You are on page 1of 19

ISSN : 2710 - 8805 ‫ مجلة األبحاث القانونية والسياسية‬EISSN : 2716-876X

248 - 230 :‫ ص‬2021 02 :‫ العدد‬03 :‫املجلد‬


‫مداني ليلى‬ ‫ اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬:‫الهجرة القسرية واللجوء‬

‫ اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬:‫الهجرة القسرية واللجوء‬


Forced Migration and Refugee: Conceptual Problems and a Reflection of
Freedom of Movement
*
‫مداني ليلى‬
l.madani@univ-boumerdes.dz ،‫ الجزائر‬،‫بومرداس‬،‫جامعة أمحمد بوقرة‬

2021/09/10 :‫تاريخ القبول‬ 2021/03/21 :‫تاريخ اإلرسال‬

:‫ملخص‬
‫تعتبر قضية الهجرة القسرية ضمن ما تحتويه من مفاهيم كاللجوء من أكثر القضايا حساسية الرتباطهما‬
‫ باعتبار أن دوافع الهجرة واللجوء كظاهرتين‬،‫بعوامل متعددة أمنية واجتماعية واقتصادية وبيئية وحتى إنسانية‬
‫ إال أنهما إلى حد ما أصبحا مفهومين‬،‫ازدادت حدتهما منذ نهاية الحرب الباردة نظرا لتزايد وتعدد العوامل املسببة لهما‬
‫غامضين خاصة في ظل مضمون املفهوم التقليدي لكل من الهجرة القسرية واللجوء والذي لم يعد يعبر عن‬
‫ لذا فان هذه الدراسة تحاول توضيح مختلف أنواع الهجرة واللجوء واألسباب الدافع لهما بدراسة نقدية‬،‫حقيقتهما‬
‫تحيط بمختلف أنواع الهجرة واللجوء املوجودان واقعيا والغائبان قانونيا بتحديد مضمون الهجرة واللجوء‬
‫ وتبعاتها كتقييد حرية‬19-‫ خاصة في ظل ما يشهده العالم اليوم ضمن جائحة كوفيد‬،‫واملفاهيم التي تتقاطع معهما‬
‫التنقل استجابة للضرورات الصحية ضمن جواز سفر صحي وهو ما زاد من تعقيد مفهوم الهجرة بشكل عام‬
.‫باعتبارها تعكس الالمساواة في الحق في الحركة والتنقل بغض النظر عن طبيعتها‬
.‫الهجرة؛ اللجوء؛ الهجرة القسرية؛ حرية التنقل؛ الالمساواة‬: ‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract :
The issue of forced migration is one of the most sensitive issues as it is linked to
multiple security, social, economic, environmental, and even humanitarian factors.
The motives for migration and refugees have increased since the end of the cold
war and have become vague concepts, especially given the content of the traditional
concepts of both forced migration and asylum, which are no longer true. Thus, this
study attempts to clarify the different types of migration and refugees, as well as the
reasons behind them. This can be reached by critically examining the different types
of migration that exist and are legally absent through determining the content of
migration and asylum and the concepts that intersect with them. Especially in light
of what the world is witnessing today during the COVID-19 pandemic and its
consequences, such as the restriction of freedom of movement in response to health
needs within a health passport, which in turn further complicates the concept of
migration and freedom of movement in general.
Keyworlds: Migration; Refugee; Forced Migration; Freedom of Movement;
Inequality.
‫* املؤلف املراسل‬

230
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تثير قضيتي الهجرة واللجوء الكثير من االشكاالت املفاهيمية خاصة أن أسباب الهجرة تزايدت‬
‫بشكل كبير منذ نهاية الحرب الباردة نتيجة تزايد التفاوتات االقتصادية والتنموية إلى جانب تزايد‬
‫الحروب والنزاعات والعنف كعوامل أساسية كانت السبب في تفاقم ظاهرتي الهجرة واللجوء‪،‬‬
‫وسواء تعلق األمر بالهجرة النظامية أو املهاجرون الطوعيون (الكثير منهم غير مرغوب فيهم) أو غير‬
‫والنظاميون‪ ،‬خاصة إذا تم النظر الي ظاهرة الهجرة بشكل عام ضمن مفهوم حرية الحركة والتنقل‬
‫من خالل ما يشهده العالم من عوملة لحق الخروج وتقليص حق الدخول خاصة في العالقة بين‬
‫الشمال والجنوب‪ ،‬والذي جعل املهاجرين يخضعون العتبارات مرتبطة بأشكال من التمييز في العمل‬
‫والسكن والحياة اليومية بشكل عام‪ ،‬إلى جانب الحاالت الخاصة التي تفرض نوعا من الطرد‬
‫واإلقصاء والهجرة االجبارية إلى جانب كل ذلك‪ ،‬تزايدت ظاهرة اللجوء كهجرة قسرية نتيجة حاالت‬
‫العنف املسلح أو ألسباب مرتبطة بغضب الطبيعية‪ ،‬إلى جانب أشكال التميز املرتبطة بها في دول‬
‫الوصول دون ان يشهد الالجئون أي تحسن في وضعيتهم أو حقوقهم‪ ،‬وعليه تستكشف هذه‬
‫الدراسة إشكالية مفادها‪ :‬ما املقصود بالهجرة القسرية واللجوء؟ وفيما تتقاطع مع مختلف‬
‫املفاهيم االخرى املشابهة لها نظريا واملختلفة عنها ضمنيا؟ وما حدود املساواة في حرية التنقل؟‪.‬‬
‫وضمن هذا االطار تناقش هذه الورقة البحثية االطار املفاهيمي ملختلف املفاهيم املرتبطة‬
‫بمفهومين اساسين هما الهجرة واللجوء من خالل التطرق إلى الفوارق األساسية بين املفاهيم‬
‫املختلفة للهجرة الطواعية (خاصة االنتقائية املرتبطة بالجانبين املادي والتعليمي والتكويني وحتى‬
‫الصحي اليوم في ظل انتشار جائحة كوفيد‪ "COVID-19" 19-‬ضمن ما يعرف بجواز السفر الصحي أو‬
‫جواز كورونا) والهجرة القسرية مع التركيز على هذه األخيرة ضمن مفهوم اللجوء الذي يخضع‬
‫التفاقية جنيف ‪ ،1951‬والنزوح أو مهاجروا الداخل الذين يتمتعون إلى حد ما بنوع من الحماية‪،‬‬
‫وكذا املهاجرون البيئيون الذين ال وضعية قانونية لهم إلى يومنا هذا‪ ،‬إلى جانب أولئك من ال وطن‬
‫لهم واملحكوم عليهم بالنفي أو حتى التيه في بالدهم دون التمتع بحق االنتماء قانونيا ألسباب عرقية‬
‫أو دينية أو حتى تاريخية‪ ،‬وكذا الهجرة املختلطة والهجرة االقتصادية‪...‬إلخ التي تتقاطع بدورها مع‬
‫مختلف املفاهيم املشار اليها سابقا‪ ،‬ولذا سوف نعمد إلى توضيح املحتوى القانوني والسياس ي‬
‫للمفاهيم السابقة والتي منها من تتقاطع في اسبابها ومنها من تتقاطع في طبيعتها ومنها من تتقاطع في‬

