Professional Documents
Culture Documents
:من تقديم
ادم مجاهد
اسماء ا)لواقفي
علي الطاهري
تحت تأطير: زروقي معاذ
االستاذ عبد الرحيم العوني نزار المكاوي
:التصميم
يرتبط التسامح بعدة مفاهيم فلسفية ولتطرق الكتاب للجهة السياسية للمفهوم بشكل ادق فمن الالزم تعريفه بمراعاة عالقته مع الفلسفة
السياسية :
فهو فئة كالسيكية في النظرية السياسية الغربية ويمكن القول ّ
بأن الليبرالية قد تطورت كتعميم للمناقشات حول التسامح الديني من القرن
السابع عشر فصاع ًد ا ،تم تأطير العديد من المناقشات في النظرية والسياسية حول المسائل ذات االهتمام الحالي بد ًءا من النقاشات حول
تشريعات حرية التعبير وخطاب الكراهية والمواقف من ممارسات مجموعات األقليات إلى المدى المشروع لتدخل الدولة في مجاالت
معينة من الحياة االجتماعية كمناقشات حول التسامح.
وفقً ا لما تقدم ،وفي ظل المناقشات الفلسفية الراهنة حول التسامح في المجتمعات الحديثة متعددة الثقافات ،غالبًا ما يُنظر إلى «مفهوم
االحترام» على أنه األكثر مالءمة من حيث إمكانية تطبيقه .لكن في هذه المناقشات ،يمكن تبرير التسامح بوصفه «احترا ًما» عبر العديد
من الطرائق المختلفة .يحاج)ج التبرير األخالقي الليبرالي بأن االحترام ضرورة لألفراد بصفتهم كائنات مستقلة على المستويين الشخصي
واألخالقي مع ما يمتلكونه من قدرة على االختيار ،مع قدرتهم على تحديد التصور الفردي للخير .يجب احترام هذه القدرة وتعزيزها ألنها
الشرط الضروري (وإن لم يكن كافيًا) لتحقيق الحياة الطيبة .ومن هنا تفترض الحجة مسبقًا أطروحة محددة حول الحياة الطيبة؛ أي أن
أسلوب الحياة المختار بشكل مستقل فقط هو الذي يمكن أن يؤدي إلى الحياة الطيبة.
بعض المعلومات حول كتاب رسالة في) التسامح:
كتب لوك الرسالة خالل شتاء 1686-1685و نُشرعام 1689ألول مرة باللغة الالتينية ،على الرغم من أنه تمت ترجمتها على الفور إلى
لغات أخرى .ظهر عمل لوك وسط مخاوف من أن الكاثوليكية قد تستولي على إنجلترا ،وتستجيب لمشكلة الدين والحكومة من خالل
اقتراح التسامح الديني كإجابة.
في أعقاب اكتشاف مؤامرة ،فر لوك من إنجلترا إلى أمستردام بهولندا في سبتمبر .1683طوال حياته ،كان لوك مهت ًما بالنقاش حول التسامح الديني
المحاور األساسية في كتاب رسالة في التسامح:
بناء منظومة موحدة وواضحة تؤسس مفهوم التسامح باالعتماد على فصل المهام بين الدين والدولة.
المساواة في الحقوق بين مختلف الطوائف الدينية.ضرورة تخلص رجال الدين من األوهام ال ُمضللة التي تُحيدهم عن طريق الصواب،
باإلضافة إلى الخروج من بنية التفكير األحادي المطلق والتعصب الديني.
الغاية من التسامح تتمثل بإيجاد ح ّل عقالني للتخلص من األزمات والصراعات التي شهدتها المجتمعات األوروبية.
اهم المواضيع واالفكار التي تطرق لها جون في
كتابه:
أنواع التسامح
للتسامح عند لوك أنواع ،ديني ،وسياسي ،واجتماعي ،وأخالقي ،وغير ذلك .وتعرف رسالة لوك التسامح الديني والكنيسة
الكاثوليكية عموماً؛ بأنه "السماح السلبي بالشر"؛ فما يُتسامح فيه ليس خيراً وال فضيلة؛ ولهذا فهو ال ينطوي على استحسان،
كما أنه ليس شراً مطلقا ،ولهذا ال ينطوي على استنكار مطلق .ولما كان السماح سلبياً ،فإنه ينطوي مع ذلك على إقرار
باالستهجان ،وإن كان في الباطن ال في الظاهر .ولهذا كان التسامح في الكنيسة الكاثوليكية أمراً تمليه الظروف ،وليس عقيدة.
