You are on page 1of 17

‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫التعويض عن فقدان األصل التجاري في ظل القانون ‪41-11‬‬


‫حسن بوهدي‬ ‫دة‪ .‬خديجة مضي‬
‫ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪16-49‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫طالب باحث بسلك الدكتوراه‬ ‫أستاذة القانون الخاص‬
‫بكلية الحقوق أكادير ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﻮﻏﺎﺯ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ بكلية الحقوق أكادير‬
‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺣﻤﻴﺪ ﺍﻟﻴﺴﺴﻔﻲ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﻣﻀﻰ‪ ،‬ﺧﺪﻳﺠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ﺑﻮﻫﺪﻱ‪ ،‬ﺣﺴﻨ)ﻢ‪ .‬ﻣﺸﺎﺭﻙ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬
‫التصبببرفات التبببي تعكبببس إرادة أطرافهبببا ومبببا يرتضبببونه مبببن شبببروط فبببي‬ ‫ﻉ‪23,24‬‬‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪ :‬تشبببكل العقبببود أهبببم‬
‫ﻧﻌﻢأو نقببببل المراكببببز القانونيببببة‪ ،‬غيببببر أنببببه فببببي ظببببل التحببببوالت والمتغيببببرات‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬ببباء أو تعببببديل أو انهبببباء‬
‫إنشب‬
‫‪2023‬بببي نعيشببببها أصبببببحت بعببببض االخببببتالالت تشببببوب التببببوازن العقببببدي فببببي‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪ :‬واالجتماعيببببة التب‬
‫االقتصببببادية‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫عديببد مببن العقببود‪ ،‬بمببا فيهببا عقببد الكببراء التجبباري الببذي سببعى المشببرع جاهببدا الببى ضبببط أحكامببه بمببا‬
‫ﻳﻨﺎﻳﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫يضبببمن حمايبببة لطرفبببي العقببببد ويحفبببظ عامبببل االسبببتقرار للمؤسسببببة التجاريبببة والصبببناعية والحرفيببببة‪،‬‬
‫‪118 - 132‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫ببببالنظر لمبببا لهبببا مبببن آثبببار إيجابيبببة علبببى تنشبببيط حركبببة االقتصببباد ودفبببع عجلبببة النمبببو نحبببو االزدهبببار‬
‫‪1385477‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫‪1‬‬
‫والرخاء‪.‬‬
‫المنظمبببة للعالقبببة ببببين المكبببري والمكتبببري ال تضبببمن تبببوفر عنصبببر‬ ‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫وبمبببا أن القواعبببدﺑﺤﻮﺙ‬
‫العامبببة‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬

‫‪Arabic‬التجبباري‪ ،‬أقببدم المشببرع علببى وضببع قواعببد قانونيببة تحمببل بببين ثناياهببا‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬االسببتقرار المسترسببل لألصببل‬
‫بببانون ‪ 91-91‬الخبببباص بكببببراء العقببببارات أو المحببببالت المخصصببببة‬ ‫‪IslamicInfo‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬ببببة‪ ،‬والمتمثلببببة فببببي القب‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪأحكامببببا ناجع‬
‫ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫‪2‬‬
‫الحرفي‪.‬‬
‫ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ‪،‬‬‫الصناعي أو‬
‫لالستعمال التجاري أو ﺍﻷﺻﻞ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1385477‬ترسببانة مببن القببوانين التببي‬
‫وقببد شببكل هببذا القببانون مكسبببا تشببريعيا هامببا فببي مسببار صببدور‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫تهبببدف إلبببى تنظبببيم الحيببباة االقتصبببادية ببببالمغرب بغيبببة وضبببعه فبببي مصببباف البببدول المتقدمبببة‪ ،‬ومتالفيبببا‬
‫فبببي نفبببس الوقبببت الثغبببرات التبببي كانبببت تشبببوب التنظبببيم القبببانوني السبببابق للكبببراء التجببباري فبببي ظبببل‬
‫الظهيبببر ‪ ، 9155/15/19‬والبببذي أببببان تطبيقبببه عبببن كثيبببر مبببن المسببباوئ والسبببلبيات التبببي كبببان ضبببحيتها‬
‫المكتبببري‪ ،‬حيببببث ارتبطببببت العديبببد مببببن حقوقببببه بضبببرورة سببببلوك إجببببراءات ومسببباطر معقببببدة والتقيببببد‬
‫بآجال قصيرة تحت طائلة سقوط هذه الحقوق‪.‬‬
‫ولعببل مببن أهببم هببذه الحقببوق نجببد الحببق فببي التعببويض عببن فقببدان األصببل التجبباري‪ 3‬عنببدما‬
‫يقرر المكري وضع حد لعقد الكراء واسترجاع العين المكتراة‪.‬‬
‫فوفقببببا للوضببببع الحببببالي إذا رغببببب المكببببري فببببي إنهبببباء العالقببببة الكرائيببببة فإنببببه يكببببون ملزمببببا‬
‫ببببباحترام التنظببببيم المحببببدد قانونببببا‪ ،‬كمببببا أن تمكببببين المكتببببري بببببدوره مببببن التعببببويض رهببببين فببببي ظببببل‬
‫األحكببببام الحاليببببة التببببي تحكببببم هببببذه العالقببببة بقواعببببد هامببببة وشببببروط ال مفببببر مببببن احترامهببببا والتقيببببد‬
‫بمضمونها‪.‬‬

‫‪ -1‬جببببواد الرفبببباعي‪ ،‬الكببببراء التجبببباري الثابببببت والمتغيببببر فببببي ضببببوء القببببانون رقببببم ‪ ،91-91‬مطبعببببة النجبببباح الجديببببدة‪ ،‬الطبعببببة األولببببى نببببونبر‬
‫‪ ،1192‬الصفحة ‪.5‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬العقببببارات أو المحببببالت المخصصببببة لالسببببتعمال التجبببباري أو الصببببناعي أو الحرفببببي‪ ،‬الجريببببدة الرسببببمية‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕبببق بكببببراء‬
‫ﺟﻤﻴﻊ‪ 91-‬يتعلب‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬بببم ‪91‬‬
‫‪2024‬القببببانون رقب‬
‫© ‪-2‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫‪.5257‬‬ ‫الصفحة‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬‫‪،)1191‬‬
‫اغسطسﺣﻘﻮﻕ‬ ‫‪ 99‬ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ( ﻣﻊ‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‪9937‬‬
‫ذي القعدة‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫بتاريخ ‪7‬‬ ‫‪1911‬‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬ ‫ﻫﺬﻩعدد‬
‫بباري ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ تجب‬
‫ﻣﻦببة نشببباط‬
‫لممارسب‬
‫ﺗﺼﺮﻳﺢبببةﺧﻄﻲ‬
‫المخصص‬ ‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ(ببةﺩﻭﻥ‬
‫األمبببوال المنقولب‬
‫ﺃﻭبببعﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖجمي‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻊ يشبببمل‬
‫)ﻣﺜﻞمعنبببوي‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔبببول‬
‫بباريﺃﻱمبببال منق‬
‫التجبﻋﺒﺮ‬ ‫األصبببل‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫التجبببارة"‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ‬ ‫ﻭﻳﻤﻨﻊ مدونبببة‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ‬ ‫ﻓﻘﻂ‪ 71،‬مبببن‬
‫المبببادة‬ ‫‪-3‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫عدة أنشطة تجارية‪".‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫أو‬

‫‪118‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫التعويض عن فقدان األصل التجاري في ظل القانون ‪41-11‬‬


‫بوهدي‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬ ‫ﺑﻬﺬﺍمضي‬
‫ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ حسن‬
‫ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬ ‫خديجة‬ ‫دة ‪.‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬
‫طالب باحث بسلك الدكتوراه‬ ‫أستاذة القانون الخاص‬
‫بكلية الحقوق أكادير‬ ‫‪APA‬الحقوق أكادير‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫بكلية‬
‫ﻣﻀﻰ‪ ،‬ﺧﺪﻳﺠﺔ‪ ،‬ﻭ ﺑﻮﻫﺪﻱ‪ ،‬ﺣﺴﻦ‪ .(2023) .‬ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫‪16-49.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﻮﻏﺎﺯ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻉ‪ .132 - 118 ،23,24‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1385477‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﻣﻀﻰ‪ ،‬ﺧﺪﻳﺠﺔ‪ ،‬ﻭ ﺣﺴﻦ ﺑﻮﻫﺪﻱ‪" .‬ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ‪".16-49‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺒﻮﻏﺎﺯ‬
‫تشبببكل العقبببود أهبببم التصبببرفات التبببي تعكبببس إرادة أطرافهبببا ومبببا يرتضبببونه مبببن شبببروط فبببي‬
‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔﻉ‪ .132 - 118 :(2023) 23,24‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫بببة‪ ،‬غيببببر أنببببه فببببي ظببببل التحببببوالت والمتغيببببرات‬‫إنشبببباء أو تعببببديل أو انهبببباء أو نقببببل المراكببببز القانونيب‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1385477‬‬
‫االقتصببببادية واالجتماعيببببة التببببي نعيشببببها أصبببببحت بعببببض االخببببتالالت تشببببوب التببببوازن العقببببدي فببببي‬
‫عديببد مببن العقببود‪ ،‬بمببا فيهببا عقببد الكببراء التجبباري الببذي سببعى المشببرع جاهببدا الببى ضبببط أحكامببه بمببا‬
‫يضبببمن حمايبببة لطرفبببي العقببببد ويحفبببظ عامبببل االسبببتقرار للمؤسسببببة التجاريبببة والصبببناعية والحرفيببببة‪،‬‬
‫ببببالنظر لمبببا لهبببا مبببن آثبببار إيجابيبببة علبببى تنشبببيط حركبببة االقتصببباد ودفبببع عجلبببة النمبببو نحبببو االزدهبببار‬
‫‪1‬‬
‫والرخاء‪.‬‬
‫وبمبببا أن القواعبببد العامبببة المنظمبببة للعالقبببة ببببين المكبببري والمكتبببري ال تضبببمن تبببوفر عنصبببر‬
‫االسببتقرار المسترسببل لألصببل التجبباري‪ ،‬أقببدم المشببرع علببى وضببع قواعببد قانونيببة تحمببل بببين ثناياهببا‬
‫أحكامببببا ناجعببببة‪ ،‬والمتمثلببببة فببببي القببببانون ‪ 91-91‬الخبببباص بكببببراء العقببببارات أو المحببببالت المخصصببببة‬
‫‪2‬‬
‫لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي‪.‬‬
‫وقببد شببكل هببذا القببانون مكسبببا تشببريعيا هامببا فببي مسببار صببدور ترسببانة مببن القببوانين التببي‬
‫تهبببدف إلبببى تنظبببيم الحيببباة االقتصبببادية ببببالمغرب بغيبببة وضبببعه فبببي مصببباف البببدول المتقدمبببة‪ ،‬ومتالفيبببا‬
‫فبببي نفبببس الوقبببت الثغبببرات التبببي كانبببت تشبببوب التنظبببيم القبببانوني السبببابق للكبببراء التجببباري فبببي ظبببل‬
‫الظهيبببر ‪ ، 9155/15/19‬والبببذي أببببان تطبيقبببه عبببن كثيبببر مبببن المسببباوئ والسبببلبيات التبببي كبببان ضبببحيتها‬
‫المكتبببري‪ ،‬حيببببث ارتبطببببت العديبببد مببببن حقوقببببه بضبببرورة سببببلوك إجببببراءات ومسببباطر معقببببدة والتقيببببد‬
‫بآجال قصيرة تحت طائلة سقوط هذه الحقوق‪.‬‬
‫ولعببل مببن أهببم هببذه الحقببوق نجببد الحببق فببي التعببويض عببن فقببدان األصببل التجبباري‪ 3‬عنببدما‬
‫يقرر المكري وضع حد لعقد الكراء واسترجاع العين المكتراة‪.‬‬
‫فوفقببببا للوضببببع الحببببالي إذا رغببببب المكببببري فببببي إنهبببباء العالقببببة الكرائيببببة فإنببببه يكببببون ملزمببببا‬
‫ببببباحترام التنظببببيم المحببببدد قانونببببا‪ ،‬كمببببا أن تمكببببين المكتببببري بببببدوره مببببن التعببببويض رهببببين فببببي ظببببل‬
‫األحكببببام الحاليببببة التببببي تحكببببم هببببذه العالقببببة بقواعببببد هامببببة وشببببروط ال مفببببر مببببن احترامهببببا والتقيببببد‬
‫بمضمونها‪.‬‬

‫‪ -1‬جببببواد الرفبببباعي‪ ،‬الكببببراء التجبببباري الثابببببت والمتغيببببر فببببي ضببببوء القببببانون رقببببم ‪ ،91-91‬مطبعببببة النجبببباح الجديببببدة‪ ،‬الطبعببببة األولببببى نببببونبر‬
‫‪ ،1192‬الصفحة ‪.5‬‬
‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬العقببببارات أو المحببببالت المخصصببببة لالسببببتعمال التجبببباري أو الصببببناعي أو الحرفببببي‪ ،‬الجريببببدة الرسببببمية‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕبببق بكببببراء‬
‫ﺟﻤﻴﻊ‪ 91-‬يتعلب‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬بببم ‪91‬‬
‫‪2024‬القببببانون رقب‬
‫© ‪-2‬‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫‪.5257‬‬ ‫الصفحة‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬‬‫‪،)1191‬‬
‫اغسطسﺣﻘﻮﻕ‬ ‫‪ 99‬ﺃﺻﺤﺎﺏ‬ ‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ( ﻣﻊ‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ‪9937‬‬
‫ذي القعدة‬ ‫ﻋﻠﻰ‬ ‫بتاريخ ‪7‬‬ ‫‪1911‬‬
‫ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬ ‫ﻫﺬﻩعدد‬
‫بباري ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬ ‫ﺃﺻﺤﺎﺏ تجب‬
‫ﻣﻦببة نشببباط‬
‫لممارسب‬
‫ﺗﺼﺮﻳﺢبببةﺧﻄﻲ‬
‫المخصص‬ ‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ(ببةﺩﻭﻥ‬
‫األمبببوال المنقولب‬
‫ﺃﻭبببعﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖجمي‬
‫ﻣﻮﺍﻗﻊ يشبببمل‬
‫)ﻣﺜﻞمعنبببوي‬
‫ﻭﺳﻴﻠﺔبببول‬
‫بباريﺃﻱمبببال منق‬
‫التجبﻋﺒﺮ‬ ‫األصبببل‬
‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‬ ‫التجبببارة"‬
‫ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ‬ ‫ﻭﻳﻤﻨﻊ مدونبببة‬
‫ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ‬ ‫ﻓﻘﻂ‪ 71،‬مبببن‬
‫المبببادة‬ ‫‪-3‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫عدة أنشطة تجارية‪".‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫أو‬

