You are on page 1of 33

‫‪Université Mohamed KHIDHER-Biskra‬‬ ‫جامعة محمد خيضر‪ -‬بسكرة‬

‫‪Faculté des Sciences Economiques,‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬
‫‪Commerciales et des Sciences de Gestion‬‬ ‫قسم العلوم التجارية‪-‬تخصص مالية وتجارة دولية‪-‬‬
‫‪Département des Sciences commerciales‬‬
‫مقياس‪ :‬التسويق الدولي‬

‫بحث حول‪ :‬عالقة الجزائر بصندوق النقد الدولي‬


‫مقياس‪ :‬العالقات االقتصادية الدولية‬
‫التخصص ‪ :‬مالية وتجارة دولية‬
‫المستوى ‪ :‬السداسي الثالث – ماستر ‪-‬‬
‫إعداد الطالبين‪:‬‬
‫ولهة رابح‬
‫عبدلي سارة‬

‫السنة الجامعية‪2020/2019 :‬‬


‫عالقة الجزائر بصندوق النقد الدولي‬
‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية صندوق النقد الدولي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم صندوق النقد الدولي وهيكله التنظيمي‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم صندوق النقد الدولي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الهيكل التنظيمي لصندوق النقد الدولي‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موارد صندوق النقد الدولي وأهدافه‬
‫الفرع األول‪ :‬موارد صندوق النقد الدولي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف صندوق النقد الدولي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آليات عمل صندوق النقد الدولي والقروض التي يقدمها‬
‫الفرع األول‪ :‬آليات صندوق النقد الدولي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القروض التي يقدمها صندوق النقد الدولي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجزائر وصندوق النقد الدولي‬
‫المطلب األول‪ :‬إتفاقيات الجزائر مع صندوق النقد الدولي قبل إعادة جدولة الديون‬
‫الفرع األول‪ :‬إتفاق االستعداد االئتماني سنة ‪1989‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إتفاق االستعداد االئتماني سنة ‪1991‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إتفاقيات الجزائر مع صندوق النقد الدولي في مرحلة إعادة جدولة الديون‬
‫الفرع األول‪ :‬برنامج االستقرار االقتصادي قصير المدى ( ‪) 1995-1994‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬برنامج التصحيح الهيكلي ( ‪) 1998-1995‬‬
‫خاتمة‬
‫مقدمــــــة‬
‫عانى االقتصاد الجزائري في السنوات األخيرة من عقد الثمانينات من العديد من المشاكل‬
‫االقتصادية التي وقفت أمام تقدمه في مجال التنمية االقتصادية‪ ،‬ولعل أهم هذه المشاكل‬
‫معدالت النمو المنخفضة وزيادة حدة التضخم وارتفاع حجم البطالة ونقص االحتياطي من‬
‫العملة الصعبة بسبب تدهور أسعار المحروقات باإلضافة إلى ارتفاع معدالت خدمة الدين وما‬
‫تشكله من ضغوط تعوق التقدم االقتصادي واالجتماعي مما أدى إلى اللجوء إلى الخارج‬
‫للحصول على المساعدات بسبب تضييق الخناق عليها جراء هذه الظروف‪.‬‬
‫ومن هنا بدأ ارتباط الجزائر بعالقات تمتد لما يقارب نصف قرن مع صندوق النقد الدولي‬
‫بنيت معظمها على « االستثمار في األزمات »‪ ،‬فلم يقدم الصندوق للبالد سوى « مسكنات‬
‫آنية »‬
‫ومن نها تتبادر إلى أذهاننا هذا التساؤل‪:‬‬
‫ماهي الوصفات العالجية اآلنية التي قدمها الصندوق على مدى عالقته الطويلة بالجزائر؟‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية صندوق النقد الدولي‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم صندوق النقد الدولي وهيكله التنظيمي‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم صندوق النقد الدولي ‪:‬‬
‫صندوق النقد الدولي مؤسسة دولية تمثل الحكومات العالمية‪ ،‬أنشئ بموجب‬
‫معاهدة دولية اعُت َمدت في المؤتمر النقدي والمالي لألمم المتحدة الذي انعقد‬
‫في بريتون وودز بوالية نيوهاميشر في الواليات المتحدة األمريكية في‬
‫‪22‬جويلة ‪ ،1944‬ودخلت حيز التنفيذ في ‪ 27‬ديسمبر‪ 1945‬لإلشراف‬
‫على عمل النظام النقدي الدولي الجديد بعد الحرب العالمية الثانية‪ .‬وهو وكالة‬
‫دولية متخصصة من وكاالت منظومة األمم المتحدة‪ ،‬يعمل على تعزيز سالمة‬
‫االقتصاد العالمي‪ ،‬ويقع مقره في عاصمة الواليات المتحدة األميركية‬
‫واشنطن‪ ،‬ويبلغ عدد أعضاءه ‪ 189‬عضوا‪ ،‬وكما يتضح من اسمه فان هذه‬
‫الوكالة هي صندوق‪ ،‬يمكن أن تستفيد الدول األعضاء فيه من موارده‪،‬‬
‫لمعالجة ما تتعرض له من مشكالت في ميزان المدفوعات الوطني‬
‫وتجدر االشارة هنا الى ان هناك فرق بين صندوق النقد والبنك الدوليين‪،‬‬
‫ففي حين يعمل‬
‫األول على تشجيع التعاون النقدي الدولي‪ ،‬ويمنح قروضا مؤقتة تُعين البلدان‬
‫األعضاء على تحقيق االستقرار المالي والنقدي‪،‬‬
‫يعمل البنك الدولي على تعزيز التنمية االقتصادية‪ ،‬عن طريق توفير الدعم‬
‫المالي والفني‪ ،‬ويقدم المساعدة للبلدان األعضاء في إصالح قطاعات إنتاجية‬
‫معينة أو تنفيذ مشاريع اقتصادية‪ ،‬والمساعدة التي يقدمها البنك هي طويلة‬
‫األجل بشكل عام وقد نشأ صندوق النقد الدولي في ظل ظروف تاريخية عالمية‬
‫اتسمت بالحرب واألزمات المالية فكان لهذه الظروف بالغ االثر في ظهور هذه‬
‫المؤسسة العالمية وطبيعة أهدافها ومقاصدها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬‬
‫الهيكل التنظيمي صندوق النقد الدولي‪:‬‬

‫لصندوق النقد الدولي‬


‫أجهزة مسيرة وأجهزة استشارية‬
‫كما هو موضح في المخطط‬
‫مجلس المحافظين‬

‫األجهزة‬ ‫المدير العام (إدارة‬


‫هيئة الموظفين‬
‫المسيرة‬ ‫الصندوق العليا)‬

‫المجلس التنفيذي‬
‫‪ .1‬مجلس المحافظين ‪:‬‬
‫يعتبر مجلس المحافظين أعلى جهاز في صندوق النقد الدولي‪ ،‬ويتألف من عدد من المحافظين بمعدل محافظ لكل دولة عضو ولكل‬
‫واحد منهم مناوبين‪ ،‬ويتولى تعيينهم كل بلد عضو بالطريقة التي يراها مناسبة ‪ ،‬وعادة ما يكون المحافظ وزير المالية أو محافظ البنك‬
‫المركزي للدولة العضو‪ ،‬ويجتمع المجلس عادة مرة في السنة‪ ،‬وفي حاالت الضرورة يمكن انعقاده في أي وقت بناء على طلب المجلس‬
‫ذاته أو المجلس التنفيذي ويعاون مجلس المحافظين لجنتان هما اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية‪ ،‬ولجنة التنمية المشتركة ما بين‬
‫الصندوق والبنك الدوليين‪ .‬ويقوم مجلس المحافظين بعدد من المهام األساسية منها‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل في شروط انضمام االعضاء الجدد‬
‫‪ ‬تعديل الصندوق او حله‬
‫‪ ‬مراجعة الحصص و اشكال الدفع‬
‫‪ ‬تحديد الدخل الصافي للصندوق الواجب توزيعه‬

