Professional Documents
Culture Documents
المخاطر الميكربيولوجية المتعلقة بالغذاء
المخاطر الميكربيولوجية المتعلقة بالغذاء
لالستاذ الدكتور /احمد عبد العزيز الرفاعي د/امل محمد البسطويسي غازي
استاذ علوم وتكنولوجيا االغذية استاذ مساعد علوم وتكنولوجيا االغذية
كلية الزراعة – جامعة المنصورة معهد بحوث تكنولوجيا االغذية
مركز البحوث الزراعية
يعد الغذاء العنصر االساسي المداد جسم الكائن الحي بالطاقة وعناصر البناء والنمو ولهذا
فان االهتمام بالغذاء ،وعدم تعرضه واحتوائه على الملوثات امر بالغ االهمية في المحافظة على
صحة الكائن الحي .ويعد حفظ االغذية من التلوث من اهم مشاكل الصحة العامة في جميع انحاء
العالم سواء في الدول المتقدمة او النامية بالرغم من التقدم التكنولوجي في العصر الحديث كما ان
االمراض المتسببة من االغذية الملوثة تحتل الصدارة بين مسببات االمراض حيث انها تصيب
الماليين من الناس في الدول النامية والمتقدمة على السواء .فاالغذية الملوثة ان لم تؤدي الى
التسمم الغذائي الحاد فانها تؤدي الى صور التسمم المزمن المختلفة والتي تنتهي بامراض خطيرة
كالسرطانات المختلفة والفشل الكلوي والكبدي فهناك حوالى 70الف حالة سرطان سنويا في
مصر .والسبب في بعضها هو تلوث الغذاء والمياة .بداية من الخبز والملح مرورا بالفسيخ
والرنجة واللحوم والالنشون والجبن والزيوت والعصائر والحلوى ...وغيرها كثيرا ،وقد تؤدي
الى الوفاة اذ تبلغ حاالت التسمم حوالي اكثر من ثالثين بالمائة من سكان البلدان الصناعية لكل
عام اضافة الى ذلك فان امراض االسهال من المشاكل الصحية المهمة بالنسبة للكبار وخاصة
المسافرين منهم .حيث قدرت منظمة الصحة العالمية بان اكثر من ( 2.5مليون ) شخص
مسافر او اكثر في العام اي ما يعادل ( )% 50-20يعانون من مشاكل االسهال التي سببتها
المياة واالغذية الملوثة .
ويعتبر الغذاء ملوثا فيما اذا احتوى على جراثيم مسببة لالمراض او مواد كيماوية او طبيعية
او مشعة تؤدي الى حدوث تسمم غذائي يسبب امراض حادة خاصة في المعدة او االمعاء
* المخاطر الميكروبيولوجية :
تالحظ ان اهتمام المستهلكين في بداية االلفية الثانية قد تركز على تقييم وادارة المخاطر سواء
كانت مصادر الخطر بيولوجية او كيماوية او طبيعية .ومن اهم مصادر الخطر التي يتعرض
لها الغذاء مصادر الخطر الميكروبولوجية وهي التي تنشا من الميكروبات المرضية او
التوكسينات الناتجة من الميكروبات الضارة او البرتوزوا والفيروسات .وعموما يمكن تقسيم
مصادر الخطر الميكروبيولوجية الى -:
-1البكتيريا المرضية :
مثل السالمونيلال والكوليستريديوم المسببة لحاالت التسمم البوتيوليني .البكتيريا العنقودية .
اللستريا ،اليرسينيا ،الكوليرا ،الشيجال ،بكتيريا القولون وغيرها .
-2البروتوزوا والديدان :
مثل االميبا واالنتاميبا واالسكارس .