‫‪118‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫التعويض عن فقدان األصل التجاري في ظل القانون ‪41-11‬‬


‫حسن بوهدي‬ ‫دة‪ .‬خديجة مضي‬
‫طالب باحث بسلك الدكتوراه‬ ‫أستاذة القانون الخاص‬
‫بكلية الحقوق أكادير‬ ‫بكلية الحقوق أكادير‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تشبببكل العقبببود أهبببم التصبببرفات التبببي تعكبببس إرادة أطرافهبببا ومبببا يرتضبببونه مبببن شبببروط فبببي‬
‫إنشبببباء أو تعببببديل أو انهبببباء أو نقببببل المراكببببز القانونيببببة‪ ،‬غيببببر أنببببه فببببي ظببببل التحببببوالت والمتغيببببرات‬
‫االقتصببببادية واالجتماعيببببة التببببي نعيشببببها أصبببببحت بعببببض االخببببتالالت تشببببوب التببببوازن العقببببدي فببببي‬
‫عديببد مببن العقببود‪ ،‬بمببا فيهببا عقببد الكببراء التجبباري الببذي سببعى المشببرع جاهببدا الببى ضبببط أحكامببه بمببا‬
‫يضبببمن حمايبببة لطرفبببي العقببببد ويحفبببظ عامبببل االسبببتقرار للمؤسسببببة التجاريبببة والصبببناعية والحرفيببببة‪،‬‬
‫ببببالنظر لمبببا لهبببا مبببن آثبببار إيجابيبببة علبببى تنشبببيط حركبببة االقتصببباد ودفبببع عجلبببة النمبببو نحبببو االزدهبببار‬
‫‪1‬‬
‫والرخاء‪.‬‬
‫وبمبببا أن القواعبببد العامبببة المنظمبببة للعالقبببة ببببين المكبببري والمكتبببري ال تضبببمن تبببوفر عنصبببر‬
‫االسببتقرار المسترسببل لألصببل التجبباري‪ ،‬أقببدم المشببرع علببى وضببع قواعببد قانونيببة تحمببل بببين ثناياهببا‬
‫أحكامببببا ناجعببببة‪ ،‬والمتمثلببببة فببببي القببببانون ‪ 91-91‬الخبببباص بكببببراء العقببببارات أو المحببببالت المخصصببببة‬
‫‪2‬‬
‫لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي‪.‬‬
‫وقببد شببكل هببذا القببانون مكسبببا تشببريعيا هامببا فببي مسببار صببدور ترسببانة مببن القببوانين التببي‬
‫تهبببدف إلبببى تنظبببيم الحيببباة االقتصبببادية ببببالمغرب بغيبببة وضبببعه فبببي مصببباف البببدول المتقدمبببة‪ ،‬ومتالفيبببا‬
‫فبببي نفبببس الوقبببت الثغبببرات التبببي كانبببت تشبببوب التنظبببيم القبببانوني السبببابق للكبببراء التجببباري فبببي ظبببل‬
‫الظهيبببر ‪ ، 9155/15/19‬والبببذي أببببان تطبيقبببه عبببن كثيبببر مبببن المسببباوئ والسبببلبيات التبببي كبببان ضبببحيتها‬
‫المكتبببري‪ ،‬حيببببث ارتبطببببت العديبببد مببببن حقوقببببه بضبببرورة سببببلوك إجببببراءات ومسببباطر معقببببدة والتقيببببد‬
‫بآجال قصيرة تحت طائلة سقوط هذه الحقوق‪.‬‬
‫ولعببل مببن أهببم هببذه الحقببوق نجببد الحببق فببي التعببويض عببن فقببدان األصببل التجبباري‪ 3‬عنببدما‬
‫يقرر المكري وضع حد لعقد الكراء واسترجاع العين المكتراة‪.‬‬
‫فوفقببببا للوضببببع الحببببالي إذا رغببببب المكببببري فببببي إنهبببباء العالقببببة الكرائيببببة فإنببببه يكببببون ملزمببببا‬
‫ببببباحترام التنظببببيم المحببببدد قانونببببا‪ ،‬كمببببا أن تمكببببين المكتببببري بببببدوره مببببن التعببببويض رهببببين فببببي ظببببل‬
‫األحكببببام الحاليببببة التببببي تحكببببم هببببذه العالقببببة بقواعببببد هامببببة وشببببروط ال مفببببر مببببن احترامهببببا والتقيببببد‬
‫بمضمونها‪.‬‬

‫‪ -1‬جببببواد الرفبببباعي‪ ،‬الكببببراء التجبببباري الثابببببت والمتغيببببر فببببي ضببببوء القببببانون رقببببم ‪ ،91-91‬مطبعببببة النجبببباح الجديببببدة‪ ،‬الطبعببببة األولببببى نببببونبر‬
‫‪ ،1192‬الصفحة ‪.5‬‬
‫‪ -2‬القببببانون رقببببم ‪ 91-91‬يتعلببببق بكببببراء العقببببارات أو المحببببالت المخصصببببة لالسببببتعمال التجبببباري أو الصببببناعي أو الحرفببببي‪ ،‬الجريببببدة الرسببببمية‬
‫عدد ‪ 1911‬بتاريخ ‪ 7‬ذي القعدة ‪ 99( 9937‬اغسطس ‪ ،)1191‬الصفحة ‪.5257‬‬
‫‪ -3‬المبببادة ‪ 71‬مبببن مدونبببة التجبببارة" األصبببل التجببباري مبببال منقبببول معنبببوي يشبببمل جميبببع األمبببوال المنقولبببة المخصصبببة لممارسبببة نشببباط تجببباري‬
‫أو عدة أنشطة تجارية‪".‬‬

‫‪118‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫ويكتسبببي موضبببوع التعبببويض عبببن فقبببدان األصبببل التجببباري فبببي ظبببل القبببانون ‪ 91-91‬أهميبببة‬
‫وازنببة‪ ،‬تتجلببى فيمببا يببوفره هببذا التنظببيم القببانوني مببن اسببتقرار للمعببامالت التجاريببة عبببر بببث التببوازن‬
‫ببببين مصبببالح المكبببري والمكتبببري بمبببا يحمبببي األصبببل التجببباري حجبببر الزاويبببة فبببي الموضبببوع‪ ،‬السبببيما‬
‫فببببي ظببببل عببببدم إلمببببام الطببببرفين بكببببل الجوانببببب القانونيببببة التببببي تحكببببم المعببببامالت فببببي إطببببار الكببببراء‬
‫التجاري‪.‬‬
‫كمبببا أن دراسبببة هبببذا النبببوع مبببن المنازعبببات التجاريبببة يسبببمح بتبيبببان مختلبببف القواعبببد والمراحبببل‬
‫التبببي يمبببر منهبببا اسبببتفادة المكتبببري مبببن حقبببه‪ ،‬فبببي احتبببرام تبببام لمببببدأ مشبببروعية حبببق الملكيبببة الممنبببوح‬
‫للمكري‪.‬‬
‫ويطبببرح هبببذا الموضبببوع إشبببكالية جوهريبببة تنصبببب حبببول مبببدى كفايبببة األحكبببام القانونيبببة للقبببانون‬
‫‪ 91-91‬لضببببمان حببببق المكتببببري فببببي التعببببويض عببببن فقببببدان األصببببل التجبببباري؟ وتتفببببرع عببببن هببببذه‬
‫اإلشببببكالية مجموعببببة مببببن التسبببباؤالت يمكببببن إجمالهببببا فيمببببا يلببببي‪- :‬مببببا هببببي شببببروط االسببببتفادة مببببن‬
‫التعببويض عببن فقببدان األصببل التجبباري فببي ظببل القببانون ‪91-91‬؟ وكيببف نظببم المشببرع الحبباالت التببي‬
‫يسبببتحق فيهبببا المكتبببري التعبببويض فبببي ظبببل هبببذا القبببانون؟ ومبببا هبببي الحببباالت التبببي يعفبببى فيهبببا المكبببري‬
‫مبببن التعبببويض عبببن فقبببدان األصبببل التجببباري؟ وهبببل اسبببتطاع المشبببرع تبببدارك الهفبببوات التبببي كانبببت‬
‫تعتري التنظيم القديم للكراء التجاري في هذا اإلطار؟‬
‫إشكاالت وأخرى سنحاول اإلجابة عنها من خالل التقسيم اآلتي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ضوابط التعويض عن فقدان األصل التجاري وفقا للقانون ‪41-11‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حاالت التعويض عن فقدان األصل التجاري وفقا للقانون ‪41-11‬‬

‫‪119‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫المطلب األول‪ :‬ضوابط التعويض عن فقدان األصل التجاري وفقا للقانون ‪41-11‬‬
‫حببرص المشببرع فببي القببانون الجديببد علببى تحقيببق نببوع مببن التببوازن بببين طرفببـي عقببـد الكببراء‪،‬‬
‫حيبببث جسبببد أرقبببى المكتسببببات الهامبببة فبببي هبببذا الصبببدد متجببباوزا ببببذلك الهفبببوات التبببي كبببان يتخببببط فيهبببا‬
‫التنظبببيم القبببانوني السبببابق أي ظهيبببر ‪ ،9155/15/19‬ومبببن ذلبببك تخويبببل المكتبببري الحبببق فبببي المطالببببة‬
‫بببببالتعويض عنببببد ثبببببوت ضببببرورة إفراغببببه مببببـن المحببببل التجبببباري‪ ،‬وكببببل شببببرط أو اتفبببباق مببببن شببببأنه‬
‫حرمان المكتري من حقه في التعويض يعتبر باطال‪.‬‬
‫والغايبببة مبببن التعبببويض هبببي جببببر الضبببرر البببذي يلحبببق المكتبببري بسببببب رفبببـض المكبببـري تجديبببد‬
‫العقبببد ببببدون سببببب مشبببروع‪ ،‬ومبببا يترتبببب علبببى ذلبببك مبببن فقبببدان الحبببق فبببي الكبببراء‪ ،‬وبالتبببـالي التبببأثير‬
‫على باقي عناصر األصل التجاري (الفقرة األولى)‪.‬‬
‫ويعتبببببر الحببببق فببببي المطالبببببة بببببالتعويض مببببن الحقببببوق والضببببمانات التببببي كرسببببها المشببببرع‬
‫لصبببالح المكتبببري‪ ،‬فبببي مقاببببل إقبببرار الحبببق فبببي إنهببباء عقبببد الكبببراء التجببباري للمالبببك واسبببترجاع محلبببه‬
‫شبببريطة عبببدم اإلضبببرار بمالبببك األصبببل التجببباري‪ ،‬وإذا كبببان األصبببل فبببي التعبببويض أنبببه ال يمكبببن النيبببل‬
‫منبببه‪ ،‬وال يجبببوز أن يحبببرم منبببه المكتبببري‪ ،‬فبببإن إثببببات المكبببري قيبببام سببببب مبببن األسبببباب البببواردة فبببي‬
‫المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 91-91‬يفقده هذا الحق الجوهري‪.‬‬
‫كمبببا يشبببترط لتعبببويض المكتبببري أن تتبببوفر فبببي العالقبببة الكرائيبببة الشبببروط العامبببة المتطلببببة فبببي‬
‫إطبببار البببباب األول مبببن القببببانون رقبببم ‪ ، 91-91‬علمبببا أن إمكانيبببة الحكببببم ببببالتعويض عبببن إنهببباء عقببببد‬
‫الكببراء مرتبطببة أيضببا بثبببوت صببحة السبببب المعتمببد فببي اإلنببذار‪ ،‬واحتببرام آجببال المطالبببة بببالتعويض‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم التعويض عن فقدان األصل التجاري في القانون ‪41-11‬‬
‫إن صببباحب حبببق الملك يبببة يتمتبببع كقاعبببدة عامبببة بحبببق االسبببتعمال واالسبببتغالل والتصبببرف‪ ،‬غيبببر‬
‫أنببه فببي المقابببل قببد يتنببازل للغيببر عببن منببافع ملكببه بعببوض أو بغيببر عببوض‪ ،‬وذلببك فببي إطببار الوظيفببة‬
‫االقتصببادية واالجتماعيبببة للملكيبببة‪ 1‬والتببي تببببرز فبببي عقببد الكبببراء‪ ،2‬والسبببيما عقببد الكبببراء التجببباري مبببن‬
‫خالل ما يحقق هذا األخير للطرفين من أهداف اقتصادية‪.‬‬
‫وعليببببه يببببرتبط المكببببري صبببباحب العقببببار والمكتببببري مالببببك األصببببل التجبببباري بعقببببد الكببببراء‬
‫التجبباري الببذي تببؤثر فيببه عببدة متغيببرات وعوامببل قببد تفظببي بببالمكري الببى رفببض االقببدام علببى تجديببد‬
‫العقد مجددا مع المكتري‪.3‬‬
‫وإذا كبببان المكبببري حبببرا فبببي رفبببض التجديبببد احترامبببا لحقبببه فبببي ملكيتبببه للمحبببل‪ ،‬فبببإن مبببن بببباب‬
‫األخبببالق التعاقديبببة أن يبببتم تعبببويض المكتبببري عمبببا قبببد يلحقبببه مبببن أضبببرار إثبببر خروجبببه مبببن المحبببل‪،‬‬
‫البببذي صبببرف فيبببه وقتبببه وأموالبببه سبببعيا لتطبببوير مشبببروعه التجببباري‪ 4،‬إذ يعتببببر التعبببويض أهبببم ضبببمانة‬
‫بالنسببببة للمتضبببرر لجببببر الضبببرر البببذي أصبببابه‪ ،‬لبببذلك حبببرص المشبببرع المغرببببي علبببى تنظيمبببه وفبببق‬
‫نصوص حمائية تحدد مقدار التعويضات‪.‬‬

