You are on page 1of 7

‫مصادر الشكل المعماري‬

‫ملخص الفصل اال ول ‪ :‬المقدمة‬


‫اعداد ‪:‬‬
‫عقيل مجيد‬
‫امل سالم‬
‫بأشراف ‪ :‬أ‪.‬د‪.‬م‪ .‬حسام ساجت‬
‫لمادة نظريات التصميم المعماري‬
‫المشكلة المركزية في نظرية التصميم‬

‫يركز هذا الكتاب على قضية معينة تكمن في جوهر نظرية التصميم‪ :‬ما هو مصدر أفكار المهندس المعماري؟ في‬ ‫‪‬‬
‫بداية عملية التصميم ‪ ،‬يقدم المهندس المعماري فقط مجموعة عشوائية من المعلومات والمتطلبات والنوايا‬
‫واالفتراضات ‪ ،‬ثم يظهر فجأة على لوحة الرسم اقتراحً ا لشكل المبنى‪.‬‬
‫كيف تولدت هذه الفكرة ‪ ،‬وما الذي يؤثر في شكلها ‪ ،‬ومن مشتقاتها؟‬ ‫‪‬‬
‫بالنسبة للمهندسين المعماريين ‪ ،‬هذه هي القضية األساسية في صميم ممارساتهم‪ .‬في مواجهة المهمة الشاقة المتمثلة‬ ‫‪‬‬
‫في تصور شكل المبنى‬
‫يجب أوالً دراسة المتطلبات الوظيفية أو التالعب بنظام هندسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يعبر عن الحدس الداخلي خالل هذه المرحلة الحاسمة والشبه السحرية من إنشاء شيء ما من ال شيء‬ ‫‪‬‬
‫تمتلك معظم المباني التي تم إنشاؤها بواسطة ثقافة معينة ‪ -‬مصادر الشكل المعماري على الرغم من أنها مصممة‬ ‫‪‬‬
‫في أوقات مختلفة من قبل أفراد مختلفين ‪ -‬العديد من الميزات المتشابهة التي يمكن القول إنها تشترك في نمط معين‬
‫يمتنع هذا النقد قدر اإلمكان عن تقديم أحكام معيارية للنظرية ؛ أي أننا لن نفكر فيما إذا كان يجب على المهندسين‬ ‫‪‬‬
‫المعماريين التصميم وفقًا لمبادئ نظرية معينة‪ .‬ما إذا كان يجب أن تبدو المباني مثل اآلالت ‪ ،‬كما أصر غروبيوس‬
‫على سبيل المثال ‪ ،‬سيتم تركها للقارئ ليقررها‪.‬‬
‫ض ا في السياق األوسع لتاريخ الفلسفة الغربية‪ .‬لم يخترع المنظرون المعماريون‬ ‫يدرس الكتاب هذه النظريات أي ً‬ ‫‪‬‬
‫نظرياتهم في فراغ ‪ ،‬بل ورثوا من ثقافاتهم عددًا من المواقف واألساليب وحتى الفلسفات المحددة التي شكلت‬
‫أفكارهم حول مصدر الشكل‪.‬‬
‫ضا في نظريات تعليم التصميم التي غالبًا ما رافقت نظريات التصميم‪ .‬االثنان مرتبطان ارتباطا‬ ‫يبحث هذا الكتاب أي ً‬ ‫‪‬‬
‫وثيقا‪ .‬عمل عدد من منظري التصميم المهمين في المؤسسات التعليمية وكتبوا نظرياتهم بشكل صريح لمساعدة‬
‫طالبهم على تعلم كيفية التصميم‪ .‬كتب آخرون بشكل أساسي لجمهور من الممارسين المعماريين ‪ ،‬لكنهم رأوا‬
‫اآلثار التعليمية ألفكارهم‪ .‬ألي سبب من األسباب ‪ ،‬غالبًا ما قدم المنظرون من فيتروفيوس إلى غروبيوس نظريتهم‬
‫في التصميم ونظريتهم في التعليم معًا كحزمة واحدة متماسكة‪ .‬يساعد على فهم أحدهما من خالل فحص اآلخر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المشكلة المركزية في نظرية التصميم‬

