Professional Documents
Culture Documents
العرض الشامل لاساسيات الادارة - خاص بالمدرسين
العرض الشامل لاساسيات الادارة - خاص بالمدرسين
ِض ْر َأْل ا َو ِت ا َوا َم َّسال ىَل َع َة َنا َمَأْل ا اَن ْض َر َع ا َّن{ِإ
َو اْلِج َب اِل َف َأَبْيَن َأْن َيْح ِم ْلَنَه ا َو َأْش َفْقَن ِم ْنَه ا
َو َح َم َلَها اِإْل ْنَس اُن ِإَّنُه َك اَن َظُلوًم ا َج ُهواًل }
صدق هللا العظيم
سورة األحزاب72:
قال هللا تعالى:
-1المنطلقات والمبادئ
والغايات
يتوقع بعد دراسة الفصل األول من المقرر أن يكون الدارس قادرًا
بعون هللا على :
يوضــح يشرح
يعي أن دور المنطلقات يجسد مبادئ ُيوضح األثر
اإلنسان مفهــوم الوالية اإلدارة
اإللهية والمبادئ المترتب على
ومسؤوليته ال والغايات اإلسالمية
واالستخالف عدم االلتزام
ينفصل عن
تدبير هللا تعالى لإلنســان األساسية وغاياتها في بمبادئ اإلدارة
وعن تدخله واألدوار
لإلدارة في أدائه لمهامه اإلسالمية
أداء المهام ومسؤولياته والتقصير في
وإدارته لشؤون والمســؤوليات والمسؤوليات في الواقع السعي نحو
الناس والكون المترتبــة وفق الرؤية تحقيقه غاياتها.
والحياة.
عليــه.
العملي.
اإلسالمية
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة
اإلسالمية:
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-1تقوى هللا والعبودية له:
يIأتي االهتمIام بIاإلدارة في االسIالم من منطلIق المسIؤولية أمIام هللا ،وانطالقًIا من العبوديIة والطاعIة والخIوف من هللا سIبحانه
وتعIالى؛ فاستشIعار العبوديIة هلل تعIد إحIدى األسIس الكIبرى لإلدارة اإلسIالمية ,وينبغي لكIل من يIدير شIؤون النIاس أن
يستحضIر هIذا األسIاس الكبIير ,فاهلل سIبحانه وتعIالى يقIول﴿ :وَلَقْد َبَع ْثَنا ِفي ُك ِّل أمIة َر ُس واًل أن ُاْع ُبُد وا َهللا َو اْج َتِنُبوا الَّطاُغ وَت ﴾،
ويشIرح السIيد القائIد -يحفظIه هللا -هIذه اآليIة ،فيقIول «رسIالة هللا هي تحIرر البشIر ،تنقIذهم ،تخِّلصIهم من العبوديIة للطIاغوت،
وهي تIربطهم في حيIاتهم بالعبوديIة لIربهم (هلل سIبحانه وتعIالى) ،وهIذا أول مIا في اإلسIالم ،أول مIا في الرسIالة اإللهيIة،
وأعظم مIا في الرسIالة اإللهيIة أنهIا رسIالة تنقIذ اإلنسIان وتحIرره من اسIتعباد أخيIه اإلنسIان ومن اسIتغالل اإلنسIان لIه (اإلنسIان
اآلخIر) ،وأنهIا تؤسIس مسIيرة حياتIه على أسIاٍس صIحيح ،على أسIاٍس سIليم ،تصIله بربIه ،بخالقIه ،بIرب السIماوات واألرض،
بIرب العIالمين ،ليبIني حياتIه على أسIاس ذلIك في األعمIال ،في االلتزامIات ،في المواقIف ،في الحالل والحIرام ،فيمIا يفعIل،
فيمIا يIترك ،وأيضًIا تصIله بالهدايIة اإللهيIة في تصIوراته ومفاهيمIه وأفكIاره ونظرتIه إلى الحيIاة وفي واقIع الحيIاة ،وهIذا
الجوهر األساس للرسالة اإللهية»
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-2االستخالف في األرض:
قال هللا سIبحانه وتعIالىَ﴿ :و ِإْذ َق اَل َر ُّب َك ِلْلَم َالِئَك ِة ِإِّني َج اِع ٌل ِفي اَألْر ِض َخ ِليَف ًة) ،إن هللا سIبحانه وتعIالى شـرف اإلنسIان
فاسIتخلفه على األرض ,وأراد من اسIتخالفه لIه أن يIدير اإلنسIان حياتIه على أسIاس من هIدى هللا وامتIدادا لواليتIه سIبحانه
وتعIالى ,واالسIتخالف هنIا ليس مقتصIرا بشIخص آدم عليIه السIالم بIل اآلدميIة واإلنسIانية على امتIدادها التIاريخي ,وفي ذلIك
يقIول الشIهيد القائIد رضIوان هللا عليIه« :مهمIة اإلنسIان في هIذه الحيIاة كبIيرة وواسIعة جًّIد ا .مIا هي المهمIة؟ هي :خالفIة هللا،
هي أن يكIون خليفIة هلل في أرضIه ،وأن يسIير في هIذا العIالم في عمارتIه ،وفي تطIوير الحيIاة فيIه على وفIق هIدي هللا الIذي
رسمه لبني آدم جيًال بعد جيل على أيدي رسله ،وفيما أنزله من كتبه».
واسIتخالف هللا تعIالى لإلنسIان يشIمل كIل مIا للمسIتخِلف سIبحانه وتعIالى من أشIياء تعIود اليIه وهللا هIو رب األرض وخIيرات
األرض هIو رب اإلنسIان والحيIوان وكIل دابIة تنتشـر في أرجIاء الكIون الفسIيح وهIذا يعIني أن خليفIة هللا في األرض مسIتخلف
على كIل هIذه األشIياء ,ودوره مرتبIط بكIل مظIاهر الحيIاة ,فهIو إذن المكلIف برعايIة الكIون وإدارتIه وتIدبيره باعتبIاره امتIدادا
لوالية هللا في األرض.
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-2االستخالف في األرض:
انتماء البشـرية إلى محور واحد وهو المستخِلف أي هللا سبحانه وتعالى الذي استخلفها
على األرض بدال عن كل االنتماءات األخرى واإليمان بإله واحد ومالك واحد للكون
فالشرعية ألي إدارة لشؤون الناس ال تستمد واليتها وشرعيتها من هللا المالك الحقيقي
لهذا الكون.
إقامة العالقات اإلدارية على أساس العبودية المخلصة هلل وتحرير اإلنسان من
أشكال العالقات اإلدارية التي تمثل الوان االستغالل والجهل والطاغوت.
تجسيد روح األخوة العامة في كل العالقات اإلدارية بعد محو ألوان االستغالل والتسلط فما دام
هللا سبحانه وتعالى واحد أو ال سيادة إال له والناس جميعا عباده وهم مربوبون له فمن
الطبيعي أن يكونوا متكافئين في الكرامة اإلنسانية والحقوق.
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-3المسؤولية واالستئمان:
هذا الموضIوع مرتبIط أيضIا بمIا قبلIه فبمIا أن االسIتخالف اسIتئمان ,ولهIذا عIبر القIران الكIريم عنIه باألمانIة ِ﴿ :إَّن ا َع َر ْض َنا
اَألَم اَن َة َع َلى الَّس َم اَو اِت َو اَألْر ِض َو اْلِج َب اِل َف َأَبْيَن َأن َيْح ِم ْلَنَه ا َو َأْش َفْقَن ِم ْنَه ا َو َح َم َلَه ا اِإل نَس اُن ِإَّن ُه َك اَن َظُلوًم ا َج ُهوًال﴾ ,واألمانIة
تفIترض استشIعار المسIؤولية إذ بIدون ادراك الكIائن أنIه مسIؤول ال يمكن أن ينهض بأعبIاء األمانIة ﴿ِإَّن اْلَع ْه َد َك اَن َم ْس ُؤ وًال﴾,
وعليه يترتب على كونها مسؤولية أن المستخلف بإدارة حياة الناس يجب عليه :
أ -التقيد بهدى هللا:
بمIا أن اإلدارة مسIؤولية فهي تعIني االرتبIاط والتقيIد بهIدى هللا فاألمIة الIتي تتحمIل مسIؤوليات إدارة شIؤون النIاس إنمIا تمIارس
هIذا الIدور بوصIفها خليفIة عن هللا وامتIدادا لواليتIه ,ولهIذا فهي غIير مخولIة أن تحكم بهواهIا المنفصIل عن توجيIه هللا سIبحانه
وتعIالى وسIنته في الهدايIة الن هIذا يتنIافى مIع طبيعIة اإلسIتخالف وإنمIا تحكم بIالحق وتIؤدي إلى هللا تعIالى أمانتIه بتطIبيق
أحكامIه على عبIاده وبالده وبهIذا تتمIيز إدارة األمIة بمفهومهIا القIرآني واإلسIالمي عن اإلدارة في بقيIة األنظمIة الIتي ال
تعتبر نفسها مسؤولة أمام هللا ويترتب على ذلك أنها ليست مسؤولة بين يدي احد و هي ال شك ستخضع لحكم الطاغوت.
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-3المسؤولية واالستئمان:
التقيد بهدى هللا:
يقIول السIيد القائIد يحفظIه هللا « :هللا سIبحانه وتعIالى حين خلIق هIذا الكIون وخلIق اإلنسIان مسIتخلفًا في هIذه األرض ليكIون لIه
دور بIارز ومسIؤولية كبIيرة سIخر لIه فيهIا مIا في السIموات ومIا في األرض ،فاإلنسIان كIائن في هIذه الحيIاة وموجIود في هIذه
الحيIاة على أسIاس من المسIؤولية ،ارتبطت بIه مسIؤوليات كبIيرة ،ومسIؤول عن تصIرفاته وعن أعمالIه ،وهIذه المسIؤولية
حIددها هللا سIبحانه وتعIالى ،ورسIم معالمهIا لهIذا اإلنسIان ،اإلنسIان مسIؤول بقIدر مIا حملIه هللا من مسIؤولية ،ومسIؤول على
أسIاس من التعليمIات الIتي قIدمها هللا سIبحانه وتعIالى إليIه ،ومسIؤول على أسIاس البرنIامج اإللهي الIذي يحIدد لهIذا اإلنسIان في
هIذه الحيIاة مIا لIه ومIا عليIه ،هIذه هي المسIؤولية بالنسIبة لإلنسIان ،وهللا جIل شIأنه قIال في كتابIه الكIريمَ( :و ِهَّلِل َم ا ِفي الَّس َم اَو اِت
َو َم ا ِفي اَأْلْر ِض ِلَيْج ِز َي اَّلِذ يَن َأَس اُء وا ِبَم ا َع ِم ُلوا َو َيْج ِز َي اَّلِذ يَن َأْح َس ُنوا ِباْلُح ْس َنى) ،ألن اإلنسIان في إطIار مسIؤولياته هIذه إمIا
أن يكون محسنا وإما أن يكون مسيئا ،فيترتب على هذا جزاؤه ».
