Professional Documents
Culture Documents
Faculté des Sciences Economiques, كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
Commerciales et des Sciences de Gestion قسم العلوم التجارية-تخصص مالية وتجارة دولية-
Département des Sciences commerciales
مقياس :التسويق الدولي
المجلس التنفيذي
.1مجلس المحافظين :
يعتبر مجلس المحافظين أعلى جهاز في صندوق النقد الدولي ،ويتألف من عدد من المحافظين بمعدل محافظ لكل دولة عضو ولكل
واحد منهم مناوبين ،ويتولى تعيينهم كل بلد عضو بالطريقة التي يراها مناسبة ،وعادة ما يكون المحافظ وزير المالية أو محافظ البنك
المركزي للدولة العضو ،ويجتمع المجلس عادة مرة في السنة ،وفي حاالت الضرورة يمكن انعقاده في أي وقت بناء على طلب المجلس
ذاته أو المجلس التنفيذي ويعاون مجلس المحافظين لجنتان هما اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية ،ولجنة التنمية المشتركة ما بين
الصندوق والبنك الدوليين .ويقوم مجلس المحافظين بعدد من المهام األساسية منها:
الفصل في شروط انضمام االعضاء الجدد
تعديل الصندوق او حله
مراجعة الحصص و اشكال الدفع
تحديد الدخل الصافي للصندوق الواجب توزيعه
األجهزة االستشارية
)وزراء للمالية أو التنمية( ،و تُمثل فيها كافة البلدان األعضاء في المؤسستين ،وتعمل في األساس كمنتدى لبناء "توافق اآلراء بين
االنتخابية األربع و العشرين و تعمل اللجنة على أساس توافق اآلراء و ال تُجري عمليات تصويت رسمية.
أعضاء اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية
جنسيات األعضاء الحاليين :
المكسيك (رئيسا) فرنسا روسيا
الجزائر غابون المملكة العربية السعودية
أستراليا ألمانيا جنوب إفريقيا
البرازيل الهند إسبانيا
كندا إيطاليا سويسرا
شيلي اليابان تركيا
الصين ماليزيا اإلمارات العربية المتحدة
هولندا المملكة المتحدة
النرويج الواليات المتحدة
أعضاء لجنة التنمية
إندونيسيا (رئيسا) ألمانيا المملكة العربية السعودية
البحرين الهند جنوب إفريقيا
بلجيكا إيطاليا سويسرا
البرازيل اليابان المملكة المتحدة
كندا كوريا الواليات المتحدة
الصين المكسيك أوغندا
كوت ديفوار المغرب أوروغواي
فرنسا هولند
النرويج
بولندا
المطلب الثاني :موارد صندوق النقد الدولي وأهدافه
الفرع األول :موارد صندوق النقد الدولي
تأتي معظم موارد الصندوق المخصصة لإلقراض مما يقدمه بلدانه االعضاء ،السيما مدفوعاتها لسداد حصص العضوية،
ويعمل االقتراض الثنائي ومتعدد االطراف كخط دفاع ثاني وثالث عن طريق إتاحة مصدر تكميلي مؤقت للموارد المستمدة
من حصص العضوية ،وقد ساهمت هذه الموارد المؤقتة في تمكين الصندوق من دعم مالي استثنائي لبلدانه االعضاء اثناء
االزمة االقتصادية العالمية.
.1نظام الحصص:
تخصص لكل بلد عضو في الصندوق حصة عضوية تتحدد حسب حجمه النسبي في االقتصاد العالمي ،وعليه يتحدد الحد
االقصى لمساهمته في موارد الصندوق المالية ،وعند انضمام اي بلد ،عادة ما يدفع مبلغا يصل الى ربع حصته في شكل
عمالت اجنبية قابلة للتداول على نطاق واسع(كالدوالر االمريكي أو الين الياباني او اليورو أو اليوان الصيني أو الجنيه
االسترليني) أو حقوق سحب خاصة ،أما ثالثة ارباع الحصة المتبقية فتدفع بعملة البلد العضو.
وتخضع الحصص للمراجعة كل 05سنوات على االقل وقد استكملت 2010المراجعة العامة 14للحصص باتفاق االعضاء على
مضاعفة موارده من حصص العضوية الى 477مليار وحدة حقوق سحب خاصة ،ودخلت هذه التغيرات حيز التنفيذ في 2016
.2االقتراض متعدد االطراف:
بينما تشكل حصص العضوية مصدر التمويل الرئيسي للصندوق ،يستطيع الصندوق تكميل هذه الموارد من خالل
االقتراض متعدد األطراف وتتمثل في:
االتفاقات العامة لإلقراض ( : )GABالتي تم إنشاؤها في عام 1962ويشارك فيها أحد عشر مشتركا (حكومات
مجموعة البلدان الصناعية العشرة وسويسرا أو بنوكها المركزية)
االتفاقات الجديدة لإلقراض ( : )NABالتي تم استحداثها في عام 1997ويشارك فيها 25بلدا ومؤسسة.