‫‪ -1‬محمبببد الكشببببور‪ ،‬الكبببراء المبببدني والكبببراء التجببباري‪ ،‬دراسبببة فبببي نطببباق ظهيبببر ‪ 19‬مببباي ‪ 9155‬وظهيبببر ‪ 15‬دجنببببر ‪ ،9121‬مطبعبببة النجببباح‬
‫الجديدة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪ ،9117‬الصفحة ‪.99‬‬
‫‪ -2‬حسببب الفصبببل ‪ 117‬مبببن ق‪.‬ل‪.‬ع يعتببببر عقبببد الكبببراء "عقببد بمقتضببباه يمبببنح أحبببد طرفيبببه لآلخبببر منفعببة منقبببول أو عقبببار خبببالل مبببدة معينبببة فبببي‬
‫مقابل أجرة محددة يلتزم الطرف اآلخر بدفعها له "‪.‬‬
‫‪3-Anne d'Andigné-Morand, Baux commerciaux, industriels et artisanaux, Ed Delmas, seizième édition 2012, P‬‬
‫‪332.‬‬
‫‪ -4‬بشبببرى أكلبببيلح‪ ،‬التعبببويض فبببي الكبببراء التجببباري‪ ،‬دراسبببة وفبببق ظهيبببر ‪ 19‬مببباي ‪ 9155‬وقبببانون ‪ ،91-91‬رسبببالة لنيبببل دبلبببوم الماسبببتر فبببي‬
‫القانون الخاص‪ ،‬الكلية المتعددة التخصصات ‪-‬تطوان‪ ،-‬السنة الجامعية ‪ ،1197-1191‬الصفحة ‪.5‬‬

‫‪120‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫غيبببر أنبببه لبببم يعطبببي تعريفبببا للتعبببويض‪ ،1‬كمبببا أن فقهببباء القبببانون لبببم يحبببددوا تعريفبببا لبببه‪ ،‬وإنمبببا‬
‫تعرضبببوا مباشبببرة لبيبببان مبببنهج تقبببديره عنبببد تنببباولهم جبببزاء المسبببؤولية‪ ،‬كمبببا توجبببه االهتمبببام نحبببو بيبببان‬
‫‪2‬‬
‫طريقة التعويض دون التقيد بمفهوم معين قد يفوت على البعض فرصة تحصيله‪.‬‬
‫ويمكبببن تعريبببف التعبببويض عبببن إنهببباء عقبببد الكبببراء التجببباري انطالقبببا مبببن المبببادة السبببابعة مبببن‬
‫القبببانون رقبببم ‪ 91-91‬علبببى أنبببه "مببببا لحبببق المكتبببري مبببن ضبببرر نبببباجم عبببن اإلفبببراغ‪ ،‬ويشبببمل هببببذا‬
‫التعببويض قيمببة األصببل التجبباري التببي تحببدد انطالقببا مببن التصببريحات الضببريبية ومببا أنفقببه المكتببري‬
‫مببببن تحسببببينات وإصببببالحات ومببببا فقببببده مببببن عناصببببر األصببببل التجبببباري‪ ،‬ومصبببباريف االنتقببببال مببببن‬
‫المحل‪".‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط استحقاق التعويض‬


‫أقبببر المشبببرع للمكتبببري حقبببه فبببي الحصبببول علبببى التعبببويض جببببرا للضبببرر البببذي يلحبببق ببببه‬
‫بسببببب إنهببباء العقببببد أو رفبببض المكببببري تجديبببده‪ ،‬لمببببا يترتبببب علبببى ذلببببك مبببن أضببببرار أهمهبببا بعثببببرة‬
‫‪3‬‬
‫عناصر األصل التجاري‪.‬‬
‫ويشبببترط لتعبببويض المكتبببري مالبببك األصبببل التجببباري حتبببى يكبببون محقبببا فبببي طلبببب التعبببويض‬
‫أن تتبببوفر فبببي العالقبببة الكرائيبببة الشبببروط العامبببة المتطلببببة فبببي إطبببار القبببانون ‪( 91-91‬أوال)‪ ،‬فضبببال‬
‫عن شروط تخص التعويض في حد ذاته (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬الشروط المتعلقة بالعالقة التعاقدية‬
‫يمكبببن اختبببزال الشبببروط القانونيبببة التبببي بموجبهبببا يكتسبببب المكتبببري حبببق تجديبببد عقبببد الكبببراء‬
‫التجببباري‪ 4‬وكبببذلك الحصبببول علبببى التعبببويض كمقاببببل عبببن رفبببض التجديبببد‪ ،‬فبببي دخبببول العبببين المكتبببراة‬
‫نطبببباق تطبيببببق القببببانون رقببببم ‪ ،91-91‬حيببببث وضببببع المشببببرع المغربببببي ضببببمن أحكببببام هببببذا القببببانون‬
‫مجموعة من المقتضيات تتعلق بالعقود الخاضعة له‪.‬‬
‫فببببالرجوع البببى المبببادة األولبببى‪ 5‬نجبببدها قبببد حصبببرت المجببباالت التبببي تسبببري عليهبببا مقتضبببيات‬
‫القبببانون الجديبببد عببببر تنظبببيم الحببباالت الخاصبببة الموجببببة لتطبيبببق مقتضبببياته‪ ،‬حيبببث أصببببحت منظمبببة‬

‫‪ -1‬نبببص قبببانون االلتزامبببات والعقبببود فبببي الفصبببل ‪ 77‬و‪ 72‬علبببى حبببق المضبببرور فبببي التعبببويض‪ ،‬كمبببا قبببرر فبببي الفصبببول ‪ 12‬و‪ 911 ،11‬مبببن‬
‫نفس القانون األحكام الواجبة التطبيق في ميدان التعويض‪.‬‬
‫‪ -2‬عببببد االاله بنجيببببدي‪ ،‬المسببببؤولية اإلداريببببة للدولبببة علببببى أسبببباس مبببببدأ التضبببامن الببببوطني ‪-‬دراسببببة مقارنببببة‪ ،-‬مجلبببة الحقببببوق سلسببببلة المعببببرف‬
‫القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪ ،11‬السنة ‪ ،1191‬الصفحة ‪.71‬‬
‫‪ -3‬نجببباة الكبببص‪ ،‬الحبببق فبببي الكبببراء كعنصبببر فبببي األصبببل التجببباري ومبببدى الحمايبببة المقبببررة لبببه فبببي ضبببوء ظهيبببر ‪ 19‬مببباي ‪ ،9155‬أطروحبببة‬
‫لنيبببل شبببهادة البببدكتوراه فبببي الحقبببوق‪ ،‬كليبببة العلبببوم القانونيبببة واالقتصبببادية واالجتماعيبببة البببدار البيضببباء‪ ،‬جامعبببة الحسبببن الثببباني‪ ،‬السبببنة الجامعيبببة‬
‫‪ ،1115-1119‬الصفحة ‪.129‬‬
‫‪ -4‬علبببى غبببرار بببباقي العقبببود يلبببزم أن تتبببوفر فبببي عقبببد الكبببراء التجببباري الشبببروط العامبببة األساسبببية لصبببحة العقبببود والمتمثلبببة حسبببب الفصبببل‬
‫األول من قانون االلتزامات والعقود فيما يلي‪:‬‬
‫‪-9‬األهلية لاللتزام‬
‫‪-1‬تعبير صحيح عن اإلرادة يقع على العناصر األساسية لاللتزام‬
‫‪-3‬شيء محقق يصلح أن يكون محال لاللتزام‬
‫‪-9‬سبب مشروع لاللتزام‬
‫‪ -5‬المادة األولى من القانون ‪ " 91-91‬أوال‪ :‬تطبق مقتضيات هذا القانون على ما يلي‪:‬‬
‫‪. 9‬عقود كراء العقارات أو المحالت التي يستغل فيها أصل تجاري في ملكية تاجر أو حرفي أو صانع؛‬
‫‪.1‬عقود كراء العقارات أو المحالت الملحقة بالمحل الذي يستغل فيه األصل التجاري؛‬
‫في حالة تعدد المالكين‪ ،‬فإن ضم استغالل المحل الملحق بالمحل األصلي يجب أن يكون بموافقة مالكي العقار الملحق واألصلي؛‬
‫‪. 3‬عقبببود كبببراء األراضبببي العاريبببة التبببي شبببيدت عليهبببا‪ ،‬إمبببا قبببببل الكبببراء أو بعبببده‪ ،‬بنايبببات السبببتغالل أصبببل تجببباري بشبببرط الموافقبببة الكتابيببببة‬
‫للمالك؛‬
‫‪. 9‬عقبببود كبببراء العقبببارات أو المحبببالت المخصصبببة لالسبببتعمال التجببباري أو الصبببناعي أو الحرفبببي التبببي تبببدخل فبببي نطببباق الملبببك الخببباص للدولبببة‬
‫أو الجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية‪ ،‬مع مراعاة االستثناء الوارد في البند الثاني من المادة الثانية بعده‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫بشبببكل أكثبببر وضبببوحا ودقببب ة‪ ،‬ومبببن هبببذه العقبببود التبببي يشبببملها نجبببد عقبببود كبببراء العقبببارات أو المحبببالت‬
‫التي يستغل فيها أصل تجاري في ملكية تاجر أو حرفي أو صانع‪.‬‬
‫كمبببا أنبببه لبببيس كبببل المحبببالت التجاريبببة والصبببناعية والحرفيبببة خاضبببعة لقبببانون ‪ ،91-91‬فهنببباك‬
‫‪1‬‬
‫محالت تخضع لهذا القانون وأخرى مستثناة من تطبيق هذا القانون‪.‬‬
‫وممبببا سببببق يظهبببر أن المشبببرع وسبببع نطببباق تطبيبببق هبببذا القبببانون وأضببباف مجببباالت جديبببدة‬
‫تسبببري عليهبببا مقتضبببياته لبببم يكبببن منصبببوص عليهبببا سبببابقا‪ ،‬مقاببببل اسبببتثناء مجموعبببة مبببن العقبببود مبببن‬
‫نطاق تطبيق القانون ألسباب خاصة‪.‬‬
‫وإلبببى جانبببب ذلبببك اسبببتلزم المشبببرع تبببوفر شبببروطا شبببكلية تجبببد سبببندها فبببي المبببادة الثالثبببة مبببن‬
‫القببانون ‪ ،91-91‬خالفببا لمبببدأ سببلطان االرادة الببذي يقببوم أساسببا علببى مببنح األشببخاص حريببة ابببرام مببا‬
‫يشاؤون من عقود‪ ،‬ذلك أن األصل في عقود الكراء الرضائية‪.‬‬
‫ويرجبببع اعتمببباد هبببذا التوجبببه البببى السبببعي لبلبببوغ محبببددات هامبببة تبببرتبط بتحقيبببق األمبببن القبببانوني‬
‫والقضائي واستقرار المراكز القانونية ألطراف العالقة الكرائية وكذا األغيار‪.‬‬
‫وبالتبببالي وجبببب إفبببراغ عقبببد الكبببراء التجببباري فبببي شبببكل محبببرر كتبببابي ثاببببت التببباريخ تحبببت‬
‫طائلببببة عببببدم إخضبببباعه لمقتضببببيات القببببانون ‪ ،91-91‬حيببببث نببببص المشببببرع علببببى أن عقببببود كببببراء‬
‫العقبببببارات أو المحبببببالت المخصصبببببة لالسبببببتعمال التجببببباري أو الصبببببناعي أو الحرفبببببي تببببببرم وجوببببببا‬
‫بمحبببرر كتبببابي ثاببببت التببباريخ‪ ،‬لبببيس هبببذا فحسبببب ببببل ويجبببب عنبببد تسبببليم المحبببل تحريبببر بيبببان بوصبببف‬
‫حالبببة األمببباكن يكبببون حجبببة ببببين األطبببراف‪ ،‬وذلبببك حتبببى يكبببون منتجبببا آلثببباره القانونيبببة سبببواء ببببين‬
‫المتعاقدين أو بينهم وبين الغير‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تسري مقتضيات هذا القانون أيضا على عقود كراء المحالت اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫‪.9‬العقارات أو المحالت التي تمارس فيها مؤسسات التعليم الخصوصي نشاطها؛‬
‫‪.1‬العقارات أو المحالت التي تمارس فيها التعاونيات نشاطا تجاريا؛‬
‫‪.3‬العقارات أو المحالت التي تمارس فيها المصحات والمؤسسات المماثلة لها نشاطها؛‬
‫‪. 9‬العقبببببارات أو المحبببببالت التبببببي يمبببببارس فيهبببببا النشببببباط الصبببببيدلي والمختببببببرات الخاصبببببة للتحاليبببببل البيولوجيبببببة الطبيبببببة وعيبببببادات الفحبببببص‬
‫باألشعة‪".‬‬
‫‪ -1‬المادة ‪ 1‬من القانون ‪ ":91-91‬ال تخضع لمقتضيات هذا القانون‪:‬‬
‫‪.9‬عقود كراء العقارات أو المحالت التي تدخل في نطاق الملك العام للدولة أو الجماعات الترابية أو المؤسسات العمومية؛‬
‫‪. 1‬عقبببود كبببراء العقبببارات أو المحبببالت التبببي تبببدخل فبببي نطببباق الملبببك الخببباص للدولبببة أو فبببي ملبببك الجماعبببات الترابيبببة أو المؤسسبببات العموميبببة‬
‫حينما تكون تلك األمالك مرصودة لمنفعة عامة؛‬
‫‪.3‬عقود كراء العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي التي تدخل في نطاق األوقاف ؛‬
‫‪. 9‬عقببببود كببببراء العقببببارات أو المحببببالت المخصصببببة لالسببببتعمال التجبببباري أو الصببببناعي أو الحرفببببي التببببي تبببببرم بنبببباء علببببى مقببببرر قضببببائي أو‬
‫نتيجة له؛‬
‫‪.5‬عقبببود كبببراء العقبببارات أو المحبببالت ا لموجبببودة ببببالمراكز التجاريبببة؛ ويقصبببد ببببالمركز التجببباري‪ ،‬فبببي مفهبببوم هبببذا القبببانون‪ ،‬كبببل مجمبببع تجببباري‬
‫ذي شبببعار موحبببد مشبببيد علبببى عقبببار مهيبببأ ومسبببتغل بشبببكل موحبببد‪ ،‬ويضبببم بنايبببة واحبببدة أو عبببدة بنايبببات تشبببتمل علبببى محبببالت تجاريبببة ذات نشببباط‬
‫واحبببد أو أنشبببطة متعبببددة‪ ،‬وفبببي ملكيببببة شبببخص ذاتبببي أو عبببدة أشببببخاص ذاتيبببين أو شبببخص اعتبببباري أو فببببي عبببدة أشبببخاص اعتبببباريين‪ ،‬و يببببتم‬
‫تسييره بصورة موحدة إما مباشرة من طرف مالك المركز التجاري أو عن طريق أي شخص يكلفه هذا األخير‪.‬‬
‫ويقصببببد بالتسببببيير كببببل التببببدابير التببببي تتخببببذ لتحسببببين سببببمعة وجاذبيببببة المركببببز التجبببباري والرفببببع مببببن عببببدد زواره كاإلشببببهار أو التنشببببيط أو‬
‫التسويق أو ضمان احترام المميزات والخصائص التقنية والهندسية للمركز أو تنظيم ساعات العمل أو الحراسة أو النظافة؛‬
‫‪. 1‬عقببببود كببببراء العقببببارات أو المحببببالت المتواجببببدة بالفضبببباءات المخصصببببة السببببتقبال مشبببباريع المقبببباوالت التببببي تمببببارس نشبببباطها بقطبببباعي‬
‫الصبببناعة وتكنولوجيبببا المعلومبببات‪ ،‬و كبببذا جميبببع الخبببدمات ذات الصبببلة‪ ،‬بمبببا فبببي ذلبببك ترحيبببل الخبببدمات‪ ،‬والتبببي تنجزهبببا الدولبببة أو الجماعبببات‬
‫الترابيبببة أو المؤسسبببات العموميبببة أو المقببباوالت التبببي تملبببك فيهبببا الدولبببة أو شبببخص مبببن أشبببخاص القبببانون العبببام مجمبببوع أو أغلبيبببة رأسبببمالها‬
‫بهدف دعم وتطوير أنشطة مدرة للدخل ومحدثة لفرص العمل‪.‬‬
‫‪.7‬عقود الكراء الطويل األمد؛‬
‫‪.2‬عقود االئتمان اإليجاري العقاري‪".‬‬

