Professional Documents
Culture Documents
تلخيص العقود التجارية السباعي
تلخيص العقود التجارية السباعي
عقد الوكالة التجارية.
الوكالة بصفة عامة نظمها ق.ل.ع في الفصل 879حيث تحدث عن الوكالة المدنية وأن هدفها األساسي
والرئيسي أنها مجانية ونيابية ألنها تصب في مصلحة الموكل (الوكيل=النائب) (الموكل=األصيل) ،إذن
فمن الناحية القانونية فالوكالة هي تعهد شخص بأن يوكل شخص آخر للقيام بأعمال مشروعة لحسابه.
أما فيما يخص القانون التجاري فالمشرع قد نظم أحكام الوكالة التجارية من م 393إلى 404من مدونة
التجارة.
مفهوم الوكالة التجارية.
-1ماهية الوكالة التجارية:
تعريف:
عرف المشرع المغربي الوكالة التجارية في م 393من م.ت بحيث نصت هذه المادة " الوكالة التجارية
عقد يلتزم بمقتضاه شخص ودون أن يكون مرتبطا بعقد عمل ،بالتفاوض أو بالتعاقد بصفة معتادة ،بشأن
عمليات تهم أشرية أو بيوعات أو بصفة عامة جميع العمليات التجارية باسم ولحساب تاجر أو منتج أو
ممثل تجاري آخر يلتزم من جهته بأدائه أجرة عن ذلك ".
المشرع المغربي أشار ضمنيا إلى تجارية الوكالة التجارية ،أما التشريعات العربية فقد نصت صراحة على
تجارية الوكالة التجارية ،وبالنسبة للقانون الفرنسي فإن نصوصه القانونية سكتت عن الحسم في تجارية
الوكالة التجارية أي لم تذكر هل هي تجارية أم مدنية وأمام هذا السكوت أكد الفقه واإلجتهاد القضائي على
مدنية الوكالة التجارية وقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية في العديد من قراراتها بأن الوكالة التجارية وكالة
ذات طبيعة قانونية مدنية معللة قرارها بأنه مادام الشخص يتعاقد باسم وحساب الغير وما ينتج عن تلك
التصرفات القانونية من آثار تذهب إلى ذمة الموكل ،فهنا الشخص ال يقوم بعمل تجاري وبالتالي ال يمكن
اإلعتداد بهذه التصرفات إلضفاء الصفة التجارية على الوكيل.
العالقة بين الوكالة التجارية والوكالة المدنية :هي أن الوكالة التجارية نشأت في كنف الوكالة المدنية
وفرضتها الحياة العملية في فرنسا ،فكان من الالزم تنظيمها بقواعد خاصة مستقلة عن ما هو منصوص
عليه في القانون المدني فتطور األعمال التجارية أدى إلى ظهور نوع خاص من الوكاالت منها الوكالة
التجارية ،فالمشرع المغربي لم ينظمها إال سنة 1996في م.ت.
خصائص عقد الوكالة التجارية:
-1اإلستقالل المهني للوكالة التجارية:
اإلستقالل المهني الذي يستفيد منه الوكيل هو من أهم الخصائص التي تميز عقد الوكالة التجارية عن
مجموعة من العقود اآلخرى والمشرع المغربي عبر عنها بعبارة " دون أن يكون مرتبطا بعقد عمل " ،إال
أن المشرع الفرنسي في الفقرة األولى من المادة األولى من قانون 1991كان أكثر دقة في استعمال هذه
العبارة حيث ذكر بصريح العبارة أن الوكيل التجاري يتمتع باإلستقالل في ممارسة نشاطه وهذه العبارة
لها مجموعة من اآلثار .أولى تلك اآلثار هي تنظيم األنشطة التي يقوم بها التاجر وتنظيم مقاولته بالشكل
الذي يناسبه ،أما ثانيا فمادام أن الوكيل مستقل فيحق له أن يستعين بوكالء أخرين لتنفيذ المهام المتعلقة به
وهو ما يسمى بالوكالة من الباطن ،ثالثا يحق للوكيل أن يمارس أنشطة تجارية آخرى لحسابه.
عقد من الباطن :في األصل يعني أن الشخص المدين يستعين بشخص آخر لتنفيذ اإللتزامات التي ألقيت
على عاتقه من جراء عقد قام به مع الدائن إذن فالمشرع أجاز للوكيل التجاري بأن يستعين بوكالء من
الباطن في تنفيذ التزاماته الملقاة على عاتقه من جراء عقد الوكالة ،ولم يشترط المشرع أن يوافق عليها
الوكيل اآلخر .وقد ألزم المشرع الوكيل بمقتضيات الصدق واإلعالم والنزاهة.
-2المصلحة المشتركة:
أي الغاية المشتركة لألطراف وهذه الغاية مذكورة في م 395من م.ت " يبرم عقد الوكالة التجارية لتحقيق
الغاية المشتركة لألطراف ".
والمصلحة المشتركة هي من أهم الخصائص التي تميز عقد الوكالة التجارية عن الوكالة المدنية ،كون
الوكالة المدنية في األساس تصب في مصلحة الموكل فقط أما الوكيل فال يكون له أي مقابل على أساس أن
الوكالة المدنية في أساسها مجانية ونيابية ،أما في الوكالة التجارية فاشترط المشرع المصلحة المشتركة
ألن األطراف يجب أن يستفيدوا معا من عقد الوكالة .وذلك ألن المصلحة المشتركة لديها عنصرين
أساسيين:
العنصر األول :اإلستمرار والتعاون.