وبموجب مجموعتي االتفاقات هاتين ،يتاح لصندوق النقد الدولي اقتراض ما يصل إلى 34بليون وحدة حقوق سحب خاصة
(حوالي 46بليون دوالر أمريكي)
.3االقتراض الثنائي:
أمد االقتراض الثنائي الصندوق بمصدر مؤقت للموارد كفل له القدرة على تلبية احتياجات البلدان االعضاء من القروض
أثناء االزمة المالية العالمية ،ودخل الصندوق في اتفاقات اقتراض ثنائية ألول مرة في الفترة ، 2010-2009ثم دمجها
الحقا في االتفاقات الجديدة لالقتراض ،وفي 2012مع تعمق االزمة في منطقة اليورو اتفق الصندوق وعدة بلدان
العضوية و االتفاقات الجديدة لالقتراض ،وفي عام 2016نظرا الستمرار عدم اليقين في االقتصاد العالمي تعهد البلدان
االعضاء بالحفاظ على االقتراض الثنائي في ظل اطار محسن جديد حتى نهاية 2019على االقل .
.2تقديم المساعدات الفنية للدول األعضاء :وذلك من خالل تنظيم الدورات التدريبية للمسؤولين في الحكومات و البنوك
المركزية في الدول االعضاء و الزيارات الميدانية لخبرائه الى البلدان األعضاء وعقد اللقاءات والمشاورات مع
المسؤولين و المعنيين لدي الدول االعضاء.
.3تقديم المساعدات المالية للدول األعضاء :وذلك بتوفير التمويل المؤقت للدول األعضاء لمساعدتها في حل مشكالتها
المتعلقة بموازين مدفوعاتها ،أو لدعم سياساتها التصحيحية و اإلصالحية الهيكلية ،ويؤكد الصندوق بأنه ليس بنكا
تنمويا أو وكالة للمعونة وان آلية اإلقراض التي يستخدمها إنما هي أداة لمعالجة مشكالت اقتصادية لدوله األعضاء
سعيا وراء تحقيق االستقرار اإلقتصادي العالمي بشكل عام ،ولذا فإن قروض الصندوق تتسم بعدد من الخصائص
منها.
.4تقدم القروض للدول األعضاء لمساعدتها على حل مشكالت ميزان المدفوعات وتحقيق النمو االقتصادي القابل
لالستمرار وليس من أجل تمويل مشاريع أو أنشطة بعينها
هي قروض مشروطة بتبني البلد العضو تطبيق سياسات اقتصادية تنطوي على التزامات معينة ،وتصرف على
مراحل مرتبطة بتنفيذ البلد العضو هذه االلتزامات.
يختلف سعر الفائدة على القروض باختالف البلد المقترض.
الفرع الثاني :القروض التي يقدمها صندوق النقد الدولي
توجد أنواع مختلفة من القروض يقدمها الصندوق ،منها:
1ـ قروض االستعداد االئتماني :لدعم الدولة المعنية ،وهو تمويل يعطى للدولة المعنية ،وتكون مدته من سنة الى سنة
ونصف السنة ،ويخصص لمعالجة المشكالت القصيرة األجل لموازين المدفوعات.
2ـ قروض نافذة التمويل الممدد :وهي قروض تعطى للدولة المعنية ،وتكون مدة القرض منها من ثالث الى أربع سنوات،
وذلك لمعالجة المشكالت البنيوية ،ويصاحبه عادة وضع برنامج تنموي لمعالجة هذه المشكالت.
3ـ تم في عام 1999م إحداث نافذة تمويلية خاصة« :لخفض معدالت الفقر ودفع النمو» وحلت محل نافذة التصحيحات
الهيكلية
قصير لمعالجة مشكلة قصيرة .كما توجد قروض تقدم
ٍ 4ـ قروض التسهيل التمويلي التعويضي :وهو قرض يعطى ألج ٍل
للدول في الحاالت الطارئة.
بعد التوترات االقتصادية التي شهدتها السوق النفطية عام 1986نزلت أسعار النفط إلى أقل من تسعة دوالرات
للبرميل ،كانت تلك هزة اقتصادية عنيفة ضربت االقتصاد العالمي ،لكنها كانت أعنف بالنسبة لالقتصاد الجزائري ،الذي كان
يعتمد كليا على عائدات النفط بنسبة قاربت %92والتي أثرت سلبا عل االقتصاد الوطني حيث وجدت السلطات التي حكمت
البالد بعد أحداث أكتوبر 1988عجز مالي قدره 800مليون دوالر وإلعادة التوازن إلى ميزان مدفوعاتها عمدت الجزائر إلى
تقليص من وارداتها من جهة ومن جهة أخرى لجأت إلى صندوق النقد الدولي ،وبهذا تدخل الجزائر في مفاوضات مع هذه
الهيئة المالية العالمية وبدأت رحلة الجزائر مع صندوق النقد الدولي.