‫‪122‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫هبببذا مبببن جهبببة ومبببن جهبببة أخبببرى اسبببتلزم المشبببرع شبببرطا ثالبببث متمبببثال فبببي استرسبببال‬
‫المبببدة الالزمبببة إلثببببات اكتسببباب الملكيبببة التجاريبببة‪ ،‬التبببي يعتببببر حبببق التجديبببد أحبببد دعائمهبببا وفقبببا للمبببادة‬
‫‪1‬‬
‫الرابعة من نفس القانون‪.‬‬
‫ونميبببز هنبببا ببببين اسبببتغالل األصبببل التجببباري واسبببتغالل العبببين المكتبببراة ألن المقصبببود بمبببدة‬
‫االسبببتغالل هنبببا هبببو اسبببتغالل األصبببل التجببباري‪ ،‬ال مجبببرد االنتفببباع‪2‬العبببادي ببببالعين المكتبببراة‪ ،‬ذلبببك أن‬
‫االنتفببباع قبببد يحصبببل بمجبببرد حفبببظ البضبببائع أو المعبببدات بعبببد غلبببق المتجبببر وإيقببباف اسبببتغالل األصبببل‬
‫التجببباري‪ ،‬واالنتفببباع بهبببذه الصبببورة ال يبببدخل فبببي حسببباب مبببدة االسبببتغالل المكسببببة للحبببق فبببي الكبببراء‪،‬‬
‫ألن هذا الحق إنما وضع لحماية وضمان استقرار األصل التجاري‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط المتعلقة بالتعويض‬
‫عببببر المشبببرع بتدخلبببه لتحديبببد المعبببايير الواجبببب اخبببذها بعبببين االعتببببار عنبببد تقبببدير التعبببويض‬
‫الخاص باإلفراغ عن تقليص واضح في السلطة التقديرية الممنوحة للمحكمة (‪.)9‬‬
‫وقببد جبباء ذلببك لوضببع حببد للتعببويض المبببالغ فيببه‪ ،‬الببذي كببان يحصببل عليببه المكتببري مقابببل‬
‫إفراغبببه‪ ،‬اسبببتنادا لتقبببدير الخببببراء لعناصبببر األصبببل التجببباري‪ ،‬مبببا يجعبببل المتقاضبببين متبببوقعين لمبلبببغ‬
‫التعببببويض المنتظببببر الحكببببم بببببه علببببى وجببببه التقريببببب ويحببببول دون مفاجببببأة المكببببري بببببالحكم عليببببه‬
‫بتعببويض قبببد يجعلبببه غيببر قبببادر علبببى الوفبباء ببببه‪ ،‬فيضبببطر إلببى التراجبببع عبببن طلببب اإلفبببراغ وممارسبببة‬
‫‪3‬‬
‫حق التوبة‪.‬‬
‫وال شببببك أن هببببذا االتجبببباه مببببا هببببو إال تجسببببيد لمبببببدأ الشببببفافية‪ ،‬السببببيما وأن الحصببببول علببببى‬
‫التعبببويض ال يتوقبببف علبببى اإلقبببرار القبببانوني باسبببتحقاقه ببببل بتبببوفر الشبببروط التبببي تخبببول المطالببببة ببببه‬
‫(‪.)1‬‬
‫‪-9‬معايير التعويض عن فقدان األصل التجاري‬
‫تطببببرق المشببببرع فببببي المببببادة السببببابعة مببببن القببببانون ‪ 91-91‬المعببببايير المعتمببببدة فببببي تحديببببد‬
‫التعبببويض المسبببتحق للمكتبببري عبببن إنهببباء عقبببد الكبببراء‪ ،‬حيبببث أكبببدت علبببى اسبببتحقاقه التعبببويض عبببن‬
‫إنهببباء عقبببد الكبببراء‪ ،‬مبببع مراعببباة االسبببتثناءات البببواردة فبببي هبببذا القبببانون‪ ،‬ويعبببادل التعبببويض مبببا لحبببق‬
‫المكتري من ضرر ناجم عن اإلفراغ‪.‬‬
‫كمبببا يتوقبببف معرفبببة قيمبببة التعبببويض المسبببتحق عبببن إنهببباء عقبببد الكبببراء علبببى قيمبببة األصبببل‬
‫التجببباري التبببي تحبببدد انطالقبببا مبببن التصبببريحات الضبببريبية للسبببنوات األرببببع األخيبببرة‪ ،‬باإلضبببافة إلبببى‬
‫مبببا أنفقبببه المكتبببري مبببن تحسبببينات وإصبببالحات ومبببا فقبببده مبببن عناصبببر األصبببل التجببباري‪ ،‬كمبببا يشبببمل‬
‫مصاريف االنتقال من المحل‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 9‬من القانون ‪ " 91-91‬يستفيد المكتري من تجديد العقد متى أثبت انتفاعه بالمحل بصفة مستمرة لمدة سنتين على األقل‪.‬‬
‫يعفبببى المكتبببري مبببن شبببرط المبببدة إذا كبببان قبببد قبببدم مبلغبببا ماليبببا مقاببببل الحبببق فبببي الكبببراء‪ ،‬ويجبببب توثيبببق المبلبببغ المبببالي المبببدفوع كتاببببة فبببي عقبببد‬
‫الكراء أو في عقد منفصل‪".‬‬
‫‪ -2‬تجببدر اإلشبببارة إلبببى أن المكتبببري يسبببتفيد مبببن تجديبببد العقبببد متبببى أثببببت انتفاعبببه بالمحبببل أو العقبببار بصبببفة مسبببتمرة لمبببدة سبببنتين علبببى األقبببل مبببن‬
‫تببباريخ ببببدء انتفببباع المكتبببري بالمحبببل أو العقبببار المكتبببرى ولبببيس مبببن تببباريخ إببببرام عقبببد الكبببراء‪ ،‬كمبببا نأمبببل مبببن المشبببرع المغرببببي التوسبببع أكثبببر‬
‫فبببي توضبببيح عببببارة عبببدم اسبببتمرارية االنتفببباع خاصبببة وأن هنببباك حببباالت يتعبببذر فيهبببا االلتبببزام بشبببرط االسبببتمرارية فبببي االنتفببباع نتيجبببة سببببب‬
‫أجنبي كالقوة القاهرة أو حادث فجائي مثال‪.‬‬
‫‪ -3‬سبببعيد موقبببوش‪ ،‬قببببراءة فبببي أهببببم مسبببتجدات القببببانون رقبببم ‪ 91.91‬المتعلبببق بببببالكراء التجببباري والصببببناعي والحرفبببي‪ ،‬مقببببال منشبببور بمجلببببة‬
‫منازعات األعمال‪ ،‬العدد ‪ 92‬نوفمبر ‪ ،1191‬الصفحة ‪.2‬‬
‫‪ -4‬وااليجبببابي فبببي وضبببع معبببايير لتقبببدير التعبببويض أنبببه كلمبببا صبببرح المكتبببري بجميبببع العمليبببات التبببي قبببام بهبببا كلمبببا كانبببت لبببه حظبببوظ أوفبببر‬
‫للحصول على تعويض أكبر عند نشوء النزاع بينه وبين المكري حول العين المكتراة‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫وفببببي هببببذا اإلطببببار صببببدر حكببببم تمهيببببدي عببببن المحكمببببة التجاريببببة بمببببراكش‪ ،1‬أمببببرت بموجبببببه‬
‫الخبيببر باالنتقبببال إلببى محبببل النببزاع ومعاينتبببه ووصببفه وصبببفا شببامال ودقيقبببا ومعاينببة األصبببل التجببباري‬
‫المؤسببببس عليببببه‪ ،‬وبيببببان العناصببببر الماديببببة والمعنويببببة المكونببببة لببببه‪ ،‬وتحديببببد قيمببببة األصببببل التجبببباري‬
‫انطالقبببا مبببن التصببباريح الضبببريبية للسبببنوات األرببببع األخيبببرة باإلضبببافة إلبببى مبببا أنفقبببه مبببن تحسبببينات‬
‫وإصالحات وما فقده من عناصر األصل التجاري إضافة إلى مصاريف االنتقال الى محل آخر‪.‬‬
‫وإلببببى جانببببب التصببببريحات الضببببريبية‪ ،‬نجببببد إدراج نفقببببات التحسببببينات واإلصببببالحات التببببي‬
‫يقببوم بهببا المكتببري ضببمن محببددات قيمببة التعببويض‪ ،‬سببواء تعلببق األمببر بببالتعويض عببن فقببدان األصببل‬
‫التجببباري أو التعبببويض عبببن اإلفبببراغ للهبببدم وإعبببادة البنببباء‪ ،‬فضبببال عبببن مصببباريف االنتقبببال مبببن المحبببل‬
‫أي مصببباريف تفكيبببك المعبببدات والتجهيبببزات ومصببباريف النقبببل‪ ،‬والتبببي لبببم يببببين المشبببرع المقصبببود‬
‫بهببببا‪ ،‬فيمبببب ا إذا كانببببت تشببببمل مصبببباريف االنتقببببال مببببن المحببببل أو مصبببباريف البحببببث عببببن محببببل آخببببر‬
‫‪2‬‬
‫لمزاولة النشاط التجاري أم هما معا‪.‬‬
‫غيبببر أنبببه فبببي حالبببة تقبببديم المكتبببري للمكبببري مبلغبببا ماليبببا مقاببببل الحبببق فبببي الكبببراء فإنبببه ال يمكبببن‬
‫أن يقببل تعببويض اإلفببراغ عببن المبلببغ المببدفوع مقابببل الحببق فببي الكببراء‪" ،‬بيببع المفتبباح"‪ ،‬وهنببا تعببرض‬
‫المشرع لمسألة في غاية األهمية كانت فيما مضى تفتقد للتنظيم‪.‬‬
‫ويبببرى أحبببد البببباحثين‪ 3‬أن المشبببرع المغرببببي لبببم يكبببن موفقبببا أثنببباء صبببياغته للمبببادة السبببابعة‬
‫مببن قببانون رقببم ‪ 91-91‬وذلببك لسببببين‪ ،‬أولهمببا أن صببياغة التعببويض عببن األصببل التجبباري قببد تشببكل‬
‫عائقبببا أمبببام الق ضببباء لتطبيبببق مقتضبببيات هبببذه المبببادة‪ ،‬علبببى اعتببببار أن بعبببض األنشبببطة المزاولبببة بهبببذه‬
‫العقببببارات أو المحببببالت قببببد ال تتببببوفر علببببى أصببببل تجبببباري‪ ،‬كالتعاونيببببات والمصببببحات والمؤسسببببات‬
‫المشببابهة لهببا‪ ،‬ففببي هببذه الحالببة تتبباح للقاضببي سببلطات واسببعة قصببد تقببدير قيمببة التعببويض اسببتنادا إلببى‬
‫األحكام العامة التي كان معموال بها ومن بينها اللجوء إلى الخبرة الفنية‪.‬‬
‫أمببببا فيمببببا يخببببص النقطببببة الثانيببببة فهببببي تتعلببببق بعبببببارة التصبببباريح الضببببريبية‪ ،‬بحيببببث أن‬
‫التصبببباريح التببببي نببببص عليهببببا المشببببرع المغربببببي بمقتضببببى المببببادة السببببابعة والتببببي يقببببوم بهببببا عببببادة‬
‫المكتببري ‪ -‬الملببزم – عببن شببتى عملياتببه وأنشببطته التجاريببة قببد تشببوبها أحيانببا بعببض اإلخببتالالت‪ ،‬إمببا‬
‫لعببببدم مسببببكه المحاسبببببة بشببببكل منببببتظم أو أن تكببببون محاسبببببته عبببببارة عببببن صببببورة صببببادقة وليسببببت‬
‫خالصببة‪ ،‬ممببا يحببدو ببباإلدارة الضببريبية إلببى القيببام بتصببحيح األسبباس الضببريبي المصببرح بببه ومببن ثببم‬
‫فكبببان حبببري بالمشبببرع المغرببببي أن يبببنص علبببى اعتمببباد النتيجبببة الجبائيبببة الخالصبببة ولبببيس التصببباريح‬
‫الضبببريبية الخبببتالف االسببباس الضبببريبي ببببين كلتبببا الحبببالتين لكبببي يصبببير مبلبببغ التعبببويض مقبببدر علبببى‬
‫أسس صحيحة ال غبار عليها‪.‬‬