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-3المسؤولية واالستئمان:
ب -إدراك أن إدارة شؤون الناس أمانة ثقيلة:
قال تعIالىِ﴿ :إَّن ا َع َر ْض َنا اَأْلَم اَن َة َع َلى الَّس َم اَو اِت َو اَأْلْر ِض َو اْلِج َب اِل َف َأَبْيَن َأْن َيْح ِم ْلَنَه ا َو َأْش َفْقَن ِم ْنَه ا َو َح َم َلَه ا اِإْل ْنَس اُن ِإَّن ُه َك اَن
َظُلوًم ا َج ُهواًل ﴾ ،توضIح اآليIة الكريمIة طبيعIة الIدور وحجم المسIؤولية الIتي قضIت إرادة المIولى عَّIز وجَّIل تكليIف اإلنسIان بهIا
وهي االسIتخالف في األرض ،وحمIل األمانIة الكبIيرة والعظيمIة الIتي عرضIت على السIماوات واألرض واعتIذرت عن
حملهIا ،في إشIارة لعظم وجسIامة المسIؤولية واألمانIة للقيIام بهIذه المهمIة الكبIيرة والوفIاء بهIا أمIام الخIالق سIبحانه وتعIالى،
لIذلك فIإن كIل إنسIان مسIؤول عن أمانتIه أمIام هللا ،يقIول المIولى عَّIز وجَّIل ﴿َي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا اَل َتُخ وُن وا َهَّللا َو الَّرُس وَل
َو َتُخ وُنوا َأَم اَناِتُك ْم َو َأْنُتْم َتْع َلُم وَن ﴾
يشIرح السIيد القائIد -يحفظIه هللا -اآليIة الكريمIة ،فيقIول« :هللا خولIك ومكنIك ألن تكIون مسIؤوًال في هIذه الحيIاة بمIا ليسIت
السIماوات مسIؤولة عنIه وال الجبIال مسIؤولة عنIه وال األرض مسIؤولة عنه .أي جبIل ،قIد تIذهب-أنت كشخص-إلى جبIل معين
فكيIف تكIون أنت عنIد هIذا الجبIل؟ جIزًء ا صIغيرًا ،أو كائنًIا بسIيطًا في أسIفل هIذا الجبIل أو في أعاله أو وأنت تصIعد فيIه ،قIد ال
تسIاوي في وزنIك صIخرة واحIدة من صIخور هIذا الجبIل ،أمIا على مسIتوى األرض بكلهIا ،والجبIال بكلهIا ،والسIماوات بكلهIا
فكيIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIف؟! ولكن هللا منحIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIIك
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-3المسؤولية واالستئمان:
ب -إدراك أن إدارة شؤون الناس أمانة ثقيلة:
من المIدارك ،من الهبIات ،من القIدرة :النفسIية ،الذهنيIة ،المعرفيIة ،من الوسIائل مIا تكIون بIه أقIدر على المسIؤولية ،ومIا تكIون
بIه مسIؤوليتك أكIبر من الجبIال بكلهIا ،من األرض بكلهIا في بحرهIا وبرهIا ،من السIماوات ،مسIؤول أعطي ملكIة المسIؤولية،
قIوة المسIؤولية ،مIدارك هIذه المسIؤولية ،كIل الخصIائص الالزمIة لتحمIل هIذه المسIؤولية ،وهللا حاضIر ،شIاهد ،رقيب عليIك،
ليس بغافIل عنIك أبIدًا ،أحاطIك على الIدوام برقابتIه الدائمIة عليIك ،كيIف ستتصIرف؟ كيIف سIتعمل ،وأنت المخلIوق العجيب في
مخلوقاتIه ،والمخلIوق األكIبر مسIؤولية في هIذا العIالم بمIا سIخر لIك وفي طبيعIة االسIتخالف لIك ،أنت خليفتIه في هIذه األرض
﴿ِإِّني َج اِع ٌل ِفي اَألْر ِض َخ ِليَفًة﴾ كيIف يغفIل عنIك؟؟ يسّIخ ر لIك مIا في السIماوات ومIا في األرض ،يعمIل لIك كIل شIيء ،يخلقIك
بهذا اإلبداع وهذا اإلتقان ثم يغفل عنك ويتركك| .ال| أحاطك برقابته الدائمة»
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-4االعتماد على القرآن الكريم:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIل في كتابIه الكIريمِ﴿ :إَّن َع َلْيَن ا َلْلُه َد ى﴾﴿ ،فَإَّم ا َي ْأِتَيَّنُك ْم ِم ِّني ُهًد ى َفَمِن اَّتَبَع ُه َد اَي َفاَل َيِض ُّل َو اَل َيْش َقى*
َو َم ْن َأْع َرَض َع ْن ِذ ْك ِر ي فIإن َل ُه َم ِع يَش ًة َض ْنًك ا﴾ ،وبالتIدبر في اآليIتين الكريمIتين نجIد أن هللا سIبحانه وتعIالى قIد وضIع
للمسIلمين أهIدافًا سIامية ،يسIعون للوصIول إليهIا عIبر االلIتزام بالخطIة القرآنيIة باعتبارهIا منهجًIا شIامًال إلدارة شIؤون الحيIاة.
والشIهيد القائIد رضIوان هللا عليIه يؤكIد أن القIرآن الكIريم يرسIم الخطIط الحكيمIة والدقيقIة الIتي يمكن أن تجعIل األمIة بمسIتوى
أن تكIون أمIة ُتهيمن على األمم كلهIا ،فيقIول« :تIراه كتابًIا عمليًIا يتحIرك كتابًIا لIه موقIف من كIل حIدث في الحيIاة ...،يرسIم
الخطIط الحكيمIة والدقيقIة الIتي يمكن أن تجعIل هIذه األمIة بمسIتوى أن تكIون أمIة تهيمن على األمم كلهIا ،يتحIدث عن كIل مIا
يمكن أن تالقيIه األمIة في حياتهIا من قبIل أعIداء أوحى بIأنهم سIيكونون هم األعIداء الرئيسIيين للمسIلمين في هIذه الIدنيا :اليهIود،
أهIل الكتIاب من اليهIود والنصIارى».كمIا يؤكIد السIيد القائIد :أن المIولى عَّIز وجَّIل هIو من يقIدم الطريقIة الصIحيحة والبرنIامج
الفعلي لعبIاده فيقIول« :ولIذلك فIإن مسIؤولية الهدايIة للعبIاد ،وتقIديم الIدين الحIق إليهم ،وتقIديم الطريقIة الصIحيحة لعبIادة هللا -
سIIبحانه وتعIIالى -والبرنIIامج الفعلي الIIذي يعِّب ر عن هللا في هديIIه وتعليماتIIه وتوجيهاتIIه ،هي مسIIألة ترتبIIط باهلل -سIIبحانه
وتعالى -ووفق الطريقة اإللهية هي التي تشِّك ل إنقاًذ ا حقيقًيا للناس ،ونوًر ا حقيقًيا للناس»
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-5تدبير هللا سبحانه وتعالى للكون والحياة:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIلُ﴿ :هّللا اَّل ِذ ي َر َف َع الَّس َم اَو اِت ِبَغ ْي ِر َع َم ٍد َتَر ْو َنَه ا ُثَّم اْس َتَو ى َع َلى اْلَع ْر ِش َو َس َّخ َر الَّش ْمَس َو اْلَقَم َر ُك ٌّل
َيْج ِر ي َألَج ٍل ُّمَس ًّم ى ُي َد ِّبُر اَألْم َر ُيَفِّص ُل اآلَي اِت َلَع َّلُك م ِبِلَق اء َر ِّبُك ْم ُتوِقُن وَن ﴾ ،ويقIول سIبحانه وتعIالىُ﴿ :ي َد ِّبُر اَأْلْم َر ِم َن الَّس َم اِء
إلى اَأْلْر ِض ُثَّم َيْع ُرُج ِإَلْي ِه ِفي َي ْو ٍم َك اَن ِم ْق َد اُر ُه َأْل َف َس َنٍة ِّم َّم ا َتُع ُّد وَن ﴾ ،أحIد أهم مظIاهر عظمIة هللا وحكمتIه ورحمتIه تIدبيره
لشIؤون السIماوات واألرض بشIكل مسIتمر وفIق تنظيمIه وتIدبيره المحكم والIدقيق ،حيث يقIول السIيد القائIد -يحفظIه هللا « :-هللا
ُ-س ْبَح ـاَنُه َو َتَع اَلى -هIو الملIك المIدبر لشIؤون السIماوات واألرض ،والحي القيIوم ،من أسIمائه الحسIنى القيIوم ،ويتحIدث عن
نفسIه في كتابIه الكIريم أنIه المIدِّبر لشIؤون السIماوات واألرض ،وأنIه الملIك ،ولIذلك نجIد في القIرآن الكIريم آيIات كثيرة ،يقIول
هللا ُ-س ْبَح ـاَنُه َو َتَع اَلىِ﴿ :إَّن َر َّبُك ُم ُهّللا اَّل ِذ ي َخ َل َق الَّس َم اَو اِت َو اَألْر َض ِفي ِس َّتِة َأَّياٍم ُثَّم اْس َتَو ى َع َلى اْلَع ْر ِش ُي َد ِّبُر اَألْم ر﴾ُ﴿ ،ثَّم