المطلب األول :إتفاقيات الجزائر مع صندوق النقد الدولي قبل إعادة جدولة الديون
الفرع األول :اتفاق االستعداد االئتماني سنة ( 1989إعادة توجيه السياسة النقدية في الجزائر)
من أجل تسوية مشكلة االختالل في ميزان المدفوعات إذ تعاقدت الجزائر مع الصندوق النقدي الدولي عن طريق عقد
تثبيت في 31/05/1989وذلك بعد انخفاض موارد الصادرات من المحروقات وبلغت قيمة المبلغ 155.7مليون ،SDR
ِليُستخدم المبلغ كليا كشريحة واحدة في 30ماي 1989وقد أُرفق بتسهيالت التمويل التعويضي والطارئة بمبلغ 315.2
مليون ،SDRوكذا مساعدة اإلصالحات االقتصادية المقدمة من طرف البنك الدولي بمبلغ 300مليون دوالر أمريكي.
لقد أشرفت حكومة "مولود حمروش" على إبرام االستعداد االئتماني األول مع الصندوق النقدي الدولي ،وقد انجر عن هذا
االتفاق مجموعة من اإلصالحات التشريعية والتنظيمية؛ ففي المجال النقدي يعد إصدار القانون 90/10أبرز هذه اإلصالحات،
وأهم ما تضمنه هذا القانون نتعرض إليه كاآلتي:
*إرجاع الوظائف التقليدية للدينار الجزائري،
*استقالل البنك المركزي وتناقص التزامات الخزينة في تمويل االقتصاد ،إذ تم وضع سقف أقصى لتسبيقات البنك المركزي
لتمويل عجز الميزانية
*إرجاع الديون المتراكمة على الخزينة اتجاه البنك المركزي وفق جدول زمني مدته 15سنة ابتداء من سنة صدور القانون
*إعطاء الصبغة التجارية للبنوك األولية وكذا المؤسسات المالية؛ إذ أعاد لها وظائفها التقليدية بعد خروج الخزينة من الدائرة
االئتمانية ،كما أصبحت تلك الهيئات تعمل في ظروف المخاطرة ،وتم كذلك إلغاء االكتتاب اإلجباري في سندات الخزينة من قبل
البنوك التجارية
*إنشاء مركز المخاطر ليُكلف بجمع أسماء المستفيدين من القروض ،طبيعة القروض الممنوحة وسقوفها ،المبالغ المحسومة
والضمانات المعطاة لكل قرض من جميع البنوك والمؤسسات المالية ،وعلى هذا األساس أوجب بنك الجزائر على كل الهيئات
المتعاطية للقروض والمتواجدة على التراب الوطني الجزائري االنضمام إلى هذا المركز ،واحترام قواعد أدائه بحيث ال يمكن
ألي هيئة مصرفية منح قروض مصرح بها لدى مركز المخاطر إال بعد استشارته
* ُو ِض َع مجلس النقد والقرض كأعلى هيئة هرمية للسلطة النقدية في الجزائر ،ليتمتع على إثر ذلك بصالحياته كمجلس إدارة
وصالحياته كسلطة نقدية
*إعطاء مكانة هامة للسياسة النقدية كأداة ضبط اقتصادي ،تحت إشراف البنك المركزي الجزائري الذي أصبح يسمى بداية
من صدور هذا القانون بـ «بنك الجزائر»
ض َع القانون 90/10مرتكزات أساسية لتحقيق استقاللية السلطة النقدية ،فالمحافظ يُعَيّن بمرسوم يصدر عن رئيس * َو َ
الجمهورية لمدة ست ( )06سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة ونفس الشيء بالنسبة لنوابه الثالثة الذين يعينون لمدة خمس
( )05سنوات قابلة للتجديد كذلك لمرة واحدة ،كما أن مهامهم تُنهى بمرسوم يصدر عن هيئة التعيين ،كما أصبح البنك يتمتع
بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ،ورأسماله مكتتب كلية من طرف الدولة
*إمكانية إقامة فروع لبنوك أو مؤسسات مالية أجنبية على التراب الجزائري ،إذ أنشئت عدة بنوك في هذا اإلطار؛ كبنك البركة
( 06ديسمبر ،)1990بنك االتحاد 07( Union Bank-ماي ...)1995
*إنشاء لجنة للرقابة المصرفية مكلفة بمراقبة حسن تطبيق القوانين واألنظمة المصرفية ،إذ يمكنها أن تُسلط عقوبات على
المخالفين ،كالتنبيه ،اللوم ،المنع من ممارسة بعض األعمال وغيرها من تقييد ممارسة النشاط ،منع واحد أو أكثر من
المقيمين على المؤسسة المعنية من ممارسة صالحياته لمدة معينة مع تعيين مدير مؤقت أو دونه ،إنهاء خدمات واحد أو أكثر
من المقيمين المذكورين مع تعيين مدير مؤقت أو دونه ،إلغاء الترخيص بممارسة العمل .وفضال عن ذلك يمكن للجنة
المصرفية أن تقضي إما بدال عن هذه العقوبات التأديبية ،وإما إضافة عقوبة مالية ال يجوز أن تتعدى الرأسمال األدنى
المفروض أن يتوفر لدى المؤسسة المعنية ،وتقوم الخزينة بتحصيل هذه المبالغ التي تدخل في ميزانية الدولة
الفرع الثاني :إتفاق االستعداد االئتماني 03 Stand Byجوان ( 1991الواقع النقدي في الجزائر)
هذا االتفاق يتعلق ببرنامج اقتصادي قصير المدى ( 10أشهر) تنتهي مدته في 31مارس 1992بموجب هذا االتفاق يلزم