‫‪ .2‬المجلس التنفيذي ‪:‬‬


‫تم انتخاب اول مجلس تنفيذي في االجتماع االفتتاحي لمجلس المحافظين المنعقد في مارس ‪ ، 1946‬ويتكون المجلس من ‪ 24‬مديرا‬
‫تنفيذيا يتم انتخابهم لمدة سنتين من طرف الدول األعضاء‪ 5 ،‬منهم يعينون مباشرة من قبل بلدهم و يعتبرون ممثلون بصفة دائمة عن الدول‬
‫الخمس صاحبة الحصص الكبرى و التي لها حق التعيين المباشر لمدرئها التنفيذيين وهي أمريكا‪ ،‬اليابان‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬و بريطانيا‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫لروسيا و الصين والمملكة السعودية تحصلوا أيضا على حق التعين المباشر للمدراء الممثلين لهم في المجلس التنفيذي‪ ،‬أما بقية األعضاء" فيقوم‬
‫باختيارهم المحافظون الممثلون لألعضاء اآلخرين على أن ي ا رعي في ذلك توزيعهم على المناطق الجغرافية األخرى"‪ ،‬بحيث يمثل كل مدير‬
‫مختار من بين عدد من الدول تتجمع في مجمعات تحكم مقدار حصة كل بلد في الصندوق و نسبة التصويت فيه‪.‬‬
‫غير أنه وبعد سريان التعديل المعني بإصالح المجلس التنفيذي في ‪ 26‬يناير ‪ ، 2016‬ابتداء من جولة االنتخاب االعتيادية في أكتوبر‪ ،‬أصبح كل‬
‫المديرين التنفيذيين البالغ عددهم ‪ 24‬مديرا مختارين باالنتخاب‪.‬‬
‫يجتمع هذا المجلس في واشنطن ثالث مرات في األسبوع ليتداول على القضايا التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف و تحديد سياسات الصندوق و مجال تطبيقها مثل كيفية الحصول على التسهيالت المالية و مشروطتيها‬
‫‪ ‬يناقش تقارير المشاورات الدورية في البلدان األعضاء المعدة من طرف خبراء الصندوق للحكم على السياسات االقتصادية والمالية المنتهجة‬
‫من طرف البلدان‬
‫‪ ‬مراقبة سياسات الصرف‬
‫‪ ‬مناقشة القضايا المتعلقة بالنظام النقدي الدولي في إطار االقتصاد العالمي‬
‫‪ ‬يتولى عملية انتخاب مدير عام الصندوق‬
‫المدير العام (إدارة الصندوق العليا)‬ ‫‪.3‬‬
‫وهو رئيس المجلس التنفيذي‪ ،‬يتم اختياره من قبل المجلس‪ ،‬من غير أعضاءه أو أعضاء مجلس المحافظين لمدة خمس سنوات‬
‫يجوز تمديدها خمس أخرى ورغم أن المجلس التنفيذي يحق له أن يختار مديرا عاما بأغلبية األصوات المدلى بها‪ ،‬فقد درج المجلس‬
‫على اختيار المعينين في هذا المنصب بتوافق اآلراء و يجوز للمحافظين والمديرين التنفيذيين ترشيح مواطنين من أي بلد عضو في‬
‫الصندوق لشغل هذا المنصب‪ .‬ويقوم المدير العام باإلشراف على الموظفين كونه رئيس المجلس والمدير العام و يساعده في أداء وظائفه‬
‫ثالثة نواب وتقع على عاتقه مهمة التفاوض مع الدول األعضاء حول االستفادة من موارد الصندوق‪ ،‬كما يعمل على إجراء المشاورات‬
‫الالزمة وتقديم االقتراحات بشأن تخصيص وإلغاء حقوق السحب الخاصة‪ .‬ويقوم المجلس التنفيذي بالرقابة واإلشراف على المدير العام‬
‫للتأكد من أن ما يقوم به مطابق لألنظمة ولالتفاقيات‪ ،‬إال أن حقيقة األمر هو أن هذه الرقابة تجسد رغبة الدول في بالسيطرة على أعمال‬
‫الصندوق عن طريق المدريين التنفيذيين المنتخبين أو المعينين من قبل دولهم ‪.‬ويقوم باإلشراف على مختلف إدارات الصندوق سواء‬
‫ذات‬
‫‪ ‬االختصاص الوظيفي مثل‪ ( :‬إدارة الشؤون القانونية‪ ،‬وإدارة شؤون النقد و الصرف و إدارة اإلحصاء و الخزينة‪ . . .‬إلخ) أو ذات‬
‫‪ ‬االختصاص الجهوي مثل ‪ ( :‬دائرة إفريقيا و دائرة آسيا‪ ،‬و دائرة أوروبا و دائرة نصف الكرة الغربي‪ ) ..‬أو ذات‬
‫‪ ‬االختصاص الفني والتكويني مثل ‪ ( :‬معهد صندوق النقد الدولي‪ ،‬دائرة المصارف المركزية و أمانة المساعدة الفنية)‪.‬‬

‫هيئة الموظفين ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬


‫يضم الصندوق مجموعة من الموظفين المدنيين الدوليين‪ ،‬و يبلغ عددهم حاليا نحو‪ 2600‬موظف ينتمون إلى (‪ )142‬دولة‪ ،‬و تنص‬
‫مواد االتفاقية في الصندوق على أن يتمتع موظفوه بأعلى درجات الكفاءة و الخبرة الفنية‪ ،‬و أن تراعي في تعيينهم اعتبارات التنوع في‬
‫عضوية الصندوق‪ ،‬و تبعا لذلك يشكل االقتصاديون ثلثي الموظفين تقريبا‪.‬و يقوم موظفو الصندوق بإعداد معظم الوثائق التي تمثل‬
‫األساس لمداوالت المجلس التنفيذي‪ ،‬و هو ما يتم في بعض األحيان بالتعاون مع البنك الدولي‪ ،‬و يضم الصندوق (‪ )22‬إدارة و مكتبا‬
‫يرأسها مديرون مسؤولون أمام المدير العام‪ ،‬و معظم موظفي الصندوق يعملون في واشنطن العاصمة‪ ،‬و هناك ممثلون للصندوق‬
‫يقيمون في بعض الدول األعضاء للمساعدة في تقديم المنشورات والنصائح في المسائل االقتصادية‪ ،‬و للصندوق مكاتب في نيويورك‪،‬‬
‫وجنيف‪ ،‬وباريس‪ ،‬وطوكيو‪ ،‬لالتصال بالمؤسسات الدولية و اإلقليمية مثل األمم المتحدة األمريكية ومنظمات المجتمع المدني‬
‫لجنة التنمية‬

‫األجهزة االستشارية‬

‫اللجنة الدولية للشؤون‬


‫النقدية و المالية‬
‫ثانيا‪ :‬األجهزة االستشارية‬
‫يتلقى مجلس المحافظين المشورة من لجنتين وزاريتين‪ ،‬هما اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية ولجنة التنمية‪.‬‬
‫‪ - 1‬لجنة التنمية‪:‬‬
‫أما لجنة التنمية فهي لجنة مشتركة تأسست عام ‪ 1974‬مهمتها تقديم المشورة لمجلسي المحافظين في البنك والصندوق حول‬
‫القضايا المتعلقة بالتنمية االقتصادية في بلدان األسواق الصاعدة و البلدان النامية ‪.‬و تتألف اللجنة من ‪ 25‬عظوا عادة ما يكونون‬

‫)وزراء للمالية أو التنمية(‪ ،‬و تُمثل فيها كافة البلدان األعضاء في المؤسستين‪ ،‬وتعمل في األساس كمنتدى لبناء "توافق اآلراء بين‬

‫حكومات األعضاء في القضايا اإلنمائية الحيوية‪.‬‬

‫‪ - 2‬اللجنة الدولية للشؤون النقدية و المالية‪:‬‬


‫كانت هذه اللجنة تعرف حتى عام ‪ 1999‬باللجنة المؤقتة و تختص أعمالها بإصدار توجيهات علي المستوى الوزاري للمجلس‬
‫التنفيذي‪ ،‬و تتألف هذه اللجنة من ‪ 24‬محافظا من محافظي الصندوق و هي اللجنة المكلفة بتقديم و إعداد تقرير إلى مجلس محافظي‬
‫الصندوق يتعلق بتسيير و تكييف النظام النقدي و المالي الدولي‪ ،‬كما تهتم بمراقبة تطور السيولة الدولية و تحويالت الموارد إلى الدول‬
‫النامية‪ ،‬تجتمع هذه اللجنة مرتين في السنة‪ ،‬سبتمبر أو أكتوبر‪ ،‬كما تقوم هذه اللجنة بالفحص و التطرق لالنشغاالت المتعلقة باالقتصاد‬
‫العالمي و تقديمها اقتراحات و نصائح من أجل سير أشغال الصندوق‪ ،‬كما تتطابق هذه اللجنة في هيكلها مع المجلس التنفيذي بدوائره‬

