You are on page 1of 13

‫أحكام صالة المسافر (القصر والجمع) ورأي المذهب الشافعي فيها‬

‫إعداد الطالب‬

‫المعتصم علي راشد العلوي‬

‫الرقم الجامعي‬

‫‪202220788‬‬

‫مقدم للدكتورة‬

‫منار أحمد‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫ص الة المس افر تحمل أحكاًم ا خاص ة تس هل على الف رد أداءه ا أثن اء تنقل ه‪ .‬يتطلب فهم دقي ق له ذه األحك ام‬
‫لتسهيل الصالة في ظروف السفر المتنوعة‪.‬‬

‫جمع الص التين يمث ل تح دًيا هاًم ا في حي اة المس لم‪ ،‬حيث يجمع بين الص الة الظه ر والعص ر أو الص الة‬
‫المغ رب والعش اء للتيس ير على المؤمنين في ظ روف معين ة‪ .‬يس تدعي ه ذا الموض وع فهًم ا دقيًق ا لألحك ام‬
‫الفقهية والظروف االستثنائية التي قد تفرض ضرورة جمع الصالتين‪.‬‬

‫وفيما يلي س وف نق وم من خالل ه ذا البحث بتوض يح ال رأي الفقهي لإلمام الش افعي في موض وع ص الة‬
‫المسافر والجمع بين الصالتين‪.‬‬

‫ُح كم صالة المسافر‪:‬‬

‫ِف‬
‫ُيشَر ُع للمسافِر َقْص ُر الَّصالة الُّر باعية إلى ركعتيِن ؛ لقوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ِإَذ ا َض َر ْب ُتْم ي اَأْلْر ِض َفَلْي َس َع َلْي ُك ْم‬
‫ُجَناٌح َأْن َتْقُص ُر وا ِم َن الَّص اَل ِة ِإْن ِخ ْفُتْم َأن َيْفِتَنُك ُم اَّلِذ يَن َكَفُر وا ِإَّن اْلَك اِفِر يَن َك اُنوا َلُك ْم َع ُد ًّو ا ُّم ِبيًن ا ﴾ [النساء‪:‬‬
‫‪ ،]101‬وقد تواترت األخباُر أَّن رسوَل اهلل ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬كان يقُص ُر في أسفاِر ِه‪ ،‬ولكن اخَتلف‬
‫العلماُء في ُح كم القْص ِر في الَّسفر؛ فمنهم َم ن يرى أنه يجب على المسافر أن يقُص ر الصالة‪ ،‬وأَّن من أتَّم‬
‫الَّص الة‪ :‬أِثَم بذلك‪ ،‬وذهب آخرون إلى أَّن القْص َر رخصٌة (إن شاَء المسافر صَّلى ركعتين‪ ،‬وإ ْن شاَء أَتَّم )‪،‬‬
‫ثم اختلف هؤالء أيضًا‪( :‬هل اإلتماُم أفضُل أم القْص ُر ؟)‪ ،‬وما أعجَب قوَل اإلماِم أحمَد ‪ " :‬أنا أِح ُّب العافية‬
‫من هذه المسألِة "[‪ ،]1‬وإ ن كاَن المشهوُر عنه رحمه اهلل‪ :‬أَّن المسافر إن شاَء صَّلى ركعتين‪ ،‬وإ ْن شاَء أَتَّم ‪.‬‬

‫قال الشيخ عادل العَّز ازي‪( :‬األرجَح ‪ -‬عندي ‪ -‬القوُل بوجوِب القْص ِر ‪ ،‬فال ينبغي للمسافر اإلتماُم إال إذا‬
‫كان عنده تأويٌل في إتماِمِه ‪ ،‬أو كان يصِّلي خلف ُم ِقيٍم ‪ ،‬أو كان يعتقُد أَّنها رخصٌة فقط؛ فال ُينَك ر عليه؛ فإَّنها‬
‫من موارد الِّنزاع التي َيَسُعنا فيها الخالف)‪.‬‬

‫أقّل مسافة للقصر‪:‬‬


‫اختلف العلماُء اختالًفا كثيًر ا في تحديِد المسافِة التي ُيشرع فيها القْص ُر ‪ِ ،‬ع لًم ا بأَّن اآلياِت واألحاديَث قد‬
‫أطلقت الَّسفَر ‪ ،‬فلم تحدد أقّل مسافة للقصر‪.‬‬

‫قال ابن تيمَّية رحمه اهلل‪ .." :‬كُّل اسٍم ليس له َح ٌّد في اللغة وال في الَّش رع‪ ،‬فالمرِج ُع فيه إلى الُعْر ف [‪،" ]2‬‬
‫(يعني ما أطلَق عليه الُعرف أنه سفر فهو سفر‪ ،‬وما لم ُيطِلق عليه الُعرف أنه سفر فليس بَس َفر)‪ ،‬بمعنى‬
‫أنك إذا كنَت تنوي الذهاب مثًال إلى مدينة معينة‪ ،‬فهل أنت تقول‪ :‬إنني سأذهب إلى مدينة كذا أم تقول‪:‬‬
‫إنني سأسافر إلى مدينة كذا؟‪.‬‬

‫المدة التي يقصر فيها المسافر‪:‬‬

‫اختلف العلماُء كذلك في المَّد ِة التي إذا أقامها المسافُر يكون ُم ِقيًم ا ‪( -‬يعني ال َيقُص ر الصالة) ‪ ،-‬ويجب‬