اْس َتَو ى َع َلى اْلَع ْر ِش﴾ تعIني :اسIتيالؤه وسIلطانه وملكIه ،فهIو جَّIل شIأنه بعIد خلIق السIماوات واألرض لم يIترك هIذه السIماوات
واألرض ،إنمIا قIام بتIدبير أمIر السIماوات واألرض ،وإدارة شIؤون السIماوات واألرض بشIكٍل مسIتمر وفIق تنظيمIه وتIدبيره،
﴿ُيَد ِّبُر اَألْمَر ﴾ ،يدبر أمر السماوات واألرض ،وشؤون السماوات واألرض ،ويتدخل في ذلك»
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-6مبدأ الوالية ضمان لحماية األمة وبنائها وتحقيق استقاللها وقوتها:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIلِ﴿ :إَّنَم ا َو ِلُّيُك ُم ُهَّللا َو َر ُس وُلُه َو اَّل ِذ يَن آَم ُن وا اَّل ِذ يَن ُيِقيُم وَن الَّص اَل َة َو ُيْؤ ُت وَن الَّز َك اَة َو ُهْم َر اِكُع وَن * َو َم ْن
َيَتَو َّل َهَّللا َو َر ُسوَلُه َو اَّلِذ يَن آَم ُنوا َفِإَّن ِح ْز َب ِهَّللا ُهُم اْلَغ اِلُبوَن ﴾ ،ولIذلك فIإن المنظومIة اإليمانيIة والدينيIة الكاملIة لألمIة ال تكتمIل،
وال يكتمIل لهIا المنهج اإللهي في واقIع حياتهIا بشIكٍل صIحيح على مسIتوى التبليIغ ،وعلى مسIتوى التطIبيق العملي وعلى
مسIتوى الحفIاظ على كيانهIا وعزتهIا واسIتقاللها ،إاَّل بمبIدأ الواليIة ،ويIترتب عليIه نتIائج عظيمIة لتغيIير واقIع األمIة كلIه ،وأن
يكتمIل لألمIة تحقيIق مIا تسIعى إليIه من أن تكIون أمًIة عظيمًIة ،وأمًIة قويًIة ،وأمًIة في مسIتوى مواجهIة التحIديات واألخطIار،
وفي مسIتوى الغلبIة ألعIدائها ،ويقIول الشIهيد القائIد رضIوان هللا عليIه« :حIتى تكIون خططنIا مثمIرة وحكيمIة ونحصIل على
العIون والرعايIة اإللهيIة والتIدبير والرحمIة يجب تحقيIق مبIدا الواليIة هلل سIبحانه وتعIالى» ،فيمIا ُي بَّين السIيد القائIد أهميIة مبIدأ
الواليIة في حمايIة األمIة من االخIتراق وتحقيIق االسIتقالل والقIوة والخIير والعIدل فيقIول« :مبIدأ الواليIة اليIوم هIو يشِّIك ل ضIمانة
لحمايIة اُألَّم ة من أكIبر عمليIة اخIتراق تعIاني منهIا اُألَّم ة اليIوم ،اليIوم بقIدر مIا يتمكن أعIداء اُألَّم ة من إبعادهIا عن مبادئهIا،
خصوصًIا المبIادئ المهمIة ،الضIامنة ،الحيويIة في واقIع اُألَّم ة ،الIتي تضIمن لألمIة االسIتقالل ،القIوة .الشIكليات يمكن أن
تخIترق ،أن تحتIوى ،أن تفَّIرغ من تأثيرهIا ،الشIكليات ،لكن المبIادئ المهمIة والرئيسIية والحيويIة الIتي يتحقIق بهIا اسIتقالل
اُألَّم ة ،قIوة اُألَّم ة ،العIدل في اُألَّم ة ،الخIير في اُألَّم ةُ ...ك ّل المبIادئ الIتي لهIا َأهمَّية في قيIام اُألَّم ة ،وإقامIة الIدين بكلIه ،هIذه
المبادئ ُتسَتهدف ،القيم المهمة ُتستهدف بشكل كبير جًّد ا»
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-7التسليم هلل:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIلَ﴿ :ي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن آَم ُن وا َأِط يُع وا َهَّللا َو َأِط يُع وا الَّرُس وَل َو ُأوِلي اَأْلْم ِر ِم ْنُك ْم َف ِإْن َتَن اَز ْع ُتْم ِفي َش ْي ٍء َف ُر ُّد وُه
إلى ِهَّللا َو الَّرُسوِل أن ُكْنُتْم ُتْؤ ِم ُنوَن ِباِهَّلل َو اْلَي ْو ِم اآْل ِخ ِر َذ ِل َك َخ ْيٌر َو َأْح َس ُن َت ْأِوياًل ﴾ ،يمثل هIذا األسIاس أهم المنطلقIات الرئيسIة،
وُيعIد فرعًIا من فIروع العبوديIة هلل ،ومقتضIى التسIليم هلل سIبحانه وتعIالى هIو االسIتجابة التامIة والقبIول التIام بكIل مIا هIو منIه،
من هIدى وتوجيهIات وأوامIر ،ويوضIح الشIهيد القائIد هIذا المبIدأ العظيم بقولIه« :أنIا من داخIل من أعمIاق نفسIي أقIر بعبوديIتي
هلل ،وأسِّIلم نفسIي هلل ،وأقبIل أَّي تشIريع من هللا ،سIواء توافIق مIع مصIالحي ،أو خالفهIا ،سIواء توافIق مIع رغبIاتي ،أو خالفهIا،
سIواء انسIجم مIع كبريIائي ،أو خالفهIا ،أنIا عبIد هلل ،أسِّIلم ،هIذا ال بIد أن يكIون منطلقًIا من داخIل مشIاعرك ،ثم تسIتقم ﴿ُثَّم
اْس َتَقاُم وا﴾،االسIتقامة على مIا أمIرك هللا بIه ،االسIتقامة على مIا تعبIدك هللا بIه ،االسIتقامة على النهج الIذي رسIمه هللا سIبحانه
وتعالى لك».
ولIIو نظرنIIا إلى هIIذا المبIIدأ العظيم من منظIIور إداري فIIإن عIIدم التسIIليم وعIIدم االلIIتزام بهIIذا المبIIدأ يIIؤدي إلى اإلختالف
والتنIازع ،حيث يقIول السIيد حسIين -رضIوان هللا عليIه« :-التسIليم هلل يجعلIك تIدين بمIا قدمIه لIك ،وتلIتزم بمIا فرضIه عليIك ،بمIا
دعIاك إليIه ،بمIا أمIرك بIه ،التسIليم هلل ،والتسIليم هلل هي قضIية عمليIة ،الحIظ المسIلمين هلل ،صIابرين ،صIادقين ،قIانتين ،منفقين،
مسIتغفرين ،كلهIا أليسIت قضIية عمليIة؟ ﴿َو َم ا اْخ َتَلَف اَّلِذ يَن ُأوُتوا اْلِكَتاَب ِإاَّل ِم ْن َبْع ِد َم ا َج اَء ُهُم اْلِع ْلُم َبْغ يًIا َبْيَنُهْم ﴾ ،لم يكن هنIاك
تسليم هلل».
أوالً :األسس والمنطلقات لإلدارة اإلسالمية:
-8الثقة باهلل والتوكل عليه:
يمثل هIذا المبIدأ احIد أهم المنطلقIات األساسIية في أداء المهIام والمسIؤوليات وفي ذلIك يقIول الشIهيد القائIد -رضIوان هللا عليIه:-
«يقIول هللا تعIالىَ﴿ :ف ِإَذ ا َع َز ْم َت َفَتَو َّك ْل َع َلى ِهَّللا﴾ (آل عمIران اآليIة ( ،))159ويقIول سIبحانه وتعIالىَ﴿ :و َم ا ِع ْن َد ِهَّللا َخ ْي ٌر
َو َأْبَقى ِلَّل ِذ يَن آَم ُن وا َو َع َلى َر ِّبِهْم َيَتَو َّك ُل وَن ﴾ (الشIورى اآليIة ( ،))36أليسIت هIذه واحIدة؟ .اتكIاًال على هللا من منطلIق الثقIة بIاهلل.
واالتكIال على هللا ال يعIني أن ُنوِك ل األمIور إليIه فندعIه هIو يعمIل بIدًال عنIا ،ننطلIق نحن في ميIدان الحيIاة ،في واقIع الحيIاة في
أداء المسIؤوليات ،في أداء المهIام ،ونحن نتكIل عليIه حيث نهتIدي بهديIه ،حيث نلتجئ إليIه ،حيث نIدعوه﴿ .آَم ُن وا َو َع َلى َر ِّبِهْم
َيَتَو َّك ُل وَن ﴾ من منطلIق إيمIانهم بIأن هللا هIو ربهم ،من يهمIه أمIرهم ،من يعمIل على تIدبير شIؤونهمَ﴿ .و َع َلى َر ِّبِهْم َيَتَو َّك ُل وَن ﴾
(األنفIال اآليIة ( ،))2يتوكلIون على هللا وهم في ميIادين العمIل إلصIالح األمIة ،واالهتمIام بIأمر الIدين ،وإصIالح أنفسIهم،
اتكIالهم على هللا ،اهتIداؤهم بIه ،استرشIادهم بIه ،التجIاؤهم إليIه ،رجIاؤهم العظيم فيIه ،أن يIوفقهم ،ويرشIدهم ،ويهIديهم ،ويلطIف
بهم ويرعاهم».