‫‪231‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫مسارها‪ ،‬إلى جانب املخرجات النهائية التي تتقاطع في الجمع بين مختلف املفاهيم السابقة والتي‬
‫توضح طبيعة الالمساواة املتزايدة في الحق في الحركة لدرجة أن منها من أدى إلى انتاج شكل من‬
‫أشكال العبودية الحديثة‪.‬‬
‫وعليه تتناول هذه الورقة البحثية بشكل عام املحاور التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مفهوم الهجرة القسرية واللجوء وأنواع الهجرة‪.‬‬
‫‪ -‬حدود حرية التنقل والالمساواة في الحركة‪.‬‬
‫املحور األول‪ :‬مفهوم الهجرة القسرية واللجوء وأنواع الهجرة‬
‫يعتبر مفهومي الهجرة واللجوء من املفاهيم التي يزداد غموضها وتعقيدها مع التطور التاريخي‬
‫للمجتمع وتعقد الحياة وزيادة دوافع الهجرة خاصة القسرية منها‪ ،‬لذا يهدف هذا املحور لتحديد‬
‫مفهومي الهجرة ضمن مختلف انواعها وكذا اللجوء كأحد املفاهيم الذي تحتويه الهجرة القسرية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تحديد مفهومي الهجرة واللجوء‬
‫هناك تسميات مختلفة للمهاجرين وان كانت تعبر عن وصفا لهم أكثر منها تسمية علمية‬
‫كالحركيين أو املتحركين أو حتى املطرودون أو املتأرجحين أو املتذبذبين‪ ،‬وتعرف منظمة االمم املتحدة‬
‫املهاجرين "بأنهم األشخاص الذين عاشوا خارج بالدهم االصلية التي ولدوا فيها ملدة ‪ 12‬شهر أو زيادة‬
‫عن ذلك"‪ 1‬كما أن الدراسات االحصائية للهجرة تعتمد مصطلحات خاصة تعبر بها عن أعداد‬
‫املهاجرين عادة خالل عام من خالل االشارة إلى "تدفق املهاجرين والذي تشير به إلى عدد املهاجرين‬
‫الذين دخلوا إلى دولة ما والذي يعرف بالتدفق إلى الداخل‪...‬أما ألئك الذين يغادرون دولة ما فيشار‬
‫إليه بتصدير الهجرة أو التدفق إلى الخارج‪ ،‬وبمقارنة األرقام يتم الحصول على ما يعرف بصافي‬
‫الهجرة والتي يتم من خاللها فهم اتجاهات ومجرى حركة املهاجرين"‪ ،2‬بغض النظر عن طبيعة‬
‫الهجرة قسرية أبشكل عام بغض النظر عن أسبابها و طوعية‪ ،‬في ذات الوقت يتم التعبير عن ألئك‬
‫"املولودون من مهاجرين في دولة املهجر بالرعايا األجانب باعتبار آبائهم ال يزالون يحتفظون بجنسية‬
‫بلدهم األم"‪ ،3‬وينطوي هذا التعبير عادة على الجيلين الثاني والثالث للمهاجرين الذين استقروا في‬
‫ذلك البلد‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫أما علماء االجتماع فيعرفون الهجرة بشكل عام "بالفعل االجتماعي الذي ينجم عنه تغير‬
‫اجتماعي يؤثر على املجتمع ككل في كل من الدولة املرسلة او الدولة املستقبلة للمهاجرين"‪ ،4‬أما‬
‫الهجرة القسرية فتعتبر تعبيرا عاما عن ألئك الذين اضطروا إلى ترك مكان اقامتهم وتواجدهم‬
‫بالتحرك داخليا أو خارج حدود الدولة بحثا عن األمن تيجة وجود خطر يتهدد حياتهم‪ ،‬ويدخل‬
‫ضمن الهجرة القسرية الالجئون والنازحون وحتى الالجئون البئيون‪ ،‬إال أن تعريف "اللجوء ولد‬
‫نتيجة الصراع بين الشرق والغرب فهو يعبر عن ذلك الصراع وناتج من نواتجه‪ ،‬كما هناك من يربط‬
‫والدته في مرحلة ظهوره االولى باملجاعة التي ضربت أوربا سنة ‪ ،1933‬وهكذا فان التعريف ناتج من‬
‫تجربة سياقها الجغرافي والسياس ي أوربيي وعلى الرغم من املسحة املسحية إال أنه أشد تأثرا‬
‫بالثقافة اليهودية‪...‬لذا ظهرت املفارقة في تطبيق املعايير نفسها التي يشترطها التعريف في بيئة‬
‫مختلفة"‪ ،5‬فمثال ترفض بعض الدول خاصة تلك التي تستوعب الكثير من الالجئين تسمية من‬
‫ينطبق عليهم صفات اللجوء بالالجئين وتفضل تسميتهم نازحين كلبنان نظرا لوجود عدد كبير من‬
‫الالجئين الفلسطينيين الذين طال امد وجودهم إلى جانب االعداد الكبيرة من الالجئين السورين‬
‫القادمين منذ سنة ‪ ،2011‬ولعل أعداد الالجئين في املعمورة ككل قد تجاوز اليوم العدد الذي تم‬
‫احصائه على اثر الحرب العاملية الثانية الذين "وصل عددهم إلى ‪ 59‬مليون اضطروا إلى التحرك‬
‫بسبب الحرب واالضطهاد والعنف على اثر الحرب العاملية الثانية"‪ ،6‬ويصل عددهم حسب‬
‫"احصائيات نهاية سنة ‪ 2015‬إلى ـ‪65,3‬ـ مليون شخص تحركوا بسبب االضطهاد والنزاعات والحروب‬
‫والعنف بشكل عام وبما في ذلك من تحركوا بسبب انتهاكات لحقوقهم املقدر عددهم بـ‪ 5.8‬مليون‬
‫شخص وهو ما يعني ان النسبة الصافية من الالجئين تصل إلى ‪59,5‬مليون شخص"‪" ، 7‬فالالجئ هو‬
‫افتقار للدولة بمعنى جديد‪...‬أإهم مطرودون وخارجون عن القانون من نوع جديد إنهم نواتج العوملة‬
‫وخالصتها وتجسيدا لروحها الطالئعية‪...‬لقد دفعوا إلى أطراف الجرف الذي قد يكون مؤقتا أو‬
‫دائما‪...‬وحتى وان كان مؤقتا فإنهم في حالة حراك لن يكتمل ألن هدفهم وصولهم أو عودتهم يظل غير‬
‫واضح واملكان الذي بوسعهم أن يسموه نهائيا ال يتيسر الوصول اليه‪...‬الالجئون هم التالف البشري‬
‫في تخوم األرض‪...‬الغرباء حتى العظم الغرباء املرفوضون واملقابلون في كل مكان بالكراهية والحقد‬
‫انهم خارج املكان حيثما ذهبوا"‪ 8‬وهناك ضمن هؤالء فعال من طال أمد تنقلهم مع التالش ي التدريجي‬
‫ألمل العودة ثانية‪ ،‬ويأتي على رأسهم "الالجئون الفلسطينيون الذين هجروا منذ أربعينات القرن‬

‫‪233‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫املاض ي وكذا األكراد الذين نزحوا من العراق وسوريا وتركيا وإيران إلى جانب الصحراويون الذين‬
‫ذكرت املفوضية العليا لشؤون الالجئين أنهم يعيشون أحد أكثر اوضاع اللجوء طويل االمد في‬
‫العالم ويناظرون ثاني اقدم حالة لجوء لدى املنظمة"‪ 9‬وهذا ما يعرف باللجوء الطويل االمد أو‬
‫النزوح طويل األمد وباختصار "يلخص مفهوم الهجرة مجموعة من العوامل والتفاعالت املعقدة التي‬
‫تؤدي إلى الهجرة الدولية وتؤثر على مسارها‪ ،‬فالهجرة عملية تؤثر على كل بعد من أبعاد الوجود‬
‫االجتماعي وتعمل على تطوير دينامكيته الخاصة املعقدة"‪ ،10‬حيث تعرف القارة االفريقية أكبر عدد‬
‫من املهاجرين تاريخيا لذا تسمى بـ"القارة املتحركة إال أن النسبة االكبر من التنقالت تتم داخل‬
‫القارة ذاتها وليس عبر الصحراء الكبرى و البحر املتوسط نحو أوربا بالرغم من أن نسبة التنقل‬
‫خارج القارة قد ارتفعت إال أنها في حقيقة االمر ال تزال ضئيلة باملقارنة مع التنقل داخل القارة"‪،11‬‬
‫وتعتبر من أكبر املغالطات االعالمية وحتى السياسية تلك التي تروج للهجرة ضمن خط واحد من‬
‫افريقيا باتجاه أوربا في الوقت الذي ال مجال فيه للمقارنة بين الهجرة داخل القارة االفريقية‬
‫وباتجاه أوربا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التصنيفات املختلفة للهجرة‪:‬‬
‫هناك العديد من املعايير التي يتم استخدامها للتمييز بين التصنيفات املختلفة للهجرة وال يوجد‬
‫اتفاق حول معايير محددة أو تصنيفات محددة للهجرة نظرا لكون ظاهرة الهجرة يمكن دراستها‬
‫ضمن مختلف التخصصات ولذا سوف نعمد للتطرق إلى مجموعة من املعايير االكثر استعماال في‬
‫تصنيف األنواع املختلفة للهجرة حيث منها من يصنفها حسب طبيعتها القانونية أو حتى أسبابها‬
‫ومنها حسب معيار الوقت ومنها حسب املقر وهو ما يعطينا التسميات املختلفة من لجوء وهجرة‬
‫نظامية وغير نظامية أو هجرة مؤقتة وأخرى دائمة أو هجرة داخلية (نزوح) وأخرى خارجية‪...‬إلخ‪،‬‬
‫ويمكن التطرق إليها من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث طبيعتها‪ :‬يميز الباحثين بين نوعين رئيسيين من الهجرات حيث يعتبر التصنيف‬
‫االكثر استخداما وهما‪ :‬الهجرة القسرية والهجرة الطوعية وكالهما قد تكون هجرة دولية خارج‬
‫حدود الدولة أو هجرة داخلية داخل حدودها‪.‬‬
‫أ‪ -‬الهجرة القسرية‪( :‬أو املٌ ّ‬
‫ـهجرون) هم ألئك الذين تدفعهم مخاطر كبرى وتجبرهم على مغادرة‬
‫بلدهم حتى وإن كانوا من السكان األشد فقر الذين ينزعون إلى البقاء في بالدهم"‪ ،12‬إال أن‬