‫عليه اإلتماُم ‪ ،‬فبعُض هم يرى أال تزيَد عن أربعة أَّيام‪ ،‬وبعُض هم يمُّد ها إلى خمسة عَش ر يوًم ا‪ ،‬وهناك رأٌي‬
‫حَّط َر حله ببلٍد ونوى اإلقامَة بها عددًا من األَّيام من دون ترُّد ٍد ‪،‬‬ ‫آَخ ر ‪ -‬ذهب إليه الَّش وكاني ‪ -‬وهو أَّن َم ن‬
‫إال لدليٍل ‪ ،‬وهناك أقواٌل أخرى‪.‬‬ ‫ال يقاُل له‪ :‬مسافٌر ‪ ،‬فيتُّم الَّصالَة وال يقُص ر‬

‫فِم ن ذلك قوُل َم ن يقول‪ :‬إَّن الشرع أطلق‪ ،‬ولم يقِّيْد ذلك بزمٍن كما لم يقِّيْد ه بمسافٍة ‪ ،‬وقد ثبت أَّن النبي ‪-‬‬
‫صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬أقام في تبوَك عشريَن يوًم ا يقُص ُر الَّصالة[‪ ،]3‬وفي مَّك َة سبع عْش رَة ليلًة يقُص ر‬
‫الَّصالة[‪ ،]4‬وكانت هذه اإلقامُة موافقَة أحواٍل ‪ ،‬فَلم يُقْل ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪َ -‬م ن أقام أكثَر من ذلك أتَّم ‪،‬‬
‫ولذلك كان هذا القوُل من األقوال الَّر اجحة‪ :‬إَّن المسافر مسافٌر ‪ ،‬سواٌء نوى إقامَة أكثَر من أربعٍة أو‬
‫عشرين‪ ،‬أو دون ذلك‪ ،‬أو أكثر‪ ،‬وعلى كّل حال‪ ،‬فهذه من مسائِل االجتهاِد ‪ ،‬التي يَس ُع فيها الخالُف ‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬إذا نزل على داٍر له‪ ،‬أو نحو ذلك‪ :‬فهل يكوُن مسافًر ا؟‬

‫الَّر اجح‪ :‬أَّن مثَل هذا ُيَعُّد ُم قيًم ا ال مسافًر ا‪ ،‬ويرى بعض العلماء أنه يكون مسافرًا‪ ،‬ألن هذا المكان ال ُيَعُّد‬
‫مكان استقرار دائم له‪ ،‬أما إذا كاَن سينزل على بيت أحد أقربائه أو أحد أصدقائه فإنه يكون مسافرًا بال‬
‫ِخ الف‪.‬‬

‫مسائل ومالحظات‪:‬‬
‫(‪ )1‬القْص ُر ال يكوُن إال في الَّص الة الرباعَّية‪ ،‬وأما صالُة الُّصبح والمغرب‪ ،‬فال قْص َر فيهما‪.‬‬

‫(‪ )2‬المترِّد د الذي َلم يعزم على إقامٍة ‪ ،‬فإنه َيقُص ُر الصالة‪ ،‬ولو ظَّل زماًنا طويًال‪.‬‬

‫(‪ )3‬الراجح أّن الُّسفراء والُّد بلوماسُّيون الُم قيمون بالِّسفارات في ُح كم الُم قيمين‪ ،‬وكذلك الذين يعملون‬
‫خارج بالِد هم أو يدُر سون؛ فهؤالء جميًعا ُيتُّم ون‪( ،‬وفي المسألة ِنزاٌع بين العلماء)‪ ،‬فال ُننِك ْر على َم ن يعتبر‬
‫أنهم مسافرون‪ ،‬أما َس ائقوا سيارات الَّسفر والَّش احنات والِق طارات والطائرات فهم مسافروَن ُيقِص رون‬
‫الصالة طالما أنهم َلم يصلوا إلى داِر إقامتهم (يعني طالما لم يصلوا إلى بيوتهم)‪.‬‬

‫(‪ )4‬تبدُأ رخصة القْص ُر للمسافر بعد مغادرِته لمحل إقامته (وهو الحي الذي يسكن فيه)‪ ،‬وال يجوُز له‬
‫القْص ُر وهو في دار اإلقامة‪.‬‬

‫(‪ )5‬إذا نسي صالة معينة وهو في سفٍر معين‪ ،‬ثم تذَّك َر هذه الصالة وهو في سفٍر آخر‪ ،‬فإنه يصِّليها‬
‫قْص ًر ا‪ ،‬وكذلك إن تذَّك َر ها وهو في حَض ٍر ‪ ،‬فالَّص حيح أنه يقُص ر أيضًا‪ ،‬وأما إن فاتته صالٌة في حَض ٍر‬
‫فتذَّك رها في سَفٍر ‪ ،‬فالراجح أَّنه يتُّم ها؛ أي‪ :‬أَّن االعتبار بحال فرِض ها عليه ال بحال أداِئها‪.‬‬

‫(‪ )6‬إذا حوِص ر أو ُح بس عن سفِر ه‪ ،‬فهو في معنى المترِّد د‪ ،‬حتى لو َع ِلم أنه سُيقيم مَّد ًة طويلة‪ ،‬فهذا‬
‫يقُص ر الصالَة‪ ،‬وكذلك َم ن أقام إقامًة مقَّيدة (ال يدري متى تنتهي)‪ ،‬فإنه يقُص ر أبًد ا‪ِ ،‬م ثل َم ن ُيقيم للعالج‬
‫وال يدري متى ينتهي‪.‬‬

‫(‪َ )7‬م ن خرج للبحث عن شارٍد ‪ ،‬أو َم ن ضَّل في طريقه‪ ،‬فهذا يقُص ر أبًد ا حتى يعوَد إلى وطِنه‪.‬‬

‫(‪ )8‬إذا ائتَّم المسافُر بالمقيِم ‪ ،‬فإن المسافر ُيِتَّم ؛ فإَّن هذه هي الُّسنة[‪.]5‬‬

