You are on page 1of 223

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫أساسيات اإلدارة اإلسالمية‬


‫إعداد‬
‫ضياء علي الرميمه‬ ‫‪-‬‬ ‫آنس علي سنان‬
‫قال هللا تعالى‪:‬‬

‫ِض‬ ‫ْر‬ ‫َأْل‬ ‫ا‬ ‫َو‬ ‫ِت‬ ‫ا‬ ‫َو‬‫ا‬ ‫َم‬ ‫َّس‬‫ال‬ ‫ى‬‫َل‬ ‫َع‬ ‫َة‬ ‫َن‬‫ا‬ ‫َم‬‫َأْل‬ ‫ا‬ ‫ا‬‫َن‬ ‫ْض‬ ‫َر‬ ‫َع‬ ‫ا‬ ‫َّن‬‫{ِإ‬
‫َو اْلِج َب اِل َف َأَبْيَن َأْن َيْح ِم ْلَنَه ا َو َأْش َفْقَن ِم ْنَه ا‬
‫َو َح َم َلَها اِإْل ْنَس اُن ِإَّنُه َك اَن َظُلوًم ا َج ُهواًل }‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫سورة األحزاب‪72:‬‬
‫قال هللا تعالى‪:‬‬

‫َأْل‬ ‫اَل‬ ‫َخ‬ ‫ُك‬


‫{ َّم َج َع ا ْم ِئ َف ِفي ا ْر ِض‬ ‫َن‬ ‫ْل‬ ‫ُث‬
‫ِم ْن َبْع ِدِهْم ِلَنْنُظَر َك ْيَف َتْع َم ُلوَن }‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫سورة يونس‪14:‬‬
‫يتوقع من الدارس بعد استكمال دراسة هذا المقرر أن يكون قادرا ‪ -‬بعون هللا ‪ -‬على‬
‫أن ‪:‬‬

‫يتحمل‬ ‫يوضح‬ ‫يظهر‬


‫المسؤولية اإلدارية‬ ‫المفهوم القرآني للوالية االلهية‬ ‫المعرف‪IIIIIIIIIIIIIIII‬ة والفهم‬
‫بوعي ويستشعر واجبه‬ ‫ومفهوم االستخالف لالنسان‪،‬‬ ‫بالمنطلق‪IIII‬ات والمب‪IIII‬ادئ‬
‫في النهوض بها كأمانة‬ ‫ودوره ومسؤوليته في الحياة‪.‬‬ ‫والغاي‪IIIII‬ات األساس‪IIIII‬ية‬
‫لإلدارة في الق‪IIIIIIIIIII‬رآن‬
‫أمام هللا تعالى‪.‬‬ ‫الكريم‪.‬‬

‫يطبق‬ ‫يشرح‬ ‫يبين‬


‫مفهوم العملية اإلدارية‬ ‫أهمية اإلدارة اإلسالمية‬
‫الوظ‪III‬ائف الرئيس‪III‬ة لإلدارة‬
‫كمنظومة متكاملة ومترابطة‬ ‫وفوائدها‪ ،‬ويوضح اآلثار‬
‫كمس‪I‬ؤوليات ديني‪I‬ة «التخطي‪I‬ط‬
‫وال يمكن فصلها عن بعضها‬ ‫– التنظيم – التوجي‪I‬ه – التفق‪I‬د‬ ‫المترتبة على العشوائية‬
‫والتقييم»‪.‬‬ ‫وضعف اإلدارة‪.‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬المنطلقات والمبادئ‬
‫والغايات‬
‫يتوقع بعد دراسة الفصل األول من المقرر أن يكون الدارس قادرًا‬
‫بعون هللا على ‪:‬‬

‫يوضــح‬ ‫يشرح‬
‫يعي أن دور‬ ‫المنطلقات‬ ‫يجسد مبادئ‬ ‫ُيوضح األثر‬
‫اإلنسان‬ ‫مفهــوم الوالية‬ ‫اإلدارة‬
‫اإللهية‬ ‫والمبادئ‬ ‫المترتب على‬
‫ومسؤوليته ال‬ ‫والغايات‬ ‫اإلسالمية‬
‫واالستخالف‬ ‫عدم االلتزام‬
‫ينفصل عن‬
‫تدبير هللا تعالى‬ ‫لإلنســان‬ ‫األساسية‬ ‫وغاياتها في‬ ‫بمبادئ اإلدارة‬
‫وعن تدخله‬ ‫واألدوار‬
‫لإلدارة في‬ ‫أدائه لمهامه‬ ‫اإلسالمية‬
‫أداء المهام‬ ‫ومسؤولياته‬ ‫والتقصير في‬
‫وإدارته لشؤون‬ ‫والمســؤوليات‬ ‫والمسؤوليات‬ ‫في الواقع‬ ‫السعي نحو‬
‫الناس والكون‬ ‫المترتبــة‬ ‫وفق الرؤية‬ ‫تحقيقه غاياتها‪.‬‬
‫والحياة‪.‬‬
‫عليــه‪.‬‬
‫العملي‪.‬‬
‫اإلسالمية‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة‬
‫اإلسالمية‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -1‬تقوى هللا والعبودية له‪:‬‬
‫ي‪I‬أتي االهتم‪I‬ام ب‪I‬اإلدارة في االس‪I‬الم من منطل‪I‬ق المس‪I‬ؤولية أم‪I‬ام هللا‪ ،‬وانطالق‪ًI‬ا من العبودي‪I‬ة والطاع‪I‬ة والخ‪I‬وف من هللا س‪I‬بحانه‬
‫وتع‪I‬الى؛ فاستش‪I‬عار العبودي‪I‬ة هلل تع‪I‬د إح‪I‬دى األس‪I‬س الك‪I‬برى لإلدارة اإلس‪I‬المية‪ ,‬وينبغي لك‪I‬ل من ي‪I‬دير ش‪I‬ؤون الن‪I‬اس أن‬
‫يستحض‪I‬ر ه‪I‬ذا األس‪I‬اس الكب‪I‬ير‪ ,‬فاهلل س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى يق‪I‬ول‪﴿ :‬وَلَقْد َبَع ْثَنا ِفي ُك ِّل أم‪I‬ة َر ُس واًل أن ُاْع ُبُد وا َهللا َو اْج َتِنُبوا الَّطاُغ وَت ﴾‪،‬‬
‫ويش‪I‬رح الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪ -‬ه‪I‬ذه اآلي‪I‬ة‪ ،‬فيق‪I‬ول «رس‪I‬الة هللا هي تح‪I‬رر البش‪I‬ر‪ ،‬تنق‪I‬ذهم‪ ،‬تخِّلص‪I‬هم من العبودي‪I‬ة للط‪I‬اغوت‪،‬‬
‫وهي ت‪I‬ربطهم في حي‪I‬اتهم بالعبودي‪I‬ة ل‪I‬ربهم (هلل س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى)‪ ،‬وه‪I‬ذا أول م‪I‬ا في اإلس‪I‬الم‪ ،‬أول م‪I‬ا في الرس‪I‬الة اإللهي‪I‬ة‪،‬‬
‫وأعظم م‪I‬ا في الرس‪I‬الة اإللهي‪I‬ة أنه‪I‬ا رس‪I‬الة تنق‪I‬ذ اإلنس‪I‬ان وتح‪I‬رره من اس‪I‬تعباد أخي‪I‬ه اإلنس‪I‬ان ومن اس‪I‬تغالل اإلنس‪I‬ان ل‪I‬ه (اإلنس‪I‬ان‬
‫اآلخ‪I‬ر)‪ ،‬وأنه‪I‬ا تؤس‪I‬س مس‪I‬يرة حيات‪I‬ه على أس‪I‬اٍس ص‪I‬حيح‪ ،‬على أس‪I‬اٍس س‪I‬ليم‪ ،‬تص‪I‬له برب‪I‬ه‪ ،‬بخالق‪I‬ه‪ ،‬ب‪I‬رب الس‪I‬ماوات واألرض‪،‬‬
‫ب‪I‬رب الع‪I‬المين‪ ،‬ليب‪I‬ني حيات‪I‬ه على أس‪I‬اس ذل‪I‬ك في األعم‪I‬ال‪ ،‬في االلتزام‪I‬ات‪ ،‬في المواق‪I‬ف‪ ،‬في الحالل والح‪I‬رام‪ ،‬فيم‪I‬ا يفع‪I‬ل‪،‬‬
‫فيم‪I‬ا ي‪I‬ترك‪ ،‬وأيض‪ًI‬ا تص‪I‬له بالهداي‪I‬ة اإللهي‪I‬ة في تص‪I‬وراته ومفاهيم‪I‬ه وأفك‪I‬اره ونظرت‪I‬ه إلى الحي‪I‬اة وفي واق‪I‬ع الحي‪I‬اة‪ ،‬وه‪I‬ذا‬
‫الجوهر األساس للرسالة اإللهية»‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -2‬االستخالف في األرض‪:‬‬
‫قال هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و ِإْذ َق اَل َر ُّب َك ِلْلَم َالِئَك ِة ِإِّني َج اِع ٌل ِفي اَألْر ِض َخ ِليَف ًة)‪ ،‬إن هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى شـرف اإلنس‪I‬ان‬
‫فاس‪I‬تخلفه على األرض‪ ,‬وأراد من اس‪I‬تخالفه ل‪I‬ه أن ي‪I‬دير اإلنس‪I‬ان حيات‪I‬ه على أس‪I‬اس من ه‪I‬دى هللا وامت‪I‬دادا لواليت‪I‬ه س‪I‬بحانه‬
‫وتع‪I‬الى‪ ,‬واالس‪I‬تخالف هن‪I‬ا ليس مقتص‪I‬را بش‪I‬خص آدم علي‪I‬ه الس‪I‬الم ب‪I‬ل اآلدمي‪I‬ة واإلنس‪I‬انية على امت‪I‬دادها الت‪I‬اريخي‪ ,‬وفي ذل‪I‬ك‬
‫يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :‬مهم‪I‬ة اإلنس‪I‬ان في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة كب‪I‬يرة وواس‪I‬عة ج‪ًّI‬د ا‪ .‬م‪I‬ا هي المهم‪I‬ة؟ هي‪ :‬خالف‪I‬ة هللا‪،‬‬
‫هي أن يك‪I‬ون خليف‪I‬ة هلل في أرض‪I‬ه‪ ،‬وأن يس‪I‬ير في ه‪I‬ذا الع‪I‬الم في عمارت‪I‬ه‪ ،‬وفي تط‪I‬وير الحي‪I‬اة في‪I‬ه على وف‪I‬ق ه‪I‬دي هللا ال‪I‬ذي‬
‫رسمه لبني آدم جيًال بعد جيل على أيدي رسله‪ ،‬وفيما أنزله من كتبه‪».‬‬
‫واس‪I‬تخالف هللا تع‪I‬الى لإلنس‪I‬ان يش‪I‬مل ك‪I‬ل م‪I‬ا للمس‪I‬تخِلف س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى من أش‪I‬ياء تع‪I‬ود الي‪I‬ه وهللا ه‪I‬و رب األرض وخ‪I‬يرات‬
‫األرض ه‪I‬و رب اإلنس‪I‬ان والحي‪I‬وان وك‪I‬ل داب‪I‬ة تنتشـر في أرج‪I‬اء الك‪I‬ون الفس‪I‬يح وه‪I‬ذا يع‪I‬ني أن خليف‪I‬ة هللا في األرض مس‪I‬تخلف‬
‫على ك‪I‬ل ه‪I‬ذه األش‪I‬ياء‪ ,‬ودوره مرتب‪I‬ط بك‪I‬ل مظ‪I‬اهر الحي‪I‬اة‪ ,‬فه‪I‬و إذن المكل‪I‬ف برعاي‪I‬ة الك‪I‬ون وإدارت‪I‬ه وت‪I‬دبيره باعتب‪I‬اره امت‪I‬دادا‬
‫لوالية هللا في األرض‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -2‬االستخالف في األرض‪:‬‬

‫انتماء البشـرية إلى محور واحد وهو المستخِلف أي هللا سبحانه وتعالى الذي استخلفها‬
‫على األرض بدال عن كل االنتماءات األخرى واإليمان بإله واحد ومالك واحد للكون‬
‫فالشرعية ألي إدارة لشؤون الناس ال تستمد واليتها وشرعيتها من هللا المالك الحقيقي‬
‫لهذا الكون‪.‬‬

‫إقامة العالقات اإلدارية على أساس العبودية المخلصة هلل وتحرير اإلنسان من‬
‫أشكال العالقات اإلدارية التي تمثل الوان االستغالل والجهل والطاغوت‪.‬‬

‫تجسيد روح األخوة العامة في كل العالقات اإلدارية بعد محو ألوان االستغالل والتسلط فما دام‬
‫هللا سبحانه وتعالى واحد أو ال سيادة إال له والناس جميعا عباده وهم مربوبون له فمن‬
‫الطبيعي أن يكونوا متكافئين في الكرامة اإلنسانية والحقوق‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -3‬المسؤولية واالستئمان‪:‬‬
‫هذا الموض‪I‬وع مرتب‪I‬ط أيض‪I‬ا بم‪I‬ا قبل‪I‬ه فبم‪I‬ا أن االس‪I‬تخالف اس‪I‬تئمان‪ ,‬وله‪I‬ذا ع‪I‬بر الق‪I‬ران الك‪I‬ريم عن‪I‬ه باألمان‪I‬ة ‪ِ﴿ :‬إَّن ا َع َر ْض َنا‬
‫اَألَم اَن َة َع َلى الَّس َم اَو اِت َو اَألْر ِض َو اْلِج َب اِل َف َأَبْيَن َأن َيْح ِم ْلَنَه ا َو َأْش َفْقَن ِم ْنَه ا َو َح َم َلَه ا اِإل نَس اُن ِإَّن ُه َك اَن َظُلوًم ا َج ُهوًال﴾‪ ,‬واألمان‪I‬ة‬
‫تف‪I‬ترض استش‪I‬عار المس‪I‬ؤولية إذ ب‪I‬دون ادراك الك‪I‬ائن أن‪I‬ه مس‪I‬ؤول ال يمكن أن ينهض بأعب‪I‬اء األمان‪I‬ة ﴿ِإَّن اْلَع ْه َد َك اَن َم ْس ُؤ وًال﴾‪,‬‬
‫وعليه يترتب على كونها مسؤولية أن المستخلف بإدارة حياة الناس يجب عليه ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التقيد بهدى هللا‪:‬‬
‫بم‪I‬ا أن اإلدارة مس‪I‬ؤولية فهي تع‪I‬ني االرتب‪I‬اط والتقي‪I‬د به‪I‬دى هللا فاألم‪I‬ة ال‪I‬تي تتحم‪I‬ل مس‪I‬ؤوليات إدارة ش‪I‬ؤون الن‪I‬اس إنم‪I‬ا تم‪I‬ارس‬
‫ه‪I‬ذا ال‪I‬دور بوص‪I‬فها خليف‪I‬ة عن هللا وامت‪I‬دادا لواليت‪I‬ه‪ ,‬وله‪I‬ذا فهي غ‪I‬ير مخول‪I‬ة أن تحكم بهواه‪I‬ا المنفص‪I‬ل عن توجي‪I‬ه هللا س‪I‬بحانه‬
‫وتع‪I‬الى وس‪I‬نته في الهداي‪I‬ة الن ه‪I‬ذا يتن‪I‬افى م‪I‬ع طبيع‪I‬ة اإلس‪I‬تخالف وإنم‪I‬ا تحكم ب‪I‬الحق وت‪I‬ؤدي إلى هللا تع‪I‬الى أمانت‪I‬ه بتط‪I‬بيق‬
‫أحكام‪I‬ه على عب‪I‬اده وبالده وبه‪I‬ذا تتم‪I‬يز إدارة األم‪I‬ة بمفهومه‪I‬ا الق‪I‬رآني واإلس‪I‬المي عن اإلدارة في بقي‪I‬ة األنظم‪I‬ة ال‪I‬تي ال‬
‫تعتبر نفسها مسؤولة أمام هللا ويترتب على ذلك أنها ليست مسؤولة بين يدي احد و هي ال شك ستخضع لحكم الطاغوت‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -3‬المسؤولية واالستئمان‪:‬‬
‫التقيد بهدى هللا‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د يحفظ‪I‬ه هللا‪ « :‬هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى حين خل‪I‬ق ه‪I‬ذا الك‪I‬ون وخل‪I‬ق اإلنس‪I‬ان مس‪I‬تخلفًا في ه‪I‬ذه األرض ليك‪I‬ون ل‪I‬ه‬
‫دور ب‪I‬ارز ومس‪I‬ؤولية كب‪I‬يرة س‪I‬خر ل‪I‬ه فيه‪I‬ا م‪I‬ا في الس‪I‬موات وم‪I‬ا في األرض‪ ،‬فاإلنس‪I‬ان ك‪I‬ائن في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة وموج‪I‬ود في ه‪I‬ذه‬
‫الحي‪I‬اة على أس‪I‬اس من المس‪I‬ؤولية‪ ،‬ارتبطت ب‪I‬ه مس‪I‬ؤوليات كب‪I‬يرة‪ ،‬ومس‪I‬ؤول عن تص‪I‬رفاته وعن أعمال‪I‬ه‪ ،‬وه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية‬
‫ح‪I‬ددها هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬ورس‪I‬م معالمه‪I‬ا له‪I‬ذا اإلنس‪I‬ان‪ ،‬اإلنس‪I‬ان مس‪I‬ؤول بق‪I‬در م‪I‬ا حمل‪I‬ه هللا من مس‪I‬ؤولية‪ ،‬ومس‪I‬ؤول على‬
‫أس‪I‬اس من التعليم‪I‬ات ال‪I‬تي ق‪I‬دمها هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى إلي‪I‬ه‪ ،‬ومس‪I‬ؤول على أس‪I‬اس البرن‪I‬امج اإللهي ال‪I‬ذي يح‪I‬دد له‪I‬ذا اإلنس‪I‬ان في‬
‫ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة م‪I‬ا ل‪I‬ه وم‪I‬ا علي‪I‬ه‪ ،‬ه‪I‬ذه هي المس‪I‬ؤولية بالنس‪I‬بة لإلنس‪I‬ان‪ ،‬وهللا ج‪I‬ل ش‪I‬أنه ق‪I‬ال في كتاب‪I‬ه الك‪I‬ريم‪َ( :‬و ِهَّلِل َم ا ِفي الَّس َم اَو اِت‬
‫َو َم ا ِفي اَأْلْر ِض ِلَيْج ِز َي اَّلِذ يَن َأَس اُء وا ِبَم ا َع ِم ُلوا َو َيْج ِز َي اَّلِذ يَن َأْح َس ُنوا ِباْلُح ْس َنى)‪ ،‬ألن اإلنس‪I‬ان في إط‪I‬ار مس‪I‬ؤولياته ه‪I‬ذه إم‪I‬ا‬
‫أن يكون محسنا وإما أن يكون مسيئا‪ ،‬فيترتب على هذا جزاؤه »‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -3‬المسؤولية واالستئمان‪:‬‬
‫ب‪ -‬إدراك أن إدارة شؤون الناس أمانة ثقيلة‪:‬‬
‫قال تع‪I‬الى‪ِ﴿ :‬إَّن ا َع َر ْض َنا اَأْلَم اَن َة َع َلى الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر ِض َو اْلِج َب اِل َف َأَبْيَن َأْن َيْح ِم ْلَنَه ا َو َأْش َفْقَن ِم ْنَه ا َو َح َم َلَه ا اِإْل ْنَس اُن ِإَّن ُه َك اَن‬
‫َظُلوًم ا َج ُهواًل ﴾‪ ،‬توض‪I‬ح اآلي‪I‬ة الكريم‪I‬ة طبيع‪I‬ة ال‪I‬دور وحجم المس‪I‬ؤولية ال‪I‬تي قض‪I‬ت إرادة الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل تكلي‪I‬ف اإلنس‪I‬ان به‪I‬ا‬
‫وهي االس‪I‬تخالف في األرض‪ ،‬وحم‪I‬ل األمان‪I‬ة الكب‪I‬يرة والعظيم‪I‬ة ال‪I‬تي عرض‪I‬ت على الس‪I‬ماوات واألرض واعت‪I‬ذرت عن‬
‫حمله‪I‬ا‪ ،‬في إش‪I‬ارة لعظم وجس‪I‬امة المس‪I‬ؤولية واألمان‪I‬ة للقي‪I‬ام به‪I‬ذه المهم‪I‬ة الكب‪I‬يرة والوف‪I‬اء به‪I‬ا أم‪I‬ام الخ‪I‬الق س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪،‬‬
‫ل‪I‬ذلك ف‪I‬إن ك‪I‬ل إنس‪I‬ان مس‪I‬ؤول عن أمانت‪I‬ه أم‪I‬ام هللا‪ ،‬يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل ﴿َي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا اَل َتُخ وُن وا َهَّللا َو الَّرُس وَل‬
‫َو َتُخ وُنوا َأَم اَناِتُك ْم َو َأْنُتْم َتْع َلُم وَن ﴾‬
‫يش‪I‬رح الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪ -‬اآلي‪I‬ة الكريم‪I‬ة‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬هللا خول‪I‬ك ومكن‪I‬ك ألن تك‪I‬ون مس‪I‬ؤوًال في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة بم‪I‬ا ليس‪I‬ت‬
‫الس‪I‬ماوات مس‪I‬ؤولة عن‪I‬ه وال الجب‪I‬ال مس‪I‬ؤولة عن‪I‬ه وال األرض مس‪I‬ؤولة عنه‪ .‬أي جب‪I‬ل‪ ،‬ق‪I‬د ت‪I‬ذهب‪-‬أنت كشخص‪-‬إلى جب‪I‬ل معين‬
‫فكي‪I‬ف تك‪I‬ون أنت عن‪I‬د ه‪I‬ذا الجب‪I‬ل؟ ج‪I‬زًء ا ص‪I‬غيرًا‪ ،‬أو كائن‪ًI‬ا بس‪I‬يطًا في أس‪I‬فل ه‪I‬ذا الجب‪I‬ل أو في أعاله أو وأنت تص‪I‬عد في‪I‬ه‪ ،‬ق‪I‬د ال‬
‫تس‪I‬اوي في وزن‪I‬ك ص‪I‬خرة واح‪I‬دة من ص‪I‬خور ه‪I‬ذا الجب‪I‬ل‪ ،‬أم‪I‬ا على مس‪I‬توى األرض بكله‪I‬ا‪ ،‬والجب‪I‬ال بكله‪I‬ا‪ ،‬والس‪I‬ماوات بكله‪I‬ا‬
‫فكي‪IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII‬ف؟! ولكن هللا منح‪IIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIII‬ك‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -3‬المسؤولية واالستئمان‪:‬‬
‫ب‪ -‬إدراك أن إدارة شؤون الناس أمانة ثقيلة‪:‬‬
‫من الم‪I‬دارك‪ ،‬من الهب‪I‬ات‪ ،‬من الق‪I‬درة‪ :‬النفس‪I‬ية‪ ،‬الذهني‪I‬ة‪ ،‬المعرفي‪I‬ة‪ ،‬من الوس‪I‬ائل م‪I‬ا تك‪I‬ون ب‪I‬ه أق‪I‬در على المس‪I‬ؤولية‪ ،‬وم‪I‬ا تك‪I‬ون‬
‫ب‪I‬ه مس‪I‬ؤوليتك أك‪I‬بر من الجب‪I‬ال بكله‪I‬ا‪ ،‬من األرض بكله‪I‬ا في بحره‪I‬ا وبره‪I‬ا‪ ،‬من الس‪I‬ماوات‪ ،‬مس‪I‬ؤول أعطي ملك‪I‬ة المس‪I‬ؤولية‪،‬‬
‫ق‪I‬وة المس‪I‬ؤولية‪ ،‬م‪I‬دارك ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية‪ ،‬ك‪I‬ل الخص‪I‬ائص الالزم‪I‬ة لتحم‪I‬ل ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية‪ ،‬وهللا حاض‪I‬ر‪ ،‬ش‪I‬اهد‪ ،‬رقيب علي‪I‬ك‪،‬‬
‫ليس بغاف‪I‬ل عن‪I‬ك أب‪I‬دًا‪ ،‬أحاط‪I‬ك على ال‪I‬دوام برقابت‪I‬ه الدائم‪I‬ة علي‪I‬ك‪ ،‬كي‪I‬ف ستتص‪I‬رف؟ كي‪I‬ف س‪I‬تعمل‪ ،‬وأنت المخل‪I‬وق العجيب في‬
‫مخلوقات‪I‬ه‪ ،‬والمخل‪I‬وق األك‪I‬بر مس‪I‬ؤولية في ه‪I‬ذا الع‪I‬الم بم‪I‬ا س‪I‬خر ل‪I‬ك وفي طبيع‪I‬ة االس‪I‬تخالف ل‪I‬ك‪ ،‬أنت خليفت‪I‬ه في ه‪I‬ذه األرض‬
‫﴿ِإِّني َج اِع ٌل ِفي اَألْر ِض َخ ِليَفًة﴾ كي‪I‬ف يغف‪I‬ل عن‪I‬ك؟؟ يس‪ّI‬خ ر ل‪I‬ك م‪I‬ا في الس‪I‬ماوات وم‪I‬ا في األرض‪ ،‬يعم‪I‬ل ل‪I‬ك ك‪I‬ل ش‪I‬يء‪ ،‬يخلق‪I‬ك‬
‫بهذا اإلبداع وهذا اإلتقان ثم يغفل عنك ويتركك‪| .‬ال| أحاطك برقابته الدائمة»‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -4‬االعتماد على القرآن الكريم‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل في كتاب‪I‬ه الك‪I‬ريم‪ِ﴿ :‬إَّن َع َلْيَن ا َلْلُه َد ى﴾‪﴿ ،‬فَإَّم ا َي ْأِتَيَّنُك ْم ِم ِّني ُهًد ى َفَمِن اَّتَبَع ُه َد اَي َفاَل َيِض ُّل َو اَل َيْش َقى*‬
‫َو َم ْن َأْع َرَض َع ْن ِذ ْك ِر ي ف‪I‬إن َل ُه َم ِع يَش ًة َض ْنًك ا﴾‪ ،‬وبالت‪I‬دبر في اآلي‪I‬تين الكريم‪I‬تين نج‪I‬د أن هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى ق‪I‬د وض‪I‬ع‬
‫للمس‪I‬لمين أه‪I‬دافًا س‪I‬امية‪ ،‬يس‪I‬عون للوص‪I‬ول إليه‪I‬ا ع‪I‬بر االل‪I‬تزام بالخط‪I‬ة القرآني‪I‬ة باعتباره‪I‬ا منهج‪ًI‬ا ش‪I‬امًال إلدارة ش‪I‬ؤون الحي‪I‬اة‪.‬‬
‫والش‪I‬هيد القائ‪I‬د رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه يؤك‪I‬د أن الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم يرس‪I‬م الخط‪I‬ط الحكيم‪I‬ة والدقيق‪I‬ة ال‪I‬تي يمكن أن تجع‪I‬ل األم‪I‬ة بمس‪I‬توى‬
‫أن تك‪I‬ون أم‪I‬ة ُتهيمن على األمم كله‪I‬ا‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬ت‪I‬راه كتاب‪ًI‬ا عملي‪ًI‬ا يتح‪I‬رك كتاب‪ًI‬ا ل‪I‬ه موق‪I‬ف من ك‪I‬ل ح‪I‬دث في الحي‪I‬اة‪ ...،‬يرس‪I‬م‬
‫الخط‪I‬ط الحكيم‪I‬ة والدقيق‪I‬ة ال‪I‬تي يمكن أن تجع‪I‬ل ه‪I‬ذه األم‪I‬ة بمس‪I‬توى أن تك‪I‬ون أم‪I‬ة تهيمن على األمم كله‪I‬ا‪ ،‬يتح‪I‬دث عن ك‪I‬ل م‪I‬ا‬
‫يمكن أن تالقي‪I‬ه األم‪I‬ة في حياته‪I‬ا من قب‪I‬ل أع‪I‬داء أوحى ب‪I‬أنهم س‪I‬يكونون هم األع‪I‬داء الرئيس‪I‬يين للمس‪I‬لمين في ه‪I‬ذه ال‪I‬دنيا‪ :‬اليه‪I‬ود‪،‬‬
‫أه‪I‬ل الكت‪I‬اب من اليه‪I‬ود والنص‪I‬ارى»‪.‬كم‪I‬ا يؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪ :‬أن الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل ه‪I‬و من يق‪I‬دم الطريق‪I‬ة الص‪I‬حيحة والبرن‪I‬امج‬
‫الفعلي لعب‪I‬اده فيق‪I‬ول‪« :‬ول‪I‬ذلك ف‪I‬إن مس‪I‬ؤولية الهداي‪I‬ة للعب‪I‬اد‪ ،‬وتق‪I‬ديم ال‪I‬دين الح‪I‬ق إليهم‪ ،‬وتق‪I‬ديم الطريق‪I‬ة الص‪I‬حيحة لعب‪I‬ادة هللا ‪-‬‬
‫س‪II‬بحانه وتع‪II‬الى‪ -‬والبرن‪II‬امج الفعلي ال‪II‬ذي يعِّب ر عن هللا في هدي‪II‬ه وتعليمات‪II‬ه وتوجيهات‪II‬ه‪ ،‬هي مس‪II‬ألة ترتب‪II‬ط باهلل ‪-‬س‪II‬بحانه‬
‫وتعالى‪ -‬ووفق الطريقة اإللهية هي التي تشِّك ل إنقاًذ ا حقيقًيا للناس‪ ،‬ونوًر ا حقيقًيا للناس»‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -5‬تدبير هللا سبحانه وتعالى للكون والحياة‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ُ﴿ :‬هّللا اَّل ِذ ي َر َف َع الَّس َم اَو اِت ِبَغ ْي ِر َع َم ٍد َتَر ْو َنَه ا ُثَّم اْس َتَو ى َع َلى اْلَع ْر ِش َو َس َّخ َر الَّش ْمَس َو اْلَقَم َر ُك ٌّل‬
‫َيْج ِر ي َألَج ٍل ُّمَس ًّم ى ُي َد ِّبُر اَألْم َر ُيَفِّص ُل اآلَي اِت َلَع َّلُك م ِبِلَق اء َر ِّبُك ْم ُتوِقُن وَن ﴾‪ ،‬ويق‪I‬ول س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ُ﴿ :‬ي َد ِّبُر اَأْلْم َر ِم َن الَّس َم اِء‬
‫إلى اَأْلْر ِض ُثَّم َيْع ُرُج ِإَلْي ِه ِفي َي ْو ٍم َك اَن ِم ْق َد اُر ُه َأْل َف َس َنٍة ِّم َّم ا َتُع ُّد وَن ﴾‪ ،‬أح‪I‬د أهم مظ‪I‬اهر عظم‪I‬ة هللا وحكمت‪I‬ه ورحمت‪I‬ه ت‪I‬دبيره‬
‫لش‪I‬ؤون الس‪I‬ماوات واألرض بش‪I‬كل مس‪I‬تمر وف‪I‬ق تنظيم‪I‬ه وت‪I‬دبيره المحكم وال‪I‬دقيق‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪ « :-‬هللا‬
‫‪ُ-‬س ْبَح ـاَنُه َو َتَع اَلى‪ -‬ه‪I‬و المل‪I‬ك الم‪I‬دبر لش‪I‬ؤون الس‪I‬ماوات واألرض‪ ،‬والحي القي‪I‬وم‪ ،‬من أس‪I‬مائه الحس‪I‬نى القي‪I‬وم‪ ،‬ويتح‪I‬دث عن‬
‫نفس‪I‬ه في كتاب‪I‬ه الك‪I‬ريم أن‪I‬ه الم‪I‬دِّبر لش‪I‬ؤون الس‪I‬ماوات واألرض‪ ،‬وأن‪I‬ه المل‪I‬ك‪ ،‬ول‪I‬ذلك نج‪I‬د في الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم آي‪I‬ات كثيرة‪ ،‬يق‪I‬ول‬
‫هللا ‪ُ-‬س ْبَح ـاَنُه َو َتَع اَلى‪ِ﴿ :‬إَّن َر َّبُك ُم ُهّللا اَّل ِذ ي َخ َل َق الَّس َم اَو اِت َو اَألْر َض ِفي ِس َّتِة َأَّياٍم ُثَّم اْس َتَو ى َع َلى اْلَع ْر ِش ُي َد ِّبُر اَألْم ر﴾‪ُ﴿ ،‬ثَّم‬
‫اْس َتَو ى َع َلى اْلَع ْر ِش﴾ تع‪I‬ني‪ :‬اس‪I‬تيالؤه وس‪I‬لطانه وملك‪I‬ه‪ ،‬فه‪I‬و ج‪َّI‬ل ش‪I‬أنه بع‪I‬د خل‪I‬ق الس‪I‬ماوات واألرض لم ي‪I‬ترك ه‪I‬ذه الس‪I‬ماوات‬
‫واألرض‪ ،‬إنم‪I‬ا ق‪I‬ام بت‪I‬دبير أم‪I‬ر الس‪I‬ماوات واألرض‪ ،‬وإدارة ش‪I‬ؤون الس‪I‬ماوات واألرض بش‪I‬كٍل مس‪I‬تمر وف‪I‬ق تنظيم‪I‬ه وت‪I‬دبيره‪،‬‬
‫﴿ُيَد ِّبُر اَألْمَر ﴾‪ ،‬يدبر أمر السماوات واألرض‪ ،‬وشؤون السماوات واألرض‪ ،‬ويتدخل في ذلك»‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -6‬مبدأ الوالية ضمان لحماية األمة وبنائها وتحقيق استقاللها وقوتها‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ِ﴿ :‬إَّنَم ا َو ِلُّيُك ُم ُهَّللا َو َر ُس وُلُه َو اَّل ِذ يَن آَم ُن وا اَّل ِذ يَن ُيِقيُم وَن الَّص اَل َة َو ُيْؤ ُت وَن الَّز َك اَة َو ُهْم َر اِكُع وَن * َو َم ْن‬
‫َيَتَو َّل َهَّللا َو َر ُسوَلُه َو اَّلِذ يَن آَم ُنوا َفِإَّن ِح ْز َب ِهَّللا ُهُم اْلَغ اِلُبوَن ﴾‪ ،‬ول‪I‬ذلك ف‪I‬إن المنظوم‪I‬ة اإليماني‪I‬ة والديني‪I‬ة الكامل‪I‬ة لألم‪I‬ة ال تكتم‪I‬ل‪،‬‬
‫وال يكتم‪I‬ل له‪I‬ا المنهج اإللهي في واق‪I‬ع حياته‪I‬ا بش‪I‬كٍل ص‪I‬حيح على مس‪I‬توى التبلي‪I‬غ‪ ،‬وعلى مس‪I‬توى التط‪I‬بيق العملي وعلى‬
‫مس‪I‬توى الحف‪I‬اظ على كيانه‪I‬ا وعزته‪I‬ا واس‪I‬تقاللها‪ ،‬إاَّل بمب‪I‬دأ الوالي‪I‬ة‪ ،‬وي‪I‬ترتب علي‪I‬ه نت‪I‬ائج عظيم‪I‬ة لتغي‪I‬ير واق‪I‬ع األم‪I‬ة كل‪I‬ه‪ ،‬وأن‬
‫يكتم‪I‬ل لألم‪I‬ة تحقي‪I‬ق م‪I‬ا تس‪I‬عى إلي‪I‬ه من أن تك‪I‬ون أم‪ًI‬ة عظيم‪ًI‬ة‪ ،‬وأم‪ًI‬ة قوي‪ًI‬ة‪ ،‬وأم‪ًI‬ة في مس‪I‬توى مواجه‪I‬ة التح‪I‬ديات واألخط‪I‬ار‪،‬‬
‫وفي مس‪I‬توى الغلب‪I‬ة ألع‪I‬دائها‪ ،‬ويق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :‬ح‪I‬تى تك‪I‬ون خططن‪I‬ا مثم‪I‬رة وحكيم‪I‬ة ونحص‪I‬ل على‬
‫الع‪I‬ون والرعاي‪I‬ة اإللهي‪I‬ة والت‪I‬دبير والرحم‪I‬ة يجب تحقي‪I‬ق مب‪I‬دا الوالي‪I‬ة هلل س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى»‪ ،‬فيم‪I‬ا ُي بَّين الس‪I‬يد القائ‪I‬د أهمي‪I‬ة مب‪I‬دأ‬
‫الوالي‪I‬ة في حماي‪I‬ة األم‪I‬ة من االخ‪I‬تراق وتحقي‪I‬ق االس‪I‬تقالل والق‪I‬وة والخ‪I‬ير والع‪I‬دل فيق‪I‬ول‪« :‬مب‪I‬دأ الوالي‪I‬ة الي‪I‬وم ه‪I‬و يش‪ِّI‬ك ل ض‪I‬مانة‬
‫لحماي‪I‬ة اُألَّم ة من أك‪I‬بر عملي‪I‬ة اخ‪I‬تراق تع‪I‬اني منه‪I‬ا اُألَّم ة الي‪I‬وم‪ ،‬الي‪I‬وم بق‪I‬در م‪I‬ا يتمكن أع‪I‬داء اُألَّم ة من إبعاده‪I‬ا عن مبادئه‪I‬ا‪،‬‬
‫خصوص‪ًI‬ا المب‪I‬ادئ المهم‪I‬ة‪ ،‬الض‪I‬امنة‪ ،‬الحيوي‪I‬ة في واق‪I‬ع اُألَّم ة‪ ،‬ال‪I‬تي تض‪I‬من لألم‪I‬ة االس‪I‬تقالل‪ ،‬الق‪I‬وة‪ .‬الش‪I‬كليات يمكن أن‬
‫تخ‪I‬ترق‪ ،‬أن تحت‪I‬وى‪ ،‬أن تف‪َّI‬رغ من تأثيره‪I‬ا‪ ،‬الش‪I‬كليات‪ ،‬لكن المب‪I‬ادئ المهم‪I‬ة والرئيس‪I‬ية والحيوي‪I‬ة ال‪I‬تي يتحق‪I‬ق به‪I‬ا اس‪I‬تقالل‬
‫اُألَّم ة‪ ،‬ق‪I‬وة اُألَّم ة‪ ،‬الع‪I‬دل في اُألَّم ة‪ ،‬الخ‪I‬ير في اُألَّم ة‪ُ ...‬ك ّل المب‪I‬ادئ ال‪I‬تي له‪I‬ا َأهمَّية في قي‪I‬ام اُألَّم ة‪ ،‬وإقام‪I‬ة ال‪I‬دين بكل‪I‬ه‪ ،‬ه‪I‬ذه‬
‫المبادئ ُتسَتهدف‪ ،‬القيم المهمة ُتستهدف بشكل كبير جًّد ا»‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -7‬التسليم هلل‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬ي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا َأِط يُع وا َهَّللا َو َأِط يُع وا الَّرُس وَل َو ُأوِلي اَأْلْم ِر ِم ْنُك ْم َف ِإْن َتَن اَز ْع ُتْم ِفي َش ْي ٍء َف ُر ُّد وُه‬
‫إلى ِهَّللا َو الَّرُسوِل أن ُكْنُتْم ُتْؤ ِم ُنوَن ِباِهَّلل َو اْلَي ْو ِم اآْل ِخ ِر َذ ِل َك َخ ْيٌر َو َأْح َس ُن َت ْأِوياًل ﴾‪ ،‬يمثل ه‪I‬ذا األس‪I‬اس أهم المنطلق‪I‬ات الرئيس‪I‬ة‪،‬‬
‫وُيع‪I‬د فرع‪ًI‬ا من ف‪I‬روع العبودي‪I‬ة هلل‪ ،‬ومقتض‪I‬ى التس‪I‬ليم هلل س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى ه‪I‬و االس‪I‬تجابة التام‪I‬ة والقب‪I‬ول الت‪I‬ام بك‪I‬ل م‪I‬ا ه‪I‬و من‪I‬ه‪،‬‬
‫من ه‪I‬دى وتوجيه‪I‬ات وأوام‪I‬ر‪ ،‬ويوض‪I‬ح الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ه‪I‬ذا المب‪I‬دأ العظيم بقول‪I‬ه‪« :‬أن‪I‬ا من داخ‪I‬ل من أعم‪I‬اق نفس‪I‬ي أق‪I‬ر بعبودي‪I‬تي‬
‫هلل‪ ،‬وأس‪ِّI‬لم نفس‪I‬ي هلل‪ ،‬وأقب‪I‬ل أَّي تش‪I‬ريع من هللا‪ ،‬س‪I‬واء تواف‪I‬ق م‪I‬ع مص‪I‬الحي‪ ،‬أو خالفه‪I‬ا‪ ،‬س‪I‬واء تواف‪I‬ق م‪I‬ع رغب‪I‬اتي‪ ،‬أو خالفه‪I‬ا‪،‬‬
‫س‪I‬واء انس‪I‬جم م‪I‬ع كبري‪I‬ائي‪ ،‬أو خالفه‪I‬ا‪ ،‬أن‪I‬ا عب‪I‬د هلل‪ ،‬أس‪ِّI‬لم‪ ،‬ه‪I‬ذا ال ب‪I‬د أن يك‪I‬ون منطلق‪ًI‬ا من داخ‪I‬ل مش‪I‬اعرك‪ ،‬ثم تس‪I‬تقم ﴿ُثَّم‬
‫اْس َتَقاُم وا﴾‪،‬االس‪I‬تقامة على م‪I‬ا أم‪I‬رك هللا ب‪I‬ه‪ ،‬االس‪I‬تقامة على م‪I‬ا تعب‪I‬دك هللا ب‪I‬ه‪ ،‬االس‪I‬تقامة على النهج ال‪I‬ذي رس‪I‬مه هللا س‪I‬بحانه‬
‫وتعالى لك»‪.‬‬
‫ول‪II‬و نظرن‪II‬ا إلى ه‪II‬ذا المب‪II‬دأ العظيم من منظ‪II‬ور إداري ف‪II‬إن ع‪II‬دم التس‪II‬ليم وع‪II‬دم االل‪II‬تزام به‪II‬ذا المب‪II‬دأ ي‪II‬ؤدي إلى اإلختالف‬
‫والتن‪I‬ازع‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الس‪I‬يد حس‪I‬ين ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :-‬التس‪I‬ليم هلل يجعل‪I‬ك ت‪I‬دين بم‪I‬ا قدم‪I‬ه ل‪I‬ك‪ ،‬وتل‪I‬تزم بم‪I‬ا فرض‪I‬ه علي‪I‬ك‪ ،‬بم‪I‬ا‬
‫دع‪I‬اك إلي‪I‬ه‪ ،‬بم‪I‬ا أم‪I‬رك ب‪I‬ه‪ ،‬التس‪I‬ليم هلل‪ ،‬والتس‪I‬ليم هلل هي قض‪I‬ية عملي‪I‬ة‪ ،‬الح‪I‬ظ المس‪I‬لمين هلل‪ ،‬ص‪I‬ابرين‪ ،‬ص‪I‬ادقين‪ ،‬ق‪I‬انتين‪ ،‬منفقين‪،‬‬
‫مس‪I‬تغفرين‪ ،‬كله‪I‬ا أليس‪I‬ت قض‪I‬ية عملي‪I‬ة؟ ﴿َو َم ا اْخ َتَلَف اَّلِذ يَن ُأوُتوا اْلِكَتاَب ِإاَّل ِم ْن َبْع ِد َم ا َج اَء ُهُم اْلِع ْلُم َبْغ ي‪ًI‬ا َبْيَنُهْم ﴾‪ ،‬لم يكن هن‪I‬اك‬
‫تسليم هلل»‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ -8‬الثقة باهلل والتوكل عليه‪:‬‬
‫يمثل ه‪I‬ذا المب‪I‬دأ اح‪I‬د أهم المنطلق‪I‬ات األساس‪I‬ية في أداء المه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪:-‬‬
‫«يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬ف ِإَذ ا َع َز ْم َت َفَتَو َّك ْل َع َلى ِهَّللا﴾ (آل عم‪I‬ران اآلي‪I‬ة (‪ ،))159‬ويق‪I‬ول س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و َم ا ِع ْن َد ِهَّللا َخ ْي ٌر‬
‫َو َأْبَقى ِلَّل ِذ يَن آَم ُن وا َو َع َلى َر ِّبِهْم َيَتَو َّك ُل وَن ﴾ (الش‪I‬ورى اآلي‪I‬ة (‪ ،))36‬أليس‪I‬ت ه‪I‬ذه واح‪I‬دة؟‪ .‬اتك‪I‬اًال على هللا من منطل‪I‬ق الثق‪I‬ة ب‪I‬اهلل‪.‬‬
‫واالتك‪I‬ال على هللا ال يع‪I‬ني أن ُنوِك ل األم‪I‬ور إلي‪I‬ه فندع‪I‬ه ه‪I‬و يعم‪I‬ل ب‪I‬دًال عن‪I‬ا‪ ،‬ننطل‪I‬ق نحن في مي‪I‬دان الحي‪I‬اة‪ ،‬في واق‪I‬ع الحي‪I‬اة في‬
‫أداء المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬في أداء المه‪I‬ام‪ ،‬ونحن نتك‪I‬ل علي‪I‬ه حيث نهت‪I‬دي بهدي‪I‬ه‪ ،‬حيث نلتجئ إلي‪I‬ه‪ ،‬حيث ن‪I‬دعوه‪﴿ .‬آَم ُن وا َو َع َلى َر ِّبِهْم‬
‫َيَتَو َّك ُل وَن ﴾ من منطل‪I‬ق إيم‪I‬انهم ب‪I‬أن هللا ه‪I‬و ربهم‪ ،‬من يهم‪I‬ه أم‪I‬رهم‪ ،‬من يعم‪I‬ل على ت‪I‬دبير ش‪I‬ؤونهم‪َ﴿ .‬و َع َلى َر ِّبِهْم َيَتَو َّك ُل وَن ﴾‬
‫(األنف‪I‬ال اآلي‪I‬ة (‪ ،))2‬يتوكل‪I‬ون على هللا وهم في مي‪I‬ادين العم‪I‬ل إلص‪I‬الح األم‪I‬ة‪ ،‬واالهتم‪I‬ام ب‪I‬أمر ال‪I‬دين‪ ،‬وإص‪I‬الح أنفس‪I‬هم‪،‬‬
‫اتك‪I‬الهم على هللا‪ ،‬اهت‪I‬داؤهم ب‪I‬ه‪ ،‬استرش‪I‬ادهم ب‪I‬ه‪ ،‬التج‪I‬اؤهم إلي‪I‬ه‪ ،‬رج‪I‬اؤهم العظيم في‪I‬ه‪ ،‬أن ي‪I‬وفقهم‪ ،‬ويرش‪I‬دهم‪ ،‬ويه‪I‬ديهم‪ ،‬ويلط‪I‬ف‬
‫بهم ويرعاهم»‪.‬‬
‫ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬التوك‪I‬ل على هللا رك‪I‬يزة أساس‪I‬ية في العم‪I‬ل في س‪I‬بيل هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،-‬أم‪I‬ام ك‪I‬ل ه‪I‬ذه‬
‫الس‪II‬لبيات والمخ‪II‬اوف‪ :‬المخ‪II‬اوف من األع‪II‬داء‪ ،‬المخ‪II‬اوف أيض‪ًII‬ا على المس‪II‬توى االقتص‪II‬ادي‪ ،‬المخ‪II‬اوف على المس‪II‬توى‬
‫الم‪I‬ادي… المخ‪I‬اوف من ك‪I‬ل ج‪I‬انب‪ ،‬اإلنس‪I‬ان الم‪I‬ؤمن حق‪ًI‬ا ه‪I‬و دائم‪ًI‬ا في ك‪I‬ل الظ‪I‬روف‪ ،‬في ك‪I‬ل المراح‪I‬ل‪ ،‬في ك‪I‬ل المحط‪I‬ات‪،‬‬
‫تج‪I‬اه مختل‪I‬ف األوض‪I‬اع‪ ،‬ه‪I‬و متوك‪ٌI‬ل على هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬وُقِّد مت ه‪I‬ذه المواص‪I‬فات‪ :‬ال‪I‬ذين إذا ذك‪I‬ر هللا وجلت قل‪I‬وبهم‪ ،‬إذا‬
‫تليت عليهم آيات‪I‬ه زادتهم إيمان‪ًI‬ا‪ ،‬على ربهم يتوكل‪I‬ون‪ ،‬كله‪I‬ا معطوف‪ًI‬ة على بعض‪I‬ها البعض كمواص‪I‬فات إيماني‪I‬ة موج‪I‬ودة وقائم‪I‬ة‬
‫ومستمرة والزمة»‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫مبــــادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫وحدة االتجاه والعمل‬
‫استشعار المسؤولية‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫الجماعي واألخوة اإليمانية‬

‫التخصص وتقسيم العمل‬ ‫‪7‬‬ ‫استحضار االرتباط اإليماني‬


‫واالنضباط وااللتزام‬ ‫‪2‬‬
‫اإلخالص واتقان العمل‬ ‫‪8‬‬ ‫تغليب المصلحة العامة‬
‫فوق كل اعتبار‬ ‫‪3‬‬
‫الرعاية األبوية للعاملين‬ ‫‪9‬‬
‫اإلعداد والجهوزية‬
‫التوازن بين الصالحيات‬
‫‪10‬‬ ‫الدائمة لمواجهة األعداء‬
‫‪4‬‬
‫والمسؤوليات‬
‫تدرج المسؤوليات‬
‫‪11‬‬ ‫استيعاب السنن اإللهية‬ ‫‪5‬‬
‫والصالحيات‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ األول‪ :‬وحدة االتجاه والعمل الجماعي واألخوة اإليمانية‪:‬‬
‫من أهم المب‪I‬ادئ ال‪I‬تي ترتك‪I‬ز عليه‪I‬ا اإلدارة اإلس‪I‬المية وال‪I‬تي تع‪I‬د قض‪I‬ية محوري‪I‬ة‪ ,‬وح‪I‬دة االتج‪I‬اه والعم‪I‬ل الجم‪I‬اعي واألخ‪I‬وة‬
‫اإليمانية في إدارة شؤون الحياة وذلك ألسباب عدة‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫أ‪ -‬طبيعة المسؤولية أنها جماعية‪:‬‬
‫يالح‪I‬ظ أن الخط‪I‬اب الق‪I‬رآني أتى بش‪I‬كل كب‪I‬ير وواس‪I‬ع بص‪I‬يغة الجماع‪I‬ة ﴿ َي ا َأُّيَه ا الَّن اُس ﴾ ﴿ َي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا﴾ ول‪I‬ذلك يؤك‪I‬د‬
‫الش‪I‬هيد القائ‪I‬د على أهمي‪I‬ة المس‪I‬ؤولية الجماعي‪I‬ة والمه‪I‬ام الجماعي‪I‬ة ونب‪I‬ذ النظ‪I‬رة الفردي‪I‬ة يق‪I‬ول‪« :‬المس‪I‬احة الواس‪I‬عة في ال‪I‬دين‪،‬‬
‫تج‪I‬دها قض‪I‬يًة جماعي‪I‬ة‪ ،‬خطاًب ا جماعًي ا‪ ،‬مهاًم ا جماعي‪I‬ة‪ .‬ه‪I‬ذه المه‪I‬ام الجماعي‪I‬ة عن‪I‬دما ت‪I‬أتي أنت بنظرت‪I‬ك الفردي‪I‬ة إليه‪I‬ا س‪I‬ترى‬
‫ب‪I‬أن ه‪I‬ذا مب‪I‬ني على أن‪I‬ه‪ :‬إذا ك‪I‬ان هن‪I‬اك اس‪I‬تطاعة‪ ،‬وفي األخ‪I‬ير تق‪I‬ول‪ :‬أن‪I‬ا لس‪I‬ت مس‪I‬تطيعًا‪ .‬وه‪I‬ذا ال‪I‬ذي حص‪I‬ل‪ ،‬ال‪I‬ذي حص‪I‬ل عن‪I‬د‬
‫الناس عندما ترسخت النظرة الفردية لم يبق لديهم ما يتناولونه إال األشياء الفردية»‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ األول‪ :‬وحدة االتجاه والعمل الجماعي واألخوة اإليمانية‪:‬‬
‫ب‪ -‬ضرورة التنسيق والعمل بروحية الفريق الواحد‪:‬‬
‫يؤك‪I‬د الش‪I‬هيد القائ‪I‬د على أهمي‪I‬ة التنس‪I‬يق والعم‪I‬ل بروحي‪I‬ة جماعي‪I‬ة‪ ،‬ويق‪I‬ول‪« :‬فال ب‪I‬د في مج‪I‬ال األم‪I‬ر ب‪I‬المعروف والنهي عن‬
‫المنك‪I‬ر وال‪I‬دعوة إلى الخ‪I‬ير أن يتح‪I‬رك من قاع‪I‬دة واح‪I‬دة‪ ،‬من توجيه‪I‬ات واح‪I‬دة‪ ،‬وخط‪I‬ة واح‪I‬دة‪ ،‬وأس‪I‬اليب واح‪I‬دة ح‪I‬تى يك‪I‬ون –‬
‫فعًال – أم‪ًI‬ر ا بمع‪I‬روف ونهـًيا عن منك‪I‬ر‪ ،‬ودع‪I‬وة إلى الخ‪I‬ير بَّن اءة؛ تك‪I‬ون نتيجته‪I‬ا تص‪I‬ب في ق‪I‬الب تأهي‪I‬ل األم‪I‬ة فيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق‬
‫بوح‪I‬دتها‪ ،‬وفيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق باهتماماته‪I‬ا ب‪I‬أمر ال‪I‬دين‪ ،‬وفيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق باهتمامه‪I‬ا في مواجه‪I‬ة أه‪I‬ل الكـتاب س‪I‬واء في ال‪I‬داخل أو في‬
‫الخارج‪».‬‬
‫جـ ‪ -‬النهوض بالمسؤوليات مرتبط بأن نكون أمة‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه «ه‪I‬دى هللا ي‪I‬أتي للن‪I‬اس جميع‪ًI‬ا‪ .‬لم‪I‬اذا؟ ألدوار كثيرة مترابط‪I‬ة ومتعلق‪I‬ة بهم جميع‪ًI‬ا وله‪I‬ذا‬
‫يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و اْع َتِص ُم وْا ِبَح ْب ِل ِهّللا َجِم يع‪I‬ا﴾(آل عم‪I‬ران‪، )103:‬ألن الكثير من مج‪I‬االت التط‪I‬بيق له‪I‬دى هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‬
‫تك‪I‬ون هي مرتبط‪I‬ة باألم‪I‬ة كأم‪I‬ة‪ ،‬المس‪I‬ؤوليات الكثيرة في دين هللا مرتبط‪I‬ة باألم‪I‬ة كأم‪I‬ة؛ ال يمكن أن ينهض به‪I‬ا الف‪I‬رد الواح‪I‬د‬
‫منهم‪ ،‬مس‪I‬ؤولية ينهض به‪I‬ا الك‪I‬ل فيص‪I‬بح الك‪I‬ل وك‪I‬أنهم ش‪I‬خص واح‪I‬د في النه‪I‬وض بتل‪I‬ك المس‪I‬ؤولية؛ وله‪I‬ذا ق‪I‬ال‪َ﴿ :‬و ْلَتُك ن ِّم نُك ْم‬
‫ُأَّم ٌة َيْد ُع وَن إلى اْلَخ ْيِر َو َيْأُم ُروَن ِباْلَم ْعُروِف َو َيْنَهْو َن َع ِن اْلُم نَك ر﴾‪(.‬آل عمران ‪»)17‬‬

