1من الناتج المحلي اإلجمالي في عام 1967إلى %5.1في عام
.1973وشهد معدل نمو اإلنتاج الصناعي انخفاًضا حاًدا ،حيث وصل إلى قيم سالبة %0.01-في عام
،1973مقارنة بنمو %15في عام .1969
-في الفترة من ،1971-1966انخفض معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي بنسبة ،%2.9ولم يتجاوز معدل
نمو السكان ( ،)%3مما أدى إلى حالة ركود في االقتصاد.
-شهد االقتصاد انخفاًض ا في معدل االستثمار من %18في عام 1966إلى %12في عام .1972
-انخفض معدل االدخار من %14إلى %8خالل نفس الفترة.
-زادت الفجوة بين الصادرات والواردات من %1.1من الناتج المحلي اإلجمالي في عام 1967إلى %5.1
في عام .1973
-انخفض معدل نمو اإلنتاج الصناعي بشكل كبير ليصل إلى قيم سالبة %0.01-في عام 1973مقارنة بنمو
%15في عام .1969
نقاط الضعف
.1وجود اآلالت المعطلة نتيجة ندرة الموارد الخام والعملة األجنبية.
.2انخفاض اإلنتاجية برغم زيادة األجور بسبب زيادة عدد العمال دون الحاجة وعدم توافق مهارات العمال
مع وظائفهم.
. 3ضعف كفاءة اإلدارة والبيروقراطية في القطاع العام ،ونقص الخبرة والكفاءة في اإلدارة العليا.
.4لم ُيطبق اإلصالح الزراعي الثالث ،مما أّثر على تحقيق العدالة االجتماعية المستهدفة.
. 5عدم توفر المواد الخام والوسيطة أثر على سياسات االحالل محل الواردات وزاد عبء ميزان المدفوعات.
نقاط القوة
-تم تمويل جيش قوي قادر على الدفاع وتحقيق النصر في حرب عام .1973
-القطاع العام ساهم في إنتاج السلع األساسية مثل البترول والقمح والحديد واألسمنت واألسمدة.
-تميزت هذه الفترة بالمرونة في إعداد الخطط وخطط الطوارئ.
المجتمعات التي تعتمد على االقتصاد الريعي ُيعتبر نظاًم ا استثنائًيا وغير مستدام .عندما تنفد الثروات
الطبيعية التي يعتمد عليها ،يمكن أن تواجه هذه الدول اقتصاًدا يعاني من توقف التنمية نتيجة عدم وجود
إنتاج أو استثمار أو كوادر بشرية مبدعة لتعزيز التقدم الوطني.
النتائج المترتبة على االنفتاح االقتصادى خالل مرحلة الرواج الريعي فى الفترة ( ) 1982 – 1974
الناتج المحلي اإلجمالي نما بشكل سريع بمتوسط سنوي يبلغ حوالي ،٪8.8مما أدى إلى زيادة الدخل الفردي
الحقيقي وارتفاع معدل االستثمار اإلجمالي بمعدل ٪10.3سنوًيا .توجد أربعة مصادر رئيسية للنقد األجنبي:
صادرات البترول ،تحويالت العمالة الوافدة من الخارج ،اإليرادات من السياحة وقناة السويس ،وتدفق
األموال األجنبية.
-النمو االقتصادي في مصر يعتمد بشكل كبير على مصادر ريعية مؤقتة وغير متحكم فيها بوجه كبير من
قبل صانعي القرار .بعض هذه المصادر تعتمد على أحداث مؤقتة مثل إعادة افتتاح قناة السويس .يتمركز هذا
النمو بشكل رئيسي في عدد قليل من القطاعات ،ال يتجاوز ثلث إجمالي عدد القطاعات في االقتصاد ويسهم
بأكثر من ثلث الناتج المحلي.
