Professional Documents
Culture Documents
التاريخ الإسلامي (عرفان واحد)
التاريخ الإسلامي (عرفان واحد)
مشروع بحث
:إندونيسيا الجنسية
الحمد هلل الذي رفع قدر العلم والعلماء في األكوان وجعلهم مصابيح األنام إلى ما فيه رضا الرحمن
القرن .فتخرج
والحمد هلل الذي اختار األزهر الشريف قبلة ورم از للعلم واإلتقان وجعله حفيظا ووعاء لمنهج آ
من ساحته األكابر والعلماء الربانيون.
ثم نصلى ونسلم على حبيب الواهب المنان سيدنا محمد سيد ولد عدنان وعلى أله وأصحابه أجمعين.
هذا البحث كتبته الستيفاء المشروع البحثي للفصل الدراسي الثاني بجامعة األزهر من كلية الدراسات
اإلسالمية والعربية ،والبحث يتضمن فيه المباحث التالية:
التمهيد
الخليفة معاوية بن أبي سفيان من أصحاب الرسول وأحد كتّاب الوحي .سادس الخلفاء في اإلسالم
ومؤسس الدولة األموية في الشام و ّأول خلفائها .قيل أنه أسلم هو وأبوه وأمه وأخوه يزيد يوم فتح مكة ،وقيل
أنه أسلم قبل الفتح وبقي يخفي إسالمه حتى عام الفتح.
الخليفة عبد الملك بن مروان هو الخليفة الخامس من خلفاء بني أمية والمؤسس الثاني للدولة األموية.
بويع عبد الملك بن مروان بالخالفة في اليوم الذي توفي فيه والده في دمشق عام 65هـ .بايع بنو أمية ابن
مختلفا مع العلماء ،فقد بايع بعض العلماء ابن مروان في الشام ،وكانوا
ً مروان بالخالفة ،لكن الوضع كان
قلة ال يعدون ً
شيئا وكان هناك العلماء الذين بايعوا عبد هللا بن الزبير ،أو الذين اعتزلوا حتى تجتمع األمة
على خليفة.
الخليفة عمر بن عبد العزيز هو ثامن الخلفاء األمويين ،تميزت خالفة عمر بن عبد العزيز بعدد من
وعزل جميع الوالة
ُ العدل والمساواةُّ ،
ورد المظالم التي كان أسالفه من بني أمية قد ارتكبوها، ُ المميزات ،منها:
عده كثير من العلماء خامس الخلفاء الراشدين ،كما
الظالمين ومعاقبتُهم ،كما أعاد العمل بالشورى ،ولذلك ّ
اهتم بالعلوم الشرعية ،وأمر بتدوين الحديث النبوي الشريف.
العرض
هو معاوية بن أبي سفيان صخر بني حرب بن أمية بن عبد الشمس بن عبد مناف وأمه هند بنت عتبة
بن ربيعة بن عبد الشمس ،1وكان مولده بالخيف من منى قبل الهجرة بخمس عشرة سنة ،وهو يجتمع مع
النبي – صلى هللا عليه وسلم – في عبد مناف من جهة أمه وأبيه ،وقد شاهد في طفولته أدوار ذلك النزاع
المحتدم بين جند الحق وأحالف الباطل ،وأعمل فكره فيما يرى ويسمع ،فهداه تفكيره إلى الدخول في اإلسالم.