‫‪ ‬النظرية ‪ :1‬الشكل المعماري يتشكل من خالل وظيفته المقصودة‪ .‬وفقًا لهذا الرأي ‪ ،‬يتشكل شكل المبنى الجيد من‬
‫خالل الوظائف الجسدية واالجتماعية والنفسية والرمزية المختلفة التي يُتوقع أن يؤديها ‪ 1.‬الشكل المثالي لقاعة‬
‫الحفالت الموسيقية ‪ ،‬على سبيل المثال‬

‫جميع ا لقديسين‪ ،‬ش ارع مارغريت‪ ،‬ل ندن‪ ،‬إنجلترا ‪1 ،‬‬


‫‪ .59-1849‬وليام ب ترفيلد‪ .‬ا لشكلي تبع ا لوظيفة؟ على‬
‫ا لرغم منأنه مكافئوظيفيًا ل لشكل‪ ، 2‬إ الأنهذا ا لمبنى‬
‫‪.‬ي متلكأسلوبًا مختلفًا ت ما ًما‬

‫‪ 2 ‬مواجهة سانت بانكراس ‪ ،‬لندن ‪ ،‬إنجلترا ‪ .24-1822 ،‬دبليو آند إتش دبليو إنوود‪.‬‬

‫‪ ‬يجب أن يتم إنشاؤها عن طريق تحديد خطوط رؤية غير متقطعة لكل متفرج ؛ يجب أن يتم تحديد شكل وموقع‬
‫البهو من خالل تدفق األشخاص من وإلى مقاعدهم ؛ يجب أن يتشكل المظهر الخارجي من خالل الدور الرمزي‬
‫لقاعة الحفالت الموسيقية كمحور للفخر المدني‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫المشكلة المركزية في نظرية التصميم‬

‫تتشكل المباني الجيدة ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬إلى حد كبير من خالل الوظائف التي يجب أن تفي بها ؛ ولكن باعتباره الوصف‬ ‫‪‬‬
‫الوحيد لكيفية اختراع نموذج المبنى ‪ ،‬فإن هذا ال يروي القصة بأكملها‪ .‬إذا كانت الوظيفة هي المحدد الوحيد‬
‫للشكل ‪ ،‬فمن المتوقع أن يتخذ كل مبنى يؤدي نفس الوظيفة في نفس المكان نفس الشكل ‪ ،‬ومن الواضح أن هذا ال‬
‫يحدث‪ .‬في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا ‪ ،‬يمكن للمرء أن يجد أمثلة على الكنائس القوطية والكالسيكية والحديثة في‬
‫نفس المدينة ‪ ،‬وبنفس المناخ ‪ ،‬وتفي بنفس الوظائف بنفس القدر ‪ ،‬ولكن جميعها لها مظاهر مختلفة تما ًما‪.‬‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬إذا كان تصميم مبنى ال يتطلب أكثر من تلبية المتطلبات الوظيفية ‪ ،‬فمن المتوقع أال يجد دلياًل‬ ‫‪‬‬
‫على شخصية المهندس المعماري المعين في الحل ‪.‬‬
‫تُظهر المباني بصمة شخصية المهندس المعماري ‪ ،‬إلى الحد الذي يمكن للمؤرخين في كثير من األحيان تخمين‬ ‫‪‬‬
‫مؤلف المبنى من خالل الخصائص الفريدة لكتلته وشكله وتفاصيله‪ .‬إذا نظر المرء إلى األعمال المجمعة ألي‬
‫مهندس معماري معين ‪ ،‬سيجد المرء حت ًما اهتمامات أو موضوعات معينة متشابهة تمر عبر العديد من مبانيه ‪،‬‬
‫على الرغم من أن المباني قد تكون مصممة لوظائف ومناخات مختلفة تما ًما‪ .‬ال تستطيع نظرية الوظيفة وحدها‬
‫تفسير هذه التأثيرات األخرى على أشكال المباني‪.‬‬
‫النظرية ‪ :2‬الشكل المعماري يتم إنشاؤه داخل التصور اإلبداعي‪ .‬وفقًا لهذه النظرية ‪ ،‬تنشأ فكرة للشكل المعماري‬ ‫‪‬‬
‫داخل الموارد الداخلية أو حدس المصمم‪ .‬يعتمد المهندس المعماري على شعور خاص بالشكل ‪ ،‬أو يجمع األفكار‬
‫القديمة م ًع ا بطريقة جديدة وغير مسبوقة ‪ ،‬بحيث يتفتح الشكل األصلي الذي لم يسبق له مثيل في الدماغ ويخرج من‬
‫قلم الرصاص‪ .‬يدعي المصممون الجيدون أنهم يختبرون هذا الشعور ‪ ،‬ويدعي المؤرخون والنقاد أنهم يرون‬
‫"عبقرية" فردية في بعض األعمال المعمارية ‪ ،‬ويتحدث المعلمون عن "موهبة فطرية" للتصميم لدى بعض‬
‫الطالب ‪ ،‬لكن المصدر الدقيق للشكل ليس واض ًحا وفي الحقيقة يبدو أنه يتحدى التفسير العقالني‪ .‬ما يتفق عليه‬
‫جميع مؤيدي هذه النظرية هو أن هذا المصدر يعتمد بطريقة ما على الشخصية الفردية للمصمم ‪ ،‬وأن بعض‬
‫المصممين لديهم موهبة أكبر في استخدام هذا المصدر أكثر من غيرهم‪.‬‬
‫المشكلة المركزية في نظرية التصميم‬