‫‪234‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫االضطرابات والنزاعات التي تهدد بقائهم تضطرهم إلى التنقل‪" ،‬إن دراسة الحركة البشرية القسرية‬
‫هي في قمة التعقيد بحكم ارتباطها بالظواهر السياسية واالقتصاد واملجتمع والبنية السكانية‬
‫والنفسية إلى جانب كونها تستبطن أبعادا دولية وصحية وقضايا الطوارئ السياسية واالنسانية‬
‫املعقدة إلى جانب انها ترسم تطورات عالقات البشر باالرض من حيث الحركة والسكون"‪ ،13‬ولعل‬
‫أكثر القارات التي تشهد الهجرة القسرية هي القارة االفريقية "ففي بعض املناطق تعد الهجرة‬
‫القسرية هي الشكل الرئيس ي لحركة السكان وسببها الحروب الطويلة واملتكررة الداخلية والخارجية‬
‫وينطبق ذلك مثال منذ نهاية الحقبة االستعمارية على مناطق القرن االفريقي وشرق افريقيا ومنطقة‬
‫البحيرات العظمى ووسط افريقيا"‪ 14‬وضمن الهجرة القسرية يمكن التمييز كذلك بين النازحين‬
‫والالجئين‪.‬‬
‫‪ ‬مهاجرو الداخل أو النازحون‪ :‬هم الئك الذين تضطرهم مخاطر تهدد حياتهم إلى التنقل‬
‫داخل البلد الذي يقيمون فيه ويحملون جنسيته وهم يستفيدون من الحماية املؤقتة إلى حد ما في‬
‫االماكن البعيدة عن مكان النزاع أو الخطر سواء أمني سياس ي أو بيئي في البلد الذي ينتمون إليه‪،‬‬
‫وهؤالء يندرجون ضمن مضمون مفهوم الهجرة القسرية‪ ،‬وال بد من االشارة إلى أن هناك عدد من‬
‫الدول التي لديها حركة نزوح داخلي ألسباب امنية أو حتى بيئية‪ ،‬كـ "أوغندا حيث يقدر عدد‬
‫النازحين داخليا بـ‪1,7‬مليون نازح وهو ما يمثل ‪ %6‬من تعداد السكان وهم قادمون من شمال‬
‫أوغندا نتيجة الصراع الذي دار بين جيش الرب للمقاومة والحكومة األوغندية مما تسبب في نزوح‬
‫حوالي ‪ %90‬من السكان"‪ ،15‬إال انه ليس لديها سياسة واضحة وفعالة ملواجهة النزوح الداخلي‪ ،‬على‬
‫خالف بعض الدول االخرى التي تتبني سياسات محددة ألسباب اقتصادية وبيئية أكثر منها ألسباب‬
‫أمنية وسياسية كالصين بمنع الهجرة الداخلية أو التحرك من الريف إلى املدينة‪ ، ،‬ومن املؤسف‬
‫القول أنه ضمن هذا الصنف من ما يعرف بمهاجري الداخل هناك من ال يندرجون ضمن الهجرة‬
‫القسرية باعتبار أنهم مهاجرون اقتصاديون تحركوا داخل حدود الدول بهدف تحسين أوضاعهم‬
‫االقتصادية وليس ألسباب أمنية وسياسية‪ ،‬و"تظهر الصين بتعداد من مهاجري الداخل يصلون إلى‬
‫‪ 240‬مليون نسمة وهو ما يعادل تقريبا تعداد املهاجرين الدوليين في املعمورة ككل‪ ،‬ونصف هؤالء‬
‫مهاجرين سريين خفية داخل بالدهم ذاتها‪ ،‬وهم يحملون تسمية هو كو ‪ Hu Kou‬ريفي وهي وضعية‬
‫ترتبط بالحقوق االجتماعية أو حقوق الوالدة ‪...‬ألنه ال يبقى للريفي أي حقوق إذا قرر الهجرة إلى‬
‫‪235‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫املدينة من دون ترخيص أو بسبب االعمال الكبرى‪ ،‬والنتيجة هي أن الرفيين يتكدسون في احشاء‬
‫الحضارة الصينية محرومين من كل حق بما في ذلك ارتياد اطفالهم املدرسة ‪...‬وهم يشكلون يد‬
‫عاملة مكتومة متدنية األجر‪ ،16‬والصين ال تعتبر الدولة الوحيدة التي تمنع الهجرة الداخلية فمثال‬
‫االتحاد السوفياتي كان يمنع الهجرة الداخلية‪ ،‬إال أنها ألغيت منذ سنة ‪ ،1994‬وعادة ما نجد هذا‬
‫النمط من الهجرة الداخلية في الدول ذات الكثافة السكانية العالية كالهند والبرازيل ونجيريا مثال‪.‬‬
‫‪ ‬الالجئون‪ :‬هم ألئك الذين تضطرهم أحداث العنف والنزاع أو الحرب على الخروج من بلده‬
‫إلى بلدان أخرى سواء كانت مجاورة أو بعيدة هربا من العنف حفاظا على حياتهم وهؤالء تمثل‬
‫اتفاقية جنيف سنة ‪ 1951‬والبروتكول امللحق بها لسنة ‪ 1967‬االطار الدولي لحمايتهم‪ ،‬حيث تعرف‬
‫هذه االخير الالجئ "بأنه كل شخص يوجد خارج بلد جنسيته بسبب خوف له ما يبرره من التعرض‬
‫‪17‬‬
‫لالضطهاد على أساس عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية أو رأي سياس ي"‬
‫"وتتضمن هذه االتفاقية (جنيف سنة ‪" )1950‬عدم ابعاد املهجرين قسرا إال أنه ليس كل طالبي‬
‫اللجوء يحصلون على وضعية قانونية كالجئين إذ أن االحصائيات تشير إلى أنه من بين ‪ 40‬مليون‬
‫شخص يجدون أنفسهم كالجئين ال يستفيد إال ‪ 10‬ماليين من الوضعية القانونية كالجئين في حين‬
‫يبقى البقية بال حق ال هم الجئين وال هم مطرودون أو مبعدون"‪ 18‬باعتبار ان اتفاقية جنيف تمنع‬
‫أي دولة من طرد املهجرين قسر أي بسبب الحروب أو أوضاع العنف املهددة لحياتهم‪.‬‬
‫املهجرون البيئيون‪ :‬إن التغيرات البيئية كالتصحر والجفاف والفيضانات وانفجار البراكين‬ ‫‪‬‬
‫واألعاصير وارتفاع منسوب مياه البحر وحتى تراجع املساحات املزروعة واملأهولة بالسكان أو حتى‬
‫زوال الغابات هي في ذات الوقت "سبب ونتيجة للنزوح واللجوء البيئيين‪...‬فالهجرة البيئية باعتبارها‬
‫أحد أهم تداعيات التغيرات املناخية‪...‬فالالجئون البيئيون هم ألئك األفراد الذين يضطرون إلى‬
‫مغادرة محل اقامتهم األصلية مؤقتا أو بصفة دائمة نتيجة تدهور بيئي شديد يهدد بقائهم أو كان‬
‫يؤثر بدرجة خطيرة على نوعية حياتهم"‪ ،19‬وبالرغم من أن الهجرة الداخلية أي النزوح أو اللجوء‬
‫البيئي كظاهرة هو قديمة جد‪ ،‬إال أن هذه التسمية املهجرون البئيون أو الالجئون البيئيون تعتبر‬
‫حديثة حيث "ظهرت منذ ‪ 15‬سنة كهجرة قسرية إال أنهم إلى يومنا هذا ال يتمتعون بالوضعية‬
‫القانونية‪ ...‬ويقدر فريق الدراسة واالستعالم حول املناخ ‪ GIEC‬عددهم بـ‪ 40‬مليون شخص يعيشون‬

