You are on page 1of 14

‫األستاذة‪ :‬سكينة يوسفي‬ ‫علوم التربية‬

‫األسدس الثالث‬

‫النظرية البنائية‪Théorie constructiviste :‬‬ ‫‪.III‬‬

‫على خالف ما كان سائدا في السابق ‪ ،‬نجد النظريات الحديثة تقول بأن التعلم الحقيقي لن يتم بناءا على ما‬
‫سمعه المتعلم حتى ولو حفظه وكرره أمام المدرس بل تؤكد هذه النظريات ومنها النظرية ( البنائية ) أن‬
‫الشخص يبني معلوماته داخليا متأثرا بالبيئة المحيطة به والمجتمع و اللغة‪ ،‬وأن لكل متعلم طريقة‬
‫المدرس…‬ ‫يريد‬ ‫كما‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫بالضرورة‬ ‫وليس‬ ‫المعلومة‬ ‫فهم‬ ‫في‬ ‫وخصوصية‬
‫وعلى الرغم من أن الفلسفة الرئيسة للبنائية تنسب إلى الفيلسوف و عالم النفس السويسري جان بياجيه‬
‫‪ 6891( jean piaget :‬ـ ‪ ، )6891‬إال أن بيستالوزي (‪ 6471‬ـ ‪ )6914‬قد أتى بنتائج مشابهة قبل أكثر‬
‫من قرن على ذلك‪ ،‬إذ أكد ضرورة اعتماد الطرق التربوية على التطور الطبيعي للطفل وعلى مشاعره‬
‫وأحاسيسه‪ ،‬وهو بذلك أكد أهمية الحواس كأدوات للتعلم‪ ،‬ونادى بربط مناهج التعليم بخبرات األطفال التي‬
‫تتوافق وحياتهم في بيوتهم وبيئاتهم العائلية‪.‬‬

‫‪ )1‬تعريف النظرية البنائية‪:‬‬


‫تشتق كلمة البنائية ‪ Constructivisme‬من البناء ‪ Construction‬أو البنية ‪ ، Structure‬بمعنى‬
‫الطريقة التي يقام بها مبنى ما ويمكن تعريفها على أنها‪ ” :‬رؤية في نظرية التعلم ونمو الطفل‪ ،‬قوامها أن‬
‫الطفل يكون نش ًطا في بناء أنماط التفكير لديه نتيجة تفاعل قدراته الفطرية مع الخبرة‪”.‬‬
‫تعتبر النظرية البنائية من أهم نظريات القرن العشرين‪ ،‬و تسمى أيضا نظرية النمو المعرفي أو النضج‬
‫المعرفي‪.‬‬
‫تعتبرهذه النظرية أن التعلم فعل نشيط وأن بناء المعارف يتم باالستناد إلى الخبرات و(المعارف السابقة)‪،‬‬
‫والمتعلم يبني تعلماته باالعتماد على نفسه انطالقا من اختالل معرفي يطبق عليه ميكانيزم االستيعاب‬
‫والتالؤم ليصل إلى التوازن المعرفي ‪.‬‬
‫‪ )2‬النموذج البنائي‪:‬‬

‫‪ )3‬أهم مفاهيم النظرية البنائية‪:‬‬


‫التنظيم ‪:‬دمج المعلومات القديمة للفرد والموجودة في البنية الذهنية مع المعلومات الجديدة التي‬ ‫‪‬‬

‫اكتسبها المتعلم في المدرسة‪.‬‬


‫االستيعاب‪ :‬هو عملية دمج المعارف والمهارات ضمن النسيج المعرفي للمتعلم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫السيرورات اإلجرائية ‪:‬إن كل درجات التطور والتجريد في المعرفة‪ ،‬تنمو في تالزم جدلي‪ ،‬وتتأسس‬ ‫‪‬‬

‫كلها على قاعدة العمليات اإلجرائية أي األنشطة العملية الملموسة‪.‬‬


‫التمثل و الوظيفة الرمزية‪ :‬التمثل‪ ،‬عند جان بياجي‪ ،‬ما هو سوى الخريطة المعرفية التي يبنيها الفكر‬ ‫‪‬‬

