You are on page 1of 104

‫قسم علوم‪ :‬التسيري‬

‫مطبوعة بعنوان‪ :‬مدخل لعلم االقتصاد‬

‫موجهة لطلبة السنة األوىل جذع مشرتك‬

‫من إعداد‪:‬‬

‫مغدوري شهرزاد‬

‫السنة اجلامعية‪0200/0202 :‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ .1‬مقدمة‪ :‬ترتبط العلوم االجتماعیة بكل فروعها ارتباطا مباشرا بتطور اجملتمعات البشریة‪ ،‬وما علم االقتصاد‬
‫إال واحد منها‪ ،‬فلقد اقرتن وجود اجملتمعات البشریة حبقیقتنی متالزمتنی األوىل مرتبطة بتعدد احلاجات‬
‫اإلنسانیة وتزایدها املستمر‪ ،‬والثانیة متعلقة بندرة وحمدودیة املوارد املتاحة الالزمة لتلبیة تلك احلاجات‪،‬‬
‫فتوجه علم االقتصاد حنو دراسة السلوك االقتصادي لإلنسان واجملتمع من أجل التوصل لتحقیق مستوى‬
‫من التوازن بنی ها تنی احلقیقتنی‪ ،‬فهو یسعى من خالل حتلیل وتفسری ملختلف الظواهر واألنشطة‬
‫االقتصادیة واليت ال خترج عن دائرة اإلنتاج‪ ،‬التوزیع‪ ،‬االستهالك‪ ،‬االدخار واالستثمار إىل مساعدة الفرد‬
‫واجملتمع على اختاذ القرارات املثلى حول كیفیة استخدام املوارد احملدودة يف تلبیة احلاجات‪ ،‬والتوجه حنو‬
‫أفضل البدائل للتنسیق بنی اإلمكانیات املتاحة و املتطلبات الالمتناهیة‪ ،‬فهو یقوم ابكتشاف ودراسة‬
‫القواننی اليت تتحكم يف خمتلف الظواهر واألنشطة االقتصادیة‪ ،‬مث یعمل على إجياد القواعد والوسائل اليت‬
‫تؤدي إىل االستغالل األمثل للموارد املتاحة لتلبیة أقصى إشباع‪.‬‬
‫یربز الدور الذي یلعبه علم االقتصاد إىل حتلیل وتفسری الظواهر على املستوى اجلزئي أو الكلي أخرى‬
‫وتدخل يف صمی م اهتماماته كالدخل‪ ،‬مستوى األسعار التضخم البنوك التجاریة واملركزیة‪ ،‬معدل الفائدة‪،‬‬
‫البورصة ومكوانهتا‪ ،‬أسعار الفائدة‪ ،‬النمو والتنمیة االقتصادیة‪ ،‬اإلصالح االقتصادي‪ ،‬االقتصاد الدويل‪،‬‬
‫صندوق النقد الدويل وغریها من القضاای والظواهر االقتصادیة األخرى‪ ،‬فهو میس ویتصل حبیاتنا الیومیة‬
‫مبختلف تفاصیلها‪ ،‬واحلاجة إلیه تربز حالیا من طبیعة هذه القضاای اليت یعاجلها‪ ،‬فهي جوهر اهتمامات األفراد‬
‫واملؤسسات واجملتمعات يف حبثها املستمر عن الرفاهیة والتنمیة‪.‬‬
‫تقدم هذه املطبوعة مدخال تعریفیا ابالقتصاد وأبرز عناصره املكونة‪ ،‬وتتضمن حتلیال لطبیعة املفاهیم‬
‫املرتبطة هبذه العناصر‪ ،‬كما تشرح أبرز اجملاالت اليت متیز العملیات االقتصادیة كاإلنتاج والتوزیع واالستهالك‬
‫وغریها‪ ،‬وفق أسس منهجیة حول كیفیة تفسریها بطریقة ختدم الطلبة وتستجیب ملقتضیات الربامج اليت‬
‫تعتمدها الوزارة يف هذا اجملال ‪.‬‬

‫رجاؤان أن جتیب هذه املطبوعة على معظم األسئلة اليت یطرحها الطلبة‪ ،‬فهم حيتاجون إىل توسیع دائرة‬
‫معارفهم للتعمق يف الواقع االقتصادي بكل جزئیاته‪ ،‬كي یكتسبوا مهارات ال غىن عنها ویطوروا قدراهتم‬
‫العلمیة‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ 1.1‬التقسيم املنهجي‪ :‬ارأتیت أن أقسم هذه املطبوعة من الناحیة املنهجیة إىل عشر حماور تستجیب لكثری‬
‫من املقاییس العلمیة‪ ،‬وتراعي ما جاء يف الربامج املعتمدة‪ ،‬حسب التقسیم التايل‪:‬‬
‫احملور األول‪ :‬مفاهیم أساسیة يف علم االقتصاد‬
‫احملور الثاين‪ :‬املشكلة االقتصادیة (موضوع علم االقتصاد)‬
‫احملور الثالث‪ :‬أمناط حل املشكلة االقتصادیة‪ ،‬واألنظمة القتصادیة‬
‫احملور الرابع‪ :‬اإلنتاج‬
‫احملور اخلامس‪ :‬األسواق االقتصادیة‬
‫احملور السادس‪ :‬االستثمار‬
‫احملور السابع‪ :‬االستهالك واالدخار‬
‫احملور الثامن‪ :‬التوزیع‬
‫احملور التاسع‪ :‬السیاسة النقدیة‬

‫‪-3-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ .2‬الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪41‬‬ ‫احملتوى‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫املقدمة‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪ .1‬احملور األول‪ :‬املدخل املفاهيمي لعلم االقتصاد‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪ 1.1‬تعریف علم االقتصاد‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ 1.1‬عالقة علم االقتصاد ابلعلوم األخرى‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬أنواع التحلیل االقتصادي‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬مناهج علم االقتصاد‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬أمهیة علم االقتصاد‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬احملور الثاين‪ :‬املشكلة االقتصادية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬مضمون املشكلة االقتصادیة وطبیعتها‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬خصائص املشكلة االقتصادیة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬عناصر املشكلة االقتصادیة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬أسباب املشكلة االقتصادیة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬خصائص املوارد االقتصادیة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .3‬احملور الثالث‪ :‬أمناط حل املشكلة االقتصادية (األنظمة االقتصادية)‬
‫‪11‬‬ ‫نبذة عن تطور الفكر االقتصادي‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفكر االقتصادي يف العصور القدمیة‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفكر االقتصادي يف العصور الوسطى‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفكر االقتصادي عند املسلمنی يف القرن الرابع عشر‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفكر االقتصادي للتجارینی والطبیعینی‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفكر االقتصادي يف املدارس االقتصادیة احلدیثة‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪11‬‬ ‫مبادئ الفكر الكالسیكي‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفكر االقتصادي النیوكالسیكي‪.‬‬ ‫‪1.1‬‬
‫‪11‬‬

‫‪-4-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪10‬‬ ‫‪ 0.1‬الفكر االقتصادي الكینزي‪.‬‬


‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬األنظمة االقتصادية وحل املشكلة االقتصادية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬النظام الرأمسايل‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ 1.1‬النظام االقتصادي االشرتاكي‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ 1.1‬النظام االقتصادي اإلسالمي‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬النظام االقتصادي املختلط‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .4‬احملور الرابع‪ :‬اإلنتاج‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬مفهوم اإلنتاج‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬دالة اإلنتاج‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ 1.1‬تكالیف اإلنتاج‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬إیرادات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬احملور اخلامس‪ :‬األسواق االقتصادية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬املنافسة الكاملة‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬االحتكار التام‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬أنواع أخرى للسوق‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ .6‬احملور السادس‪ :‬االستثمار‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ 1.1‬تعار یف عامة لالستثمار‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ 1.1‬مبادئ االستثمار‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬دالة االستثمار‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬مـحـددات االستـثـمـار‪.‬‬
‫‪04‬‬ ‫‪ 1.1‬دوافع االستثمار‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ 1.1‬أمهیة االستثمار‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .7‬احملور السادس‪ :‬االستهالك واالدخار‬
‫‪01‬‬ ‫‪ .1‬أوال‪ :‬االستهالك‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ 1.1‬دالة االستهالك‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪01‬‬ ‫‪ 1.1‬سلوك املستهلك‬


‫‪01‬‬ ‫‪ 1.1‬أنواع االستهالك‪.‬‬
‫‪00‬‬ ‫‪ .2‬اثنيا‪ :‬االدخار‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫‪ 1.1‬أنواع االدخار‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪ 1.1‬دالة االدخار‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬العوامل املؤثرة يف االدخار‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .8‬احملور الثامن‪ :‬التوزيع‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬مفهوم التوزیع‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬أمهیة التوزیع‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬أهداف التوزیع‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬وظائف التوزیع‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 1.1‬عناصر التوزیع‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ 1.1‬أنواع التوزیع‪.‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪ .9‬احملور التاسع‪ :‬السياسة النقدية‪.‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪ 1.1‬مفهوم وأهداف السیاسة النقدیة‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪ 1.1‬أهداف السیاسة النقدیة‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫‪ 1.1‬أنواع السیاسة النقدیة‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪ 1.1‬أدوات السیاسة النقدیة‪.‬‬
‫‪98‬‬ ‫‪ 1.1‬وظائف البنك املركزي‪.‬‬
‫‪99‬‬ ‫اخلامتة‪.‬‬
‫‪100‬‬ ‫املراجع‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احملور األول‪ :‬املدخل املفاهيمي لعلم االقتصاد‬

‫من أجل التوصل إىل حتدید واضح املوضوع علم االقتصاد والذي یتمثل يف املشكلة االقتصادیة‬
‫وعناصرها املتعددة جند من الضروري أن نوضح أوال تعریفا هلذا العلم وعالقته ابلعلوم االجتماعیة األخرى‪،‬‬
‫ومناهج البحث املطبقة يف دراسة الظواهر االقتصادیة من أجل التوصل إىل القواننی والتعمیمات الالزمة حلل‬
‫املشكلة االقتصادیة ‪.‬أوال‪ :‬تعریف علم االقتصاد وعالقته ابلعلوم األخرى‪.‬‬

‫‪ 1 .1‬تعريف علم االقتصاد‪:‬‬

‫األصل اللغوي لعلم االقتصاد يف احلضارة اإلغریقیة علم قواننی االقتصاد املنزيل‪" ،‬القواننی والنظرایت اليت تنظم‬
‫اقتصاد األسرة"‪ ،‬ويف العصر احلدیث كنتیجة للتطور الفكري أصبح مفهومه القواننی اليت تنظم اقتصاد الدولة‬
‫غری أنه ال یوجد تعریفا شامل وكامل یغطي كل جماالت علم االقتصاد‪ ،‬ویرضي كل علمائه‪ ،‬ومع ذلك فإن‬
‫عددا من االقتصادینی املهتمنی بنطاق علم االقتصاد‪ ،‬قد وجهوا اهتمامهم حنو صیاغة تعاریف حتلیلیة ختتص‬
‫أبوجه معینة هلا صفة العمومیة عند دراسة االقتصاد ورد أبرزها فیما یلي‪:‬‬

‫لقد عرفه الفیلسوف أدم مسیث ‪ Smith Adam‬يف كتابه دراسة يف طبیعة وأسباب ثروة األمم عام ‪1111‬‬
‫أبنه "هو علم دراسة الثورة‪ ،‬وقد وجه النقد هلذا التعریف لرتكیزه واهتمامه ابلثورة وحدها وإمهاله لإلنسان الذي‬
‫‪1‬‬
‫یقدر املعىن احلقیقي للثورة"‪.‬‬

‫أما االقتصادي االجنلیزي الفرد مارشال ‪ Marshal Alfred‬يف كتابه مبادئ االقتصاد املنشور عام ‪1014‬‬
‫فقد عرفه أبنه‪:‬‬

‫"علم دراسة سلوك اإلنسان يف حیاته الیومیة فیما یتعلق إبنتاج الثورة وتبادهلا وانفاقها وتبعا لرأي مارشال فغن‬
‫االقتصاد یركز على دراسة رفاهیة الفرد‪ 2‬املادیة اليت حيصل علیها من استخدام دخله وقد القى التعریف قبوال‬
‫واسعا‪ ،‬حلنی ورود تعریف لونیل روبنز ‪ Robins Lionel‬والذي أصبح أساسا لعلم االقتصاد احلدیث‬
‫حیث عرفه أبنه‪:‬‬

‫عبد الغفور إبراهیم امحد‪ ،‬مبادئ االقتصاد واملالیة العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪ ،1411 ،‬ص ‪41‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عبد الرمحان یسرى‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪-7-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫"علم االقتصاد یعين دراسة النشاط اإلنساين يف سعیه إلشباع حاجاته الكثریة املتزایدة‪ 1‬بواسطة موارده احملدودة"‬

‫وأخریا فقد عرفه االقتصادي سامویلسون ‪ Samuelson‬أبنه‪:‬‬

‫" دراسة لكیفیة اليت خیتار هبا األفراد واجملتمع الطریقة اليت یستخدمون هبا مواردهم اإلنتاجیة النادرة إلنتاج‬
‫خمتلف السلع‪ ،‬على مدى الزمن وكیفیة توزیع هذه السلع على خمتلف األفراد واجلماعات يف اجملتمع‪ 2‬بغرض‬
‫االستهالك احلاضر واملستقبل‪.‬‬

‫والواضح من التعریفات السابقة أن علم االقتصاد شأنه شأن العلوم األخرى حيفل ابلعدید من التعاریف حبیث‬
‫میكن القول أن عددها قد یقرتب من عدد الكتاب املنضرین هلذا العلم‪ ،‬والذي یعين بشكل أو خآخر دراسة‬
‫املشكلة االقتصادیة‪.‬‬

‫وعلیه فمن جمموع التعریفات السابقة‪ ،‬ويف حماولة لوضع تعریف یوضح طبیعة العلم وموضوعه‪ ،‬وعناصر املشكلة‬
‫االقتصادیة حمل دراسته میكن القول أن‪:‬‬

‫"علم االقتصاد هو ذلك العلم االجتم اعي الذي یدرس ما هو مشاهد يف احلیاة الواقعیة من ندرة نسبیة يف‬
‫املوارد القابلة إلشباع احلاجات املتعددة للفرد واجملتمع‪ ،‬وطرق استخدام تلك املوارد احملدودة على أفضل حنو‬
‫مستطاع من أجل حتقیق أقصى اتساع ممكن هلذه احلاجات وما ینشأ عن ذلك من عالقات متطورة اترخییا‪،‬‬
‫بنی أفراد اجملتمع اإلنساين‪ ،‬خاصة‪ 3‬فیما یتعلق ابمللكیة والتوزیع"‬

‫وابالستناد على خمتلف هذه التعاریف یتضح لنا أن املدخل املعريف لعلم االقتصاد یرتكز على احملاور التالیة‪:‬‬

‫‪ 1.1.1‬علم االقتصاد علم الثروة‪:‬‬


‫لقد عرف علم االقتصاد طبقا هلذا احملور أبنه العلم الذي یبنی لنا كیف تتكون وتوزع وتستهلك الثروات‪،‬‬
‫فالثروة هي الغایة من كل نشاط اقتصادي وال میكن اعتبار أي نشاط أبنه اقتصادي إال إذا قدم لإلنسان منافع‬
‫مادیة‪،4‬‬

‫‪ 1‬محدي امحد العناين‪ :‬أساسیات علم االقتصاد‪ ،‬الدار املصریة اللبنانیة‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 2‬عبد الغفور ابراهیم امحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 3‬أمحد جامع‪ :‬النظریة االقتصادیة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬التحلیل االقتصادي‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬مصر‪، 1101 ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ 4‬الطویل رواء زكي‪ ،‬حماضرات يف االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪ ،1414 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪-8-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وطبقا هلذا التعریف یكون موضوع علم االقتصاد هو البحث يف طبیعة الثروة وكل ما یتصل هبا‪ ،‬ومل یتفق‬
‫أصحاب هذا التوجه حول حتدید معىن الثروة‪ ،‬ففریق منهم اعترب أن اخلدمات الشخصیة تدخل ضمنها وبناءا‬
‫علیه اعرتفوا بوجود الثروة غری املادیة‪ ،‬وفریق آخر انتهى إىل رفضها وعرفوا بذلك علم االقتصاد أبنه علم الرفاهیة‬
‫املادیة‪.1‬‬

‫‪ 2.1.1‬علم االقتصاد علم الندرة أو علم التوفيق بنی الغاایت والوسائل‪:‬‬

‫تبعا هلذا التوجه جند تعریف "روبنس"‪ ،‬والذي عرف علم االقتصاد أبنه العلم الذي یدرس السلوك اإلنساين‬
‫ابعتباره عالقة بنی الغاایت والوسائل النادرة‪ ،‬وقد تبىن عدد كبری من االقتصادینی املعاصرین هذا املفهوم‬
‫"كبریو" و"ماجنر" و"مایر" وغریهم‪ ،‬فیمتاز اإلنسان حباجاته املتعددة واملتزایدة ابستمرار‪ ،‬إال أن الوسائل‬
‫الضروریة إلشباعها إن وجدت يف حمدودة أو اندرة ومن هنا تنشأ املشكلة االقتصادیة اليت تتمحور أساسا على‬
‫كیفیة التوفیق بنی احلاجات اإلنسانیة الالحمدودة مع املوارد احملدودة والنادرة‪ ،2‬فیعترب علم االقتصاد على هذا‬
‫االساس أبنه علم إدارة وتنظیم املوارد النادرة نسبیا يف اجملتمع لغرض تلبیة احلاجات االنسانیة املتعددة واملتزایدة‬
‫ابستمرار‪ ،‬فهو العلم الذي یدرس سلوك االنسان املتعلق ابلعالقات بنی األهداف والوسائل احملدودة ذات‬
‫‪3‬‬
‫االستخدامات املتعددة فالندرة النسبیة هنا هي أساس الظواهر االقتصادیة‪.‬‬

‫‪ 3.1.1‬علم االقتصاد علم نشاط التبادل‪:‬‬

‫أیيت االقتصادي الفرنسي "بریو" يف مقدمة االقتصادینی الذین اعتربوا أبن علم االقتصاد هو علم املبادلة‪ ،‬ذلك‬
‫أن اإلنسان يف اجملتمع حمكوم مببدأ التخصص‪ ،‬فال ینتج إال قسما من حاجاته وال یستطیع بذلك أن یشبع كل‬
‫رغباته‪ ،‬لذا ال بد أن حيصل على جزء مما ینتجه الغری فاملبادالت أساس النشاط االقتصادي‪ ،4‬فالظاهرة‬
‫االقتصادیة تقوم على املبادلة‪ ،‬فعلم االقتصاد یهتم بدراسة عملیات التبادل واليت یتخلى مبوجبها الفرد عن ما‬

‫‪ 1‬عریقات حممد حريب‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ :‬التحلیل اجلزئي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،1441،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬الطویل رواء زكي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬حسنی علي جمید وسعید عبد اجلبار عفاف‪ ،‬مقدمة يف التحلیل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،1441 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 4‬الطویل رواء زكي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪-9-‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫حبوزته لیتحصل من فرد آخر على ما حيتاج إلیه فنشاط املبادلة یسمح بقیام الصلة بنی اإلنتاج وإشباع‬
‫‪1‬‬
‫احلاجات‪.‬‬

‫‪ 4.1.1‬علم االقتصاد علم حتقيق الرفاهية‪:‬‬

‫فوفقا هلذا التعریف علم االقتصاد خیتص بدراسة اجلانب االقتصادي واالجتماعي يف حیاة األفراد كما یقوم‬
‫بتحلیل الطرق اليت متكن اإلنسان من حتسنی ظروف معیشته‪ ،‬ابلرتكیز على أسالیب حصوله على الدخل‬
‫‪2‬‬
‫وكیفیة إنفاقه‪.‬‬

‫‪ 1.1.1‬علم االقتصاد علم طرق اإلنتاج‪:‬‬

‫ضمن هذا اإلطار یعرب علم االقتصاد عن املعرفة املتعلقة مبجموع الظواهر املكونة للنشاط االقتصادي لإلنسان‬
‫يف اجملتمع‪ ،‬أي النشاط اخلاص إبنتاج وتوزیع املنتجات واخلدمات الالزمة لتلبیة حاجات أفراد اجملتمع‪ ،‬ویكون‬
‫يف شكل عالقة مزدوجة‪ ،‬األوىل تربط اإلنسان ابلطبیعة والثانیة تكمن يف عالقة اإلنسان أبخیه اإلنسان‪ ،‬فعلم‬
‫االقتصاد یعرب عن جمموع القواننی اليت حتكم العالقات االقتصادیة والعالقات االجتماعیة اليت تنشأ بنی أفراد‬
‫‪3‬‬
‫اجملتمع يف اطار جمموع الظواهر املكونة للنشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ 6.1.1‬علم االقتصاد علم التجار ة الدولية‪:‬‬
‫یساعد علم االقتصاد على فهم القواننی اليت تضبط عملیات التبادل بنی الدول املختلفة‪ ،‬واليت تفصل بینها‬
‫حدود جغرافیة وسیاسیة وأنظمة دولیة‪ ،‬ویتم هذا التبادل التجاري بنی الدول اليت تتوفر فیها سلع وخدمات‬
‫معینة ودول أخرى تفتقر لوجودها‪ ،‬وهذا من أجل إشباع حاجات أفراد جمتمعهم يف ظل الندرة النسبیة للموارد‬
‫‪4‬‬
‫الالزمة‪.‬‬
‫‪ 7.1.1‬علم االقتصاد علم حتليل املتغريات الكلية‪:‬‬

‫‪ 1‬احملجوب رفعت‪ ،‬االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬حسنی علي جمید وسعید عبد اجلبار عفاف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬دویدار حممد‪ ،‬مبادئ االقتصاد السیاسي‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندریة‪ ،‬مصر‪ ،1441،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 4‬الرواشي عبد العزیز فتحي‪ ،‬االقتصاد والسوق‪ ،‬مؤسسة طیبة للنشر والتوزیع‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ‪.41‬‬

‫‪- 01 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫یقوم علم االقتصاد بتحلیل التغریات اليت حتدث على مستوى التجمیعي للنشاط االقتصادي وحياول قیاس‬
‫واختبار التغریات يف حجم اإلنتاج الكلي واالستهالك الكلي‪ ،‬كما یبحث أیضا يف مستوى األسعار والعمالة‪،‬‬
‫وعندما یتم دراسة اجتاه هذه املتغریات الكلیة‪ ،‬فانه میكن وضع االسرتاتیجیات املناسبة اليت تؤدي إىل التنمیة‬
‫االقتصادیة‪.‬‬

‫فعلم االقتصاد من العلوم االجتماعیة‪ ،‬یهتم بدراسة سلوك األفراد إزاء استخدامهم املوارد النادرة واحملدودة نسبیا‬
‫إلشباع حاجاهتم املتعددة واملتزایدة ابستمرار‪ ،‬وذلك أبفضل طریقة ممكنة‪ ،‬فهو یهتم مبختلف الظواهر املكونة‬
‫ألحد وجوه النشاط اإلنساين ویتعلق األمر ابلنشاط االقتصادي‪ ،‬واليت ال خترج عن دائرة اإلنتاج‪ ،‬التبادل‪،‬‬
‫االستهالك والتوزیع‪ ،‬وما یتفرع عنها من ظواهر اقتصادیة أخرى كالدخل االدخار االستثمار‪ ،‬التنمیة‪،‬‬
‫التضخم‪ ،‬البطالة وغریها‪ ،‬فهو علم جيسد ویعكس عالقة ذات اجتاهنی‪ ،‬عالقة اإلنسان ابلطبیعة‪ ،‬وعالقة‬
‫اإلنسان ابإلنسان‪.1‬‬

‫‪ 2.1‬عالقة علم االقتصاد ابلعلوم األخرى‪:‬‬

‫هناك ارتباط وثیق بنی أوجه املعرفة املختلفة‪ ،‬والتطورات اليت حتدث يف أحد املعارف تؤثر يف املعارف األخرى‪،‬‬
‫وعلیه هناك عالقة وثیقة وتفاعل متبادل بنی علم االقتصاد والعلوم األخرى‪ ،‬كالتاریخ والسیاسة واألخالق‬
‫واجلغرافیا والرایضیات واإلحصاء وغریها فكل علم من هذه العلوم یرتك بصمة واضحة يف میدان االقتصاد سواء‬
‫من الناحیة النظریة والتطبیقیة‪ .‬ومن خالل الفقرات اآلتیة سنحاول إیضاح العالقة بنی علم االقتصاد وبعض‬
‫العلوم األخرى‪.‬‬

‫‪ 1.2.1‬عالقة علم االقتصاد بعلم االجتماع‪:‬‬

‫علم االجتماع هو الدراسة العلمیة للوقائع االجتماعیة بنی األشخاص أو بنی اجملتمعات أو بنی الطبقات داخل‬
‫‪2‬‬
‫اجملتمع الواحد من حیث السلوك والعادات‪.‬‬

‫إن العالقة بنی علم االجتماع وعلم االقتصاد تكمن فیما یعرف علم االجتماع االقتصادي‪ ،‬وهو فرع خاص يف‬
‫علم االجتماع یهتم ابملعرفة الضروریة اخلاصة ابإلطار االجتماعي الذي میارس يف ظله النشاط االقتصادي‪ ،‬ومن‬

‫‪ 1‬الرواشي عبد العزیز فتحي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.41‬‬


‫‪ 2‬خبابة عبد اهللا‪ ،‬بالطة مبارك‪ ،‬أساسیات يف االقتصاد العام‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪ ،1414 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 00 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫مث فهو یبنی بدقة الشروط التارخییة واهلیكلیة اليت تعمل يف ظلها خمتلف القواننی االقتصادیة‪ ،‬وعلیه فعلم‬
‫االجتماع یدرس الظواهر االجتماعیة بشكل عام‪ ،‬أما علم االقتصاد یدرس واحدة من هذه الظاهر كما أن‬
‫علماء االجتماع ال میكنهم أن یقوموا بدراستهم إذا مل یتزودوا ابملعرفة االقتصادیة يف جو انبها املختلفة‪.1‬‬

‫‪ 2.2.1‬عالقة علم االقتصاد ابلسياسة‪:‬‬

‫من األمور اهلامة اليت جيب أن یكون االقتصادي قادرا على اإلملام هبا هي القرارات والتطورات السیاسیة‪،‬‬
‫حیث أن اهلدوء السیاسي واالستقرار من أهم مقومات االنتعاش االقتصادي يف أي جمتمع‪ ،‬ومن املعروف جدا‬
‫أن الكثری من احلروب والنزاعات الدولیة أو الداخلیة اليت شهدها العامل كان وسیظل مسعاها الوصول إىل‬
‫اهلیمنة االقتصادیة‪ ،‬حیث أن عدم توفر االستقرار السیاسي میكن أن یدفع ابالقتصاد إىل حافة االهنیار‪ ،‬فمن‬
‫خالل السیاسة حتدد الغاایت اليت تسعى إلیها الدولة وابلتايل یستطیع االقتصاد أن یقدم أفضل النظم لتحقیق‬
‫تلك الغاایت‪ ،‬ویالحظ من هذا انه من الصعب جدا الفصل بنی السیاسة واالقتصاد‪ ،‬وخاصة أنه إىل وقت‬
‫قریب كان علم االقتصاد‪ 2‬یدرس حتت اسم االقتصاد السیاسي‪ .‬وعلیه فاحمللل االقتصادي ال یستطیع إغفال‬
‫العوامل السیاسیة‪ ،‬وكذلك احمللل السیاسي ال بد أن یكون ذا إملام كامل بعلم االقتصاد‪.‬‬

‫‪ 3.2.1‬عالقة علم االقتصاد بعلم النفس‪:‬‬

‫یهتم علم النفس بدراسة سلوك وتصرفات اإلنسان والدوافع اليت تكمن وراء تلك التصرفات‪ ،‬لذلك یهتم‬
‫الباحث االقتصادي مبعرفة سلوك الفرد عند قیامه بنشاطاته املختلفة‪ ،‬واليت تكمن يف إشباع احلاجات والرغبات‬
‫املختلفة واملتجددة‪ ،‬وبعد التعرف علیها یقوم الباحث ابستقطاب املستهلكنی من خالل التأثری علیهم‬
‫ابألسالیب املختلفة كالدعایة واإلعالن‪.3‬‬

‫‪ 4.2.1‬عالقة علم االقتصاد ابلقانون‪:‬‬

‫یعترب القانون هو اإلطار الذي یتم يف داخله النشاط االقتصادي فهو حيدد طبیعة العالقات بنی األفراد بعضهم‬
‫ببعض من جهة وبنی األفراد والدولة من جهة أخرى‪ ،‬وعادة یعمل علم القانون على دراسة اجلوانب ذات‬

‫‪ 1‬علي خالفي‪ ،‬املدخل إىل علم االقتصاد‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزیع‪ ،‬اجلزائر‪، 1441 ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 2‬حممد الوادي وآخرون‪ ،‬األساس يف علم االقتصاد‪ ،‬دار الیازوري العلمیة للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪، 1441 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬حممد طاقة وآخرون‪ ،‬أساسیات علم االقتصاد اجلزئي والكلي‪ ،‬إثراء للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪ ، 1440 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 02 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫األمهیة يف احلیاة االقتصادیة والعمل على حتلیلها ووضع القواننی امللزمة لألفراد واملعامالت االقتصادیة فمثال‬
‫تنظیم الدولة لألسواق وفرض الرسوم‪ ،‬واجلمارك والتدخل يف تنظیم األسواق املالیة‪ ،‬أو حىت حتدید سعر الفائدة‬
‫‪1‬‬
‫كل ذلك له أثر يف احلیاة االقتصادیة ألي جمتمع‪.‬‬

‫‪ 1.2.1‬عالقة علم االقتصاد بعلم التاريخ‪:‬‬

‫تربط علم االقتصاد عالقة وطیدة بعلم التاریخ‪ ،‬فهذا األخری یستطیع أن یوفر لالقتصادي التجارب املختلفة‬
‫اليت مرت هبا األمم السابقة وكیف مت التغلب على املشاكل اليت كانوا یواجهوهنا وحماولة تطبیق مما میكن‬
‫االستفادة منه للتغلب على املشاكل واملصاعب احلالیة‪ ،‬وجتنب ما قد مت جتربته وأثبت فشله‪.‬‬

‫‪ 6.2.1‬عالقة علم االقتصاد ابلرایضيات‪:‬‬

‫یعتمد علم االقتصاد على الرایضیات يف فهم وحل العدید من املشكالت التطبیقیة املعقدة اليت تتعرض الباحث‬
‫االقتصادي أثناء حتلیله للظواهر االقتصادیة حیث یلجأ الباحث االقتصادي إىل االعتماد على الربهان الرایضي‬
‫من خالل االعتماد على معادالت رایضیة اليت تربط بنی املتغریات االقتصادیة يف عالقة رایضیة صحیحة‬
‫‪2‬‬
‫تسمح ابختاذ القرارات السلیمة حلل املشكالت االقتصادیة املختلفة اليت تواجه أي اقتصاد‪.‬‬

‫‪ 7.2.1‬عالقة علم االقتصاد ابإلحصاء‪:‬‬

‫یوجد العدید من الظواهر االقتصادیة تعتمد بشكل رئیسي على استخدام اجلداول والبیاانت اإلحصائیة‪،‬‬
‫حیث یتم فیما بعد حتویل تلك الظواهر إىل قیم عددیة میكن التعامل معها من خالل التحلیل والتصنیف‬
‫والتمكنی من حتدید العالقة اليت تسهل الوصول إىل أدق النتائج‪ ،‬وكمثال میكن ذكر االقتصاد القیاسي والذي‬
‫یتم فیه االعتماد متاما على األسالیب اإلحصائیة املختلفة‪.‬‬

‫‪ 8.2.1‬عالقة علم االقتصاد ابلدمیوغرافيا واجلغرافيا‪:‬‬

‫الدمیوغرافیا هي تلك املعرفة اليت هتتم ابلدراسة الكمیة والكیفیة للسكان من حیث حالتهم وحركتهم وكذلك‬
‫خصائصهم اجلسمانیة والذهنیة والسلوكیة‪ ،‬فالعوامل الدمیوغرافیة تؤثر على النشاط االقتصادي فهي اليت حتدد‬

‫‪ 1‬حممود الوادي وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ 2‬حممد طاقة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪11‬‬

‫‪- 03 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫شروطه األساسیة‪ ،‬كالقوة العاملة كما وكیفا وكذلك مدى احلاجات اليت میثل اشباعها اهلدف الرئیسي للنشاط‬
‫االقتصادي‪ 1.‬يف حنی اجلغرافیا هي دراسة العامل كوسط یعیش فیه االنسان‪ ،‬والنقطة اليت یلتقي فیها هذین‬
‫الفرعنی من املعرفة هي تلك اخلاصة بتوطن النشاط االقتصادي‪ ،‬فاألمر یتعلق هنا مبا یسمى التحلیل‬
‫االقتصادي للمكان‪ ،‬ومن هنا یزود علم اجلغرافیا االقتصادینی ابلوسط الطبیعي للنشاط االقتصادي‪ ،‬كما تتأكد‬
‫هذه العالقة ضمن ما یعرف ابجلغرافیا االقتصادیة‪ ،‬فهي تبحث يف القوى احملركة واملوارد الطبیعیة واالقتصادیة‬
‫‪2‬‬
‫يف بلد معنی‪.‬‬

‫‪ 9.2.1‬عالقة علم االقتصاد بعلم املنطق‪:‬‬

‫یزود علم املنطق الباحث االقتصادي مبنهج حبث مبين على استخدام املسلمات واملقدمات للوصول إىل أفكار‬
‫جدیدة‪ ،‬فهناك نظرایت وفرضیات خاصة بعلم االقتصاد مبنیة على مسلمات منطقیة مت البناء علیها يف‬
‫استخالص أفكار جدیدة‪ ،‬وتعتمد العدید من الدراسات االقتصادیة على فرضیة اإلنسان الرشید الذي یسعى‬
‫‪3‬‬
‫لتحقیق أقصى منفعة أبقل تكالیف ممكنة‪.‬‬

‫‪ 3.1‬أنواع التحليل االقتصادي‪:‬‬

‫مییز االقتصادیون عادة بنی قسمنی أساسینی للتحلیل االقتصادي مها‪:‬‬

‫‪ 1.3.1‬التحليل االقتصادي اجلزئي (الوحدوي)‪ :‬یهتم التحلیل االقتصادي اجلزئي (الوحدوي)‬


‫‪ Microeconomics‬بتحلیل سلوك الوحدات االقتصادیة املكونة لالقتصاد الوطين‪ ،‬ومن مث فهو یهتم بدراسة‬
‫وحتلیل سلوك الوحدات االستهالكیة واليت تتمثل يف املستهلكنی واملنتجنی للسلع واخلدمات كما یهتم بتحلیل‬
‫سوق سلعة أو خدمة معینة‪.‬‬

‫‪ 2.3.1‬التحليل االقتصادي الكلي (التجميعي)‪:‬یهتم بدراسة وحتلیل االقتصاد الوطين يف جمموعة أو‬
‫القطاعات الكلیة املكونة له‪ ،‬فهو یهتم بتحلیل هیكل االقتصاد الوطين‪ ،‬من خالل دراسته وحتلیله للمتغریات‬
‫االقتصادیة الكلیة مثل الناتج الوطين واملتغریات االقتصادیة الكلیة املكونة له‪ ،‬كاالستهالك الكلي‪ ،‬واالستثمار‬

‫‪ 1‬دویدار حممد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.10- 11‬‬


‫‪ 2‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.14-11‬‬
‫‪ 3‬عبد الرمحان أمحد یسري وحمي الدین عمر‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربیة للطباعة والنشر‪ ،‬بریوت‪ ،1111 ،‬ص‪.41‬‬

‫‪- 04 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫الكلي‪ ،‬وكذلك یهتم مبستوى التوظیف الكلي التضخم ومسبباته‪ ،‬وغری ذلك من الظواهر االقتصادیة اليت هلا‬
‫أثر كلي‪.‬‬

‫‪ .4.1‬مناهج علم االقتصاد‪:‬‬

‫إن املنهج هو الطریقة اليت یتبعها العقل يف استخالص املعارف‪ ،‬وعلى اعتبار أن االقتصاد علم مستقل بذاته‪،‬‬
‫فان الدارسنی له یبحثون دائما على الكشف عن قوانینه ونظرایته والعمل على التطویر املستمر هلا‪ ،‬ويف سعیهم‬
‫‪1‬‬
‫لذلك یتبعون املنهج االستنباطي واملنهج االستقرائي‪ ،‬وفیما یلي فكرة خمتصرة عنهما‪:‬‬

‫‪ 1.4.1‬املنهج االستنباطي‪:‬‬

‫یعترب من أقدم مناهج املعرفة‪ ،‬واالستنباط عملیة عقلیة خیلص هبا من قضیة تعد مقدمة مسلماً بصحتها إىل‬
‫قضیة تعد نتیجة الزمة هلا‪ ،‬وذلك من خالل قواعد ذهنیة حبتة تدور كلها يف الذهن بعیداً عن الواقع (دون‬
‫االعتماد على التجربة)‪ ،‬مبعىن االنتقال يف البحث من الکل إىل اجلزء (االستدالل النازل)‪ ،‬إذ یعترب املنهج‬
‫الرایضي من أبرز أدوات التحلیل الذي یعتمد على املنهج االستنباطي‪.‬‬

‫‪ 2.4.1‬املنهج االستقرائي‪:‬‬

‫یقصد ابالستقراء العملیة املنطقیة اليت خیلص بوساطتها من الوقائع الفعلیة إىل القواننی العامة اليت حتکم الظاهرة‬
‫قید الدراسة‪ ،‬فهو تلك العملیة العقلیة اليت تنصرف إىل االستدالل عن طریق املالحظة أو التجربة‪ ،‬فهو عملیة‬
‫منطقیة ننتقل بواسطتها من الواقع الكتشاف القواننی العامة عرب استقراء جزئیات هذا الواقع و جعلها تعرب عن‬
‫ما یتضمنه من قواننی عامة‪ ،‬ظل هذا املنهج حمصور يف العلوم الطبیعیة حىت القرن الثامن عشر‪ ،‬حیث مت نقله‬
‫إىل حقل البحث يف العلوم االجتماعیة‪.‬‬