العنصر الثاني :تحقيق الغاية الموحدة.
وإذا لم تكن لدينا مصلحة مشتركة بين الطرفين ،بأن يكون كل طرف يقوم بمجموعة من التصرفات من
أجل الوصول إلى توحيد قاعدة الزبناء والحصول على الربح ،فلن تكون لدينا وكالة تجارية.
-3الوكالة التجارية مستمرة ومنتظمة:
تعتبر اإلستمرارية والديمومة واإلعتياد شروط أساسية في إضفاء الصفة التجارية على الوكيل التجاري
واعتبار الوكالة التجارية ذات طبيعة تجارية ،إذن ال يمكن الحديث عن تصرف منفرد مع شخص معين
على أساس أنه وكالة تجارية ألنه البد من عنصر الزمن ،والزمن عنصر أساسي في الوكالة التجارية
وعنصر الزمن مذكور في م 396من م.ت " يبرم لمدة محددة أو غير محددة " ،فال بد من دراسة السوق
دراسة جيدة وهذه الدراسة تحتاج إلى وقت ،إذن فالوكالة التجارية يعتبر عنصر الزمن فيها من أهم
عناصرها األساسية.
-4الطابع المهني للوكالة التجارية:
اشترط المشرع على الشخص أن يمارس على وجه اإلعتياد إحدى األعمال بيوعات كانت أو أشرية بصفة
عامة وأن يكون محترف ،وأن هذا اإلعتياد واإلحتراف على ممارسة عمل من أعمال التجارة تعطيه صفة
التاجر المذكورة في المادة 6وتضفي على الوكالة التجارية الطابع التجاري وخضوعها بالتالي إلى مدونة
التجارة ،وكنقطة أساسية فإن المشرع المغربي أشار إلى أنه يجب على الوكيل التجاري اإلهتمام بتلك
الوكالة ويجعلها مهنة له .وكان المشرع الفرنسي أكثر دقة وتحديدا فيما يتعلق بنوع األنشطة التي يجب أن
يقوم بها الوكيل التجاري بقوله " إبرام عقود إما تتعلق بأشرية أو بيوعات أو بأكرية ،أو بتقديم خدمات "
والمالحظ أنه حددها على سبيل الحصر ،على عكس المشرع المغربي الذي ذكر صنفين "بيوعات وأشرية"
وترك الباب مفتوح إلى غيره من األعمال التجارية التي يمكن أن يقوم بها الوكيل التجاري ويكتسب من
خاللها طابع اإلحتراف.
تمييز عقد الوكالة التجارية عن غيرها من العقود:
-1تمييز عقد الوكالة التجارية عن عقد الوكالة بالعمولة:
الوكالة بالعمولة نظمها المشرع في مدونة التجارة في القسم الرابع من الباب الرابع في المواد من 422
إلى .430والفرق الجوهري بين الوكالة التجارية والوكالة بالعمولة هو أنه في الوكالة التجارية الوكيل
يتعاقد باسمه ولحساب الموكل ،أما في الوكالة بالعمولة فالوكيل يتعاقد باسمه ولكن لمصلحة الموكل،
والوكيل بالعمولة ال يتطلب فيه اإلحتراف واإلعتياد عكس الوكيل التجاري.
-2تمييز عقد الوكالة التجارية عن عقد السمسرة:
عقد السمسرة نظمه المشرع في المواد من 405إلى 421من م.ت ،ودور السمسار هو تقريب وجهة
النظر فهو ال يتدخل في طريقة إبرام العقد وال يعتبر جزءا من ذلك العقد وال يتدخل حتى في تنفيذ العقد.
-3الممثل التجاري:
الممثل التجاري وخصوصا الممثل التجاري المتجول هو شخص يخضع من الناحية القانونية لمدونة التجارة
ألنه أوال يرتبط بعقد عمل وثانيا يأتمر بأوامر مشغليه وثالثا فيما يخص مسألة األجر ،كيفية أدائها ومدتها...
كل هذا نظمته م.ت في إطار إضفاء الحماية لألجير.
-4حق اإلمتياز:
قد يعتبر من العقود غير المسماة وهو عقد من الناحية العملية موجود ،أما من الناحية القانونية غير موجود،
وحق اإلمتياز يكون فيه صاحب اإلمتياز يتعاقد باسمه ولمصلحته ،عكس الوكيل التجاري الذي يتعاقد باسم
وحساب الموكل.
شكل ومضمون الوكالة التجارية:
-1انعقاد الوكالة التجارية:
أوال :رضائية عقد الوكالة التجارية.
ينعقد عقد الوكالة التجارية بتوافر األركان الموضوعية المطلوبة طبقا للقواعد العامة :تراضي الطرفين
الخالي من عيوب الرضا والمحل والسبب المشروعين.
وبذلك يكفي النعقاد عقد الوكالة التجارية صدور إيجاب من أحد المتعاقدين وقبول من الطرف األخر دون
حاجة للكتابة ،فالمشرع المغربي على غرار نظيره الفرنسي ،لم يشترط النعقاد الوكالة التجارية أي شكل
معين.