فإن اقتضت الظروف -السياسية غالبا -أن يُتسامح مع المذاهب واألديان األخرى ،فذلك؛ ألن عدم التسامح؛ سيؤدي إلى شرور
أكبر ،فإن من المندوب -وال يقال من الواجب -التسامح .أما البروتستانتية فقد بدأت تشق طريقها إلى إنجلترا إبان حياة
مؤسسها مارتن لوثر .وساعد على انتشارها ألول مرة ،الملك هنري الثامن في النصف األول من القرن السادس عشر؛ إذ
وقع في نزاع خطير مع البابا( ،حول طالقه من زوجته كاترينا دراغون) ،فلم تحكم الكنيسة لصالحه ،فأعلن استقالل انجلترا
.دينيا ً عن بابا روما ،وأعلن أنه هو "الرئيس األعلى للكنيسة" في إنجلترا .مرغما ً األساقفة على اإلقرار بذلك عام 1531
موقف متباين:
لقد اتخذ لوك موقفا متراوحا بين رفض تام وتسامح مطلق مع أولئك المخال)فين .فهو في رسالتيه عن التسامح رأى أن
كل األفعال متساوية ،ومهما كان نوعها؛ فإنها تقع تحت سلطة من ُوكل إليه التصرف ،ووكلت إليه حياة كل فرد من أفراد
الرعية ،أي الحاكم المدني .وتبعا لهذا أنكر لوك مطالب األفراد حول الضمير والحرية .معبراً "إن الضمير ليس شيئا غير
رأي في الحقيقة" .ومبادئ الدين تحتاج إلى الموافقة الباطنية .ومهمة الديانة المسيحية الكبرى تقوم في القلب ،ال في السلوك
الظاهر .ولهذا ال محل لإلهابة بالضمير الفردي ضد أوامر الحكم .وما يطالب به البعض من حرية ضمير ما هو في الواقع،
إال مطالبة بحرية الفعل .وهذا يؤدي إلى مخالفة الحاكم وإشاعة االضطراب .ولهذا طالب لوك باستعمال العقوبات ضد
المخالفين؛ ألن القهر يرغم المخالف على الخضوع واإلذعان.
إقرار بالحرية
هكذا أقر لوك بالحرية الفردية في الشؤون الدينية؛ ألن رعاية نجاة روح كل إنسان ،هي أمر موكول إليه وحده ،وال يمكن
أن يُعهد بها إلى أي سلطة مدنية أو دينية .لكن البعض يرى أن التسامح الذي يدعو إليه لوك ،إنما هو تسامح قاصر؛ ألنه
يستثني من التسامح طائفتين :هم الكاثوليك والملحدين ،رغم أنه يبرر موقفه؛ بالنسبة إلى الكاثوليك؛ بأنهم كانوا متآمرين؛ ألن
لديهم والء ألمير آخر ،يقصد به ،لويس الرابع عشر ملك فرنسا .أما موقفه من الملحدين فيبرره؛ بأن من ال يؤمن باهلل ،ال عهد
له ،وال يوثق به .وربط البعض تسامح لوك؛ بالظروف التي كانت سائدة في إنجلترا آنذاك .معتبرين أن "رسالة في التسامح"،
كانت وليدة ظروف سياسية ودينية في عهده .ولكننا إذا تناولنا هذا الرأي في ضوء ما نعرفه عن جون لوك؛ كمؤسس للمذهب
التجريبي في فلسفة العصر الحديث ،ذلك المذهب الذي جاء في مقابل عقالنية ديكارت؛ لن نندهش من موقفه المتردد في
مسألة التسامح؛ إذ لطالما رفض لوك فكرة المبادىء النظرية الفطرية ،أو المبادىء العملية أو األخالقية الفطرية.
دعوة إلى التسامح
يتبين من العرض ،أن تطور الفكر الديني في انجلترا من عهد هنري الثامن إلى عهد جيمس الثاني ،أي من سنة 1530
تقريبا حتى سنة ، 1688أدى إلى :استقالل كنيسة إنجلترا عن بابا روما .وتزايد نفوذ األفكار البروتستانتية ،إلى درجة
سيطرتها على توجيه الفكر الديني في إنجلترا .وأدت هذه السيطرة إلى اعتبار الكنيسة األنجليكانية هي المؤسسة األساسيىة
بين التيارات والمذاهب الدينية .لكن قام في مواجهتها تيارات ومذاهب معادية ،أهمها :الكاثوليكية ،والبيوريتانية ،والكويكرز.
وقد أطلق على هذه المذاهب اسم عام وهو "المخالفون" .وقاد لواء الحملة ضد التسامح مع "المخالفين" العديد من األساقفة
والدعاة ،الذين دعوا إلى استئصال "المخالفين" ،وإلى معاقبة كل من يأخذ بأرائهم .وكانت التهمة الرئيسية الموجهة إليهم ،هي
أنهم يعارضون سلطة الملك المطلقة ،في أمور الدين والدولة ،وهذه تهمة ال محل للتسامح فيها .طالما أن الملكية تقوم على
قرار من هللا (حسب الوعي السائد آنذاك) .وطالما أن القائمين بأمر الكنيسة والدولة أقدر على الحكم .لكن إزاء التعصب
الشديد مع المخالفين ،ظهرت بعض الكتابات للدفاع عنهم والدعوة إلى التسامح معهم.