‫وسواءً كان األسلوب املستخدم استنباطي أو استقرائي فالتحلیل االقتصادي ال بد وان یشتمل على األشكال‬
‫‪2‬‬
‫التالیة‪:‬‬

‫‪ 1‬احملجوب رفعت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ 2‬طلعت الدمرداش‪ ،‬مبادئ يف االقتصاد‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬مصر‪، 1441 ،‬ص‪11‬‬

‫‪- 05 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫األسلوب الوصفي‪ :‬ینطوي هذا األسلوب على من التحلیل االقتصادي على حتلیل الظواهر االقتصادیة بطریقة‬
‫وصفیة لفظیة‪ ،‬فمثال میكن القول أبن "هناك عالقة عكسیة( بنی تغری السعر والكمیة املطوینی من السلع‬
‫العادیة‪ ،‬حیث یفید هذا النوع من التحلیل يف حتلیل العالقات االقتصادیة اليت یصعب سیاستها يف صورة‬
‫كمیة‪.‬‬
‫األسلوب الرایضي‪ :‬فإنه یقوم على استخدام األدوات الرایضیة كاملعدالت والرموز اجلربیة واهلندسیة يف التعبری‬
‫عن العالقات بنی املتغریات االقتصادیة‪ ،‬وكذلك يف التعبری عن التأثریات املتبادلة بنی هذه املتغریات‪ ،‬وقد أدى‬
‫التطور يف هذا النوع من التحلیل إىل نشأة فرع مستقل من االقتصاد هو االقتصاد الرایضي‪.1‬‬
‫األسلوب القياسي‪ :‬یقوم على استخدام أدوات علم اإلحصاء إىل جانب األسالیب الرایضیة يف صیاغة‬
‫النظرایت االقتصادیة‪ ،‬ویهدف هذا التحلیل إىل حماولة قیاس العالقات الكمیة يف خمتلف املتغریات االقتصادیة‬
‫حمل الدراسة وقد أدى التطور إىل إنفراد هذا التحلیل بفرع مستقل من فروع الدراسات االقتصادیة هو االقتصاد‬
‫القیاسي‪.‬‬
‫‪ 1.1‬أمهية علم االقتصاد‪:‬‬
‫إن علم االقتصاد یرتبط ارتباطا وثیقا ابإلنسان واجملتمع‪ ،‬ألنه أیخذ على عاتقه اكتشاف القواننی واملبادئ اليت‬
‫حتكم عالقات األفراد مع بعضهم البعض وعالقتهم ابلطبیعة‪ ،‬وتتدخل املوارد كوسیط يف هذه العالقات‪،‬‬
‫وفضال على ذلك تدخل الدولة ومؤسساهتا يف خمتلف األنظمة االقتصادیة للتأثری على الفعالیة االقتصادیة‬
‫للوحدة اإلنتاجیة بشكل جيعل هذه الفعالیة تتالءم مع إطار اخلطة العامة هلا يف املیدان االقتصادي‬
‫واالجتماعي والسیاسي‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك فالتباین يف مستوایت التقدم االقتصادي بنی الدول وتعدد وتعقد‬
‫املشاكل االقتصادیة اليت تواجهها‪ ،‬هذا األمر أظهر احلاجة املستمرة إىل مزید من الدراسات االقتصادیة‬
‫والتجارب لسیاسات اقتصادیة‪ ،‬مما جعل االقتصاد حمط اهتمام فئة كبریة من املفكرین من خمتلف التخصصات‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫فمما سبق تنبثق أمهیة علم االقتصاد يف حیاة األفراد واجملتمعات‪.‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬املشكلة االقتصادية‪.‬‬

‫تعترب املشكلة االقتصادیة واليت یطلق علیها البعض تسمیة مشكلة الندرة جوهر موضوع علم االقتصاد‪ ،‬وتكمن‬
‫يف حمدودیة املوارد االقتصادیة وندرهتا النسبیة الالزمة لتلبیة احلاجات اإلنسانیة املتعددة واملتزایدة ابستمرار‪،‬‬

‫‪ 1‬حممد الوادي وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ 2‬الطویل رواء زكي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 06 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫فاملشكلة االقتصادیة واجهت اإلنسان واجملتمعات البشریة منذ األزل إىل یومنا هذا‪ ،‬فاألنظمة االقتصادیة على‬
‫اختالفها عانت منها وال تزال تعاين‪ ،‬وقد حاول كل نظام أن یتجاوب معها بفلسفته ومبادئه يف إجياد توازن‬
‫بنی تعدد احلاجات وندرة املوارد االقتصادیة لتلبیتها‪.‬‬

‫‪ 1.1‬مضمون املشكلة االقتصادية وطبيعتها‪:‬‬

‫تكمن املشكلة االقتصادیة يف الندرة النسبیة للموارد االقتصادیة املتاحة على اختالف أنواعها وأحجامها‬
‫الضروریة إلشباع احلاجات اإلنسانیة املتعددة واملتجددة ابستمرار‪ ،‬فلقد واجهت اإلنسان منذ وجوده على‬
‫األرض مشكلة تعدد وجتدد وتزاید رغباته يف حنی إمكانیته مهما اتسعت ففي النهایة هي حمدودة واندرة‪ ،‬وهذا‬
‫هو مضمون املشكلة االقتصادیة اليت حياول علم االقتصاد حلها‪ ،‬فهي تواجه األفراد واجملتمعات‪ ،‬وتواجه‬
‫االقتصادایت املتقدمة واملتخلفة سواء رأمسالیة أو اشرتاكیة أو اإلسالمیة أو خمتلطة‪ ،‬فهي ال ختتلف يف أركاهنا‬
‫‪1‬‬
‫وعناصرها من جمتمع أو نظام إىل آخر فاالختالف یكمن يف فلسفة مواجهتها وطرق حلها‪.‬‬

‫على اعتبار أنه ال میكن إنتاج كل السلع واخلدمات ابلكمیة والنوعیة اليت یرغب فیها كل أفراد اجملتمع نظرا‬
‫حملدودیة املوارد االقتصادیة‪ ،‬فإنه عندما یرغب األفراد أو اجملتمع حتقیق بعض أهدافهم وال میلكون الوسائل‬
‫الضروریة‪ ،‬یضطرون إىل االختیار واملفاضلة بنی تلك األهداف والتضحیة ابلبعض اآلخر‪ ،‬ألن حمدودیة املوارد‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادیة وندرهتا النسبیة ال تسمح بتحقیق كل أهدافهم‪ ،‬وهذا ما یطلق علیه بتكلفة الفرصة البدیلة‪.‬‬

‫‪ 2.1‬خصائص املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫تتمیز املشكلة االقتصادیة بصفتها موضوع علم االقتصاد مبجموعة من اخلصائص نورد بعضا فیما یلي منها‪:‬‬

‫‪ -‬العمومية‪ :‬وهي تعين أن املشكلة االقتصادیة مشكلة عامة زمانیا ومكانیا وهي موجودة قدمیا وحدیثا‬
‫و ذات بعد مكاين حبیث متتد إىل كل األماكن وال ینفرد هبا مكان دون أخر؛‬
‫‪ -‬الدمیومة‪ :‬مبعىن أهنا دائمة وأبدیة‪ ،‬تنطبق على كل العصور واألزمنة ‪ ،‬فاإلنسان منذ خلقه هللا تعإىل‬
‫واجه هذه املشكلة‪ ،‬واجملتمعات احلدیثة تعاين منها‪ ،‬كما اجملتمعات سوف تواجه هذه املشكلة‬
‫مستقبال؛‬

‫‪ 1‬عبد زاید حممد‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬دار البدایة‪ ،‬األردن‪ ،1414 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬املشهداين خالد أمحد فرحان‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬دار األایم‪ ،‬األردن‪ ،1411،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 07 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬الندرة النسبية‪ :‬حیث أن املوارد حمدودة وهلا استخدامات متعددة وبدیلة‪ ،‬فال بد إذن من االختیار‬
‫والتضحیة؛‬
‫‪ -‬مشكلة اختيار وختصيص‪ :‬بسبب حمدودیة املوارد وعدم حمدودیة احلاجات‪ ،‬حبیث تظل دائما‬
‫احلاجات أكثر من املوارد؛‬
‫‪ -‬التضحية‪ :‬ألن احلاجات دائما أكثر من املوارد ‪ ،‬وألن املوارد هلا استخدامات بدیلة لبعضها‪ ،‬فال بد‬
‫إذن من وجوب تضحیة الفرد أو اجملتمع ببعض احلاجات مقابل إشباعه لبعض احلاجات األخرى‬
‫األكثر أمهیة وعملیة التضحیة هذه تستوجب املقارنة واملفاضلة بنی احلاجات املختلفة لرتتیب أولوایهتا‬
‫ابلنسبة للفرد وبعد ترتیب احلاجات یقوم بتخصیص املوارد املتاحة لیتمكن بعد ذلك من استخدام‬
‫بعض املوارد اليت قام بتخصیصها إلشباع بعض احلاجات اليت قام برتتیبها‪.1‬‬

‫‪ 3.1‬عناصر املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫هناك ثالثة أسئلة رئیسیة تواجه أي نظام اقتصادي‪ ،‬حیث تكون يف جمموعها األركان األساسیة للمشكلة‬
‫االقتصادیة‪ ،‬وختتلف طریقة اإلجابة علیها تبعا للمبادئ اخلاصة بكل نظام اقتصادي‪ ،‬وتقاس الكفاءة‬
‫االقتصادیة هلذه األنظمة االقتصادیة تبعا لطریقة إجابتها على هذه األسئلة ومبدى فعالیتها‪ ،‬و سنعرضها إبجياز‬
‫‪2‬‬
‫فیما یلي‪:‬‬

‫ماذا ننتج ؟ ویقصد هبذا السؤال التعرف على رغبات أفراد اجملتمع من السلع واخلدمات املراد إنتاجها‪ ،‬أي‬
‫حتدید ما هي السلع اليت یتعنی على اجملتمع إنتاجها؟ وحتدیدها نوعیا وكمیا‪..‬هل هي املالبس؟ أم اآلالت؟ أم‬
‫املواد الغذائیة؟ وما هي كمیات كل منها‪ ،‬ومما ال شك فیه أن اجملتمع لن یتمكن من تلبیة مجیع رغبات أفراده‪،‬‬
‫وإال ملا وجدت املشكلة االقتصادیة‪ ،‬ب ل علیه القیام بعملیة موازنة واختیار البدائل واملفاضلة بینها‪ ،‬وإنتاجها يف‬
‫حدود اإلمكانیات املتاحة‪.‬‬

‫كيف ننتج؟ هنا البد للمجتمع أن حيدد الكیفیة اليت ینتج هبا تلك السلع واخلدمات‪ ،‬أي حياول ترمجة‬
‫رغبات األفراد وتفضیالهتم إىل سلع وخدمات منتجة تشبع تلك الرغبات‪ ،‬وهذه العملیة تتطلب حصر كل‬

‫‪ 1‬سكینة بن محود‪ ،‬مدخل لعلم االقتصاد‪ ،‬دار احملمدیة العامة‪ ،‬اجلزائر‪، 1441 ،‬ص‪11‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬عبلة عبداحلمید خباري‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد اإلداري‪ ،‬جملة االقتصاد اإلداري‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬ص ‪ ،114‬على الرابط التايل‪:‬‬
‫‪https://www.kau.edu.sa/Files/0002132/Subjects/ME1.pdf‬‬

‫‪- 08 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫املوارد املتاحة لإلنتاج وختصیصها على االستخدامات املختلفة‪ ،‬حبیث حنقق من خالل ذلك أقصى استغالل‬
‫ممكن‪ ،‬وحتدید األسلوب الفين والتقين األمثل إلنتاج السلع واخلدمات املطلوب‪.‬‬

‫ملن ننتج؟ هذا السؤال یتطلب التوصل إىل الكیفیة اليت یتم هبا توزیع اإلنتاج على أفراد اجملتمع وحتدید‬
‫املنتفعنی منه‪ ،‬وعدالة توزیع الناتج ال تعين أن یتساوى نصیب كل فرد من السلع واخلدمات املنتجة‪ ،‬و إمنا أن‬
‫یتناسب هذا النصیب مع مدى مسامهة الفرد يف عملیة اإلنتاج نفسها‪.‬‬

‫‪ 4.1‬أسباب املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫للمشكلة االقتصادیة عنصران أساسیان أوهلما‪ ،‬تعدد احلاجات البشریة واثنیهما ندرة املوارد االقتصادیة‪ ،‬ومیكن‬
‫حصر أسباب املشكلة االقتصادیة يف النقاط التالیة‪:‬‬

‫‪ 1.4.1‬تعدد احلاجات البشرية‪:‬‬

‫میكن تعریف احلاجة بصدفة عامة أبهنا رغبة يف احلصول عن نفع‪ ،‬وإشباع معنی أو شعور أبمل یقتضي دفعه أو‬
‫التخفیف من حدته‪ ،1‬ومن أمثلة ذلك احلاجة إىل الطعام‪ ،‬حیث یرتتب على عدم تناول الفرد للطعام إحساس‬
‫أبمل اجلوع‪ ،‬وكذلك احلاجة إىل املاء حیث یرتتب على عدم تناول كوب من املاء إحساس أبمل‬
‫‪2‬‬
‫العطش‪...‬وهكذا‪.‬‬

‫‪-‬خصائص احلاجات البشرية‪:‬‬

‫احلاجة اإلنسانیة هلا خصائص معینة أمهها‪:‬‬

‫احلاجة مسألة نسبية‪:‬‬

‫فغنه من املشاهد أن حاجات اإلنسان يف الوقت احلاضر ال متثل انعكاسا لضرورات حیویة بقدر ما هي تعبری‬
‫‪3‬‬
‫عن أوضاع اجتماعیة حتكمها ظروف الزمان واملكان (حاجات الریف ختتلف عن حاجات املدینة)‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الغفور إبراهیم امحد‪ ،‬مبادئ االقتصاد واملالیة العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬ص ص ‪.1-0‬‬
‫‪ 2‬حممد حامد دویدار وآخرون‪ ،‬أصول علم االقتصاد السیاسي‪ ،‬الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪، 1100 ،‬ص‪04‬‬
‫‪ 3‬سكینة بن محود‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 09 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫قابلية احلاجات لالنقسام‪:‬‬

‫یقصد هبا أن اإلحساس ابألمل الذي یتولد عن احلاجة میكن التخفیف منه تدرجيیا بزایدة كمیة السلع‬
‫واخلدمات اليت تستخدم يف إشباع هذه احلاجة‪ ،‬فاحلاجة إىل الطعام میكن إشباعها جزئیا عن طر یق تناول‬
‫بعض األطعمة‪ ،‬ولیس كل املواد الغذائیة الالزمة‪ ،‬إلزالة اجلوع متاما‪ ،‬وتتوقف قابلیة احلاجة لالنقسام على قابلیة‬
‫وسائل إشباع احلاجة نفسها إىل االنقسام‪ ،‬أو على تنوع هذه الوسائل من حیث اجلودة‪.‬‬

‫احلاجات اإلنسانية متعددة والالاهنائية‪:‬‬

‫فاإلنسان ال یشعر حباجة واحدة ولكنه یشعر ابلعدید من احلاجات مثل احلاجة إىل الطعام أو الشراب أو‬
‫الراحة أو مشاهدة مباراة لكرة القدم‪...‬اخل‪ ،‬ابإلضافة إىل هذا التنوع الكبری للحاجات اإلنسانیة فإهنا تتصف‬
‫ابلتزاید فمع مرور الوقت تتزاید احلاجات البشریة حبیث ال یكاد الفرد یشبع جمموعة من احلاجات اليت یتطلع‬
‫إلیها حىت جيد نفسه وقد ظهرت له جمموعة جدیدة من احلاجات ‪ ،‬ومیكن إرجاع تزاید احلاجات إىل عدة‬
‫أسباب أمهها‪:1‬‬

‫زایدة عدد السكان يف كل دولة ويف العامل ككل؛‬ ‫‪-‬‬


‫التقدم التكنولوجي واحلضاري؛‬ ‫‪-‬‬
‫تقدم التكنولوجي واحلضاري؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫تقدم وسائل االتصال وفنون الدعایة واإلعالن؛‬ ‫‪-‬‬

‫قابلية احلاجة لإلشباع‪:‬‬

‫فكل الرغبات ومهما بلغت خدمتها أو أشدهتا میكن إشباعها بعد حد معنی‪ ،3‬أو بعد كمیة معینة من الوسائل‬
‫الالزمة لذلك‪ ،‬فالرغبة يف تناول نوع من الفاكهة یتم إشباعها بعد تناول كمیة معینة من هذا النوع‪ ،‬وهذا النوع‬
‫ال مینع من جتدد هذه الرغبة يف وقت الحق‪.‬‬

‫‪ 1‬سكینة بن محود‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬عبد الغفور إبراهیم امحد‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 3‬میكن استثناء النقود‪( ،‬أي احلاجة للنقود) من هذه القاعدة فمن النادر أن جند شخص یرفض احلصول على مزید من الذهب واألوراق النقدیة‬
‫مهما بلغ مقدار ما میلكه منها‪.‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫قابلية االستبدال‪:‬‬

‫وتعين أن إشباع حاجة معینة میكن أن یتحقق من خالل إشباع حاجة أخرى قریبة منها‪ ،‬حیث میكن‬
‫االستعاضة عن سلعة أو خدمة أخرى لتحقیق ذات الغرض كاستبدال شراء اللحم بشراء البیض‪.‬‬

‫قابلية احلاجة للتكامل‪:‬‬

‫ویعين أن إشباع بعض احلاجات ال یغين عن إشباع احلاجات األخرى‪ ،‬فاحلاجة إىل الغذاء تكمل احلاجة إىل‬
‫الكساء كما أن كال منهما یكمالن احلاجة إىل العمل وإىل التسلیة والرتفیه عن النفس‪.‬‬

‫احلاجات)‬ ‫‪ 2.4.1‬ندرة املوارد االقتصادية‪( :‬وسائل إشباع‬

‫‪-‬تعريف املوارد االقتصادية‪:‬‬

‫املوارد ابملفهوم االقتصادي هي عبارة عن كل شيء انفع سواء كان سلعة أو خدمة وحيقق رغبة ویقضي حاجة‬
‫إنسانیة‪ 1.‬ومیكن التمییز بنی املوارد احلرة وملوارد االقتصادیة‪ ،‬فاألوىل لیس هلا سعر ألهنا متوفرة دون تكلفة‬
‫كاهلواء‪ ،‬املاء‪ ،‬الشمس‪... ،‬اخل‪ ،‬وتصبح موارد اقتصادیة (سلع اقتصادیة) عندما یدخل يف إنتاجها عناصر‬
‫‪2‬‬
‫اإلنتاج بتكلفة معینة‪ ،‬أما املوارد االقتصادیة فیدخل يف إنتاجها عناصر اإلنتاج املختلفة ویكون هلا سعر معنی‪.‬‬

‫‪- 1.1‬خصائص املوارد االقتصادية‪:‬‬

‫تتسم املوارد االقتصادیة مبجموعة من اخلصائص‪:‬‬

‫هي أن يكون املورد انفعا‪ :‬واملنفعة هي عبارة عن قدرة الشيء على إشباع حاجة ما‪ ،‬ومعىن ذلك لكي یعترب‬
‫املورد اقتصادای ال بد أم یكون قادرا على إشباع حاجة ما من احلاجات البشریة‪ ،‬فإذا وجد شيء ما مل یعرف له‬
‫اإلنسان استخداما معینا إلشباع إحدى احلاجات البشریة فهذا الشيء ال یعترب موردا اقتصادای‪.3‬‬

‫‪ 1‬سكینة بن محود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ 2‬علي خالفي‪ ،‬املدخل إىل علم االقتصاد‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزیع‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 3‬عبد الغفور ابراهیم أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫أن يكون املورد قابال لالستخدام‪ :‬أي أن یكون متاحا الستخدام يف إشباع احلاجات البشریة‪ ،‬فإذا وجدت‬
‫معادن يف ابطن األرض ومل تكن هناك وسیلة الستخراجها فعندها ال تعترب موردا اقتصادای‪.‬‬

‫أن يكون املورد اندرا ندرة نسبية‪ :‬مبعىن أن الكمیة املتاحة منه ال یكفي إلشباع كل احلاجة إلیه‪ ،‬فإذا كانت‬
‫الكمیة املتاحة من هذا املورد تفي إلشباع كل احلاجة إلیه‪ ،‬فهو مورد غری اقتصادي‪.‬‬

‫أن يكون املورد غري متخصص‪ :‬مبعىن إمكانیة توجیهه إلشباع أكثر من حاجة إنسانیة‪ ،‬فمثال األرض الزراعیة‬
‫موردا غری متخصص حیث میكن استخدامها يف زراعة الق طن أو القمح أو استخدامها لبناء املساكن أو‬
‫املصانع‪...‬إخل‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم املوارد االقتصادية‪:‬‬

‫هناك عدة تقسیمات للمواد االقتصادیة منها‪:‬‬

‫السلع واخلدمات االستهالكية واإلنتاجية‪:‬‬


‫یطلق على السلع واخلدمات اليت تستخدم إلشباع حاجة اإلنسان مباشرة اسم السلع واخلدمات االستهالكیة‬
‫مثل اخلبز واملالبس‪ ،‬وخدمات الطبیب‪ ،‬أما السلع واخلدمات اليت ال تستخدم مباشرة يف إشباع هذه احلاجة‬
‫‪1‬‬
‫بل تدخل يف إنتاج سلع وخدمات أخرى كاآللة مثال فتعد سلعة إنتاجیة‪.‬‬

‫السلع واخلدمات املتنافسة واملتكاملة‪:‬‬

‫السلع واخلدمات املتنافسة أو البدیلة هي تلك اليت میكن أن حيل بعضها حمل اآلخر إلشباع نفس احلاجة‬
‫ومثال ذلك الشاي والقهوة حیث میكن استخدام أي منهما يف إشباع احلاجة إىل مشروب ساخن أما السلع‬
‫واخلدمات املتكاملة فهي تلك اليت یلزم استهالكها معا إلشباع نفس احلاجة فالقهوة والسكر سلعتان‬
‫‪2‬‬
‫متكامالن ألن استهالك إحدامها یتطلب استهالك األخرى‪.‬‬

‫السلع واخلدمات الضرورية والكمالية‪:‬‬

‫‪ 1‬سكینة بن محود‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪10‬‬


‫‪ 2‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.10‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫السلع الضروریة هي تلك اليت تشبع حاجة ملحة لدى الفرد أو اجملتمع وال میكن االستغناء عنها بسهولة مثل‬
‫الطعام واملالبس أو السكن‪ ،‬أما السلع واخلدمات الكمالیة فهي تلك اليت تشبع حاجات أقل إحلاحا ویعترب‬
‫التمیز بنی هذین النوعنی من السلع واخلدمات مسألة نسبیة فما یعد سلعة أو خدمة كمالینی يف وقت ما أو‬
‫مكان حمدد أو ابلنسبة لشخص معنی قد یعترب سلعة أو خدمة ضروریة يف وقت أو مكان آخر أو ابلنسبة‬
‫لشخص آخر والعكس صحیح ‪.‬‬

‫احملور الثالث‪ :‬أمناط حل املشكلة االقتصادية (األنظمة االقتصادية)‬

‫‪- 23 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫إ ّن طریقة حل املشكلة االقتصادیة تعتمد على النظام االقتصادي القائم حیث میكن تعریف النظام االقتصادي‬
‫أبنّه تلك اجملموعة املتناسقة من املؤسسات القانونیة واالجتماعیة اليت میكنها أن تضمن حتقیق التوازن‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي من خالل بعض الوسائل الفنیة املنظمة على أساس بعض األهداف احلاكمة واملسیطرة‪.‬‬

‫ویعرف كذلك أبنّه‪" :‬جمموعة اآللیات واملؤسسات اليت تضع وتنفذ القرارات املتعلقة بتخصیص املوارد لتحقیق‬
‫‪2‬‬
‫أهداف اقتصادیة"‬

‫وأای كان تعریف فإ ّن وظیفة النظام االقتصادي يف أي جمتمع جيب أن تكون واضحة أال وهي كیفیة مواجهة‬
‫عناصر املشكلة االقتصادیة يف إطار الظروف االجتماعیة والقیم السائدة واألهداف املرجوة وهكذا فإ ّن وظیفة‬
‫‪3‬‬
‫أي نظام اقتصادي تتضح من خالل ما یلي‪:‬‬

‫الطرق اليت یتخذها اجملتمع يف عملیة حتدید حاجاته من السلع واخلدمات وترتیبها وفقا ألمهیتها‬ ‫‪-‬‬
‫النسبیة‪،‬‬
‫طبیعة الوحدات اليت متارس النشاط اإلنتاجي من حیث طریقة التكوین واألهداف‪ ،‬والكیفیة اليت‬ ‫‪-‬‬
‫تتصرف هبا هذه الوحدات على حاجات اجملتمع‪ ،‬واألسالیب اليت تتبعها يف تلبیة هذه احلاجات‪،‬‬
‫ابإلضافة إىل سبب وكیفیة التناسق والرتابط بنی الوحدات اإلنتاجیة‪،‬‬
‫األسس العامة أو الفلسفة أو األفكار اليت تعتمد علیها معایری توزیع الدخل أو الناتج بنی املشرتكنی‬ ‫‪-‬‬
‫يف النشاط اإلنتاجي مبا یكفل استمراره‪ ،‬وسالمة العالقات االجتماعیة داخل النظام‪.‬‬
‫النمو االقتصادي أو يف دفع عجلة التنمیة االقتصادیة يف ظل املتغریات‬
‫القوى اليت تتسبب يف استمرار ّ‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادیة واالجتماعیة احملیطة ابملؤسسات القائمة يف النشاط االقتصادي واملبادئ واألفكار السائدة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نبذة عن تطور الفكر االقتصادي‪:‬‬
‫میثل تطور الفكر االقتصادي احملور األساسي الذي دار يف فلكه كل من الفلسفة االقتصادیة والتطبیق‬
‫االقتصادي‪ ،‬فكان االختالف يف الفكر االقتصادي یكمن يف حتدید احلاجات من انحیة ويف حتدید اجلهاز‬

‫‪J. Lajugie, Les systèmes économiques, P.U.E, Colle, Que Sais-je ?, Paris, 1989, 12ème Ed, P3 1‬‬
‫‪ 2‬عبد الغفور إبراهیم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ 3‬عبد الرمحان یسرى‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪ ،1440 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫الذي یتوىل تنظیم اشباعها‪ ،‬وبصدد هذا التحدي شهد التاریخ أشكاال متعددة من الفكر وأمناط عدیدة من‬
‫األنظمة وهي يف مواجهة املشكلة االقتصادیة‪.‬‬
‫فالفكر االقتصادي هو الفكر االنساين يف جمال احلیاة االقتصادیة‪ ،‬ویتوىل دراسة القواننی اليت حتكم الظواهر‬
‫االقتصادیة ویستنتج النظرایت ویكتشف القواننی االقتصادیة اليت تفسر وحتكم هذه الظواهر‪ ،‬وكذلك یضع‬
‫السیاسات من أجل تطبیقها وحل املشكلة االقتصادیة‪ ،‬فتطور الفكر االقتصادي هو دراسة التطور الذي‬
‫شهده الفكر االنساين يف جمال احلیاة االقتصادیة‪.1‬‬

‫‪ 1 .1‬الفكر االقتصادي يف العصور القدمیة‪:‬‬

‫سنتعرض إىل الفكر االقتصادي عند االغریق والرومان وسنورد فیما أیيت حملة عن أهم األفكار االقتصادیة اليت‬
‫جاء هبا الدارسو ن للظواهر االقتصادیة يف هتنی الفرتتنی‪:‬‬

‫الفكر االقتصادي عند االغريق‪:‬‬ ‫‪1.1.1‬‬

‫متثل الفكر االقتصادي يف العصور القدمیة يف انطباعات تتعلق ابلوقائع اليت وجدت ابجملتمع آنذاك‪ ،‬وهي‬
‫انطباعات ایدیولوجیة ال شأن هلا ابلتحلیل العلمي‪ ،‬وعلیه من األصح اعتبارها من قبیل املعلومات اخلاصة مبا‬
‫كان جيري يف احلیاة االقتصادیة للمجتمع يف ذلك الزمان‪ ،‬فعند االغریق خاصة عند أفالطون وأرسطو وجد‬
‫الفكر االقتصادي يف أحضان الفلسفة‪ ،‬فقد مثل االستدالل االقتصادي جزءا ال یتجزأ من فلسفتهم العامة‬
‫للدولة واجملتمع‪ ،‬فمجتمعهم كان منظم يف صورة دولة املدینة وهو تنظیم فرضته جعرافیة الیوانن ونوع التنظیم‬
‫‪2‬‬
‫القبلي الذي كان غالبا‪ ،‬وجيد أساسه يف طریقة االنتاج اليت كانت سائدة آنذاك‪.‬‬
‫‪ 2.1.1‬الفكر االقتصادي عند أفالطون‪:‬‬
‫تناول الفیلسوف االغریقي أفالطون يف القرن الرابع قبل املیالد بعض املشاكل االقتصادیة يف كتابیه "اجلمهوریة"‬
‫و "القواننی"‪ ،‬حیث یرى نشأة الدولة ترجع إىل اعتبارات اقتصادیة فحاجات االنسان متعددة والبد من‬
‫اجتماع األفراد يف مجاعة سیاسیة حىت یكمن اشباع هذه احلاجات‪ ،‬فقد قسم أفالطون اجملتمع يف مدینته‬
‫املثالیة القائمة على تقسیم العمل واالختصاصات الطبقیة إىل طبقة احلكام واليت تشكل الفالسفة واحلكماء‬

‫‪ 11‬القریشي مدحت‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪،1411،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 2‬دویدار حممد‪ ،‬مبادئ االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار احلداثة‪ ،‬بریوت‪،1441،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫والنبالء واحملاربون‪ ،‬وال حيق هلذه الطبقة التملك والتوریث‪ ،‬أما الطبقة الثانیة فهي طبقة احملكومنی اليت تتضمن‬
‫العمال الیدوینی والزراعینی والصناع واحلرفینی‪ ،‬وحيق هلم امللكیة الفردیة على عكس الطبقة احلاكمة ألهنم‬
‫یهدفون إىل حتقیق األرابح‪ ،‬بینما آخر طبقة وهي طبقة الرق ویعتربهم أفالطون أبهنم العنصر الدائم يف احلضارة‬
‫االنسانیة‪ ،‬كما عرف عن أفالطون تفیضله لفكرة الشیوعیة مبعىن وضع امللكیة عامة للشعب‪ ،‬وهذا لكي یبعد‬
‫عن طبقات اجملتمع التقاتل فیما بینها على ملكیة العقار‪.‬‬

‫وعلیه فمن األفكار البارزة اليت میكن استخراجها من دراسات أفالطون للظواهر االقتصادیة هي تلك اليت‬
‫ختص تقسیم العمل الذي اعتربه ضروري للتقسیم الطبقي االجتماعي املوجود‪ ،‬وأكد أیضا أن تقسیم العمل‬
‫هو األساس للزایدة يف كفاءة األفراد بشرط أن یكون هذا التقسیم على أساس املهارات اليت میلكها األفراد‬
‫بصورة طبیعیة‪ ،‬كما جتب االشارة إىل افكار أفالطون املتعلقة ابلنقود‪ ،‬فقد اعتربها وسیلة لتسهیل التبادل وقد‬
‫اقرتح استخدام نوع من النقود له قیمة صوریة‪ ،‬وهبذا یكون أول من اندى أبن تكون للنقود قیمة مستقلة عن‬
‫‪1‬‬
‫قیمتها الذاتیة‪.‬‬

‫الفكر االقتصادي عن أرسطو‪:‬‬ ‫‪3.1.1‬‬

‫انقض أرسطو أفالطون يف رأیه‪ ،‬ورأى أنه یكمن التوفیق بنی املصلحة الفردیة واملصلحة العامة‪ ،‬وبنی أن الدافع‬
‫الشخصي هو من أقوى الدوافع لتحقیق املصلحة العامة‪ ،‬كما ظهرت عند أرسطو أفكار اقتصادیة من قبیل‬
‫حماولته تفسری بعض الظواهر االقتصادیة‪ ،‬حیث فرق بنی قیمة االستعمال اليت تعتمد على قیمة منفعة الشيء‬
‫ابلنسبة للشخص‪ ،‬وقیمة املبادلة اليت یتم فیها حتدید معدل التبادل بنی السلع بعضها مع بعض‪ ،‬واعترب األمثان‬
‫القائمة على االحتكار غری أخالقیة فهي أمثان غری عادلة‪ ،‬كما درس أرسطو االستغالل بصورة بسیطة تبعا‬
‫للزمن الذي كان یعیش فیه‪ ،‬فقد فرق بنی الثراء الطبیعي وغری الطبیعي‪ ،‬حیث اعترب استخدام العبید ثراء‬
‫طبیعیا بینما اعترب التجارة ثراء غری طبیعي‪ ،‬كما اعترب سعر الفائدة والكسب منها ثراء غری طبیعي وقال إن‬
‫النقود غری منتجة يف ذاهتا لذك اعترب الفوائد مرذولة وتعترب من قبیل الثراء غری الطبیعي‪ ،‬كما فرق أیضا بنی‬
‫األموال اليت هتلك ابالست عمال واألموال اليت ال هتلك ابالستعمال‪ ،‬حیث رأى أن النقود هتلك عند التصرف‬

‫‪ 1‬عبد الباقي صالح‪ ،‬ادارة املوارد البشریة‪ ،‬الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪ ،1444،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫فیها أي عند استعماهلا يف شراء السلع واخلدمات‪ ،‬يف حنی أهنا ال هتلك ابالستعمال إذا أخذت ومت احتساب‬
‫‪1‬‬
‫سعر فائدة علیها‪.‬‬

‫وعلیه مل مییز أرسطو فقط بنی القیمة االستعمالیة والقیمة التبادلیة فقط بل استنتج العالقة اليت جتمعهما‪،‬‬
‫وانقش مفهوم االحتكار كموقف أو سلوك البائع الوحید يف السوق‪ ،‬واختلف مع أفالطون يف نظرته للنقود‬
‫واعترب أن استمرار أي جمتمع غری شیوعي تتطلب تبادل السلع واخلدمات‪ ،‬وهذا التبادل يف بدایة األمر أیخذ‬
‫صورة مقایضة‪ ،‬ولیتفادى األفراد الصعوابت اليت تواجه املقایضة یلجؤون إىل اختاذ سلعة واحدة كوسیط‬
‫للمبادلة‪ ،‬فمناقشة أرسطو لقضیة املبادلة املتكافئة قاده األمر إىل احلدیث عن استخدامات النقود كمقیاس‬
‫‪2‬‬
‫للقیمة وكوسیط للتبادل‪.‬‬

‫‪ 4.1.1‬الفكر االقتصادي عند الرومان‪:‬‬

‫ابلرغم من أن الرومان مل یقدموا فكرا اقتصادای یرقى إىل الفكر الیوانين‪ ،‬إال أهنم أثروا يف الفكر االقتصادي‬
‫الالحق من خالل التنظیمات القانونیة اليت أقروها‪ ،‬ومن األفكار االقتصادیة الرومانیة ما یعرف ابلقانون‬
‫الطبیعي القائم على الصفة املطلقة للملكیة الفردیة‪ ،‬فالقانون الروماين هو الذي أعطى امللكیة اخلاصة هویتها‪،‬‬
‫وأعطى حلائزها احلق لیس يف التمتع مبا میلكه واستعماله فقط وامنا سوء االستعمال أیضا‪ ،‬وأصبح منذ ذلك‬
‫انتهاك حقوق امللكیة اخلاصة من طرف األفراد أو الدولة حياسب علیه القانون‪ 3،‬فقد تطرق الكتاب الرومانیون‬
‫لعلم االقتصاد ومن أمثلة هؤالء شیشرون "‪ "Cicero‬وسنیكا "‪، "Seneca‬ومما تعرض له شیشرون تفضیله‬
‫للمهن واحلرف‪ ،‬فوضع الزراعة يف املقام األول وبنی عیوب املهن األخرى من صناعة وجتارة‪ ،‬كذلك وجه‬
‫انتقادات كبریة للفائدة ووصل حلد تشبی هها ابلقتل‪ ،‬أما سنیكا فقد بنی أن النقود هي أصل احلسد والكراهیة‬
‫‪4‬‬
‫اليت ینبع عنها الظلم واخلضوع‪.‬‬
‫‪ 2.1‬الفكر االقتصادي يف العصور الوسطى‪:‬‬
‫يف أورواب يف القرون من التاسع حىت اخلامس عشر میالدیة ساد يف أورواب التكوین االجتماعي االقطاعي‬
‫فالعالقات االجتماعیة لالنتاج تدور أساسا حول األرض لتصبح البلورة املادیة للملكیة العقاریة‪ ،‬فقد ارتكوت‬

‫‪ 1‬عبد الرمحان أمحد یسري وحمي الدین عمر‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربیة للطباعة والنشر‪ ،‬بریوت‪ ،1111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬عبد الرمحان أمحد یسري وحمي الدین عمر‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 4‬طلبة خمتار عبد احلكیم‪ ،‬مقدمة يف املشكلة االقتصادیة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ .1441،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احلیاة االقتصادیة آنذاك علر النشاط الزراعي‪ 1‬واتفق معظم االقتصادینی أبن فرتة العصور الوسطى يف أورواب‬
‫هي فرتة ركود واحنطاط فكري واقتصادي‪ ،‬ولكن ال میكن امهال رؤیة بعض التطورات يف تلك الفرتة واليت انتهى‬
‫‪2‬‬
‫خالهلا النظام االقطاعي‪.‬‬
‫فمن أهم ممیزات النظام االقطاعي حصر ملكی ة األراضي الزراعیة بعدد قلیل من االقطاعینی والنبالء وحتول‬
‫الرقیق إىل فالحنی وأطلق علیهم رقیق األرض‪ ،‬ومبوجب هذا النظام أصبحت حصة االقطاعي من املنتوج‬
‫الزراعي حيددها االقطاعي بنفسه وحصة الفالح التكفیه قوت یومه‪ ،‬ومن مظاهر احلیاة االقتصادیة يف العصور‬
‫الوسطى كذلك سیطرة الكنیسة على النواحي االقتصادیة للمجتمع‪ ،‬فقد ظهر بعض املفكرین االقتصادینی‬
‫وكان أبرزهم من رجال الكنیسة‪ ،‬وقد اندى هؤالء املفكرون ابخضاع كافة أوجه النشاط والفكر االنساين مبا‬
‫فیها النشاط االقتصادي ملبادئ الدین‪ ،‬فلم یوجد فكر االقتصادي حقیقي مستقل كعلم بل اتبعا ملبادئ‬
‫‪3‬‬
‫الكنیسة‪.‬‬