‫د‪ -‬الحذر من التنازع واالختالف‪:‬‬


‫ُتع‪I‬د األخ‪I‬وة اإليماني‪I‬ة من أق‪I‬وى دع‪I‬ائم اإلس‪I‬الم‪ ،‬فهي تش‪I‬ريع إلهي‪ ،‬يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪َّ ﴿ :‬ن ا اْلُم ْؤ ِم ُن وَن ْخ َو ٌة﴾ الحج‪I‬رات‪،10:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ األول‪ :‬وحدة االتجاه والعمل الجماعي واألخوة اإليمانية‪:‬‬
‫د‪ -‬الحذر من التنازع واالختالف‪:‬‬
‫ُتع‪I‬د األخ‪I‬وة اإليماني‪I‬ة من أق‪I‬وى دع‪I‬ائم اإلس‪I‬الم‪ ،‬فهي تش‪I‬ريع إلهي‪ ،‬يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪ِ﴿ :‬إَّنَم ا اْلُم ْؤ ِم ُن وَن ِإْخ َو ٌة﴾ الحج‪I‬رات‪،10:‬‬
‫ويستش‪I‬هد الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬بتجرب‪I‬ة الرس‪I‬ول األعظم محم‪I‬د ص‪I‬لى هللا علي‪I‬ه وآل‪I‬ه وس‪I‬لم‪ ،‬ف‪I‬أول خط‪I‬وة عمله‪I‬ا بع‪I‬د‬
‫وص‪I‬وله إلى المدين‪I‬ة هي المؤاخ‪I‬اة بين األوس والخ‪I‬زرج‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬وه‪I‬ذا م‪I‬ا حص‪I‬ل مثًال في قص‪I‬ة األوس والخ‪I‬زرج‪ ،‬وك‪I‬ان‬
‫بينهم قب‪I‬ل اإلس‪I‬الم خالٌف ش‪I‬ديد‪ ،‬ون‪I‬زاٌع ش‪I‬ديد‪ ،‬واقتت‪I‬اٌل ش‪I‬ديد‪ ،‬وع‪I‬داٌء ش‪I‬ديد‪ ،‬ثم باإلس‪I‬الم اجتمعت كلمتهم‪ ،‬وتوجه‪I‬وا توجه‪ًI‬ا‬
‫واحدًا‪ ،‬في موقٍف واحد‪ ،‬في إطار منهجيٍة واحدة‪ ،‬تحت قيادٍة واحدة‪ ،‬فأَّلف هللا فيما بينهم»‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ الثاني‪ :‬استشعار المسؤولية‪:‬‬
‫إَّن المنطل‪I‬ق األس‪I‬اس ألداء المس‪I‬ؤولية في الدول‪I‬ة والحكوم‪I‬ة والمؤسس‪I‬ات العام‪I‬ة والخاص‪I‬ة‪ ،‬والمس‪I‬ؤولية العام‪I‬ة في نظ‪I‬ام‬
‫اإلس‪I‬الم بش‪I‬كل ع‪I‬ام أي‪ًI‬ا ك‪I‬ان نوعه‪I‬ا أو مجاله‪I‬ا ه‪I‬و منطل‪I‬ق العبودي‪I‬ة هلل س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬وه‪I‬ذا المب‪I‬دأ ه‪I‬و ال‪I‬ذي يض‪I‬من لإلنس‪I‬ان‬
‫ع‪II‬دم اإلنح‪II‬راف عن الخالف‪II‬ة الرباني‪II‬ة‪ ،‬ق‪II‬ال تع‪II‬الى‪﴿ :‬اَّل ِذ يَن أن َم َّكَّن اُهْم ِفي اَأْلْر ِض َأَق اُم وا الَّص اَل َة َو آَت ُو ا الَّز َك اَة َو َأَم ُروا‬
‫ِباْلَم ْعُروِف َو َنَهْو ا َع ِن اْلُم ْنَك ِر َو ِهَّلِل َع اِقَبُة اُأْلُم وِر ﴾‪ ،‬وقال تعالى‪َ﴿ :‬و اَّلِذ يَن ُهْم َأِلَم اَناِتِهْم َو َع ْهِدِهْم َر اُع وَن ﴾‪.‬‬
‫والمس‪I‬ؤولية هي القي‪I‬ام باألعم‪I‬ال وأداء المه‪I‬ام وف‪I‬ق توجيه‪I‬ات هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬وهي القض‪I‬ية األساس‪I‬ية في موض‪I‬وع‬
‫اس‪I‬تخالف اإلنس‪I‬ان‪ ،‬وي‪I‬بين الش‪I‬هيد القائ‪I‬د رض‪I‬وان هللا أهمي‪I‬ة استش‪I‬عار المس‪I‬ؤولية ويتح‪I‬دث عن اإلم‪I‬ام علي علي‪I‬ه الس‪I‬الم‬
‫كنم‪I‬وذج فيق‪I‬ول‪« :‬أولئ‪I‬ك ال‪I‬ذين لم يعيش‪I‬وا ه‪I‬ذه الروحي‪I‬ة ال‪I‬تي عاش‪I‬ها اإلم‪I‬ام علي (علي‪I‬ه الس‪I‬الم) في الي‪I‬وم األول من خالفت‪I‬ه‪ ،‬ف‪I‬أرى‬
‫الجمي‪I‬ع أن خالفت‪I‬ه عن‪I‬ده ال تس‪I‬اوي ش‪I‬راك نعل‪I‬ه إذا لم ُيِقم حّق ًا وُيِم ت ب‪I‬اطًال‪ ،‬م‪I‬ا قيمته‪I‬ا إذًا؟! م‪I‬ا قيم‪I‬ة دول‪I‬ة تحكم باس‪I‬م اإلس‪I‬الم‪،‬‬
‫وي‪I‬تربع زعيمه‪I‬ا على رق‪I‬اب المس‪I‬لمين‪ ،‬وعلى ع‪I‬رش البل‪I‬د اإلس‪I‬المي‪ ،‬ثم ال يك‪I‬ون هّم ه أن يح‪I‬يي الح‪I‬ق ويميت الباط‪I‬ل؟! ال قيم‪I‬ة‬
‫له‪I‬ا‪ ،‬ليس فق‪I‬ط ال قيم‪I‬ة له‪I‬ا‪ ،‬ب‪I‬ل س‪I‬تتحول قيمته‪I‬ا إلى ش‪I‬يء آخ‪I‬ر‪ ،‬س‪I‬تتحول األم‪I‬ور إلى أن يك‪I‬ون قيمته‪I‬ا ه‪I‬و ال‪ِّI‬د ين‪ ،‬إلى أن يك‪I‬ون‬
‫قيمتها هو األمة»‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫المبدأ الثالث‪ :‬استحضار االرتباط اإليماني واالنضباط وااللتزام‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬م ْن َع ِم َل َص اِلًح ا ِم ْن َذ َك ٍر َأْو ُأْنَثى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن َفَلُنْح ِيَيَّن ُه َحَي اًة َطِّيَب ًة َو َلَنْج ِزَيَّنُهْم َأْج َر ُهْم ِبَأْح َس ِن َم ا‬
‫َك اُنوا َيْع َم ُل وَن ﴾‪ ،‬ترتب‪I‬ط عملي‪I‬ة اإلدارة اإلس‪I‬المية ارتباط‪ًI‬ا وثيق‪ًI‬ا بالج‪I‬انب اإليم‪I‬اني‪ ،‬باعتب‪I‬ار ه‪I‬ذا المب‪I‬دأ يمثل فارق‪ًI‬ا جوهري‪ًI‬ا‬
‫وم‪I‬يزة أساس‪I‬ية عن اإلدارة من منطل‪I‬ق م‪I‬ادي ‪ -‬ش‪I‬رط المعي‪I‬ة اإللهي‪I‬ة ‪ -‬فاستحض‪I‬ار الج‪I‬انب اإليم‪I‬اني في إداراتن‪I‬ا لش‪I‬ؤوننا مهم‬
‫جدا في تحقيق األهداف التي يريدها هللا منا‪ ،‬وفي تحقيق اإلعمار الحقيقي لألرض‪.‬‬
‫هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى يخت‪I‬بر عب‪I‬اده في انتم‪I‬ائهم اإليم‪I‬اني‪ ،‬وه‪I‬و ‪-‬ج‪َّI‬ل ش‪I‬أنه‪ -‬القائ‪I‬ل‪َ﴿ :‬أَحِس َب الَّن اُس أن ُيْتَر ُك وا أن َيُقوُل وا آَم َّن ا َو ُهْم اَل‬
‫ُيْفَتُن وَن ﴾‪ ،‬يخت‪I‬بر ص‪I‬دق إيم‪I‬انهم وت‪I‬أتي االختب‪I‬ارات المتنوع‪I‬ة في المواق‪I‬ف وفي االل‪I‬تزام العملي أم‪I‬ام الحالل والح‪I‬رام‪ ،‬ه‪I‬ل س‪I‬يلتزم‬
‫اإلنس‪I‬ان بتوجيه‪I‬ات هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪-‬؟ أم سيتص‪I‬رف وف‪I‬ق ه‪I‬وى نفس‪I‬ه؟ ﴿َو َلَقْد َفَتَّنا اَّلِذ يَن ِم ْن َقْبِلِهْم ﴾‪ ،‬وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪:‬‬
‫«س‪َّI‬نة من س‪I‬نن هللا في ك‪I‬ل األمم الماض‪I‬ية‪َ﴿ ،‬فَلَيْع َلَم َّن ُهَّللا اَّلِذ يَن َص َد ُقوا َو َلَيْع َلَم َّن اْلَك اِذ ِبيَن ﴾ (العنكب‪I‬وت‪ :‬من اآلي‪I‬ة‪)3‬؛ ألن هللا ال يقب‪I‬ل‬
‫بمج‪I‬رد االنتم‪I‬اء والكالم الف‪I‬ارغ‪ ،‬ال ب‪َّI‬د من الص‪I‬دق م‪I‬ع هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ -‬ص‪I‬دق االنتم‪I‬اء ه‪I‬و ب‪I‬االلتزام العملي‪ ،‬ص‪I‬دق االنتم‪I‬اء‬
‫هو بااللتزام العملي‪ ،‬وهذا ما يجب أن نسعى إليه‪ ،‬وأن نرِّس خه في واقعنا»‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ الرابع‪ :‬اإلخالص واتقان العمل‪:‬‬
‫اإلتق‪I‬ان في العم‪I‬ل ثم‪I‬رة مهم‪I‬ة لإلخالص في‪I‬ه‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :-‬اإلخالص هلل ه‪I‬و ص‪I‬مام األم‪I‬ان‬
‫في مي‪I‬ادين العم‪I‬ل أيض‪ًI‬ا إذا انطل‪I‬ق الن‪I‬اس وكلهم مخلص‪I‬ون هلل سيخلص‪I‬ون في الس‪I‬ر وفي العلن‪ ،‬وفي الس‪I‬راء والض‪I‬راء‪ ،‬وفي‬
‫الش‪I‬دة والرخ‪I‬اء‪ ،‬وس‪I‬يخلص س‪I‬واء ه‪I‬و أم‪I‬ام فالن أم ليس أمام‪I‬ه‪ ،‬س‪I‬يخلص في أي عم‪I‬ل يق‪I‬وم ب‪I‬ه س‪I‬واء رآه أح‪I‬د أم لم ي‪I‬ره أح‪I‬د‪،‬‬
‫سيكونون هم مجموعة يحافظون على توحدهم على أرقى درجات ما يمكن أن يصل إليه الناس في توحدهم»‪.‬‬
‫وعن أهمي‪I‬ة اإلتق‪I‬ان يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬اإلتق‪I‬ان في العم‪I‬ل ه‪I‬و من ص‪I‬الحه‪ ،‬اإلنس‪I‬ان إذا ك‪I‬ان يعم‪I‬ل العم‪I‬ل كي‪I‬ف‬
‫م‪I‬ا ك‪I‬ان‪ ،‬على حس‪I‬ب التعب‪I‬ير المحلي (مغض‪I‬ى)‪ ،‬ليس عمًال متقن‪ًI‬ا‪ ،‬ال يتح‪I‬رك في‪I‬ه بج‪I‬د‪ ،‬وال يح‪I‬اول أن يتقن عمل‪I‬ه‪ ،‬فق‪I‬د ينقص‪،‬‬
‫ينقص من ص‪I‬فة الص‪I‬الح‪ ،‬ال يص‪I‬لح‪ ،‬يتخ‪I‬رب ح‪I‬تى‪ ،‬كثيٌر من أعم‪I‬ال الن‪I‬اس تتخ‪I‬رب؛ ألنه‪I‬ا غ‪I‬ير متقن‪I‬ة‪ ،‬اإلتق‪I‬ان في العم‪I‬ل‬
‫مطل‪I‬وب‪( ،‬إن هللا يحب إذا عم‪I‬ل أح‪I‬دكم عمًال أن يتقن‪I‬ه)‪ ،‬ح‪I‬تى في أعمالن‪I‬ا ال‪I‬تي ترتب‪I‬ط بش‪I‬ؤون حياتن‪I‬ا المعيش‪I‬ية‪ ،‬ونحن في‬
‫واقعنا اإليماني نربط كل شؤون حياتنا بالدين؛ ألن الدين هو نظام للحياة‪ ،‬تعليمات للحياة‪ ،‬توجيهات إلصالح هذه الحياة »‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ الخامس‪ :‬اإلعداد والجهوزية الدائمة لمواجهة األعداء‪:‬‬
‫ُتع‪I‬د عملي‪I‬ة اإلع‪I‬داد والجهوزي‪I‬ة المس‪I‬تمرة واالس‪I‬تعداد ال‪I‬دائم لمواجه‪I‬ة األع‪I‬داء من أهم المب‪I‬ادئ والقواع‪I‬د الحاكم‪I‬ة لإلدارة في‬
‫اإلس‪II‬الم وفي ذل‪II‬ك يق‪II‬ول الش‪II‬هيد القائ‪II‬د ‪-‬رض‪II‬وان هللا علي‪II‬ه‪« :-‬أنت إذا لم ُتِكّن ع‪II‬داًء له‪II‬ذا أو له‪II‬ذا ال ُتِع د نفس‪II‬ك بمس‪II‬توى‬
‫المواجه‪I‬ة‪ .‬فعن‪I‬دما ق‪I‬ال هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و َأِع ُّد وا َلُهم َم ا اْس َتَطْع ُتم ِم ن ُقَّوٍة َو ِم ن ِرَباِط اْلَخ ْي ِل ُتْر ِهُبوَن ِبِه َع ُد َّو ِهَّللا َو َع ُد َّو ُك ْم ﴾‬
‫ألم يرِّس خ في نفوس‪I‬نا أن أولئ‪I‬ك أع‪I‬داء؟ يري‪I‬د من‪I‬ا أن نحم‪I‬ل ه‪I‬ذه الكلم‪I‬ة‪ ،‬وأن نرِّس خ الش‪I‬عور بالع‪I‬داء؛ ألن ذل‪I‬ك ه‪I‬و ال‪I‬ذي‬
‫سيحملنا على إعداد القوة‪ ،‬وعندما تتجه األمة إلعداد القوة ستعد نفسها للمواجهة في مختلف المجاالت»‪.‬‬
‫ويق‪I‬ول أيض‪ًI‬ا‪« :‬يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و َأِع ُّد وْا َلُهم َّم ا اْس َتَطْع ُتم ِّم ن ُق َّوٍة﴾(األنف‪I‬ال‪﴿ )60:‬وَج اِه ُد وا ِفي ِهَّللا َح َّق ِج َه اِدِه﴾ (الحج‪)78:‬‬
‫ه‪I‬ذه عملي‪ًI‬ا تلزم‪I‬ك ب‪I‬أن تع‪I‬د ك‪I‬ل م‪I‬ا يك‪I‬ون كفي‪I‬ل ب‪I‬أن يجع‪I‬ل ه‪I‬ذه األم‪I‬ة ق‪I‬ادرة على أن تواج‪I‬ه‪ ،‬وعلى أن تنص‪I‬ر دين هللا وتنش‪I‬ره‬
‫وتدافع عنه‪ ،‬ثم يتفرع من هذا أشياء كثيرة جدًا»‪.‬‬
‫ويؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د على أهمي‪I‬ة العم‪I‬ل باألس‪I‬باب ال‪I‬تي تجع‪I‬ل من أمتن‪I‬ا أم‪I‬ة عملي‪I‬ة وناهض‪I‬ة ومتحرك‪I‬ة‪ ،‬ج‪I‬اهزة لمواجه‪I‬ة‬
‫األخطار والتحديات تمتلك مشروعًا نهضويًا كبيرًا‪،‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية‪:‬‬
‫المبدأ السادس ‪ :‬تدرج المسؤوليات والصالحيات‪:‬‬
‫يوض‪I‬ح الس‪I‬يد حس‪I‬ين ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬أن قول‪I‬ه تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و َر َفَع َبْع َض ُك ْم َفْو َق َبْع ٍض َد َرَج اٍت﴾ األنع‪I‬ام‪ ،165 :‬واإلدارة في اإلس‪I‬الم‬
‫تؤخ‪I‬ذ بنظ‪I‬ر االعتب‪I‬ار سلس‪I‬لة الم‪I‬راتب في تقس‪I‬يم المس‪I‬ؤوليات بحيث يرتب‪I‬ط جمي‪I‬ع األف‪I‬راد ويتنظم األم‪I‬ر عن طري‪I‬ق ه‪I‬ذا التسلس‪I‬ل‬
‫ولق‪I‬د ُطب‪I‬ق من‪I‬ذ ص‪I‬در اإلس‪I‬الم مب‪I‬دأ الت‪I‬درج الرئاس‪I‬ي أو م‪I‬ا يس‪I‬مى بالتسلس‪I‬ل اإلداري اله‪I‬رمي في أداء المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬ومن ذل‪I‬ك م‪I‬ا‬
‫قال‪I‬ه اإلم‪I‬ام علي في عه‪I‬ده لمال‪I‬ك األش‪I‬تر «َفِإَّن َك َف ْو َقُهْم َوَو اِلي اَأْلْم ِر َع َلْي َك َفْو َق َك َو ُهَّللا َف ْو َق َم ْن َو اَّل َك » ويش‪I‬رح الس‪I‬يد القائ‪I‬د ه‪I‬ذا‬
‫النص فيق‪I‬ول‪« :‬أنت في موق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية مع‪I‬نٌي بهم‪ ،‬مع‪I‬نٌي ب‪I‬أمرهم‪ ،‬ولكن لس‪I‬ت ص‪I‬احب الق‪I‬رار األخ‪I‬ير‪ ،‬هللا فوق‪I‬ك‪ ،‬التراتبي‪I‬ة أيض‪ًI‬ا‬
‫في المس‪I‬ؤوليات بالنس‪I‬بة لإلنس‪I‬ان في موق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية‪َ(( ،‬وَو اِلي اَأْلْم ِر َع َلْي َك َفْو َق َك ))‪ ،‬ف‪I‬ذلك احس‪I‬ب حس‪I‬اب م‪I‬ا بين‪I‬ك وبين هللا‬
‫"سبحانه وتعالى"‪ ،‬وتعامل بمسؤولية‪ ،‬والحظ هذه القيم بعين االعتبار»‪.‬‬
‫من ه‪I‬ذا نج‪I‬د‪ :‬أن التسلس‪I‬ل ي‪I‬أتي ض‪I‬من عملي‪I‬ة توزي‪I‬ع الص‪I‬الحيات بين الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة واألف‪I‬راد في إط‪I‬ار المنظوم‪I‬ة الواح‪I‬دة والعم‪I‬ل‬
‫الجم‪I‬اعي‪ ،‬ال‪I‬ذي ه‪I‬و س‪I‬مة من س‪I‬مات المنظوم‪I‬ة اإلداري‪I‬ة في اإلس‪I‬الم‪ ،‬ويمثل القاع‪I‬دة المثلى لإلدارة الص‪I‬حيحة الناجح‪I‬ة ال‪I‬تي تحف‪I‬ز الطاق‪I‬ات‬
‫واإلمكاني‪I‬ات البش‪I‬رية والمادي‪I‬ة في خدم‪I‬ة اإلدارة الص‪I‬الحة ال‪I‬تي تعتم‪I‬د على توزي‪I‬ع الص‪I‬الحيات من المس‪I‬ؤول األعلى من موق‪I‬ع القي‪I‬ادة بتسلس‪I‬ل‬
‫إداري مرتب ومنظم لمن هو دونه في سلسلة المراتب‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ السابع ‪ :‬التوازن بين الصالحيات والمسؤوليات ‪:‬‬
‫تس‪I‬تمد الص‪I‬الحيات من المس‪I‬ؤوليات فالمس‪I‬ؤولية هي ال‪I‬تزام دي‪I‬ني وأخالقي بالعم‪I‬ل تحمًال لألمان‪I‬ة والقي‪I‬ام ب‪I‬أداء الواجب‪I‬ات المطلوب‪I‬ة من‬
‫اإلنس‪I‬ان وف‪I‬ق توجيه‪I‬ات هللا‪ ،‬ول‪I‬ذلك هي ال تف‪I‬وض‪ ،‬أي ال تمنح لآلخ‪I‬رين‪ ،‬فيم‪I‬ا أن الص‪I‬الحيات يمكن تف‪I‬ويض ج‪I‬زء منه‪I‬ا للغ‪I‬ير وف‪I‬ق‬
‫شروط وضوابط ومعايير محددة‪.‬‬
‫وق‪I‬د ورد ه‪I‬ذا المب‪I‬دأ في قول‪I‬ه تع‪I‬الى‪ِ﴿ :‬تْل َك ُح ُد وُد ِهّللا َفَال َتْع َتُد وَها﴾‪ ،‬وأيض‪ًI‬ا ق‪I‬ال تع‪I‬الى‪ُ﴿ :‬ك ُّل َنْفٍس ِبَم ا َك َس َبْت َر ِهيَن ٌة﴾‪ ،‬ه‪I‬ذه اآلي‪I‬ات ت‪I‬دل‬
‫على أن اإلنس‪I‬ان مس‪I‬ؤول عن تص‪I‬رفاته وقرارات‪I‬ه‪ ،‬وتوض‪I‬ح أن ك‪I‬ل نفس ال تعم‪I‬ل عمًال إال وق‪I‬ع ج‪I‬زاؤه عليه‪I‬ا وح‪I‬دها‪ .‬وه‪I‬ذا من عالم‪I‬ات‬
‫تحم‪III‬ل المس‪III‬ؤولية لإلنس‪III‬ان‪ ،‬ق‪III‬ال تع‪III‬الى‪ِ﴿ :‬إَّن ﴾الَّس ْمَع َو اْلَبَصَر َو اْلُفَؤ اَد ُك ُّل ُأْو َلِئَك َك اَن َع ْنُه مسؤوال‪ .‬والص‪III‬الحيات مس‪III‬تمدة من‬
‫المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬ويقص‪I‬د بالص‪I‬الحيات ح‪I‬ق إعط‪I‬اء األوام‪I‬ر والتوجيه‪I‬ات للع‪I‬املين‪ ،‬وح‪I‬ق اتخ‪I‬اذ الق‪I‬رارات ض‪I‬من ح‪I‬دود معين‪I‬ة‪ ،‬وعن‬
‫الت‪I‬وازن بين الص‪I‬الحيات والمس‪I‬ؤوليات‪ ،‬فإن‪I‬ه يجب منح المك‪I‬ون أو الف‪I‬رد الص‪I‬الحيات الالزم‪I‬ة لتحقي‪I‬ق م‪I‬ا ه‪I‬و مطل‪I‬وب من‪I‬ه من مه‪I‬ام‬
‫ومس‪I‬ؤوليات‪ .،‬وعن أهمي‪I‬ة االل‪I‬تزام بالمس‪I‬ؤوليات والص‪I‬الحيات المح‪I‬ددة يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪« :‬معرف‪I‬ة اإلنس‪I‬ان بق‪I‬در نفس‪I‬ه‪ ،‬بح‪I‬دود ص‪I‬الحياته‪،‬‬
‫بح‪I‬دود مس‪I‬ؤوليته‪ ،‬والتزام‪I‬ه ب‪I‬ذلك‪ ،‬ه‪I‬و أم‪ٌI‬ر مهٌم في أداء المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬والنج‪I‬اح فيه‪I‬ا‪ ،‬والح‪I‬د من االختالالت فيه‪I‬ا‪ ،‬وض‪I‬بط األداء العملي‪ ،‬ه‪I‬ذه مس‪I‬ألة مهم‪I‬ة‬
‫ج‪I‬دًا؛ ألن البعض يري‪I‬د أن يك‪I‬ون مت‪I‬دخًال في ك‪I‬ل األم‪I‬ور‪ ،‬فيس‪I‬بب ه‪I‬ذا تض‪I‬اربًا كب‪I‬يرًا في األداء العملي‪ ،‬في المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬فيت‪I‬دخل هن‪I‬ا‪ ،‬ويخ‪I‬ل هن‪I‬ا‪ ،‬وي‪I‬ؤثر‬
‫هنا‪ ،‬ويسبب خلًال هناك»‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ الثامن ‪ :‬تغليب المصلحة العامة فوق كل اعتبار‪:‬‬

‫يؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د على أهمي‪I‬ة تغليب المص‪I‬لحة العام‪I‬ة ومص‪I‬لحة العم‪I‬ل ومرض‪I‬اة هللا ف‪I‬وق ك‪I‬ل‬
‫اعتب‪I‬ار‪ ،‬واعتماده‪I‬ا مب‪I‬دأ أساس‪I‬يًا في القي‪I‬ام بالمس‪I‬ؤوليات فيق‪I‬ول «ال ينبغي أن يتعص‪I‬ب اإلنس‪I‬ان‬
‫إرض‪I‬اًء العتبارات‪I‬ه الشخص‪I‬ية وحساس‪I‬ياته وعق‪I‬ده الشخص‪I‬ية‪ ،‬وك‪I‬بره وغ‪I‬روره‪ ،‬مص‪I‬لحة العم‪I‬ل‬
‫ومرض‪I‬اة هللا ف‪I‬وق ك‪I‬ل اعتب‪I‬ار‪ ،‬وعلى اإلنس‪I‬ان أن ي‪I‬وِّطن نفس‪I‬ه في أدائ‪I‬ه للمس‪I‬ؤولية على ه‪I‬ذا‬
‫األس‪I‬اس‪ :‬أن تك‪I‬ون مرض‪I‬اة هللا ومص‪I‬لحة العم‪I‬ل ف‪I‬وق ك‪I‬ل اعتب‪I‬ار‪ ،‬ف‪I‬وق اعتب‪I‬ار واقع‪I‬ه النفس‪I‬ي‪،‬‬
‫مكانت‪I‬ه الشخص‪I‬ية‪ ،‬أهمي‪I‬ة موقع‪I‬ه الشخص‪I‬ي‪ ،‬الحساس‪I‬يات الشخص‪I‬ية‪ ،...‬أي اعتب‪I‬ارات‪ ،‬ال تكن‬
‫على حساب مرضاة هللا‪ ،‬على حساب مصلحة العمل»‬
‫ثانيا‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ التاسع ‪ :‬الرعاية األبوية للعاملين‪:‬‬
‫االهتم‪I‬ام بش‪I‬ؤون الع‪I‬املين ورع‪I‬ايتهم وتحف‪I‬يزهم معنوي‪ًI‬ا ومادي‪ًI‬ا وبن‪I‬اؤهم وت‪I‬أهيلهم بم‪I‬ا يعينهم على االس‪I‬تقامة والقي‪I‬ام بالمس‪I‬ؤولية‬
‫يمّث ُل مب‪I‬دأ أساس‪I‬يًا في اإلس‪I‬الم‪ ،‬حيث ورد في قول‪I‬ه تع‪I‬الى‪َ﴿:‬م ْن َيْع َم ْل ِم َن الَّص اِلَح اِت ِم ْن َذ َك ٍر أو ُأْنَثى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن َفُأوَلِئ َك‬
‫َي ْد ُخ ُلوَن اْلَج َّن َة َو ال ُيْظَلُم وَن َنِق يًر ا﴾‪ .‬وأيض‪ًI‬ا في األنع‪I‬ام أي‪I‬ة (‪َ﴿ )132‬و ِلُك ٍّل َد َرَج اٌت ِمَّم ا َع ِم ُل وا َو َم ا َر ُّب َك ِبَغ اِفٍل َع َّم ا َيْع َم ُل وَن ﴾‬
‫ويؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪ -‬أن االهتم‪I‬ام بالع‪I‬املين واإلحس‪I‬ان إليهم ينعكس على ثقتهم وحس‪I‬ن أدائهم‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬للعناي‪I‬ة بهم‬
‫في أم‪II‬ورهم الكب‪II‬يرة والص‪II‬غيرة‪ ،‬واالهتم‪II‬ام بهم المعن‪II‬وي والم‪II‬ادي‪ ،‬والرعاي‪II‬ة الش‪II‬املة لهم‪ ،‬وإش‪II‬عارهم وتحسيس‪II‬هم به‪II‬ذا‬
‫االهتم‪I‬ام ب‪I‬أمرهم‪ ،‬ل‪I‬ه أث‪I‬ره الكب‪I‬ير في أن يب‪I‬ذلوا النص‪I‬يحة‪ ،‬أن يعمل‪I‬وا بج‪I‬د‪ ،‬أن يتف‪I‬اعلوا‪ ،‬أن يكون‪I‬وا ناص‪I‬حين‪ ،‬وص‪I‬ادقين‪،‬‬
‫وج‪I‬ادين‪ ،‬وك‪I‬ذلك في حس‪I‬ن الظن ب‪I‬ك‪ ،‬وه‪I‬ذا ل‪I‬ه أهميت‪I‬ه الكب‪I‬يرة؛ لكي يكون‪I‬وا مطمئ‪I‬نين نح‪I‬وك‪ ،‬ال يش‪I‬كون بم‪I‬دى اهتمام‪I‬ك‬
‫تج‪I‬اههم‪ ،‬أو يستش‪I‬عرون ع‪I‬دم مباالت‪I‬ك بهم‪ ،‬أو يتوهم‪I‬ون أن‪I‬ك غ‪I‬ير مك‪I‬ترث ب‪I‬أحوالهم‪ ،‬عن‪I‬دما يلمس‪I‬ون من جانب‪I‬ك االهتم‪I‬ام‪،‬‬
‫والمب‪I‬ادرة‪ ،‬والعناي‪I‬ة‪ ،‬سيحس‪I‬ن ظنهم ب‪I‬ك‪ ،‬ويطم‪I‬أنون إلي‪I‬ك‪ ،‬وه‪I‬ذا ل‪I‬ه أهميت‪I‬ه في اهتم‪I‬امهم العملي‪ ،‬في ج‪I‬ديتهم العملي‪I‬ة‪ ،‬في‬
‫استجابتهم للتعليمات والتوجيهات‪ ،‬وتفاعلهم على المستوى العملي»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ التاسع ‪ :‬الرعاية األبوية للعاملين‪:‬‬
‫وتجس‪I‬د اإلدارة اإلس‪I‬المية مب‪I‬دأ االل‪I‬تزام بع‪I‬دم تح‪I‬يُّز المس‪I‬ؤولين في المعامل‪I‬ة لبعض الع‪I‬املين دون وج‪I‬ه ح‪I‬ق‪ ،‬حيث إن المس‪I‬اواة‬
‫والعدال‪I‬ة بين الع‪I‬املين ينتج عنهم‪I‬ا إخالص ه‪I‬ؤالء الع‪I‬املين في أداء مه‪I‬امهم ومس‪I‬ؤولياتهم‪ ،‬ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪-‬‬
‫عن أهمي‪I‬ة العالق‪I‬ة اإليجابي‪I‬ة بمنهم في نط‪I‬اق المس‪I‬ؤولية‪« :‬العالق‪I‬ة م‪I‬ا بين‪I‬ك وبين من هم في نط‪I‬اق مس‪I‬ؤوليتك‪ ،‬يجب أن تك‪I‬ون‬
‫عالق‪ًI‬ة إيجابي‪I‬ة؛ ألن‪I‬ك لس‪I‬ت في موق‪I‬ع الخص‪I‬ومة لهم‪ ،‬وال الع‪I‬داوة لهم‪ ،‬أنت تتحم‪I‬ل مس‪I‬ؤوليًة تج‪I‬اههم‪ ،‬لخ‪I‬دمتهم‪ ،‬لالهتم‪I‬ام‬
‫ب‪I‬أمرهم‪ ،‬لنظم ش‪I‬أنهم‪ ،‬لالهتم‪I‬ام ب‪I‬أمورهم‪ ،‬فالعالق‪I‬ة بين‪I‬ك وبينهم يجب أن تك‪I‬ون عالق‪ًI‬ة إيجابي‪I‬ة‪ ،‬من جانب‪I‬ك‪ ،‬ومن ج‪I‬انبهم‪ ،‬ب‪I‬دءًا‬
‫بمشاعرك نحوهم‪ ،‬أن تكون مطمئنًا تجاههم»‪.‬‬
‫وي‪I‬بين الس‪I‬يد القائ‪I‬د آلي‪I‬ات كس‪I‬ب ثق‪I‬ة الع‪I‬املين والمجتم‪I‬ع في نط‪I‬اق المس‪I‬ؤولية‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬كي‪I‬ف تت‪I‬وفر ه‪I‬ذه الحال‪I‬ة من االطمئن‪I‬ان‬
‫إليهم‪ ،‬من حس‪I‬ن الظن بهم؟ ه‪I‬ذا يع‪I‬ود إلى إحس‪I‬انك إليهم‪ ،‬عن‪I‬دما تك‪I‬ون محس‪I‬نًا إليهم‪ ،‬ص‪I‬ادقًا معهم‪ ،‬تعم‪I‬ل لخ‪I‬دمتهم بش‪I‬كٍل‬
‫واض‪I‬ح‪ ،‬بجدي‪I‬ة تام‪I‬ة‪ ،‬بص‪I‬دٍق وإخالص‪ ،‬فله‪I‬ذا أث‪I‬ره ح‪I‬تى في مش‪I‬اعرك نح‪I‬وهم‪ ،‬أنت تتوق‪I‬ع منهم االنطب‪I‬اع اإليج‪I‬ابي‪ ،‬تج‪I‬اه‬
‫إحس‪I‬انك إليهم‪ ،‬تج‪I‬اه اهتمام‪I‬ك ب‪I‬أمرهم‪ ،‬تج‪I‬اه ص‪I‬دقك في أداء مس‪I‬ؤولياتك نح‪I‬وهم‪ ،‬تتوق‪I‬ع منهم أن يكون‪I‬وا إيج‪I‬ابيين؛ ألن‪I‬ك‬
‫تتجنب ظلمهم»‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ العاشر‪ :‬التخصص وتقسيم العمل‪:‬‬
‫يرك‪I‬ز ه‪I‬ذا المب‪I‬دأ على ج‪I‬انبين مهمين‪ ،‬األول‪ :‬التخص‪I‬ص‪ ،‬أي توزي‪I‬ع المه‪I‬ام واألعم‪I‬ال على أس‪I‬اس التخص‪I‬ص‪ ،‬س‪I‬واء على مس‪I‬توى المؤسس‪I‬ة أم الع‪I‬املين‪،‬‬
‫والثاني‪ :‬تقس‪I‬يم العم‪I‬ل بين الع‪I‬املين‪ ،‬ف‪I‬إذا زاد ع‪I‬دد األف‪I‬راد في أي عم‪I‬ل عن ف‪I‬رد واح‪I‬د‪ ،‬وجب تقس‪I‬يم العم‪I‬ل بينهم‪ ،‬وجع‪I‬ل ك‪I‬ل ف‪I‬رد مس‪I‬ؤوًال عن ج‪I‬زء من‪I‬ه‪،‬‬
‫وج‪I‬اء ه‪I‬ذا المب‪I‬دأ في وثيق‪I‬ة العه‪I‬د‪َ« :‬و اْج َع ْل ِلَر ْأِس ُك ِّل َأْم ٍر ِم ْن ُأُم وِر َك َر ْأس‪ًI‬ا ِم ْنُهْم »‪ .‬وتقس‪I‬يم العم‪I‬ل بين األف‪I‬راد وممارس‪I‬ة ك‪I‬ل ف‪I‬رد نوع‪ًI‬ا واح‪I‬دًا من العم‪I‬ل‪،‬‬
‫والتف‪I‬رغ ل‪I‬ه‪ ،‬ي‪I‬ؤدي إلى إتق‪I‬ان العم‪I‬ل‪ ،‬وإجادت‪I‬ه وإلى اكتس‪I‬اب مه‪I‬ارة كب‪I‬يرة وخ‪I‬برة في أدائ‪I‬ه‪ ،‬وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬اإلنس‪I‬ان كلم‪I‬ا‬
‫ك‪I‬برت مس‪I‬ؤوليته‪ ،‬كلم‪I‬ا احت‪I‬اج إلى من يعين‪I‬ه من الن‪I‬اس‪ ،‬ال يس‪I‬تطيع ه‪I‬و بمف‪I‬رده أن يس‪I‬توعب ك‪I‬ل التفاص‪I‬يل‪ ،‬ك‪I‬ل األم‪I‬ور‪ ،‬أن ينج‪I‬ز‬
‫ك‪II‬ل األش‪II‬ياء‪ ،‬أن يس‪II‬تقبل ك‪II‬ل ش‪II‬يء دفع ‪ًI‬ة واح‪II‬دة‪ ،‬يحت‪II‬اج إلى من يعين‪II‬ه في اس‪II‬تقبال األم‪II‬ور‪ ،‬في تنظيمه‪II‬ا‪ ،‬في ترتيبه‪II‬ا‪ ،‬في‬
‫اختص‪I‬ارها‪ ،‬في تقريبه‪I‬ا‪ ،‬وفيم‪I‬ا بع‪I‬د في إنجازه‪I‬ا‪ ،‬في متابعته‪I‬ا… إلى غ‪I‬ير ذل‪I‬ك‪ ،‬وتنظيم ه‪I‬ذه المس‪I‬ألة في إط‪I‬ار المعي‪I‬نين من ه‪I‬ؤالء‬
‫(اإلداريين‪ ،‬والكَّت اب‪ ،‬وأمن‪I‬اء الس‪I‬ر… وغ‪I‬يرهم)‪ ،‬تنظيم ه‪I‬ذه المس‪I‬ألة فيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق بالمج‪I‬االت‪ :‬ه‪I‬ذا على مج‪I‬ال ك‪I‬ذا‪ ،‬ه‪I‬ذا على مل‪I‬ف‬
‫ك‪I‬ذا‪ ،‬ه‪I‬ذا على موض‪I‬وع ك‪I‬ذا‪ ،‬مس‪I‬ألة مهم‪I‬ة ج‪I‬دًا‪ ،‬أن يتف‪I‬رغ مثًال ك‪ٌّI‬ل منهم في متابع‪I‬ة مج‪I‬ال معين‪ ،‬أو مل‪I‬ف معين‪ ،‬ليهتم بش‪I‬كٍل كب‪I‬ير‪،‬‬
‫ويس‪I‬اعدك بش‪I‬كٍل جي‪I‬د‪ ،‬م‪I‬ع مالحظ‪I‬ة قول‪I‬ه علي‪I‬ه الس‪I‬الم‪(( :‬اَل َيْقَه ُر ُه َك ِبيُر َه ا))‪ ،‬ه‪I‬ذا عم‪I‬ل ينظم عمل‪I‬ك‪ ،‬يس‪I‬اعدك على نظم عمل‪I‬ك‪،‬‬
‫عندما يكون على رأس كل أمٍر من األمور شخص يتابع‪ ،‬ولكن يمتلك الكفاءة لمتابعة ذلك المجال‪ ،‬أو ذلك الملف»‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبادئ اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫المبدأ الحادي عشر‪ :‬استيعاب السنن اإللهية‪:‬‬
‫قال هللا تع‪I‬الى‪ُ﴿ :‬ق ْل ِس يُروا ِفي اَأْلْر ِض َف اْنُظُروا َك ْي َف َب َد َأ اْلَخ ْل َق ُثَّم ُهَّللا ُيْنِش ُئ الَّنْش َأَة اآْل ِخ َر َة ِإَّن َهَّللا َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد يٌر ﴾‪،‬‬
‫يتوق‪I‬ف نج‪I‬اح االنس‪I‬ان في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة على المعرف‪I‬ة الدقيق‪I‬ة للس‪I‬نن اإللهي‪I‬ة واس‪I‬تيعابها بش‪I‬كل واٍع على وف‪I‬ق م‪I‬ا ورد في الق‪I‬رآن‬
‫الك‪I‬ريم‪ ،‬وق‪I‬د تض‪َّI‬م نت (دروس من ه‪I‬دي الق‪I‬رآن) ح‪I‬ديثًا واس‪I‬عًا عن الس‪I‬نن اإللهي‪I‬ة‪ ،‬وأهمي‪I‬ة أن تلح‪I‬ظ في مج‪I‬ال العم‪I‬ل وعالقته‪I‬ا‬
‫األساس‪I‬ية ب‪I‬التوفيق والتأيي‪I‬د والغلب‪I‬ة وخط‪I‬ورة إغفاله‪I‬ا في مس‪I‬يرة العم‪I‬ل وبن‪I‬اء األم‪I‬ة ومي‪I‬دان الص‪I‬راع‪ .‬ويؤك‪I‬د الش‪I‬هيد القائ‪I‬د على‬
‫أهمي‪I‬ة اس‪I‬تيعاب الس‪I‬نن ومقوم‪I‬ات النج‪I‬اح بقول‪I‬ه‪« :‬واإلنس‪I‬ان ال‪I‬ذي يع‪I‬رف ي‪I‬زداد إيمان‪I‬ه ووعي‪I‬ه؛ س‪I‬يجنب نفس‪I‬ه الكثير من المزال‪I‬ق‪،‬‬
‫س‪I‬يدرك كي‪I‬ف ينبغي أن يعم‪I‬ل؛ ألَّنه من خالل تأمالت‪I‬ه الكثيرة يع‪I‬رف أَّن األش‪I‬ياء أش‪I‬به بس‪I‬نن في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة‪ ،‬وله‪I‬ذا ق‪I‬ال اإلم‪I‬ام علي‪:‬‬
‫((العاق‪II‬ل من ت‪I‬دبر الع‪I‬واقب)) وكي‪I‬ف تس‪II‬تطيع أن تت‪I‬دبر الع‪I‬واقب‪ ،‬أن تع‪I‬رف أَّن أم‪I‬رًا كه‪I‬ذا تك‪I‬ون عاقبت‪I‬ه هك‪I‬ذا إال من خالل‬
‫تأمالت‪I‬ك‪ ،‬وت‪I‬دبرك للق‪I‬رآن الك‪I‬ريم‪ ،‬ولص‪I‬فحات ه‪I‬ذا الك‪I‬ون في أحداث‪I‬ه المتج‪I‬ددة والكثيرة؟ وله‪I‬ذا ق‪I‬ال في كالم آخ‪I‬ر‪( :‬العق‪I‬ل حف‪I‬ظ‬
‫التج‪I‬ارب)‪ ،‬التج‪I‬ارب هي األح‪I‬داث‪ ،‬س‪I‬واء تج‪I‬ارب تجريه‪I‬ا أنت أو أح‪I‬داث تق‪I‬ع في الحي‪I‬اة‪ ،‬هي كله‪I‬ا ال تخ‪I‬رج عن س‪I‬نن مكتوب‪I‬ة‬
‫وراء كل عمل من األعمال‪ ،‬إَّنه عمٌل ما يجر إلى نتيجة معينة‪ ،‬سواًء كانت نتيجة سيئة أو نتيجة حسنة»‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫تحقيق رضا‬
‫هلل والفوز‬
‫بالجنة‬
‫التحرر واالستقالل‬ ‫تحقيق العدل‬
‫من التبعية لألعداء‬ ‫اإللهي‬

‫إدارة الصراع مع‬


‫الطاغوت‬ ‫إعمار الأرض‬
‫ومواجهته‬ ‫أهم غايات‬
‫اإلدارة‬
‫اإلسالمية‬
‫تقديم الشاهد‬
‫على عظمة‬ ‫التغيير نحو‬
‫المشروع‬ ‫األفضل‬
‫القرآني‬
‫تحقيق الكرامة‬ ‫إصالح‬
‫والعزة‬ ‫المجتمع‬
‫لإلنسان‬
‫ثالثا ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية األولى‪ :‬تقديم الشاهد على عظمة المشروع القرآني‪:‬‬
‫‪:‬يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪﴿ :‬ي‪َI‬ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا ُك وُن وا َق َّو اِم يَن ِباْلِقْس ِط ُش َهَد اَء ِهَّلِل َو َل ْو َع َلى َأْنُفِس ُك ْم َأِو اْلَو اِل َد ْيِن َو اَأْلْق َر ِبيَن ﴾‪ ،‬إَّن‬
‫حي‪II‬اة المس‪II‬لم م‪II‬ا هي إال عب‪II‬ارة عن مجموع‪II‬ة من الس‪II‬لوكيات والتص‪II‬رفات واألعم‪II‬ال به‪II‬دف الوص‪II‬ول إلى مرض‪II‬اة رب‬
‫الع‪I‬المين‪ ،‬والق‪I‬رآن الك‪I‬ريم ق‪َّI‬د م للمس‪I‬لمين نظ‪I‬ام حي‪I‬اة وح‪I‬دد لهم أه‪I‬دافًا س‪I‬امية‪ ،‬يس‪I‬عون للوص‪I‬ول إليه‪I‬ا وح‪I‬دد الوس‪I‬ائل والسياس‪I‬ات‬
‫وال‪I‬برامج لتق‪I‬ويم النفس وتأديبه‪I‬ا وكيفي‪I‬ة تق‪I‬ديم النم‪I‬وذج ب‪I‬االلتزام بتوجيه‪I‬ات الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ ،‬وال‪I‬تي ُتع‪I‬د في األس‪I‬اس عب‪I‬ارة‬
‫عن مجموع‪I‬ة من القيم النبيل‪I‬ة والمب‪I‬ادئ والض‪I‬وابط ال‪I‬تي تحكم تص‪I‬رفات األف‪I‬راد والجماع‪I‬ات بم‪I‬ا ينص‪I‬ب في ص‪I‬الح األف‪I‬راد‬
‫والمجتم‪I‬ع‪ ،‬وفي ه‪I‬ذا الج‪I‬انب يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬هن‪I‬اك مس‪I‬ؤوليات عام‪I‬ة‪ ،‬مس‪I‬ؤوليات ك‪I‬برى‪ ،‬تن‪I‬درج تحته‪I‬ا التفاص‪I‬يل الكثيرة‪:‬‬
‫أول ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤوليات ‪ -‬وه‪I‬و في غاي‪I‬ة األهمي‪I‬ة ‪ -‬تق‪I‬ديم النم‪I‬وذج الق‪I‬رآني ه‪I‬ذه مس‪I‬ؤولية مهم‪I‬ة‪ ،‬عظيم‪I‬ة‪ ،‬مقدس‪I‬ة‪ ،‬األج‪I‬ر عليه‪I‬ا‬
‫كب‪I‬ير‪ ،‬فض‪I‬لها عظيم‪ ،‬وش‪I‬رفها كب‪I‬ير‪ ،‬تق‪I‬ديم النم‪I‬وذج الق‪I‬رآني‪ ،‬األم‪I‬ة كله‪I‬ا‪ ،‬ك‪I‬ل المس‪I‬لمين‪ ،‬ك‪I‬ل من يعت‪I‬بر نفس‪I‬ه مس‪I‬لمًا ُيق‪ُّI‬ر‬
‫ب‪I‬القرآن‪ ،‬أن‪I‬ه كت‪I‬اب هللا الح‪I‬ق‪ ،‬ال‪I‬ذي ال يأتي‪I‬ه الباط‪I‬ل من بين يدي‪I‬ه وال من خلف‪I‬ه‪ ،‬وأن واجب‪ًI‬ا حتمي‪ًI‬ا على األم‪I‬ة اتباع‪I‬ه‪ ،‬وأن‪I‬ه إلى‬
‫غ‪I‬ير ذل‪I‬ك‪ ،‬لكن ال‪I‬ذي تفتق‪I‬ر إلي‪I‬ه األم‪I‬ة‪ ،‬ال‪I‬ذي تحت‪I‬اج إلي‪I‬ه األم‪I‬ة‪ ،‬ال‪I‬ذي ه‪I‬و مس‪I‬ؤولية مهم‪I‬ة في االنتم‪I‬اء الق‪I‬رآني واإلس‪I‬المي ه‪I‬و‬
‫تقديم النموذج القرآني الحي في الواقع»‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية الثانية‪ :‬تحقيق العدل اإللهي‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬ي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا ُك وُن وا َق َّو اِم يَن ِباْلِقْس ِط ُش َهَد اَء ِهَّلِل﴾‪ ،‬والع‪I‬دل ال‪I‬ذي يق‪I‬وم علي‪I‬ه مفه‪I‬وم االس‪I‬تخالف لإلنس‪I‬ان على‬ ‫‪:‬‬
‫األرض ُيعَّبر عن مفه‪I‬وم الع‪I‬دل اإللهي كرك‪I‬يزة أساس‪I‬ية تتل‪I‬و التوحي‪I‬د هلل س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى انطالق‪ًI‬ا من اإليم‪I‬ان ب‪I‬أن هللا تع‪I‬الى ه‪I‬و مال‪I‬ك المل‪I‬ك‬
‫وح‪I‬دة وال ي‪I‬ؤثر ف‪I‬رٌد على آخ‪I‬ر‪ ،‬وعن أهمي‪I‬ة الع‪I‬دل كغاي‪I‬ة أساس‪I‬ية ال تس‪I‬تقيم الحي‪I‬اة إال به‪I‬ا‪ ،‬يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬يق‪I‬ول ‪-‬س‪I‬بحانه‬
‫وتع‪I‬الى‪َ﴿ :-‬و ِإَذ ا َح َك ْم ُتْم َبْيَن الَّناِس أن َتْح ُك ُم وا ِباْلَع ْد ِل ﴾‪ ،‬يق‪I‬ول هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪َ﴿ :-‬و ِإَذ ا ُقْلُتْم َفاْع ِد ُلوا﴾‪ ،‬ح‪I‬تى في الق‪I‬ول‪ ،‬في الكالم‪َ﴿ ،‬و َلْو َك اَن‬
‫َذ ا ُق ْر َبى﴾‪ .‬يق‪I‬ول هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ -‬في الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم‪َ﴿ :‬ي ا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَم ُن وا ُك وُن وا َق َّو اِم يَن ِباْلِقْس ِط ﴾‪ ،‬وه‪I‬ذه اآلي‪I‬ة القرآني‪I‬ة العظيم‪I‬ة هي ت‪I‬أمر‬
‫به‪I‬ذا األم‪I‬ر اإللهي المهم‪ :‬ت‪I‬أمر المؤم‪I‬نين أن يكون‪I‬وا ﴿َق َّو اِم يَن ِباْلِقْس ِط ﴾‪ ،‬بم‪I‬ا تفي‪I‬ده مف‪I‬ردة ﴿َق َّو اِم يَن ﴾ من عم‪ٍI‬ل مس‪I‬تمر‪ ،‬وس‪I‬عٍي مس‪I‬تمر‪ ،‬وبرن‪I‬امج‬
‫متكام‪I‬ل إلقام‪I‬ة القس‪I‬ط في الحي‪I‬اة‪ُ{ ،‬ش َهَد اَء ِهَّلِل َو َل ْو َع َلى َأْنُفِس ُك ْم }‪ ،‬يك‪I‬ون اإلنس‪I‬ان مس‪I‬تعدًا أن ينص‪I‬ف من نفس‪I‬ه‪ ،‬حريص‪ًI‬ا على أن ينص‪I‬ف من‬
‫نفس‪I‬ه‪َ﴿ ،‬أِو اْلَو اِل َد ْيِن َو اَأْلْق َر ِبيَن ﴾‪ ،‬ال تح‪I‬اب قريب‪I‬ك‪ ،‬ال تس‪I‬اعده على الظلم‪ ،‬اس‪I‬ع إلقام‪I‬ة الع‪I‬دل ح‪I‬تى ول‪I‬و ك‪I‬ان على نفس‪I‬ك أو أبي‪I‬ك أو قريب‪I‬ك‪ِ﴿ ،‬إْن‬
‫َيُك ْن َغ ِنًّي ا أو َفِق يًرا َفاُهَّلل َأْو َلى ِبِهَم ا﴾‪ ،‬فال الغ‪I‬ني يجاَم ل لغن‪I‬اه‪ ،‬وال الفق‪I‬ير يجام‪I‬ل لفق‪I‬ره‪ ،‬الع‪I‬دل على الجمي‪I‬ع‪َ﴿ ،‬فاَل َتَّتِبُع وا اْلَه َو ى أن َتْع ِد ُلوا َو ِإْن‬
‫َتْل ُو وا أو ُتْع ِرُض وا َفِإَّن َهَّللا َك اَن ِبَم ا َتْع َم ُلوَن َخ ِب يًرا﴾‪ .‬فنج‪I‬د على نح‪ٍI‬و ع‪I‬ام ترك‪I‬يزًا كب‪I‬يرًا على مس‪I‬ألة الع‪I‬دل‪ ،‬والس‪I‬عي إلقام‪I‬ة الع‪I‬دل‪ ،‬والح‪I‬ذر من‬
‫الظلم‪ ،‬والنظ‪I‬رة إلى الظلم كج‪I‬رم خط‪I‬ير ج‪ًّI‬د ا‪ ،‬يح‪I‬ذر اإلنس‪I‬ان من ممارس‪I‬ته‪ ،‬ويس‪I‬عى ض‪I‬من عب‪I‬اد هللا المؤم‪I‬نين كمس‪I‬ؤولية جماعي‪I‬ة‪ ،‬يتع‪I‬اون فيه‪I‬ا‬
‫المؤمنون إلقامة القسط‪ ،‬ومنع الظلم‪ ،‬والتصدي للظلم»‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية الثالثة‪ :‬إعمار األرض‪:‬‬
‫‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ُ﴿ :‬هَو َأْنَش َأُك ْم ِم َن اَأْلْر ِض َو اْس َتْع َم َر ُك ْم ِفيَها﴾‪ ،‬أي طلب إليكم أن تعمروه‪I‬ا باالس‪I‬تفادة مم‪I‬ا أودع فيه‪I‬ا من‬
‫نعم‪ ،‬بحيث يتص‪I‬رف اإلنس‪I‬ان بتحويله‪I‬ا إلى ح‪I‬ال ينتف‪I‬ع به‪I‬ا في حيات‪I‬ه أي فط‪I‬ره على أن يس‪I‬عى في طلب إعماره‪I‬ا فعم‪I‬ارة األرض‬
‫هي من فط‪I‬رة هللا في خلقه‪ .‬ويق‪I‬ول تع‪I‬الى‪َ ﴿ :‬اَل ُتْفِس ُد وا ِفي اَأْلْر ِض َبْع َد إص‪I‬الحَها﴾‪ ،‬وعم‪I‬ارة األرض تقتض‪I‬ي حمايته‪I‬ا وحظ‪I‬ر اإلفس‪I‬اد‬
‫فيه‪I‬ا بتخ‪I‬ريب عامره‪I‬ا وتل‪I‬ويث ظاهره‪I‬ا وإهالك أحيائه‪I‬ا وإتالف طيباته‪I‬ا‪ ،‬ويق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :-‬دين هللا‬
‫س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى ه‪I‬و وح‪I‬ده ال‪I‬ذي ه‪I‬و على ه‪I‬ذا النح‪I‬و‪ :‬يب‪I‬ني اإلنس‪I‬ان من داخل‪I‬ه‪ ،‬ويب‪I‬ني الحي‪I‬اة‪ ،‬يب‪I‬ني األم‪I‬ة‪ ،‬تق‪I‬وم‬
‫عم‪I‬ارة ال‪I‬دنيا على أساس‪I‬ه‪ ،‬وتق‪I‬وم عم‪I‬ارة النف‪I‬وس على أساس‪I‬ه‪ ،.....‬ألن عم‪I‬ارة الحي‪I‬اة قض‪I‬ية هي غاي‪I‬ة من‬
‫اس‪I‬تخالف اإلنس‪I‬ان؛ ألن‪I‬ه من خالل عمارته‪I‬ا تتجلى ق‪I‬درة هللا‪ ،‬وحكمت‪I‬ه‪ ،‬وت‪I‬دبيره‪ ،‬وعلم‪I‬ه‪ ،‬ورحمت‪I‬ه‪ ،‬وملك‪I‬ه‬
‫وألوهيته»‪.‬‬
‫ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪َ(« :‬و ِع َم اَر َة ِباَل ِد َها)‪ ،‬وه‪I‬ذا يش‪I‬مل ك‪I‬ل الج‪I‬وانب الخدمي‪I‬ة ال‪I‬تي تتعل‪I‬ق بخدم‪I‬ة المجتم‪I‬ع‪ ،‬الخدمي‪I‬ة‬
‫بكلها‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والنهضوية‪ ،‬والعمرانية‪ ،‬فهي عبارة تشمل جوانب كثيرة»‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية الرابعة‪ :‬إصالح المجتمع‪:‬‬
‫‪:‬من المه‪II‬ام األساس‪II‬ية في اإلس‪II‬الم ال‪II‬تي هي متعِّلق‪II‬ة بالت‪II‬دبير واإلدارة على مس‪II‬توى األم‪II‬ة أو الدول‪II‬ة العم‪II‬ل على إص‪II‬الح‬
‫المجتم‪I‬ع‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د في دروس العه‪I‬د‪َ(« :‬و اْس ِتْص اَل َح َأْهِلَها)‪ ،‬من المه‪I‬ام األساس‪I‬ية ال‪I‬تي هي متعِّلق‪I‬ة ب‪I‬أداء الدول‪I‬ة‬
‫في النظ‪I‬ام اإلس‪I‬المي‪ :‬العم‪I‬ل على إص‪I‬الح المجتم‪I‬ع؛ ليك‪I‬ون المجتم‪I‬ع مجتمع‪ًI‬ا ص‪I‬الحًا‪ ،‬ه‪I‬ذه من المه‪I‬ام الرئيس‪I‬ية‪ ،‬أن يك‪I‬ون‬
‫هن‪I‬اك عناي‪I‬ة كب‪I‬يرة ب‪I‬المجتمع‪ ،‬كب‪I‬ارًا وص‪I‬غارًا؛ لكي يك‪I‬ون مجتمع‪ًI‬ا ص‪I‬الحًا‪ ،‬مجتمع‪ًI‬ا من خالل التربي‪I‬ة اإليماني‪I‬ة‪ ،‬من خالل‬
‫التعليم الن‪I‬افع الص‪I‬حيح‪ ،‬من خالل العم‪I‬ل اإلعالمي‪ ،‬من خالل ال‪I‬برامج العملي‪I‬ة الواس‪I‬عة‪ ،‬يك‪I‬ون مجتمع‪ًI‬ا ص‪I‬الحًا‪ ،‬ت‪I‬ربى على‬
‫اإليمان‪ ،‬على القيم الفضلى»‪.‬‬
‫ويق‪I‬ول أيض‪I‬ا‪« :‬اإلس‪I‬الم يأخ‪I‬ذ بعين االعتب‪I‬ار العناي‪I‬ة باإلنس‪I‬ان لبنائ‪I‬ه وتأهيل‪I‬ه‪ ،‬ليس‪I‬مو‪ ،‬لتتكام‪I‬ل ل‪I‬ه انس‪I‬انيته‪ ،‬لي‪I‬ؤِّد ي دوره في‬
‫الحي‪II‬اة كمس‪II‬تخلٍف هلل في األرض على أرقى مس‪II‬توى‪ ،‬وه‪II‬ذا التأهي‪II‬ل يحت‪II‬اج إلى مب‪II‬ادئ‪ ،‬إلى قيم‪ ،‬ي‪II‬تربى عليه‪II‬ا اإلنس‪II‬ان‪،‬‬
‫تترس‪I‬خ في وج‪I‬دان اإلنس‪I‬ان قناع‪ًI‬ة وإيمان‪ًI‬ا‪ ،‬يحت‪I‬اج إلى اكتس‪I‬اب مه‪I‬ارات عملي‪I‬ة تس‪I‬اعده لكي يك‪I‬ون به‪I‬ذا المس‪I‬توى الفاع‪I‬ل في‬
‫أدائه‪ ،‬وفي النهوض بمسؤولياته‪ ،‬وفي القيام بدوره كخليفٍة هلل في األرض»‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية الخامسة‪ :‬تحقيق الكرامة والعزة لإلنسان‪:‬‬
‫‪:‬تؤدي اإلدارة في اإلس‪I‬الم مهامه‪I‬ا ومس‪I‬ؤولياتها بتق‪I‬ديم الخدم‪I‬ة إلى جمي‪I‬ع الن‪I‬اس دون تمي‪I‬يز لفئ‪I‬ة أو ل‪I‬ون أو ع‪I‬رق أو لس‪I‬ان أو‬
‫منزل‪I‬ة اجتماعي‪I‬ة أو ح‪I‬تى معتق‪I‬د دي‪I‬ني وخاص‪I‬ة في الحق‪I‬وق العام‪I‬ة يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬لَقْد َك َّر ْم َنا َبِني آَد َم ﴾ اإلس‪I‬راء‪،70:‬‬
‫وه‪I‬و خط‪I‬اب لإلنس‪I‬ان ‪ -‬كإنس‪I‬ان ‪ -‬بغض النظ‪I‬ر عن لون‪I‬ه أو معتق‪I‬ده أو انتمائ‪I‬ه‪ ،‬ويق‪I‬ول أم‪I‬ير المؤم‪I‬نين علي بن أبي ط‪I‬الب‪:‬‬
‫«الن‪I‬اس ص‪I‬نفان‪ ،‬إم‪I‬ا أخ ل‪I‬ك في ال‪I‬دين أو نظ‪I‬ير ل‪I‬ك في الخل‪I‬ق»‪ ،‬ويوض‪I‬ح الس‪I‬يد القائ‪I‬د المقص‪I‬ود ب‪I‬التكريم‪ ،‬حيث‬
‫يق‪I‬ول‪« :‬من أهم الغاي‪I‬ات لرس‪I‬الة هللا الع‪I‬زة تك‪I‬ريم اإلنس‪I‬ان وع‪I‬زة اإلنس‪I‬ان ح‪I‬تى يتحق‪I‬ق لإلنس‪I‬ان الكرام‪I‬ة والع‪I‬زة؛‬
‫ألن هللا ك‪ّI‬رم ب‪I‬ني آدم‪ ،‬وهللا ك‪I‬ريم وأك‪I‬رم مخلوقات‪I‬ه وق‪َّI‬د م دين‪I‬ه بطريق‪I‬ة عظيم‪I‬ة كريم‪I‬ة وي‪I‬ترتب عليه‪I‬ا الكرام‪I‬ة‬
‫والع‪I‬زة»‪ ،‬ويق‪I‬ول أيض‪ًI‬ا‪« :‬أول م‪I‬ا في اإلس‪I‬الم‪ ،‬أول م‪I‬ا في الرس‪I‬الة اإللهي‪I‬ة‪ ،‬وأعظم م‪I‬ا في الرس‪I‬الة اإللهي‪I‬ة أنه‪I‬ا‬
‫رسالة تنقذ اإلنسان وتحرره من استعباد أخيه اإلنسان ومن استغالل اإلنسان له (اإلنسان اآلخر)»‪.‬‬
‫ويؤك‪I‬د على أهمي‪I‬ة التعام‪I‬ل م‪I‬ع المواط‪I‬نين على قاع‪I‬دة األخ‪I‬وة اإليماني‪I‬ة أو الرابط‪I‬ة اإلنس‪I‬انية دون تمي‪I‬يز‪ ،‬والح‪I‬رص على‬
‫كرامة اإلنسان كإنسان كَّرمه هللا‪،‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية السادسة‪ :‬إدارة الصراع مع الطاغوت ومواجهته‪:‬‬
‫‪:‬اإلدارة وس‪I‬يلة أساس‪I‬ية في إدارة الص‪I‬راع م‪I‬ع الط‪I‬اغوت ومواجهت‪I‬ه في ش‪I‬تى المج‪I‬االت وت‪I‬ؤدي دورًا مهم‪ًI‬ا في مي‪I‬دان المواجه‪I‬ة‬
‫م‪I‬ع األع‪I‬داء عن طري‪I‬ق التعام‪I‬ل م‪I‬ع التح‪I‬ديات والمخ‪I‬اطر والتهدي‪I‬دات والبن‪I‬اء الش‪I‬امل والمتكام‪I‬ل في جمي‪I‬ع المج‪I‬االت الثقافي‪I‬ة‬
‫واالقتص‪I‬ادية والعس‪I‬كرية واألمني‪I‬ة واإلعالمي‪I‬ة‪ ،‬ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬هللا "س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى" عن‪I‬دما ق‪I‬ال في‬
‫الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم‪َ﴿ :‬و َأِع ُّد وا َلُهْم َم ا اْس َتَطْع ُتْم ِم ْن ُق َّوٍة َو ِم ْن ِرَب اِط اْلَخ ْي ِل ُتْر ِهُب وَن ِب ِه َع ُد َّو ِهَّللا َو َع ُد َّو ُك ْم َو آَخ ِريَن ِم ْن ُد وِنِهْم اَل‬
‫َتْع َلُم وَنُهُم ُهَّللا َيْع َلُم ُهْم َو َم ا ُتْنِفُق وا ِم ْن َش ْي ٍء ِفي َس ِبيِل ِهَّللا ُي َو َّف ِإَلْيُك ْم َو َأْنُتْم اَل ُتْظَلُم وَن ﴾»‪[ .‬األنف‪I‬ال‪ :‬اآلي‪I‬ة‪ ،]60‬ه‪I‬ذه اآلي‪I‬ة‬
‫لوح‪I‬دها ل‪I‬و عم‪I‬ل به‪I‬ا المس‪I‬لمون‪ ،‬لم‪I‬ا ك‪I‬انوا وص‪I‬لوا في ه‪I‬ذا ال‪I‬زمن إلى م‪I‬ا وص‪I‬لوا إلي‪I‬ه من الض‪I‬عف‪ ،‬لك‪I‬انوا هم‬
‫أق‪I‬وى األمم‪ ،‬وأمن‪I‬ع األمم‪ ،‬وأع‪I‬ز األمم بكله‪I‬ا‪ ،‬ولكي ينهض‪I‬وا من جدي‪I‬د‪ ،‬لكي يتحول‪I‬وا إلى أم‪ٍI‬ة قوي‪I‬ة من جدي‪I‬د‪،‬‬
‫الب‪َّI‬د لهم من العم‪I‬ل به‪I‬ذه اآلي‪I‬ة‪ ،‬أن يستش‪I‬عروا الخط‪I‬ر‪ ،‬والتح‪I‬دي المتمثل بع‪I‬دوهم‪ ،‬وأن يتجه‪I‬وا إلع‪I‬داد ك‪I‬ل م‪I‬ا‬
‫يس‪I‬تطيعون من الق‪I‬وة في ك‪I‬ل المج‪I‬االت‪ :‬على المس‪I‬توى العس‪I‬كري الق‪I‬وة العس‪I‬كرية‪ ،‬على المس‪I‬توى االقتص‪I‬ادي‪...‬‬
‫على كل المجاالت‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية السابعة‪ :‬التحرر واالستقالل من التبعية لألعداء‪:‬‬
‫‪:‬يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل ﴿َي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا اَل َتَّتِخ ُذ وا اْلَيُه وَد َو الَّنَص اَر ى َأْو ِلَي اَء َبْع ُض ُهْم َأْو ِلَي اُء َبْع ٍض َو َم ْن‬
‫َيَت َو َّلُهْم ِم ْنُك ْم َفِإَّنُه ِم ْنُهْم أن َهَّللا اَل َيْه ِد ي اْلَقْو َم الَّظاِلِم يَن ﴾‪ ،‬يؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د على أهمي‪I‬ة تحص‪I‬ين األم‪I‬ة وتحريره‪I‬ا‬
‫من كاف‪I‬ة أش‪I‬كال العبودي‪I‬ة للط‪I‬اغوت بقول‪I‬ه‪« :‬ك‪I‬ان الرس‪I‬ول "ص‪I‬لوات هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ه" بحركت‪I‬ه في تبلي‪I‬غ‬
‫رس‪I‬الة هللا‪ ،‬وإقام‪I‬ة دين هللا‪ ،‬يح‪I‬دث تغي‪I‬يرًا في الواق‪I‬ع‪ ،‬ويب‪I‬ني مس‪I‬يرة الحي‪I‬اة على أس‪I‬اس االس‪I‬تقالل عن التبعي‪I‬ة‬
‫للط‪I‬اغوت‪ ،‬والتح‪I‬رر عن العبودي‪I‬ة لم‪I‬ا س‪I‬وى هللا "س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى"‪ ،‬وإخض‪I‬اع الن‪I‬اس وتعبي‪I‬دهم هلل رِّب الع‪I‬المين‬
‫فحس‪I‬ب‪ ،‬وه‪I‬ذا م‪I‬ا يقل‪I‬ق الطغ‪I‬اة‪ ،‬والمجرم‪I‬ون‪ ،‬والمتك‪I‬برون‪ ،‬ال‪I‬ذين يري‪I‬دون أن تبقى لهم س‪I‬يطرتهم التام‪I‬ة على‬
‫الن‪I‬اس‪ ،‬وأن يس‪I‬تعبدوهم‪ ،‬وأن تك‪I‬ون ك‪I‬ل ش‪I‬ؤون الن‪I‬اس بم‪I‬ا يع‪I‬زز نف‪I‬وذهم‪ ،‬ت‪I‬دار‪ ،‬ت‪I‬دَّبر‪ ،‬يف‪I‬رض فيه‪I‬ا م‪I‬ا يع‪I‬زز‬
‫نف‪I‬وذهم‪ ،‬ويمِّك نهم من الس‪I‬يطرة أك‪I‬ثر وأك‪I‬ثر‪ ،‬في حال‪ٍI‬ة هي حال‪I‬ة اس‪I‬تعباٍد للن‪I‬اس‪ ،‬يفرض‪I‬ون فيه‪I‬ا على الن‪I‬اس م‪I‬ا‬
‫يش‪II‬اؤون هم‪ ،‬وف‪II‬ق أه‪II‬واء أنفس‪II‬هم‪ ،‬وم‪II‬ا يري‪II‬دون هم‪ ،‬وف‪II‬ق مص‪II‬الحهم ورغب‪II‬اتهم‪ ،‬في حال ‪ٍI‬ة من االس‪II‬تعباد‬
‫واالستغالل»‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية الثامنة‪ :‬تحقيق رضا هللا والفوز بالجنة‪:‬‬
‫يق‪I‬ول أم‪I‬ير المؤم‪I‬نين علي‪I‬ه الس‪I‬الم‪(( :‬رض‪I‬ا هللا س‪I‬بحانه أق‪I‬رب غاي‪I‬ة ُتدرك))‪ .‬فرض‪I‬ا هللا س‪I‬بحانه ه‪I‬و اله‪I‬دف الكب‪I‬ير‪ ،‬وق‪I‬د بعث هللا األنبي‪I‬اء‬ ‫‪:‬‬
‫والُر س‪I‬ل وأرس‪I‬ل الُك تب وبَّين فيه‪I‬ا م‪I‬ا ُيري‪I‬د وم‪I‬ا ال ُيري‪I‬د‪ ،‬فالعم‪I‬ل به‪I‬ذه الُك تب‪ ،‬وبم‪I‬ا يقول‪I‬ه األنبي‪I‬اء وم‪I‬ا يقدم‪I‬ه أعالم اله‪I‬دى عليهم الس‪I‬الم‬
‫ه‪I‬و تحقي‪I‬ق لمرض‪I‬اة هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬ويق‪I‬ول أم‪I‬ير المؤم‪I‬نين علي‪I‬ه الس‪I‬الم في ذل‪I‬ك‪(( :‬إَّن لإلس‪I‬الم غاي‪I‬ة ف‪I‬انتهوا إلى غايت‪I‬ه وأخرج‪I‬وا‬
‫إلى هللا مم‪II‬ا اف‪II‬ترض عليكم ِم ن حقوق‪II‬ه))‪ ،‬فالعم‪II‬ل باإلس‪II‬الم ه‪II‬و م‪II‬ا يري‪II‬ده هللا تب‪II‬ارك وتع‪II‬الى‪ ،‬وغاي‪II‬ة اإلس‪II‬الم هي إخ‪II‬راج الحق‪II‬وق‬
‫المفروض‪I‬ة على المس‪I‬لم ح‪ّI‬ق نفس‪I‬ه علي‪I‬ه‪ ،‬وح‪ّI‬ق اآلخ‪I‬رين علي‪I‬ه‪ ،‬وح‪I‬ق هللا علي‪I‬ه‪ ،‬وب‪I‬ذلك تتحق‪I‬ق الغاي‪I‬ة الك‪I‬برى واله‪I‬دف األس‪I‬مى ِم ن‬
‫الخليقة‪.‬‬
‫ول‪I‬ذلك فمن غ‪I‬ير الحكم‪I‬ة أن تقتص‪I‬ر العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة على المس‪I‬تقبل ال‪I‬دنيوي ‪ -‬مرحل‪I‬ة الحي‪I‬اة ال‪I‬دنيا القص‪I‬يرة الفاني‪I‬ة ‪ -‬وإغف‪I‬ال المس‪I‬تقبل‬
‫األب‪I‬دي ‪ -‬الحي‪I‬اة األخ‪I‬رى األبدي‪I‬ة الخال‪I‬دة وفي ه‪I‬ذا الج‪I‬انب يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪« :‬الغاي‪I‬ة المهم‪I‬ة ال‪I‬تي يجب أن ينش‪I‬دها اإلنس‪I‬ان من ك‪I‬ل‬
‫عم‪I‬ل ص‪I‬الح هي‪ :‬أن يحظى برض‪I‬ا هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬أن يحص‪I‬ل على رض‪I‬وان من هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ..‬ه‪I‬ذه هي الغاي‪I‬ة‬
‫المهم‪I‬ة وه‪I‬ذا ه‪I‬و المطلب الكب‪I‬ير ال‪I‬ذي يجب أن ينش‪I‬ده ك‪I‬ل مس‪I‬لم؛ ألن تحت ه‪I‬ذا الخ‪I‬ير كل‪I‬ه في ال‪I‬دنيا وفي اآلخ‪I‬رة‪ ،‬وفي أن‬
‫يحص‪I‬ل على رض‪I‬وان هللا في ال‪I‬دنيا يرع‪I‬اه هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬يحوط‪I‬ه بعنايت‪I‬ه يوفق‪I‬ه ي‪I‬دافع عن‪I‬ه يرش‪I‬ده يس‪ِّI‬ير الخ‪I‬ير للن‪I‬اس‬
‫على يديه»‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم غايات اإلدارة اإلسالمية ‪:‬‬
‫الغاية التاسعة‪ :‬التغيير نحو األفضل‪::‬‬
‫‪:‬قال تع‪I‬الى‪ِ :‬‬
‫﴿إَّن َهَّللا اَل ُيَغ ِّيُر َم ا ِبَقْو ٍم َح َّتى ُيَغ ِّيُروا َم ا ِبَأْنُفِس ِهْم ﴾‪ ،‬والتغي‪I‬ير وف‪I‬ق ه‪I‬ذا المفه‪I‬وم ق‪I‬د يك‪I‬ون من الس‪I‬يء إلى األفض‪I‬ل أو‬
‫من الض‪I‬عف إلى الق‪I‬وة نتيج‪I‬ة إح‪I‬داث تغي‪I‬ير إيج‪I‬ابي‪ ،‬وه‪I‬و ن‪I‬وع من العم‪I‬ل الص‪I‬الح ال‪I‬ذي يرض‪I‬ي هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،‬يؤك‪I‬د‬
‫الس‪I‬يد القائ‪I‬د على أهمي‪I‬ة ذل‪I‬ك ق‪I‬ائًال‪«:‬نحن بحاج‪I‬ة إلى أن نقتن‪I‬ع بض‪I‬رورة التغي‪I‬ير‪ ،‬أن نقتن‪I‬ع بض‪I‬رورة التغي‪I‬ير‪ ،‬وأن ال نك‪I‬ون‬
‫حساس‪I‬ين تج‪I‬اه مس‪I‬ألة التغي‪I‬ير‪ ،‬ال‪I‬زمن يتط‪َّI‬و ر‪ ،‬المراح‪I‬ل ه‪I‬ذه مراح‪I‬ل ق‪I‬د تط‪َّI‬و ر البش‪I‬ر فيه‪I‬ا بكثير‪ ،‬وبحاج‪I‬ة إلى تط‪I‬وير ك‪I‬ل‬
‫ش‪I‬يء‪ ،‬فال ب‪َّI‬د من تفُّهم عملي‪I‬ة التغي‪I‬ير‪ ،‬والتوج‪I‬ه فعلي‪ًI‬ا نح‪I‬و التغي‪I‬ير‪ ،‬ويب‪I‬دأ التغي‪I‬ير في األنفس‪ ،‬في الفك‪I‬رة‪ ،‬وفي النظ‪I‬رة‪ ،‬وفي‬
‫االهتم‪I‬ام النفس‪I‬ي‪ ،‬وفي التوج‪I‬ه النفس‪I‬ي‪ ،‬وفي اإلرادة‪ ،‬يب‪I‬دأ التغي‪I‬ير هن‪I‬ا‪ ،‬هللا ‪-‬ج‪َّI‬ل ش‪I‬أنه‪ -‬ق‪I‬ال‪ِ﴿ :‬إَّن َهّللا َال ُيَغ ِّي ُر َم ا ِبَق ْو ٍم َح َّتى‬
‫ُيَغ ِّي ُروْا َم ا ِبَأْنُفِس ِهْم ﴾ (الرع‪I‬د‪ ،)11 :‬م‪I‬ا ال‪I‬ذي س‪I‬تغيره بنفس‪I‬ك؟ ه‪I‬ل س‪I‬تجري عملي‪I‬ات جراحي‪I‬ة الن‪I‬تزاع القلب والكلى‪ ،‬وتب‪I‬ديل‬
‫ضًا لطبيع‪I‬ة التوجه‪I‬ات وتص‪I‬حيحها‪،‬‬ ‫ه‪I‬ذه المع‪I‬دات؟ التغي‪I‬ير لألفك‪I‬ار الخاطئ‪I‬ة‪ ،‬للنظ‪I‬رات الخاطئ‪I‬ة‪ ،‬للمف‪I‬اهيم الخاطئ‪I‬ة‪ ،‬والتغي‪I‬ير أي ‪I‬‬
‫وامتالك اإلرادة الص‪I‬حيحة‪ ،‬ه‪I‬ذا التغي‪I‬ير ال‪I‬ذي س‪I‬يتغير على أساس‪I‬ه الواق‪I‬ع بكل‪I‬ه‪ ،‬الواق‪I‬ع كل‪I‬ه»‪ .‬وب‪I‬ذلك يوض‪I‬ح الس‪I‬يد القائ‪I‬د‬
‫مفهوم التغيير المطلوب المتمثل في امتالك الرؤية الحكيمة واإلدارة الصحيحة التي تؤدي إلى تغيير الواقع بكله ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬اإلدارة في اإلسالم‬
‫يتوقع بعد دراسة الفصل الثاني من المقرر أن يكون الدارس قادرًا‬
‫بعون هللا على ‪:‬‬