‫االنتخابية األربع و العشرين و تعمل اللجنة على أساس توافق اآلراء و ال تُجري عمليات تصويت رسمية‪.‬‬
‫أعضاء اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية‬
‫جنسيات األعضاء الحاليين ‪:‬‬
‫المكسيك (رئيسا)‬ ‫فرنسا‬ ‫روسيا‬
‫الجزائر‬ ‫غابون‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫أستراليا‬ ‫ألمانيا‬ ‫جنوب إفريقيا‬
‫البرازيل‬ ‫الهند‬ ‫إسبانيا‬
‫كندا‬ ‫إيطاليا‬ ‫سويسرا‬
‫شيلي‬ ‫اليابان‬ ‫تركيا‬
‫الصين‬ ‫ماليزيا‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هولندا‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫النرويج‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫أعضاء لجنة التنمية‬
‫إندونيسيا (رئيسا)‬ ‫ألمانيا‬ ‫المملكة العربية السعودية‬
‫البحرين‬ ‫الهند‬ ‫جنوب إفريقيا‬
‫بلجيكا‬ ‫إيطاليا‬ ‫سويسرا‬
‫البرازيل‬ ‫اليابان‬ ‫المملكة المتحدة‬
‫كندا‬ ‫كوريا‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫الصين‬ ‫المكسيك‬ ‫أوغندا‬
‫كوت ديفوار‬ ‫المغرب‬ ‫أوروغواي‬
‫فرنسا‬ ‫هولند‬
‫النرويج‬
‫بولندا‬
‫المطلب الثاني‪ :‬موارد صندوق النقد الدولي وأهدافه‬
‫الفرع األول‪ :‬موارد صندوق النقد الدولي‬
‫تأتي معظم موارد الصندوق المخصصة لإلقراض مما يقدمه بلدانه االعضاء‪ ،‬السيما مدفوعاتها لسداد حصص العضوية‪،‬‬
‫ويعمل االقتراض الثنائي ومتعدد االطراف كخط دفاع ثاني وثالث عن طريق إتاحة مصدر تكميلي مؤقت للموارد المستمدة‬
‫من حصص العضوية‪ ،‬وقد ساهمت هذه الموارد المؤقتة في تمكين الصندوق من دعم مالي استثنائي لبلدانه االعضاء اثناء‬
‫االزمة االقتصادية العالمية‪.‬‬
‫‪ .1‬نظام الحصص‪:‬‬
‫تخصص لكل بلد عضو في الصندوق حصة عضوية تتحدد حسب حجمه النسبي في االقتصاد العالمي‪ ،‬وعليه يتحدد الحد‬
‫االقصى لمساهمته في موارد الصندوق المالية‪ ،‬وعند انضمام اي بلد‪ ،‬عادة ما يدفع مبلغا يصل الى ربع حصته في شكل‬
‫عمالت اجنبية قابلة للتداول على نطاق واسع(كالدوالر االمريكي أو الين الياباني او اليورو أو اليوان الصيني أو الجنيه‬
‫االسترليني) أو حقوق سحب خاصة‪ ،‬أما ثالثة ارباع الحصة المتبقية فتدفع بعملة البلد العضو‪.‬‬
‫وتخضع الحصص للمراجعة كل ‪ 05‬سنوات على االقل وقد استكملت ‪ 2010‬المراجعة العامة ‪ 14‬للحصص باتفاق االعضاء على‬
‫مضاعفة موارده من حصص العضوية الى ‪ 477‬مليار وحدة حقوق سحب خاصة‪ ،‬ودخلت هذه التغيرات حيز التنفيذ في ‪2016‬‬
‫‪ .2‬االقتراض متعدد االطراف‪:‬‬
‫بينما تشكل حصص العضوية مصدر التمويل الرئيسي للصندوق‪ ،‬يستطيع الصندوق تكميل هذه الموارد من خالل‬
‫االقتراض متعدد األطراف وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬االتفاقات العامة لإلقراض (‪ : )GAB‬التي تم إنشاؤها في عام ‪ 1962‬ويشارك فيها أحد عشر مشتركا (حكومات‬
‫مجموعة البلدان الصناعية العشرة وسويسرا أو بنوكها المركزية)‬
‫‪ ‬االتفاقات الجديدة لإلقراض (‪ : )NAB‬التي تم استحداثها في عام ‪ 1997‬ويشارك فيها ‪ 25‬بلدا ومؤسسة‪.‬‬
‫وبموجب مجموعتي االتفاقات هاتين‪ ،‬يتاح لصندوق النقد الدولي اقتراض ما يصل إلى ‪ 34‬بليون وحدة حقوق سحب خاصة‬
‫(حوالي ‪ 46‬بليون دوالر أمريكي)‬
‫‪ .3‬االقتراض الثنائي‪:‬‬
‫أمد االقتراض الثنائي الصندوق بمصدر مؤقت للموارد كفل له القدرة على تلبية احتياجات البلدان االعضاء من القروض‬
‫أثناء االزمة المالية العالمية‪ ،‬ودخل الصندوق في اتفاقات اقتراض ثنائية ألول مرة في الفترة ‪ ، 2010-2009‬ثم دمجها‬
‫الحقا في االتفاقات الجديدة لالقتراض‪ ،‬وفي ‪ 2012‬مع تعمق االزمة في منطقة اليورو اتفق الصندوق وعدة بلدان‬
‫العضوية و االتفاقات الجديدة لالقتراض‪ ،‬وفي عام ‪ 2016‬نظرا الستمرار عدم اليقين في االقتصاد العالمي تعهد البلدان‬
‫االعضاء بالحفاظ على االقتراض الثنائي في ظل اطار محسن جديد حتى نهاية ‪ 2019‬على االقل ‪.‬‬

‫وللحصص عدة أدوار أساسية في الصندوق حيث تتجسد كاآلتي‪:‬‬


‫تحدِّد حصة البلد العضو عددا من الجوانب األساسية في عالقة المالية والتنظيمية مع الصندوق ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬االشتراكات ‪:‬يحدد اشتراك حصة البلد العضو الحد األقصى لحجم الموارد المالية التي يلتزم بتقديمها للصندوق ‪.‬ويجب‬
‫أن يسدد العضو االشتراك المحدد له بالكامل عند االنضمام إلى الصندوق مع سداد مبلغ يصل إلى ‪ 10 %‬من قيمة‬
‫االشتراك بحقوق السحب الخاصة أو إحدى العمالت المقبولة على نطاق واسع) مثل الدوالر األمريكي أو الين الياباني‬
‫أو االني االسترليني (وبقية المبلغ بعملة الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬القوة التصويتية ‪:‬تمثل حصة البلد العضو عامال أساسيا في تحديد قوت التصويتية في قرا رات الصندوق‪ .‬وتتكون‬
‫األصوات المخصصة لكل بلد عضو من أصوات أساسية وصوت إضافي لكل جزء من الحصص يعادل ‪100‬ألف وحدة‬
‫حقوق سحب خاصة‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل المتاح ‪:‬تحدد حصة البلد العضو حجم التمويل الذي يمكن الحصول عليه من الصندوق) أي حدود االستفادة من‬
‫الموارد ) فعلى سبيل المثال تتيح اتفاقات االستعداد االئتماني واالتفاقات الممددة للبلد العضو أن يقترض بحد‬
‫أقصى ‪% 145‬من قيمة حصت على أساس سنوي و ‪435 %‬على أساس تراكمي ‪.‬غير أن الموارد المتاحة يمكن‬
‫أن تتجاوز تلك الحدود بكثير في الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف صندوق النقد الدولي‬
‫تتمثل أهداف صندوق النقد الدولي فيما يلي‪:‬‬
‫تشجيع التعاون الدولي في الميدان النقدي بواسطة هيئة دائمة تهيئ سبل التشاور والتآزر فيما يتعلق بالمشكالت‬ ‫‪‬‬
‫النقدية الدولية‪.‬‬
‫تيسير التوسع والنمو المتوازن في التجارة الدولية‪ ،‬وبالتالي اإلسهام في تحقيق مستويات مرتفعة من العمالة والدخل‬ ‫‪‬‬
‫الحقيقي والمحافظة عليها‪ ،‬وفي تنمية الموارد اإلنتاجية لجميع البلدان األعضاء‪ ،‬على أن يكون ذلك من األهداف‬
‫األساسية لسياستها االقتصادية‪.‬‬
‫العمل على تحقيق االستقرار في أسعار الصرف والمحافظة على ترتيبات صرف منتظمة بين البلدان األعضاء‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتجنب التخفيض التنافسي في قيم العمالت‪.‬‬
‫المساعدة على إقامة نظام مدفوعات متعدد األطراف فيما يتعلق بالمعامالت الجارية بين البلدان األعضاء‪ ،‬وعلى إلغاء‬ ‫‪‬‬
‫القيود المفروضة على عمليات الصرف والمعرقلة نمو التجارة العالمية‪.‬‬
‫تدعيم الثقة لدى البلدان األعضاء‪ ،‬متيحا لها استخدام موارده العامة مؤقتا بضمانات كافية‪ ،‬كي تتمكن من تصحيح‬ ‫‪‬‬
‫االختالالت في موازين مدفوعاتها دون اللجوء إلى إجراءات مضرة بالرخاء الوطني أو الدولي‪.‬‬
‫العمل وفق األهداف المذكورة آنفا‪ ،‬على تقصير مدة االختالل في ميزان مدفوعات البلد العضو والتخفيف من حدته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويسترشد الصندوق‪ ،‬في تصميم سياساته واتخاذ قراراته‪ ،‬باألهداف المرسومة في المادة األولى في اتفاقية تأسيس‬ ‫‪‬‬
‫صندوق النقد الدولي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬آليات عمل صندوق النقد الدولي والقروض التي يقدمها‬
‫الفرع األول‪ :‬آليات عمل صندوق النقد الدولي‬
‫يسعي صندوق النقد الدولي لتحقيق غاياته باستخدام آليات ووسائل مختلفة تتمثل باآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬الرقابة واإلشراف واإلرشاد‪ :‬فيراقب الصندوق السياسات االقتصادية و المالية للبلدان االعضاء ويرصد االقتصاديات‬
‫القطرية و االقليمية و العالمية لتقييم ما اذا كانت السياسات متسقة مع مصالح المجتمع الدولي وليس مع المصالح‬
‫الخاصة للبلدان المعنية فحسب‪.‬‬

