Professional Documents
Culture Documents
ملخص
ملخص
يركز هذا الكتاب على قضية معينة تكمن في جوهر نظرية التصميم :ما هو مصدر أفكار المهندس المعماري؟ في
بداية عملية التصميم ،يقدم المهندس المعماري فقط مجموعة عشوائية من المعلومات والمتطلبات والنوايا
واالفتراضات ،ثم يظهر فجأة على لوحة الرسم اقتراحً ا لشكل المبنى.
كيف تولدت هذه الفكرة ،وما الذي يؤثر في شكلها ،ومن مشتقاتها؟
بالنسبة للمهندسين المعماريين ،هذه هي القضية األساسية في صميم ممارساتهم .في مواجهة المهمة الشاقة المتمثلة
في تصور شكل المبنى
يجب أوالً دراسة المتطلبات الوظيفية أو التالعب بنظام هندسي.
يعبر عن الحدس الداخلي خالل هذه المرحلة الحاسمة والشبه السحرية من إنشاء شيء ما من ال شيء
تمتلك معظم المباني التي تم إنشاؤها بواسطة ثقافة معينة -مصادر الشكل المعماري على الرغم من أنها مصممة
في أوقات مختلفة من قبل أفراد مختلفين -العديد من الميزات المتشابهة التي يمكن القول إنها تشترك في نمط معين
يمتنع هذا النقد قدر اإلمكان عن تقديم أحكام معيارية للنظرية ؛ أي أننا لن نفكر فيما إذا كان يجب على المهندسين
المعماريين التصميم وفقًا لمبادئ نظرية معينة .ما إذا كان يجب أن تبدو المباني مثل اآلالت ،كما أصر غروبيوس
على سبيل المثال ،سيتم تركها للقارئ ليقررها.
ض ا في السياق األوسع لتاريخ الفلسفة الغربية .لم يخترع المنظرون المعماريون يدرس الكتاب هذه النظريات أي ً
نظرياتهم في فراغ ،بل ورثوا من ثقافاتهم عددًا من المواقف واألساليب وحتى الفلسفات المحددة التي شكلت
أفكارهم حول مصدر الشكل.
ضا في نظريات تعليم التصميم التي غالبًا ما رافقت نظريات التصميم .االثنان مرتبطان ارتباطا يبحث هذا الكتاب أي ً
وثيقا .عمل عدد من منظري التصميم المهمين في المؤسسات التعليمية وكتبوا نظرياتهم بشكل صريح لمساعدة
طالبهم على تعلم كيفية التصميم .كتب آخرون بشكل أساسي لجمهور من الممارسين المعماريين ،لكنهم رأوا
اآلثار التعليمية ألفكارهم .ألي سبب من األسباب ،غالبًا ما قدم المنظرون من فيتروفيوس إلى غروبيوس نظريتهم
في التصميم ونظريتهم في التعليم معًا كحزمة واحدة متماسكة .يساعد على فهم أحدهما من خالل فحص اآلخر.
2
المشكلة المركزية في نظرية التصميم
النظرية :1الشكل المعماري يتشكل من خالل وظيفته المقصودة .وفقًا لهذا الرأي ،يتشكل شكل المبنى الجيد من
خالل الوظائف الجسدية واالجتماعية والنفسية والرمزية المختلفة التي يُتوقع أن يؤديها 1.الشكل المثالي لقاعة
الحفالت الموسيقية ،على سبيل المثال
2 مواجهة سانت بانكراس ،لندن ،إنجلترا .24-1822 ،دبليو آند إتش دبليو إنوود.
يجب أن يتم إنشاؤها عن طريق تحديد خطوط رؤية غير متقطعة لكل متفرج ؛ يجب أن يتم تحديد شكل وموقع
البهو من خالل تدفق األشخاص من وإلى مقاعدهم ؛ يجب أن يتشكل المظهر الخارجي من خالل الدور الرمزي
لقاعة الحفالت الموسيقية كمحور للفخر المدني.
3
المشكلة المركزية في نظرية التصميم
تتشكل المباني الجيدة ،بالطبع ،إلى حد كبير من خالل الوظائف التي يجب أن تفي بها ؛ ولكن باعتباره الوصف
الوحيد لكيفية اختراع نموذج المبنى ،فإن هذا ال يروي القصة بأكملها .إذا كانت الوظيفة هي المحدد الوحيد
للشكل ،فمن المتوقع أن يتخذ كل مبنى يؤدي نفس الوظيفة في نفس المكان نفس الشكل ،ومن الواضح أن هذا ال
يحدث .في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا ،يمكن للمرء أن يجد أمثلة على الكنائس القوطية والكالسيكية والحديثة في
نفس المدينة ،وبنفس المناخ ،وتفي بنفس الوظائف بنفس القدر ،ولكن جميعها لها مظاهر مختلفة تما ًما.
