You are on page 1of 2

‫المطلب الثاني‪ :‬ضوابط انعقاد عقد االستصناع‬

‫لكل عقد استصناع أركان وشروط خاصة تتناسب مع أحك ام الش ريعة اإلس المية‪ ،‬وله ذا س نتطرق‬
‫لألركان الشائعة في عقود االستصناع للبنوك التشاركية في الفقرة األولى‪ ،‬بينما نخص ص الفق رة الثاني ة‬
‫لشروط انعقاد هذا النوع من العقود‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أركان عقد االستصناع‬
‫لالستصناع ثالثة اركان ‪ :‬العاقدان و الصيغة و المحل ‪.‬‬
‫الركن األول‪ :‬العاقدان‬
‫و هما الصانع و المستصنع‪ ،‬فالصانع هو الذي يقوم بالعم ل و المستص نع ه و ال ذي يطلب العم ل‪ ،‬و‬
‫العاقدان هما األساس في تكوين العقد ونشأته وعلى عبارتهما تترتب آثار العقد وأحكام ه‪ ،‬ل ذا ك ان من‬
‫الضروري وضع معايير وضوابط لكال العاقدين حتى يكون العقد في تمام الصحة وتترتب عليه آثاره‪،‬‬
‫و لهذا تشترط فيهما ‪ :‬األهلية أي أن يكونا عاقلين و بالغين و راشدين‪ ،‬ثم الرضى بالعقد ‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬الصيغة‬
‫وهي اإليجاب والقبول أي ‪ :‬كل ما يدل على رضا الجانبين " المستصنع والص انع " وق د تك ون‬
‫عبارة عن لفظ‪ ،‬مثال‪:‬اصنع لي كذا ‪ ,‬وقد تكون كتابة‪.‬‬
‫الركن الثالث‪ :‬محل االستصناع‬
‫وقد اختلف فيه الفقهاء خصوصا الحنفية‪ ،‬هل هو العين أم العمل ؟‬
‫فهناك من جمهور الحنفية من يقول أن العين هي المعقود عليه‪ ،‬وذلك ألن ه ل و استص نع رجال في‬
‫عين يسلمها له الصانع بعد استكمالها‪ ،‬سواء أتمت الصنعة بفعل الصانع أم بفعل غ يره‪ ،‬ف إن العق د يل زم‪،‬‬
‫وال ترد العين لصانعها إال بخيار الرؤية‪ .‬و لو كان العقد واردا على صنعة الصانع أي" عمله " لما ص ح‬
‫العقد حيث أن الصنعة تمت بصنع غير‪ ،‬وهذا دليل على أن العقد يتوجه على العين ال على العمل‪.‬‬
‫بينما أن هناك من الحنفية كالبردعي من يرى أن المعقود علي ه في االستص ناع ه و العم ل‪ ،‬وذل ك‬
‫ألن عقد االستص ناع ينب ني عن أن ه عق د على عم ل‪ ،‬فاالستص ناع لغ ة ه و طلب عم ل‪ ،‬واألش ياء ال تي‬
‫‪1‬‬
‫تستصنع بمنزلة اآللة للعمل‪ ،‬ولو لم يكن عقد االستصناع عقد عمل لما جاز أن يفرد بالتسمية‪.‬‬
‫و أما الراجح ‪ -‬وهللا أعلم ‪ -‬أن محل عقد االستصناع هو العين والعمل جميعا كما نقل عن صاحب‬
‫‪2‬‬
‫المحيط البرهاني حيث قال ‪" :‬المستصنع طلب منه العمل والعين جميعا فال بد من اعتبارهما جميعا‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الخاصة النعقاد عقد االستصناع‬
‫فمن شروط صحة انعقاد عقد االستصناع نذكرما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬الصفحة ‪.329‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬المحيط البرهاني‪ ،‬لبرهان الدين الحنفي‪ ،‬الصفحة ‪.575‬‬ ‫‪2‬‬


‫أن يكون المستصنع فيه معلوما‪ ،‬وذلك ببيان جنسه و نوعه وقدره‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫أن يكون المستصنع فيه مم ا يج ري في ه التعام ل بين الن اس‪ ،‬ألن م ا ال تعام ل في ه يرج ع في ه‬ ‫‪-2‬‬
‫للقياس فيحمل على السلم و يأخذ أحكام هذا األخير ‪،‬‬
‫عدم ضرب األجل‪ ،‬وقد اختلف في ه ذا الش رط‪ ،‬حيث ي رى أب و حنيف ة‪ ،‬خالف ا للص احبين (أب و‬ ‫‪-3‬‬
‫يوس ف و محم د)‪ ،‬أن ه يش ترط في عق د االستص ناع خل وه من األج ل‪ ،‬ف إذا ذك ر األج ل في‬
‫االستصناع صار س**لما‪ ،‬وه و قبض الب دل في المجلس وال خي ار لواح د منهم ا إذا س لم الص انع‬
‫المصنوع على الوجه الذي شرط عليه في السلم‪.‬‬
‫بينما قال أبو يوسف ومحمد‪ ،‬أن هذا ليس بشرط ألن الع ادة جاري ة بض رب األج ل في االستص ناع‪،‬‬
‫وإنما يقصد به تعجيل العمل ال تأخير المطالبة‪ ،‬ألن التأجيل يختص فقط بالديون‪.‬‬
‫و الراجح‪ ،‬والعلم عند هللا تعالى‪ ،‬أن ض رب األج ل في عق د االستص ناع ال يجعل ه س لما‪ ،‬ألن عق د‬
‫االستصناع عقد مستقل وضرب األجل في ه ض روري الس تقرار المع امالت و نفي الغ رر والجهال ة عن‬
‫العقد‪.‬‬

You might also like