‫عن عالم الناس واألشياء‪ ،‬وذلك بواسطة الوظيفة الترميزية كاللغة و اللعب الرمزي‪.‬‬
‫الموائمة أو التكيف ‪:‬إدماج عناصر الموقف التعلمي في البنيات الذهنية للطفل‪ .‬أي أن الطفل‬ ‫‪‬‬

‫يقوم بتحليل العناصر و تركيبها ليصل إلى النتيجة‪.‬‬


‫خطاطات الفعل ‪ :‬الخطاطة هو نموذج سلوكي منظم يمكن استعماله استعماال قصديا‪ ،‬وهي تمثل ذكاء‬ ‫‪‬‬

‫عمليا هاما يعد منطلق الفعل العملي الذي يحكم الطور الحسي ـ الحركي من النمو الذهني‪.‬‬
‫‪ )4‬التعلم عند البنائيين‪:‬‬
‫هو نشاط فردي داخلي يحاول المتعلم من خالله فهم الواقع و التكيف معه (العودة إلى حالة التوازن) عن‬
‫طريق عمليتي االستيعاب و الموائمة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫هو تجاوز و نفي لإلضطراب الذي تحدثه الوضعية المشكلة‪.‬‬

‫‪ )5‬مبادئ النظرية البنائية‪:‬‬


‫المتعلم ال يحصل على المعلومة جاهزة بشكل كامل وإنما يجب أن يبذل مجهودا معينا من داخل عقله؛‬ ‫‪‬‬

‫لبناء المعرفة الصحيحة ال بد للمتعلم للفهم وللتجارب الخاطئة والصحيحة لترسيخ واستيعاب المعلومة‬ ‫‪‬‬

‫كاملةً؛‬
‫إنكار مبدأ التلقين في التعليم واعتماد مبدأ التجربة والتطبيق بما تتضمن من الخطأ والصواب‬ ‫‪‬‬

‫للوصول إلى المعلومة الصحيحة؛‬


‫التعلم عملية مستمرة وتكمن بشكل رئيسي في العقل؛‬ ‫‪‬‬

‫االستدالل شرط لبناء المفهوم ‪ :‬المفهوم ال يبنى إال على أساس استنتاجات استداللية تستمد مادتها من‬ ‫‪‬‬

‫خطاطات الفعل؛‬
‫الخطأ شرط التعلم ‪ :‬إذ أن الخطأ هو فرصة وموقف من خالل تجاوزه يتم بناء المعرفة التي نعتبرها‬ ‫‪‬‬

‫صحيحة‪.‬‬
‫‪ )6‬الفرق بين النظرية السلوكية و النظرية البنائية‪:‬‬

‫‪ ‬الفرق جوهري حيث أن النظرية السلوكية تعتبر التعلم هو نقل المعلومات إلى المتعلم فحسب‬
‫بينما النظرية البنائية تعتبر أن التعلم عند هذه النقطة لم يبدأ بعد وإنما يبدأ بعدها فالتعلم هو ما‬
‫يحدث بعد وصول المعلومات إلى المتعلم الذي يقوم بصناعة المعنى الشخصي الذاتي الناتج عن‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬النظرية السلوكية تهتم بالسلوك الظاهر للمتعلم‪ .‬بينما النظرية البنائية تهتم بالعمليات المعرفية‬
‫الداخلية للمتعلم‪.‬‬
‫‪ ‬دور المعلم في السلوكية هو تهيئة بيئة التعلم لتشجيع الطالب لتعلم السلوك المرغوب ‪ ،‬بينما في‬
‫البنائية تهيئ بيئة التعلم لتجعل الطالب يبني معرفته بنفسه‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ )7‬بعض مميزات نموذج التعليم البنائي‪:‬‬
‫‪ ‬يجعل المتعلم محور العملية التعليمية من خالل تفعيل دوره ‪ ،‬فالمتعلم يكتشف ويبحث وينفذ‬
‫األنشطة‪.‬‬
‫‪ ‬يتيح للمتعلم فرصة المناقشة والحوار مع زمالءه المتعلمين أو مع المعلم؛ مما يساعد على نمو لغة‬
‫الحوار السليمة لديه ويجعله نشطا‪.‬‬
‫‪ ‬يجعل المتعلمين يفكرون بطريقة علمية؛ وهذا يساعد على تنمية التفكير العلمي لديهم‪.‬‬
‫‪ ‬يتيح للمتعلمين الفرصة للتفكير في أكبر عدد ممكن من الحلول للمشكلة الواحدة؛ مما يشجع على‬
‫استخدام التفكير اإلبداعي‪ ،‬وبالتالي تنميته لدى التالميذ‪.‬‬
‫‪ ‬يشجع نموذج التعلم البنائي على العمل في مجموعات و التعلم التعاوني؛ مما يساعد على تنمية‬
‫روح التعاون والعمل كفريق واحد لدى المتعلمين‪.‬‬
‫‪ )8‬مثال لدراسة وضعية‪:‬‬