‫‪ .2‬تقديم المساعدات الفنية للدول األعضاء‪ :‬وذلك من خالل تنظيم الدورات التدريبية للمسؤولين في الحكومات و البنوك‬
‫المركزية في الدول االعضاء و الزيارات الميدانية لخبرائه الى البلدان األعضاء وعقد اللقاءات والمشاورات مع‬
‫المسؤولين و المعنيين لدي الدول االعضاء‪.‬‬
‫‪ .3‬تقديم المساعدات المالية للدول األعضاء‪ :‬وذلك بتوفير التمويل المؤقت للدول األعضاء لمساعدتها في حل مشكالتها‬
‫المتعلقة بموازين مدفوعاتها‪ ،‬أو لدعم سياساتها التصحيحية و اإلصالحية الهيكلية‪ ،‬ويؤكد الصندوق بأنه ليس بنكا‬
‫تنمويا أو وكالة للمعونة وان آلية اإلقراض التي يستخدمها إنما هي أداة لمعالجة مشكالت اقتصادية لدوله األعضاء‬
‫سعيا وراء تحقيق االستقرار اإلقتصادي العالمي بشكل عام‪ ،‬ولذا فإن قروض الصندوق تتسم بعدد من الخصائص‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ .4‬تقدم القروض للدول األعضاء لمساعدتها على حل مشكالت ميزان المدفوعات وتحقيق النمو االقتصادي القابل‬
‫لالستمرار وليس من أجل تمويل مشاريع أو أنشطة بعينها‬
‫‪ ‬هي قروض مشروطة بتبني البلد العضو تطبيق سياسات اقتصادية تنطوي على التزامات معينة‪ ،‬وتصرف على‬
‫مراحل مرتبطة بتنفيذ البلد العضو هذه االلتزامات‪.‬‬
‫‪ ‬يختلف سعر الفائدة على القروض باختالف البلد المقترض‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القروض التي يقدمها صندوق النقد الدولي‬
‫توجد أنواع مختلفة من القروض يقدمها الصندوق‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪1‬ـ قروض االستعداد االئتماني‪ :‬لدعم الدولة المعنية‪ ،‬وهو تمويل يعطى للدولة المعنية‪ ،‬وتكون مدته من سنة الى سنة‬
‫ونصف السنة‪ ،‬ويخصص لمعالجة المشكالت القصيرة األجل لموازين المدفوعات‪.‬‬
‫‪2‬ـ قروض نافذة التمويل الممدد ‪ :‬وهي قروض تعطى للدولة المعنية‪ ،‬وتكون مدة القرض منها من ثالث الى أربع سنوات‪،‬‬
‫وذلك لمعالجة المشكالت البنيوية‪ ،‬ويصاحبه عادة وضع برنامج تنموي لمعالجة هذه المشكالت‪.‬‬
‫‪3‬ـ تم في عام ‪1999‬م إحداث نافذة تمويلية خاصة‪« :‬لخفض معدالت الفقر ودفع النمو» وحلت محل نافذة التصحيحات‬
‫الهيكلية‬
‫قصير لمعالجة مشكلة قصيرة‪ .‬كما توجد قروض تقدم‬
‫ٍ‬ ‫‪4‬ـ قروض التسهيل التمويلي التعويضي ‪ :‬وهو قرض يعطى ألج ٍل‬
‫للدول في الحاالت الطارئة‪.‬‬

‫صفات اإلقراض المقدم من الصندوق‬


‫تتصف القروض التي يقدمها صندوق النقد الدولي بأنها مشروطة بما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ اتباع السياسات (الشرطية) التي تحقق إعادة التوازن لالقتصاد‪.‬‬
‫‪2‬ـ أنها محددة بمدة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪3‬ـ على المقترض تسديد هذه القروض قبل التسديد ألي دين آخر‪.‬‬
‫‪4‬ـ على المقترض أن يدفع الفائدة السائدة في السوق إضافة الى رسم خدمة‬
‫ورسم التزام باإلضافة الى رسم إضافي يسمى)‪(surcharge‬‬
‫‪ 5‬ـ االلتزام بالضوابط المحددة في كيفية الحصول على القروض‪.‬‬
‫‪6‬ـ اجراء تقويم على مدى التزام المصرف المركزي باتباع األصول المحددة لعملياته‪.‬‬
‫‪7‬ـ يمكن أن يشجع الدول الكبرى على أن تشاركه في اقراضه للدولة المعنية وبذلك يكون جاذبا لقروض أخرى‪.‬‬
‫ومنَحٍ وخبراء وتجهيزات‪.‬‬
‫أما المعونات الفنية التي يقدمها فهي تقديم النصح وكذلك المساعدة المالية في شكل تموي ٍل ِّ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الجزائر وصندوق النقد الدولي‬
‫مباشرة بعد االستقالل انضمت الجزائر إلى صندوق النقد الدولي بتاريخ ‪ 26/09/1963‬حيث قدرة آنذاك حصتها ب‬
‫‪ 623.1‬مليون ‪ SDR‬لترتفع في أوت ‪ 1994‬إلى ‪ 941.4‬مليون ‪ SDR‬وقدر صوتها في ذلك الوقت بـ‪ 9393 :‬صوت‪ ،‬و‬
‫يمثل الجزائر في الصندوق محافظ بنك الجزائر وذلك في مجلس المحافظين الذي ينعقد سنويا ‪.‬‬

‫بعد التوترات االقتصادية التي شهدتها السوق النفطية عام ‪ 1986‬نزلت أسعار النفط إلى أقل من تسعة دوالرات‬
‫للبرميل‪ ،‬كانت تلك هزة اقتصادية عنيفة ضربت االقتصاد العالمي‪ ،‬لكنها كانت أعنف بالنسبة لالقتصاد الجزائري‪ ،‬الذي كان‬
‫يعتمد كليا على عائدات النفط بنسبة قاربت ‪ %92‬والتي أثرت سلبا عل االقتصاد الوطني حيث وجدت السلطات التي حكمت‬
‫البالد بعد أحداث أكتوبر ‪ 1988‬عجز مالي قدره ‪ 800‬مليون دوالر وإلعادة التوازن إلى ميزان مدفوعاتها عمدت الجزائر إلى‬
‫تقليص من وارداتها من جهة ومن جهة أخرى لجأت إلى صندوق النقد الدولي‪ ،‬وبهذا تدخل الجزائر في مفاوضات مع هذه‬
‫الهيئة المالية العالمية وبدأت رحلة الجزائر مع صندوق النقد الدولي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إتفاقيات الجزائر مع صندوق النقد الدولي قبل إعادة جدولة الديون‬
‫الفرع األول‪ :‬اتفاق االستعداد االئتماني سنة ‪( 1989‬إعادة توجيه السياسة النقدية في الجزائر)‬