أما أطراف العقد فهما الوكيل والموكل ،فالموكل حسب الفقرة األولى من م 393من م.ت يجب أن ينتمي
إلى فئة التجار أو المنتجين أو الوكالء التجاريين ،أما الوكيل فهو يكون شخص محترف مستقل يكلف بصفة
اعتيادية ودون أن يرتبط بعقد عمل ،بالتفاوض أو إبرام العقود باسم ولحساب الموكل.
أما التصرفات محل عقد الوكالة ،فهي كل البيوعات أو األشرية أو األكرية أو غيرها من العمليات التجارية،
ويشترط فيها أن تكون مشروعة ،كما يشترط في سبب عقد الوكالة أن يكون مشروعا أيضا.
ثانيا :الكتابة مطلوبة لإلثبات.
بالرجوع إلى م 397من م.ت ،يتبين أن المشرع استلزم الكتابة إلثبات عقد الوكالة التجارية ،وعند اإلقتضاء
تعديالته بالكتابة ،ويعتبر هذا المقتضى استثناء من قاعدة حرية اإلثبات في المادة التجارية المنصوص
عليها في م .334ومنه فإن من مصلحة كل طرف التعبير كتابة عن حقوقه وواجباته.
ولم يشترط المشرع شكال معينا للكتابة ،فالكتابة مقبولة سواء كانت رسمية أو عرفية ،وال شك أن حماية
الوكيل التجاري تستلزم تفسير شرط الكتابة تفسيرا واسعا ومن ثم فالرسائل الموقعة والمتبادلة بين األطراف
تكفي إلتمام اإللتزام القانوني ،وكذا كل كتابة تم التوقيع عليها من طرف الموكل ويكون من شأنها توضيح
طبيعة العقد ومحتواه.
-2موضوع ومحتوى عقد الوكالة التجارية:
أوال :موضوع الوكالة التجارية.
ترتيب مهام الوكيل التجاري واضح من خالل قانون 1991الفرنسي الذي جاء فيه أن الوكيل التجاري
يقوم " :بالتفاوض ،وعند اإلقتضاء بإبرام عقود أشرية أو بيوعات أو أكرية أو تقديم الخدمات ".
كما يالحظ أن المشرع المغربي لم يجعل صراحة " األكرية وتقديم الخدمات " من بين المهام التي يمكن
أن تسند إلى الوكيل ،لكن م 393من م.ت تستغرق هذه المهام حيث جاء فيها " :أو أية عملية تجارية أخرى
" ،وبذلك يبدو أن المهام المذكورة صراحة مذكورة على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر.
إذا كانت البيوعات واألشرية واألكرية أو العمليات األخرى – باعتبارها قانونية تحدث أثرا قانونيا – يمكن
أن تشكل موضوعا للوكالة التجارية بدون منازع ،فإن التفاوض أو عملية البحث عن الزبناء المحتملين
وإقناعهم بموكل آخر ،وخلق حاجيات في السوق تعتبر أعماال أو خدمات مادية تجعل من التفاوض خدمة
يؤديها الوكيل لمصلحة الموكل.
طبيعة هذه المفاوضات جعلت بعض الفقه يرفض إخضاع الوكيل المفاوض لنظام الوكالة التجارية باعتبار
أن الوكيل متفاوض وليس متعاقد .لكن بعيدا عن نقاشات الفقه فالمتفاوض يعتبر وكيال تجاريا بقوة القانون
وبالتالي فالمشرع جعل المفاوضات موضوعا للوكالة التجارية بغض النظر عن كونها عمال ماديا أو تصرفا
قانونيا ،وسواء فشلت أو نجحت فأدت إلى إبرام التصرف القانوني للعقود.
ثانيا :محتوى العقد.
يقصد بمحتوى العقد ما يشمله من شروط ومقتضيات.
أ -شروط ال يجب إدراجها في العقد:
من هذه الشروط ما يتعلق بتنفيذ العقد ومنها ما يتعلق بإنهاء العقد ،وإذا ما أدرجت هذه الشروط في العقد
كانت باطلة.
والشروط الباطلة المتعلقة بتنفيذ العقد هي الشروط التي تحرف عقد الوكالة التجارية وتخرجه من إطاره
القانوني ،ومثال ذلك الشرط الذي يتعارض مع الواجب المتبادل بالصدق واإلعالم ،أو يتعارض مع التزام
الوكيل بتنفيذ الوكالة كرجل حرفة كفء ،أو يتعارض مع التزام الموكل بتمكين الوكيل بسبل إنجاز مهمته،
أو الشرط الذي يحرم الوكيل من حقه في األجرة.
كذلك الحال بالنسبة للشروط التي تمنع الوكيل من تنظيم مقاولته ،كمنعه من تشغيل أجراء أو اإلستعانة
بوكالء من الباطن ،أو عدم القيام بنشاط معين ولو أنه غير منافس لنشاط الموكل ،وغيرها من الشروط
األخرى التي تمنع الوكيل من تنظيم مقاولته.
ب -شروط يجب أن يتضمنها العقد:
يجب أن يشير العقد أساسا إلى ما يفيد أن العقد الرابط بينهما عقد وكالة ،وهو ما يمكن أن يتم عن طريق
اإلحالة إلى المقتضيات المنظمة له في مدونة التجارة ،أو عن طريق اإلشارة إلى كل طرف ،أو عن طريق
عنوان العقد.