عالوة على ذلك ،إذا كان تصميم مبنى ال يتطلب أكثر من تلبية المتطلبات الوظيفية ،فمن المتوقع أال يجد دلياًل
على شخصية المهندس المعماري المعين في الحل .
تُظهر المباني بصمة شخصية المهندس المعماري ،إلى الحد الذي يمكن للمؤرخين في كثير من األحيان تخمين
مؤلف المبنى من خالل الخصائص الفريدة لكتلته وشكله وتفاصيله .إذا نظر المرء إلى األعمال المجمعة ألي
مهندس معماري معين ،سيجد المرء حت ًما اهتمامات أو موضوعات معينة متشابهة تمر عبر العديد من مبانيه ،
على الرغم من أن المباني قد تكون مصممة لوظائف ومناخات مختلفة تما ًما .ال تستطيع نظرية الوظيفة وحدها
تفسير هذه التأثيرات األخرى على أشكال المباني.
النظرية :2الشكل المعماري يتم إنشاؤه داخل التصور اإلبداعي .وفقًا لهذه النظرية ،تنشأ فكرة للشكل المعماري
داخل الموارد الداخلية أو حدس المصمم .يعتمد المهندس المعماري على شعور خاص بالشكل ،أو يجمع األفكار
القديمة م ًع ا بطريقة جديدة وغير مسبوقة ،بحيث يتفتح الشكل األصلي الذي لم يسبق له مثيل في الدماغ ويخرج من
قلم الرصاص .يدعي المصممون الجيدون أنهم يختبرون هذا الشعور ،ويدعي المؤرخون والنقاد أنهم يرون
"عبقرية" فردية في بعض األعمال المعمارية ،ويتحدث المعلمون عن "موهبة فطرية" للتصميم لدى بعض
الطالب ،لكن المصدر الدقيق للشكل ليس واض ًحا وفي الحقيقة يبدو أنه يتحدى التفسير العقالني .ما يتفق عليه
جميع مؤيدي هذه النظرية هو أن هذا المصدر يعتمد بطريقة ما على الشخصية الفردية للمصمم ،وأن بعض
المصممين لديهم موهبة أكبر في استخدام هذا المصدر أكثر من غيرهم.
المشكلة المركزية في نظرية التصميم
تبدو هذه النظرية أيضًا صحيحة جزئيًا .من الواضح أن بعض المصممين يمتلكون شعو ًرا أكثر حساسية تجاه
ضا سبب إظهار األعمال المجمعة الشكل ويتمكنون من ابتكار أشكال أصلية أكثر من غيرهم .تشرح هذه النظرية أي ً
ألي مهندس معماري معين الموضوعات المتكررة على الرغم من المتطلبات الوظيفية المختلفة للمباني الفردية ؛
تُستمد أوجه التشابه من األشكال التي تنشأ داخل نفس الموارد الشخصية .لكن هذه النظرية في حد ذاتها غير
ضا .إذا كان كل مبنى بالفعل تعبيرًا فرديًا عن دوافع ومصادر اإلبداع الداخلية الشخصية لمصممه ، مرضية أي ً
عندئ ٍذ يتوقع المرء أن يجد في األعمال المجمعة للمجتمع تنوعًا كبيرً ا في جميع أشكال المباني الخاصة به ،في
ضا .على مدى عدة أجيال. نفس الفترة أي ً
ب رج س كايال ين ،هامبورغ ،أ لمانيا .1985 ،ك وبهيميلباو3 . النظرية : 3الشكل المعماري يتشكل بواسطة روح العصر السائدة .في محاولة لحل المشكلة األخيرة ،تفترض هذه
روح ا لعصر ا لمشتركة؟ ي وضح هذا وا لشكل 4ك يفية استجابة
ا لمهندسينا لمعماريينل متطلباتوظيفية مختلفة ال ي تشاركونف ي
النظرية وجود روح معينة في كل عصر ،أو مجموعة من المواقف المشتركة ،والتي تسود جميع أنشطتها الثقافية
5 .ك ثير منا ألحياناهتماماتأسلوبية معينة ص ا على إبداعاتها الفنية .بغض النظر عن مقدار ما يعتقده المصمم الفردي أنه يتبع دوافع إبداعية
وتضع طابعًا خا ً
