‫الفصل‪ :‬الرابع‬

‫وحدة‪ :‬المغرب خالل القرن ‪91‬‬

‫األستاذ‪ :‬مصطفى نعيمي‬

‫المحاضرة رقم‪1 :‬‬

‫السنة الجامعية‬

‫‪2222-2222‬‬
 ‫السىة الجامعية‪2222-2222 :‬‬ ‫جامعة ابن طفيل‬
‫وحدة‪ :‬املغرب خالل القرن ‪91‬‬ ‫كلية العلوم إلاوساهية والاجتماعية‬
‫ألاستاذ‪ :‬مصطفى وعيمي‬ ‫شعبة التاريخ والحضارة‬
‫املحاضرة رقم‪9 :‬‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الئحة املراجع‬

‫‪ -‬اخلدميي عالل‪ ،‬ادلغرب يف مواجهة التحدايت اخلارجية ‪5881-5815‬م إفريقيا الشرق ‪ ،‬البيضاء‪ ،‬ادلغرب ‪2002‬م‪.‬‬

‫‪ -‬رميون رينيو ‪ ،‬مدخل إىل التاريخ ادلعاصر القرن التاسع عشر ‪5158-5851‬م ‪ ،‬ادلنشورات العربية‪ ،‬ش‪.‬م‪.‬ل ‪ ،‬بريوت‬
‫‪5188‬م‪.‬‬

‫‪ -‬برادة ثراي‪ ،‬اجليش ادلغريب وتطوره يف القرن التاسع عشر‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬البيضاء‪5111 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬بوطالب إبراىيم‪ ،‬استخالصات عامة عن مفهوم اإلصالح يف القرن التاسع عشر ‪ ،‬ندوة اإلصالح واجملتمع ادلغريب يف القرن‬
‫التاسع عشر ‪ 22-20‬ابريل ‪5182‬م ‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬البيضاء ‪5181‬م‪.‬‬

‫‪ -‬حركات إبراىيم ‪ ،‬ادلغرب عرب التاريخ ‪ ،‬دار الرشاد احلديثة ‪ ،‬البيضاء ‪5118‬م‪.‬‬

‫‪ -‬عياش جرمان‪ ،‬دراسات يف اتريخ ادلغرب‪ ،‬الشركة ادلغربية للناشرين ادلتحدين‪ ،‬مطبعة النجاح‪ ،‬البيضاء ‪5181‬م ‪.‬‬

‫‪ -‬عياش جرمان‪ ،‬إمكانيات اإلصالح وأسباب الفشل يف ادلغرب‪ ،‬ندوة اإلصالح‪ ،‬ادلنشورات كلية األداب والعلوم اإلنسانية‬
‫ابلرابط ‪.‬‬

‫‪ -‬روم الندو‪ ،‬اتريخ ادلغرب يف القرن العشرين ‪ ،‬ترمجة نقوال زايدة ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بريوت ‪5180‬م ‪.‬‬
 ‫متهيد‬

‫تفيد عبارة اتريخ ادلغرب خالل القرن التاسع عشراإلحالة على رلموع الوقائع والتحوالت اليت شهدىا‬
‫اجملتمع ادلغريب على امتداد الفًتة الزمنية اليت تبدأ ابحتالل فرنسا للجزائر سنة ‪5820‬م وتنتهي بتوقيع احلماية سنة‬
‫‪5152‬م ‪ ،‬ومدار ىذه الوقائع ينتظم ضمن مستوايت مسلسل التوسع اإلمرباييل الذي أخضع الكيان ادلغريب‬
‫لضغط ممنهج اعتمد أساليب متنوعة ومتداخلة جتمع بني الضغوطات اخلارجية واألوضاع الداخلية ‪.‬‬

‫‪ -5‬دور األوضاع الداخلية ابملغرب خالل القرن التاسع عشر ‪:‬‬

‫ميكن تلخيص األوضاع اليت كان يعيشها ادلغرب خالل ىذه الفًتة يف العناصر التالية ‪:‬‬