كان معاوية بن أبي سفيان – رضي هللا عنه – أمينا إلى أبعد حدود األمانة األمر الذي حببه إلى أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي هللا عنه – ويسر له أن يظل أمي ار على الشام عشرين عاما قبل أن
يكون خليفة اكتسب فيها خبرة عملية في اإلدارة والحكم مكنته من أن يسير في طريق النجاح خطوات تليها
خطوات ،هذا إلى جانب ما كان يتحلى به من سماحة وحزم فقد كان موهوبا في الناحيتين سجل ذلك ابن
طباطبا العلوي في كتابه الفخري.2
وقد نجحت سياسة معاوية داخل الدولة وخارجها .فأما في الداخل فقد نظم البريد بطريقة لم تعرف من
قبله ،وابتكر ديوان الخاتم لتسجيل توقيعات الخليفة وربطها بخيط وختمها بشمع تبقى لها هيبتها وجاللها
وتصبح في مأمن من عبث العابثين .3وأما في الخارج فقد تصدى للرمان الذين أغاروا على حدود الدولة
اإلسالمية الشمالية الغريبة ،وبنى أسطوال بلغت عدته 1700سفينة استولى على قبرص ودووس وغيرها
من جزر الروم بل استطاع أن يصل إلى أسوار القسطنطينية ،وأدخل من أسلم من البربر في عداد جيشه.4
تطلع معاوية إلى العالم اإلسالمي الذي أضحت بيده مقاليد األمور ،فوجد أن أحواله قد تغيرت عما
كانت عليه أيام أبي بكر وعمر تغيي ار يتطلب تطور أساليب الحكم فيه .كما وجد معاوية نفسه في مجتمع
ذهب الناس فيه في تفكيرهم مذاهب شتى وسهل عليهم خوض غمار الفتن والحروب األهلية فكان من الالزم
أن يغاير منهجه في الحكم منهج الخلفاء الراشدين ،وقد وجد معاوية فيما كان لدي العرب من شريعة إسالمية
وتقاليد عربية ما ابتكر منه ومما كان لدي الفرس والرومان نظاما كفيال بإدارة شئون الدولة على نحو لم
1ابن كثير :البداية والنهاية ج 8ص .117مكتبة المعارف بيروت وابن سعد الطبقات الكبرى ج 3ص .32وج 7ص .406دار صادر بيروت.
2الفخري في اآلداب السلطانية ص .106/104
3د /محمد الطيب النجار – الدولة األموية في الشرق ص .44دار االعتصام طبعة ثالثة 1977م.
4د /إبراهيم العدوي :األمويون والبيزنطيون ص 127/123الدار القومية للطباعة.
يألفه العرب من قبل وأطلقوا على حكمه لهذا لفظ الملك مستندين إلى ما ورد من أن الخالفة بعد رسول هللا
– صلى هللا عليه وسلم – ثالثون سنة ثم ملك بعد ذلك.5
جعل معاوية األساس في اختيار عماله ما كان يتمتع به الواحد منهم من حزم وحسن تصرف وأخبرهم
باإلدارة وسياسة الناس ليساعدوه في إدارة الدولة وتوطيد االستقرار فيها دون أن يكون لعشيرته دخل في ذلك
االختيار ليتفادى سهام النقد الذي تعرض لها عثمان بن عفان من قبل وكان هؤالء الرجال إما من أبناء بيته
أو من أشد الناس إخالصا له وتنفيذا لسياسته.
وهو أول من أحاط نفسه من الخلفاء بجند يسيرون بين يديه بالحراب والعمد ويقومون على رأسه
بالسيوف بعد أن عاصر من الحوادث الجسام ما أودى بحياة ثالثة من الخلفاء األربعة الراشدين قبله نتيجة
امت ازجهم الكامل بأفراد الشعب في الوقت الذي اندمج فيه في صفوف المسلمين رجال من عناصر قد غلبت
على أمرها وأشعل نيران الحقد في قلوبهم سلطانهم الضائع القادم .وحفل عهده بالرخاء فكان عصره من
أزهى عصور الخالفة اإلسالمية.
الخليفة عبد الملك بن مروان ودوره في تعريب الدواوين وصك العملة ب.
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ،أبو الوليد أمير المؤمنين وأمه عائشة بنت
معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية ولد في المدينة سنة 26ه ـ في خالفة عثمان بن عفان – رضي
هللا عنه – ونشأ بها نشأة علمية وتتلمذ على كبار الصحابة من أهل المدينة فنشأ في بيت علم وفضل،
وكان عاقال حازما فصيحا بليغا عالما بأحكام الدين وكان يتمتع بثقافة عالية ويعد أحد فقهاء المدينة ،6فقد
حفظ القرآن الكريم وق أر العلوم الدينية ،كما كان أديبا عالما بقي الشعر وتمييز جيده من رديئة.7
قضى عبد الملك معظم حياته قبل أن يلي الخالفة في المدينة ،ينهل من علم علمائها وفقهائها ويتأدب
بآدابهم ،ولم يكن يغادرها إال للحج أو الغزو فقد اشترك في غزو إفريقية في عهد معاوية ،وكثير ما كان
يشترك في غزو بالد الروم.8
ولي عبد الملك الخالفة في وقت تفتت فيه وحدة العالم اإلسالمي ،فعبد هللا بن الزبير قد أعلن نفسه
خليفة في الحجاز ،ودان له بالطاعة كثيرون ،والشيعة ثائرون وقد جمع بأسمهم المختار بن أبي عبيد هللا
كان عبد الملك بن مروان يقود الجيوش بنفسه في أغلب أحواله ،ومن أهم المعارك التي قادها ،معركة
العراق صد مصعب بن الزبير الذي كان أمي ار فيه من قبل أخيه عبد هللا بن الزبير ولما ظفر بمصعب ضم
العراق إلى سلطانه ولم يبق أمامه غير عبد هللا بن الزبير في الحجاز.10
اعتبر هو بحق المؤسس الثاني للدولة األموية .ومن أهم إنجازاته "تعريب الدواوين" و "صك العملة".
