You are on page 1of 4

‫المحاضرة التاسعة عشر‬

‫‪ :‬النظريات االتجماايي الافسرة للسلوك اإلتجرااي‬

‫ينظر علماء االجتماع واالنثرو بولوجيا الى السلوك االنحرافي او االجرامي ‪,‬اما على انه مرض‬
‫اجتماعي او تفكك اجتماعي او داللة على فشل الضبط االجتماعي ‪,‬وعلى هذا فالجريمة هي‬
‫نوع من المرض يصيب المجتمع‪ ,‬وهناك تيار حديث يسير بشدة نحو اعتبار السلوك االجرامي‬
‫خروج على عمليات الضبط االجتماعي ‪,‬ويفهم الضبط االجتماعي على انه قدرة الجماعة او‬
‫المؤسسات فيها على اصدار قواعد قانونية او احكام ذات فعالية‪ ,‬ويعتبرون الضبط االجتماعي‬
‫ايضا على انه قدرة الفرد على اقلمة سلوكه وتوحده مع تلك القواعد واالحكام التي يصوغها‪.‬‬

‫وهنالك مجموعة من النظريات التي تفسر السلوك االجرامي في ضوء العوامل االجتماعية منها‬
‫‪:‬‬

‫‪.1 :‬نظري األنوايا أو نظري ايرمون‬

‫) ‪ )Anomia‬أو فقدان المعايير مشتقا من الكلمة اليونانية (‪Anomie‬جاء مصطلح (الالمعيارية‬


‫التي تعني انعدام القانون‪ ،‬وينطوي مفهوم الالمعيارية على معان مختلفة منها انعدام الثقة‪،‬‬
‫والشك‪ ،‬وانعدام الخطة ‪ ،‬وكذلك تعني الالمعيارية التفسخ االجتماعي والفوضى االجتماعية‪،‬‬
‫وتعني أيضا فقدان القدرة على االنضباط وانعدام األخالق‪ .‬وبذلك فإن هناك من الباحثين من‬
‫لخصوا لهذا المصطلح ثالثة معان مختلفة ولكنها ذات صلة فيما بينها‪ ،‬وهذه المعاني الثالثة‬
‫هي‪:‬‬

‫أـ سوء تنظيم شخصي من النوع الذي يحدث لفرد غير موجه أو يسير بدون قانون‪.‬‬
‫ب ـ مواقف اجتماعية تكون فيها المعايير نفسها في صراع بعضها مع بعض‪ ،‬ويقع الفرد بسببها‬
‫في مشكالت أثناء محاوالته التوافق مع متطلبات متناقضة‪.‬‬

‫ج ـ موقف اجتماعي ال يحتوي على أية معايير‪ ،‬أو تنعدم فيه المعايير تماما نتيجة لتغيرات‬
‫اجتماعية وثقافية تهدم نسق التوقعات السلوكية مما يصعب معه القدرة على التنبؤ بالسلوك‪.‬‬

‫وهي نظرية عامة عالجت موضوع االنحراف االجتماعي‪ ،‬وهـي تـرى أن المجتمع يؤكد على‬
‫أهداف ثقافية بنائية من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يـضع الوسـائل المقبولة والمشروعة لتحقيق‬
‫أهداف المجتمع‪ ،‬مثل التعليم والعمـل وجمـع المـال‪ ،‬وبالتالي فإن أي سلوك ال يحترم هذه القيم‬
‫الثقافية هو سلوك منحرف وعندما يواجه الشخص ضغوط البناء االجتماعي وضغوط النجاح‬
‫وتحقيق األهداف تظهر مرحلـة األنوميا‪ ،‬فاألنومي عند دوركايم هو حالة من االضطراب تصيب‬
‫النظام االجتمـاعي الناجم عن أزمات اقتصادية أو كوارث أسرية في نفس الوقت الذي تؤدي فيه‬
‫إلـى االنحراف‪ ،‬كما ان روبرت ميرتون من ابرز علماء االجتماع األمريكان المهتمـين بتفسير‬
‫االنحراف‪ ،‬ومفهوم االنومي عند ميرتون هو ان االنهيار في البناء الثقافي يحدث عندما يوجد‬
‫انفصال في المعايير والقيم وبين قدرات األفـراد علـى التوافق معها‬

