You are on page 1of 2

‫كانت أهم رهانات هذا المخطط تحقيق االستقالل االقتصادي من التبعية الخارجية‪ ،‬وتحسين جودة الخدمات االجتماعية‪ ،‬وإرساء‬

‫قواعد لتصنيع الفالحي‪ .‬حيث كان الهم األساسي لواضعي هذا المخطط يتجلى باألساس في “إعادة هيكلة النظام االقتصادي المغربي‬
‫ككل بصورة تجعله يتجه في اتجاه غير اتجاه نظام التعمير االستعماري حتى يمكن الدخول في مسلسل القضاء على البطالة…”‬
‫وتوسيع فرص الشغل لتشمل كافة الجماهير العاطلة‪ .‬إال أن إقالة الحكومة الوطنية التي كانت آنذاك برئاسة “د‪ .‬عبد هللا إبراهيم”‬
‫سيؤدي إلى إعادة النظر في إستراتيجية المخطط‪ .‬وهكذا طرح مشروع تحديثي جديد كبديل للمخطط الخماسي ركز فيه على ضرورة‬
‫البطالة وإنعاش الشغل كأساس ألي مشروع تنموي‪ ،‬فطرح “برنامج اإلنعاش الوطني) يهدف اإلنعاش الوطني المحدث بظهير ‪15‬‬
‫يوليوز ‪ 1961‬إلى تنشيط الشغل عبر تنمية التشغيل الجماعي بواسطة استثمارات تعتمد يد عاملة عديدة إلنجاز األشغال المتعلقة‬
‫بالبنيات التحتية والتجهيزات قصد محاربة البطالة والهجرة القروية ولتسهيل مشاركة السكان في التنمية‪ .‬يعمل اإلنعاش الوطني على‬
‫تعبئة اليد العاملة العاطلة وتشغيلها إلنجاز مشاريع ذات كلفة متواضعة وتستدعي وسائل تقنية متوفرة على الصعيد المحلي يمكن‬
‫استعمالها من طرف يد عاملة غير مؤهلة‪ .‬ووفقا للمهمة األساسية المشار إليها أعاله ترتكز أنشطة اإلنعاش الوطني حول البرامج‬
‫الثالثة األساسية التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬برنامج" الجماعات" والرامي إلى تشغيل األعوان في المصالح العمومية التي تعرف نقصا في أعداد الموظفين وكذا األعوان‬
‫المزاولين للمهام الدنيا‪.‬‬
‫‪ 2‬برامج التجهيز في الوسط الحضري التي تساهم في تحسين البيئة بالمدن عبر أشغال النظافة وصيانة المناطق الخضراء وبالوسط‬
‫القروي التي تهدف إلى ضمان التجهيزات األساسية للجماعات ومحاربة البطالة القرويين‬
‫‪ 3 .‬برنامج تنمية األقاليم الصحراوية الذي يساهم في تنمية الجهات الصحراوية عبر إنجاز مشاريع البناء والتجهيزات بتعبئة اليد‬
‫العاملة المتوفرة‪.‬‬
‫لمحاربة البطالة في البادية تحت وصاية وزارة الداخلية (سنة ‪ )1961‬حيث تم االعتماد فيه على تمويل ثالثي المصدر‪ ،‬جزء يأتي‬
‫من إعانة القمح األمريكي وجزء من ميزانية الدولة وآخر من ميزانية الجماعات المحلية‪.‬‬

‫لمخطط الثالثي (‪ 1965‬ـ ‪)1968‬‬

‫رك ز ه ذا المخط ط على “الفالح ة والص ادرات والس ياحة”‪ ،‬ون ادى بتقليص ت دخل الدول ة في المج االت‬
‫االقتصادية األخرى‪ ،‬وإعطاء القطاع الخاص الدور المهم والمحرك االقتصادي …‪ ،‬وكان يشجع على انته اج‬
‫سياسة ليبرالية في المجال االقتصادي “ف وجهت الدول ة اس تثماراتها إلى إنش اء الس دود وتوجي ه الفالح ة نح و‬
‫التصدير وإخضاعها لمتطلباته‪ ،‬وتطوير آليات االستغالل في قطاع الفالحة بواسطة مزارع مجه زة ومتط ورة‬
‫“وهكذا تطورت الفالحة المسقية وأمكن ضمان التزويد المنتظم للمدن بالماء الصالح للشرب‪ ،‬غ ير أن ه لم يكن‬
‫بإمكان المن اطق النائي ة والس اكنة المع وزة االس تفادة بش كل تلق ائي من انعكاس ات الس دود والط رق والش بكة‬
‫الكهربائية “‪ .‬أما في مجال السياحة فقد اتجه المخطط إلى إنش اء تجه يزات مهم ة من بن اء سلس لة من الفن ادق‬
‫وتحسين جودة الخدمات في أكثر المناطق جلبا للسياح‬