‫‪ -1‬حكبببببم تمهيبببببدي صبببببدر بتببببباريخ ‪ 91/13/1197‬فبببببي ملبببببف عبببببدد ‪ ،9715/2111/1191‬أورده جبببببواد الرفببببباعي‪ ،‬مرجبببببع سبببببابق‪ ،‬الصبببببفحة‬
‫‪.937‬‬
‫‪ -2‬وفبببي هبببذا اإلطبببار صبببدر حكبببم عبببن المحكمبببة التجاريبببة بأكبببادير جببباء فبببي إحبببدى حيثياتبببه " وحيبببث أن تقريبببر الخببببرة كبببان محبببل انتقببباد مبببن‬
‫طبببرف المكبببري خاصبببة مبببا أورده الخبيبببر بخصبببوص التعبببويض عبببن البببدخل المفبببوت للمكتبببري مبببن خبببالل البحبببث عبببن محبببل ببببديل والبببذي حبببدده‬
‫فبببي مبلبببغ ‪ 11.111.11‬درهبببم ‪ ...‬حيبببث تببببين صبببحة مبببا نعببباه المكتبببري بخصبببوص هبببذا العنصبببر لكبببون الفصبببل السبببابع مبببن قبببانون رقبببم ‪91/91‬‬
‫يبببنص فقبببط علبببى م صببباريف االنتقبببال وفتبببرة البحبببث عبببن المحبببل ولبببم يبببورد تعويضبببا عبببن دخبببل مفبببوت ممبببا يوجبببب حصبببر التعبببويض عبببن هبببذا‬
‫العنصر في مبلغ ‪ 91.111.11‬درهم فقط ‪"...‬‬
‫‪ -‬حكببببم عببببن المحكمببببة التجاريببببة بأكببببادير‪ ،‬عببببدد ‪ ،151‬الملببببف التجبببباري عببببدد ‪ ،1197/2111/9231‬الصببببادر بتبببباريخ ‪ ،1192/19/15‬غيببببر‬
‫منشور‪.‬‬
‫‪ -3‬جواد الرفاعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.932-937‬‬

‫‪124‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫وفيمبببا يخبببص العناصبببر التبببي يشبببملها التعبببويض عبببن فقبببدان األصبببل التجببباري فإنهبببا لبببم تكبببن‬
‫محببل تحديببد دقيببق مببن قبببل المشببرع المغربببي‪ ،‬حيببث اكتفببى فببي المببادة السببابعة بببإيراد عبببارة " قيمببة‬
‫األصل التجاري" باإلضافة الى عبارة "ما فقده من عناصر األصل التجاري"‪.‬‬
‫ويالحبببظ أن المشبببرع المغرببببي وقبببع فبببي التكبببرار عنبببدما نبببص علبببى أن التعبببويض يشبببمل‬
‫قيمبببة األصبببل التجببباري ومبببا فقبببده مبببن عناصبببر األصبببل التجببباري‪ ،‬لكبببون ان عناصبببر األصبببل التجببباري‬
‫فبببي مجموعهبببا هبببي عناصبببر ماديبببة ومعنويبببة وهبببي مبببن تعلبببن عبببن مبببيالد األصبببل التجببباري كوحبببدة‬
‫قانونية واقتصادية‪ ،‬فكيف نعوض عن قيمته ككل وفقدان أحد عناصره؟‬
‫وكمبببا هبببو معلبببوم أن األصبببل التجببباري يشبببمل وجوببببا الزبنببباء والسبببمعة التجاريبببة‪ ،‬ويشبببمل‬
‫أيضببا كببل األمببوال األخببرى الضببرورية السببتغالل األصببل ومببن بينهببا نببذكر االسببم التجبباري والشببعار‬
‫والحببق فببي الكببراء‪ ،1‬حيببث تشببكل فببي مجملهببا العناصببر التببي تثبببت وجببوده وبببدونها ال يمكببن الحببديث‬
‫عبببن قيبببام أصبببل تجببباري قانونبببا‪ ،‬غيبببر أنبببه فبببي حالبببة إفبببراغ المكتبببري مبببن المحبببل البببذي يمبببارس فيبببه‬
‫نشببباطه التجببباري ال يعنبببي انقضببباء األصبببل التجببباري بكافبببة عناصبببره الماديبببة والمعنويبببة‪ ،‬ففبببي هبببذه‬
‫الحالبببة يجبببد التببباجر نفسبببه ملزمبببا بنقبببل نشببباطه التجببباري إلبببى جهبببة أخبببرى‪ ،‬رغبببم مبببا قبببد تخلفبببه عمليبببة‬
‫االنتقببببال مببببن أثببببر علببببى بعببببض العناصببببر دون أخببببرى حسببببب الحبببباالت وحسببببب النشبببباط التجبببباري‬
‫المببزاول‪ ،‬ولهببذا فببإن مببا يجببب اعتببباره فببي تحديببد الضببرر هببو مببا فقببده األصببل التجبباري مببن عناصببر‬
‫تببببأثرت قيمتهببببا كليببببا أو جزئيببببا‪ ،‬والسببببيما عنصببببر الحببببق فببببي الكببببراء وعنصببببر الزبنبببباء والسببببمعة‬
‫‪2‬‬
‫التجارية‪.‬‬
‫ويبببأتي ذلبببك فبببي ظبببل كبببون عنصبببر الزبنببباء والسبببمعة التجاريبببة محبببددا أساسبببيا لقيمبببة أي أصبببل‬
‫تجببباري‪ ،‬عببببر قيببباس أهميبببة نشببباطه انطالقبببا مبببن حجبببم الزبنببباء المبببرتبطين ببببه‪ ،‬مبببا يسبببمح بإعطببباء‬
‫تصبببور حبببول رقبببم المعبببامالت المحقبببق الخببباص باألصبببل التجببباري‪ ،‬والبببذي يعتمبببد فبببي التصبببريحات‬
‫الضبببريبية للسبببنوات األرببببع األخيبببرة كأحسبببن معيبببار لمعرفبببة نسببببة البببرواج والنشببباط التجببباري للمحبببل‬
‫واألربببببباح المحققبببببة‪ ،‬إذا تعكبببببس هبببببذه األربببببباح ببببببالملموس مبببببدى أهميبببببة عنصبببببر الزبنببببباء والسبببببمعة‬
‫التجارية في األصل‪.‬‬
‫فبببي حبببين يعبببد الحبببق فبببي الكبببراء مبببن ببببين عناصبببر األصبببل التجببباري التبببي تتبببأثر غالببببا‬
‫باالنتقبببال إلبببى مكبببان آخبببر إذ ينتهبببي ببببرفض تجديبببد العقبببد وبببباإلفراغ‪ ،3‬وتتفببباوت قيمتبببه الماليبببة كعنصبببر‬
‫معنببببوي تبعببببا لموقببببع المحببببل التجبببباري وأهميتببببه فببببي اجتببببذاب الزبببببائن‪ ،4‬كمببببا يكببببون للقضبببباء سببببلطة‬
‫واسعة في تقدير قيمة الحق في الكراء اعتبارا موقع المحل وإمكانية نموه وتطوره في المستقبل‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 21‬من مدونة التجارة " يشتمل األصل التجاري وجوبا على زبناء وسمعة تجارية‪.‬‬
‫ويشببببمل أيضببببا كببببل األمببببوال األخببببرى الضببببرورية السببببتغالل األصببببل كاالسببببم التجبببباري والشببببعار والحببببق فببببي الكببببراء واألثبببباث التجبببباري‬
‫والبضببببائع والمعببببدات واألدوات وبببببراءات االختببببراع والببببرخص وعالمببببات الصببببنع والتجببببارة والخدمببببة والرسببببوم والنمبببباذج الصببببناعية وبصببببفة‬
‫عامة كل حقوق الملكية الصناعية أو األدبية أو الفنية الملحقة باألصل‪." .‬‬
‫‪ -2‬أحمبببد عاصبببم‪ ،‬الحمايبببة القانونيبببة للكبببراء التجببباري‪ ،‬دراسبببة نظريبببة تطبيقيبببة للنصبببوص علبببى ضبببوء قبببرارات المجلبببس األعلبببى‪ ،‬دار النشبببر‬
‫المغربية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ ،9122‬الصفحة ‪.919‬‬
‫‪ -3‬نجاة الكص‪ ،‬مرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪.111‬‬
‫‪ -4‬محمببببد لفروجببببي‪ ،‬الحببببق فببببي الكببببراء بوصببببفه عنصببببرا معنويببببا فببببي األصببببل التجبببباري‪ ،‬مقببببال منشببببور بالمجلببببة المغربيببببة لقببببانون األعمببببال‬
‫والمقاوالت‪ ،‬سلسلة القانون والممارسة القضائية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬السنة ‪ ،1119‬الصفحة ‪.937‬‬

‫‪125‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫‪-2‬شروط المطالبة بالتعويض عن فقدان األصل التجاري‬

‫إن ممارسبببة الحقبببوق المخولبببة للمكبببري ومنهبببا إنهببباء العالقبببة الكرائيبببة مشبببروط بعبببدم‬
‫اإلضبببرار بمالبببك األصبببل التجببباري وبالنشببباط التجببباري‪ ،1‬فقبببد أقبببر القبببانون رقبببم ‪ 91-91‬إمكانيبببة الحكبببم‬
‫بالتعويض في حالة استحقاقه‪ ،‬والذي يرتبط بثبوت جدية سبب اإلنهاء‪.‬‬
‫إذ يعمبببل المكبببري علبببى ذكبببر األسبببباب القانونيبببة الموجببببة لإلفبببراغ‪ ،‬ولعبببل فبببي هبببذا حمايبببة‬
‫للمكتبببري مبببن ناحيبببة تحديببببد السببببب الحقيقبببي المعتمببببد عليبببه لإلفبببراغ‪ ،‬البببذي مببببن شبببأنه أن يتبببيح لببببه‬
‫الفرصبببة التخببباذ مبببا يبببراه مناسببببا إزاء مطالبببب المكبببري‪ ،‬حيبببث يعتببببر تسببببيب اإلنبببذار مبببن القيبببود التبببي‬
‫تبببؤدي إلبببى تضبببييق حريبببة المكبببري فبببي اسبببترجاع ملكبببه‪ ،‬فتضبببمين اإلنبببذار بببباإلفراغ أحبببد األسبببباب‬
‫البببواردة فبببي المبببادة الثامنبببة مبببن نفبببس القبببانون‪ ،‬يسبببمح للمكبببري مبببن اسبببتعادة ملكيتبببه العقاريبببة دون‬
‫تعبببويض المكتبببري‪ ،‬و فبببي حالبببة عبببدم تحقبببق جديبببة السببببب البببذي بنبببى عليبببه المكبببري اإلنبببذار بببباإلفراغ‬
‫‪2‬‬
‫فإن المحكمة تقضي برفض الطلب وليس إمكانية التعويض تلقائيا بل بناء على طلب‪.‬‬
‫وبالتبببالي يجبببوز حسبببب المبببادة ‪ 17‬مبببن نفبببس القبببانون للمكتبببري أن يتقبببدم بطلبببب التعبببويض‬
‫أثنببباء سبببريان دعبببوى المصبببادقة علبببى اإلنبببذار‪ ،‬غيبببر أنبببه إذا لبببم يتقبببدم المكتبببري بطلبببب للتعبببويض أثنببباء‬
‫سبببريان هبببذه البببدعوى‪ ،‬فإنبببه يجبببوز لبببه أن يرفبببع دعبببوى التعبببويض داخبببل أجبببل سبببتة أشبببهر مبببن تببباريخ‬
‫تبليغببه بببالحكم النهببائي القاضببي ببباإلفراغ‪ ،‬تحببت طائلببة سببقوط حقببه فببي التعببويض مببع مراعبباة األحكببام‬
‫‪3‬‬
‫المنقدة الخاصة بالتعويض عن الحرمان الواردة في المادة ‪ 39‬من نفس القانون‪.‬‬
‫إال أنبببه فبببي حكبببم صبببدر عبببن المحكمبببة التجاريبببة بمبببراكش اعتببببرت فيبببه أن القبببانون رقبببم ‪91-91‬‬
‫لببم يتببول دعببوى المنازعببة بببالتنظيم خالفببا مببا كببان االمببر عليببه فببي ظهيببر ‪ 19‬مبباي ‪ ،9155‬بببل أصبببح‬
‫مببن حببق المكتببري المطالبببة فقببط بببالتعويض عببن فقببدان أصببله التجبباري أثنبباء سببريان دعببوى اإلفببراغ‬
‫‪4‬‬
‫التي يقيمها المكري‪ ،‬أو بعد صدور حكم نهائي باإلفراغ وتبليغه إياه وذلك داخل أجل محدد‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حاالت التعويض عن فقدان األصل التجاري وفقا للقانون ‪41-11‬‬

‫يعتبببر عقببد الكببراء التجبباري مببن عقببود المببدة التببي يشببكل الببزمن فيهببا عنصببرا أساسببيا فببي العقببد‬
‫سبببواء لتحديبببد السبببومة الكرائيبببة أو لتحديبببد مبببدة انقضبببائه‪ ،5‬فببببالرغم مبببن وجبببود قاعبببدة أن العقبببد ينتهبببي‬
‫بانتهبباء مدتببه‪ ،‬فببإن لطرفببي العقببد أن يتفاديببـا هببذا األمببر ويتفقببا صببراحة علببى تجديببد العقببد لببنفس المببدة‬
‫وببببنفس الشبببروط أو المبببـدة وشبببروط أخبببرى‪ ،‬كمبببا يمكبببن أن يتجبببدد العقبببد بنببباء علبببى إرادة األطبببراف‬
‫الضبببمنية ببببنفس الشبببروط ونفبببس المبببدة‪ ،‬ويكبببون ذلبببك إذا اسبببتمر المكتبببري باالنتفببباع بالمحبببل دون أن‬
‫يتوصل بتبيـه يعبر فيـه المكري عن عدم رغبته في التجديد‪.6‬‬