‫أم يتُّم ؟ (يعني هل يأتي بركعٍة‬ ‫ِم‬ ‫ِم‬ ‫ِة‬


‫(‪ )9‬إذا أدرك المسافُر ركعًة واحدة من صال اإلما الُم قي فهل يقُص ُر‬
‫أخرى فقط بعدما ُيَس ِّلم اإلمام؟‪ ،‬أم يأتي بثالث ركعات؟) فيه خالٌف ‪ ،‬والَّر اجح‪ :‬أنه ُيِتّم الصالة أربع‬
‫ركعات‪.‬‬

‫(‪ )10‬إذا صَّلى المسافُر خلف إماٍم ال يدري أهو مقيٌم أو مسافٌر ‪ ،‬فجعل نَّيَته معَّلقة؛ بمعنى أن يقول‪( :‬إذا‬
‫أتَّم اإلماُم الصالة‪ :‬أتَم مُت ‪ ،‬وإ ذا قَص ر‪ :‬قَص رُت معه)‪ ،‬فصالُته صحيحٌة‪ ،‬وعليه فإنه ُيتابع إماَم ه‪ ،‬فإْن كان‬
‫مقيًم ا‪ :‬أَتَّم خلفه‪ ،‬وإ ن كاَن مسافًر ا‪ :‬قَص ر الصالَة مثَله‪.‬‬
‫(‪ )11‬إذا َص َّلى المسافُر خلف إماٍم ُم قيمٍ‪ ،‬ثم فَس دت صالة المسافَر (كأن ُينَتقض وضوءه أثناء الصالة)‪،‬‬
‫فهل ُيعيدها تاَّم ًة أم قْص ًر ا؟ الَّر اجُح أنه ُيعيدها قْص ًر ا إذا صَّلى وحده‪ ،‬أو مع مسافٍر مثِله‪ ،‬وأَّم ا إْن أعادها‬
‫خلف ُم قيم‪ :‬أتَّم معه‪.‬‬

‫(‪ )12‬إذا دخل وقُت الَّص الة وهو في بلِد ه‪ ،‬ثم سافر قبل أن يصليها‪ ،‬فإَّنه يصليها قصرًا (طالما أنه صالها‬
‫خارج بلده)‪ ،‬والعكس صحيح‪ :‬فإذا دخَل وقت الَّص الة وهو في الَّسفر‪ ،‬ثم وصل بلَد ه‪ ،‬فإَّنه ُيِتُّم ها (أي أَّن‬
‫الِع برة بالمكان الذي يؤدي فيه الصالة‪ ،‬وليس بدخول وقتها عليه)‪.‬‬

‫(‪ )13‬إذا صَّلى المسافر إماًم ا‪ ،‬وكاَن بعُض َم ن خلفه مسافرين وبعُض هم مقيمين‪ ،‬فخرج من الَّصالِة لعْذ ٍر‬
‫واستخلف مكانه ُم قيًم ا‪ :‬فإَّن هذا المقيم ُيتَّم الَّصالة‪ ،‬وعلى َم ن خلفه اإلتماُم معه‪ ،‬سواٌء كانوا ُم قيمين أو‬
‫مسافرين‪.‬‬

‫(‪ )14‬قال ابُن تيمَّية رحمه اهلل‪ُ" :‬يوِتُر المسافر‪ ،‬ويركُع سَّنَة الفجر‪ ،‬وُيَس ُّن ترُك غيِر هما ‪ -‬يعني ُيَس ُّن له‬
‫تْر ك باقي السنن الراتبة َك ُس ّنة الظهر والمغرب والعشاء ‪ ،-‬واألفضُل له التطُّو ُع في غير الُّسنن الَّر اتبة"[‬
‫‪.]6‬‬

‫الجمع بين الصالتين‬

‫هناك حاالٌت يجوز الجمُع فيها بين صالَتي الُّظهر والعصِر ‪ ،‬وكذلك بين المغرِب والِع شاء‪ ،‬وهذه الحاالت‬
‫هي‪:‬‬

‫(أ) الَّسفر‪ :‬فَيُج وز للمسافِر أن يجمَع بين صالتي الُّظهر والعصر جمَع تقديٍم (يعني يصلي الظهر والعصر‬
‫معًا بعد أن يَؤ َّذ ن للظهر‪ ،‬وقبل أن يَؤ َّذ ن للعصر)‪ ،‬أو يجمَع بينهما جمع تأخير (يعني يصلي الظهر‬
‫والعصر معًا بعد أن يَؤ َّذ ن للعصر)‪ ،‬وكذلك يجمع بين المغرب والِع شاء جمَع تقديم أو تأخير‪ ،‬وسواٌء في‬
‫ذلك إذا كان أثناَء الَّسير ‪ -‬أي‪ :‬راكبًا ‪-‬أو كان نازًال في مكاٍن ما لالستراحة من السفر‪.‬‬
‫(ب‪ ،‬جـ) المَطر والخوف‪:‬‬

‫ودليُل ذلك ما ثبت في حديِث ابِن عَّباٍس رضي اهلل عنهما أنه قال‪" :‬جَمَع رسوُل اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬
‫بين الُّظهر والعصر‪ ،‬والمغرب والِع شاء بالمدينة من غيِر خوٍف وال مَطر‪ ،‬قيل له‪ :‬فماذا أراَد بذلك؟ قال‪:‬‬
‫أراد أال ُيحِر َج أَّم َته ‪-‬أي‪ :‬ال ُيوِق َع أمته في الحرج[‪ ،]7‬فقْو ُلُه‪ِ( :‬م ن غير خوٍف وال مطر) ُيفَهُم منه أنه‬
‫يجوز الجمع في الخوف والمطر‪.‬‬

