You are on page 1of 15

‫االرشاد النفسي والعالج‬

‫النفسي وجهان لعملة‬


‫واحدة‬
‫عمل الطالب‪ :‬أحمد عبداهلل المطرفي‬
‫الرقم الجامعي‪2100606 :‬‬
‫اشراف الدكتور‪ :‬مغاوري عبدالحميد مرزوق‬
‫تأرجح سؤال على مر العصور في أذهان الكثير من المشتغلين والممارسين‬
‫المهنيين في مجال مساعدة الفرد حول ماذا إن كان االرشاد النفسي يختلف عن‬
‫العالج النفسي أو انه ال فرق بينهما؛ وانهما مصطلحان مترادفان لمفهوم واحد‪.‬‬
‫وكالعادة تحيز نفر من االفراد للعالج النفسي وتعصبوا له ؛ بينما تحيز نفر آخر‬
‫لإلرشاد النفسي وتعصبوا له وتطرف كل نفر بما تمسكوا به ؛ وذهب كل منهما‬
‫بعيدا عن اآلخر مما ابع‪G‬د الشقة بين االرشاد والع‪G‬الج لدرجة ال يتصورها عقل وال‬

‫مقدمة‬
‫يتقبلها منطق‪.‬‬
‫ووصل االمر بالبعض الى أنهم أعلنوا الحرب على البع‪G‬ض اآلخر وذلك برفع‬
‫شان واعالء قدرهم متفاخرين بما ينتمون اليه ومقللين في نفس الوقت من شان‬
‫زمالئهم مستهترين بما يمارسونه واتسعت الفجوة بين االرشاد والعالج بصورة‬
‫غير مرضية في البالد العربية عن قصور في الفهم وعن نقص في الثقة لدى‬
‫المشتغلين في مهنة االرشاد والعالج النفسي حيث احاط هؤالء النفر من‬
‫المتعصبين ألي من االرشاد أو العالج أنفسهم بهالة كبيرة صنعوها‬
‫بالمصطلحات والكلمات األجنبية المستوردة ومستمدين كيانهم المهني من خداع‬
‫ضوئها المبهر‬
‫• عند متابعة االتجاه العام ألفكار العالم النفسي الشهير كارل روجرز نجد مدى االرتباط بين‬
‫االرشاد النفسي والعالج النفسي في ممارسته المهنية وفي كتاباته ومؤلفاته العلمية‬
‫• حيث فسر كورسيني مدى االرتباط القوى بين االرشاد النفسي والعالج النفسي في أعمال‬
‫روجرز حيث ذكر انه عندما نشر روجرز كتابه في عام ‪( 1942‬االرشاد والعالج النفسي) اتاح‬
‫فرصة جديدة للعمل بطريقة موحدة لكل من‪ G‬المرشدين النفسيين والمعالجين النفسيين وانه أكد‬
‫مذكرة تفسيرية‬ ‫ع‪G‬لى استخدام مصطلح االرشاد النفسي بدال من مصطلح عالج آلن وقعه خفيف على آذان‬
‫العمالء المترددين عليهم طلبا لمساعدتهم على حل مشكالتهم ؛ والن مصطلح العالج خلق حربا ً‬
‫حول االرشاد‬ ‫شعواء عندما استخدم بوساطة المعالجين النفسيين بينهم وبين األطباء النفسيين الذين يعتبرون‬
‫أن‪ G‬مهنة العالج من شأنهم وحدهم وال يمكن المساس بها من قبل أي فرد كان خارج عن فئتهم‬
‫والعالج النفسي‬ ‫وصفوه بانه دخيل عليهم وعلى حقلهم المهني‪.‬‬