ويقIول السIيد القائIد -يحفظIه هللا« :-التوكIل على هللا ركIيزة أساسIية في العمIل في سIبيل هللا -سIبحانه وتعIالى ،-أمIام كIل هIذه
السIIلبيات والمخIIاوف :المخIIاوف من األعIIداء ،المخIIاوف أيضًIIا على المسIIتوى االقتصIIادي ،المخIIاوف على المسIIتوى
المIادي… المخIاوف من كIل جIانب ،اإلنسIان المIؤمن حقًIا هIو دائمًIا في كIل الظIروف ،في كIل المراحIل ،في كIل المحطIات،
تجIاه مختلIف األوضIاع ،هIو متوكٌIل على هللا سIبحانه وتعIالى ،وُقِّد مت هIذه المواصIفات :الIذين إذا ذكIر هللا وجلت قلIوبهم ،إذا
تليت عليهم آياتIه زادتهم إيمانًIا ،على ربهم يتوكلIون ،كلهIا معطوفًIة على بعضIها البعض كمواصIفات إيمانيIة موجIودة وقائمIة
ومستمرة والزمة».
ثانياً :مبادئ اإلدارة اإلسالمية:
مبــــادئ اإلدارة اإلسالمية :
وحدة االتجاه والعمل
استشعار المسؤولية 6 1
الجماعي واألخوة اإليمانية
يؤكIد السIيد القائIد على أهميIة تغليب المصIلحة العامIة ومصIلحة العمIل ومرضIاة هللا فIوق كIل
اعتبIار ،واعتمادهIا مبIدأ أساسIيًا في القيIام بالمسIؤوليات فيقIول «ال ينبغي أن يتعصIب اإلنسIان
إرضIاًء العتباراتIه الشخصIية وحساسIياته وعقIده الشخصIية ،وكIبره وغIروره ،مصIلحة العمIل
ومرضIاة هللا فIوق كIل اعتبIار ،وعلى اإلنسIان أن يIوِّطن نفسIه في أدائIه للمسIؤولية على هIذا
األسIاس :أن تكIون مرضIاة هللا ومصIلحة العمIل فIوق كIل اعتبIار ،فIوق اعتبIار واقعIه النفسIي،
مكانتIه الشخصIية ،أهميIة موقعIه الشخصIي ،الحساسIيات الشخصIية ،...أي اعتبIارات ،ال تكن
على حساب مرضاة هللا ،على حساب مصلحة العمل»
ثانيا :مبادئ اإلدارة اإلسالمية :
المبدأ التاسع :الرعاية األبوية للعاملين:
االهتمIام بشIؤون العIاملين ورعIايتهم وتحفIيزهم معنويًIا وماديًIا وبنIاؤهم وتIأهيلهم بمIا يعينهم على االسIتقامة والقيIام بالمسIؤولية
يمّث ُل مبIدأ أساسIيًا في اإلسIالم ،حيث ورد في قولIه تعIالىَ﴿:م ْن َيْع َم ْل ِم َن الَّص اِلَح اِت ِم ْن َذ َك ٍر أو ُأْنَثى َو ُه َو ُم ْؤ ِم ٌن َفُأوَلِئ َك
َي ْد ُخ ُلوَن اْلَج َّن َة َو ال ُيْظَلُم وَن َنِق يًر ا﴾ .وأيضًIا في األنعIام أيIة (َ﴿ )132و ِلُك ٍّل َد َرَج اٌت ِمَّم ا َع ِم ُل وا َو َم ا َر ُّب َك ِبَغ اِفٍل َع َّم ا َيْع َم ُل وَن ﴾
ويؤكIد السIيد القائIد -يحفظIه هللا -أن االهتمIام بالعIاملين واإلحسIان إليهم ينعكس على ثقتهم وحسIن أدائهم ،فيقIول« :للعنايIة بهم
في أمIIورهم الكبIIيرة والصIIغيرة ،واالهتمIIام بهم المعنIIوي والمIIادي ،والرعايIIة الشIIاملة لهم ،وإشIIعارهم وتحسيسIIهم بهIIذا
االهتمIام بIأمرهم ،لIه أثIره الكبIير في أن يبIذلوا النصIيحة ،أن يعملIوا بجIد ،أن يتفIاعلوا ،أن يكونIوا ناصIحين ،وصIادقين،
وجIادين ،وكIذلك في حسIن الظن بIك ،وهIذا لIه أهميتIه الكبIيرة؛ لكي يكونIوا مطمئIنين نحIوك ،ال يشIكون بمIدى اهتمامIك
تجIاههم ،أو يستشIعرون عIدم مباالتIك بهم ،أو يتوهمIون أنIك غIير مكIترث بIأحوالهم ،عنIدما يلمسIون من جانبIك االهتمIام،
والمبIادرة ،والعنايIة ،سيحسIن ظنهم بIك ،ويطمIأنون إليIك ،وهIذا لIه أهميتIه في اهتمIامهم العملي ،في جIديتهم العمليIة ،في
استجابتهم للتعليمات والتوجيهات ،وتفاعلهم على المستوى العملي».
ثانيا :مبادئ اإلدارة اإلسالمية :
المبدأ التاسع :الرعاية األبوية للعاملين:
وتجسIد اإلدارة اإلسIالمية مبIدأ االلIتزام بعIدم تحIيُّز المسIؤولين في المعاملIة لبعض العIاملين دون وجIه حIق ،حيث إن المسIاواة
والعدالIة بين العIاملين ينتج عنهمIا إخالص هIؤالء العIاملين في أداء مهIامهم ومسIؤولياتهم ،ويقIول السIيد القائIد -يحفظIه هللا-
عن أهميIة العالقIة اإليجابيIة بمنهم في نطIاق المسIؤولية« :العالقIة مIا بينIك وبين من هم في نطIاق مسIؤوليتك ،يجب أن تكIون
عالقًIة إيجابيIة؛ ألنIك لسIت في موقIع الخصIومة لهم ،وال العIداوة لهم ،أنت تتحمIل مسIؤوليًة تجIاههم ،لخIدمتهم ،لالهتمIام
بIأمرهم ،لنظم شIأنهم ،لالهتمIام بIأمورهم ،فالعالقIة بينIك وبينهم يجب أن تكIون عالقًIة إيجابيIة ،من جانبIك ،ومن جIانبهم ،بIدءًا
بمشاعرك نحوهم ،أن تكون مطمئنًا تجاههم».
ويIبين السIيد القائIد آليIات كسIب ثقIة العIاملين والمجتمIع في نطIاق المسIؤولية ،فيقIول« :كيIف تتIوفر هIذه الحالIة من االطمئنIان
إليهم ،من حسIن الظن بهم؟ هIذا يعIود إلى إحسIانك إليهم ،عنIدما تكIون محسIنًا إليهم ،صIادقًا معهم ،تعمIل لخIدمتهم بشIكٍل
واضIح ،بجديIة تامIة ،بصIدٍق وإخالص ،فلهIذا أثIره حIتى في مشIاعرك نحIوهم ،أنت تتوقIع منهم االنطبIاع اإليجIابي ،تجIاه
إحسIانك إليهم ،تجIاه اهتمامIك بIأمرهم ،تجIاه صIدقك في أداء مسIؤولياتك نحIوهم ،تتوقIع منهم أن يكونIوا إيجIابيين؛ ألنIك
تتجنب ظلمهم».
ثانيا :مبادئ اإلدارة اإلسالمية :
المبدأ العاشر :التخصص وتقسيم العمل:
يركIز هIذا المبIدأ على جIانبين مهمين ،األول :التخصIص ،أي توزيIع المهIام واألعمIال على أسIاس التخصIص ،سIواء على مسIتوى المؤسسIة أم العIاملين،
والثاني :تقسIيم العمIل بين العIاملين ،فIإذا زاد عIدد األفIراد في أي عمIل عن فIرد واحIد ،وجب تقسIيم العمIل بينهم ،وجعIل كIل فIرد مسIؤوًال عن جIزء منIه،
وجIاء هIذا المبIدأ في وثيقIة العهIدَ« :و اْج َع ْل ِلَر ْأِس ُك ِّل َأْم ٍر ِم ْن ُأُم وِر َك َر ْأسًIا ِم ْنُهْم » .وتقسIيم العمIل بين األفIراد وممارسIة كIل فIرد نوعًIا واحIدًا من العمIل،
والتفIرغ لIه ،يIؤدي إلى إتقIان العمIل ،وإجادتIه وإلى اكتسIاب مهIارة كبIيرة وخIبرة في أدائIه ،وفي ذلIك يقIول السIيد القائIد -يحفظIه هللا« :-اإلنسIان كلمIا
كIبرت مسIؤوليته ،كلمIا احتIاج إلى من يعينIه من النIاس ،ال يسIتطيع هIو بمفIرده أن يسIتوعب كIل التفاصIيل ،كIل األمIور ،أن ينجIز
كIIل األشIIياء ،أن يسIIتقبل كIIل شIIيء دفع ًIة واحIIدة ،يحتIIاج إلى من يعينIIه في اسIIتقبال األمIIور ،في تنظيمهIIا ،في ترتيبهIIا ،في
اختصIارها ،في تقريبهIا ،وفيمIا بعIد في إنجازهIا ،في متابعتهIا… إلى غIير ذلIك ،وتنظيم هIذه المسIألة في إطIار المعيIنين من هIؤالء
(اإلداريين ،والكَّت اب ،وأمنIاء السIر… وغIيرهم) ،تنظيم هIذه المسIألة فيمIا يتعلIق بالمجIاالت :هIذا على مجIال كIذا ،هIذا على ملIف
كIذا ،هIذا على موضIوع كIذا ،مسIألة مهمIة جIدًا ،أن يتفIرغ مثًال كٌّIل منهم في متابعIة مجIال معين ،أو ملIف معين ،ليهتم بشIكٍل كبIير،
ويسIاعدك بشIكٍل جيIد ،مIع مالحظIة قولIه عليIه السIالم(( :اَل َيْقَه ُر ُه َك ِبيُر َه ا)) ،هIذا عمIل ينظم عملIك ،يسIاعدك على نظم عملIك،
عندما يكون على رأس كل أمٍر من األمور شخص يتابع ،ولكن يمتلك الكفاءة لمتابعة ذلك المجال ،أو ذلك الملف».