الصندوق بتحرير قرض قيمته 300مليون SDRويتم تحديد األقساط بناءا على تحقيق األهداف المنصوص عليها في
االتفاقية المتعلقة باإلصالحات االقتصادية التي تضمنتها رسالة حسن النية التي وافق عليها الصندوق وهذه األهداف تتعلق
بالسياسة االقتصادية الكلية لتخفيض قيمة العملة وتحرير األسعار بما فيها أسعار الصرف وأسعار المواد الواسعة االستهالك
وتحقيق فائض في الميزانية لتمويل التطهير المالي للمؤسسات العمومية والتحكم في التضخم وتنويع الصادرات من غير
المحروقات وتحرير التجارة وتثبيت نمو الكتلة النقدية إلى %2في سنة .1991
حيث تم تقسيم القرض إلى 03أقساط مبلغ كل قسط 75مليون SDRسحبت منها الجزائر 03أقساط فقط
األول في جوان ،1991الثاني في سبتمبر ،1991الثالث في ديسمبر ،1991في حين لم يسحب القسط الرابع الذي كان
مفروضا في مارس 1992لتجميده بسبب عدم احترام حكومة سيد أحمد غزالي مضمون رسالة النية المحرر في 27أفريل
.1991
ويمكن استعراض اإلجراءات النقدية التي تضمنها هذا البرنامج في اآلتي:
*العمل على الحد من الكتلة النقدية M2وذلك بجعلها في حدود 41مليار دج
*تخفيض الدينار قصد التقليص من الفرق المسجل بين أسعار الصرف الرسمية وأسعار الصرف في السوق الموازي ،على
أن ال يتجاوز هذا الفرق .%25
*تعديل المعدالت المطبقة في إعادة التمويل ،حيث تم رفع معدل الخصم في أكتوبر 1991من %10.5إلى %11.5مع رفع
المعدل المطبق على كشوف البنوك من %15إلى ،%20وتحديد سعر تدخل بنك الجزائر على مستوى السوق النقدية بـ
.%17
إال أن المؤشرات المسجلة لسنة 1991كانت كالتالي:
*استمرار انزالق الدينار ،إذ أصبح الدوالر الواحد يقابله 18.47د.ج بعد ما كان الدوالر الواحد سنة 1990يقابله 8.96دج،
مع تسجيل توسع العجز في ميزان رؤوس األموال إذ وصل مستواه إلى 1.23مليار دوالر أمريكي
*ارتفاع نشاط السوق الموازية نتيجة الفرق الشاسع بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف الموازي (تسرب نقدي خارج
القنوات الرسمية) ،ففي سنة 1990كان السعر الرسمي للدوالر الواحد هو 10دج ليرتفع سنة 1991إلى 17.70د.ج ،بينما
في السوق الموازية نجد 01دوالر أمريكي يباع مقابل 32.50د.ج خالل الفترة المذكورة
*استمرار سلبية معدل الفائدة الحقيقي
*ارتفاع التكلفة المتوسطة إلعادة التمويل لدى بنك الجزائر إلى %14
*انخفاض نسبة متحصالت الحكومة من البنك المركزي ،إذ سجل هذا المكون نموا سلبيا بمقدار %04.27وهذا نتيجة قواعد
الصرامة في السياسة الميزانية نتيجة االتفاق مع الصندوق النقدي الدولي
*توسع إعادة التمويل لدى بنك الجزائر بنسبة %66
*توسع القروض المقدمة لالقتصاد لتسجل نسبة %31.90
*نمو الكتلة النقدية M2بـ %21.3بعد ما كان معدل النمو في سنة 1990يساوي %11.3
*تراجع معدل السيولة إلى %53بعد ما كان في سنة 1990يساوي ،%64وهذا يعد مؤشرا ايجابيا ألداء السياسة النقدية
*استمرار ارتفاع معدل التضخم بمؤشر أسعار االستهالك ،حيث وصل إلى .%22.8
لقد رأت حكومة "سيد أحمد غزالي " ضرورة مراجعة قانون النقد والقرض ،السيما في ما يتعلق بإدارة بنك الجزائر
ومجلس النقد والقرض ،وكذا الحدود الضيقة التي يضعها قانون النقد والقرض في وجه تحرك الحكومة في المسألة النقدية،
لذا حاول رئيس الحكومة آنذاك كسر استقاللية بنك الجزائر إال أن تسارع األحداث حال دون ذلك فهذه الحكومة عملت على
التقليص من دور السلطة النقدية إذ ج ّمدت وأرجعت إلى الوراء الكثير من التدابير التي بدأتها الحكومة السالفة لينتج عن ذلك
بعض المؤشرات السلبية كارتفاع معدل التضخم (مقاسا بمؤشر أسعار المستهلك) سنة 1992إلى .%31.2وعليه رأى
خبراء الصندوق النقدي الدولي أن النتائج غير منسجمة مع االتفاق المبرم؛ إذ وصل األمر في سبتمبر 1991إلى شبه توقف
لالتفاق ،إال أنه تم تدارك الموقف بإعداد خطاب نوايا جديد في أكتوبر 1991لتتعهد الجزائر بموجبه بـ:
*تخفيض الدينار لينتقل سعر الدوالر الواحد من 18.5دج إلى 22.5د.ج
*رفع تكلفة القروض (جعل معدل الفائدة موجب)
*الضغط على النفقات وإعادة تقييم اإليرادات للوصول إلى رصيد موازني في حدود %4.9من الناتج الداخلي اإلجمالي
*القيام بإجراءات اجتماعية للتخفيف من آثار ارتفاع األسعار.