‫ُيبين أهمية‬
‫يوضح أهمية‬ ‫ُيعــرف مفهــوم‬ ‫يبين مفهوم‬ ‫اإلدارة‬
‫اإلدارة‬ ‫اإلدارة اإلسالمية‪،‬‬ ‫المسؤوليات‬ ‫يتحدث عن‬ ‫اإلسالمية‬
‫ويبين مفهوم‬ ‫النماذج القرآنية‬ ‫وفوائدها‪،‬‬
‫اإلسالمية‬ ‫العملية اإلدارية‬
‫اإلدارية‬ ‫في تطبيق‬ ‫ويوضح اآلثار‬
‫ويبين أهم‬ ‫والمسؤوليات‬ ‫كمنظومة‬ ‫مفاهيم اإلدارة‬ ‫المترتبة على‬
‫سماتها‬ ‫اإلدارية كمنظومة‬ ‫متكاملة‬ ‫وأداء المسؤولية‬ ‫العشوائية‬
‫وخصائصها‪.‬‬ ‫متكاملة ومترابطة‪.‬‬ ‫ومترابطة‪.‬‬ ‫وضعف‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫مفهوم اإلدارة ‪:‬‬
‫اللف‪I‬ظ ال‪I‬ذي اس‪I‬تخدمه المس‪I‬لمون للدالل‪I‬ة على مع‪I‬نى اإلدارة ه‪I‬و لف‪I‬ظ (الت‪I‬دبير)‪ ،‬كم‪I‬ا ورد لف‪ُI‬ظ الت‪I‬دبير‬
‫في آي‪I‬ات كثيرة‪ ،‬منه‪I‬ا‪ُ ﴿:‬يَد ِّبُر اَأْلْم َر ِم َن الَّس َم اِء ِإَلى اَأْلْر ِض ُثَّم َيْع ُرُج ِإَلْي ِه ِفي َي ْو ٍم َك اَن ِم ْق َد اُر ُه َأْل َف‬
‫َس َنٍة ِمَّم ا َتُع ُّد وَن ﴾‪ ،‬فاللف‪I‬ظ ي‪I‬بين أن هللا ه‪I‬و الم‪I‬دبر وأن هللا به‪I‬ذا اللف‪I‬ظ ي‪I‬بين دق‪I‬ة وكم‪I‬ال وعظم‪I‬ة‬
‫الت‪I‬دبير ال‪I‬ذي يش‪I‬هد لن‪I‬ا بكم‪I‬ال هللا وأن‪I‬ه ه‪I‬و المس‪I‬تحق بالعب‪I‬ادة والش‪I‬هادة ل‪I‬ه ون‪I‬رى هن‪I‬ا أن لف‪I‬ظ (ت‪I‬دبير)‬
‫أش‪َّI‬م ل وأعم من إدارة ففي الت‪I‬دبير ت‪I‬دبر وتَّم عن وتفك‪I‬ير في عظم‪I‬ة هللا في إدارة الك‪I‬ون وش‪I‬ؤون خلق‪I‬ه‬
‫ومن هن‪I‬ا نتعلم درس‪ًI‬ا عظيم‪I‬ا في أن نح‪I‬رص على اختي‪I‬ار أفض‪ُّI‬ل الط‪I‬رق لتأدي‪I‬ة األعم‪I‬ال ودقته‪I‬ا و‬
‫يمكن الق‪II‬ول ب‪II‬أن مفه‪II‬وم الت‪II‬دبير مص‪II‬طلح متكام‪II‬ل يش‪II‬مل جمي‪II‬ع المف‪II‬اهيم والوظ‪II‬ائف في اإلدارة‬
‫ومف‪I‬اهيم مختلف‪I‬ة في مج‪I‬االت الحي‪I‬اة س‪I‬واء ال‪I‬تي تس‪I‬تخدم في العل‪I‬وم التطبيقي‪I‬ة واإلنس‪I‬انية الكوني‪I‬ة أو‬
‫الغيبية‪.‬‬
‫مفهوم اإلدارة ‪:‬‬
‫باإلض‪II‬افة أن لإلدارة ع‪II‬دة مف‪II‬اهيم أخ‪II‬رى في المش‪II‬روع الق‪II‬رآني فت‪II‬أتي باإلض‪II‬افة الى‬
‫مع‪I‬ني الت‪I‬دبير ت‪I‬أتي بمع‪I‬نى الوالي‪I‬ة "‪ .‬اإلدارة بأص‪I‬لها الحقيقي تن‪I‬درج ض‪I‬من مفه‪I‬وم‬
‫الوالي‪I‬ة باعتب‪I‬ار اس‪I‬ناد الوالي‪I‬ة الى الف‪I‬رد مس‪I‬ؤولية تتواله‪I‬ا قي‪I‬ادة رباني‪I‬ة مؤهل‪I‬ة على تحم‪I‬ل‬
‫المس‪I‬ؤولية وتحم‪I‬ل ك‪I‬ل الص‪I‬فات المؤهل‪I‬ة إلدارة ش‪I‬ؤون االم‪I‬ة وت‪I‬أتي بمع‪I‬نى الرعاي‪I‬ة "‬
‫واإلدارة هي رعاي‪I‬ة تهتم بالج‪I‬انب اإلنس‪I‬اني ع‪I‬بر برامجه‪I‬ا االيماني‪I‬ة كالتفق‪I‬د واإلحس‪I‬ان‬
‫ِن‬‫ا‬ ‫َد‬ ‫ِل‬ ‫ا‬ ‫َو‬ ‫ْل‬‫ا‬ ‫ُد‬ ‫َّق‬‫َف‬‫َت‬‫َي‬ ‫ا‬ ‫ِهْم‬
‫ِر َم‬ ‫و‬ ‫ُم‬‫ُأ‬ ‫ْن‬ ‫ِم‬ ‫ْد‬ ‫َّق‬‫َف‬‫َت‬ ‫َّم‬‫ُث‬ ‫واالهتم‪I‬ام الع‪I‬ام يق‪I‬ول االم‪I‬ام علي علي‪I‬ه الس‪I‬الم "‪(( :‬‬
‫ِم ْن َو َل ِدِهَم ا)) وهن‪I‬ا ي‪I‬ذكر الس‪I‬يد القائ‪I‬د يحفظ‪I‬ه هللا يق‪I‬ول َتَفُّق د الرعاي‪I‬ة األبوي‪I‬ة‪ ،‬ال‪I‬تي فيه‪I‬ا‬
‫اهتماٌم بأمورهم وظروفهم وأحوالهم‪ ،‬والعناية بهم في ذلك‪.‬‬
‫تعريف اإلدارة‪:‬‬
‫وردت تع‪I‬اريف كثيرة لإلدارة يختل‪I‬ف معناه‪I‬ا ب‪I‬اختالف وجه‪I‬ة نظ‪I‬ر الكت‪I‬اب والب‪I‬احثين ح‪I‬ول تعري‪I‬ف اإلدارة‪ ،‬إال‬
‫أَّن هن‪I‬اك اتفاق‪I‬ا فيم‪I‬ا بينهم على أن اإلدارة ال‪I‬تي يمارس‪I‬ها جمي‪I‬ع الم‪I‬ديرين في المس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة المختلف‪I‬ة هي‪:‬‬
‫"عملي‪II‬ة مس‪II‬تمرة لالس‪II‬تفادة القص‪II‬وى من الم‪II‬وارد المتاح‪II‬ة من خالل العملي‪II‬ات المتكامل‪II‬ة للتخطي‪II‬ط‪ ،‬والتنظيم‪،‬‬
‫والتوجي‪I‬ه‪ ،‬والتفق‪I‬د والتق‪I‬ييم به‪I‬دف تحقي‪I‬ق األه‪I‬داف بكف‪I‬اءة وفاعلي‪I‬ة في ظ‪I‬ل ظ‪I‬روف بيئي‪I‬ة مناس‪I‬بة م‪I‬ع مراع‪I‬اة‬
‫االهتمام باألفراد وتعليمهم وتدريبهم واالرتقاء بمستواهم اإليماني والعملي‪.‬‬
‫كم‪II‬ا يعرفه‪II‬ا البعض بأنه‪II‬ا‪ " :‬مجموع‪II‬ة من المس‪II‬ؤوليات والقيم والمع‪II‬ارف واألنش‪II‬طة والخ‪II‬برات والتج‪II‬ارب‬
‫واأله‪I‬داف المرتبط‪I‬ة باالس‪I‬تفادة من ك‪I‬ل الق‪I‬وى البش‪I‬رية والم‪I‬وارد الطبيعي‪I‬ة وتوجيهه‪I‬ا نح‪I‬و تحقي‪I‬ق الحي‪I‬اة الطيب‪I‬ة‬
‫لألم‪I‬ة وت‪I‬أتي بتعري‪I‬ف أخ‪I‬ر بأنه‪I‬ا‪ :‬عملي‪I‬ة ت‪I‬دبير وتس‪I‬يير ش‪I‬ئون االم‪I‬ة لتحقي‪I‬ق الغاي‪I‬ة من وج‪I‬وده ع‪I‬بر م‪I‬ا س‪I‬خره هللا ل‪I‬ه‬
‫من النعم اإللهي‪I‬ة‪ ,‬ومن خالل ذل‪I‬ك تتن‪I‬وع وتت‪I‬درج إدارة الش‪I‬أن الع‪I‬ام إلى إدارة الش‪I‬ؤون السياس‪I‬ية واالقتص‪I‬ادية‬
‫واالجتماعية والتربوية والعسكرية واألمنية والقضائية ‪ ....‬الخ‬
‫تعريف اإلدارة‪:‬‬
‫من خالل التعري‪II‬ف الس‪II‬ابق والعدي‪II‬د من التعريف‪II‬ات يظه‪II‬ر لن‪II‬ا أن االدارة اإلس‪II‬المية تنحص‪II‬ر بأربع‪II‬ة ج‪II‬وانب‬
‫أساسية‪ :‬الفطرة والقيم والعلم والخبرة كما في الشكل‪:‬‬

‫تجارب وخبرات‬ ‫فطرة‬


‫التدبير الوالية‬
‫اإلدارة‬

‫علم‬ ‫قيم‬ ‫الرعاية‬


‫تعريف اإلدارة‪:‬‬
‫‪ )1‬اإلدارة فطرة‬
‫اإلدارة في أص‪I‬لها من األم‪I‬ور الفطري‪I‬ة ال‪I‬تي ه‪I‬دى هللا الن‪I‬اس إليه‪I‬ا حيث يمارس‪I‬ها اإلنس‪I‬ان بص‪I‬ورة‬
‫عفوي‪I‬ة في حيات‪I‬ه وتص‪I‬رفاته‪ ،‬ثم إذا تأملن‪I‬ا ودققن‪I‬ا في ص‪I‬فحات الت‪I‬اريخ س‪I‬نجد كي‪I‬ف ك‪I‬انت اإلدارة‬
‫س‪I‬لوكًا تربوي‪ًI‬ا ووس‪I‬يلة عملي‪I‬ة في تح‪I‬رك انبي‪I‬اء هللا ورس‪I‬له من‪I‬ذ بداي‪I‬ة الت‪I‬اريخ ونلح‪I‬ظ ذل‪I‬ك من خالل‬
‫م‪I‬ا س‪I‬طره الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم وه‪I‬و يس‪I‬رد لن‪I‬ا قصص‪I‬هم وكي‪I‬ف ك‪I‬انت ح‪I‬ركتهم وإدارتهم لق‪I‬ومهم وكي‪I‬ف‬
‫ك‪I‬انت أعم‪I‬الهم منظم‪I‬ة وممارس‪I‬تهم له‪I‬ا بص‪I‬ورة عملي‪I‬ة دقيق‪I‬ة و ناجح‪I‬ة وبه‪I‬ذا الص‪I‬دد فق‪I‬د تم إع‪I‬داد‬
‫ه‪I‬ذه الكت‪I‬اب ليل‪I‬بي جانب‪ًI‬ا مهم‪ًI‬ا من مس‪I‬ار التعليم اإلداري‪ ،‬وق‪I‬د حرص‪I‬نا على أن تك‪I‬ون مواض‪I‬يعه‬
‫متوافق‪I‬ة م‪I‬ع ثقافتن‪I‬ا وقيمن‪I‬ا وتض‪I‬مينها مب‪I‬ادئ وتوجيه‪I‬ات هام‪I‬ة من الثقاف‪I‬ة القرآني‪I‬ة وكالم أعالم اله‪I‬دى‬
‫مما يكسبها طابعا متميزًا ومؤثرًا‪.‬‬
‫تعريف اإلدارة‪:‬‬
‫‪ )2‬اإلدارة قيم‬
‫بم‪III‬ا أن اإلدارة ب‪III‬المنظور الق‪III‬رآني امت‪III‬داد لوالي‪III‬ة هللا على عب‪III‬اده‪ ,‬فبالتأكي‪III‬د أن ج‪III‬انب القيم‬
‫واألخالقي‪I‬ات والمب‪I‬ادئ ج‪I‬زء ج‪I‬وهري فيه‪I‬ا‪ ,‬وفهم اإلدارة به‪I‬ذا الش‪I‬كل كفي‪I‬ل ب‪I‬أن يص‪I‬لح لألم‪I‬ة واقعه‪I‬ا‬
‫اإلداري والتنظيمي يق‪II‬ول الس‪II‬يد عب‪II‬دالملك حفظ‪II‬ه هللا‪( :‬ه‪II‬ذه اُألَّم ة ُيف‪II‬ترض أن له‪II‬ا رس‪II‬الًة‪ ،‬له‪II‬ا‬
‫مش‪I‬روع‪ ،‬له‪I‬ا ه‪I‬دف‪ ،‬تب‪I‬ني واقعه‪I‬ا؛ لتك‪I‬ون أم‪I‬ة عظيم‪I‬ة قوي‪I‬ة‪ ،‬تق‪I‬دم النم‪I‬وذج الع‪I‬المي‪ ،‬كأم‪I‬ة حض‪I‬ارية‪،‬‬
‫راقي‪II‬ة‪ ،‬واقعه‪II‬ا ق‪II‬ائم على اَألْخ اَل ق‪ ،‬وعلى القيم‪َ ،‬و على الع‪II‬دل‪ ،‬وتنش‪II‬ر الح‪II‬ق والخ‪II‬ير إلى أرج‪II‬اء‬
‫الع‪I‬الم‪ ،‬وتتم‪I‬يز في وعيه‪I‬ا بال‪I‬دور االس‪I‬تخالفي لإلْنَس ان في اَألْر ض‪ ،‬كي‪I‬ف ُيَع ِّم ر اَألْر ض‪ ،‬وُيَع ِّم ر‬
‫الحي‪I‬اة‪ ،‬ويب‪I‬ني الحي‪I‬اة على َأَس اس من الِقَيم‪ ،‬على َأَس اس من المب‪I‬ادئ العظيم‪I‬ة؛ به‪I‬دٍف مق‪َّI‬د ٍس َيس‪I‬يُر‬
‫نحو هللا ُس ْبَح اَنُه َو َتَع اَلى)‪.‬‬
‫تعريف اإلدارة‪:‬‬
‫‪ )3‬اإلدارة علم‪:‬‬
‫العلم ه‪I‬و مجموع‪I‬ة من المف‪I‬اهيم والمع‪I‬ارف الص‪I‬حيحة واإلج‪I‬راءات ال‪I‬تي يحص‪I‬ل عليه‪I‬ا اإلنس‪I‬ان من‬
‫مص‪II‬ادر ع‪II‬دة ك‪II‬التعلم في الم‪II‬دارس والجامع‪II‬ات والمراك‪II‬ز أو من خالل التعلم ال‪II‬ذاتي ع‪II‬بر االطالع‬
‫والقراءة ‪.‬‬
‫‪ )4‬اإلدارة تجارب وخبرات‪:‬‬
‫في علم اإلدارة وفي أك‪II‬ثر من مص‪I‬در يش‪I‬ار الى التج‪II‬ارب بمص‪I‬طلح فن ؟ الواض‪I‬ح أن كلم‪II‬ة فن ال‬
‫تع‪I‬ني التج‪I‬ارب والخ‪I‬برات فق‪I‬ط ب‪I‬ل له‪I‬ا م‪I‬دلوالت كثيرة في اللغ‪I‬ة واألنس‪I‬ب من ذل‪I‬ك اس‪I‬تخدم لف‪I‬ظ خ‪I‬برة‬
‫وه‪II‬و أعم واش‪II‬مل وتش‪II‬ير بش‪II‬كل كب‪II‬ير إلى طبيع‪II‬ة الوظيف‪II‬ة اإلداري‪II‬ة ونع‪II‬ني بالتجرب‪II‬ة ه‪II‬و مجم‪II‬وع‬
‫الخ‪II‬برات والمه‪II‬ارات الفردي‪II‬ة المكتس‪II‬بة بالممارس‪II‬ة‪ ,‬كم‪II‬ا انه‪II‬ا تش‪II‬ير إلى توظي‪II‬ف ق‪II‬درات اإلنس‪II‬ان‬
‫وتسخير مواهبه لنجاح وكفاءة العمل اإلداري وبما يخدم األمة وفق المبادئ واألسس القرآنية ‪.‬‬
‫اإلدارة في حركة األنبياء واألعالم‪:‬‬
‫إن إدارة األم‪I‬ة على أس‪I‬اس من ه‪I‬دى هللا أثم‪I‬ر على مراح‪I‬ل تاريخي‪I‬ة متع‪I‬ددة أم‪I‬ة و دول‪I‬ة قوي‪I‬ة وه‪I‬ذه األم‪I‬ة والدول‪I‬ة‬
‫تعت‪I‬بر ظ‪I‬اهرة متج‪I‬ذرة في ت‪I‬اريخ المجتمع‪I‬ات البشـرية وق‪I‬د ك‪I‬ان ألعالم الهداي‪I‬ة من األنبي‪I‬اء وورث‪I‬ة الكت‪I‬اب ال‪I‬دور‬
‫األب‪I‬رز في إيص‪I‬الها إلى النم‪I‬وذج الس‪I‬وي ومارس‪I‬ت الدول‪I‬ة تحت ظلهم أرقى وأس‪I‬مى نظ‪I‬ام إداري وتنظيم اجتم‪I‬اعي‬
‫ق‪I‬ائم على أس‪I‬اس القس‪I‬ط والع‪I‬دل وعلى أس‪I‬اس التك‪I‬ريم والحف‪I‬اظ على وح‪I‬دة البشـرية وتط‪I‬وير نموه‪I‬ا في مس‪I‬ارها‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫قال تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬ك اَن الَّن اُس ُأَّم ًة َو اِح َد ًة َفَبَع َث ُهللا الَّنِبِّييَن ُم َبشـريَن َو ُم ن‪ِI‬ذ ِريَن َو َأن‪َI‬ز َل َم َع ُهُم اْلِكَت اَب ِب اْلَح ِّق ِلَيْح ُك َم َبْيَن‬
‫الَّناِس ِفيَم ا اْخ َتَلُفوْا ِفي‪ِI‬ه َو َم ا اْخ َتَلَف ِفي‪ِI‬ه ِإَّال اَّلِذ يَن ُأوُتوُه ِم ن َبْع ِد َم ا َج اءْتُهُم اْلَبِّيَناُت َبْغ ي‪ًI‬ا َبْيَنُهْم َفَهَد ى ُهللا اَّلِذ يَن آَم ُنوْا‬
‫ِلَم ا اْخ َتَلُفوْا ِفيِه ِم َن اْلَح ِّق ِبِإْذ ِنِه َو ُهللا َيْهِد ي َم ن َيَش اُء ِإَلى صـراٍط ُّم ْس َتِقيٍم ﴾(البقرة‪.)213‬‬
‫ونالح‪I‬ظ من خالل ه‪I‬ذا النص أن الن‪I‬اس ك‪I‬انوا أم‪I‬ة واح‪I‬دة في مرحل‪I‬ة تس‪I‬ودها الفط‪I‬رة وتوح‪I‬د بينه‪I‬ا تص‪I‬ورات بدائي‪I‬ة‬
‫للحياة وهموم محددة وحاجات بسيطة ثم نمت ‪ -‬من خالل الممارسة االجتماعية للحياة –‬
‫اإلدارة في حركة األنبياء واألعالم‪:‬‬
‫وظ‪I‬ل األنبي‪I‬اء يواص‪I‬لون بش‪I‬كل وآخ‪I‬ر دورهم العظيم في بن‪I‬اء الدول‪I‬ة الص‪I‬الحة وإدارته‪I‬ا‪ ,‬وق‪I‬د ت‪I‬ولى ع‪I‬دد كب‪I‬ير منهم القي‪I‬ادة العلي‪I‬ا‬
‫للدول‪I‬ة ك‪I‬داوود وس‪I‬ليمان وغيرهم‪I‬ا وقضـى بعض األنبي‪I‬اء ك‪I‬ل حيات‪I‬ه وه‪I‬و يس‪I‬عى في ه‪I‬ذا الس‪I‬بيل كم‪I‬ا في حال‪I‬ة موسـى علي‪I‬ه‬
‫الس‪I‬الم واس‪I‬تطاع خ‪I‬اتم األنبي‪I‬اء ص‪I‬لى هللا علي‪I‬ة وال‪I‬ه وس‪I‬لم أن يت‪I‬وج جه‪I‬ود س‪I‬لفه الط‪I‬اهر بإقام‪I‬ة أنظ‪I‬ف وأطه‪I‬ر دول‪I‬ة في الت‪I‬اريخ‬
‫شكلت بحق منعطفا عظيما في تاريخ اإلنسان وجسدت مبادى الدولة الصالحة تجسيدا كامال ورائعا‪.‬‬
‫وق‪I‬د س‪I‬رد لن‪I‬ا الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم كثيرا من القص‪I‬ص المهم‪I‬ة والعظيم‪I‬ة وبين لن‪I‬ا حرك‪I‬ة األنبي‪I‬اء كي‪I‬ف ك‪I‬انوا بتح‪I‬ركهم في مس‪I‬ؤوليتهم‬
‫وفي القي‪I‬ام ب‪I‬دورهم في مس‪I‬ؤولية االس‪I‬تخالف يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى (ُهَّللا َيْص َطِفي ِم َن اْلَم اَل ِئَك ِة ُرُس اًل َو ِم َن الَّناِس) ومع‪I‬نى يص‪I‬طفى أن‪I‬ه‬
‫س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى يخت‪I‬ار وُيِع ّد إع‪I‬دادًا خاص‪ًI‬ا ل‪I‬ذلك‪ ،‬فاألنبي‪I‬اء عليهم الس‪I‬الم من‪I‬ذ خلقهم وتك‪I‬وينهم ُيَع ّد ون إع‪I‬دادا إلهي‪I‬ا وبعناي‪I‬ة إلهي‪I‬ة‬
‫خاص‪I‬ة له‪I‬ذه المهم‪I‬ة العظيم‪I‬ة والكبيرةوس‪I‬نذكر بعض النم‪I‬اذج الراقي‪I‬ة ال‪I‬تي ق‪I‬دمها لن‪I‬ا الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم يق‪I‬ول الس‪I‬يد عب‪I‬د المل‪I‬ك ب‪I‬در‬
‫الدين الحوثي يحفظه هللا " القرآن قدم لنا نماذج عظيمة قدم نماذج راقية جًّد ا‪ ،‬من النماذج التي قَّد مها القرآن الكريم)‬
‫‪)2‬الرسول األعظم محمد صلوات هللا عليه وعلى اله‬
‫يعت‪I‬بر النم‪I‬وذج األعظم في اإلدارة ه‪I‬و الرس‪I‬ول ص‪I‬لوات هللا علي‪I‬ه وعلى ال‪I‬ه حيث جس‪I‬د الرس‪I‬ول األعظم ص‪I‬لوات علي‪I‬ه وعلى‬
‫آل‪I‬ه النم‪I‬وذج العظيم لمفه‪I‬وم االس‪I‬تخالف من خالل تق‪I‬ديم النم‪I‬وذج اإلداري المثالي إلدارة األرض حيث يعت‪I‬بر أعظم نم‪I‬وذج‬
‫إلهي في اإلس‪I‬الم في تطبيق‪I‬ه لمف‪I‬اهيم وقيم اإلدارة‪ ,‬فلم تكن حركت‪I‬ه عش‪I‬وائية‪ ,‬ب‪I‬ل ك‪I‬انت وف‪I‬ق خط‪I‬ط محكم‪I‬ة‪ ,‬ويص‪I‬ف ذل‪I‬ك الش‪I‬هيد‬
‫القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬بقول‪I‬ه‪« :‬عن‪I‬دما تع‪I‬رف ب‪I‬أن تل‪I‬ك الحرك‪I‬ة ك‪I‬انت تق‪I‬وم على خط‪I‬ط محكم‪I‬ة ورؤي‪I‬ة حكيم‪I‬ة وترتيب‪I‬ات‬
‫حكيم‪I‬ة وأنه‪I‬ا مم‪I‬ا ه‪I‬دى هللا رس‪I‬وله (ص‪I‬لى هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ه وس‪I‬لم) إلي‪I‬ه‪ ،‬ومن خالل الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم؛ وله‪I‬ذا ألم يق‪I‬ل في الق‪I‬رآن‬
‫الك‪I‬ريم بأن‪I‬ه‪ :‬كت‪I‬اب حكيم ﴿ِكَت اٌب ُأْح ِكَم ْت آَياُت ُه﴾؟ أن تك‪I‬ون األش‪I‬ياء تس‪I‬ير على ه‪I‬ذه الطريق‪I‬ة‪ ،‬معن‪I‬اه م‪I‬اذا؟ أنه‪I‬ا قابل‪I‬ة لالس‪I‬تمرار‬
‫قابل‪I‬ة أن يس‪I‬ير جي‪I‬ل آخ‪I‬ر بع‪I‬د رس‪I‬ول هللا (ص‪I‬لى هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ه وس‪I‬لم) وف‪I‬ق ه‪I‬دى هللا وف‪I‬ق م‪I‬ا ي‪I‬ؤتيهم هللا من حكم‪I‬ة أو م‪I‬ا‬
‫يأخ‪I‬ذون من كت‪I‬اب هللا من حكم‪I‬ة وم‪I‬ا ي‪I‬وفقهم هللا إلي‪I‬ه من حكم‪I‬ة في عملهم‪ ،‬ول‪I‬و لم يكن رس‪I‬ول هللا (ص‪I‬لى هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ه‬
‫وس‪I‬لم) موج‪I‬ودًا بينهم‪ ،‬لكن‪I‬ه موج‪I‬ود بم‪I‬اذا؟ بآث‪I‬اره‪ ،‬إذا حاولن‪I‬ا أن نعرف‪I‬ه ه‪I‬و وليس فق‪I‬ط أن نع‪I‬رف أن‪I‬ه ق‪I‬اد المعرك‪I‬ة الفالني‪I‬ة بت‪I‬اريخ‬
‫ك‪I‬ذا وع‪I‬دد ك‪I‬ذا‪...‬إلخ‪ ،‬ال‪ ،‬تعرف‪I‬ه ه‪I‬و لتع‪I‬رف كي‪I‬ف ك‪I‬ان دقيق‪ًI‬ا في عمل‪I‬ه‪ ،‬وكي‪I‬ف ك‪I‬ان حكيم‪ًI‬ا في تعامل‪I‬ه م‪I‬ع األح‪I‬داث وتعامل‪I‬ه م‪I‬ع‬
‫الناس‪ ،‬وكيف كانت نظرته إلى الناس بشكل عام بما فيهم األعداء»‪.‬‬
‫‪)2‬الرسول األعظم محمد صلوات هللا عليه وعلى اله‬
‫سر اختيار المدينة‪:‬‬
‫‪ .1‬وجود الحاضنة الشعبية المؤهلة لحمل الرسالة والتي قبلت باإلسالم نظام حياة لها‪.‬‬
‫‪ .2‬من الناحي‪I‬ة الجغرافي‪I‬ة تبع‪I‬د المدين‪I‬ة عن مك‪I‬ة أك‪I‬ثر من أربعمائ‪I‬ة كيل‪I‬و م‪I‬ترا مم‪I‬ا يجعله‪I‬ا بم‪I‬أمن من هجم‪I‬ات‬
‫ق‪I‬ريش المفاجئ‪I‬ة والمباغت‪I‬ة من جه‪I‬ة‪ ،‬ومن جه‪I‬ة أخ‪I‬رى هي قريب‪I‬ة من طري‪I‬ق تج‪I‬ارة مك‪I‬ة الش‪I‬ام بحيث يتمكن‬
‫الن‪I‬بي ص‪I‬لى هللا علي‪I‬ه وآل‪I‬ه وس‪I‬لم من ف‪I‬رض س‪I‬يطرته وممارس‪I‬ة ن‪I‬وع من الض‪I‬غط السياس‪I‬ي واالقتص‪I‬ادي وح‪I‬تى‬
‫العسكري على قريش في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ .3‬ومن الناحي‪I‬ة االجتماعي‪I‬ة ف‪I‬إن ط‪I‬ول ال‪I‬نزاع القبلي بين س‪I‬كانها من األوس والخ‪I‬زرج واليه‪I‬ود جعله‪I‬ا منطق‪I‬ة‬
‫تتطلع إلى رجل تلتف حوله لينزع عنها إلى األبد هذه العصبيات المستعصية‪.‬‬
‫‪ .4‬ومن الناحي‪I‬ة االقتص‪I‬ادية تعت‪I‬بر المدين‪I‬ة غني‪I‬ة بإمكانياته‪I‬ا الزراعي‪I‬ة بم‪I‬ا يمكنه‪I‬ا من المقاوم‪I‬ة واالحتف‪I‬اظ بن‪I‬وع من‬
‫الحياة في حال تعرضت لضغوط اقتصادية من قبل المشركين وغيرهم من األعداء»‪.‬‬
‫‪)3‬االمام علي عليه السالم‬
‫يأتي النم‪I‬وذج الثاني بع‪I‬د رس‪I‬ول هللا ص‪I‬لوات هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ة وس‪I‬لم اإلم‪I‬ام علي(علي‪I‬ه الس‪I‬الم) حيث يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د "يحفظ‪I‬ه هللا " في ذل‪I‬ك‪ :‬وق‪I‬دم الت‪I‬اريخ‬
‫اإلس‪I‬المي نم‪I‬اذج عظيم‪I‬ة في س‪I‬يرة الرس‪I‬ول ‪-‬ص‪I‬لوات هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ة‪ -‬م‪I‬ا يكفي ويفي في س‪I‬عيه إلقام‪I‬ة الع‪I‬دل‪ ،‬في س‪I‬لوكه‪ ،‬في س‪I‬يرة اإلم‪I‬ام علي ‪-‬علي‪I‬ه‬
‫الس‪I‬الم‪ -‬وه‪I‬و ال‪I‬ذي ق‪I‬ال‪( :‬وهللا ل‪I‬و أعطيت األق‪I‬اليم الس‪I‬بعة بم‪I‬ا تحت أفالكه‪I‬ا‪ ،‬على أن أعص‪I‬ي هللا في نمل‪ٍI‬ة أس‪I‬لبها جلب ش‪I‬عيرٍة م‪I‬ا فعلت)‪ ،‬ه‪I‬ذه الدرج‪I‬ة العالي‪I‬ة‬
‫ج‪ًّI‬د ا من العدال‪I‬ة‪ ،‬ه‪I‬ذه الدرج‪I‬ة العالي‪I‬ة ج‪ًّI‬د ا من اإلحس‪I‬اس بالمس‪I‬ؤولية‪ ،‬ه‪I‬و ال‪I‬ذي ق‪I‬ال وق‪I‬د أش‪I‬ار إلى نعل‪I‬ه‪ ،‬يع‪I‬ني‪ :‬حذائ‪I‬ه الب‪I‬الي‪ ،‬أش‪I‬ار إلي‪I‬ه وق‪I‬ال‪( :‬إَّن إم‪I‬رتكم ال‬
‫تس‪I‬اوي عن‪I‬دي ه‪I‬ذا‪ ،‬إاَّل أن أح‪I‬يي حق‪ًI‬ا وأميت ب‪I‬اطًال)‪ ،‬ليس هن‪I‬اك أي نظ‪I‬رة شخص‪I‬ية‪ ،‬وال حس‪I‬ابات شخص‪I‬ية‪ ،‬وال مص‪I‬الح شخص‪I‬ية‪ ،‬وال مكاس‪I‬ب شخص‪I‬ية‪ ،‬وال‬
‫مقاصد شخصية من وراء تحمل المسؤولية‪ ،‬وتقلد المسؤولية‪ ،‬والعمل في إطار المسؤولية‪".‬‬
‫مثلت مبــادئ ومفاهيــم اإلدارة وفــق منهــج اإلم‪I‬ام علي (علي‪I‬ه الس‪I‬الم) دلي‪I‬ل النظ‪I‬ام اإلداري في اإلس‪I‬الم المس‪I‬تمد من المنهــج الق‪I‬رآني الش‪I‬امل لك‪I‬ل‬
‫مجــاالت العمــل دون تخصيــص أو تحديــد وه‪I‬ذا م‪I‬ا جع‪I‬ل النظ‪I‬ام اإلداري ال‪I‬ذي وض‪I‬عه اإلم‪I‬ام علي (علي‪I‬ه الس‪I‬الم) يتميــز على ك‪I‬ل االتجاه‪I‬ات (األنظم‪I‬ة)‬
‫اإلداري‪I‬ة ويعت‪I‬بر أشــمل منهــج عرفتــه البشريــة‪ .‬لقــد أكــد اإلم‪I‬ام عــلي (عليــه الســالم) في عهــده لألشتــر على جملــة مــن القواعــد والقوانـيـنُ التــي‬
‫تُــداُر وُتحَك ــم مــن خالله‪I‬ا الدولــة يق‪I‬ول الس‪I‬يد عب‪I‬دالملك ب‪I‬در ال‪I‬دين الح‪I‬وثي رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه اإلم‪I‬ام علي (علي‪I‬ه الس‪I‬الم) تلمي‪I‬ذ الرس‪I‬ول (ص‪I‬لوات هللا علي‪I‬ه‬
‫وعلى ال‪I‬ه) أق‪I‬ام دول‪I‬ة إس‪I‬المية في واقع‪I‬ه بم‪I‬ا ان‪I‬ه (ص‪I‬لوات هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ه) يعت‪I‬بر تلمي‪I‬ذ الرس‪I‬ول (ص‪I‬لوات هللا علي‪I‬ه وعلى آل‪I‬ه) والتلمي‪I‬ذ األول في مدرس‪I‬ة‬
‫اإلس‪I‬الم ك‪I‬ان على مس‪I‬توى عظيم‪ ،‬إيم‪I‬ان متكام‪I‬ل‪ ،‬اإليم‪I‬ان ال‪I‬راقي [ص‪I‬الح المؤم‪I‬نين] س‪I‬ماه هللا في الق‪I‬ران الك‪I‬ريم [ص‪I‬الح المؤم‪I‬نين] مس‪I‬توى راقي‪ ،‬ويعت‪I‬بر‬
‫النموذج الراقي لإلسالم في إقامة الدولة اإلسالمية والنظام اإلسالمي الحقيقي‪) .‬‬
‫المرتكزات التي تقوم عليها المسؤولية اإلدارية في اإلسالم‬
‫هن‪I‬اك رك‪I‬ائز يق‪I‬وم عليه‪I‬ا ه‪I‬ذا المش‪I‬روع‪ ،‬في مس‪I‬ؤولياته‪ ،‬وعناوين‪I‬ه‪ ،‬وتوجهات‪I‬ه هي ثالث رك‪I‬ائز موض‪I‬حة بالش‪I‬كل‬
‫التالي‪:‬‬

‫القيادة‬
‫االمة‬
‫االلهية‬

‫المنهج‬
‫المرتكزات التي تقوم عليها المسؤولية اإلدارية في اإلسالم‬
‫‪)1‬المنهج القرآني‬
‫حتى نك‪I‬ون أم‪I‬ام إدارة اس‪I‬المية ش‪I‬املة راقي‪I‬ة في وظائفه‪I‬ا وفي حس‪I‬ن الت‪I‬دبير واالرتق‪I‬اء ب‪I‬األداء يجب ان نتح‪I‬رك وف‪I‬ق المنهج يق‪I‬ول‬
‫الس‪I‬يد حس‪I‬ين ب‪I‬در ال‪I‬دين " يجب أن يلمس‪I‬وا أث‪I‬ر دين هللا‪ ،‬أث‪I‬ر الق‪I‬رآن‪ ،‬وكي‪I‬ف يك‪I‬ون الن‪I‬اس ال‪I‬ذين يهت‪I‬دون به‪I‬داه‪ ،‬ه‪I‬ذه القض‪I‬ية أساس‪I‬ية‬
‫ننطل‪I‬ق فيه‪I‬ا‪ .‬وال ت‪I‬أتي الش‪I‬هادة هلل إال عن‪I‬دما يك‪I‬ون الن‪I‬اس يتحرك‪I‬ون في س‪I‬بيله‪ ،‬وبطريق‪I‬ة معلن‪I‬ة‪ ،‬في س‪I‬بيله‪ ،‬أنن‪I‬ا نهت‪I‬دي به‪I‬داه‪ ،‬نس‪I‬ير‬
‫على كتاب‪I‬ه‪ ،‬الح‪I‬ظ كي‪I‬ف تك‪I‬ون النت‪I‬ائج؟ عن‪I‬دما يك‪I‬ون الن‪I‬اس به‪I‬ذا الش‪I‬كل يكون‪I‬ون مح‪I‬ط تأيي‪I‬د إلهي‪ ،‬مح‪I‬ط ع‪I‬ون إلهي‪ ،‬وفعًال الن‪I‬اس‪،‬‬
‫األمة هذه بأمس الحاجة إلى القرآن‪.‬‬
‫يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د يحفظ‪I‬ه هللا "والمنهج اإللهي ه‪I‬و يب‪I‬ني أم‪I‬ة مقت‪I‬درة وقوي‪I‬ة متفوق‪I‬ة على اآلخ‪I‬رين في ك‪I‬ل ش‪I‬يء‪ ،‬حكم‪I‬ة وت‪I‬دبيرًا وثبات‪ًI‬ا‬
‫وعزم‪ًI‬ا وإرادة وص‪I‬مودًا وق‪I‬وة‪ ,‬يب‪I‬ني واقع‪I‬ا عظيم ‪ ،‬ويق‪I‬ول الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم بم‪I‬ا في‪I‬ه من ه‪I‬دى ون‪I‬ور‪ ,‬والواق‪I‬ع اإليم‪I‬اني إذا س‪I‬ار اإلنس‪I‬ان‬
‫في‪I‬ه ملتزم‪ًI‬ا طائع‪ًI‬ا هلل‪ ,‬ح‪I‬ذرًا من المعاص‪I‬ي وال‪I‬ذنوب‪ ,‬تواب‪ًI‬ا وأواب‪ًI‬ا إلى هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ,‬مس‪I‬تعينًا باهلل‪ ،‬مهتم‪ًI‬ا وج‪I‬ادًا‪ ،‬متع‪I‬امًال م‪I‬ع هللا‬
‫بمس‪I‬ؤولية عالي‪I‬ة وج‪I‬د واهتم‪I‬ام‪ ،‬في المنهج الق‪I‬رآني م‪I‬ا يب‪I‬ني واقع‪ًI‬ا متم‪I‬يزًا على ك‪I‬ل م‪I‬ا ل‪I‬دى اآلخ‪I‬رين فيب‪I‬ني رج‪I‬اًال هلل على أرقى‬
‫مستوى‪ ،‬في صبرهم في حكمتهم في ثباتهم في استبسالهم في جدهم ‪ ..‬وهكذا‪.‬‬
‫المرتكزات التي تقوم عليها المسؤولية اإلدارية في اإلسالم‬
‫‪)2‬القيادة القرآنية‪:‬‬
‫هدانا هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى ب‪I‬القرآن ومن خالل الق‪I‬رآن اخت‪I‬ار لن‪I‬ا قي‪I‬ادة لتنظيم ش‪I‬ؤوننا وفق‪I‬ا له‪I‬ديه‪ .‬ف‪I‬القرآن كت‪I‬اب هداي‪I‬ة‪،‬‬
‫ال‪I‬دين كل‪I‬ه هداي‪I‬ة‪ ،‬أعمال‪I‬ه كله‪I‬ا هداي‪I‬ة وال يمكن أن تق‪I‬وم لالم‪I‬ة قائم‪I‬ة وت‪I‬رتقي في الحي‪I‬اة وتك‪I‬ون قوي‪I‬ة وعزي‪I‬زة إال إذا‬
‫انتظمت تحت قي‪I‬ادة حكيم‪I‬ة‪ ،‬وم‪I‬ادام أن هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى ه‪I‬و الم‪I‬دبر ألمره‪I‬ا ف‪I‬إن القي‪I‬ادة له‪I‬ا تك‪I‬ون من اختي‪I‬ار هللا‬
‫س‪I‬بحانه وف‪I‬ق مع‪I‬ايير وخص‪I‬ائص مرس‪I‬ومة ومح‪I‬ددة ض‪I‬من منهج هللا وه‪I‬داه تتمس‪I‬ك وتعتص‪I‬م به‪ .‬ه‪I‬و حب‪I‬ل وحي‪I‬د في‬
‫واق‪I‬ع األم‪I‬ة‪ ،‬يق‪I‬ول الس‪I‬يد حس‪I‬ين هللا رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه هللا يض‪I‬ع المنهج يخت‪I‬ار ه‪I‬و المنهج ويخت‪I‬ار ه‪I‬و القي‪I‬ادة ال‪I‬تي م‪I‬اذا؟‬
‫تتح‪I‬رك على أس‪I‬اس ذل‪I‬ك المنهج‪ ,‬وته‪I‬دي ب‪I‬ذلك المنهج ويل‪I‬زم الك‪I‬ل ب‪I‬أن يس‪I‬يروا على ه‪I‬ذا المنهج ويتبع‪I‬وا تل‪I‬ك القي‪I‬ادة‪،‬‬
‫هن‪I‬ا تتم المس‪I‬ألة تب‪I‬دأ ب‪I‬دائرة وقابل‪I‬ة للتوس‪I‬ع وه‪I‬و أفض‪I‬ل مش‪I‬روع وح‪I‬دوي فعًال‪ ،‬أفض‪I‬ل مش‪I‬روع وأرقى مش‪I‬روع‬
‫وحدوي‪.‬‬
‫ويق‪I‬ول " ال ب‪َّI‬د من قي‪I‬ادٍة هادي‪ٍI‬ة به‪I‬ذا الكت‪I‬اب‪ ،‬ته‪I‬دينا باإلرش‪I‬اد‪ ،‬وته‪I‬دينا على المس‪I‬توى العملي وهي تتح‪I‬رك بن‪I‬ا وتنطل‪I‬ق‬
‫بنا على ضوء هدي هذا الكتاب‪ ،‬وهذه اآليات المباركة‪.‬‬
‫المرتكزات التي تقوم عليها المسؤولية اإلدارية في اإلسالم‬
‫‪ )3‬األمة‬
‫وكم‪I‬ا نحت‪I‬اج الى منهج وقي‪I‬ادة نحت‪I‬اج الى أم‪I‬ة تحم‪I‬ل مس‪I‬ؤوليات ك‪I‬برى تج‪I‬اه مجتمعه‪I‬ا أم‪I‬ة تحم‪I‬ل ال‪I‬وعي‪ ،‬أم‪I‬ة تتحلى‬
‫بالمس‪I‬ؤولية‪ ،‬أم‪I‬ة تثقفت بثقاف‪I‬ة الق‪I‬رآن‪ ،‬أم‪I‬ة تتح‪I‬رك تناص‪I‬ر قيادته‪I‬ا وتتحلى بتع‪I‬اليم منهج هللا متمس‪I‬كة بقيم ومب‪I‬ادئ الق‪I‬رآن‬
‫أم‪I‬ة تتح‪I‬رك وف‪I‬ق (َو ْلَتُك ن ِّم نُك ْم ُأَّم ٌة َي ْد ُع وَن ِإَلى اْلَخ ْي ِر َو َي ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َيْنَه ْو َن َع ِن اْلُم نَك ِر ) ‪ُ ( ،‬ك نُتْم َخ ْي َر ُأَّم ٍة‬
‫ا‬ ‫َد‬‫َه‬ ‫ُش‬ ‫وا‬ ‫ُن‬ ‫و‬ ‫ُك‬‫َت‬‫ِّل‬ ‫ا‬‫ًط‬ ‫َس‬ ‫ًة‬ ‫َّم‬‫ُأ‬ ‫ْم‬ ‫ُك‬‫ا‬ ‫َن‬ ‫ْل‬ ‫َجَع‬ ‫َك‬‫ِل‬ ‫ُأْخ َج ْت ِللَّن ا َت ْأُم ُروَن اْل ْعُروِف َتْنَه ْو َن َع اْلُم نَك ُتْؤ ِم ُن وَن الَّلـِه )‪َ ( ،‬ك َٰذ‬
‫َء‬ ‫َو‬ ‫َو‬ ‫ِب‬ ‫ِر َو‬ ‫ِن‬ ‫َو‬ ‫ِب َم‬ ‫ِس‬ ‫ِر‬
‫َع َلى الَّناِس َو َيُك وَن الَّرُسوُل َع َلْيُك ْم َش ِهيًد ا) وهن‪I‬ا يق‪I‬ول الس‪I‬يد حس‪I‬ين رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه " أم‪I‬ة تحم‪I‬ل ه‪I‬ذا ال‪I‬دين وتتح‪I‬رك به‪I‬ذا‬
‫الح‪I‬ق فتنتص‪I‬ر وتظه‪I‬ر وتغلب وبظهوره‪I‬ا يظه‪I‬ر ه‪I‬ذا ال‪I‬دين وبظه‪I‬وره تظه‪I‬ر هي وتغلب‪َ{ ،‬و َل ْو َك ِرَه اْلُم ْش ِر ُك وَن } على‬
‫رغم أن‪I‬وفهم ول‪I‬و ح‪I‬اولوا أن يواجه‪I‬وا ه‪I‬ذا ال‪I‬دين وه‪I‬ذا الح‪I‬ق مهم‪I‬ا ح‪I‬اولوا لن ينتص‪I‬روا‪ ،‬س‪I‬يظهر وسينتص‪I‬ر وس‪I‬يغلب؛ ألن‬
‫هللا مع‪I‬ه وه‪I‬و دين هللا‪ .‬ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د يحفظ‪I‬ه هللا " أم‪I‬ة تنتمي اليه‪I‬ا وتنتس‪I‬ب اليه‪I‬ا‪ ،‬ل‪I‬ك به‪I‬ا الرواب‪I‬ط األخوي‪I‬ة وااليماني‪I‬ة‪،‬‬
‫حيث تنهض معها بهذه المسؤولية التي هي مسؤولية جماعية‪.‬‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫يق‪I‬ول اإلم‪I‬ام زي‪I‬د بن علي‪(( :‬البص‪I‬يرة البص‪I‬يرة ثم الجه‪I‬اد))‪ ،‬ول‪I‬ذلك ف‪I‬إن غي‪I‬اب ال‪I‬وعي بأهمي‪I‬ة اإلدارة الحكيم‪I‬ة‬
‫بجمي‪I‬ع وظائفه‪I‬ا ومس‪I‬ؤولياتها‪ ،‬وض‪I‬عف البص‪I‬يرة ب‪I‬دورها في اص‪I‬الح واق‪I‬ع الحي‪I‬اة باعتب‪I‬ار ذل‪I‬ك عبودي‪I‬ة هلل وطاع‪I‬ة‬
‫ل‪I‬ه وامتثاًال ألوام‪I‬ره يمثل أح‪I‬د أهم المعوق‪I‬ات‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬نقص ال‪I‬وعي أيض‪ًI‬ا مس‪I‬ألة خط‪I‬يرة ج‪I‬دًا‪،‬‬
‫مثلم‪I‬ا هن‪I‬اك خط‪I‬ورة كب‪I‬يرة من التخ‪I‬اذل هن‪I‬اك خط‪I‬ورة كب‪I‬يرة من نقص ال‪I‬وعي‪ ،‬ألن نقص ال‪I‬وعي ي‪I‬ترتب علي‪I‬ه‬
‫مواق‪I‬ف وتص‪I‬رفات ونت‪I‬ائج س‪I‬لبية ج‪I‬دًا‪ ،‬المس‪I‬ألة ال تبقى في ح‪I‬دود أن يك‪I‬ون ان‪I‬دفاعك مح‪I‬دودًا أو ض‪I‬عيفًا‪ ،‬ب‪I‬ل أحيان‪ًI‬ا‬
‫يمكن نتيج‪I‬ة ض‪I‬عف ال‪I‬وعي أن يتخ‪I‬ذ اإلنس‪I‬ان موق‪I‬ف يمثل خط‪I‬ورة كب‪I‬يرة وجناي‪I‬ة على ال‪I‬دين جناي‪I‬ة األم‪I‬ة‪ ،‬وهن‪I‬اك‬
‫مثال واض‪I‬ح ومهم عن ض‪I‬عف ال‪I‬وعي‪ ،‬ح‪I‬تى ل‪I‬و ك‪I‬ان هن‪I‬اك ان‪I‬دفاع في واق‪I‬ع العم‪I‬ل م‪I‬ع ض‪I‬عف وعي يك‪I‬ون هن‪I‬اك‬
‫خلل كبير في الواقع العملي‪ ،‬تصرفات ومواقف تمثل جناية كبيرة على الدين وعلى األمة»‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫أ‪ -‬أهم فوائد اإلدارة‪:‬‬
‫‪-1‬إّن ت‪I‬دبير ش‪I‬ؤون الحي‪I‬اة وإدارته‪I‬ا وف‪I‬ق ه‪I‬دي هللا ُيع‪ّI‬د المس‪I‬ؤولية األساس‪I‬ية لإلنس‪I‬اٍن في إط‪I‬ار مهم‪I‬ة االس‪I‬تخالف‪ .‬وذل‪I‬ك‬
‫مرهوٌن بتطبيق منهج هللا وتعليماته‪ ،‬واالستعانة بما أنعم هللا عليه من قوى إدراكّية وما سخر له من نعم‪.‬‬
‫‪-2‬ي‪I‬ؤّد ي ك‪ّI‬ل من‪ :‬حس‪I‬ن الت‪I‬دبير‪ ،‬واإلع‪I‬داد والتجه‪I‬يز والنظ‪I‬رة المس‪I‬تقبلّية لألم‪I‬ور؛ دورًا مش‪I‬هودًا في نف‪I‬اذ بص‪I‬يرة اإلنس‪I‬ان‪،‬‬
‫وتمكينه من تحقيق الغاية من وجوده في الحياة وإدارة شؤونه بحكمة‪ ،‬وحفظ عّز ة نفسه‪ ،‬والحرص على سالمتها‪.‬‬
‫‪-3‬إّن اإلدارة بم‪I‬ا تتض‪ّI‬م ن من تفك‪I‬ير في ع‪I‬واقب األم‪I‬ور واس‪I‬تعداد مس‪I‬بق لمواجه‪I‬ة الع‪I‬دو‪ ،‬وتخطي‪I‬ط وتنظيم دقي‪I‬ق على‬
‫جمي‪I‬ع المس‪I‬تويات؛ وفي ش‪I‬تى المج‪I‬االت؛ ُتع‪ّI‬د ركن‪ًI‬ا أساس‪I‬يًا لبل‪I‬وغ أعلى درج‪I‬ات ال‪I‬رقي وبل‪I‬وغ كم‪I‬ال اإليم‪I‬ان‪َ﴿ :‬و َأِع ُّد وا‬
‫َلُهم َم ا اْس َتَطْع ُتم ِم ن ُقَّو ٍة ﴾ االنفال‪.60:‬‬
‫‪-4‬إَّن ت‪I‬دبير وإدارة وتنظيم ش‪I‬ؤون الحي‪I‬اة وف‪I‬ق منهج هللا يفتح أب‪I‬واب الّسعادة على مص‪I‬راعيه‪ .‬وم‪I‬ا وص‪I‬لت إلي‪I‬ه المجتمع‪I‬ات‬
‫البش‪I‬رّية الي‪I‬وم من خ‪I‬راب ودم‪I‬ار يؤك‪I‬د حاجته‪I‬ا الماس‪I‬ة للع‪I‬ودة إلى منهج هللا‪ ،‬ألن ه‪I‬دى هللا يش‪I‬مل جمي‪I‬ع ج‪I‬وانب الحي‪I‬اة‬
‫الماّد ّية والمعنوّية للفرد والمجتمع والبيئة على حٍّد سواء‪.‬‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫أ‪ -‬أهم فوائد اإلدارة‪:‬‬
‫‪-5‬إّن اجتن‪I‬اب العش‪I‬وائية واالرتج‪I‬ال واإلف‪I‬راط والتفري‪I‬ط في أداء المس‪I‬ؤوليات على المس‪I‬تويين الف‪I‬ردّي والجم‪I‬اعي‪ ،‬والتقّيد‬
‫بمنهٍج منّظٍم في الحي‪I‬اة وأداء المس‪I‬ؤوليات وإنج‪I‬از األعم‪I‬ال هي أوام‪I‬ر نابع‪ٌI‬ة من توجيه‪I‬ات هللا وهدي‪I‬ة وعمًال بمقتض‪I‬ى‬
‫العبودية له سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪-6‬إَّن إتق‪I‬ان العم‪I‬ل ه‪I‬و نتيج‪I‬ة لحس‪I‬ن الت‪I‬دبير واإلدارة القائم‪I‬ة على التخطي‪I‬ط الص‪I‬حيح والتنظيم ال‪I‬دقيق‪ ،‬أّم ا العم‪I‬ل العش‪I‬وائّي‬
‫ال‪I‬ذي ال إتق‪I‬ان في‪I‬ه؛ فه‪I‬و نتيج‪ٌI‬ة لغي‪I‬اب التخطي‪I‬ط والتنظيم‪ ،‬وس‪I‬وء الت‪I‬دبير واإلدارة أو عدم‪I‬ه؛ وه‪I‬و م‪I‬ذموٌم ‪ ،‬ومنهٌّي عن‪I‬ه‪،‬‬
‫وعاقبت‪I‬ه الحس‪I‬رة والن‪I‬دم‪ ،‬يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ُ﴿ :‬ص ْنَع ِهَّللا اَّل ِذ ي َأْتَقَن ُك َّل َش ْي ٍء ِإَّن ُه َخ ِب يٌر ِبَم ا َتْفَع ُل وَن ﴾ النم‪I‬ل‪،88:‬‬
‫ويقول رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪( :‬إذا َع ِمَل أَح ُد ُك م َع َم ًال َفلُيتِقنه)‪.‬‬
‫‪-7‬حس‪I‬ن اإلدارة تس‪I‬اهم في تحقي‪I‬ق االس‪I‬تفادة من الم‪I‬وارد المتاح‪I‬ة باس‪I‬تخدام أفض‪I‬ل الط‪I‬رق لتوجيهه‪I‬ا نح‪I‬و تحقي‪I‬ق األه‪I‬داف‪،‬‬
‫كما تعمل على ترشيدها وتحد من إهدارها‪( :‬نظم العمل يساعد على التقوى)‪.‬‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫أ‪ -‬أهم فوائد اإلدارة‪:‬‬
‫‪-8‬تس‪II‬اعد على حص‪II‬ر الم‪II‬وارد المتاح‪II‬ة والمطلوب‪II‬ة وحص‪II‬ر النش‪II‬اطات والمه‪II‬ام ال‪II‬واجب تنفي‪II‬ذها‪ ،‬ومتابع‪II‬ة األعم‪II‬ال‬
‫وتوجيهها نحو تحقيق األهداف والرقابة والتقييم المستمر لضمان عدم الحيدة عن األهداف‪.‬‬
‫‪-9‬تحق‪II‬ق التنس‪II‬يق والتكام‪II‬ل بين الوح‪II‬دات اإلداري‪II‬ة والع‪II‬املين وتح‪II‬د من البع‪II‬ثرة والت‪II‬داخل والتع‪II‬ارض واالرتجالي‪II‬ة‪،‬‬
‫واالزدواج في المهام‪َ﴿ :‬و اْلُم ْؤ ِم ُنوَن َو اْلُم ْؤ ِم َناُت َبْع ُضُهْم َأْو ِلَياُء َبْع ٍض﴾ التوبة‪.71:‬‬
‫‪-10‬تجَّسد مفه‪I‬وم األم‪I‬ة عن طري‪I‬ق العم‪I‬ل الجم‪I‬اعي كأم‪I‬ة واح‪I‬دة وف‪I‬ق توجيه‪I‬ات القي‪I‬ادة بم‪I‬ا يحق‪I‬ق االرتب‪I‬اط بمص‪I‬ادر الهداي‪I‬ة‬
‫وفق خطة واحدة وآلية واحدة وأسلوب واحد‪ ﴿:‬وْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة ﴾‪.‬‬
‫‪-11‬تس‪I‬اعد في كش‪I‬ف االختالالت العملي‪I‬ة والثغ‪I‬رات والعراقي‪I‬ل ال‪I‬تي تعي‪I‬ق س‪I‬ير العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وتس‪I‬هم في الترك‪I‬يز على‬
‫األولويات واالهتمام بإنجازها بحسب متطلبات المرحلة مع مراعاة الظروف والوضعيات‪.‬‬
‫أهمية اإلدارة‬

‫تدبير شؤون الحياة وإدارتها‬


‫ُيعّد المسؤولية األساسية في‬
‫تحقق التنسيق والتكامل بين الوحدات‬ ‫إطار مهمة االستخالف‬ ‫اإلعداد والنظرة المستقبلّية‬
‫اإلدارية والعاملين وتحد من البعثرة‬ ‫لألمور؛ دورًا مشهودًا في نفاذ‬
‫والتداخل والتعارض‬ ‫بصيرة اإلنسان‪ ،‬وتمكينه من إدارة‬
‫شؤون الحياة بحكمة‬

‫إتقان العمل هو نتيجة لحسن التدبير‬


‫واإلدارة القائمة على التخطيط‬ ‫حسن اإلدارة ُتعّد ركنًا‬
‫الصحيح والتنظيم الدقيق‬
‫أهم فوائد اإلدارة‬ ‫أساسّيًا لبلوغ أعلى درجات‬
‫الرقي وبلوغ كمال اإليمان‬