‫ومیكن تلخیص أهم ما میز الفكر االقتصادي يف العصور الوسطى يف أورواب يف فرتة النظام االقطاعي يف ظل‬
‫مبادئ الكنیسة كما أیيت‪:‬‬

‫إنطواء الفكر االقتصادي على حتلیل علمي للظواهر االقتصادیة‪ ،‬وامنا كان تطبیقا مذهبیا ملبادئ الكنیسة‬ ‫‪-‬‬
‫يف نطاق الثروة واالقتصاد؛‬
‫فرضت الكنیسة قیودا عدیدة على النشاط االقتصادي؛‬ ‫‪-‬‬
‫كانت أسس التفكری االقتصادي يف أورواب متسقة من هذه الناحیة مع طبیعة احلیاة االقتصادیة الراكدة؛‬ ‫‪-‬‬
‫إ قصرت األفكار االقتصادیة يف هذه الفرتة يف مسایرة حاجات اجملتمع وتطوره‪ ،‬فحلت حملها أفكار املدرسة‬ ‫‪-‬‬
‫التجاریة يف اطار التجاریة الرأمسالیة‪.4‬‬
‫‪.1.1‬الفكر االقتصادي عند املسلمنی يف القرن الرابع عشر‪:‬‬

‫‪ 1‬دویدار‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ 2‬القریشي‪ ،‬نفس املرجع السابق ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 4‬القریشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫برزت يف اتریخ الفكر االقتصادي العريب أمساء كثریة‪ ،‬وسنركز على امسنی من الفكر العريب بشأن نوعنی من‬
‫الظواهر االقتصادیة‪ ،‬األوىل تتعلق بظاهرة القیمة كما حيللها ابن خلدون‪ ،‬والثانیة ختص الظاهرة النقدیة‬
‫املستمدة من فكر املقریزي‪.‬‬
‫الفكر االقتصادي البن خلدون‪:‬‬ ‫‪1.3.1‬‬

‫يف نظر ابن خلدون إن العمل هو مصدر القیمة وأن املنفعة شرط القیمة‪ ،‬أي أنه لكي تكون للسلعة أو اخلدمة‬
‫قیمة یتعنی أن تكون مطلوبة اجتماعیا‪ ،‬مث یوسع ابن خلدون من فكرته يف القیمة لیبحث يف تفسری الثمن‬
‫اجلاري للسوق بدال عن تفسری الثمن العادل كما فعل ابقي الدارسنی للظواهر االقتصادیة آنذاك‪ ،‬فتلك هي‬
‫نتیجة حتلیل ابن خلدون يف اطار النشاط االقتصادي الذي یعتربه أساس العمران االنساين يف تطوره‪ ،‬فقد صاغ‬
‫نظریة القیمة يف العمل ودفع هبا حىت التوصل إىل فكرة فائض القیمة‪ ،‬وعلیه یظهر ابن خلدون يف ظل جمتمع‬
‫‪1‬‬
‫یقوم على انتاج املبادلة البسیط كرائد لنظریة القیمة يف العمل اليت ستصبح حمور علم االقتصاد الحقا‪.‬‬

‫وعلیه فإ ن من أهم األفكار االقتصادیة اليت جاء هبا ابن خلدون واليت عاجل هبا بعض الظواهر االقتصادیة يف‬
‫جمتمعه میكن اجيازها فیمایلي‪:‬‬
‫درس ابن خلدون احلاجات البشریة‪ ،‬واعترب أبن االنسان حيتاج إىل أشیاء أساسیة وأخرى اثنویة‪ ،‬حیث‬ ‫‪-‬‬
‫تنشأ احلاجات الكمالیة مع كل رقي وتطور یعرفه اجملتمع؛‬
‫درس طبیعة االنتاجیة وتقسیم العمل‪ ،‬وأكد على أن انتاج السلع حيتاج إىل تعاون أفراد اجملتمع وتقسیم‬ ‫‪-‬‬
‫العمل بینهم‪ ،‬كما میز بنی عوامل االنتاج وهي العمل ورأس املال واملوارد الطبیعیة‪ ،‬واعترب العمل أمهها؛‬
‫درس النشاط االقتصادي واكتساب الدخل‪ ،‬وأقر أبن الدخل ال یتحقق إال نتیجة العمل‪ ،‬وفام ابلتمییز‬ ‫‪-‬‬
‫بنی أنواع النشاط االقتصادي املختلفة؛‬
‫لقد قام بتحلیل األسعار ووضح أتثری العرض والطلب يف حتدید مستوى األسعار وتقلباهتا‪ ،‬كما حبث يف‬ ‫‪-‬‬
‫أثر اختال ف الثروة فیما بنی الدول على طلب كل منها على أنواع السلع املختلفة وعرضها‪ ،‬وأثر كل ذلك‬
‫على مایعرف الیوم ابملستوى العام لألسعار؛‬

‫‪ 1‬دویدار‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.141-141‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬لقد قام بتحلیل تطور اجملتمع وتقدمه االقتصادي‪ ،‬وبنی أن تزاید السكان یؤدي إىل تقسیم العمل وهو‬
‫بدوره یؤدي إىل زایدة االنتاج ودخل أفراد اجملتمع‪ ،‬ویدفعهم ذلك إىل توجیه جزء من نشاطهم االنتاجي‬
‫النتاج السلع الكمالیة وابلتايل یزداد الطلب على هذه السلع أیضا‪.1‬‬

‫‪ 2.3.1‬الفكر االقتصادي للمقريزي‪:‬‬

‫رغم أتثر املقریزي بدراسات ابن خلدون‪ ،‬إال أنه سلك مسلكا آخر يف تفسری الظواهر االقتصادیة فإذا كان‬
‫تفسری ابن خلدون للظواهر مبين على نظریة القیمة فإن املقریزي فسرها على أساس نقدي‪ ،‬وتتمثل مسامهات‬
‫املقریزي أساسا يف الفكر االقتصادي من خالل اهتمامه بتحلیل أسباب الظاهرة التارخییة‪ ،‬وبتحلیله لبعض‬
‫املشكالت كالنقود والغالء وتوزیع املكاسب ومعامالت األسواق وأكد يف كتابه "اغاثة األمة بكشف الغمة"‬
‫أبن الغالء والرخاء یتعاقبان منذ بدایة اخللیقة‪ ،‬وأن الرخاء مرتبط ابخنفاض األسعار والذي یرتبط بدوره أبسباب‬
‫طبیعیة كاألمطار اليت تزی د من حجم احملاصیل و ابلتايل جتفع ابألسعار حنو االخنفاض‪ ،‬أما األسباب األخرى‬
‫للغالء فقد تكون سیاسیة مثل تفشي الظلم من قبل احلكام واجتماعیة واقتصادیة‪ 2،‬وعلیه فقد اهتم املقریزي‬
‫بدراسة املشكالت االقتصادیة وقدم أفكارا عن بعض الظواهر النقدیة وهو ما ظهر يف دراسة أجراها عن ظاهرة‬
‫اجملاعة فمثال يف وصفه ملختلف اجملاعات اليت عرفتها مصر بنی أننا بصدد مواقف تتمیز بنقص يف انتاج السلع‬
‫وارتفاع لكل األمثان‪ ،‬وهذا النقص يف االنتاج یرجع حسبه إىل أسباب طبیعیة وأخرى سیاسیة واجتماعیة‬
‫واقتصادیة‪ .3‬ولقد أكد املقریزي كذلك على أن شیوع املنافسة يف األسواق یؤدي إىل الرخاء‪ ،‬يف حنی أن‬
‫تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي قد یضر مبصاحل األفراد‪ ،‬وعلیه یعترب البعض أبن من أهم األفكار‬
‫االقتصادیة للمقریزي أنه حاول حتلیل أسباب األزمات من خالل فساد سیاسة احلكم وسوء االدارة‬
‫‪4‬‬
‫االقتصادیة‪.‬‬

‫كما أوضح املقریزي كذلك أبن السبب االرتفاع املستمر يف تكالیف االنتاج‪ ،‬یرجع أساسا إىل زایدة كمیة‬
‫النقود املتداولة‪ ،‬وهنا وضع املفكر األساس األول للنظریة النقدیة واليت قدمها بعده "فیشور"‪ ،‬ولكن فكر‬
‫املقریزي كان أعمق من الفكر االقتصادي الكالسیكي‪ ،‬حیث نوه ضمنیا على أتثری النقود على كل املتغریات‬

‫‪ 1‬القریشي ‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 3‬دویدار‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪ 4‬القریشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫االقتصادیة وأكد بذلك على عدم حیادیة النقود‪ ،‬كما أكد أیضا على فعالیة تغری كمیة النقود على مستوى‬
‫النشاط االقتصادي‪ ،‬وحلل مشكلة كمیة النقود طالب املقریزي أبن یتم صك النقود من املعادن النفیسة حىت‬
‫میكن حتدید كمیتها‪ ،‬وبنی أن النقود الردیئة ستطرد النقود اجلیدة من السوق يف حاالت األزمات والغالء وهبذا‬
‫‪1‬‬
‫جند يف فكر املقریزي جوهر ما یسمى يف ما بعد "بقانون غریشام"‪.‬‬

‫‪ .4.1‬الفكر االقتصادي للتجارينی والطبيعينی‪:‬‬

‫لقد مهد اهنیار النظام اإلقطاع خالل القرن اخلامس عشر ظهور أفكار جدیدة لتنظیم احلیاة االقتصادیة‪ ،‬فقد‬
‫برزت تیارات أخرى من األفكار االقتصادیة‪ ،‬وجتسدت يف أفكار املدرسة التجاریة والطبیعیة‪.‬‬

‫سادت أفكار التجارینی خالل الفرتة من القرن اخلامس عشر حىت منتصف القرن الثامن عشر‪ ،‬واندوا أبنه‬
‫جيب أن تكون الدولة قویة بثرواهتا‪ ،‬وتكمن هذه األخریة يف خمتلف املعادن النفیسة‪ ،‬لذلك جيب أن تعمل‬
‫الدول على تنمیة ثرواهتا‪ ،‬وأعترب التجاریون كذلك أن الثروة الكلیة يف العامل اثبتة احلجم‪ ،‬وترتب على فكرهتم‬
‫هذه أن اعتربوا ما تكسبه دولة من الدول من هذه الثروة إمنا یكون على حساب دولة أخرى‪ .‬فلقد شهدت‬
‫هذه الفرتة ظهور الدولة احلدیثة اليت حتكمها مركزیة قویة‪ ،‬كان هدفها الرئیسي زایدة الثروة عن طریق جتمیع‬
‫الذهب و الفضة إبتباع مجیع الوسائل اليت تؤدي إىل حتقیق هذا اهلدف‪ ،‬ومتیزت ابالعتقاد اجلازم مبزاای وفوائد‬
‫تدخل الدولة اليت تعترب هي الوحیدة القادرة على ترجیح كفة االعتبارات االقتصادیة للمجتمع أبكمله ضد‬
‫املصاحل الشخصیة املتناقضة‪ ،‬وفتح أسواق جدیدة لتسویق اإلنتاج ومحایة االقتصاد الوطين بشكل عام بكل‬
‫‪2‬‬
‫الوسائل‪ ،‬داخلیا وخارجیا‪ ،‬وكان املیزان التجاري من وجهة نظر التجارینی تعبریا عن مدى قوة الدولة‪.‬‬

‫ومیكن تلخیص أهم املبادئ واألفكار االقتصادیة اليت قامت علیها املدرسة االقتصادیة التجاریة يف النقاط‬
‫‪3‬‬
‫التالیة‪:‬‬

‫‪ -‬متجید املعادن النفیسة الذهب والفضة واعتبارها مصدر للثروة‪ ،‬وقد طالبوا بتنمیتها من خالل احلمالت‬
‫االستعماریة والتوسعیة؛‬

‫‪ 1‬دویدار‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.10-11‬‬


‫‪ 2‬سبع أمحد‪ ،‬دور الدولة يف االقتصاد بنی الضرورة واحلدود‪ ،‬اجمللة اجلزائریة للعوملة والسیاسات االقتصادیة‪ ،‬العدد‪، 1‬جامعة اجلزائر‪، 1‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،1411‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 3‬الباز حممد الطنطاوي‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬مطبعة النسر الذهيب‪ ،‬مصر‪ ،1444،‬ص ص ‪.11-14‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫حتقیق میزان جتاري موات مما یرتتب علیه تدفق املعادن النفیسة إىل داخل الدولة‪ ،‬وزایدة فائض املیزان‬ ‫‪-‬‬
‫التجاري احملقق؛‬
‫أتیید تدخل الدولة يف احلیاة االقتصادیة من أجل مراقبة الورادات وتشجیع الصادرات‪ ،‬فحسبهم ال یتحقق‬ ‫‪-‬‬
‫الفائض التجاري تلقائیا؛‬
‫ترتیب أوجه النشاط االقتصادي وجعل التجارة اخلارجیة يف القمة ألهنا مصدر املعادن النفیسة‪ ،‬مث تلیها‬ ‫‪-‬‬
‫الصناعة ألها أساس الصادرات‪ ،‬أما الزراعة فلم یولوها اهتماما إذ مل جيدوا فیها مصدرا للتصدیر؛‬
‫املناداة ابلزایدة يف العدد السكاين‪ ،‬ألنه مصدر لقوة الدولة من خالل اخنفاض األجور بسبب زایدة الطلب‬ ‫‪-‬‬
‫على العمل‪ ،‬ومورد للمحاربنی من أجل استخدامهم يف احلمالت االستعماریة‪.‬‬

‫يف حنی أسس الطبیعیون أو ما یطلق علیهم كذلك ابلفیزوقراطینی وعلى رأسهم الفرنسي "كیناي" نظریة مبنیة‬
‫على دراسة اإلنسان وعالقاته ابلعامل الطبیعي‪ ،‬وأكدوا على أن الزراعة هي النشاط الوحید املنتج‪ ،‬وتعرضوا‬
‫لكیفیة توزیع الناتج الصايف عن طریق استخدام اجلدول االقتصادي‪ ،‬وفیه یبنی "كیناي "كیفیة توزیع الصايف‬
‫بنی طبقات اجملتمع‪ ،‬وهو لیس بنظریة للتوزیع ابملعىن املفهوم حدیثا ولكنه یكتفي بعرض دورة الناتج الصايف‬
‫وذلك ابنتقال الدخول من طبقة إىل أخرى‬

‫وقد اندى الطبیعیون برتك النشاط االقتصادي حرا دون تدخل الدولة‪ ،‬وقد خلصت سیاستهم بعبارة أضفى‬
‫علیها الزمان شهرة اترخییة كبریة وهي "دعه یعمل دعه میر"‪ ،‬وحجتهم يف ذلك أن تلك السیاسة وحدها هي‬
‫اليت متكن من تطابق القواننی الطبیعیة‪ ،‬فتؤدي بذلك إىل حتقیق اخلری الذي تكفله هذه القواننی‪ ،‬وأن الدولة‬
‫جمرد حارس للنظام الطبیعي فال یسمح هلا ابلتدخل يف شؤون األفراد إال على سبیل االستثناء ويف جماالت‬
‫حمددة‪ ،‬كحفظ األمن الداخلي واخلارجي ومحایة امللكیة اخلاصة وحتقیق العدالة بنی املواطننی‪ ،‬عن طریق التزامهم‬
‫بتنفیذ ما یرتبطون به من عقود وفقا للقواننی املوضوعة‪ ،‬والقیام ابملشروعات الكربى املدعمة للنشاط‬
‫االقتصادي كإقامة السدود وشق الطرق وبناء اجلسور وغریها من مشاریع البنیة التحتیة‪ ،‬وكذا القیام مبهام‬
‫‪1‬‬
‫التعلیم والصحة وما شاهبها‪.‬‬

‫‪ .1.1‬الفكر االقتصادي يف املدارس االقتصادية احلديثة‪:‬‬

‫‪ 1‬سبع أمحد‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫بدأت الثورة الصناعیة يف أوراب يف هنایة القرن الثامن عشر‪ ،‬و اختذت شکلها الکامل يف مطلع و منتصف القرن‬
‫التاسع عشر‪ ،‬وأثبتت ابلوقائع املادیة أبن أغلب استنتاجات املدرسة الفیزیوقراطیة كانت بعیدة عن الواقع‪،‬‬
‫وبذلك ظهرت احلاجة إىل مدرسة اقتصادیة جدیدة بفكر اقتصادي یالئم تغریات اجملتمع ویعلل وشرح الواقع‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي املعاش‪ ،‬فظهرت عندها املدرسة االقتصادیة الكالسیكیة كاستجابة هلذه التحوالت االقتصادیة‪.‬‬

‫ظهرت املدرسة الكالسیكیة هنایة القرن ‪ 10‬وبدایة القرن ‪ 11‬بفضل جمموعة من املفكرین واالقتصادینی‬
‫خاصة االجنلیز منهم‪ ،‬حیث یالحظ من خالل دراساهتم أهنم كونوا اطارا علمیا وفكرای حنو استجالء الظاهرة‬
‫االقتصادیة واالحاطة أبسرارها‪ 2‬وقد ساهم نشر االقتصادي الكالسیكي "آدم مسیث" لكتابه "ثروة األمم" عام‬
‫‪ 1111‬يف تعزیز واطالق علم االقتصاد كعلم مستقل حبد ذاته عن ابقي العلوم االجتماعیة‪ ،‬حیث حرص‬
‫املفكر يف كتابه على حتدید عوامل االنتاج يف رأس املال‪ ،‬العمل واألرض‪ ،‬واعتبار هذه العوامل الرئیسیة أساس‬
‫ثروة األمم‪ ،‬كما أكد "آدم مسیث" على أن النظام االقتصادي املثايل للمجتمع الرأمسايل هو نظام السوق ذايت‬
‫التنظیم‪ ،‬ألنه یقوم على توفری كافة حاجات أفراد اجملتمع بشكل تلقائي‪ ،‬كما أنه یساهم يف تشجیع األفراد على‬
‫‪3‬‬
‫العمل‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس سامهت أفكار عدد من املفكرین على رأسهم "آدم مسیث"‪" ،‬دافید ریكاردو" "جون‬
‫ستیوارت میل"‪"،‬مالتس" و "جون ابتیتس ساي" يف ارساء قواعد الفكر االقتصادي الكالسیكي ویتمیز تفكری‬
‫هذه املدرسة مبحاول ة حتلیل املبادئ اليت حتكم النظام الرأمسايل حتلیال علمیا دقیقا ومتابعة التطور التارخیي الذي‬
‫أدى إىل نشأة هذا النظام والتنبؤ مبستقبله‪ ،‬وكان االعتقاد السائد لدى أنصار هذه املدرسة بوجود قواننی حتكم‬
‫الظاهرة االقتصادیة‪ ،‬ولقد انقسم املفكرین الكالسیك فیما خیص نظرهتم حنو مستقبل النظام الرأمسايل‪ ،‬فكانت‬
‫دراسات البعض منهم تفاؤلیة يف حنی البعض اآلخر تشاؤمیة حول مصری النظام الرأمسايل‪.4‬‬
‫‪ 6.1‬مبادئ الفكر الكالسيكي‪:‬‬
‫غری أن املفكرین الكالسیك یتفقون يف نقاط مشرتكة تكون األساس العلمي والفلسفي لفكرهم االقتصادي‪،‬‬
‫واليت تقوم وتتمحور أساسا حول احلریة وامللكیة الفردیة‪ ،‬وسنورد موجزا عن هذه احملاور فیمایلي‪:‬‬

‫‪ 1‬مجیل خالد‪ ،‬أساسیات االقتصاد الدويل‪ ،‬األكادمییون للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪ ،1411 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 2‬القریشي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 3‬مجیل خالد‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪ 4‬الببالوي حازم‪ ،‬اتریخ الفكر االقتصادي‪ ،‬اهلیئة املصریة العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪ ،1111 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪-‬الفرد ومفهوم اليد اخلفية يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫یرى الكالسیك أنه من خالل سعي الفرد لتحقیق مصلحته الشخصیة اخلاصة سیحقق بذلك املصلحة العامة‬
‫وهذا ما روج له "آدم مسیث" يف اطار ما مساه الید اخلفیة متأثرا يف ذلك بتطور النظریة العلمیة اليت اكتشفت‬
‫عن طریق التلقائیة اليت یتم هبا توازن األشیاء املادیة‪ ،‬حیث أكدوا على وجود ما یشبه ید ال نراها لكنها تقوم‬
‫يف كل مرة وبصورة تلقائیة يف إعادة التوازن بنی املتغریات‪ ،‬فلقد اعتربوا أن اإلنسان أانين بطبعه‪ ،‬لكن ذلك‬
‫لیس سیئا ابلضرورة ألنه سیحقق املنفعة العامة انطالقا من سعیه حنو حتقیق مصلحته اخلاصة‪ ،‬ومن نتاج إمیان‬
‫الكالسیك بسعي اجلمیع لتحقیق املصلحة الشخصیة‪ ،‬وجدوا أن ابقي املتعاملنی االقتصادینی يف سعیهم‬
‫لتحقیق أقصى استفادة ممكنة‪ ،‬فإن هذا یتكفل بتوجیه املوارد املتاحة حنو أفضل استخدام ممكن هلا‪ ،‬وابلتايل‬
‫‪1‬‬
‫یستفید االقتصاد منها أبقصى كیفیة ممكنة وتتحقق العامة املنفعة‪.‬‬

‫فاملقصود ابلید اخلفیة هو نظام األسعار املفرتض سیادته يف ظل املنافسة احلرة يف السوق الذي یزود اجملتمع‬
‫ابلسلع واخلدمات املطلوبة كما ونوعا أبقل تكلفة ممکنة‪ ،‬وهنا افرتض الكالسیك أن املصلحة الشخصیة هي‬
‫احملدد وعنصر استقطاب وجذب لباقي العناصر حنو سلعة معینة‪ ،‬فإذا جتاوز عرض سلعة ما يف السوق الطلب‬
‫علیها فإن ذلك سیؤدي إىل اخنفاض مثنها‪ ،‬وهنا فإن بعض عناصر اإلنتاج أو كلها ستحصل على مکافأة أقل‬
‫من املعدل الطبیعي ابعتباره احلد األدىن الذي یتعنی أن حيصل علیه كل عنصر للبقاء يف إنتاج السلعة‪ ،‬وعلیه‬
‫فإن املصلحة الشخصیة جتعله یغری نشاطه اإلنتاجي وینتقل إىل سلعة أخرى‪ ،‬مما یؤدي إىل نقص املعروض من‬
‫السلعة األوىل إىل أن تصبح معادلة للطلب علیها أو أقل منه فریتفع مثنها‪ ،‬وارتفاع الثمن جيعل عناصر اإلنتاج‬
‫املسامهة فیها حتصل على مقابل یفوق املعدل الطبیعي‪ ،‬مما یزید من إنتاجها فتصبح الکمیة مساویة للطلب‬
‫‪2‬‬
‫علیها وهکذ‪.‬‬
‫‪-‬احلرية االقتصادية الكاملة يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫‪ 1‬بویلي سكینة‪ ،‬الفكر االقتصادي عند ابن خلدون واملقریزي‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف االقتصاد االسالمي‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ ،‬ابتنة‪-1411 ،‬‬
‫‪ ،1411‬ص ‪.111‬‬

‫‪ 2‬بویلي سكینة‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111- 111‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫من مبادئ الفكر الكالسیكي واليت تتناسب مع النظام االقتصادي الرأمسايل احلریة الكاملة والشاملة للتملك‬
‫والتعاقد واإلنتاج واألسعار والتبادل واالستهالك‪ ،‬فاملصلحة العامة تتحقق يف اطار حتقیق املصلحة اخلاصة عن‬
‫‪1‬‬
‫طریق الید اخلفیة وآلیات السوق املسؤولة عن احداث توازن تلقائي يف املصاحل‪.‬‬

‫‪-‬قانون ساي للعرض والطلب يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫خلص ساي قانونه يف عبارة "العرض خیلق الطلب اخلاص"‪ ،‬فتبنی هذه العبارة العامیة رؤیة الكالسیك أن‬
‫األفراد یعرضون خدماهتم من أجل احلصول على أكرب دخل ممكن‪ ،‬الذي یسمح هلم إبقتناء اكرب كمیة ممكنة‬
‫من السلع واخلدمات‪ ،‬وعلیه یندرج سلوك األفراد ضمن فكرتنی‪ ،‬األوىل أهنم یبحثون دائما عن تعظیم املنفعة‪،‬‬
‫والثانیة تتعلق ابملنفعة املباشرة للنقد معدومة‪ ،‬وعلیه فإن مضمون "قانون ساي "یتمحور أساسا على أنه بقدر‬
‫ما یكون املنتجون متعددین واملنتجات كثریة تكون املنافذ (امكانیة التصریف) سهلة ومتنوعة وواسعة‪ ،‬ذلك أن‬
‫القوة الشرائیة اليت یتم إجيادها بواسطة املنتج اجلدید تستخدم يف هنایة املطاف لشراء املنتج ذاته‪ ،‬ألن املوارد‬
‫اليت یتم توزیعها إلنتاج هذا املنتج تكون مساویة لقیمة هذا املنتج‪ ،‬ومن مث فإن سعة املنافذ او االسواق تقاس‬
‫‪2‬‬
‫بتكالیف اإلنتاج‪،‬‬

‫وتفسری ذلك أن املنتجات تتبادل مع املنتجات‪ ،‬وهو ما یعين أن املنتجات هي اليت تشرتي املنتجات‪ ،‬واألفراد‬
‫یشرتون ما یرغبون‪ 3‬فیه مبا ینتجون‪ ،‬وعلى ذلك كلما زاد إنتاجهم متكنوا من شراء منتجات أكثر‪ ،‬وما جيب‬
‫اإلشارة إلیه أن حتقیق " قانون ساي" ال یعين ان كل االسواق متوازنة‪ ،‬فقد یوجد هناك نقص يف الطلب على‬
‫سلعة او خدمة‪ ،‬كما قد یوجد نقص يف عرض سلعة او خدمة‪ ،‬إال أنه ال میكن أن یوجد عجز يف الطلب‬
‫على املستوى الكلي‪ ،‬أي ال میكن أن توجد أزمة يف اإلنتاج على املستوى الكلي‪.‬‬

‫‪-‬السوق يف اطار املنافسة الكاملة للنظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫فلقد اعتمد الكالسیك على مبدأ املنافسة الكاملة يف حتلیلهم للظواهر االقتصادیة‪ ،‬وأكدوا على أن كل‬
‫األسواق سواء أسواق السلع واخلدمات أو سوق العمل تسودها املنافسة الكاملة‪ ،‬حیث تسعى كل املشروعات‬
‫إىل تعظیم أرابحها الكلیة فتضمن هذه املنافسة بتخفیض التكلفة إىل أقل حد ممكن‪ ،‬وحالة املنافسة الكاملة‬

‫‪ 1‬الببالوي حازم‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬داود حسام علي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار املیسرة‪ ،‬األردن‪ ،1414،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬داود حسام علي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫حتقق أعلى فاعلیة لألسواق وهذا یؤدي بدوره إىل حتقیق الرفاه االقتصادي‪ ،‬فمبدأ حریة األسواق وفاعلیتها‬
‫لیس مر تبطا فقط ابألسواق الداخلیة القتصاد ما‪ ،‬بل األمر ینطبق أیضا على السوق الدولیة اليت جتري فیه‬
‫التبادالت التجاریة عن طریق االستریاد والتصدیر‪ ،‬فكانت األفكار االقتصادیة آلدم مسیث أو دافید ریكاردو يف‬
‫اطار نظریة املیزة النسبیة تنصب حول أن السوق العاملي إذا حتقق فیه شروط السوق التنافسي‪ ،‬كشیوع وااتحة‬
‫التكنولوجیا املستخدمة للجمیع مع إمكانیة احلصول علیها دون قیود ملن یرغب يف شرائها من هذه األسواق‪،‬‬
‫سینتج عن ذلك منافسة بنی خمتلف الدول حیث تتخصص كل واحدة منها‪ ،‬فیما متتلك فیه میزة نسبیة مقارنة‬
‫بغریها من الدول‪ ،‬فإذا مت هذا‪ ،‬فإن السوق یلعب دوره أیضا يف حتقیق املنفعة جلمیع الدول اليت تعتمد على‬
‫‪1‬‬
‫تبادالت جتاریة حرة بدون قیود‪.‬‬

‫‪-‬التشغيل الكامل للموارد يف النظرية االقتصادية للكالسيكية‪:‬‬

‫یؤمن الكالسیك بسیادة االستخدام الكامل‪ ،‬فتوازن االقتصاد حسبهم حيدث عند مستوى التشغیل الكامل‬
‫للموار‪ 2،‬وعلیه استبعاد حدوث بطالة عامة واجباریة‪ ،‬وان حدث ذلك فان قوى العرض والطلب كفیلة ابعادة‬
‫التوازن لسوق العمل‪ ،‬فقوى السوق ومرونة األسعار واألجور ومعدل الفائدة تقوم تلقائیا إبستعادة التوازن يف‬
‫األسواق إن حدث أي اختالل‪.‬‬

‫‪-‬دور الدولة يف النشاط االقتصادي للنظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫املبدأ بسیط‪ ،‬إذا متتع النشاط األفراد ابحلریة االقتصادیة كان العمل احلر لألسواق یتمیز ابلفاعلیة اليت حتقق‬
‫املنفعة للجمیع‪ ،‬فعلیه حسب الكالسیك جيب أن ترتك األسواق تقوم بدورها الطبیعي وهلذا فعلى الدولة أال‬
‫تتدخل يف النشاط االقتصادي‪ ،‬إال يف أضیق نطاق‪ ،‬كتنظیم امللكیات‪ ،‬وتقدمی خدمات التعلیم‪ ،‬والشرطة‬
‫والقضاء‪ ،‬والدفاع عن سیادة الدولة من التهدیدات اخلارجیة وغری ذلك من األعمال العامة‪ ،‬فحسب‬
‫الكالسیك إذا تدخلت الدولة يف األسواق ستفسد عملها الطبیعي الفعال املعتمد على الید اخلفیة بشكل قد‬
‫یهدد حدوث املنافسة الكاملة‪ ،‬اليت یراها رواد املدرسة الكالسیكیة أفضل ما میكن الوصول إلیه‪ ،‬وابلتايل فال‬
‫یوجد شيء أفضل تستطیع الدولة أن تقدمه لالقتصاد‪ ،‬وعلیه فأقصى ما میكنها حتقیقه هو أن تكون‬

‫‪ 1‬الببالوي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪ 2‬النجفي سامل توفیق‪ ،‬أساسیات علم االقتصاد‪ ،‬الدار الدولیة لالستثمارات الثقافیة‪ ،‬مصر‪ ،1444،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫"سكراتریة" لرجال األعمال تساعدهم وتذلل هلم العقبات‪ ،‬وتوفر األمن داخل البالد وحتمي حدودها اخلارجیة‬
‫‪1‬‬
‫ما یهیئ املناخ الالزم لقیام العملیات االقتصادیة داخل األسواق‪.‬‬

‫‪-‬نظرية القيمة يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫ان القیمة تستمد مصدرها من العمل وتقاس بكمیة العمل املبذول فیها‪ ،‬وذلك على تفصیل كبری فیما یتعلق‬
‫بفكر كل من "آدم مسیث" و"دافید ریكاردو" اخلاص ابلقیمة كأساس لتحدید األمثان‪ ،‬وقد عرفت هذه النظریة‬
‫بنظریة القیمة يف العمل‪ ،‬فقد اعترب "آدم مسیث" أن العمل هو أفضل مقیاس میكن أن نعرب به عن القیمة‬
‫حاضرا ومستقبال‪ ،‬وذلك العتقاده أن قیمة العمل ال ختضع للتغری عرب الزمن فمثال عندما نقول أن قیمة سلعة‬
‫ما‪ ،‬هي عشر وحدات ساعات من العمل‪ ،‬فإن ذلك العمل یبقى صاحلا وسلیما مهما انتقلنا عرب الزمن‬
‫واملكان‪ ،‬وجند نفس املرجعیة أیضا (مرجعیة نظریة القیمة يف العمل) عند "دافید ریكادو" حیث ینطلق "دافید‬
‫ریكاردو" من أن التغریات يف قیمة النقد ال تسمح له أبن یكون معربا وحافظا مالئما للقیمة‪ ،‬ذلك أن التغریات‬
‫يف قیمة النقد قد‪ 2‬تؤدي من خالل التغریات يف مستوى األسعار إىل إخفاء آاثر التغریات يف كمیات العمل‬
‫الضروریة إلنتاج السلع واخلدمات‪.‬‬

‫‪-‬نظرية االنتاج يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫ترتكز نظریة االنتاج على نظریة القیمة يف العمل‪ ،‬وقد شهدت تطورا هاما على ید املذهب الكالسیكي‪،‬‬
‫فاإلنتاج یتمثل يف خلق املنافع أو زایدهتا‪ ،‬وخیتلف بذلك عما كان سائدا لدى التجارینی والطبیعینی‪ ،‬وعناصر‬
‫اإلنتاج هي العمل ورأس املال والطبیعة‪ ،‬ولكن العمل هو العنصر الرئیسي‪ ،‬وقد اهتم الكالسیك بناحیتنی من‬
‫النواحي الفنیة لإلنت اج‪ ،‬ومها ظاهرة تقسیم العمل‪ ،‬وقانون الغلة املتناقصة فذهب آدم مسیث إىل أن تقسیم‬
‫عملیة إنتاج سلعة من السلع إىل عدة عملیات جزئیة‪ ،‬یقوم بكل واحدة منها شخص أو أشخاص یتخصصون‬
‫فیها‪ ،‬یؤدي إىل زایدة اإلنتاج و حتسنی نوعه‪ ،‬ذلك أن التخصص على هذا النحو (تقسیم العمل الفين) أدعى‬
‫إىل إتقان العامل للعملیة اليت یقوم هبا‪ ،‬وإىل استخدام اآلالت بطریقة أكفأ‪ ،‬كما ذهب إىل أن بلوغ درجة‬

‫‪ 1‬الببالوي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫‪ 2‬بوزیدي مجال‪ ،‬دور سعر الفائدة يف احداث األزمات‪ ،‬مذكرة ماجستری يف اقتصادایت املالیة والبنوك‪ ،‬جامعة احممد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪- 1411 ،‬‬
‫‪ ،1411‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫عالیة من التخصص‪ ،‬وتقسیم العمل‪ ،‬یتوقف على مدى اتساع السوق‪ ،‬أما قانون الغلة املتناقصة فقد أعطى له‬
‫الكتاب الكالسیكي أمهیة خاصة يف حتلیلهم‪ ،‬فعلى أساسه تقوم نظریة ریكاردو يف الریع‪ ،‬ونظریة مالتس يف‬
‫السكان‪ ،‬ومقتضى هذا القانون أنه إذا زاد أحد عناصر اإلنتاج بكمیات متساویة صغریة مع بقاء عناصر‬
‫اإلنتاج األخرى اثبتة‪ ،‬فإن الناتج الكلي سوف یتزاید بنسبة متزایدة يف البدایة مرحلة تزاید الغلة‪ ،‬ولكن بعد‬
‫حنی فإن الزایدة يف الناتج الكلي تكون مبعدل متناقص حىت یصل إىل حده أقصى‪ ،‬بعدها یبدأ الناتج الكلي‬
‫‪1‬‬
‫يف التناقص حىت مع استمرار زایدة العنصر املتغری مرحلة تناقص الغلة‪.‬‬

‫‪-‬نظرية األجور يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫ارتبط مفهوم األجور عند الكالسیك مبفهوم األجر الطبیعي أو ما یسمى بنظریة حد الكفاف‪ ،‬وذلك افرتاض‬
‫أن ما یتقاضاه العامل يف ظل نظام األجر هو نفس ما كان یتقاضاه العبد أو الرقیق يف ظل العبودیة‪،‬وطور‬
‫"جوزیف شومبیرت" و"آدم مسیث" نظریة تكاملیة حول األجور‪،‬حیث ركز "مسیث" على دراسة قواننی توزیع‬
‫القیمة بنی العمال والرأمسالینی وصاحب امللكیة‪ ،‬واعترب أن األخریین هلما مقابل‪ ،‬أما العمال فیأخذون البواقي‬
‫فریى الكالسیك أن أجور العمال هي أحد تكالیف اإلنتاج وختفیضها سیؤدي إىل اخنفاض أسعار السلع‬
‫واخلدمات‪ ،‬وهذا ینتج عنه زایدة يف الطلب على هذه السلع واخلدمات‪ ،‬وهذا األمر یشجع أصحاب العمل‬
‫على زایدة انتاجهم‪ ،‬ومن مث یزید الطلب على العمل‪ ،‬على أساس أن العمل حسب الكالسیك كأي سلعة يف‬
‫السو ق‪ ،‬فإن مستوى األجر هو الذي یعادل بنی العرض والطلب على العمل‪.2‬‬

‫‪-‬نظرية الريع يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫لقد ارتبطت نظریة الریع يف اطار الفكر الكالسیكي "دافید ریكاردو"‪ ،‬والذي اعترب أن األجر الذي یدفع‬
‫ملالك األرض يف مقابل استغالهلا يف الزراعة أو يف غری ذلك یسمى ریعا‪ ،‬وخیتلف هذا الریع ابختالف درجة‬
‫خصوبة األرض وموقعها‪ ،‬فاألراضي الزراعیة متفاوتة يف خصوبتها ولذلك فإن رؤوس األموال املوظفة فیها‬
‫سوف تعطي ابلضرورة أرابحا متفاوتة‪ ،‬ولذلك فإن أصحاب األراضي األكثر خصوبة حيصلون على معدالت‬
‫‪3‬‬
‫أرابح أعلى من غریهم‪ ،‬وهذا ما مسي فیما بعد "ابلریع التفاضلي" أو "الفرقي الریع"‪.‬‬