‫‪236‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫في الجنوب وأغلبهم نازحين أي مهاجرو الداخل"‪ ،20‬وال توجد احصائيات حول الالجئين البئيين أي‬
‫الذين تجاوزوا حدود بلدهم أو حتى توجهوا نحو دول الشمال ألسباب بيئية‪.‬‬
‫ولعل من النتائج االساسية للتغيرات املناخ أن مسألة اللجوء والنزوح البيئيين أدى إلى تصاعد‬
‫أعمال العنف خاصة عندما يتعلق بسبب مناخي دائم كالجفاف على خالف االسباب العارضة‬
‫كالكوارث الطبيعية غير املستمرة‪ ،‬وعليه توصل الباحثون إلى وجود عالقة بين موسم الجفاف‬
‫وازدياد أحداث العنف‪ ،‬وبالتالي أهمية السياق االجتماعي والسياس ي في تصعيد أعمال العنف‬
‫كمحصلة وان كان هذا العامل ال يظهر بشكل مباشر وقد أحص ى "املجلس األوربي في هذا االطار‬
‫سبعة صراعات ترتبط بمشكالت التغيرات البيئية وهي الصراع على املوارد والصراعات الحدودية‬
‫واإلقليمية والهجرات البيئية ومشكالتى ارتفاع مستوى منسوب سطح البحر وتداعياتها االقتصادية‬
‫واألمنية ‪ ،‬وأزمات انعدام السيطرة والتطرف‪ ،‬ومشكالت الحصول على الطاقة والوقود وصعوبة‬
‫التوافق على املعايير"‪ ،21‬ويمكن أن تظهر الهجرة البيئية كحلقة مفرغة فسلوك االنسان واالستغالل‬
‫غير العقالني للطبيعة والبيئة وما أفرزه أدى إلى ظاهرة االحتباس الحراري بل أكثر من ذلك‬
‫فاالستغالل غير العقالني للموارد الخام والباطنية في بعض الدول أثر هو اآلخر على البيئة وخاصة‬
‫الجفاف والتصحر في دول العالم الثالث ودول افريقيا جنوب الصحراء بشكل خاص‪ ،‬وانكشاف‬
‫الطبيعة في ذات الوقت يؤدي إلى موجات الهجرة واللجوء ليؤثر االنسان في البيئة فيتأثر هو اآلخر‬
‫باختالالتها‪ ،‬وهناك جهود دولية لتقنين وضعية هؤالء أو توفير الحماية لهم من خالل اتفاقية دولية‬
‫متعددة األطراف حيث تم في هذا االطار "اجتماع لفريق عمل يعمل في جنيف منذ سنة ‪ 2011‬من‬
‫خالل مبادرة نانسن ‪ Nansen‬إليجاد حل لهذه املشكلة"‪ ،22‬فهناك"حاالت تشرد واسعة النطاق‬
‫ناتجة عن مخاطر مرتبطة بالطقس واملناخ"‪ 23‬خاصة أن كل التوقعات والدراسات املستقبلية تشير‬
‫إلى أن أعداد هؤالء أي املهاجرون البيئيون سوف يزداد خالل السنوات القادمة‪.‬‬
‫‪ ‬املهاجرو من ال وطن لهم‪ :‬يقدر عددهم في العالم ‪ 13‬مليون من املهجرين من ال وطن لهم‬
‫وال حقوق‪ ،‬وقد جاء سابقا جواز سفر نانسن في املاض ي من أجل منفي االمبراطوريات الكبرى‬
‫وضحايا املجازر غداة الحرب العاملية االولى (االرمن والروس)‪ ،‬إال أن اليوم تعداد عديمي الوطن‬
‫مرتفع خاصة في بنغالديش ومينمار‪ ،‬حيث ال تقبل السلطات وجودهم ألسباب سياسية (البنغاليون‬
‫الذين أيدوا باكستان في حرب استقالل بنغالديش) أو ألسباب عرقية وساللية أعراق ال يعترف بها‬
‫‪237‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫الدستور في بورما‪ ،‬وبما أنه ال دولة لهؤالء فانه محكوم عليهم بالنفي أو التيه في بالدهم ذاتها"‪،24‬‬
‫وهؤالء ال وضعية قانونية لهم وال وجود ألي جهود أو مبادرات ذات أهمية تسعى إليجاد حل لهؤالء‬
‫من خالل االعتراف بهم في بالدهم‪ ،‬وتسوية وضعيتهم أو حتى منحهم وضعية قانونية كالجئين مثلهم‬
‫مثل الجئي الحروب والنزعات باعتبارهم أيضا يتعرضون لشتى أنواع االضطهاد‪.‬‬
‫ب‪ -‬الهجرة الطوعية أو االختيارية‪ :‬يعتبر املهاجرون الطوعيون ألئك الذين يتنقلون من‬
‫الجنوب نحو الشمال بحثا عن حياة افضل أغلبهم شباب "ويقدر هؤالء بأكثر من ‪ 240‬مليون حسب‬
‫احصائيات سنة ‪ 2015‬وهو العدد الذي تضاعف عدة مرات منذ سنة ‪ ،25"1975‬ويعود السبب‬
‫االساس ي لهذا النوع من الهجرة إلى األوضاع االقتصادية واالجتماعية وحتى السياسية في دول‬
‫الجنوب بشكل خاص وتشمل هذه الهجرة ثالث أنواع من املهاجرين‪:‬‬
‫‪ ‬الهجرة الطالبية‪( :‬هجرة األدمغة)‪ :‬يعرف هذا النوع من الهجرة بهجرة العقول أو نزيف‬
‫العقول أو األدمغة ‪ Brain Drain‬كمصطلح أطلقته الصحافة البريطانية على خسائرها من هجرة‬
‫االدمغة والكفاءات العلمية في نهاية االربعينات من القرن ‪ ،20‬بسبب هجرة املهندسين واألطباء‬
‫والعلماء من بريطانيا نحو الواليات املتحدة االمريكية بسبب ظروف الحرب العاملية الثانية"‪،26‬‬
‫فالكثير من الدول تقلق بشكل كبير من خسارة رأس املال البشري خاصة أن تدفق املهاجرين يأخذ‬
‫اتجاها واحدا من دول الجنوب نحو دول الشمال‪ ،‬طبعا هناك "جدل كبير حول تداول العقول‬
‫ودورانها في العالم على اعتبار أنه إن لم يكن هناك امكانية الستخدام االشخاص من ذوي‬
‫الكفاءات العالية في بلدهم فمغادرتهم لن تخرب اقتصاده‪ ،‬فهجرة الكفاءات ال يكون فقط بحثا‬
‫عن رواتب أعلى في دول الشمال‪ ،‬ولكن أيضا بسبب ظروف العمل واملعيشة في الجنوب التي تعاني‬
‫من التخلف والفقر حيث أي تطور له يكاد يكون منعدم"‪ ،27‬لذا فهم يقدمون كفاءتهم لبلد آخر‬
‫أكثر تقدما يستمر في سلب املوارد البشرية لدول الجنوب‪ ،‬كما أن فرضية حقيقة وجود تداول‬
‫ودوران للعقول في العالم تبقى محل شك خاصة اليوم في ظل ازدياد الهوة بين الشمال والجنوب‪،‬‬
‫وضمن هذا االطار ظهر مصطلح "الهجرة املتداولة أو الهجرة الدائرية كإشارة إلى الهجرة املؤقتة‬
‫والتي تعني انتقال املهاجرين إلى املنطقة التي تستقبلهم لبضعة اشهر أو سنوات ثم يعودون ثانية إلى‬
‫بالدهم"‪ ،28‬وعادة ما يتضمن هذا النوع من الهجرة ما يعرف بـ"برامج هجرة العمالة املؤقتة او‬
‫امل وسمية او العمالة الزائرة وهي مصممة ملعالجة االحتياجات االقتصادية لكل من دولة املنشأ‬
‫‪238‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫والدول املقصودة بالهجرة‪ ،29‬أو حتى الهجرة ألغراض التموين أم اكتساب الخبرة‪ ،‬باعتبار ان هذا‬
‫النوع من الهجرة عادة ما يعود بالفائدة على كل االطراف الدول املرسلة واملستقبلة وحتى املهاجر‪.‬‬
‫‪ ‬هجرة العمال ذوي الكفاءة‪ :‬ويمكن أن نميز في هذين النوعين بين املهاجرين بطريقة‬
‫نظامية أي من خالل الحصول على تأشيرة ويقومون بتمديد اقامته بطريقة غير نظامية ليتحولوا إلى‬
‫مهاجرين غير شرعيين بسبب عدم حصوله على تمديد لإلقامة في بلد املهجر بطريقة قانونية‪ ،‬أو‬
‫حتى الهجرة غير الشرعية‪ :‬الهاراغا ‪ :harragas‬وهذه التسمية تعبر عن الهجرة غير الشرعية من‬
‫دول شمال افريقيا (املغرب الجزائر وليبيا وتونس) خاصة أو من ألئك الذين ال يحملون وثائق أو غير‬
‫القانونين‪ ،‬وعادة ما يجتازون الحدود نحو أوربا عبر زوارق املوت حيث "تقدر حصيلة القتلى في‬
‫البحر االبيض املتوسط من هؤالء حوالي "‪ 3000‬مهاجر على االقل ماتو في البحر خالل عام‬
‫‪ ،30"2014‬وعادة هذا النوع من املهاجرين أقل حظا في الحصول على ادني الحقوق في البلد الذي‬
‫هاجروا إليه وهي الفئة التي يسهل استغاللها كيد عاملة‪.‬‬
‫إن التميز بين هذه االنواع الثالث من الهجرة الطواعية ال يعني بالضرورة أن الهجرة‬
‫الطالبية وهجرة العمال ذوي الكفاءة تتم بصفة نظامية وقانونية إذ قد نجد ضمن الهاراغا أي‬
‫املهاجرين غير الشرعيين طلبة وذوي الكفاءة واملؤهالت املهنية وحتى بطالون وعديمي املستوى‬
‫التعليمي واملنهي وهو ما يعرف بالهجرة املختلطة‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث دوافعها‪ :‬ويمكن هنا االشارة إلى أهم دافع للهجرة ضمن ما يعرف بالهجرة‬
‫االقتصادية‬
‫‪ ‬الهجرة االقتصادية‪ :‬تحتل الهجرة بسبب العوامل االقتصادية في افريقيا أهمية كبيرة ففي‬
‫"سنة ‪ 2006‬كانت هناك ‪ 39‬دولة أفريقية ضمن ‪ 50‬دولة من أقل الدول نموا في العالم مع وجود‬
‫‪ %70‬من مواطني بعض الدول االفريقية يعيشون على أقل من دوالر لليوم‪ ،‬ولهذا أصبحت الهجرة‬
‫سبيال للهرب من الفقر املدقع وفي سنة ‪ 2005‬تم احصاء ‪ 17‬مليون مهاجر دولي من افريقيا منهم‬
‫‪3‬ماليين الجئين"‪ ،31‬ويدخل ضمن هذا النوع من الهجرة غير املقننة المكانية طلب اللجوء من طرف‬
‫املهاجرين أو الالجئين السباب اقتصادية إال أنه ال بد من االشارة إلى أنه إلى يومنا هذا ال يزال هناك‬
‫نوع خاص من الهجرة االقتصادية تعرفه "منطقة الساحل االفريقي (مالي والنيجر وبوركينافاسو‬
‫وتشاد) من خالل الهجرة التقليدية املعتمدة على دورات هطول االمطار والجفاف"‪ ، 32‬اذ يهاجر‬
‫‪239‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫سكان تلك املناطق بحثا عن أماكن قابلة للعيش خاصة في ظل ما يشهده العالم من احتباس‬
‫حراري خاصة القارة األفريقية التي ستكون األكثر تضررا من ارتفاع درجة حرارة األرض‪.‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬حدود حرية التنقل والالمساواة في الحركة‪.‬‬
‫يعالج هذا املحور نقاط التقاطع بين الهجرة القسرية والهجرة االختيارية ضمن دور عوامل الطرد‬
‫في تكريس كال الحالتين للمهاجرين‪ ،‬وكذا حدود حرية التنقل ضمن األبعاد املختلفة لإلمكانات‬
‫التنقل اليوم والقيود التي تحد من ذلك خاصة في ظل جائحة كوفيد‪.19-‬‬
‫أوال‪ :‬حدود تقاطع مفهومي الهجرة واللجوء واملفاهيم املرتبطة بهما‬
‫تلتقي الهجرة القسرية بالهجرة االختيارية ضمن ما يعرف "بعوامل الطرد"‪ 33‬التي عادة ما ترتبط‬
‫باألوضاع في البلد االصلي سواء كانت أوضاع تشكل خطرا على حياة الفرد أو املواطن في بلده من‬
‫خالل الحروب والنزاعات والعنف أو حتى ألسباب بيئية قاهرة‪ ،‬وبالتالي تعتبر هجرة قسرية أي‬
‫عوامل طرد مهددة لحياة الفرد‪ ،‬باإلضافة إلى عوامل اخرى ترتبط بالعوامل االقتصادية‬
‫واالجتماعية وحتى الجغرافية والديموغرافية أو ما يمكن أجمالها في االختالالت التنموية املزمنة‪،‬‬
‫وبالتالي هجرة اختياريه وهو ما يعني عوامل طرد مرتبط بظروف معيشية قاسية بغض النظر عن‬
‫تأثيرها إذا كان يصل غلى تهديد حياة الفرد أو ملجرد ارتباطه ببحث الفرد عن فرص أفضل في مكان‬
‫أفضل‪ ،‬في حين تتمثل "عوامل الجذب"‪ 34‬والتي تكون عادة في البلد املستقبل او املهاجر اليه أوضاع‬
‫أفضل سواء اقتصادية أو اجتماعيا أو حتى تعليمية أو حتى ظروف عمل افضل مما تدفع خاصة‬
‫فئة الشباب إلى الهجرة‪ ،‬ويمكن ان تتقاطع الهجرة واللجوء ضمن املصطلحات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الهجرة املختلطة‪ :‬هي التي تجمع بين مختلف أنواع املهاجرين السابقين وحتى من دول‬
‫مختلفة "فالعديد من حركات الهجرة تشمل نوعين املهاجرون لدوافع اقتصادية والالجئون‬
‫السياسيون مما جعل املفوضية العليا لالجئين التابعة لألمم املتحدة تتحدث عن تدفقات الهجرات‬
‫املتنوعة واملختلطة ككل"‪ ،35‬وهو ما جعل الهجرة ظاهرة معقدة جدا في اسبابها وطرقها وحتى في‬
‫كيفية التعامل معها أو معالجتها‪ ،‬فالهجرة املختلطة تشمل املهاجرين والالجئين وطالبي اللجوء‬
‫والعمال املهاجرين والقصر بذويهم وبدونهم واملهاجرون البيئيون وضحايا االتجار بالبشر‪...‬وغيرهم‬
‫من املهاجرين أيا كانت أسباب تحركهم وهجرتهم سياسية أو اقتصادية أو بيئية او ثقافية‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫‪ -2‬الشتات‪ :‬تطلق تسمسية "الشتات" على تجمعات من املهاجرين املستقرين في املهجر بغض‬
‫النظر عن هويتهم املؤقتتة سواء مهاجرين بطرق شرعية أو غير شرعية سواء الجئين أو طالبي لجوء‬
‫أو غيرهما من أصناف املهاجرين‪ ،‬ويرى الباحثون أن وجود الشتات يشجع على الهجرة‪...‬وأنه لم يكن‬
‫هناك وجود لشتات إال بعد سنة ‪ 1960‬باعتبار أن قبل تلك السنة كان الشتات ضئيل العدد"‪،36‬‬
‫ولعل أهمية الشتات تكمن في تقليل تكاليف الهجرة خاصة عندما كانت الحدود مفتوحة أمام‬
‫املهاجرين خالل تلك السنوات‪ ،‬إال أن علماء االجتماع يؤكدون أنه "كلما زاد عدد الشتات غير‬
‫املندمجين تقلصت الثقة بهم كما أنه كلما زاد حجمهم تباطئ معدل االندماج‪ ،37‬وهو ما أدى إلى‬
‫ازدياد املخاوف من الهجرة واملهاجرين بل وتم تسييس الهجرة بشكل كبير من طرف أغلب‬
‫السياسيين في اوربا وحتى في الواليات املتحدة األمريكية باستخدامها من طرف الشعبويون كأحد‬
‫التهديدات لألمن القومي ووحدة األمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الهجرة تعبير عن الالمساواة في التنقل‬
‫في نهاية املطاف فأن الهجرة الدولية بشكل عام بغض النظر ان كانت قسرية أو طواعية بطرق‬
‫قانونية أو غير قانونية فإنها بالضرورة تعكس الالمساواة في الحق في الحركة والتنقل بغض النظر‬
‫عن طبيعتها بالرغم من أن "عدد املهاجرين الدوليين في العالم وصل في عام ‪ 2019‬إلى حوالي‬
‫‪272‬مليون مهاجر أي حوالي ‪ %3،5‬من سكان العالم منهم ‪ %52‬من املهاجرين ذكور و‪%48‬إناث‪،‬‬
‫كما أن ‪%74‬من املهاجرين الدولين هم في سن العمل أي بين ‪ 20‬و‪ 64‬سنة‪ 38‬وهو ما قد يساهم في‬
‫التأثير االيجابي على الدول املستقبلة التي هي بحاجة إلى العمالة دون الخوض في إشكاالت عدم‬
‫االندماج والتأثيرات السلبية التي تثار حول تهديداتها لألمن القومي‪ ،‬ويمكن فإلقاء نظرة بسيطة‬
‫على مسألة حرية التنقل من خالل النقاط التالية يوضح لنا هذه النتيجة‪:‬‬
‫‪ -1‬مسألة حرية التنقل بدون تأشيرة‪ :‬ان حرية التنقل بدون تأشيرة تلخص لنا هذه النتيجة‬
‫فمثال "يحق للشخص إذا كان ذو جنسية دنماركية التنقل في ‪ 164‬دولة في حين ان كان روسيا فله‬
‫حرية التنقل في ‪ 94‬بلدا في حين تتقلص فرص حرية التنقل في دول العالم الثالث بشكل عام وفي‬
‫‪39‬‬
‫الدول التي تمثل مصدرا للهجرة كدول افريقيا خاصة الواقعة جنوب الصحراء وكذا بنغالديش"‬
‫مثال وبصفة عامة دول الشمال يتمتعون بحرية كبيرة للتنقل نحو أي دولة من العالم وبالكثير من‬
‫التسهيالت كاليابان واستراليا وأمريكا‪...‬إلخ وهذا التفاوت في حرية التنقل يعكس التفاوت‬