‫اجتناب العشوائية والتفريط في أداء‬ ‫تنظم جميع جوانب الحياة الماّد ّية‬
‫المسؤوليات هي أوامر نابعٌة من توجيهات‬ ‫والمعنوّية؛ للفرد والمجتمع‬
‫هللا وعمًال بمقتضى العبودية له‬ ‫والبيئة على حٍّد سواء‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫ب‪-‬اآلثار المترتبة على العشوائية وضعف وفشل اإلدارة‪:‬‬
‫‪.1‬لس‪I‬وء الت‪I‬دبير والعش‪I‬وائية ع‪I‬واقب وخيم‪I‬ة في حي‪I‬اة اإلنس‪I‬ان‪ ،‬ت‪I‬ؤدي إلى هالك‪I‬ه وس‪I‬قوطه والحيلول‪I‬ة بين‪I‬ه وبين كمال‪I‬ه‬
‫المنشود‪.‬‬
‫‪.2‬العش‪I‬وائية وع‪I‬دم االنتظ‪I‬ام ي‪I‬ؤدي إلى ع‪I‬دم االس‪I‬تقرار‪ ،‬والَّض ياع والتبعّي ة الثقافي‪I‬ة واالقتص‪I‬ادّية والفق‪I‬ر‪ ،‬وفق‪I‬دان نظم‬
‫الحياة‪ ،‬والفساد الخلقّي ‪ ،‬والتخّلف‪ ،‬والذّلة‪ ،‬واالنحطاط االجتماعي‪.‬‬
‫‪.3‬تمكين الع‪I‬دو واإلض‪I‬رار بال‪I‬دين واالس‪I‬تمرار في حال‪I‬ة االرته‪I‬ان والب‪I‬ؤس والتخل‪I‬ف والعج‪I‬ز عن بن‪I‬اء حض‪I‬ارة وتحقي‪I‬ق‬
‫النهضة وفق توجهات هللا‪.‬‬
‫‪.4‬غي‪I‬اب األه‪I‬داف الواض‪I‬حة وع‪I‬دم تحدي‪I‬د الواجب‪I‬ات والمس‪I‬ؤوليات‪ ،‬ومن ثم العج‪I‬ز عن القي‪I‬ام بمس‪I‬ؤولية االس‪I‬تخالف وع‪I‬دم‬
‫الوفاء باألمانة‪.‬‬
‫‪.5‬االس‪II‬تمرار في حال‪II‬ة الض‪II‬عف والتخل‪II‬ف واله‪II‬وان والتبعي‪II‬ة واإلض‪II‬رار بالوض‪II‬ع األم‪II‬ني والمعيش‪II‬ي واالقتص‪II‬ادي‬
‫واالجتماعي للناس‪ ،‬حيث يقول اإلمام علي عليه السالم‪( :‬سوء التدبير مفتاح الفقر)‪.‬‬
‫‪.6‬غي‪I‬اب المتابع‪I‬ة والرقاب‪I‬ة وفردي‪I‬ة العم‪I‬ل‪ ،‬والتن‪I‬ازع واالختالف وع‪I‬دم تحم‪I‬ل المس‪I‬ؤولية وض‪I‬عف روح الفري‪I‬ق وع‪I‬دم‬
‫الق‪I‬درة على تنفي‪I‬ذ الق‪I‬رارات وض‪I‬عف مس‪I‬توى األداء واإلنت‪I‬اج وانتش‪I‬ار الالمب‪I‬االة وت‪I‬داخل االختصاص‪I‬ات وانتش‪I‬ار‬
‫الفوضى‪.‬‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫ب‪-‬اآلثار المترتبة على العشوائية وضعف وفشل اإلدارة‪:‬‬
‫‪.7‬العجز عن استثمار نعم هللا والتسبب في إهدارها وضياعها‪ ،‬ويعد من أنواع الكفر بالنعم‪.‬‬
‫‪.8‬انتش‪II‬ار الفوض‪II‬ى واالرتج‪II‬ال وتوس‪II‬يع المش‪I‬كالت واإلض‪II‬رار بواق‪I‬ع الحي‪II‬اة بمختل‪II‬ف مجاالته‪II‬ا األمني‪II‬ة واالقتص‪II‬ادية‬
‫واالجتماعية ونحوها‪.‬‬
‫‪ .9‬انهيار قيم المجتمع وضرب منظومة القيم األخالقية وانتشار الفساد المالي واإلداري واألخالقي‪.‬‬
‫‪ .10‬الغرق في مستنقع األزمات والمشكالت المتالحقة‪ ،‬وافتقاد عنصر المبادرة واالستباق في مواجهة العدو‪.‬‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫ب‪-‬اآلثار المترتبة على العشوائية وضعف وفشل اإلدارة‪:‬‬

‫العشوائية وعدم االنتظام‬


‫يؤدي إلى عدم االستقرار‪،‬‬
‫والَّض ياع‬
‫الغرق في مستنقع‬ ‫تمكين العدو واإلضرار‬
‫األزمات‪ ،‬وافتقاد عنصر‬ ‫بالدين واالستمرار في‬
‫المبادرة في مواجهة‬ ‫حالة االرتهان والتخلف‬
‫العدو‪.‬‬

‫غياب األهداف الواضحة‬


‫انهيار قيم المجتمع وانتشار‬
‫الفساد المالي واإلداري‬
‫آثارضعف وفشل‬ ‫وعدم تحديد الواجبات‬
‫والمسؤوليات‪ ،‬ومن ثم العجز‬
‫واألخالقي‪.‬‬ ‫اإلدارة والعشوائية‬ ‫عن القيام بمسؤولية‬
‫االستخالف‪.‬‬

‫انتشار الفوضى واالرتجال‬


‫واإلضرار بواقع الحياة‬ ‫غياب المتابعة والرقابة‬
‫بمختلف مجاالتها‪.‬‬ ‫وفردية العمل‪ ،‬والتنازع‬
‫واالختالف‬
‫العجز عن استثمار نعم هللا‬
‫والتسبب في إهدارها‬
‫وضياعها‪.‬‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫ج‪ -‬أهمية امتالك القدرة اإلدارية في ظل الصراع والتنافس الدولي‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬و َل ْو اَل َد ْف ُع ِهَّللا الَّن اَس َبْع َض ُهْم ِبَبْع ٍض َلَفَس َد ِت اَأْلْر ُض ﴾ البق‪I‬رة‪ ،251:‬لإلدارة والت‪I‬دبير أهمي‪I‬ة ك‪I‬برى وُبع‪ٌI‬د‬
‫آخ‪I‬ر يتعل‪I‬ق بطبيع‪I‬ة الص‪I‬راع م‪I‬ع الع‪I‬دو والق‪I‬درة على الحض‪I‬ور الفاع‪I‬ل في الس‪I‬احة اإلقليمي‪I‬ة والدولي‪I‬ة في ظ‪I‬ل الص‪I‬راع والتن‪I‬افس‬
‫ال‪I‬دولي‪ ،‬ف‪I‬إذا ت‪I‬دبرنا ب‪I‬وعي وبص‪I‬يرة فيم‪I‬ا يش‪I‬هده الع‪I‬الم الي‪I‬وم من ص‪I‬راع وتن‪I‬افس بش‪I‬كل ع‪I‬ام وفي طبيع‪I‬ة الص‪I‬راع م‪I‬ع الع‪I‬دو على وج‪I‬ه‬
‫الخصوص‪ ،‬فإننا سندرك العديد من التحديات المطلوب مواجهتها والعديد من األهداف المطلوب تحقيقها‪.‬‬
‫وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬نحن‪ -‬أيه‪I‬ا األع‪I‬زاء‪ -‬في عص‪ٍI‬ر اس‪I‬مه عص‪I‬ر العولم‪I‬ة‪ ،‬نحن في عص‪I‬ر اإلن‪I‬ترنت‪ ،‬في عص‪I‬ر اإلعالم‪،‬‬
‫في عص‪I‬ر القن‪I‬وات الفض‪I‬ائية‪ ،‬في عص‪I‬ر الغ‪I‬زو الفك‪I‬ري والح‪I‬رب الناعم‪I‬ة في‪I‬ه‪ ،‬والهجم‪I‬ة الثقافي‪I‬ة في‪I‬ه‪ ،‬والت‪I‬أثيرات المتنوع‪I‬ة في‪I‬ه‪،‬‬
‫والمؤثرات والعوامل السلبية فيه بأكثر من أِّي زمٍن مضى»‪.‬‬
‫وله‪I‬ذا ف‪I‬إن تحقي‪I‬ق رؤي‪I‬ة األم‪I‬ة أو الدول‪I‬ة أو ح‪I‬تى المؤسس‪I‬ة وأه‪I‬دافها في ظ‪I‬ل بيئ‪I‬ة دولي‪I‬ة تتس‪I‬م بالص‪I‬راع والتعقي‪I‬د والتب‪I‬اين فض‪I‬اًل عن‬
‫التط‪I‬ورات المتس‪I‬ارعة والمخطط‪I‬ات االس‪I‬تراتيجية ال‪I‬تي تم‪I‬وج به‪I‬ا الك‪I‬رة األرض‪I‬ية‪ ،‬كله‪I‬ا تش‪I‬ير إلى التح‪I‬ديات ال‪I‬تي تواج‪I‬ه ال‪I‬دول‬
‫والمؤسس‪I‬ات‪ ،‬حيث إنن‪I‬ا نعيش في عص‪I‬ر أص‪I‬بح التف‪I‬وق في‪I‬ه لمن يمتل‪I‬ك الق‪I‬وة والق‪I‬درات والمزاي‪I‬ا التنافس‪I‬ية‪ ،‬وهي تح‪I‬ديات تتع‪I‬ذر‬
‫مواجهتها دون علم اإلدارة‪،‬‬
‫أهمية اإلدارة‬
‫ج‪ -‬أهمية امتالك القدرة اإلدارية في ظل الصراع والتنافس الدولي‪:‬‬

‫التحديات‬ ‫المخاطر‬
‫لإلدارة أهمية‬ ‫المطلوب‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫تتعذر‬ ‫والتهديدات‬ ‫ما تحقق من‬
‫كبرى وبعد آخر‬ ‫مواجهتها‬ ‫الراهن أصبح‬ ‫دون‬ ‫مواجهتها‬ ‫نجاح وتنمية في‬
‫واألهداف‬
‫تحقيقها‪ .‬يتعلق بطبيعة‬ ‫التفوق لمن يمتلك‬ ‫اإلدارة‬ ‫علم‬ ‫مختلف الدول لم‬
‫المطلوب قدرات الصراع مع العدو‬ ‫يتم إال بفضل علم المستند إلى هدى القوة والقدرات‬
‫والمزايا التنافسية تتطلب‬ ‫اإلدارة‬
‫إدارية عالية‬ ‫هللا‬

‫بعلم اإلدارة‬ ‫ال بد من قراءة على المسؤولين‬ ‫اإلدارة في‬


‫تحقيق التفوق‬ ‫والتخطيط يتم‬ ‫أن يطوروا‬ ‫تكونال األحداث في واقع‬
‫العصر الراهن‬
‫يتوقف على مدى‬ ‫تحديد التحديات‬ ‫الحياة لتعزيز مهاراتهم ليكونوا‬ ‫يمكن أن‬
‫امتالك القدرات‬ ‫والفرص‬ ‫يدور الرؤية اإليمانية عالميين بعالمية‬ ‫بمعزل عما‬
‫اإلدارية المتطورة‬ ‫والتهديدات‬ ‫المشروع‬ ‫والبصيرة العملية‬ ‫الساحة‬ ‫في‬
‫الدولية‬
‫مستويات اإلدارة‬
‫يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د يحفظ‪I‬ه هللا {المواق‪I‬ع اإلداري‪I‬ة واإلش‪I‬راقية في ك‪I‬ل مس‪I‬توياتها ليس‪I‬ت مناص‪I‬ب وال مقام‪I‬ات لالس‪I‬تعالء‬
‫والتك‪I‬بر‪ ،‬ب‪I‬ل هي مواق‪I‬ع للمس‪I‬ؤولية يجس‪I‬د المس‪I‬ؤول فيه‪I‬ا عبوديت‪I‬ه هلل وخض‪I‬وعه وإخبات‪I‬ه ل‪I‬ه وخدمت‪I‬ه لعب‪I‬اده} ‪ ،‬ويمكن‬
‫تحديد ثالث مستويات لإلدارة والموضحة بالشكل‪:‬‬

‫إدارة عليا‬
‫قيادة إدارية‬

‫االدارة الوسطى ‪ :‬االشرافية‬

‫إدارة دنيا (العاملين)‬


‫مستويات اإلدارة‬
‫‪ .1‬اإلدارة العليا (القيادة اإلدارية )‪:‬‬
‫يش‪I‬غل ه‪I‬ذا المس‪I‬توى من الس‪I‬لم اإلداري ‪/‬القي‪I‬ادي األش‪I‬خاص المعن‪I‬يين ب‪I‬التفكير والتخطي‪I‬ط ول‪I‬ديهم الق‪I‬درة على التحلي‪I‬ل واإلب‪I‬داع‬
‫وال‪I‬ترتيب‪ ،‬ورس‪I‬م السياس‪I‬ات العام‪I‬ة وبالت‪I‬الي اتخ‪I‬اذ الق‪I‬رارات ‪ ،‬أي بمع‪I‬نى أخ‪I‬ر هم أص‪I‬حاب (المه‪I‬ارات الفكري‪I‬ة) ويس‪I‬مى ه‪I‬ذا‬
‫المس‪II‬توى ب(التخطي‪II‬ط االس‪II‬تراتيجي ) الن الق‪II‬رارات ال‪II‬تي يتخ‪II‬ذها من هم في ه‪II‬ذا المس‪II‬توى له‪II‬ا ت‪II‬أثير على المنش‪II‬أة ككل‪.‬‬
‫مه‪I‬ارات فكري‪I‬ة‪ :‬ويقص‪I‬د به‪I‬ا الق‪I‬درة على التفك‪I‬ير المنطقي الم‪I‬رتب‪ ،‬وتص‪I‬ور األم‪I‬ور‪ ،‬ورؤي‪I‬ة األبع‪I‬اد الكامل‪I‬ة ألي مش‪I‬كلة م‪I‬ا‪،‬‬
‫وتحدي‪I‬د العالق‪I‬ات بين المتغ‪I‬يرات المختلف‪I‬ة‪ ،‬ومن أمثل‪I‬ة ذل‪I‬ك مه‪I‬ارة تحلي‪I‬ل المش‪I‬كالت‪ ،‬مه‪I‬ارة القي‪I‬ادة‪ ،‬مه‪I‬ارة اإلقن‪I‬اع‪ ،‬مه‪I‬ارة‬
‫التفاوض‪ ،‬مهارة اتخاذ القرار‪ .‬وهذه المهارات يتم اكتسابها عن طريق التأهيل والتدريب والخبرة المتراكمة‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلدارة الوس‪I‬طى ( اإلدارة اإلش‪I‬رافية)‪ :‬ويتواله‪I‬ا األش‪I‬خاص ال‪I‬ذين ل‪I‬ديهم مه‪I‬ارات االتص‪I‬ال والتحف‪I‬يز والق‪I‬درة على التنفي‪I‬ذ ‪،‬‬
‫الن ه‪I‬ذه الفئ‪I‬ة هي المعني‪I‬ة بتنفي‪I‬ذ الق‪I‬رارات الص‪I‬ادرة عن المس‪I‬تويات العلي‪I‬ا من الس‪I‬لم اإلداري ‪ ،‬وهم أيض‪I‬ا مس‪I‬ئولون عن إنج‪I‬از‬
‫الخط‪I‬ط ‪ ،‬وتتض‪I‬من ه‪I‬ذه الفئ‪I‬ة وج‪I‬ود المش‪I‬رفين ال‪I‬ذين يراقب‪I‬ون تنفي‪I‬ذ عملي‪I‬ات المنش‪I‬أة من خالل تع‪I‬املهم المباش‪I‬ر م‪I‬ع العم‪I‬ال ‪،‬‬
‫وهذه الفئة هم أصحاب (المهارات اإلنسانية)‪.‬‬
‫مستويات اإلدارة‬
‫مه‪I‬ارات إنس‪I‬انية‪ :‬ويقص‪I‬د به‪I‬ا‪ :‬الق‪I‬درة على التعام‪I‬ل الفع‪I‬ال الن‪I‬اجح م‪I‬ع (ال‪I‬زمالء‪ -‬الع‪I‬املين – المس‪I‬ؤولين ‪ -‬المس‪I‬تفيدين)‬
‫الق‪I‬درة على إنج‪I‬از عم‪I‬ل م‪I‬ع اآلخ‪I‬رين‪ ،‬وتتض‪I‬ن ه‪I‬ذه المه‪I‬ارة الق‪I‬درة على تحف‪I‬يز اآلخ‪I‬رين‪ ،‬وتط‪I‬بيق النم‪I‬ط القي‪I‬ادي المناس‪I‬ب‬
‫ومن أمثلة المهارات اإلنسانية‪ :‬االتصال مع اآلخرين‪ ،‬مهارة اإلنصات‪ ،‬مهارة كسب اآلخرين وكسب احترامهم‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلدارة الدنيا (اإلدارة التنفيذية )‪:‬‬
‫وهي تتك‪I‬ون من األش‪I‬خاص(العم‪I‬ال ) ال‪I‬ذين يقوم‪I‬ون بتنفي‪I‬ذ األوام‪I‬ر الواص‪I‬لة لهم من اإلدارة الوس‪I‬طى ‪ ،‬وهم في الغ‪I‬الب‬
‫أص‪II‬حاب كف‪II‬اءات فني‪II‬ة ومهن‪II‬يين وحرف‪II‬يين ‪ ،‬وهم أص‪II‬حاب (مه‪II‬ارات فني‪II‬ة )‪ .‬ويقص‪II‬د به‪II‬ا‪ :‬الق‪II‬درة على القي‪II‬ام بالعم‪II‬ل‬
‫المطل‪I‬وب بالش‪I‬كل الس‪I‬ليم والمتخص‪I‬ص‪ ،‬ومن أمثل‪I‬ة ذل‪I‬ك‪ :‬مه‪I‬ارة رص‪I‬د وتحلي‪I‬ل البيان‪I‬ات‪ ،‬مه‪I‬ارة توزي‪I‬ع األعم‪I‬ال‪ ،‬مه‪I‬ارة‬
‫كتاب‪I‬ة التقري‪I‬ر‪ ،‬مه‪I‬ارة الع‪I‬رض والتق‪I‬ديم‪ ،‬مه‪I‬ارة وض‪I‬ع الميزاني‪I‬ة‪ .‬ونظ‪I‬را الختالف المه‪I‬ارات الس‪I‬ابقة ف‪I‬إن الم‪I‬زيج المالئم‬
‫من ه‪I‬ذه المه‪I‬ارات يختل‪I‬ف ب‪I‬اختالف المس‪I‬توى اإلداري للش‪I‬خص المس‪I‬ؤول‪ .‬وتتف‪I‬اوت أهمي‪I‬ة ك‪I‬ل مه‪I‬ارة طبق‪I‬ا للمس‪I‬توى‬
‫اإلداري‬
‫المسؤوليات اإلدارية‬
‫تع‪I‬د المس‪I‬ؤوليات أو الوظ‪I‬ائف اإلداري‪I‬ة المتمثل‪I‬ة بالتخطي‪I‬ط والتنظيم والتوجي‪I‬ه و(التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم ) ج‪I‬زء من ال‪I‬دور والمهم‪I‬ة‬
‫األساس‪I‬ية في تحقي‪I‬ق مب‪I‬دأ االس‪I‬تخالف باعتباره‪I‬ا مجموع‪I‬ة أنش‪I‬طة في إدارة وتنظيم ش‪I‬ؤون األم‪I‬ة وتع‪I‬د وس‪I‬يلة هام‪I‬ة في‬
‫لالستفادة النعم اإللهية‪ .‬وهذه الوظائف يوضحها الشكل التالي‪:‬‬

‫مسؤولية‬ ‫مسؤولية‬
‫التفقد والتقييم‬ ‫التخطيط‬

‫مسؤولية‬ ‫مسؤولية‬
‫التوجيه‬ ‫التنظيم‬
‫المسؤوليات اإلدارية‬
‫‪ )1‬مس‪I‬ؤولية التخطي‪I‬ط‪ :‬يق‪I‬وم التخطي‪I‬ط وف‪I‬ق الرؤي‪I‬ة القرآني‪I‬ة على أس‪I‬س مهم‪I‬ة تحق‪I‬ق للمؤسس‪I‬ات نجاحه‪I‬ا منه‪I‬ا االس‪I‬تعانة باهلل تع‪I‬الى‬
‫والتفك‪I‬ير ال‪I‬واعي واالس‪I‬تجابة لتوجيه‪I‬ات القي‪I‬ادة والعم‪I‬ل المش‪I‬ترك بروحي‪I‬ة ايماني‪I‬ة جماعي‪I‬ة وتهيئ‪I‬ة بيئ‪I‬ة مناس‪I‬بة لتوحي‪I‬د األدوار‬
‫وتنس‪I‬يق المه‪I‬ام برؤي‪I‬ة مش‪I‬تركة موح‪I‬دة ومنهجي‪I‬ة واح‪I‬دة وخط‪I‬ط موح‪I‬دة يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل﴿َو ْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة َي ْد ُع وَن ِإَلى‬
‫اْلَخ ْي ِر َو َي ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َيْنَه ْو َن َع ِن اْلُم ْنَك ِر َو ُأوَلِئ َك ُهُم اْلُم ْفِلُح وَن ﴾((‪ )104‬البق‪I‬رة)‪ ،‬والتخطي‪I‬ط يع‪I‬ني عملي‪I‬ة واعي‪I‬ة‬
‫مستمرة من الترتيبات الدقيقة والمعرفة والرؤى الصحيحة التي توصلنا الى األهداف بأكبر كفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫‪)2 )2‬مس‪I‬ؤولية التنظيم‪ :‬يرك‪I‬ز التنظيم بش‪I‬كل كب‪I‬ير على توزي‪I‬ع المس‪I‬ؤوليات والتنس‪I‬يق والتكام‪I‬ل بين كاف‪I‬ة الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة وبين‬
‫الع‪I‬املين فيه‪I‬ا ‪ ،‬وتحدي‪I‬د واجب‪I‬اتهم ومس‪I‬ؤولياتهم وص‪I‬الحياتهم ونط‪I‬اق إش‪I‬رافهم وتنس‪I‬يق مجه‪I‬وداتهم وتحدي‪I‬د خط‪I‬وط االتص‪I‬ال‬
‫فيم‪I‬ا بينهم يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى (أفمن يمش‪I‬ي مكب‪I‬ا على وج‪I‬ه أه‪I‬دى أمن يمش‪I‬ي س‪I‬ويًا ) يتح‪I‬دث الش‪I‬هيد القائ‪I‬د أن ه‪I‬ذه اآلي‪I‬ة مهم‪I‬ة تتعل‪I‬ق‬
‫بالج‪I‬انب اإلداري وهي توك‪I‬د على أهمي‪I‬ة اكتس‪I‬اب المه‪I‬ارات اإلداري‪I‬ة وتنظيم االعم‪I‬ال افض‪I‬ل من العش‪I‬وائية والقص‪I‬ور في‬
‫المعرفة‪.‬‬
‫المسؤوليات اإلدارية‬
‫‪)3‬مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه‪ :‬التوجي‪I‬ه يرك‪I‬ز على الج‪I‬انب النفس‪I‬ي لألف‪I‬راد ويتض‪I‬من في مفهوم‪I‬ه عناص‪I‬ر مهم‪I‬ة تهتم‬
‫ب‪I‬األفراد والع‪I‬املين فض‪I‬ال عن مس‪I‬اعدتهم ب‪I‬النهوض بالمس‪I‬ؤولية وص‪I‬وابية القي‪I‬ام به‪I‬ا وه‪I‬ذا يتحق‪I‬ق من خالل‬
‫المش‪I‬رف الن‪I‬اجح الش‪I‬اهد على عظم‪I‬ة المش‪I‬روع اإللهي في إدارة االف‪I‬راد من خالل مايمتلك‪I‬ه من م‪I‬ؤهالت وقيم‬
‫ومبادئ إيمانية وكذلك مهارات إدارية كالتواصل والتشجيع ورفع الروحية المعنوية للعاملين‪.‬‬
‫‪ )4‬مس‪I‬ؤولية التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم (الرقاب‪I‬ة)‪ :‬التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم مب‪I‬دأ مهم في لألعم‪I‬ال مب‪I‬دأ مهم في اإلدارة اإلس‪I‬المية وه‪I‬و‬
‫يس‪II‬تند أوال على استش‪II‬عار الرقاب‪II‬ة اإللهي‪II‬ة باإلض‪II‬افة الى أن‪II‬ه مس‪II‬ؤولية إداري‪II‬ة ته‪II‬دف الى استش‪II‬عار الف‪II‬رد‬
‫لمس‪I‬ؤوليته أم‪I‬ام هللا في القي‪I‬ام بالمه‪I‬ام الموكل‪I‬ة الي‪I‬ه بم‪I‬وجب التكلي‪I‬ف اإللهي بم‪I‬ا يحق‪I‬ق ل‪I‬ه االس‪I‬تقامة والص‪I‬الح ل‪I‬ه‬
‫ولمجتمعه‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3‬مسؤولية التخطيط‬
‫يتوقع بعد دراسة الفصل الثالث من المقرر أن يكون الدارس قادرًا بعون هللا‬
‫على ‪:‬‬

‫ُيعِّر ف مفهوم مسؤولية التخطيط في‬ ‫يشرح مبادئ التخطيط ويبين مراحل‬
‫ُيعدد أنواع التخطيط ويتحدث بإيجاز‬
‫اإلدارة اإلسالمية‪ ،‬ويبِّين فوائده‬ ‫مسؤولية التخطيط وخطواته وعناصره‬
‫عن كٍّل منها‪.‬‬
‫وأهميته في نجاح األعمال‪.‬‬ ‫ويفرق بينها‪.‬‬

‫يتعرف إلى دور مسؤولية التخطيط في‬


‫ُيعدد أهم مجاالت مسؤولية التخطيط‬ ‫يتعرف إلى أسباب عدم التخطيط‬
‫اإلدارة اإلسالمية‪ ،‬ويمتلك القدرة على‬
‫ومستوياته‪.‬‬ ‫ومعوقاته‪ ،‬ويعمل على تفاديها مسبقًا‪.‬‬
‫تطبيق المعارف التي تم اكتسابها‪.‬‬
‫لماذا يجب أن نخطط؟‬

‫األمر الرباني‬
‫إذا طمع المسلمون‬
‫التخطيط أخذ‬ ‫من معلومات‬ ‫باإلعداد للقوة‬
‫في نصر هللا‬ ‫من غير الممكن‬ ‫من غير الممكن أن‬ ‫منهج هللا وهديه‬
‫باألسباب ومعظم‬ ‫الحاضر مستوى‬ ‫يتضمن األمر‬
‫وتمكينه فسبيلهم‬ ‫القيام بمسؤولية‬ ‫يكون العمل‬ ‫يستوعب الماضي‬
‫قصص األنبياء‬ ‫قوة المسلمين‬ ‫بالتخطيط؛ ألن‬
‫هو التخطيط الذي‬ ‫االستخالف دون‬ ‫صالحّا دون تدبير‬ ‫والعلم الحديث‬
‫تتضمن التدبير‬ ‫ومستوى قوة‬ ‫إعداد القوة نشاط‬
‫يضبط حركتهم‬ ‫تدبير أو تخطيط‪.‬‬ ‫أو تخطيط وتنظيم‪.‬‬ ‫وعلم المستقبل‪.‬‬
‫والتخطيط‪.‬‬ ‫العدو‪.‬‬ ‫هادف‪ ،‬ويحتاج‬
‫بمرضاة هللا‪.‬‬
‫لكثير من الإعداد‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫أ‪ -‬المفهوم العام للتخطيط‪:‬‬
‫ينطل‪I‬ق المفه‪I‬وم الع‪I‬ام لمس‪I‬ؤولية التخطي‪I‬ط من تش‪I‬خيص الواق‪I‬ع واس‪I‬تقراء األح‪I‬داث ال‪I‬تي يطويه‪I‬ا المس‪I‬تقبل‪ ،‬ثم اختي‪I‬ار‬
‫الب‪I‬ديل ال‪I‬ذي يحق‪I‬ق الخ‪I‬ير أو يقل‪I‬ل الش‪I‬ر إلى أدنى مس‪I‬توياته‪ .‬وإذا طم‪I‬ع المس‪I‬لمون في نص‪I‬ر هللا وتمكين‪I‬ه فس‪I‬بيلهم ه‪I‬و‬
‫الت‪I‬دبير والتخطي‪I‬ط ال‪I‬ذي يض‪I‬بط ح‪I‬ركتهم بمرض‪I‬اة هللا ويجع‪I‬ل رض‪I‬ا هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى وعون‪I‬ه وتأيي‪I‬ده‪ ،‬معي‪I‬ارًا لم‪I‬ا ي‪I‬ؤتى‪،‬‬
‫وس‪I‬خطه وغض‪I‬به معي‪I‬ارًا لم‪I‬ا ي‪I‬ترك‪ ،‬يق‪I‬ول أم‪I‬ير المؤم‪I‬نين علي‪I‬ه الس‪I‬الم‪« :‬الت‪I‬دبير قب‪I‬ل العم‪I‬ل ي‪I‬ؤمن الن‪I‬دم‪.....‬الت‪I‬دبير قب‪I‬ل‬
‫الفعل يؤمن العثار»‪.‬‬
‫ويت‪I‬بين لن‪I‬ا المفه‪I‬وم الع‪I‬ام للتخطي‪I‬ط‪ :‬ه‪I‬و عملي‪I‬ة منهجي‪I‬ة منظم‪I‬ة محكوم‪I‬ة باله‪I‬دى الق‪I‬رآني‪ ،‬تش‪I‬مل التفك‪I‬ير والت‪I‬دبر والنظ‪I‬ر‬
‫إلى المس‪I‬تقبل وإع‪I‬داد الع‪I‬دة ل‪I‬ه‪ ،‬وتحدي‪I‬د األه‪I‬داف انطالق‪I‬ا من تحقي‪I‬ق مب‪I‬دأ العبودي‪I‬ة هلل وإعم‪I‬ار األرض وإرس‪I‬اء الح‪I‬ق ثم‬
‫تحدي‪I‬د الوس‪I‬ائل الموص‪I‬لة لأله‪I‬داف ثم دراس‪I‬ة واختي‪I‬ار الوس‪I‬يلة المناس‪I‬بة‪ ،‬ووض‪I‬ع التفاص‪I‬يل الض‪I‬رورية الموص‪I‬لة لله‪I‬دف‬
‫وتنفي‪I‬ذها م‪I‬ع رب‪I‬ط ذل‪I‬ك بمش‪I‬يئة هللا تع‪I‬الى‪ ،‬وف‪I‬ق منظوم‪I‬ة واح‪I‬دة تحق‪I‬ق التكام‪I‬ل والتراب‪I‬ط للتخطي‪I‬ط والتنظيم والتوجي‪I‬ه‬
‫والتفقد والتقييم بما يضمن أَّن كافة الجهود تصب تجاه تحقيق األهداف المحددة بأفضل السبل‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫ب‪ -‬مفهوم التخطيط كمسؤولية إدارية‪:‬‬
‫مس‪I‬ؤولية التخطي‪I‬ط في إط‪I‬ار العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة والمنظوم‪I‬ة اإلداري‪I‬ة هي المس‪I‬ؤولية األولى واألهم‪ ،‬وتب‪I‬دأ به‪I‬ا‬
‫العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وعليه‪I‬ا تب‪I‬نى م‪I‬ا بع‪I‬دها من مس‪I‬ؤوليات ‪-‬التنظيم والتوجي‪I‬ه والتفق‪I‬د والرقاب‪I‬ة وتق‪I‬ييم األداء‪-‬‬
‫ونصل هنا إلى تعريف موجز لمفهوم التخطيط كمسؤولية إدارية بأنه‪:‬‬
‫هو المس‪I‬ؤولية اإلداري‪I‬ة األولى ض‪I‬من منظوم‪I‬ة العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة المتكامل‪I‬ة ال‪I‬تي تش‪I‬مل تحدي‪I‬د مج‪I‬ال ونط‪I‬اق عم‪I‬ل وغاي‪I‬ات‬
‫(الرؤي‪II‬ة والرس‪II‬الة) للدول‪II‬ة‪/‬المؤسس‪II‬ة‪/‬الش‪II‬ركة كخط‪II‬وة أولى‪ ،‬واأله‪II‬داف الرئيس‪II‬ة كخط‪II‬وة ثاني‪II‬ة‪ ،‬وتحدي‪II‬د الوس‪II‬ائل‬
‫والسياس‪I‬ات واألس‪I‬اليب الالزم‪I‬ة لتحقي‪I‬ق األه‪I‬داف باإلتق‪I‬ان والج‪I‬ودة والتكلف‪I‬ة المطلوب‪I‬ة كخط‪I‬وة ثالثة‪ ،‬وتحدي‪I‬د أس‪I‬س العم‪I‬ل‬
‫وقيم‪I‬ه وقواع‪I‬د األداء والنش‪I‬اط ال‪I‬تي تحق‪I‬ق التكام‪I‬ل والتناس‪I‬ق بين األنش‪I‬طة داخلي‪ًI‬ا وخارجي‪ًI‬ا كخط‪I‬وة رابع‪I‬ة‪ ،‬وك‪I‬ذا اإلط‪I‬ار‬
‫الزم‪I‬ني إلنج‪I‬از الغاي‪I‬ات واأله‪I‬داف ومؤش‪I‬راتها ونتائجه‪I‬ا المس‪I‬تهدفة كخط‪I‬وة خامس‪I‬ة‪ .‬ثم ب‪I‬ذل األس‪I‬باب المش‪I‬روعة في‬
‫َتحقيقها‪ ،‬انطالقا من الثقة باهلل والتوكل العملي عليه واإليمان بالغيب فيما قضى هللا وقدره على النتائج‪.‬‬
‫عناصر مفهوم مسؤولية التخطيط في إطار العملية اإلدارية‬

‫وضع األسس والمعايير‬


‫تحديد أسس العمل وقيمه التي على أساسها تكون‬ ‫تحديد األهداف‬ ‫تحديد مجال العمل‬
‫متابعة األداء وتقييم‬ ‫التي تحقق التكامل‬ ‫والسياسات والوسائل‬ ‫ونطاقه وغايات‬
‫النتائج وتصحيح‬ ‫والتناسق بين أنشطة‬ ‫المطلوبة لتحقيقها‬ ‫الدولة‪/‬المؤسسة‬
‫واإلطار الزمني لتنفيذها‪ .‬المؤسسة داخلًيا وخارجًيا المسارات بما يحقق‬
‫األهداف‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية مسؤولية التخطيط‬
‫يؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪ -‬على أهمي‪I‬ة التخطي‪I‬ط‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬الحظ‪I‬وا‪ ،‬كثيٌر من األش‪I‬ياء ال‪I‬تي‬
‫يعمله‪I‬ا الن‪I‬اس‪ ،‬وس‪I‬يعملونها على أي ح‪I‬ال‪ ،‬إنم‪I‬ا هم يعملونه‪I‬ا بش‪I‬كل غ‪I‬ير مخط‪I‬ط‪ ،‬وال منظم‪ ،‬وال‬
‫م‪I‬دروس‪ ،‬وال واٍع‪ ،‬وبش‪I‬كٍل عش‪I‬وائي‪ ،‬ه‪I‬ذه العش‪I‬وائية هي آف‪I‬ة كب‪I‬يرة في واقعن‪I‬ا الع‪I‬ربي وفي واقعن‪I‬ا‬
‫اليم‪I‬ني‪ ،‬المش‪I‬كلة الرئيس‪I‬ية لن‪I‬ا هي العش‪I‬وائية‪ ،‬العم‪I‬ل غ‪I‬ير المخط‪I‬ط‪ ،‬وال المنظم‪ ،‬وال الم‪I‬دروس‪،‬‬
‫وال المحسوب‪ ،‬كًال يشتغل على ما في رأسه‪ ،‬وهذه مشكلة كبيرة جًّد ا»‪.‬‬
‫ويمكن هنا تلخيص أهمية التخطيط وتوضيح أثر غيابه فيما يلي‪:‬‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية مسؤولية التخطيط‬

‫توجيه الدولة أو المؤسسة بكاملها تجاه تحقيق‬ ‫تحقيق التكامل والتنسيق بين الوحدات التنظيمية‬ ‫تحديد األنشطة والوسائل واألساليب المناسبة‬
‫األهداف‬ ‫والمستويات اإلدارية كافة‬ ‫إلنجاز األهداف‬

‫يساعد في توفير اإلمكانيات والموارد وتوجيهها‬


‫تحديد وتوصيف المتطلبات واإلمكانات والموارد‬ ‫تعزيز العمل الجماعي والمسؤولية الجماعية‬
‫لتحقيق األهداف وينظم ويحدد واجبات التنفيذ‬
‫الالزمة لتحقيق األهداف‬ ‫والعمل بروح الفريق الواحد‬
‫ومسؤولياته‬

‫يضع األسس والمعايير التي على أساسها تكون‬


‫متابعة وتفقد األداء وتقييم‬
‫ثالثاً ‪ :‬واجبنا في التعامل مع مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫ندرك أن التخطيط مسؤولية أساسية‬
‫وضرورة لتحقيق رضا هللا‬

‫ندرك أن منهجيتنا اإلدارية هي‪:‬‬


‫الرشد والموازنة بين‬
‫رعاية نشاط المجتمع وتوجيهه على‬
‫التحدي والواقعية‬
‫أساس من القيم واألخالق‬

‫التوكل على هللا والثقة به‪،‬‬


‫نفهم خطورة ضعف البصيرة في‬
‫واعتبار التخطيط سببًا في‬
‫مجال التخطيط‬
‫بلوغ الغايات واألهداف‬

‫ندرك أهمية االلتزام وما يترتب عليه‬


‫نعي خطورة ضعف اإليمان‬
‫من رعاية وهداية وبركة وخير وعون‬
‫بالغيب‪ ،‬ونحذر من التفريط‬
‫ويسر من هللا‬
‫رابعا ‪ :‬مبادئ التخطيط ‪:‬‬
‫‪ )1‬االلتزام بتحقيق التكامل بين مستويات التخطيط ومجاالته‪:‬‬
‫إَّن مب‪I‬دأ إلزامي‪I‬ة التكام‪I‬ل والتنس‪I‬يق والتع‪I‬اون بين مس‪I‬تويات التخطي‪I‬ط الحكيم ومجاالت‪I‬ه ه‪I‬و أح‪I‬د متطلب‪I‬ات نج‪I‬اح‬
‫عملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط وتنفي‪I‬ذ الخط‪I‬ة الحكيم‪I‬ة وتحقي‪I‬ق نتائجه‪I‬ا المس‪I‬تهدفة‪ ،‬فالنش‪I‬اط وف‪I‬ق التخطي‪I‬ط الحكيم ذو طبيع‪I‬ة‬
‫متكامل‪I‬ة‪ ،‬ول‪I‬ذلك ف‪I‬إن النج‪I‬اح الكلي لألم‪I‬ة يتوق‪I‬ف على كف‪I‬اءة األداء وتكامل‪I‬ه في ك‪I‬ل المج‪I‬االت‪ ،‬فق‪I‬د يض‪I‬عف األداء‬
‫االقتص‪I‬ادي‪ ،‬ليس بالض‪I‬رورة بس‪I‬بب خل‪I‬ل في ج‪I‬انب النش‪I‬اط االقتص‪I‬ادي‪ ،‬وإنم‪I‬ا ق‪I‬د يرج‪I‬ع إلى ض‪I‬عف في األداء‬
‫السياس‪I‬ي أو الثق‪I‬افي‪ ،‬وعلى ه‪I‬ذا األس‪I‬اس ف‪I‬إن األداء اإلعالمي ‪ -‬مثًال م‪I‬ع بقي‪I‬ة المج‪I‬االت ‪ -‬يجب أن يتم على‬
‫خلفي‪I‬ة الخط‪I‬ة الحكيم‪I‬ة الموح‪I‬دة والخط‪I‬ط الفرعي‪I‬ة المنبثق‪I‬ة عنه‪I‬ا‪ ،‬وه‪I‬ذا يع‪I‬ني أهمي‪I‬ة إدراك طبيع‪I‬ة الغاي‪I‬ات الك‪I‬برى‬
‫المس‪I‬تهدف تحقيقه‪I‬ا‪ ،‬والقض‪I‬ايا والعقب‪I‬ات الداخلي‪I‬ة والقض‪I‬ايا والعقب‪I‬ات الخارجي‪I‬ة والقض‪I‬ايا والتح‪I‬ديات المس‪I‬تقبلية‬
‫ومحاور التغيير وطبيعته ومجاالت التكامل فيما بينها‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مبادئ التخطيط ‪:‬‬
‫‪ )2‬التخطيط التشاركي‪:‬‬
‫من أهم المب‪I‬ادئ ال‪I‬تي يرتك‪I‬ز عليه‪I‬ا التخطي‪I‬ط الحكيم وال‪I‬تي تع‪I‬د قض‪I‬ية محوري‪I‬ة العم‪I‬ل الجم‪I‬اعي والتش‪I‬اركي في‬
‫بناء الخطط وتنفيذها ومتابعتها وتقييمها وذلك ألسباب أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬التغلب على االتجاه الفردي في العمل‪ ،‬والتوجه إلى العمل الجماعي القائم على التشاور‪.‬‬
‫• تس‪I‬اعد على إنض‪I‬اج ال‪I‬رؤى وعلى إص‪I‬ابة الرش‪I‬د بش‪I‬كل أفض‪I‬ل في جمي‪I‬ع التفاص‪I‬يل العملي‪I‬ة‪ .‬ق‪I‬ال اإلم‪I‬ام علي علي‪I‬ه‬
‫السالم‪) :‬من استبد برأيه هلك‪ ،‬ومن شاور الرجال شاركها في عقولها(‪.‬‬
‫• توفير أكبر قدر من المعلومات بما يجعل التخطيط أكثر قربا من الواقع‪ ،‬ويجعل الخطط أكثر قابلية للتنفيذ‪.‬‬
‫• التأييد والحماس المتبادل بين المسؤول والعاملين لتنفيذ الخطط واإلحساس بالمسؤولية المشتركة عنها‪.‬‬
‫• تحقيق جماعية اإلدارة واإلحساس بروح الفريق وبجماعية النجاح والفشل‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مبادئ التخطيط ‪:‬‬
‫‪ )3‬المرونة في التخطيط‪:‬‬
‫وتع‪I‬ني مراجع‪I‬ة الخط‪I‬ة وتطويره‪I‬ا بش‪I‬كل مس‪I‬تمر في إط‪I‬ار دورة التخطي‪I‬ط الحكيم وف‪I‬ق قواع‪I‬د وأس‪I‬س منظم‪I‬ة‬
‫وليس عش‪I‬وائيًا‪ ،‬بحيث يتم من خالل آلي‪I‬ة منتظم‪I‬ة ومس‪I‬ار واض‪I‬ح للتعام‪I‬ل م‪I‬ع متغ‪I‬يرات التخطي‪I‬ط‪ ،‬باإلض‪I‬افة أو‬
‫الح‪I‬ذف أو التع‪I‬ديل وفق‪ًI‬ا لم‪I‬ا تفرض‪I‬ه متغ‪I‬يرات الواق‪I‬ع ومس‪I‬تويات اإلنج‪I‬از‪ .‬وح‪I‬تى ال يك‪I‬ون التخطي‪I‬ط جام‪I‬دًا ويق‪I‬ف‬
‫عن‪II‬د إج‪II‬راءات ص‪II‬ارمة تمن‪II‬ع من الوص‪II‬ول إلى روح التخطي‪II‬ط وه‪II‬و تحقي‪II‬ق تح‪II‬والت وإنج‪II‬ازات ملموس‪II‬ة‬
‫للوصول إلى األهداف التي تتضمنها الخطة الحكيمة‪.‬‬
‫‪ )4‬العناية القصوى بالمعلومات واستثمارها‪:‬‬
‫تع‪I‬د المعلوم‪I‬ات أح‪I‬د المب‪I‬ادئ المهم‪I‬ة لعملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط‪ ،‬فمن خالله‪I‬ا يمكن تش‪I‬كيل رؤي‪I‬ة واض‪I‬حة ووض‪I‬ع أه‪I‬داف‬
‫مح‪I‬ددة وتق‪I‬ييم الواق‪I‬ع بمختل‪I‬ف جوانب‪I‬ه وتحدي‪I‬د األولوي‪I‬ات والم‪I‬وارد المطلوب‪I‬ة‪ ،‬ل‪I‬ذلك من المهم العناي‪I‬ة ببن‪I‬اء قاع‪I‬دة‬
‫بيان‪I‬ات ومعلوم‪I‬ات ص‪I‬حيحة وتح‪I‬ديثها بش‪I‬كل مس‪I‬تمر واعتم‪I‬اد مص‪I‬ادر متع‪I‬ددة لت‪I‬دفق المعلوم‪I‬ات ووس‪I‬ائل مختلف‪I‬ة‬
‫بما فيها الوسائل التقنية التي تساعد على الوصول إلى خطط حكيمة واتخاذ قرارات سليمة‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مبادئ التخطيط ‪:‬‬
‫‪ )5‬مبدأ مراعاة الوضعية واالمكانيات المتاحة‪:‬‬
‫األولوي‪II‬ات هي القض‪II‬ايا الرئيس‪II‬ة ال‪II‬تي استخلص‪II‬ت من نت‪II‬ائج تش‪II‬خيص الواق‪II‬ع وتقييم‪II‬ه‪ ،‬وتحدي‪II‬د الف‪II‬رص والتهدي‪II‬دات‪،‬‬
‫واستش‪I‬راف المس‪I‬تقبل للتوجه‪I‬ات في الم‪I‬دى الزم‪I‬ني لعملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط‪ ،‬وتب‪I‬نى ه‪I‬ذه المرحل‪I‬ة وف‪I‬ق مخرج‪I‬ات المرحل‪I‬ة الثاني‪I‬ة‪،‬‬
‫وفي ه‪I‬ذا الج‪I‬انب يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬الترك‪I‬يز على األولوي‪I‬ات بيفي‪I‬د على ك‪I‬ل المس‪I‬تويات على تحقي‪I‬ق نج‪I‬اح أك‪I‬بر ونت‪I‬ائج أعظم‬
‫واس‪I‬تثمار للم‪I‬ال اس‪I‬تثمار للجه‪I‬د العملي‪ ،‬ألن‪I‬ه إذا ص‪ّI‬ب المجه‪I‬ود العملي في األولوي‪I‬ات بالتأكي‪I‬د بيحق‪I‬ق نت‪I‬ائج أك‪I‬ثر وإذا تش‪I‬تت‬
‫خارج األولويات فبيبقى عند الناس نقص أشياء ذات أهمية كبرى»‪.‬‬
‫‪ )6‬استحضار البعد العالمي واإلقليمي مع عدم إغفال الجانب المحلي‪:‬‬
‫من المهم وض‪I‬ع كاف‪I‬ة االس‪I‬تعدادات لمواجه‪I‬ة التهدي‪I‬دات والتح‪I‬ديات واالس‪I‬تفادة من الف‪I‬رص المتاح‪I‬ة‪ ،‬واستحض‪I‬ار البع‪I‬د الع‪I‬المي‬
‫واإلقليمي م‪I‬ع ع‪I‬دم إغف‪I‬ال البع‪I‬د المحلي في التخطي‪I‬ط الحكيم بحيث تك‪I‬ون الخط‪I‬ة عالمي‪I‬ة بعالمي‪I‬ة الق‪I‬رآن ونظرت‪I‬ه الواس‪I‬عة‬
‫لقضايا الصراع وطبيعة التهديدات والمخاطر والعالقات الدولية والقوى العالمية المؤثرة في الكرة األرضية‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫تم‪I‬ر عملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط بع‪I‬دة مراح‪I‬ل وخط‪I‬وات مرتب‪I‬ة‪ ،‬وك‪I‬ل مرحل‪I‬ة مرتبط‪I‬ة بمس‪I‬توى إداري أو تنظيمي‪ ،‬وله‪I‬ا مواص‪I‬فاتها وخطواته‪I‬ا‬
‫ونط‪I‬اق اختصاص‪I‬ها وس‪I‬وف نتناوله‪I‬ا ‪-‬الحق‪ًI‬ا‪ -‬بإيج‪I‬از م‪I‬ع بعض النم‪I‬اذج والتطبيق‪I‬ات العملي‪I‬ة ويتض‪I‬من التخطي‪I‬ط في إط‪I‬ار العملي‪I‬ة‬
‫اإلدارية بشكل عام المراحل اآلتية‪:‬‬

‫تحديد أسس العمل‬


‫وقيمه واألولويات‬
‫تشخيص الواقع‬
‫وضع األهداف الرئيسة‬ ‫وتقييمه (الوضع‬
‫الراهن)‬

‫تحديد السياسات‬
‫والوسائل‬ ‫أهم مراحل‬ ‫تحديد التوجه والمسار‬
‫الحكيم للدولة‪/‬‬
‫والمشروعات التي‬
‫تحقق األهداف‬
‫التخطيط‬ ‫المؤسسة‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تحديد التوجه والمسار الحكيم للدولة‪ /‬المؤسسة‪:‬‬

‫مهمة تحديد الرؤى والغايات والتوجهات‬ ‫تعد أولى الخطوات وأهمها على اإلطالق‬
‫مسؤولية تضطلع بها القيادة الربانية‬ ‫ألنها ترسم مصير الدولة‪/‬المؤسسة‬
‫‪01‬‬
‫‪04‬‬
‫ألهمية هذه الخطوة ال يمكن المخاطرة‬ ‫بناء على ما تحدده القيادة توضع أسس العمل وقيمة‬
‫بإيكالها إلى جهة أو أفراد مهما بلغت درجة‬ ‫وتحدد األهداف العامة والرئيسة‪ ،‬ومن ثم تنبثق‬
‫كفاءتهم‪ ،‬لكون نجاحها ليس مرتبطا فقط‬ ‫المرحلة األولى‪ :‬تحديد‬ ‫عنها األهداف الفرعية‪ ،‬تليها السياسات(المشاريع ‪06‬‬
‫بالقدرات والمهارات‪ ،‬بل مرهون بالتأييد‬ ‫التوجه والمسار الحكيم‬ ‫واألنشطة التفصيلية) في ضوء ذلك بتسلسل منطقي‬
‫والتفهيم واإلمداد اإللهي الموازي لحجم‬ ‫للدولة‪/‬المؤسسة‬ ‫وتكاملي بين مختلف المستويات والمجاالت‪.‬‬
‫‪03‬‬
‫المسؤولية‬

‫‪05‬‬
‫تحدد مجال العمل ونطاقه وغاية‬ ‫‪02‬‬ ‫تتضمن الموجهات والتوجيهات العامة من‬
‫الدولة‪/‬المؤسسة وطبيعة مسؤولياتها‬
‫القيادة خالل المدى الزمني للخطة‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تحديد التوجه والمسار الحكيم للدولة‪ /‬المؤسسة‪:‬‬

‫وتتمثل مخرج‪I‬ات ه‪I‬ذه المرحل‪I‬ة في تحدي‪I‬د التوج‪I‬ه والمس‪I‬ار الحكيم للدول‪I‬ة أو المؤسس‪I‬ة عن طري‪I‬ق‬
‫تحدي‪I‬د الموجه‪I‬ات والتوجيه‪I‬ات من ِقَبل العلم الق‪I‬ائم‪ ،‬في المج‪I‬االت الرئيس‪I‬ة ال‪I‬تي تعم‪I‬ل فيه‪I‬ا وترتك‪I‬ز‬
‫عليه‪I‬ا‪ ،‬وال‪I‬تي تمِّث ل التوج‪I‬ه والمس‪I‬ار الحكيم للدول‪I‬ة أو المؤسس‪I‬ة ال‪I‬تي تنظم وتتحكم بكاف‪I‬ة قراراته‪I‬ا‬
‫وسياس‪I‬اتها والخط‪I‬ط المنبثق‪I‬ة عنه‪I‬ا‪ ،‬بم‪I‬ا يحق‪I‬ق تكام‪I‬ل والجه‪I‬ود وتظافره‪I‬ا لتحقي‪I‬ق األه‪I‬داف الك‪I‬برى‬
‫ال‪I‬تي تس‪I‬عى الدول‪I‬ة أو المؤسس‪I‬ة إلى تحقيقه‪I‬ا‪ ،‬بحيث تك‪I‬ون واض‪I‬حة أم‪I‬ام الجمي‪I‬ع‪ ،‬مم‪I‬ا يس‪I‬هل وض‪I‬ع‬
‫األهداف وسهولة تنفيذها‪.‬ذ‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة تشخيص الواقع وتقييمه (الوضع الراهن)‪:‬‬
‫في ض‪I‬وء الموجه‪I‬ات والتوجيه‪I‬ات تب‪I‬دأ مرحل‪I‬ة تش‪I‬خيص الواق‪I‬ع – الوض‪I‬ع ال‪I‬راهن – ال‪I‬ذي تنطل‪I‬ق من‪I‬ه عملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط وتعتم‪I‬د على‬
‫ال‪I‬وعي والبص‪I‬يرة وفق‪ًI‬ا لله‪I‬دى اإللهي ال‪I‬ذي ُق ِّد م لن‪I‬ا بالش‪I‬كل ال‪I‬ذي يعطين‪I‬ا بص‪I‬يرة وفهم‪ًI‬ا لألش‪I‬ياء قب‪I‬ل أن تحي‪I‬ط بن‪I‬ا آثاره‪I‬ا الس‪I‬يئة‪،‬‬
‫والترك‪I‬يز على واق‪I‬ع الدول‪I‬ة والمؤسس‪I‬ة وم‪I‬ا يحي‪I‬ط به‪I‬ا من تح‪I‬ديات‪ ،‬وم‪I‬ا تض‪I‬عه ق‪I‬وى الط‪I‬اغوت أمريك‪I‬ا وإس‪I‬رائيل من خط‪I‬ط‪،‬‬
‫وتحدي‪I‬د طبيع‪I‬ة الص‪I‬راع م‪I‬ع األع‪I‬داء ال‪I‬ذين يعمل‪I‬ون بش‪I‬كل مس‪I‬تمر على اس‪I‬تقراء واقعن‪I‬ا به‪I‬دف معرف‪I‬ة نق‪I‬اط قوتن‪I‬ا ونق‪I‬اط ض‪I‬عفنا‬
‫الستغالل نقاط الخلل واالستفادة من الثغرات والتوظيف لها‪ ،‬وكذلك الحال تحديد طبيعة التنافس على مستوى المؤسسات‪.‬‬

‫وإذا م‪I‬ا اس‪I‬تطعنا تش‪I‬خيص الواق‪I‬ع وفهم طبيع‪I‬ة الص‪I‬راع والتن‪I‬افس وتحدي‪I‬د نق‪I‬اط الق‪I‬وة والض‪I‬عف والف‪I‬رص والتهدي‪I‬دات فإنن‪I‬ا ب‪I‬إذن هللا‬
‫سنض‪I‬ع الخط‪I‬ة ال‪I‬تي تل‪I‬بي س‪I‬بل مواجه‪I‬ة تل‪I‬ك التح‪I‬ديات وتك‪I‬ون مواكب‪I‬ة لطبيع‪I‬ة الص‪I‬راع م‪I‬ع الع‪I‬دو‪ ،‬والتن‪I‬افس م‪I‬ع اآلخ‪I‬ر؛ ألنن‪I‬ا في نهاي‪I‬ة‬
‫ه‪I‬ذه المرحل‪I‬ة نك‪I‬ون ق‪I‬د ح‪I‬ددنا نقط‪I‬ة البداي‪I‬ة لالنطالق والنقط‪I‬ة الم‪I‬راد الوص‪I‬ول إليه‪I‬ا‪ ،‬وال‪I‬تي س‪I‬يتم ردم الفج‪I‬وة بينهم‪I‬ا من خالل عملي‪I‬ة‬
‫التخطي‪I‬ط والخ‪I‬روج بتحدي‪I‬د أولوياته‪I‬ا المرحلي‪I‬ة وتنظيم عملياته‪I‬ا الداخلي‪I‬ة‪ ،‬وتحدي‪I‬د الم‪I‬وارد الطبيعي‪I‬ة والمادي‪I‬ة المتاح‪I‬ة وتخطي‪I‬ط إدارته‪I‬ا‬
‫وصوًال إلى تحقيق األهداف والنتائج المستهدفة وفق الموجهات التي حددتها القيادة الربانية‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة تشخيص الواقع وتقييمه (الوضع الراهن)‪:‬‬
‫شكل يوضح مراحل تشخيص الواقع‬
‫نقطة وصول‬

‫نقطة انطالق‬

‫الفرق بين نقطة االنطالق ونقطة الوصول للمستوى المطلوب هو الفجوة لألهداف الرئيسية التي يمكن ردمها خالل الفترة‬
‫الزمنية للخطة‪.‬‬
‫الخطة هي التي تجعلنا نمضي بانتظام وتكامل للوصول إلى الغاية المحددة بعون هللا‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة تشخيص الواقع وتقييمه (الوضع الراهن)‪:‬‬
‫أهم عناصر نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات على مستوى الدولة‪/‬المؤسسة‬
‫نقاط القوة‪:‬‬ ‫نقاط الضعف‪:‬‬
‫هي ك‪I‬ل م‪I‬ا منح‪I‬ه الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل من نعم وم‪I‬وارد طبيعي‪I‬ة وإمكان‪I‬ات‬ ‫هي األوض‪I‬اع والظ‪I‬روف الداخلي‪I‬ة ال‪I‬تي تعي‪I‬ق أو تمن‪I‬ع أو ت‪I‬ؤثر س‪I‬لبًا في‬
‫ومق‪I‬درات نفس‪I‬ية ومعنوي‪I‬ة ومادي‪I‬ة وثقافي‪I‬ة س‪I‬خرها لإلنس‪I‬ان‪ ،‬وال‪I‬تي يمكن ‪-‬‬ ‫تحقي‪I‬ق الغاي‪I‬ات الك‪I‬برى للدول‪I‬ة أو األم‪I‬ة ومنه‪I‬ا ض‪I‬عف العالق‪I‬ة م‪I‬ع هللا‬
‫باالس‪I‬تعانة باهلل واالعتم‪I‬اد والتوك‪I‬ل علي‪I‬ه‪ -‬اس‪I‬تثمارها واالس‪I‬تفادة منه‪I‬ا عن‬ ‫وض‪I‬عف الثق‪I‬ة ب‪I‬ه وض‪I‬عف استش‪I‬عار المس‪I‬ؤولية‪ ،‬واالنج‪I‬رار وراء ه‪I‬وى‬
‫طري‪II‬ق الحكم‪II‬ة والرش‪II‬د في حم‪II‬ل أمان‪II‬ة المس‪II‬ؤولية وعب‪II‬ادة هللا وإعم‪II‬ار‬ ‫النفس‪ ،‬إض‪I‬افة إلى ض‪I‬عف الواق‪I‬ع ال‪I‬داخلي في المقوم‪I‬ات األساس‪I‬ية للحي‪I‬اة‬
‫األرض وإصالحها‪.‬‬ ‫من اقتصاد وبنية تحتية وضعف بناء وتأهيل اإلنسان وزكاء النفوس‪.‬‬
‫وتش‪I‬مل الموق‪I‬ع الجغ‪I‬رافي والق‪I‬وى البش‪I‬رية المؤمن‪I‬ة والمؤهل‪I‬ة والم‪I‬وارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬والمناخ وغيرها‪.‬‬

‫الفرص‪:‬‬ ‫التهديدات‪:‬‬
‫هي القض‪II‬ايا الرئيس‪II‬ة والمص‪II‬الح المش‪II‬روعة ال‪II‬تي تتش‪II‬كل من وج‪II‬ود‬ ‫هي األوض‪II‬اع والظ‪II‬روف الموج‪II‬ودة في البيئ‪II‬ة الخارجي‪II‬ة المتمثل‪II‬ة‬
‫بتهدي‪I‬دات وم‪I‬ؤامرات ومخطط‪I‬ات األع‪I‬داء وح‪I‬ركتهم الفاعل‪I‬ة الس‪I‬تهداف ظ‪I‬روف وأوض‪I‬اع ومتغ‪I‬يرات إقليمي‪I‬ة أو دولي‪I‬ة يمكن اس‪I‬تغاللها واالس‪I‬تفادة‬
‫األم‪II‬ة في مختل‪II‬ف المج‪II‬االت وال‪II‬تي تش‪II‬كل عقب‪II‬ة أم‪II‬ام تحقي‪II‬ق الغاي‪II‬ات منه‪II‬ا في تقوي‪II‬ة وتحص‪II‬ين الوض‪II‬ع ال‪II‬داخلي وإض‪II‬عاف حرك‪II‬ة األع‪II‬داء‬
‫باالس‪I‬تناد على نق‪I‬اط الق‪I‬وة وعالج نق‪I‬اط الض‪I‬عف والتعام‪I‬ل م‪I‬ع المه‪I‬ددات‬ ‫واألهداف األساسية للدولة أو األمة أو المؤسسة‪.‬‬
‫والتحديات‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬تحديد األولويات‪:‬‬
‫شكل يوضح اإلجراءات والمعايير الخاصة بصياغة وتحديد األولويات‬

‫يجب أن تكون األولويات قابلة‬


‫تحديد أولويات القضايا‬
‫الرئيسية التي يجب التعامل‬
‫• األولوي‪IIIII‬ات‪ :‬هي القض‪IIIII‬ايا‬
‫للتحقيق على أرض الواقع‬
‫معها‬
‫الرئيس‪II‬ة ال‪II‬تي تم استخالص‪II‬ها‬
‫من نت‪III‬ائج تش‪III‬خيص الواق‪III‬ع‬
‫الطموحات الكبيرة التي‬
‫وتقييم‪III‬ه‪ ،‬وتحدي‪III‬د الف‪III‬رص‬
‫صياغة األولويات بصورة‬
‫نتائج بعيدة المدى‬
‫يجب ان تنجز والتي تمثل‬
‫اولويات لبناء‬
‫الدولة‪/‬المؤسسة‬
‫والتهدي‪IIIII‬دات‪ ،‬واستش‪IIIII‬راف‬
‫المس‪I‬تقبل للتوجه‪I‬ات في الم‪I‬دى‬
‫الزمني للخطة‪.‬‬
‫يتم اختيارها وفق معايير‬
‫بحسب األهمية ودرجة التأثير‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬وضع األهداف الرئيسة‪:‬‬
‫بن‪I‬اء على مخرج‪I‬ات المراح‪I‬ل الثالث الس‪I‬ابقة ت‪I‬أتي مرحل‪I‬ة تحدي‪I‬د وص‪I‬ياغة األه‪I‬داف الرئيس‪I‬ية للدول‪I‬ة‪/‬المؤسس‪I‬ة وتص‪I‬نيفها وف‪I‬ق مجاالته‪I‬ا‬
‫باعتب‪I‬ار أنه‪I‬ا مهم‪I‬ة فني‪I‬ة‪ ،‬بحيث تص‪I‬اغ بدق‪I‬ة لتتض‪I‬من نت‪I‬ائج مح‪I‬ددة وقابل‪I‬ة لتجزئته‪I‬ا على مراح‪I‬ل‪ ،‬وفي ه‪I‬ذه المرحل‪I‬ة على المس‪I‬توى‬
‫المرك‪I‬زي توض‪I‬ع األه‪I‬داف الرئيس‪I‬ة العام‪I‬ة‪ ،‬بن‪I‬اًء على نت‪I‬ائج تش‪I‬خيص الواق‪I‬ع ألهم الف‪I‬رص والتهدي‪I‬دات ونق‪I‬اط الق‪I‬وة والض‪I‬عف وارتباط‪ًI‬ا‬
‫بموجهات القيادة وتوجيهاتها‪ ،‬وصياغتها بصورة نهائية بحيث تكون أهدافًا مصاغة بشكل جيد ومناسب ودقيق‪.‬‬

‫تعريف الهدف الرئيس‪ :‬هي صيغة تحدد النتيجة المراد تحقيقها على مستوى‬
‫الدولة‪/‬المؤسسة خالل المدى الزمني للخطة‪ ،‬يضعها المستوى المركزي األوفق توجيهات‬
‫القيادة ونتائج تشخيص الواقع واألولويات وتبّين كيف سيتم تطبيق الخطة وهي مجموعة‬
‫مترابطة من النتائج الرئيسة الكبرى التي تعمل معًا على تحقيق مستهدفات الخطة‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬وضع األهداف الرئيسة‪:‬‬
‫شكل يوضح سمات األهداف العامة والرئيسة‬

‫‪07‬‬ ‫‪01‬‬
‫متكاملة ومترابطة بعضها ببعض وتحتوي‬
‫على فعل(عمل) وصفة (وصف) واسم‬ ‫جميعها أإهداف مشتقة من‬
‫(النتيجة)‪.‬‬ ‫الموجهات ومتوائمة مع‬
‫األولويات‪.‬‬

‫تتسم بطول المدى وإمكانية‬


‫تخدم وتحقق الموجهات المحددة من القيادة‪.‬‬ ‫اشتقاق أهداف مرحلية منها‬
‫وتحويلها إلى برامج ومشاريع‪.‬‬