‫• وحتى يزيل روجرز اإلحساس بالمرض الذي قد يتأكد في أذهن كل من المرشدين والعمالء فإنه‬
‫قام بتغيير مسمى اتجاهه اإلنساني من العالج المتمركز حول العميل إلى مسمى العالج المتمركز‬
‫حول الشخص تأكيداً على قيمة الفرد كشخص وليس كمريض (عميل)‪.‬‬
‫• من هذا يتضح مدى االرتباط الوثيق بين االرشاد النفسي والعالج النفسي الذي ال يمكن أن يفرق‬
‫بينهما أي تطرف صادر عن شخص ما وال أي تحيز يعمد إليه‪.‬‬
‫• عندما نقر بأن اإلرشاد النفسي ال يختلف في الجوهر عن العالج النفسي فانه يجدر بنا أن نشير‬
‫الى االسس العامة التي نعتقد بأنها واحدة لهما هما االثنان والتي يمكن ان تبنى عليها‬
‫االستراتيجية االرشادية العالجية في المجال االرشادي العيادي والتي يمكن أن يعتمد عليها في‬
‫تدعيم المفهوم الموحد لإلرشاد والعالج النفسي والتي بواسطتها يمكن التسليم بانهما متشابهان‬
‫في المضمون وإن اختلفا ظاهريا في الشكل‪.‬‬
‫أسس التشابه بين‬
‫االرشاد النفسي‬ ‫• أوال تعاريف االرشاد والعالج النفسي ‪:‬‬
‫عند تحليل التعاريف المختلفة التي تناولت كل من االرشاد النفسي والعالج النفسي والتي جاء‬
‫والعالج النفسي‬ ‫ذكرها على ألسنة الممارسين المهنيين لكل منهما والتي سطرتها أقالم الكتاب والمؤلفين‬
‫المتخصصين في مجالهما ‪ ،‬نجد أنها ال تختلف في مضمونها عن جوهر واحد مشترك بينهما هو ‪:‬‬
‫أن االرشاد النفسي‪ ،‬أو (العالج النفسي) عبارة عن عالقة إنسانية أو عالقة (مهنية‪/‬واقعية) بين‬
‫شخصين‪ ،‬أحدهما يحتاج الى مساعدة لحل مشكالته التي تؤرقه ولعبور ازماته التي يعانى منها ‪،‬‬
‫ويسمى هذا الشخص مسترشدا‪ ،‬أو (مريضا‪/‬عميال) أما الشخص االخر فيقدم له هذه المساعدة‬
‫التي يحتاج إليها على أسس علمية ومهنية مدروسة ويسمى هذا الشخص بالمرشد النفسي أو‬
‫( المعالج النفسي‪/‬المعالج)‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬أهداف االرشاد النفسي والعالج النفسي‬
‫بما أن تعاريف ومفهوم االرشاد النفسي والعالج النفسي متشابهان فالبد أيضا من تشابهها في‬
‫االهداف سواء أكانت اهداف عامة أو أهداف خاصة ‪.‬‬
‫واذا سئل أي معالج نفسى عن الهدف من ممارسته لعملية العالج النفسي مع مرضاه ؛ سوف‬
‫يجيب على الفور أنه يهدف الى مساعدتهم على اعادة بناء شخصياتهم وتعديل سلوكهم حتى‬
‫تابع أسس التشابه‬ ‫يتخطون صعوبات تكيفهم ويعبرون ازماتهم التي يعانون منها ‪٠‬‬