‫فاالنومي تظهر نتيجة للتناقضات التي تحدث بين األهداف التي يحددها البناء الثقافي للمجتمع‬
‫وبين األساليب التي يقرها المجتمع لتحقيق األهداف ‪ ،‬وهذا التناقض هو نتيجة عدم االنسجام‬
‫والتوافق بين األهداف التي تبيحها القيم واألع ارف والقوانين السائدة في المجتمع وبين الوسائل‬
‫واإلمكانات التي يمكن توفيرها للفرد لكي يـصل إلى هدفه أو غرضه‪ ،‬فالصراع بين الوسائل‬
‫المؤسسية واألهداف المحددة الثقافية هي التي تسبب الالمعيارية‪.‬‬

‫وهكذا نجد ميرتون مختلفاً عـن دوركـايم فـي تفـسيره لالنحراف على حد ما‪ .‬ففي حين يرى‬
‫دوركايم أن اإلنسان لديه رغبات غير محدودة بشكل طبيعـي وهو يتوق لتحقيقها وبالتالي البد‬
‫من ضبطه اجتماعياً‪ ،‬نجد أن ميرتـون يـرى أن الظروف االجتماعية تضع ضغوطاً متباينة على‬
‫األفراد تبعاً للبناء االجتماعي‪ .‬وبما أن األفراد يحتلون مواقع متباينة أيضا فالبد أن يتكيفوا أو‬
‫أما فيما يتعلق بالرغبات التي تحدث عنها دوركايم فنجد ميرتون يستجيبوا بشـكل مخت ـ ـ ــلف‬
‫يرى أنهـا ذات منشأ اجتماعي‪.‬‬

‫كما تؤكد النظرية أن المجتمع قائم على االتفاق على القيم واألهداف المشتركة والتعاون بين‬
‫األعضاء وبذلك يمكن تصور حالة المجتمع إذا لم تكن هناك قوانين تحكم سلوك الناس‪،‬‬
‫فالقانون يستند إلى معايير اجتماعية يشترك فيها أعضاء المجتمـع بـشكل واسـع‪ ،‬والهدف الرئيس‬
‫للقانون هو حفظ النظام االجتماعي عن طريق حماية الناس وحماية ملكياتهم والمحافظة على‬
‫إذاً فعدم التكيف مع الضغوط االجتماعية قد تؤدي إلى االنحراف عـن قـيم طريقة حياتهم‪.‬‬
‫المجتمع‪ ،‬والمشكلة تظهر عندما يكون الالتوازن بين ما تسمح به القيم والقانون مـن أهداف‬
‫لتحقيق نجاح اقتصادي وهذا حق مـشروع لكـل فـرد ‪ ،‬وبـين الوسـائل المشروعة التي تسهم في‬
‫تحقيق هذا الهدف وهي التعليم والمكانة والوظيفـة وهـذه الوسائل المشروعة ال تتوافر لدى كل‬
‫األفراد ومن هنا يبدأ الفرد نتيجـة الـضغوط باالنحراف‪.‬‬

‫وقد حدد ميرتون خمـسة أنمـاط للتكيـف وهـي‪:‬‬

‫واالنسجابية ‪، ritualism‬والطقوسيه ‪ ،: Innovation‬واالختراع‪ Conformity‬االلتـزام‬


‫‪،Rebellion ،‬والثورة ‪Retreatism‬‬

‫نجد أن الملتزمين ‪.‬وبناء على وصف ميرتون ألنماط التكيف لضغوط البناء االجتمـاعي‬
‫والطقوسيين ال يشكلون عبئاً على أنظمة العدالـة الجنائيـة فـي المجتمع‪ .‬ولكن المشكلة مع‬
‫وهكذا يمكن القول أن نظرية ميرتون ‪.‬المخترعين بشكل خاص والثائرين ومن ثم االنسجاميين‬
‫لألنوميا قد ركزت على التوزيع المختلف‪ ،‬أو قد يكون توزع غير عادل للوسائل المشروعة على‬
‫أفراد المجتمع ممـا قـد يـدفع البعض منهم إلى طريق االنحراف وتصدق المقولة بأن المجتمع هو‬
‫الـذي يـصنع المجرمين‬

You might also like