-هذا النمو لم يحدث تغييرات هيكلية أساسية تحسن هيكل االقتصاد المصري .االنفتاح االقتصادي أدى إلى
نمو هش في القطاعات غير السلعية مثل التجارة والتوزيع والمال واإلسكان والنقل الخاص وسياحة األغنياء،
بينما تباطأ نمو الزراعة والصناعة .معدالت النمو في القطاعات الخدمية تجاوزت معدالت النمو في
القطاعات األخرى.
-النمو االقتصادي في مصر ال يعتمد على عوامل القوة الذاتية لالقتصاد المصري بل يعتمد على عوامل
خارجية مثل صادرات البترول ،حركة المالحة العالمية ،قناة السويس ،أو أوضاع الدول الخليجية وتأثيرها
على العمالة المصرية واالستثمارات الخارجية .هذا النمو هش وال يستمر لفترة طويلة.
-ازداد معدل النمو السكاني أكثر من معدل النمو في الزراعة خالل هذه الفترة ،مما أدى إلى نقص في
اإلمدادات الغذائية.
-قطاع الصناعة التحويلية نما بوتيرة أبطأ من القطاعين الخدمات والنفط.
-نسبة الزراعة في الناتج الوطني انخفضت من %25إلى ،%17ونصيب الصناعة التحويلية انخفض أيًضا
من %23إلى ،%17بينما زاد نصيب القطاعات الخدمية من %45إلى .%48
-النمو السريع في الناتج الوطني أدى إلى زيادة في االستهالك دون زيادة في اإلنتاج المحلي ،مما أدى إلى
زيادة في واردات السلع.
-زاد االقتراض الخارجي لتحقيق التوازن في الميزان التجاري ،وأدى إلى زيادة في المديونية الخارجية
بنسبة متسارعة.
-زيادة معدالت التضخم بمتوسط %12.5خالل تلك الفترة.
-تزايد النسبة من %10في بداية الفترة إلى %21عام ،1980ثم انخفاضها إلى %15في نهاية الفترة.
-األسباب تشمل الزيادة في العرض النقدي لتمويل عجز الموازنة وضعف رقابة البنك المركزي على
اإلئتمان.
-عجز الموازنة العامة هو السبب الرئيسي في تزايد معدالت التضخم .ارتفع متوسطه إلى %12.2من الناتج
المحلي اإلجمالي خالل تلك الفترة.
-في أوائل عام ،1986حدثت أزمة أسعار البترول مما أثر على حركة المالحة في قناة السويس وتحويالت
المصريين العاملين في الخارج.
-انخفاض الدخل من السياحة نتيجة لألحداث األمنية ،مما أدى إلى تراجع حاد في اإليرادات الخارجية.
-عدم استدامة السياسة المالية ومواجهة العجز الحكومي من خالل السياسة النقدية التوسعية أسهما في ارتفاع
معدالت التضخم بشكل سريع.
-في أوائل عام ،1986حدثت أزمة أسعار البترول وأثرت على حركة المالحة في قناة السويس
وتحويالت المصريين العاملين في الخارج.
-انخفاض الدخل من السياحة نتيجة ألحداث أمنية ،مما أدى إلى تراجع حاد في اإليرادات الخارجية.
-عدم استدامة السياسة المالية ومواجهة العجز الحكومي من خالل السياسة النقدية التوسعية أسهما في
ارتفاع معدالت التضخم بشكل سريع.
-تباطؤ في معدالت النمو االقتصادي خالل هذه المرحلة ،حيث انخفض متوسط معدل النمو الحقيقي
السنوي للناتج المحلي اإلجمالي.
-تدهور نصيب القطاعات السلعية (الزراعة ،والصناعة ،واإلنشاءات ،والكهرباء) في الناتج اإلجمالي.
-ارتفاع معدل التضخم بشكل ملحوظ إلى %18.3نتيجة ارتفاع الطلب الكلي وتمويل عجز الموازنة
العامة عبر اإلصدار النقدي .في عام ،1989وصل معدل التضخم إلى .%21
-زيادة العجز في ميزان المدفوعات بسبب تراجع الصادرات ،انخفاض اإليرادات النفطية ،وتقلص
االستثمار األجنبي المباشر خالل الفترة .1986-1981هبوط أسعار النفط بنسبة %50في -1986
1987أثر سلًبا على إيرادات مصر وتسبب في تراجع معدل نمو الدخل القومي بعد نمو كبير في
السبعينيات.