‫‪ ‬تبدو هذه النظرية أيضًا صحيحة جزئيًا‪ .‬من الواضح أن بعض المصممين يمتلكون شعو ًرا أكثر حساسية تجاه‬
‫ضا سبب إظهار األعمال المجمعة‬ ‫الشكل ويتمكنون من ابتكار أشكال أصلية أكثر من غيرهم‪ .‬تشرح هذه النظرية أي ً‬
‫ألي مهندس معماري معين الموضوعات المتكررة على الرغم من المتطلبات الوظيفية المختلفة للمباني الفردية ؛‬
‫تُستمد أوجه التشابه من األشكال التي تنشأ داخل نفس الموارد الشخصية‪ .‬لكن هذه النظرية في حد ذاتها غير‬
‫ضا‪ .‬إذا كان كل مبنى بالفعل تعبيرًا فرديًا عن دوافع ومصادر اإلبداع الداخلية الشخصية لمصممه ‪،‬‬ ‫مرضية أي ً‬
‫عندئ ٍذ يتوقع المرء أن يجد في األعمال المجمعة للمجتمع تنوعًا كبيرً ا في جميع أشكال المباني الخاصة به ‪ ،‬في‬
‫ضا‪ .‬على مدى عدة أجيال‪.‬‬ ‫نفس الفترة أي ً‬
‫ب رج س كايال ين‪ ،‬هامبورغ ‪ ،‬أ لمانيا ‪ .1985 ،‬ك وبهيميلباو‪3 .‬‬ ‫‪ ‬النظرية ‪ : 3‬الشكل المعماري يتشكل بواسطة روح العصر السائدة‪ .‬في محاولة لحل المشكلة األخيرة ‪ ،‬تفترض هذه‬
‫روح ا لعصر ا لمشتركة؟ ي وضح هذا وا لشكل‪ 4‬ك يفية استجابة‬
‫ا لمهندسينا لمعماريينل متطلباتوظيفية مختلفة ال ي تشاركونف ي‬
‫النظرية وجود روح معينة في كل عصر ‪ ،‬أو مجموعة من المواقف المشتركة ‪ ،‬والتي تسود جميع أنشطتها الثقافية‬
‫‪5‬‬ ‫‪.‬ك ثير منا ألحياناهتماماتأسلوبية معينة‬ ‫ص ا على إبداعاتها الفنية‪ .‬بغض النظر عن مقدار ما يعتقده المصمم الفردي أنه يتبع دوافع إبداعية‬
‫وتضع طابعًا خا ً‬
‫شخصية ‪ ،‬فإن هذا الرأي يرى أن عمله سوف يستجيب دون وعي للرؤية العالمية ‪ ،‬والشعور بالذوق ‪ ،‬والقيم الفنية‬
‫التي يشاركها حتما ً مع زمالئه المصممين‪ .‬إلى حد كبير ‪ ،‬يمكن العثور على مصدر أفكار تصميمه "في الهواء"‬
‫من حوله‪ .‬لذلك على الرغم من أن عمله قد يُظهر خصائص فردية يمكن أن تُعزى إلى مهارته الشخصية ‪ ،‬فإنه‬
‫ض ا خصائص مهيمنة تحدد بسهولة أنه نشأ في عصر النهضة ‪ ،‬أو النهضة القوطية ‪ ،‬أو ما بعد الحداثة‪.‬‬ ‫سيعرض أي ً‬
‫‪ ‬النظرية ‪ : 4‬يتم تحديد الشكل المعماري من خالل الظروف االجتماعية واالقتصادية السائدة‪ .‬تؤكد هذه النظرية ‪،‬‬
‫مثل نظرية روح العصر ‪ ،‬أن جميع الجهود الفنية الفردية تقع تحت التأثير القسري للقوى المشتركة األكبر ؛ ولكن‬
‫حيث تعزو نظرية الروح هذا التأثير القسري إلى قوى غير جسدية مثل الحافز النفسي المشترك ‪ ،‬فإن هذه النظرية‬
‫تنسب التأثير إلى المزيد من الظروف الفيزيائية مثل أساليب اإلنتاج االقتصادي والتوزيع السائدة في المجتمع‪.‬‬
‫بحكم العيش في أي مجتمع معين ‪ ،‬سوف يكتسب المهندس المعماري دون وعي االفتراضات األيديولوجية الكامنة‬
‫في المجتمع ‪ ،‬وعندما يظهر تصميمه على لوحة الرسم ‪ ،‬فإن هذه االفتراضات ستلون تطوره‪ .‬يصبح تصميم‬
‫عرضمنظور ل فرساي‪ ،‬ف رنسا عام ‪ .1668‬ل و ف او ‪ ،‬مانسارت‪7 ،‬‬
‫ف الجتماعية؟ هلهذا ا لمبنى‬
‫اتيل ا لشكلي تبع ا لظرو ا‬
‫غابرييل رسم ب يير ب ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫المبنى ‪ ،‬لذلك يمكن اعتبار أشكال ‪ Levau‬و ‪ Hardouin Mansart‬الفخمة والمتناظرة رسميًا لقصر فرساي‬
‫ت عبير حتميعنا لملكية ا لمطلقة ف يف رنسا ف يا لقرنا لسابع عشر؟‬ ‫على أنها انعكاس للنظام االجتماعي الهرمي في فرنسا المطلقة في القرن السابع عشر ‪ ،‬في حين يمكن اعتبار‬
‫‪5‬‬
‫المشكلة المركزية في نظرية التصميم‬