‫من أجل تسوية مشكلة االختالل في ميزان المدفوعات إذ تعاقدت الجزائر مع الصندوق النقدي الدولي عن طريق عقد‬
‫تثبيت في ‪ 31/05/1989‬وذلك بعد انخفاض موارد الصادرات من المحروقات وبلغت قيمة المبلغ ‪ 155.7‬مليون ‪،SDR‬‬
‫ِليُستخدم المبلغ كليا كشريحة واحدة في ‪ 30‬ماي ‪ 1989‬وقد أُرفق بتسهيالت التمويل التعويضي والطارئة بمبلغ ‪315.2‬‬
‫مليون ‪ ،SDR‬وكذا مساعدة اإلصالحات االقتصادية المقدمة من طرف البنك الدولي بمبلغ ‪ 300‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬
‫لقد أشرفت حكومة "مولود حمروش" على إبرام االستعداد االئتماني األول مع الصندوق النقدي الدولي‪ ،‬وقد انجر عن هذا‬
‫االتفاق مجموعة من اإلصالحات التشريعية والتنظيمية؛ ففي المجال النقدي يعد إصدار القانون ‪ 90/10‬أبرز هذه اإلصالحات‪،‬‬
‫وأهم ما تضمنه هذا القانون نتعرض إليه كاآلتي‪:‬‬
‫*إرجاع الوظائف التقليدية للدينار الجزائري‪،‬‬
‫*استقالل البنك المركزي وتناقص التزامات الخزينة في تمويل االقتصاد‪ ،‬إذ تم وضع سقف أقصى لتسبيقات البنك المركزي‬
‫لتمويل عجز الميزانية‬
‫*إرجاع الديون المتراكمة على الخزينة اتجاه البنك المركزي وفق جدول زمني مدته ‪ 15‬سنة ابتداء من سنة صدور القانون‬
‫*إعطاء الصبغة التجارية للبنوك األولية وكذا المؤسسات المالية؛ إذ أعاد لها وظائفها التقليدية بعد خروج الخزينة من الدائرة‬
‫االئتمانية‪ ،‬كما أصبحت تلك الهيئات تعمل في ظروف المخاطرة‪ ،‬وتم كذلك إلغاء االكتتاب اإلجباري في سندات الخزينة من قبل‬
‫البنوك التجارية‬
‫*إنشاء مركز المخاطر ليُكلف بجمع أسماء المستفيدين من القروض‪ ،‬طبيعة القروض الممنوحة وسقوفها‪ ،‬المبالغ المحسومة‬
‫والضمانات المعطاة لكل قرض من جميع البنوك والمؤسسات المالية‪ ،‬وعلى هذا األساس أوجب بنك الجزائر على كل الهيئات‬
‫المتعاطية للقروض والمتواجدة على التراب الوطني الجزائري االنضمام إلى هذا المركز‪ ،‬واحترام قواعد أدائه بحيث ال يمكن‬
‫ألي هيئة مصرفية منح قروض مصرح بها لدى مركز المخاطر إال بعد استشارته‬
‫* ُو ِض َع مجلس النقد والقرض كأعلى هيئة هرمية للسلطة النقدية في الجزائر‪ ،‬ليتمتع على إثر ذلك بصالحياته كمجلس إدارة‬
‫وصالحياته كسلطة نقدية‬
‫*إعطاء مكانة هامة للسياسة النقدية كأداة ضبط اقتصادي‪ ،‬تحت إشراف البنك المركزي الجزائري الذي أصبح يسمى بداية‬
‫من صدور هذا القانون بـ «بنك الجزائر»‬
‫ض َع القانون ‪ 90/10‬مرتكزات أساسية لتحقيق استقاللية السلطة النقدية‪ ،‬فالمحافظ يُعَيّن بمرسوم يصدر عن رئيس‬ ‫* َو َ‬
‫الجمهورية لمدة ست (‪ )06‬سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة ونفس الشيء بالنسبة لنوابه الثالثة الذين يعينون لمدة خمس‬
‫(‪ )05‬سنوات قابلة للتجديد كذلك لمرة واحدة‪ ،‬كما أن مهامهم تُنهى بمرسوم يصدر عن هيئة التعيين‪ ،‬كما أصبح البنك يتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،‬ورأسماله مكتتب كلية من طرف الدولة‬
‫*إمكانية إقامة فروع لبنوك أو مؤسسات مالية أجنبية على التراب الجزائري‪ ،‬إذ أنشئت عدة بنوك في هذا اإلطار؛ كبنك البركة‬
‫(‪ 06‬ديسمبر ‪ ،)1990‬بنك االتحاد‪ 07( Union Bank-‬ماي ‪...)1995‬‬
‫*إنشاء لجنة للرقابة المصرفية مكلفة بمراقبة حسن تطبيق القوانين واألنظمة المصرفية‪ ،‬إذ يمكنها أن تُسلط عقوبات على‬
‫المخالفين‪ ،‬كالتنبيه‪ ،‬اللوم‪ ،‬المنع من ممارسة بعض األعمال وغيرها من تقييد ممارسة النشاط‪ ،‬منع واحد أو أكثر من‬
‫المقيمين على المؤسسة المعنية من ممارسة صالحياته لمدة معينة مع تعيين مدير مؤقت أو دونه‪ ،‬إنهاء خدمات واحد أو أكثر‬
‫من المقيمين المذكورين مع تعيين مدير مؤقت أو دونه‪ ،‬إلغاء الترخيص بممارسة العمل‪ .‬وفضال عن ذلك يمكن للجنة‬
‫المصرفية أن تقضي إما بدال عن هذه العقوبات التأديبية‪ ،‬وإما إضافة عقوبة مالية ال يجوز أن تتعدى الرأسمال األدنى‬
‫المفروض أن يتوفر لدى المؤسسة المعنية‪ ،‬وتقوم الخزينة بتحصيل هذه المبالغ التي تدخل في ميزانية الدولة‬
‫الفرع الثاني‪ :‬إتفاق االستعداد االئتماني ‪ 03 Stand By‬جوان ‪( 1991‬الواقع النقدي في الجزائر)‬