‫النظرية السوسيوبنائية ‪Théorie socioconstructiviste:‬‬ ‫‪.IV‬‬


‫‪ ‬من أهم نظريات القرن العشرين‪.‬‬
‫‪ ‬ظهرت هذه النظرية لتجاوز قصور النظرية البنائية‪.‬‬
‫‪ ‬من أهم روادها فيكوتسكي ‪vigotsky‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬اهتمت بالبعد اإلجتماعي في التعلم و النمو المعرفي‬

‫‪ )1‬قصور نظرية بياجي‪:‬‬


‫اعتبرت البنائية أن الطفل يبني تعلمه بشكل فردي و ذاتي‪ ،‬دون مراعاة إمكانية عجزه عن القيام بعمليتي‬
‫االستيعاب و الموائمة و حاجته لتدخل عنصر خارجي (أستاذ – زميل‪ -‬أم‪ -‬أب‪)...‬‬

‫‪ )2‬تعريف النظرية السوسيوبنائية‪:‬‬

‫النظرية السوسيوبنائية ‪ socioconstructivisme‬و تسمى كذلك النظرية البنائية االجتماعية هي نظرية‬


‫علمية تربوية مفادها أن المعرفة تبنى اجتماعيا من قبل الفرد بعد تفاعله مع محيطه االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )3‬مبادئ النظرية السوسيوبنائية‪:‬‬

‫◄ يبني المتعلم كفاياته من خالل مقارنة إنجازاته مع إنجازات أقرانه‪.‬‬


‫◄ السياق االجتماعي ضروري لبناء التعلمات فمن خالله يحدث الصراع أو الجدل‬
‫السوسيومعرفي (معرفة‪-‬متعلم‪-‬مجتمع)‪.‬‬
‫◄ التفاعل اإلجتماعي من أهم أسس و مرتكزات بناء المعرفة لدى المتعلم‪.‬‬

‫معرفة‬ ‫سياق اجتماعي‬ ‫متعلم‬

‫◄ التعلم االجتماعي يسرع وثيرة النمو و يمس منطقة النمو الوشيك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ )4‬النمو و التعلم‪:‬‬

‫النظرية المعرفية‪Théorie cognitive :‬‬ ‫‪.V‬‬

‫‪ ‬التياااار المعرفاااي هوووو توجوووه فوووي علوووم الووونفس التربووووي و يشووومل عووودة نظريوووات منهوووا الجشوووطلتية‬
‫و البنائية و نظرية معالجة المعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬يطلق عليها غالبا في األدبيات التربوية النظرية المعرفية‪.‬‬
‫‪ ‬ظهر التيار المعرفي كتيار معارض للتوجه السلوكي‪.‬‬
‫تركوووز علوووى المعرفوووة و ءليوووات بناءهوووا داخووول الووودمات خالفوووا للسووولوكية التوووي تهوووتم فقوووط بوووالمظهر‬ ‫‪‬‬
‫الخارجي للسلوك‪.‬‬
‫النظريووة المعرفيووة والتووي رائوودها نوفاااك وهووو نفسووه موون طورهووا توورى أن اإلنسووان يووتالئم مووع المحوويط‬
‫الخووواه بووووه وذلووووك مووون خووووالل بذلووووه مجهوووود فووووي ذلووووك ‪ ،‬كموووا ترتكووووز هووووذه النظريوووة علووووى الجوانووووب‬
‫المعرفيوووووووووووووووووووووووووووووووة فوووووووووووووووووووووووووووووووي اكتسووووووووووووووووووووووووووووووواب التعلموووووووووووووووووووووووووووووووات ومعالجتهوووووووووووووووووووووووووووووووا‪.‬‬
‫النظريوووة المعرفيوووة تنظووور مووون زاويوووة السوووياقات المعرفيوووة للموووتعلم‪ ،‬وتعطوووي أهميوووة خاصوووة لمصوووادر‬
‫المعرفووووة‪ ،‬فووووالتعلم عنوووود المعوووورفيين هووووو معالجااااة المعلومااااة هووووذه المعالجووووة التووووي يقوووووم بهووووا الموووودرس‬
‫والمووتعلم بشووكل مسووتمر‪ ،‬وحسووب هووذه النظريووة أيضووا أنووه يجووب التركيووز علووى فهووم واسووتيعاب وإدراك‬
‫المعرفوووووة مووووون طووووورف الموووووتعلم عووووووض التركيوووووز علوووووى الكوووووم؛ أي كوووووم المعرفوووووة المقدموووووة للموووووتعلم‪.‬‬
‫بتطبيوووق النظريوووة المعرفيوووة فمووون الناحيوووة اإلجرائيوووة يكوووون الموووتعلم قووود امتلوووك معرفوووة مسوووبقة فتسووومى‬
‫مرحلوووة التووووازن ‪ ،‬وف جوووأة يعطيوووه المووودرس معرفوووة جديووود فيحووودث عنووود الموووتعلم مرحلوووة التووووازن ثوووم‬
‫يسوووتوعب تلووووك المعرفووووة المقدمووووة لووووه فيعووووود إلووووى مرحلووووة التووووازن موووون جديوووود ‪ ،‬وهوووودا مووووا نسووووميه‬