‫تتسم بالنوعية والتأثير الكبير وإحداث‬


‫التحول المنشود‪.‬‬ ‫تغطي مجالت ونطاق عمل‬
‫الدولة‪/‬المؤسسة‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬تحديد السياسات والوسائل والمشروعات التي تحقق األهداف‪:‬‬
‫تع‪I‬د ه‪I‬ذه المرحل‪I‬ة من أهم المراح‪I‬ل‪ ،‬وهي خالص‪I‬ة عملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط ال‪I‬تي تنبثق منه‪I‬ا خط‪I‬ة تمثل الترجم‪I‬ة الفعلي‪I‬ة‬
‫التنفيذي‪I‬ة لخط‪I‬ة المؤسس‪I‬ة المنبثق‪I‬ة عن عملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط وفي ه‪I‬ذه المرحل‪I‬ة يتم تحوي‪I‬ل األه‪I‬داف إلى خط‪I‬ط عم‪I‬ل‬
‫واض‪I‬حة المع‪I‬الم‪ ،‬إذ يتم عن طريقه‪I‬ا تحدي‪I‬د األه‪I‬داف الفرعي‪I‬ة التفص‪I‬يلية ال‪I‬تي تتواف‪I‬ق م‪I‬ع األه‪I‬داف الرئيس‪I‬ة‬
‫للدول‪I‬ة‪/‬المؤسس‪I‬ة وإع‪I‬داد الخط‪I‬ة التنفيذي‪I‬ة‪/‬التش‪I‬غيلية ال‪I‬تي تتض‪I‬من‪ :‬السياس‪I‬ات والت‪I‬دخالت الالزم‪I‬ة لتنفي‪I‬ذ األه‪I‬داف‪،‬‬
‫وتش‪I‬مل المش‪I‬روعات والنش‪I‬اطات واإلج‪I‬راءات ال‪I‬تي ت‪I‬ؤدي إلى تحقي‪I‬ق ك‪I‬ل ه‪I‬دف رئيس أو ف‪I‬رعي وتحدي‪I‬د الف‪I‬ترة‬
‫الزمني‪I‬ة الالزم‪I‬ة إلنج‪I‬از ك‪I‬ل مش‪I‬روع أو نش‪I‬اط وتحدي‪I‬د الجه‪I‬ات واألف‪I‬راد المس‪I‬ؤولون عن التنفي‪I‬ذ والم‪I‬وارد‬
‫الالزمة للتنفيذ (مالية‪ ،‬وبشرية‪ ،‬وتقنية) ومؤشرات األداء والنتائج المستهدفة‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬مراحل مسؤولية التخطيط‪:‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬تحديد السياسات والوسائل والمشروعات التي تحقق األهداف‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم مكونات الخطة التنفيذية للمؤسسة المنبثقة عن عملية التخطيط‬
‫تعريف المش‪4‬روع‪ :‬ه‪I‬و عم‪I‬ل ل‪I‬ه خصوص‪I‬ية إلنت‪I‬اج مجموع‪I‬ة من المخرج‪I‬ات‪ ،‬ويتك‪I‬ون من مجموع‪I‬ة من األنش‪I‬طة ال‪I‬تي تم‬
‫تحدي‪I‬دها بعناي‪I‬ة وتس‪I‬تخدم الم‪I‬وارد (البش‪I‬رية والمالي‪I‬ة والم‪I‬واد والطاق‪I‬ة واألراض‪I‬ي‪ ،)...‬وذل‪I‬ك لإلس‪I‬هام في تحقي‪I‬ق ه‪I‬دف ف‪I‬رعي أو‬
‫رئيس محددًا بإطار زمني (له بداية ونهاية) ويهدف إلى إنشاء منتج أو خدمة أو نتيجة نوعية‪.‬‬

‫األنشطة‪ :‬مجموعة من اإلجراءات التي تم تحديدها بعناية‪ ،‬لتحقيق جزء من أهداف المشروع‪.‬‬
‫اإلجراءات‪ :‬هي الخطوات التنفيذية التفصيلية المتسلسلة بشكل منطقي وتراتبي لتنفيذ النشاط‪.‬‬
‫المؤشرات‪ :‬هي أداة لمعرف‪I‬ة كي‪I‬ف يتم قي‪I‬اس التنفي‪I‬ذ للخط‪I‬ة‪ ،‬فبواس‪I‬طته يتم تحدي‪I‬د مس‪I‬توى األداء(التق‪I‬دم)‪،‬‬
‫وله معادلة قابلة للقياس‪.‬‬
‫المخرجات‪/‬النتيجة المس‪4‬تهدفة‪ :‬يحت‪I‬اج ك‪I‬ل مؤش‪I‬ر إلى نتيج‪I‬ة أو قيم‪I‬ة للقي‪I‬اس‪ ،‬تتح‪I‬دد مس‪I‬بقًا‪ ،‬كتوق‪I‬ع‬
‫للتنفيذ وعليها يحدد مقدار التقدم في تحقق المؤشر عن طريق فترة التنفيذ‪ ،‬وتسمى النتيجة المستهدفة‪.‬‬
‫النتائج‪ :‬تغيير في الحالة قابلة للوصف أو القياس‪ ،‬ناتج عن عالقة سبب وتأثير أي عالقة سببية‪.‬‬
‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫ينقس‪I‬م التخطي‪I‬ط إلى ع‪I‬دة أن‪I‬واع يمكن اللج‪I‬وء إليه‪I‬ا من أج‪I‬ل تحدي‪I‬د المهم‪I‬ة ال‪I‬تي يجب التخطي‪I‬ط له‪I‬ا من حيث المج‪I‬ال أو‬
‫الزمن أو النطاق الجغرافي ونحو ذلك‪ ،‬وهي كما يأتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬من حيث الزمن ينقسم إلى ثالثة أقسام وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬التخطي‪I‬ط طوي‪I‬ل الم‪I‬دى‪ :‬وفي‪I‬ه توض‪I‬ع الغاي‪I‬ات واأله‪I‬داف الُم راد تحقيقه‪I‬ا خالل ف‪I‬ترة ت‪I‬تراوح بين خمس س‪I‬نوات إلى‬
‫عش‪I‬رين س‪I‬نة‪ ،‬ويعتم‪I‬د ه‪I‬ذا التخطي‪I‬ط في وض‪I‬ع الغاي‪I‬ات واأله‪I‬داف الرئيس‪I‬ة العام‪I‬ة ال‪I‬تي ت‪I‬رغب الدول‪I‬ة‪ /‬المؤسس‪I‬ة‬
‫بتحقيقها‪.‬‬
‫‪ -2‬التخطي‪I‬ط متوس‪I‬ط الم‪I‬دى‪ :‬هي الخط‪I‬ط ال‪I‬تي من المف‪I‬ترض تنفي‪I‬ذها خالل م‪ّI‬د ة ت‪I‬تراوح م‪I‬ا بين ثالث إلى خمس س‪I‬نوات‪،‬‬
‫وتحديد المتطلبات والتكلفة المالية الالزمة لتحقيق هذه األهداف‪.‬‬
‫‪ -3‬التخطي‪I‬ط قص‪I‬ير الم‪I‬دى‪ :‬وه‪I‬و م‪I‬ا يع‪I‬رف بالتخطي‪I‬ط التنفي‪I‬ذي أو التش‪I‬غيلي حيث تق‪I‬وم اإلدارة الفرعّي ة للمؤسس‪I‬ة‬
‫بتحوي‪I‬ل األه‪I‬داف والخط‪I‬ط العام‪I‬ة إلى ب‪I‬رامج تفص‪I‬يلّية‪ ،‬وب‪I‬دء العم‪I‬ل عليه‪I‬ا بحيث ال تتج‪I‬اوز ف‪I‬ترة تنفي‪I‬ذ ه‪I‬ذه األه‪I‬داف‬
‫مدة سنتين‪ ،‬وال تقل عن سنة‪ ،‬أي إّن التخطيط قصير األجل يتعلق بالمستقبل القريب والخطط قصيرة المدى‪.‬‬
‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫شكل يوضح أنواع التخطيط من حيث الزمن‬

‫أنواع التخطيط من حيث الزمن‬


‫التخطيط طويل المدى‬

‫التخطيط متوسط المدى‬

‫التخطيط قصير المدى‬


‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫ب‪ -‬من حيث المستوى اإلداري‪:‬‬
‫يمكن تقسيم نوع التخطيط من حيث المستوى اإلداري إلى ثالثة أنواع وعلى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬على مس‪II‬توى اإلدارة العلي‪II‬ا‪ :‬تق‪II‬وم به‪II‬ا اإلدارة العلي‪II‬ا (المس‪II‬ؤول األول في المؤسس‪II‬ة ونائب‪II‬ه‬
‫وفري‪I‬ق العم‪I‬ل المرك‪I‬زي المختص ب‪I‬ذلك) وتتم‪I‬يز بالبع‪I‬د االس‪I‬تراتيجي (خط‪I‬ة اس‪I‬تراتيجية)‬
‫طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -2‬على مس‪I‬توى اإلدارة الوس‪I‬طى‪ :‬وتق‪I‬وم به‪I‬ا "اإلدارة الوس‪I‬طى" المس‪I‬ؤول األول في المؤسس‪I‬ة‬
‫ورؤساء األقسام وتتميز بالبعد التفصيلي (خطة تنفيذية مرحلية متوسطة األجل)‪.‬‬
‫‪ -3‬على مس‪I‬توى اإلدارة ال‪I‬دنيا‪ :‬وتق‪I‬وم به‪I‬ا اإلدارة التنفيذي‪I‬ة المباش‪I‬رة المش‪I‬رفون وتتم‪I‬يز بالبع‪I‬د‬
‫التشغيلي (خطة تشغيلية)‪ ،‬وهي قصيرة األجل‪.‬‬
‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫ب‪ -‬من حيث المستوى اإلداري‪:‬‬
‫شكل يوضح أنواع التخطيط من حيث المستوى اإلداري‬

‫على مستوى‬
‫اإلدارة العليا‬

‫على مستوى اإلدارة الوسطى‬

‫على مستوى اإلدارة الدنيا‬


‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫ج‪ -‬من حيث الغاية والهدف منه‪:‬‬
‫‪ -1‬التخطي‪I‬ط الحكيم بعي‪I‬د الم‪I‬دى "خط‪I‬ة حكيم‪I‬ة علي‪I‬ا"‪ :‬يح‪I‬دد في‪I‬ه األه‪I‬داف العام‪I‬ة للمؤسس‪I‬ة كك‪I‬ل‪ ،‬ويب‪I‬دأ التخطي‪I‬ط‬
‫االس‪I‬تراتيجي ويوّج ه من قب‪I‬ل المس‪I‬توى اإلداري األعلى ولكن جمي‪I‬ع المس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة يجب أن تش‪I‬ارك‬
‫فيه لكي تعمل على تنفيذه بقناعة‪.‬‬
‫‪ -2‬التخطي‪II‬ط القط‪II‬اعي الم‪II‬رحلي‪ :‬يرك‪II‬ز على تنفي‪II‬ذ األه‪II‬داف الفرعي‪II‬ة والمش‪II‬روعات المح‪II‬ددة في الخط‪II‬ط‬
‫االس‪I‬تراتيجية‪ .‬ويرك‪I‬ز على م‪I‬ا يجب أن تق‪I‬وم ب‪I‬ه ك‪I‬ل وح‪I‬دة في مس‪I‬توى اإلدارة الوس‪I‬طى‪ ،‬وكيفي‪I‬ة القي‪I‬ام ب‪I‬ه‪،‬‬
‫ومن س‪I‬يكون مس‪I‬ؤوًال عن إنج‪I‬ازه‪ .‬ويهتم بالدرج‪I‬ة األولى بتنفي‪I‬ذ الخط‪I‬ط االس‪I‬تراتيجية مرحلي‪I‬ا على مس‪I‬توى‬
‫اإلدارة الوسطى‪.‬‬
‫‪ -3‬التخطي‪I‬ط التنفي‪I‬ذي‪ :‬يرك‪I‬ز على الج‪I‬وانب التنفيذي‪I‬ة والتش‪I‬غيلية التفص‪I‬يلية إلنج‪I‬از المه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات في‬
‫إط‪I‬ار الوح‪I‬دات الفرعي‪I‬ة والمس‪I‬تويات ال‪I‬دنيا‪ ،‬ويتض‪I‬من األنش‪I‬طة واإلج‪I‬راءات التنفيذي‪I‬ة إلنج‪I‬از المس‪I‬ؤوليات‬
‫المحددة للمدراء أو األقسام أو اإلدارات‪.‬‬
‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫ج‪ -‬من حيث الغاية والهدف منه‪:‬‬
‫شكل يوضح أنواع التخطيط من حيث الغاية والهدف منه أو اتساعه‬

‫التخطيط‬
‫التنفيذي‬

‫التخطيط‬
‫القطاعي‬
‫المرحلي‬

‫التخطيط الحكيم‬
‫بعيد المدى‬
‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫د‪ -‬من حيث النطاق الجغرافي ومستوى الشمول‪:‬‬
‫‪ -1‬التخطي‪II‬ط الش‪II‬امل‪ :‬التحكم في مختل‪II‬ف قطاع‪II‬ات النش‪II‬اط في الدول‪II‬ة أو المؤسس‪II‬ة‪،‬‬
‫ويق‪II‬وم على تحدي‪II‬د األه‪II‬داف العام‪II‬ة والقطاعي‪II‬ة الرئيس‪II‬ة وتق‪II‬دير اإلمكاني‪II‬ات‬
‫والموارد‪ ،‬حاليًا ومستقبًال‪.‬‬
‫‪ -2‬التخطي‪I‬ط الج‪I‬زئي‪ :‬يتم العم‪I‬ل ب‪I‬ه في حال‪I‬ة ش‪I‬حة ومحدودي‪I‬ة الم‪I‬وارد‪ ،‬به‪I‬دف التحكم‬
‫في قطاع معين ويركز على األهداف والبرامج في ضوء اإلمكانيات المتاحة‪.‬‬
‫‪ -3‬التخطي‪III‬ط المحلي‪ :‬يه‪III‬دف التخطي‪III‬ط المحلي إلى إيج‪III‬اد ت‪III‬وازن تنم‪III‬وي بين‬
‫المحافظات‪.‬‬
‫سادساً ‪ :‬أنواع التخطيط‪:‬‬
‫د‪ -‬من حيث النطاق الجغرافي ومستوى الشمول‪:‬‬
‫شكل يوضح أنواع التخطيط من حيث النطاق الجغرافي ومستوى الشمول‬

‫الشامل‬

‫أنوع التخطيط‬
‫من حيث النطاق‬
‫الجغرافي‬
‫ومستوى‬
‫المحلي‬ ‫الشمول‬ ‫الجزئي‬
‫سابًعا‪ :‬أهم أسباب عدم التخطيط ومعوقاته‪:‬‬

‫غياب األهداف والتطلعات‬


‫عدم الشعور بالمسؤولية‬
‫الكبيرة‬

‫عدم الوعي بالمتغيرات‬ ‫االنغالق والجمود‬

‫المفاهيم الخاطئة والثقافات‬


‫المغلوطة‬
‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬مسؤولية التنظيم‬
‫يتوقع بعد دراسة الفصل الرابع من المقرر أن يكون الدارس قادرًا بعون هللا‬
‫على ان‪:‬‬

‫يشرح مفهوم مسؤولية التنظيم‬


‫يعدد أهم العناصر األساسية‬ ‫ُيعرف التنظيم ويبِّين أهميته واألثر‬
‫كمسؤولية إدارية ضمن منظومة‬
‫لمسؤولية التنظيم‪.‬‬ ‫المترتب على ضعفه أو غيابه‪.‬‬
‫اإلدارة اإلسالمية‪.‬‬

‫يبِّين أهمية التكامل والترابط بين‬ ‫يطبق أسس وقواعد بناء وتصميم‬
‫ُيعدد خطوات توزيع المسؤولية في‬
‫التنظيم وبقية المسؤوليات اإلدارية‬ ‫الهياكل التنظيمية‪.‬‬
‫عملية البناء التنظيمي‪.‬‬
‫الرئيسة‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫﴿أَفَم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َتْق َو ى ِم َن ِهَّللا َو ِر ْض َو اٍن َخ ْيٌر َأْم َم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َش َفا ُج ُر ٍف َه اٍر َفاْنَه اَر ِب ِه‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ :‬‬
‫ِفي َناِر َجَهَّنَم َو ُهَّللا اَل َيْهِد ي اْلَقْو َم الَّظاِلِم يَن ﴾‪ ،‬ويق‪I‬ول س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى ﴿َو ُهَو اَّلِذ ي َجَع َلُك ْم َخ اَل ِئَف اَأْلْر ِض َو َر َفَع َبْع َض ُك ْم َفْو َق َبْع ٍض‬
‫َد َرَج اٍت ِلَيْبُل َو ُك ْم ِفي َم ا َآَت اُك ْم ﴾‪ ،‬وهن‪I‬اك الكثير من اآلي‪I‬ات ال‪I‬تي ُيس‪I‬تدل به‪I‬ا على مس‪I‬ؤولية التنظيم في الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم‪ ،‬وال‪I‬تي تنطل‪I‬ق‬
‫من تنظيم المولى عَّز وجَّل للكون والحياة بكل ما فيها‪.‬‬
‫فالتنظيم ه‪I‬و المس‪I‬ؤولية الثاني‪I‬ة في إط‪I‬ار العملّية اإلداري‪I‬ة في ال‪I‬دول‪/‬المؤسس‪I‬ات ال‪I‬تي تعم‪I‬ل في القطاع‪I‬ات المختلف‪I‬ة‪ ،‬فبع‪I‬د اس‪I‬تكمال‬
‫عملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط ووض‪I‬وح الرؤي‪I‬ة واأله‪I‬داف ووس‪I‬ائل تنفي‪I‬ذها ونط‪I‬اق العم‪I‬ل يق‪I‬وم التنظيم بش‪I‬كل رئيس‪I‬ي بإع‪I‬داد وتص‪I‬ميم البن‪I‬اء‬
‫والهيك‪I‬ل التنظيمي بالش‪I‬كل المض‪I‬مون ال‪I‬ذي يفي باحتياج‪I‬ات العم‪I‬ل‪ ،‬وتوزي‪I‬ع األدوار والمس‪I‬ؤوليات ووص‪I‬ف األعم‪I‬ال بدق‪I‬ة نح‪I‬و‬
‫تحقيق رؤية المؤسسة ورسالتها وأهدافها‪.‬‬
‫ولمس‪I‬ؤولية التنظيم أهمي‪I‬ة بالغ‪I‬ة في تحقي‪I‬ق الغاي‪I‬ات واأله‪I‬داف ونظم ش‪I‬ؤون الحي‪I‬اة وف‪I‬ق المنهج اإللهي‪ ،‬ف‪I‬ديننا اإلس‪I‬المي ه‪I‬و نظ‪I‬ام‬
‫حي‪I‬اة‪ ،‬حيث يؤك‪I‬د الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬أن ال‪ِّI‬د ين ه‪I‬و نظ‪I‬ام لك‪I‬ل ش‪I‬يء فيق‪I‬ول‪« :‬ال‪ِّI‬د ين ه‪I‬و نظ‪I‬ام لك‪I‬ل ش‪I‬يء‪ ،‬ليس هن‪I‬اك‬
‫ش‪I‬يء ليس لل‪ِّI‬د ين عالق‪I‬ة ب‪I‬ه‪ ،‬ليس لل‪ِّI‬د ين وجه‪I‬ة نظ‪I‬ر في‪I‬ه‪ ،‬ليس لل‪ِّI‬د ين موق‪I‬ف من‪I‬ه‪ ،‬ك‪I‬ل تص‪I‬رفاتنا م‪I‬ع بعض‪I‬نا بعض‪ ،‬م‪I‬ع ك‪I‬ل م‪I‬ا حولن‪I‬ا‬
‫من مخلوقات هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬كلها ال تخرج عن أن يكون للِّد ين موقف فيها‪ ،‬كلمته فيها»‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪-1‬مبررات التنظيم‪:‬‬
‫التنظيم ض‪I‬رورة أساس‪I‬ية‪ ،‬فحينم‪I‬ا يزي‪I‬د ع‪I‬دد األش‪I‬خاص في أي عم‪I‬ل عن ش‪I‬خص واح‪I‬د وجب تقس‪I‬يم الواجب‪I‬ات بينهم وجع‪I‬ل ك‪I‬ل‬
‫شخص مسؤول عن جزء من هذه الواجبات وتفويضه الصالحيات الالزمة للقيام بعمله‪.‬‬
‫فمس‪I‬ؤولية تحقي‪I‬ق الغاي‪I‬ات واأله‪I‬داف على مس‪I‬توى الدول‪I‬ة –مثًال‪ -‬تتطلب اش‪I‬تراك ع‪I‬دد من المؤسس‪I‬ات أو الجه‪I‬ات والم‪I‬وظفين والفن‪I‬يين والعم‪I‬ال‪ ،‬وك‪I‬ذلك‬
‫الح‪I‬ال بالنس‪I‬بة للمؤسس‪I‬ة أو المنظم‪I‬ة أو الش‪I‬ركة‪ ،‬وم‪I‬ع تط‪I‬ور الحي‪I‬اة وتط‪I‬ور الص‪I‬راع والتن‪I‬افس واتس‪I‬اع رقعت‪I‬ه وتع‪I‬دد مجاالت‪I‬ه‪ ،‬أص‪I‬بح من الص‪I‬عوبة الس‪I‬يطرة‬
‫على األع‪I‬داد الكب‪I‬يرة من الع‪I‬املين وتحقي‪I‬ق االس‪I‬تخدام المثالي للم‪I‬وارد أو تحقي‪I‬ق األه‪I‬داف بالص‪I‬ورة المطلوب‪I‬ة‪ ،‬كّم ًا أو كيًف ا‪ ،‬دون التنظيم اإلداري المتقن‬
‫وال‪I‬دقيق‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائد‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬اإلنس‪I‬ان كلم‪I‬ا ك‪I‬برت مس‪I‬ؤوليته‪ ،‬كلم‪I‬ا احت‪I‬اج إلى من يعين‪I‬ه من الن‪I‬اس‪ ،‬ال يس‪I‬تطيع ه‪I‬و بمف‪I‬رده أن يس‪I‬توعب‬
‫ك‪I‬ل التفاص‪I‬يل‪ ،‬ك‪I‬ل األم‪I‬ور‪ ،‬أن ينج‪I‬ز ك‪I‬ل األش‪I‬ياء‪ ،‬أن يس‪I‬تقبل ك‪I‬ل ش‪I‬يء دفع‪ًI‬ة واح‪I‬دة‪ ،‬يحت‪I‬اج إلى من يعين‪I‬ه في اس‪I‬تقبال األم‪I‬ور‪ ،‬في تنظيمه‪I‬ا‪ ،‬في ترتيبه‪I‬ا‪ ،‬في‬
‫اختص‪I‬ارها‪ ،‬في تقريبه‪I‬ا‪ ،‬وفيم‪I‬ا بع‪I‬د في إنجازه‪I‬ا‪ ،‬في متابعته‪I‬ا… إلى غ‪I‬ير ذل‪I‬ك‪ ،‬وتنظيم ه‪I‬ذه المس‪I‬ألة في إط‪I‬ار المعي‪I‬نين من ه‪I‬ؤالء (اإلداريين‪ ،‬والكَّت اب‪،‬‬
‫وأمن‪I‬اء الس‪I‬ر… وغ‪I‬يرهم)‪ ،‬تنظيم ه‪I‬ذه المس‪I‬ألة فيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق بالمج‪I‬االت‪ :‬ه‪I‬ذا على مج‪I‬ال ك‪I‬ذا‪ ،‬ه‪I‬ذا على مل‪I‬ف ك‪I‬ذا‪ ،‬ه‪I‬ذا على موض‪I‬وع ك‪I‬ذا‪ ،‬مس‪I‬ألة مهم‪I‬ة ج‪I‬دًا‪،‬‬
‫أن يتف‪I‬رغ مثًال ك‪ٌّI‬ل منهم في متابع‪I‬ة مج‪I‬ال معين‪ ،‬أو مل‪I‬ف معين‪ ،‬ليهتم بش‪I‬كٍل كب‪I‬ير‪ ،‬ويس‪I‬اعدك بش‪I‬كٍل جي‪I‬د‪ ،‬م‪I‬ع مالحظ‪I‬ة قول‪I‬ه “علي‪I‬ه الس‪I‬الم”‪(( :‬اَل َيْقَه ُر ُه‬
‫َك ِبيُر َه ا))‪ ،‬ه‪I‬ذا عم‪I‬ل ينظم عمل‪I‬ك‪ ،‬يس‪I‬اعدك على نظم عمل‪I‬ك‪ ،‬عن‪I‬دما يك‪I‬ون على رأس ك‪I‬ل أم‪ٍI‬ر من األم‪I‬ور ش‪I‬خص يت‪I‬ابع‪ ،‬ولكن يمتل‪I‬ك الكف‪I‬اءة لمتابع‪I‬ة ذل‪I‬ك‬
‫المجال‪ ،‬أو ذلك الملف»‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪-1‬مبررات التنظيم‪:‬‬
‫شكل يبِّين أهم مبررات التنظيم‬

‫توسع حجم العمل‬

‫االستفادة من مزايا التخصص‬ ‫توزيع العمل‬


‫وتقسيم العمل‬
‫أهم مبررات‬
‫التنظيم‬

‫تحسين األداء‬ ‫تحديد المسؤوليات‬


‫مسؤولية التنظيم‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -2‬مفهوم النظام اإلداري‪:‬‬
‫حتى تتيس‪I‬ر العملي‪I‬ات اإلداري‪I‬ة وتتم بالص‪I‬ورة المناس‪I‬بة وبم‪I‬ا يرض‪I‬ي الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل ف‪I‬إّن أي مؤسس‪I‬ة تحت‪I‬اج‬
‫إلى تص‪I‬ميم نظ‪I‬ام إداري تتسلس‪I‬ل في‪I‬ه المس‪I‬ؤوليات والص‪I‬الحيات بش‪I‬كل ه‪I‬رمي من القم‪I‬ة إلى القاع‪I‬دة وتتح‪I‬دد‬
‫بواسطته العالقات أفقًيا ورأًس يا‪ ،‬وهذا أمر تحتاجه كافة المؤسسات أًّيا كان نوعها أو مجال نشاطها‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف التنظيم‪:‬‬

‫التنظيم كمس‪I‬ؤولية إداري‪I‬ة ه‪I‬و ج‪I‬زء من العملّية اإلداري‪I‬ة الك‪I‬برى ويع‪I‬د المس‪I‬ؤولية الثاني‪I‬ة بع‪I‬د التخطي‪I‬ط‪ ،‬ويتض‪I‬من مجموع‪I‬ة من‬
‫اإلج‪I‬راءات المنظم‪I‬ة والترتيب‪I‬ات الدقيق‪I‬ة لتقس‪I‬يم وتوزي‪I‬ع األدوار للمس‪I‬ؤوليات والمه‪I‬ام والواجب‪I‬ات العام‪I‬ة وإع‪I‬داد وتص‪I‬ميم البن‪I‬اء‬
‫والهيك‪I‬ل التنظيمي بالش‪I‬كل والمض‪I‬مون ال‪I‬ذي يفي باحتياج‪I‬ات العم‪I‬ل ويؤس‪I‬س وينظم العالق‪I‬ات والرواب‪I‬ط فيم‪I‬ا بينه‪I‬ا بعالق‪I‬ات ثابت‪I‬ة‬
‫وخط‪I‬ط اتص‪I‬ال واض‪I‬حة وف‪I‬ق أس‪I‬س إيماني‪I‬ة‪ ،‬وفي إط‪I‬ار المس‪I‬ؤولية الجماعي‪I‬ة‪ ،‬وتحدي‪I‬د طريق‪I‬ة أدائه‪I‬ا على مس‪I‬توى الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة‬
‫وبين أفراد العمل في مواقع المسؤولية‪ ،‬ويهدف رفع كفاءة األداء وفاعلية تحقيق األهداف المحددة مسبقًا‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم عناصر المفهوم العام لمسؤولية التنظيم‬

‫يصمم نظام عالقات يربط بين وحدات‬


‫يحدد الشروط والمواصفات والمؤهالت‬ ‫إدارية وأفراد يتحملون مهام ومسؤوليات‬ ‫تحديد المهام واألنشطة واإلجراءات‬
‫اإليمانية والعلمية والعملية الالزمة لمن‬ ‫محددة ويعملون بشكل جماعي في‬ ‫المطلوبة لتحقيق رؤية المؤسسة وأهدافها‪.‬‬
‫يقوم بأداء المسؤوليات‪.‬‬ ‫منظومة واحدة‪ ،‬لها هدف ورؤية وخطة‬
‫وقيادة واحدة‪.‬‬

‫يحدد المسؤوليات والصالحيات ونطاق‬


‫بناء الهيكل اإلداري وتحديد العالقات‬
‫ووصف العمل لإلدارات واألقسام‬
‫األفقية والرأسية بين المستويات اإلدارية‪،‬‬
‫والوحدات ونطاق ووصف العمل لألفراد‪،‬‬
‫بما يحقق الترابط والتكامل‪.‬‬
‫بما يحقق األهداف بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫أوالً ‪ :‬مفهوم مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -4‬العالقة بين التخطيط والتنظيم‪:‬‬
‫إَّن التخطي‪II‬ط والتنظيم كعجالت الدراج‪II‬ة الهوائي‪II‬ة‪ ،‬ال يمكن اس‪II‬تغناء واح‪II‬دة عن أخ‪II‬رى‪ ،‬فعملي‪II‬ة دراس‪II‬ة بيان‪II‬ات‬
‫الماض‪I‬ي وتحليله‪I‬ا وتش‪I‬خيص الواق‪I‬ع وتحدي‪I‬د األولوي‪I‬ات واأله‪I‬داف ال‪I‬تي تتض‪I‬منه عملي‪I‬ة التخطي‪I‬ط يحت‪I‬اج إلى تص‪I‬ميم‬
‫تنظيم إداري م‪I‬رن للوص‪I‬ول إلى األه‪I‬داف المطل‪I‬وب تحقيقه‪I‬ا‪ ،‬حيث يش‪I‬مل التخطي‪I‬ط تحدي‪I‬د السياس‪I‬ات واألس‪I‬اليب‬
‫األساس‪I‬ية للوص‪I‬ول إلى األه‪I‬داف ب‪I‬الجودة والتكلف‪I‬ة المناس‪I‬بة‪ ،‬ولن يس‪I‬تطيع التخطي‪I‬ط إنج‪I‬از ذل‪I‬ك دون نظ‪I‬ام تواص‪I‬ل‬
‫إداري يؤس‪I‬س رواب‪I‬ط رأس‪I‬ية قوي‪I‬ة بين اإلدارات وم‪I‬ا يعلوه‪I‬ا من جه‪I‬ات‪ ،‬وك‪I‬ذلك يؤس‪I‬س رواب‪I‬ط أفقي‪I‬ة فعال‪I‬ة بين‬
‫اإلدارات المختلف‪I‬ة ذات األعم‪I‬ال واأله‪I‬داف المش‪I‬تركة‪ .‬كم‪I‬ا أن تحدي‪I‬د المب‪I‬ادئ والقيم اإليماني‪I‬ة والمؤسس‪I‬ية المرتبط‪I‬ة‬
‫بك‪I‬ل نش‪I‬اط لن ت‪I‬ترجم إلى أرض الواق‪I‬ع دون تحدي‪I‬د األدوار والمه‪I‬ام الخاص‪I‬ة بك‪I‬ل ف‪I‬رد وقس‪I‬م وإدارة وجه‪I‬ة ومِّك ون‬
‫والذي يحققه التنظيم‪ ،‬وهكذا يتبين لنا العالقة الوثيقة بين مسؤوليتي التخطيط والتنظيم‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية التنظيم‪:‬‬
‫الت‪I‬دبر في مخلوق‪I‬ات هللا دروس عظيم‪I‬ة تجِّس د التنظيم وال‪I‬ترتيب ال‪I‬دقيق والمحكم لت‪I‬دبير هللا لش‪I‬ؤون خلق‪I‬ه وللك‪I‬ون‬
‫بأكمل‪I‬ه‪ ،‬وه‪I‬ذا النظ‪I‬ام ال‪I‬دقيق في خل‪I‬ق هللا للك‪I‬ون والمخلوق‪I‬ات وللزم‪I‬ان بتغ‪I‬يره ي‪I‬دلل على أهمي‪I‬ة التنظيم‪ ،‬فرأين‪I‬ا كي‪I‬ف‬
‫خل‪I‬ق هللا الك‪I‬ون والحي‪I‬اة بش‪I‬كل منظم ﴿اَل الَّش ْم ُس َيْنَبِغ ي َلَه ا َأْن ُت ْد ِرَك اْلَقَم َر ﴾‪ ،‬ب‪I‬ل ح‪I‬تى ل‪I‬و تفكرن‪I‬ا في خل‪I‬ق اإلنس‪I‬ان‬
‫وم‪I‬ا يحوي‪I‬ه من نظ‪I‬ام وأجه‪I‬زة تعم‪I‬ل بش‪I‬كل منظم‪ ،‬فه‪I‬ذا ي‪I‬دلل على أن التنظيم أم‪I‬ر ال ب‪I‬د من‪I‬ه‪ ،‬وال تس‪I‬تقيم الحي‪I‬اة بدون‪I‬ه‪،‬‬
‫وب‪I‬ه يتحق‪I‬ق ‪-‬بع‪I‬ون هللا‪ -‬ت‪I‬رتيب الجه‪I‬ود البش‪I‬رية وتحقي‪I‬ق التكام‪I‬ل والتنس‪I‬يق بين الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة‪ ،‬ومن ثم ف‪I‬إن‬
‫التنظيم ل‪I‬ه أهمي‪I‬ة وفوائ‪I‬د كثيرة ج‪I‬دًا‪ ،‬وعن أهمي‪I‬ة التنظيم يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :-‬هللا هن‪I‬ا يق‪I‬ول‪:‬‬
‫﴿َو ْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة﴾ يعلم أن ك‪I‬ل ف‪I‬رد بمف‪I‬رده ال يس‪I‬تطيع أن يعم‪I‬ل ش‪I‬يئًا‪ ،‬أحيان‪ًI‬ا يحت‪I‬اج اإلنس‪I‬ان ه‪I‬و في تربي‪I‬ة أس‪I‬رته في‬
‫ال‪I‬داخل في تربي‪I‬ة أوالده إلى من يعين‪I‬ه من اآلخ‪I‬رين ق‪I‬د تحت‪I‬اج إلى ه‪I‬ذا داخ‪I‬ل أس‪I‬رتك يحت‪I‬اج إلى من يعين‪I‬ه من‬
‫اآلخرين على تربية أوالده‪ ،‬على تنظيم شؤون أسرته ليكونوا أسرة منضبطة»‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬أهم فوائد مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫إذا ك‪I‬انت مهم‪I‬ة التخطي‪I‬ط هي تحدي‪I‬د نط‪I‬اق العم‪I‬ل والغاي‪I‬ات واأله‪I‬داف للدول‪I‬ة‪/‬المؤسس‪I‬ة اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وتحدي‪I‬د الوس‪I‬ائل‬
‫المناس‪I‬بة لتنفي‪I‬ذها وتحدي‪I‬د المتطلب‪I‬ات واإلمكاني‪I‬ات الالزم‪I‬ة لتحقي‪I‬ق ه‪I‬ذه األه‪I‬داف‪ ،‬ف‪I‬إن التنظيم يمِّثل الوس‪I‬يلة ال‪I‬تي عن‬
‫طريقه‪I‬ا يتم إنج‪I‬از ه‪I‬ذه األه‪I‬داف‪ ،‬ف‪I‬التنظيم ض‪I‬رورة الب‪I‬د منه‪I‬ا ل‪I‬ترتيب ونظم الجه‪I‬ود البش‪I‬رية وتوزي‪I‬ع األدوار فيم‪I‬ا‬
‫بينه‪I‬ا وتص‪I‬نيفها من أج‪I‬ل الوص‪I‬ول إلى الغاي‪I‬ات ال‪I‬تي تس‪I‬عى الدول‪I‬ة إلى تحقيقه‪I‬ا أو أنش‪I‬ئت من أجله‪I‬ا المؤسس‪I‬ة‬
‫اإلداري‪I‬ة أي‪I‬ا ك‪I‬ان حجمه‪I‬ا أو طبيع‪I‬ة عمله‪I‬ا (دول‪I‬ة‪/‬مؤسس‪I‬ة عام‪I‬ة أو خاص‪I‬ة)‪ .‬وعن أهمي‪I‬ة التنظيم يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬‬
‫يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬الجمي‪I‬ع يجب أن نمتل‪I‬ك ه‪I‬ذا ال‪I‬وعي؛ ح‪I‬تى نتفهم أهمي‪I‬ة أن تك‪I‬ون األم‪I‬ور منَّظم‪I‬ة ومض‪I‬بوطة‪ ،‬وأن ال‬
‫تك‪I‬ون عش‪I‬وائية‪ ،‬وأن ال تك‪I‬ون بحس‪I‬ب ه‪I‬وى النفس والرغب‪I‬ات والطموح‪I‬ات»‪ ،‬فللتنظيم أهمي‪I‬ة كب‪I‬يرة وفوائ‪I‬د كثيرة‪،‬‬
‫أهمها كما في الشكل التالي‪:‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬أهم فوائد مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم فوائد وضرورة مسؤولية التنظيم‬

‫يحدد الواجبات والمسؤوليات‬


‫واالختصاصات لكل مكِّو ن‪/‬فرد‬ ‫يحدد شكل اإلطار العام لالتصاالت‬
‫يعزز االستجابة للمتغيرات التي‬ ‫وعالقات العمل داخل‬
‫تحدث في بيئة العمل ومحيط‬ ‫الدولة‪/‬المؤسسة‬
‫المسؤولية‬
‫أهم فوائد‬
‫وضرورة‬
‫مسؤولية‬ ‫يعزز روح التعاون بين األفراد ويسعى‬
‫هو اإلطار الذي تتحدد بموجبه‬ ‫التنظيم‬ ‫إلى التغلب على التنازع واالختالف‬
‫فيما بينهم‬
‫المسارات الوظيفية تحديدًا دقيقًا‬

‫يحدد أوجه النشاطات الالزمة‬ ‫يساعد في تحقيق األهداف بأحسن‬


‫لتحقيق هدف معين‪ ،‬أو خطة‬ ‫كفاءة ممكنة عن طريق التنسيق‪،‬‬
‫مرسومة‬ ‫والتكامل‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ب‪ -‬آثار غياب التنظيم‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم آثار غياب أو ضعف التنظيم‬

‫غياب الربط بين األهداف‬


‫إَّن عدم وجود تنظيم يؤدي إلى‬
‫ضعف العالقات أو عدم جودتها‬ ‫والخطط من جانب وما تم تنفيذه‬
‫عدم وضوح األدوار والواجبات‬
‫داخل المؤسسة ومن ثم زيادة‬ ‫من أنشطة ومهام وأعمال من‬
‫ومن ثم صعوبة المحاسبة‬
‫احتماالت الصراع وضعف‬ ‫جانب آخر‪ ،‬وما يترتب على ذلك‬
‫وتحديد المسؤولية عن التفريط‬
‫فرص التعاون‪.‬‬ ‫من إهدار للجهد والوقت‬
‫والتقصير‪.‬‬
‫والموارد‪.‬‬

‫ضعف قنوات االتصال وربط‬


‫عدم وضوح الصالحيات ومن‬ ‫غياب تجسيد مفهوم القيادة الواحدة‬
‫وتداول البيانات والمعلومات‬
‫ثم عدم وضوح مسؤوليات‬ ‫والمنهج الواحد وأسلوب العمل‬
‫ومن ثم صعوبة التنسيق بين‬
‫اتخاذ القرار وتأخرها وصعوبة‬ ‫الموحد‪.‬‬
‫أجزاء المنظمة‬
‫المحاسبة عليها‪.‬‬
‫وانعكساتها على الناس‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬لق‪I‬د هي‪I‬أ لن‪I‬ا هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى أعظم النعم‪ ،‬وق‪َّI‬د م لن‪I‬ا أعظم المب‪I‬ادئ ال‪I‬تي هي خ‪I‬ير م‪I‬ا تجتم‪I‬ع علي‪I‬ه‬
‫أم‪I‬ة‪ ،‬خ‪I‬ير م‪I‬ا يجتم‪I‬ع علي‪I‬ه البش‪I‬ر‪ ،‬وتتمثل بالمب‪I‬ادئ العظيم‪I‬ة‪ ،‬واأله‪I‬داف المقدس‪I‬ة‪ ،‬والقيم واألخالق الكريم‪I‬ة والعظيم‪I‬ة‪،‬‬
‫وق‪َّI‬د م لن‪I‬ا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى م‪I‬ا يس‪I‬اعدنا تربوي‪ًI‬ا على تحقي‪I‬ق حال‪I‬ة ال‪I‬ترتيب والتنظيم ال‪I‬دقيق ويب‪I‬ني عالق‪I‬ة الت‪I‬آخي والتع‪I‬اون‬
‫واالنس‪I‬جام والتف‪I‬اهم والتق‪I‬ارب‪ ،‬ويحق‪I‬ق لن‪I‬ا بالت‪I‬الي التع‪I‬اون على أرقى مس‪I‬توى‪ ،‬األم‪I‬ة ال‪I‬تي ل‪I‬ديها ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية‪َ﴿ :‬و ْلَتُك ْن‬
‫ون﴾ [آل عم‪I‬ران‪ :‬اآلي‪I‬ة‪،]104‬‬ ‫ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة َي ْد ُع وَن إلى اْلَخ ْي ِر َو َي ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َيْنَه ْو َن َع ِن اْلُم ْنَك ِر َو ُأوَلِئ َك ُهُم اْلُم ْفِلُح َ‬
‫مس‪I‬ؤوليات جماعي‪I‬ة‪ ،‬مب‪I‬ادئ جامع‪I‬ة‪ ،‬توجيه‪I‬ات كثيرة ت‪I‬بين لن‪I‬ا ثم‪I‬رة التنظيم والتنس‪I‬يق والتع‪I‬اون والجه‪I‬د الجم‪I‬اعي‪ ،‬وم‪I‬ا‬
‫ينتج عنه‪ ،‬وما يفيدنا به ويعود به علينا من الخير في الدنيا واآلخرة‪.».‬‬
‫اإلس‪I‬الم بهدي‪I‬ه العظيم والمب‪I‬ارك يعطي اإلنس‪I‬ان رؤي‪I‬ة ون‪I‬ورًا وبص‪I‬يرة تج‪I‬اه الواق‪I‬ع كل‪I‬ه‪ ،‬وهن‪I‬ا سنس‪I‬تعرض بعض‪ًI‬ا من‬
‫األسس المهمة في تعزيز ونجاح مسؤولية التنظيم وتتمثل أهم األسس التي تقوم عليها مسؤولية التنظيم باآلتي‪:‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫شكل يوضح األسس التي تقوم عليها مسؤولية التنظيم‬
‫التوازن بين‬
‫الصالحيات‬
‫التسلسل‬ ‫والمسؤوليات‬ ‫الرشد في البناء‬
‫اإلداري‬ ‫التنظيمي‬

‫نطاق اإلشراف‬ ‫توزيع المهام وتقسيم‬


‫المناسب‬ ‫العمل وفق التخصص‬

‫المرونة‬
‫المركزية‬
‫والمواكبة‬
‫والالمركزية‬
‫للمتغيرات‬

‫التركيز على المهام‬ ‫األسس التي‬


‫والمسؤوليات وليس‬ ‫تقوم عليها‬ ‫وحدة الهدف‬
‫األشخاص‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -1‬وحدة الهدف‪:‬‬
‫يؤك‪I‬د الش‪I‬هيد القائ‪I‬د أن ال‪I‬دين نظ‪I‬ام حي‪I‬اة وأَّن الم‪I‬ولى س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى رس‪I‬م المنهجي‪I‬ة وح‪I‬دد الغاي‪I‬ة واله‪I‬دف ويق‪I‬دم مثال‬
‫يق‪I‬رب ه‪I‬ذا المفه‪I‬وم إلى األذه‪I‬ان ببس‪I‬اطه ويس‪I‬ر‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬أَّم ا في دين هللا فكي‪I‬ف نج‪ِّI‬و ز أن ينزل‪I‬ه إلى بين أي‪I‬دينا وك‪I‬ل‬
‫واح‪I‬د ينطل‪I‬ق على حس‪I‬ب مزاج‪I‬ه؟! يس‪I‬تنبط ه‪I‬و‪ ،‬ويس‪I‬ير على م‪I‬ا ت‪I‬رَّجح لدي‪I‬ه وفهم‪ ،‬وعلى م‪I‬ا غلب علي‪I‬ه ظن‪I‬ه‪ ،‬وعلى‬
‫م‪I‬ا أدى إلي‪I‬ه نظ‪I‬ره‪ ،‬أليس‪I‬ت ه‪I‬ذه قض‪I‬ية؟ ه‪I‬ذه ال ُتقَبل عن‪I‬د أِّي ش‪I‬خص عن‪I‬ده تفك‪I‬ير لص‪I‬ناعة نظ‪I‬ام ول‪I‬و لمديري‪I‬ة واح‪I‬دة‪،‬‬
‫فما بالك لشعب؟ هذه الطريقة ليست صحيحة أبدًا»‪.‬‬

‫فالتنظيم ليس إال وس‪I‬يلة لتحقي‪I‬ق غاي‪I‬ة أو أه‪I‬داف مح‪I‬ددة‪ ،‬وإذا لم يكن هن‪I‬اك ه‪I‬دف‪ ،‬أو أه‪I‬داف فال حاج‪I‬ة لوج‪I‬ود التنظيم‪ .‬وإذا‬
‫ك‪I‬انت المؤسس‪I‬ة تتك‪I‬ون من ع‪I‬دد من الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة‪ ،‬فيجب أن تس‪I‬هم تل‪I‬ك الوح‪I‬دات في تحقي‪I‬ق األه‪I‬داف الرئيس‪I‬ة (العام‪I‬ة)‪ ،‬ويتم‬
‫ذل‪I‬ك بتحدي‪I‬د أه‪I‬داف فرعي‪I‬ة (ثانوي‪I‬ة) لتل‪I‬ك الوح‪I‬دات بحيث تك‪I‬ون األه‪I‬داف الفرعي‪I‬ة متكامل‪I‬ة ومتناس‪I‬قة‪ ،‬وت‪I‬ؤدي إلى تحقي‪I‬ق األه‪I‬داف‬
‫الرئيس‪I‬ة للمؤسس‪I‬ة دون ح‪I‬دوث اختالف أو تن‪I‬ازع بين الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وبين الع‪I‬املين فيه‪I‬ا‪ .‬ويطل‪I‬ق على مس‪I‬اهمة الوح‪I‬دات‬
‫اإلدارية والعاملين في الوصول إلى األهداف الرئيسية للدولة‪/‬المؤسسة اسم (وحدة الهدف)‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -2‬التركيز على المهام والمسؤوليات وليس األشخاص‪:‬‬
‫يجب أن يتم التنظيم اإلداري ألي‪III‬ة مؤسس‪III‬ة (حكومي‪III‬ة أو خاص‪III‬ة) على اس‪III‬اس الوظ‪III‬ائف (ن‪III‬وع األعم‪III‬ال‬
‫والمس‪I‬ؤوليات المطل‪I‬وب القي‪I‬ام به‪I‬ا‪ ).‬وليس ح‪I‬ول األش‪I‬خاص الع‪I‬املين)‪ .‬فالوظيف‪I‬ة هي المس‪I‬ؤولية والوح‪I‬دة األساس‪I‬ية‬
‫ال‪I‬تي يتك‪I‬ون منه‪I‬ا ك‪I‬ل تنظيم‪ ،‬وهي عب‪I‬ارة عن منص‪I‬ب أو عم‪I‬ل معين يتض‪I‬من واجب‪I‬ات ومس‪I‬ؤوليات مح‪I‬ددة‪ .‬وق‪I‬د‬
‫تك‪II‬ون الوظيف‪II‬ة مش‪II‬غولة أو ش‪II‬اغرة وال تت‪II‬أثر الوظيف‪II‬ة بمن يش‪II‬غلها من الع‪II‬املين‪ ،‬وفي ذل‪II‬ك يق‪II‬ول الس‪II‬يد القائ‪II‬د‪:‬‬
‫«واألعمال ال تفَّصل أساسًا بمعيار أهواء الناس‪ ،‬ورغباتهم الشخصية‪ ،‬واعتباراتهم الشخصية»‬

‫إِّن من األس‪I‬س المهم‪I‬ة في مس‪I‬ؤولية التنظيم اإلداري ونظم األعم‪I‬ال في اإلدارة اإلس‪I‬المية وج‪I‬وب تحدي‪I‬د واجب‪I‬ات ومس‪I‬ؤوليات‬
‫الوظيف‪I‬ة كمس‪I‬ؤولية وص‪I‬فات وم‪I‬ؤهالت من يش‪I‬غلها قب‪I‬ل أن يعين فيه‪I‬ا أح‪I‬د‪ .‬وهي ال تت‪I‬أثر بالش‪I‬خص المعين عليه‪I‬ا‪ ،‬فهي ثابت‪I‬ة رغم‬
‫تع‪I‬اقب الع‪I‬املين عليه‪I‬ا‪ ،‬ويجب أن يتم التنظيم اإلداري ألي‪I‬ة مؤسس‪I‬ة (حكومي‪I‬ة أو خاص‪I‬ة) على أس‪I‬اس ن‪I‬وع المه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات‬
‫واألعمال المطلوب القيام بها وليس حول األشخاص العاملين أو المرشحين للعمل فيها‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪-3‬نطاق اإلشراف المناسب‪:‬‬
‫من األس‪I‬س المهم‪I‬ة في العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة في اإلس‪I‬الم مراع‪I‬اة حجم العم‪I‬ل وعبء العم‪I‬ل الملقى على ع‪I‬اتق الش‪I‬خص المكل‪I‬ف بالمس‪I‬ؤولية‪،‬‬
‫يق‪I‬ول تع‪I‬الى‪﴿ :‬اَل ُيَك ِّل ُف ُهَّللا َنْفًس ا ِإاَّل ُو ْس َعَها َلَه ا َم ا َك َس َبْت َو َع َلْيَه ا َم ا اْك َتَس َبْت ﴾‪ ،‬وتش‪I‬ير ه‪I‬ذه اآلي‪I‬ة الكريم‪I‬ة إلى محدودي‪I‬ة الق‪I‬درات‬
‫اإلنس‪I‬انية في أداء المس‪I‬ؤوليات والمه‪I‬ام بحيث يوج‪I‬د في ك‪I‬ل مرك‪I‬ز إداري ح‪ٌّI‬د لع‪I‬دد الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة واألف‪I‬راد ال‪I‬ذين يمكن لإلداري‬
‫اإلش‪I‬راف عليهم‪ ،‬وأن‪I‬ه ال يج‪I‬وز أن يزي‪I‬د ع‪I‬دد األف‪I‬راد ال‪I‬ذين يش‪I‬رف عليهم المس‪I‬ؤول الواح‪I‬د عم‪I‬ا يس‪I‬تطيع‪ .‬ويرتب‪I‬ط نط‪I‬اق اإلش‪I‬راف بحجم‬
‫وعبء العم‪I‬ل وبع‪I‬دد الع‪I‬املين ال‪I‬ذين يمكن للمس‪I‬ؤول المباش‪I‬ر اإلش‪I‬راف عليهم بش‪I‬كل فَّعال‪ ،‬وك‪I‬ذلك طبيع‪I‬ة العم‪I‬ل وق‪I‬درة المس‪I‬ؤول وق‪I‬درة‬
‫العاملين‪ ،‬والموقع الجغرافي‪.‬‬

‫‪».‬‬
‫يت‪I‬بين هن‪I‬ا أن لك‪I‬ل مس‪I‬ؤول طاق‪I‬ة مح‪I‬دودة لإلش‪I‬راف على حجم العم‪I‬ل والع‪I‬املين‪ ،‬ف‪I‬إذا ك‪I‬ان ع‪I‬دد الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة والع‪I‬املين كب‪I‬يرًا في نط‪I‬اق‬
‫إش‪I‬راف واس‪I‬ع يص‪I‬عب على المس‪I‬ؤول اإلش‪I‬راف عليهم‪ ،‬ويعج‪I‬ز عن م‪I‬راقبتهم‪ ،‬واإلحاط‪I‬ة بم‪I‬ا يقوم‪I‬ون ب‪I‬ه من أعم‪I‬ال‪ ،‬أم‪I‬ا إذا ك‪I‬ان ع‪I‬دد الع‪I‬املين‬
‫ص‪I‬غير ومناس‪I‬ب (نط‪I‬اق اإلش‪I‬راف مح‪I‬دود) ف‪I‬إن المس‪I‬ؤول يج‪I‬د لدي‪I‬ه متس‪I‬عًا كب‪I‬يرًا من ال‪I‬وقت لرع‪I‬ايتهم وتفق‪I‬د أم‪I‬ورهم وتق‪I‬ييم أعم‪I‬الهم‪ ،‬ولكي‬
‫يس‪I‬تطيع المس‪I‬ؤول ممارس‪I‬ة إش‪I‬رافه‪ ،‬ف‪I‬إن علي‪I‬ه أن ي‪I‬وازن بين قدرات‪I‬ه وص‪I‬الحياته وحجم األعم‪I‬ال الملق‪I‬اة على عاتق‪I‬ه‪ ،‬ول‪I‬ذلك تتمثل العدال‪I‬ة في‬
‫اإلس‪I‬الم في إس‪I‬ناد األعم‪I‬ال والمه‪I‬ام المناس‪I‬بة لق‪I‬درات الف‪I‬رد واس‪I‬تعداداته وع‪I‬دم تكليف‪I‬ه ف‪I‬وق طاقت‪I‬ه‪ ،‬وه‪I‬ذا أس‪I‬لوب ق‪I‬رآني يه‪I‬دف إلى المحافظ‪I‬ة على‬
‫الروحية المعنوية لإلنسان وعدم تعرضه للَج ور‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬ ‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -4‬التسلسل اإلداري‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬و ُه َو اَّل ِذ ي َجَع َلُك ْم َخ اَل ِئ َف اَأْلْر ِض َو َر َف َع َبْع َض ُك ْم َف ْو َق َبْع ٍض َد َرَج اٍت ِلَيْبُل َو ُك ْم ِفي َم ا َآَت اُك ْم ﴾‪،‬‬
‫التنظيم في اإلس‪I‬الم يؤخ‪I‬ذ بعين االعتب‪I‬ار سلس‪I‬لة الم‪I‬راتب في تقس‪I‬يم المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬وق‪I‬د ُطبقت من‪I‬ذ ص‪I‬در اإلس‪I‬الم ظ‪I‬اهرة‬
‫م‪I‬ا يع‪I‬رف في علم اإلدارة بالت‪I‬درج الرئاس‪I‬ي أو م‪I‬ا يس‪I‬مى بالتسلس‪I‬ل اله‪I‬رمي في أداء المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬ويتض‪I‬ح مفه‪I‬وم‬
‫التسلس‪II‬ل اإلداري من قم‪II‬ة اله‪II‬رم اإلداري وح‪II‬تى مس‪II‬توياته ال‪II‬دنيا في اإلدارة اإلس‪II‬المية بم‪II‬ا قال‪II‬ه اإلم‪II‬ام علي ‪-‬علي‪II‬ه‬
‫الس‪I‬الم‪ -‬في وثيق‪I‬ة العه‪I‬د (َفِإَّنَك َفْو َقُهْم َوَو اِلي األم‪I‬ر َع َلْي َك َفْو َقَك َو ُهَّللا َفْو َق َم ْن َو اَّل َك ) ويت‪I‬بين هن‪I‬ا أَّن التسلس‪I‬ل ي‪I‬أتي ض‪I‬من‬
‫عملي‪I‬ة توزي‪I‬ع الص‪I‬الحيات بين المكون‪I‬ات والوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة واألف‪I‬راد في إط‪I‬ار المنظوم‪I‬ة الواح‪I‬دة والعم‪I‬ل الجم‪I‬اعي‪،‬‬
‫ال‪I‬ذي ه‪I‬و س‪I‬مة من س‪I‬مات المنظوم‪I‬ة اإلداري‪I‬ة في اإلس‪I‬الم‪ ،‬وبحيث تخض‪I‬ع ك‪I‬ل النش‪I‬اطات واألفع‪I‬ال إلدارة المس‪I‬ؤول ال‪I‬ذي‬
‫يك‪I‬ون مش‪I‬رفًا على ك‪I‬ل الممارس‪I‬ات المطلوب‪I‬ة ل‪I‬دى الع‪I‬املين في نط‪I‬اق مس‪I‬ؤوليته‪ ،‬بم‪I‬ا يجس‪I‬د وح‪I‬دة التوجي‪I‬ه وتوحي‪I‬د‬
‫مص‪I‬در األوام‪I‬ر وف‪I‬ق سلس‪I‬ة الم‪I‬راتب‪ ،‬ح‪I‬تى ال يك‪I‬ون هن‪I‬اك خل‪I‬ل في العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة ال‪I‬تي يت‪I‬ولى أمره‪I‬ا المس‪I‬ؤولون‬
‫المكلفون في المنظومة اإلدارية‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -5‬التوازن بين الصالحيات والمسؤوليات‪:‬‬
‫يقص‪I‬د بالص‪I‬الحيات بح‪I‬ق إعط‪I‬اء األوام‪I‬ر والتوجيه‪I‬ات للع‪I‬املين وح‪I‬ق اتخ‪I‬اذ الق‪I‬رارات ض‪I‬من ح‪I‬دود معين‪I‬ة‪ ،‬والتنفي‪I‬ذ واالمتثال منهم‪ ،‬أم‪I‬ا المس‪I‬ؤولية فهي‪:‬‬
‫االل‪I‬تزام من قب‪I‬ل المس‪I‬ؤول والعام‪I‬ل بالقي‪I‬ام بواجبات‪I‬ه ومهام‪I‬ه مس‪I‬ؤوليته‪ ،‬وتحقي‪I‬ق أه‪I‬دافها بم‪I‬ا يرض‪I‬ي هللا‪ ،‬والمحاس‪I‬بة عن نت‪I‬ائج عمل‪I‬ه بن‪I‬اء عليه‪I‬ا‪ ،‬بحيث يتم‬
‫التركيز هنا على وجوب توازن بين المسؤولية والصالحية المفوضة للمسؤول‪ ،‬حتى يستطيع المسؤول القيام بعمله بكفاءة وفاعلية‪.‬‬
‫والص‪I‬الحية مالزم‪I‬ة للمس‪I‬ؤولية ال للف‪I‬رد الق‪I‬ائم على الوظيف‪I‬ة‪ ،‬وهي ناتج‪I‬ة عن مرك‪I‬زه ال‪I‬وظيفي وموقع‪I‬ه في المس‪I‬ؤولية‪ ،‬ومن ثم ف‪I‬إن األف‪I‬راد ال‪I‬ذين في‬
‫مستوى تنظيمي واحد لديهم الصالحيات نفسها‪.‬‬

‫والمس‪I‬ؤولية هي الوج‪I‬ه اآلخ‪I‬ر للص‪I‬الحية‪ ،‬فال يمكن من الناحي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة أن يك‪I‬ون ش‪I‬خص م‪I‬ا ذا ص‪I‬الحية معين‪I‬ة وال يك‪I‬ون‬
‫مس‪I‬ؤوًال عم‪I‬ا يق‪I‬ع في ح‪I‬دود ص‪I‬الحياته‪ ،‬فالص‪I‬الحية هي الح‪I‬ق في التص‪I‬رف في ح‪I‬دود واض‪I‬حة ومح‪I‬ددة‪ ،‬والمس‪I‬ؤولية هي االل‪I‬تزام‬
‫بتنفي‪I‬ذ المهم‪I‬ات ال‪I‬تي يتعل‪I‬ق به‪I‬ا ذل‪I‬ك الح‪I‬ق بم‪I‬ا يرض‪I‬ي هللا‪ ،‬كم‪I‬ا أن المس‪I‬ؤولية هي اس‪I‬تعداد لتحم‪I‬ل أي نت‪I‬ائج ت‪I‬ترتب عن س‪I‬وء اس‪I‬تعمال‬
‫الحق (الصالحية) أو الفشل في استعماله وهذا تأصيل لموضوع المساءلة‪.‬‬
‫والتحدي‪I‬د الواض‪I‬ح للص‪I‬الحيات والمس‪I‬ؤوليات والت‪I‬وازن فيم‪I‬ا بينه‪I‬ا يح‪I‬د من ت‪I‬داخل االختصاص‪I‬ات بين الوح‪I‬دات اإلداري‪I‬ة وبين‬
‫المس‪II‬ؤولين والع‪II‬املين فيه‪II‬ا‪ ،‬ومن ثم تق‪II‬ل االزدواجي‪II‬ة والت‪II‬داخل في األعم‪II‬ال‪ ،‬ويتم تجنب حص‪II‬ول أي تن‪II‬ازع أو تض‪II‬ارب في‬
‫الصالحيات‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -6‬الرشد في البناء التنظيمي‪:‬‬
‫إَّن الترك‪I‬يز في عملي‪I‬ة البن‪I‬اء التنظيمي أو تص‪I‬ميم الهيك‪I‬ل التنظيمي للدول‪I‬ة‪/‬المؤسس‪I‬ة بم‪I‬ا يفي باحتياج‪I‬ات العم‪I‬ل وف‪I‬ق األه‪I‬داف‬
‫والمس‪I‬ؤوليات الرئيس‪I‬ة للدول‪I‬ة‪/‬للمؤسس‪I‬ة‪ ،‬بعي‪I‬داً عن أي اعتب‪I‬ارات أو أه‪I‬داف شخص‪I‬ية‪ ،‬األف‪I‬راد أو الجماع‪I‬ات الموج‪I‬ودة أو الم‪I‬راد‬
‫اس‪I‬تقطابها‪ ،‬بحيث يل‪I‬تزم بع‪I‬دم الت‪I‬أثير في بن‪I‬اء الهيك‪I‬ل التنظيمي لتلبي‪I‬ة أه‪I‬داف شخص‪I‬ية ألي ف‪I‬رد‪ ،‬مهم‪I‬ا ك‪I‬انت قدرات‪I‬ه وكفاءات‪I‬ه‪،‬‬
‫ومهم‪I‬ا ك‪I‬ان موقع‪I‬ه التنظيمي أو مس‪I‬ؤوليته م‪I‬ع الح‪I‬رص على الرش‪I‬د في التنظيم‪ ،‬حيث إن التوس‪I‬ع في الهيك‪I‬ل ي‪I‬ترتب علي‪I‬ه إض‪I‬افة‬
‫المزيد من األشخاص والوحدات إلى هيكل أي تنظيم إداري بما يفرض أعباء وتكاليف زائدة وهدرًا للجهود واإلمكانيات‪.‬‬
‫ويت‪I‬بين هن‪I‬ا أهمي‪I‬ة تجنب التض‪I‬خم التنظيمي ال‪I‬ذي ي‪I‬ؤدي إلى التض‪I‬خم اإلداري ال‪I‬وظيفي‪ ،‬بحيث يتم تحدي‪I‬د خ‪I‬ط اإلش‪I‬راف والمس‪I‬افة‬
‫الواقع‪I‬ة بين قّم ة اله‪I‬رم اإلداري وقاعدت‪I‬ه‪ ،‬أو ع‪I‬دد الحلق‪I‬ات والمس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة بين القّم ة والقاع‪I‬دة‪ ،‬وتخفيض ع‪I‬دد المس‪I‬تويات‬
‫اإلداري‪I‬ة والحلق‪I‬ات ال‪I‬تي تص‪I‬ل القّم ة بالقاع‪I‬دة‪ ،‬بم‪I‬ا يس‪ّI‬هل عملّيات اتخ‪I‬اذ الق‪I‬رار وعملّيات االتص‪I‬ال ويس‪ِّI‬ر عها من القّم ة إلى القاع‪I‬دة‬
‫وب‪I‬العكس‪ ،‬بحيث ُيحاَف ظ علي‪I‬ه في ح‪I‬دوٍد معقول‪I‬ة‪ ،‬وال يك‪I‬ون واسـعًا إلى الح‪I‬د اّل ذي يفق‪I‬د في‪I‬ه المس‪I‬ؤول الق‪I‬درة على الس‪I‬يطرة‬
‫واإلشراف الفّعال ويرفع من حجم األعباء والتكاليف‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -7‬توزيع المهام وتقسيم العمل وفق التخصص‪:‬‬
‫يرك‪I‬ز على توزي‪I‬ع المه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات في التنظيم وف‪I‬ق ج‪I‬انبين مت‪I‬وازنين ومتك‪I‬املين‪ ،‬األول‪ :‬التخص‪I‬ص‪ ،‬وه‪I‬و توزي‪I‬ع‬
‫مه‪I‬ام المؤسس‪I‬ة‪/‬على وح‪I‬دات متخصص‪I‬ة‪ ،‬تق‪I‬وم ك‪ٌّI‬ل منه‪I‬ا بأعم‪I‬ال مح‪I‬ددة‪ ،‬والثاني‪ :‬تقس‪I‬يم العم‪I‬ل‪ ،‬وه‪I‬و توزي‪I‬ع األنش‪I‬طة‬
‫الالزمة للقيام بعمل على عدة أشخاص‪.‬‬
‫فتنظيم المه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات وتوض‪I‬يح األدوار وف‪I‬ق مب‪I‬دأ التخص‪I‬ص ووفق‪ًI‬ا للمع‪I‬ايير اإللهي‪I‬ة تجع‪I‬ل الف‪I‬رد ق‪I‬ادرًا على‬
‫النهوض بمسؤولياته وعدم االنشغال بصراع تملك األدوار‪،‬‬