‫هذا االتفاق يتعلق ببرنامج اقتصادي قصير المدى ( ‪10‬أشهر) تنتهي مدته في ‪31‬مارس ‪ 1992‬بموجب هذا االتفاق يلزم‬
‫الصندوق بتحرير قرض قيمته ‪ 300‬مليون ‪ SDR‬ويتم تحديد األقساط بناءا على تحقيق األهداف المنصوص عليها في‬
‫االتفاقية المتعلقة باإلصالحات االقتصادية التي تضمنتها رسالة حسن النية التي وافق عليها الصندوق وهذه األهداف تتعلق‬
‫بالسياسة االقتصادية الكلية لتخفيض قيمة العملة وتحرير األسعار بما فيها أسعار الصرف وأسعار المواد الواسعة االستهالك‬
‫وتحقيق فائض في الميزانية لتمويل التطهير المالي للمؤسسات العمومية والتحكم في التضخم وتنويع الصادرات من غير‬
‫المحروقات وتحرير التجارة وتثبيت نمو الكتلة النقدية إلى ‪ %2‬في سنة ‪.1991‬‬
‫حيث تم تقسيم القرض إلى ‪ 03‬أقساط مبلغ كل قسط ‪ 75‬مليون ‪ SDR‬سحبت منها الجزائر ‪ 03‬أقساط فقط‬
‫األول في جوان ‪ ،1991‬الثاني في سبتمبر ‪ ،1991‬الثالث في ديسمبر ‪ ،1991‬في حين لم يسحب القسط الرابع الذي كان‬
‫مفروضا في مارس ‪ 1992‬لتجميده بسبب عدم احترام حكومة سيد أحمد غزالي مضمون رسالة النية المحرر في ‪ 27‬أفريل‬
‫‪.1991‬‬
‫ويمكن استعراض اإلجراءات النقدية التي تضمنها هذا البرنامج في اآلتي‪:‬‬
‫*العمل على الحد من الكتلة النقدية ‪ M2‬وذلك بجعلها في حدود ‪ 41‬مليار دج‬
‫*تخفيض الدينار قصد التقليص من الفرق المسجل بين أسعار الصرف الرسمية وأسعار الصرف في السوق الموازي‪ ،‬على‬
‫أن ال يتجاوز هذا الفرق ‪.%25‬‬
‫*تعديل المعدالت المطبقة في إعادة التمويل‪ ،‬حيث تم رفع معدل الخصم في أكتوبر ‪ 1991‬من ‪ %10.5‬إلى ‪ %11.5‬مع رفع‬
‫المعدل المطبق على كشوف البنوك من ‪ %15‬إلى ‪ ،%20‬وتحديد سعر تدخل بنك الجزائر على مستوى السوق النقدية بـ‬
‫‪.%17‬‬
‫إال أن المؤشرات المسجلة لسنة ‪ 1991‬كانت كالتالي‪:‬‬
‫*استمرار انزالق الدينار‪ ،‬إذ أصبح الدوالر الواحد يقابله ‪ 18.47‬د‪.‬ج بعد ما كان الدوالر الواحد سنة ‪ 1990‬يقابله ‪ 8.96‬دج‪،‬‬
‫مع تسجيل توسع العجز في ميزان رؤوس األموال إذ وصل مستواه إلى ‪ 1.23‬مليار دوالر أمريكي‬
‫*ارتفاع نشاط السوق الموازية نتيجة الفرق الشاسع بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف الموازي (تسرب نقدي خارج‬
‫القنوات الرسمية)‪ ،‬ففي سنة ‪ 1990‬كان السعر الرسمي للدوالر الواحد هو ‪ 10‬دج ليرتفع سنة ‪ 1991‬إلى ‪ 17.70‬د‪.‬ج‪ ،‬بينما‬
‫في السوق الموازية نجد ‪ 01‬دوالر أمريكي يباع مقابل ‪ 32.50‬د‪.‬ج خالل الفترة المذكورة‬
‫*استمرار سلبية معدل الفائدة الحقيقي‬
‫*ارتفاع التكلفة المتوسطة إلعادة التمويل لدى بنك الجزائر إلى ‪%14‬‬
‫*انخفاض نسبة متحصالت الحكومة من البنك المركزي‪ ،‬إذ سجل هذا المكون نموا سلبيا بمقدار ‪ %04.27‬وهذا نتيجة قواعد‬
‫الصرامة في السياسة الميزانية نتيجة االتفاق مع الصندوق النقدي الدولي‬
‫*توسع إعادة التمويل لدى بنك الجزائر بنسبة ‪%66‬‬
‫*توسع القروض المقدمة لالقتصاد لتسجل نسبة ‪%31.90‬‬
‫*نمو الكتلة النقدية ‪M2‬بـ ‪ %21.3‬بعد ما كان معدل النمو في سنة ‪ 1990‬يساوي ‪%11.3‬‬
‫*تراجع معدل السيولة إلى ‪ %53‬بعد ما كان في سنة ‪ 1990‬يساوي ‪ ،%64‬وهذا يعد مؤشرا ايجابيا ألداء السياسة النقدية‬
‫*استمرار ارتفاع معدل التضخم بمؤشر أسعار االستهالك‪ ،‬حيث وصل إلى ‪.%22.8‬‬
‫لقد رأت حكومة "سيد أحمد غزالي " ضرورة مراجعة قانون النقد والقرض‪ ،‬السيما في ما يتعلق بإدارة بنك الجزائر‬
‫ومجلس النقد والقرض‪ ،‬وكذا الحدود الضيقة التي يضعها قانون النقد والقرض في وجه تحرك الحكومة في المسألة النقدية‪،‬‬
‫لذا حاول رئيس الحكومة آنذاك كسر استقاللية بنك الجزائر إال أن تسارع األحداث حال دون ذلك فهذه الحكومة عملت على‬
‫التقليص من دور السلطة النقدية إذ ج ّمدت وأرجعت إلى الوراء الكثير من التدابير التي بدأتها الحكومة السالفة لينتج عن ذلك‬
‫بعض المؤشرات السلبية كارتفاع معدل التضخم (مقاسا بمؤشر أسعار المستهلك) سنة ‪ 1992‬إلى ‪ .%31.2‬وعليه رأى‬
‫خبراء الصندوق النقدي الدولي أن النتائج غير منسجمة مع االتفاق المبرم؛ إذ وصل األمر في سبتمبر ‪ 1991‬إلى شبه توقف‬
‫لالتفاق‪ ،‬إال أنه تم تدارك الموقف بإعداد خطاب نوايا جديد في أكتوبر ‪ 1991‬لتتعهد الجزائر بموجبه بـ‪:‬‬
‫*تخفيض الدينار لينتقل سعر الدوالر الواحد من ‪ 18.5‬دج إلى ‪ 22.5‬د‪.‬ج‬
‫*رفع تكلفة القروض (جعل معدل الفائدة موجب)‬
‫*الضغط على النفقات وإعادة تقييم اإليرادات للوصول إلى رصيد موازني في حدود ‪ %4.9‬من الناتج الداخلي اإلجمالي‬
‫*القيام بإجراءات اجتماعية للتخفيف من آثار ارتفاع األسعار‪.‬‬
‫إبتداء من عام ‪ ،1992‬وفي ظل انعدام اليقين السياسي وارتفاع الصراع المدني وتضاؤل فرص الوصول إلى التمويل‬
‫الخارجي‪ ،‬اتسع نطاق االختالالت االقتصادية الكلية‪ ،‬إذ وصلت نسبة أعباء خدمة الدين في ‪ 1993-1992‬إلى ‪ %80‬من‬
‫متحصالت الصادرات لتصبح إستراتيجية الجزائر تستهدف وفاء خدمة الدين الخارجي مع مساندة النشاط االقتصادي باتباع‬
‫سياسة مالية توسعية؛ إذ زاد االستهالك الحكومي بنسبة ‪ %02‬من إجمالي الناتج المحلي خالل تلك الفترة‪ ،‬بينما ارتفعت‬
‫نسبة االستثمار الحكومي إلى إجمالي الناتج المحلي من ‪ %06‬عام ‪ 1991‬إلى ‪ %08.4‬عام ‪ .1994‬ونتيجة لذلك هبطت‬
‫نسبة المدخرات إلى االستثمارات الحكومية بأكثر من ‪ %10‬من إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬كما بلغ العجز في الميزانية العامة‬
‫نسبة ‪ %08.7‬من إجمالي الناتج المحلي في عام ‪ ،1993‬كما أن عدم تعديل سعر الصرف وانتشار الدعم الحكومي للسلع‬
‫االستهالكية األساسية أثر على الوضع الميزاني إذ قد بلغت تكلفة ذلك على الميزانية العامة نسبة ‪ %05‬من إجمالي الناتج‬
‫المحلي‪ ،‬لتنشأ األسواق الموازية وينتشر تهريب كميات ضخمة من السلع المدعمة إلى البلدان المجاورة‬
‫إن تراجع الجزائر قليال عن سياسة التشدد المالي أثر في التطورات النقدية بسبب إصدار النقد لتغطية العجز في‬
‫الميزانية العامة‪ ،‬إذ أدى التوسع النقدي السريع إلى بروز ضغوط تضخمية ساهمت في انخفاض قيمة الدينار الجزائري‪ ،‬أما‬
‫االنخفاض المسجل على مستوى سرعة دوران النقود بمعناها الواسع بالعالقة إلى الدخل فقد تسببت في عودة ظهور الزيادة‬
‫في عرض النقود‪ .‬فخالل فترة ‪ 1993-1992‬كانت السياسة النقدية توسعية‪ ،‬إذ زاد حجم النقد بمفهومه الواسع بنسبة ‪%22‬‬
‫على مدى الفترة المذكورة أعاله نظرا الستهدافها تمويل العجوزات الضخمة للميزانية واحتياجات االئتمان لدى المؤسسات‬
‫العامة‪ ،‬وقد تُنسب نسبة كبيرة من الزيادة في االئتمان المصرفي خالل هذه الفترة إلى احتياجات صندوق إعادة التقييم الذي‬
‫أُنشئ لتمويل إعادة هيكلة المؤسسات العامة‪ ،‬إذ تضاعف على إثر ذلك رصيد إجمالي االئتمان الموجه للحكومة بثالث مرات‬
‫تقريبا‬
‫لقد ذهبت حكومة "بلعيد عبد السالم" ببرنامجها االقتصادي الذي تم االبتعاد فيه نوعا ما عن الصندوق النقدي الدولي‬
‫وسياساته‪ ،‬لتُعيد الجزائر التعاقد مع الصندوق بمجيء حكومة "رضا مالك"‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إتفاقيات الجزائر مع صندوق النقد الدولي في مرحلة إعادة جدولة الديون‬
‫إذا كان خيار إعادة الجدولة للديون الخارجية أمرا مستجدا قبل ‪ 1993‬من طرف السلطات العمومية الجزائرية فإن هذا‬
‫الخيار أصبح يفرض نفسه بقوة نتيجة ثقل عبء خدمة الدين والتي أصبحت تمتص كل إيرادات الصادرات و الشيء الذي زاد‬
‫من حدتها انخفاض أسعار المحروقات باإلضافة على انغالق المؤسسات المالية واشتراط الدائنين إعطاء الضوء األخضر من‬
‫طرف الصندوق النقدي الدولي‪.‬‬
‫ونظرا لتدهور الوضعية المالية واالقتصادية للبالد في نهاية ‪ 1993‬إذ كان من المتوقع أن تصل نسبة خدمة الدين إلى‬
‫‪ 100 %‬من إجمالي الصادرات‪ ،‬طلبت الجزائر إعادة الجدولة ديونها الخارجية وعقد عدة اتفاقيات مع الصندوق النقدي‬
‫الدولي و كان أولها ‪ STAND BY‬سنة ‪ 1994‬وأخرى من نوع التسهيالت التمويلية الموسعة في سنة ‪ 1995‬فتوجهت إلى‬
‫نوادي الدائنين في باريس و لندن إلعادة جدولة ديونها العمومية والخاصة‪.‬‬
‫لقد اضطرت الجزائر إلى التوقيع على اتفاقية مع صندوق النقد الدولي من اجل فك الخناق على الديون الخارجية وذلك‬
‫بإعادة جدولتها ومحاربة الركود االقتصادي‪ ،‬وقد تم التوقيع على مرحلتين‪ :‬األولى تمثلت في اتفاقية االستقرار االقتصادي‬
‫أفريل ‪ 1994‬وامتدت إلى مارس ‪ ،1995‬والثانية‪ :‬اتفاقية التسهيل التمويلي الموسع أفريل ‪ 1995‬وامتدت إلى مارس ‪1998‬‬
‫الفرع األول‪ :‬برنامج االستقرار االقتصادي قصير المدى(‪( )1995-1994‬أداء السياسة النقدية في الجزائر)‬
‫لقد غطى االستعداد االئتماني الثالث الفترة من ‪ 01‬أفريل ‪ 1994‬إلى ‪ 31‬مارس ‪ .1995‬وقد استهدفت السياسة النقدية خالل‬
‫هذا البرنامج دعم سعر صرف الدينار وذلك بالحد من الضغط التضخمي ليتقارب مستواه من مستوياته السائدة في البلدان‬
‫الشريكة اقتصاديا وهذا بتقليص معدل توسع الكتلة النقدية ‪ M2‬إلى ‪ %14‬خالل فترة البرنامج‪ ،‬بعدما كان ‪ %21‬في ‪،1993‬‬
‫كما استخدمت بعض الوسائل لدعم الدينار منها‪:‬‬
‫*رفع معدل إعادة الخصم إلى ‪%15‬‬
‫*جعل معدل تدخل البنك المركزي في السوق النقدية عند مستوى ‪%20‬‬
‫*معدل السحب على المكشوف للبنوك على بنك الجزائر يعادل ‪%24‬‬
‫*التخلي عن استعمال وسائل المراقبة المباشرة لقروض االقتصاد في ‪ ،1994‬تحضيرا لالستعمال التدريجي لوسائل الرقابة‬
‫غير المباشرة‪.‬‬
‫وقد استُخدمت مجموعة أدوات لتحقيق األهداف أعاله‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫*تعديل معدل الصرف ليصبح ‪ 36‬د‪.‬ج للدوالر األمريكي‪ ،‬أي تخفيض الدينار بمعدل ‪%40.17‬‬
‫*تخفيض عجز الخزينة إلى ‪ %3.3‬من الناتج الداخلي اإلجمالي‬
‫*تحرير المعدالت المدينة للبنوك‬
‫*رفع المعدالت الدائنة المطبقة على االدخار المالي ألجل تعبئته‪.‬‬
‫أما أهم النتائج النقدية المحققة على مستوى االقتصاد الجزائري؛ فنستعرضها كاآلتي‪:‬‬
‫*تحقيق نمو سلبي على مستوى الناتج المحلي الحقيقي بمعدل ‪ %0.4‬سنة ‪ ،1994‬إذ أن هذا المعدل كان بعيدا عن معدل‬
‫النمو المستهدف ‪،%03‬‬
‫*تسجيل معدل تضخم (بالرقم القياسي ألسعار المستهلك) يساوي ‪،%29‬‬
‫*تم تخفيض إجمالي النفقات بمبلغ ‪ 25.7‬مليار دوالر‪ ،‬وهذا ما أدى إلى تخفيض العجز الكلي في الميزانية العامة بالنسبة‬
‫للناتج المحلي اإلجمالي إلى ‪ %04.40‬مقابل ‪ %05.70‬المستهدفة في البرنامج‪،‬‬
‫*تخفيف الحكومة لمديونيتها اتجاه الجهاز المصرفي؛ حيث انخفض معدل الديون الموجهة إلى الحكومة بنسبة ‪%11.22‬‬
‫و‪ %13.04‬لسنتي ‪ 1994‬و‪1995‬‬
‫*تم اعتماد سعر إعادة الخصم للبنوك التجارية دون المعدل المحدد دوليا ألجل السماح للبنوك التجارية القيام بعملية التوسع‬
‫االئتماني‬
‫*ارتفاع االئتمان المحلي بنسبة ‪ %10‬عام ‪ ،1994‬في حين أن الزيادة المقدرة في البرنامج كانت عند مستوى ‪.%14.2‬‬
‫وهذا يعكس تباطؤ معدل نمو االئتمان المحلي عن النسبة المستهدفة‬
‫*تسجيل عجز في الحساب الجاري لسنة ‪ 1995‬بمقدار ‪ 2.8‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %06.90‬بالنسبة إلى الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬إضافة إلى أن حساب الرأس المال غير النقدي نجم عنه عجز مقداره ‪ 01.91‬مليار دوالر؛ مما أدى إلى عجز‬
‫إجمالي في الميزان قدره ‪ 04.71‬مليار دوالر سنة ‪.1995‬‬
‫*اإلعالن فعليا عن إقامة سوق للصرف بين البنوك في ديسمبر ‪.1995‬‬
‫إن ما يمكن أن نستشفه من خالل ما تحقق سابقا؛ هو استهداف الجزائر اعتماد آليات السوق‪ ،‬وذلك بتفعيل األدوات غير‬
‫المباشرة للسياسة النقدية‪ ،‬وهذا ما يفسره ارتفاع معدالت الفائدة خالل سنة ‪ ،1994‬وإلغاء السقوف على الفوائد المدينة‬
‫سواء في السوق النقدية أو في ما بين البنوك‪ ،‬كما تم فرض نسبة ‪ %25‬كاحتياطي إلزامي‪ ،‬كما باشرت الخزينة إصدار‬
‫سندات بأسعار فائدة تبلغ ‪ .%16.5‬وقد عملت السلطة النقدية في الجزائر كذلك سنة ‪ 1995‬على تخفيض معدل الزيادة في‬
‫السيولة المحلية بما يتماشى وأهداف ميزان المدفوعات واألسعار؛ إذ تم تخفيض نسبة إعادة الخصم ضمن إعادة التمويل‬
‫المقدم من طرف البنك المركزي للبنوك التجارية‪ ،‬وكذا إدخال أسلوب البيع بالمزاد العلني في السوق النقدية‬
‫» ‪Opérations d’appels d’offre sur le marché monétaire‬وهذا في شكل مزايدات‬ ‫«‬
‫القروض « » ‪ ،Adjudications de crédits‬وتحديد مستوى السحب المكشوف بحيث ال يتجاوز رقم األعمال المحقق من‬
‫طرف المتعاملين‪ ،‬وهذا لمدة ‪ 15‬يوما كحد أقصى تطبيقا لقواعد التسيير الحذرة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬برنامج التصحيح الهيكلي ( ‪ ( )1998-1995‬مسار السياسة النقدية في الجزائر )‬
‫لقد غطى اتفاق القرض الموسع فترة ثالث سنوات (‪ 22‬ماي ‪ 21-1995‬ماي ‪ )1998‬بمبلغ ‪ 1169.28‬مليون ‪SDR‬؛ أي‬
‫‪ %127.9‬من حصة الجزائر‪.‬‬
‫لقد استهدف االتفاق إعادة االستقرار النقدي من أجل تخطي مرحلة التحول إلى اقتصاد السوق بأقل التكاليف‪ ،‬كما تم‬
‫تسطير سياسة اقتصادية تُفضي إلى تحقيق معدل نمو حقيقي متوسط للناتج الداخلي الخام خارج المحروقات بنسبة ‪%05‬‬
‫خالل فترة البرنامج‪ ،‬مصحوب بإرساء نظام للصرف والعمل على استقراره (إنشاء سوق ما بين البنوك للعمالت الصعبة‬
‫ومكاتب للصرف ابتداء من جانفي ‪.)1996‬‬
‫كما أخذ االتفاق بعين االعتبار تخفيض الضريبة الجمركية‪ ،‬كما تزعم الحكومة من خالل البرنامج المسطر خالل الثالث‬
‫سنوات العمل على التخفيض التدريجي لعجز الميزان الجاري عند مستوى ‪ %06.90‬من الناتج الداخلي اإلجمالي في‬
‫‪ 1994/1995‬و ‪ %02.20‬من الناتج الداخلي اإلجمالي في ‪ 1997/1998‬مع تأمين مستوى مالئم للواردات وكذا مراعاة‬
‫هدف النمو الذي يتماشى وزيادة االدخار الوطني إذ تم تخطيط ترقيته لمعدل ‪ 05.50‬نقطة بالنسبة للناتج الداخلي اإلجمالي بين‬
‫‪ 1994/1995‬و‪.1997/1998‬‬
‫لقد عملت الحكومة الجزائرية خالل هذا االتفاق على انتهاج سياسة ميزانية صارمة (تقليص الكتلة األجرية عن طريق‬
‫الحد من الزيادة في التوظيف العمومي‪ ،‬إقرار توسيع نطاق الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬تقليص مجال اإلعفاءات‬
‫الضريبية)‪ ،‬بحيث سطرت الحكومة في برنامجها زيادة اإليرادات بنسبة ‪ %10.50‬نقطة بالنسبة للناتج الداخلي اإلجمالي بين‬
‫‪ 1994/1995‬و‪ 1997/1998‬في حين تعمل على تدنية النفقات العامة إلى ‪ %01.80‬نقطة بالنسبة للناتج الداخلي اإلجمالي‬
‫بين ‪ 1994/1995‬و‪.1997/1998‬‬
‫إن انتهاج سياسة ميزانية صارمة يقدم راحة للسلطة النقدية‪ ،‬وهو ما يبرره اتباع سياسة نقدية صارمة في نهاية ‪1995‬‬
‫بمعدالت فائدة حقيقية موجبة (خارج المعدل المتعلق بالسكن)‪ ،‬كما تم السعي لتنمية الوساطة المالية بفضل تفعيل األدوات‬
‫غير المباشرة للسياسة النقدية كأداة نظام االحتياطي اإلجباري (تعليمة بنك الجزائر رقم‪ 73/94 :‬الصادرة بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر‬
‫‪ ،)1994‬وهذا ألجل التحول نحو الرقابة غير المباشرة للسياسة النقدية التي كانت نقطة استهداف منذ ماي ‪ ،1995‬كما قامت‬
‫الجزائر خالل السداسي األخير من سنة ‪ 1997‬بإعادة هيكلة الصندوق الوطني للتوفير واالحتياط ألجل تكامله مع الجهاز‬
‫المصرفي وتفعيل الجانب االدخاري‪ ،‬وعليه فقد اشتمل البرنامج أعاله على‪:‬‬
‫*تحرير التجارة الخارجية‬
‫*تحرير األسعار على المستوى الداخلي‬
‫*إصالح النظام الضريبي‬
‫*تعميق اإلصالحات المصرفية والمالية‬
‫*إصالح القطاع العام وخوصصته‪...‬‬
‫يمكن أن نستنتج من خالل ما سبق أن السياسة النقدية عادت خالل هذا البرنامج الموسع كآلية ضبط اقتصادي‬
‫وكسياسة إلدارة الطلب؛ إذ قد تم تسجيل في سنة ‪ 1995‬المؤشرات التالية‪:‬‬
‫*معدل السيولة ‪ :‬بلغ ‪ %38.6‬سنة ‪ 1995‬بدل ‪ %49.2‬سنة ‪1993‬‬
‫*معدل التضخم‪ :‬بلغ ‪ %21.9‬نهاية ‪ 1995‬بدل ‪ %38.6‬سنة ‪1994‬‬
‫*معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي‪%04.3 :‬‬
‫*نسبة العجز الكلي للميزانية العامة إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪%01.40 :‬‬
‫*نسبة عجز الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي اإلجمالي المسجلة كانت عند مستوى‪%06.2-:‬‬
‫*االحتياطيات الرسمية منسوبة إلى الواردات‪ 02.1 :‬شهرا‪ ،‬بدل ‪ 02.9‬شهرا سنة ‪1994‬‬
‫*ارتفاع االئتمان المحلي سنة ‪ ،1995‬إذ سجل ‪ ،%05.3‬في حين لم يسجل سنة ‪ 1994‬سوى ‪%02.8‬‬
‫*بلغ معدل خدمة المديونية منسوبة إلى الصادرات من السلع والخدمات خارج المداخيل العاملة‪.%43.8 :‬‬
‫أما في سنة ‪ 1996‬فقد تم تسجيل المؤشرات التالية‪:‬‬
‫*معدل السيولة‪%36.3:‬‬
‫*معدل التضخم في نهاية ‪%15 : 1996‬‬
‫*معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي‪%04.2:‬‬
‫*نسبة العجز‪ /‬الفائض الكلي للميزانية العامة إلى الناتج الداخلي اإلجمالي‪%0.3:‬‬
‫*نسبة عجز الحساب الجاري في ميزان المدفوعات إلى الناتج المحلي اإلجمالي‪ :‬بلغت ‪%03.8-‬‬
‫*االحتياطيات الرسمية منسوبة إلى الواردات‪ 02.5 :‬شهر‬
‫*نمو االئتمان المحلي‪%09.3:‬‬
‫الخــاتمــة‬