‫‪241‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫والالمساواة في طبيعة الهجرة الدولية‪ ،‬في ذات الوقت هناك بعض الدول التي تسهل منح الجنسية‬
‫للمهاجرين وهي الدول التي تتميز بقدرتها على استيعاب التنوع واالختالف في حين أن هناك دول‬
‫أخرى تصعب حصول املهاجرين على الجنسية وهي عادة الدول التي تتخوف من تأثير التنوع على‬
‫هويتها وأوضاعها الداخلية خاصة الدول غير القادرة على التعامل مع االختالف والتنوع الثقافي‪.‬‬
‫‪ -2‬الوضعية االجتماعية للمتنقل‪ :‬ان الوضعية االجتماعية للمتنقل تلخص لنا هي األخرى‬
‫نفس النتيجة على اعتبار أن "االغنياء حتى في الدول الفقيرة يجدون صعوبات أقل في الخروج وحتى‬
‫االقامة خارج بلده ملدة تزيد عن ثالث أشهر خاصة اذا كانوا يحملون معهم رأسمال لشراء شقة‬
‫للشكن أو حتى إلقامة مشروع ما‪...‬بحيث يستفيدون من الحصول على رخص اقامة نظامية في‬
‫العديد من البلدان املضيفة"‪ ،40‬أليس من حق الفقراء أيضا التنقل بكل حرية عبر الحدود؟ باعتبار‬
‫أن تلك الدول تشجع ذاك النوع من الهجرة املرتبط بجلب األموال‪ ،‬فمثال تفرض "اليابان قيود‬
‫صارمة على املهاجرين في حين هناك بعض املدن الذي وصل عدد املهاجرين اليها أكثر من ‪ %95‬في‬
‫دبي"‪ 41‬مثال‪.‬‬
‫‪ -3‬أصحاب املؤهالت العليا‪ :‬وذات الش يء ينطبق على أصحاب املؤهالت العلمية واملعرفية من‬
‫دول الجنوب‪ ،‬بحيث يعتبرون محل ترحيب من دول الشمال بل أكثر من ذلك بعض الدول تتبع‬
‫سياسة انتقائية الجتذابهم كما أنهم يتمتعون بتسهيالت للحصول على التأشيرة وتنقلهم وهو ما‬
‫يعرف لدى دول الجنوب بهجرة األدمغة "كأستراليا وكندا اللذان تطلبان مستويات تعليمية عالية‬
‫في اختيارها لنوعية املهاجرين"‪ ،.42‬أو حتى من ذوي الكفاءات واملهارات‪.‬‬
‫‪ -4‬الوضعية الصحية للمتنقل‪ :‬ظهرت فكرة ضرورة اصدار شهادات التطعيم من بعض‬
‫األمراض املعدية ومن خاللها ضرورة جواز سفر صحي حيث يمكن ملقتني هذه الجوازات الخاصة‬
‫بالتنقل دون غيرهم‪ ،‬وبالرغم من ان ضرورة اصدار جواز سفر صحي لم تثر الجدل سابقا كما هو‬
‫الحال بالنسبة لجائجة كوفيد‪ 19-‬حول ضرورة وجود جواز سفر صحي اي شهادة تطعيم ولعل هذا‬
‫األخير يثير اشكاليات كثيرة هي مثال مدى توفر اللقاح لكل البشرية بحيث يمنح الفرد حرية اختيار‬
‫أخذ اللقاح ومنه حرية التنقل‪ ،‬وحتى حول مدى نجاعة اللقاح خاصة في ظل تحور الفيروس وما‬
‫طبيعة املناعة هل هي دائمة ام مؤقتة والكثير من االشكاالت التقنية الصحية والتي تتعارض مع‬
‫حقوق االنسان وحرية تنقل األشخاص ضمن واقع الوصول غير العادل إلى لقاح ‪COVID-19‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫خبيرة األمراض املعدية في جامعة‬ ‫‪Alexandra Phelan‬‬ ‫وضمن هذا االطار أشارت ألكسندرا فيالن‬
‫جورج تاون في واشنطن "نحن نخاطر بوضع تكون فيه الدول الغنية فقط هي التي تحصل على‬
‫اللقاح املقبول للسفر‪ ،‬وهم الوحيدون الذين يسافرون"‪ ،43‬وهو ما سيكرس بشكل جشع تفاوت‬
‫آخر أكثر تعقيدا ضمن مختلف التفاوتات في العالقات بين الشمال والجنوب‪.‬‬
‫ان االشكال الكبير الذي يطرح حول الهجرة الطوعية أو االختيارية سواء كانت نظامية اي شرعية‬
‫أو هجرة غير نظامية غير شرعية هي أنه بما أن الهجرة تتم من الجنوب نحو الشمال وبما أن نسبة‬
‫كبيرة من املهاجرين هم من يملكون امكانيات للهجرة أو كفاءات علمية أو يد عاملة مؤهلة "من‬
‫خالل تأثيرات الهجرة على ألئك الذين يبقون في بلدانهم تاركين الضعفاء في وطنهم وملصيرهم أليس‬
‫باإلمكان اعتبار الهجرة نفسها هجمة استعمارية مضادة"‪ ،44‬أم هي تحرك ايجابي قد يعود على طرفي‬
‫املعادلة دول مصدرة ومستقبلة بالفائدة االقتصادية واالجتماعية من خالل ما يعرف بتداول‬
‫العقول بدال من هجرتها بصفة نهائية‪ ،‬اليوم يزداد األمر تعقيدا في ظل الحجر الذي فرضه انتشار‬
‫فيروس كورونا والذي بدوره طرح الكثير من االشكاالت حول حقوق التنقل والسفر في ظل التنوع‬
‫واالختالف والغموض العلمي حتى حول اللقاح في حد ذاته‪.‬‬
‫كما أن "التقسيم القديم للدول على أنها إما مصدرة أو مستقبلة للمهاجرين أثبت تآكله وعدم‬
‫جدواه فمعظم الدول على حد سواء يمرون بكال التجربتين تصدير واستقبال للمهاجرين‪ ،‬في نفس‬
‫الوقت أخذت دول أخرى دورا مهما كمناطق عبور للمهاجرين فالهجرة العاملية هي جزء من الثورة‬
‫العابرة املتخطية للحدود الوطنية"‪ ،45‬إال أن عادة الدول املتقدمة ظلت في الكثير من االوقات دول‬
‫مستقبلة خاصة الواليات املتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا مثال‪ ،‬كما ان أغلب دول افريقيا‬
‫جنوب الصحراء باستثناء جنوب افريقيا شكلت دائما دول مصدرة للهجرة‪ ،‬كما تعتبر الكثير من‬
‫الدول كدول مصدرة ومناطق عبور في ذات الوقت كدول شمال افريقيا وبعض الدول االوربية‬
‫كاليونان واسبانيا والكثير من دول اوربا الشرقية والوسطى‪ ،‬إال أن أهم ما في كل هذا أن "الهجرة‬
‫االقليمية أكبر سبع مرات من الهجرة إلى باقي أنحاء العالم بالرغم من الضجة االعالمية املثارة حول‬
‫زيادة الهجرة االفريقية نحو أوربا‪ ، 46‬ولعل أهم ما في االمر انه ولوقت قريب لم تكن الحكومات‬
‫"تنظر إلى الهجرة الدولية كقضية سياسية أساسية بحيث كان يتم تقسيم املهاجرين إلى فئات يتم‬
‫التعامل معهم ضمن أقسام ادارية متنوعة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1986‬عقدت منظمة التنمية والتعاون‬