‫‪6‬‬
‫‪ :‬التااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااوازن ‪ -‬الالتااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااوازن ‪ -‬التااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااوازن الجديااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااد‬
‫ونوووووووووووووووووووووووووووووووووذكر علوووووووووووووووووووووووووووووووووى سوووووووووووووووووووووووووووووووووبيل المثوووووووووووووووووووووووووووووووووال‪:‬‬

‫‪ )1‬مفهوم المعرفة‪:‬‬

‫الفرق بين المعلومات والمعارف ‪:‬‬

‫‪ ‬عندما يشنغل الدمات على المعلومة بالقراءة و الفهم و التحليل و المالحظة و المقارنة‪...‬‬
‫‪ ‬تتحول هذه المعلومات إلى معارف ( أصبح الدمات يعرفها)‪.‬‬
‫‪ ‬المعرفة هي نشاط الذات العارفة (ذات اإلنسان‪ -‬الدمات)‪.‬‬

‫‪ )2‬تصور النظرية المعرفية للدماغ‪:‬‬


‫‪ ‬الدمات عبارة عن ءلة (حاسوب) تعالج المعلومات الواردة من العالم الخارجي‪.‬‬
‫‪ ‬يشتغل بنظام المدخالت و المخرجات (‪)input-output‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ )3‬تعريف التعلم حسب النظرية المعرفية‪:‬‬

‫‪ ‬إذن التعلم حسب النظرية المعرفية هو العملية التي يتم من خاللها تحويل المعلومات من البيئة‬
‫الخارجية إلى البنى المعرفية الداخلية‪.‬‬

‫‪ )4‬أهم مبادئ النظرية المعرفية‪:‬‬


‫االهتمام بذهنية المتعلم والعمل على تطوير مهاراته؛‬ ‫‪‬‬

‫يجب أن يكون المتعلم هو المساهم األساسي في بناء التعلمات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خلق وتجديد استراتيجية معرفية ناجعة يمكن للمدرس السير عليها حتى يتمكن من إيصال المعرفة‬ ‫‪‬‬

‫للمتعلم بشكل ناجح‪.‬‬


‫المعرفة هي معرفة داخلية ولذلك ال يجب االهتمام بالسلوك الخارجي للمتعلم بقدر االهتمام بذهنيته‬ ‫‪‬‬