نقاط الضعف
اعتماد االقتصاد المصري بشكل كبير على المعونات والمساعدات األجنبية في حقبة الثمانينات، -
وذلك على الرغم من معدالت النمو العالية.
نقص مصادر الدخل األساسية مثل صادرات البترول وإيرادات قناة السويس وتحويالت العاملين في -
الخارج في تمويل الواردات المتزايدة واالستثمارات الكبيرة لتطوير البنية التحتية ،وتدهور أسعار
البترول في 1986أثر بشكل كبير على الوضع النقدي للدولة وأثر سلًبا على االقتصاد المصري.
تفاقم حجم الدين الخارجي لتصبح مصر من بين أكثر الدول مديونية في العالم ،ونسبة خدمة الدين -
للناتج المحلي اإلجمالي كانت األعلى بين الدول النامية .بعض المستثمرين قد تراجعوا عن استثمار
أموالهم وتنفيذ المشاريع بسبب عدم االطمئنان إلى مصداقية التوجه االقتصادي الجديد ،وبعض
المستثمرين المصريين أظهروا اهتماًم ا أقل بالمصلحة الوطنية وركزوا أكثر على المصلحة
الشخصية.
فشل تنفيذ استراتيجية التصنيع من أجل التصدير ،التي تهدف إلى تحويل االقتصاد من مصدر للمواد -
الخام إلى مصدر للمنتجات الصناعية لالستفادة من المزايا النسبية المحلية وزيادة العمالت الصعبة
وتجاوز مشكلة ضيق السوق المحلية وتكلفة اإلنتاج.
أسباب فشل تنفيذ استراتيجية التصنيع للتصدير خالل فترة االنفتاح االقتصادي:
-1توسيع اإلقراض الرخيص لرجال األعمال ،مما دفعهم الستثمار أموالهم في أنشطة غير إنتاجية
وتحويل القروض لالستخدام الشخصي.
-2غياب الرقابة الحكومية على تحقيق االستراتيجية وزيادة اإلنتاجية ،مما أدى إلى إهمال قطاعي
الصناعة والتجارة.
-3فتح باب االستيراد بدون قيود أدى إلى تدفق سلع ومواد رديئة وانتشار الجرائم التجارية والتهرب
الجمركي.
-4الرغبة في الربح السريع أدت إلى انتشار الممارسات الفاسدة مثل الرشوة وزيادة الفساد في
االقتصاد.
-5االنفتاح االقتصادي أدى إلى تجاهل التخطيط االقتصادي ،وعدم تطبيق القوانين التي تشير إلى
تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية .هذا النقص في التخطيط كان مقصوًدا لتهيئة المناخ المناسب
لالنفتاح االقتصادي.
- 6سياسة االنفتاح االقتصادي أدت إلى تصاعد الفجوة بين األغنياء والفقراء في مصر ،وتسببت في
تأثيرات اجتماعية وسياسية خطيرة .بحسب البنك الدولي ،كان %21.5من الدخل الوطني يذهب إلى
%5من السكان ،و %44من سكان الريف و %33من سكان المدن كانوا يعيشون تحت خط الفقر.
المشاكل االقتصادية الدافعة نحو تطبيق برنامج االصالح االقتصادى عام 1991
مع تغيير القيادة السياسية في عام ،1981بدأت الحاجة إلى إعادة النظر في السياسات االقتصادية
بهدف وقف التدهور في المديونية الخارجية والهيكل االقتصاديُ .عقد مؤتمر اقتصادي على مستوى
عالي في فبراير ،1982شارك فيه نخبة من االقتصاديين المصريين ،وتم التوصل إلى اتفاقات حول
تعديالت إلصالح المسار االقتصادي.