‫‪ 1‬بوزیدي مجال‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬


‫‪ 2‬الشطا محاد حممد‪ ،‬النظریة العامة للـجور واملرتبات‪ ،‬دیوان املطبوعات اجلامعیة‪ ،‬اجلزائر‪ ،1101،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 3‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪-‬نظرية الربح و سعر الفائدة يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫ان التحلیل الكالسیكي یفرتض عدم وجود عالقة بنی كمیة النقود وسعر الفائدة‪ ،‬حیث یتحدد هذا األخری يف‬
‫االقتصاد احلقیقي العیين بعیدا عن أي عالقة ابلنقود‪ ،‬وركز الفكر التقلیدي بصدد التوازن االقتصادي على‬
‫التشغیل الكامل الذي یستند على دعامتینـ تتعلق األوىل مبرونة األجور واألسعار من جهة‪ ،‬وموائمة سعر‬
‫الفائدة التامة بنی االدخار واالستثمار من جهة أخرى‪ 1‬كما أن ساي قام ابلفصل بنی الفائدة والربح وقال إن‬
‫عناصر اإلنتاج هي األرض ودخلها الریع‪ ،‬والعمل ودخله األجر‪ ،‬ورأس املال ودخله الفائدة واملنظم ودخله‬
‫الربح‪ ،‬و یعترب ساي يف تفسریه للفائدة أهنا من جهة إجيار لرأس املال‪ ،‬ومن جهة أخرى متثل عالو ة لتأمنی‬
‫مقابل اخلطر الذي یتعرض املقرض يف حالة عدم اسرتداد رأس املال املقرتض‪ ،‬كما أن معدل الفائدة خیضع‬
‫حلجم رؤوس األموال املتاحة‪ ،‬وابلتايل یتحدد ابلعرض والطلب يف سوق رأس املال‪ ،‬وحسب ساي أیضا‪ ،‬فإن‬
‫هذا احلجم هو احملدد الوحید ملعدل الفائدة‪ ،‬ولذلك ال یصح اخللط بنی النقد ورأس املال‪ ،‬إذ أن ندرة النقد ال‬
‫تؤثر يف معدل الفائدة‪ ،‬فما یتم إقراضه سواء كان نقدا أو سلعة‪ ،‬ما هو إال قیمة مرتاكمة خمصصة للتوظیف‪،‬‬
‫وبذلك یعترب سعر الفائدة يف الفكر الكالسیكي سعرا لرأس املال ولیس مثنا للنقد‪ ،‬فسعر الفائدة هو سعر‬
‫استخدام ر ؤوس األ موال فهو مقابل خلدمات رؤوس األموال متاما مثل إجيار سلعة ما بدال من شرائها‪ ،‬فهو‬
‫شراء خلدمة رأس مال ما فأي سلعة كانت‪ ،‬میكن أن تستخدم يف صورتنی األوىل التمتع هبا ابعتبارها سلعة‪،‬‬
‫والثانیة التمتع هبا ابعتبارها خدمة لرأس املال‪ ،‬وهكذا فان سعر الفائدة یتحدد يف سوق رأس املال ولیس يف‬
‫‪2‬‬
‫سوق النقد وهو بذلك یعترب سعر التوازن بنی االدخار واالستثمار‪.‬‬

‫‪-‬نظرية السكان يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫لقد تعرض الكالسیك إىل املسألة الـسكانیة مـن حیث ارتباطها ابلوضعیة االقتصادیة‪ ،‬من منطلق تركیـزهم علـى‬
‫دور األفـراد فـي اسـتغالل املـوارد املتاحـة‪ ،‬وفـي ذات السیاق الكالسـیكي فقـد أكـد "آدم سـمیث" أن‬
‫لإلمكانـات الغذائیـة املتاحـة تـأثریا كبیـرا فـي الكثافـة الـسكانیة‪ ،‬كمـا حـاول "دافیـد ریكـاردو" أن یبـرهن علـى‬
‫وجـود عالقـة بـنی احلركـة السكانیة وحركة رأس املال وتطوره‪ ،‬إال أن من بنی ما تقدم میكـن القـول إن مـن أبـرز‬

‫‪ 1‬خلیل سامي‪ ،‬اقتصادایت النقود والبنوك‪ ،‬شركة كاظمة للنشر والرتمجة‪ ،‬الكویت‪،1101 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 2‬بوزیدي مجال‪ ،‬دور سعر الفائدة يف احداث األزمات‪ ،‬مذكرة ماجستری يف اقتصادایت املالیة والبنوك‪ ،‬جامعة احممد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪- 1411 ،‬‬
‫‪ ،1411‬ص ص ‪.11-10‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وأشـهر النظریـات الـسكانیة التـي عاجلـت العالقـة بـنی الـسكان واملـوارد هـي نظریـة االقتـصادي والقـس االنكلیزي‬
‫"روبرت مـالثوس" (‪ )1011-1111‬فـي كتابـه "جتربـة حـول قـانون الـسكان" والتـي الزالـت موضـع جـدل‬
‫ونقـاش فـي كثیـر مـن الدراسـات االقتـصادیة حلـد اآلن‪ ،‬فلقد اعترب "مالثوس" أن قـدرة اإلنـسان علـى اإلجنـاب‬
‫أعظـم منهـا على إنتـاج ضـرورایت احلیـاة‪ ،‬فحسبه فإن قـدرة الـسكان علـى التزایـد أعظـم من قدرة األرض علـى‬
‫إنتـاج وسـائل العـیش‪ ،‬ومیكـن صـیاغة ذلـك حـسابیا بـأن تزایـد الـسكان یـتم وفـق متتالیـة هندسـیة بینمـا ال تزیـد‬
‫وسـائل العـیش إال وفـق متتالیـة حـسابیة‪ ،‬وبنـاءا علیـه قـال بـأن العـامل مقبـل عـاجال أم آجـال علـى أزمـة حـادة و‬
‫‪1‬‬
‫جماعـة خمیفـة‪ ،‬واضـطراابت عنیفـة هتدد البشریة وأمن الغذائي العاملي و تعصف بكیانه واستقراره‪.‬‬

‫‪-‬نظرية التخصص وتقسيم العمل يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫اصطالح التخصص يف العمل میكن استعماله يف الصناعة والزراعة والتجارة ويف حقل اخلدمات اليت میكن‬
‫تقسیمها إىل أعمال بسیطة یؤدیها االختصاصیون واملهنیون ذوو املمارسة واملهارة واخلربة واملؤهالت العلمیة‪،‬‬
‫وقد اندى الكالسیك وعلى رأسهم "آدم مسیث" بضرورة التخصص وتقسیم العمل‪ ،‬ملا یرتتب علیه من زایدة‬
‫يف اإلنتاج حیث یتولد عن التخصص وتقسیم العمل مهارة يف أتدیة العمل‪.‬‬

‫‪-‬نظرية التجارة الدولية يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬


‫اندى الكالسیك حبریة التجارة وعدم فرض رسوم مجركیة وغری مجركیة على الصادرات والواردات وابإلستناد إىل‬
‫مفهومهم للقیمة بنوا نظریتهم يف التجارة اخلارجیة على مبدأ التقسیم الدويل للعمل‪ .‬ولقد افرتض الكالسیك‬
‫وجود دولتنی وسلعتنی والتبادل أیخذ شكل مقایضة‪ ،‬وعوامل اإلنتاج متوفرة بكمیات حمدودة ومیكن التعبری‬
‫عنها بواسطة عامل لتحسنی إنتاجیة واحد هو العمل‪ ،‬ذلك أن منو اإلنتاج ال یرجع إىل الزایدة يف أحد العوامل‬
‫و العوامل املتاحة واليت تتمثل يف العمل‪ ،‬كذلك افرتضوا ثبات التكالیف أي عدم تغری تكالیف اإلنتاج مع‬
‫امهال تكالیف النقل أو الرسوم اجلمركیة أو مصاریف التأمنی‪ ،‬مع التوظیف الكامل وزایدة السلع املنتجة‬
‫وعوامل اإلنتاج وحریة حركة عوامل اإلنتاج بصورة مطلقة داخل الدولة الواحدة وعدم قابلیة التنقل بنی الدول‪،‬‬

‫‪ 1‬هاشم امساعیل حممد‪ ،‬االقتصاد التحلیلي‪ ،‬دار اجلامعات املصریة‪ ،‬مصر‪ ،1114،‬ص ‪.14‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وهذه الفرضیات تكون دائما يف اطار سیادة املنافسة التامة يف مجیع األسواق الداخلیة واخلارجیة املبدأ الرئیسي‬
‫‪1‬‬
‫لفكرهم‪.‬‬

‫‪-‬دور النقود يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫انطال قا من نظریة القیمة يف العمل اعترب االقتصادیون الكالسیك أنه من اخلطأ اعتبار النقد وحدة للعد‬
‫ومقیاسا للقیم‪ ،‬كما كتب "ساي" قد یكون أكثر حقا ولكن لیس أكثر أتسیسا أن نعترب أداة العد أو النقد‬
‫مقیاسا للقیم‪ ،‬فقد تسمح بتقدیر قیمة األشیاء ولكن ال تقیسها‪ ،‬فالنقود ما هي إال أداة لتسهیل املبادالت‪،‬‬
‫وأن الكمیة اليت حيتاجها أي بلد تتحدد مبجموع املبادالت اليت تستوجبها ثروة هذا البلد ونشاطه الصناعي‪،‬‬
‫فقیمة النقد املتداول يف أي بل د‪ ،‬وبغض النظر عن املادة املصنوع منها‪ ،‬تتولد عن استعماالته‪ ،‬وهو میثل جزءا‬
‫من ثروة هذا البلد‪ ،‬متاما مثل أي سلعة أخرى"‪ 2،‬فالنقود ابلنسبة للكالسیك أداة لتسهیل املبادالت والمتام‬
‫املعامالت التجاریة‪ ،‬فهي وسیلة ولیست غایة‪ ،‬فالغایة نفسها هي احلصول على السلع واخلدمات الستهالكها‬
‫وحتقیق املنفعة‪ ،‬أو استثمارها جلمع الثروة‪ ،‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬فإن الطلب على النقود مشتق من الطلب على‬
‫السلع واخلدمات‪ ،‬فإذا ارتفع الطلب على السلع واخلدمات‪ ،‬یرتفع الطلب على النقود أیضا ألن وظیفة النقود‬
‫‪3‬‬
‫الوحیدة هي الوساطة يف عملیة التبادل‪.‬‬

‫‪-‬الثروة يف النظرية االقتصادية الكالسيكية‪:‬‬

‫یثمن الكالسیك املوارد االقتصادیة للدولة كافة‪ ،‬من العمل ورأس املال واألرض وكذلك األعمال احلرة‪ ،‬وأهم‬
‫عوامل االنتاج هو العمل‪ ،‬فالعمل حسبهم هو الذي خیلق الثروة‪ ،‬فضال عن مجیع األنشطة االقتصادیة من‬
‫زراعة وجتارة وهتموا ابلتبادل التجاري الدويل‪ ،‬ورأوا أن كل ذلك یسهم يف تنمیة ثروة األمة‪ ،‬لذا فالثروة احلقیقیة‬
‫‪4‬‬
‫يف نظرهم تتمثل يف السلع االستهالكیة واالستثماریة‪ ،‬ال يف كمیة النقود اليت میتلكها الفرد‪.‬‬

‫‪ 2.6.1‬االنتقادات املوجهة للفكر الكالسيكي‪:‬‬

‫خلويف عائشة‪ ،‬أتثری التكتالت االقتصادیة االقلیمیة على حركة التجارة الدولیة – دراسة حالة االحتاد االورويب‪ ،‬مذكرة ماجستری يف اقتصادایت‬ ‫‪1‬‬

‫األعمال والتجارة الدولیة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،2012 -2011 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬رحیم حسن‪ ،‬وظائف النقد يف الفكر االقتصادي‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادیة‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،1441،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬رحیم حسن‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.10-11‬‬
‫‪ 4‬نفس املرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫ال میكن ألحد أن ینكر اسهامات املدرسة الكالسیكیة يف تطور الفكر االقتصادي‪ ،‬بفضلها أصبح االقتصاد‬
‫علما مستقال‪ ،‬وكذلك قیمة األفكار والنظرایت اليت قدمتها يف جمال االقتصاد‪ ،‬واليت أسست فیما بعد إلنتاج‬
‫فكري غزیر‪ ،‬ولكن رغم ذلك وجهت هلا العدید من االنتقادات موجهة إىل طریقة البحث اليت اعتمدت علیها‬
‫‪1‬‬
‫من جهة‪ ،‬ومن حیث التحلیل االقتصادي للظواهر من جهة أخرى‪ ،‬وسنشری فیمایلي إىل بعض منها‪:‬‬

‫‪-‬من حيث طريقة البحث‪:‬‬

‫اعتقد الكالسیك بوجود قواننی عامة تنطبق على االقتصاد يف شىت األماكن واألزمان دون متییز‪ ،‬كما مل هتتم‬
‫هذه املدرسة بدراسة التاریخ االقتصادي واتبعت طریقة االستنتاج التجریيب‪ ،‬واعتربوا أن كل مرحلة من مراحل‬
‫التطور االقتصادي لألمم ختضع لقواننی خاصة هبا وملا كانت اجملتمعات تتغری فإن القواننی االقتصادیة تتغری‪،‬‬
‫وهلذا ال میكن االعتماد يف البحث عن الطریقة االستنتاجیة التجریبیة اليت طبقها الكالسیك‪.‬‬

‫‪-‬من حيث جهة التحليل االقتصادي‪:‬‬

‫يف اطار نظریة القیمة للكالسیك‪ ،‬ال میكن اعتبار العمل العنصر االنتاجي الوحید بل هناك الطبیعة ورأس‬
‫املال‪ ،‬كما ال میكن رد بقیة هذه العناصر االنتاجیة إىل عنصر العمل أو قیامها به‪ ،‬كما أمهلت النظریة اجلانب‬
‫الشخصي يف القیمة وهو املنفعة اليت حيصل علیها املستهلك‪.2‬‬

‫وفیما خیص نظریة التوزیع اجته الفكر االقتصادي احلدیث إىل النظر للتوزیع على أنه یتحدد طبق للنظریة احلدیة‬
‫فاألجر یتحدد على أساس االنتاجیة احلدیة للعمل وسعر الفائدة یتحدد على أساس االنتاجیة احلدیة لرأس‬
‫املال وهكذا‪ ،‬على عكس الكالسیك‪.‬‬
‫وابلرجوع إىل النظریة النقدیة أمهل الكالسیك وظیفة النقود كمخزن للقیمة مع أهنا وظیفة ال تقل يف أمهیتها عن‬
‫وظیفتها كوسیط للمبادلة‪ ،‬ولقد وجهت جمموعة من االنتقادات ملوقف الكالسیك إلمهاهلم للنقود يف حتلیلهم‬
‫للظواهر االقتصادیة ويف اعتبارها جمرد ستار ال یؤثر على سری هذه الظواهر ‪.‬‬
‫كما وجهت انتقادات لنظریة التجارة اخلارجیة للكالسیك‪ ،‬حبیث مل تدخل النقود واالسعار يف حبثهم للتجارة‬
‫اخلارجیة ‪ ،‬كما مل یهتموا ابآلاثر السلبیة اليت حتدث القتصادایت إذا ما تر كت احلریة كاملة للتجارة الدولیة‪،‬‬

‫‪ 1‬هاشم امساعیل حممد‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬


‫‪ 2‬رجب عزمي‪ ،‬االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار العلم للمالینی‪ ،‬لبنان‪ ،1101 ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫حیث خدمت النظریة الكالسیكیة يف البلدان املتخلفة صناعیا بینما كانت ابقي اقتصادایت العامل متخلفة‬
‫صناعیا‪.‬‬

‫وأكثر ما انتقد ا لفكر الكالسیكي كان مبدأهم املتعلق ابلتشغیل الكامل للموارد خاصة من انصار النظریة‬
‫الكینزیة‪ ،‬حیث أوضح كینز أنه بدال من أن یؤدي اخنفاض األجر من القضاء على البطالة كما یعتقد‬
‫الكالسیك‪ ،‬فإن هناك احتماال ألن یؤدي إىل زایدهتا‪ ،‬حیث أن اخنفاض األجر یرتتب علیه اخنفاض دخل‬
‫العمال‪ ،‬ومن مث اخنفاض الطلب على السلع سیؤدي إىل ختفیض اإلنتاج والتخلص من جزء من العمال فتزید‬
‫البطالة‪ ،‬كما أوضح كینز أنه لیس من الضروري أن تتحقق دائما حالة التشغیل الكامل لكل العمال‪ ،‬بل یبقى‬
‫مستوى التشغیل ملدة طویلة عند مستوى أقل من مستوى التشغیل الكامل فتكون هناك بطالة شبه مستمرة‬
‫وخاصة يف البلدان الرأمسالیة املتطورة‪.‬‬

‫‪ 7.1‬الفكر االقتصادي النيوكالسيكي‪:‬‬

‫نشأت املدرسة النیوكالسیكیة يف علم االقتصاد‪ ،‬نتیجة أعمال عدد من علماء االقتصاد ینتمون إىل جنسیات‬
‫متعددة دون سابق تعارف بینهم‪ ،‬وظهرت أعماهلم يف فرتات متقاربة متتد عرب العقود الثالثة األخریة من القرن‬
‫التاسع عشر والعقد األول من القرن العشرین‪ ،‬عاجلوا ضمنها نفس املوضوع املتعلق ابملنفعة احلدیة‪ 1‬فاملدرسة‬
‫النیوكالسیكیة أو كما یطلق علیها البعض املدرسة احلدیة هي حماولة فكریة وأكادمییة لالستمرار يف نشر مبادئ‬
‫احلركة اللیربالیة والنظام االقتصادي الرأمسايل‪ ،‬وینقسم الفكر النیوكالسیكي إىل عدد متنوع من املدارس‪ ،‬أبرزها‬
‫املدرسة النمساویة اليت أسسها "كارل منجر" وتضم "بوم ابفرك" و"فون فیزر"‪ ،‬واملدرسة الفرنسیة اليت أسسها‬
‫"فالریاس"‪ ،‬واملدرسة اإلجنلیزیة اليت أسسها "جیفونز" و"مارشال"‪ ،‬ولألخریة أتباع أمریكان من أمثال "جون‬
‫بیتس كالرك " فاملدرسة النمساویة جزء من االجتاه النیوكالسیكي‪ ،‬وتكتسب أمهیتها من أهنا كانت متثل‬
‫البداایت األوىل هلذا االجتاه منذ صدور كتاب "كارل منجر"‪ ،‬كما أن أتباع االجتاه النیوكالسیكي يف إجنلرتا‬
‫وأمریكا طوال القرن العشرین ظلوا أیخذون أعمال املدرسة ابعتبارها مصدرا رئیسیا یعتمدون علیه يف األسس‬
‫النظریة واملنهجیة لتحلیالهتم وتكمن أمهیة هذه املدرسة يف األفكار اليت اندت هبا‪ ،‬واليت سامهت يف تقدم علم‬
‫االقتصاد وتط ویر أدواته التحلیلیة وتفسری الغموض الذي یكتنف السلوك االقتصادي لالفراد‪.‬‬

‫‪ 1.7.1‬مبادئ الفكر النيوكالسيكي‪:‬‬

‫‪ 1‬رجب عزمي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.141-141‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪1‬‬
‫لعل ما جيمع ممثلي االجتاه النیوكالسیكي من اجلنسیات املختلفة إسرتاتیجیة حبثیة تقوم على املبادئ اآلتیة‪:‬‬

‫ركزت املدرسة النیوكالسیكیة على املفهوم احلدي أي نقطة التغری يف تفسری الظواهر االقتصادیة‪ ،‬ومت‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام مفهوم النقطة احلدیة يف كل نظرایهتم االقتصادیة؛‬
‫اهتمت هذه املدرسة ابلوحدة االقتصادیة أو الفرد بدال من اهتمام ابجملتمع ككل يف حتلیل السلوك‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادي؛‬
‫افرتضت هذه املدرسة أن األفراد یتصرفون تصرفا رشیدا يف ما یتعلق قیاسهم للمنفعة احلدیة من استهالم‬ ‫‪-‬‬
‫السلع واخلدمات‪ ،‬وعند موازنتهم للحاجات واملنافع املستقبلیة؛‬
‫سارت املدرسة النیوكالسیكیة على خطى املدرسة الكالسیكیة واندت أیضا مببدأ احلریة االقتصادیة‪ ،‬وعدم‬ ‫‪-‬‬
‫تدخل الدولة يف احلیاة االقتصادیة والقواننی الطبیعیة اذا ما كان اهلدف هو تعظیم املنفعة للمجتمع ككل؛‬
‫مت بناء حتلیلهم االقتصادي على املنافسة الكاملة‪ ،‬مع األخذ بعنی االعتبار احلاالت االستثنائیة اليت یسود‬ ‫‪-‬‬
‫فیها االحتكار املطلق؛‬
‫أصبح االقتصاد حبسب املفهوم احلدي علما غری موضوعي مبعىن أنه خیضع لألحكام الشخصیة والنفسیة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫فالطلب یتحدد ابملنفعة احلدیة اليت متثل ظاهرة ذهنیة ونفسیة خاصة ابلفرد‪ ،‬ابملقابل افرتضت هذه املدرسیة‬
‫القیاس الكمي هلذه املنفعة ولبقیة الظواهر االقتصادیة؛‬
‫االعتماد على الطلب كمحدد رئیسي للسعر‪ ،‬فإذا ركزت املدرسة الكالسیكیة قبلهم على تكالیف االنتاج‬ ‫‪-‬‬
‫مبعىن العرض وجع لته حمدد للسعر‪ ،‬فإن "ألفرید مارشال" اعترب أن كال من العرض والطلب یتدخالن يف‬
‫حتدید السعر التوازين؛‬
‫استخدمت هذه املدرسة األشكال البیانیة واملعادالت الرایضیة يف توضیح العالقات االقتصادیة والتغریات‬ ‫‪-‬‬
‫اليت تطرأ علیها‪ ،‬وابلتايل سامهت هذه املدرسة يف جعل الظواهر االقتصادیة قابلة للقیاس‪.2‬‬

‫‪ 2.7.1‬االنتقادات املوجهة للفكر النيوكالسيكي‪:‬‬

‫على الرغم من االسهامات الفكریة الكبریة اليت قدمها الفكر االقتصادي النیوكالسیكي‪ ،‬إال أنه تعرض إىل‬
‫العدید من االنتقادات فیما خیص مضمون التحلیل االقتصادي‪ 1،‬فعلى صعید الفكر وجدت املدرسة‬

‫‪ 1‬عمرو هشام حممد‪ ،‬مدخل في مدارس الفكر االقتصادي‪ :‬نظرة تحلیلیة للتطورات االقتصادیة المعاصرة من منظور االقتصاد اإلسالمي‬
‫واالقتصاد الرأسمالي‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار طالس‪ ،1441 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬عمرو هشام حممد‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪111-111‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫النیوكالسیكیة نفسها عاجزة عن مواجهة مشكالت االقتصاد الكلي ألهنا اعتمدت يف حتلیالهتا على الوحدة‬
‫االقتصادیة‪ ،‬إذ كان لزاما أن حتدث األزمة االقتصادیة لعام ‪ 1111‬حىت یدرك االقتصادیون احلدیون أو‬
‫النیوكالسیكیون أن املشكلة الرئیسیة هي تلك اخلاصة أبداء االقتصاد الكلي يف جمموعة يف ظل اطار هیكلي‬
‫حمدد‪ ،‬ولیست املشكلة سلوك الوحدة االقتصادیة معزولة عن بقیة أجزاء االقتصادالقومي‪ ،‬دون أن یعين ذلك‬
‫بطبیعة احلال أن هنمل هذا السلوك اجلزئي‪ ،‬وامنا نعين به يف صورته االجتماعیة ويف اطار اهلیكل االقتصادي يف‬
‫‪2‬‬
‫جمموعه‪.‬‬

‫‪ 8.1‬الفكر االقتصادي الكينزي‪ :‬ملا عجزت املدرسة الكالسیكیة والنیوكالسیكة يف تغیری األزمة اإلقتصادیة‬
‫اليت أصابت العامل يف سنوات الثالثینات من القرن العشرین‪ ،‬وعدم إجياد حلول هلا برزت املدرسة الكینزیة بقیادة‬
‫مؤسسها الربیطاين "جون منیارد كینز"‪ ،‬والذي عارض الفكر الكالسیكي‪.‬‬

‫‪ 1.8.1‬مبادئ الفكر الكينزي‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫وقامت نظریته على أسس قواننی ختتلف عن تلك الكالسیكیة واليت ترتكز بصفة عامة على األفكار التالیة‪:‬‬

‫‪ -‬أمهیة دور العوامل غری النقدیة يف حتقیق اإلستقرار اإلقتصادي‪ ،‬حیث ترى هذه املدرسة أن التقلبات يف‬
‫اإلستثمار يف أوقات الكساد والرواج هي السبب الرئیسي لعدم اإلستقرار اإلقتصادي‪ ،‬ويف الوقت نفسه ال‬
‫تغفل دور السیاسات النقدیة اخلاطئة على اإلستقرار اإلقتصادي‪ ،‬أو بتعبری آخر تؤدي التقلبات يف قرارات‬
‫اإلنفاق اخلاص يف جمال اإلستثمار إىل حدوث تقلبات يف الدخل الوطين‪ ،‬وهذا األخری یسبب تقلبات يف‬
‫العرض النقدي؛‬
‫‪ -‬یؤكد الكنزیون على دور تضخم التكالیف والصدمات اإلقتصادیة اليت أتيت من جانب العرض وتسبب‬
‫مشكلة تفاقم مشكلة التضخم؛‬
‫‪ -‬یؤكد الكنزیون على أمهیة الدور اإلقتصادي للدولة خبصوص تسریع عملیات النمو والتقدم‪ ،‬وأن قوى‬
‫السوق وحدها لن تكون كافیة وفعالة يف حتقیق ذلك؛‬

‫‪ 1‬نفس املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ 2‬دویدار‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 3‬رجب عزمي‪ ،‬االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار العلم للمالینی‪ ،‬لبنان‪،1101 ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬إن العال قة السببیة يف نظر الكنزیون هي أن تقلبات الدخل الوطين تسبب تقلبات العرض النقدي ولیس‬
‫العكس‪ ،‬وهذه العالقة تعين أن دور العوامل غری النقدیة مهم يف حتقیق اإلستقرار اإلقتصادي؛‬
‫‪ -‬املدرسة الكینزیة تركز أساسا على سیاسات الطلب الكلي لتحقیق اإلستقرار اإلقتصادي‪ ،‬ومنه املقاربة اليت‬
‫تقدمها ملعاجلة مشكليت البطالة والتضخم تكمن يف تطبیق سیاسات مالیة ونقدیة توسعیة‪ ،‬ذلك أن‬
‫السیاسات املالیة والنقدیة التوسعیة تؤدي إىل زایدة حجم الطلب الكل ‪ ،‬ومنه زایدة حجم الناتجّ ي‬
‫الفعال احمللي وزایدة مستوى التوظیف‪ ،‬فحل مشكلة البطالة ويف الوقت نفسه حل مشكلة التضخم؛‬
‫‪ -‬یعرتف الكینزیون أن زایدة حجم الطلب الكلي تؤدي إىل ارتفاع معدل التضخم‪ ،‬لكنهم یسارعون إىل‬
‫القول أن ذلك ال میثل عائقا كبریيف حالة عدم التوظیف الكامل للموارد‪ ،‬ألن العرض الكلي سیستجیب‬
‫للزایدة يف الطلب الكلي الفعال‪ ،‬فالكینزیون یعتربون أن تطبیق أي سیاسة مالیة ونقدیة إنكماشیة لن‬
‫تكون فعالة وكافیة لكبح حدة التضخم‪ ،‬زایدة على تكالیفها املرتفعة من حیث اإلخنفاض الذي سیحدث‬
‫يف الناتج الوطين ومنه تفاقم مشكلة البطالة‪.1‬‬

‫املواضیع اليت عاجلها "كینز" تستند على بعض العناصر املتغریة املرتبطة مباشرة ابلتفاعالت النفسیة للجماعات‬
‫االنسانیة‪ ،‬بوصفها مستهلكة ومدخرة ومستثمرة أو منتجة لألموال االقتصادیة‪ ،‬وقد أورد "كینز" ثالثة من هذه‬
‫‪2‬‬
‫العناصر‪:‬‬

‫‪-‬النسبة احلدية لالستهالك‪:‬‬

‫أو ما یعرف ابملیل احلدي لالستهالك‪ ،‬وهنا فصل "كینز" يف كیفیة توزیع األفراد لدخوهلم بنی االنفاق املباشر‬
‫وبنی االدخار‪.‬‬

‫‪-‬الفعالية احلدية لرأس املال‪:‬‬

‫أو الربح احلدي لرأس املال‪ ،‬ویقصد به تقدیر املنظم للربح الذي یدره رأس املال املنتج أو وسائل االنتاج مع‬
‫األخذ بعنی االعتبار تكالیف استبدال وسائل االنتاج؛‬

‫‪-‬سعر الفائدة‪:‬‬

‫‪ 1‬رجب عزمي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪111-111‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫تبعا لكمیة النقود املتداولة وا أي ویتحدد سعر الفائدة حسب "كینز" إقبال األفراد على االدخار وتفضیلهم‬
‫االحتفاظ ابلنقود السائلة‪ ،‬ویؤكد "كینز" أن الدخل الفردي العامل األول الذي یؤثر يف اجتاه كل من‬
‫االستهالك واالدخار‪.‬‬

‫‪ 2.8.1‬االنتقادات املوجهة للفكر الكينزي‪:‬‬


‫اعتمدت معظم الدول على نظریة "كینز" يف التمویل ابلعجز للحد من حاالت الكساد أو الركود لکن ذلك مل‬
‫یقرتن يف أغلب احلاالت هببوط يف استهالك القطاع اخلاص‪ ،‬بل إن النزعة االستهالكیة العالیة اليت ظهرت مع‬
‫ما رافقها من محالت إعالنیة أدى إىل ارتفاع سریع يف إنفاق القطاع اخلاص ومع تزاید وتوسع إنفاق القطاع‬
‫العام واخلاص حتمل االقتصاد أعباء الطلبات املتزایدة وعجز عن إشباعها يف ظل حمدودیة املوارد‪ ،‬فظهرت‬
‫مشاكل عویصة واجهت ا القتصاد‪ ،‬اعتربت كانتقادات وجهت للفكر االقتصادي الكینزي نورد فیمایلي بعضا‬
‫‪1‬‬
‫منها‪:‬‬

‫‪-‬تسارع معدل التضخم‪:‬‬

‫وذلك بسبب املبالغة يف التوسع النقدي‪ ،‬حیث ارتفعت األسعار أبكثر من ستة أضعاف من عام ‪ 1950‬إىل‬
‫عام ‪ ،1104‬وأدى التضخم إىل التأثری سلبا على كفاءة االستخدام وعدالة التوزیع وأدى يف هنایة املطاف إىل‬
‫الکساد التضخمي‪ ،‬أي ارتفاع األسعار واألجور معا إىل جانب اخنفاض الطلب وتدين اإلنتاج وارتفاع نسبة‬
‫‪2‬‬
‫البطالة والقدرة اإلنتاجیة الفائضة؛‬

‫حالة التعب الشديد يف أسواق القطاع األجنيب وكذلك يف أسواق األسهم والسلع‪:‬‬

‫أصبحت األسواق الرأمسالیة متقلبة إىل درجة ال حتتمل من جراء السیولة املفرطة يف األسواق املالیة وبلغت حد‬
‫اخلطورة وال یوجد ما میکن فعله حیال ذلك‪ ،‬مع تسجیل حاالت عجز كبری يف املیزانیة‪ ،‬وأسعار فائدة وأسعار‬
‫الصرف غری مستقرة‪ ،‬وحتركات عشوائیة يف األموال قصریة األجل عرب احلدود الوطنیة‪ .‬ومن األسباب األخرى‬
‫لعدم االستقرار‪ ،‬التوسع أو االنکماش املفرطنی يف االئتمان يف النظام املصريف القائم على أساس الفائدة‪،‬‬

‫‪ 1‬بویلي سكینة‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪110- 111‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وغریها من املشاکل واألزمات اليت تعترب طابع االنتاج الرأمسايل‪ ،‬وهذا كله أدى إىل زایدة أعباء خدمة الدیون‬
‫‪1‬‬
‫النامجة من حاالت عجز املیزانیة من خالل االقرتاض على نطاق واسع من الداخل واخلارج؛‬

‫‪-‬استنزاف املوارد غري املتجددة واألخطار البيئية‪:‬‬

‫هناك إدراك عام أبن التصدي لألزمة البیئیة العاملیة حيتاج ما ال یقل عن تغیری يف ادارة السیاسة العاملیة‪ ،‬ومع‬
‫وجود مقرتحات عدیدة إال أن القلیلنی یدركون أن إحدى االحتیاجات األساسیة اليت ال مفر منها هو االجتاه‬
‫حنو االلتزام ابلقیم األخالقیة وأبمناط حیاة أكثر بساطة بعیدة عن عطالة الرتف‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬األنظمة االقتصادية وحل املشكلة االقتصادية‬

‫ان مصطلح النظام اال قتصادي یتم تداوله كثریا يف جمال االقتصاد‪ ،‬فیوجد فرق بنی االقتصاد كعلم والنظام‬
‫االقتصادي‪ ،‬فعلم االقتصاد یدرس خمتلف الظواهر االقتصادیة كما سبقت االشارة يف التعریفات الواردة سابقا‪،‬‬
‫بینما االقتصاد كنظام فهو یشری إىل الطریقة اليت یتبعها اجملتمع يف تنظیم حیاته االقتصادیة وحل مشاكله‬
‫االقتصادیة فالنظام االقتصادي أبنه ذلك التنظیم الذي یرضى به اجملتمع لتوجیه نشاطه االقتصادي هبدف‬
‫اشباع حاجات أفراده‪ ،‬وحتدید األسلوب املالئم النتاج املوارد وتوزیعها علیهم حتقیقا هلذا اهلدف‪ ،2‬وعلى هذا‬
‫األساس فالنظام االقتصادي هو جمموعة العالقات االقتصادیة والقانونیة واالجتماعیة اليت حتكم سری احلیاة‬
‫االقتصادیة يف جمتمع ما يف زمان معنی ‪ .‬ویركز النظام االقتصادي على جمموعة العالقات والقواعدِ واألسس‬
‫اليت حتكم التفاعل والتأثری املتبادل بنی احلاجات البشریة من جهة واملوارد الطبیعیة والبشریة واملعرفیة والتقنیة‬
‫املتاحة من جهة أخرى‪ ،‬حیث تتفاعل هذه العوامل فتكسب النظام االقتصادي وضعا أو شكال متمیزا عن‬
‫‪3‬‬
‫غریه من النظم‪ ،‬هذه العناصر الرئیسیة هي‪:‬‬
‫‪-‬القوى اإلنتاجية‪:‬‬
‫ویقصد هبا جمموعة الوسائل اليت میكن بواسطتها إنتاج السلع املادیة واخلدمات املتنوعة‪ ،‬وتتضمن هذه الوسائل‬
‫أوال املواد الفنیة واالقتصادیة واليت تتمثل يف أدوات اإلنتاج وجتهیزاته واليت تستخدم يف عملیة اإلنتاج واثنیا‬
‫املوارد البشریة واليت تتمثل يف األفراد أنفسهم إبمكانیاهتم الفنیة‪.‬‬

‫‪ 1‬داود حسام علي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار املیسرة‪ ،‬األردن‪ ، 1414،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 2‬عبد العزیز صربي‪ ،‬النظم االقتصادیة املعاصرة‪ ،‬مكتبة االسكندریة‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ 3‬أمحد جامع‪ ،‬علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬مصر‪، 1101 ،‬ص ص ‪.10- 11‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪-‬عالقات اإلنتاج‪:‬‬

‫ویقصد هبا الروابط اليت تقوم بنی األفراد مبناسبة عملیة اإلنتاج وعلى األخص فیما یتعلق بكیفیة متلك وسائل‬
‫إلنتاج من ارض وما حتتها ومصانع ( ‪(2‬وأدوات اإلنتاج وغریها‬
‫‪-‬عالقات التوزيع‪:‬‬
‫ویقصد هبا كیفیة توزیع الناتج بعد القیام بعملیة اإلنتاج بنی خمتلف أفراد اجملتمع‪ ،‬وما إذا كان التوزیع فردای‬
‫تستأثر فیه األقلیة ابجلزء األكرب من الناتج االجتماعي‪ ،‬أو مجاعیا ینال فیه كل فرد أسهم يف عملیة اإلنتاج‬
‫نصیبا من هذا الناتج یتناسب مع مقدار إسهامه يف اإلنتاج‪.1‬‬

‫وعلى هذا ألساس فأبعاد املشكلة االقتصادیة يف ماذا؟ ‪ ...‬وكيف؟‪ ...‬وملن ننتج؟‪ ،‬وضمان النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬ال تقتصر على جمتمع دون آخر‪ ،‬فهي مشاكل تنجم عن ندرة املوارد (عوامل اإلنتاج) اليت تعاين‬
‫جد ا‬
‫منها مجیع اجملتمعات بغض النظر عن النظام االقتصادي الذي تتبعه‪ ،‬وسواءً كانت هذه اجملتمعات صغریة ً‬
‫جد‪ ،‬وهناك أمناط حلل املشكلة االقتصادیة هي‪:‬‬
‫أو كبریة ً‬

‫أوال‪ :‬النظام االقتصادي الرأمسايل‪:‬‬

‫ساد هذا النظام يف أورواب بعد اهنیار النظام اإلقطاعي‪ ،‬ویقوم هذا النظام على عدة أسس‪:‬‬