ثانيا :مبادئ اإلدارة اإلسالمية :
المبدأ الحادي عشر :استيعاب السنن اإللهية:
قال هللا تعIالىُ﴿ :ق ْل ِس يُروا ِفي اَأْلْر ِض َف اْنُظُروا َك ْي َف َب َد َأ اْلَخ ْل َق ُثَّم ُهَّللا ُيْنِش ُئ الَّنْش َأَة اآْل ِخ َر َة ِإَّن َهَّللا َع َلى ُك ِّل َش ْي ٍء َق ِد يٌر ﴾،
يتوقIف نجIاح االنسIان في هIذه الحيIاة على المعرفIة الدقيقIة للسIنن اإللهيIة واسIتيعابها بشIكل واٍع على وفIق مIا ورد في القIرآن
الكIريم ،وقIد تضَّIم نت (دروس من هIدي القIرآن) حIديثًا واسIعًا عن السIنن اإللهيIة ،وأهميIة أن تلحIظ في مجIال العمIل وعالقتهIا
األساسIية بIالتوفيق والتأييIد والغلبIة وخطIورة إغفالهIا في مسIيرة العمIل وبنIاء األمIة وميIدان الصIراع .ويؤكIد الشIهيد القائIد على
أهميIة اسIتيعاب السIنن ومقومIات النجIاح بقولIه« :واإلنسIان الIذي يعIرف يIزداد إيمانIه ووعيIه؛ سIيجنب نفسIه الكثير من المزالIق،
سIيدرك كيIف ينبغي أن يعمIل؛ ألَّنه من خالل تأمالتIه الكثيرة يعIرف أَّن األشIياء أشIبه بسIنن في هIذه الحيIاة ،ولهIذا قIال اإلمIام علي:
((العاقIIل من تIدبر العIواقب)) وكيIف تسIIتطيع أن تتIدبر العIواقب ،أن تعIرف أَّن أمIرًا كهIذا تكIون عاقبتIه هكIذا إال من خالل
تأمالتIك ،وتIدبرك للقIرآن الكIريم ،ولصIفحات هIذا الكIون في أحداثIه المتجIددة والكثيرة؟ ولهIذا قIال في كالم آخIر( :العقIل حفIظ
التجIارب) ،التجIارب هي األحIداث ،سIواء تجIارب تجريهIا أنت أو أحIداث تقIع في الحيIاة ،هي كلهIا ال تخIرج عن سIنن مكتوبIة
وراء كل عمل من األعمال ،إَّنه عمٌل ما يجر إلى نتيجة معينة ،سواًء كانت نتيجة سيئة أو نتيجة حسنة».
ثالثا :أهم غايات اإلدارة اإلسالمية :
تحقيق رضا
هلل والفوز
بالجنة
التحرر واالستقالل تحقيق العدل
من التبعية لألعداء اإللهي
-2اإلدارة في اإلسالم
يتوقع بعد دراسة الفصل الثاني من المقرر أن يكون الدارس قادرًا
بعون هللا على :
ُيبين أهمية
يوضح أهمية ُيعــرف مفهــوم يبين مفهوم اإلدارة
اإلدارة اإلدارة اإلسالمية، المسؤوليات يتحدث عن اإلسالمية
ويبين مفهوم النماذج القرآنية وفوائدها،
اإلسالمية العملية اإلدارية
اإلدارية في تطبيق ويوضح اآلثار
ويبين أهم والمسؤوليات كمنظومة مفاهيم اإلدارة المترتبة على
سماتها اإلدارية كمنظومة متكاملة وأداء المسؤولية العشوائية
وخصائصها. متكاملة ومترابطة. ومترابطة. وضعف
اإلدارة.
مفهوم اإلدارة :
اللفIظ الIذي اسIتخدمه المسIلمون للداللIة على معIنى اإلدارة هIو لفIظ (التIدبير) ،كمIا ورد لفُIظ التIدبير
في آيIات كثيرة ،منهIاُ ﴿:يَد ِّبُر اَأْلْم َر ِم َن الَّس َم اِء ِإَلى اَأْلْر ِض ُثَّم َيْع ُرُج ِإَلْي ِه ِفي َي ْو ٍم َك اَن ِم ْق َد اُر ُه َأْل َف
َس َنٍة ِمَّم ا َتُع ُّد وَن ﴾ ،فاللفIظ يIبين أن هللا هIو المIدبر وأن هللا بهIذا اللفIظ يIبين دقIة وكمIال وعظمIة
التIدبير الIذي يشIهد لنIا بكمIال هللا وأنIه هIو المسIتحق بالعبIادة والشIهادة لIه ونIرى هنIا أن لفIظ (تIدبير)
أشَّIم ل وأعم من إدارة ففي التIدبير تIدبر وتَّم عن وتفكIير في عظمIة هللا في إدارة الكIون وشIؤون خلقIه
ومن هنIا نتعلم درسًIا عظيمIا في أن نحIرص على اختيIار أفضُّIل الطIرق لتأديIة األعمIال ودقتهIا و
يمكن القIIول بIIأن مفهIIوم التIIدبير مصIIطلح متكامIIل يشIIمل جميIIع المفIIاهيم والوظIIائف في اإلدارة
ومفIاهيم مختلفIة في مجIاالت الحيIاة سIواء الIتي تسIتخدم في العلIوم التطبيقيIة واإلنسIانية الكونيIة أو
الغيبية.
مفهوم اإلدارة :
باإلضIIافة أن لإلدارة عIIدة مفIIاهيم أخIIرى في المشIIروع القIIرآني فتIIأتي باإلضIIافة الى
معIني التIدبير تIأتي بمعIنى الواليIة " .اإلدارة بأصIلها الحقيقي تنIدرج ضIمن مفهIوم
الواليIة باعتبIار اسIناد الواليIة الى الفIرد مسIؤولية تتوالهIا قيIادة ربانيIة مؤهلIة على تحمIل
المسIؤولية وتحمIل كIل الصIفات المؤهلIة إلدارة شIؤون االمIة وتIأتي بمعIنى الرعايIة "
واإلدارة هي رعايIة تهتم بالجIانب اإلنسIاني عIبر برامجهIا االيمانيIة كالتفقIد واإلحسIان
ِنا َد ِل ا َو ْلا ُد َّقَفَتَي ا ِهْم
ِر َم و ُمُأ ْن ِم ْد َّقَفَت َّمُث واالهتمIام العIام يقIول االمIام علي عليIه السIالم "(( :
ِم ْن َو َل ِدِهَم ا)) وهنIا يIذكر السIيد القائIد يحفظIه هللا يقIول َتَفُّق د الرعايIة األبويIة ،الIتي فيهIا
اهتماٌم بأمورهم وظروفهم وأحوالهم ،والعناية بهم في ذلك.
تعريف اإلدارة:
وردت تعIاريف كثيرة لإلدارة يختلIف معناهIا بIاختالف وجهIة نظIر الكتIاب والبIاحثين حIول تعريIف اإلدارة ،إال
أَّن هنIاك اتفاقIا فيمIا بينهم على أن اإلدارة الIتي يمارسIها جميIع المIديرين في المسIتويات اإلداريIة المختلفIة هي:
"عمليIIة مسIIتمرة لالسIIتفادة القصIIوى من المIIوارد المتاحIIة من خالل العمليIIات المتكاملIIة للتخطيIIط ،والتنظيم،
والتوجيIه ،والتفقIد والتقIييم بهIدف تحقيIق األهIداف بكفIاءة وفاعليIة في ظIل ظIروف بيئيIة مناسIبة مIع مراعIاة
االهتمام باألفراد وتعليمهم وتدريبهم واالرتقاء بمستواهم اإليماني والعملي.
كمIIا يعرفهIIا البعض بأنهIIا " :مجموعIIة من المسIIؤوليات والقيم والمعIIارف واألنشIIطة والخIIبرات والتجIIارب
واألهIداف المرتبطIة باالسIتفادة من كIل القIوى البشIرية والمIوارد الطبيعيIة وتوجيههIا نحIو تحقيIق الحيIاة الطيبIة
لألمIة وتIأتي بتعريIف أخIر بأنهIا :عمليIة تIدبير وتسIيير شIئون االمIة لتحقيIق الغايIة من وجIوده عIبر مIا سIخره هللا لIه
من النعم اإللهيIة ,ومن خالل ذلIك تتنIوع وتتIدرج إدارة الشIأن العIام إلى إدارة الشIؤون السياسIية واالقتصIادية
واالجتماعية والتربوية والعسكرية واألمنية والقضائية ....الخ
تعريف اإلدارة:
من خالل التعريIIف السIIابق والعديIIد من التعريفIIات يظهIIر لنIIا أن االدارة اإلسIIالمية تنحصIIر بأربعIIة جIIوانب
أساسية :الفطرة والقيم والعلم والخبرة كما في الشكل:
القيادة
االمة
االلهية
المنهج
المرتكزات التي تقوم عليها المسؤولية اإلدارية في اإلسالم
)1المنهج القرآني
حتى نكIون أمIام إدارة اسIالمية شIاملة راقيIة في وظائفهIا وفي حسIن التIدبير واالرتقIاء بIاألداء يجب ان نتحIرك وفIق المنهج يقIول
السIيد حسIين بIدر الIدين " يجب أن يلمسIوا أثIر دين هللا ،أثIر القIرآن ،وكيIف يكIون النIاس الIذين يهتIدون بهIداه ،هIذه القضIية أساسIية
ننطلIق فيهIا .وال تIأتي الشIهادة هلل إال عنIدما يكIون النIاس يتحركIون في سIبيله ،وبطريقIة معلنIة ،في سIبيله ،أننIا نهتIدي بهIداه ،نسIير
على كتابIه ،الحIظ كيIف تكIون النتIائج؟ عنIدما يكIون النIاس بهIذا الشIكل يكونIون محIط تأييIد إلهي ،محIط عIون إلهي ،وفعًال النIاس،
األمة هذه بأمس الحاجة إلى القرآن.