‫وبم‪I‬وجب ذل‪I‬ك يتم في عملي‪I‬ة البن‪I‬اء وتص‪I‬ميم الهيك‪I‬ل التنظيمي تقس‪I‬يم العم‪I‬ل إلى وح‪I‬دات وأقس‪I‬ام وف‪I‬ق التخص‪I‬ص عن طري‪I‬ق تقس‪I‬يم‬
‫أنش‪I‬طة المؤسس‪I‬ة إلى أقس‪I‬ام تخصص‪I‬ية رئيس‪I‬ة ومن ثم تقس‪I‬يم ه‪I‬ذه األنش‪I‬طة الرئيس‪I‬ة إلى أقس‪I‬ام فرعي‪I‬ة‪ ،‬بحيث ترب‪I‬ط النش‪I‬اطات‬
‫المتجانس‪I‬ة م‪I‬ع بعض‪I‬ها بعالق‪I‬ات وظيفي‪I‬ة مح‪I‬ددة‪ ،‬وذل‪I‬ك لالس‪I‬تفادة من مزاي‪I‬ا التخص‪I‬ص في الس‪I‬رعة واإلتق‪I‬ان واإلنتاجي‪I‬ة المرتفع‪I‬ة‪،‬‬
‫والج‪I‬انب الثاني يع‪I‬ني تقس‪I‬يم العم‪I‬ل المح‪I‬دد في أي مجموع‪I‬ة‪ ،‬فتقس‪I‬يم العم‪I‬ل ي‪I‬ؤدي إلى س‪I‬رعة تنفي‪I‬ذه وتحس‪I‬ين جودت‪I‬ه‪ ،‬وك‪I‬ذلك يس‪I‬اعد‬
‫على سير الجماعة بصورة منظمة وبعيداً عن الفوضى وانعدام المسؤولية أو ضياعها‪..‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -8‬المرونة والمواكبة للمتغيرات‪:‬‬

‫المرون‪I‬ة أو المواءم‪I‬ة والمواكب‪I‬ة للمتغ‪I‬يرات أم‪I‬ر أس‪I‬اٌس وج‪I‬وهري‬


‫لض‪II‬مان بق‪II‬اء المؤسس‪II‬ة وكفاءته‪II‬ا في تحقي‪II‬ق أه‪II‬دافها في ح‪II‬دود‬
‫اإلمكاني‪II‬ات المتاح‪II‬ة له‪II‬ا وتحت الظ‪II‬روف ال‪II‬تي تعيش‪II‬ها‪ ،‬كم‪II‬ا ال‬
‫يمكن للمنظم‪I‬ة أن تحتف‪I‬ظ بفاعليته‪I‬ا وق‪I‬درتها على التج‪I‬اوب م‪I‬ع ك‪I‬ل‬
‫المتغ‪I‬يرات المحيط‪I‬ة به‪I‬ا إال إذا ت‪I‬وافر لتنظيمه‪I‬ا درج‪I‬ة عالي‪I‬ة من‬
‫المرونة‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫ثالثاً ‪ :‬أسس مسؤولية التنظيم‪:‬‬
‫‪ -9‬المركزية والالمركزية‪:‬‬
‫ُيرك‪I‬ز على درج‪I‬ة تف‪I‬ويض الص‪I‬الحيات لألقس‪I‬ام والوح‪I‬دات المختلف‪I‬ة في إط‪I‬ار البن‪I‬اء التنظيمي‬
‫ويح‪I‬دد نوعي‪I‬ة المه‪I‬ام ال‪I‬تي س‪I‬يتم االحتف‪I‬اظ به‪I‬ا على المس‪I‬توى المرك‪I‬زي وتل‪I‬ك ال‪I‬تي س‪I‬يتم نقله‪I‬ا أو‬
‫تفويضها إلى المكونات والوحدات الالمركزية‪.‬‬
‫و(المركزي‪I‬ة)‪ :‬هي االحتف‪I‬اظ بالص‪I‬الحيات والتقلي‪I‬ل من تفويض‪I‬ها إلى الع‪I‬املين‪ ،‬بمع‪I‬نى أَّن اتخ‪I‬اذ‬
‫الق‪I‬رارات يتم فق‪I‬ط على المس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة العلي‪I‬ا‪ .‬وتع‪I‬ني (الالمركزي‪I‬ة)‪ :‬تف‪I‬ويض الص‪I‬الحيات‬
‫إلى مس‪II‬تويات إداري‪II‬ة أدنى‪ ،‬أي أن المس‪II‬تويات اإلداري‪II‬ة األخ‪II‬رى تش‪II‬ارك في اتخ‪II‬اذ الق‪II‬رارات‬
‫بشكل محدد وواضح‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫هناك نوعان رئيسان للتنظيم‪ ،‬هما التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي‪:‬‬
‫• التنظيم الرس‪I‬مي‪ :‬ه‪I‬و الج‪I‬انب ال‪I‬ذي ي‪I‬درس العملي‪I‬ة التنظيمي‪I‬ة بص‪I‬ورة رس‪I‬مية‪ ،‬عن طري‪I‬ق‬
‫وض‪I‬ع الخرائ‪I‬ط والهياك‪I‬ل‪ ،‬ويخض‪I‬ع للنظم والل‪I‬وائح والق‪I‬وانين المعتم‪I‬دة رس‪I‬ميًا وه‪I‬و البن‪I‬اء ال‪I‬ذي‬
‫يح‪I‬دد العالق‪I‬ات والمس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة لألعم‪I‬ال ال‪I‬تي يق‪I‬وم به‪I‬ا األف‪I‬راد وتوزي‪I‬ع المس‪I‬ؤوليات‬
‫والواجبات‪ ،‬وينقسم إلى عدة أنواع‪.‬‬
‫• التنظيم غ‪I‬ير الرس‪I‬مي‪ :‬ه‪I‬و الج‪I‬انب ال‪I‬ذي ال يخض‪I‬ع أب‪I‬دًا للق‪I‬وانين الرس‪I‬مّية ال‪I‬تي يخض‪I‬ع له‪I‬ا‬
‫الن‪I‬وع األول‪ ،‬وه‪I‬و مجموع‪I‬ة من العالق‪I‬ات ال‪I‬تي تنش‪I‬أ وتس‪I‬تمر بين الع‪I‬املين بس‪I‬بب وج‪I‬ودهم في‬
‫مكان واحد للعمل واشتراكهم في أهداف ومشكالت متشابهة‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫الَفْر ق بين التنظيم الرسمي وغير الرسمي‬
‫العنصر‬ ‫التنظيم الرسمي‬ ‫التنظيم الغير رسمي‬
‫ينتج من‬ ‫األهداف والمهام الرسمية‪.‬‬ ‫تجمع األفراد داخل المنظمة وعالقات بعضهم ببعض‪.‬‬

‫أهداف التنظيم‬ ‫هي تحقيق األهداف بكفاءة‬ ‫هي إشباع حاجة كل فرد أو مجموعة أفراد في التنظيم‪.‬‬
‫وفاعلية‪.‬‬

‫أهداف الفرد‬ ‫تأدية الوظيفة‪.‬‬ ‫إشباع حاجاته المادية والمعنوية‪.‬‬

‫عالقات الفرد‬ ‫عالقات إدارية رسمية‬ ‫عالقات اجتماعية وشخصية‪.‬‬


‫للوظيفة‪.‬‬

‫االتصاالت‬ ‫تتم وفقا للتسلسل الهرمي‪.‬‬ ‫عن طريق التأثيرات والنفوذ‪.‬‬

‫المحاسبة‬ ‫محاسب ومسؤول عن أداء‬ ‫ال يمكن محاسبته على نتائج أعماله‬
‫والمسؤولية‬ ‫مسؤولياته‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫لبن‪I‬اء الهياك‪I‬ل التنظيمي‪I‬ة وتص‪I‬ميمها أس‪I‬س وقواع‪I‬د واض‪I‬حة ومح‪I‬ددة‪ ،‬إذ يتعَّين عن‪I‬د تص‪I‬ميم البن‪I‬اء التنظيمي ورس‪I‬م‬
‫الهيك‪I‬ل أو الخارط‪I‬ة التنظيمي‪I‬ة مراع‪I‬اة المب‪I‬ادئ واألس‪I‬س الديني‪I‬ة امتثاًال لقول‪I‬ه تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬أَفَم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َتْق َو ى‬
‫ِم َن ِهَّللا َو ِرْض َو اٍن َخ ْي ٌر َأْم َم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َش َفا ُج ُر ٍف َه اٍر َفاْنَه اَر ِب ِه ِفي َن اِر َجَهَّنَم َو ُهَّللا اَل َيْه ِد ي اْلَق ْو َم‬
‫الَّظ اِلِم يَن ﴾‪ ،‬بحيث يك‪I‬ون البن‪I‬اء والتص‪I‬ميم بمراع‪I‬اة تنفي‪I‬ذ األعم‪I‬ال والمه‪I‬ام وف‪I‬ق تنظيم دقي‪I‬ق ومحكم‪ ،‬بحيث يص‪I‬بح‬
‫الجميع باختالف األفراد والوظائف كيانًا واحدًا يتعاون ويتكامل لتحقيق غايات وأهداف محددة مسبقًا‪.‬‬
‫وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬يتم تط‪I‬وير وتح‪I‬ديث الهيكل‪I‬ة والتنظيم بم‪I‬ا يل‪I‬بي الحاج‪I‬ة العملي‪I‬ة‪ ،‬ويس‪I‬اعد على نظم‬
‫األم‪I‬ر‪ ،‬واالبتع‪I‬اد عن العش‪I‬وائية‪ ،‬ويس‪I‬هل عملي‪I‬ة تنفي‪I‬ذ المه‪I‬ام على نح‪I‬و تك‪I‬املي ومنظم‪ ،‬وبم‪I‬ا ي‪I‬واكب االنتق‪I‬ال إلى‬
‫مراح‪I‬ل ومتغ‪I‬يرات في الواق‪I‬ع تك‪I‬بر معه‪I‬ا المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬وتتطلب ق‪I‬درًا اك‪I‬بر من االس‪I‬تيعاب والتفعي‪I‬ل‪ ،‬وبم‪I‬ا يتواف‪I‬ق م‪I‬ع‬
‫أس‪I‬س ومب‪I‬ادئ ثقافتن‪I‬ا القرآني‪I‬ة وال يخالفه‪I‬ا م‪I‬ع الحف‪I‬اظ على الحال‪I‬ة الجماهيري‪I‬ة والش‪I‬عبية ال‪I‬تي تتم‪I‬يز به‪I‬ا مس‪I‬يرتنا‬
‫القرآنية»‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬

‫‪ .1‬الهيك‪444‬ل التنظيمي (الخارط‪444‬ة‬


‫رئيس‬ ‫التنظيمي‪44‬ة)‪ :‬هي ش‪III‬كل بي‪III‬اني يوض‪III‬ح‬
‫مصلحة‬ ‫التقس‪I‬يمات والوح‪I‬دات التنظيمي‪I‬ة ال‪I‬تي تتك‪I‬ون‬
‫منه‪I‬ا الجه‪I‬ة (المؤسس‪I‬ة) على ش‪I‬كل مس‪I‬تويات‬
‫ف‪III‬وق بعض‪III‬ها البعض تأخ‪III‬ذ ش‪III‬كال هرمي‪III‬ا‬
‫وكيل‬ ‫وترتب‪I‬ط ببعض‪I‬ها بخط‪I‬وط الس‪I‬لطة ال‪I‬تي تنس‪I‬اب‬
‫من خاللها العالقات واألوامر والتعليمات‪.‬‬

‫مدير عام‬ ‫مدير عام‬ ‫مدير عام‬


‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .2‬البناء التنظيمي‪:‬‬

‫البن‪44‬اء التنظيمي‪ :‬يقص‪II‬د ب‪II‬ه اإلط‪II‬ار ال‪II‬ذي يح‪II‬دد البن‪II‬اء وال‪II‬تركيب ال‪II‬داخلي‬
‫للمؤسس‪II‬ة‪ ،‬وي‪II‬بين عناص‪II‬ر التقس‪II‬يمات ال‪II‬تي يتك‪II‬ون منه‪II‬ا والوح‪II‬دات واألقس‪II‬ام‬
‫الفرعي‪I‬ة ال‪I‬تي تق‪I‬وم بتنفي‪I‬ذ األعم‪I‬ال‪ ،‬وت‪I‬ؤدي مختل‪I‬ف الوظ‪I‬ائف وتحق‪I‬ق األنش‪I‬طة‬
‫والمه‪I‬ام ال‪I‬تي يتطلبه‪I‬ا‪ ،‬ويعكس طبيع‪I‬ة التعام‪I‬ل والتنس‪I‬يق ال‪I‬ذي يرب‪I‬ط بين مه‪I‬ام‬
‫األفراد والجماعات في المؤسسة بما يعمل على تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .3‬أهمية الهيكل التنظيمي‪:‬‬

‫‪ ‬منطل‪I‬ق لتحدي‪I‬د المكون‪I‬ات التنظيمي‪I‬ة والمس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة والعالق‪I‬ة‬


‫بينها‪.‬‬
‫‪ ‬أس‪II‬اس لتحدي‪II‬د المس‪II‬ؤوليات والمس‪II‬ميات التنظيمي‪II‬ة والوظيفي‪II‬ة‪،‬‬
‫وتحديد انسياب العمليات المؤسسية بينها‪.‬‬
‫‪ ‬على أساس‪I‬ه تمنح الص‪I‬الحيات للمس‪I‬ؤولين وتح‪I‬دد عالق‪I‬ات العم‪I‬ل‬
‫واالتصال فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ ‬يمثل مرجعية لتحديد الهيكل الوظيفي للجهة (المؤسسة)‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ -4‬محددات بناء وتصميم الهيكل التنظيمي‪:‬‬
‫االس‪4‬تراتيجية‪ :‬الهيك‪I‬ل التنظيمي وس‪I‬يلة لتحقي‪I‬ق أه‪I‬داف الجه‪I‬ة يجب أن‬
‫يتم موائمته مع األهداف االستراتيجية للجهة‪.‬‬
‫حجم الجهة‪ :‬كلم‪I‬ا ك‪I‬ان حجم الجه‪I‬ة كب‪I‬يرًا وله‪I‬ا امت‪I‬دادات وتفرع‪I‬ات‬
‫االستراتيجية‬
‫متعددة زاد تعقيدات الهيكل‪.‬‬
‫التكنولوجي‪44‬ا‪ :‬كلم‪II‬ا تع‪II‬ددت التقني‪II‬ة زاد تأثيره‪II‬ا في االتص‪II‬ال وفي‬
‫المستويات واإلنجاز‪.‬‬ ‫حجم الجهة‬
‫القوة والسيطرة‬
‫البيئ‪44‬ة المحيط‪44‬ة‪ :‬من األهمي‪II‬ة أن ي‪II‬واءم الهيك‪II‬ل م‪II‬ع البيئ‪II‬ة الداخلي‪II‬ة‬ ‫الحكومية‬
‫والخارجية للجهة ليتحقق له االستقرار‪.‬‬ ‫الهيكل‬
‫القوة والس‪4‬يطرة‪ :‬أحيان‪ًI‬ا يخض‪I‬ع الهيك‪I‬ل التنظيمي لق‪I‬وى مراك‪I‬ز اتخ‪I‬اذ‬ ‫التنظيمي‬
‫الق‪II‬رار في الجه‪II‬ة الحكومي‪II‬ة لتعزي‪II‬ز ص‪II‬الحيتها ونفوذه‪II‬ا‪ ،‬ومن ثم‬
‫فالقي‪II‬ادة العلي‪II‬ا له‪II‬ا األث‪II‬ر األك‪II‬بر في تحدي‪II‬د الهيك‪II‬ل التنظيمي للجه‪II‬ة‬
‫البيئة المحيطة‬ ‫التكنولوجيا‬
‫الحكومية‪.‬‬

‫شكل يوضح محددات بناء وتصميم الهيكل التنظيمي‬


‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .5‬أنواع الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫هناك العديد من النماذج لبناء وتصميم الهياكل التنظيمية نستعرض منها ثالثة نماذج فقط‪:‬‬

‫‪-1‬هيكل االختصاصات‪ :‬التجميع بحسب تخصص الوظائف‬


‫يتم في ه‪I‬ذا النم‪I‬وذج تجمي‪I‬ع األعم‪I‬ال المتش‪I‬ابهة في وح‪I‬دات معين‪I‬ة بحيث يق‪I‬وم‬
‫الع‪I‬املين في ك‪I‬ل وح‪I‬دة بأعم‪I‬ال متش‪I‬ابهة ويع‪I‬د هيك‪I‬ل االختصاص‪I‬ات من أش‪I‬هر‬
‫أنواع الهياكل التنظيمية وأكثرها تطبيقًا في العالم‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .5‬أنواع الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫شكل يوضح هيكل االختصاص‪ :‬التجميع بحسب تخصص الوظائف‬
‫اإليجابيات‬ ‫السلبيات‬
‫‪ -‬وضوح األدوار‪.‬‬ ‫طول الهرم الوظيفي‪ ،‬مما ينتج عنه بطء في اتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬رقابة فَّعالة‪.‬‬ ‫غير مرن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬قوى بشرية متخصصة وفَّعالة‪.‬‬ ‫مش‪I‬اركة مح‪I‬دودة للمعلوم‪I‬ات على المس‪I‬توى األفقي‪ ،‬مم‪I‬ا ينتج‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬تحكم وإدارة مخاطر مركزي متكامل‪.‬‬ ‫اختناقات تنظيمية‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد الكفاءة عن طريق وفورات الحجم‪.‬‬

‫المدير‬
‫(المسؤول)‬
‫القوى‬
‫المالية‬ ‫العمليات‬ ‫الخدمات‬ ‫اإلعالم‬
‫البشرية‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .5‬أنواع الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫هناك العديد من النماذج لبناء وتصميم الهياكل التنظيمية نستعرض منها ثالثة نماذج فقط‪:‬‬

‫‪ -2‬هيكل الخدمة‪/‬المنتج‪/‬المتعاملين‬
‫يب‪I‬نى التنظيم في ه‪I‬ذا النم‪I‬وذج عن طري‪I‬ق تجمي‪I‬ع األنش‪I‬طة ال‪I‬تي تخ‪I‬دم ش‪I‬ريحة معين‪I‬ة من‬
‫المس‪I‬تفيدين أو تجمي‪I‬ع األعم‪I‬ال الخاص‪I‬ة بتق‪I‬ديم خدم‪I‬ة في قس‪I‬م واح‪I‬د فيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق بالخدم‪I‬ة أو‬
‫المنتج وفيم‪II‬ا يتعل‪II‬ق بالمتع‪II‬المين‪/‬المس‪II‬تفيدين يتم تقس‪II‬يم أعم‪II‬ال الجه‪II‬ة وأنش‪II‬طتها بحس‪II‬ب‬
‫المتعاملين معها‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .5‬أنواع الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫شكل يوضح نموذج الهيكل بحسب الخدمة أو المنتج‬
‫اإليجابيات‬ ‫السلبيات‬
‫خدم‪44‬ة متم‪44‬يزة للمس‪44‬تفيدين وقابلي‪44‬ة للتكي‪44‬ف م‪44‬ع التغ‪44‬يرات في احتياجاتهم عن طريق إيجاد وح‪44‬دة تنظيمي‪44‬ة‬ ‫‪-‬‬ ‫ارتفاع التكلفة بس‪444‬بب‬ ‫‪-‬‬
‫متخصصة لكل خدمة‪.‬‬ ‫ازدواجي‪4444444‬ة الجهود‬
‫سهولة حساب عائدات الخدمة أو منافعها‪ ،‬وضوح المساءلة الخاصة بكل خدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫والوظائف‪.‬‬
‫سهولة التنسيق بين الوظائف والمسؤوليات في الوحدات التنظيمية الواحدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫صعوبة إيجاد المهارات‬ ‫‪-‬‬
‫قصر الهرم الوظيفي وسرعة عملية اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المتخصصة‪.‬‬

‫المدير (المسؤول)‬

‫خدمة ‪4‬‬ ‫خدمة ‪3‬‬ ‫خدمة‪2‬‬ ‫خدمة ‪1‬‬

‫تقديم‬ ‫توعية‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .5‬أنواع الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫شكل يوضح نموذج الهيكل بحسب المتعاملين‪/‬المستفيدين‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .5‬أنواع الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫هناك العديد من النماذج لبناء وتصميم الهياكل التنظيمية نستعرض منها ثالثة نماذج فقط‪:‬‬

‫الهيكل الجغرافي ‪3-‬‬


‫يتم وف‪I‬ق ه‪I‬ذا النم‪I‬وذج البن‪I‬اء التنظيمي عن طري‪I‬ق إنش‪I‬اء ف‪I‬روع في من‪I‬اطق متع‪I‬ددة‬
‫ترتبط إداريا بالمركز الرئيس‪.‬‬
‫التنظيم حسب اإلقليم‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫رابًع ا‪ :‬أنواع التنظيم‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف الهيكل والبناء التنظيمي‬
‫‪ .5‬أنواع الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫شكل يوضح الهيكل الجغرافي‬
‫اإليجابيات‬ ‫السلبيات‬
‫‪-‬تقليل التكلفة عن طريق تقديم الخدمات في الموقع‪.‬‬ ‫‪-‬االزدواجية في العمليات واالختصاصات‪.‬‬
‫‪-‬القرب من المتعاملين لتقديم أفضل وأسرع الخدمات‪.‬‬ ‫‪-‬احتم‪II‬ال التع‪II‬ارض أو التك‪II‬رار م‪II‬ا بين المق‪II‬ر ال‪II‬رئيس والف‪II‬روع فيم‪II‬ا يتعل‪II‬ق‬
‫‪-‬إمكانية تحقيق وفورات الحجم‪.‬‬ ‫بالسياسات واإلجراءات‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة نقل االختالف في الخدمة أو التقنية الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التنسيق بين الوظائف المختلفة (البحث والتطوير واإلعالم‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫المدير (المسؤول)‬

‫إعالم‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫خامساً ‪ :‬إجراءات وقواعد توزيع المسؤولية وتصميم الهيكل التنظيمي‪:‬‬

‫‪ )2‬المقارن‪I‬ة المرجعي‪I‬ة م‪I‬ع جه‪I‬ات مماثل‪I‬ة في ال‪I‬داخل‬ ‫‪ )1‬تحليل أهداف الجهة ومهامها في إطار‬
‫أو خارج البلد‪:‬‬ ‫التشريعات المؤسسة ويشمل اآلتي‪:‬‬
‫تحدي‪I‬د الجه‪I‬ات ال‪I‬تي س‪I‬يتم المقارن‪I‬ة المرجعي‪I‬ة معه‪I‬ا‬ ‫تحديد الهدف الرئيس للجهة‪.‬‬
‫والدولة التي تتبعها‪.‬‬ ‫تحديد األهداف الفرعية‪.‬‬
‫تحدي‪I‬د المكون‪I‬ات التنظيمي‪I‬ة (الوظ‪I‬ائف) الداخلي‪I‬ة ال‪I‬تي‬ ‫تحديد المهام األساسية‪.‬‬
‫سيتم المقارنة المرجعية معه‪.‬‬ ‫تحديد األنشطة التي تحقق المهام المحددة‪.‬‬
‫تحدي‪III‬د معلوم‪III‬ات المقارن‪III‬ة (التبعي‪III‬ة‪ /‬الحجم‪.../‬‬
‫أخرى)‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫خامساً ‪ :‬إجراءات وقواعد توزيع المسؤولية وتصميم الهيكل التنظيمي‪:‬‬
‫‪ )3‬إعداد النموذج التشغيلي‪:‬‬
‫هو تمثيل لكيفية عمل الجهة الحكومية عن طريق ترابط نشاطاتها‪ ،‬ويشمل اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫تصميم األعمال ‪ :‬وتشمل النشاطات األساسية المعنية بتصميم اآلليات واألطر لتنفيذ العمل‪ ،‬من سياسات وإجراءات وأنظمة‪...‬إلخ‪.‬‬
‫تمكين األعمال ‪ :‬وتشمل النشاطات الداعمة لتنفيذ األعمال‪ ،‬وما يسمى باألنشطة المساندة‬
‫تنفيذ األعمال ‪ :‬وتشمل النشاطات الرئيسة والفنية لتقديم الخدمات‪.‬‬
‫الحوكمة‪ :‬وتشتمل على عناصر الرقابة الفاعلة مثل عدم تبعية الشئون اإلدارية للشئون المالية‪ ،‬ضمان عدم تعارض المصالح‪.‬‬

‫الحوكمة‬ ‫تنفيذ األعمال‬ ‫تمكين األعمال‬ ‫تصميم األعمال‬


‫أنشطة التصميم والتنظيم‬
‫عناصر الرقابة الفاعلة‬ ‫النشاطات الرئيسة والفنية‬ ‫األنشطة المساندة الالزمة‬ ‫من سياسات وإجراءات‬
‫لتقديم الخدمات‬ ‫العمل‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫خامساً ‪ :‬إجراءات وقواعد توزيع المسؤولية وتصميم الهيكل التنظيمي‪:‬‬

‫‪ )4‬إعداد الهيكل الننظيمي ويشمل اإلجراءات اآلتية‪:‬‬


‫أ‪ -‬تجمي‪I‬ع األنش‪I‬طة‪ :‬المح‪I‬ددة في النم‪I‬وذج التش‪I‬غيلي م‪I‬ع وض‪I‬عها في وح‪I‬دات تنظيمي‪I‬ة‪ .‬فمثال يمكن تجمي‪I‬ع أنش‪I‬طة «تص‪I‬ميم‬
‫األعم‪I‬ال» ض‪I‬من وح‪I‬دة تنظيمي‪I‬ة واح‪I‬دة‪ ،‬أو تجمي‪I‬ع الوح‪I‬دات التنظيمي‪I‬ة الرئيس‪I‬ة الخاص‪I‬ة بالنش‪I‬اطات والعملي‪I‬ات الفني‪I‬ة تحت‬
‫سقف إداري واحد‪ ،‬مثل‪ :‬قطاع العمليات أو الخدمات وتوزع المستويات الدنيا حسب مبدأ نطاق اإلشراف‪.‬‬
‫ب‪ -‬تحدي‪I‬د العالق‪I‬ات التنظيمي‪I‬ة‪ :‬أي رب‪I‬ط الوح‪I‬دات الرئيس‪I‬ة ببعض‪I‬ها البعض م‪I‬ع األخ‪I‬ذ باالعتب‪I‬ار عالق‪I‬ات التبعي‪I‬ة الفني‪I‬ة ال‪I‬تي‬
‫قد تنشأ بين بعض الوظائف‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحدي‪I‬د مه‪I‬ام ومس‪I‬ؤوليات الوح‪I‬دات التنظيمي‪I‬ة‪ :‬تحدي‪I‬د مرَّك ز ومختص‪I‬ر للمه‪I‬ام الرئيس‪I‬ة المتوقع‪I‬ة لمجم‪I‬وع الم‪I‬وظفين في‬
‫الوح‪I‬دة‪ ،‬وليس لك‪I‬ل موظ‪I‬ف على ح‪I‬ده‪ ،‬وال تزي‪I‬د المهم‪I‬ة عن س‪I‬طرين‪ ،‬كم‪I‬ا يجب ع‪I‬دم اس‪I‬تخدام أي عب‪I‬ارات تجع‪I‬ل المهم‪I‬ة‬
‫ألكثر من طرف‪ ،‬مثل االشتراك في إعداد أو المعاونة في عمل‪ .‬وإنما القيام بدور محدد وواضح‪.‬‬
‫يجب تحقي‪I‬ق الت‪I‬وازن بين أن‪I‬واع األنش‪I‬طة‪ ،‬مس‪I‬اندة وأساس‪I‬ية وتنفيذي‪I‬ة‪ ،‬إذ ال يجب أن يزي‪I‬د ع‪I‬دد الوح‪I‬دات المس‪I‬اندة عن ثلث‬
‫المكونات التنظيمية للهيكل‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫خامساً ‪ :‬إجراءات وقواعد توزيع المسؤولية وتصميم الهيكل التنظيمي‪:‬‬

‫‪ )5‬إعداد الهيكل الوظيفي التفصيلي‪:‬‬


‫تحوي‪I‬ل الهيك‪I‬ل التنظيمي إلى هيك‪I‬ل وظيفي عن طري‪I‬ق تحدي‪I‬د تحوي‪I‬ل مس‪I‬ميات الوح‪I‬دات التنظيمي‪I‬ة إلى‬
‫مسميات‪.‬‬
‫وظيفي‪I‬ة اإلدارة في قط‪I‬اع الخ‪I‬دمات تح‪I‬ال إلى وكي‪I‬ل قط‪I‬اع الخ‪I‬دمات‪ ،‬وتح‪I‬ول في اإلدارة العام‪I‬ة لإلعالم‬
‫م‪II‬دير ع‪II‬ام اإلعالم‪ ،‬إدارة الت‪II‬دريب إلى م‪II‬دير إدارة الت‪II‬دريب‪ ،‬قس‪II‬م التق‪II‬ييم إلى رئيس قس‪II‬م التق‪II‬ييم‪...‬‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫تح‪II‬دد وظ‪II‬ائف األقس‪II‬ام وتوض‪II‬ع أس‪II‬ماؤها في موقعه‪II‬ا‪ ،‬مثل مختص عالق‪II‬ات‪ ،‬مهن‪II‬دس اتص‪II‬االت‪،‬‬
‫محاسب‪...،‬إلخ‪.‬‬
‫تجري بناء على هذا الهيكل عملية وصف الوظائف الحقًا‪.‬‬
‫تحدي‪I‬د ع‪I‬دد الم‪I‬وظفين في ك‪I‬ل ووظيف‪I‬ة يك‪I‬ون بن‪I‬اء على تحلي‪I‬ل وتخطي‪I‬ط الوظ‪I‬ائف واحتياج‪I‬ات العم‪I‬ل‬
‫وتكرار المهام‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫سادساً ‪ :‬التوصيف الوظيفي‪:‬‬
‫ويتم بع‪I‬د اس‪I‬تكمال إع‪I‬داد وتص‪I‬ميم الهيك‪I‬ل التنظيمي واإلداري في ش‪I‬كل إدارات وأقس‪I‬ام بص‪I‬ورة مبدئي‪I‬ة‪ ،‬ويه‪I‬دف إلى‬
‫تحدي‪I‬د المس‪I‬ؤوليات بدق‪I‬ة لك‪I‬ل مس‪I‬ؤول وعام‪I‬ل بالص‪I‬ورة العلمي‪I‬ة ال‪I‬تي ت‪I‬تيح س‪I‬رعة إنج‪I‬از العم‪I‬ل وتض‪I‬بط األداء‬
‫وتمكن من كشف األخطاء والمفاسد واإلخفاقات المرتكبة‪.‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم التوصيف الوظيفي‬
‫إّن الوص‪I‬ف ال‪I‬وظيفي يع‪I‬ني ببس‪I‬اطة حص‪I‬ر ك‪I‬ل الوظ‪I‬ائف والمه‪I‬ام المح‪I‬ددة م‪I‬ع مراع‪I‬اة طبيع‪I‬ة الغاي‪I‬ة واله‪I‬دف والبيئ‪I‬ة‬
‫الداخلي‪I‬ة والخارجي‪I‬ة ال‪I‬تي تتعام‪I‬ل معه‪I‬ا الدول‪I‬ة‪/‬المؤسس‪I‬ة‪ ،‬ويق‪I‬وم بتوزيعه‪I‬ا بص‪I‬ورة مفص‪I‬لة على الوظ‪I‬ائف المختلف‪I‬ة‬
‫في المس‪I‬تويات العلي‪I‬ا ثم إع‪I‬ادة توزيعه‪I‬ا بص‪I‬ورة أك‪I‬ثر تفص‪I‬ياًل على اإلدارات األدنى ثم أك‪I‬ثر تفص‪I‬ياًل على األقس‪I‬ام‬
‫والوح‪I‬دات والُش عب‪ ،‬بم‪I‬ا يمكن من تحدي‪I‬د الخ‪I‬برات والمه‪I‬ارات المطلوب‪I‬ة لك‪I‬ل وظيف‪I‬ة ويح‪I‬دد المه‪I‬ام للموظ‪I‬ف‬
‫بص‪I‬ورة واض‪I‬حة تنعكس في مس‪I‬توى أدائ‪I‬ه‪ ،‬بحيث يك‪I‬ون االختي‪I‬ار والتع‪I‬يين في الوظ‪I‬ائف بع‪I‬د ه‪I‬ذه المرحل‪I‬ة وف‪I‬ق‬
‫ذلك‪.‬‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫سادساً ‪ :‬التوصيف الوظيفي‪:‬‬
‫شكل يوضح أهداف التوصيف الوظيفي‬

‫تحديد المسؤوليات بدقة لكل مسؤول وعامل‬


‫يهدف التوصيف الوظيفي إلى‬

‫ح صر كل الوظائف والمهام المحددة مع مراعاة طبيعة الغاية والهدف والبيئة‬

‫ويقوم بتوزيعها بصورة مفصلة على الوظائف المختلفة في المستويات‬

‫تحديد الخبرات والمهارات المطلوبة لكل وظيفة ويحدد المهام للموظف بحيث يتم االختيار والتعيين في‬
‫الوظائف وفق ذلك‬
‫مسؤولية التنظيم‬
‫سادساً ‪ :‬التوصيف الوظيفي‪:‬‬
‫ج‪ -‬أهمية التوصيف الوظيفي‪ :‬شكل يوضح أهمية التوصيف الوظيفي‬

‫ُيعد من أهم أسباب كفاءة األداء الن‬


‫االختيار والتعيين بناء على مواصفات‬
‫ومعايير محددة‬

‫إّن تحديد المسؤوليات بوضوح لكل مسؤول‬


‫بالكيفية التي ذكرناها في ظل فاعلية النظام‬ ‫وضع الموظف‪-‬العامل المناسب في‬
‫اإلداري يجعل مستوى أداء وكفاءة كل‬ ‫المكان المناسب‬
‫مسؤول تحت التقييم والرقابة بصورة دائمة‬
‫أهمية‬
‫التوصيف‬
‫الوظيفي‬

‫الوصف الوظيفي تحديًدا يعتبران من‬ ‫يجعل من عمليات التقييم والتقويم‬


‫وسائل التنظيم والرقابة والإتقان‬ ‫والمحاسبة والمكافأة أمًرا ممًك نا‬

‫البيئة الخصبة للفساد في الدول‪/‬المنظمات هي‬


‫الفوضى والعشوائية واالرتجال‬
‫الفصل الخامس‬

‫‪ -5‬مسؤولية التوجيه‬
‫يتوقع بعد دراسة الفصل الخامس من المقرر أن يكون الدارس قادرًا بعون هللا‬
‫على ان ‪:‬‬
‫ُيعرف التوجيه كمسؤولية إدارية‬ ‫ُيبِّين العالقة بين مسؤوليات‬
‫ُيعدد أهم األسس والقواعد التي‬
‫وُيبِّين أهميته في المنظومة‬ ‫التخطيط والتنظيم والتوجيه في‬
‫يقوم عليها التوجيه‪.‬‬
‫اإلدارية‪.‬‬ ‫إطار العملية اإلدارية‪.‬‬

‫يشرح بعض أساليب التوجيه‬ ‫يحمل القيم واألخالق القرآنية‬


‫ُيجسد أسس وقواعد التوجيه في‬
‫ويعمل على تطبيقها في الواقع‬ ‫والحكمة والبصيرة في اإلشراف‬
‫محيطه العملي‪.‬‬
‫العملي‪.‬‬ ‫على األعمال وتسييرها‪.‬‬

‫يحدد األهمية من عملية التحفيز‬ ‫ُيبين دور وأهمية االتصال اإلداري‬


‫يشرح عناصر التوجيه بشكل‬
‫والتشجيع للعاملين ويوضح أثر‬ ‫ودوره كوسيلة لنجاح مسؤولية‬
‫مختصر‪.‬‬
‫ذلك على مستوى األداء‪.‬‬ ‫التوجيه‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫أوالً ‪ :‬مفهـوم مسؤولية التوجيـه‪:‬‬
‫أ‪ -‬المفهوم العام للتوجيه‪:‬‬

‫المفه‪I‬وم الع‪I‬ام للتوجي‪I‬ه ه‪I‬و أن العم‪I‬ل في إط‪I‬ار المنظوم‪I‬ة الواح‪I‬دة والقي‪I‬ادة الواح‪I‬دة والخط‪I‬ة‬
‫الواح‪I‬دة ال يس‪I‬ير إال بتوجي‪I‬ه من مس‪I‬توى إلى آخ‪I‬ر بتسلس‪I‬ل ه‪I‬رمي مت‪I‬درج وتراتبي‪I‬ة منظم‪I‬ة‬
‫ودقيق‪I‬ة‪ ،‬وه‪I‬ذه العملي‪I‬ة والمس‪I‬ؤولية اإلداري‪I‬ة تس‪I‬مى التوجي‪I‬ه‪ ،‬وح‪I‬تى يص‪I‬بح التوجي‪I‬ه ف‪I‬اعاًل‬
‫يجب أن يك‪I‬ون امت‪I‬دادا لتوجيه‪I‬ات القي‪I‬ادة وأن ينطل‪I‬ق من منظوم‪I‬ة القيم اإليماني‪I‬ة باعتب‪I‬ار أن‬
‫اإلدارة في اإلس‪I‬الم رعاي‪I‬ة وتوجي‪I‬ه‪ ،‬وذل‪I‬ك عن طري‪I‬ق إرس‪I‬اء قيم وس‪I‬لوكيات ايماني‪I‬ة للعم‪I‬ل‬
‫وتط‪I‬بيق نظ‪I‬ام للرعاي‪I‬ة والبن‪I‬اء والتأهي‪I‬ل وك‪I‬ذلك للمكاف‪I‬أة والتحف‪I‬يز والمس‪I‬ائلة والمحاس‪I‬بة‬
‫بغرض تشجيع العاملين والدفع بهم إلى العمل بالكيفية المطلوبة لتحقيق األهداف المحددة‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫أوالً ‪ :‬مفهـوم مسؤولية التوجيـه‪:‬‬
‫ب‪-‬تعريف مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫بع‪I‬د اس‪I‬تكمال عملي‪I‬تي التخطي‪I‬ط والتنظيم في إط‪I‬ار منظوم‪I‬ة العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة الموح‪I‬دة والش‪I‬املة يلح‪I‬ظ أن رؤي‪I‬ة‬
‫وغاي‪I‬ات وأه‪I‬داف الدول‪I‬ة‪/‬المؤسس‪I‬ة أص‪I‬بحت واض‪I‬حة ومح‪I‬ددة فهي تع‪I‬رف م‪I‬ا تري‪I‬د تحقيق‪I‬ه والوس‪I‬ائل المطلوب‪I‬ة ل‪I‬ذلك‬
‫وك‪I‬ذا التنظيم والهيك‪I‬ل اإلداري المناس‪I‬ب والمه‪I‬ام والوجب‪I‬ات للمس‪I‬ؤوليات والوظ‪I‬ائف المطلوب‪I‬ة ومواص‪I‬فات وش‪I‬روط‬
‫الع‪I‬املين المطل‪I‬وبين لش‪I‬غلها‪ ،‬ون‪I‬وع ومواص‪I‬فات الخ‪I‬دمات المطل‪I‬وب تق‪I‬ديمها للمجتم‪I‬ع والنت‪I‬ائج المس‪I‬تهدفة والمتوقع‪I‬ة‬
‫المطل‪I‬وب تحقيقه‪I‬ا‪...‬الخ وهن‪I‬ا تب‪I‬دأ المرحل‪I‬ة الثالثة من العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة‪ ،‬حيث يتم نق‪I‬ل الغاي‪I‬ات واأله‪I‬داف والخط‪I‬وات‬
‫الموجودة بالورق إلى أرض الواقع من خالل التوجيه‪.‬‬

‫وتعري‪I‬ف التوجي‪I‬ه كمس‪I‬ؤولية إداري‪I‬ة فيقص‪I‬د ب‪I‬ه الس‪I‬لوك ال‪I‬ذي ينتهج‪I‬ه الف‪I‬رد المكل‪I‬ف بالمس‪I‬ؤولية في إرش‪I‬اد‬
‫الع‪I‬املين والت‪I‬أثير في س‪I‬لوكياتهم ك‪I‬أفراد وجماع‪I‬ات نح‪I‬و إنج‪I‬از وتحقي‪I‬ق األه‪I‬داف المرغوب‪I‬ة‪ ،‬وه‪I‬دايتهم إلى س‪I‬لوك‬
‫الطري‪I‬ق الق‪I‬ويم والعم‪I‬ل على اش‪I‬اعة روح التع‪I‬اون وتق‪I‬ديم الق‪I‬دوة النم‪I‬وذج‪ ،‬وتش‪I‬جيعهم على المب‪I‬ادرة واإلس‪I‬راع‬
‫لتحقيق الكفاءة والفاعلية في األداء‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫أوالً ‪ :‬مفهـوم مسؤولية التوجيـه‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم عناصر مفهوم التوجيه كمسؤولية إدارية‬

‫ابالغ التوجيهات والتعليمات الصحيحة التي تحقق رعاية‬


‫العاملين وبنائهم وحل مشاكلهم‪.‬‬

‫شد العاملين إلى هللا باعتبار أن المهام المكلفين بها مسؤولية‬


‫تقديم النموذج والقدوة الحسنة قوال وعمال بما يؤثر‬
‫وأمانة أمام هللا‪.‬‬
‫في سلوك العاملين‪.‬‬

‫تعزيز الشعور بالمسؤولية لدى العاملين وتشجيعهم‬


‫تعزيز االلفة واالخوة االيمانية وترسيخ روحية‬ ‫على العمل بإخالص واتقان واحسان‪.‬‬
‫التعاون والعمل الجماعي‪.‬‬

‫االهتمام المباشر بالعاملين والقرب منهم واالستماع إليهم وتلمس‬ ‫التذكير المستمر بالمسؤولية وبمخاطر اإلهمال والتفريط‬
‫همومهم‪.‬‬ ‫والتخاذل‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫تكتس‪I‬ب مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه في اإلدارة اإلس‪I‬المية خصوص‪I‬ية وأهمي‪I‬ة بالغ‪I‬ة باعتباره‪I‬ا إح‪I‬دى رك‪I‬ائز الت‪I‬أثير في‬
‫س‪I‬لوك الع‪I‬املين‪ ،‬واألخ‪I‬ذ بأي‪I‬ديهم ومس‪I‬اعدتهم لبل‪I‬وغ اله‪I‬دف المنش‪I‬ود‪ ،‬ع‪I‬بر تجس‪I‬يد الق‪I‬دوة والنم‪I‬وذج الق‪I‬رآني‪ ،‬كم‪I‬ا‬
‫إن للتوجي‪I‬ه أهمي‪I‬ة كب‪I‬يرة في إط‪I‬ار العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة في أداء المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬فنج‪I‬اح التخطي‪I‬ط والتنظيم اليع‪I‬ني‬
‫تحقي‪II‬ق األه‪II‬داف بفعالي‪II‬ة فق‪II‬د يك‪II‬ون هن‪II‬اك خط‪II‬ة واح‪II‬دة جّي دة ومتناس‪II‬قة‪ ،‬وتنظيم مالئم لألعم‪II‬ال واألنش‪II‬طة‬
‫ووض‪I‬وح في التسلس‪I‬ل العملي والعالق‪I‬ات بين المس‪I‬ؤوليات والوح‪I‬دات والمس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة‪ ،‬ونظم متكامل‪I‬ة‬
‫وك‪I‬وادر بش‪I‬رّية مؤّهل‪I‬ة إّال أّنه‪I‬ا تفش‪I‬ل في تحقي‪I‬ق أه‪I‬دافها؛ وذل‪I‬ك بس‪I‬بب غي‪I‬اب التوجي‪I‬ه واإلش‪I‬راف اإلداري الس‪I‬ليم‬
‫الق‪I‬ائم على الرعاي‪I‬ة واالهتم‪I‬ام وتس‪I‬يير ش‪I‬ؤون العم‪I‬ل والع‪I‬املين بحكم‪I‬ة ورش‪I‬د‪ ،‬نظ‪I‬رًا ألن غي‪I‬اب الحكم‪I‬ة والرش‪I‬د‬
‫ينعكس بشكل مباشر على األداء‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫أ‪ -‬أهم فوائد وجدوى التوجيه‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم فوائد وجدوى التوجيه‬

‫تحقيق االستقرار في بيئة العمل‬


‫إرشاد وتشجيع االفراد على انجاز‬ ‫زيادة الكفاءة واإلنتاجية بتعزيز‬
‫النهوض بأداء المسؤوليات وتعزيز‬ ‫وتوظيف المتغيرات المحيطة‬
‫االعمال والمهام والمضي نحو‬ ‫الدوافع االيمانية والتحفيز المعنوي‬
‫االلتزام واالنضباط للعاملين‬ ‫واستغاللها لمصلحة المؤسسة‬
‫تحقيق األهداف‪.‬‬ ‫والمادي‪.‬‬
‫والعاملين‪.‬‬

‫يساعد على تنمية الجوانب اإليجابية‬ ‫يسيطر على المشاكل الحاصلة في‬
‫سهولة االتصال والتواصل الفعال‬ ‫التوظيف األفضل واألمثل‬ ‫في المؤسسات المختلفة‪ ،‬وتقليص‬ ‫المؤسسة‪ ،‬وتسعى إلى حلها بأقل‬
‫واالرتقاء المستمر بالعاملين‪.‬‬ ‫لإلمكانيات والموارد المتاحة‪.‬‬ ‫الجوانب السلبية‪.‬‬ ‫الخسائر الممكنة‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫ب‪ -‬أهم آثار غياب أو ضعف التوجيه‪:‬‬
‫تتطلب مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه أن تس‪I‬ود الثق‪I‬ة وروح االلف‪I‬ة والتع‪I‬اون داخ‪I‬ل المؤسس‪I‬ة‪ ،‬الن ت‪I‬رّد ي العالق‪I‬ة بين المس‪I‬ؤول‬
‫والعاملين ينعكس سلبًا على العمل ويؤثر على إنجاز األهداف والنتائج المستهدفة‪.‬‬
‫ويلح‪I‬ظ كثيرا ان ض‪I‬عف األداء أو فش‪I‬له وغي‪I‬اب الحكم‪I‬ة والرش‪I‬د في أداء مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه يع‪I‬ود بش‪I‬كل أساس‪I‬ي‬
‫ألس‪I‬باب نفس‪I‬ية ذات بع‪I‬د ترب‪I‬وي وخل‪I‬ل في العالق‪I‬ة م‪I‬ع هللا ونقص وعي وبص‪I‬يرة وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬في‬
‫نط‪I‬اق المس‪I‬ؤولية هن‪I‬اك واجب‪I‬ات تج‪I‬اه األف‪I‬راد الت‪I‬ابعين ل‪I‬ك تحت إمرت‪I‬ك‪ :‬حس‪I‬ن التعام‪I‬ل معهم‪ ،‬ع‪I‬دم التع‪I‬الي عليهم‪،‬‬
‫التربي‪I‬ة اإليماني‪I‬ة لهم‪ ،‬والح‪I‬رص على تثقيفهم وتص‪I‬حيح س‪I‬لوكياتهم‪ ،‬الرعاي‪I‬ة لهم‪ ،‬ترس‪I‬يخ ال‪I‬وعي المعيش‪I‬ي‪ ،‬ح‪I‬ل‬
‫المشاكل‪ ،‬معالجة الظروف الصعبة‪ ،‬االهتمام باإلنتاج والعطاء»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫ب‪ -‬أهم آثار غياب أو ضعف التوجيه‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم آثار غياب أو ضعف مسؤولية التوجيه‬

‫زيادة احتمال‬
‫عدم كفاءة األداء‬ ‫غياب الُم تابعة‬
‫ضعف ثقة‬ ‫ضعف الرعاية‬ ‫تعارض المصالح‬ ‫حدوث فجوة بين‬ ‫تفاقم المشكالت‬
‫ضعف الحافز لدى‬ ‫والتعليمات التي‬ ‫المستمرة لبيئة‬
‫العاملين في‬ ‫والتوجيه للعاملين‬ ‫واألهداف بين‬ ‫المستويات‬ ‫اإلدارية بما‬
‫األفراد لتحسين‬ ‫تصدرها اإلدارة‬ ‫العمل‪ ،‬وضعف‬
‫مسؤوليهم لغياب‬ ‫وإعانتهم على‬ ‫األفراد وبعضهم‬ ‫اإلدارية وغياب‬ ‫ينعكس على‬
‫أدائهم‪.‬‬ ‫أو عدم تحقيقها‬ ‫دعم ورفع‬
‫التوجيه‪.‬‬ ‫أداء مسؤولياته‪.‬‬ ‫البعض أو بينهم‬ ‫وضعف التنسيق‪.‬‬ ‫مستوى األداء‬
‫ألهدافها‪.‬‬ ‫معنوّيات العاملين‪.‬‬
‫وبين المؤسسة‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم أساليب التوجيه الفعال‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪﴿ :‬اْد ُع ِإَلى َس ِبيِل َر ِّب َك ِباْلِح ْك َم ِة َو اْلَم ْو ِع َظ ِة اْلَحَس َنِة َو َج اِد ْلُهْم ِب اَّلِتي ِهَي‬
‫َأْح َس ُن ﴾‪ ،‬ويق‪II‬ول ع‪II‬ز من قائ‪II‬ل‪َ﴿ :‬و َل ْو ُكْنَت َفًّظ ا َغ ِلي‪َI‬ظ اْلَقْلِب اَل ْنَفُّض وا ِم ْن َح ْو ِل َك َف اْع ُف َع ْنُهْم‬
‫َو اْس َتْغ ِفْر َلُهْم َو َش اِوْر ُهْم ِفي اَأْلْم ِر َف ِإَذ ا َع َز ْم َت َفَتَو َّك ْل َع َلى ِهَّللا ِإَّن َهَّللا ُيِح ُّب اْلُم َت َو ِّك ِلينَ﴾‪ ،‬الق‪I‬رآن‬
‫الك‪I‬ريم تض‪I‬من أس‪I‬اليب حكيم‪I‬ة ومتنوع‪I‬ة في عملي‪I‬ة التوجي‪I‬ه منه‪I‬ا م‪I‬ا ج‪I‬اء عن طري‪I‬ق الخط‪I‬اب‬
‫اإللهي المباش‪I‬ر لعب‪I‬اده ومنه‪I‬ا م‪I‬ا ج‪I‬اء على لس‪I‬ان األنبي‪I‬اء عليهم الس‪I‬الم وغ‪I‬ير ذل‪I‬ك ولن‪I‬ا أن نس‪I‬تفيد‬
‫منه‪I‬ا في معرف‪I‬ة الط‪I‬رق واألس‪I‬اليب المناس‪I‬بة في طريق‪I‬ة ارش‪I‬اد وتوجي‪I‬ه الع‪I‬املين والتواص‪I‬ل الفع‪I‬ال‬
‫معهم وترش‪I‬يد س‪I‬لوكهم فعلى س‪I‬بيل المثال نس‪I‬تعرض بعض‪I‬ا من ه‪I‬ذه األس‪I‬اليب القرآني‪I‬ة على النح‪I‬و‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم أساليب التوجيه الفعال‪:‬‬
‫شكل يوضح أساليب التوجيه‬

‫أسلوب التقديم‬
‫والتمهيد للموضوع‬
‫أسلوب التوجيه بما‬
‫أسلوب النصح‬
‫يتناسب مع طبيعة‬
‫والتواصي‬
‫الموقف‬

‫أساليب‬
‫أسلوب التذكير‬
‫المستمر‬
‫التوجيه‬ ‫أسلوب مراعاة‬
‫الوضعية‬

‫أسلوب التوجيه‬ ‫أسلوب التبين‬


‫الفردي والجماعي‬ ‫وإقامة الحجة‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم أساليب التوجيه الفعال‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسلوب التقديم والتمهيد للموضوع‪:‬‬
‫ُيبِّين الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ه‪I‬ذا األس‪I‬لوب ال‪I‬ذي تض‪I‬من التق‪I‬ديم والتمهي‪I‬د للموض‪I‬وع‪ ،‬فيق‪I‬ول مستش‪I‬هدا بق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪َ﴿« :‬أَو َلْو َك اَن آَباُؤُهْم ال‬
‫َيْع ِقُلوَن َش ْيئًا َو ال َيْهَتُد وَن ﴾ في مق‪I‬ام التوجي‪I‬ه كمنهج‪ .‬الح‪I‬ظ كي‪I‬ف ج‪I‬اءت اآلي‪I‬ة بأس‪I‬لوب جمي‪I‬ل ج‪I‬دًا وغ‪I‬ير مثير يب‪I‬دو غ‪I‬ير مثير؛ ألنه‪I‬ا‬
‫قضية حساسة لم يأت يقول لهم اتركوا آباءكم ال تسيروا بعدهم! أليست هذه آية تعتبر منهجًا في التوجيه هناك؟»‪.‬‬
‫ويض‪I‬يف‪« :‬أس‪I‬لوب حكيم ج‪I‬دًا ورائ‪I‬ع ج‪I‬دًا وم‪I‬ؤثر‪ ،‬فيجب أن نفهم ه‪I‬ذا األس‪I‬لوب في م‪I‬اذا؟ في عملن‪I‬ا نحن ه‪I‬ذا م‪I‬ع الن‪I‬اس كي‪I‬ف تق‪I‬دم‬
‫الشيء‪ ،‬كيف تمهد للشيء بتعبيرك بأسلوبك»‪.‬‬

‫ويت‪I‬بين من ذل‪I‬ك ب‪I‬أن أس‪I‬لوب التمهي‪I‬د للقض‪I‬ية أو الموض‪I‬وع وطريق‪I‬ة تقديم‪I‬ه مهم‪I‬ة ج‪I‬دا في اإلقن‪I‬اع والت‪I‬أثير في‬
‫االخ‪I‬رين‪ ،‬وهك‪I‬ذا في بيئ‪I‬ة العم‪I‬ل وفي التخ‪I‬اطب م‪I‬ع الع‪I‬املين أو م‪I‬ع المجتم‪I‬ع تحت‪I‬اج الى تمهي‪I‬د وتق‪I‬ديم بص‪I‬ورة‬
‫موض‪I‬وعية مناس‪I‬بة غ‪I‬ير مثيرة وال مس‪I‬تفزة وتحت‪I‬اج إلى ط‪I‬رح مس‪I‬بق ونق‪I‬اش ثم ت‪I‬رغيب واث‪I‬ارة للموض‪I‬وع بع‪I‬د‬
‫ذلك وبعدها يأتي التذكير باإلجراءات والعواقب في حال التقصير أن اقتضت الضرورة ذلك‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم أساليب التوجيه الفعال‪:‬‬
‫ب‪ -‬أسلوب التوجيه بما يتناسب مع طبيعة الوضعية والموقف‪:‬‬
‫ُيبِّين الس‪I‬يد القائ‪I‬د أهمي‪I‬ة مراع‪I‬اة طبيع‪I‬ة الموق‪I‬ف في عملي‪I‬ة التوجي‪I‬ه‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬فيجب أن تك‪I‬ون الطريق‪I‬ة في أداء العم‪I‬ل حكيم‪I‬ة‪ ،‬ال‬
‫تس‪I‬تثير الن‪I‬اس ق‪I‬در اإلمك‪I‬ان‪ ،‬ال تس‪I‬تفزهم‪ ،‬البعض من األعم‪I‬ال تحت‪I‬اج إلى تهيئ‪I‬ة‪ ،‬إلى توض‪I‬يح‪ ،‬إلى تب‪I‬يين‪ ،‬البعض من األعم‪I‬ال‬
‫طريق‪I‬ة التنفي‪I‬ذ فيه‪I‬ا خي‪I‬ارات متع‪I‬ددة‪ ،‬وق‪I‬د يك‪I‬ون هن‪I‬اك من األس‪I‬اليب م‪I‬ا يض‪I‬من التنفي‪I‬ذ من دون اس‪I‬تفزاز‪ ،‬وأس‪I‬لوب آخ‪I‬ر مس‪I‬تفز‪،‬‬
‫فاترك األسلوب المستفز‪ ،‬ونِّفذ بتلك الطريقة التي ال استفزاز فيها»‪.‬‬

‫التوجي‪II‬ه في اإلس‪II‬الم يق‪II‬وم على مراع‪II‬اة الوض‪II‬عية والظ‪II‬روف وطبيع‪II‬ة‬


‫الموق‪II‬ف‪ ،‬بحيث يتم اس‪II‬تخدام األس‪II‬لوب المناس‪II‬ب لطبيع‪II‬ة الموق‪II‬ف ون‪II‬وع‬
‫القض‪I‬ية؛ ليس‪I‬هل التعام‪I‬ل مع‪I‬ه بم‪I‬ا يجب‪ ،‬وتوف‪I‬ير متطلب‪I‬ات النج‪I‬اح والوص‪I‬ول‬
‫إلى الهدف المنشود‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم أساليب التوجيه الفعال‪:‬‬
‫ج‪ -‬أسلوب التبين وإقامة الحجة‪:‬‬
‫هذه مس‪I‬الة مهم‪I‬ة ألن‪I‬ه يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائد‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :-‬مس‪I‬الة الت‪I‬ذكير مس‪I‬ألة تق‪I‬ديم الح‪I‬ق مس‪I‬الة تبقى قائم‪I‬ة على ك‪I‬ل ح‪I‬ال‪...‬‬
‫م‪I‬ا ص‪I‬در من ج‪I‬انب اآلخ‪I‬رين أو م‪I‬ا عرف‪I‬وا ب‪I‬ه من اش‪I‬ياء س‪I‬يئة م‪I‬ا تقط‪I‬ع الطري‪I‬ق على مس‪I‬الة الت‪I‬ذكير لهم في اقام‪I‬ة الحج‪I‬ة عليهم‬
‫التب‪I‬يين لهم تق‪I‬ديم ه‪I‬دى هللا اليهم هي مس‪I‬الة أساس‪I‬ية»‪« .‬فأس‪I‬لوب الت‪I‬ذكير مهم وإقام‪I‬ة الحج‪I‬ة مهم الن أس‪I‬لوبك في ت‪I‬ذكير الع‪I‬املين ه‪I‬و‬
‫حج‪I‬ة علي‪I‬ه إن قص‪I‬روا أو فرط‪I‬وا»‪ .‬ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د أيض‪ًI‬ا وه‪I‬و يش‪I‬رح العه‪I‬د في عب‪I‬ارة‪َ« :‬و ُحَّج ٌة َع َلْيِهْم ِإْن َخ اَلُفوا َأْم َر َك أو‬
‫َثَلُم وا َأَم اَنَتَك »(ُحَّج ٌة َع َلْيِهْم ) س‪I‬واًء إن خ‪I‬الفوا في األم‪I‬ر فيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق بخط‪I‬ة العم‪I‬ل‪ ،‬في التوجيه‪I‬ات العملي‪I‬ة‪ ،‬ال‪I‬تي ينبغي أن توَّظف له‪I‬ا‬
‫اإلمكانات‪ ،‬أو نقصوا في أداء األمانة‪ ،‬وخانوا في أداء األمانة‪ ،‬حجٌة عليهم كبيرة»‪.‬‬

‫نس‪I‬تفيد من ه‪I‬ذا األس‪I‬لوب كي‪I‬ف يتعام‪I‬ل المس‪I‬ؤول م‪I‬ع الع‪I‬املين في ح‪I‬ال إن قص‪I‬روا في أداء أعم‪I‬الهم على أس‪I‬اس أن‪I‬ه أدى‬
‫مس‪I‬ؤوليته وق‪I‬ام ب‪I‬دوره تج‪I‬اه الع‪I‬املين‪ ،‬وبين لهم وأق‪I‬ام الحج‪I‬ة عليهم‪ ،‬فالتوجي‪I‬ه في اإلس‪I‬الم يق‪I‬وم على ش‪I‬رح الموق‪I‬ف اإلداري‬
‫ال‪I‬ذي يواج‪I‬ه المس‪I‬ؤول والتب‪I‬يين واإلقن‪I‬اع وإقام‪I‬ة الحج‪I‬ة على الع‪I‬املين وش‪I‬رح م‪I‬ا غمض في‪I‬ه عن الع‪I‬املين ليس‪I‬هل لهم الوق‪I‬وف‬
‫عليه وإدراك حقيقته والتعامل معه وفق ما يجب‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم أساليب التوجيه الفعال‪:‬‬
‫د‪ -‬أسلوب التذكير المستمر‪:‬‬
‫التوجي‪I‬ه ليس تس‪I‬لطًا أو قس‪I‬وة وتج‪I‬برًا؛ وإنم‪I‬ا ه‪I‬و رحم‪I‬ة وخدم‪I‬ة ورعاي‪I‬ة‪ ،‬ومن المهم ج‪I‬دًا الت‪I‬ذكير المس‪I‬تمر للع‪I‬املين وش‪I‬هدهم إلى‬
‫هللا‪ ،‬باعتب‪I‬ار أن المه‪I‬ام المكلفين به‪I‬ا مس‪I‬ؤولية وأمان‪I‬ة أم‪I‬ام هللا‪ ،‬والت‪I‬ذكير بخط‪I‬ورة التفري‪I‬ط والتقص‪I‬ير واإلهم‪I‬ال‪ ،‬وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول‬
‫الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :-‬فعن‪I‬دما ت‪I‬ذكر اإلنس‪I‬ان بقض‪I‬ية‪ ،‬أن فيه‪I‬ا خط‪I‬ورة علي‪I‬ه‪ ،‬تق‪I‬دمها بش‪I‬كل واض‪I‬ح‪ ،‬ت‪I‬بين ل‪I‬ه طريق‪I‬ة‬
‫الوقاي‪I‬ة منه‪I‬ا‪ ،‬هن‪I‬ا يوج‪I‬د تج‪I‬اوب في داخ‪I‬ل نفس‪I‬يته‪ ،‬ع‪I‬ادة يوج‪I‬د تج‪I‬اوب‪ ،‬وه‪I‬ذه من األش‪I‬ياء المهم‪I‬ة‪ :‬أن ه‪I‬ذا ال‪I‬دين كم‪I‬ا ق‪I‬ال هللا عن‪I‬ه‪:‬‬
‫﴿فِْط َر َت ِهَّللا اَّلِتي َفَط َر الَّن اَس َع َلْيَه ا﴾ (ال‪I‬روم‪ :‬من اآلي‪I‬ة ‪ )30‬ه‪I‬ذه تس‪I‬اعدنا على إزال‪I‬ة مفه‪I‬وم ‪ -‬تقريب‪ًI‬ا ‪ -‬ق‪I‬د يك‪I‬ون نتيج‪I‬ة أنن‪I‬ا ال‬
‫نس‪I‬تقري فط‪I‬رة الن‪I‬اس وتك‪I‬ون النتيج‪I‬ة عن‪I‬د ه‪I‬ذا الش‪I‬خص‪ :‬أن ه‪I‬ؤالء م‪I‬ا رض‪I‬يوا يس‪I‬معوا‪ ،‬وال رض‪I‬يوا يفهم‪I‬وا وال يري‪I‬دوا الح‪I‬ق وال‪،‬‬
‫وال﴾ بالطريقة هذه يكون سريعًا إلى أنه يتوقف!‪.».‬‬