شخصية ،فإن هذا الرأي يرى أن عمله سوف يستجيب دون وعي للرؤية العالمية ،والشعور بالذوق ،والقيم الفنية
التي يشاركها حتما ً مع زمالئه المصممين .إلى حد كبير ،يمكن العثور على مصدر أفكار تصميمه "في الهواء"
من حوله .لذلك على الرغم من أن عمله قد يُظهر خصائص فردية يمكن أن تُعزى إلى مهارته الشخصية ،فإنه
ض ا خصائص مهيمنة تحدد بسهولة أنه نشأ في عصر النهضة ،أو النهضة القوطية ،أو ما بعد الحداثة. سيعرض أي ً
النظرية : 4يتم تحديد الشكل المعماري من خالل الظروف االجتماعية واالقتصادية السائدة .تؤكد هذه النظرية ،
مثل نظرية روح العصر ،أن جميع الجهود الفنية الفردية تقع تحت التأثير القسري للقوى المشتركة األكبر ؛ ولكن
حيث تعزو نظرية الروح هذا التأثير القسري إلى قوى غير جسدية مثل الحافز النفسي المشترك ،فإن هذه النظرية
تنسب التأثير إلى المزيد من الظروف الفيزيائية مثل أساليب اإلنتاج االقتصادي والتوزيع السائدة في المجتمع.
بحكم العيش في أي مجتمع معين ،سوف يكتسب المهندس المعماري دون وعي االفتراضات األيديولوجية الكامنة
في المجتمع ،وعندما يظهر تصميمه على لوحة الرسم ،فإن هذه االفتراضات ستلون تطوره .يصبح تصميم
عرضمنظور ل فرساي ،ف رنسا عام .1668ل و ف او ،مانسارت7 ،
ف الجتماعية؟ هلهذا ا لمبنى
اتيل ا لشكلي تبع ا لظرو ا
غابرييل رسم ب يير ب .
.
المبنى ،لذلك يمكن اعتبار أشكال Levauو Hardouin Mansartالفخمة والمتناظرة رسميًا لقصر فرساي
ت عبير حتميعنا لملكية ا لمطلقة ف يف رنسا ف يا لقرنا لسابع عشر؟ على أنها انعكاس للنظام االجتماعي الهرمي في فرنسا المطلقة في القرن السابع عشر ،في حين يمكن اعتبار
5
المشكلة المركزية في نظرية التصميم
النظرية : 5الشكل المعماري مشتق من مبادئ الشكل الخالدة التي تتجاوز المصممين والثقافات والمناخات المعينة
حيث تؤكد النظريات التي نوقشت حتى اآلن على تفرد المباني الفردية ،وتقترح هذه النظرية أن بعض األشكال
العالمية تكمن وراء كل الهندسة المعمارية الجيدة ،بغض النظر عن الظروف الخاصة لمشكلة التصميم أو المصمم
أو الثقافة .وفقً ا لنسخة واحدة من هذه النظرية ،وهي نظرية األنواع ،هناك أشكال معمارية معينة مثل المقدمة
األساسية 15الكا ،أو الفناء ،أو األذين ،المستمدة منطقيًا من االحتماالت الجيومومترية لشكل البناء ،والتي توفر
األساس األساسي للعديد من اإلصدارات األسلوبية المختلفة من هذا النوع.
كانت مبادئ الشكل المرئي هذه هي العوامل الوحيدة التي شكلت تصميمات المباني ،وسيكون من المستحيل تفسير
سبب العديد من المباني المختلفة التي يُزعم أنها اتبعت هذه المبادئ العالمية ،ومع ذلك تبدو مختلفة تما ًما عن
إعالن أنواع معمارية 11
. ب ازيليكن وفا ماكسينتيوس ،روما ،ج313 .
بعضها البعض .من الواضح أن المهندسين المعماريين قد استخدموا إصدارات معينة من هذه المبادئ التي تجعل
ب لمختلفة
،عا لمية؟ علىا لرغم منا لثقافاتوا لوظائفوا ألسا لي ا اإليقاع البصري في مبنى باروكي ،على سبيل المثال ،مختلفًا تما ًما عن ذلك الموجود في مبنى ميس فان دير
روه .مثل نظرية األنواع .
6
THANK YOU