‫‪243‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫االقتصادي)‪ (OECD‬أول مؤتمر دولي حول الهجرة الدولية وعن ضرورة وجود اتفاق بين حكومات‬
‫الدول املصدرة واملستقبلة للهجرة لتحديد حقوق املهاجرين‪ ،‬إال أن هذا الطرح رفض من طرف‬
‫الواليات املتحدة االمريكية ودول الشمال املتقدم‪ ،‬كما أن الجمعية العامة لألمم املتحدة تبنت‬
‫اتفاقية في سنة ‪ 1990‬بشأن حقوق العمال املهاجرين إال أنها لم تدخل حيز التنفيذ إلى غاية ‪2003‬‬
‫ومعظم املوقعين عليها دول مصدرة للهجرة‪ ،‬وبالرغم من وجود منظمات دولية كاملفوض السامي‬
‫لشؤون الالجئين في االمم املتحدة ومكتب العمل الدولي من اجل العمال املهاجرين‪ ،‬ولكن إلى يومنا‬
‫هذا ال توجد مؤسسة تتحمل املسؤولية الشاملة من أجل تعاون عالمي لرصد حقوق املهاجرين"‪،47‬‬
‫وبغض النظر عن طبيعة الهجرة أو نوع املهاجر سواء كانت الهجرة طوعية أو قسرية‪ ،‬كما تم طرح‬
‫والنظامية( ‪Global Compact for Safe, Orderly‬‬ ‫االتفاق العالمي من أجل الهجرة اآلمنة واملنظمة‬
‫في مراكش باملغرب في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 2018‬وبالرغم من مشاركة‬ ‫‪and Regular Migration (GCM‬‬