وجه عبد الملك إلى الحجاز قائده الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 72ه ـ لمقاتله عبد هللا بن الزبير
وحاصر الحجاج مكة وماها بالمجانيق ،ولما اشتدت الحال بأهلها تخلوا عن ابن الزبير الذي استشار أمه
أسماء بنت أبي بكر فيما يفعل فأشارت عليه بمواصلة القتال حتى يموت كما مات أصحابه ،فصمد ابن
الزبير في المعركة حتى قتل ،وعين عبد الملك الحجاج واليا على الحجاز ثم نقله بعد ذلك أمي ار على العراق
للقضاء على الفتنة فيه ،وبهذا استتب األمر له في كل األمصار اإلسالمية وسمي هذا العام سنة ۷۳هـ
عام الجماعة الثاني لدخول كل واليات الدولة في طاعة عبد الملك بن مروان.11
اتجه عبد الملك بعد إطفاء نيران الفتن إلى تحويل كل شيء ف جهاز الدولة إلى اللغة العربية وهو ما
عرف بتعريب الدواوين 12ذلك أن عمر بن الخطاب قد ترك إدارة البالد المفتوحة كما كانت بلغات أهلها مع
تعديل بسيط ألن العرب لم يكونوا آنذاك مؤهلين إلدارة تلك البالد.13
فكان ديوان الشام بالرومية وديوان العراق وفارس بالفارسية وديوان مصر كان بالقبطية والذي كان
يحرر بتلك اللغات من الدواوين إنما هو ديوان الجباية ،أما ديوان الجند فقد كان يحرر بالعربية وحدها.
فلما استتب األمر لعبد الملك بن مروان ،حرص في أن تكون العربية وحدها لغة تلك الدواوين اإلسالمية.
ونفذ ذلك في دواوين العراق والشام في أيامه ،أما الديوان في مصر فقد تأخر نقله إلى أوائل عهد الوليد بن
9الطبري :تاريخ الرسل والملوك .ج 6ص ،138وابن األثير :الكامل في التاريخ .ج .4ص .296
10الطبري :تاريخ الرسل والملوك .ج 6ص ،151وابن األثير :الكامل في التاريخ .ج .4ص .333
11الطبري :تاريخ الرسل والملوك .ج 6ص ،357وابن األثير :الكامل في التاريخ .ج 4ص .478
12الدواوين :كلمة فارسية األصل يقصد بها الكتاب أو أماكن عملهم أو السجالت المعدة الحصاء األموال وضبط الموارد والعطاء د /حسن إبراهيم حسن
أخيه ،النظم اإلسالمية ص .186
13البالذري :فتوح البلدان .ص ،549والماوردي :األحكام السلطانية .ص ،199وابن الطفطفا :الفخري .ص .83
عبد الملك .وبتعريب الدواوين ،يكون عبد الملك قد أدى للدولة اإلسالمية خدمة عظمى .فلقد أصبحت اللغة
العربية هي اللغة الرسمية في جميع أجهزة الدولة ،وهذا األمر هو الذي ساعد على نشر اللغة العربية
وتعريب ألسنة أهل البالد المفتوحة ،مما زاد فهمهم لإلسالم وإقدامهم على اعتناقه كما أتاح للعرب فرصة
العمل في دواوين الخراج وأظهروا في ذلك مقدرة وكفاءة ،كما أن الموظفين الذين أرادوا االحتفاظ بوظائفهم
من أهل البالد أقبلوا على تعلم اللغة العربية ألنها أصبحت شرطا لبقائهم فيها.14
وقد اتبع عبد الملك خطوة تعريب الدواوين بخطوة ال تقل عنها أهمية وهي إصدار عملة للدولة
اإلسالمية .فلقد كانت العمالت األجنبية كالدراهم والدنانير الفارسية والبيزنطية هي التي تتداول في الدولة
اإلسالمية ،15حتى جاء عبد الملك الذي رأى له حفاظا على كرامة الدولة وصونا لسيادتها ودعما الستقاللها