‫اقتصاداي ‪:‬‬

‫‪ -‬الفالحة ‪ :‬ظلت الفالحة النشاط األساس ألللبية السكان ‪ ،‬إال أن االستمرار يف اعتماد الوسائل‬
‫التقليدية العتيقة مل يسمح بتوفري فائض اإلنتاج يف سنوات احملاصيل اجليدة‪ ،‬بينما ظلت البالد عرضة جملاعات دورية‬
‫نتيجة عدم انتظام أحوال ادلناخ‪ ،‬وإذا كانت بعض ادلناطق بدأت تعرف بداية التمليك وتركيز ادللكية‪ ،‬فعلى العموم‬
‫تبقى معظم األراضي مجاعية وادللكية ادلتوسطة ىي القاعدة ‪ ،‬واليتم االستغالل ادلباشر إال يف ادللكيات الصغرية‪.‬‬
‫اخلماس‪ ،‬أما كراء األراضي فكان لالبا ما يتم مقابل جزء‬
‫وما أن حيصل مالكا على أراضي كافية حىت يلجأ إىل ّ‬
‫من احملصول ‪.‬‬

‫عموما ظل اإلنتاج الفالحي واحلريف على ىامش اقتصاد السوق ‪ ،‬وارتبط ابلدرجة األوىل بتلبية احلاجيات‬
‫الذاتية ‪ ،‬إذ بقي رواج السكة يف شرايني االقتصاد زلدودا خاضعا لضرورات البنية ادلنظمة لإلنتاج مرتبطا هباجس‬
‫اجلوع ‪.‬‬

‫‪ -‬احلرف‪ :‬أما يف ادلدن ‪ ،‬فقد شكلت احلرف النشاط الصناعي الرئيس؛ فاحلرف ادلنزلية تنتج داخل‬
‫الورشات عددا من البضائع اجلارية االستعمال ‪ ،‬أما احلرف ذات الصبغة التجارية فإهنا تنتج كل البضائع ذات‬
‫االستعمال ادلعتاد ( اجللود ‪ ،‬األخشاب ‪ ،‬مواد البناء ‪ )...‬يصنع بعضها يف معامل حقيقية مسرية من طرف رب‬
‫ادلعمل الذي يرأس عماال ويدفع إنتاجو إىل جتار اجلملة أو نصف اجلملة ‪ ،‬وبعض السلع اليت يصنعها حرفيون‬
‫يقومون ببيعها داخل دكاكينهم ‪.‬‬
‫‪ -‬التجارة ‪ :‬مل يعرف االقتصاد ادلغريب التقليدي حدودا واضحة ادلعامل بني رلايل الصناعة والتجارة‪ ،‬فقد‬
‫كان الصانع يبيع عادة منتجاتو بنفسو‪ ،‬والواقع أن التمييز االجتماعي احلقيقي مل يكن بني الصناع وصغار التجار‬
‫أصحاب احلوانيت ‪ ،‬بل بني ىذين معا ومن ينعتون بـ " التجار " ذلك أن احلالة ادلادية للبقال أو " السواق "‬
‫الذي كان يتنقل من سوق قروي إىل آخر ‪ ،‬مل تكن ختتلف كثريا عن حالة الصانع ادلعتمد على عملو اليدوي‬
‫لكسب معاشو ‪ ،‬أما " التاجر " ‪ ،‬فكان لالبا ما يزاول جتارة اجلملة ‪ ،‬كما كانت لو مصاحل جتارية خارج ادلدينة ‪،‬‬
‫بل وخارج البالد ككل ‪.‬‬

‫عدداي‪ ،‬مثل التجار الكبار أقلية ضئيلة وتركز وجودىم يف احلواضر كفاس وتطوان‪ ،‬أما مراكش اليت كانت‬
‫تعد فيما قبل قطبا للتجارة الصحراوية ‪ ،‬فكانت يف تراجع واضح ابتداء من النصف التاين من القرن الثامن عشر ‪،‬‬
‫دمحم بن عبد هللا التجارية اليت ساعدت على حتويل الطرق التجارية حنو‬ ‫وذلك نتيجة لسياسة السلطان سيدي‬
‫ساحل احمليط وحفزت العديد من التجار وال سيما اليهود ‪ ،‬على اذلجرة من ادلدن الداخلية إىل ادلراسي ‪.‬‬