‫بين االرشاد النفسي‬ ‫واذا سئل أي مرشد نفسى عن الهدف من ممارسته لعملية االرشاد النفسي مع مسترشديه؛‬
‫سوف يجيب على الفور أنه يهدف الى مساعدتهم على حل مشكالتهم بأنفسهم وتكيفهم مع‬
‫والعالج النفسي‬ ‫صعوباتهم التي يواجهونها وتعديل سلوكهم نحو االفضل حتى يصبحوا أفرادا جددا في تعاملهم‬
‫مع االخرين ولعل الهدف العام المشترك للعملية االرشادية والعملية العالجية يكمن في كلمة‬
‫واحدة هي (المساعدة) حتى وصل االمر بأنهم حددوا الهدف العام لإلرشاد النفسي ؛ وللعالج‬
‫النفسي بهذه الكلمة فقط على شكل معادلة حسابية هي ‪ :‬هدف االرشاد النفسي (العالج النفسي)‬
‫= مساعدة الفرد‬
‫اما االهداف الخاصة المتشابهة فإنها تتمثل في ‪ :‬حل المشكالت ؛ تخطى الصعوبات ؛ عبور‬
‫االزمات ؛ تعدي ّل السلوك ؛ اعادة بناء الشخصية؛ وما شابهها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ .‬نظريات االرشاد والعالج النفسي ‪:‬‬
‫ال ينكر أحد اهمية النظرية في علم النفس االرشادي وعلم النفس العيادي حيث انها تساعد‬
‫المرشد النفسي (المعالج النفسي) على فهم ما يمكن ان يقدمه لمسترشديه (مرضاه) ألنها تمثل‬
‫خريطة واضحة المعالم أمامه وبناء عليها يمكن للمرشد (المعالج) أن يتعرف على طريقه الذى‬

‫تابع أسس التشابه‬ ‫سيسلكه في ارشاده (عالجه) وأساليبه التي سيستخدمها و فنياته التي سيمارسها في مقابالته‬
‫مع مسترشديه (مرضاه) عند ممارسته لمهنته‪.‬‬

‫بين االرشاد النفسي‬ ‫وكل نظرية تمثل اتجاها معينا أو مدرسة فكرية معينة فى مجال االرشاد والعالج النفسي‪.‬‬

‫والعالج النفسي‬ ‫ومن ثم تعدد النظريات بناء على تلك االتجاهات أو تلك المدارس نذكر منها على سبيل المثال‬
‫وليس على سبيل الحصر‪ :‬اتجاه التحليل النفسي ‪ ،‬االتجاه اإلنساني الوجودي االتجاه المتمركز‬
‫حول العميل ‪ ،‬اتجاه الجشطالت ‪ ،‬االتجاه السلوكي واالتجاه االنفعالي العقالني‪.‬‬
‫حتى اصحاب هذه النظريات وروادها الذين وضعوا هذه النظريات وبنوها وطوروها لم يشر أي‬
‫منهم الى انهم وضعوا بعضا منها لإلرشاد النفسي والبعض اآلخر للعالج النفسي‪.‬‬
‫ومن هنا يتضح لنا أنه ال توجد نظريات خاصة ومستقلة سواء لإلرشاد النفسي أو العالج‬
‫النفسي وإنما يشتركون في النظريات التي وضعت‬
‫رابعا ً‪ :‬الخلفية العلمية للمرشدين النفسيين وللمعالجين النفسيين‬

‫تابع أسس التشابه‬ ‫ال يعقل أن يقوم شخص غير متخصص باإلرشاد النفسي أو العالج النفسي بممارسه هذه المهنة‬
‫وإن كان يحمل درجة علمية عالية كالماجستير أو الدكتوراه في تخصص آخر كاللغة العربية أو‬
‫بين االرشاد النفسي‬ ‫اآلداب‪.‬‬

‫والعالج النفسي‬ ‫فإنه ال يجوز ألي فرد كان أن يمارس مهنة االرشاد والعالج النفسي إال إذا كان مؤهالً تأهيالً‬
‫علميا ً أكاديميا ً عاليا ً ومتدربا ً تدريبا ً فنيا ً مهنيا ً راقيا ً في مجال االرشاد والعالج النفسي‪.‬‬