إبتداء من عام ،1992وفي ظل انعدام اليقين السياسي وارتفاع الصراع المدني وتضاؤل فرص الوصول إلى التمويل
الخارجي ،اتسع نطاق االختالالت االقتصادية الكلية ،إذ وصلت نسبة أعباء خدمة الدين في 1993-1992إلى %80من
متحصالت الصادرات لتصبح إستراتيجية الجزائر تستهدف وفاء خدمة الدين الخارجي مع مساندة النشاط االقتصادي باتباع
سياسة مالية توسعية؛ إذ زاد االستهالك الحكومي بنسبة %02من إجمالي الناتج المحلي خالل تلك الفترة ،بينما ارتفعت
نسبة االستثمار الحكومي إلى إجمالي الناتج المحلي من %06عام 1991إلى %08.4عام .1994ونتيجة لذلك هبطت
نسبة المدخرات إلى االستثمارات الحكومية بأكثر من %10من إجمالي الناتج المحلي ،كما بلغ العجز في الميزانية العامة
نسبة %08.7من إجمالي الناتج المحلي في عام ،1993كما أن عدم تعديل سعر الصرف وانتشار الدعم الحكومي للسلع
االستهالكية األساسية أثر على الوضع الميزاني إذ قد بلغت تكلفة ذلك على الميزانية العامة نسبة %05من إجمالي الناتج
المحلي ،لتنشأ األسواق الموازية وينتشر تهريب كميات ضخمة من السلع المدعمة إلى البلدان المجاورة
إن تراجع الجزائر قليال عن سياسة التشدد المالي أثر في التطورات النقدية بسبب إصدار النقد لتغطية العجز في
الميزانية العامة ،إذ أدى التوسع النقدي السريع إلى بروز ضغوط تضخمية ساهمت في انخفاض قيمة الدينار الجزائري ،أما
االنخفاض المسجل على مستوى سرعة دوران النقود بمعناها الواسع بالعالقة إلى الدخل فقد تسببت في عودة ظهور الزيادة
في عرض النقود .فخالل فترة 1993-1992كانت السياسة النقدية توسعية ،إذ زاد حجم النقد بمفهومه الواسع بنسبة %22
على مدى الفترة المذكورة أعاله نظرا الستهدافها تمويل العجوزات الضخمة للميزانية واحتياجات االئتمان لدى المؤسسات
العامة ،وقد تُنسب نسبة كبيرة من الزيادة في االئتمان المصرفي خالل هذه الفترة إلى احتياجات صندوق إعادة التقييم الذي
أُنشئ لتمويل إعادة هيكلة المؤسسات العامة ،إذ تضاعف على إثر ذلك رصيد إجمالي االئتمان الموجه للحكومة بثالث مرات
تقريبا
لقد ذهبت حكومة "بلعيد عبد السالم" ببرنامجها االقتصادي الذي تم االبتعاد فيه نوعا ما عن الصندوق النقدي الدولي
وسياساته ،لتُعيد الجزائر التعاقد مع الصندوق بمجيء حكومة "رضا مالك".
المطلب األول :إتفاقيات الجزائر مع صندوق النقد الدولي في مرحلة إعادة جدولة الديون
إذا كان خيار إعادة الجدولة للديون الخارجية أمرا مستجدا قبل 1993من طرف السلطات العمومية الجزائرية فإن هذا
الخيار أصبح يفرض نفسه بقوة نتيجة ثقل عبء خدمة الدين والتي أصبحت تمتص كل إيرادات الصادرات و الشيء الذي زاد
من حدتها انخفاض أسعار المحروقات باإلضافة على انغالق المؤسسات المالية واشتراط الدائنين إعطاء الضوء األخضر من
طرف الصندوق النقدي الدولي.