‫والمَطر المقصود‪ :‬هو الذي تلحُقه بسببه مشَّقٌة وحَر ٌج من الذهاب إلى المسجد‪ ،‬وأما المطر اليسير الذي ال‬
‫يبُّل الِّثياب‪ ،‬فال يدخل في هذا المعنى‪ ،‬وهذا يختلُف من مكاٍن آلخَر ‪ ،‬واهلل أعلم‪ ،‬واعلم أّن الجمع في المَطر‬
‫ثابٌت عن جماعٍة من الَّصحابة منهم ابن عمَر وابن عباس‪.‬‬

‫(د) المرض‪:‬‬

‫من األعذار التي تبيح الجمَع‪ :‬المَر ُض الذي يلحقه مشَّقة لو صَّلى كَّل وقٍت لوقته؛ وذلك لعموم حديِث ابن‬
‫عَّباس رضي اهلل عنهما المتقِّد م‪ ،‬وفيه‪" :‬أراد أال ُيحرَج أَّم ته"‪.‬‬

‫أوَس ُع المذاهِب في الجمِع ‪ :‬مذهُب أحمَد ؛ فإنه جَّو َز الجمَع إذا كان له‬ ‫وقد أفاَد ابُن تيمَّية رحمه اهلل‪ :‬أّن‬
‫نَّص أحمَد على المراد بالُّش غل الذي ُيبيح تْر َك الجُم عة والجماعة"[‪.]8‬‬ ‫شغل)‪َ ،‬و قد َفَّس َر القاضي وغيُر ه‬

‫وعلى هذا؛ فليس كُّل شغٍل باح من أجِله الجم ‪ ،‬بل المقصود به الُش غل الذي بيح ت ك الجماعة؛ كالخوِف‬
‫ْر‬ ‫ُي‬ ‫ُع‬ ‫ُي‬
‫والمرض‪ ،‬والمشغول بالقيام على مريٍض ‪ ،‬ونحو ذلك مما يترَّتب عليه حرٌج ‪ ،‬مثاُل ذلك‪ :‬لو أراد طبيٌب‬
‫القيا بعملية جراحَّية تبدأ قبل العصِر وتنتهي بعد المغرب‪ ،‬فإنه يجوُز له الجمع بين الظهر والعصر ألداِء‬
‫َم‬
‫عمِله بال حرٍج ‪ ،‬ومثاٌل آخر‪ :‬طاِلٌب سيدخل االمتحان قبل الظهر مباشرة‪ ،‬ولن ينتهي منه إال بعد صالة‬
‫العصر‪ ،‬فهذا يُج وز له جمع التقديم أو التأخير حسب األيسر له‪ ،‬وكذلك راكُب الطائرة الذي سيركب‬
‫الطائرة قبل الظهر مباشرة‪ ،‬ولن ينتهي من إجراءات المطار بعد وصوله إال ُقْر ب وقت المغرب‪ ،‬مما‬
‫يتسبب في ضياع الظهر والعصر عليه‪ ،‬فهذا يُج وز له جمع التقديم قبل ركوب الطائرة ‪ -‬إن تيسر له ذلك‬
‫‪ -‬وإ ن لم يتيسر له ذلك‪َ :‬ج َمَع الظهر والعصر في الطائرة‪ ،‬وحينئٍذ يصلي في الطائرة باإليماء وال حرج‪.‬‬
‫قال الشيخ عادل العّز ازي‪َ( :‬م َد اُر األمِر على "رفع الحرج"؛ كما ثبت في الحديث‪ ،‬فقد يباح الجمُع‬
‫للَّش خص في وقت دفًع ا للحرج‪ ،‬وال ُيباح له في كل وقٍت ‪ ،‬وعلى هذا إذا أمكن التناوُب في بعض األعمال‬
‫للقائمين عليها‪ ،‬كان َأْو لى من الجمِع ؛ لعدم وجود الحرج‪ ،‬فإذا كانوا يعملون للطوارئ‪ ،‬أو من ينِّظمون‬
‫المرور‪ ،‬سواٌء في الطرقات أو الِّس َك ك الحديدية أو أبراج الَّطائرات ونحوهم مثًال‪ ،‬صَّلى بعُض هم‪ ،‬وأقام‬
‫البعُض على العمل‪ ،‬ثم يصُّلون بعد انتهاء غيرهم)‪.‬‬

‫مالحظات‪:‬‬

‫(‪ )1‬إذا كان الجمُع من أجل المطر‪ ،‬فهذا ُيختُّص بمن يصِّلي في المسجد‪َ ،‬و لِح َقُه مشَّقٌة وحَر ٌج من الذهاب‬
‫إلى المسجد‪ ،‬وأَّم ا النساء ‪ -‬وكذلك َم ن صَّلى في بيته وترَّخ ص بترك الجماعة ‪ :-‬فال ُيرَّخ ُص في حِّق‬
‫هؤالء الجمُع‪.‬‬

‫(‪ )2‬ال َي لزم أن يكوَن الجمُع والقصر مًع ا‪ ،‬فقد يجمُع وال يقُص ر (كالمريض‪ ،‬وفي حالة المطر والحرج)‪،‬‬
‫وقد يجمع ويقُص ر(كالمسافر)‪.‬‬

‫(‪ )3‬ما يذُك ره بعض الفقهاء من (الجمِع الُّصورِّي ) بأْن يؤِّخ ر األولى إلى آخر وقِتها‪ ،‬ويجمع معها الَّثانية‬
‫في أول وقتها ‪ -‬ال دليَل عليه‪ ،‬بل فيه من المشَّقة ما يتنافى مع رخصة الجمِع وتيسير الشرع‪ ،‬واألفضل‬
‫أن يجمع حَس َب األرفِق به تقديًم ا أو تأخيًر ا‪ ،‬سواٌء كان ذلك في سفٍر أو مَر ٍض أو عذر‪ ،‬أو غير ذلك‪،‬‬
‫وعلى هذا فيالَح ُظ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األرفق بالَّناس يوم عرفَة جمُع الَّتقديم‪ ،‬وهو السَّنة‪ ،‬وفي مزدلفة جمُع الَّتأخير‪ ،‬وهو السَّنة كذلك‪.‬‬

