‫مظاهر األدب في عصر صدر اإلسالم‬

‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬

 ‫دور الشعر والشعراء في الدفاع عن اإلسالم في‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم عصر‬
‫• ظهر للشعر والشعراء دور بارز في الدفاع عن اإلسالم في‬
‫زمن الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وخاصة بعد أن قال‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ما يمنع القوم الذين نصروا‬
‫رسول هللا بسالحهم أن ينصروه بألسنتهم" ‪.‬‬

‫• فكان حسان بن ثابت في مقدمة الشعراء الذين ناصروا‬

‫اإلسالم حتى لقب بشاعر الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إذ‬
‫نصب حسان نفسه للدفاع عن الدين اإلسالمي‪ ،‬والرد على‬
‫أنصار الجاهلية‪ ،‬وقد نشبت بين الفريقين معارك لسانية‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬ ‫حامية‪،‬‬
‫• وكان النبي صلى هللا عليه وسلم يثني على شعر حسان‪ ،‬وكان‬
‫يحثُّه على هجاء الكفار والدفاع عن ٍ‬
‫اإلسالم‪" :‬اهجهم‪ ،‬كأنك‬
‫تنضحهم بالنبل"‪ ،‬ويدعو له بمثل‪" :‬اللهم أيده بروح القدس"‪.‬‬

‫• ومما قاله حسان في الدفاع عن اإلسالم ونبيه‪:‬‬

‫وعند هللا في ذاك الجزاء‬ ‫ُ‬
‫فأجبت عنه‬ ‫هجوت محمدًا‬
‫َ‬
‫رسول هللا شيمته الوفاء‬ ‫برا تقيًّا‬
‫هجوت محمدًا ًّ‬
‫َ‬
‫لعرض محمد منكم وقاء‬ ‫فإن أبي ووالده وعرضي‬ ‫ّ‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬
‫• وكان لكعب بن زهير دور بارز أيضا‪ ،‬وهو صاحب قصيدة‬
‫ظ قصيدة من المديح النبوي‬ ‫المية العرب الشهيرة والتي لم تح َ‬
‫بمثل ما حظيت به من ثناء الرسول الكريم‪ ،‬فألقي عليه بردته‬
‫الشريفة‪ ،‬فسميت لذلك (بالبردة )‪ ،‬يقول في مطلعها ‪:‬‬

‫متيم علي إثرها لم يفد مكبول‬ ‫بانت سعاد فقلبي اليوم متبول‬

‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬

 ‫شعر الفتوح‬
‫• هي االنتصارات التي قيلت في فتوحات بالد الشام وفارس‬
‫ومصر في عهد عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫• وهذه األبيات الشعرية يقولها المجاهدون‪.‬‬
‫• من نماذج من شعر الفتوح‪ :‬شعر عمرو بن معديكرب‬
‫الزبيدي‪:‬‬
‫والقادسية حين زاحم رستم * كنا الحماة بهن كاألشطان‬
‫الضاربين بكل أبيض مخذم * والطاعنين مجامع األضغان‬

‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬

 ‫من خصائص شعر الفتوح‪:‬‬
‫• للعرب في الفتوح ملحمة ضخمة‪ ،‬ولم تكن كلها أشعارا ً حماسية‪،‬‬
‫ففيها مراث رائعة لبعض من كانوا يفقدونهم‪.‬‬
‫• وعبروا فيه عن حنين بالغ إلى ديارهم وأهليهم‪.‬‬
‫• الفخر باإلسالم وبالنبي (ص)‪.‬‬
‫• الضم إلى هذه األشعار شكوى بعض الجنود من الوالة والعمال‬
‫حين يخونون فيما ائتمنوا عليه‪.‬‬
‫• الوصف مما شهدوا في فتوحهم من المعاقل والحصون والحيوان‪.‬‬
‫• الشعر عبارة عن المقطوعات‪ ،‬والمقطوعة عبارة عن ‪ 10‬أبيات‬
‫أو أقل‪.‬‬
‫• يسود في هذا الشعر اإليجاز‪.‬‬
‫• أن قصصا ً عن أبطال الفتوح وجهادهم في حروب الفرس والروم‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬
‫أضيف إلى هذه األشعار‬
 ‫س‪ :‬لماذا ال يكتبون القصائد؟‬
‫• هم ليسوا شعراء في األصل‪ ،‬وإنما جنود يقولون المقطوعات‬
‫في المناسبات‪.‬‬
‫• انشغالهم بالجهاد‪ ،‬فليس لديهم وقت كاف لكتابة القصائد‬
‫الطويلة‪.‬‬

‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬

‫‪B‬‬
‫تطور الخطابة‬

‫نمت الخطبة‬

‫وتكاثر‬
‫األحداث‬ ‫بتأثير اإلسالم‬
‫وتتابعها‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬
 ‫دارت حول معاني القرآن‬
‫وخطابة الرسول وأحاديثه‬

‫خصائص الخطابة‬ ‫تحمل قبسا من هذه التعاليم‬

‫والمواعظ‬

‫تدعو إلى الجهاد والحض‬

‫على قتال األعداء‬

‫أصبح التحميد سنة في كل خطبة حتى الخطبة السياسية‪،‬‬

‫وكانوا يسمون كل خطبة تخلو منه بتراء‪ ،‬كما كانوا‬
‫يسمون كل خطبة تخلو من اقتباس آي القرآن الكريم‬
‫والصالة على الرسول (ص) شوهاء‪.‬‬

‫يستشهد أحيانا ببعض األمثال‪،‬‬

‫األبيات الشعرية‬ ‫أو ببعض‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬
 ‫أن السجع كاد ينحسر تماما عن الخطابة‪ ،‬إال بقايا‬
‫ظلت في خطابة الوفود حين كانت تقدم على الخلفاء‪.‬‬

‫خصائص الخطابة‬
‫أصبح للخطابة موضوع واضح يجول فيه الخطيب‬
‫ويصول‪ ،‬إذ يحدث الناس واعظا‪ ،‬أو يعرض عليهم‬
‫حدثا محددا من أحداث اإلسالم‪ .‬وبكالم آخر‪ ،‬أن‬
‫الخطابة أصبحت ذات موضوع‪ ،‬تلم بأطرافه‬
‫وتقاصيله‪.‬‬

‫وبذلك كله نهضت الخطابة ونهض معها النثر نهضة‬

‫واسعة‪ ،‬فقد أخذ الخطباء يوسعون طاقته بما يحملونه‬
‫من معاني اإلسالم وما يبسطون في هذه المعاني‬
‫ويولدون ويفرعون‪.‬‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬
 ‫تطور الكتابة‬
‫• نوه اإلسالم بالكتابة وفضلها منذ أول آية نزلت على الرسول‬
‫(ص)‪.‬‬

‫• وعمل الرسول (ص) جاهدا على نشر الكتابة بين أصحابه‪،‬‬

‫حتى لنراه يجعل فداء بعض أسرى قريش ممن حذقوا الكتابة‬
‫عشرة من صبيان المدينة‪.‬‬

‫• كانت هي الوسيلة إلى نشر القرآن وتعلمه‪ ،‬فقد كان الصحابة‬

‫يكتبونه‪ ،‬حتى يتحفظوه‪ .‬وكان جماعة من الكتاب يكتبون آياته‬
‫من مثل عثمان بن عفان‪ ،‬وعلي بن أبي طالب وغيرهما‪.‬‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬
 ‫• إن الكتابة تُستخدَم على نطاق واسع ال في كتابة القرآن‬
‫فحسب‪ ،‬بل في كتابة كل ما يهم المسلمين في معامالتهم‬
‫وعقودهم‪ .‬وكان الرسول (ص) يستخدمها في جميع مواثيقه‬
‫وعهوده‪ ،‬وكذلك الخلفاء الراشدون من بعده‪ ،‬وتكتظ كتب‬
‫الحديث والتاريخ واألدب بهذه العهود والمواثيق‪ ،‬منها من‬
‫الرسول (ص) وخلفائه‪.‬‬

‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬

‫• تطورت الكتابة في هذا العصر تطورا واسعا‪ ،‬فقد تعددت‬
‫الموضوعات التي تناولتها والتي لم يكن للعرب بها عهد قبل‬
‫اإلسالم ورسالة صاحبه النبوية‪ ،‬إذ أخذت تحمل مجموع النظم‬
‫الجديدة التي قامت عليها دولة اإلسالم العتيدة‪.‬‬

‫• وكان الرسول (ص) هو الذي أذللها لتحمل هذا النظم‪ ،‬وخلفه‬

‫عليها قواد الجيوش في عهودهم للبالد المفتوحة وخلفاؤها‬
‫الذين فصلوا هذه النظم وطابقوا بينها وبين حاجات المسلمين‬
‫من جهة وحاجات من غلبوا عليهم من جهة أخرى‪ ،‬ولعمر من‬
‫بينهم في ذلك القدح المعلى إذ ساعدت كتبه الكثيرة في الفتوح‬
‫وإلى الوالة على أن ينال النثر الكتابي كل ما كان ينتظروه‬
‫زمن الخلفاء الراشدين من تطور ونهوض‪.‬‬
‫‪Dr. Nazri Atoh‬‬