واألفضل أن يقوم الطرفان بإعداد العقد بجميع تفاصيله التي يتم التفاوض حولها بدقة ،قبل بدأهما في
التعاون ،ذلك أن سرعة النشاط التجاري قد تؤدي إلى بداية تنفيذ عقد الوكالة ،والحال أن تفاصيله ال تزال
غير محددة ،وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث مفاجآت في حالة وجود صعوبة ناتجة عن غياب الدقة
والوضوح.
تنفيذ وإنهاء عقد الوكالة التجارية:
-1تنفيذ عقد الوكالة التجارية:
اإللتزامات المتبادلة بين طرفي عقد الوكالة التجارية:
أوال :اإللتزام بالصدق:
يقصد بالصدق التزام الطرفين بالنزاهة واإلخالص في معامالتهما المستمرة ،أي إحجام كل متعاقد عن
القيام بأي عمل ليس في مصلحة الطرف األخر ولو كان هذا العمل في مصلحته هو ،وإذا قام بمثل هذا
العمل يتعين عليه التصريح بذلك إلى الطرف اآلخر ،ويبدو هذا اإللتزام كآثر من آثار المصلحة المشتركة،
ويتجلى بالنسبة للموكل في اإللتزام باحترام شرط الحصر الممنوح للوكيل.
أ -التزام الوكيل التجاري بعدم المنافسة:
تم التنصيص على هذا اإللتزام في م 393من م.ت التي منعت من تمثيل " عدة مقاوالت متنافسة " ،وهو
أثر طبيعي للمصلحة المشتركة ،وإذا ما تم خرقه من قبل الوكيل فإنه قد يقلص من القيمة المشتركة للموكل
والوكيل ،وبذلك يعد الوكيل مرتكبا لخطأ إذا ما قام بتمثيل موكل منافس لموكله ،وإذا كانت نفس المادة قد
خولت للوكيل صالحية تمثيل عدة موكلين وذلك مشروط باحترام اإللتزام بعدم المنافسة .ولقضاء الموضوع
السلطة التقديرية في تحديدها إذا كان العمل التمثيلي الذي أقدم عليه الوكيل التجاري يشكل منافسة لموكله
أم ال.
ب -التزام الموكل باحترام شرط الحصر:
شرط الحصر يعني أن العموالت الواجبة عن كل العمليات التي أنجزت في هذه المنطقة تكون من نصيب
الوكيل التجاري ولو تمت بدون تدخل منه .وفي غياب شرط الحصر ،يحتفظ الموكل بحقه في التعامل مع
زبنائه الذين 1قبل إبرام عقد الوكالة ،أو منح توكيل لوكيل آخر أو أكثر ،وال يمكن للموكل في هذه الحالة
أن " يلتزم للوكيل التجاري بضمان حماية مطلقة للزبناء المعهود بهم إليه ضد المنافسة السلبية لباقي وكالئه
التجاريين " .وغالبا ما يتفق الموكل والوكيل بمقتضى شرط عدم المنافسة على حصر نشاط الوكيل في
منطقة جغرافية معينة ،أو ربطه بمجموعة من الزبناء المحددين أو هما معا.
ويجب على الموكل احترام هذا الشرط الذي يعتبر امتيازا للوكيل التجاري.
ثانيا :اإللتزام باإلعالم.
أ -التزام الوكيل بإعالم الموكل:
ينتج التزام الوكيل التجاري بإعالم الموكل عن اإللتزام بتقديم الحساب الواقع على عاتق كل وسيط تجاري
وعلى كل وكيل بصفة عامة .فالمادة 395من م.ت لم تحدد مضمون المعلومات التي يجب على الوكيل
اإلفضاء بها للموكل ،لكن تحقيقا للصدق والنزاهة في المعامالت بين الطرفين يمكن القول إن اإللتزام
باإلعالم يشمل جميع البيانات التي يكون الموكل في حاجة إليها لتقديم تعليمات دقيقة ومفيدة للوكيل تساعده
على حسن تنفيذ الوكالة التجارية ،وهكذا فالوكيل ملزم باإلدالء للموكل بمالحظات الزبناء على البضاعة،
ومدى إقبالهم عليها ،وما يجب إدخاله عليها من تحسينات إلرضاء الزبناء والرفع من قدر المبيعات،
واألنشطة المنافسة وحالة السوق وغير ذلك .وبذلك فإن الوكيل ملزم بتقديم نوعين من الحساب:
أوال :يتمثل في الحسابات الجزئية والدورية التي يتعين عليه إطالع الموكل عليها طيلة تنفيذه لمهمته ويحقق
هذا اإللتزام مزايا مشتركة للطرفين.
ثانيا :عبارة عن تقرير مفصل ينجزه الوكيل بعد إنهائه لمهمته ،يضمنه وصفا أمنيا وواضحا ودقيقا وكامال
حول ما توصل إليه من نتائج في تنفيذه للوكالة ،وبذلك يستطيع الموكل تقييم حسن أو سوء تصرفات
الوكيل.
ب -التزام الموكل بإعالم الوكيل:
يتعين على الموكل تزويد الوكيل بكل البيانات المتعلقة بالبضاعة أو الخدمة موضوع عقد الوكالة حتى
تكتمل لديه المعرفة حولها ويستطيع التعامل مع الزبناء وهو على بينة من أمره ،ويتعين عليه كذلك تمكينه
من كل الوثائق المفيدة المتعلقة بالبضاعة ،ويفرض عليه هذا اإللتزام كذلك التصرف بما ال يتعارض مع
نشاط الوكيل ،فلو عزم مثال على وقف تزويد الوكيل ببضاعة معينة ،يتعين عليه إعالمه بقراره هذا خالل
أجل معقول.