‫ب‪ -‬األرفق وقَت المطِر بالَّناس غالًبا هو جمُع الَّتقديم‪.‬‬

‫(‪ )4‬الراجح أنه ال ُيشترط أن ينوي نَّيُة الجمع ‪ -‬أو نَّية القصر ‪ -‬عند بدء الَّصالة‪ ،‬وإ نما الذي ُيشترط فقط‬
‫هو وجوُد سبِب الجمع والقصر‪ ،‬وعلى هذا؛ فلو ُو ِج َد سبُب الجمع بعد انقضاِئه من صالة اُألولى‪،‬‬
‫فالَّصحيح أنه يجمع معها الثانية‪ ،‬حتى وإ ن لم يُك ن نوى الجمع عند أداء األولى‪.‬‬
‫ومثاُل ذلك‪ :‬لو صَّلُو ا الُّظهر والسماء بها غيوٌم فقط وَلم ُتمطر (ولم ينووا الجمع)‪ ،‬وبعد انتهائهم من‬
‫الَّصالة أمطرت الَّسماء؛ فالَّص حيح أن الجمع جائٌز ؛ ألَّن السبب ِج َد ‪ ،‬وألن الحديَث على عمومه‪" :‬أراد أَّال‬
‫ُو‬
‫ُيحرَج أَّم َته"‪.‬‬

‫(‪ )5‬ال ُيشترط أن تكون الَّصالتين متتابعتين‪ ،‬بل لو صَّلى اُألولى‪ ،‬ثم انشغل بشيٍء ‪ ،‬ثم صَّلى الثانيَة‪ :‬جاَز‬
‫ذلك‪ ،‬قال ابن تيمَّية رحمه اهلل‪" :‬إذا صَّلى إحدى صالتي الجمع في بيِته واألخرى في المسجد‪ ،‬فال بأَس "[‬
‫‪.]9‬‬

‫(‪ )6‬إذا دخل المسجد ‪ -‬وقد نوى جمَع الَّتأخير ‪ -‬فوجدهم يصُّلون العشاء‪ ،‬وهو َلم يصِّل المغرب بعد‪ ،‬فإنه‬
‫يصِّلي معهم المغرَب ‪ ،‬فإذا قام اإلماُم للَّر ابعة‪ ،‬جلس وتشَّهَد وسَّلَم ‪ ،‬ثم قام وصَّلى معه ركعًة بنَّيِة الِع شاء‬
‫وأتَّم صالَته بعد سالِم اإلمام (واألفضل ‪ -‬حتى ال يحدث َب لبلة للمصلين الذين بجانبه ‪ -‬أن يصلي العشاء‬
‫معهم‪ ،‬ثم يصلي المغرب‪ ،‬وليس عليه أن يصلي العشاء مرة أخرى‪ ،‬ألن اهلل لم ُيوِج ْب على العبد أن‬
‫يصلي الصالة مرتين)‪.‬‬

‫(‪ )7‬إذا زال العذُر بعد فراِغ ه من جمع الصالتين معًا ‪ -‬وقبل دخوِل وقت الثانية ‪ :-‬أجزأه ذلك‪ ،‬وال‬
‫َي لَز مه أن يؤدي الَّثانية في وقِتها[‪.]10‬‬

‫ومثاُل ذلك‪ُ( :‬م سافٌر جمَع وقَص َر صالتي الُّظهر والعصر جمَع تقديٍم ‪ ،‬ثم وصل مِح َّل إقامِته في وقت‬
‫العصِر ) يعني قبل المغرب)‪ ،‬فإَّنه ال يلزُم ه صالُة العصر مَّر ًة ثانية)‪.‬‬

‫(‪ )8‬إذا نَو ى المسافٌر أن يجمع الظهر والعصر جْمَع تأخيٍر بعد أن يصل إلى محِّل إقامته‪ ،‬ولكنه وصل‬
‫إلى محِّل إقامته بعد خروج وقت الظهر‪ ،‬فإنه يجمُع فقط وال يقُص ر؛ ألنه وصل إلى بلِد ه‪ ،‬فإن وصل إلى‬
‫محِّل إقامته قبل خروج وقت الظهر‪ :‬فإنه يصَّلى كَّل صالٍة لوقتها‪ ،‬إال أن يُش َّق ذلك عليه؛ بسبب إرهاِقِه‬
‫وتعِبِه من الَّسفر‪ ،‬فإَّنُه يجوُز له الجمُع؛ دفًع ا للحَر ِج ‪.‬‬
‫(‪ )9‬ينبغي للقائمين على واليِة األعمال (َك ُم ِد يري المدارس والمعاهد والجامعات‪ ،‬والَو زارات والهيئات‬
‫ِت‬ ‫ِل‬ ‫ِت‬
‫وغيِر هم) أن ُيراُع وا أوقا الَّص الة‪ ،‬بحيث يسمحون َم ن تحت واليتهم بأداء الَّص لوات في أوقا ها‪ ،‬واُهلل‬
‫سائلهم عَّم ا استرعاهم‪.‬‬

‫آداب تتعَّلق بالسفر يكثر الحاجة إليها[‪:]11‬‬

‫(‪ )1‬إذا أراد العبُد سفًر ا‪ :‬اسُتحَّب له أن يشاوَر َم ن يِثُق بِد ينه وخبرِته وعلِم ه في سفره في ذلك الوقت‪.‬‬