‫حيث اشترطت أغلب الواليات األمريكية لممارسة مهنة االرشاد والعالج النفسي أن يكون الفرد‬
‫حاصالً على درجة الماجستير أو أعلى في علم النفس االرشادي أو العيادي‬
‫لقد سبق أن أشرنا على أنه ال يوجد أي فروق جوهرية بين كل من االرشاد النفسي والعالج النفسي‬
‫بناء على ما سردناه من التطور التاريخي لكل منهما مستشهدين بآراء ووجهات نظر الرواد االوائل‬
‫والكتاب والمؤلفين المشتغلين حول تشابهما واتفاقهما في الجوهر والمضمون وان وجدت أي‬
‫االختالفات‬ ‫اختالفات بينهما فما هي اال ظاهرية الشكل واصطناعية االفتعال وسنذكرها على سبيل العرض‬
‫وليس على مبيل الدراسة والتحليل‬

‫المصطنعة بين‬ ‫اوال‪ -‬المكان‬

‫االرشاد النفسي‬
‫يرى انصار التفرقة بين االرشاد النفسي والعالج النفسي أن االرشاد النفسي يمارس في اماكن غير‬
‫طبية ال تتسم بأي طابع عالجي مثل ‪ :‬مركز االرشاد النفسي أو مكتب المرشد مما يبعده عن المفهوم‬
‫العالجي ويحصره في االطار االرشادي فقط أما العالج النفسي فانه يمارس في مستشفيات الصحة‬

‫والعالج النفسي‬ ‫النفسية غالبا أو في العيادات النفسية التي تتصف بالطابع العالجي مما يبعده عن النطاق االرشادي‪.‬‬
‫وقد تتزاحم بعض االسئلة في أذهاننا تريد أن تطرح نفسها على فكر هؤالء النفر المستنصرين‬
‫للتفرقة بين االرشاد والعالج محتواها ‪ :‬اذا انتقل المعالج النفسي بما يسميه بالمريض‬
‫(العميل‪/‬المسترشد) الى مركز االرشاد النفسي أو الى مكتب المرشد النفسي ليمارس معه مهاراته‬
‫المهنية و فنياته العالجية ؛ هل سيمتنع المريض عن الشفاء ؟ مع تذكيرهم بإحساس المريض‬
‫المرهف حول االتجاه العام للمجتمع نحو المريض نفسيا ونحو تردده على مستشفيات الصحة‬
‫النفسية أو العيادات النفسية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬المشكالت‬
‫تابع االختالفات‬ ‫يرى البعض ان االرشاد النفسي يتعامل فقط مع المشكالت العادية التي يواجهها الفرد في حياته‬
‫اليومية يتعامل العالج النفسي مع المشكالت الحادة االكثر عمقا ‪٠‬‬
‫المصطنعة بين‬ ‫ورد عليهم االخصائي النفسي الممارس للعالج النفسي جورارد (‪ )1963‬بسؤال طرحه حول ما‬
‫هي المشكالت التي تتصف بكونها عادية ؟ مشيراً الى ضرورة التمييز بين السلوك العادي والسلوك‬
‫االرشاد النفسي‬ ‫الصحي حيث ان السلوك العادي ممكن ان يكون معتال ؛ ولكن السلوك الصحي بالتأكيد يكون سويا ً‬
‫ورفض جورارد فكرة أن االرشاد النفسي ال يرتبط بالمشكالت الحادة االكثر عمقا حيث أكد على انه‬

‫والعالج النفسي‬ ‫يتعامل مع قطاع عريض من البشر بما فيهم هؤالء الذين يعانون من سوء التوافق الحاد عند‬
‫ممارستهم ألدوارهم المختلفة في المجتمع‪٠‬‬
‫ومن جهة أخرى؛ اذا كانت مشكالت الفرد عادية فإن استجابته السلوكية لها ستكون بالتبعية عادية‬
‫؛ وليس معنى هذا أنه ال يحتاج الى مساعدة للتغلب على هذه المشكالت ألن السلوك العادي للفرد قد‬
‫يكون غير سوى في نظر اآلخرين واعتباره سلوكا ً مرضيا ً‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬االفراد‬
‫يذهب البعض إلى أن االرشاد النفسي يتعامل فقط مع االفراد االسوياء الذين ال يعانون من أية‬
‫اضطرابات انفعالية ؛ ويتطرف البعض اآلخر بفكرهم الى ان العالج النفسي يتعامل فقط مع االفراد‬