يقIول السIيد القائIد يحفظIه هللا "والمنهج اإللهي هIو يبIني أمIة مقتIدرة وقويIة متفوقIة على اآلخIرين في كIل شIيء ،حكمIة وتIدبيرًا وثباتًIا
وعزمًIا وإرادة وصIمودًا وقIوة ,يبIني واقعIا عظيم ،ويقIول القIرآن الكIريم بمIا فيIه من هIدى ونIور ,والواقIع اإليمIاني إذا سIار اإلنسIان
فيIه ملتزمًIا طائعًIا هلل ,حIذرًا من المعاصIي والIذنوب ,توابًIا وأوابًIا إلى هللا سIبحانه وتعIالى ,مسIتعينًا باهلل ،مهتمًIا وجIادًا ،متعIامًال مIع هللا
بمسIؤولية عاليIة وجIد واهتمIام ،في المنهج القIرآني مIا يبIني واقعًIا متمIيزًا على كIل مIا لIدى اآلخIرين فيبIني رجIاًال هلل على أرقى
مستوى ،في صبرهم في حكمتهم في ثباتهم في استبسالهم في جدهم ..وهكذا.
المرتكزات التي تقوم عليها المسؤولية اإلدارية في اإلسالم
)2القيادة القرآنية:
هدانا هللا سIبحانه وتعIالى بIالقرآن ومن خالل القIرآن اختIار لنIا قيIادة لتنظيم شIؤوننا وفقIا لهIديه .فIالقرآن كتIاب هدايIة،
الIدين كلIه هدايIة ،أعمالIه كلهIا هدايIة وال يمكن أن تقIوم لالمIة قائمIة وتIرتقي في الحيIاة وتكIون قويIة وعزيIزة إال إذا
انتظمت تحت قيIادة حكيمIة ،ومIادام أن هللا سIبحانه وتعIالى هIو المIدبر ألمرهIا فIإن القيIادة لهIا تكIون من اختيIار هللا
سIبحانه وفIق معIايير وخصIائص مرسIومة ومحIددة ضIمن منهج هللا وهIداه تتمسIك وتعتصIم به .هIو حبIل وحيIد في
واقIع األمIة ،يقIول السIيد حسIين هللا رضIوان هللا عليIه هللا يضIع المنهج يختIار هIو المنهج ويختIار هIو القيIادة الIتي مIاذا؟
تتحIرك على أسIاس ذلIك المنهج ,وتهIدي بIذلك المنهج ويلIزم الكIل بIأن يسIيروا على هIذا المنهج ويتبعIوا تلIك القيIادة،
هنIا تتم المسIألة تبIدأ بIدائرة وقابلIة للتوسIع وهIو أفضIل مشIروع وحIدوي فعًال ،أفضIل مشIروع وأرقى مشIروع
وحدوي.
ويقIول " ال بَّIد من قيIادٍة هاديٍIة بهIذا الكتIاب ،تهIدينا باإلرشIاد ،وتهIدينا على المسIتوى العملي وهي تتحIرك بنIا وتنطلIق
بنا على ضوء هدي هذا الكتاب ،وهذه اآليات المباركة.
المرتكزات التي تقوم عليها المسؤولية اإلدارية في اإلسالم
)3األمة
وكمIا نحتIاج الى منهج وقيIادة نحتIاج الى أمIة تحمIل مسIؤوليات كIبرى تجIاه مجتمعهIا أمIة تحمIل الIوعي ،أمIة تتحلى
بالمسIؤولية ،أمIة تثقفت بثقافIة القIرآن ،أمIة تتحIرك تناصIر قيادتهIا وتتحلى بتعIاليم منهج هللا متمسIكة بقيم ومبIادئ القIرآن
أمIة تتحIرك وفIق (َو ْلَتُك ن ِّم نُك ْم ُأَّم ٌة َي ْد ُع وَن ِإَلى اْلَخ ْي ِر َو َي ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َيْنَه ْو َن َع ِن اْلُم نَك ِر ) ُ ( ،ك نُتْم َخ ْي َر ُأَّم ٍة
ا َدَه ُش وا ُن و ُكَتِّل اًط َس ًة َّمُأ ْم ُكا َن ْل َجَع َكِل ُأْخ َج ْت ِللَّن ا َت ْأُم ُروَن اْل ْعُروِف َتْنَه ْو َن َع اْلُم نَك ُتْؤ ِم ُن وَن الَّلـِه )َ ( ،ك َٰذ
َء َو َو ِب ِر َو ِن َو ِب َم ِس ِر
َع َلى الَّناِس َو َيُك وَن الَّرُسوُل َع َلْيُك ْم َش ِهيًد ا) وهنIا يقIول السIيد حسIين رضIوان هللا عليIه " أمIة تحمIل هIذا الIدين وتتحIرك بهIذا
الحIق فتنتصIر وتظهIر وتغلب وبظهورهIا يظهIر هIذا الIدين وبظهIوره تظهIر هي وتغلبَ{ ،و َل ْو َك ِرَه اْلُم ْش ِر ُك وَن } على
رغم أنIوفهم ولIو حIاولوا أن يواجهIوا هIذا الIدين وهIذا الحIق مهمIا حIاولوا لن ينتصIروا ،سIيظهر وسينتصIر وسIيغلب؛ ألن
هللا معIه وهIو دين هللا .ويقIول السIيد القائIد يحفظIه هللا " أمIة تنتمي اليهIا وتنتسIب اليهIا ،لIك بهIا الروابIط األخويIة وااليمانيIة،
حيث تنهض معها بهذه المسؤولية التي هي مسؤولية جماعية.
أهمية اإلدارة
يقIول اإلمIام زيIد بن علي(( :البصIيرة البصIيرة ثم الجهIاد)) ،ولIذلك فIإن غيIاب الIوعي بأهميIة اإلدارة الحكيمIة
بجميIع وظائفهIا ومسIؤولياتها ،وضIعف البصIيرة بIدورها في اصIالح واقIع الحيIاة باعتبIار ذلIك عبوديIة هلل وطاعIة
لIه وامتثاًال ألوامIره يمثل أحIد أهم المعوقIات ،حيث يقIول السIيد القائIد« :نقص الIوعي أيضًIا مسIألة خطIيرة جIدًا،
مثلمIا هنIاك خطIورة كبIيرة من التخIاذل هنIاك خطIورة كبIيرة من نقص الIوعي ،ألن نقص الIوعي يIترتب عليIه
مواقIف وتصIرفات ونتIائج سIلبية جIدًا ،المسIألة ال تبقى في حIدود أن يكIون انIدفاعك محIدودًا أو ضIعيفًا ،بIل أحيانًIا
يمكن نتيجIة ضIعف الIوعي أن يتخIذ اإلنسIان موقIف يمثل خطIورة كبIيرة وجنايIة على الIدين جنايIة األمIة ،وهنIاك
مثال واضIح ومهم عن ضIعف الIوعي ،حIتى لIو كIان هنIاك انIدفاع في واقIع العمIل مIع ضIعف وعي يكIون هنIاك
خلل كبير في الواقع العملي ،تصرفات ومواقف تمثل جناية كبيرة على الدين وعلى األمة»
أهمية اإلدارة
أ -أهم فوائد اإلدارة:
-1إّن تIدبير شIؤون الحيIاة وإدارتهIا وفIق هIدي هللا ُيعّIد المسIؤولية األساسIية لإلنسIاٍن في إطIار مهمIة االسIتخالف .وذلIك
مرهوٌن بتطبيق منهج هللا وتعليماته ،واالستعانة بما أنعم هللا عليه من قوى إدراكّية وما سخر له من نعم.
-2يIؤّد ي كّIل من :حسIن التIدبير ،واإلعIداد والتجهIيز والنظIرة المسIتقبلّية لألمIور؛ دورًا مشIهودًا في نفIاذ بصIيرة اإلنسIان،
وتمكينه من تحقيق الغاية من وجوده في الحياة وإدارة شؤونه بحكمة ،وحفظ عّز ة نفسه ،والحرص على سالمتها.
-3إّن اإلدارة بمIا تتضّIم ن من تفكIير في عIواقب األمIور واسIتعداد مسIبق لمواجهIة العIدو ،وتخطيIط وتنظيم دقيIق على
جميIع المسIتويات؛ وفي شIتى المجIاالت؛ ُتعّIد ركنًIا أساسIيًا لبلIوغ أعلى درجIات الIرقي وبلIوغ كمIال اإليمIانَ﴿ :و َأِع ُّد وا
َلُهم َم ا اْس َتَطْع ُتم ِم ن ُقَّو ٍة ﴾ االنفال.60:
-4إَّن تIدبير وإدارة وتنظيم شIؤون الحيIاة وفIق منهج هللا يفتح أبIواب الّسعادة على مصIراعيه .ومIا وصIلت إليIه المجتمعIات
البشIرّية اليIوم من خIراب ودمIار يؤكIد حاجتهIا الماسIة للعIودة إلى منهج هللا ،ألن هIدى هللا يشIمل جميIع جIوانب الحيIاة
الماّد ّية والمعنوّية للفرد والمجتمع والبيئة على حٍّد سواء.
أهمية اإلدارة
أ -أهم فوائد اإلدارة:
-5إّن اجتنIاب العشIوائية واالرتجIال واإلفIراط والتفريIط في أداء المسIؤوليات على المسIتويين الفIردّي والجمIاعي ،والتقّيد
بمنهٍج منّظٍم في الحيIاة وأداء المسIؤوليات وإنجIاز األعمIال هي أوامIر نابعٌIة من توجيهIات هللا وهديIة وعمًال بمقتضIى
العبودية له سبحانه وتعالى.
-6إَّن إتقIان العمIل هIو نتيجIة لحسIن التIدبير واإلدارة القائمIة على التخطيIط الصIحيح والتنظيم الIدقيق ،أّم ا العمIل العشIوائّي
الIذي ال إتقIان فيIه؛ فهIو نتيجٌIة لغيIاب التخطيIط والتنظيم ،وسIوء التIدبير واإلدارة أو عدمIه؛ وهIو مIذموٌم ،ومنهٌّي عنIه،
وعاقبتIه الحسIرة والنIدم ،يقIول المIولى عَّIز وجَّIلُ﴿ :ص ْنَع ِهَّللا اَّل ِذ ي َأْتَقَن ُك َّل َش ْي ٍء ِإَّن ُه َخ ِب يٌر ِبَم ا َتْفَع ُل وَن ﴾ النمIل،88:
ويقول رسول هللا صلى هللا عليه وآله( :إذا َع ِمَل أَح ُد ُك م َع َم ًال َفلُيتِقنه).