‫من خالل ما سبق التطرق إليه عن محطات تعامل الجزائر مع صندوق انقد الدولي وعن برنامج التصحيح الهيكلي‬
‫الذي طبقه كحل لمواجهة مشكلة المديونية في الجزائر وعن المشاكل الهيكلية وان كان من وجهة نظر البعض يعتبر‬
‫كأنه نوع من التدخل في السياسات الداخلية للبالد من خالل الشروط المفروضة من قبل الصندوق إال أنه لم يكن‬
‫إجبارا بل بسبب طلبها لمساعدة الصندوق‪ ،‬غير إن الحصول على قرض من صندوق النقد ليس حالً للخروج من‬
‫األزمة االقتصادية‪ ،‬وإن كان حالً فسيكون بطيئاً‪ ،‬حيث أن القروض ما هي إال زيادة لمديونة الدولة‪ ،‬ألنها تغطي‬
‫العجز المالي فترة قصيرة جداً‪ ،‬إذا لم تضع الدولة حلوالً حقيقية إلنهاء األزمة‪ ،‬كإتباع سياسيات اقتصادية صحيحة‪،‬‬
‫فال يمكن لدولة أن تعيش على المنح والقروض‪.‬‬
‫وإن قرض صندوق النقد سيتحكم في خطط الحكومة االقتصادية حتى تنتهي من سداد الديون والفوائد‪ ،‬مما يؤثر‬
‫على تصنيف اقتصاد الدولة‪ ،‬فهناك حلول الكثيرة للخروج من األزمة التي ال تنحصر فقط في االقتراض والديون‪،‬‬
‫مثل فتح باب الصناعة وزيادة االستثمار واإلنتاج‪.‬‬
‫إضافة إلى أن أهم توابع قرض الصندوق أنه سيكون أكثر تأثيرا ً على المواطن‪ ،‬نظرا ً ألنه يستلزم رفع الدعم بشكل‬
‫تدريجي حتي يتالشى‪ ،‬فضالً عن ارتفاع األسعار وفقدان العملة كثيرا ً من قيمتها وخصوصا ً في حالة اعتماد الدولة‬
‫على االستيراد فلن يتحسن وضع العملة‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة التضخم وتدهور النظام الضريبي‪.‬‬
‫الخــاتمــة‬