‫أغلب املنظمات الدولية كاملفوضية السامية لحقوق اإلنسان باالتفاق العالمي كإطار مهم لتحسين‬
‫إدارة الهجرة التي تضع املهاجرين وحقوقهم اإلنسانية في مركز االهتمام وتوفر فرصة كبيرة لتعزيز‬
‫حماية حقوق اإلنسان لجميع املهاجرين بغض النظر عن وضعهم"‪ ،48‬إال أن هذا األخير لم يلقى‬
‫ترحيب أغلب الدول املتقدمة والتي تعتبر دول مستقبلة للمهاجرين‪.‬‬
‫إن الهجرة االمنة والقانونية واملنظمة تخضع العتبارات الالمساواة التي تكرست بل وتزداد‬
‫ترسخا في العالقة بين الشمال والجنوب خاصة في ظل تزايد موجات الهجرة نحو الشمال ألسباب‬
‫اقتصادية واجتماعية أكثر منها ألسباب أمنية خاصة بالطرق غير الشرعية‪ ،‬كما أن حركة الهجرة‬
‫بشكل عام تتم من املستعمرات السابقة إلى الدول التي استعمرتها بصفة مكثفة نتيجة وجود‬
‫الشتات وقدرته على جذب مزيد من املهاجرين‪ ،‬إال أن الطرح املناقض لهذا الطرح هو عوملة‬
‫الدخول والخروج عن طريق الهجرة اآلمنة والقانونية (او سياسة الباب املفتوح أمام املهاجرين)‪،‬‬
‫وذلك بان تصبح "الهجرة من دولة ألخرى منتشرة بما يكفي لتالش ي الهوية واالنتماء فتكون هناك‬
‫حقا مجتمعات وعائالت عابرة للقوميات‪ 49‬باعتبار أن أي إنسان يمكن أن يكون مواطنا عامليا‪ ،‬قد‬
‫يبدوا هذا الطرح مثاليا وغير قابل للتحقيق خالل املستقبل املنظور ولكن يقدم الرحالة الرقمين‬
‫مثاال عن اشخاص عابرون للقوميات إذا ما تم اعتبارهم مهاجرين باعتبارهم يتنقلون باتجاه دول‬

‫‪244‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫أخرى غير الدولة األصلية التي ينتمون إليها‪" ،‬فالهجرة هي في األساس حاجة إنسانية مارستها البشرية‬
‫منذ القدم وال يجب أن تعمل القوانين أو على إلغائها أو الحد منها"‪.50‬‬
‫خاتمة‬
‫تعبر ظاهرتي الهجرة واللجوء عن حركة اجتماعية بدوافع أمنية وسياسية وحتى اقتصادية وبيئية‬
‫وربما صحية لتصبح رهينة العوامل اإلنسانية في الدول املستقبلة‪ ،‬خاصة بالنظر إلى ظاهرة اللجوء‬
‫باعتبارها هجرة قسرية مؤقتة في األصل‪ ،‬إال أنها قد تصبح دائمة خاصة في ظل الحروب والصراعات‬
‫الطويلة‪ ،‬مثل الالجئين الفلسطينيين منذ سنة ‪ 1948‬والذين ال يزالون إلى يومنا هذا مبعثرين في‬
‫مخيمات اللجوء في دول الجوار بعيدين عن وطنهم بسبب استمرار الصراع‪ ،‬ولعل اهم ما تم التوصل‬
‫اليه هو ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن زيادة عدد الالجئين واملهاجرين ألسباب قسرية هي في األصل مرتبطة بتهديد اإلنسان ألخيه‬
‫اإلنسان ضمن أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية‪ ،‬إال أن الطبيعة أيضا أصبح لها دور في ظهور الهجرة‬
‫القسرية وتحديدا اللجوء البيئي وإن كان إلى يومنا هذا لم يتم تقنين وضعية هؤالء كمهاجرين قسرين‬
‫أو الجئين يتمتعون بحقوق الالجئين ألسباب سياسية أو أمنية‪ ،‬ومن املتوقع أن يزداد عدد هؤالء بشكل‬
‫كبير خاصة في ظل تقلبات الطبيعة املفاجئة من جهة‪ ،‬وكذا نتيجة الظواهر غير الطبيعية التي تسبب‬
‫فيها اإلنسان كاالحتباس الحراري مما انعكس على جودة حياته اإليكولوجية على هذه األرض‪ ،‬وإن كانت‬
‫الدول الصناعية الكبرى تتحمل املسؤولية الكبرى في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬إن أكثر الهجرات تطرفا إن صح التعبير تلك الهجرة التي تتم بطرق غير شرعية‪ ،‬وكذا هجرة‬
‫األدمغة خاصة أن هذين النوعين من الهجرة لهما تبعات مؤملة إحداها مرتبط بالهجرة غير الشرعية‬
‫والتي تسببت في كثير من األحيان في فقدان املهاجرين لحياتهم في عرض البحر خاصة البحر األبيض‬
‫املتوسط أو الصحراء خاصة بالنسبة للدول افريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬أما الثانية وهي هجرة األدمغة‬
‫والتي تتسبب في فقدان الدولة لرأسمالها البشري والذين يتركون بقية الشعب يتخبط في أوضاع دنيا‬
‫وهو ما يحول دون نهوض األمم وتقدمها‪.‬‬
‫‪ -‬بالرغم من تقنين الهجرة القسرية من خالل تقنين ظاهرة اللجوء إال أن عدد قليل من‬
‫الالجئين يستفيدون من وثائق اللجوء في الدول املستقبلة ويبقى أغلب الالجئين دون أي وضعية‬