‫(‪ )2‬إذا عزم على الَّسفر‪ :‬فالسَّنة أن يستخيَر اهلل عَّز وجَّل قْب ل سفِر ه‪.‬‬

‫(‪ )3‬إذا استقَّر عزُم ه على الَّسفر‪ :‬فإنه يبدُأ بالَّتوبة من جميع المعاصي والمكروهات‪ ،‬ورِّد المظاِلم ألهِلها‪،‬‬
‫ويقضي ما أمكنه من ديوِنهم‪ ،‬ويرُّد الودائَع‪ ،‬ويستحُّل كَّل َم ن بينه وبينه معاملٌة‪ ،‬ويكتب وصَّيَته‪ ،‬وُيشهد‬
‫أحد الناس عليها‪ ،‬ويُو ِّك ل َم ن يقضي ديوَنه‪ ،‬وأْن يترك نفقته ألهله َو َم ن َيُعوُلُهم‪ ،‬وأْن يوصي أحدًا بوالديه‪،‬‬
‫وأن يتحّر ى النفقة الحالل‪.‬‬

‫(‪ُ )4‬يستَح ُّب أْن يستكثر من الَّز اد؛ ليواِس َي به ُر فقاَء ه‪.‬‬

‫(‪ )5‬إذا أراد سفَر غٍز و أو حَّجة‪ :‬لِز مه تعُّلُم كيفَّيِتهما‪ ،‬وإ ن كاَن لتجارٍة ‪ :‬تعَّلَم ما يحتاج إليه من البيوِع ‪ ،‬وما‬
‫يِص ُّح وما يبطل‪ ،‬وما يِح ُّل وما َيحُر م‪.‬‬

‫(‪ )6‬يطلب له رفيًقا مواِف ًقا راغًبا في الخير‪ ،‬كارًها للشِّر ‪ ،‬إن نِس ي ذَّك َر ه‪ ،‬وإ ْن ذَك ر أعاَنه‪ ،‬فإن تيَّسر له أْن‬
‫يكون عاِلًم ا فليتمَّس ْك به‪ ،‬وْليحِر ْص على إرضاء رفيِق ه في جميع طريِق ه‪ ،‬ويحتمل كُّل واحٍد منهما صاحَبه‪،‬‬
‫ويرى لصاحِبه عليه فضًال وُح رمًة‪ ،‬ويصبُر على ما يقع منه في بعض األوقات‪.‬‬

‫(‪ُ )7‬يستَح ُّب أن يكوَن يوُم سفِر ه يوَم الخميِس ؛ ِلَم ا ثبت أَّن الَّنبَّي ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬كان يحُّب أن‬
‫يخُر َج يوم الخميِس "‪ ،‬وُيستَح ُّب أن يكوَن ذلك في الُبكور؛ ألن النبَّي ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬قال‪(( :‬اللهَّم‬
‫باِر ْك ألَّم تي في بكوِر ها)) [‪ ،]12‬وكان إذا بعث جيًش ا أو سِر َّيًة‪ ،‬بعثهم في أَّو ِل الَّنهار‪.‬‬
‫(‪ُ )8‬يستَح ُّب صالُة ركعتين قْب ل خروِج ه من بيِته؛ لقوِله ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪(( -‬إذا خرجَت ِم ن‬
‫منزِلَك ف ِّل ركعتين؛ يمنعاِنَك من خرِج الُّسوء‪ ،‬وإ ذا دخْلَت منزَلَك ‪ ،‬فصِّل ركعتين؛ يمنعاِنك من دَخ ِل‬
‫َم‬ ‫َم‬ ‫َص‬
‫الُّسوِء )) [‪.]13‬‬

‫ِد‬ ‫ِب‬ ‫ٍد‬ ‫ُّل‬


‫(‪ُ )9‬يستَح ُّب أن يوِّد َع أهَله وأصدقاَء ه وجيراَنه‪ ،‬وأن يوِّد عوه بأْن يقوَل ك واح لصاح ه‪(( :‬أستو ُع اَهلل‬
‫ِد يَنك وأمانَتك وخواتيَم عمِلك))[‪ ،]14‬وُيستَح ُّب أْن يْد ُع وا له بقوِلهم‪(( :‬زَّو َد ك اُهلل الَّتقوى‪ ،‬وغفر ذنَبك‪،‬‬
‫ويَّسر لك الخيَر حيثما كنَت ))[‪.]15‬‬

‫(‪ )10‬يقول األدعية واألذكار الواردة عند الخروج من البيت‪ ،‬وعند ركوب الدابة (كالسيارة وغيرها)‪،‬‬
‫وإ ذا نزَل منزًال‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫(‪ )11‬ال يسير وال يساِفُر وحده؛ ألن رسوَل اِهلل ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬قال‪(( :‬لو أَّن الَّناَس يعَلمون ِم ن‬
‫الَو ْح دِة ما أعلم‪ ،‬ما ساَر راكٌب بليٍل وحده))[‪.]16‬‬

‫(‪ )12‬وأثناء الَّطريق ال ينفرُد عن الَّناس‪ ،‬بل يسير مع الَّر ْك ِب ‪ ،‬وُيكَر ُه تفُّر ُقهم لغيِر حاجة‪ ،‬فعن أبي ثعلبَة‬
‫الُخ شِنِّي رضي اهلل عنه أنه قال‪" :‬كاَن الَّناس إذا نزلوا منزًال تفَّر قوا في الِّش عاِب واألودية‪ ،‬فقال رسوُل اهلل‬
‫‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪(( -‬إَّن تفُّر َقكم في هذه الِّش عاب واألودية إَّنما ذلكم من الَّش يطاِن ))‪ ،‬قال‪ :‬فَلم ينزلوا‬
‫بعُد منزًال إال انضَّم بعُض هم إلى بعٍض ‪ ،‬حتى لو ُبِس َط عليهم ثوٌب لعَّم هم"[‪.]17‬‬