ونظرا لتدهور الوضعية المالية واالقتصادية للبالد في نهاية 1993إذ كان من المتوقع أن تصل نسبة خدمة الدين إلى
100 %من إجمالي الصادرات ،طلبت الجزائر إعادة الجدولة ديونها الخارجية وعقد عدة اتفاقيات مع الصندوق النقدي
الدولي و كان أولها STAND BYسنة 1994وأخرى من نوع التسهيالت التمويلية الموسعة في سنة 1995فتوجهت إلى
نوادي الدائنين في باريس و لندن إلعادة جدولة ديونها العمومية والخاصة.
لقد اضطرت الجزائر إلى التوقيع على اتفاقية مع صندوق النقد الدولي من اجل فك الخناق على الديون الخارجية وذلك
بإعادة جدولتها ومحاربة الركود االقتصادي ،وقد تم التوقيع على مرحلتين :األولى تمثلت في اتفاقية االستقرار االقتصادي
أفريل 1994وامتدت إلى مارس ،1995والثانية :اتفاقية التسهيل التمويلي الموسع أفريل 1995وامتدت إلى مارس 1998
الفرع األول :برنامج االستقرار االقتصادي قصير المدى(( )1995-1994أداء السياسة النقدية في الجزائر)
لقد غطى االستعداد االئتماني الثالث الفترة من 01أفريل 1994إلى 31مارس .1995وقد استهدفت السياسة النقدية خالل
هذا البرنامج دعم سعر صرف الدينار وذلك بالحد من الضغط التضخمي ليتقارب مستواه من مستوياته السائدة في البلدان
الشريكة اقتصاديا وهذا بتقليص معدل توسع الكتلة النقدية M2إلى %14خالل فترة البرنامج ،بعدما كان %21في ،1993
كما استخدمت بعض الوسائل لدعم الدينار منها:
*رفع معدل إعادة الخصم إلى %15
*جعل معدل تدخل البنك المركزي في السوق النقدية عند مستوى %20
*معدل السحب على المكشوف للبنوك على بنك الجزائر يعادل %24
*التخلي عن استعمال وسائل المراقبة المباشرة لقروض االقتصاد في ،1994تحضيرا لالستعمال التدريجي لوسائل الرقابة
غير المباشرة.
وقد استُخدمت مجموعة أدوات لتحقيق األهداف أعاله ،وهي:
*تعديل معدل الصرف ليصبح 36د.ج للدوالر األمريكي ،أي تخفيض الدينار بمعدل %40.17
*تخفيض عجز الخزينة إلى %3.3من الناتج الداخلي اإلجمالي
*تحرير المعدالت المدينة للبنوك
*رفع المعدالت الدائنة المطبقة على االدخار المالي ألجل تعبئته.
أما أهم النتائج النقدية المحققة على مستوى االقتصاد الجزائري؛ فنستعرضها كاآلتي:
*تحقيق نمو سلبي على مستوى الناتج المحلي الحقيقي بمعدل %0.4سنة ،1994إذ أن هذا المعدل كان بعيدا عن معدل
النمو المستهدف ،%03
*تسجيل معدل تضخم (بالرقم القياسي ألسعار المستهلك) يساوي ،%29
*تم تخفيض إجمالي النفقات بمبلغ 25.7مليار دوالر ،وهذا ما أدى إلى تخفيض العجز الكلي في الميزانية العامة بالنسبة
للناتج المحلي اإلجمالي إلى %04.40مقابل %05.70المستهدفة في البرنامج،
*تخفيف الحكومة لمديونيتها اتجاه الجهاز المصرفي؛ حيث انخفض معدل الديون الموجهة إلى الحكومة بنسبة %11.22
و %13.04لسنتي 1994و1995
*تم اعتماد سعر إعادة الخصم للبنوك التجارية دون المعدل المحدد دوليا ألجل السماح للبنوك التجارية القيام بعملية التوسع
االئتماني
*ارتفاع االئتمان المحلي بنسبة %10عام ،1994في حين أن الزيادة المقدرة في البرنامج كانت عند مستوى .%14.2
وهذا يعكس تباطؤ معدل نمو االئتمان المحلي عن النسبة المستهدفة
*تسجيل عجز في الحساب الجاري لسنة 1995بمقدار 2.8مليار دوالر ،أي ما يعادل %06.90بالنسبة إلى الناتج المحلي
اإلجمالي ،إضافة إلى أن حساب الرأس المال غير النقدي نجم عنه عجز مقداره 01.91مليار دوالر؛ مما أدى إلى عجز
إجمالي في الميزان قدره 04.71مليار دوالر سنة .1995
*اإلعالن فعليا عن إقامة سوق للصرف بين البنوك في ديسمبر .1995
إن ما يمكن أن نستشفه من خالل ما تحقق سابقا؛ هو استهداف الجزائر اعتماد آليات السوق ،وذلك بتفعيل األدوات غير
المباشرة للسياسة النقدية ،وهذا ما يفسره ارتفاع معدالت الفائدة خالل سنة ،1994وإلغاء السقوف على الفوائد المدينة
سواء في السوق النقدية أو في ما بين البنوك ،كما تم فرض نسبة %25كاحتياطي إلزامي ،كما باشرت الخزينة إصدار
سندات بأسعار فائدة تبلغ .%16.5وقد عملت السلطة النقدية في الجزائر كذلك سنة 1995على تخفيض معدل الزيادة في
السيولة المحلية بما يتماشى وأهداف ميزان المدفوعات واألسعار؛ إذ تم تخفيض نسبة إعادة الخصم ضمن إعادة التمويل
المقدم من طرف البنك المركزي للبنوك التجارية ،وكذا إدخال أسلوب البيع بالمزاد العلني في السوق النقدية
» Opérations d’appels d’offre sur le marché monétaireوهذا في شكل مزايدات «
القروض « » ،Adjudications de créditsوتحديد مستوى السحب المكشوف بحيث ال يتجاوز رقم األعمال المحقق من
طرف المتعاملين ،وهذا لمدة 15يوما كحد أقصى تطبيقا لقواعد التسيير الحذرة.