‫‪ ‬النظرية ‪ : 5‬الشكل المعماري مشتق من مبادئ الشكل الخالدة التي تتجاوز المصممين والثقافات والمناخات المعينة‬
‫حيث تؤكد النظريات التي نوقشت حتى اآلن على تفرد المباني الفردية ‪ ،‬وتقترح هذه النظرية أن بعض األشكال‬
‫العالمية تكمن وراء كل الهندسة المعمارية الجيدة ‪ ،‬بغض النظر عن الظروف الخاصة لمشكلة التصميم أو المصمم‬
‫أو الثقافة‪ .‬وفقً ا لنسخة واحدة من هذه النظرية ‪ ،‬وهي نظرية األنواع ‪ ،‬هناك أشكال معمارية معينة مثل المقدمة‬
‫األساسية ‪ 15‬الكا ‪ ،‬أو الفناء ‪ ،‬أو األذين ‪ ،‬المستمدة منطقيًا من االحتماالت الجيومومترية لشكل البناء ‪ ،‬والتي توفر‬
‫األساس األساسي للعديد من اإلصدارات األسلوبية المختلفة من هذا النوع‪.‬‬
‫‪ ‬كانت مبادئ الشكل المرئي هذه هي العوامل الوحيدة التي شكلت تصميمات المباني ‪ ،‬وسيكون من المستحيل تفسير‬
‫سبب العديد من المباني المختلفة التي يُزعم أنها اتبعت هذه المبادئ العالمية ‪ ،‬ومع ذلك تبدو مختلفة تما ًما عن‬
‫إعالن أنواع معمارية ‪11‬‬
‫‪.‬‬ ‫ب ازيليكن وفا ماكسينتيوس‪ ،‬روما ‪ ،‬ج‪313 .‬‬
‫بعضها البعض‪ .‬من الواضح أن المهندسين المعماريين قد استخدموا إصدارات معينة من هذه المبادئ التي تجعل‬
‫ب لمختلفة‬
‫‪ ،‬عا لمية؟ علىا لرغم منا لثقافاتوا لوظائفوا ألسا لي ا‬ ‫اإليقاع البصري في مبنى باروكي ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬مختلفًا تما ًما عن ذلك الموجود في مبنى ميس فان دير‬
‫روه‪ .‬مثل نظرية األنواع ‪.‬‬

‫‪6‬‬
THANK YOU

You might also like