‫الت‪I‬ذكير المس‪I‬تمر ب‪I‬القرآن الك‪I‬ريم ه‪I‬و أبل‪I‬غ موعظ‪I‬ة وأرقى ت‪I‬ذكير وأوض‪I‬ح تب‪I‬يين‪ ،‬كفي‪I‬ل ب‪I‬أن يخ‪I‬اطب القل‪I‬وب ويص‪I‬ل إلى‬
‫أعم‪I‬اق النفس وي‪I‬ؤثر ت‪I‬أثيرًا في اآلخ‪I‬رين وقن‪I‬اعتهم ويحف‪I‬زهم نح‪I‬و القي‪I‬ام بمس‪I‬ؤولياتهم كأمان‪I‬ة أم‪I‬ام هللا ويق‪I‬ويهم نح‪I‬و المض‪I‬ي‬
‫من أج‪I‬ل تحقي‪I‬ق األه‪I‬داف المرس‪I‬ومة‪ ،‬ووس‪I‬يلة للحف‪I‬اظ على نفس‪I‬ية الع‪I‬املين واع‪I‬ادتهم الى ج‪I‬ادة الص‪I‬واب وت‪I‬وجيههم الوجه‪I‬ة‬
‫الصحيحة التي ترضي هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫ثالثاً ‪ :‬أهم أساليب التوجيه الفعال‪:‬‬
‫هـ‪ -‬أسلوب النصح والتواصي‪:‬‬
‫ُيوِّض ح الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬أهمي‪I‬ة التناص‪I‬ح والتواص‪I‬ي‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬نحن بحاج‪I‬ة إلى أن ن‪I‬دعو هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى إلى‬
‫﴿وَتَع اَو ُنوا َع َلى‬
‫أن يعينن‪I‬ا على أنفس‪I‬نا في أن نص‪I‬لح عيوبه‪I‬ا‪ ،‬ونحن بحاج‪I‬ة إلى بعض‪I‬نا بعض في أن نص‪I‬لح عي‪I‬وب بعض‪I‬نا بعض‪َ :‬‬
‫اْلِب ِّر َو الَّتْق َو ى﴾ (المائ‪I‬دة‪ :‬من اآلي‪I‬ة‪َ﴿ )2‬و ْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة َي ْد ُع وَن إلى اْلَخْي ِر َو َي ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َيْنَه ْو َن َع ِن اْلُم ْنَك ِر ﴾(آل عم‪I‬ران‪:‬‬
‫من اآلية‪ِ﴿ )104‬إاَّل اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َع ِم ُلوا الَّصاِلَح اِت َو َتَو اَص ْو ا ِباْلَح ِّق َو َتَو اَص ْو ا ِبالَّصْبرِ﴾ (العصر‪.»)3:‬‬

‫فالعناي‪II‬ة بالتناص‪II‬ح والتواص‪II‬ي ب‪II‬الحق م‪II‬ع ال‪II‬تزام األس‪II‬لوب الص‪II‬حيح في النص‪II‬ح الخ‪II‬الي من‬
‫التج‪I‬ريح واإلس‪I‬اءة والتحطيم ه‪I‬و أس‪I‬لوب مهم ج‪I‬دًا في الت‪I‬أثير على الع‪I‬املين وتص‪I‬حيح وتق‪I‬ويم‬
‫سلوكهم‪.‬‬
‫ول‪I‬ذلك يجب االس‪I‬تفادة من ه‪I‬ذه األس‪I‬اليب ط‪I‬رق التعام‪I‬ل م‪I‬ع الع‪I‬املين ف‪I‬القرآن الك‪I‬ريم أوض‪I‬ح لن‪I‬ا‬
‫كي‪I‬ف يك‪I‬ون التعام‪I‬ل م‪I‬ع اإلنس‪I‬ان وم‪I‬اهي الط‪I‬رق واألس‪I‬اليب ال‪I‬تي تجع‪I‬ل المس‪I‬ؤول ق‪I‬ريب من‬
‫العاملين وقادر في الوصول إلى أعماق نفوسهم‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫إن اإليم‪I‬ان باهلل والثق‪I‬ة ب‪I‬ه واالرتب‪I‬اط به‪I‬داه وتوجيهات‪I‬ه يض‪I‬من ص‪I‬الح اإلنس‪I‬ان وص‪I‬الح الحي‪I‬اة ول‪I‬ذلك يجب‬
‫االرتب‪I‬اط باهلل س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى في ك‪I‬ل ش‪I‬ئون الحي‪I‬اة‪ ،‬ألن التوجيه‪I‬ات اإللهي‪I‬ة المباش‪I‬رة تش‪I‬مل ك‪I‬ل ش‪I‬ئون الحي‪I‬اة‬
‫ومجاالته‪I‬ا هداي‪I‬ة وإدارة وتخطيط‪ًI‬ا وتنظيم‪ًI‬ا وتوجيه‪ًI‬ا من‪I‬ه‪ ،‬فيم‪I‬ا يص‪I‬لح اإلنس‪I‬ان ف‪I‬يزكي نفس‪I‬ه‪ ،‬ويطه‪I‬ر قلب‪I‬ه‪،‬‬
‫ويق‪I‬وم س‪I‬لوكه‪ ،‬ويس‪I‬دد قول‪I‬ه‪ ،‬ثم ليك‪I‬ون ل‪I‬ذلك األث‪I‬ر الكب‪I‬ير في واق‪I‬ع الحي‪I‬اة‪ ،‬ول‪I‬ذلك ف‪I‬إن التوجي‪I‬ه في إط‪I‬ار العملي‪I‬ة‬
‫اإلداري‪I‬ة يجب أن يس‪I‬تمد أسس‪I‬ه وقواع‪I‬ده المتين‪I‬ة من الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم واعالم الهداي‪I‬ة‪ ،‬ومن خالل توجيه‪I‬ات القي‪I‬ادة‪،‬‬
‫يق‪I‬ول ربن‪I‬ا –س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى ﴿َي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن َآَم ُن وا اْس َتِج يُبوا ِهَّلِل َو ِللَّرُس وِل ِإَذ ا َدَع اُك ْم ِلَم ا ُيْح ِييُك ْم َو اْع َلُم وا َأَّن َهَّللا‬
‫َيُح وُل َبْيَن اْلَم ْر ِء َو َقْلِب ِه َو َأَّن ُه ِإَلْي ِه ُتْح َش ُروَن ﴾ األنف‪I‬ال‪ ،24:‬وهن‪I‬ا س‪I‬نذكر أهم العناص‪I‬ر األساس‪I‬ية ال‪I‬تي يجب أن‬
‫تقوم عليها مسؤولية التوجيه في إطار العملية اإلدارية وأهمها ما يلي‪:‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم األسس والقواعد التي يجب أن تقوم عليها مسؤولية التوجيه‬

‫القرب من‬
‫االختيار‬ ‫الكفاءة والتدرج‬ ‫الرعاية وحسن‬
‫وحدة االتجاه‬ ‫العاملين‬
‫والتعيين‬ ‫الوظيفي‬ ‫التعامل‬
‫والتشاور معهم‬

‫مباشرة األعمال‬ ‫الحفاظ على دوام‬


‫الحكمة الرشد‬ ‫الهامة وعدم إيكالها‬ ‫التفويض‬ ‫الروابط االيمانية‬ ‫االلتزام واالنضباط‬
‫للغير‬ ‫بين االفراد‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫أ‪ -‬وحدة االتجاه‪:‬‬
‫وح‪I‬دة االتج‪I‬اه ووح‪I‬دة األم‪I‬ر عنص‪I‬ر أساس‪I‬ي في مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه‪ ،‬يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬و اْسَتِقْم َك َم ا ُأِم ْر َت َو اَل َتَّتِبْع َأْه َو اَء ُهمْ﴾‬
‫الش‪I‬ورى‪ ،15:‬وقول‪I‬ه تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬أَفَم ْن َيْمِش ي ُمِكًّب ا َع َلى َو ْج ِه ِه َأْه َد ى َأَّم ْن َيْمِش ي َس ِوًّيا َع َلى ِص َر اٍط ُم ْس َتِقيٍم ﴾ المل‪I‬ك‪ ،22:‬ه‪I‬ذه قاع‪I‬دة‬
‫أساس‪I‬ية بحيث يتم االنطالق على أس‪I‬اس قي‪I‬ادة واح‪I‬دة ومنهج واح‪I‬د ورؤي‪I‬ة وخط‪I‬ة واح‪I‬دة بتسلس‪I‬ل متكام‪I‬ل من قم‪I‬ة اله‪I‬رم اإلداري‬
‫إلى قاعدت‪I‬ه‪ ،‬وتع‪I‬ني مس‪I‬ؤول مباش‪I‬ر واح‪I‬د وخط‪I‬ة واح‪I‬دة لمجموع‪I‬ة من المس‪I‬ؤوليات والوظ‪I‬ائف ال‪I‬تي له‪I‬ا نفس األه‪I‬داف وعلى ه‪I‬ذا‬
‫األس‪I‬اس يتم توجي‪I‬ه وتوحي‪I‬د جمي‪I‬ع جه‪I‬ود الع‪I‬املين لتحقي‪I‬ق أه‪I‬داف واح‪I‬دة وف‪I‬ق توجي‪I‬ه فّع ال بمع‪I‬نى أن الف‪I‬رد يجب أن يحص‪I‬ل على‬
‫األوامر والتعليمات من جهة ومصدر واحد؛ وذلك لضمان تنفيذ المسؤوليات بالشكل الصحيح‪ ،‬وعدم التأخير في إنجازها‪.‬‬

‫كم‪I‬ا أّن تع‪I‬دد مص‪I‬ادر التوجيه‪I‬ات ي‪I‬ؤدي إلى ض‪I‬عف االنض‪I‬باط‪ ،‬ويزي‪I‬د من كمي‪I‬ة التش‪I‬تيت وع‪I‬دم الترك‪I‬يز في‬
‫إنج‪I‬از األعم‪I‬ال‪ ،‬واالل‪I‬تزام ب‪I‬ذلك يجع‪I‬ل من العم‪I‬ل اإلداري متك‪I‬امًال‪ ،‬ويض‪I‬بط س‪I‬لوك األف‪I‬راد وعالق‪I‬اتهم المختلف‪I‬ة‬
‫ببعضهم البعض سواء داخل المؤسسة اإلدارية أو خارجها‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫ب‪ -‬الكفاءة والتدرج الوظيفي‪:‬‬
‫الكف‪II‬اءة والخ‪II‬برة عنص‪II‬ر أساس‪II‬ي للقي‪II‬ام بمس‪II‬ؤولية التوجي‪II‬ه وتس‪II‬تند إلى اإليم‪II‬ان والتق‪II‬وى واإلخالص والص‪II‬دق‬
‫واألمان‪I‬ة‪ ،‬وعلى المس‪I‬ؤول أن يحس‪I‬ن االختي‪I‬ار لألف‪I‬راد ال‪I‬ذين يوك‪I‬ل إليهم المه‪I‬ام وق‪I‬د أولى اإلم‪I‬ام علي ‪-‬علي‪I‬ه الس‪I‬الم‪-‬‬
‫مس‪I‬ألة اختي‪I‬ار األش‪I‬خاص ال‪I‬ذين تن‪I‬اط بهم المس‪I‬ؤوليات والمراك‪I‬ز القيادي‪I‬ة اهتمام‪ًI‬ا بالغ‪I‬ا‪ ،‬ف‪I‬رأى ض‪I‬رورة أن يج‪I‬ري‬
‫انتق‪I‬ائهم على أس‪I‬اس مواص‪I‬فات دقيق‪I‬ة يرتب‪I‬ط بعض‪I‬ها بالج‪I‬انب األخالقي ك‪I‬التقوى وال‪I‬ورع واألمان‪I‬ة‪ ،‬ويختص بعض‪I‬ها‬
‫اآلخ‪I‬ر بالج‪I‬انب العملي كالج‪I‬دارة والكف‪I‬اءة‪ ،‬ونهى أن يك‪I‬ون االختي‪I‬ار وف‪I‬ق المقي‪I‬اس الشخص‪I‬ي ال‪I‬ذي يتحكم في‪I‬ه‬
‫الح‪I‬دس والظن‪ ،‬وإنم‪I‬ا وف‪I‬ق االختب‪I‬ار بالتجرب‪I‬ة‪ ،‬فق‪I‬ال ‪-‬علي‪I‬ه الس‪I‬الم‪ُ« :-‬ثَّم َال َيُك ِن اْخ ِتَي اُر َك ِإَّي اُهْم َع َلى ِفَر اَس ِتَك‬
‫َو اْس ِتَناَم ِتَك َو ُح ْس ِن الَّظِّن ِم ْن َك ‪َ ،‬فِإَّن الِّر َج اَل َيَتَع َّر ُفوَن ِلِفَر اَس اِت اْل ُو َالِة ِبَتَص ُّنِع ِهْم َو ُح ْس ِن ِخ ْد َم ِتِهْم ‪َ ،‬لْيَس َو َر اَء ذِلَك ِم َن‬
‫الَّنِص يَحِة َو اْال اَن ِه َش ْي ٌء ‪َ ،‬و لِكِن اْخ َتِب ْر ُهْم ِبَم ا َو ُل وا ِللَّص اِلِح يَن َقْبَل َك ‪َ ،‬فاْع ِم ْد ألْح َس ِنِهْم َك اَن ِفي اْلَع اَّم ِة َأَث رًا‪َ ،‬و َأْع َرِفِهْم‬
‫ِباألَم اَنِة َو ْج هًا‪َ ،‬فِإَّن ذِلَك َد ِليٌل َع َلى َنِص يَحِتَك هلل َو ِلَم ْن َو ِليَت َأْمَر ُه»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرعاية وحسن التعامل‪:‬‬
‫الرعاي‪I‬ة األبوي‪I‬ة ال‪I‬تي تمثل االهتم‪I‬ام ب‪I‬أمورهم مادي‪ًI‬ا ومعنوي‪ًI‬ا وتَفُق د ظ‪I‬روفهم وأح‪I‬والهم والعناي‪I‬ة الش‪I‬املة بهم‬
‫والوف‪II‬اء بحق‪II‬وقهم‪ ،‬وع‪II‬دم التمي‪II‬يز بينهم بحس‪II‬ب األه‪II‬واء والم‪II‬زاج‪ ،‬والتفاع‪II‬ل م‪II‬ع مناس‪II‬باتهم االجتماعي‪II‬ة‬
‫ومش‪I‬اركتهم ألف‪I‬راحهم وأح‪I‬زانهم‪ ،‬تنطل‪I‬ق مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه اإلداري للع‪I‬املين من واق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية والرعاي‪I‬ة‬
‫واالهتم‪I‬ام والتفق‪I‬د لش‪I‬ؤونهم‪ ،‬وبن‪I‬اء عالق‪I‬ة معهم قائم‪I‬ة على االح‪I‬ترام والمحب‪I‬ة والتناص‪I‬ح واالطمئن‪I‬ان وحس‪I‬ن‬
‫الظن واالنصاف بما يهيئ لالستجابة العملية ويعزز الثقة المتبادلة‪.‬‬
‫ويؤك‪I‬د الش‪I‬هيد القائ‪I‬د على أهمي‪I‬ة األلف‪I‬ة واألخ‪I‬وة والمحب‪I‬ة وحس‪I‬ن التعام‪I‬ل واالهتم‪I‬ام بالقض‪I‬ايا الكب‪I‬يرة ال‪I‬تي على‬
‫رأس‪I‬ها العم‪I‬ل في س‪I‬بيل هللا‪ ،‬إلعالء كلمت‪I‬ه ونص‪I‬ر دين‪I‬ه‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬إذا م‪I‬ا توج‪I‬ه الن‪I‬اس إلى ه‪I‬ذا‪ ،‬إذا م‪I‬ا وجهت‬
‫طالب‪I‬ك إلى ه‪I‬ذا فإن‪I‬ك من س‪I‬ترى نفوس‪I‬هم ‪ -‬إذا ك‪I‬انوا يص‪I‬غون إلى ذل‪I‬ك التوجي‪I‬ه ‪ -‬مهذب‪I‬ة مليئ‪I‬ة بخ‪I‬وف هللا‪،‬‬
‫بالخش‪I‬ية من هللا‪ ،‬وهم من س‪I‬ترى أعم‪I‬الهم وتع‪I‬املهم فيم‪I‬ا بينهم حس‪I‬نًا‪ .‬ح‪I‬اول إن‪I‬ك ت‪I‬نزل إلى األعم‪I‬اق‪ ،‬ح‪I‬اول ت‪I‬ذكر‬
‫وتتط‪I‬رق لألش‪I‬ياء ال‪I‬تي هي موج‪I‬ودة‪ ،‬في واقعهم‪ ،‬أس‪I‬لوب مناس‪I‬ب‪ ،‬تق‪I‬دمها كأمثل‪I‬ة‪ ،‬بطريق‪I‬ة مناس‪I‬بة‪ ?.‬ال تكت‪I‬ف‬
‫بالت‪I‬ذكير هك‪I‬ذا دون أن تحس‪I‬ب حس‪I‬اب م‪I‬ا في أعم‪I‬اق نف‪I‬وس الن‪I‬اس ألن ع‪I‬ادة بجي العوائ‪I‬ق وين؟ في أعم‪I‬اق‬
‫النفوس‪ ،‬المطلوب أن يجي ما يالمس أعماق النفوس‪ ،‬نعم»‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫د‪ -‬القرب من العاملين والتشاور معهم‪:‬‬
‫من العناص‪I‬ر األساس‪I‬ية لمس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه في اإلس‪I‬الم الح‪I‬رص على التواص‪I‬ل الفع‪I‬ال بين المس‪I‬ؤول والع‪I‬املين‬
‫والتش‪II‬اور معهم فمن خالل االتص‪II‬ال والتواص‪II‬ل المباش‪II‬ر يس‪II‬تطيع المس‪II‬ؤول التع‪II‬رف على نفس‪II‬ية الع‪II‬املين‬
‫ومش‪I‬اكلهم‪ ،‬ويتفهم حاج‪I‬اتهم ومخ‪I‬اوفهم‪ ،‬فيعم‪I‬ل على اع‪I‬انتهم ومس‪I‬اعدتهم وه‪I‬ذا سيش‪I‬عرهم برض‪I‬ا ورغب‪I‬ة في‬
‫تحقي‪I‬ق األداء وه‪I‬ذا األم‪I‬ر يش‪I‬ير إلى أن احتج‪I‬اب المس‪I‬ؤول عن أف‪I‬راده يتس‪I‬بب في كثير من اإلش‪I‬كاليات مثل‬
‫اتخ‪I‬اذ ق‪I‬رارات خاطئ‪I‬ة أو تنفي‪I‬ذ مه‪I‬ام بش‪I‬كل غ‪I‬ير ص‪I‬حيح وربم‪I‬ا تنفي‪I‬ذ المه‪I‬ام بعي‪I‬دًا عن األه‪I‬داف ال‪I‬تي تم رس‪I‬مها‬
‫مسبقًا‪.‬‬
‫والتوجي‪II‬ه في اإلس‪II‬الم ليس تس‪II‬لطًا وتج‪II‬اهًال لآلخ‪II‬رين‪ ،‬فالمس‪II‬ؤول الم‪II‬ؤمن ه‪II‬و الح‪II‬ريص على التش‪II‬اور م‪II‬ع‬
‫الع‪I‬المين مع‪I‬ه في المه‪I‬ام في المه‪I‬ام المختلف‪I‬ة ال‪I‬تي ي‪I‬رغب في تحقيقه‪I‬ا ح‪I‬تى يت‪I‬بين ل‪I‬ه إمكاني‪I‬ة تنفي‪I‬ذها وتوج‪I‬د‬
‫القناعة والشراكة في التنفيذ‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫هـ‪ -‬الحكمة الرشد‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬فِبَم ا َر ْح َم ٍة ِم َن ِهَّللا ِلْنَت َلُهْم َو َل ْو ُكْنَت َفًّظ ا َغ ِلي‪َI‬ظ اْلَقْلِب اَل ْنَفُّض وا ِم ْن َح ْو ِل َك َف اْع ُف َع ْنُهْم َو اْس َتْغ ِفْر َلُهْم‬
‫َو َش اِوْر ُهْم ِفي اَأْلْم ِر َف ِإَذ ا َع َز ْم َت َفَتَو َّك ْل َع َلى ِهَّللا ِإَّن َهَّللا ُيِح ُّب اْلُم َت َو ِّك ِليَن ﴾ آل عم‪I‬ران‪ ،159:‬من أهم عناص‪I‬ر مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه‬
‫التحلي بالحكم‪I‬ة والرش‪I‬د في التعام‪I‬ل م‪I‬ع الع‪I‬املين والمجتم‪I‬ع ومفه‪I‬وم الرش‪I‬د اإلداري‪ :‬ه‪I‬و ق‪I‬درة المس‪I‬ؤول على الت‪I‬أثير في س‪I‬لوك‬
‫اآلخ‪I‬رين‪ ،‬من خالل تجس‪I‬يد الق‪I‬دوة الحس‪I‬نة ال‪I‬ذي يش‪I‬دهم إلى هللا‪ ،‬وي‪I‬رتقي بهم في الج‪I‬انب اإليم‪I‬اني والعملي‪ ،‬وينّم ي فيهم حال‪I‬ة الب‪I‬ذل‬
‫والعط‪I‬اء والتح‪I‬رك ال‪I‬ذاتي للمس‪I‬اهمة لتق‪I‬ديم الش‪I‬هادة من الواق‪I‬ع العملي على عظم‪I‬ة وجاذبي‪I‬ة المش‪I‬روع الق‪I‬رآني ونفع‪I‬ه للناس‪ .‬حيث‬
‫يق‪II‬ول الس‪II‬يد القائ‪II‬د‪« :‬نؤك‪II‬د على تق‪II‬ديم النم‪II‬وذج ال‪II‬راقي والق‪II‬دوة الحس‪II‬نة من المش‪II‬رفين في محيطهم العملي‪ ،‬والعناي‪II‬ة بالتربي‪II‬ة‬
‫االيمانية والتثقيف القرآني ألنفسهم ومحيطهم العملي»‪.‬‬
‫للحكم‪I‬ة والرش‪I‬د دور أساس‪I‬ي مهم ج‪I‬دًا في توجي‪I‬ه الع‪I‬املين وتيس‪I‬ير ش‪I‬ؤون المؤسس‪I‬ة وتنظيم األعم‪I‬ال وتكامله‪I‬ا نح‪I‬و تقي‪I‬ق األه‪I‬داف‬
‫المح‪I‬ددة فالحكم‪I‬ة والرش‪I‬د في أداء المس‪I‬ؤوليات ه‪I‬و مفت‪I‬اح النج‪I‬اح في اإلدارة؛ ألّنه‪I‬ا الوس‪I‬يلة الم‪I‬ؤثرة والفعال‪I‬ة على مس‪I‬توى األداء‬
‫وعلى العاملين‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫و‪ -‬تفويض األعمال ومنح الصالحيات‪:‬‬
‫التف‪I‬ويض هن‪I‬ا مقي‪I‬د‪ ،‬ويش‪I‬مل تف‪I‬ويض األعم‪I‬ال ومنح الص‪I‬الحيات بحس‪I‬ب الل‪I‬وائح واإلج‪I‬راءات المتبع‪I‬ة‪ ،‬بالش‪I‬كل ال‪I‬ذي‬
‫يس‪I‬اعد على بن‪I‬اء ك‪II‬وادر وكف‪I‬اءة ج‪I‬ديرة بتحم‪II‬ل المس‪I‬ؤولية وع‪I‬دم احتك‪II‬ار األعم‪II‬ال أو مص‪II‬ادرة ص‪I‬الحيات وأدوار‬
‫اآلخ‪I‬رين‪ ،‬ومن بعض أش‪I‬كال التف‪I‬ويض المح‪I‬دد وه‪I‬و عملّية النق‪I‬ل االختي‪I‬اري الم‪I‬ؤقت والمح‪ّI‬د د لبعض الص‪I‬الحيات من‬
‫المس‪I‬ؤول إلى بعض المس‪I‬ؤولين األدنى من‪I‬ه في التسلس‪I‬ل اإلداري لتنفي‪I‬ذ مه‪I‬ام مح‪ّI‬د دة‪ ،‬م‪I‬ع بق‪I‬اء المس‪I‬ؤولّية الكلّي ة على‬
‫ع‪I‬اتق المس‪I‬ؤول‪ .‬يق‪I‬ول تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و اْج َع ْل ِلي َو ِزي‪ًI‬ر ا ِم ْن َأْهِلي * َه اُروَن َأِخ ي * اْش ُد ْد ِب ِه َأْز ِر ي * َو َأْش ِر ْك ُه ِفي َأْم ِر ي *‬
‫َك ْي ُنَس ِّبَح َك َك ِث يًر ا * َو َن ْذ ُك َر َك َك ِث يًر ا * ِإَّن َك ُكْنَت ِبَن ا َبِص يًر ا﴾ ط‪I‬ه‪ ،٣٢-٢٩:‬وه‪I‬ذا التف‪I‬ويض ارتب‪I‬ط بمع‪I‬ايير وم‪I‬ؤهالت‬
‫يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪« :-‬ه‪I‬و يع‪I‬رف بأّن ه لن يغيب عنهم إال ثالثين ليل‪I‬ة أو أربعين ليل‪I‬ة على األك‪I‬ثر‪،‬‬
‫يالح‪I‬ظ من ه‪I‬و أرقى ش‪I‬خص‪ ،‬وأكم‪I‬ل ش‪I‬خص فيهم ليعين‪I‬ه بع‪I‬ده‪﴿،‬اْخ ُلْفِني ِفي َقْو ِم ي َو َأْص ِلْح َو ال َتَّتِبْع َس ِبيَل اْلُم ْفِس ِد يَن ﴾ م‪I‬ع‬
‫أنه قد انتقى أعلى شخص فيهم‪ ،‬وأيضًا يوجهه بالتوجيهات الهامة‪ ،‬أن تصلح‪ ،‬وأال تصغي للمفسدين﴾»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫رابًع ا‪ :‬العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫زـ‪ -‬صالح ذات البين والحفاظ على دوام الروابط االيمانية‪:‬‬
‫يق‪II‬ول هللا تع‪II‬الى‪َ﴿ :‬ف اَّتُقوا َهّللا َو َأْص ِلُحوا َذ اَت ِبْيِنُك ْم ﴾ االنف‪II‬ال ‪ ،1‬من أهم عوام‪II‬ل نج‪II‬اح اإلدارة بش‪II‬كل ع‪II‬ام‬
‫ومس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه بش‪I‬كل خ‪I‬اص ه‪I‬و اص‪I‬الح ذات ال‪I‬بين والح‪I‬رص على أن ال ُيبقي في المؤسس‪I‬ة خص‪I‬ومة بين‬
‫الع‪I‬املين ح‪I‬تى ال يفس‪I‬د العم‪I‬ل وأن تس‪I‬تمر الرواب‪I‬ط األخوي‪I‬ة الكفيل‪I‬ة بنج‪I‬اح العمل‪ .‬يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬ول‪I‬ذلك‬
‫عن‪I‬دما ال يك‪I‬ون هن‪I‬اك اهتم‪I‬ام بإص‪I‬الح ذات ال‪I‬بين ومن منطل‪I‬ق التق‪I‬وى والمس‪I‬ؤولية يك‪I‬ون الب‪I‬ديل تراكم‪I‬ات كثيرة‬
‫تنش‪I‬أ إش‪I‬كاالت س‪I‬وء تف‪I‬اهم حال‪I‬ة من البغض‪I‬اء ه‪I‬ذا غاض‪I‬ب على ذاك وه‪I‬ذا ليس راض عن األخ‪I‬ر وه‪I‬ذا عن‪I‬ده‬
‫عق‪I‬ده على األخ‪I‬ر وه‪I‬ذا عن‪I‬ده موق‪I‬ف من األخ‪I‬ر وهك‪I‬ذا تتك‪I‬اثر وت‪I‬تراكم ح‪I‬تى تص‪I‬بح الحال‪I‬ة الداخلي‪I‬ة حال‪I‬ة غ‪I‬ير‬
‫س‪I‬ليمة لم تع‪I‬د الحال‪I‬ة اإليماني‪I‬ة‪ ،‬حال‪I‬ة مليئ‪I‬ة بالبغض‪I‬اء والتش‪I‬احن والحساس‪I‬يات واألحق‪I‬اد والعق‪I‬د والبغض‪I‬اء والتن‪I‬افر‬
‫وهذا بالتأكيد سيضعف األمة يؤثر عليها ويعيقها دون النهوض بمسؤوليتها الجماعية»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫خامساً ‪ :‬أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم المهارات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‬

‫تفعيل الثواب والعقاب‬


‫الصبر للنهوض‬ ‫القدرات والخبرة المناسبة‬
‫بالمسؤولية‬ ‫للمسؤولية‬

‫الثقة المتبادلة بين‬


‫األمانة‬
‫المسؤول والعاملين‬

‫أهم المهارات المطلوب‬


‫اإليمان والتقوى‬ ‫توفرها في المسؤول لنجاح‬ ‫امتالك المهارات اإلدارية‬
‫عملية التوجيه‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫خامساً ‪ :‬أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإليمان والتقوى‪:‬‬
‫إن المس‪I‬ؤول الق‪I‬وي الن‪I‬اجح في إدارت‪I‬ه‪ ،‬ه‪I‬و ال‪I‬ذي تنب‪I‬ع قوت‪I‬ه من إيمان‪I‬ه باهلل ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ ،‬واستش‪I‬عار تق‪I‬وى هللا فمن‪I‬ه يس‪I‬تمد الق‪I‬وة ومن‪I‬ه يس‪I‬تمد الع‪I‬ون‬
‫وعليه يتوكل‪ ،‬فإيمانه باهلل سبحانه هو الذي يرسم له منهج العمل والتعامل مع اآلخرين وتقواه هي التي تنظم سلوكياته وتصرفاته وقراراته‪.‬‬
‫وفي ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬موق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية ه‪I‬و من المواق‪I‬ع الخط‪I‬رة والحَّساس‪I‬ة ال‪I‬تي تتطلب أن يك‪I‬ون اإلنس‪I‬ان على درج‪ٍI‬ة عالي‪ٍI‬ة من‬
‫اإليم‪I‬ان وتق‪I‬وى هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،-‬واالستش‪I‬عار للرقاب‪I‬ة اإللهي‪I‬ة‪ ،‬واالستش‪I‬عار للق‪I‬اء هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪ ،-‬وأن‪I‬ه سيحاس‪I‬ب‪ ،‬وس‪I‬يجازى‪،‬‬
‫وسيس‪I‬أل عم‪I‬ا عم‪I‬ل في مس‪I‬ؤوليته تل‪I‬ك‪ ،‬والمس‪I‬ؤولية العام‪I‬ة لمجتمعن‪I‬ا المس‪I‬لم بش‪I‬كٍل ع‪I‬ام هي إقام‪I‬ة القس‪I‬ط‪ ،‬أن يك‪I‬ون مجتمع‪ًI‬ا قًّو ام‪ًI‬ا بالقس‪I‬ط‪ ،‬كم‪I‬ا‬
‫ق‪I‬ال هللا ‪-‬س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪َ﴿ :-‬ي ا َأُّيَه ا اَّلِذ يَن آَم ُنوا ُك وُنوا َق َّو اِم يَن ِباْلِقْس ِط ُش َهَد اَء ِهَّلِل َو َلْو َع َلى َأْنُفِس ُك ْم أو اْلَو اِل َد ْيِن َو اَأْلْق َر ِبيَن ِإْن َيُك ْن َغ ِنًّيا أو َفِق يًرا‬
‫َفاُهَّلل َأْو َلى ِبِهَم ا﴾‪ ،‬مس‪I‬ؤولية يتع‪I‬اون فيه‪I‬ا ال‪I‬ذين آمن‪I‬وا‪ ،‬وتعظم وتك‪I‬بر ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية على ال‪I‬ذين يتب‪I‬وؤون مواق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية العام‪I‬ة‪ ،‬ك‪I‬ل من‬
‫يتحم‪I‬ل مس‪I‬ؤوليًة معين‪I‬ة‪ ،‬في أي مج‪I‬ال من المج‪I‬االت‪ :‬في موق‪I‬ع الق‪I‬رار‪ ،‬وموق‪I‬ع اإلدارة‪ ،‬أو في مج‪I‬ال العم‪I‬ل األم‪I‬ني‪ ،‬العم‪I‬ل العس‪I‬كري‪ ،‬في‬
‫القض‪I‬اء‪ ،‬في األعم‪I‬ال االقتص‪I‬ادية‪ ،‬في المس‪I‬ؤوليات التعليمي‪I‬ة… في مختل‪I‬ف المس‪I‬ؤوليات‪ ،‬وفي أي موق‪I‬ع من مواق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية‪ ،‬ب‪I‬ل كلم‪I‬ا ك‪I‬ان‬
‫موقع المسؤولية أكبر؛ كانت المسؤولية أمام هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أكبر وأعظم»‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫خامساً ‪ :‬أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‪:‬‬
‫ب‪ -‬األمانة‪:‬‬
‫المس‪I‬ؤول المس‪I‬لم يس‪I‬تمد قوت‪I‬ه من إيمان‪I‬ه باهلل‪ ،‬فمن ص‪I‬فاته أن‪I‬ه ق‪I‬وي باهلل ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ ،‬ول‪I‬ذلك ف‪I‬إن األمان‪I‬ة ص‪I‬فة أساس‪I‬ية يجب أن تت‪I‬وفر في المس‪I‬ؤول الن‪I‬اجح‬
‫وهي صمام األمان ألدائه لمسؤولياته وقيامه بواجباته‪.‬‬
‫يم‪I‬ارس المس‪I‬ؤول الم‪I‬ؤمن مس‪I‬ؤولياته وص‪I‬الحياته كأمان‪I‬ة من هللا يتعه‪I‬دها بم‪I‬ا ي‪I‬ترتب على ذل‪I‬ك من مس‪I‬ؤولية عظيم‪I‬ة‪ .‬وي‪I‬أمر الق‪I‬رآن الك‪I‬ريم المس‪I‬ؤولون ب‪I‬أن‬
‫ي‪I‬ؤدوا واجبهم نح‪I‬و هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى وأن يجس‪I‬دوا المس‪I‬ؤولية كرعاي‪I‬ة وتوجي‪I‬ه وبن‪I‬اء وتأهي‪I‬ل تج‪I‬اه الع‪I‬املين‪ ،‬يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪﴿ :‬اَّلِذ يَن ِإْن َم َّكَّناُهْم ِفي اَأْلْر ِض‬
‫َأَقاُم وا الَّص اَل َة َو َآَتُو ا الَّز َك اَة َو َأَم ُروا ِباْلَم ْعُروِف َو َنَهْو ا َع ِن اْلُم ْنَك ِر َو ِهَّلِل َع اِقَبُة اُأْلُم وِر ﴾‪.‬‬
‫ويح‪I‬ذر الس‪I‬يد القائ‪I‬د من الخيان‪I‬ة في المس‪I‬ؤوليات والحق‪I‬وق العام‪I‬ة‪ ،‬فيق‪I‬ل مستش‪I‬هدًا بقول‪I‬ه تع‪I‬الى‪َ﴿« :‬و َتُخ وُن وا َأَم اَن اِتُك ْم َو َأْنُتْم َتْع َلُم وَن ﴾‪ ،‬الخيان‪I‬ة لألمان‪I‬ة عن‪I‬واٌن‬
‫واس‪I‬ع ين‪I‬درج تحت‪I‬ه الكثير الكثير من التفاص‪I‬يل‪ ،‬فم‪I‬ا ت‪I‬ؤتمن علي‪I‬ه‪ ،‬س‪I‬واًء عمًال‪ ،‬أو إمكاني‪I‬ات مادي‪I‬ة‪ ،‬أو م‪I‬اًال‪ ،‬أو وديع‪I‬ة‪ ،‬م‪I‬ا ت‪I‬ؤتمن علي‪I‬ه من ح‪ٍI‬ق ع‪I‬ام‪ ،‬أو من‬
‫ح‪ٍI‬ق خ‪I‬اص‪ ،‬من ح‪ٍI‬ق ع‪I‬ام يتعل‪I‬ق بح‪I‬ق األم‪I‬ة‪ ،‬أنت في موق‪I‬ع مس‪I‬ؤولية من المس‪I‬ؤوليات العام‪I‬ة‪ ،‬س‪I‬واًء على المس‪I‬توى العس‪I‬كري‪ ،‬المس‪I‬توى األم‪I‬ني‪ ،‬المس‪I‬توى‬
‫االقتص‪I‬ادي‪ ،‬المس‪I‬توى اإلداري‪ ،‬المس‪I‬توى القض‪I‬ائي… في أي موق‪I‬ع من مواق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية كنت‪ ،‬وت‪I‬ؤتمن في ه‪I‬ذا الموق‪I‬ع‪ ،‬في ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية‪ ،‬أنت هن‪I‬ا‬
‫ت‪I‬ؤتمن على عم‪ٍI‬ل تؤدي‪I‬ه‪ ،‬وعلى مس‪I‬ؤوليٍة تتحمله‪I‬ا‪ ،‬وأيض‪ًI‬ا ق‪I‬د ت‪I‬ؤتمن‪ -‬إض‪I‬افًة إلى ذل‪I‬ك‪ -‬على إمكاني‪I‬ات مادي‪I‬ة في إط‪I‬ار ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية‪ :‬إم‪I‬ا م‪I‬اًال نق‪I‬ديًا مثًال‪،‬‬
‫أو إمكاني‪I‬ات ووس‪I‬ائل تس‪I‬تعين به‪I‬ا في عمل‪I‬ك‪ ،‬م‪I‬ا ك‪I‬ان ض‪I‬من ه‪I‬ذه األمان‪I‬ة عن‪I‬دما تتص‪I‬رف في‪I‬ه لمص‪I‬لحٍة شخص‪I‬ية خ‪I‬ارج إط‪I‬ار المس‪I‬موح‪ ،‬ف‪I‬أنت تخ‪I‬ون‪ ،‬عن‪I‬دما‬
‫تخ‪I‬ون في أدائ‪I‬ك العملي بتص‪I‬رف يخ‪I‬رب ه‪I‬ذا العم‪I‬ل‪ ،‬أو يس‪I‬يء إلى ه‪I‬ذا العم‪I‬ل‪ ،‬أو تف‪I‬رط عم‪I‬دًا في أش‪I‬ياء ت‪I‬ؤثر على ه‪I‬ذا العم‪I‬ل‪ ،‬ت‪I‬ؤثر على ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية‪،‬‬
‫فهي خيانة في نفس العمل»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫خامساً ‪ :‬أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‪:‬‬
‫ج‪ -‬القدوة والنموذج‪:‬‬
‫يجب أن يتحلى المس‪II‬ؤول اإلداري بالس‪II‬لوك الق‪II‬ويم المط‪II‬ابق لمب‪II‬ادئ ال‪II‬دين وقيم‪II‬ه‪ ،‬بحيث يص‪II‬بح في تعامل‪II‬ه‬
‫وتوجيهات‪I‬ه تجس‪I‬يد للنم‪I‬وذج الق‪I‬رآني في أداء لمس‪I‬ؤولية‪ ،‬وذل‪I‬ك ب‪I‬االلتزام بالتوجيه‪I‬ات القرآني‪I‬ة والتقي‪I‬د بالمب‪I‬ادئ‬
‫والقيم واألخالق اإليماني‪I‬ة أثن‪I‬اء تنفي‪I‬ذه للمه‪I‬ام والواجب‪I‬ات وفق‪ًI‬ا لمس‪I‬ؤوليته‪ ،‬يق‪I‬ول رس‪I‬ول هللا ص‪I‬لى هللا علي‪I‬ه وآل‪I‬ه‬
‫وس‪I‬لم‪(( :‬ثالث‪I‬ة من كن في‪I‬ه فق‪I‬د اس‪I‬تكمال خص‪I‬ال اإليم‪I‬ان‪ :‬ال‪I‬ذي إذا ق‪I‬در لم يتع‪I‬اط م‪I‬ا ليس ل‪I‬ه‪ ،‬وإذا رض‪I‬ي لم يدخل‪I‬ه‬
‫رضاه في باطل‪ ،‬وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق))‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫خامساً ‪ :‬أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‪:‬‬
‫د‪ -‬الصبر للنهوض بالمسؤولية‪:‬‬
‫الص‪I‬بر أس‪I‬اس إنج‪I‬از األعم‪I‬ال والمه‪I‬ام واتقانه‪I‬ا‪ ،‬وه‪I‬و موض‪I‬وع أساس‪I‬ي في إط‪I‬ار مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه ول‪I‬ه نت‪I‬ائج عظيم‪I‬ة على العم‪I‬ل‬
‫والع‪I‬املين‪ ،‬يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬و اْص ِبْر َف ِإَّن َهَّللا اَل ُيِض يُع َأْج َر اْلُم ْح ِس ِنيَن ﴾ ه‪I‬ود‪ ،115:‬ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬الج‪I‬انب اآلخ‪I‬ر‬
‫كثير من التش‪I‬ريعات والمس‪I‬ؤوليات ال‪I‬تي حملن‪I‬ا هللا إياه‪I‬ا ويفرض‪I‬ها علين‪I‬ا الواق‪I‬ع هي مس‪I‬ؤوليات تحت‪I‬اج إلى ص‪I‬بر إلى تحم‪I‬ل‪ ،‬وفي‬
‫واق‪I‬ع الح‪I‬ال إن ك‪I‬ل األم‪I‬ور المهم‪I‬ة في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة ح‪I‬تى خ‪I‬ارج االعتب‪I‬ار ال‪I‬ديني خ‪I‬ارج اعتب‪I‬ار المس‪I‬ؤولية الديني‪I‬ة مس‪I‬ؤولياتنا الفطري‪I‬ة‬
‫في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة تحت‪I‬اج إلى تحم‪I‬ل تحت‪I‬اج إلى ص‪I‬بر‪ ،‬كثير مم‪I‬ا نواجه‪I‬ه في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة من التح‪I‬ديات من المش‪I‬اكل من العوائ‪I‬ق من‬
‫الص‪I‬عوبات تحت‪I‬اج إلى ص‪I‬بر‪ ،‬الص‪I‬بر قض‪I‬ية أساس‪I‬ية يحت‪I‬اج إليه‪I‬ا اإلنس‪I‬ان في مش‪I‬واره في الحي‪I‬اة وفي رحلت‪I‬ه في الحي‪I‬اة وإال إذا فق‪I‬د‬
‫اإلنسان الصبر ينهار‪.‬‬
‫والكثير من الن‪I‬اس في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة ينه‪I‬ار نفس‪I‬يًا‪ ،‬يتحطم نفس‪ًI‬يا ب‪I‬ل البعض يص‪I‬اب بم‪I‬رض نفس‪I‬ي وتنه‪I‬ار ق‪I‬واه النفس‪I‬ية َو َتَحُّم ُله وطاقُته‬
‫في مواجه‪I‬ة ص‪I‬عوبات ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة ومش‪I‬اق ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة‪ ،‬أم‪I‬ام الص‪I‬عوبات ال‪I‬تي يمكن أن نواجهه‪I‬ا في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة أم‪I‬ام المت‪I‬اعب أم‪I‬ام‬
‫المش‪I‬اكل أم‪I‬ام التح‪I‬ديات وللتحم‪I‬ل في النه‪I‬وض بمس‪I‬ؤولياتنا الديني‪I‬ة والمقدس‪I‬ة»‪ ،‬فالص‪I‬بر في إط‪I‬ار المس‪I‬ؤولية اإلداري يه‪I‬ذب النفس‬
‫ويجعلها ُتقبل على العمل برغبة واندفاع على تحمل المشاق والسعي لتطوير العمل واالجادة فيه‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫خامساً ‪ :‬أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‪:‬‬
‫هـ‪ .‬تفعيل الثواب والعقاب‪:‬‬
‫﴿َق اَل َأَّم ا َم ْن َظَلَم َفَس ْو َف ُنَع ِّذ ُب ُه ُثَّم ُي َر ُّد ِإَلى َر ِّب ِه َفُيَع ِّذ ُب ُه َع َذ اًبا ُنْك ًر ا * َو َأَّم ا َم ْن َآَم َن َو َع ِم َل َص اِلًح ا َفَل ُه َج َز اًء‬
‫اْلُح ْس َنى َو َس َنُقوُل َل ُه ِم ْن َأْم ِرَن ا ُيْس ًر ا﴾‪ ،‬وه‪II‬ذا ه‪II‬و منهج اإلدارة الص‪II‬الحة‪ ،‬ف‪II‬المؤمن الص‪II‬الح ينبغي أن يج‪II‬د‬
‫الكرام‪I‬ة والتيس‪I‬ير والج‪I‬زاء الحس‪I‬ن عن‪I‬د المس‪I‬ؤول‪ ،‬والمعت‪I‬دي الظ‪I‬الم والمف‪I‬رط والمقص‪I‬ر يجب أن يالقى الحس‪I‬اب‬
‫والج‪I‬زاء‪ ،‬وحين يج‪I‬د المحس‪I‬ن في الجماع‪I‬ة ج‪I‬زاء إحس‪I‬انه ج‪I‬زاء حس‪I‬نا‪ ،‬ويج‪I‬د المعت‪I‬دي والمف‪I‬رط ج‪I‬زاء إفس‪I‬اده‬
‫عقوب‪I‬ة وإهان‪I‬ة‪ ،‬عندئ‪I‬ذ يج‪I‬د الن‪I‬اس م‪I‬ا يحف‪I‬زهم إلى الص‪I‬الح واإلنت‪I‬اج‪ .‬أم‪I‬ا حين يض‪I‬طرب م‪I‬يزان الع‪I‬دل‪ ،‬ف‪I‬إذا‬
‫المفرط‪II‬ون المفس‪II‬دون مقرب‪II‬ون إلى المس‪II‬ؤول مق‪II‬دمون في الدول‪II‬ة وإذا الع‪II‬املون الص‪II‬الحون منب‪II‬وذون أو‬
‫مح‪I‬اربون‪ .‬فعندئ‪I‬ذ تتح‪I‬ول الس‪I‬لطة في ي‪I‬د المس‪I‬ؤول س‪I‬وط ع‪I‬ذاب وأداة إفس‪I‬اد‪ .‬ويص‪I‬ير نظ‪I‬ام الجماع‪I‬ة إلى الفوض‪I‬ى‬
‫والفس‪I‬اد‪ .‬ول‪I‬ذلك من المهم تش‪I‬جيع اإلنج‪I‬ازات والنجاح‪I‬ات النوعي‪I‬ة ونس‪I‬بتها إلى أص‪I‬حابها واإلش‪I‬ادة به‪I‬ا بطريق‪I‬ة ال‬
‫تنمي حالة الغرور والعجب؛ بل بما يذكرهم بأنها توفيق من هللا عَّز وجَّل‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫خامساً ‪ :‬أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه‪:‬‬
‫و‪ -‬الثقة المتبادلة بين المسؤول والعاملين‪:‬‬
‫إن العم‪I‬ل ال‪I‬ذي يفتق‪I‬د إلى الثق‪I‬ة المتبادل‪I‬ة بين المس‪I‬ؤول والع‪I‬املين‪ ،‬ال يمكن أن يتم على الوج‪I‬ه األكم‪I‬ل‪ ،‬فإنج‪I‬از أي‬
‫عم‪I‬ل ال يتم بص‪I‬ورة كامل‪I‬ة إال بالثق‪I‬ة المتبادل‪I‬ة بين المس‪I‬ؤول والع‪I‬املين‪ .‬فالب‪I‬د المس‪I‬ؤولون أن يمنح‪I‬وا الثق‪I‬ة للع‪I‬املين‬
‫منهم ويش‪I‬عروهم به‪I‬ا‪ ،‬وُيحف‪I‬زوا فيهم ق‪I‬دراتهم الذاتي‪I‬ة وثقتهم في أنفس‪I‬هم‪ ،‬فاإلنس‪I‬ان يحت‪I‬اج إلى أن يش‪I‬عر بثق‪I‬ة اآلخ‪I‬رين‬
‫في‪I‬ه وتق‪I‬ديرهم ل‪I‬ه ح‪I‬تى يتمكن من العط‪I‬اء الكب‪I‬ير حينم‪I‬ا تت‪I‬وفر ل‪I‬ه ه‪I‬ذه األريحي‪I‬ة في التعام‪I‬ل‪ ،‬يؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه‬
‫هللا‪ -‬على أهمي‪I‬ة أن تك‪I‬ون العالق‪I‬ة م‪I‬ا بين‪I‬ك وبين من هم في نط‪I‬اق مس‪I‬ؤوليتك‪ ،‬يجب أن تك‪I‬ون عالق‪ًI‬ة إيجابي‪I‬ة فيق‪I‬ول‪:‬‬
‫«العالق‪I‬ة م‪I‬ا بين‪I‬ك وبين من هم في نط‪I‬اق مس‪I‬ؤوليتك‪ ،‬يجب أن تك‪I‬ون عالق‪ًI‬ة إيجابي‪I‬ة؛ ألن‪I‬ك لس‪I‬ت في موق‪I‬ع الخص‪I‬ومة‬
‫لهم‪ ،‬وال الع‪I‬داوة لهم‪ ،‬أنت تتحم‪I‬ل مس‪I‬ؤوليًة تج‪I‬اههم‪ ،‬لخ‪I‬دمتهم‪ ،‬لالهتم‪I‬ام ب‪I‬أمرهم‪ ،‬لنظم ش‪I‬أنهم‪ ،‬لالهتم‪I‬ام ب‪I‬أمورهم‪،‬‬
‫فالعالق‪I‬ة بين‪I‬ك وبينهم يجب أن تك‪I‬ون عالق‪ًI‬ة إيجابي‪I‬ة‪ ،‬من جانب‪I‬ك‪ ،‬ومن ج‪I‬انبهم‪ ،‬ب‪I‬دءًا بمش‪I‬اعرك نح‪I‬وهم‪ ،‬أن تك‪I‬ون‬
‫مطمئنًا تجاههم»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫التوجي‪II‬ه في اإلس‪II‬الم كمس‪II‬ؤولية يعتم‪II‬د على مجموع‪II‬ة من الوس‪II‬ائل المناس‪II‬بة ال‪II‬تي تعين على القي‪II‬ام به‪II‬ذه‬
‫المسؤولية‪ ،‬وتساهم في التأثير على العاملين وتحفيز إرادتهم والتواصل الفعال معهم‬
‫حيث يتم‪I‬يز المش‪I‬روع الق‪I‬رآني بترك‪I‬يزه على جمي‪I‬ع المتغ‪I‬يرات ال‪I‬تي ت‪I‬ؤثر على الس‪I‬لوك اإلداري وعلى أداء‬
‫المس‪II‬ؤوليات اإلداري‪II‬ة‪ ،‬س‪II‬واء داخ‪II‬ل المؤسس‪II‬ة أو خارجه‪II‬ا‪ ،‬ويهتم بتحدي‪II‬د عالق‪II‬ة ه‪II‬ذا الس‪II‬لوك ب‪II‬المؤثرات‬
‫االجتماعي‪II‬ة المختلف‪II‬ة والقته‪II‬ا بالُبع‪II‬د القيمي واألخالقي‪ ،‬والترك‪II‬يز على تزكي‪II‬ة النفس وتحص‪II‬ينها باالهتم‪II‬ام‬
‫بالج‪I‬انب ال‪I‬روحي وتزكي‪I‬ة النفس وفي ذات ال‪I‬وقت ت‪I‬ولي اهتم‪I‬ام مناس‪I‬با ب‪I‬المتغير االقتص‪I‬ادي واألجـور والح‪I‬وافز‬
‫المادي‪I‬ة‪ ،‬وتعم‪I‬ل على إش‪I‬باع حاج‪I‬ات الف‪I‬رد‪ ،‬وك‪I‬ذلك مراع‪I‬اة ع‪I‬زة وكرام‪I‬ة اإلنس‪I‬ان واح‪I‬ترام الف‪I‬رد واالع‪I‬تراف ب‪I‬ه‬
‫كإنسان‪ ،‬وإشراكه في العملية اإلدارية بقدر استطاعته‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم وسائل التوجيه‬

‫يع‪I‬رف التحف‪I‬يز‪ :‬بأن‪I‬ه تش‪I‬جيع الع‪I‬املين‬


‫ورف‪I‬ع ال‪I‬روح المعنوي‪I‬ة لهم والت‪I‬أثير على‬
‫التحفيز‬
‫س‪I‬لوكياتهم والعناي‪I‬ة بهم معنوي‪ًI‬ا ومادي‪ًI‬ا؛‬
‫من أهم وسائل التوجيه‬

‫مم‪I‬ا ي‪I‬دفعهم إلى العم‪I‬ل برغب‪I‬ة ويحق‪I‬ق لهم‬


‫البناء والتأهيل‬ ‫الرض‪I‬ا لتحس‪I‬ين األداء والقي‪I‬ام باألعم‪I‬ال‬
‫بشكل أفضل‪.‬‬
‫اإلتصال‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحفيز‪:‬‬
‫يش‪I‬ير التحف‪I‬يز في اإلدارة اإلس‪I‬المية إلى دعم ورف‪I‬ع ال‪I‬روح المعنوي‪I‬ة لألف‪I‬راد بمع‪I‬نى تش‪I‬جيع االف‪I‬راد ع‪I‬بر ط‪I‬رق‬
‫وأس‪I‬اليب متنوع‪I‬ة‪ ،‬بحيث يمثل ك‪I‬ل أس‪I‬لوب ح‪I‬افز وه‪I‬ذا الح‪I‬افز ه‪I‬و مس‪I‬بب خ‪I‬ارجي ي‪I‬ترك على النفس أث‪I‬رًا إيجابي‪ًI‬ا‬
‫وي‪I‬وفر دافع‪ًI‬ا إيماني‪ًI‬ا كب‪I‬يرًا تجع‪I‬ل الف‪I‬رد يعم‪I‬ل برض‪I‬اء ورغب‪I‬ة وح‪I‬رص واهتم‪I‬ام وبم‪I‬ا ينعكس على أدائ‪I‬ه العملي‬
‫والتحف‪I‬يز في اإلدارة اإلس‪I‬المية‪ ،‬ويرك‪I‬ز على التحف‪I‬يز المعن‪I‬وي والم‪I‬ادي‪ ،‬بم‪I‬ا يعين الع‪I‬املين على أداء مس‪I‬ؤولياتهم‪،‬‬
‫ومع ربطهم في القيام بمسؤولياتهم على أساس الطاعة هلل والخوض منه والرجاء إليه واستشعار معيته ورقابته‪.‬‬
‫ويؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪ -‬على أهمي‪I‬ة العناي‪I‬ة بالمس‪I‬توى الم‪I‬ادي والمعن‪I‬وي والبن‪I‬اء والتأهي‪I‬ل‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬ال يك‪I‬بر‬
‫علي‪I‬ك وتعت‪I‬بره ف‪I‬وق اس‪I‬تحقاقهم‪ ،‬أو تعت‪I‬بره غ‪I‬ير مهم‪ ،‬ك‪I‬ل م‪I‬ا يمكن أن يق‪I‬ويهم‪ ،‬أن يك‪I‬ون س‪I‬ببًا لق‪I‬وتهم‪ ،‬وه‪I‬ذا يش‪I‬مل‬
‫العناي‪I‬ة بهم على المس‪I‬توى المعن‪I‬وي‪ ،‬والتربي‪I‬ة اإليماني‪I‬ة‪ ،‬وعلى مس‪I‬توى الت‪I‬دريب والتأهي‪I‬ل‪ ،‬وك‪I‬ل م‪I‬ا يس‪I‬اعد على رف‪I‬ع‬
‫قدراتهم»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحفيز‪:‬‬
‫‪ -1‬المعالجة القرآنية للتحفيز‪:‬‬
‫التوجي‪I‬ه في اإلدارة اإلس‪I‬المية أس‪I‬لوب ترب‪I‬وي يالمس النف‪I‬وس وال‪I‬تي هي دائم‪ًI‬ا بحاج‪I‬ة كب‪I‬يرة لل‪I‬دعم المعن‪I‬وي والنفس‪I‬ي واإلرش‪I‬اد المس‪I‬تمر لكي‬
‫تحاف‪I‬ظ على روحيته‪I‬ا العالي‪I‬ة في األداء وفي الحف‪I‬اظ على بيئته‪I‬ا العملي‪I‬ة ص‪I‬الحة وفاعل‪I‬ة ب‪I‬الخير‪ ،‬وتتجلى هن‪I‬ا أح‪I‬د مظ‪I‬اهر حكم‪I‬ة الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز‬
‫وج‪َّI‬ل ورحمت‪I‬ه لعب‪I‬ادة في المعالج‪I‬ة القرآني‪I‬ة لموض‪I‬وع التحف‪I‬يز والتش‪I‬جيع لك‪I‬ل م‪I‬ا ل‪I‬ه أث‪I‬ره في تحف‪I‬يز الن‪I‬اس واس‪I‬تقامتهم يق‪I‬ول هللا تع‪I‬الى‪﴿ :‬إَّن‬
‫اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َع ِم ُلوا الَّص اِلَح اِت ِإَّنا اَل ُنِض يُع َأْج َر َم ْن َأْح َس َن َع َم ًال﴾ الكه‪I‬ف‪ ،30:‬حيث ترك‪I‬ز عملي‪I‬ة التحف‪I‬يز ب‪I‬المنظور الق‪I‬رآني بدرج‪I‬ة أساس‪I‬ية‬
‫على بن‪I‬اء انس‪I‬ان ص‪I‬الح يعم‪I‬ل الص‪I‬الحات في العب‪I‬ادات والمع‪I‬امالت وفي مختل‪I‬ف االعم‪I‬ال ال‪I‬تي يقص‪I‬د به‪I‬ا وج‪I‬ه هللا ويعتم‪I‬د تحص‪I‬يل مكافات‪I‬ه في‬
‫الحي‪I‬اة األخ‪I‬رى‪ ،‬ويتح‪I‬دث الس‪I‬يد القائ‪I‬د عن ق‪I‬ول اإلم‪I‬ام علي في وثيق‪I‬ة العه‪I‬د(َفاْفَس ْح ِفي آَم اِلِهْم )‪« :‬هي تش‪I‬مل العالق‪I‬ة اإليجابي‪I‬ة معهم‪ ،‬ال‪I‬تي‬
‫يؤِّم ل‪I‬ون في‪I‬ك من خالله‪I‬ا الخ‪I‬ير‪ ،‬آم‪I‬الهم في‪I‬ك آم‪I‬اًال واس‪I‬عة‪ ،‬وآم‪I‬اًال طِّيب‪I‬ة‪ ،‬وأملهم في‪I‬ك أملهم واس‪I‬ع‪ ،‬وك‪I‬ذلك تش‪I‬مل من جانب‪I‬ك أيض‪ًI‬ا تج‪I‬اههم‬
‫التش‪I‬جيع لهم على اإلب‪I‬داع‪ ،‬والعناي‪I‬ة بهم فيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق باالرتق‪I‬اء العملي‪ ،‬أن تش‪I‬جعهم على اإلب‪I‬داع‪ ،‬وأن ت‪I‬رتقي بهم في أدائهم العملي‪ ،‬وتتج‪I‬ه‬
‫باهتمام‪I‬اتهم العملي‪I‬ة نح‪I‬و م‪I‬ا ه‪I‬و أفض‪I‬ل‪ ،‬نح‪I‬و م‪I‬ا ه‪I‬و أرقى‪ ،‬نح‪I‬و م‪I‬ا يحق‪I‬ق النت‪I‬ائج اإليجابي‪I‬ة في أدائهم العملي‪ ،‬وفي نج‪I‬احهم في تنفي‪I‬ذ مهم‪I‬اتهم‬
‫وأداء مسؤولياتهم»‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫أ‪ -‬التحفيز‪:‬‬
‫‪ -2‬أهمية التحفيز‪:‬‬
‫للتحف‪II‬يز أهمي‪II‬ة كب‪II‬يرة في نفس‪II‬ية األف‪II‬راد وفي مش‪II‬اعرهم وفي تولي‪II‬د الرغب‪II‬ة ل‪II‬ديهم ب‪II‬دافع االهتم‪II‬ام اإليم‪II‬اني‬
‫والمس‪I‬ؤولية الديني‪I‬ة لتحس‪I‬ين أدائهم العملي‪ ،‬وهن‪I‬ا ن‪I‬ذكر بعض مزاي‪I‬ا التش‪I‬جيع والتحف‪I‬يز اإليج‪I‬ابي حيث يحق‪I‬ق‬
‫التعاطي الجيد للتحفيز نتائج مفيدة نوضحها في الشكل التالي‪:‬‬

‫استشعار مخاطر‬
‫استشعار قداسة العمل‬
‫التفريط واإلهمال‬ ‫إشعار العاملين بروح‬ ‫تنمية روح التعاون بين‬
‫فيما يقرب من هللا وأنه‬ ‫زيادة نواتج العمل‪،‬‬
‫والتنصل عن‬ ‫العدالة والتكريم‬ ‫العاملين‪ ،‬وتنمية روح‬
‫ضمانة لمستقبل‬ ‫وجودة العمل ونوعيته‪.‬‬
‫المسؤولية في الدنيا‬ ‫واالحترام والتقدير‪.‬‬ ‫الفريق والتضامن‪.‬‬
‫اإلنسان عند هللا‪.‬‬
‫واآلخرة‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫ب‪ -‬البناء والتأهيل‪:‬‬
‫من أهم أدوات ووس‪I‬ائل التوجي‪I‬ه عملي‪I‬ة نق‪I‬ل المعرف‪I‬ة والخ‪I‬برة إلى الع‪I‬املين وتش‪I‬جيعهم ورف‪I‬ع كف‪I‬اءتهم وبن‪I‬اء ق‪I‬دراتهم وت‪I‬أهيلهم وتحف‪I‬يزهم على‬
‫تحس‪I‬ين األداء‪ ،‬والس‪I‬عي لالرتق‪I‬اء بهم إيماني‪ًI‬ا وأخالقي‪ًI‬ا‪ ،‬ويش‪I‬مل ه‪I‬ذا الج‪I‬انب ك‪I‬ل م‪I‬ا تقدم‪I‬ه اإلدارة من ف‪I‬رص إلتق‪I‬ان العم‪I‬ل علمي‪ًI‬ا وعملي‪ًI‬ا عن‬
‫طري‪I‬ق الت‪I‬دريب والدراس‪I‬ة وال‪I‬دورات‪ ،‬مم‪I‬ا يع‪I‬ود على المؤسس‪I‬ة برف‪I‬ع كف‪I‬اءة األداء وفاعليت‪I‬ه‪ ،‬وعلى الع‪I‬املين بالمكاس‪I‬ب المعنوي‪I‬ة والمادي‪I‬ة عن‬
‫طري‪I‬ق إح‪I‬داث التزكي‪I‬ة النفس‪I‬ية واألخالقي‪I‬ة لألف‪I‬راد والبن‪I‬اء المع‪I‬رفي والمه‪I‬اري‪ ،‬وتش‪I‬كيل الس‪I‬لوك اإلداري الق‪I‬ويم والس‪I‬لوك المه‪I‬ني المتقن‪،‬‬
‫وبن‪I‬اء الس‪I‬لوك الشخص‪I‬ي الق‪I‬ويم وص‪I‬بغه ب‪I‬القيم الفاض‪I‬لة من ص‪I‬دق وأمان‪I‬ة وال‪I‬تزام واح‪I‬ترام وإتق‪I‬ان للعم‪I‬ل واح‪I‬ترام لقيم‪I‬ة ال‪I‬زمن‪ ،‬وبم‪I‬ا ي‪I‬وفر‬
‫السند المطلوب لتحقيق الغايات الكبرى لألمة‪.‬‬
‫وباعتب‪I‬ار أن ه‪I‬ذه الوس‪I‬يلة ض‪I‬من المس‪I‬ار ال‪I‬وظيفي للع‪I‬املين والح‪I‬رص على تط‪I‬وير أدائهم وأثن‪I‬اء ممارس‪I‬تهم ألعم‪I‬الهم‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الش‪I‬هيد القائ‪I‬د‬
‫‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬عن أهمي‪I‬ة ذل‪I‬ك‪« :‬ومن ه‪I‬ذا نس‪I‬تفيد أن قض‪I‬ية التأهي‪I‬ل‪ ،‬قض‪I‬ية المعرف‪I‬ة‪ ،‬ليس‪I‬ت أوالً تجه‪I‬يز بنس‪I‬بة مائ‪I‬ة في المائ‪I‬ة ثم‬
‫انطالق‪I‬ة‪ ،‬المعرف‪I‬ة مرتبط‪I‬ة بالحرك‪I‬ة‪ ،‬بحرك‪I‬ة اإلنس‪I‬ان في الحي‪I‬اة‪ ،‬وهن‪I‬اك أس‪I‬س ينطل‪I‬ق منه‪I‬ا‪ ،‬وفي مس‪I‬يرته يحت‪I‬اج إلى مواص‪I‬لة‪ ،‬ومتابع‪I‬ة في‬
‫مس‪I‬يرة عمل‪I‬ه إلى م‪I‬ا يهت‪I‬دي ب‪I‬ه‪ ،‬به‪I‬ذا األس‪I‬لوب تك‪I‬ون المعرف‪I‬ة له‪I‬ا قيم‪I‬ة‪ ،‬تك‪I‬ون المعرف‪I‬ة ليس‪I‬ت فق‪I‬ط مج‪I‬رد ت‪I‬رف فك‪I‬ري ‪ -‬كم‪I‬ا يقول‪I‬ون ‪ -‬أو مج‪I‬رد‬
‫تنظير‪ ،‬أو مجرد جدل‪ ،‬أو نقاش‪ ،‬أو أشياء من هذه‪ ،‬مسيرة عملية يترافق معها توجيهات‪ ،‬يأتي من خالل الوضعية هذه معرفة عالية»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫ج‪ -‬االتصال‪:‬‬
‫‪ -1‬مفهوم االتصال اإلداري‪:‬‬
‫إِّن ج‪I‬وهر مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه ه‪I‬و االتص‪I‬ال بين المس‪I‬ؤول والع‪I‬املين إلبالغهم بالتوجيه‪I‬ات والتعليم‪I‬ات ال‪I‬تي تتعّلق‬
‫بكيفّية تنفي‪I‬ذ األعم‪I‬ال‪ ،‬والحص‪I‬ول منهم على التغذي‪I‬ة الراجع‪I‬ة باس‪I‬تخدام أس‪I‬اليب وط‪I‬رق متنوع‪I‬ة تح‪I‬دث الت‪I‬أثير‬
‫الفاعل في نفوس االخرين وتحافظ بشكل كبير على العالقات والروابط األخوية‪.‬‬
‫واالتص‪I‬ال اإلداري في إط‪I‬ار مس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه ه‪I‬و عملي‪I‬ة ع‪I‬بر ت‪I‬دفق التوجيه‪I‬ات واألوام‪I‬ر وانس‪I‬ياب المعلوم‪I‬ات‬
‫وتوجي‪I‬ه البيان‪I‬ات والمعلوم‪I‬ات بين أقس‪I‬ام الهيك‪I‬ل التنظيمي ومس‪I‬توياته المختلف‪I‬ة ويع‪I‬د بمثاب‪I‬ة الجه‪I‬از العص‪I‬بي من‬
‫جس‪I‬م المؤسس‪I‬ة ومن هن‪I‬ا ي‪I‬أتي دور وأهمي‪I‬ة االتص‪I‬االت اإلداري‪I‬ة كأح‪I‬د الوس‪I‬ائل للقي‪I‬ام بالمس‪I‬ؤولية التوجي‪I‬ه في‬
‫إطار العملية والمنظومة اإلدارية المتكاملة‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫ج‪ -‬االتصال‪:‬‬
‫‪ -2‬أهمية االتصال اإلداري‪:‬‬
‫لالتص‪II‬ال اإلداري أهمي‪II‬ة بالغ‪II‬ة ج‪II‬دًا فكلم‪II‬ا غ‪II‬اب أو ض‪II‬عف االتص‪II‬ال الفع‪II‬ال ك‪II‬برت الفج‪II‬وة بين المس‪II‬ؤول‬
‫والع‪I‬املين أو بين المس‪I‬ؤول والن‪I‬اس ال‪I‬ذين يقع‪I‬ون في نط‪I‬اق مس‪I‬ؤوليته‪ ،‬الن االتص‪I‬ال والتواص‪I‬ل الفع‪I‬ال يب‪I‬ني‬
‫العالق‪I‬ات اإليجابي‪I‬ة ويع‪I‬زز الثق‪I‬ة م‪I‬ع الع‪I‬املين وم‪I‬ع المجتم‪I‬ع‪ ،‬ويع‪I‬زز روحي‪I‬ة التراب‪I‬ط واالنس‪I‬جام والتف‪I‬اهم‬
‫والتع‪II‬اون‪ ،‬ويؤك‪II‬د الس‪II‬يد القائ‪II‬د على أهمي‪II‬ة ه‪II‬ذا الج‪II‬انب فيق‪II‬ول‪« :‬العالق‪II‬ة م‪II‬ا بين‪II‬ك وبين من هم في نط‪II‬اق‬
‫مس‪I‬ؤوليتك‪ ،‬يجب أن تك‪I‬ون عالق‪ًI‬ة إيجابي‪I‬ة؛ ألن‪I‬ك لس‪I‬ت في موق‪I‬ع الخص‪I‬ومة لهم‪ ،‬وال الع‪I‬داوة لهم‪ ،‬أنت تتحم‪I‬ل‬
‫مس‪I‬ؤوليًة تج‪I‬اههم‪ ،‬لخ‪I‬دمتهم‪ ،‬لالهتم‪I‬ام ب‪I‬أمرهم‪ ،‬لنظم ش‪I‬أنهم‪ ،‬لالهتم‪I‬ام ب‪I‬أمورهم‪ ،‬فالعالق‪I‬ة بين‪I‬ك وبينهم يجب أن‬
‫تكون عالقًة إيجابية‪ ،‬من جانبك‪ ،‬ومن جانبهم‪ ،‬بدءًا بمشاعرك نحوهم‪ ،‬أن تكون مطمئنًا تجاههم»‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫د – أهم األسباب التي تدعو لالتصال اإلداري‪:‬‬
‫• لتنفيذ المهام واالنضباط الداخلي ومتابعة اإلنجاز‪.‬‬
‫• إلبالغ التعليمات والقرارات والتعاميم تبادل المعلومات بين الوحدات اإلدارية‪.‬‬
‫• لتعريف كل فرد بدوره داخل المؤسسة وشرح وتفسير القواعد واإلجراءات التنفيذية‪.‬‬
‫• التواصل بين اإلدارة والعاملين لتوضيح ما يجب عمله أو االمتناع عنه‪.‬‬
‫• االتصال بين العاملين مع بعضهم البعض لتبادل األفكار جمع المعلومات‪.‬‬
‫• لتلبية حاجة الموظف للدعم والمساندة تأكيد وتعزيز عالقات العمل‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫شكل يوضح أهمية االتصال اإلداري‬