الفرع الثاني :برنامج التصحيح الهيكلي ( ( )1998-1995مسار السياسة النقدية في الجزائر )
لقد غطى اتفاق القرض الموسع فترة ثالث سنوات ( 22ماي 21-1995ماي )1998بمبلغ 1169.28مليون SDR؛ أي
%127.9من حصة الجزائر.
لقد استهدف االتفاق إعادة االستقرار النقدي من أجل تخطي مرحلة التحول إلى اقتصاد السوق بأقل التكاليف ،كما تم
تسطير سياسة اقتصادية تُفضي إلى تحقيق معدل نمو حقيقي متوسط للناتج الداخلي الخام خارج المحروقات بنسبة %05
خالل فترة البرنامج ،مصحوب بإرساء نظام للصرف والعمل على استقراره (إنشاء سوق ما بين البنوك للعمالت الصعبة
ومكاتب للصرف ابتداء من جانفي .)1996
كما أخذ االتفاق بعين االعتبار تخفيض الضريبة الجمركية ،كما تزعم الحكومة من خالل البرنامج المسطر خالل الثالث
سنوات العمل على التخفيض التدريجي لعجز الميزان الجاري عند مستوى %06.90من الناتج الداخلي اإلجمالي في
1994/1995و %02.20من الناتج الداخلي اإلجمالي في 1997/1998مع تأمين مستوى مالئم للواردات وكذا مراعاة
هدف النمو الذي يتماشى وزيادة االدخار الوطني إذ تم تخطيط ترقيته لمعدل 05.50نقطة بالنسبة للناتج الداخلي اإلجمالي بين
1994/1995و.1997/1998
لقد عملت الحكومة الجزائرية خالل هذا االتفاق على انتهاج سياسة ميزانية صارمة (تقليص الكتلة األجرية عن طريق
الحد من الزيادة في التوظيف العمومي ،إقرار توسيع نطاق الضريبة على القيمة المضافة ،تقليص مجال اإلعفاءات
الضريبية) ،بحيث سطرت الحكومة في برنامجها زيادة اإليرادات بنسبة %10.50نقطة بالنسبة للناتج الداخلي اإلجمالي بين
1994/1995و 1997/1998في حين تعمل على تدنية النفقات العامة إلى %01.80نقطة بالنسبة للناتج الداخلي اإلجمالي
بين 1994/1995و.1997/1998
إن انتهاج سياسة ميزانية صارمة يقدم راحة للسلطة النقدية ،وهو ما يبرره اتباع سياسة نقدية صارمة في نهاية 1995
بمعدالت فائدة حقيقية موجبة (خارج المعدل المتعلق بالسكن) ،كما تم السعي لتنمية الوساطة المالية بفضل تفعيل األدوات
غير المباشرة للسياسة النقدية كأداة نظام االحتياطي اإلجباري (تعليمة بنك الجزائر رقم 73/94 :الصادرة بتاريخ 28نوفمبر
،)1994وهذا ألجل التحول نحو الرقابة غير المباشرة للسياسة النقدية التي كانت نقطة استهداف منذ ماي ،1995كما قامت
الجزائر خالل السداسي األخير من سنة 1997بإعادة هيكلة الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ألجل تكامله مع الجهاز
المصرفي وتفعيل الجانب االدخاري ،وعليه فقد اشتمل البرنامج أعاله على:
*تحرير التجارة الخارجية
*تحرير األسعار على المستوى الداخلي
*إصالح النظام الضريبي
*تعميق اإلصالحات المصرفية والمالية
*إصالح القطاع العام وخوصصته...