‫لذا فإن ما يعانيه العالم بشكل عام من أزمات اقتصادية خانقة ليس قاصرا ً على الجزائر بعينها حيث‪،‬‬
‫تعاني منها الدول الكبرى قبل الصغرى والقوية قبل الضعيفة والمتقدمة تكنولوجيا قبل المتخلفة‪ ،‬والغنية‬
‫قبل الفقيرة‪ ،‬ولكن دائما ً ما يجب البحث عن الحل األسلم اقتصاديا ُ وسياسياً‪ ،‬دون الوقوع تحت بند‬
‫االتفاقيات أو قوائم شروط تلزمنا بسياسات معينة أو وضع برامج وخطط البد من تنفيذها رغم عدم قدرة‬
‫أو استحالة الدول على القيام بذلك‪ ،‬حيث توجد حلول اقتصادية بديلة عن المنح والقروض تتناسب على‬
‫حسب اقتصاد كل دولة‪ ،‬وما يجب عليها‬
‫فهناك دول تعتمد على التصدير ال تهتم بالصناعة وال تنتج‪ ،‬وهناك دول لديها إمكانيات زراعية ولكنها ال‬
‫تستصلح أراضيها‪ ،‬وهناك دول تتبني أنظمة اقتصادية معنية‪ ،‬ولكن رغم كل هذا التزال توجد الحلول‬
‫االقتصادية الحكيمة التي تنقذ الدولة من أزماتها دون التعرض ألي ضغط اقتصادي أو سياسي من جانب‬
‫الدول المدينة لها وأمثلة ذلك تركيا‪ ،‬أندونيسيا‪ ،‬ماليزيا‪ ...‬رغم أنها ال تملك ربع ما تملكه الجزائر من‬
‫إمكانيات‬
‫فمتى يا ترى نرى الجزائر في مصاف هذه الدول؟‬

You might also like