-2اإللتزامات الخاصة بكل طرف في عقد الوكالة:
أوال :اإللتزامات الخاصة بالوكيل التجاري.
أ – التنفيذ اإلحترافي للوكالة التجارية:
لقد ألزم المشرع في المادة 395من م.ت الوكيل التجاري بتنفيذ مهمته كرجل كفء ،بحيث أن الوكيل
التجاري يتمتع بكامل الحرية في اختيار وسائل تنفيذ مهمته بحيث يمكن له أن يعد المعارض والمكاتب
الالزمة لعرض المنتجات والسلع على المستهلكين ،ويستعين بوسائل الدعاية واإلعالن لترويج منتجات
التجار الذين وكلوه عنهم .وقد يحدث أال يستطيع الوكيل إنجاز التصرفات موضوع الوكالة على الرغم من
1
المجهودات الكبيرة التي بذلها ،فالوكيل التجاري عندما يتعاقد يتحمل اإللتزام بوسيلة وليس بنتيجة .وبالتالي
ال يمكن إثارة مسؤوليته إال إذا ارتكب خطأ في تنفيذ مهمته.
ب – اإللتزام بالمحافظة على السر المهني:
تفرض الوكالة التجارية على الوكيل التجاري المحافظة على األسرار التي تتكون لديه أثناء تنفيذ الوكالة،
وال فرق في ذلك بين المعلومات التي أدلى بها إليه الموكل على سبيل السرية والمعلومات التي حصل
عليها بسبب العقد.
وبالفعل فإفشاء األسرار المحصل عليها خالل تنفيذ العقد يمكن أن يضر بمصلحة الموكل ،وقد يتفق الطرفان
بمقتضى شرط السرية على وجوب المحافظة على سرية بعض المعلومات ذات الطابع التقني أو المالي،
ويشكل كشف هذه المعلومات للغير خرقا لإللتزام بالمحافظة على السر ،وإفشاء الوكيل التجاري للسر
المهني يعرضه للمسائلة الجنائية والمدنية.
ثانيا :اإللتزامات الخاصة بالموكل.
أ – التزام الموكل بتمكين الوكيل بسبل إنجاز مهمته:
هذا اإللتزام منصوص عليه في الفقرة األخيرة من م 395من م.ت " اإللتزام بتمكين الوكيل بسبل إنجاز
مهمته " ،وبالفعل حتى يتمكن الوكيل من حسن تنفيذ مهمته ،ال يجب أن يكتفي الموكل باإلدالء إليه
بالمعلومات الضرورية لتنفيذ عقد الوكالة ،وإحاطته علما بالمعلومات المتعلقة بالسلع والخدمات محل عقد
الوكالة ،أو تزويده بالوثائق المعرفة بالبضائع والخدمات فقط ،وإنما ينبغي أن يقوم إضافة إلى ذلك برد
المصاريف ،وبرد مبالغ التطبيقات والتعويض عن الخسائر ،وتنفيذ ما اتفقوا عليه من التزامات وإال عد
مسؤوال مسؤولية عقدية.
ب – التزام الموكل بدفع أجرة الوكيل:
-1تحديد مبلغ العمولة:
يعتبر تحديد مبلغ العمولة عنصرا أساسيا في العقد ،ويتم تحديده بكل حرية من طرف الوكيل والموكل،
ومع ذلك ال يعتبر العقد باطال لعدم تحديد مبلغ العمولة ،ففي غياب هذا اإلتفاق يتقاضى الوكيل العمولة وفقا
ألعراف المهنة ،وفي حالة انعدامها يستحق الوكيل أجرا معقوال تحدده المحكمة – في حالة وجود نزاع –
أخذة بعين اإلعتبار مجمل العناصر المفيدة في العملية ،والمبدأ العام ينص على أن العمولة ال تسقط نهائيا
إال في حالة وجود قوة قاهرة.
-2مبدأ الحق في العمولة:
أعلن المشرع عن حق الوكيل في األجرة بمقتضى المادتين 393و 398من م.ت مستبعدا بذلك مسألة
مجانية الوكالة ،وبذلك فالحق في العمولة مرتبط بالعمليات التي ينجزها الوكيل في إطار عقد الوكالة
التجارية ،ويجب التمييز في هذا الصدد بين العمليات المبرمة خالل سريان العقد وتلك المبرمة بعد انقضاء
العقد .فبالنسبة للعمليات التي تتم خالل سريان العقد يستحق الوكيل التجاري عمولة عنها إذا أبرمها مع
شخص ينتمي إلى المنطقة الجغرافية أو إلى مجموعة األشخاص الذين كلفه الموكل بالتعامل معهم ،وال يهم
إذا لم يتدخل الوكيل في هذه العملية كما ال يهم إن تمت العملية بواسطة وكيل آخر أو من طرف الموكل
نفسه ،وال شك أن األخذ بحل مخالف من شأنه أن يؤدي إلى فشل اإللتزام بعدم المنافسة.