أن تكون لها عملتها الخاصة بها .فأصدر أوامره بصك عملة إسالمية وحظر التعامل بغيرها من العمالت
األجنبية .وأقام مصانع لصك النقود عرفت بدور الضرب ،وأصبحت الدولة هي التي تشرف على ضرب
العملة ونقشها ووزنها ،وكان الخليفة هو الذي يحدد وزن العملة ومعيارها الشرعي فتميز الخالص من
المغشوش ،كما أنشأت دور الضرب النقود في عواصم األقاليم والمدن الكبرى.16
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن أبي العاص بن أمية ،وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن
الخطاب وقد ولد بالمدينة المنورة سنة 62هــ.
نشأ عمر بن عبد العزيز في المدينة ،وبناء على رغبة أبيه الذي تولى إمارة مصر بعد مولد عمر بقليل
وظل واليا عليها حتى وفاته بها(سنة 85 – 65هــ) إال أنه أبقى ابنه عمر في المدينة لينشأ فيها حول أبناء
وأحفاد الفاروق عمر بن الخطاب ونهل من علم شيوخها ويتأدب بأدابهم .وكانت المدينة في ذلك الوقت
مرك از للعلم والعلماء وكان الطالب يفدون من جهات متعددة لطلب العلم وقد تفقه عمر بن عبد العزيز في
الدين وبرز في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية والتاريخ حتى أصبح فقيها مجتهدا وتابعيا جليال وهو
حجة عند العلماء ،فقد قال اإلمام أحمد بن حنبل :
وظل عمر في المدينة حتى وفاة أبيه سنة 85هـ .فأخذه عمه عبد الملك بن مروان إلى دمشق وزوجه
ابنته فاطمة ،ثم عينه واليا على إمارة صغيرة في الشام هي خناصرة من أعمال حلب وظل واليا عليها حتى
18
وتولى الوليد بن عبد الملك الخالفة بعد أبيه سنة 76ه ـ فعينه واليا توفى عمه عبد الملك سنة 86ه ـ
على المدينة سنة ۸۷بدال من هشام بن إسماعيل المخزومي .وظل أمي ار على الحجاز حتى سنة ( 9۳ه).
.2أهم إصالحاته:
تنظيم بيت المال •
بدأ عمر بنفسه وأهل بيته ،فأعاد األراضي التي وهبت له ولزوجته وأوالده من بيت مال المسلمين،
وطلب من بني أمية إرجاع ما أخذوه من بيت مال المسلمين بدون وجه حق ،كما جلس ينظر في مظالم
الرعية فأعاد إلى الناس ما اغتصبه أفراد أسرته منهم ،وطلب من موظفي الدولة والعمال مراعاة الحذر في
أموال الدولة وعدم استخدامها للحاجات الشخصية .وعزل الوالة الظالمين والعمال القساة وعين بدال منهم
والة جندا وكان يراقب تصرفاتهم ،وشملت رعايته أهل السجون فكان ينفق عليهم ويكسوهم ويتعهد مريضهم.19
أوقف الحروب مع غير المسلمين أو مع المسلمين الثائرين ،ودعا غير المسلمين بالحكمة والموعظة
الحسنة لإلسالم وحاور المسلمين الثائرين ونجح في دعوته غير المسلمين إلى اإلسالم ،كما نجح مع
المتمردين من المسلمين .وكانت سيرته العطرة معوانا له على النجاح ،20ونتيجة لذلك دخل ملوك السند في
اإلسالم وتبعتهم شعوبهم ،دخله كثير من المصريين والسوريين والفرس الذين لم يكونوا قد دخلوا في اإلسالم
من قبل على الرغم من دخول اإلسالم في بالدهم .فقد جذبتهم إلى اإلسالم سماحة عمر حتى كان عصره
يسمی عصر إسالم البالد المفتوحة.21
والخوارج أيضا بهرتهم سيرة عمر وأعماله فأوقفوا نشاطهم الثوري وتفاهموا معه بالحجة ،ونتيجة لهذا لم