‫تابع االختالفات‬
‫غير االسوياء الذين يعانون من اضطرابات انفعالية حادة ‪ ٠‬هذه التفرقة المصطنعة تقودنا الى وقفة‬
‫قصيرة عند تعريف مفهوم السواء‪.‬‬

‫المصطنعة بين‬ ‫ومفهوم السواء بالنسبة لألفراد حتى يمكننا ان نحدد في أي جانب يقف الفرد السوى والى أى جانب‬
‫يقف الفرد غير السوى‪.‬‬

‫االرشاد النفسي‬ ‫ويمكن بوضوح تحديد عدد من المعايير العامة على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر ؛ والتي‬
‫يمكن أن تصنف على أساسها سمات الشخص السوى اذا تميزت بها شخصيته ؛ وسمات الشخص‬
‫الغير سوى اذا افتقرت إليها شخصيته ؛ وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫والعالج النفسي‬ ‫أوالً ‪ :‬الثبات االنفعالي للفرد و االتزان النفسي له مما يجعله قادرا على مواجهة صعوبات تكيفه مع‬
‫عناصر البيئة التي يعيش فيها بأساليب سوية وسليمة مقبولة من المجتمع الذى ينتمى اليه حتى‬
‫يطمئن قلبه وترتاح نفسيته‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬النظرة الواقعية للفرد لحدود امكاناته وقدراته واستعداداته لما يدور حوله في البيئة التي‬
‫يعيش فيها وما تتضمنها من موارد متاحة ؛ثم محاولة استثمار سماته الشخصية للتوافق مع‬
‫الموارد البيئية المتاحة بما ال يتسبب عنه اية صراعات وال احباطات تسقطه فريسة لالزمات‬
‫النفسية‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االدراك الذاتي الحقيقي للفرد بأن يتقبل عجزه وضعفه بنفس درجة تقبله لقدراته وقوته مما‬

‫تابع االختالفات‬
‫ينعكس على تقبله لآلخرين وتقبل اتجاهاتهم نحوه بما ال يتسبب عنه أي اتجاه عدواني ضد‬
‫المجتمع ومن يعيش فيه‪.‬‬

‫المصطنعة بين‬ ‫رابعا ‪ :‬النظرة المتفائلة للفرد لما يقع له من احداث والظن الحسن باآلخرين مهما صدر عنهم حتى‬

‫االرشاد النفسي‬ ‫يتمكن من تحديد موقعه بدقة بين االحداث فيتفاعل معها بعقالنية ؛ وتحديد موقعه بعناية من‬
‫اآلخرين فيستجيب لهم ايجابية بما ال يفقده ثباته االنفعالي وال اتزانه النفسي‪.‬‬

‫والعالج النفسي‬ ‫خامسا ‪ :‬التخلص من العادات السيئة مهما كانت بساطتها ؛ والتحلي بالعادات الحسنة مهما كانت‬
‫درجة الصعوبة في ممارستها بما ينعكس على سلوكه العام في حياته اليومية العادية عند ممارسته‬
‫ادواره المختلفة في المجتمع‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬الخبرة الميدانية‬

‫تابع االختالفات‬ ‫لعل االختالف الوحيد بين االرشاد النفسي والعالج النفسي الذي يق ّره الكاتب ويوافق عليه هو مدى‬
‫الخبرة الميدانية في مجال الممارسة المهنية التي يتميز بها أي من المرشد النفسي أو المعالج‬
‫النفسي‪.‬‬
‫المصطنعة بين‬ ‫و أيضا يقر ويوافق على االختالف الواضح في مجال الممارسة المهنية بين المرشدين النفسيين‬
‫انفسهم في مجالتهم الميدانية المتباينة بين المجال المدرسي‪ ،‬المجال الزواجي‪ ،‬المجال االسري‪،‬‬
‫االرشاد النفسي‬ ‫المجال المهني‪ ،‬المجال العيادي‪ ،‬مجال المعوقين وغيرها من المجاالت االرشادية المختلفة وبالرغم‬
‫من تشابه الخلفية العلمية لكل من المرشد النفسي والمعالج النفسي ؛ وبالرغم من تشابه االعداد‬