إضافة إلى هذا فإن الوكيل له الحق في العمولة " عند إبرام العملية بفعل تدخله " " ...أو عند إبرامها
بمساعدة أحد من األغيار ممن سبق أن حصل سابقا على زبناء ألجل عمليات مماثلة ".
أما بعد انقضاء عقد الوكالة التجارية ،فإن السؤال يطرح حول حق الوكيل في العمولة عن العمليات التي
يعقدها وكيل جديد في مرحلة ما بعد انقضاء العقد ،لكن المفاوضات بشأنها تمت خالل سريان العقد على
يد الوكيل السابق؟
يستحق الوكيل العمولة عن هذه العمليات إذا توفرت الشروط الثالثة المنصوص عليها في المادة 400من
م.ت ،وهي:
-إذا كان أمر الزبون تم تسلمه من طرف الموكل أو الوكيل قبل توقف العقد.
-أو إذا كانت العملية مترتبة أساسا عن النشاط الذي بذله خالل تنفيذ العقد ،وأبرمت خالل أجل سنة
من تاريخ وقف العقد ،خالفا للتشريع الفرنسي الذي كان أقل دقة حينما اشترط أن تبرم العملية
"خالل أجل معقول" من يوم توقف العقد.
وبالمقابل يفقد الوكيل حقه في العمولة " إذا ثبت أن العقد المبرم بين الموكل والزبون سوف ال ينفذ دون
أن يعزى ذلك لهذا األخير ،ويرجع الوكيل التجاري التسبيقات التي سبق أن توصل بها في حالة فقدان الحق
في العمولة.
وبذلك وحدها القوة القاهرة تضع حدا للحق في العمولة وتعفي الموكل من أدائها ،وبمفهوم المخالفة ،يضل
الحق في العمولة قائما لفائدة الوكيل التجاري إذا كان الموكل هو المسؤول عن عدم التنفيذ.
-3كيفية أداء العمولة:
" تؤدى العمولة على األكثر ،في اليوم األخير من الشهر الموالي لألشهر الثالثة التي استحقت فيها " ،تعد
هذه القاعدة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من المادة 401من م.ت من النظام العام لكونها تحمي
الوكيل التجاري كطرف ضعيف في عقد الوكالة التجارية ،وبالتالي ال يمكن مخالفتها في اتجاه إطالة أجل
األداء.
وإذا لم يؤدي الموكل العموالت للوكيل في التاريخ المحدد ،فإن الوكيل يتوفر على عدة خيارات منها إخطار
الموكل باألداء لتسري في مواجهته فوائد التأخير ،واللجوء إلى القضاء للمطالبة بالعموالت وحدها ،أو
العموالت والمصادقة على الفسخ الذي تسبب فيه الموكل لعدم تنفيذه التزامه التعاقدي ،والمطالبة بالتعويض
عن إنهاء العقد.
-3مبالغ التعويض:
التعويض عبارة عن مبلغ مالي يتعين على الموكل دفعه للوكيل التجاري بمناسبة إنهاء عقد الوكالة التجارية،
فاإلنهاء يحرمه من نصيبه في تسويق بضائع الموكل ،ويفقده أحد أصول مقاولته وأحد دعائم نشاطه ،بينما
يحتفظ الموكل بكامل الحصة ،ولذلك فإنهاء العقد يشكل في حد ذاته ضررا.
يشمل التعويض عدة عناصر منها :المصروفات التي أنفقها الوكيل على مكاتبه ومحالته التي أنشأها من
أجل مباشرة نشاطه ،ونفقات الدعاية وما يعادل فقده للزبناء.
وبالنظر إلى أن التعويض الذي يستحقه الوكيل يقبل األداء في حقيقته منذ الوقت الذي تم فيه وضع حد
للتعاون بين الطرفين ،فإن الضرر الذي يلحق الوكيل التجاري يعتبر متحققا منذ تاريخ إنهاء العقد.
اإلستثناءات:
باستثناء القوة القاهرة ،هناك ثالث حاالت فقط يمكن أن تحول دون استحقاق التعويض وهي:
-خطأ جسيم ارتكبه الوكيل التجاري.
-استقالته الغير المبررة.
-تفويته للعقد.
أ – الخطأ الجسيم :ينص المشرع في الفقرة الثالثة من م 402من م.ت على أن الوكيل التجاري ال يستحق
أي تعويض إذا ما تم إنهاء العقد بسبب خطأ جسيم.
ويعد الخطأ الجسيم كل ما يمس بالغاية المشتركة للوكالة ذات المصلحة المشتركة ،وال يمكن معه اإلبقاء
على الرابطة التعاقدية.
ويذهب بعض الفقه إلى أن عبء إقامة الحجة على توافر الخطأ الجسيم يقع على عاتق الموكل ألن التزام
الوكيل التجاري التزام بوسيلة وليس التزاما بتحقيق نتيجة وإلثبات صدور خطأ جسيم من الوكيل التجاري
يجب على الموكل تقديم دليل على أن الوكيل مس فعال بالمصلحة المشتركة كأن يكون وكيال في ذات
الوقت عن موكل منافس لموكله دون موافقة هذا األخير ،والمحكمة هي من تحدد الخطأ الجسيم وتميزه إن
كان جسيما فعال أم أنه خطأ عادي يمكن تجاوزه.
ولكن ثبوت خطأ في جانب الوكيل التجاري ال يؤدي إلى حرمانه من التعويض إذا كان مبررا بتصرف
خاطئ قام به الموكل نفسه.