‫وعقليته‪.‬‬

‫نظرية الذكاءات المتعددة ‪Intelligences multiples :‬‬ ‫‪.VI‬‬

‫‪ )1‬مقياس الذكاء في نظرية الذكاءات المتعددة‪:‬‬


‫انتقد هوارد جـاردنر في كتابه‪ :‬أشكال الذكاء الذي تم نشره عام ‪، 6891‬االتجاه التقليدي في دراسة الذكاء‬
‫وقياسه بوصفه عامالً وحيدا ثابتا ً و الذي يعتمد على اختبارات ‪ IQ‬التي تصنف األشخاه حسب الذكاء و‬
‫التي تهتم فقط بالجوانب المنطقية و الرياضياتية و تهمش القدرات األخرى‪ .‬و من هنا حاول جاردنر‬
‫استكشاف الطريقة التي يتم من خاللها تقيم األفراد في ثقافـات معينـة‪ ،‬وكـذلك الطريقة التي يقدم بها‬
‫األفراد منتجات مختلفة‪ ،‬او كيف يخدمون ثقافاتهم بقدرات متنوعة‪.‬وبهذا فإن االتجاه الذي سلكه جاردنر‬

‫‪8‬‬
‫لدراسة الذكاء يكمن في استكشاف الطرق التي تقيم بها الثقافات المختلفة األفراد‪ ،‬وكذلك الطرق التي يبتكر‬
‫بها األفراد منتجـات مختلفة لثقافتهم‪.‬‬

‫ويعرف جاردنر الذكاء علي أنه‪ ":‬إمكانية أو قدرة نفسية بيولوجية كامنة تهدف إلي معالجة المعلومات‪،‬‬
‫والتي يمكن تنشيطها أو إيجاد نتاجات لها قيمة في بيئة ثقافية ما‪".‬‬
‫وهذا التعريف يعتبر الذكاء عبارة عن قدرات أو إمكانيات عصبية يتم تنشيطها أو عدم تنشيطها‪ ،‬وهذا‬
‫يعتمد علي قيم ثقافة معينة‪ ،‬كما يعتمد أيضا ً علي الفره المتاحة في تلك الثقافة‪ ،‬باإلضافة إلي ما يتخذه‬
‫أفراد األسر ومعلموا المدراس من قرارات شخصية‪.‬‬
‫يحدد عالم النفس االمريكي جاردنر مفهوم الذكاء في ثالثة نقاط أساسية كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬القدرة علي حل المشكالت لمواجهة الحياة الواقعة‪.‬‬
‫‪ ‬القدرة علي توليد حلول جديدة للمشكالت ‪.‬‬
‫‪ ‬والقدرة علي إنتاج أو إبداع شئ ما يكون له قيمة داخل ثقافة معينة‬

‫يمكن تعريف الذكاء أيضا على أنه‪ ":‬القدرة على التكيف مع المتغيرات لتحقيق التوازن و حل المشكالت‬
‫أو تحقيق بعض اإلنجازات أو إنتاج معرفة"‪.‬‬

‫‪ )2‬تعريف نظرية الذكاءات المتعددة ‪:‬‬

‫نظرية الذكاءات المتعددة هي نظرية وضعها العالم هوارد جاردنز أستاذ في جامعة هارفارد ‪-‬الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ -‬عام ‪ 6891‬والتي أحدثت ثورة كبيرة وتطورًا حول مفهومنا للذكاء‪ ،‬وتعبر النظرية عن‬
‫الطرق التي يتعامل من خاللها الشخص مع مجموعة من المهام‪ ،‬وتُعتبر هذه النظرية من أكثر النظريات‬
‫التي ساعدت المعلمين في فهم الطالب وقدراتهم‪ ،‬وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫تساعدهم على التفكير في أفضل الطرق لتقديم المعلومات للطالب‪ ،‬إضافةً إلى معرفة اهتماماتهم‬
‫واألنشطة التي يفضلون أو ال يفضلون القيام بها‪ ،‬كما تقوم هذه النظرية بتحدي مفهوم معدل الذكاء الواحد‬
‫المشترك بين الجميع‪ ،‬وتُعارض فكرة أن الذكاء يُمكن قياسه من خالل اختبار (اآلي كيو)‪ ،‬وقد حدد هوارد‬
‫جاردنز من خالل نظرية الذكاءات المتعددة ثمانية أنواع مختلفة من الذكاء‪ ،‬وأن كل شخص لديه القدرة‬
‫على امتالكها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ )3‬أنواع الذكاء اعتمادًا على نظرية الذكاءات المتعددة‪:‬‬
‫يختص كل نوع من أنواع الذكاء مع نوع خاه من المعارف والخبرات؛ فهناك ذكاء يختص بالمكان‪،‬‬
‫وذكاء يختص بالكلمة‪ ،‬وذكاء يختص باألرقام‪ ،‬وذكاء يختص بالصوت ودرجاته‪ ،‬وذكاء يتعامل مع‬
‫الظروف االجتماعية بمكوناتها البشرية والمادية‪ ،‬وهكذا يمتلك الفرد أنماط متعددة من الذكاءات‪ ،‬وقد‬
‫صنفها جاردنر في ثمانية أنماط وهي‪ :‬الذكاء المنطقي الرياضي‪ ،‬الذكاء اللغوي ‪،‬الذكاء الحسي‪-‬الحركي ‪،‬‬
‫الذكاء االجتماعي ‪،‬الذكاء الموسيقي ‪،‬الـذكاء الذاتي أو الشخصي ‪ ،‬الذكاء المكاني البـصري‪ ،‬والذكاء‬
‫األنماط‪:‬‬ ‫هذه‬ ‫من‬ ‫نمط‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫نبذة‬ ‫يلي‬ ‫وفيما‬ ‫الطبيعي‪.‬‬