-3الفيروسات :
مثل فيروسات الكبد الوبائية .ويعتبر التلوث البكتيري اشهر انواع التلوث الطبيعي للغذاء
واكثرها شيوعا وتساهم الحشرات المنزلية كالذباب والصراصير والفئران في نقل الجراثيم
المسببة لهذا التلوث .كما ان المياه واالغذية الملوثة تنقل البكتيريا المسببة لالمراض .وهذه
البكتيريا تفسد االلبان بصورة عامة .وتقضي على عصير الفواكه والزبد والزيوت والدهون
ومنتجات الفطائر المحتوية على نسبة مرتفعة منها .وهناك نوع من البكتيريا غيرالهوائية تنمو
في االغذية المعلبة غير الحمضية كاللحوم والخضراوات .وهي تنتج غازا يؤدي الى انتفاخ
العلب .كما تتسبب في ظهور رائحة غير مرغوب فيها .ومنذ اكثر من خمسين عاما عرف
التسمم البوتيوليني والتسمم بالسالمونيلال والتسمم بالمكورات العنقودية وغيرها من امراض
B. cereusنوعين من البكتيريا التسمم الغذائي ،كما يعتبر كل من CL. Perfrigngens
واسعة االنتشار والمكونة للجراثيم والتي تسبب مشاكل في بعض االغذية المطبوخة والتي
تتعرض لمعاملة حرارية غير كافية .كما تسبب بكتيريا CL. Botuli-mumمشاكل خطيرة
في صناعة التعليب ولكن بتطور عمليات سالمة الغذاء قضت على مشكلة التسمم البوتيوليني في
االغذية المعلبة تجاريا .
ومن الملوثات الجرثومية بكتيريا السالمونيلال وهي بكتيريا واسعة االنتشار مسببة العديد من
االمراض وتعتبر السالمونيلال من الملوثات المنتشرة في المنتجات الحيوانية كاللبن واللحوم
والبيض فهي السبب في االصابة بحمى التيفود ولذلك يجب تداول هذه االغذية وطبخها بصورة
سليمة .كما وان اضرارها ال تقتصر على االنسان وحده بل تمتد لتشمل الحيوانات االقتصادية
حيث تسبب لها التهابات معوية .وتؤدي الى هالك جماعي في الدواجن .ويزيد من خطورة هذه
البكتيريا تعدد انواعها ،فهي تربو على الفي نوع والعلم بكل وسائله الحديثة ال يتمكن من
السيطرة على انتشار هذه البكتيريا ووقف اثارها الممرضة كليا ،ومن اهم مصادر هذه البكتيريا
االبقار والدواجن حيث تستوطن امعاءها وانسجتها .وهناك انواع من هذه البكتيريا تسبب الوفاة
في بعض الحاالت .وتنتشر هذه البكتيريا في االطعمة غير محكمة التغليف وفي المعلبات
واللحوم المقددة وغيرها .كما ينتشر بعض انواعها في الكعك والفطائر وحتى لو جففناها
وجمدناها .
اما بكتيريا Staph. Aureusفلم تعد مشكلة في االغذية المصنعة اذا تم تداول االغذية بطريقة
سليمة .
وتعتبر الشيجال والفيروسات المعوية Enteric virusesمن المصادر البشرية وتصل الى الغذاء
عن طريق التلوث بالبراز فقط وهي تنتقل عن طريق العاملين بتداول الغذاء والمصابين او من
خالل الغذاء الملوث كالقشريات التي تنمو في مياه ملوثة .
وتفوق Cambilobacter jenjuniالسالمونيلال والشيجال مجتمعة في االصابة بااللتهابات
المعوية الوبائية .
اما بكتيريا E.coliفهي من البكتيريا المستوطنة في الجهاز الهضمي وكانت تعتبر الى وقت
قليل غير ضارة بالصحة اال انه اكتشف في السنوات االخيرة بعض االنواع السيريولوجية
Serotypesالتي تسبب التهابات معوية واهمها E.coli 0157:H7اسهال دموي خطير كما
انها قد تنتقل الى الجهاز البولي وتسبب فشال دائما للكلى .
وتعتبر بكتيريا Yrsinia enterocoliticaللحيوان وتنمو بصورة جيدة على درجة حرارة
الثالجة وقد تسبب التهابات معوية .
وعرفت االن الليستريا Listeria monocytogenesالتي تسبب مرض عصبي مميت في
الحيوانات االليفة وقد ثبت ان لديها القدرة على اصابة االنسان عن طريق الفم .وقد حدثت
حاالت تفشي كبيرة تسببت في وفيات كثيرة وقد تم تتبع مصدرها ووجد انه نوع من الجبن
الطرية الملوثة وهي مثل الليرسينيا تستطيع النمو على درجة حرارة الثالجة .ومعروف عن
بكتيريا الكوليرا العصوية الموجودة بالمياة الساحلية انها تلوث الصدفيات والقشريات وتسبب
وباء الكوليرا واشهرها Vibrio vulmificusذو القدرة العالية على التغلغل وهي تشكل
خطرا على المصابين بدءا من الكوليرا او ضعف جهاز المناعة .