ب – التوقف الناجم عن فعل الوكيل التجاري :ينص المشرع في الفقرة الثالثة من المادة 402من م.ت
على أن الوكيل التجاري ال يستحق أي تعويض " إذا ما كان التوقف ناجما عن فعل الوكيل التجاري ما لم
يكن مبررا بظروف تنسب إلى الموكلين أو عن اإلستحالة التي وجد فيها الوكيل التجاري بكيفية معقولة
وحالت دون متابعة نشاطه بسبب سنه أو عاهة أو مرض ".
يمكن للوكيل التجاري إذن إلغاء العقد بإرادته المنفردة ،وهو ما يحرمه من حقه في التعويض ،كما أنه
يصبح مسؤوال عن الضرر الالحق بالموكل من جراء اإلنهاء ،كأن يقدم استقالته مثال ما لم تكن هذه
اإلستقالة مبررة بظروف أو بخطأ ارتكبه الموكل نفسه.
ج – تفويت الوكيل التجاري لحقوقه والتزاماته إلى الغير :ينص المشرع في الفقرة 3من المادة 402من
م.ت على أن الوكيل التجاري ال يستحق أي تعويض " إذا ما قام بتفويت حقوقه والتزاماته العقدية إلى الغير
باتفاق الموكل " ،ويقصد بذلك الحقوق واإللتزامات التي تخولها له الوكالة التجارية.
لقد جعل المشرع إذن وبشكل واضح من الوكالة التجارية عقدا متعلقا بالذمة المالية للوكيل والذي من حقه
أن يفوتها إلى ورثته ،لكن يشترط قبول الموكل انتقال العقد إلى هؤالء الورثة ،وإذا رفض فإنه يمنحهم
التعويض الواجب للوكيل نتيجة انتهاء العقد بسبب وفاة هذا األخير ،وهذا ما تؤكده الفقرة الثانية من المادة
402من م.ت التي جاء فيها ما يلي " :يستفيد ذوو حقوق الوكالة التجارية من نفس حق التعويض في حالة
توقف العقد بسبب وفاة مورثهم ".
خاتمة:
إن الحماية التي وفرها المشرع للوكالء التجاريين عندما تكون الوكالة ذات مصلحة مشتركة تكمن في
اإللقاء على عاتقهم عدة التزامات آمرة في عالقتهم بموكلهم ،وبهذا يكون المشرع قد وفق بين الموكلين
والوكالء .وذلك بإقامة نوع من التوازن بين حقوقهم وواجباتهم ويشكل هذا التوازن تأكيدا تشريعيا لمفهوم
الوكالة ذات المصلحة المشتركة في مادة الوكالة التجارية.
عقد التأمين
مقدمة:
ظهر التأمين ألول مرة عندما كان هناك خط تجاري يربط بين البندقية و سقلية ،وبعدها تطور هذا القانون
مع تطور الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية ،كما ازداد تطوره في القرن 19والقرن 20بعد ظهور
الدول التي تسمى بالدول الغنية ،فكلما كانت الدولة غنية ازداد الطلب على التأمين فيها ،أما في المغرب
فمع دخول المستعمر سحب معه هذا العقد لحماية مصالحه ومستوطنيه فبدأت أولى بوادر التأمين بالمغرب
من خالل منح امتيازات لبعض الشركات األوروبية منها شركات إسبانية وفرنسية ،والتي فتحت فروعا
لشركات التأمين في البداية بمنطقة طنجة الدولية وبعدها في مناطق األخرى.
هكذا بدأ التأمين حيث كان في البداية يقتصر على التأمين البحري لينتقل بعد ذلك إلى تأمين بري وجوي.
والتأطير القانوني الذي عرفه التأمين كان منذ بداية التسعينات ،حيث حاول المشرع جمع شتات جميع
النصوص القانونية المتعلقة بالتأمين في مدونة شاملة وهي مدونة التأمينات
وظهرت المدونة إلى حيز الوجود سنة ،2002وطرأت عليها تعديالت وتغييرات فيما بعد ،أولى هذه
التغييرات كان القانون 39-05الصادر سنة 2006الذي عدل وتمم مدونة التأمينات.
بعدها جاء القانون 13-59الذي تعلق بالتأمين التكافلي والذي بموجبه عدلت وتممت المادة األولى من
مدونة التأمينات ،كذلك ضمنت في نفس القانون الصادر في سنة 2016التأمين على مخاطر البناء.
ثم القانون 14-110الصادر في نفس السنة ( ،)2016جاء بأساس لتغطية حوادث الكوارث سواء كانت
طبيعية أو من صنع اإلنسان.
مالحظة:
الفرق بين الخطر والكارثة :هو أن الخطر يكون متوقع والكارثة تكون غير متوقعة.
مفهوم التأمين:
إن المشرع المغربي وخالفا لباقي التشريعات المقارنة أعطى تعريفا لمفهوم التأمين ،حيث عرف عقد
التأمين بأنه " :هو اتفاق بين المأمن والمكتتب من أجل تغطية خطر ما ،ويحدد هذا اإلتفاق اإللتزامات
المتبادلة ".
إال أن هذا التعريف لقى انتقادا واسعا من طرف فقهاء القانون وذلك من عدة جوانب.