‫‪ ‬الذكاء المنطقي‪ -‬الرياضي ‪Logical-Mathematical Intelligence :‬‬


‫يعد هذا النوع من الذكاء هو القدرة على التعامل وحل المعادالت الحسابية‪ ،‬إضافةً إلى تطوير المعادالت‬
‫والبراهين‪ ،‬وبالتالي فهو يعبر عن القدرة على التعامل مع المشكالت بأسلوب منطقي وعلمي‪ ،‬ولع ّل أهم‬
‫من يملك هذا النوع من الذكاء هم علماء الرياضيات و الفيزياء و العلوم و كذلك األطباء‪.‬‬
‫ويتسم الطالب ذو الذكاء المنطقي – الرياضي في نظرية الذكاءات المتعددة بما يلي‪:‬‬
‫يسأل كثيراً عن كيفية عمل األشياء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستمتع بالعمل أو اللعب باألرقام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستمتع بحصة الرياضيات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يرتب أفكاره عند عرض أي موضوع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يحل مشكالته في خطوات مرتبة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يجري العمليات الحسابية بسرعة أكبر من أقرانه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستطع الربط بين األسباب والنتائج‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يحل المسائل الحسابية التى تحتاج إلى تفكير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يظهر االهتمام في الموضوعات المتعلقة بالرياضيات والعلوم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الذكاء اللغوي ‪Linguistic Intelligence:‬‬


‫يتحدث هذا النوع من نظرية الذكاءات المتعددة عن قدرة الفرد على فهم اللغات المختلفة وتعلمها‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل قدرته على التعامل مع اللغة المنطوقة والمكتوبة‪ ،‬وبالتالي فإن قدرته على استخدام اللغة تساعده‬
‫على تحقيق أهداف معينة‪ ،‬كما يتمتع أصحاب الذكاء اللغوي بالقدرة على التحليل واالستنتاج وتحليل‬

‫‪10‬‬
‫المعلومات‪ ،‬إضافةً إلى قدرتهم على اإلنشاء والقيام بأنواع اللغة الشفوية والمكتوبة مثل الخطابة وكتابة‬
‫الكتب‪ ،‬ولع ّل من أهم األشخاه الذين يمتلكون الذكاء اللغوي الكتاب و الشعراء و الخطباء و السياسيون‪.‬‬
‫ويتسم الطالب ذو الذكاء اللغوي في نظرية الذكاءات المتعددة بما يلي‪:‬‬
‫يقضي معظم وقت فراغه في القراءة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يعبر عن ءرائه وأفكاره بوضوح‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتواصل مع األخرين بطريقة شفوية عالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يقنع معلميه وأقرانه بما يقول‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يسرد أحداث قصة في جمل صحيحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتذكر ما يقرأه بسهولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتذكر ما يسمعه بسهولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستمتع بألعاب الكلمات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الذكاء الحسي‪-‬الحركي ‪Bodily-Kinesthetic Intelligence :‬‬


‫يعد هذا النوع من الذكاء هو القدرة على تحريك الجسد بشكل كامل ككل‪ ،‬أو القدرة على توجيه الجسد‬
‫للقيام بالمهارات المتعددة‪ ،‬ويتفوق العـداءون‪ ،‬والحرفيون‪ ،‬الممثلون‪ ،‬والراقصون في هذا النوع من الذكاء‬
‫أكثر من غيرهم‪.‬‬