يمكن أن نستنتج من خالل ما سبق أن السياسة النقدية عادت خالل هذا البرنامج الموسع كآلية ضبط اقتصادي
وكسياسة إلدارة الطلب؛ إذ قد تم تسجيل في سنة 1995المؤشرات التالية:
*معدل السيولة :بلغ %38.6سنة 1995بدل %49.2سنة 1993
*معدل التضخم :بلغ %21.9نهاية 1995بدل %38.6سنة 1994
*معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي%04.3 :
*نسبة العجز الكلي للميزانية العامة إلى الناتج المحلي اإلجمالي%01.40 :
*نسبة عجز الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي اإلجمالي المسجلة كانت عند مستوى%06.2-:
*االحتياطيات الرسمية منسوبة إلى الواردات 02.1 :شهرا ،بدل 02.9شهرا سنة 1994
*ارتفاع االئتمان المحلي سنة ،1995إذ سجل ،%05.3في حين لم يسجل سنة 1994سوى %02.8
*بلغ معدل خدمة المديونية منسوبة إلى الصادرات من السلع والخدمات خارج المداخيل العاملة.%43.8 :
أما في سنة 1996فقد تم تسجيل المؤشرات التالية:
*معدل السيولة%36.3:
*معدل التضخم في نهاية %15 : 1996
*معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي%04.2:
*نسبة العجز /الفائض الكلي للميزانية العامة إلى الناتج الداخلي اإلجمالي%0.3:
*نسبة عجز الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي اإلجمالي :بلغت %03.8-
*االحتياطيات الرسمية منسوبة إلى الواردات 02.5 :شهر
*نمو االئتمان المحلي%09.3:
الخــاتمــة
من خالل ما سبق التطرق إليه عن محطات تعامل الجزائر مع صندوق انقد الدولي وعن برنامج التصحيح الهيكلي
الذي طبقه كحل لمواجهة مشكلة المديونية في الجزائر وعن المشاكل الهيكلية وان كان من وجهة نظر البعض يعتبر
كأنه نوع من التدخل في السياسات الداخلية للبالد من خالل الشروط المفروضة من قبل الصندوق إال أنه لم يكن
إجبارا بل بسبب طلبها لمساعدة الصندوق ،غير إن الحصول على قرض من صندوق النقد ليس حالً للخروج من
األزمة االقتصادية ،وإن كان حالً فسيكون بطيئاً ،حيث أن القروض ما هي إال زيادة لمديونة الدولة ،ألنها تغطي
العجز المالي فترة قصيرة جداً ،إذا لم تضع الدولة حلوالً حقيقية إلنهاء األزمة ،كإتباع سياسيات اقتصادية صحيحة،
فال يمكن لدولة أن تعيش على المنح والقروض.
وإن قرض صندوق النقد سيتحكم في خطط الحكومة االقتصادية حتى تنتهي من سداد الديون والفوائد ،مما يؤثر
على تصنيف اقتصاد الدولة ،فهناك حلول الكثيرة للخروج من األزمة التي ال تنحصر فقط في االقتراض والديون،
مثل فتح باب الصناعة وزيادة االستثمار واإلنتاج.
إضافة إلى أن أهم توابع قرض الصندوق أنه سيكون أكثر تأثيرا ً على المواطن ،نظرا ً ألنه يستلزم رفع الدعم بشكل
تدريجي حتي يتالشى ،فضالً عن ارتفاع األسعار وفقدان العملة كثيرا ً من قيمتها وخصوصا ً في حالة اعتماد الدولة
على االستيراد فلن يتحسن وضع العملة ،مما يؤدي إلى زيادة التضخم وتدهور النظام الضريبي.
الخــاتمــة
لذا فإن ما يعانيه العالم بشكل عام من أزمات اقتصادية خانقة ليس قاصرا ً على الجزائر بعينها حيث،
تعاني منها الدول الكبرى قبل الصغرى والقوية قبل الضعيفة والمتقدمة تكنولوجيا قبل المتخلفة ،والغنية
قبل الفقيرة ،ولكن دائما ً ما يجب البحث عن الحل األسلم اقتصاديا ُ وسياسياً ،دون الوقوع تحت بند
االتفاقيات أو قوائم شروط تلزمنا بسياسات معينة أو وضع برامج وخطط البد من تنفيذها رغم عدم قدرة
أو استحالة الدول على القيام بذلك ،حيث توجد حلول اقتصادية بديلة عن المنح والقروض تتناسب على
حسب اقتصاد كل دولة ،وما يجب عليها
فهناك دول تعتمد على التصدير ال تهتم بالصناعة وال تنتج ،وهناك دول لديها إمكانيات زراعية ولكنها ال
تستصلح أراضيها ،وهناك دول تتبني أنظمة اقتصادية معنية ،ولكن رغم كل هذا التزال توجد الحلول
االقتصادية الحكيمة التي تنقذ الدولة من أزماتها دون التعرض ألي ضغط اقتصادي أو سياسي من جانب
الدول المدينة لها وأمثلة ذلك تركيا ،أندونيسيا ،ماليزيا ...رغم أنها ال تملك ربع ما تملكه الجزائر من
إمكانيات
فمتى يا ترى نرى الجزائر في مصاف هذه الدول؟