‫‪.1‬امللكية اخلاصة ملختلف عناصر اإلنتاج‪ :‬أي سیطرة القطاع اخلاص على خمتلف النشاطات االقتصادیة‬
‫ویقتصر دور الدولة على رعایة العادلة واألمن وتوجیه النظام االقتصادي‪.‬‬

‫‪.2‬احلرية‪ :‬اعتماد هذا النظام على احلریة التامة إذ أ ّن شعاره "دعه یعمل اتركه میر"‬

‫‪.3‬حتقيق املصلحة اخلاصة‪ :‬أي أ ّن لفرد یهدف إىل حتقیق مصاحله الشخصیة أوال ومصلحة اجلماعة أخریا‪،‬‬
‫فعلى حد تعبری آدم مسیث أ ّن هناك ید خفیة تدفع كل فرد للسعي حنو حتقیق مصلحته الفردیة ومن مث یصل‬
‫‪2‬‬
‫إىل حتقیق املصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬خبابة عبد اهللا‪ ،‬بالطة مبارك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ 2‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪.4‬املنافسة‪ :‬وهي عبارة عن التنافس بنی خمتلف املتعاملنی االقتصادینی يف السوق ‪.‬ویتم التعرف على (ماذا‬
‫ینتج) عن طریق آلیة أسعار السلع واخلدمات االستهالكیة‪ ،‬فالسلع و اخلدمات األكثر أمهیة یزید الطلب علیها‬
‫ومع بقاء العوامل األخرى على حاهلا یرتفع سعرها‪ ،‬األمر الذي یغري املنتجنی إبنتاج املزید منها بدافع حتقیق‬
‫الربح أو العكس صحیح كما یتم التوصل إىل (كیف تنتج) عن طریق مقارنة إیرادات املنتجنی مع تكالیف‬
‫اإلنتاج‪ ،‬للتعرف على معدالت الر بح ملختلف نواحي النشاط اإلنتاجي‪ ،‬وابلطبع سیتم ختصیص املوارد‬
‫اإلنتاجیة األكثر كفاءة لتحقیق أكرب ربح صايف ممكن‪.‬‬

‫انحیة أخرى‪ ،‬وابلطبع ن میتلك خدمات إنتاجیة ذات سعر أعلى سوف یزید دخله‪ ،‬فتزید قوته الشرائیة‪ ،‬فیزید‬
‫‪1‬‬
‫نصیبه ن الناتج الوطين والعكس صحیح‪.‬‬

‫‪ 2.1‬مزاای النظام الرأمسايل‪:‬‬

‫تضمن النظام االقتصادي الرأمسايل جمموعة من األسس واخلصائص تتوافق مع الطبیعة االنسانیة لألفراد‪،‬‬
‫كامللكیة الفردیة واحلریة االقتصادیة وحافز الربح‪ ،‬وعلى هذا األساس میكن امجال بعض اجلوانب االجيابیة هلذا‬
‫‪2‬‬
‫النظام فیمایلي‪:‬‬

‫تطور العملية االنتاجية وحدوث طفرة يف االنتاج‪:‬‬

‫لقد كانت الثورة الصناعیة وما نتج عنها من تطور ألسالیب االنتاج من أسباب ظهور النظام الرأمسايل‪ ،‬وحتسنی‬
‫كبری يف تنظیم العملیة االنتاجیة‪ ،‬فلقد حقق هذا النظام طفرة انتاجیة كما ونوعا؛‬

‫حتسنی مستوى املعيشة نسبيا‪:‬‬

‫لقد نتج عن التطور الكبری يف وسائل االنتاج والعملیة االنتاجیة‪ ،‬وظهور سلع وخدمات جدیدة ارتفاع يف‬
‫مستوى املعیشة‪ ،‬ابلرغم من التفاوت امللحوظ بنی طبقيت اجملتمع؛‬
‫كفاءة استغالل املوارد االقتصادية‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬طلبة خمتار عبد احلكیم‪ ،‬مقدمة يف املشكلة االقتصادیة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪،1441 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫على اعتبار أن ا هلدف من أي نشاط اقتصادي يف اطار النظام الرأمسايل هو حتقیق األرابح‪ ،‬فإن ذلك ال میكن‬
‫حتقیقه إال من خالل االستغالل األقصى لعوامل االنتاج املختلفة وأبفضل طریقة ممكنة تكفل اخنفاض‬
‫التكالیف من أجل حتقیق أكرب األرابح‪.‬‬
‫‪ 3.1‬عيوب النظام الرأمسايل‪:‬‬

‫على الرغم مما یتضمنه النظام الرأمسايل من جمموعة من األسس واخلصائص اليت تبدو يف ظاهرها صاحلة ومغریة‬
‫‪1‬‬
‫لألفراد‪ ،‬كامللكیة الفردیة واحلریة االقتصادیة وحافز الربح فإن له مساوئ عدیدة أمهها‪:‬‬

‫‪-‬استفحال ظاهرة االحتكار‪:‬‬

‫یقصــد ابالحتك ــار انفـ ـراد مشــروع م ــن املش ــروعات بعمــل إنت ــاج مع ــنی یقــوم ب ــه‪ ،‬حبی ــث ال یس ــتطیع مشــروع‬
‫آخــر منافســته فیــه‪ ،‬ویرتتــب علــى ذلــك أن احملتكــر یســتطیع الســیطرة علــى الســوق مــن حیــث حتدیــد األسـعار‬
‫والكمیـات‪ ،‬ویت عطـل جهـاز الـثمن ویفقـد فاعلیتـه فـي توزیـع وختصـیص املـوارد بشـكل حيقـق الكفـاءة ومن‬
‫مساوئ االحتكار أن احملتكـر یلجـأ إىل حتدیـد حجـم اإلنتـاج‪ ،‬وحرمـان السـوق مـن السـلعة لرفـع أسـعارها‬
‫وحتقیـق أرابحــه االحتكاریــة‪ ،‬ورغـم أن فــي إمكــان املصـانع وامل ـزارع أن تنــتج املزیـد وأبســعار منخفضــة‪ ،‬إال أن‬
‫احملتكـ ـرین یفض ــلون بقـ ــاء آالهت ــم عاطلـ ــة ومـ ـزارعهم ایبسـ ــة حت ــى یقـ ــل املع ــروض مـ ــن الس ــلعة وترتفـ ــع أســعارها‪،‬‬
‫وهكــذا یــؤدي االحتكــار إىل ســوء اســتخدام للم ـوارد االقتصــادیة‪ ،‬و إىل اســتغالل املســتهلكنی مــن طرف‬
‫‪2‬‬
‫أصحاب رؤوس األموال؛‬

‫‪-‬سوء توزيع الدخل والثروة‪:‬‬

‫یرتكز النظام الرأمسايل على عدد من الدعائم أمهها امللكیة اخلاصة لعناصر اإلنتاج‪ ،‬ونظـر ا لنـدرة عناصـر‬
‫اإلنتـاج ابلنسـبة لعـدد السـكان فـي كـل دولـة‪ ،‬فإنـه مـن املشـاهد أن ترتكـز عناصـر اإلنتـاج فـي أیــدي فئـة قلیلـة‬
‫مـن اجملتمـع‪ ،‬ویبقـى مجهـور اجملتمـع مـن الطبقــة العاملـة الكادحـة‪ ،‬وهكـذا یـربح أصــحاب رؤوس الـذین حيصـلون‬
‫الریـع األموال من عناصر إنتاجهم مباشرة‪ ،‬كمـا هـو احلـال ابلنسـبة ألصـحاب األراضـي مـثال أو اإلجيار‪ ،‬أما‬
‫العمال الذین ال میلكون عناصر اإلنتاج‪ ،‬فإهنم حيصـلون علـى دخلهـم مقابـل اجملهـود الـذي یبذلونــه‪ ،‬ومــن‬

‫‪ 1‬األنصاري علي فیصل علي‪ ،‬الفروق اجلوهریة بنی االقتصاد االسالمي والرأمسالیة‪ ،‬جامعة ‪ .2009-2008‬ص ص ‪.11-11‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع السابق‪.‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫الطبیعــي إزاء هــذا الوضــع أن یــزداد أصــحاب رؤوس األم ـوال ث ـراء نتیجــة الرتفــاع دخــوهلم ومـن ثـم میكـنهم‬
‫ادخـار جـزء مـن هـذا الـدخل‪ ،‬واعـادة اسـتثمار ممـا یـؤدي إىل زیـادة ملكیـة عناصـر اإلنتـاج وتراكمهـا فـي أیــدي‬
‫عـدد قلیـ ل مــن األفـراد‪ ،‬وعلـى اجلهــة األخـرى تظـل الطبقــة العاملـة فــي مسـتوى معیشــي مـنخفض‪ ،‬ألن العامـل‬
‫الـذي حيصـل علـى دخـل مـنخفض ال یـتمكن مـن االدخـار‪ ،‬ومـن ثـم ال میلـك عناصـر اإلنتاج‪ ،‬ما یؤدي إىل‬
‫‪1‬‬
‫زایدة حدة التفاوت الطبقي؛‬

‫‪-‬انتشار البطالة وتكرر األزمات والتقلبات االقتصادية‪:‬‬

‫لقــد ســاد االعتق ــاد أن جه ــاز الــثمن ف ــي إطــار مــن احلری ــة االقتصــادیة‪ ،‬كفی ــل بتحقیــق االس ــتخدام األمثل‬
‫والكامل للموارد‪ ،‬إال أن السری الطبیعي للنظام الرأسـمايل أدى إىل ظهـور البطالـة‪ ،‬ودخـول االقتصـاد يف أزمات‬
‫دوریـة متالحقـة‪ ،‬فمـع توسـع النشـاط االقتصـادي فـي النظـام الرأسـمايل تـزداد أربـاح املنتجـنی‪ ،‬ممـا یـؤدي إىل‬
‫اســتخدام األربــاح فــي توســیع وزیــادة الطاقــة اإلنتاجیــة‪ ،‬مــن معــدات ومصــانع وآالت بزیــادة هائلــة إال أن هـذه‬
‫الزیـادة فـي الطاقـة اإلنتاجیـة ال یقابلهـا عـادة وال یصـاحبها زیـادة مماثلـة فـي دخـول العمـال‪ ،‬ومــن ثـم ال تـزداد‬
‫قــدرة العمـال الشـرائیة ابلقــدر الكـايف السـتیعاب الزیــادة فـي الطاقـة اإلنتاجیــة‪ 2،‬ممـا حيـدث تكــدس للمنتجـات‪،‬‬
‫وم ـن ثــم یتجــه أصـحاب العمــل إىل ختفــیض حجـم اإلنتــاج عــن طریــق االسـتغناء عــن أعــداد مــن القوة العاملة‪،‬‬
‫وابلتايل تظهر البطالة‪ ،‬و هكذا البطالة تؤدي إىل زیـادة األزمـة وتفاقمهـا‪ .‬ومـن أسـباب األزمـات ف ــي النظ ــام‬
‫الرأس ــمايل أیض ــا أن املنتج ــنی ال میك ــن أن یتوقعـ ـوا بدق ــة عالی ــة طل ــب املس ــتهلكنی ف ــي األجـ ــل الطویــل‪،‬‬
‫وخصوص ــا ف ــي ظ ــل ح ــدوث تغیـ ـرات سیاســیة واجتماعی ــة متالحق ــة‪ ،‬ویرتت ــب عل ــى ذل ــك أن الطل ــب الفعلـي‬
‫علـى سـلعة معینــة قـد یزیـد وقــد یـنقص عمـا كـان یتوقعــه املنظمـون‪ ،‬ممـا یــؤدي إىل اخـتالل الت ـوازن بـنی اإلنتـاج‬
‫واالسـتهالك‪ ،‬فالتقلبـات االقتصـادیة بـنی الـرواج و الكسـاد‪ ،‬هـي فـي الواقـع سـمة مـن سـمات النظـام الرأسـمايل‪،‬‬
‫ففــي فتــرة یــزداد حجـم النشــاط االقتصــادي وحيــدث رواج وانتعــاش‪ ،‬وفـي فتــرة أخــرى یقــل حجــم النشاط‬
‫‪3‬‬
‫االقتصادي وحيدث كساد وركود؛‬
‫‪-‬احلرية الومهية‪:‬‬

‫‪ 1‬طلبة خمتار عبد احلكیم ‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-11‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع السابق‬
‫‪ 3‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 52 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احلریـة التـي افرتضـها أنصـار املـذهب الرأسـمايل لیسـت مطلقـة‪ ،‬إذ ال تتمتـع هبـا سـوى فئـة حمـدودة م ــن األفـ ـراد‬
‫ه ــي فئ ــة م ــالك عناصـ ــر اإلنت ــاج‪ ،‬فحری ــة العم ــل عل ــى سـ ــبیل املث ــال‪،‬ال یتمت ــع هب ــا العامـ ــل األجیـر الــذي غالبـا‬
‫مــا یعجــز عـن إجيــاد العمــل الـذي یرغــب فیــه‪ ،‬وذلـك بســبب اشــتداد املنافسـة بــنی الطبقــة املعاملـة التـي تكـون‬
‫غالبیـة اجملتمـع‪ ،‬ممـا جيبــرهم علـى قبـول أجـور منخفضـة‪ ،‬حتـى ال یتعرض ـوا للبطالـة والتشـرد‪ .‬وكـذلك احلـال‬
‫ابلنسـبة حلریـة االسـتهالك فلیسـت مطلقـة أیضـا ‪ ،‬وامنـا حيـد منهـا الـدخل الـذي حيصـل علیه كل فرد فـي‬
‫اجملتمـع‪ ،‬ویرتتـب علـى ذلـك أن طبقـة العمـال التـي حتصـل علـى دخـل مـنخفض ال تسـتطیع اشباع حاجاهتا‪.1‬‬

‫‪ 4.1‬مواجهة املشكلة االقتصادية يف ظل النظام الرأمسايل‪:‬‬

‫ان جهاز الثمن يف النظام الرأمسايل یتكفل بتنظیم النشاط االقتصادي وبتوجیه األفراد حنو فرص الربح املوجودة‪،‬‬
‫فهو أداة فعالة الجياد التوازن بنی االنتاج واالستهالك‪ ،‬فارتفاع األمثان یؤدي إىل زایدة أرابح أصحاب رؤوس‬
‫األموال‪ ،‬األمر الذي یدفعهم إىل التوسع يف العملیة االنتاجیة‪ ،‬فتزداد الكمیة املعروضة من السلع واخلدمات ما‬
‫ینتج عنه اخنفاض أمثاهنا‪ ،‬كما أن األمثان هي اليت حتدد كیفیة توزیع عوامل االنتاج على القطاعات االنتاجیة‬
‫تبعا لرغبات املستهلكنی‪ ،‬فازداید الطلب على السلع یؤدي إىل ارتفاع اسعارها‪ ،‬والعكس یؤدي ابلنتیجة إىل‬
‫اخنفاض أرابح منتجیها وانكماش انتاجها أو توقفه‪ ،‬كما ینذر ارتفاع األمثان ابلندرة النسبیة للسلعة ما یؤدي‬
‫إىل اخنفاض الكمیات املستهلكة‪ ،‬فدور الثمن يف حتدید االستهالك ال یقل عن دوره يف تنظیم االنتاج‪،‬‬
‫فالطلب الكلي ینخفض ابرتفاع األمثان ویرتفع إبخنفاضها‪ ،‬كما أن األمثان تؤدي إىل حتویل عوامل االنتاج من‬
‫الصناعات اليت اخنفضت أمثان منتجاهتا إىل الصناعات اليت ارتفعت أمثان منتجاهتا‪ ،‬وعلى هذا النحو یتم توجیه‬
‫املوارد االقتصادیة حسب تفضیالت األفراد تطبیقا ملبدأ سیادة املستهلك‪ 2‬وبناءا علیه‪ ،‬فإنه يف ظل مبادئ‬
‫النظام الرأمسايل اليت مت االشارة إ لیها سابقا‪ ،‬فجهاز الثمن الذي یعرب عن تلك احلركات التلقائیة والطبیعیة‬
‫لألمثان الناجتة عن تفاعل قوى العرض والطلب يف السوق‪ ،‬كفیل ملواجهة املشكلة االقتصادیة وتوجیه النشاط‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬النظام االقتصادي االشرتاكي‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬طلبة خمتار عبد احلكیم ‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪11-10‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫االشرتاكیة اصطالح واسع املعىن وفق اختالف املذاهب العدیدة املنطویة حتت لواء النظام االشرتاكي كمدارس‬
‫ومذاهب خمتلفة‪ ،‬والقاسم املشرتك بنی هذه التیارات رغم تباین اجتاهاهتا واختالف نزعاهتا هو مناهضتها‬
‫للمذهب الفردي احلر الذي كرسته الرأمسالیة‪ ،‬وجتمع على إحالل النظریة اجلماعیة حمل النظریة الفردیة‪ ،‬وضرورة‬
‫تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي‪ ،‬مع تباین وجهات النظر حول حدود هذا التدخل بنی مؤید جملرد التدخل‬
‫لتحسنی أوضاع الطبقة العمالیة‪ ،‬ومناصر لفکرة إلغاء امللکیة الفردیة متاما بکل صورها وإحالل الدولة حمل‬
‫الفرد وحافز املصلحة العامة حمل حافز الربح‪ ،‬فالنظام االشرتاكي نظام متتلك فیه الدولة عوامل االنتاج‬
‫‪1‬‬
‫كاألراضي واآلالت واملصانع‪ ،‬وتتخذ مجیع القرارات االقتصادیة من خالل جهاز التخطیط املركزي‪.‬‬

‫‪ 1.2‬مبادئ النظام االشرتاكي‪:‬‬

‫یقوم الفکر االشرتاكي أساسا على فکرة تدخل الدولة ىف النـشاط االقتصادى‪ ،‬لتحقیق ما قد یعجز األفراد عن‬
‫القیام به‪ ،‬وللحد من اآلاثر املرتتبــة عن الرتاكم الرأس ــمايل تزاید وترك ــز الثروة يف أیدى جمموعة قلیلة من األفراد‪،‬‬
‫والجيـاد فــرص أكثــر لتشــغیل العمــال مـع الســعي لتحقیــق االســتقرار االقتصــادي واحلد من التقلبات الىت میکن‬
‫أن تنتابه‪ ،‬ویكمــن تلخ ــیص أهـم املبادئ اليت ق ــام علیها النظ ــام االقتص ــادي االشرتاكي يف النقاط التالیة‪:2‬‬

‫‪ 1.1.2‬مبدأ امللكية اجلماعية لوسائل االنتاج‪:‬‬

‫یقوم النظـام االش ـرتاك ي علـى امللكیـة اجلماعیـة لوسائل االنتـاج علــى عكـس النظـام الرأسـمايل الذي یقـوم علــى‬
‫امللكیـة الفردیـة‪ ،‬فامللكیـة الفردیـة فـي النظام االش ـرتاكي تكاد تنحصـر فــي أشـیاء بســیطة كالسـلع االســتهالكیة‪،‬‬
‫فـالفرد ال حي ــق لـه امــتالك وسـائل االنت ــاج واملـوارد االقتصادیة التـي ترتتـب علیهـا عملیـات انتاجیـة‪ ،‬فملكیة‬
‫وسائل االنتـاج تكون جلمیع االفراد معـا تدیرها احلكومة لیتســىن هلـا بتحدیـد السلع اليت جيب انتاجها وتوزیعها‬
‫بــنی االفـراد‪ ،‬وأتخذ امللكیة اجلماعیة لوسائل اإلنتـاج إحـدى صــورتنی‪ ،‬إما ملكیة الدولة وهي األكثر شیوعا‬
‫فــي التطبیقات االشـ ـرتاكیة‪ ،‬أو اجلمعیات التعاونیة حیث تنشــأ مجعیات تعاونیة ملل ــك األراض ــي الزراعی ــة‪ ،‬أو‬
‫الصـ ــناعات الص ــغریة فمــثال تكـ ــون هنـاك مجعیات تضم كل واحـ ـد منها جمموعـة مـن الفالحـنی لتملــك مسـاحة‬
‫مـن األراضـي الزراعیــة ویـؤدي إلغـاء امللكیــة الفردیـة إلــى تقریـب الفـوارق بــنی الطبقـات واختفــاء طبقة‬
‫الرأســمالینی‪ ،‬وفــي هـذا النظــام یتقــاض الفرد أجـره نظری ما یقدمه من اجلهد‪ ،‬و یصـبح اجلهـد املبـذول فـي‬

‫‪ 1‬البویلي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪111،111‬‬


‫‪ 2‬طلبة خمتار عبد احلكیم‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫اإلنتـاج هـو أسـاس التفرقـة فـي مسـتوى املعیشـة بـنی األفراد‪ ،‬وختتفي بذلك الطبقة التــي حتصل علـى دخل دون‬
‫أن تساهم فــي اإلنتـاج ابلعمل‪.‬‬

‫‪ 2.1.2‬مبدأ االيديولوجيا‪ :‬متثل االیدیولوجیا االشرتاكیة رد فعل لالیدیولوجیا الرأمسالیة‪ ،‬وذلك ابلنسبة‬
‫لعناصرها املتعددة فتلك االیدیولوجیا بدأت مثالیة عند "سان سیمون" و"فورییه"‪ ،‬مث أصبحت علمیة ومادیة‬
‫"ماركس"‪ ،‬فمنهج " ماركس" یقوم على النظریة الدایلکتیکیة أي اجلدلیة للکون‪ ،‬وللعالقة بنی اإلنسان والطبیعة‬
‫يف سعیه املستمر لتحویلها والتحکم فیها والسیطرة علیها‪ ،‬وكل الظواهر طبیعیة كانت أو اجتماعیة توجد يف‬
‫حركة مستمرة وحتول ال یتوقف‪ ،‬وعلیه ال یوجد شيء هنائي واثبت كما هو مقرر لدى النظام الطبیعي وقوانینه‪،‬‬
‫فتصارع األضداد واملتناقضات الداخلیة يف الشيء جتعله دایلیکتیکیا ینتج شیئا جدیدا حيمل خصائص جدیدة‪،‬‬
‫وعلیه تقوم االیدیولوجیة االشرتاكیة على فکرة اجلماعیة يف مواجهة الفلسفة الفردیة وحتل فکرة الرشادة‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعیة حمل الرشادة الفردیة‪.‬‬

‫‪ 3.1.2‬مبدأ اشباع احلاجات اجلماعية‪ :‬اهلدف الرئیسي من العملیة االنتاجیة والغاء حافز الربح ‪:‬یسعى‬
‫األفراد داخل النظام االشرتاكي إىل العمل على إزالة كل الفوارق الطبقیة اليت سادت اجملتمع الرأمسايل‪ ،‬و ذلك‬
‫عرب إلغاء نظام حافز الربح‪ ،‬فال یصبح اهلدف من النشاط االقتصادي هو حتقیق الربح‪ ،‬ألن الربح عندهم‬
‫وسیلة من وسائل سوء االستغالل یؤدي إىل سوء التوزیع يف الدخل و الثروة‪ ،‬وابلتايل حيل حمل الربح كحافز‬
‫اقتصادي الشعور القومي و الوطين‪ ،‬واإلحساس ابملسؤولیة واملشاركة يف إشباع حــاجات اجملتمع‪ ،‬و نظری عدم‬
‫وجود الربح یقوم النظام االشرتاكي بتغطیة حاجات اجملتمع جماان فالتعلیم جماين ورعایة الصحة جمانیة والرتفیه‬
‫جماين وهكذا‪ ،‬ویتلخص الدافع الروحي يف هذا النظام يف ال وصول إىل إشبـاع كل احلاجات املادیة و املعنویة‬
‫العامة لكل األفراد بطریقة مجاعیة تكفل العدالة واملساواة يف إنتاج وتوزیع الثروة‪ ،‬وذلك من خالل تعمیم ملكیة‬
‫‪2‬‬
‫وسائل اإلنتاج ومنع متلكها الشخصي‪.‬‬

‫‪ 4.1.2‬مبدأ التخطيط املركزي لالقتصاد القومي‪:‬‬

‫إن توفر املبادئ السابقة نظرای وعملیا يف اجملتمع املتبين للنظام االشرتاكي‪ ،‬وابعتبار الدولة ممثلة للمجتمع وهي‬
‫متلك وسائل اإلنتاج وحتدد أولوایت العملیة اإلنتاجیة لتحقیق اهلدف املعلن وهو إشباع احلاجات اجلماعیة‬

‫‪ 1‬البویلي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111-110‬‬


‫‪ 2‬علي خالفي‪ ،‬املدخل إىل علم االقتصاد‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزیع‪ ،‬اجلزائر‪،1441 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫لغالبیة أفراد اجملتمع‪ ،‬فإن هذه املعطیات تضع على عاتقها تنظیم العملیات االقتصادیة املختلفة اخلاصة ابإلنتاج‬
‫والتوزیع من خالل التخطیط املركزي اآلمر امللزم‪ ،‬فالدولة وبصفتها مالك وسائل اإلنتاج هتدف إىل حتقیق تغری‬
‫مستمر يف هیکل االقتصاد القومي‪ ،‬من خالل وضع خطة قومیة مركزیة شاملة حتدد أهداف االستهالك‬
‫واإلنتاج‪ ،‬وحتدد توزیع املوارد اإلنتاجیة وحتدد القطاعات اليت تتوىل اإلنتاج‪ ،‬كما تضبط كیفیة التوزیع للناتج مبا‬
‫یضمن حتقیق اإلشباع الفعلي للحاجات‪ ،‬هذه الضوابط واآللیات جتعل من اخلطة االقتصادیة يف ظل النظام‬
‫االشرتاكي لیست خطة تنبؤ ابملعىن املتعارف علیه لالصطالح يف جمال تقریر السیاسة االقتصادیة يف‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادایت الرأمسالیة‪ ،‬لکنها خطة ملزمة لکل اهلیئات والقطاعات مبا یضمن الرشادة االقتصادیة يف اجملتمع‪.‬‬

‫‪ 2.2‬مزاای النظام االشرتاكي‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫یؤكد الواقع أن للنظام االقتصادي االشرتاكي عدة مزاای ال میكن انكارها میكن حصرها يف األيت‪:‬‬

‫التوزیع املتكافئ للسلطة بنی األفراد‪ ،‬حیث یغیب يف ظل النظام االشرتاكي مفهوم الشخص الطبیعي أو‬ ‫‪-‬‬
‫املعنوي أو ذو الثروة‪ ،‬ومن مت تغیب عنه السلطة‪ ،‬حیث عادة ما تقرتن السلطة ابلثروة‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس تصبح الدولة الوحیدة صاحبت السلطة؛‬
‫التوزیع املتكافئ للدخل؛‬ ‫‪-‬‬
‫االختفاء النسيب لألزمات االقتصادیة الدوریة يف ظل االقتصاد املوجه؛‬ ‫‪-‬‬
‫غیاب ظاهرة االحتكار يف األسواق وما یرتبط هبا من آاثر سلبیة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3.2‬عيوب النظام االشرتاكي‪:‬‬

‫إذا كان اهلدف من النظام االشرتاكي تنمیة االقتصاد القومى ونشر العدالة فـى توزیع الدخول بنی األفراد‬
‫وحتقیق االستقرار ىف االقتصاد القومى‪ ،‬فإن هذه السمات األساسیة للنظام االقتصادي االشرتاكي وآلیات‬
‫عمله انصرفت يف أغلبها إىل اجلانب النظري‪ ،‬ألن التطبیق الفعلي للمبادئ االشرتاكیة خالف يف أغلب‬
‫األحیان ما مت التنظری له‪ ،‬أو اشتمل على تناقضات عدة من حیث الفکرة والتطبیق‪ ،‬وعلیه میکن إمجال أهم‬
‫عیوب هذا النظام واالنتقادات املوجهة له فیما یلي‪:‬‬

‫‪ 1‬البویلي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ 2‬علي خالفي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14-11‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬فبا لرغم من وجود قوة الردع ملعاقبة املهملنی إىل جانب احلوافز لتشجیع األداء‪ ،‬إال أن هذه القوة أیضامل‬
‫تبلغ ىف درجتها ما میکن أن یتعرض له املنتج الفرد ىف النظام الرأمساىل من خسائر قد تؤدى بكل ما میلك؛‬
‫‪ -‬النظام االشرتاكي ومبا یتمتع به من مركزیة كانت تتجمع فیه سـلطة اختاذ القرارات ىف أیدى جمموعة قلیلة‬
‫من املخططـنی‪ ،‬ولـذلك فـالقرارات اخلاطئة الىت أصدرهتا مثل هذه السلطات كان هلا آاثر سلبیة على‬
‫اجملتمع ككل‪ ،‬ىف حنی أن النظام الرأمساىل جند أن اختاذ أى منتج لقرار خـاطئ لن یکون له نفس حجم‬
‫اآلاثر السلبیة من حیث مشوهلا‪ ،‬كما أن املنتج وحده سیتحمل نتیجة قراره؛‬
‫‪ -‬لتعقیدات الروتینیة اليت تواجه أفراد اجملتمع ككل‪ ،‬حیث أن الدولة تقوم سواء بطریقة مباشرة أو غری مباشرة‬
‫إبدارة املشروعات املختلفـة يف اجملتمع وم راقبتها‪ ،‬وهذا من شأنه أن یتطلب وجود جهاز اداري ضخم‬
‫وفعال‪ ،‬ووجود نظام للمراقبة الدقیقة واملتابعة املستمرة‪ ،‬وهذا بدوره یؤدي إىل ارتفاع تکالیف اإلنتاج من‬
‫انحیة‪ ،‬واىل تعطیل الكثری من االجراءات من انحیة أخرى‪.1‬‬

‫‪ 4.2‬مواجهة املشكلة االقتصادية يف ظل النظام االشرتاكي‪:‬‬


‫إن جهاز التخطیط املركزي يف النظام االشرتاكي یتكفل بتنظیم احلیاة االقتصادیة‪ ،‬وبتوزیع موارد االنتاج على‬
‫القطاعات املختلفة طبقا خلطة عامة تضعها السلطة املركزیة‪ ،‬وتلتزم كافة الوحدات االنتاجیة بتنفیذها‪ ،‬ویساعد‬
‫السلطة املركزیة يف وضع اخلطة العامة عدد من االدارات ختتص كل ادارة منها بدراسة مشكلة معینة واقرتاح ما‬
‫تراه يف شأهنا من قرارات‪ ،‬وتتوىل السلطة املركزیة بدراسة اقرتاحات االدارات املختلفة والتوفیق بینها ابلتضحیة‬
‫ببعض احلاجات الشباع أخرى حسب مدى توفر املوارد وما هو مناسب للمصلحة اجلماعیة‪ 2،‬فجهاز‬
‫التخط یط یضع اخلطة اليت حتدد معدالت االنتاج كما ونوعا‪ ،‬على حنو تفصیلي یبنی لكل وحدة من الوحدات‬
‫االنتاجیة نصیبها من االنتاج الكلي وما یلزم لتحقیق هذا االنتاج من عوامل االنتاج‪ ،،‬وال تستهدف خطة‬
‫االنتاج حتقیق الربح وامنا املصلحة العامة‪ ،‬كما حتدد اخلطة املوضعة من طرف اجلهاز املركزي معدالت‬
‫االستهالك وهیكله‪ ،‬فاالنتاج يف النظام االشرتاكي ال یتم طبقا للطلب املتوقع على السلع واخلدمات‪ ،‬وامنا تبعا‬
‫ملا وضعته اخلطة املركزیة وان كان لزاما علها حتدید ما جيب استهالكه وترتیب أولوایت احلاجات‪ ،‬وجهاز‬

‫‪ 1‬طلبة خمتار عبد احلكیم‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪11‬‬


‫‪ 2‬علي خالفي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11-11‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫الثمن حيدد كذلك يف اطار اخلطة االقتصادیة العامة‪ ،‬ویتم التوازن بنی العرض والطلب عن طریق توزیع قدر من‬
‫‪1‬‬
‫القدرة الشرائیة على العمال بقدر یتناسب مع مقدار االنتاج‪.‬‬

‫ونظرا لالنتقادات املوجهة لكل من النظامنی السابقنی‪ ،‬اجتهت العدید من الدول إىل إتباع نظام وسطي حيمل‬
‫بعض مالمح النظامنی‪ 2،‬ویطلق على هذا النظام اصطالح نظام االقتصادي املخطط أو االقتصاد املدار‪،‬‬
‫حیث یباشر األفراد نشاطهم اإلنتاجي يف املشروعات اخلاصة بینما یسیطر القطاع العام حكومیا أو حملیا على‬
‫املشروعات املؤممة وعلى بعض األنشطة االقتصادیة األخرى‪ ،‬وال یتمتع القطاع اخلاص حبریة مطلقة‪ ،‬فهناك‬
‫قواعد وتنظیمات تفرض قیودا ختتلف من مشروع آلخر‪ ،‬وتعاجل املشكلة االقتصادیة يف ظل هذا النظام عن‬
‫طریق نظام السوق واألسعار كما يف ظل النظام الرأمسايل‪ ،‬ولكن الدولة تتدخل بصورة متزایدة ألسباب خمتلفة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫مما یؤدي إىل نتائج مغایرة لتلك اليت حتصل علیها يف ظل النظامنی اآلخرین‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬النظام االقتصادي االسالمي‪:‬‬

‫إ ن النظام االقتصادي االسالمي هو جمموعة األصول العامة االقتصادیة املستخرجة من القرآن والسنة واليت‬
‫تالئم البیئة احملیطة بنا والعصر الذي نعیش فیه‪ ،‬ابعتبار أن االسالم صاحل لكل زمان ومكان‪.‬‬

‫‪ 1.3‬مبادئ النظام االسالمي‪:‬‬

‫یرتكز النظام االقتصادي االسالمي على جمموعة من املبادئ جتعل منه نظاما متمیزا عن غریه يف طبیعته‬
‫ووسائله وأهدافه‪ ،‬وفیمایلي نعرض بشكل موجز أمهها‪:‬‬

‫‪ 1.1.3‬مبدأ العقيدة‪:‬‬

‫ان النظام االسالمي انبع من العقیدة االسالمیة اليت جتعل من االمیان ابهللا وتقواه عمال من عوامل االنتاج‪ ،‬وال‬
‫میكن أن یقوم على توجیه ال یتفق مع العقیدة اليت حتكمه‪ ،‬فیجمعهما ارتباط من نوع التبعیة وال حيل له اخلروج‬
‫عنها‪ ،‬وتكون نتائج هذا النظام منسجمة مع توجیهات العقیدة االسالمیة ومكیفة هبا ویندرج ضمن هذا املبدأ‬

‫‪ 1‬طلبة خمتار عبد احلكیم ‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-10‬‬


‫‪ 2‬محدي امحد العناين‪ :‬أساسیات علم االقتصاد‪ ،‬الدار املصریة اللبنانیة‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 3‬عبد الغفور إبراهیم امحد‪ ،‬مبادئ االقتصاد واملالیة العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪ ،1411 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫جمموعة من األسس العقائدیة فاألساس األول یتعلق ابالستخالف‪ ،‬فاالنسان بوجه عام مستخلف من اهللا يف‬
‫هذه األرض لعمارهتا واستثمار خریاهتا‪ ،‬واألساس الثاين التسخری ذلك أن األرض فیها مسخرة لالنسان‬
‫لیتمكن من حتقیق االستخالف‪ ،‬واألساس الثالث االنتفاع فتسخری األرض واستخالفها یقتضیان انتفاع‬
‫االنسان مبا یوجد من موارد‪ ،‬واألساس الرابع الوسائلیة فالنشاط االقتصادي انتاجا واستهالكا واستثمارا لیس‬
‫غایة والعبادة اهللا واحلفاظ على الدین‪ ،‬واألساس اخلامس العمومیة فاستخالف األرض واالنتفاع مبواردها ال‬
‫خیتص هللا هبا فریقا من الناس دون غریه‪ ،‬واألساس السادس املكانة ذلك أن ما یقتنیه االنسان نتیجة لكسبه‬
‫من املال ال یعطي لصاحبه امتیازا خاصا‪ ،‬كما ال یلحق به فقدان املال أو الفقر عضاضة‪ ،‬أما األساس السابع‬
‫‪1‬‬
‫املسؤولیة فیتحمل كل انسان نتیجة عمله ونشاطه وهو املسؤول عنه مسؤولیة دنیویة ومسؤولیة أخرویة‪.‬‬

‫‪ 2.1.3‬مبدأ االخالق‪:‬‬

‫ال تنفص ل النظریة االسالمیة يف االقتصاد عن اجلانب األخالقي سواء من حیث الوسائل والنظرایت أو من‬
‫حیث املقاصد واألهداف‪ ،‬وهلذا فإن تدعیم املبادئ األخالقیة یعترب من أهم املقاصد الشرعیة املعرتف هبا‪.‬‬

‫‪ 3.1.3‬مبدأ الثواب والعقاب‪:‬‬

‫ان املسلم یستهدف من أعماله االقتصادیة وغریها نیل أكرب قدر ممكن من الثواب يف اآلخرة الذي یتحقق‬
‫‪2‬‬
‫عن طریق السری على منهج هللا تعاىل وطبقا لشریعته‪.‬‬

‫‪ 4.1.3‬مبدأ احلالل واحلرام‪:‬‬

‫تتدخل قاعدة احلالل واحلرام يف توجیه النشاط االقتصادي‪ ،‬ألن قاعدة احلالل واحلرام تضع يف اعتبارها‬
‫‪3‬‬
‫مصلحة اجملتمع االسالمي‪.‬‬