‫‪1- Hassania Cherkaoui, Droit commercial, Ed Imp.Najah El Jadida (casablanca), 2ème édition 2003,‬‬
‫‪p 171.‬‬
‫‪ -2‬الفقبببرة األولبببى مبببن المبببادة ‪ 17‬مبببن القبببانون ‪ " 91-91‬إذا تببببين للجهبببة القضبببائية المختصبببة صبببحة السببببب المبنبببي عليبببه اإلنبببذار‪ ،‬قضبببت وفبببق‬
‫طلب المكري الرامي الى المصادقة على اإلنذار وإفراغ المكتري‪ ،‬وإال قضت برفض الطلب‪."...‬‬
‫‪ -3‬الفقبببرة الثانيبببة مبببن المبببادة ‪ 39‬مبببن القبببانون ‪... " 91-91‬يبقبببى مبببن حبببق المكتبببري‪ ،‬إذا لبببم يسببببق لبببه أن تقبببدم بطلبببب تحديبببد التعبببويض المبببذكور‪،‬‬
‫المطالبة به أمام المحكمة المختصة وفق مقتضيات المادة ‪ 7‬أعاله‪ ،‬دون التقيد باألجل المنصوص عليه في المادة ‪ 17‬من هذا القانون‪".‬‬
‫‪ -4‬حكبببببم صبببببدر بتببببباريخ ‪ 11/13/1197‬فبببببي ملبببببف عبببببدد ‪ ،1992/2111/1191‬أورده جبببببواد الرفببببباعي‪ ،‬الكبببببراء‪ ،‬مرجبببببع سبببببابق‪ ،‬الصبببببفحة‬
‫‪.935‬‬
‫‪ -5‬اسببببتنادا إلببببى الفصببببل ‪ 127‬مببببـن قببببانون االلتزامببببات والعقببببود نجببببد أن عقببببد الكببببراء ينقضببببي بانقضبببباء مدتببببه بقببببوة القببببانون مببببن دون إنببببذار‬
‫المكتبببري ببببذلك لعلمبببه هبببو اآلخبببر بشبببرط المبببدة البببوارد بالعقبببدة‪ ،‬ويعتببببر شبببرط المبببدة مبببن الشبببروط األساسبببية فبببـي العقبببد والتبببي يتعبببين علبببى‬
‫األطراف احترامها‪.‬‬
‫‪ -6‬زكرياء أبو النور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.11‬‬

‫‪126‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫كمبببا مبببن حبببق المكبببري أن يقبببدم علبببى إنهببباء العقبببد نظبببرا الحتياجبببه المحبببل أو عبببدم رغبتبببه فبببي‬
‫إيجببباره مجبببددا أو نتيجبببة عبببدم تبببوفر البنايبببة علبببـى محبببـالت جديبببدة بعبببد الهبببدم وإعبببادة البنببباء إلبببى غيبببر‬
‫ذلبببك مبببن العلبببل‪ ،‬وإذا كبببان المكتبببري حبببرا فبببي إنهببباء العقبببد احترامبببا لملكيتبببه العقاريبببة‪ ،‬فبببإن مبببن بببباب‬
‫العبببدل والمسببباواة فبببي الحقبببوق والواجببببـات أن يبببتم تعبببويض المكتبببري عمبببا لحقبببه مبببن أضبببرار إثبببر‬
‫إفراغه من المحل‪.‬‬
‫وال يمكبببن الحببببديث عبببن التعببببويض كضبببمانة السببببتمرار األصبببل التجبببباري وحمايبببة المكتببببري‬
‫إال برصبببد المقتضبببيات القانونيبببة التبببي نصبببت عليهبببا أحكبببام القبببانون ‪ ،91-91‬والتبببي تناولبببت ببببالتنظيم‬
‫الحبببباالت التببببي يكببببون فيهببببا المكتببببري مسببببتحقا للتعببببويض‪ 1‬والببببذي يتببببأرجح بببببين التعببببويض الكامببببل‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬والتعويض الجزئي (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬حاالت التعويض عن فقدان األصل التجاري‬
‫شبببكل التعبببويض المقبببرر لفائبببدة المكتبببري فبببي ظبببل أحكبببام القبببانون ‪ 91-91‬أحبببد مظببباهر‬
‫ترسببببيخ التببببوازن بببببين الملكيببببة العقاريببببة والتجاريبببب ة‪ ،‬والببببذي تميببببز بببببإفراد ضببببوابط معقلنببببة السببببتعادة‬
‫المكري ملكه وفي نفس الوقت تحمي وتحترم استقرار أنشطة األصول التجارية‪.‬‬
‫وال شبببك أن االسبببتفادة مبببن التعبببويض يختلبببف مبببن حالبببة إلبببى أخبببرى فلبببيس الكبببل يسبببتحقه إذ‬
‫توجبببد حببباالت يضبببمن فيهبببا المشبببرع للمكتبببري الحصبببول علبببى تعبببويض كامبببل (أوال)‪ ،‬حببباالت يسبببتحق‬
‫فيها تعويض جزئي (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬حاالت التعويض الكلي عن فقدان األصل التجاري‬
‫إذا نفبببد المكتببببري التزاماتببببه التعاقديببببة دون خطببببا‪ ،‬وعبببببر المكببببري عببببن رغبتببببه فببببي إنهبببباء عقببببد‬
‫الكراء واسترجاع العين المكتراة‪ ،‬فإنه يلتزم بتعويض المكتري عن فقدان أصله التجاري‪.‬‬
‫وأول هبببذه الحببباالت يتمثبببل فبببي رغببببة المكبببري فبببي اسبببترجاع العبببين المكتبببراة بنببباء علبببى سببببب‬
‫وجيبببه تحبببت طائلبببة رفضبببه وفبببق مبببا تبببنص عليبببه الفقبببرة األولبببى مبببن المبببادة ‪ 17‬مبببن القبببانون رقبببم ‪-91‬‬
‫‪ 91‬التبببي جببباء فيهبببا‪" :‬إذا تببببين للجهبببة القضبببائية المختصبببة صبببحة السببببب المبنبببي عليبببه اإلنبببذار قضبببت‬
‫وفببببق طلببببب المكببببري ال رامببببي إلببببى المصببببادقة علببببى اإلنببببذار وإفببببراغ المكتببببري وإال قضببببت بببببرفض‬
‫الطلب"‪.‬‬
‫وبنببباء عليبببه فبببال مجبببال إلفبببراغ المكتبببري إال بإثببببات هبببذا األخيبببر السببببب البببذي يؤسبببس عليبببه‬
‫طلبببه أو عببن طريببق رغبتببه فببي اسببترجاع العببين المكتببراة مقابببل اسببتعداده لتعببويض المكتببري كببامال‪،‬‬
‫والكببببل بعببببد سببببلوك مسببببطرة اإلفببببر اغ التببببي تفببببرض توجيببببه إشببببعار أو إنببببذار ببببباإلفراغ يتضببببمن هببببذا‬
‫‪2‬‬
‫السبب ويمنح المكتري أجل ثالثة أشهر تبتدئ من تاريخ التوصل باإلنذار باإلفراغ‪.‬‬

‫‪ -1‬حبببرص المشبببرع فبببي القبببانون الجديبببد علبببى اسبببتبعاد أسبببس التعبببويض عبببن نبببزع الملكيبببة وأحالهبببا علبببى القبببانون رقبببم ‪ 7-29‬المتعلبببق بنبببزع‬
‫الملكيبببة مبببن أجبببل المنفعبببة العامبببة‪ ،‬فحسبببب مبببا دكبببر فبببي المبببادة ‪ 19‬مبببن القبببانون ‪ " 91-91‬إذا وقبببع نبببزع ملكيبببة عقبببار يسبببتغل فيبببه أصبببل تجببباري‬
‫ألجبببل المنفعبببة العامبببة‪ ،‬تطببببق مقتضبببيات القبببانون رقبببم ‪ 7.29‬المتعلبببق بنبببزع الملكيبببة ألجبببل المنفعبببة العامبببة وبببباالحتالل المؤقبببت الصبببادر بتنفيبببذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 9.29.159‬بتاريخ ‪ 99‬من رجب ‪ 1( 9911‬مايو ‪".)9121‬‬
‫‪ -2‬المبببادة ‪ 11‬مبببن القبببانون ‪ " 91-91‬يجبببب علبببى المكبببري البببذي يرغبببب فبببي وضبببع حبببد للعالقبببة الكرائيبببة‪ ،‬أن يوجبببه للمكتبببري إنبببذارا‪ ،‬يتضبببمن‬
‫وجوبا السبب الذي يعتمده‪ ،‬وأن يمنحه أجال لإلفراغ اعتبارا من تاريخ التوصل‪.‬‬
‫يحدد هذا األجل في‪:‬‬
‫‪ -‬خمسة عشر يوما إذا كان الطلب مبنيا على عدم أداء واجبات الكراء أو على كون المحل آيال للسقوط؛‬
‫‪ -‬ثالثبببة أشبببهر إذا كبببان الطلبببب مبنيبببا علبببى الرغببببة فبببي اسبببترجاع المحبببل لالسبببتعمال الشخصبببي‪ ،‬أو لهدمبببه وإعبببادة بنائبببه‪ ،‬أو توسبببعته‪ ،‬أو تعليتبببه‪،‬‬
‫أو على وجود سبب جدي يرجع إلخالل المكتري ببنود العقد‪.‬‬
‫فبببي حالبببة عبببدم اسبببتجابة المكتبببري لإلنبببذار الموجبببه إليبببه‪ ،‬يحبببق للمكبببري اللجبببوء إلبببى الجهبببة القضبببائية المختصبببة للمصبببادقة علبببى اإلنبببذار ابتبببداء‬
‫من تاريخ انتهاء األجل المحدد فيه‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫أمبببا الحالبببة الثانيبببة فتبببرتبط ببببإخالل المكبببري بالتزامبببات قانونيبببة سبببندها القبببانون ‪ 91-91‬التبببي‬
‫تبببرتبط أساسبببا بأسبببباب اإلفبببراغ الموجببببة للتعبببويض الجزئبببي خصوصبببا الهبببدم وإعبببادة البنببباء‪ ،‬حيبببث‬
‫يتعبببين علبببى المكبببري الشبببروع فبببي البنببباء داخبببل أجبببل شبببهرين مبببن تببباريخ اإلفبببراغ‪ ،‬وفبببي حالبببة تعبببذر‬
‫ذلبببك يحبببق للمكتبببري الحصبببول علبببى التعبببويض وفبببق مقتضبببيات المبببادة ‪ 7‬مبببن نفبببس القبببانون‪ ،‬مبببا لبببم‬
‫يثببببت المكبببري أن سببببب التبببأخير خبببارج عبببن إرادتبببه‪ ،1‬وأيضبببا فبببي حالبببة عبببدم تسبببليم المكتبببري المحبببل‬
‫داخببل أجببل ثببالث سببنوات مببن تبباريخ إفراغببه‪ ،‬يحببق لببه المطالبببة بببالتعويض الكامببل مببا لببم تكببن أسببباب‬
‫التأخير خارجة عن إرادة المكري‪.2‬‬
‫فضبببال عبببن حالبببة المحبببالت اآليلبببة للسبببقوط البببواردة فبببي المبببادة ‪ 93‬مبببن نفبببس القبببانون‪ ،‬حيبببث‬
‫يكبببون المكتبببري محقبببا فبببي الرجبببوع إلبببى المحبببل إذا أعبببرب عبببن رغبتبببه فبببي الرجبببوع أثنببباء سبببريان‬
‫دعببوى اإلفببراغ‪ ،‬وإذا لببم يعببرب عببن رغبتببه‪ ،‬فببإن المكببري يكببون ملزمببا‪ ،‬تحببت طائلببة التعببويض عببن‬
‫فقبببدان األصبببل التجببباري‪ ،‬بإخببببار المكتبببري بتببباريخ الشبببروع فبببي البنببباء ومطالبتبببه بببباإلعراب عبببن نيتبببه‬
‫في استعمال حق الرجوع داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ التوصل بهذا اإلخبار‪.‬‬
‫ويسببببقط حببببق المكتببببري فببببي الرجببببوع أو فببببي المطالبببببة بببببالتعويض إذا انصببببرم األجببببل المشببببار‬
‫إليه أعاله دون التعبير عن نيته في استعمال حقه المذكور‪.‬‬
‫ولإلشبببارة فبببإن رئبببيس المحكمبببة يخبببتص بصبببفته قاضبببيا لألمبببور المسبببتعجلة‪ ،‬بصبببرف النظبببر‬
‫عببببن المقتضببببيات ا لمخالفببببة‪ ،‬بالبببببت فببببي دعببببوى اإلفببببراغ‪ ،‬وبتحديببببد تعببببويض احتيبببباطي كامببببل وفببببق‬
‫مقتضبببيات المبببادة ‪ 7‬مبببن نفبببس القبببانون‪ ،‬بطلبببب مبببن المكتبببري‪ ،‬يسبببتحقه فبببي حالبببة حرمانبببه مبببن حبببق‬
‫الرجوع‪.‬‬
‫كمبببا يسبببتحق المكتبببري التعبببويض الكامبببل إذا لبببم يتببببق فبببي البنايبببة الجديبببدة محبببالت أخبببرى بعبببد‬
‫ممارسبببة حبببق األسببببقية‪ ،‬أو إذا أصببببحت البنايبببة الجديبببدة ال تتبببوفر علبببى محبببالت معبببدة ألنشبببطة تجاريبببة‬
‫أو صبببببناعية أو حرفيبببببة ألسبببببباب غيبببببر تلبببببك المتعلقبببببة بمقتضبببببيات قانونيبببببة أو تنظيميبببببة ذات الصبببببلة‬
‫‪3‬‬
‫بالبناية‪.‬‬
‫وأخيببببرا يسببببتحق التعببببويض الكامببببل فببببي حالببببة تببببرتبط توسببببيع المحببببل أو تعليتببببه‪ ،‬إذا اعببببـتزم‬
‫المالبببك توسبببيع أو تعليبببة ا لبنايبببة‪ ،‬وكبببان ذلبببك ال يتبببأتى إال ببببإفراغ المحبببل أو المحبببالت المكبببراة‪ ،‬فبببإن‬
‫اإلفبببراغ المؤقبببت للمكتبببري يبببتم لمبببدة يحبببددها المكبببري‪ ،‬علبببى أال تتعبببدى سبببنة واحبببدة ابتبببداء مبببن تببباريخ‬
‫اإلفبببراغ‪ ،‬وهنبببا يتوجبببب علبببى المكبببري إعبببادة تسبببليم المحبببل داخبببل األجبببل المحبببدد‪ ،‬وإال حبببق للمكتبببري‬
‫المطالبببببة بببببالتعويض الكامببببل وفببببق مقتضببببيات المببببادة ‪ 7‬مببببن القببببانون ‪ ،91-91‬مببببا لببببم تكببببن أسببببباب‬
‫التأخير خارجة عن إرادة المكري‪.‬‬