‫والعالج النفسي‬ ‫المهني لكل منهما وبالرغم من قدرة أي منهما على ممارسة أعباء مهنته في أي مجال من مجاالت‬
‫مساعدة الفرد و أي موقع كان وفي أي مكان يستلزم وجوده فيه اال أن الخبرة الميدانية تلعب دور‬
‫كبيراً في تنمية شخصيته المهنية ؛ وفي تطوير كفاءته في التعامل مع المترددين عليه مهما كان‬
‫المسمى الذى يوصفون به (عمالء‪/‬مسترشدون‪/‬مرضى) ‪.‬‬
‫وكلما ازدادت أي منهما في مجال مهني معين ؛كان أقدر من غيره على ممارسة أعبائه فيه وكان‬
‫مردود تعامله مع المترددين عليه ايجابيا ً واسرع وانجح بال شك‪.‬‬
‫لقد تناول العديد من الكتاب والمؤلفين مفهوم االرشاد النفسي بتعاريف كل حسب وجهة نظره في‬
‫مجال تخصصه وميادين خبراته من منطلق فلسفته وقيمه‪.‬‬
‫وقد ساعدت التغيرات التاريخية التي طرأت على حركة االرشاد النفسي في االتساع االدراكي‬
‫لمفهومه مما دفع الكثيرين من المتخصصين في المجال االرشادي الى االسهام بقدر ليس بضئيل‬
‫في مضمار التعاريف التي تناولت هذا المفهوم‪.‬‬
‫مفهوم االرشاد‬ ‫وقد عرف رن (‪ ) Wreen,1951‬االرشاد النفسي على إنه عالقة دينامية هادفة بين شخصين حيث‬
‫تختلف االجراءات التي يشترك فيها كل من المرشد و المسترشد تبعا لطبيعة حاجات المسترشد‬
‫النفسي‬ ‫والتي تعتبر اهمها جميعا تأكيد وتوضيح الذات بوساطة المرشد نفسه‪.‬‬

‫عرف ببينس ّكى ويبينسكى (‪ ) Pepinsky & Pepinsky, 1954‬االرشاد النفسي أنه عملية‬
‫مشتملة على تفاعل بين مرشد ومسترشد في وضع خاص انفرادي يستهدف مساعدة المسترشد‬
‫على تغيير سلوكه حتى يتمكن من اشباع حاجاته بطريقة مرضية‪.‬‬
‫عرف شرتزر وستون (‪ ) Shertzer & Stone, 1960‬االرشاد النفسي على أنه عملية تساعد‬
‫المسترشد على تعلم ما يحيط به حول نفسه وحول عالقاته الشخصية مع اآلخرين من أجل تأكيد‬
‫ذاته‪.‬‬
‫عرف بوركس وستفلر (‪Burks & Stefflre( , 1979‬االرشاد النفسي على انه عالقة مهنية بين‬
‫مرشد نفسى متدرب ومسترشد ؛ بحيث تكون هذه العالقة عادة من شخص الى شخص ولو أنها‬
‫أحيانا تشتمل على أكثر من شخصين‪.‬‬
‫وقد بنيت هذه العالقة لمساعدة المسترشدين على فهم وتوضيح نظرتهم لحيز حياتهم ؛ وتعلم‬
‫أهداف تأكيد الذات خالل اختيارات جيدة المعنى وخالل حل مشكالتهم ذات الطبيعة االنفعالية‬