يحركوا ساكنا فيه إلفساد حرمة الدولة أو الرعية طول عهده .ثم إن توقيره للشيعة ولين جانبه معهم أطمعهم
في كرم أخالقه وصفحه .ولهذا شرع بنو العباس في دعوتهم س ار الرضا من آل محمد ،ثم أوقف عمر أخذ
الجزية ممن دخل في اإلسالم من أهل الواليات و األمصار .فسارعوا جماعات ووحدانا إلى الدخول في
اهتم عمر بالمجال االقتصادي والمالي حيث وجد المكاييل والموازين في جميع أنحاء الدولة األموية
واستصلح األراضي للزراعة وساعد الناس بإقراض المزارعين وحفر اآلبار لهم فازداد دخل الدولة ،كما ازداد
دخل الناس حتى لم يعثر على مستحق للزكاة في عهده نتيجة سياسته الحكيمة الحريصة على أموال
المسلمين .فقد روي عن يحي بن سعيد قوله "بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقيا فاقتضيتها
وطلبت فقراء نعطيها لهم فلم نجد بها فقي ار ولم تجد من يأخذها مناقد أغني عمر بن عبد العزيز الناس
فاشتريت بها رقابا فأعتقتهم.23
واهتم عمر بالناحية العلمية فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم .واهتم أيضا بنشر العلم بين أبناء
األمة حتى يكونوا على وعي كامل وبصيرة واعية بأمور دينهم وما يقدمونه ألمنهم فكان يقول:
"تعلموا العلم فإنه زين للغلي وعون للفقير ال أقول إنه يطلب به ولكن يدعوه إلى القناعة ولم ير الخذا
في غني عن العلم فكان يقول ان استطعت فكن عالما من لم فتطع لكن متعلما فإن لم تستطع فاحبهم فان
لم تستطع فال تبغضهم."24
وحتى يتحقق له ما يريد جعل للعلماء منزلتهم التي تليق بهم وهيا لهم الظروف التي تساعدهم على
إنجاز مهمتهم فأتاح للعلماء التفرغ الكامل تحت كفالة الدولة حتى يتفرغوا إلنجاز المشروعات الفكرية احتيا ار
منهم لو بتكليف من الدولة ،فأجرى األرزاق على العلماء والفقهاء ورتب لهم .الرواتب ليتفرغوا على نشر
العلم وكفو مؤونة االكتساب فكان يمنح من بيت المال مبلغا قدر مائة دينار لكل من انقطع إلى مسجد
جامع في أي بلد إسالمي لغرض التفقه ونشر العلم وتكريس القران الكريم وتالوته.
وبهذا يتبين لنا أن عمر كان شديد الحرص على أن ينتزع الجهل من النفوس وأن يسود العلم في كل
أرجاء األمة وكان دائم التنفير من الجهل خطب دات مرة فقال" :أيها الناس إنما يراد الطبيب للوجع الشديد
،اال فال وجع اشد من الجهل وال داء اخبث من الذنوب وال خوف أخوف من الموت."25
امتاز الحكم خالل فترة الدولة األموية بالسلطة المركزية وخاص ًة في عهد الحاكم الخامس عبد الملك،
إذ قام بجعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية لإلدارة ،كما قام بصك عملة عربية لتكون عملة رسمية
لإلمبراطورية ،وتوسع حكم الدولة األموية ليصل غرباً إلسبانيا وصوالً للهند في الشرق ،مما ساعد اللغة
العربية والدين اإلسالمي على االنتشار بنطاق واسع.
أختتم هذا البحث طالب العفو عن كل األخطاء والغفالت ،كيفما كان الحال ما زلت في الفترة التطورية
في دراستي ،ال أستغني عن اإلصالح واإلرشاد .والتنساني من أن تذكرني في صالح دعائك في األماكن
آخر الكالم.