‫إذ ا تعبببذر تبليبببغ اإلنبببذار بببباإلفراغ لكبببون المحبببل مغلقبببا باسبببتمرار‪ ،‬جببباز للمكبببري إقامبببة دعبببوى المصبببادقة علبببى اإلنبببذار بعبببد مبببرور األجبببل المحبببدد‬
‫في اإلنذار اعتبارا من تاريخ تحرير محضر بذلك‪.‬‬
‫يسقط حق المكري في طلب المصادقة على اإلنذار بمرور ستة أشهر من تاريخ انتهاء األجل الممنوح للمكتري في اإلنذار‪.‬‬
‫غير أنه يجوز للمكري رفع دعوى المصادقة بناء على إنذار جديد يوجه وفق نفس الشروط المنصوص عليها في هذه المادة‪".‬‬
‫‪ -1‬المادة ‪ 91‬من القانون ‪.91-91‬‬
‫‪ -2‬المببببادة ‪ 99‬مببببن القببببانون ‪ " 91-91‬يتعببببين علببببى المكببببري أن يشببببعر المكتببببري بتبببباريخ تمكينببببه مببببن المحببببل الجديببببد‪ ،‬والببببذي يجببببب أال يتعببببدى‬
‫ثبببالث سبببنوات مبببن تببباريخ اإلفبببراغ‪ .‬ويتعبببين عليبببه أن يقبببوم داخبببل أجبببل شبببهر مبببن تببباريخ توصبببله بشبببهادة المطابقبببة المنصبببوص عليهبببا فبببي المبببادة‬
‫‪ 55‬مببببن القببببانون رقببببم ‪ 191.11‬المتعلببببق بببببالتعمير الصببببادر بتنفيببببذه الظهيببببر الشببببريف رقببببم ‪ 9.11.39‬بتبببباريخ ‪ 95‬مببببن ذي الحجببببة ‪97( 9991‬‬
‫يونيو ‪ ) 9111‬والمسلمة له من طرف الجهة المختصة‪ ،‬بإشعار المكتري بأنه يضع المحل رهن إشارته‪.‬‬
‫فبببي حالبببة عبببدم تسبببليم المكتبببري المحبببل داخبببل أجبببل ثبببالث سبببنوات مبببن تببباريخ إفراغبببه‪ ،‬يحبببق لبببه المطالببببة ببببالتعويض وفبببق مقتضبببيات المبببادة ‪7‬‬
‫أعاله‪ ،‬ما لم تكن أسباب التأخير خارجة عن إرادة المكري"‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 95‬من القانون ‪.91-91‬‬

‫‪128‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫ثانيا‪-‬حاالت التعويض الجزئي عن فقدان األصل التجاري‬


‫يسبببتحق المكتبببري فبببي بعبببض الحببباالت تعويضبببا جزئيبببا يتناسبببب والضبببرر البببذي لحقبببه جبببراء‬
‫توقيببف سببريان عقببد الكببراء بشببكل مؤقببت أو نهببائي‪ ،‬ويرجببع ذلببك لعببدة أسببباب منهببا اإلفببراغ مببن أجببل‬
‫الهدم وإعادة البناء دون أن تكون آيلة للسقوط‪.‬‬
‫حيبببث يحبببق للمكبببري المطالببببة بببباإلفراغ لرغبتبببه فبببي هبببدم المحبببل وإعبببادة بنائبببه‪ ،‬شبببريطة إثببببات‬
‫تملكبببه إيببباه لمبببدة ال تقبببـل عبببن سبببنة مبببن تببباريخ اإلنبببذار وأدائبببه للمكتبببري تعويضبببا مؤقتبببا يبببوازي كبببراء‬
‫ثببببالث سببببنوات مببببع االحتفبببباظ لببببه بحببببق الرجببببوع إذا اشببببتملت البنايببببة الجديببببدة علببببى محببببالت معببببدة‬
‫لممارسبببة نشببباط مماثبببل تحبببدده المحكمبببة مبببن خبببالل التصبببميم المصبببادق عليبببه مبببن الجهبببة اإلداريبببة‬
‫‪1‬‬
‫المختصة‪ ،‬على أن يكون‪ ،‬قدر اإلمكان‪ ،‬متطابقا مع المحل السابق والنشاط الممارس فيه‪.‬‬
‫وباإلضبببافة إ لبببى التعبببويض المؤقبببت المشبببار إليبببه فبببي الفقبببرة أعببباله‪ ،‬يمكبببن للمحكمبببة‪ ،‬بنببباء علبببى‬
‫طلببب المكتببري‪ ،‬تحميببل المكببري جببزءا مببن مصبباريف االنتظببار طببوال مببدة البنبباء ال تقببل عببن نصببفها‬
‫إذا أثبت المكتري ذلك‪.‬‬
‫ويقصبببد بمصببباريف االنتظبببار الضبببرر الحاصبببل للمكتبببري دون أن يتجببباوز مبلبببغ األربببباح التبببي‬
‫حققهببا حسبببب التصبببريحات الضبببريبية للسبببنة الماليبببة المنصببرمة‪ ،‬مبببع األخبببذ بعبببين االعتببببار أجبببور اليبببد‬
‫العاملة والضرائب والرسوم المستحقة خالل مدة حرمانه من المحل‪.‬‬
‫كمبببا يسبببتفيد المكتبببري مبببن التعبببويض الجزئبببي فبببي حالبببة اإلفبببراغ مبببن أجبببل توسبببيع المحبببل أو‬
‫تعليتبببه‪ ،‬ويسبببتحق هبببذا التعبببويض عبببن مبببدة إفراغبببه يسببباوي الضبببرر الحاصبببل لبببه‪ ،‬دون أن يتجببباوز‬
‫مبلببغ األرببباح التببي يحققهببا‪ ،‬حسببب التصببريحات الضببريبية للسببنة الماليببة المنصببرمة‪ ،‬مببع األخببذ بعببين‬
‫االعتببببار أجبببور اليبببد العاملبببة والضبببرائب والرسبببوم المسبببتحقة خبببالل مبببدة حرمانبببه مبببن المحبببل‪ .‬وفبببي‬
‫جميبببع الحببباالت يجبببب أال يقبببل التعبببويض الشبببهري عبببن قيمبببة السبببومة الكرائيبببة طبقبببا لمبببا نصبببت عليبببه‬
‫المادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪.91-91‬‬
‫وباإلضبببافة البببى الحببباالت السبببابقة يسبببتحق التعبببويض الجزئبببي أيضبببا عبببن إفبببراغ السبببكن الملحبببق‬
‫بالمحببببل‪ ،‬فبموجببببب المببببادة ‪ 91‬مببببن نفببببس القببببانون يجببببوز للمالببببك المطالبببببة بببببإفراغ الجببببزء المتعلببببق‬
‫بالسببببكن الملحببببق با لمحببببل التجبببباري أو الصببببناعي أو الحرفببببي ليسببببكن فيببببه بنفسببببه أو زوجببببه أو أحببببد‬
‫أصوله أو فروعه المباشرين من الدرجة األولى أو المستفيدين من الوصية الواجبة أو المكفول‪.‬‬
‫ويشببترط فببي ذلببك إثبببات أن الشببخص المطلببوب اإلفببراغ لفائدتببه ال يتببوفر علببى سببكن فببي ملكببه‬
‫أو يتببوفر علببى سببكن فببي ملكببه لكنببه غيببر كبباف لحاجياتببه العاديببة‪ ،‬وفببي هببذه الحالببة يسببتحق المكتببري‬
‫تعويضا يوازي كراء ثالث سنوات حسب آخر سومة كرائية للمحل الملحق‪.‬‬
‫وتجببببدر اإلشببببارة إلببببى أنببببه يمنببببع فببببي بعببببض الحبببباالت اسببببترجاع المحببببل المخصببببص للسببببكن‬
‫الملحببببق بالمحببببل األصببببلي‪ ،‬وذلببببك حمايببببة لألصببببل التجبببباري ولنوعيببببة بعببببض األنشببببطة التجاريبببببة‬
‫السببببتحالة الفصببببل بببببين الجببببزء المخصببببص للسببببكن والجببببزء المسببببتعمل لممارسببببة النشبببباط الرئيسببببي‬
‫‪2‬‬
‫للمقاولة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 1‬من القانون ‪.91-91‬‬


‫‪ -2‬المببببادة ‪ 11‬مببببن القببببانون ‪" 91-91‬ال يجببببوز للمالببببك المطالبببببة بببببإفراغ الجببببزء المتعلببببق بالسببببكن الملحببببق بالمحببببل التجبببباري أو الصببببناعي أو‬
‫الحرفي في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪.9‬إذا كان من شأن استرجاع المحل أن يحدث مساسا خطيرا باستغالل األصل التجاري؛‬
‫‪. 1‬إذا تعلببببق األمببببر بملحقببببات المؤسسببببات السببببياحية وأشببببكال اإليببببواء السببببياحي األخببببرى‪ ،‬والمصببببحات والمؤسسببببات المماثلببببة لهببببا‪ ،‬ومؤسسببببات‬
‫التعليم الخصوصي؛‬

‫‪129‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫والمالحبببظ أن المشبببرع نظبببم حالبببة إفبببراغ السبببكن الملحبببق بالمحبببل دون الحالبببة التبببي تكبببون فيهبببا‬
‫العبببين المكتبببراة موضبببوع إفبببراغ برمتهبببا مبببن أجبببل السبببكن مبببن طبببرف المكبببري‪ ،‬ويعتقبببد أن األمبببر ال‬
‫يعببدو سببهوا مببن المشببرع‪ ،‬ذلببك أن هنبباك ثمببة حبباالت تكببون فيهببا العببين المكتببراة عبببارة عببن شببقة مببثال‬
‫مكتراة لفائدة تاجر ويرغب المكري في استرجاعها من أجل السكن‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حالة عدم استحقاق التعويض عن فقدان األصل التجاري‬
‫ال يخببرج عقببد الكببراء التجبباري مببن دائببرة العقببود التببي تملببي علببى طرفيهببا االلتببزام معببا باآلثببار‬
‫التبببي تترتبببب عليهمبببا فبببي سبببياق االلتزامبببات المتبادلبببة‪ ،‬ونخبببص بالبببذكر الواجببببات التبببي يلبببزم علبببى‬
‫المكتبببري التقيبببد بهبببا تحبببت طائلبببة حرمانبببه مبببن الحقبببوق التبببي يخولهبببا لبببه القبببانون وأهمهبببا الحبببق فبببي‬
‫التعويض‪ ،‬والذي يتوقف على تنفيذه لهذه االلتزامات التي يتضمنها العقد‪.‬‬
‫وبببببالرجوع الببببى القببببانون ‪ 91-91‬نجببببد أن مببببا يمكببببن تسببببجليه بهببببذا الخصببببوص هببببو تكببببريس‬
‫بعبببض القواعبببد التبببي اسبببتقر عليهبببا االجتهببباد القضبببائي‪ 1‬عنبببد تحديبببد الحببباالت التبببي يعفبببى فيهبببا المكبببري‬
‫مبببن أداء أي تعبببويض عبببن إنهببباء عقبببد الكبببراء والتبببي تتمحبببور أساسبببا حبببول إخبببالل المكتبببري بالتزاماتبببه‬
‫التعاقدية‪.‬‬
‫أوال‪-‬إخالل المكتري بالتزامه بأداء الواجبات الكرائية‬
‫تعبببد الوجيببببة الكرائيبببة الحبببق والهبببدف األساسبببي التبببي يبببدفع المكبببري البببى اببببرام عقبببد الكبببراء‬
‫التجبباري مبببن جهببة‪ ،‬ومبببن جهببة ثانيبببة تشببكل التزامبببا أساسببيا يقبببع علببى عببباتق المكتببري‪ ،2‬حيبببث يتعبببين‬
‫عليببببه أداء هببببا فببببي األجببببل المتفببببق عليببببه‪ ،‬وإذا أخببببل المكتببببري بالتزامببببه بببببأداء الواجبببببات الكرائيببببة‬
‫المسببببتحقة بعببببد توصببببله بإنببببذار ببببباألداء مسببببتوفي لشببببروطه فانببببه يفببببرغ مببببن العببببين المكتببببراة دون‬
‫تعويض‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬إدخال المكتري تغييرات جدرية على العين المكتراة‬
‫يتوقببببف إدخببببال تغييببببرات جدريببببة علببببى العببببين المكتببببراة علببببى موافقببببة المكببببري‪ ،‬فبببببدونها‬
‫يصببببح هبببذا التصبببرف إحبببدى تطبيقبببات إخبببالل المكتبببري بالتزامبببه بالمحافظبببة علبببى العبببين المكتبببراة‬
‫المنصببوص عليببه فببي الفصببل ‪ 113‬مببن قببانون االلتزامببات والعقببود ويتحببول الببى سبببب قببانوني وجيببه‬
‫يترتب عليه فسخ عقد الكراء‪ ،‬وإفراغ المكتري دون تعويض‪.‬‬
‫و يرجبببع حرمبببان المكتبببري مبببن التعبببويض فبببي هبببذه الحالبببة البببى عبببدم حصبببوله علبببى موافقبببة‬
‫صبببريحة مبببن المكبببري علبببى إجبببراء هبببذه التغييبببرات وعلبببى عبببدم إرجاعبببه الحالبببة إلبببى مبببا كانبببت عليبببه‬
‫بعد توصله بإنذار في هذا الشأن‪.‬‬
‫وفببببببي هببببببذا اإلطببببببار جبببببباء فببببببي قببببببرار لمحكمببببببة الببببببنقض فببببببي الملببببببف التجبببببباري عببببببدد‬
‫‪3‬‬

‫‪ 113/3/1/1191‬بتببباريخ ‪ 91/12/1191‬مبببا يلبببي "إن التغييبببرات الطفيفبببة ببببالعين المكتبببراة والتبببي لبببم‬
‫تغيبببر مبببن معبببالم المحبببل ولبببم تبببؤثر علبببى سبببالمة بنائبببه ال تعتببببر سبببببا خطيبببرا ومببببررا إلنهببباء العالقبببة‬
‫الكرائية‪".‬‬