‫يساهم في الحفاظ على‬


‫الروحية االيمانية للعاملين‪.‬‬

‫تزويد واضعي السياسات‬


‫والخطط بالمعلومات من‬ ‫يمثل ضرورة أساسّية في استمرار‬
‫العملية اإلدارية وتذكير وتوجيه‬
‫مواقع التنفيذ‪.‬‬ ‫وتغيير السلوك اإلنساني‪.‬‬

‫أهمية‬
‫االتصال‬
‫اإلداري‬
‫تنسيق انسياب العمل‬ ‫يساعد في إحكام عملّية‬
‫وتدارك المشاكل قبل‬ ‫المتابعة والسيطرة‪ ،‬على‬
‫حدوثها‪.‬‬ ‫األداء‪.‬‬

‫يعد وسيلة لتفقد أداء العاملين‪،‬‬


‫وتقييم لمدى تفاعلهم مع‬
‫التوجيهات وتنفيذها‪.‬‬
‫مسؤولية التوجيه‬
‫سادساً ‪ :‬أهم وسائل مسؤولية التوجيه‪:‬‬
‫هـ‪ -‬من وسائل االتصال اإلداري‪:‬‬
‫تتس‪I‬م عملي‪I‬ة االتص‪I‬ال اإلداري في مختل‪I‬ف المس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة س‪I‬واء ك‪I‬ان االتص‪I‬ال تص‪I‬ادي أو أفقي أو اتص‪I‬ال‬
‫هابط‪ ،‬وتتمثل أهم وسائل االتصال اإلداري بما يلي‪:‬‬
‫• التعليمات والقرارات وقواعد العمل‪.‬‬
‫• التقارير المالية والسنوية‪.‬‬
‫• الكتيبات واألدلة‪.‬‬
‫• الندوات واالجتماعات‪.‬‬
‫• المذكرات والتقارير‪.‬‬
‫• الوسائل السمعية والمرئية‪.‬‬
‫• الهاتف‪.‬‬
‫• الشبكات الحاسوبية‪.‬‬
‫الفصل السادس‬

‫‪ -6‬مسؤولية التفقد والتقييم‬


‫(الرقابة)‬
‫يتوقع بعد دراسة الفصل السادس من المقرر أن يكون الدارس قادرًا بعون هللا‬
‫على ان ‪:‬‬
‫يعرف مسؤولية التفقد والتقييم‬ ‫يبين أهمية التفقد والتقييم‬ ‫يشرح أهم الصفات في القائمين‬
‫والرقابة من منطلق إيماني‬ ‫والرقابة‪ ،‬واآلثار المترتبة على‬ ‫على مسؤولية التفقد والتقييم‬
‫كطاعة وعبودية هلل‪.‬‬ ‫ضعفها أو غيابها‪.‬‬ ‫والرقابة‪.‬‬

‫يوضح مفهوم الرقابة ويعدد‬


‫يعدد أهم أهداف التفقد والتقييم‬ ‫يفرق بين كل من التفقد والتقييم‬
‫أنواعها مبينًا دور كل منها‬
‫والرقابة‪.‬‬ ‫والرقابة‪.‬‬
‫بإيجاز‪.‬‬

‫يدرك دور مسؤولية التفقد‬ ‫يذكر أهم المعايير العامة لعملية‬


‫والتقييم والرقابة في إطار‬ ‫التفقد والتقييم والرقابة في‬
‫منظومة العملية اإلدارية‪.‬‬ ‫المنظومة اإلدارية‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫أوالً ‪ :‬المفهوم العام للتفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫قال هللا تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬فَم ْن َك اَن َيْر ُج و ِلَقاَء َر ِّبِه َفْلَيْع َم ْل َع َم اًل َص اِلًح ا َو اَل ُيْش ِرْك ِبِعَباَد ِة َر ِّبِه َأَح ًد ا﴾‪ ،‬التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم والرقاب‪I‬ة‬
‫بحقيقته‪I‬ا ذات ط‪I‬ابع تعب‪I‬دي‪ ،‬ألنه‪I‬ا تنطل‪I‬ق من أم‪I‬ر هللا ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل لعب‪I‬اده المؤم‪I‬نين‪ ،‬ب‪I‬أن يعب‪I‬دوه‪ ،‬وال يش‪I‬ركوا ب‪I‬ه ش‪I‬يئًا‪،‬‬
‫وهي مس‪I‬ؤولية عظيم‪I‬ة في ح‪I‬د ذاته‪I‬ا انطالق‪ًI‬ا من رقاب‪I‬ة هللا على العب‪I‬اد واستش‪I‬عارا للمس‪I‬ؤولية واألمان‪I‬ة‪ ،‬والتق‪I‬ييم‬
‫والرقاب‪I‬ة لف‪I‬ظ يحم‪I‬ل في طيات‪I‬ه الكثير من المع‪I‬اني العظيم‪I‬ة في أداء المس‪I‬ؤولية خ‪I‬وف من هللا ورج‪I‬اء ورهب‪I‬ة وطاع‪I‬ة‬
‫والتزام؛ في امل الحصول على رضاه في أداء المهام واألعمال‪.‬‬
‫وهي تع‪I‬ني التأك‪I‬د من تنفي‪I‬ذ األعم‪I‬ال كم‪I‬ا ه‪I‬و مخط‪I‬ط له‪I‬ا كًم ا وكًيف‪I‬ا‪ ،‬ومن ثم ال يمكن أن يك‪I‬ون هن‪I‬اك تق‪I‬ييم ورقاب‪I‬ة إذا‬
‫لم يكن لدينا خطة مسبقة وأهداف محددة‪ ،‬حتى نستطيع أن نقارن بين ما هو مخطط بما تم إنجازه‪.‬‬
‫وق‪I‬د تح‪ّI‬د ث الش‪I‬هيد القائ‪I‬د ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬كثيرًا عن أهمي‪I‬ة التق‪I‬ييم اإلداري‪ ،‬وتق‪I‬ييم األداء لتجنب تك‪I‬رار ج‪I‬وانب‬
‫القص‪I‬ور واألخط‪I‬اء‪ ،‬وك‪I‬ذلك لمعرف‪I‬ة م‪I‬واطن الفش‪I‬ل والنج‪I‬اح ودراس‪I‬ة ومعرف‪I‬ه األس‪I‬باب لالس‪I‬تفادة منه‪I‬ا في مراجع‪I‬ة‬
‫الوضع العملي وإصالح وتقويم الخلل‪ ،‬ولالستفادة من الفرص بالشكل الصحيح‪،‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫أوالً ‪ :‬المفهوم العام للتفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬

‫ونخلص الى مفه‪I‬وم ع‪I‬ام لعملي‪I‬ة التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم والرقاب‪I‬ة كمس‪I‬ؤولية ض‪I‬من‬
‫المنظوم‪I‬ة اإلداري‪I‬ة باعتباره‪I‬ا المس‪I‬ؤولية ال‪I‬تي ته‪I‬دف إلى التأك‪I‬د من أن تنفي‪I‬ذ‬
‫األه‪I‬داف المطل‪I‬وب تحقيقه‪I‬ا تس‪I‬ير س‪I‬يًر ا ص‪I‬حيًح ا حس‪I‬ب الخط‪I‬ة والتنظيم‬
‫والتوجي‪I‬ه وه‪I‬ذا أهم ركن من أرك‪I‬ان اإلدارة الحكيم‪I‬ة ونظ‪I‬ام ادارة الج‪I‬ودة‪،‬‬
‫ولع‪I‬ل اإلداري الم‪I‬ؤمن ه‪I‬و الم‪I‬درك ح‪I‬ق اإلدراك ألهمي‪I‬ة التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم‪،‬‬
‫والعمل على إنفاذها سواء على نفسه أو على غيره‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫أوالً ‪ :‬المفهوم العام للتفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫تعتبر عملية التفقد والتقييم والرقابة من القضايا الرئيسية المهمة التي ركز عليها الشهيد القائد وذلك لالتي‪:‬‬

‫‪06‬‬ ‫‪01‬‬
‫استشعاراً للرقابة اإللهية‪ ،‬واستعدادًا للحساب‬
‫األخروي الذي يأتي بغتة في أي لحظة‬ ‫تربية الناس على المسئولية والوفاء‬
‫باألمانة الملقاة على عاتقهم‬

‫‪05‬‬ ‫‪02‬‬
‫تجسيدا لمفهوم االستخالف والتمكين‬
‫انطالقاًامن قول هللا تعالى‪َ( :‬ع َس ى َرُّبُك ْم َأن‬ ‫التعامل الصحيح مع واقعهم ومع‬
‫ُيْه ِلَك َعُد َّو ُك ْم َو َيْس َتْخ ِلَفُك ْم ِفي اَألْر ِض َفَينُظَر‬ ‫مجتمعهم المحيط بهم‬
‫َك ْيَف َتْع َم ُلوَن )‬
‫‪04‬‬ ‫‪03‬‬

‫تربيتهم على االستعداد للتقييم اإللهي الدائم‬ ‫الوقوف بشكل دوري ومستمر على‬
‫والمستمر لهم في كل المراحل‬ ‫مستوى األداء للمسؤوليات والمهام‬
‫وتصويب المسارات أوال بأول‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫للتفق‪I‬د والتق‪I‬ييم والرقاب‪I‬ة أهمي‪I‬ة بالغ‪I‬ة في أداء المه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات ونج‪I‬اح األعم‪I‬ال وداف‪I‬ع لالهتم‪I‬ام والح‪I‬رص على‬
‫النج‪II‬اح من اهمه‪II‬ا معرف‪II‬ة األخط‪II‬اء في ال‪II‬وقت المناس‪II‬ب واكتش‪II‬اف ج‪II‬وانب النقص والقص‪II‬ور ومعرف‪II‬ة ن‪II‬وع‬
‫الص‪I‬عوبات وك‪I‬ذا أس‪I‬بابها به‪I‬دف معالجته‪I‬ا بأقص‪I‬ى س‪I‬رعة وب‪I‬دون ت‪I‬أخير ح‪I‬تى يتواص‪I‬ل ويس‪I‬تمر النش‪I‬اط اإلداري‬
‫العملي‪ .‬كم‪I‬ا أنه‪I‬ا تس‪I‬اهم في التعلم وتعزي‪I‬ز الخ‪I‬برات والتج‪I‬ارب بتعميم الخ‪I‬برات الجي‪I‬دة أي معرف‪I‬ة أم‪I‬اكن تحقي‪I‬ق‬
‫النجاح واستخالص النتائج المطلوبة من ذلك بهدف تعميم هذه النجاحات على أماكن أخرى‪.‬‬
‫ويق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د ‪-‬يحفظ‪I‬ه هللا‪« :-‬من الج‪I‬وانب المفي‪I‬دة إلص‪I‬الح العم‪I‬ل ومعالج‪I‬ة الخل‪I‬ل التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم‪ ،‬وه‪I‬و من‬
‫ل‪I‬وازم النج‪I‬اح في العم‪I‬ل‪ ،‬ومن المهم التفاع‪I‬ل اإليج‪I‬ابي من الجمي‪I‬ع مع‪I‬ه وع‪I‬دم التحس‪I‬س أو االس‪I‬تياء من‪I‬ه فه‪I‬و عام‪I‬ل‬
‫مس‪I‬اعد ل‪I‬ذوي األعم‪I‬ال أنفس‪I‬هم لص‪I‬الح عملهم‪ ،‬ويق‪I‬ول ‪-‬رض‪I‬وان هللا علي‪I‬ه‪ -‬الج‪I‬انبَّ الرق‪I‬ابي ه‪I‬و ع‪I‬ون لإلنس‪I‬ان إذا‬
‫علم أن هن‪I‬اك رقاب‪I‬ة على أعمال‪I‬ه‪ ،‬ه‪I‬ذا سيش‪I‬جعه على االهتم‪I‬ام أك‪I‬ثر‪ ،‬الج‪I‬انب الرق‪I‬ابي إعان‪I‬ة للمس‪I‬ؤول‪ ،‬وتص‪I‬حيح‬
‫لعمله‪ ،‬فال يكون هناك تحسس من الجانب الرقابي»‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم فوائد التفقد والتقييم والرقابة‬

‫أهم فوائد عملية التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬

‫حافزودافع لالهتمام والنجاح وتعزيز التعلم‬ ‫مراجعة الواقع وإصالح الخلل واالستفادة‬
‫الفردي والمؤسسي‪ ،‬وتوفير إطار مالئم‬ ‫من األخطاء والعمل على تالفي القصور‪.‬‬
‫للمساءلة‪.‬‬

‫عامل مهم لتحسين األداء ووسيلة لتزويد‬


‫صانع القرار بالمعلومات الالزمة التخاذ‬ ‫معرفة مواطن اإلخفاق‪ ،‬النجاح‪،‬‬
‫قرارات مالئمة‪.‬‬ ‫الفشل‪ ،‬وتشخيص أسبابها‪.‬‬

‫مواكبة العاملين في بنائهم وتفقدهم وفي متابعة‬ ‫االرتقاء في العمل الرتباطه بالتقييم‬
‫سير عملهم واهتمامهم وأعانتهم على حل‬ ‫والمراجعة‬
‫مشاكلهم‪).‬‬

‫تفعيل لمبدأ المسائلة والمحاسبة يحد من التقصير‬


‫والمخالفات‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثانياً ‪ :‬أهمية التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫اآلثار المترتبة على غياب وضعف التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬

‫الغفلة والغرور واالنخداع بالنفس وعدم‬ ‫التجاهل وجحود جوانب الخطاء‬


‫صعوبة تحديد المسؤولين عن التقصير‬ ‫الشعور بعدم التقصير‪ ،‬وغيابها أو‬ ‫والقصور وعدم أدراك خطورة‬
‫أو االنحراف أو سوء استخدام الموارد‬ ‫ضعفها يعني‪ .‬عدم وجود أسس‬ ‫األخطاء الكثيرة في تأثيرها على‬
‫واإلمكانات‪.‬‬ ‫موضوعية لقياس الكفاءة وتقييم األداء‬ ‫العالقة مع هللا‪.‬‬
‫واإلنجازات‪.‬‬

‫غياب أو ضعف الدافع لتطوير األداء‬ ‫صعوبة الوصول للأهداف في الوقت‬


‫وتحسين اإلنجازات والتنافس اإليجابي‬ ‫التأخير في حل الصعوبات والمشكالت‬ ‫المحدد‪ ،‬وتأخير إنجاز األعمال‬
‫لمصلحة العمل‪.‬‬ ‫التي تواجه األداء وبالتالي تفاقم آثارها‪.‬‬ ‫وتراكمها‪.‬‬

‫صعوبة التعرف على المشاكل التي‬ ‫صعوبة تحقيق العدالة والموضوعيـة‬


‫تواجه عملية التنفيذ وتحديد أسبابها‬ ‫غيابها يعني غياب مبدأ المسائلة‬ ‫في تحقيق أسس وقواعد التحفيز‬
‫وبالتالي عدم القدرة على حلها‪.‬‬ ‫والمحاسبة والثواب والعقاب‪.‬‬ ‫اإليجابي والسلبي‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم عناصر مسؤولية التفقد والتقييم والرقابة‬

‫التفقد‬
‫والمتابعة‬

‫عناصر‬
‫عملية‬
‫التفقد‬
‫الرقابة‬ ‫التقييم‬ ‫التقييم‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫أ‪ -‬التفقد‪:‬‬
‫ترك‪I‬ز عملي‪I‬ة التفق‪I‬د بمفهومه‪I‬ا الش‪I‬امل والمتابع‪I‬ة على متابع‪I‬ة العم‪I‬ل وس‪I‬يره بش‪I‬كل منتظم ومس‪I‬تمر وتفق‪I‬د ورعاي‪I‬ة الع‪I‬املين‪،‬‬
‫وتتب‪I‬ع س‪I‬ير األداء وقي‪I‬اس مس‪I‬توى التق‪I‬دم في‪I‬ه بالمقارن‪I‬ة م‪I‬ع األه‪I‬داف المح‪I‬ددة والخط‪I‬ط الموض‪I‬وعية ومع‪I‬ايير األداء الخاّص ة‬
‫للكش‪I‬ف عن أي أخط‪I‬اء إذا وج‪I‬دت من منطل‪I‬ق االهتم‪I‬ام والرعاي‪I‬ة‪ ،‬واله‪I‬دف منه‪I‬ا التأّك د من التقّي د في تنفي‪I‬ذ قواع‪I‬د العم‪I‬ل‪،‬‬
‫ومعرف‪I‬ة مس‪I‬اره والس‪I‬لوك الخ‪I‬اص بالع‪I‬املين من خالل تش‪I‬جيع وتحف‪I‬يز ورف‪I‬ع معنوّيات الع‪I‬املين عن طري‪I‬ق تط‪I‬بيق وس‪I‬ائل‬
‫اإلدارة الحديثة المنطلقة من المبادئ والقيم القرآنية‪.‬‬
‫وهي مس‪I‬ؤولية أساس‪I‬ية تش‪I‬مل كاف‪I‬ة المس‪I‬ؤوليات والمس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة‪ ،‬إذ ال يس‪I‬تقيم العم‪I‬ل ب‪I‬دونها‪ ،‬حيث يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪:‬‬
‫«متابع‪I‬ة العم‪I‬ل نص‪I‬ف العم‪I‬ل» ويؤك‪I‬د الس‪I‬يد القائ‪I‬د على أهميته‪I‬ا‪ ،‬فيق‪I‬ول‪« :‬فل‪I‬ذلك العوام‪I‬ل ال‪I‬تي هي عوام‪I‬ل للنج‪I‬اح‪ ،‬عوام‪I‬ل‬
‫وأس‪I‬س تس‪I‬اعد على األداء الص‪I‬حيح‪ ،‬على تص‪I‬ويب األعم‪I‬ال‪ ،‬على تالفي األخط‪I‬اء‪ ،‬على الس‪I‬عي إلى تف‪I‬ادي الكثير من الخل‪I‬ل‬
‫الرهيب الذي يحصل نتيجة اإلهمال والغفلة‪ ،‬وترك الناس يعملون كيفما أرادوا وشاءوا‪ ،‬أو يكتفى فقط بتقاريرهم هم»‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫أ‪ -‬التفقد‪:‬‬

‫التفق‪I‬د والمتابع‪I‬ة‪ :‬عملي‪I‬ة مس‪I‬تمرة تش‪I‬مل كاف‪I‬ة المس‪I‬تويات اإلداري‪I‬ة واألعم‪I‬ال‬


‫والمه‪I‬ام وتس‪I‬تهدف بش‪I‬كل مباش‪I‬ر رص‪I‬د مس‪I‬توى التق‪I‬دم المح‪I‬رز لتنفي‪I‬ذ األنش‪I‬طة‬
‫(س‪I‬واء أن ك‪I‬انت خ‪I‬دمات مس‪I‬تمرة أو ب‪I‬رامج أو مش‪I‬روعات) وذل‪I‬ك وفق‪ًI‬ا للج‪I‬دول‬
‫الزم‪II‬ني المج‪II‬از واس‪II‬تخدام الم‪II‬دخالت من قب‪II‬ل الجه‪II‬ات المس‪II‬تفيدة وتع‪I‬د مس‪II‬ألة‬
‫أساس‪I‬ية‪ ،‬وعام‪I‬ل مهم‪ ،‬وح‪I‬افز وداف‪I‬ع لالهتم‪I‬ام والنج‪I‬اح‪ ،‬وع‪I‬امًال مس‪I‬اعدًا لمن ه‪I‬و‬
‫في موق‪I‬ع المس‪I‬ؤولية‪ ،‬أن يهتم أك‪I‬ثر‪ ،‬وأن يج‪I‬د أك‪I‬ثر‪ ،‬وأن يح‪I‬رص على النج‪I‬اح‬
‫أكثر‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ب‪ -‬التقييم‪:‬‬
‫التق‪I‬ييم ه‪I‬و الخط‪I‬وة التالي‪I‬ة لعملي‪I‬ة التفق‪I‬د في إط‪I‬ار المس‪I‬ؤولية الواح‪I‬دة للتفق‪I‬د والتق‪I‬ييم والرقاب‪I‬ة في منظوم‪I‬ة العملي‪I‬ة اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وه‪I‬و من القض‪I‬ايا‬
‫الرئيس‪I‬ية المهم‪I‬ة للوق‪I‬وف بش‪I‬كل دوري على مس‪I‬توى األداء للمس‪I‬ؤوليات والمه‪I‬ام وتص‪I‬ويب المس‪I‬ارات أولً ب‪I‬أول‪ ،‬وك‪I‬ذلك لتربي‪I‬ة الع‪I‬املين على‬
‫االس‪I‬تعداد للتق‪I‬ييم اإللهي ال‪I‬دائم والمس‪I‬تمر لهم في ك‪I‬ل المراح‪I‬ل واستش‪I‬عارًا للرقاب‪I‬ة اإللهي‪I‬ة‪ ،‬واس‪I‬تعدادًا للحس‪I‬اب األخ‪I‬روي ال‪I‬ذي ي‪I‬أتي بغت‪I‬ة في‬
‫أي لحظة‪.‬‬
‫وهي عملي‪I‬ة ش‪I‬املة س‪I‬واء فيم‪I‬ا يتعل‪I‬ق بتق‪I‬ييم الخط‪I‬ط أو تق‪I‬ييم األداء المؤس‪I‬س أو تق‪I‬ييم األداء الف‪I‬ردي وال‪I‬وظيفي‪ ،‬ونتن‪I‬اول هن‪I‬ا بإيج‪I‬از ثالث‪I‬ة‬
‫مج‪I‬االت رئيس‪I‬ية اوله‪I‬ا مج‪I‬ال الق‪I‬وى البش‪I‬رية (الع‪I‬املين) عن طري‪I‬ق تنفي‪I‬ذ دور اإلدارة في تق‪I‬ييم أداء الع‪I‬املين والتع‪I‬رف على مس‪I‬توى أدائهم‪،‬‬
‫وتحدي‪I‬د نق‪I‬اط ق‪I‬وتهم وض‪I‬عفهم‪ ،‬ومتابع‪I‬ة أداء ك‪ّI‬ل عام‪I‬ل عن طريق‪I‬ة مجموع‪I‬ة من اُألس‪I‬س‪ ،‬ومنه‪I‬ا‪ :‬المه‪I‬ارات الشخص‪ّI‬ية‪ ،‬والتع‪I‬اون‪ ،‬وتحقي‪I‬ق‬
‫األهداف‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫والمج‪I‬ال الثاني‪ :‬تق‪I‬ييم األداء اإلداري وه‪I‬و يع‪I‬ني التأك‪I‬د م‪I‬ا إذا ك‪I‬ان النش‪I‬اط الفعلي يس‪I‬ير وفق‪ًI‬ا للخط‪I‬ط الموض‪I‬وعة‪ ،‬وم‪I‬ا ح‪I‬دد ل‪I‬ه من أه‪I‬داف‪،‬‬
‫ومؤش‪I‬رات ونت‪I‬ائج مس‪I‬تهدفة‪ ،‬والتق‪I‬ييم يختل‪I‬ف عن التفق‪I‬د والمتابع‪I‬ة من حيث الجه‪I‬ة المنف‪I‬ذة ففي ال‪I‬وقت ال‪I‬تي يتم عملي‪I‬ة التفق‪I‬د والمتابع‪I‬ة في كاف‪I‬ة‬
‫المس‪I‬تويات وفي إط‪I‬ار الجه‪I‬ة المنف‪I‬ذة‪ ،‬ف‪I‬إن عملي‪I‬ة التق‪I‬ييم يتم ع‪I‬بر فري‪I‬ق من غ‪I‬ير المنف‪I‬ذين أو من الجه‪I‬ة العلي‪I‬ا أو ع‪I‬بر االس‪I‬تعانة بفري‪I‬ق من‬
‫خارج الجهة وبحسب نوع المؤسسة ونشاطها‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ب‪ -‬التقييم‪:‬‬
‫التق‪I‬ييم ه‪I‬و‪ :‬عملي‪I‬ة مرحلي‪I‬ة؛ تهتم ب‪I‬التقييم ال‪I‬دوري ألداء األنش‪I‬طة والخ‪I‬دمات من‬
‫حيث المالئم‪I‬ة والفعالي‪I‬ة والنت‪I‬ائج مقارن‪I‬ة م‪I‬ع األه‪I‬داف المح‪I‬ددة مس‪I‬بقًا والمؤش‪I‬رات‬
‫والنت‪I‬ائج المس‪I‬تهدفة المح‪I‬ددة في الخط‪I‬ط المق‪I‬رة‪ ،‬وتق‪I‬دم تحلي‪I‬ل معم‪I‬ق وموس‪I‬ع لمقارن‪I‬ة‬
‫م‪I‬ا تم تخطيط‪I‬ه م‪I‬ع م‪I‬ا تحق‪I‬ق فعالي‪ًI‬ا في الواق‪I‬ع‪ ،‬وتتع‪I‬رف على لم‪I‬اذا وكي‪I‬ف تم تحقي‪I‬ق‬
‫النت‪I‬ائج وتق‪I‬دم توص‪I‬يات للتق‪I‬ويم أو للتغي‪I‬ير‪ ،‬كم‪I‬ا ت‪I‬وفر قاع‪I‬دة معرفي‪I‬ة جدي‪I‬دة للتخطي‪I‬ط‬
‫المس‪I‬تقبلي (ال‪I‬دروس المس‪I‬تفادة والتعلم)‪ ،‬وك‪I‬ذلك ُيب‪I‬نى عليه‪I‬ا محاس‪I‬بة أو مس‪I‬اءلة‬
‫إدارية‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫المس‪I‬ؤولية اإلداري‪I‬ة في اإلدارة اإلس‪I‬المية متكامل‪I‬ة ومترابط‪I‬ة‪ ،‬ويتض‪I‬ح ذل‪I‬ك في إط‪I‬ار ه‪I‬ذه المس‪I‬ؤولية (التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم‬
‫والرقاب‪I‬ة) فمخرج‪I‬ات عملي‪I‬ة التفق‪I‬د هي م‪I‬دخالت لعملي‪I‬ة التق‪I‬ييم ومخرج‪I‬ات عملي‪I‬ة التق‪I‬ييم هي م‪I‬دخالت لعملي‪I‬ة‬
‫الرقاب‪I‬ة‪ ،‬وتجنب‪ًI‬ا لمش‪I‬كلة تن‪I‬اقض المص‪I‬طلحات والمف‪I‬اهيم وحس‪I‬م مش‪I‬كلة ج‪I‬دل التعريف‪I‬ات‪ ،‬يص‪I‬نف الس‪I‬يد القائ‪I‬د الرقاب‪I‬ة‬
‫اإلداري‪I‬ة إلى ن‪I‬وعين األولى الرقاب‪I‬ة الظ‪I‬اهرة والثاني‪I‬ة الرقاب‪I‬ة الس‪I‬رية حيث يق‪I‬ول‪َ(« :‬و اْبَعِث اْلُعُيوَن ِم ْن َأْه ِل الِّص ْد ِق‬
‫َو اْلَو َف اِء َع َلْيِهْم )‪ ،‬إض‪I‬افًة إلى عملي‪I‬ة التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم يك‪I‬ون هن‪I‬اك أيض‪ًI‬ا رقاب‪I‬ة‪ ،‬الرقاب‪I‬ة في ه‪I‬ذا ال‪I‬زمن هن‪I‬اك رقاب‪I‬ة‬
‫ظ‪I‬اهرة‪ ،‬وأجه‪I‬زة ع‪I‬ادًة م‪I‬ا تك‪I‬ون في الدول‪I‬ة‪ ،‬مهمته‪I‬ا رقابي‪I‬ة‪ ،‬ولكن الب‪َّI‬د أيض‪ًI‬ا أن يك‪I‬ون هن‪I‬اك رقاب‪ٌI‬ة س‪I‬رية‪ ،‬الرقاب‪I‬ة‬
‫الس‪I‬رية هي أك‪I‬ثر فاعلي‪ًI‬ة وت‪I‬أثيرًا ح‪I‬تى من الرقاب‪I‬ة الظ‪I‬اهرة والعلني‪I‬ة‪ ،‬الرقاب‪I‬ة الس‪I‬رية على أداء مس‪I‬ؤولياتهم‪ ،‬على‬
‫أعم‪I‬الهم‪ ،‬ه‪I‬ذه مس‪I‬ألة مهم‪I‬ة ج‪ًّI‬د ا‪ ،‬وله‪I‬ذا ق‪I‬ال‪َ«:‬و اْبَعِث اْلُعُي وَن »‪ ،‬يع‪I‬ني‪ :‬الرقب‪I‬اء‪ ،‬ابعث المراق‪I‬بين‪ ،‬من تكلفهم به‪I‬ذه‬
‫المهمة الرقابية»‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫الرقاب‪I‬ة اإلداري‪I‬ة هي َم جموع‪ٌI‬ة من التطبيق‪I‬ات الُم س‪I‬تخدمة من أج‪ِI‬ل الوص‪I‬ول إلى‬
‫الكف‪I‬اءة اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وُتعت‪I‬بر ُج زءًا من نظ‪I‬ام التحّك م ال‪I‬داخلّي في المؤسس‪I‬ات‪ ،‬وته‪I‬دف‬
‫إلى دعم تنفي‪II‬ذ كاّف ة األعم‪II‬ال في األوق‪II‬ات الُم ناس‪II‬بة‪ ،‬والُم رتبط‪II‬ة م‪II‬ع السياس‪II‬ات‬
‫اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وأيض‪ًI‬ا ُتع‪I‬رف الرقاب‪I‬ة اإلداري‪I‬ة بأّنه‪I‬ا األفع‪I‬ال أو الق‪ّI‬و ة ال‪I‬تي ُتحّقق الس‪I‬يطرة‬
‫على العم‪I‬ل‪ ،‬وهي ِم ن الوس‪I‬ائل القانونّية الُم س‪I‬تخدمة في التنظيم والتوجي‪I‬ه اإلداري‪،‬‬
‫ومن التعريفات األخرى للرقابة اإلدارية هي األفعال‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫شكل يوضح أنواع الرقابة اإلدارية‬

‫الرقابة الظاهرة‪:‬‬
‫الرقابة العامة‬ ‫رقابة األجهزة‬ ‫الرقابة السرية‬ ‫الرقابة الذاتية‬
‫اإلدارية‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫‪ -1‬الرقابة الذاتية‪:‬‬
‫يق‪I‬ول الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬و اَل َتْع َم ُل وَن ِم ْن َع َم ٍل ِإاَّل ُكَّن ا َع َلْيُك ْم ُش ُهوًد ا ِإْذ ُتِفيُض وَن ِفي‪I‬هِ﴾‪ ،‬هي رقاب‪I‬ة تق‪I‬وم على‬
‫رقاب‪ُI‬ة العام‪I‬ل لنفس‪I‬ه واستحض‪I‬ار رقاب‪I‬ة هللا علي‪I‬ه في كاف‪I‬ة تص‪I‬رفاته واعمال‪I‬ه‪ ،‬إن من أعظم م‪I‬ا يتم‪I‬يز ب‪I‬ه النظ‪I‬ام‬
‫اإلداري في اإلس‪I‬الم عن غ‪I‬يره من النظم اإلداري‪I‬ة المعاص‪I‬رة ه‪I‬و الترك‪I‬يز على الرقاب‪I‬ة الذاتي‪I‬ة المنطلق‪I‬ة من‬
‫استش‪I‬عار رقاب‪I‬ة الم‪I‬ولى ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل كأس‪I‬لوب اساس‪I‬ي في ض‪I‬بط س‪I‬لوك الف‪I‬رد داخ‪I‬ل وخ‪I‬ارج المؤسس‪I‬ة في نط‪I‬اق‬
‫عمل‪I‬ه ومس‪I‬ؤليته أوفي منزل‪I‬ه أو أي م‪I‬ان أو مج‪I‬ال يتح‪I‬رك في‪I‬ه في ه‪I‬ذه الحي‪I‬اة‪ ،‬باعتب‪I‬ار‪ ،‬أن الرقاب‪I‬ة ج‪I‬انب تعب‪I‬دي‬
‫تع‪I‬زز الص‪I‬لة العظيم‪I‬ة بين العب‪I‬د ورب‪I‬ه يق‪I‬ول هللا س‪I‬بحانه وتع‪I‬الى‪َ﴿ :‬يْع َلُم َخ اِئَن َة اَأْلْع ُيِن َو َم ا ُتْخ ِفي الُّص ُد وُر ﴾‪،‬‬
‫ويق‪II‬ول س‪II‬بحانه ﴿َو ُق ِل اْع َم ُل وا َفَس َيَر ى ُهَّللا َع َم َلُك ْم َو َر ُس وُلُه َو اْلُم ْؤ ِم ُن وَن َو َس ُتَر ُّد وَن إلى َع اِلِم اْلَغ ْيِب َو الَّش َهاَد ِة‬
‫َفُيَنِّبُئُك ْم ِبَم ا ُكْنُتْم َتْع َم ُل وَن ﴾‪ ،‬والق‪I‬رآن الك‪I‬ريم مليء باآلي‪I‬ات ال‪I‬تي ُتؤِّك د على مس‪I‬الة الرقاب‪I‬ة اإللهي‪I‬ة ﴿ِإَّن َهَّللا َك اَن‬
‫َع َلْيُك ْم َرِقيًب ا﴾‪ ،‬وقول‪I‬ه تع‪I‬الى‪َ﴿ :‬و َك اَن ُهَّللا ِبَم ا َيْع َم ُل وَن ُمِح يًط ا﴾‪ ،‬وقول‪I‬ه س‪I‬بحانه‪َ﴿ :‬و ُهَّللا ِبَم ا َتْع َم ُل وَن َبِص يٌر ﴾‪ ،‬وقول‪I‬ه‬
‫ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪َ﴿ :‬فَم ْن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َخ ْي ًر ا َيَر ُه * َو َم ْن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َش ًّر ا َيَر هُ﴾‪ .‬وه‪I‬ذا قض‪I‬يته أساس‪I‬ية في ال‪I‬دين‬
‫اإلس‪I‬المي‪ ،‬وفي ه‪I‬ذا الج‪I‬انب يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬اإلنس‪I‬ان بحاج‪I‬ة إلى أن يرِّس خ في نفس‪I‬ه ه‪I‬ذا الض‪I‬ابط المهم‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫‪ -2‬الرقابة السرية‪:‬‬
‫قال هللا تع‪I‬الى‪﴿ :‬اْلُم وُف وَن ِبَع ْه ِدِهْم ِإَذ ا َع اَه ُد وا﴾‪ ،‬الرقاب‪I‬ة الس‪I‬رية ض‪I‬روريٌة ج‪ًّI‬د ا‪ ،‬وهي أك‪I‬ثر فاعلي‪ًI‬ة من الرقاب‪I‬ة‬
‫الظ‪I‬اهرة والعلني‪I‬ة؛ ألن الك‪I‬ل س‪I‬يلحظون‪ ،‬وبال‪I‬ذات عن‪I‬دما ت‪I‬أتي المحاس‪I‬بة‪ ،‬عن‪I‬دما ت‪I‬أتي المتابع‪I‬ة‪ ،‬عن‪I‬دما ي‪I‬أتي‬
‫التص‪I‬ويب‪ ،‬من غ‪I‬ير كش‪I‬ف ذل‪I‬ك ال‪I‬رقيب‪ ،‬من غ‪I‬ير اإلْخ َبار ب‪I‬ه‪ ،‬لكن عن‪I‬دما يلح‪I‬ظ ذل‪I‬ك المس‪I‬ؤول أن‪I‬ك تتابع‪I‬ه نتيج‪I‬ة‬
‫خل‪I‬ل معين‪ ،‬أو س‪I‬وء تص‪I‬رف‪ ،‬أو س‪I‬وء معامل‪I‬ة‪﴿ ،‬أنت أس‪I‬أت المعامل‪I‬ة م‪I‬ع فالن‪ ،‬أنت فعلت ك‪I‬ذا‪ ،‬أنت تص‪I‬رفت‬
‫بكذا﴾‪.‬‬
‫ِق‬ ‫ْف‬ ‫ِّر‬‫ال‬ ‫َو‬ ‫‪،‬‬ ‫ِة‬ ‫َن‬‫ا‬ ‫َم‬‫َأْل‬‫ا‬ ‫ِل‬‫ا‬ ‫َم‬ ‫ْع‬‫ِت‬ ‫اْس‬ ‫ى‬‫َل‬ ‫َع‬ ‫ْم‬‫ُه‬‫َل‬ ‫ٌة‬ ‫َو‬ ‫ْد‬ ‫َح‬ ‫‪،‬‬ ‫ِهْم‬ ‫و‬ ‫ُم‬‫ُأِل‬ ‫يق‪I‬ول أم‪I‬ير المؤم‪I‬نين ‪-‬علي‪I‬ه الس‪I‬الم‪َ« -‬فِإَّن َتَع اُهَدَك ِفي الِّسِّر‬
‫ِر‬
‫ِبالَّر ِع َّي ِة»‪ ،‬ويق‪I‬ول أيض‪ًI‬ا‪« :‬وأبعث عليهم العي‪I‬ون من أه‪I‬ل الص‪I‬دق والوف‪I‬اء»‪ ،‬ويش‪I‬رح الس‪I‬يد القائ‪I‬د ذل‪I‬ك‪ ،‬فيق‪I‬ول‪:‬‬
‫«المراقب‪II‬ة لهم‪ ،‬والتح‪II‬ري عن أدائهم ألعم‪II‬الهم به‪II‬ذه الطريق‪II‬ة الس‪II‬رية‪ ،‬ه‪II‬و عام‪ٌII‬ل مس‪II‬اعٌد لهم على أداء‬
‫مس‪I‬ؤولياتهم بش‪I‬كٍل ص‪I‬حيح‪ ،‬وباألمان‪I‬ة‪ ،‬وب‪I‬الرفق بالرعي‪I‬ة‪ ،‬الرف‪I‬ق بالن‪I‬اس‪ ،‬الرف‪I‬ق بمن لهم ارتب‪I‬اط بمس‪I‬ؤولياتهم‪،‬‬
‫بمن هم في نط‪I‬اق مس‪I‬ؤولياتهم‪ ،‬بمن تتوج‪I‬ه تل‪I‬ك المس‪I‬ؤوليات إليهم‪ ،‬لخ‪I‬دمتهم‪ ،‬للعناي‪I‬ة بش‪I‬أنهم‪ ،‬إلدارة ش‪I‬ؤونهم؛‬
‫ألن ه‪I‬ذا ج‪I‬انٌب أساس‪ٌI‬ي (الرف‪I‬ق) يع‪I‬ني‪ :‬حس‪I‬ن التعام‪I‬ل‪ ،‬االهتم‪I‬ام بالن‪I‬اس بطريق‪I‬ة ليس‪I‬ت عنيف‪I‬ة‪ ،‬ليس‪I‬ت غليظ‪I‬ة‪،‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫‪ -3‬الرقابة الظاهرة‪ :‬رقابة األجهزة اإلدارية‪:‬‬
‫مع توس‪I‬ع المه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات وزي‪I‬ادة ع‪I‬دد الع‪I‬املين ك‪I‬ان الب‪I‬د من إنش‪I‬اء أجه‪I‬زة إداري‪I‬ة متخصص‪I‬ة تق‪I‬وم بأعم‪I‬ال الرقاب‪I‬ة اإلداري‪I‬ة‬
‫عن العم‪I‬ل وعن أهمي‪I‬ة ذل‪I‬ك يق‪I‬ول الس‪I‬يد القائ‪I‬د‪« :‬إض‪I‬افًة إلى عملي‪I‬ة التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم يك‪I‬ون هن‪I‬اك أيض‪ًI‬ا رقاب‪I‬ة‪ ،‬الرقاب‪I‬ة في ه‪I‬ذا ال‪I‬زمن‬
‫هناك رقابة ظاهرة‪ ،‬وأجهزة عادًة ما تكون في الدولة‪ ،‬مهمتها رقابية»‪.‬‬
‫ومن أمثل‪I‬ة على ذل‪I‬ك الجه‪I‬از المرك‪I‬زي للرقاب‪I‬ة والمحاس‪I‬بة واللجن‪I‬ة العلي‪I‬ا للرقاب‪I‬ة على المناقص‪I‬ات والمزاي‪I‬دات والهيئ‪I‬ة الوطني‪I‬ة‬
‫العلي‪I‬ا لمكافح‪I‬ة الفس‪I‬اد وجه‪I‬از المفتش الع‪I‬ام ب‪I‬القوات المس‪I‬لحة أو جه‪I‬از المفتش الع‪I‬ام ب‪I‬وزارة الداخلي‪I‬ة‪ ،‬وغيره‪I‬ا من األجه‪I‬زة ال‪I‬تي‬
‫عملها ظاهر ومعلن في ممارسة دورها الرقابي‪.‬‬
‫وك‪I‬ذلك الرقاب‪I‬ة اإلداري‪I‬ة المتمثل‪I‬ة ب‪I‬ادارة الرقاب‪I‬ة والتف‪I‬تيش أو المراجع‪I‬ة الداخلي‪I‬ة وم‪I‬ا في حكمه‪I‬ا‪ ،‬وال‪I‬تي ُتعت‪I‬بر ُج زءًا من نظ‪I‬ام التحّك م‬
‫ال‪I‬داخلّي في المؤسس‪I‬ات‪ ،‬وته‪I‬دف إلى دعم تنفي‪I‬ذ كاّف ة األعم‪I‬ال في األوق‪I‬ات الُم ناس‪I‬بة‪ ،‬والُم رتبط‪I‬ة م‪I‬ع السياس‪I‬ات اإلداري‪I‬ة‪ ،‬وتس‪I‬تخدم‬
‫َم جموع‪ٌI‬ة من التطبيق‪I‬ات واإلج‪I‬راءات المناس‪I‬بة من أج‪ِI‬ل الوص‪I‬ول إلى الكف‪I‬اءة اإلداري‪I‬ة في تحقي‪I‬ق الس‪I‬يطرة على العم‪I‬ل‪ ،‬وهي ِم ن‬
‫الوسائل القانونّية الُم ستخدمة في التنظيم والتوجيه اإلداري والُم رتبطة في نجاح الّر قابة‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫ثالثاً ‪ :‬عناصر عملية التفقد والتقييم‪:‬‬
‫ج‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫‪ -4‬الرقابة العامة‪:‬‬
‫يق‪I‬ول هللا ع‪َّI‬ز وج‪َّI‬ل‪ُ﴿ :‬كْنُتْم َخْي َر ُأَّم ٍة ُأْخ ِر َج ْت ِللَّن اِس َت ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َتْنَه ْو َن َع ِن اْلُم ْنَك رِ﴾‪ ،‬وهن‪I‬ا يتض‪I‬ح لن‪I‬ا ان هللا س‪I‬بحانه‬
‫وتع‪I‬الى ق‪I‬د ف‪I‬رض على المس‪I‬لمين األم‪I‬ر ب‪I‬المعروف والنهي عن المنك‪I‬ر وهي م‪I‬ا تع‪I‬رف بالرقاب‪I‬ة الش‪I‬عبية لم‪I‬ا له‪I‬ا من أهمي‪I‬ة كب‪I‬يرة‬
‫ولق‪II‬د م‪II‬يز هللا ع ‪َّI‬ز وج‪َّII‬ل األم‪II‬ة اإلس‪II‬المية ب‪II‬ذلك عن غيره‪II‬ا من األمم‪ .‬وتع‪ّII‬ر ف الرقاب‪II‬ة العام‪II‬ة بأنه‪II‬ا رقاب‪II‬ة الن‪II‬اس على أداء‬
‫المس‪I‬ؤولين‪ ،‬متابع‪I‬ة الرعي‪I‬ة ألعم‪I‬ال المس‪I‬ؤولين ومحاس‪I‬بتهم عليه‪I‬ا ألنهم مس‪I‬ؤولون عن نش‪I‬اطهم أم‪I‬ام الن‪I‬اس بع‪I‬د مس‪I‬ؤوليتهم أم‪I‬ام‬
‫هللا‪.‬‬
‫ويش‪I‬مل ه‪I‬ذا الن‪I‬وع من الرقاب‪I‬ة إتاح‪I‬ة مجموع‪I‬ة من الوس‪I‬ائل ال‪I‬تي تمكن الن‪I‬اس من التظلم وتق‪I‬ديم ش‪I‬كاويهم ض‪I‬د أي مس‪I‬ؤول‪ ،‬وتس‪I‬اعد‬
‫على توض‪I‬يح مجموع‪ٍI‬ة من الَم علوم‪I‬ات للمس‪I‬ؤولين عن الص‪I‬ورة الحقيقّي ة لطبيع‪I‬ة العم‪I‬ل‪ ،‬واألخط‪I‬اء ال‪I‬تي ح‪I‬دثت من أج‪I‬ل تجّنب‬
‫حدوثها في المستقبل‪.‬‬
‫وينطل‪I‬ق ه‪I‬ذا الن‪I‬وع من الرقاب‪I‬ة من التعام‪I‬ل م‪I‬ع المس‪I‬ؤولية ك‪I‬واجب ش‪I‬رعي لخدم‪I‬ة الن‪I‬اس‪ ،‬ومن بين مجاالته‪I‬ا الح‪I‬رص على فتح‬
‫قن‪I‬وات تمكن الجمي‪I‬ع من تق‪I‬ديم المقترح‪I‬ات واالس‪I‬تفادة منه‪I‬ا‪ ،‬بم‪I‬ا يحق‪I‬ق التك‪I‬اتف والتكام‪I‬ل وتعزي‪I‬ز الرواب‪I‬ط بين أف‪I‬راد المجتم‪I‬ع‬
‫ومؤسسات الخدمة العامة‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫رابعاً ‪ :‬أهداف التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم أهداف التفقد والتقييم والرقابة في المنظومة اإلدارية‬
‫أهم أهداف عملية التفقد والتقييم‪:‬‬

‫‪05‬‬
‫تفق‪II‬د كف‪II‬اءة وفاعلي‪II‬ة األداء واإلدارة الحكيم‪II‬ة‬ ‫تفعي‪I‬ل المس‪I‬ائلة ومب‪I‬دأ الثواب والعق‪I‬اب للتفري‪I‬ق‬
‫وتوف‪II‬ير معطي‪II‬ات معلوماتي‪II‬ة للقي‪II‬ادة لمس‪II‬اءلة‬ ‫بين المحسن والمسيء‬
‫المعن‪III‬يين عن ج‪III‬وانب القص‪III‬ور واالش‪III‬ادة‬
‫‪04‬‬ ‫باإلنجازات والتعلم منها‪.‬‬

‫التع‪II‬رف على حجم الم‪II‬وارد المنفق‪II‬ة والعائ‪II‬د‬


‫المتحقق على مستوى كل جهة‪.‬‬
‫‪03‬‬
‫تفق‪I‬د كف‪I‬اءة التنس‪I‬يق والتكام‪I‬ل بين مختل‪I‬ف‬
‫المس‪III‬تويات والجه‪III‬ات على المس‪III‬تويين‬
‫الرأسي واالفقي‪.‬‬
‫‪02‬‬ ‫معرف‪II‬ة حجم التق‪II‬دم المح‪II‬رز في س‪II‬ير تنفي‪II‬ذ‬
‫الخط‪II‬ط واأله‪II‬داف والنت‪II‬ائج المس‪II‬تهدفة في‬
‫مختلف المجاالت‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫رص‪III‬د كف‪III‬اءة ومس‪III‬توى االل‪III‬تزام بالعم‪III‬ل‬
‫الجم‪II‬اعي وتظ‪II‬افر الجه‪II‬ود وتوزي‪II‬ع األدوار‬ ‫قياس نتائج وأثر التنفيذ في الواقع والتدقيق في‬
‫والمسؤوليات ومستوى تكاملها‪.‬‬ ‫الجوانب المالية واإلدارية ونحوها‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫خامساً ‪ :‬الصفات الالزمة في القائمين بمسؤولية التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫اإليمان‬ ‫ال‪4‬تزام التعام‪4‬ل اإليم‪4‬اني واستحض‪4‬ارهما كقوة روحي‪4‬ة تض‪4‬بط النفس ‪ ،‬وت‪4‬رتقي باإلنس‪4‬ان إلدارة نفس‪4‬ه وهواه وفق المبادئ والقيم‬
‫والتقوى‬ ‫والتعاليم اإليمانية‪ ،‬وتمثل حصانة وقوة روحية مقدسة ودارًا حصينًا ومفتاحًا للسداد‬
‫الب‪َّI‬د أن يك‪I‬ون من يعتم‪I‬د عليهم في األعم‪I‬ال الرقابي‪I‬ة من أه‪I‬ل أه‪I‬ل الص‪I‬دق؛ ح‪I‬تى ال يك‪I‬ذبوا‪ ،‬ح‪I‬تى ال ينقل‪I‬ون أش‪I‬ياء مكذوب‪I‬ة‪ ،‬غ‪I‬ير‬
‫ص‪I‬حيحة‪ ،‬أو يعتم‪I‬دون على أش‪I‬ياء غ‪I‬ير ص‪I‬حيحة من األس‪I‬اس‪ ،‬على آخ‪I‬رين‪ ،‬يك‪I‬ون ممن يح‪I‬رص على أن يتح‪I‬رى‪ ،‬أن يتأك‪I‬د وأن يك‪I‬ون‬
‫الصدق والوفاء‬ ‫صادقًا في نقله»‪.‬‬
‫«َو اْلَو َف اِء »‪ :‬بحيث يك‪I‬ون وفي‪ًI‬ا‪ ،‬ال يس‪I‬تمال‪ ،‬ي‪I‬ذهب إلى ذل‪I‬ك المس‪I‬ؤول‪ ،‬ويق‪I‬ول ل‪I‬ه‪﴿ :‬أن‪I‬ا مكل‪ٌI‬ف بالرقاب‪I‬ة علي‪I‬ك‪ ،‬لكن م‪I‬ا يهم‪I‬ك ادف‪I‬ع ش‪I‬يء‬
‫معين وأنا سأنقل تقريرًا رائعًا عنك﴾‪ ،‬يكون وفيًا في أداء مهمته الرقابية بشكٍل صحيح‪ ،‬وسليم‪ ،‬ومؤكد»‪.‬‬

‫االل‪4‬تزام بالنزاهة والحذر من الخيان‪4‬ة واجتن‪4‬اب الظلم‪ .‬واالل‪4‬تزام بالموض‪4‬وعية وع‪4‬دم التحيز فمهمت‪4‬ه ليس تص‪4‬يد االخط‪4‬اء وانم‪4‬ا دعم‬
‫النزاهة‬ ‫تحسين وتقويم األداء‪َ﴿ ،‬و اَّلِذ يَن ُهْم َأِلَم اَناِتِهْم َو َعْه ِدِهْم َر اُع وَن ﴾‪.‬‬
‫الح‪I‬رص على المب‪I‬ادرة والمس‪I‬ارعة والجدي‪I‬ة في القي‪I‬ام باألعم‪I‬ال والمتابع‪I‬ة له‪I‬ا ب‪I‬إخالص هلل‪ ،‬متج‪I‬ردًا من األه‪I‬داف الشخص‪I‬ية والرغب‪I‬ات‬
‫المبادرة‬ ‫وبص‪I‬ورة متوّثب‪I‬ة ونش‪I‬يطة‪ ،‬وباإلحس‪I‬اس الع‪I‬الي بالمس‪I‬ؤولية وإدراك خط‪I‬ورة اإلهم‪I‬ال والتفري‪I‬ط والتثاق‪I‬ل والتب‪I‬اطؤ‪ُ﴿ ،‬أوَلِئَك ُيَس اِر ُع وَن ِفي‬
‫والمثابرة‬ ‫اْلَخ ْيَر اِت َو ُهْم َلَها َس اِبُقوَن ﴾‪.‬‬
‫التعام‪I‬ل م‪I‬ع ك‪I‬ل واقع‪I‬ة بحيادي‪I‬ة وموض‪I‬وعية وإنص‪I‬اف والقي‪I‬ام بالمه‪I‬ام والمس‪I‬ؤوليات بأمان‪I‬ة وتج‪I‬رد م‪I‬ع جمي‪I‬ع من تس‪I‬تهدفهم عملي‪I‬ة التفق‪I‬د‬
‫الحياد‬ ‫والتق‪I‬ييم والرقاب‪I‬ة‪ُ﴿ ،‬ك وُن وا َق َّو اِم يَن ِباْلِقْس ِط ُش َهَد اَء ِهَّلِل﴾‪« ،‬يعتم‪I‬د عليهم في نق‪I‬ل الحقيق‪I‬ة‪ ،‬في التثبت‪ ،‬في الت‪I‬بين‪ ،‬في الت‪I‬دقيق في الواق‪I‬ع‬
‫واإلنصاف‬ ‫العام‪ ،‬في أداء المسؤولين»‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫خامساً ‪ :‬الصفات الالزمة في القائمين بمسؤولية التفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫الس‪4‬يطرة على النفس وكسـرها أم‪4‬ام الش‪4‬هوات والرغبات الشخص‪4‬ية والم‪4‬ؤثرات الس‪4‬لبية والحرص في البحث والتقص‪4‬ي‬
‫لتحقي‪4‬ق عدال‪4‬ة التفقد والتقييم والرقاب‪4‬ة‪ .‬وذل‪4‬ك باستش‪4‬عار الع‪4‬املين ب‪4‬أنهم مؤتم‪4‬نين ومس‪4‬ؤولين ومراق‪4‬بين من هللا س‪4‬بحانه‬
‫وتع‪4‬الى‪ ،‬وأنهم في موق‪4‬ع المؤاخذة اإللهي‪4‬ة في حال‪4‬ة التفريط والتقص‪4‬ير والتجاوز والالمباالة‪َ﴿ ،‬و اَل َتْع ُل وَن ِم ْن َع ٍل ِإاَّل الرقابة الذاتية‬
‫َم‬ ‫َم‬
‫ُك َّنا َع َلْيُك ْم ُش ُهوًد ا﴾‪.‬‬
‫جوهر ج‪I‬ودة تقري‪I‬ر التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم وم‪I‬دى قبول‪I‬ة مره‪I‬ون بدق‪I‬ة التق‪I‬ييم فالدق‪I‬ة عنص‪I‬را حاس‪I‬م في عملي‪I‬ة التق‪I‬ييم فب‪I‬دونها يتع‪I‬رض‬
‫األمانة‬ ‫التقييم لالختالل ويذهب التقييم باتجاه خاطئ يظلم به جهات أو ترفع جهات ال تستحق‪ِ ﴿ ،‬لَيْج ِزَي ُهَّللا الَّصاِدِقيَن ِبِص ْد ِقِهْم ﴾‪.‬‬

‫﴿َو َتَع اَو ُنوا َع َلى اْلِب ِّر َو الَّتْق َو ى﴾ المائدة‪ ،2:‬تتطلب مهام التفقد والتقييم والرقاب‪4‬ة العم‪4‬ل الجم‪4‬اعي ب‪4‬روح الفريق والحرص‬
‫العمل‬ ‫على تعزيز األداء ب‪44‬روح جماعي‪44‬ة كون حجم وكمي‪44‬ة المهام كبيرة وتس‪44‬تدعي حش‪44‬د الطاق‪44‬ات وتقاس‪44‬م االدوار ب‪44‬روح‬
‫الجماعي‬ ‫جماعية‪َ﴿ ،‬بْعُضُهْم َأْو ِلَياُء َبْع ٍض﴾‪.‬‬
‫تعقي‪I‬دات عملي‪I‬ة التفق‪I‬د والتق‪I‬ييم تحت‪I‬اج من المعن‪I‬يين التحلي بالص‪I‬بر لقط‪I‬ف ثم‪I‬ار جي‪I‬دة م‪I‬الم فاالس‪I‬تعجال س‪I‬يؤدي إلى نت‪I‬ائج‬
‫الصبر‬ ‫وخيم‪I‬ة وتقييم‪I‬ات غ‪I‬ير دقيق‪I‬ة‪َ﴿ ،‬و اْص ِبُروا ِإَّن َهَّللا َم َع الَّص اِبِريَن ﴾ األنف‪I‬ال‪ ،46:‬ف‪I‬إلى ج‪I‬انب أهمي‪I‬ة تط‪I‬بيق مع‪I‬ايير وقواع‪I‬د التفق‪I‬د‬
‫والمرونة‬ ‫والتق‪I‬ييم بمهني‪I‬ة اال ان المرون‪I‬ة ام‪I‬ر مطل‪I‬وب فاله‪I‬دف ليس تط‪I‬بيق القواع‪I‬د وانم‪I‬ا تحدي‪I‬د األداء وتحس‪I‬ينة‪ِ﴿ ،‬إَّنَم ا اْلُم ْؤ ِم ُن وَن‬
‫ِإْخ َو ٌة﴾‪.‬‬
‫مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)‬
‫سادساً ‪ :‬أهم المعايير العامة للتفقد والتقييم والرقابة‪:‬‬
‫شكل يوضح أهم معايير التفقد والتقييم والرقابة اإلدارية‬
‫اإلتق‪II‬ان‪ :‬ويهتم ه‪II‬ذا المعي‪II‬ار بقي‪II‬اس فيم‪II‬ا إذا‬
‫ك‪I‬انت الخدم‪I‬ة المقدم‪I‬ة تتالءم م‪I‬ع المواص‪I‬فات‬
‫الفنية التي تم اعتمادها وضعها مسبقًا‬ ‫الكفاءة‪ :‬ويقصد بها فيما إذا استخدم‬
‫الموارد بحكمة ورشد إلنجاز الهدف أو‬
‫المهام والمسؤوليات‪.‬‬

‫المالءم‪I‬ة‪ :‬يقص‪I‬د به‪I‬ذا المعي‪I‬ار م‪I‬دى الموائم‪I‬ة‬ ‫الفاعلي‪III‬ة‪ :‬ويقص‪III‬د به‪III‬ا فيم‪III‬ا إذا تم تحقي‪III‬ق‬
‫بين م‪I‬دخالت ومخرج‪I‬ات النش‪I‬اط وأهداف‪I‬ه م‪I‬ع‬ ‫المرض‪III‬ية مقارن‪III‬ة باله‪III‬دف الموض‪III‬وع أو‬
‫األولوي‪II‬ات االجتماعي‪II‬ة المطروح‪II‬ة والت‪II‬وقيت‬ ‫الخطة المرسومة‪.‬‬
‫المناس‪II‬ب لتنفي‪II‬ذه‪ ،‬وفيم‪II‬ا إذا ك‪II‬انت التغي‪II‬يرات‬
‫االجتماعي‪II‬ة خالل ف‪II‬ترة تنفي‪II‬ذ النش‪II‬اط ت‪II‬برر‬ ‫قي‪I‬اس المؤش‪I‬رات والنت‪I‬ائج المس‪I‬تهدفة‬
‫القناع‪I‬ات ال‪I‬تي ب‪I‬ني عليه‪I‬ا‪ .‬فالمالءم‪I‬ة هي مقي‪I‬اس‬ ‫والتحق‪III‬ق من مس‪III‬توى األداء الكمي‬
‫لم‪IIII‬دى انتف‪IIII‬اع األغلب األعم من الن‪IIII‬اس من‬ ‫والنوعي‪.‬‬
‫األنش‪I‬طة وم‪I‬دى الموائم‪I‬ة م‪I‬ع أولوي‪I‬ات وحاج‪I‬ات‬
‫المجتمع‬
‫المقارنة بين التخطيط والتنظيم والتوجيه‪ ،‬حيث‬
‫تمثل هذه الثالثة المسؤوليات المعايير واألسس‬
‫التي تقوم عليها الوظيفة الرابعة المتمثلة "بالتفقد‬
‫والتقييم والرقابة"‪ ،‬وتحقق بموجبها جودة الرقابة‬
‫واإلشراف والمتابعة والمسائلة‪.‬‬
‫التدقيق المالي واإلداري‪ ،‬وهذا يأتي‬
‫ضمن مفهوم الرقابة اإلدارية‬

You might also like