‫المخطط الخماسي (‪1968‬ـ ‪)1972‬‬

‫جاء هذا المخطط كامتداد لالختيارات واألولويات والشعارات التي ميزت المخطط الس ابق‪ ،‬م ع إعط اء بعض‬
‫األولوية للقطاع الصناعي‪ ،‬بتشجيع الفالحة التص ديرية وتح ديث وس ائل اإلنت اج‪ ،‬وك انت النت ائج االجتماعي ة‬
‫لإلستراتيجية التنموية التي نهجتها الدولة جد هشة ومخيبة لكافة تطلعات ومتطلبات المواطنين‬

‫جاء المخطط الخماسي الثالث (‪ 1973‬ـ ‪)1977‬‬

‫جاء بسياسة جديدة ذات طابع نقدي لألوضاع االقتصادية واالجتماعية التي أفرزته ا مرحل ة الس تينات‪ ،‬ول ذلك‬
‫اعتبر هذا المخطط بمثابة سياسة تصحيحية لإلستراتيجيات الدولة السابقة في معالج ة األوض اع العام ة للبالد‪،‬‬
‫حيث أعطى بعض األولوية للقطاع الصناعي وقرر بعض اإلصالحات في الميدان المالي والضريبي كم ا أق ر‬
‫بعض اإلص الحات االجتماعي ة”‪ .‬وعم ل على تش جيع عملي ات النم و في األق اليم المهمش ة بانته اج سياس ة‬
‫الالمركزية‪ ،‬ومغربة االقتصاد الوطني بالتشجيع على شراء أسهم األجانب‪ .‬بيد أن االض طرابات ال تي عرفه ا‬
‫انخفاض الطلب على الفوسفاط والزيادة في أسعار البترول وكذا النفقات التي تحملها المغرب ابتداء من ‪1975‬‬
‫بما عرف بتعمير المناطق الصحراوية المسترجعة‪ .‬مم ا أدى إلى انتكاس ة طموح ات ه ذا األخ ير حيث غ دت‬
‫المشاريع االقتصادية واالجتماعية تعاني من جمود جراء مشاريع لم تنفذ أو شرع في تنفيذها وتعذر إتمامها‪.‬‬

‫المخطط الثالثي (‪ 1978‬ـ ‪)1980‬‬

‫الذي حاول أن يلطف من األزمة االقتصادية الناتجة عن ارتفاع أس عار الب ترول” ف أفرز مكان ة مهم ة للقط اع‬
‫الخاص في عملية التنمية‪ ،‬وعمل على االعتناء بالمقاوالت الصغرى والمتوس طة وأوص ى بالتقلي ل من نفق ات‬
‫الدولة جراء انعكاس سنوات الجفاف التي عرفها المغرب في تلك الفترة‬

‫مخطط خماسي جديد (‪ 1983‬ـ ‪)1987‬‬

‫الذي يروم إلى لملمة األوضاع االقتصادية واالجتماعية للبالد‪ ،‬عن طريق دعم المنتوجات الغذائية والص ناعية‬
‫والطاق ة‪ ،‬ورك ز على التقليص من الف وارق الطبقي ة بإح داث مناص ب للش غل …لكن إق رار سياس ة “التق ويم‬
‫الهيكلي” في نفس الفترة سوف يؤدي إلى تبطئ عملية النم و وإلى ت دهور التنمي ة االجتماعي ة ج راء الح د من‬
‫الموارد والتقلي ل من طلب الحب وب وارتف اع األس عار الداخلي ة نتيج ة ت دهور العمل ة الوطني ة بالنس بة للعمل ة‬
‫األجنبية وانعكس هذا على الدولة إذ كلفها ذلك جهدا مضاعفا لتحقيق بعض األهداف الموسمية في المخطط‪.‬‬

You might also like