‫‪. 3‬إذا كبببان المكتبببري يسبببتعمل جبببزءا مبببن محبببل الكبببراء للسبببكن ال يمكبببن الفصبببل بينبببه وببببين الجبببزء المسبببتعمل كمحبببل تجببباري أو صبببناعي أو‬
‫حرفببببي‪ ،‬فإنببببه فببببي هببببذه الحالببببة ال يمكببببن إفراغببببه مببببن الجببببزء المسببببتعمل للسببببكن‪ ،‬دون إفراغببببه مببببن الجببببزء المسببببتعمل للتجببببارة‪ ،‬وذلببببك وفببببق‬
‫مقتضيات هذا القانون‪".‬‬
‫‪ -1‬محمبببد محبببروك‪ ،‬البببوجيز فبببي العقبببود المسبببماة البيوعبببات واألكريبببة البببواردة علبببى العقبببار فبببي ضبببوء آخبببر التعبببديالت‪ ،‬مطبعبببة النجببباح الجديبببدة‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪ ،1197‬الصفحة ‪.312‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 113‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -3‬القببببرار عببببدد ‪ 735‬الصببببادر عبببببن محكمببببة الببببنقض بتببببباريخ ‪ 91/12/1191‬فببببي الملببببف التجببببباري عببببدد ‪ ،113/3/1/1191‬منشببببور بمجلبببببة‬
‫سلسلة فقه القضاء التجاري‪ ،‬العدد األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪ ،1195‬الصفحة ‪.321‬‬

‫‪130‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫ثالثا‪-‬تغيير المكتري النشاط التجاري المتفق عليه في عقد الكراء‬


‫يشبببكل إقبببدام المكتبببري علبببى تغييبببر نشببباطه التجببباري أحبببد األسبببباب الموجببببة للحرمبببان مبببن‬
‫التعبببويض بموجبببب القبببانون ‪ ،91-91‬البببذي قضبببى بعبببدم أحقيبببة المكتبببري فبببي تغييبببر النشببباط التجببباري‬
‫إال بموافقة المكري‪.‬‬
‫فكبببل تغييبببر دون هبببذه الموافقبببة ودون أن يعببببر المكتبببري عبببن نيتبببه فبببي إرجببباع الحالبببة إلبببى مبببا‬
‫كانببت عليببه داخببل األجببل الممنببوح لببه‪ ،‬علببى أن يببتم هببذا االرجبباع‪ ،‬فببي جميببع األحببوال‪ ،‬داخببل أجببل ال‬
‫يتعببببدى ثالثببببة أشببببهر‪ ،‬يترتببببب عنببببه فسببببخ عقببببد الكببببراء ويفببببرغ المكتببببري مببببن العببببين المكتببببراة دون‬
‫تعويض‪ ،‬علما أن هذا السبب لم يكن منصوصا عليه في ظهير ‪.19/5/9155‬‬
‫ويعبببزى إدراج المشبببرع لهبببذا المسبببتجد لكثبببرة المنازعبببات التبببي كبببان يثيرهبببا هبببذا التحبببول أمبببام‬
‫المحبباكم والتببي كانببت أغلبهببا تقضببي بعببدم حرمببان المكتببري مببن التعببويض طالمببا لببم يتضببرر المكببري‬
‫من تغيير النشاط التجاري‪.‬‬
‫رابعا‪-‬تولية الكراء‬
‫يعبببد اإلقبببرار بجبببواز توليبببة الكبببراء أو الكبببراء مبببن البببباطن مبببن حسبببنات القبببانون ‪،91-91‬‬
‫حيببببث يجببببوز للمكتببببر ي أن يببببؤجر العقببببار الببببذي يكتريببببه للتجببببارة مببببن الببببباطن للغيببببر بشببببرط اخبببببار‬
‫المكببري بببذلك ليسببري عقببد الكببراء مببن الببباطن فببي مواجهتببه‪ ،‬ذلببك دون ضببرورة موافقتببه علببى ذلببك‪،‬‬
‫مببا لببم يببرد بنببد فببي العقببد يمنعببه‪ ،1‬وحينهببا تكببون أي مخالفببة للمكتببري لهببذا االلتببزام التعاقببدي سببببا مببن‬
‫شببببأنه أن يحرمببببه مببببن ا لتعببببويض ألنببببه يخببببول للمكببببري المطالبببببة بفسببببخ عقببببد الكببببراء دون تمكببببين‬
‫المكتري من أي تعويض‪.‬‬
‫خامسا‪-‬اندثار األصل التجاري‬
‫اسبببتنادا البببى القواعبببد العامبببة فبببإن المكتبببري ملبببزم ببببأن يسبببتعمل العبببين المكتبببراة دون إفبببراط أو‬
‫إسببباءة وفقبببا إلعبببدادها الطبيعبببي أو لمبببا خصصبببت لبببه بمقتضبببى العقبببد‪ ،2‬حيبببث يتعبببين علبببى المكتبببري‬
‫اسببببتغالل هببببذا النشبببباط وعببببدم التوقببببف عببببن هببببذا االسببببتغالل بشببببكل يضببببر باألصببببل التجبببباري الببببذي‬
‫يستثمر في العين المكتراة‪.‬‬
‫واألكيببببد أن أي توقببببف فببببي االسببببتغالل لمببببدة سببببنتين علببببى األقببببل بشببببكل يببببؤدي إلببببى فقببببد األصببببل‬
‫التجببباري لعنصبببر الزبنببباء والسبببمعة التجاريبببة‪ ،‬يسبببتتبعه ال محبببال فسبببخ عقبببد الكبببراء وإفبببراغ المكتبببري‬
‫من العين المكتراة دون تعويض بغض النظر عما إذا كان يؤدي الواجبات الكرائية باستمرار‪.3‬‬

‫‪ -1‬المبببادة ‪ 19‬مبببن القبببانون ‪" 91-91‬يجبببوز للمكتبببري أن يبببؤجر للغيبببر المحبببل المكتبببرى كبببال أو بعضبببا‪ ،‬مبببا لبببم يبببنص العقبببد علبببى خبببالف ذلبببك‪،‬‬
‫وتبقى العالقة قائمة بين المكري والمكتري األصلي‪.‬‬
‫ال يكون لهذا الكراء أي أثر تجاه المكري إال من تاريخ إخباره به‪.‬‬
‫علبببى المكبببري البببذي أ خببببر ببببالكراء مبببن البببباطن أن يشبببعر المكتبببري الفرعبببي بكبببل إجبببراء يعتبببزم القيبببام ببببه تجببباه المكتبببري األصبببلي‪ ،‬تحبببت طائلبببة‬
‫عدم مواجهته به‪.‬‬
‫ال يمكن للمكتري الفرعي التمسك بأي حق تجاه المكتري األصلي‪ ،‬مع مراعاة الفقرة السابقة‪.‬‬
‫يبقى المكتريان األصلي والفرعي متضامنين تجاه المكري في جميع االلتزامات المنصوص عليها في عقد الكراء األصلي‪.‬‬
‫يحبببق للمكبببري‪ ،‬إذا كانبببت قيمبببة الكبببراء مبببن البببباطن تفبببوق قيمبببة الكبببراء األصبببلي‪ ،‬مراجعبببة السبببومة الكرائيبببة إمبببا اتفاقبببا أو قضببباء‪ ،‬وفبببي الحالبببة‬
‫األخيببببرة تراعببببي المحكمببببة الفببببرق بببببين السببببومتين دون أن تتقيببببد بمقتضببببيات القببببانون رقببببم ‪ 17.13‬المتعلببببق بمراجعببببة أثمببببان كببببراء المحببببالت‬
‫المعدة للسكنى أو االستعمال المهني أو التجاري أو الصناعي أو الحرفي السالف الذكر‪".‬‬
‫‪ -2‬الفصل ‪ 113‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫‪ -3‬صببببدر فببببي هببببذا الصببببدد حكببببم للمحكمببببة التجاريببببة بمببببراكش صببببدر بتبببباريخ ‪ 17/91/1197‬فببببي الملببببف عببببدد‪ ،9127/2111/1197‬منشببببور‬
‫بمجلة المنازعات التجارية بين القانون واالجتهاد القضائي‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،9-3‬السنة ‪ ،1191‬الصفحة ‪.111‬‬

‫‪131‬‬
‫العدد املزدوج ‪ 32-32‬يناير ‪3232‬‬ ‫مجلة البوغاز للدراسات القانونية والقضائية‬

‫سادسا‪-‬هالك العين المكتراة وأيلولتها للسقوط‬


‫بببالرجوع البببى البنببد الراببببع والخببامس مبببن المببادة الثامنبببة التببي تناولبببت حبباالت االعفببباء مبببن‬
‫التعببويض نجببد أنببه متببى كببان المحببل آيببال للسببقوط‪ ،‬مببا لببم يثبببت المكتببري مسببؤولية المكببري فببي عببدم‬
‫القيبببام بأعمبببال الصبببيانة الملبببزم بهبببا اتفاقبببا أو قانونبببا رغبببم إنبببذاره ببببذلك‪ ،‬أو إذا هلبببك المحبببل موضبببوع‬
‫الكببببراء بفعببببل المكتببببري أو بسبببببب قببببوة قبببباهرة أو حببببادث فجببببائي فببببإن عقببببد الكببببراء يفسببببخ ويفببببرغ‬
‫المكتري دون حصوله على أي تعويض‪.‬‬
‫سابعا‪-‬حالة وجود الشرط الفاسخ‬
‫قبببد ينتهبببي عقبببد الكبببراء التجببباري قببببل نهايتبببه وببببدون تعبببويض عبببن طريبببق فسبببخه إذا تحققبببت‬
‫الشبببروط الفاسبببخة المنصبببوص عليهبببا فبببي المبببادة ‪ 33‬مبببن القبببانون رقبببم ‪ ،91-91‬ففبببي حالبببة عبببدم أداء‬
‫المكتببببري لواجبببببات الكببببراء لمببببدة ثالثببببة أشببببهر‪ ،‬يجببببوز للمكببببري‪ ،‬كلمببببا تضببببمن عقببببد الكببببراء شببببرطا‬
‫فاسببببخا‪ ،‬وبعببببد توجيببببه إنببببذار ببببباألداء يبقببببى دون جببببدوى‪ ،‬بعببببد انصببببرام أجببببل ‪ 95‬يومببببا مببببن تبببباريخ‬
‫التوصبببل‪ ،‬أن يتقبببدم بطلبببب أمبببام قاضبببي األمبببور المسبببتعجلة‪ ،‬لمعاينبببة تحقبببق الشبببرط الفاسبببخ وإرجببباع‬
‫العقار أو المحل‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫انطالقبببا مبببن دراسبببة األحكبببام الخاصبببة ببببالتعويض عبببن فقبببدان األصبببل التجببباري يظهبببر بشبببكل‬
‫جلببببي أن المشببببرع المغربببببي وفببببق فببببي تجبببباوز بعببببض المقتضببببيات العبببباجزة عببببن تببببوفير ضببببمانات‬
‫للمكتبببري والتبببي شبببكلت أحبببد الببببنقط السبببوداء فبببي ظبببل ظهيببببر ‪ 19‬مببباي لسبببنة ‪ 9155‬البببذي اعتببببرت‬
‫مضامينه العديد من الهفوات التي كانت مجحفة في حق المكتري‪.‬‬
‫كمبببا يمكبببن مالمسبببة هبببذا التحبببول فبببي توجبببه المشبببرع مبببن خبببالل المسبببتجدات التبببي أتبببى بهبببا‬
‫القببببانون ‪ 91-91‬خصوصببببا عنببببدما تببببم التصببببدي ألهببببم المشبببباكل التببببي كانببببت تعببببرض غالبببببا أمببببام‬
‫القضبببباء‪ ،‬باإلضببببافة الببببى التركيببببز علببببى تغليببببب مصببببلحة االحتفبببباظ باألصببببل التجبببباري أوال وضببببمان‬
‫استقرار العالقة بين المكري والمكتري ثانيا‪.‬‬
‫وفبببببي الختبببببام‪ ،‬ال يسبببببعنا إال أن نعبببببرض لمجموعبببببة مبببببن المقترحبببببات والمالحظبببببات والتبببببي‬
‫تتلخص أساسا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المشبببرع المغرببببي لبببم يكبببن موفقبببا فبببي تنظبببيم حالبببة إفبببراغ السبببكن الملحبببق بالمحبببل‪ ،‬والبببذي مبببن شبببأنه‬
‫أن يفبببتح المجبببال للمكبببري إلفبببراغ المكتبببري وحرمانبببه مبببن أصبببله التجببباري البببذي قبببد يسببباوي مبلغبببا‬
‫يضاعف بأضعاف كثيرة التعويض المقرر‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغبببي االعتمببباد علبببى معبببايير أكثبببر دقبببة مبببن معيبببار السبببومة الكرائيبببة فبببي تقبببدير التعبببويض الجزئبببي‬
‫أو المؤقت خصوصا وأنه ال يمكن أن يعطي هذا المعيار القيمة الحقيقية للحق في الكراء‪.‬‬
‫‪ -‬يفضبببل إسبببناد صبببالحية تحديبببد التعبببويض فبببي حالبببة اإلفبببراغ لكبببون المحبببل ايبببل للسبببقوط لمحكمبببة‬
‫الموضببوع ببببدل قاضبببي المسبببتعجالت نظببرا لمبببا يسبببتلزمه األمبببر مببن وقبببت إلنجببباز الخببببرات التقويميبببة‬
‫لألصل التجاري بالرغم من مميزات القضاء االستعجالي‪.‬‬
‫‪ -‬يالحبببظ أن المشبببرع لبببم يكبببن موفقبببا فبببي ربطبببه تغييبببر النشببباط التجببباري بضبببرورة موافقبببة المكبببري‪،‬‬
‫ممببببا ي شببببكل إجحافببببا فببببي حببببق المكتببببري‪ ،‬ال سببببيما فببببي ظببببل المتغيببببرات السوسيواقتصببببادية‪ ،‬ولعببببل‬
‫الظببروف المرتبطبببة بجائحبببة كورونببا كانبببت أكببببر دليبببل علببى ذلبببك‪ ،‬حيبببث عرفببت بعبببض المهبببن كسبببادا‬
‫اضطر معه المكتري الى وضع حد لنشاطه التجاري دون تخويله مكنة االستفادة من التعويض‪.‬‬

‫‪132‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like