‫‪245‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫قانونية كمشردين على هذه األرض‪ ،‬كما أن االتفاق العالمي لتنظيم الهجرة لم يقدم حلوال عملية‬
‫تذكر‪ ،‬كما أن أغلب الدول رفضت التوقيع عليه باعتباره يفرض عليها التزامات اضافية اتجاه‬
‫املهاجرين‪.‬‬
‫‪ -‬ان الهجرة سواء كانت قسرية أو حتى اختيارية تعكس بشكل واضح حالة من الالمساواة في‬
‫التنقل بين البشر وخاصة بين الشمال والجنوب وزداد اليوم األمر تعقيدا في ظل الضرورات‬
‫الصحية منذ سنة ‪ 2019‬في ظل انتشار فيروس كوفيد‪ 19-‬وما يثيره من اشكاالت بين امكانات‬
‫وعدالة وجود جوازات سفر صحية للمسافرين‪ ،‬وهو ما يعني عوائق اضافية لحرية التنقل‪.‬‬

‫الهوامش واملراجع‪:‬‬

‫‪ 1‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬عصر الهجرة‪ ،‬تر‪ :‬منى الدروبى‪ ،‬القاهرة‪ :‬املركز القومي للترجمة‪ ،2013 ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪29‬‬
‫‪ 3‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ 4‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪ 5‬خالد محمد دفع هللا‪" ،‬استجابة البحوث للسياسات‪ :‬حالة بحوث الهجرة القسرية في السودان"‪ ،‬سياسات عربية‪ ،‬العدد‪،19‬‬
‫مارس‪ ،2016‬ص‪.36‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Laidouni N,Alvarez-Dardet C,"Public health lesson for refugee reception the example of Sidi Bulgayz", J‬‬
‫‪Epidemiol Community Health, Vol 70, No10,October 2016,p947.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪Global Trends Forced Diisplacement in 2015,UNHCR Global Trends,2015,P2.in: www.unhcr.org/statistics‬‬
‫‪ 8‬زيغمونت باومان‪ ،‬األخالق في عصر الحداثة السائلة‪ ،‬تر‪ :‬سعد البازعي وبثينة االبراهيم‪ ،‬أبو ظبي‪ :‬هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪.62‬‬
‫‪ 9‬ساري حنفي‪" ،‬الهجرة القسرية في الوطن العربي اشكاليات قديمة جديدة"‪ ،‬املستقبل العربي‪ ،2015 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪ 10‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ 11‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.346‬‬
‫‪ 12‬برتران بادي ودومنيك فيدال‪ ،‬أوضاع العالم ‪ :2016‬عالم الالمساواة‪ ،‬تر‪ :‬نصيرة مروة‪ ،‬بيروت‪ :‬مؤسسة الفكر العربي‪،2016 ،‬‬
‫ص ‪.177‬‬
‫‪ 13‬خالد محمد دفع هللا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ 14‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.352-351‬‬
‫‪15‬جوي ميللر‪ ،‬سياسة أوغندة اتجاه النازحين داخليا‪ ،‬نشرة الهجرة القسرية‪ ،‬رقم ‪ ،78‬على الرابط‪:‬‬
‫‪www.fmreview.org/FMRpdfs/FMR78/FMR78Brookings.pdf‬‬

‫‪246‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫‪16‬برتران بادي ودومنيك فيدال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.181‬‬


‫‪ 17‬أيمن زهري‪" ،‬الهجرة الدولية والتحركاتالسكانية في املنطقة العربية‪ :‬دور البرملانيين واملجالس التشريعية"‪ ،‬ورقة سياسات‪،‬‬
‫العدد‪ ،2‬أكتوبر ‪ ،2016‬ص‪.3‬‬
‫‪ 18‬برتران بادي ودومنيك فيدال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪ 19‬أحمد علي سالم وآخرون‪ ،‬االنسان البيئة‪ :‬مقاربات فكرية واجتماعية واقتصاديه‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص‪.238‬‬
‫‪ 20‬برتران بادي ودومنيك فيدال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.178‬‬
‫‪ 21‬أحمد علي سالم وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ 22‬برتران بادي ودومنيك فيدال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.178‬‬
‫‪23‬‬
‫ماري ما كوليف وبينود خضرية‪ ،‬وآخرون‪ ،‬تقرير الهجرة في العالم لعام ‪ ،2020‬المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬ص‪)2021-08-07( ،2‬‬
‫‪https://publications.iom.int/system/files/pdf/wmr-2020-ar.pdf‬‬
‫‪ 24‬نفس املرجع والصفحة‪.‬‬
‫‪ 25‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ 26‬محمد ربيع‪ ،‬هجرة الكفاءات العلمية‪ ،‬الكويت‪ :‬جامعة الكويت‪[ ،‬د‪.‬م‪.‬ن]‪[،‬د‪.‬د‪.‬ن]‪[،‬د‪.‬س‪.‬ن]‪.‬ص‪.11‬‬
‫‪ 27‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫‪ 28‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.171‬‬
‫‪ 29‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪ 30‬برتران بادي ودومنيك فيدال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ 31‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.347‬‬
‫‪ 32‬نفس املرجع‪.256 ،‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Austria Wolfang Lutz, The future population of the world, ed, the international institute for applied‬‬
‫‪systems analysis, 1996, p342.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪Ibid.‬‬
‫‪ 35‬ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ 36‬بول كوليير‪ ،‬الهجرة كيف تؤثر في عاملنا‪ ،‬تر‪ :‬مصطفى ناصر‪ ،‬الكويت‪ :‬املجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،2016 ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ 37‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪38‬‬
‫ماري ما كوليف وبينود خضرية‪ ،‬وآخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ 39‬برتران بادي ودومنيك فيدال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.176-175‬‬
‫‪ 40‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.176‬‬
‫‪ 41‬بول كوليير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ 42‬نفس املرجع‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪43‬‬
‫‪Umberto Bacchi, Coronavirus vaccine passports: What you need to know, Thomson Reuters Foundation,‬‬
‫‪Tuesday, 9 March 2021, (14-03-2021), https://news.trust.org/item/20201221125814-sv8ea/‬‬

‫‪247‬‬
‫‪ EISSN : 2716-876X‬مجلة األبحاث القانونية والسياسية ‪ISSN : 2710 - 8805‬‬
‫املجلد‪ 03 :‬العدد‪ 2021 02 :‬ص‪248 - 230 :‬‬
‫مداني ليلى‬ ‫الهجرة القسرية واللجوء‪ :‬اشكاالت مفاهمية وانعكاس لالمساوة في حرية التنقل‬

‫‪ 44‬بول كوليير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫‪45‬‬
‫ستيفن كاستلز ومارك ميللر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ 46‬نفس املرجع‪ ، ،‬ص‪.306‬‬
‫‪47‬‬
‫نفس املرجع‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Global Compact for Safe, Orderly and Regular Migration (GCM), United Nations, 13-03-2021,‬‬
‫‪https://www.ohchr.org/EN/Issues/Migration/Pages/GlobalcompactforMigration.aspx‬‬
‫‪ 49‬بول كوليير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 50‬بوبكر جيملي‪،‬حرقة "الحرقة" مساهمة في فهم ظاهرة الهجرة غير الشرعية‪ ،‬سلسلة اعمال ملتقيات مخبر الدراسات واألبحاث‬
‫حول الرحلة والهجرة‪ ،‬الهجرة‪ ،‬الحراك والنفي وآثارهم على الصعيد الثقافي واللغوي‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة منتوري قسنطينة‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.111‬‬

‫‪248‬‬

You might also like