-7حسIن اإلدارة تسIاهم في تحقيIق االسIتفادة من المIوارد المتاحIة باسIتخدام أفضIل الطIرق لتوجيههIا نحIو تحقيIق األهIداف،
كما تعمل على ترشيدها وتحد من إهدارها( :نظم العمل يساعد على التقوى).
أهمية اإلدارة
أ -أهم فوائد اإلدارة:
-8تسIIاعد على حصIIر المIIوارد المتاحIIة والمطلوبIIة وحصIIر النشIIاطات والمهIIام الIIواجب تنفيIIذها ،ومتابعIIة األعمIIال
وتوجيهها نحو تحقيق األهداف والرقابة والتقييم المستمر لضمان عدم الحيدة عن األهداف.
-9تحقIIق التنسIIيق والتكامIIل بين الوحIIدات اإلداريIIة والعIIاملين وتحIIد من البعIIثرة والتIIداخل والتعIIارض واالرتجاليIIة،
واالزدواج في المهامَ﴿ :و اْلُم ْؤ ِم ُنوَن َو اْلُم ْؤ ِم َناُت َبْع ُضُهْم َأْو ِلَياُء َبْع ٍض﴾ التوبة.71:
-10تجَّسد مفهIوم األمIة عن طريIق العمIل الجمIاعي كأمIة واحIدة وفIق توجيهIات القيIادة بمIا يحقIق االرتبIاط بمصIادر الهدايIة
وفق خطة واحدة وآلية واحدة وأسلوب واحد ﴿:وْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة ﴾.
-11تسIاعد في كشIف االختالالت العمليIة والثغIرات والعراقيIل الIتي تعيIق سIير العمليIة اإلداريIة ،وتسIهم في التركIيز على
األولويات واالهتمام بإنجازها بحسب متطلبات المرحلة مع مراعاة الظروف والوضعيات.
أهمية اإلدارة
اجتناب العشوائية والتفريط في أداء تنظم جميع جوانب الحياة الماّد ّية
المسؤوليات هي أوامر نابعٌة من توجيهات والمعنوّية؛ للفرد والمجتمع
هللا وعمًال بمقتضى العبودية له والبيئة على حٍّد سواء
أهمية اإلدارة
ب-اآلثار المترتبة على العشوائية وضعف وفشل اإلدارة:
.1لسIوء التIدبير والعشIوائية عIواقب وخيمIة في حيIاة اإلنسIان ،تIؤدي إلى هالكIه وسIقوطه والحيلولIة بينIه وبين كمالIه
المنشود.
.2العشIوائية وعIدم االنتظIام يIؤدي إلى عIدم االسIتقرار ،والَّض ياع والتبعّي ة الثقافيIة واالقتصIادّية والفقIر ،وفقIدان نظم
الحياة ،والفساد الخلقّي ،والتخّلف ،والذّلة ،واالنحطاط االجتماعي.
.3تمكين العIدو واإلضIرار بالIدين واالسIتمرار في حالIة االرتهIان والبIؤس والتخلIف والعجIز عن بنIاء حضIارة وتحقيIق
النهضة وفق توجهات هللا.
.4غيIاب األهIداف الواضIحة وعIدم تحديIد الواجبIات والمسIؤوليات ،ومن ثم العجIز عن القيIام بمسIؤولية االسIتخالف وعIدم
الوفاء باألمانة.
.5االسIIتمرار في حالIIة الضIIعف والتخلIIف والهIIوان والتبعيIIة واإلضIIرار بالوضIIع األمIIني والمعيشIIي واالقتصIIادي
واالجتماعي للناس ،حيث يقول اإلمام علي عليه السالم( :سوء التدبير مفتاح الفقر).
.6غيIاب المتابعIة والرقابIة وفرديIة العمIل ،والتنIازع واالختالف وعIدم تحمIل المسIؤولية وضIعف روح الفريIق وعIدم
القIدرة على تنفيIذ القIرارات وضIعف مسIتوى األداء واإلنتIاج وانتشIار الالمبIاالة وتIداخل االختصاصIات وانتشIار
الفوضى.
أهمية اإلدارة
ب-اآلثار المترتبة على العشوائية وضعف وفشل اإلدارة:
.7العجز عن استثمار نعم هللا والتسبب في إهدارها وضياعها ،ويعد من أنواع الكفر بالنعم.
.8انتشIIار الفوضIIى واالرتجIIال وتوسIIيع المشIكالت واإلضIIرار بواقIع الحيIIاة بمختلIIف مجاالتهIIا األمنيIIة واالقتصIIادية
واالجتماعية ونحوها.
.9انهيار قيم المجتمع وضرب منظومة القيم األخالقية وانتشار الفساد المالي واإلداري واألخالقي.
.10الغرق في مستنقع األزمات والمشكالت المتالحقة ،وافتقاد عنصر المبادرة واالستباق في مواجهة العدو.
أهمية اإلدارة
ب-اآلثار المترتبة على العشوائية وضعف وفشل اإلدارة:
التحديات المخاطر
لإلدارة أهمية المطلوب العصر في تتعذر والتهديدات ما تحقق من
كبرى وبعد آخر مواجهتها الراهن أصبح دون مواجهتها نجاح وتنمية في
واألهداف
تحقيقها .يتعلق بطبيعة التفوق لمن يمتلك اإلدارة علم مختلف الدول لم
المطلوب قدرات الصراع مع العدو يتم إال بفضل علم المستند إلى هدى القوة والقدرات
والمزايا التنافسية تتطلب اإلدارة
إدارية عالية هللا
إدارة عليا
قيادة إدارية
مسؤولية مسؤولية
التفقد والتقييم التخطيط
مسؤولية مسؤولية
التوجيه التنظيم
المسؤوليات اإلدارية
)1مسIؤولية التخطيIط :يقIوم التخطيIط وفIق الرؤيIة القرآنيIة على أسIس مهمIة تحقIق للمؤسسIات نجاحهIا منهIا االسIتعانة باهلل تعIالى
والتفكIير الIواعي واالسIتجابة لتوجيهIات القيIادة والعمIل المشIترك بروحيIة ايمانيIة جماعيIة وتهيئIة بيئIة مناسIبة لتوحيIد األدوار
وتنسIيق المهIام برؤيIة مشIتركة موحIدة ومنهجيIة واحIدة وخطIط موحIدة يقIول المIولى عَّIز وجَّIل﴿َو ْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة َي ْد ُع وَن ِإَلى
اْلَخ ْي ِر َو َي ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َيْنَه ْو َن َع ِن اْلُم ْنَك ِر َو ُأوَلِئ َك ُهُم اْلُم ْفِلُح وَن ﴾(( )104البقIرة) ،والتخطيIط يعIني عمليIة واعيIة
مستمرة من الترتيبات الدقيقة والمعرفة والرؤى الصحيحة التي توصلنا الى األهداف بأكبر كفاءة وفاعلية.
)2 )2مسIؤولية التنظيم :يركIز التنظيم بشIكل كبIير على توزيIع المسIؤوليات والتنسIيق والتكامIل بين كافIة الوحIدات اإلداريIة وبين
العIاملين فيهIا ،وتحديIد واجبIاتهم ومسIؤولياتهم وصIالحياتهم ونطIاق إشIرافهم وتنسIيق مجهIوداتهم وتحديIد خطIوط االتصIال
فيمIا بينهم يقIول هللا تعIالى (أفمن يمشIي مكبIا على وجIه أهIدى أمن يمشIي سIويًا ) يتحIدث الشIهيد القائIد أن هIذه اآليIة مهمIة تتعلIق
بالجIانب اإلداري وهي توكIد على أهميIة اكتسIاب المهIارات اإلداريIة وتنظيم االعمIال افضIل من العشIوائية والقصIور في
المعرفة.
المسؤوليات اإلدارية
)3مسIؤولية التوجيIه :التوجيIه يركIز على الجIانب النفسIي لألفIراد ويتضIمن في مفهومIه عناصIر مهمIة تهتم
بIاألفراد والعIاملين فضIال عن مسIاعدتهم بIالنهوض بالمسIؤولية وصIوابية القيIام بهIا وهIذا يتحقIق من خالل
المشIرف النIاجح الشIاهد على عظمIة المشIروع اإللهي في إدارة االفIراد من خالل مايمتلكIه من مIؤهالت وقيم
ومبادئ إيمانية وكذلك مهارات إدارية كالتواصل والتشجيع ورفع الروحية المعنوية للعاملين.
)4مسIؤولية التفقIد والتقIييم (الرقابIة) :التفقIد والتقIييم مبIدأ مهم في لألعمIال مبIدأ مهم في اإلدارة اإلسIالمية وهIو
يسIIتند أوال على استشIIعار الرقابIIة اإللهيIIة باإلضIIافة الى أنIIه مسIIؤولية إداريIIة تهIIدف الى استشIIعار الفIIرد
لمسIؤوليته أمIام هللا في القيIام بالمهIام الموكلIة اليIه بمIوجب التكليIف اإللهي بمIا يحقIق لIه االسIتقامة والصIالح لIه
ولمجتمعه.
الفصل الثالث
-3مسؤولية التخطيط
يتوقع بعد دراسة الفصل الثالث من المقرر أن يكون الدارس قادرًا بعون هللا
على :
ُيعِّر ف مفهوم مسؤولية التخطيط في يشرح مبادئ التخطيط ويبين مراحل
ُيعدد أنواع التخطيط ويتحدث بإيجاز
اإلدارة اإلسالمية ،ويبِّين فوائده مسؤولية التخطيط وخطواته وعناصره
عن كٍّل منها.
وأهميته في نجاح األعمال. ويفرق بينها.
األمر الرباني
إذا طمع المسلمون
التخطيط أخذ من معلومات باإلعداد للقوة
في نصر هللا من غير الممكن من غير الممكن أن منهج هللا وهديه
باألسباب ومعظم الحاضر مستوى يتضمن األمر
وتمكينه فسبيلهم القيام بمسؤولية يكون العمل يستوعب الماضي
قصص األنبياء قوة المسلمين بالتخطيط؛ ألن
هو التخطيط الذي االستخالف دون صالحّا دون تدبير والعلم الحديث
تتضمن التدبير ومستوى قوة إعداد القوة نشاط
يضبط حركتهم تدبير أو تخطيط. أو تخطيط وتنظيم. وعلم المستقبل.