‫‪ 2.3‬مواجهة املشكلة االقتصادية يف ظل النظام االسالمي‪:‬‬

‫‪ 1‬الرماين زید بن حممد‪ ،‬خصائص النظام االقتصادي االسالمي‪ ،‬جملة رابطة العامل االسالمي‪ ،‬العدد‪ 111‬جدة‪ ،‬اململكة العربیة السعودیة‪.1111 ،‬‬
‫‪ 2‬شوقي دنیا‪ ،‬النظریة االقتصادیة من منظور اسالمي‪ ،‬مكتبة اخلرجي‪ ،‬اململكة العربیة السعودیة‪ ،1101،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬الرماين‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪10-11‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫إن املشكلة اليت جاء االقتصـاد الغريب لعالجها تتلخص عندهم يف مشكلة الندرة‪ ،‬واليت یقصدون هبا أن‬
‫املوارد املتاحـة أقـل مـن احلاجات املطلوبة‪ ،‬ولكن االقتصاد اإلسالمي ابعتباره جزءا من نظرة اإلسالم الشاملة‬
‫فال یعتـرف هبذه املشكلة كما یقررها الفكر الغريب‪ ،‬وإمنا تنبع املشكلة االقتصادیة يف نظر اإلسالم ال من ندرة‬
‫املوارد ولكن من سوء توزیعها‪ ،‬فااهللا تعاىل قد خلق األرض وقدر فیها خریاهتا وهي كافیة لكل من دب علیها‬
‫طیلة حیاته‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن املشكلة االقتصادیة تنشأ حنی یتخلى الناس عن السری يف هذه األرزاق وفق ما‬
‫أمرهم به هللا‪ ،‬ال عالج هلا إال ابلعودة ملنهج اإلسالم القومی‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النظام االقتصادي املختلط‪:‬‬

‫النظام االقتصادي املختلط هو النظام االقتصادي الذي جيمع بنی مسات عدة أنظمة اقتصادیة أي مسات‬
‫نظامنی أو أكثر‪ ،‬ومل تتحدد يف إطاره مسات حمددة جتعل منه نظاما اقتصادای معینا بصفاته النقیة (األصلیة)‪،‬‬
‫سواء يف جوانبه النظریة أو يف جوانبه التطبیقیة أو يف اإلثننی معا‪ ،‬وابلشكل الذي یتم فیه اعتباره نظاما‬
‫اقتصادای خمتلطا‪.‬‬

‫‪ 4.1‬مبادئ النظام املختلط‪:‬‬

‫ان النظـام االقتصـادي املخـتلط هــو النظـام الـذي حتقــق فـي كــل األنظمـة االقتصـادیة املتبعــة فــي دول الع ــامل‬
‫بش ــقیه االش ـرتاكي والرأس ــمايل‪ ،‬ابعتب ــاره النظــام ال ــذي جيم ــع بــنی س ــمات األنظم ــة املختلف ــة ویكمن تلخیص‬
‫أهم املبادئ اليت قام علیها يف النقاط التالیة‪:1‬‬

‫‪ -‬املزج بنی امللكیة العامة للدولة واملشروعات العامة‪ ،‬وامللكیة اخلاصة واملشروعات اخلاصة يف عمل االقتصاد‬
‫وأداء نشاطه؛‬

‫‪ -‬وجود قدر من التخطیط أو التوجیه احلكومي للنشاطات االقتصادیة مبستوى معنی‪ ،‬مع االعتماد وحبدود‬
‫معینة على السوق واحلریة يف القیام ابلنشاطات االقتصادیة رغم االختالف يف مدى كل منهما؛‬

‫‪ 1‬شطیيب حنان‪ ،‬حماضرات يف مقیاس مدخل لالقتصاد‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪ ،1410-1411 ،1‬ص ‪.10‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬من أهداف النظام االقتصادي املختلط حتقیق املصلحة اخلاصة‪ ،‬اليت تسعى املشروعات اخلاصة الوصول‬
‫إلیها ولكن حتت راقبة الدولة‪ ،‬وذلك بتنظیم عملها بسن القواننی واألنظمة وتشجیعها وحتفیزها ابملعوانت‬
‫واملنح من أجل أداء دورها االقتصادي‪ ،‬وكذلك حتقیق املصلحة العامة اليت تسعي الدولة للوصول إلیها من‬
‫خالل إدارهتا للمشروعات العامة يف عمل االقتصاد‪ ،‬رغم اختالف املدى الذي یتم فیه حتقیق املصلحتنی‪،‬‬
‫وهذا غالبا ینتج صراعا بنی أصحاب املشاریع اخلاصة واحلكومة‪ ،‬ألهنم ال یفضلون التدخل احلكومي‪ ،‬وهذا‬
‫یعترب مسة أساسیة من مسات النظام االقتصادي املختلط؛‬

‫‪ -‬القی ام ابلدور املهم يف توفری البنیة التحتیة لالقتصاد‪ ،‬واليت ال تستطیع النشاطات اخلاصة القیام هبا رغم‬
‫أمهیتها كمشروعات املاء والكهرابء والطرق واجلسور ووسائل النقل العام وغریها‪ ،‬إضافة إىل توفری اخلدمات‬
‫العامة اليت تؤمن الدفاع اخلارجي وتضمن األمن الداخلي وحتقیق العدالة؛‬

‫‪ -‬احلفاظ على حقوق العمال وتوفری العمل ورعایة العاطلنی والعجزة‪ ،‬وذلك بتدخل الدولة يف حتسنی‬
‫الظروف العملیة تسقیف احلد األدىن لألجور‪ ،‬والتقلیل من ساعات العمل‪ ،‬واحلد من استغالل العامل‪،‬‬
‫وممارسة الطرد الكیفي‪ ،‬وتوفری التأمنی والضمان االجتماعي للعاطلنی عن العمل‪ ،‬والتعویض عن إصاابت‬
‫العمل‪ ،‬والتأمنی االجتماعي وغری ذلك؛‬

‫‪ -‬توفری احلریة للمستهلك‪ ،‬حبیث یتم اإلنتاج طبقا لرغباته وتفضیالته‪ ،‬وتوفری اإلعاانت للمستهلكنی غری‬
‫القادرین على تلبیة حاجاهتم األساسیة‪ ،‬وما إىل ذلك‪ ،‬كما حيافظ النظام على حقوق املنتج‪ ،‬من حقوق‬
‫امللكیة وتوفری القواننی لعمل آلیة السوق‪ ,‬وجهاز األسعار وحریة التعاقد وغریها‪.1‬‬

‫‪ 2.4.1‬مواجهة املشكلة االقتصادية يف ظل النظام املختلط‪:‬‬

‫على اعتبار أن هذا النظام يف مبادئه جيمع بنی النظام الرأمسايل والنظام االشرتاكي‪ ،‬فإن نظرته اجتاه حل‬
‫املشكلة االقتصادیة تكمن يف اجلمع بنی جهاز التخطیط املركزي على أساس تدخل الدولة إلجياد حالة من‬
‫التوازن بنی االنتاج واالستهالك‪ ،‬وتبين أیضا جهاز الثمن وترك آلیات السوق أتخذ جمراها حلل املشاكل‬
‫االقتصادیة‪.‬‬

‫‪ 1‬شطیيب حنان‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-10‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احملور الرابع‪ :‬اإلنتاج‬

‫سبق وأن أوضحنا أ ّن إشباع احلاجات البشریة یتطلب توافر السلع واخلدمات‪ ،‬فالسلعة أو اخلدمة هي وسیلة‬
‫إشباع احلاجة ولكن غالبیة هذه السلع واخلدمات ال توجد يف الطبیعة ابلصورة اليت جتعلها صاحلة إلشباع‬
‫‪1‬‬
‫احلاجة‪ ،‬وتسمى عملیة التحویر أو التعدیل هذه بعملیة اإلنتاج‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم اإلنتاج‪:‬‬

‫یعرف اإلنتاج أبنّه خلق منفعة أو إضافة ألیة سلعة لتصبح قابلة لإلشباع‪ 2،‬أو أنّه زایدة املتاح من السلع‬
‫واخلدمات النافعة أي اليت یؤدي استخدامها إىل إشباع حاجات أفراد اجملتمع‪ ،‬ویكون ذلك عن طریق أحد‬
‫‪3‬‬
‫أشكال اإلنتاج التالیة‪:‬‬

‫اثنيا‪ :‬عوامل اإلنتاج‪:‬‬

‫ویقصد هبا العوامل اليت ستستعمل وتشرتك يف إنتاج سلع وخدمات‪ ،‬ومیكن تقسیم عناصر اإلنتاج إىل أربعة‬
‫عناصر رئیسیة هي كالتايل‪:‬‬

‫‪ .1‬األرض‪:‬‬

‫وجل مثل األراضي‬


‫عز ّ‬‫وتتمثل يف كافة املوارد املتوفرة على سطحها وابطنها وما حوهلا موهوبة من اخلالق ّ‬
‫‪4‬‬
‫الزراعیة والبحار وما یستخرج من ابطنها من نفط ومعادن مثینة‪.‬‬

‫‪ .1‬عمل‪:‬‬

‫یقصد به جمهود اختیاري یبذله اإلنسان يف العملیة اإلنتاجیة‪ ،‬سواءً كان هذا اجلهد عضلیا أو ذهنیا‪ ،‬ویرتتب‬
‫على ذلك منفعة أو زایدهتا ويف مقابل ذلك احلصول على أجر وهناك تقسیمات للعمل منها‪:‬‬

‫‪ 1‬حممد طاقة و آخرون‪ ،‬أساسیات علم االقتصاد اجلزئي والكلي‪ ،‬إثراء للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪ ،1440 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬العشري حسنی‪ ،‬درویش وآخرون‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬مطبعة دار الشعب‪ ،‬مصر‪، 1111 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 3‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 4‬حممد الوادي وآخرون‪ ،‬األساس يف علم االقتصاد‪ ،‬دار الیازوري العلمیة للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪ ،1441 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫أ‪ .‬العمل الذهين والعمل العضلي‬


‫‪1‬‬
‫ب‪ .‬العمل الكتايب والعمل احلريف‪ ...‬اخل‬

‫‪ .3‬رأس املال‪:‬‬

‫ویقصد به يف صورته العینیة‪ ،‬أنّه عبارة عن جمموعة األصول والسلع إلنتاجیة اليت تستخدم يف إنتاج سلع أخرى‬
‫‪ ،‬أو بعبارة أخرى هو جمموع األموال الوسیطیة اليت تستخدم يف تدابری وسیطیة لزایدة إنتاجیة العمل ‪.‬ومن مث‬
‫فهو یشمل اآلالت واملعدات واملباين واملخزون من املواد اخلام والسلع حتت التصنیع‪.2‬‬

‫‪ .4‬التنظيم‪:‬‬

‫یقصد ابلتنظیم كعنصر من عناصر اإلنتاج تلك العملیة أو ذلك النشاط القتصادي الذي یتمثل يف الرتكیب‬
‫والتألیف أو التنسیق بنی عوامل اإلنتاج الثالثة السابقة (العمل‪ ،‬األرض‪ ،‬رأس املال) يف شكل عالقة منظمة‪،‬‬
‫هي عبارة عن عملیة إنتاج یة حمددة‪ ،‬من أجل إنت ـ ـ ــاج سلعـة أو خدمـ ـ ـ ــة معین ــة والشخص الذي یقوم هبذه‬
‫املهمة یطلق علیه يف علم االقتصاد "املنظم"‪ ،‬إذ یقصد ذلك الشخص الذي یقوم بدراسة املشروع من‬
‫‪3‬‬
‫املشروعات وتنفیذه وحتمل نتائجه‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬دالة اإلنتاج‪:‬‬

‫یطلق اصطالح دالة اإلنتاج على العالقة بنی اإلنتاج املادي وعناصر اإلنتاج املادیة‪ ،‬أو بعبارة أخرى تشری إىل‬
‫عالقة بنی كمیات اإلنتاج وعناصر اإلنتاج وال تتضمن أي قیمة نقدیة ‪.‬‬

‫ومیكن التعبری عن دالة اإلنتاج يف شكل جدول أو معادلة رایضیة توضح أقصى كمیة من الناتج اليت میكن‬
‫إنتاجها من جمموعة معینة من عوامل اإلنتاج ابفرتاض بقاء العوامل األخرى اليت تؤثر يف اإلنتاج اثبتة والصیغة‬
‫‪4‬‬
‫العامة اليت تستخدم للتعبری عن دالة اإلنتاج تتخذ املعادلة التالیة‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬خبابة عبد اهللا‪ ،‬بالطة مبارك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬عبد اهللا الصعیدي‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مطابع البیان‪ ،‬ديب‪، 1441 ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 4‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪111‬‬

‫‪- 63 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫)…‪Q= ƒ(k,L,D,‬‬

‫‪:Q‬كمیة الناتج خالل فرتة زمنیة معینة ‪.‬‬

‫‪ :K‬رأس املال املستخدم خالل نفس الفرتة كاآلالت‬

‫‪ :D‬املوارد الطبیعیة املستخدمة هالل نفس الفرتة‪.‬‬

‫‪ :L‬كمیة العمل املستخدم خالل نفس الفرتة‪.‬‬

‫وطبقا للعالقة السابقة نالحظ أ ّن حدوث تغریات يف الكمیات املستخدمة من عامل واحد أو أكثر من عوامل‬
‫اإلنتاج سوف یرتتب علیه تغریات مقابلة يف حجم اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ .1‬الفرتة الزمنية لإلنتاج وتقسيم عناصر اإلنتاج‪:‬‬

‫أشران سابقا أ ّن دالة اإلنتاج تتضمن أنواعا خمتلفة من عوامل اإلنتاج‪ ،‬حیث یوجد فرتتنی زمنیتنی تستخدمان‬
‫يف تقسیم هذه العناصر إىل جمموعتنی مها عناصر اإلنتاج الثابتة‪ ،‬وعناصر اإلنتاج املتغریة‪ ،‬وهتان الفرتاتن‬
‫الزمنیتان تنقسمان إىل‪:1‬‬

‫أ‪ .‬األجل القصري‪ :‬وهو الفرتة الزمنیة اليت میكن فیها املشروع تغیری الكمیة املنتجة من خالل تغیری كمیات‬
‫بعض العناصر املستخدمة (كالعمل)‪ ،‬بینما تظل كمیات عناصر اإلنتاج األخرى اثبتة لصعوبة تغریها‬
‫(كاملباين واآلالت) وتوصف العناصر اليت میكن تغریها بعناصر اإلنتاج املتغریةـ‪ ،‬ویطلق على العناصر‬
‫األخرى اليت یصعب تغریها بعناصر اإلنتاج الثابتة‪.‬‬

‫األجل الطویل‪ :‬وهو الفرتة الزمنیة اليت تصبح خالهلا مجیع عناصر اإلنتاج متغریة‪ ،‬أل ّن املشروع یستطیع يف هذه‬
‫الفرتة التوسع يف املباين وتغیریها وا ضافة أو تغیری اآلالت واملكائن‪ ...‬اخل‪.2‬‬

‫‪ .2‬أنواع اإلنتاج ومنحياته‪:‬‬

‫‪ 1‬محدي أمحد العناين‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ 2‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وقصد توضیح أنواع اإلنتاج ومنحیاته أنخذ اجلدول اآليت املتعلق ابلناتج الكلي ووحدات األرض‪ ،‬والعمل‬
‫ألحد املشاریع‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)1‬الناتج الكلي ووحدات األرض العمل ألحد املشاريع‬


‫الناتج الحدي‬ ‫الناتج المتوسط‬ ‫الناتج الكلي‬ ‫وحدات العمر‬ ‫وحدات األرض‬
‫‪MP‬‬ ‫‪AP‬‬ ‫‪TP=Q‬‬ ‫)‪(L‬‬ ‫)‪(D‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪4-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪5-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬
‫املصدر‪ :‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬مبادئ االقتصاد واملالیة العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪، 1411 ،‬ص ‪.115‬‬

‫نالحظ من اجلدول السابق یتضح العالقة بنی الناتج الكلي وعنصر إلنتاج املتغری (العمل) مع ثبات عنصر‬
‫اإلنتاج الثابت (األرض)‪.‬‬

‫أ‪ .‬اإلنتاج الكلي‪product Total :‬‬

‫وهو عبارة عن إمجايل الكلیة املنتجة من السلعة واليت حنصل علیها من إضافة وحدات من عنصر اإلنتاج‬
‫‪1‬‬
‫املتغری إىل عنصر اإلنتاج الثابت‪.‬‬

‫ومن بیاانت اجلدول السابق‪ ،‬العمود الثالث فإ ّن منحىن الناتج الكلي أیخذ الشكل التايل‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪111‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪TP‬‬

‫‪49‬‬

‫ﻣﻨﺤﻨﻰ اﻟﻨﺎﺗﺞ‬
‫‪40‬‬ ‫‪TP‬اﻟﻜﻠﻲ‬
‫‪18‬‬

‫وﺣﺪات ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻌﻤﻞ‬

‫اإلنتاج املتوسط‪ AP:‬یقصد به كمیة اإلنتاج الكلي مقسوما على عدد وحدات العمل وفقا للعالقة االتیة‪:‬‬

‫𝑃𝑇‬
‫= 𝑃𝐴‬
‫𝐿‬
‫االنتاج احلدي‪ :MP‬وهو التغری يف الناتج الكلي ‪ TP‬نتیجة تغری عنصر االنتاج العمل ‪L‬‬

‫‪TP‬‬
‫= 𝑷𝑴‬
‫𝐿‪‬‬
‫ومن خالل معطیات اجلدول السابق میكن توضیح شكل منحىن كل من اإلنتاج املتوسط واحلدي يف الشكل‬
‫اآليت‪:‬‬
‫‪AP‬اﻟﻨﺎﺗ‬
‫ﺞ‬
‫اﻟﻤﺘﻮﺳ‬
‫ﻂ‬
‫‪MP‬واﻟ‬
‫ﻨﺎﺗﺞ اﻟﺤ‬

‫‪AP‬اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ‬

‫‪MP‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫وﺣﺪات ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻌﻤﻞ‬

‫‪- 66 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪.2‬قانون تناقص الغلة‬


‫كما اتضح سابقا یتم اإلنتاج يف األجل القصری ابستخدام مدخالت إنتاج متغریة ومدخالت إنتاج اثبتة وحيكم‬
‫عالقات اإلنتاج يف املؤسسة يف األجل القصری قانون تناقض الغلة‪ ،‬إذ تنص الصیغة العامة هلذا القانون على‬
‫ابفرتاض ثبات املستوى اإلنتاجي وثبات عناصر اإلنتاج األخرى فیما عدا عنصر متغری‪ ،‬فإن زایدة عنصر‬
‫اإلنتاج املتغری بوحدات متساویة‪ ،‬خالل فرتة زمنیة معینة تعين أ ّن معدل زایدة الناتج الكلي بعد نقطة معینة‬
‫‪1‬‬
‫سوف یتجه إىل التناقص‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حیث متتاز املراحل الثالث املبنیة يف الشكل السابق مبا یلي‪:‬‬
‫أ‪ .‬مرحلة تزايد الغلة‪:‬‬
‫‪ -‬ازداید الناتج الكلیب وبنسب متزایدة حىت یصل الناتج احلدي إىل أعلى قیمة له ‪.‬‬
‫‪ -‬تزاید الناتج احلدي یكون أكرب من تزاید الناتج املتوسط‪.‬‬
‫‪ -‬العنصر الثابت یوجد بنسب كبریة وغری مستغلة مقارنة ابلعنصر املتغری‪.‬‬
‫ب‪ .‬مرحلة تناقص الغلة‪:‬‬

‫یتزاید الناتج الكلي ولكن بشكل متناقض مبعىن أ ّن الزایدة يف عناصر اإلنتاج تؤدي إىل زایدة متناقضة يف حجم‬
‫‪3‬‬
‫اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -‬یصل منحىن الناتج املتوسط إىل أعلى قیمة له وعندها یتقاطع مع منحىن الناتج احلدي‪.‬‬

‫‪ -‬بعد تقاطع منحىن الناتج املتوسط مع الناتج احلدي یصبح الناتج املتوسط أكرب من الناتج احلدي‪.‬‬

‫ت‪ .‬مرحلة تناقص الناتج الكلي (مرحلة الغلة السالبة)‪:‬‬

‫‪ -‬تبدأ هذه املرحلة عندما یصل الناتج احلدي إىل الصفر ‪.‬‬

‫‪ 1‬محدي أمحد العناين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪111‬‬


‫‪ 2‬حممد الوادي وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪ 3‬عبد الغفور إبراهیم أمحد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬یبدأ الناتج الكلي ابلتناقض وبنسب متناقضة‬

‫‪ -‬یكون الناتج احلدي للعنصر املتغری سالبا‬

‫‪ .4‬تكاليف اإلنتاج‪:‬‬

‫هي مجلة ما یدفعه املنتج من أمثان نقدیة لعناصر اإلنتاج الالزمة إلنتاج كمیة معینة من سلعة ما‪ ،‬أو إلنتاج‬
‫وحدة إضافیة من هذه السلعة ‪ ،‬وتتوقف تكالیف اإلنتاج على أسعار وكمیات عوامل اإلنتاج املستخدمة من‬
‫انحیة‪ ،‬ونسب املزج اليت تعكسها دالة اإلنتاج من انحیة أخرى‪ ،‬كما تنقسم التكالیف من حیث اآلجال‬
‫الزمنیة إلنفاقها إىل تكالیف قصریة األجل وتكالیف طویلة األجل‪.‬‬

‫‪ 1.4‬تكاليف اإلنتاج القصرية األجل‪:‬‬

‫حیث میكن تغیری أحد عوامل اإلنتاج وثبات العوامل األخرى وتنقسم تكالیف اإلنتاج يف األجل القصری إىل‬
‫تكالیف اثبتة وتكالیف متغریة‪.‬‬

‫التكاليف الثابتة‪TFC :‬‬

‫هي التكالیف اليت ال تتغری بتغری حجم اإلنتاج أي أهنا مستقلة عنه‪ ،‬وتدفع حىت ولو كان حجم اإلنتاج صفرا‪،‬‬
‫أي أهنا التزامات للمؤسسة سبق وأن ارتبطت هبا بغض النظر عن مستوایت اإلنتاج ‪ ،‬مثل اإلجيارات‪ ،‬أقساط‬
‫‪1‬‬
‫التأمنی‪ ،‬االنداثرات‪ ...‬اخل‪ ،‬و لالشارة أیخذ منحىن التكالیف الثابتة شكل خط أفقي مستقیم‪.‬‬

‫التكاليف املتغرية‪:T VC‬‬

‫وهي التكالیف اليت تزداد أو تقل حسب الكمیة املنتجة‪ ،‬لذلك إذا كان اإلنتاج مساوای لصفر فإن التكلفة‬
‫املتغریة تكون معدومة‪ ،‬وكلما إزدادت كمیة اإلنتاج زادت معها التكالیف املتغریة‪ ،‬فاملنحىن التكلفة املتغریة‬
‫(‪ )VC‬یتجه دائما من أسفل إىل أعلى وا ىل الیمنی مثل (أجور العمال‪ ،‬املواد اخلام‪ ،‬نفقات النقل)‪.2‬‬

‫التكاليف الكلية‪TC :‬‬

‫‪ 1‬حممد طاقة وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وهي عبارة عن جمموع التكالیف الثابتة والتكالیف املتغریة عند مستوى معنی من اإلنتاج‪ .‬والتكالیف الكلیة‬
‫تساوي التكالیف الثابتة عندما یكون حجم اإلنتاج صفرا وتزداد كلما زادت كمیة اإلنتاج نظرا لزایدة التكالیف‬
‫املتغریة‪.1‬‬
‫‪TC = TVC + TFC‬‬
‫‪ 1.1‬إيرادات اإلنتاج‪:‬‬
‫تتمثل اإلیرادات املؤسسة يف حصیلة مبیعاهتا من منتجات‪ ،‬ومیكن أن تقسم إىل ثالث أقسام‪:‬‬
‫اإليراد الكلي‪:TR‬‬
‫هي كافة األموال اليت حتصل علیها املؤسسة مثنا للكمیة املنتجة من سلعة معینة‪ ،‬ویستخرج وفق املعادلة‬
‫التالیة‪:2‬‬
‫اإلیراد الكلي (‪ =)TR‬حجم اإلنتاج (‪ x )Q‬سعر السلعة (‪)P‬‬
‫اإليراد املتوسط‪AR :‬‬
‫هو نصیب الوحدة املبیعة من اإلیراد الكلي وابلتايل هو حاصل قسمة اإلیراد الكلي على الوحدات املباعة‬
‫وحيسب وفقا للعالقة االتیة‪:‬‬
‫االیراد الكلي‪TR‬‬
‫االیراد املتوسط𝑅𝐴 =‬
‫حجم االنتاج𝑄‬
‫اإليراد احلدي‪MR :‬‬
‫هو مقدار التغری يف اإلیراد الكلي الناجم عن تغری الكمیة املبیعة بوحدة واحدة‪ ،‬أو هو اإلیراد الناجم من بیع‬
‫‪3‬‬
‫وحدة إضافیة من اإلنتاج‪.‬‬
‫التغری يف االیراد 𝑅𝑇‪‬‬
‫االیراد احلدي 𝑅𝑀 =‬
‫التغری يف االنتاج 𝑄‪‬‬

‫‪ 1‬العشري حسنی درویش وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪ 2‬العشري حسنی درویش وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪392‬‬
‫‪ 3‬حممد طاقة وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪101‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احملور اخلامس‪ :‬األسواق االقتصادية‬

‫یوجد هناك العدید من األشكال اليت میكن أن أتخذها أسواق السلع االقتصادیة‪ ،‬حیث یعتمد ذلك على‬
‫هیكل السوق والسلوك الذي تقوم املنشأة إبتباعه من أجل حتقیق هدفها األساسي وهو تعظیم األرابح‪ ،‬وفیما‬
‫یلي سنقوم ابستعراض األسواق االقتصادیة املختلفة مع الرتكیز على سوق املنافسة الكاملة وسوق االحتكار‬
‫التام‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬املنافسة الكاملة‬


‫‪1‬‬
‫یتمیز سوق املنافسة التامة بعدة خصائص وهي‪:‬‬

‫‪-‬وجود عدد كبري من املشرتين (املستهلكنی) والبائعنی (املنتجنی) للسلعة‪ :‬تعمل هذه اخلاصیة على ضمان‬
‫عدم أتثری أي مستهلك أو منتج على سعر السلعة يف السوق‪ ،‬ویكون املنتج يف هذه احلالة مستقبالً للسعر‪،‬‬
‫حیث ال یستطیع التأثری على سعر السلعة السائد يف السوق‪ .‬ویسمى السعر السائد يف سوق السلعة التنافسي‬
‫بسعر املنافسة ‪ ،‬وهو السعر الوحید الذي تباع فیه السلعة يف سوق املنافسة‪.‬‬

‫‪-‬تنتج املنشات العاملة يف سوق املنافسة سلعة متجانسة‪ :‬تعترب السلعة اليت یتم إنتاجها يف سوق املنافسة‬
‫الكاملة سلعة متجانسة‪ ،‬مبعىن أن تكون هذه السلعة متطابقة من انحیة اجلودة والكفاءة وأداء اخلدمة‪ ،‬بغض‬
‫النظر عن املنتج أو البائع الذي مت شراء السلعة منه‪ .‬ونتیجة لتجانس السلعة‪ ،‬فإن السلعة اليت یقوم إبنتاجها‬
‫املنتج األول تعترب "بدیل كامل" لسلعة املنتجنی اآلخرین‪ ،‬وابلتايل فإن منحىن الطلب الفردي على سلعة املنتج‬
‫یكون ال هنائي املرونة‪.‬‬

‫‪-‬حرية الدخول إىل السوق‪ :‬میكن ألي منتج الدخول إىل سوق السلعة وانتاج هذه السلعة‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫عدم وجود أي عوائق متنع دخول منتجنی جدد إىل السوق‪ ،‬وتستطیع عناصر اإلنتاج أیضاً االنتقال بسهولة‬
‫من إنتاج سلعة إىل إنتاج سلعة أخرى‪.2‬‬

‫‪ 1‬ضیاء جمید املوسوي‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬دیوان املطبوعات اجلامعیة‪ ،‬الطبعة ‪، 1‬اجلزائر‪ ،1411 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬عادل املهدي‪ ،‬و ملیاء لبمغريب‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬مطبعة العشري‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة النشر‪ ،‬ص‪141‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪-‬توفر املعلومات بشكل كامل‪ :‬تتوفر مجیع املعلومات املطلوبة حول السلعة وسعرها وطریقة إنتاجها‬
‫والتكالیف املرتبطة إبنتاجها والتقنیة املستخدمة يف عملیة إنتاجها وبصورة اتمة يف سوق املنافسة الكاملة‪.1‬‬

‫اثنياً ‪ :‬االحتكار التام‬

‫یعترب سوق سلعة ما سوق احتكار اتم إذا متیز السوق ابخلصائص التالیة‪:‬‬

‫‪-‬وجود منتج أو ابئع وحيد يف السوق‪ :‬يف هذه احلالة فإن احملتكر هو املنتج أو البائع الوحید للسلعة‪ ،‬وابلتايل‬
‫فإن هذا احملتكر میثل سوق السلعة‪ ،‬فعندما یقوم احملتكر برفع الكمیة املعروضة من السلعة فإن سعر السلعة‬
‫سوف ینخفض‪ ،‬أما عندما یقوم احملتكر بتخفیض الكمیة املعروضة فإن سعر السلعة سوف یرتفع‪ ،‬ویعترب‬
‫احملتكر صانعاً للسعر ولیس مستقبالً للسعر كما يف سوق املنافسة الكاملة‪ ،‬وجدیر ابلذكر أن احملتكر یتمتع‬
‫أیضاً بقوة احتكاریة (أو قوة سوقیة) حیث تنبع هذه القوة بسبب قدرة احملتكر على التحكم بسعر السلعة‪ ،‬ومبا‬
‫أن لدینا حمتكر أو ابئع وحید يف السوق‪ ،‬فإن منحىن الطلب على سلعة احملتكر هو نفسه منحىن طلب‬
‫السوق‪.‬‬

‫‪-‬عدم وجود بدائل قريبة لسلعة احملتكر‪ :‬ما مییز السلعة اليت یقوم احملتكر إبنتاجها أو بیعها هو عدم وجود‬
‫بدائل قریبة للسلعة‪ ،‬وابلتايل تكون مرونة الطلب السعریة لسلعة احملتكر مرونة منخفضة جداً‪ ،‬ویكون معامل‬
‫‪2‬‬
‫املرونة مقارابً للصفر‪.‬‬

‫‪-‬وجود عوائق متنع دخول منتجنی جدد إىل سوق احملتكر‪ :‬على النقیض من سوق املنافسة‪ ،‬فإن سوق‬
‫االحتكار یتمیز بوجود عوائق متنع دخول أي منشأة إىل سوق احملتكر‪ ،‬فقد تكون هذه العوائق عوائق قانونیة‬
‫(براءات االخرتاع واالمتیاز)‪ ،‬أو عوائق حكومیة (قواننی حملیة)‪ ،‬أو عوائق إنتاجیة (ملكیة طریقة اإلنتاج أو‬
‫ملكیة عناصر اإلنتاج)‪ ،‬أو عوائق تقنیة (التكنولوجیا املستخدمة يف عملیة اإلنتاج)‪ ،‬أو عوائق طبیعیة‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬أنواع أخرى للسوق‬

‫‪ 1‬عادل املهدي‪ ،‬و ملیاء لبمغريب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪141 ،‬‬


‫‪ 2‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.141-141‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫یعترب كل من سوق املنافسة الكاملة وسوق االحتكار التام احلاالت القصوى اليت میكن ألي سوق الوصول‬
‫هلا‪ .‬وفیما بنی هذین الشكلنی من أشكال السوق‪ ،‬توجد أشكال أخرى جتمع بنی خصائص سوق املنافسة‬
‫الكاملة واالحتكار التام‪.1‬‬

‫منافسة االحتكارية‪:‬‬

‫ویعترب هذا السوق قریب الشبه من سوق املنافسة الكاملة‪ ،‬ومن خصائص هذا السوق‬

‫‪ -‬وجود عدد كبری من املنشات الصغریة‪ ،‬حبیث ال تستطیع أي منشأة التأثری على سعر السوق‪.‬‬

‫‪ -‬السلع متشاهبة لكنها غری متجانسة‪ ،‬حیث میكن التفرقة بنی السلع املوجودة يف السوق ‪.‬ویكون‬
‫منحىن الطلب الذي یواجه املنشأة منحدراً من أعلى ألسفل‪ ،‬ومن الیسار إىل الیمنی‬

‫‪ -‬سهولة الدخول إىل السوق‪.‬‬

‫‪ -‬وجود املنافسة غری السعریة‪ ،‬ویتمثل ذلك ابستخدام طرق تنافسیة كاستخدام وسائل الدعایة‬
‫‪2‬‬
‫واإلعالن‪ ،‬ویسمى هذا ابلتمییز السلعي‪.‬‬
‫‪ .1‬احتكار القلة‪:‬‬
‫ویعترب هذا السوق أقرب إىل سوق االحتكار التام‪ ،‬ویتمیز هذا السوق ابخلصائص التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬وجود عدد قلیل من املنشات اليت متلك حصة كبریة من السوق‪ .‬ومیكن قیاس حجم حصة املنشأة يف‬
‫السوق بتقدیر حجم املبیعات أو اإلنتاج‪( .‬منظمة األوبك‬
‫‪ -‬وجود املنافسة غری السعریة ‪.‬‬
‫‪ -‬وجود عوائق متنع دخول منتجنی جدد إىل السوق‪ .‬وتعطي هذه املیزة "قوة احتكاریة "للمنتجنی يف‬
‫هذا السوق‪ ،‬إضافة إىل وجود "عالقات متبادلة" بنی املنتجنی يف السوق‪ .‬وأخریا‪ ،‬یتوفر يف هذا‬
‫السوق حوافز لالتفاق بنی للمنتجنی يف السوق على البیع بسعر معنی‪ ،‬أو تقسیم مناطق البیع بنی‬
‫املنتجنی وهكذا تكون السلعة املنتجة سلعة متمیزة‪ ،‬حیث یكون هناك اختالف بسیط كنوع التغلیف‬
‫أو خدمات ما بعد البیع‪ .‬وترتبط هذا املیزة مع املنافسة غری السعریة‪.‬‬

‫‪ 1‬عادل املهدي‪ ،‬و ملیاء لبمغريب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪.141 ،‬‬


‫‪ 2‬ضیاء جمید املوسوي‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.114-111‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احملور السادس‪ :‬االستثمار‬

‫لقد عاجلت النظریة الكالسیكیة مفهوم االستثمار‪ ،‬إذ اعتربت أن االدخار هو احملرك األساسي لالستثمار‬
‫ابعتباره الفائض عن االستهالك وهو یعرب عن أتجیل االنتفاع من احلاضر إىل املستقبل‪ ،‬فاملنظم الذي یقوم‬
‫إبعادة استثمار أرابحه بدالً من استهالكها ‪ ،‬إمنا یهدف إىل حتقیق أرابح جدیدة قابلة ألن تضمن له حالة‬
‫أفضل يف املستقبل‪.‬‬

‫إن االزدواج القائم بنی االستهالك واالستثمار یرتبط أساسا مبعدل الفائدة السائد يف األسواق املالیة‪ ،‬إذ یشكل‬
‫معدل الفائدة العامل األساسي يف اختاذ قرار االستثمار‪.1‬‬

‫هتتم النظریة الكالسیكیة ابلدراسات االقتصادیة على املستوى اجلزئي دون إعطاءها نفس األمهیة للدراسة‬
‫االقتصادیة الكلیة‪:‬‬

‫‪ 1.1‬تعاريف عامة لالستثمار‪:‬‬

‫حسب "قیتون" االستثمار هو تنمیة جتهیزات ووسائل الطاقات اإلنتاجیة املتاحة‪ ،‬وأن نستثمر معناه أن حنسن‬
‫املستقبل مع قبول التضحیة‪ ،‬هكذا میكن أخذ االستثمار على أنه حكم بنی احلاضر واملستقبل‪.‬‬

‫كما یقصد ابالستثمار التخلي عن األموال ملكها الفرد يف حلظة زمنیة معینة ولفرتة من الزمن بقصد احلصول‬
‫على تدفقات مالیة مستقبلیة تعوضه عن القیمة احلالیة لألموال املستثمرة‪ ،‬وكذلك عن النقص املتوقع من‬
‫قیمتها الشرائیة بفعل عامل التضخم وذلك مع توفری معقول مقابل حتمل عنصر املخاطرة املتمثل ابحتمال عدم‬
‫حتقق هذه التدفقات‪.2‬‬

‫ابلرغم من املفاهیم العدیدة لالستثمار‪ ،‬میكن أن نستخلص التعریف التايل‪:‬‬

‫من منظور التحلیل االقتصادي الكلي‪ ،‬یعرف االستثمار أبنه حتویل األصول النقدیة يف االقتصاد الوطين إىل‬
‫أصول مادیة تسهم يف إضافة إنتاج من السلع واخلدمات أو احملافظة على الناتج املتحقق يف الفرتة السابقة دون‬
‫نقصان‪ ،‬وأیخذ االستثمار األشكال التالیة‪:‬‬

‫‪ 1‬طلعت الدمرداش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪111‬‬


‫‪ 2‬عادل املهدي‪ ،‬وملیاء لبمغريب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪.141 ،‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬حتدید اآلالت واملعدات‪.‬‬


‫‪ -‬إنتاج السلع الرأمسالیة‬
‫‪ -‬توسیع الطاقة اإلنتاجیة‪.‬‬

‫‪ -‬صايف التغری يف املخزون السلعي سواءً كان مواد أولیة أو مواد اتمة أو نصف مصنعة‪.‬‬

‫‪ 2.1‬مبادئ االستثمار‪:‬‬

‫حىت یتوصل املستثمر إىل االختیار بنی البدائل االستثماریة املتاحة البد من مراعاة جمموعة من املبادئ العامة‬
‫وهي‪:‬‬

‫‪ 1.2.1‬مبدأ االختيار‪:‬‬

‫نظرا لتعدد املشاریع االستثماریة واختالف درجة خماطرها‪ ،‬فإن املستثمر الرشید دائما یبحث عن الفرص‬
‫االستثماریة بناءا على ما لدیه من مدخرات‪ ،‬حبیث یقوم ابختیار هذه الفرص أو البدائل املتاحة مراعیا يف ذلك‬
‫مایلي‪:‬‬

‫‪ -‬حيصر البدائل املتاحة و حيددها ‪،‬‬

‫‪ -‬حيلل البدائل املتاحة أي یقوم ابلتحلیل االستثماري‬

‫‪ -‬یوازي بنی البدائل يف ضوء نتائج التحلیل‪،‬‬

‫‪ -‬خیتار البدیل املالئم حسب املعایری و العوامل اليت تعرب عن رغباته‪ ،‬كما یفرض هذا املبدأ على‬
‫‪1‬‬
‫املستثمر الذي لدیه خربة انقصة‪ ،‬أن یستعنی ابلوسطاء املالینی‪.‬‬
‫‪ 2.2.1‬مبدأ املقارنة‪:‬‬