أوال :أن هذا التعريف ال يبرز خصوصية عقد التأمين حيث أن عقد التأمين يتميز بثالثة أركان وهي الخطر
واألقساط التي يدفعها المكتتب (المأمن له) ،ومبلغ التأمين الذي يعطيه المأمن ،إال أن المشرع في هذا
التعريف ذكر فقط الخطر وأغفل الركنين األخرين.
ثانيا :باإلضافة إلى هذا استتبعها بعبارة عامة قد تنطبق على جميع العقود وهي " :ويحدد هذا اإلتفاق
اإللتزامات المتبادلة " ،فجميع العقود تستلزم التزامات متبادلة ،فالمشرع لم يكن دقيقا في تحديد هذه
اإللتزامات.
عناصر التأمين:
للتأمين 3عناصر أساسية:
-1التأمين كنشاط :التأمين هو نشاط أضفى عليه المشرع الصبغة التجارية ،تقوم به شركة معينة ،وهذه
الشركة تكون متخصصة في هذا النوع من األنشطة التجارية ،وال بد أن تكون خاضعة إلى تنظيم محكم،
هذا التنظيم ينقسم إلى شقين:
أ -تنظيم مراقباتي :يتعلق بالرقابة ،وتقوم به هيئة وطنية وهي هيئة مراقبة التأمينات واإلحتياط اإلجتماعي،
ودور هذه الهيئة مراقبة شركات التأمين من خالل نقطتين أساسييتين ،األولى تتعلق بمدى مطابقتها
للنصوص القانونية المتعلقة بإنشاء شركة التأمين .النقطة الثانية من حيث مدى قدرتها على أدائها اللتزاماتها
تجاه المكتتبين (المأمن لهم) ،أو المستفيدين.
ب -تنظيم مالي :وهي جانب أساسي ومهم ألن هذه الشركة تقوم بجمع األموال أي جمع احتياط مالي والذي
بدوره تعوض به األشخاص الذين يتعرضون لألضرار المأمنين عليها.
-2عملية التأمين :باعتبارها عملية تحتاج إلى عناصر فنية ،تقنية ،ومحاسباتية وهذه العملية هي جانب
خفي ال تظهر للمكتتب أثناء إبرام العقد ،مثال :شركة تأمين تأمن على خطر معين ،فتجمع جميع المكتتبين
الذين يريدون التأمين على خطر ما ،فأصحاب التأمين على الحريق مثال في جهة والسرقة في جهة وترجع
بعد ذلك إلى إحصاءات السنوات السابقة - ،باعتبارها شركة متمرسة حيث تمارس عملها بكفائة لمدة
سنوات طويلة -ثم تقوم بعملية اإلحتمال وهي عملية حسابية رياضية في شقها المتعلق بعلم االئتمانات
فتحتسب عدد األشخاص الذين أمنت لهم ضد السرقة مثال ثم تحتسب عدد األشخاص الذين تعرضو للسرقة
فعال ،والمبالغ التي كلفتها لتعويض ذلك الخطر من خالل ما يسمى بالمقاصة( .المقاصة هو استخراج
عنصر سلبي من عنصر إيجابي) فالعنصر اإليجابي هو المدخرات التي جمعتها شركة التأمين ،أما العنصر
السلبي فهو مبلغ التأمين عن الخطر المأمن عليه.
-3عقد التأمين:
تعريف عقد التأمين :هو اتفاق بين طرفين (المأمن والمكتتب أو المأمن له) ،يلتزم المكتتب بأداء أقساط
مقابل تغطية خطر معين من خالل أداء مبلغ محدد من قبل المأمن في حالة إذا وقوع الخطر المأمن عليه.
خصائص عقد التأمين:
من حيث التكوين:
-1عقد رضائي :بمعنى أنه يكفي فيه توافق اإلرادتين وذلك باإليجاب والقبول من قبل الطرفين إلنشاء عقد
التأمين ،أي أن المشرع لم يتطلب في هذا العقد أي شكلية للكتابة ،واستلزم شكلية لإلثبات.
-2عقد إذعان :وذلك ألن المكتتب أو المأمن له ليس له الحق في مناقشة الشروط المضمنة في وثيقة عقد
التأمين فإما أن يقبلها جملة أو يرفضها.
من حيث المضمون:
-1عقد احتمالي :أي أن الطرفين ال يعرفان مقدار ما يعطيانه مقابل ما سيحصالن عليه أثناء إبرام العقد
مثال :شخص اشترى سيارة وأمن عليها بمبلغ 6000درهم سنويا وبمجرد ما أبرم العقد وأدى القسط
األول ،تعرضت السيارة للحريق فشركة التأمين في هذه الحالة تكون مجبرة على أداء التعويض.
إذن فشركة التأمين لم تكن تعلم بأن السيارة ستتعرض لحريق مباشرة ،أو ربما ستتعرض له بعد سنوات،
أو ربما لن تتعرض له أبدا.
كما أنه قد يكون تأمين على سيارة لسنوات طويلة ولكن السيارة لم تتعرض ألي خطر ،فالمكتتب في هذه
الحالة ال يستفيد من أي تعويض.
ولهذا سمي هذا العقد بالعقد اإلحتمالي لكال الطرفين.
-2عقد المعاوضة :أي أن كل طرف يأخذ مقابل لما يعطيه لألخر عكس عقود التبرع التي تكون بدون
مقابل.
-3عقد ملزم للجانبين :أي أنه يرتب التزامات متبادلة بين الطرفين.