‫تابع مفهوم االرشاد‬


‫والشخصية‪.‬‬
‫وضع عمر‪ 1984 ,‬تعريفا ً شامالً لإلرشاد النفسي ؛ مغطيا ً به اغلب وجهات النظر التي تناولته على‬
‫اعتبار أنه‪ :‬عملية تساعد الفرد على أن يفهم نفسه بالتعرف على الجوانب الكلية المش ّكلة‬
‫النفسي‬ ‫لشخصيته ؛ حتى يتمكن من اتخاذ قراراته بنفسه وحل مشكالته بموضوعية مجردة مما يسهم فى‬
‫نموه الشخصي وتطوره االجتماعي والتربوي والمهني‪.‬‬
‫ويتم ذلك خالل عالقة انسانيه بينه وبين المرشد النفسي الذى يتولى دفع العملية االرشادية نحو‬
‫تحقيق الغاية منها بخبراته المهنية‪٠‬‬
‫وقد حلل عمر عناصر االرشاد النفسي الى‪:‬‬
‫‪ -1‬عملية‪ -2‬تعلمية ‪ -3‬مساعدة‪ -4‬عالقة إنسانية ‪ -5‬المرشد النفسي يكون مهنيا ً متدربا ً‬
‫كما شار الى أهم مبادئ عملية االرشاد النفسي وهي مبدأ السرية المطلقة ومبدأ تقبل المسترشد‬
‫وفقا ً لرؤية اإلسالم لها‪.‬‬
‫قدم هذا العرض إجابات عن أسئلة ملحة ترددت في أذهان الكثرة من العاملين في مجال مساعدة‬
‫الفرد‪ ،‬حول ماذا إذا كان االرشاد النفسي يختلف عن العالج النفسي في مفهومه و أهدافه أم أنه ال‬
‫فرق بينهما‪ ،‬وانهما مصطلحان مترادفان لمفهوم واحد‪.‬‬
‫كما رأينا تحيز بعض النفر للعالج النفسي وتعصبوا له‪ ،‬وتحيز نف ٌر آخر لإلرشاد النفسي وتعصبوا‬
‫له مما أثار التفرقة بين الفريقين لدرجة ال يصدقها عقل‪.‬‬
‫ورد عليهم هذا العرض باحتوائه على سرد لألسس العامة التي تدعم التشابه األكيد بين االرشاد‬

‫الخالصة‬ ‫النفسي والعالج النفسي ممثلة في التعاريف المتشابهة لإلرشاد النفسي والعالج النفسي‬
‫ومشاركتهم لألهداف المرجوة لكليهما وهي مساعدة المسترشد لفهم ذاته وتقبلها والتحسين من‬
‫سلوكياته‪ ،‬وتشاركهم أيضا ً في النظريات التي يعملون بها‪ ،‬والخلفية العلمية للمرشدين النفسيين‬
‫والمعالجين النفسيين‪.‬‬
‫كما تم استعراض االختالفات المصطنعة بين المرشد النفسي والمعالج النفسي ممثلة في‪)1( :‬‬
‫المكان الذي يمارس فيه المرشد النفسي أو المعالج النفسي أعباء مهامه‪ )2( ،‬حدّة المشكالت التي‬
‫يتعامل معها كل من المرشد النفسي والمعالج النفسي‪ )3( ،‬االفراد المترددون على أي من المرشد‬
‫أو المعالج النفسي‪ )4( ،‬و الخبرة الميدانية التي تُميّز عمل كل منهما‪.‬‬
‫ولقد تم تناول مفهوم االرشاد النفسي لعدد من الكتاب و المؤلفين كل حسب وجهة نظره ومجال‬
‫تخصصه‪ ،‬ميادين خبراته ومن منطلق فلسفته وقيمه وما يمثله‪ ،‬مغطيا ً أغلب وجهات النظر لمفهوم‬
‫االرشاد النفسي‪.‬‬

You might also like