‫(‪ُ)13‬يستَح ُّب أن يؤِّم َر الُّر فقُة على أنفِس هم أفضَلهم وأجوَد هم رأًيا‪ ،‬ويطيعوه؛ لقوِلِه ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم‬
‫‪(( -‬إذا خرج ثالثٌة في سَفٍر ‪ ،‬فليؤِّم ُر وا أحَد هم))[‪( ]18‬يعني يختاروا ِم ن بينهم قائدًا َيَر َض ْو َنه‪ ،‬يكوُن أميرًا‬
‫عليهم (يعني يأتمرون بأمره)‪ ،‬وذلك حتى يتجنبوا الِخ الف والتناُز ع)‪.‬‬

‫َّل‬ ‫َّل‬ ‫ِه‬ ‫ِة‬


‫(‪ُ )14‬يكَر ُه أن يستصحَب كلًبا‪ ،‬أو يعِّلَق في الَّد اب جَر ًس ا؛ لقوِل ‪ -‬ص ى اهلل عليه وس م ‪(( -‬ال تصحُب‬
‫المالئكُة ُر فقًة فيها كلٌب أو جَر ٌس ))[‪.]19‬‬

‫(‪ُ )15‬يستَح ُّب الَّسير في آخر الليِل ‪ ،‬ألن النبي ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬قال‪(( :‬عليكم بالُّد ْلجِة ؛ فإَّن‬
‫األرَض تطوى بالَّليِل ))[‪.]20‬‬
‫(‪ُ )16‬يستَح ُّب مساعدُة الَّر فيق وإ عانُته‪ ،‬وُيستَح ُّب لكبيِر القوم أن يسير في آِخ ِر هم؛ ألن رسوُل اهلل ‪ -‬صَّلى‬
‫اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬كان يتخَّلُف في المسيِر ‪ ،‬فُيزجي الَّضعيَف ‪ -‬أي‪َ :‬يُح ُثه على السير ‪ ،-‬وُيردُفه ‪ -‬يعني‬
‫ُيرِك ُبُه ‪ ،-‬ويدعو له[‪."]21‬‬

‫(‪ )17‬يتجَّنب المخاصمَة والمخاَش نة‪ ،‬ومزاحمَة الَّناس في الُّطرق‪ ،‬وموارِد الماء‪ ،‬وأْن يصوَن لساَنه من‬
‫الَّش تم والغيبة ولعنِة الَّد واِّب وجميع األلفاظ القبيحِة ‪ ،‬ويرُفق بالَّسائل والَّضعيف‪ ،‬وال ينهر أحًد ا منهم‪ ،‬وال‬
‫يوِّبخه‪ ،‬بل يواسيه بما تيَّسر‪ ،‬فإْن َلم يفَع ْل ‪ :‬رَّد ه رًّد ا جميًال‪.‬‬

‫(‪ُ )18‬يستَح ُّب للمسافر أن يكِّبَر إذا صِع َد ‪ ،‬ويسِّبَح إذا هبط‪ ،‬وال يرفع صوَته؛ لحديث أبي موسى رضي‬
‫اهلل عنه‪ :‬كَّنا مع النبي ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬وكَّنا إذا أشرفنا على واٍد ‪ ،‬هَّلْلنا وكَّبْر نا وارتفعت أصواُتنا‪،‬‬
‫فقال النبُّي ‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪(( -‬أيها الَّناُس ‪ ،‬ارَبعوا على أنفِس كم؛ فإَّنكم ال تْد عوَن أصَّم وال غائًبا‪،‬‬
‫إنه معكم‪ ،‬إَّنه سميع قريٌب ))[‪.]22‬‬

‫(‪ُ )19‬يستَح ُّب المحافظُة على الَّطهارة وعلى الَّص الة في أوقاتها‪.‬‬

‫(‪ )20‬السَّنة أن يقول إذا نزل منزًال‪ :‬أعوُذ بكلمات اِهلل الَّتاَّم ات ِم ن شِّر ما َخ لق‪ ،‬فإنه إذا قال ذلك‪َ :‬لم‬
‫يضَّر ه شيٌء حتى يرتحَل ِم ن منزله ذلك[‪.]23‬‬

‫(‪ )21‬السَّنة للمسافر إذا قضى حاجَته من سفره أْن يعِّج ل بالُّر جوع إلى أهله‪.‬‬

‫(‪ )22‬السَّنة أْن يقوَل في رجوعه‪(( :‬ال إلَه إال ا وحده‪ ،‬ال شريك له‪ ،‬له الملُك ‪ ،‬وله الحمد‪ ،‬وهو على كِّل‬
‫ُهلل‬
‫شيٍء قديٌر ‪ ،‬آِيُبون‪ ،‬تائبون‪ ،‬عابدون‪ ،‬ساجدون‪ ،‬لرِّبنا حامدون‪ ،‬صدَق اُهلل وعَد ه‪ ،‬ونَص ر عبَد ه‪ ،‬وهزم‬
‫األحزاَب وحده))[‪.]24‬‬

‫(‪ُ )23‬يكَر ه أْن يأتَي أهَله ليًال‪ ،‬بل السَّنة أْن يأتَيهم في الَّنهار‪ ،‬إال أن يكونوا على ِع لم بقدومه‪ ،‬وهي في‬
‫هذا الَّز مان سهلٌة بوسائل االِّتصال‪ ،‬والحمد هلل‪.‬‬