* االحتياجات الواجب توافرها للحد من المخاطر الميكروبيولوجية :
-1اتباع طرق المراقبة الصحية على المواد اللخام والمصنع ذاته باالته وخطوط انتاجه
وارضياته وجدرانه ومخازنه وغرف تبريده وعماله ووسائل نقله وعرضه للمنتجات والسوبر
ماركت والمنزل ومزارع الدواجن وااللبان والتسمين واالسماك وغيرها .
-2خفض النشاط المائي للمواد الغذائية بالتجفيف او التسكير او التمليح او التركيز والحفظ
بالتبريد او التجميد او البسترة او التعقيم او االشعاع او التفريغ او اي طريقة سليمة من طرق
الحفظ المعروفة .
-3تعقيم جو المصانع وثالجات التخزين والعرض بالشعة المؤينة او فوق البنفسجية .
-4ضرورة مقاومة الطفيليات والحشرات والقواقع والقوارض والحيوانات الضالة والطيور في
المخازن والمطاعم والمنازل والمحالت والمزارع حتى نوقف تدهور صفات االغذية ونحد من
انتشار التسمم الغذائي وكذلك نوقف انتقال االمراض المشتركة بين االنسان والحيوان والتي تؤثر
على صحة االنسان وانتاجيته .وذلك بطرق المكافحة المتكاملة ( .بيولوجية – مبيدات –
كيماوية – ميكانيكية – يدوية ) والتخلص من الفضالت والنفايات واالرواث .والحيلولة بين
االماكن القذرة واالماكن المعقمة او المتواجد بها اغذية .
-5الحد من التسميد العضوي او البلدي الملوث للخضراوات والتربة ووالبيئة ومعالجة الصرف
الصحي قبل ضخه في المصارف وقبل استخدامه في الزراعة النباتية او السمكية .واعادة النظر
في استخدام الروث في تغذية االسماك والحيوانات .
-6استخدام المجازر االلية لفصل الحيوانات المذبوحة عن ارض المذبح الملوثة وفصل الذبائح
عن اجهزتها الهضمية والسقط والدم الملوث واستخدام وسائل صحية لنقل اللحوم بعد تبريدها من
المجازر الى محالت الجزارة .واستخدام ثالجات عرض للحوم سواء طازجة او مجمدة بدال من
عرضها في الشوارع امام المحالت معرضة لحرارة الجو المشجعة لنمو البكتيريا على سطح
اللحوم .
-7عدم ترك االغذية المطهية بدون تتبريد على حرارة الغرفة ،وعدم االكتفاء بتدفئتها عند
اعادة استخدامها بل يجب غليها وال تترك حتى تمام تبريدها قبل وضعها في الثالجات فهذا يساعد
على اعادة تلوثها بكتيريا .
-8استعمال القفازات واالحذية طويلة العنق والكمامات والمالبس الخاصة بالمزارع عند
التعامل مع حيوانات مصابة باالمراض التي تنتقل الى االنسان .
-9غسل الخضراوات الطازجة بالماء الجاري ورشها بالخل والليمون .وغلي الماء المشكوك
فيه .وعدم استخدام اكالت بحرية طازجة مثل ام الخلول والبكلويز واستخدام اللبن المبستر او
المعقم او المغلي وال تستخدم البان خام للشرب او التصنيع ،كما ال يستخدم البيض طازجا او
نصف سلق بل جيد الطهي.
-10االهتمام بتطبيق شروط التخزين الجيد في المصنع والمتجر والمنزل على وجه الخصوص
.
-11عدم استخدام معلبات منتفخة وفاسدة او اغذية من باعة جائلين او مرضى غير معتنين
بمظهرهم الصحي من حيث النظافة الشخصية وطول االظفار وعدم غطاء الراس وااليدي وسوء
الملبس وظهور الجروح والدمامل والرشح واعراض االمراض االخرى كالسعال وغيره .