‫ويتسم الطالب ذو الذكاء الحسي– الحركي في نظرية الذكاءات المتعددة بما يلي‪:‬‬

‫يمارس األعمال الحركية بسهولة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يقلد حركات وإيماءات اآلخرين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستخدم حركات اليدين للتعبير عما يريد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يفهم تعبيرات المعلم الحركية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتفوق في واحدة أو أكثر من األلعاب الرياضية في المدرسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستخدم لغة الجسم في التعبير عما لديه من أفكار وانطباعات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يحتاج إلى لمس األشياء كي يتعرفها أكثر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يفضل تعلم المهارات الجديدة من خالل ممارستها عمليا ً‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬الذكاء االجتماعي )”‪Interpersonal Intelligence (“people smart‬‬
‫القدرة على فهم نوايا اآلخرين ودوافعهم ورغباتهم‪ ،‬وبالتالي القدرة على العمل بشكل جماعي وبفعالية مع‬
‫اآلخرين والمجتمع‪ ،‬كما أن هذا النوع من الذكاء يتضمن القدرة على التعرف وكيفية التعامل مع مزاج‬
‫اآلخرين وتقلباتهم‪ .‬يعتبر التجار و السياسيون من األشخاه الذين يتميزون بهذا النوع من الذكاء‪.‬‬
‫ويتسم الطالب ذو الذكاء االجتماعي في نظرية الذكاءات المتعددة بما يلي‪:‬‬
‫يفضل العمل الجماعي على العمل الفردي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يحره على المشاركة في المهام الجماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يرتبط بصداقات كثيرة مع زمالئه في العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يشعر بالراحة والسعادة وسط الجماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يعتبر نفسه قائدا ويعترف بذلك اآلخرون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يهتم بشئون اآلخرين ويقلق عليهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يطلب المساعدة من اآلخرين لحل مشكالته‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يقدم النصيحة لزمالئه عند تعرضهم ألية مشكلة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الذكاء الموسيقي ‪Musical Intelligence :‬‬


‫يُشير إلى القدرة على التمكن من المهارات الموسيقية المختلفة مثل التأليف واألداء‪ ،‬وتقدير األنماط‬
‫الموسيقية المختلفة‪ ،‬إضافةً إلى القدرة على التعرف على النغمة الموسيقة‪ ،‬والجرس الموسيقي واإليقاعات‬
‫المختلفة‪ ،‬ومن األشخاه الذين يمتلكون ذكاء موسيقي نجد الملحنين و الموسيقيين ‪.‬‬
‫والطالب ذو الذكاء الموسيقي يتسم بعدة خصائص في نظرية الذكاءات المتعددة‪:‬‬
‫يشارك في جماعة الموسيقى في المدرسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتذكر أنغام األناشيد وبعض النماذج المغناة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يشغل وقت الفرات له داخل غرفة الموسيقى بالمدرسة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يصمم نغمات جديدة لألناشيد واألغاني التي يسمعها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يميز النغمات الموسيقية التي يسمعها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الذكاء الشخصي أو الذاتي ‪Intrapersonal Intelligence (“self smart”) :‬‬


‫يمثل الذكاء الشخصي قدرة الفرد على فهم ذاته واستخدام هذا الفهم في تنظيم جوانب حياته المختلفة‪ ،‬بما‬
‫في ذلك رغباته ومخاوفه وقدراته‪ ،‬وبالتالي فإن الفرد الذي يتمتع بذكاء شخصي عال يمتلك القدرة على‬

‫‪12‬‬
‫فهم األهداف الممكنة في الحياة وتحديد كيفية تحقيقها‪ ،‬و يعتبر الفالسفة من األشخاه الذين يمتلكون هذا‬
‫النوع من الذكاء‪.‬‬
‫ويتسم الطالب ذو الذكاء الشخصي في نظرية الذكاءات المتعددة بما يلي‪:‬‬
‫يسعى لحل مشكالته بنفسه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬يحتفظ بمفكرة شخصية يدون فيها األحداث المهمة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يمارس هوايات خاصة ال تعتمد على مشاركة األخرين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يكون أداؤه أفضل عندما يعمل بمفرده‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يوجد لديه شعور جيد بتوجيه نفسه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يضع لنفسه أهدافا ً يفكر فيها على أساس منتظم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬الذكاء المكاني أو الفضائي ‪Spatial Intelligence :‬‬