‫(‪ )24‬إذا وصل منزَله ُيَس ُّن أن يبدأ بالمسجِد القريب منه فيصِّلَي ركعتين‪.‬‬
‫(‪َ )25‬يحُر م على المرأِة أن تسافَر وحدها من غير ضرورٍة إلى ما يسَّم ى سفًر ا‪ ،‬سواٌء بُعَد أم قُر َب ؛ لقوِله‬
‫‪ -‬صَّلى اهلل عليه وسَّلم ‪ -‬في حديث ابن عَّباٍس رضي اهلل عنهما‪(( :‬ال يخلوَّن رُج ٌل بامرأٍة إال ومعها ذو‬
‫محرٍم ‪ ،‬وال تسافر المرأُة إال مع ذي َم حرم))‪ ،‬فقال رُج ل‪ :‬يا رسوَل اهلل‪ ،‬إَّن امرأتي خرجت حاَّج ًة‪ ،‬وإ ني‬
‫اكُتِتبُت في غزوِة كذا؟ قال‪(( :‬انطِلْق فُح َّج مع امرأِتك))[‪.]25‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫[‪ ]1‬نقًال من "مجموع الفتاوى" (‪)24/40‬‬
‫[‪" ]2‬مجموع الفتاوى" (‪.)24/40‬‬
‫[‪ ]3‬صحيح‪ :‬رواه أبو داود (‪ ،)1235‬وأحمد (‪ )3/105‬من حديث جابر بن عبدهللا‪.‬‬
‫[‪ ]4‬البخاري (‪ ،)1080‬وأبو داود (‪ ،)1230‬والترمذي (‪ ،)549‬وابن ماجه (‪ )1075‬من حديث ابن‬
‫عباس‪.‬‬
‫[‪ ]5‬انظر (أحمد (‪ ،)1/216‬وصححه األلباني في "اإلرواء" (‪ ))571‬من حديث ابن عباس‪..‬‬
‫[‪" ]6‬االختيارات الفقهية" (ص‪)135‬‬
‫[‪ ]7‬مسلم (‪ ،)705‬وأبو داود (‪ ،)1211‬والترمذي (‪ ،)187‬وأحمد (‪)1/223‬‬
‫[‪ ]8‬انظر "االختيارات الفقهية" (ص‪)137 - 136‬‬
‫[‪ ]9‬انظر "مجموع الفتاوى" (‪ ،)54 - 24/53‬و"االختيارات الفقهية" (ص‪)137‬‬
‫[‪ ]10‬انظر المغني (‪ )2/124‬بتصرف‪.‬‬
‫[‪ ]11‬من كتاب المجموع للنووي‪ ،‬بتصرف‪.‬‬
‫[‪ ]12‬صحيح‪ :‬أبو داود (‪ ،)2606‬والترمذي (‪ ،)1212‬وابن ماجه (‪ ،)2236‬وأحمد (‪)3/416‬‬
‫[‪ ]13‬رواه البيهقي في شعب اإليمان (‪ ،)1/124‬والبزار في مسنده‪ ،‬وحَّس نه الحافظ ابن حجر‪ ،‬كما نقله‬
‫المناوي في "فيض القدير"‪ ،‬وأورده الَّش يخ األلباني في "السلسلة الصحيحة" (‪.)1323‬‬
‫[‪ ]14‬صحيح‪ :‬رواه أبو داود (‪ ،)2600‬والترمذي (‪ ،)3442‬والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (‪،)506‬‬
‫وابن ماجه (‪ )2826‬من حديث ابن عمر‪ ،‬ورواه أبو داود (‪ ،)2601‬والنسائي (‪ )507‬من حديث عبدهَّللا بن‬
‫زيد الخطمي‪.‬‬
‫[‪ ]15‬حسن بطرقه؛ رواه الترمذي (‪ )3444‬من حديث أنس‪ ،‬وله شاهد من حديث عبدهللا بن عمرو؛ رواه‬
‫الخرائطي في مكارم األخالق‪.‬‬
‫[‪ ]16‬البخاري (‪ ،)2998‬والترمذي (‪ ،)1673‬وابن ماجه (‪)3768‬‬
‫[‪ ]17‬صحيح‪ :‬رواه أبو داود (‪ ،)2628‬وأحمد (‪)4/193‬‬
‫[‪ ]18‬صحيح‪ :‬أبو داود (‪ ،)2608‬والطبراني في األوسط (‪)8/99‬‬
‫[‪ ]19‬مسلم (‪ ،)2113‬وأبو داود (‪ ،)2555‬والترمذي (‪)1703‬‬
‫[‪ ]20‬رواه أبو داود (‪ ،)2571‬وابن خزيمة (‪ )2555‬بإسناد حسن‪.‬‬
‫[‪ ]21‬انظر أبو داود (‪ ،)2639‬وحَّس نه النووي في المجموع‪ ،‬وصَّح حه الشيخ األلباني في "صحيح الجامع"‬
‫(‪)4901‬‬
‫[‪ ]22‬البخاري (‪ ،)2992‬ومسلم (‪ ،)2704‬وأبو داود (‪ ،)1526‬والترمذي (‪.)3461‬‬
‫[‪ ]23‬انظر (صحيح مسلم (‪ ،)2708‬والترمذي (‪ ،)3437‬والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (‪ ،)560‬وابن‬
‫ماجه (‪))3547‬‬
‫[‪ ]24‬البخاري (‪ ،)1797‬ومسلم (‪ ،)1344‬وأبو داود (‪ ،)2770‬والترمذي (‪ ،)950‬والنسائي في "عمل‬
‫اليوم والليلة" (‪)539‬‬
‫[‪ ]25‬البخاري (‪ ،)5233( ،)3006‬ومسلم (‪ ،)1341‬وابن ماجه (‪.)2900‬‬

You might also like