‫‪ 1‬زاید رمضان‪ ،‬مبادئ االستثمار املايل و احلقیقي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ 1111 ،‬ص‪.100‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫و هنا یقوم املستثمر ابملفاضلة بنی البدائل االستثماریة املتاحة لالختیار املناسب‪ ،‬وتتم هذه املقارنة ابالستعانة‬
‫ابلتحلیل األساسي أو اجلوهري لكل بدیل متاح‪ ،‬ومقارنة نتائج هذا التحلیل الختیار البدیل األفضل واملناسب‬
‫للمستثمر حسب وجهة املستثمر وكذا مبدأ املالءمة‪.‬‬
‫‪ 3.2.1‬مبدأ املالءمة‪:‬‬
‫بعد االختیار بنی اجملاالت االستثماریة وأدواهتا‪ ،‬وما یالئم رغبات ومیول املستثمر وكذا دخله وحاالته‬
‫االجتماعیة‪ ،‬یطبق هذا املبدأ بناءا على هذه الرغبات واملیول‪ ،‬حیث لكل مستثمر منط تفضیل حيدد درجة‬
‫‪1‬‬
‫اهتمامه ابلعناصر األساسیة لقراره‪ ،‬والتـي یكشفـها التحلیل اجلـوهـري واألسـاسي وهي‪:‬‬

‫‪ -‬معدل العائد على االستثمار‬

‫‪ -‬درجة املخاطر اليت یتصف هبا االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬مستوى السیولة اليت یتمتع هبا كل من املستثمر وأدوات االستثمار‪.‬‬

‫‪ 4.2.1‬مبدأ التنويع‪:‬‬

‫وهنا یلجأ املستثمرون إىل تنویع استثماراهتم‪ ،‬وهذا للحد والتقلیل من درجة املخاطر االستثماریة اليت یتعرضون‬
‫هلا‪ ،‬غری أن هذا املبدأ لیس مطلقا‪ ،‬نظرا للعقبات والقیود اليت یتعرض هلا املستثمرون‪ ،‬مما یصعب علیهم انتهاج‬
‫وتطبیق هذا املبدأ على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪ 3.1‬دالة االستثمار‬

‫هي دالة تعرب عن سلوك املنظمنی حیث یفاضلون ابختاذ قرار االستثمار أو بعدمه‪ ،‬وذلك ابملفاضلة بنی‬
‫الكفایة احلدیة لرأس املال ومعدل الفائدة‪ ،‬إذ ترتط هذه األخریة عالقة عكسیة ابالستثمار‪ ،‬كما یتغری‬
‫االستثمار من خالل تقدیرات املنتجنی وتوقعاهتم للمستقبل ویتحدد هذا من خالل مستوى الدخل الوطين‬
‫وتغریاته الذي یؤثر طردای على مستوى األرابح‪ ،‬ويف األخری تتحدد دالة االستثمار من خالل مدى وجود‬

‫‪ 1‬نفس املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫طاقات عاطلة إنتاجیة تستجیب لزایدة الطلب الكلي بتشغیلها‪ ،‬وهذا یدل على أن حلجم رأس املال املخزون‬
‫املتوفر أتثری عكسي على قرار االستثمار‪.1‬‬

‫إذن فإذا رمزان‪:‬‬

‫‪ -‬لالستثمار بـ (‪)I‬‬

‫‪ -‬معدل الفائدة (‪)i‬‬

‫‪ -‬للدخل الوطين )‪)y‬‬

‫‪ -‬خمزون رأس املال )‪(k‬‬

‫(‪I = I) i. Y.k‬‬ ‫فإن دالة االستثمار تكتب على الشكل‪:‬‬


‫‪I‬‬ ‫‪I‬‬ ‫‪I‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0 ،‬‬ ‫مع‪0 :‬‬
‫𝑘‪‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪i‬‬

‫إن معدل الفائدة (‪ )i‬له أتثری عكسي على االستثمار يف الفرتة القصریة األجل‪ ،‬إال أنه عند دراسة االستثمار‬
‫يف الفرتة الطویلة األجل میكن إمهال معدل الفائدة لدراسة وتسویة خمزون رأس املال للحصول على املخزون‬
‫األمثل‪.‬‬

‫وابلتايل میكن أن نعرب عن ارتباط االستثمار مبتغری (‪ )y‬وخمزون رأس املال املتاح‪ ،‬فتصبح دالة االستثمار يف‬
‫األمد الطویل كما یلي‪I = I(y . k) :‬‬

‫‪ 4.1‬مـحـددات االستـثـمـار‪:‬‬

‫االستثمار عنصر حساس للكثری من العوامل املؤثرة‪ ،‬لذلك كان االستثمار كثـری التقلبات وغری مستقر‪،‬‬
‫وتفسری هذه التقلبات والتغریات یعد أمرا ابلغ األمهیة يف التحلیل االقتصادي‪ ،‬ذلك أنه لو أمكن تفسری هذه‬
‫التقلبات‪ ،‬فإننا نكون قد قطعنا شوطا كبریا يف تفسری التغریات املنتظمة يف الدخل القومي‪.1‬‬

‫‪ 1‬زاید رمضان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وهنا یثار التساؤل حول مسببات التقلبات يف اإلنفاق االستثماري؟ هناك العدید من العوامل االحتمالیة‬
‫املسببة هلذه التقلبات نذكر منها ما یلي‪:‬‬

‫‪ -‬سعر الفائدة و التوقعات‬

‫‪ -‬مستوى األرابح‬

‫‪ -‬معدل التغری يف الدخل القومي ( حجم الناتج)‬

‫دوافع االستثمار‬ ‫‪1.1‬‬

‫‪ 1.1.1‬دوافع االستثمار على مستوى املؤسسة (اجلزئي)‪:‬‬

‫اهلدف العام لالستثمار هو حتقیق العائد (الربح أو الدخل) مهما كان نوع االستثمار‪ ،‬فمن الصعب أن جند‬
‫فردا یوظف أمواله دون أن یكون هدفه حتقیق العائد أو الربح‪ ،‬أما العوامل األخرى اليت تدفع األعوان‬
‫االقتصادیة لالستثمار هي‪:‬‬

‫‪ -‬الرفع من اإلنتاج على النحو الذي یسمح بتغطیة الطلب اإلضايف‪.‬‬

‫‪ -‬حفاظ املؤسسة على حصتها يف السوق أو الرفع منها دون السماح للمنافسنی من استغالل ذلك‬
‫بواسطة االستثمار‪.‬‬

‫‪ -‬التحسنی من النوعیة والتقلیل من تكالیف اإلنتاج مع حتدید سعر للبیع مدروس ومناسب یسمح‬
‫ابستقطاب أكرب عدد من الزابئن یتصفون بقبول وتفضیل املنتوج والرضا علیه‪ ،‬ویتم ذلك عن طریق‬
‫الت خلي عن طرق اإلنتاج املكلفة وكذا التكالیف الزائدة مستبدلة ذلك أبفضل ما توصل إلیه التقدم‬
‫‪2‬‬
‫التكنولوجي من اخرتاعات وكذا التنظیمات اجلدیدة‪.‬‬

‫‪ 1‬طاهر خیدر حردان‪ ،‬مبادئ االستثمار‪ ،‬املستقبل للنشر و التوزیع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1111 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬طاھر حیدر حیدران ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬جتدید املؤسسة الستثماراهتا نتیجة الهتالكها سواءً كان اهتالك مادي أو معنوي خالل العملیة‬
‫اإلنتاجیة‪.‬‬

‫دوافع االستثمار على املستوى الكلي‪:‬‬ ‫‪2.1.1‬‬

‫‪ -‬رفع نسبة النمو االقتصادي عن طریق الزایدة يف اإلنتاج نتیجة توسیع القاعدة اإلنتاجیة‪ ،‬مما یؤدي إىل‬
‫ارتفاع الدخل الوطين‬

‫‪ -‬حتسنی القدرة الشرائیة ألفراد اجملتمع‪ ،‬أي ارتفاع املداخیل الفردیة مع ثبات العوامل األخرى‪.‬‬

‫‪ -‬التخفیض من معدالت البطالة بتوفری مناصب شغل جدیدة‪ ،‬فنحصل على مداخیل یتم إنفاقها‬
‫فریتفع استهالك السلع واخلدمات‪.‬‬

‫‪ -‬حتسنی وضعیة میزان املدفوعات حیث یؤثر إجيااب على سعر الصرف يف حالة استقطاب استثمارات‬
‫أجنبیة‪.‬‬

‫أمهية االستثمار‪:‬‬ ‫‪6.1‬‬

‫إن أمهیة االستثمار تتجلى من خالل التأثری على النشاط االقتصادي‪ ،‬وسنستخلص تلك األمهیة سواء من‬
‫الناحیة الفنیة‪ ،‬االقتصادیة واالجتماعیة‪.‬‬

‫‪ 1.6.1‬األمهية الفنية لالستثمار‪:‬‬

‫تطور ا من‬
‫تكمن األمهیة الفنیة لالستثمار من خالل تعویض رأس املال الثابت نتیجة اهتالكه بتقنیات أكثر ً‬
‫أجل احملافظة على بقاء املؤسسة يف احلقل االقتصادي‪ ،‬تلك املؤسسة اليت تسعى إىل مواكبة املستجدات‬
‫والتغریات من جتید متوايل نتیجة التقدم التقين حىت تضمن البقاء واالستمرار يف ظل املنافسة الشدیدة‪.‬‬

‫إن العملیة الفنیة هتدف ابلدرجة األوىل إىل تعظیم األرابح بتحقیق اإلنتاج أبقل تكلفة ممكنة وجودة النوعیة‪،‬‬
‫وابلتايل ال ب ّد من اختیار التقنیات األكثر تطورا ذات الكفاءة العالیة يف زایدة اإلنتاج للحصول على مردودیة‬
‫أعلى ورفع جودة املنتوجات‪ ،‬إضافة إىل ذلك جيب إدخال أسالیب متطورة لإلنتاج واإلدارة أكثر فعالیة‪،‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وبتطویر نظام العمل سواء اإلنتاجي أو غری اإلنتاجي‪ ،‬إال أن دوافع التغیریات هذه ختتلف من بلد إىل آخر‬
‫وذلك حسب الظروف االقتصادیة لكل بلد‪.1‬‬

‫‪ 2.6.1‬األمهية االقتصادية واالجتماعية‪:‬‬

‫ختتلف أمهیة االستثمار حسب األهداف‪ ،‬فبعض البلدان هتدف من استثماراهتا إىل حتقیق املردودیة االجتماعیة‬
‫املتمثلة أساسا يف توفری مناصب الشغل للقضاء على البطالة وحتسنی مستوى معیشة أفراد اجملتمع بتحسنی‬
‫القوة الشرائیة وزایدة االستهالك‪ ،‬ابإلضافة إىل حماربة النزوح الریفي وحتقیق التوازن اجلهوي‪ ،‬وأن املردودیة‬
‫االقتصادیة عامل اثنوي يف اختاذ قرارات االستثمار‪ ،‬وا منا یعرب عن مدى جناعة تسیری املؤسسة االقتصادیة‪.‬‬

‫هذا النمط من االستثمارات ذو األمهیة االجتماعیة سائدا يف البلدان ذات التوجه االشرتاكي واملمولة من طرف‬
‫الدولة (مثل اجلزائر خالل املخططات اإلمنائیة)‪ ،‬أما البلدان الرأمسالیة فتهدف من استثماراهتا إىل حتقیق‬
‫املردودیة االقتصادیة بتحقیق أرابح تساهم من جدید يف استثمارات جدیدة‪ ،‬فهي أداة لتحقیق زایدة يف اإلنتاج‬
‫والنمو االقتصادي بشكل مستمر‪.‬‬

‫وعلیه‪ ،‬تتمثل األمهیة االقتصادیة لالستثمار يف املردود االقتصادي الناتج عن عملیة االستثمار‪ ،‬فاملستثمر ال‬
‫یقب ل على استثمار أمواله إال إذا توقع حصوله على أرابح من هذه العملیة على مدى حیاة استثماره‪،‬‬
‫فاملستثمر یفاضل بنی توظیف أمواله لدى املؤسسات املالیة مقابل فائدة حيصل علیها يف هنایة الفرتة على رأس‬
‫املال املقرض‪ ،‬ومبلغ الفائدة هذا نظری أتجیل استعمال دخله يف احلاضر إىل املستقبل‪ ،‬وبنی أن یستثمر أمواله‬
‫يف مشاریع للحصول على أرابح من ذلك‪ ،‬وتتم عملیة املفاضلة ما بنی معدل الفائدة السنوي وعدل الربح‬
‫السنوي الذي یتحصل علیه نتیجة االستثمار‪ ،‬وهذا األخری هو ما یعرب عنه كینز ابلكفایة احلدیة لرأس املال‪،‬‬
‫فالرغبة يف االستثمار وارتفاع حجمه حسب نظریة كینز حتدده كل من‪:‬‬
‫‪ -‬الكفایة احلدیة لرأس املال‬
‫‪ -‬سعر الفائدة‬
‫ومن هنا میكن تلخیص أمهیة االستثمار يف مدى أتثریه على العناصر التالیة‪:‬‬
‫‪ -‬درجة مسامهة االستثمار اجلدید يف الناتج الوطين اإلمجايل‪.‬‬

‫‪ 1‬طاھر حیدر حیدران ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫درجة مسامهة االستثمار يف دعم میزان املدفوعات‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫درجة مسامهة االستثمار يف خلق مناصب الشغل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دور االستثمار يف إشباع احلاجات األساسیة ألغلبیة من السكان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مدى ما یوفره االستثمار من العمالت الصعبة عن طریق إنتاجیة ملنتجات مت االعتماد على استریادها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احملور السابع‪ :‬االستهالك واالدخار‬

‫یعترب االستهالك اهلدف والغایة لكل نشاط إنتاجي‪ ،‬وهلذا احتلت دراسته أمهیة كربى يف جمال الفكر‬
‫االقتصادي سواء على املستوى اجلزئي أو الكلي‪ ،‬وقد جتسدت هذه األمهیة على ید االقتصادي املعروف‬
‫"كینز" والذي ّبنی دور االستهالك يف حتدید النشاط االقتصادي واألزمات االقتصادیة‬

‫أوال‪ :‬االستهالك‬

‫لقد عرف مفهوم االستهالك تطورات نظریة هامة بفضل علماء االقتصاد‪ ،‬وابـرز مـن وظـف هـدا املصـطلح فـي‬
‫نظریتـه هـو االقتصـادي اإلجنلیـزي "كینـز"‪ ،‬الذي وضع أسس النظام االقتصادي اجلدید بعد األزمة االقتصـادیة‬
‫العاملیة عام‪ 1111‬يف كتابه املشهور "النظریة العامة للعمل والفائدة والنقود"‪ ،‬حیث حلل "كینـز" العالقة بنی‬
‫إمجايل االستهالك للعائالت ومستوى الدخل الوطين فـي إطـار خطتـه الرامیة إىل تشغیل الید العاملة بفضل‬
‫إنعاش االستثمار‪ ،‬وقد اتبع االقتصادیون هنجـه فـي دراساهتم من خالل الرتكیز على توزیع الدخل الوطين بنی‬
‫‪1‬‬
‫االستهالك مـن جهـة وبـنی االدخار من جهة أخرى‪.‬‬

‫ان وضع تعریف حمدد ملفهوم االستهالك نظرای یعترب من األمر الصعب‪ ،‬نتیجة تعدد العناصر االقتصادیة‬
‫واالجتماعیة والنفسیة والثقافیة املتدخلة يف حتدیده‪ ،‬فقد عرف على أنه "استخدام السلع واخلدمات بغرض‬
‫اشباع احلاجات املتعلقة ابألفراد‪ ،‬فهو االستخدام النهائي للسلع واخلدمات"‪ ،‬ویقصد به كذلك "حصول‬
‫األفراد واألسر على السلع واخلدمات املختلفة من اجل استخدامها هنائیا‪ ،‬ومن الواضح أن السلع غری املعمرة‬
‫تستهلك استهالكا مباشرا‪ ،‬أما السلع املعمرة فیمكن االستفادة منها يف استعماالهتا املعتادة لفرتة زمنیة طویلة‬
‫نسبیا‪ 2،‬ویقصد ابالستهالك كذلك ذلك اجلزء من الدخل القومي الذي خیصص لشراء السلع و اخلدمات‬
‫االستهالكیة‪ ،‬اليت تشبع احلاجة وحتقق املنفعة‪ ،‬ویشكل اإلنفاق االستهالكي اجلزء األكرب من اإلنفاق الكلي‬
‫على السلع واخلدمات املنتجة يف االقتصاد القومي‪ ،‬فهو یستحوذ على ما یزید على ‪ %11‬من الناتج القومي‬
‫‪3‬‬
‫ملختلف الدول‪.‬‬

‫‪ 1‬نوري نظام حممد وآخرون‪ ،‬مدخل يف علم االقتصاد‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪،1441،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 2‬األشقر أمحد‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار العلمیة ودار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،1441،‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 3‬السمان حممد مروان وآخرون‪ ،‬مبادئ التحلیل االقتصادي‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪ ،1440،‬ص ‪.141‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ 1.1‬دالة االستهالك‪:‬‬

‫توضح دالة االستهالك العوامل احملددة إلمجايل الكمیات اليت یشرتیها األفراد من السلع االستهالكیة خالل‬
‫فرتة زمنیة معینة‪ ،‬وتعترب دالة االستهالك أهم إضافات "كینز" إىل أدوات التحلیل االقتصادي الكلي‪ 1،‬ویطلق‬
‫كینز على العالقة بنی االستهالك والدخل املتاح مبصطلح دالة االستهالك‪ ،‬وهي عبارة عن مقدار اإلنفاق‬
‫الذي یرغب املستهلكون يف إنفاقه على السلع واخلدمات االستهالكیة عند كل مستوى من مستوایت الدخل‬
‫‪2‬‬
‫املتاح‪ ،‬ویقصد ابلدخل املتاح أبنّه الدخل الكلي مطروحا منه حجم الضرائب املباشرة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫)‪C = f(yd‬‬ ‫ومیكن كتابة دالة االستهالك على النحو التايل‪:‬‬

‫حیث‪:‬‬

‫‪C‬‬ ‫االستهالك‪:‬‬

‫الدخل املتاح‪Yd :‬‬

‫وتشری املعادلة إىل أ ّن االستهالك یعتمد على الدخل املتاح‪ ،‬فاالستهالك عامل متغری اتبع‪ ،‬والدخل عامل‬
‫مستقر‪ ،‬كما میكن التعبری عن هذه الدالة على شكل معادلة كالتايل‪:‬‬

‫‪C=c0 + byd‬‬

‫حیث‪:‬‬

‫‪ c0‬میثل حجم اإلنفاق االستهالكي یكون موجبا عندما یكون حجم الدخل صفرا‪.‬‬

‫‪ b‬میثل املیل احلدي لالستهالك والذي یعرف على أنه مقدار الزایدة يف االستهالك نتیجة لزایدة معینة يف حجم‬
‫الدخل املتاح‪.‬‬

‫‪ 1‬محدي أمحد العناين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ 2‬حممد فوزي أبو السعود‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الكلي مع التطبیقات‪ ،‬الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر ‪ ،1414‬ص ‪.11‬‬
‫‪ 3‬ضیاء جمید املوسوي‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬دیوان املطبوعات اجلامعیة‪ ،‬ط‪، 1‬اجلزائر‪، 1411 ،‬ص ‪.141‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫التغری يف حجم االستهالك‬


‫املیل لالستهالك =‬
‫التغری يف الدخل املتاح‬

‫𝐜𝚫‬
‫=𝐛‬
‫‪𝚫yd‬‬
‫واملیل احلدي‪ 1‬لالستهالك دائما قیمته موجبة أكرب من الصفر وأقل من الواحد الصحیح حیث‪0b1 :‬‬

‫ومیكن متثیل دالة االستهالك يف صورهتا اخلطیة بیانیا يف الشكل البیاين التايل‪:‬‬

‫)‪(C‬اﻻﺳﺘﮭﻼك‬
‫ﺧﻂ اﻟﺘﺪﺧﻞ‬

‫‪C = c0 + byd‬‬
‫‪C‬‬
‫‪C0‬‬ ‫=‪C‬‬
‫‪yd‬‬
‫‪450‬‬

‫)‪(yd‬اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﺘﺎح‬

‫املصدر‪ :‬حممد فوزي أبو لسعود‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الكلي مع التطبیقات‪ ،‬الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪، 1414 ،‬ص ‪11‬‬

‫‪ 2.1‬سلوك املستهلك‪:‬‬

‫یقوم كل مستهلك بتخصیص جزء من أو كل دخله للتمتع ابلسلع واخلدمات االستهالكیة اليت تشبع حاجاته‬
‫أو تغطیة منفقة أو إشباع‪ 2،‬وتفرض النظریة االقتصادیة أن املستهلك یسلك سلوكا رشیدا على وجه العموم‪،‬‬
‫ویقصد ابلسلوك الرشید للمستهلك‪ ،‬أنه سوف حياول دائما يف حدود الدخل املخصص لالستهالك واألمثان‬

‫‪ 1‬حممد فوزي أبو لسعود‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬محدي أمحد العناين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.111‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫السائدة أن یتخری جمموعة السلع واخلدمات االستهالكیة اليت حتقق له أقصى إشباع ممكن‪ ،‬إذن سلوك‬
‫املستهلك هو جمموعة من التصرفات اليت تتضمن الشراء واستخدام السلع واخلدمات‪ ،‬وتشمل أیضا القرارات‬
‫‪1‬‬
‫اليت تسبق وحتدد هذه التصرفات ومن خصائصه أنه‪:‬‬

‫‪ -‬هو حمصلة دافع أو عدة دوافع‪.‬‬

‫‪ -‬هو سلوك هادف‪ ،‬متنوع‪ ،‬مرن‪ ،‬یتعدل ویتبدل حسب الظروف وخیتلف من شخص إىل آخر‪.‬‬

‫‪ -‬كثریا ما یتدخل الالشعور يف إحداث السلوك االستهالكي‪ ،‬كما أن هناك صعوبة يف التنبؤ به‪.‬‬

‫‪ 3.1‬أنواع االستهالك‪:‬‬

‫میكــن تقســیم االســتهالك إلــى عــدة أن ـواع‪ ،‬وذلــك علــى أســاس معــایری یعتمــد علیهــا عنــد تقسیمه‪ ،‬ومن هذه‬
‫األنواع‪:‬‬

‫‪ 1.3.1‬االستهالك النهائي (الشخصي) واالستهالك الوسيط (اإلنتاجي)‪:‬‬

‫أیخذ هذا التقسیم على أساس الغـرض مـن االسـتهالك‪ ،‬فاالسـتهالك النهـائي أو الشخصـي یشتمل على‬
‫االستهالك املرتبط ابألفراد واهلیئات املختلفة‪ ،‬الذین یقومون بشراء السلع من أجل اســتخدامها الشخصــي‪ ،‬أو‬
‫العــائلي أو املنزلــي‪ ،‬بینمــا االســتهالك الوســیط أو اإلنتــاجي ی ـرتبط ابستهالك الوحدات اإلنتاجیة للسلع‬
‫‪2‬‬
‫واخلدمات يف عملیة اإلنتاج‬

‫‪ 2.3.1‬االستهالك اخلاص (الفردي) واالستهالك العام (اجلماعي)‪:‬‬

‫میكـن تقسـیم االسـتهالك حسـب اجلهـة املسـتهلكة‪ ،‬فیعـرف االسـتهالك اخلـاص أو الفـردي أبنه عملیة استخدام‬
‫السلع واخلدمات إلشباع حاجات األفراد والعائالت‪ ،‬أما االستهالك العام أو اجلماعي فهو االستهالك الذي‬
‫تقوم به اهلیئات والوحدات احلكومیة وشبه احلكومیة املختلفة‪.3‬‬

‫‪ 1‬عبد الرمحان یسري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬انظم حممد نوري الشمري‪ ،‬حممد موسى الشروف‪ ،‬مدخل يف علم االقتصاد‪ ،‬دار زهران‪ ،‬عمان‪ ،1111 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬انظم حممد نوري الشمري‪ ،‬حممد موسى الشروف‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ 3.3.1‬االستهالك السوقي واالستهالك الذايت‪:‬‬

‫یعتمد هذا التقسـیم علـى مصـدر السـلع واخلـدمات املسـتهلكة‪ ،‬إن كـان مـن السـوق فیسـمى ابالستهالك‬
‫السوقي أو النقدي‪ ،‬وا ن كان داخل الوحدة املنتجة فیسمى االستهالك الذايت‪ ،‬حیث فـي النـوع األول مـن‬
‫هـذا التقسـیم تكـون عملیـة اسـتخدام السـلع واخلـدمات إلشـباع احلاجـات عـن طریق شراء هذه السلع‬
‫واخلدمات من األسـواق مقابـل مبـالغ نقدیـة‪ ،‬بینم ـا فـي النـوع الثـاين تكـون عن طریق استهالك جزء من إنتاج‬
‫الوحدة املنتجة قصد تلبیة حاجیاهتا‪.‬‬

‫‪ 4.3.1‬االستهالك السلعي واالستهالك اخلدمايت‪:‬‬

‫یعتم ــد ف ــي ه ــذا التقس ــیم عل ــى نوعی ــة الش ــيء املس ــتهلك‪ ،‬أي س ــلعة كان ــت أم خدم ــة‪ ،‬فاالســتهالك الســلعي‬
‫یعــرف أبنــه اســتخدام ملــا لــه وجــود مــادي‪ ،‬مثــل الســكر واحللیــب إلشــباع حاجـات الفـرد مـن الغـذاء‪ ،‬أو‬
‫كاسـتخدام املالبـس أو الطاقـة وغریهـا مـن جمموعـة السـلع‪ ،‬أمـا االستهالك اخلدمايت فیعرف أبنه اسـتخدام مـا‬
‫لـیس لـه وجـود مـادي مثـل النقـل‪ ،‬التعلـیم‪ ،‬العـالج وغریها من جمموع اخلدمات‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬االدخار‬
‫یعترب االدخار ظاهرة اقتصادیة أساسیة يف حیاة األفراد واجملتمعات‪ ،‬وهو فائض الدخل عن االستهالك‪ ،‬أي أنه‬
‫الفرق بنی الدخل وما ینفق على سلع واخلدمات االستهالكیة‪ ،‬لدى یطلق بعضهم على االدخار لفظ الفائض‪،‬‬
‫لقد تعددت التعاریف اليت وردت يف اتریخ الفكر االقتصادي بشأن االدخار‪ ،‬فلم جيمع املتخصون حول‬
‫تعریف واحد‪ ،‬حیث عرف االدخار أبنه "االحتفاظ جبزء مما حيوزه اإلنسان احتیاطا للظروف املستقبلیة‪ ،‬وحىت‬
‫یوفر لنفسه ما هو حباجة إلیه من االستقرار واألمن يف یومه وغده"‪ 1‬و كما اعترب االدخار أبنه "تلك احلصة من‬
‫الدخول اليت ال توجه لالستهالك وكما یقصد ابالدخار أبنه "اجلزء من الدخل اجلاري الغری موجه مباشرة‬
‫لالستهالك اجلاري خالل فرتة معینة"‪.‬‬
‫‪ 1.2‬أنواع االدخار‪:‬‬

‫‪ 1‬رایض امساعیل‪ ،‬االدخار يف اجملتمع االشرتاكي‪ ،‬دار احملامي للنشر‪ ،‬مصر‪ ،1111،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫هناك العدید من األنواع تبعا جملموعة من املعایری‪ ،‬فحسب طبیعة التكوین جند االدخار االجباري واالدخار‬
‫االختیاري‪ ،‬وحسب احلدود اجلغرافیة جند االدخار احمللي واالدخار الوطين‪ ،‬وحسب طبیعة املدخر جند ادخار‬
‫الدولة وادخار املؤسسات وادخار العائالت‪ ،‬وسنتعرض الیها تبعا ابجياز فیما أیيت‪:‬‬

‫‪ 1.1.2‬االدخار االختياري واالدخار االجباري‪:‬‬

‫ا ن االدخار االختیاري هو ادخار فردي مرتوك حلریة الفرد ووعیه وقدرته ورغبته يف االدخار‪ ،‬دون أن یكون‬
‫هناك دافع خارجي جيربه علیه أو یلزمه به‪ ،‬أما االدخار االجباري هو االدخار الذي تلجأ إلیه الدولة لصاحلها‬
‫ولصاحل األفراد‪ ،‬ویتحقق ابفتطاع جزء من الدخل بصورة إلزامیة‪ ،‬فهذا النوع یعترب مصدرا مهما لتمویل املشاریع‬
‫‪1‬‬
‫االستثماریة العامة‪.‬‬

‫‪ 2.1.2‬االدخار احمللي واالدخار الوطين‪:‬‬

‫االدخار احمللي هو جمموع مدخرات الدولة داخل حدودها اجلعرافیة‪ ،‬فهو یعرب عن مدخرات القطاع العائلي‬
‫ومدخرات قطاع األعمال ومدخرات الدولة واملؤسسات والشركات التابعة هلا‪ ،‬أما االدخار الوطين فهو االدخار‬
‫احمللي املتولد من جانب أطراف النشاط االقتصادي داخل حدود الدولة ابالضافة اىل جزء یتكون يف اخلارج‬
‫‪2‬‬
‫وهو صايف املعامالت اخلارجیة‪.‬‬

‫‪ 3.1.2‬ادخار العائالت وادخار املؤسسات وادخار الدولة‪:‬‬

‫یتمثل ادخار العائالت يف االدخار الذي یقوم به األفراد عندما تفیض دخوهلم على ما ینفقونه على االستهالك‬
‫ویوجه الفائض لالدخار‪ ،‬أبن یوضع يف صنادیق التوفری‪ ،‬أو بوالیص التأمنی‪ ،‬أو الودائع اآلجلة‪ ،‬أو شراء أوراق‬
‫مالیة‪ ،‬أو االكتتاب يف أسهم الشركات‪ ،‬أما ادخار املؤسسات فیمثل میثل ادخار املؤسسات (قطاع األعمال‬
‫اخلاص والعمومي) يف كل ما ختصصه الشركات واملؤسسات املنتجة والتجاریة وذات الطابع اخلدمي من أرابحها‬
‫يف زایدة استثمارها‪ ،‬يف حنی ادخار الدولة على اعتبار أن احلكومات تعمل دائما على تنمیة مواردها وختفیض‬
‫نفقاهتا من أجل متویل استثماراهتا أي تكوین رأس مال حقیقي جدید‪ ،‬أو تودعه كاحتیاطي ملواجهة ما یطرأ‬
‫من عجز يف املیزانیة العامة للدولة يف السنوات املقبلة ونقصد ابلعجز زایدة قیمة النفقات عن اإلیرادات‪ ،‬هذا‬

‫‪ 1‬رایض امساعیل‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ 2‬الصعیدي عبد هللا‪ ،‬االدخار والنمو االقتصادي‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬مصر‪ ،1101،‬ص‪.11‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫الفائض هو ما یعرب عنه ابالدخار احلكومي‪ ،‬ویتحقق االدخار احلكومي ابلفرق بنی اإلیرادات احلكومیة اجلاریة‬
‫والنفقا ت احلكومیة اجلاریة وتتمثل أهم اإلیرادات احلكومیة يف حصیلة الضرائب اليت متثل اقتطاعا هنائیا من‬
‫‪1‬‬
‫دخول األفراد واملؤسسات من جانب الدولة‪.‬‬

‫‪ .2.2‬دالة االدخار‪:‬‬

‫من املعلوم أن الدخل املتاح لألفراد إما أن ینفق على االستهالك أو جينب اإلدخار‪ ،‬وعلیه میكننا كتابة دالة‬
‫االدخار على الصورة التالیة‪:‬‬

‫الدخل املتاح = االستهالك ‪ +‬االدخار‬

‫‪Yd = c + s‬‬

‫‪S = yd – c‬‬ ‫إذن‪:‬‬

‫‪ :S -‬متثل حجم املدخرات احلقیقیة‬

‫‪ :C0 -‬متثل حجم نقطة تقاطع دالة االدخار مع احملور الرأسي‪ ،‬وهي متثل اجلزء السالب من دالة‬
‫االدخار أو بعبارة أخرى فهي متثل قیمة املسحوابت من املدخرات سابقة لتغطیة حجم االستهالك‬
‫(‪ )+c0‬عندما تكون حجم الدخل املتاح مساوای للصفر‬

‫‪ )b-1( -‬متثل املیل احلدي لالدخار‪.‬‬

‫‪ 1‬الصعیدي عبد هللا‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫دالة االدخار‬

‫اﻻدﺧﺎر‬ ‫‪S‬‬
‫داﻟﺔ اﻻدﺧﺎر‬

‫اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻤﺘﺎح‬
‫‪-C0‬‬

‫املصدر‪ :‬حممدي فوزي أبو السعود‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪ .3.2‬العوامل املؤثرة يف االدخار‪:‬‬

‫إن العوامل املؤثرة على االستهالك هي نفسها العوامل املؤثرة على االدخار ألن أي عامل یزید من استهالك ما‬
‫شأنه أن یقلل من االدخار‪ ،‬أي العوامل اليت تزید االستهالك تقلل من املدخرات والعوامل اليت تقلل من‬
‫االستهالك تزید من االدخار‪ 1،‬فهناك عدة عوامل ذاتیة ترتبط ابملتغریات النفسیة واليت تؤثر يف سلوك األفراد‬
‫كما ترتبط ابلتوقعات املستقبلیة للحیاة االقتصادیة وما تتطلبه هذه التوقعات من ضمان اجتماعي أو االجتاه‬
‫حنو االدخار‪ ،‬وبصورة عامة فإن هذه العوامل حتدد سلوك األفراد سواء االستهالكي أم ادخاري‪ ،‬أما العوامل‬
‫املوضوعیة فهي تتحدد هذه العوامل بكوهنا قابلة للقیاس وأهنا ذات مسات اقتصادیة‪.‬‬

‫‪ 1‬عقل خضر وعریبات ایسر‪ ،‬مبادئ االقتصاد اجلزئي والكلي‪ ،‬دار ایفا للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪ ،1441،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احملور الثامن‪ :‬التوزيع‬

‫یعترب التوزیع أحد العناصر األربعة للمزیج التسویقي وهو ال یقل أمهیة عنها‪ ،‬وعن طریقه یستطیع الزبون أن‬
‫یتحصل على السلعة اليت یرید يف الوقت واملكان املناسبنی‪ ،‬فالسلعة اجلدیدة واملتمیزة وذات اخلصائص اجلیدة‪،‬‬
‫واملعلن عنها وذات السعر املناسب‪ ،‬قد ال حتقق اهلدف املرجو منها إذا مل تكن متاحة يف املكان املالئم والوقت‬
‫املناسب‪.‬‬

‫‪ .1 .1‬مفهوم التوزيع‪:‬‬

‫یعرف التوزیع على أنه‪" :‬توفری السلع يف املكان املناسب ابلكمیات الكافیة‪ ،‬املوافقة لألذواق واالحتیاجات‬
‫واالختیارات يف الوقت املناسب‪ ،‬مصحوب ابخلدمات الالزمة للبیع والصیانة للزبون"‪ ،‬و یعرف أیضا على أنه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫"إیصال السلعة من املنتج إىل املورد أو إىل املستهلك النهائي أو الصناعي"‪.‬‬

‫یعرف البعض التوزیع أبنه"توزیع الدخل القومي والثروة على قوى االنتاج يف اجملتمع"‪ ،‬ویعرفه البعض كذلك‬
‫أبنه"تقسیم الناتج الكلي بنی أفراد اجملتمع وقطاعاته"‪ ،‬وعلیه میكن تعریف التوزیع أبنه الطریقة اليت یتم على‬
‫أساسها تقسیم الثروة والدخل بنی أفراد اجملتمع وفئاته وقطاعاته‪ ،‬تبعا ألیدیولوجیة النظام االقتصادي السائد‬
‫والقیم والتقالید والتطلعات احلضاریة للمجتمع‪.‬‬

‫‪ 2.1‬أمهية التوزيع‪:‬‬

‫یعترب التوزیع من األدوات الرئیسیة اليت تضمن عملیة انسیاب السلع واخلدمات من مصادرها إىل حیث تواجد‬
‫املستفیدین منها يف الوقت املناسب واملكان احملدد‪ ،‬وتسعى وظیفة التوزیع إىل حل التناقضات بنی الرغبات‬
‫واحلاجات املتنوعة ابالستهالك واإلنتاج‪ ،‬فالزبون یسعى دائما إىل حتصنی نفسه حسب سلم حاجاته ابلكمیة‬
‫اليت حيتاج إلیها ویرغب فیها‪ ،‬ويف نفس الوقت دون أن یكون جمربا على تكوین خمازن‪ ،‬أما املنتج فإنه ملزم على‬
‫تصریف منتجاته من أجل حتقیق استمراریة وثریة اإلنتاج بشكل منتظم ومتفاعل‪ ،‬وهنا تتجلى أمهیة التوزیع يف‬
‫إجياد تولیفة بنی الطرفنی‪ ،‬بنی املنتج الزبون على الشكل التايل‪:2‬‬

‫‪ 1‬بیان ھاين حرب‪ ،‬مبادئ التسویق‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1111 ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 2‬طارق احلاج وآخرون‪ ،‬التسویق من املنتج إىل املستهلك‪ ،‬دار الصفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1111 ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ 1.2.1‬ابلنسبة للمنتج‪:‬‬

‫میكن تلخیص أمهیة التوزیع ابلنسبة للمنتج يف النقاط التالیة‪:‬‬

‫‪ -‬تنظیم العملیة اإلنتاجیة بصورة مستمرة ودائمة‪.‬‬

‫‪ -‬احملافظة على السلع أثناء التخزین والنقل‪.‬‬

‫‪ -‬استخدام أفضل الوسائل لنقل السلع‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان كفاءة املخازن واختاذ اإلجراءات واألنظمة املتعلقة بكفاءة التخزین‪.‬‬