‫يتضمن الذكاء المكاني القدرة على التعامل مع األماكن المختلفة‪ ،‬وبالتالي فهي تعني القدرة على تصور‬
‫األشياء بدقة‪ ،‬وفهمها ومعالجتها‪ ،‬وقد عرّف جاردنز الذكاء المكاني حسب نظريته الذكاءات المتعددة بأنه‬
‫القدرة على التفكير في ثالثة أبعاد‪ ،‬وبالتالي فإن من يمتلكون هذا النوع من الذكاء يتفوقون في التالعب‬
‫عقليًا باألشياء‪ ،‬كما وأنهم يستمتعون بالرسم‪ ،‬والفن‪ ،‬واالستمتاع كذلك باأللغاز والتفوق في المتاهات‪،‬‬
‫ويُعتبر المهندسون والعلماء والمعماريون إضافةً إلى الفنانين يمتلكونَ ذكاء مكانيا ً عال‪.‬‬
‫ويتسم الطالب ذو الذكاء المكاني البصري في نظرية الذكاءات المتعددة بما يلي‪:‬‬
‫يرسم األشكال والرسومات الهندسية بدقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستمتع بالنشاطات الفنية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستوعب المعلومات في صورة خرائط ذهنية ومخططات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتذكر ويفهم الرسومات والصور واألشكال أكثر من قراءة الكلمات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتسلى بالرسم الحر في أثناء تفكيره في أي شيء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستطع تمييز الشمال من الجنوب أيا كان موقعه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يتخيل الصور واألشكال ويعبر عنها بالرسم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يفهم الرسوم المصاحبة للخريطة أو المخططات المعرفية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستطيع أن بجد طريقه إلى األماكن التي لم يسبق له زيارتها‬ ‫‪‬‬

‫يحب ويهتم باأللغاز البصرية مثل المتاهات والصور المتقطعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ ‬الذكاء الطبيعي (باإلنجليزيّة )‪: Naturalist intelligence‬‬
‫القدرة على التعرف و تصنيف األشياء الموجودة في الطبيعة من نباتات و حيوانات‪ ،‬أي قدرة الفرد على‬
‫فهم الطبيعة‪ ،‬إضافة إلى الحساسية لمناظر الكون الطبيعية كالسحب والصخور‪ .‬ويمكن تمييز هذا النوع‬
‫من الذكاء لدى المزارعين‪ ،‬ومربي الحيوانات‪ ،‬والجيولوجيين‪ ،‬وعلماء اآلثار‪.‬‬

‫ويتسم الطالب ذو الذكاء الطبيعي في نظرية الذكاءات المتعددة بما يلي‪:‬‬


‫يستمتع بالخروج إلى الغابات والمزارع والحدائق العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ينتمي إلى نوع من الجمعيات التطوعية ذات العالقة بالطبيعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يالحظ سلوك الحيوانات والطيور في البيئة من حوله‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يميل إلى قراءة الكتب والمجالت التي تتناول علوم الطبيعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستمتع بمشاهدة الـبرامج التليفزيونية التى تعرض سلوك الكائنـات الحبة في الطبيعة مثل‬ ‫‪‬‬

‫برنامج عالم الحيوان‪.‬‬

‫يستطيع تمييز أصوات الكائنات الحية بسهولة ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يهتم بالقضايا البيئية العالمية والمحلية مثل التلوث والتصحر واستنزاف موارد البيئة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫يستطيع ان يسمي ويعدد الكثير من أنواع النباتات واألزهار والثمار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )4‬الذكاء و التعلم‪:‬‬
‫‪ ‬يجب على المدرس أن يأخذ الذكاء بعين اإلعتبار أثناء التخطيط لبناء أو تقويم أو دعم التعلمات‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على المدرس تنويع األنشطة و إعطاء كل متعلم مجاال و فرصة إلبراز قدراته‪.‬‬
‫‪ ‬يجب على المدرس خلق بيئة تعليمية تمكن كل متعلم من تحقيق ذاته و التميز في الجوانب التي‬
‫ينفرد بها‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like