‫‪ -‬حتقیق میزة تنافسیة أكیدة إذا مت القیام مبختلف أنشطته بطریقة فعالة‪.‬‬

‫‪ -‬توفری إمكانیة حتقیق التكامل األفقي والتكامل اخللفي‪ ،‬واملقصود ابلتكامل األفقي حتقیق أقصى قدر‬
‫من املرونة يف السیطرة على قنوات التوزیع ونقل املنتجات واخلدمات إىل الزبون‪ ،‬أما التكامل اخللفي‬
‫فیوفر نفس القدر من املرونة يف هتیئة عناصر املدخالت من مصادرها‪.1‬‬

‫ابلنسبة للزبون‪:‬‬ ‫‪2.2.1‬‬


‫تتمثل أمهیة التوزیع ابلنسبة للزبون يف النقاط التالیة‪:2‬‬
‫‪ -‬اإلسهام يف تعریف الزبون ابألعداد الكبریة واهلائلة من السلع واخلدمات عن طریق قیامه بوظیفة النقل‬
‫وعرض وترتیب السلع يف أماكن وأوقات تواجد الزابئن‪ ،‬هذا یعين أن غیاب خمتلف أنشطة التوزیع‬
‫یؤدي إىل صعوبة حصول الزبون على السلع واخلدمات اليت یرید بسهولة ویسر‪ ،‬بل بتكالیف مرتفعة‬
‫ومشقة كبریة‪.‬‬
‫‪ -‬یعمل كأداة حتقیق التوازن بنی املعروض من السلع والطلب علیها‪ ،‬عن طریق نشاط التخزین والنقل‪،‬‬
‫حیث یتم ختزین السلع املومسیة لوقت طلبها أو احلاجة إلیها‪ ،‬كما یعمل على طرح املنتجات اليت‬
‫‪3‬‬
‫تكون مفتقرة ومطلوبة يف السوق بكثرة‪.‬‬

‫‪ 1‬بیان ھاين حرب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪100‬‬


‫‪ 2‬طارق احلاج وآخرون‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.111- 111‬‬
‫‪ 3‬طارق احلاج وآخرون‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪111- 111‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ -‬القیام بوضع املنتج يف متناول الزبون يف املكان والزمان الذي یرغب فیه‪.‬‬
‫‪ -‬تقسیم وتفكیك األحجام الكبریة من املنتجات إىل أحجام متوسطة أو صغریة تكون يف متناول‬
‫الزبون‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمی اخلدمات املرافقة للمنتج‪.‬‬

‫‪ 3.1‬أهداف التوزيع‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫میكن إبراز أهداف التوزیع يف النقاط التالیة‪:‬‬

‫‪ 1.3.1‬مساعدة اقرتاب املنتج من الزبون‪:‬‬

‫يف بعض األحیان یصعب على املنتج أن یكون متواجدا يف خمتلف نقاط أو أماكن تواجد كافة الزابئن‪ ،‬وهذا‬
‫ما یؤدي على التقلیل أو احلد من إدراك هؤالء الزابئن حلاجاهتم‪ ،‬لكن عن طریق خمتلف األنشطة التوزیعیة‬
‫یقرتب املنتج أكثر فأكثر من الزبون رغم بعده اجلغرايف واملكايف عنه‪ ،‬فأنشطة التوزیع تقرب املسافة وتوحد‬
‫الصلة بنی هذا املنتج والزبون‬

‫‪ 2.3.1‬ضمان تدفق وانسياب السلع‪:‬‬

‫بعد أن حيدد املنتج كافة حاجات الزابئن املستهدفنی عن طریق إجراء دراسة السوق‪ ،‬یعمل على توفری هذه‬
‫احلاجات بشكل دائم ومستمر وایصاهلا إىل الزابئن‪ ،‬وال یتم ذلك إال عن طریق القیام مبختلف األنشطة‬
‫التوزیعیة‪ ،‬فالتوزیع إذن یضمن تدفق وانسیاب السلع وحىت اخلدمات إىل الزابئن يف أحسن الظروف يف األوقات‬
‫املناسبة واألماكن احملددة‪.‬‬

‫‪ 3.3.1‬التقليص من عدد املبادالت‪:‬‬

‫أن وجود الوسطاء یؤدي إىل التقلیل والتقلیص من عدد املبادالت‪ ،‬ألن الوسیط یتصل ابملنتج‪ ،‬مث یتصل‬
‫‪2‬‬
‫ابلزبون وهذا ما یؤدي إىل التقلیل من التكالیف واجلهود من الطرفنی‪.‬‬

‫‪ 1‬طلعت أسعد عبد احلمید‪ ،‬التسویق الفعال‪ ،‬دار الفجر‪ ،‬االسكندریة‪ ،‬مصر‪ ،1441 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ 2‬طلعت أسعد عبد احلمید‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.114-111‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ 4.3.1‬القضاء على املضاربة‪:‬‬

‫قیام املنتجنی واملؤسسات التوزیعیة املتخصصة ابلتوزیع مبختلف األنشطة التوزیعیة یؤدي إىل توفری السلع يف‬
‫خمتلف أماكن تواجد الزابئن ويف األوقات املناسبة‪ ،‬وذلك یؤدي إىل القضاء على املضاربة خاصة يف حالة قلة‬
‫السلع املتداولة‪.‬‬

‫‪ 1.3.1‬توزيع األخطار‪:‬‬

‫إن قیام املنتج أو املؤسسات التوزیعیة مبختلف األنشطة التوزیعیة یؤدي إىل إخراج السلع عن خمازن املنتج إىل‬
‫خمازن املؤسسات الوسطیة وعلى رأسها متاجر اجلملة‪ ،‬وبذلك فإن املنتج یعمل على تقسیم التكالیف وكافة‬
‫األخطار املتعلقة ابلسلعة بینه وبنی ابقي شبكة التوزیع‪ ،‬وهذا ما یؤدي إىل تعاون كل من املنتج وابقي شبكة‬
‫‪1‬‬
‫التوزیع يف حتمل املخاطر بتوزیع األعباء‪.‬‬

‫‪ 4.1‬وظائف التوزيع‪:‬‬

‫ملا كان التوزیع یتمثل يف انسیاب السلع واخلدمات من أماكن إنتاجها إىل أماكن تواجد زابئنها‪ ،‬فإن له‬
‫وبشكل أساسي عدة وظائف یتضمنها‪ ،‬من أهم هذه الوظائف ما یلي‪:‬‬

‫‪ 1.4.1‬جتزئة كميات السلع إىل كميات أصغر‪:‬‬

‫تتم هذه الوظیفة عن طریق قیام جتار التجزئة وجتار اجلملة مبجموعة من األنشطة مفادها شراء السلع بكمیات‬
‫ضخمة وكبریة وجتزئتها وجعلها أبحجام صغریة تتناسب مع استهالك كل أسرة‪ ،‬أو وحدة مستهلكة‪.‬‬

‫‪ 2.4.1‬جتميع العديد من السلع واخلدمات‪:‬‬

‫تتم هذه الوظیفة من خالل جلب وجتمیع عدد كبری من السلع املتشاهبة فیما بینها داخل جمموعة سلعیة‪ ،‬إذ‬
‫یقوم اتجر اجلملة جبمع عدد من السلع من عدة منتجنی‪ ،‬وكذلك احلال ابلنسبة لتاجر التجزئة‪.‬‬

‫‪ 3.4.1‬النقل والتخزين‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد الكرمی راضي اجلبوري‪ ،‬التسویق الناجح‪ ،‬دار التیسری‪ ،‬بریوت‪ ،‬لبنان‪ ،1444 ،‬ص ‪.114‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫إن السلع املنتجة البد أن توضع أوال يف أماكن خمصصة تسمى ابملخازن‪ ،‬وابلتايل القیام بوظیفة التخزین‪،‬‬
‫حیث تقوم املؤسسات التوزیعیة الوسطیة بتخزین السلع يف خمتلف خمازهنا حىت تكون جاهزة للبیع وتغطیة‬
‫الطلب علیها‪ ،‬وابلتايل فإن وظیفة التخزین تؤدي على مستوى كافة احللقات التوزیعیة‪.‬‬

‫‪ 4.4.1‬االتصال ومجع املعلومات‪:‬‬

‫إن وجود املؤسسات الوسطیة كحلقة وصل بنی املنتجنی والزابئن يف السوق وبطریقة دائمة ومستمرة یؤدي إىل‬
‫مجع املعلومات من كافة الزابئن‪ ،‬من حیث األذواق والرغبة ومدى القابلیة للشراء‪ ،‬العادات الشرائیة وغریها‪،‬‬
‫فهم یتصلون اتصاال مباشرا هبم من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فإن هذه املؤسسات تؤدي العدید من األنشطة‬
‫الرتوجيیة اهلامة للمنتجنی‪ ،‬حیث یتداولون االسم والعالمة التجاریة للمنتجات لتصل إىل الزبون بذات االسم‬
‫‪1‬‬
‫الذي یضعه املنتج‪.‬‬

‫‪ 1.4.1‬تقدمی اخلدمات لتجار التجزئة والزابئن‪:‬‬

‫یقوم جتار اجلملة والو كالء بتقدمی خدمات استشاریة وتقنیة لتجار التجزئة متكنهم من عرض السلع‪ ،‬القیام‬
‫ابلعملیات احملاسبیة‪ ،‬تنظیم أماكن البیع‪ ،‬وغریها‪ ،‬كما یقدم جتار التجزئة بدورهم خدمات للزابئن‪ ،‬قد تكون‬
‫خدمات قبلیة وقد تكون خدمات بعدیة من أجل تسهیل عملیة استعمال السلع‪ ،‬والقیام بعملیات الشراء‪،‬‬
‫ومن بنی اخلدمات املقدمة للزابئن‪ ،‬توضیح كیفیة االستعمال‪ ،‬إبراز أمهیة وفوائد املنتج‪ ،‬خدمات الصیانة‪،‬‬
‫وغریها‪.‬‬

‫‪ 6.4.1‬خدمات االئتمان‪:‬‬

‫تقوم املؤسسات الوسطیة يف بعض احلاالت ببیع املنتجات ألجل أو ابلتقسیط‪ ،‬أو عن طریق بطاقات‬
‫االئتمان‪ ،‬أو الدفع املسبق لقیمة املشرتایت للمنتج‪ ،‬وبذلك فهذه املؤسسات تقدم ومتنح االئتمان إما‬
‫للمستوى األعلى أو للمستوى األدىن‪ ،‬وان هذه اخلدمات تسهم يف اكتساب زابئن جدد الذین لیست لدیهم‬
‫القدرة على الشراء ابلنقد الفوري للسلع‪.‬‬

‫‪ 1.1‬عناصر التوزيع‪:‬‬

‫‪ 1‬حممد إبراھمی عبیدات‪ ،‬مبادئ التسویق مدخل سلوكي‪ ،‬دار املستقبل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1111 ،‬ص ‪.110‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪1‬‬
‫حيتوي نظام التوزیع على عدد من األنشطة تتمثل فیما یلي‪:‬‬

‫‪ 1.1.1‬النقل‪:‬‬

‫یعرف النقل على أنه‪" :‬عملیة حتریك السلع من أماكن إنتاجها أو بیعها إىل أماكن استهالكها ابلكمیات‬
‫املطلوبة أو املرغوبة يف الوقت احملدد وابلوسیلة املناسبة والتكلفة املناسبة"‪ ،‬ومن مث فإنه یعد النقل من أهم‬
‫مكوانت التوزیع‪ ،‬ملا له من أتثری كبری على انسیاب السلع واخلدمات من أماكن إنتاجها إىل أماكن استهالكها‬
‫أو استعماهلا‪،‬‬

‫‪ 2.1.1‬التخزين‪:‬‬

‫ال میكن لعملیة النقل أن تتم إذا مل متر املنتجات على املخازن‪ ،‬ویعرف التخزین على أنه‪" :‬وسیلة االحتفاظ‬
‫ابملوجودات لفرتة زمنیة‪ ،‬واحملافظة علیها ومعاجلتها يف حالة تعرضها لظروف طبیعیة حتدث فیها تغیریات‪ ،‬ومن‬
‫مث توفریها عند احلاجة يف املرحلة املوالیة "‪ ،‬و یعد التخزین عنصرا من عناصر التوزیع الذي یعمل على‬
‫االحتفاظ ابملخزوانت سلعا اتمة الصنع أو نصف مصنعة أو قید التصنیع كانت أو مواد أولیة يف مكان معنی‪،‬‬
‫ومعاجلتها يف حالة أتثری الظروف الطبیعیة علیها إىل حنی إخراجها إىل وسائل النقل‪.‬‬
‫‪ 3.1.1‬مناولة املواد‪:‬‬
‫یتعلق نشاط مناولة املواد جبمیع العملیات املتعلقة بتحریك املواد هبدف جتهیز وترتیب ووضع املواد يف مكان‬
‫یسهل عن طریقه حركتها وختزینها ونقلها‪ ،‬وقد عرفت اجلمعیة األمریكیة للتسویق مناولة املواد على أهنا‪" :‬فن‬
‫حتریك وتغلیف وختزین املواد أبي شكل من األشكال سواء تلك املواد السائلة أو اللینة أو الصلبة"‪.‬‬

‫‪ 6.1‬أنواع التوزيع‪:‬‬

‫لقد تباینت نظرة االقتصادینی حنو أبعاد مشكلة التوزیع إال أهنم استطاعوا أن یقسموا أنواع التوزیع اىل نوعنی‬

‫‪ 1.6.1‬التوزيع الوظيفي‪:‬‬

‫‪ 1‬بن جلیلي رایض‪ ،‬منهجیة دالة التوزیع‪ ،‬املعهد العريب للتخطیط‪ ،‬الكویت‪ ،1441،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫ان املقیاس األول الذي یعتمده االقتصادینی لقیاس توزیع الدخل هو التوزیع الو ظیفي‪ ،‬والذي یقصد به توزیع‬
‫عوائد عوامل االنتاج‪ ،‬فهنا یتم توزیع الدخل على عوامل االنتاج األربعة (األرض‪ ،‬العمل رأس املال‪ ،‬التنظیم)‬
‫حسب مسامهة كل عامل يف العملیة االنتاجیة‪ ،‬فیقتضي هذا النوع توزیع الدخل القومي على أفراد اجملتمع‬
‫الذین سامهوا يف العملیة االنتاجیة تبعا ملقدار مامیلكه وأمهیة مساهتمه يف العملیة االنتاجیة‪ ،‬حیث یتمیز نصیب‬
‫‪1‬‬
‫كل فرد يف الدخل القومي عن اآلخر ابلنظر اىل مسامهة كل واحد يف العملیة االنتاجیة‪.‬‬

‫‪ 1.1.1‬التوزيع الشخصي‪:‬‬

‫یعترب التوزیع الشخصي للدخل مقیاسا للتوزیع شائعا لدى االقتصادینی‪ ،‬فهو یوضح تقسی م لألفراد أو القطاع‬
‫العائلي وامجايل الدخل الذي حيصلون علیه‪ ،‬وال یهم هنا مصدر دخل األفراد‪ ،‬ویتم ترتیب أفراد اجملتمع ترتیبا‬
‫تصاعدای تبعا لدخوهلم‪ ،‬ویقومون كذلك بتقسیم اجملتمع اىل جمموعات وأحجام متمیزة حسب الدخل‪ ،‬مث یتم‬
‫حتدید النسبة من الدخل القومي اليت تستلمها كل جمموعة دخلیة‪(،‬ففي هذا النوع یتم توزیع الدخل على أفراد‬
‫‪2‬‬
‫اجملتمع بغض النظر عن مسامهة كل واحد يف العملیة االنتاجیة‪ ،‬فهو توزیع ذو طابع مجاعي واجتماعي‪.‬‬

‫‪ 1‬بن جلیلي رایض‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪11‬‬


‫‪ 2‬تودارو میشیل‪ ،‬ترمجة حسين وحممود‪ ،‬التنمیة االقتصادیة‪ ،‬دار املریخ‪ ،‬اململكة العربیة السعودیة‪ ،1440،‬ص ‪.144‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫احملور التاسع‪ :‬السياسة النقدية‬

‫‪ 1.1‬مفهوم وأهداف السياسة النقدية‪:‬‬

‫املفهوم هي عبارة عن جمموعة من القواعد والوسائل واالسالیب واالجراءات والتدابری اليت تقوم هبا السلطة‬
‫النقدیة للتأثری يف عرض النقود‪ ،‬مبا یتالءم والنشاط االقتصادي لتحقیق األهلداف االقتصادیة يف فرتة زمنیة‬
‫معینة‪.1‬‬

‫‪ 2.1‬أهداف السياسة النقدية‪:‬‬

‫‪ -‬حتقيق االستقرار يف االسعار‪ :‬وتتمثل مهمة السلطة النقدیة احتواء حتركات مستوى االسعار إىل أقل‬
‫مستوى هلا‪.‬‬

‫‪ -‬حتقيق االستقرار النقدي‪ :‬ویكون بتكییف عرض النقود مع مستوى النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬املسامهة يف حتقيق توازن ميزان املدفوعات وحتسنی قيمة العملة‪ :‬ویكون من خالل اتباع سیاسة‬
‫حتریر وتعومی سعر الصرف‪.‬‬

‫‪ -‬املسامهة يف حتقيق هدف التشغيل الكامل‪ :‬وتقوم على زایدة عرض النقود يف حالة البطالة والكساد‬
‫هلدف الزایدة من الطلب الفعال‪ ،‬ومن مث یزداد االستثمار والتشغیل يف االقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪ -‬املشاركة يف حتقيق معدل منو مرتفع‪ :‬ویرتبط بتحقیق هدف التشغیل الكامل‪.‬‬

‫‪ 3.1‬أنواع السياسة النقدية‪:‬‬

‫‪ 1.3.1‬السياسات النقدية االنكماشية‪:‬‬

‫تلجأ الدولة إىل اعتماد سیاسات احلد من النقود املتوفرة لالستعمال يف االقتصادـ‪ ،‬أي امتصاص "الفائض" من‬
‫النقود هبدف ختفیض أسعار السلع واخلدمات‪ ،‬ولتحقیق هذا اهلدف تلجأ إىل وسائل مثل رفع أسعار الفوائد‬

‫‪ 1‬طیيب طیب‪ ،‬حماضرات يف مقیاس مدخل لالقتصاد‪ ،‬جامعة حممد بوضیاف‪ ،‬املسیلة‪ ،‬اجلزائر‪ ،1414-1411 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫وتشجیع شراء سندات اخلزینة العامة‪ .‬وحتتفظ ابلنقود املسرتجعة الستخدامها يف احلفاظ على أسعار مقبولة‬
‫‪1‬‬
‫لسعر صرف عملتها اجتاه الدوالر االمریكي‪.‬‬

‫‪ 2.3.1‬السياسات النقدية التوسعية‪:‬‬

‫اليت ترتكز بشكل رئیسي على زایدة حجم الكتلة النقدیة املتوفرة يف االقتصاد وذلك هبدف استعمال هذه‬
‫الزایدة لالستثمار يف زایدة إنتاجیة االقتصاد‪ ،‬وابلتايل خلق فرص عمل جدیدة ما یؤدي إىل رفع مستوایت‬
‫االستهالك العام‪ ،‬ولالشارة احلكومات إىل هذه السیاسات خالل فرتة الركود االقتصادي والرتاجع يف معدالت‬
‫النمو‪.‬‬

‫‪ .4.1‬أدوات السياسة النقدية‪:‬‬

‫‪ 1.4‬االدوات الكمية‪:‬‬

‫معدل إعادة اخلصم‪ :‬تقوم البنوك التجاریة إبعادة خصم االوراق التجاریة اليت يف حوزهتا لدى البنك املركزي‬
‫مقابل نسبة معینة من معدالت الفائدة عن تلك االوراق التجاریة‪ ،‬ومقابل ذلك یقدم البنك املركزي للبنوك‬
‫التجاریة قروضا تستخدمها لدعم سیاستها االئتمانیة أي لزایدة القروض املمنوحة للزابئن‪.‬‬

‫االحتياطي القانوين‪ :‬یودع الزابئن أمواهلم لدى البنك التجاري على أمل أن یستعیدوها مىت شاءوا‪ ،‬یقوم البنك‬
‫التجاري إبقراض تلك االموال‪ ،‬لكن القانون یلزمه ابالحتفاظ بنسبة من االموال يف شكلها السائل لدى البنك‬
‫املركزي "االحتیاطي القانوين االجباري"‪ ،‬ومیكن للبنك ملركزي ابعتباره السلطة النقدیة‪ ،‬أن یرفع نسبة‬
‫االحتیاطي القانوين االجباري‪ ،‬يف حالة السیاسة االنكماشیة‪ ،‬كما میكن له أن خیفض تلك النسبة لتمكنی‬
‫البنوك التجاریة من التوسع يف االقراض يف ظل السیاسة التوسعیة‪.‬‬

‫عمليات السوق املفتوحة‪ :‬میكن للبنك املركزي أن یدخل السوق فیشرتي االوراق املالیة ویطرح بدال منها‬
‫كمیة من النقود السائلة يف حالة السیاسة التوسعیة‪ ،‬وعلى العكس من ذلك يف حالة السیاسة االنكماشیة‪ ،‬إذ‬
‫یدخل البنك املركزي السوق ابئعا لألوراق املالیة ویسحب بدال منها كمیة من النقود فینقص حجم الكتلة‬
‫النقدیة املتداولة‪.‬‬

‫‪ 1‬طیيب طیب‪ ،‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ 2.4‬االدوات النوعية‪:‬‬

‫أتطري االئتمان‪ :‬میكن للسلطات النقدیة يف حالة السیاسة االنكماشیة أن حتدد سقفا للقروض املمكن‬
‫منحها‪ ،‬كما میكن للسلطات النقدیة أیضا توجیه القروض إىل قطاعات معینة ترفع فیها سقوف القروض أو‬
‫توضع فیها سقوف ملعدل الفائدة مما یشجع املستثمرین على طلب القروض واالستثمار يف تلك القطاعات‪.‬‬

‫سياسة القروض االنتقائية‪ :‬میكن حتدي سقف للمبالغ املقرتضة أو لعدد املقرتضنی أو حتدید فرتة لتسدید‬
‫القرض‪ ،‬وكلها وسائل للحد من توزیع القروض يف قطاعات معینة میكن أیضا منع القروض يف قطاعات حمددة‬
‫ال یتماشى االستثمار فیها وتطبیق السیاسة االقتصادیة املعتمدة‪.‬‬

‫‪.1.1‬وظائف البنك املركزي‪:‬‬

‫میثل البنك املركزي السلطة النقدیة‪ ،‬وبنك البنوك‪ ،‬وبنك احلكومة ومستشارها‪ ،‬وله وظائف متعددة أمهها‪:‬‬

‫‪ -‬إصدار العملة الوطنیة وتنظیمها‬

‫‪ -‬إدارة االحتیاطیات من العملة االجنبیة والذهب‪.‬‬

‫‪ -‬تنظیم وادارة ورقابة النظام املايل واملصريف‪.‬‬

‫‪ -‬العمل كمستشار ووكیل مايل للحكومة‪.‬‬

‫‪ -‬مجع ونشر البیاانت االقتصادیة واملالیة واملصرفیة وادارة املخاطر املالیة‪.‬‬

‫‪ -‬حتقیق االستقرار النقدي واملال‬

‫‪- 98 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫اخلامتة‪:‬‬

‫لقد توجه علم االقتصاد حنو دراسة السلوك االقتصادي لإلنسان واجملتمع هبدف معاجلة املشكلة االقتصادیة‪،‬‬
‫فهو یسعى اذا من خالل حتلیله وتفسریه ملختلف الظواهر االقتصادیة اىل مساعدة الفرد واجملتمع على اختاذ‬
‫القرارات املثلى‪ ،‬حول كیفیة استخدام األمثل للموارد احملدودة الالزمة لتلبیة احلاجات االنسانیة املتعددة‬
‫واملتزایدة ابستمرار‪ ،‬وتوجیه األفراد حنو أفضل البدائل للتنسیق بنی االمكانیات واملتطلبات‪ ،‬فهو یقوم ابكتشاف‬
‫ودراسة القواننی اليت تتحكم يف خمتلف الظواهر واألنشطة االقتصادیة‪ ،‬كما یعمل على اجياد القواعد والوسائل‬
‫اليت تؤدي اىل االستغالل األمثل للموارد املتاحة لتلبیة أقصى احلاجات‪ ،‬فأمهیة تكمن يف طبیعة املواضیع اليت‬
‫یدرسها‪ ،‬ألهنا تعترب جوهر اهتمام االنسان يف حیاته الیومیة‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬

‫‪.1‬الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬عبد الغفور إبراهیم امحد‪ ،‬مبادئ االقتصاد واملالیة العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪.1411 ،‬‬
‫‪ .1‬عبد الرمحان یسرى‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .1‬محدي امحد العناين‪ :‬أساسیات علم االقتصاد‪ ،‬الدار املصریة اللبنانیة‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .1‬أمحد جامع‪ :‬النظریة االقتصادیة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬التحلیل االقتصادي‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬مصر‪.1101 ،‬‬
‫‪ .1‬الطویل رواء زكي‪ ،‬حماضرات يف االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪.1414 ،‬‬
‫‪ .1‬عریقات حممد حريب‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ :‬التحلیل اجلزئي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.1441،‬‬
‫‪ .1‬حسنی علي جمید وسعید عبد اجلبار عفاف‪ ،‬مقدمة يف التحلیل االقتصادي الكلي‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬
‫األردن‪.1441 ،‬‬
‫‪ .0‬احملجوب رفعت‪ ،‬االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .1‬دویدار حممد‪ ،‬مبادئ االقتصاد السیاسي‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬اإلسكندریة‪ ،‬مصر‪.1441،‬‬
‫‪ .14‬الرواشي عبد العزیز فتحي‪ ،‬االقتصاد والسوق‪ ،‬مؤسسة طیبة للنشر والتوزیع‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬خبابة عبد اهللا‪ ،‬بالطة مبارك‪ ،‬أساسیات يف االقتصاد العام‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬مصر‪.1414 ،‬‬
‫‪ .11‬حممد الوادي وآخرون‪ ،‬األساس يف علم االقتصاد‪ ،‬دار الیازوري العلمیة للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬حممد طاقة وآخرون‪ ،‬أساسیات علم االقتصاد اجلزئي والكلي‪ ،‬إثراء للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .11‬عبد الرمحان أمحد یسري وحمي الدین عمر‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربیة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫بریوت‪.1111 ،‬‬
‫‪ .11‬طلعت الدمرداش‪ ،‬مبادئ يف االقتصاد‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬عبد زاید حممد‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬دار البدایة‪ ،‬األردن‪.1414 ،‬‬
‫‪ .11‬املشهداين خالد أمحد فرحان‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬دار األایم‪ ،‬األردن‪.1411،‬‬
‫‪ .10‬سكینة بن محود‪ ،‬مدخل لعلم االقتصاد‪ ،‬دار احملمدیة العامة‪ ،‬اجلزائر‪.1441 ،‬‬

‫‪- 011 -‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ .11‬عبلة عبداحلمید خباري‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد اإلداري‪ ،‬جملة االقتصاد اإلداري‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬على‬
‫‪https://www.kau.edu.sa/Files/0002132/Subjects/ME1.pdf‬‬ ‫الرابط التايل‪:‬‬
‫‪ .14‬عبد الغفور إبراهیم امحد‪ ،‬مبادئ االقتصاد واملالیة العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬‬
‫‪ .11‬حممد حامد دویدار وآخرون‪ ،‬أصول علم االقتصاد السیاسي‪ ،‬الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪.1100 ،‬‬
‫‪ .11‬سكینة بن محود‪ ،‬مدخل لعلم االقتصاد‪ ،‬دار احملمدیة العامة‪ ،‬اجلزائر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬علي خالفي‪ ،‬املدخل إىل علم االقتصاد‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزیع‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .11‬عبد الرمحان یسرى‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪.1440 ،‬‬
‫‪ .11‬القریشي مدحت‪ ،‬تطور الفكر االقتصادي‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.1411،‬‬
‫‪ .11‬دویدار حممد‪ ،‬مبادئ االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار احلداثة‪ ،‬بریوت‪.1441،‬‬
‫‪ .11‬عبد الباقي صالح‪ ،‬ادارة املوارد البشریة‪ ،‬الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر‪.1444،‬‬
‫‪ .10‬عبد الرمحان أمحد یسري وحمي الدین عمر‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربیة للطباعة والنشر‪،‬‬
‫بریوت‪.1111 ،‬‬
‫‪ .11‬طلبة خمتار عبد احلكیم‪ ،‬مقدمة يف املشكلة االقتصادیة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪.1441،‬‬
‫‪ .14‬الباز حممد الطنطاوي‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬مطبعة النسر الذهيب‪ ،‬مصر‪.1444،‬‬
‫‪ .11‬مجیل خالد‪ ،‬أساسیات االقتصاد الدويل‪ ،‬األكادمییون للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪.1411 ،‬‬
‫‪ .11‬الببالوي حازم‪ ،‬اتریخ الفكر االقتصادي‪ ،‬اهلیئة املصریة العامة للكتاب‪ ،‬مصر‪.1111 ،‬‬
‫‪ .11‬داود حسام علي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار املیسرة‪ ،‬األردن‪.1414،‬‬
‫‪ .11‬النجفي سامل توفیق‪ ،‬أساسیات علم االقتصاد‪ ،‬الدار الدولیة لالستثمارات الثقافیة‪ ،‬مصر‪.1444،‬‬
‫‪ .11‬الشطا محاد حممد‪ ،‬النظریة العامة للـجور واملرتبات‪ ،‬دیوان املطبوعات اجلامعیة‪ ،‬اجلزائر‪.1101،‬‬
‫‪ .11‬خلیل سامي‪ ،‬اقتصادایت النقود والبنوك‪ ،‬شركة كاظمة للنشر والرتمجة‪ ،‬الكویت‪.1101 ،‬‬
‫‪ .11‬رجب عزمي‪ ،‬االقتصاد السیاسي‪ ،‬دار العلم للمالینی‪ ،‬لبنان‪.1101 ،‬‬

‫‪- 010 -‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ .10‬عمرو هشام حممد‪ ،‬مدخل في مدارس الفكر االقتصادي‪ :‬نظرة تحلیلیة للتطورات االقتصادیة المعاصرة‬
‫التايل‪:‬‬ ‫من منظور االقتصاد اإلسالمي واالقتصاد الرأسمالي‪ ،‬دمشق ‪ ،‬دار طالس‪ ،1441 ،‬على الرابط‬
‫‪https://www.fichier-pdf.fr/2015/09/13/mustaqbal-414-samirabedalrasoul/preview/page/1‬‬ ‫‪/‬‬
‫‪ .11‬داود حسام علي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬دار املیسرة‪ ،‬األردن‪.1414،‬‬
‫‪ .14‬عبد العزیز صربي‪ ،‬النظم االقتصادیة املعاصرة‪ ،‬مكتبة االسكندریة‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬أمحد جامع‪ ،‬علم االقتصاد‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬مصر‪.1101،‬‬
‫‪ .11‬طلبة خمتار عبد احلكیم‪ ،‬مقدمة يف املشكلة االقتصادیة‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬األنصاري علي فیصل علي‪ ،‬الفروق اجلوهریة بنی االقتصاد االسالمي والرأمسالیة‪ ،‬جامعة ‪.2009-‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪ .11‬علي خالفي‪ ،‬املدخل إىل علم االقتصاد‪ ،‬دار أسامة للطباعة والنشر والتوزیع‪ ،‬اجلزائر‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬محدي امحد العناين‪ :‬أساسیات علم االقتصاد‪ ،‬الدار املصریة اللبنانیة‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .11‬عبد الغفور إبراهیم امحد‪ ،‬مبادئ االقتصاد واملالیة العامة‪ ،‬دار زهران للنشر‪ ،‬األردن‪.1411 ،‬‬
‫‪ .11‬شوقي دنیا‪ ،‬النظریة االقتصادیة من منظور اسالمي‪ ،‬مكتبة اخلرجي‪ ،‬اململكة العربیة السعودیة‪.1101،‬‬
‫‪ .10‬حممد طاقة و آخرون‪ ،‬أساسیات علم االقتصاد اجلزئي والكلي‪ ،‬إثراء للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪.1440 ،‬‬
‫‪ .11‬العشري حسنی‪ ،‬درویش وآخرون‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬مطبعة دار الشعب‪ ،‬مصر‪.1111،‬‬
‫‪ .14‬عبد اهللا الصعیدي‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مطابع البیان‪ ،‬ديب‪.1441 ،‬‬
‫‪ .11‬ضیاء جمید املوسوي‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬دیوان املطبوعات اجلامعیة‪ ،‬الطبعة ‪، 1‬اجلزائر‪.1411 ،‬‬
‫‪ .11‬طاهر خیدر حردان‪ ،‬مبادئ االستثمار‪ ،‬املستقبل للنشر و التوزیع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1111 ،‬‬
‫‪ .11‬األشقر أمحد‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار العلمیة ودار الثقافة‪ ،‬األردن‪.1441،‬‬
‫‪ .11‬حممد فوزي أبو السعود‪ ،‬مقدمة يف االقتصاد الكلي مع التطبیقات‪ ،‬الدار اجلامعیة‪ ،‬مصر ‪.1414‬‬
‫‪ .11‬انظم حممد نوري الشمري‪ ،‬حممد موسى الشروف‪ ،‬مدخل يف علم االقتصاد‪ ،‬دار زهران‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1111‬‬
‫‪ .11‬رایض امساعیل‪ ،‬االدخار يف اجملتمع االشرتاكي‪ ،‬دار احملامي للنشر‪ ،‬مصر‪.1111،‬‬

‫‪- 012 -‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ .11‬الصعیدي عبد هللا‪ ،‬االدخار والنمو االقتصادي‪ ،‬دار النهضة العربیة‪ ،‬مصر‪.1101،‬‬
‫‪ .10‬عقیل خضر وعریبات ایسر‪ ،‬مبادئ االقتصاد اجلزئي والكلي‪ ،‬دار ایفا للنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪.1441،‬‬
‫‪ .11‬بیان ھاين حرب‪ ،‬مبادئ التسویق‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1111 ،‬‬
‫‪ .14‬طارق احلاج وآخرون‪ ،‬التسویق من املنتج إىل املستهلك‪ ،‬دار الصفاء‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1111 ،‬‬
‫‪ .11‬عبد الكرمی راضي اجلبوري‪ ،‬التسویق الناجح‪ ،‬دار التیسری‪ ،‬بریوت‪ ،‬لبنان‪.1444 ،‬‬
‫‪ .11‬حممد إبراھمی عبیدات‪ ،‬مبادئ التسویق مدخل سلوكي‪ ،‬دار املستقبل‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.1111 ،‬‬
‫‪ .11‬بن جلیلي رایض‪ ،‬منهجیة دالة التوزیع‪ ،‬املعهد العريب للتخطیط‪ ،‬الكویت‪.1441،‬‬
‫‪ .11‬تودارو میشیل‪ ،‬ترمجة حسين وحممود‪ ،‬التنمیة االقتصادیة‪ ،‬دار املریخ‪ ،‬اململكة العربیة السعودیة‪.1440،‬‬

‫‪.2‬املقاالت العلمية‪:‬‬

‫‪ .1‬سبع أمحد‪ ،‬دور الدولة يف االقتصاد بنی الضرورة واحلدود‪ ،‬اجمللة اجلزائریة للعوملة والسیاسات االقتصادیة‪،‬‬
‫العدد‪، 1‬جامعة اجلزائر‪، 1‬اجلزائر‪.1411 ،‬‬
‫‪ .1‬الرماين زید بن حممد‪ ،‬خصائص النظام االقتصادي االسالمي‪ ،‬جملة رابطة العامل االسالمي‪ ،‬العدد ‪،111‬‬
‫جدة‪ ،‬اململكة العربیة السعودیة‪.1111 ،‬‬
‫‪ .1‬عادل املهدي‪ ،‬ملیاء لبمغريب‪ ،‬مبادئ االقتصاد‪ ،‬مطبعة العشري‪ ،‬مصر‪ ،‬دون سنة النشر‪.‬‬

‫‪.3‬اطروحات الدكتوراه‪:‬‬

‫‪ .1‬بویلي سكینة‪ ،‬الفكر االقتصادي عند ابن خلدون واملقریزي‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف االقتصاد االسالمي‪،‬‬
‫جامعة احلاج خلضر‪ ،‬ابتنة‪.1411-1411 ،‬‬
‫‪ .1‬بوزیدي مجال‪ ،‬دور سعر الفائدة يف احداث األزمات‪ ،‬مذكرة ماجستری يف اقتصادایت املالیة والبنوك‪،‬‬
‫جامعة احممد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.1411- 1411 ،‬‬
‫‪ .1‬خلويف عائشة‪ ،‬أتثری التكتالت االقتصادیة االقلیمیة على حركة التجارة الدولیة – دراسة حالة االحتاد‬
‫االورويب‪ ،‬م ذكرة ماجستری يف اقتصادایت األعمال والتجارة الدولیة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪2012 - ،‬‬
‫‪.2011‬‬

‫‪- 013 -‬‬


‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيري –الشهيد طالب عبد‬
‫مغدوري شهرزاد‪ -‬استاذة حماضرة رتبة ب‪-‬‬ ‫الرمحان ‪-‬‬
‫جامعة البليدة ‪2‬‬

‫مدخل لعلم االقتصاد‬

‫‪ .1‬رحیم حسن‪ ،‬وظائف النقد يف الفكر االقتصادي‪ ،‬أطروحة دكتوراه يف العلوم االقتصادیة‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫‪.1441‬‬

‫مطبوعات‪:‬‬

‫‪ .1‬شطیيب حنان‪ ،‬حماضرات يف مقیاس مدخل لالقتصاد‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪.1410-1411 ،1‬‬
‫‪ .1‬طیيب طیب‪ ،‬حماضرات يف مقیاس مدخل لالقتصاد‪ ،‬جامعة حممد بوضیاف‪ ،‬املسیلة‪ ،‬اجلزائر‪- 1411 ،‬‬
‫‪.1414‬‬

‫‪- 014 -‬‬

You might also like