والتخطيط. العدو. هادف ،ويحتاج
بمرضاة هللا.
لكثير من الإعداد.
أوالً :مفهوم مسؤولية التخطيط:
أ -المفهوم العام للتخطيط:
ينطلIق المفهIوم العIام لمسIؤولية التخطيIط من تشIخيص الواقIع واسIتقراء األحIداث الIتي يطويهIا المسIتقبل ،ثم اختيIار
البIديل الIذي يحقIق الخIير أو يقلIل الشIر إلى أدنى مسIتوياته .وإذا طمIع المسIلمون في نصIر هللا وتمكينIه فسIبيلهم هIو
التIدبير والتخطيIط الIذي يضIبط حIركتهم بمرضIاة هللا ويجعIل رضIا هللا سIبحانه وتعIالى وعونIه وتأييIده ،معيIارًا لمIا يIؤتى،
وسIخطه وغضIبه معيIارًا لمIا يIترك ،يقIول أمIير المؤمIنين عليIه السIالم« :التIدبير قبIل العمIل يIؤمن النIدم.....التIدبير قبIل
الفعل يؤمن العثار».
ويتIبين لنIا المفهIوم العIام للتخطيIط :هIو عمليIة منهجيIة منظمIة محكومIة بالهIدى القIرآني ،تشIمل التفكIير والتIدبر والنظIر
إلى المسIتقبل وإعIداد العIدة لIه ،وتحديIد األهIداف انطالقIا من تحقيIق مبIدأ العبوديIة هلل وإعمIار األرض وإرسIاء الحIق ثم
تحديIد الوسIائل الموصIلة لألهIداف ثم دراسIة واختيIار الوسIيلة المناسIبة ،ووضIع التفاصIيل الضIرورية الموصIلة للهIدف
وتنفيIذها مIع ربIط ذلIك بمشIيئة هللا تعIالى ،وفIق منظومIة واحIدة تحقIق التكامIل والترابIط للتخطيIط والتنظيم والتوجيIه
والتفقد والتقييم بما يضمن أَّن كافة الجهود تصب تجاه تحقيق األهداف المحددة بأفضل السبل.
أوالً :مفهوم مسؤولية التخطيط:
ب -مفهوم التخطيط كمسؤولية إدارية:
مسIؤولية التخطيIط في إطIار العمليIة اإلداريIة والمنظومIة اإلداريIة هي المسIؤولية األولى واألهم ،وتبIدأ بهIا
العمليIة اإلداريIة ،وعليهIا تبIنى مIا بعIدها من مسIؤوليات -التنظيم والتوجيIه والتفقIد والرقابIة وتقIييم األداء-
ونصل هنا إلى تعريف موجز لمفهوم التخطيط كمسؤولية إدارية بأنه:
هو المسIؤولية اإلداريIة األولى ضIمن منظومIة العمليIة اإلداريIة المتكاملIة الIتي تشIمل تحديIد مجIال ونطIاق عمIل وغايIات
(الرؤيIIة والرسIIالة) للدولIIة/المؤسسIIة/الشIIركة كخطIIوة أولى ،واألهIIداف الرئيسIIة كخطIIوة ثانيIIة ،وتحديIIد الوسIIائل
والسياسIات واألسIاليب الالزمIة لتحقيIق األهIداف باإلتقIان والجIودة والتكلفIة المطلوبIة كخطIوة ثالثة ،وتحديIد أسIس العمIل
وقيمIه وقواعIد األداء والنشIاط الIتي تحقIق التكامIل والتناسIق بين األنشIطة داخليًIا وخارجيًIا كخطIوة رابعIة ،وكIذا اإلطIار
الزمIني إلنجIاز الغايIات واألهIداف ومؤشIراتها ونتائجهIا المسIتهدفة كخطIوة خامسIة .ثم بIذل األسIباب المشIروعة في
َتحقيقها ،انطالقا من الثقة باهلل والتوكل العملي عليه واإليمان بالغيب فيما قضى هللا وقدره على النتائج.
عناصر مفهوم مسؤولية التخطيط في إطار العملية اإلدارية
توجيه الدولة أو المؤسسة بكاملها تجاه تحقيق تحقيق التكامل والتنسيق بين الوحدات التنظيمية تحديد األنشطة والوسائل واألساليب المناسبة
األهداف والمستويات اإلدارية كافة إلنجاز األهداف
تحديد السياسات
والوسائل أهم مراحل تحديد التوجه والمسار
الحكيم للدولة/
والمشروعات التي
تحقق األهداف
التخطيط المؤسسة
خامساً :مراحل مسؤولية التخطيط:
المرحلة األولى :تحديد التوجه والمسار الحكيم للدولة /المؤسسة:
مهمة تحديد الرؤى والغايات والتوجهات تعد أولى الخطوات وأهمها على اإلطالق
مسؤولية تضطلع بها القيادة الربانية ألنها ترسم مصير الدولة/المؤسسة
01
04
ألهمية هذه الخطوة ال يمكن المخاطرة بناء على ما تحدده القيادة توضع أسس العمل وقيمة
بإيكالها إلى جهة أو أفراد مهما بلغت درجة وتحدد األهداف العامة والرئيسة ،ومن ثم تنبثق
كفاءتهم ،لكون نجاحها ليس مرتبطا فقط المرحلة األولى :تحديد عنها األهداف الفرعية ،تليها السياسات(المشاريع 06
بالقدرات والمهارات ،بل مرهون بالتأييد التوجه والمسار الحكيم واألنشطة التفصيلية) في ضوء ذلك بتسلسل منطقي
والتفهيم واإلمداد اإللهي الموازي لحجم للدولة/المؤسسة وتكاملي بين مختلف المستويات والمجاالت.
03
المسؤولية
05
تحدد مجال العمل ونطاقه وغاية 02 تتضمن الموجهات والتوجيهات العامة من
الدولة/المؤسسة وطبيعة مسؤولياتها
القيادة خالل المدى الزمني للخطة
خامساً :مراحل مسؤولية التخطيط:
المرحلة األولى :تحديد التوجه والمسار الحكيم للدولة /المؤسسة:
وتتمثل مخرجIات هIذه المرحلIة في تحديIد التوجIه والمسIار الحكيم للدولIة أو المؤسسIة عن طريIق
تحديIد الموجهIات والتوجيهIات من ِقَبل العلم القIائم ،في المجIاالت الرئيسIة الIتي تعمIل فيهIا وترتكIز
عليهIا ،والIتي تمِّث ل التوجIه والمسIار الحكيم للدولIة أو المؤسسIة الIتي تنظم وتتحكم بكافIة قراراتهIا
وسياسIاتها والخطIط المنبثقIة عنهIا ،بمIا يحقIق تكامIل والجهIود وتظافرهIا لتحقيIق األهIداف الكIبرى
الIتي تسIعى الدولIة أو المؤسسIة إلى تحقيقهIا ،بحيث تكIون واضIحة أمIام الجميIع ،ممIا يسIهل وضIع
األهداف وسهولة تنفيذها.ذ
خامساً :مراحل مسؤولية التخطيط:
المرحلة الثانية :مرحلة تشخيص الواقع وتقييمه (الوضع الراهن):
في ضIوء الموجهIات والتوجيهIات تبIدأ مرحلIة تشIخيص الواقIع – الوضIع الIراهن – الIذي تنطلIق منIه عمليIة التخطيIط وتعتمIد على
الIوعي والبصIيرة وفقًIا للهIدى اإللهي الIذي ُق ِّد م لنIا بالشIكل الIذي يعطينIا بصIيرة وفهمًIا لألشIياء قبIل أن تحيIط بنIا آثارهIا السIيئة،
والتركIيز على واقIع الدولIة والمؤسسIة ومIا يحيIط بهIا من تحIديات ،ومIا تضIعه قIوى الطIاغوت أمريكIا وإسIرائيل من خطIط،
وتحديIد طبيعIة الصIراع مIع األعIداء الIذين يعملIون بشIكل مسIتمر على اسIتقراء واقعنIا بهIدف معرفIة نقIاط قوتنIا ونقIاط ضIعفنا
الستغالل نقاط الخلل واالستفادة من الثغرات والتوظيف لها ،وكذلك الحال تحديد طبيعة التنافس على مستوى المؤسسات.
وإذا مIا اسIتطعنا تشIخيص الواقIع وفهم طبيعIة الصIراع والتنIافس وتحديIد نقIاط القIوة والضIعف والفIرص والتهديIدات فإننIا بIإذن هللا
سنضIع الخطIة الIتي تلIبي سIبل مواجهIة تلIك التحIديات وتكIون مواكبIة لطبيعIة الصIراع مIع العIدو ،والتنIافس مIع اآلخIر؛ ألننIا في نهايIة
هIذه المرحلIة نكIون قIد حIددنا نقطIة البدايIة لالنطالق والنقطIة المIراد الوصIول إليهIا ،والIتي سIيتم ردم الفجIوة بينهمIا من خالل عمليIة
التخطيIط والخIروج بتحديIد أولوياتهIا المرحليIة وتنظيم عملياتهIا الداخليIة ،وتحديIد المIوارد الطبيعيIة والماديIة المتاحIة وتخطيIط إدارتهIا
وصوًال إلى تحقيق األهداف والنتائج المستهدفة وفق الموجهات التي حددتها القيادة الربانية.
خامساً :مراحل مسؤولية التخطيط:
المرحلة الثانية :مرحلة تشخيص الواقع وتقييمه (الوضع الراهن):
شكل يوضح مراحل تشخيص الواقع
نقطة وصول
نقطة انطالق
الفرق بين نقطة االنطالق ونقطة الوصول للمستوى المطلوب هو الفجوة لألهداف الرئيسية التي يمكن ردمها خالل الفترة
الزمنية للخطة.
الخطة هي التي تجعلنا نمضي بانتظام وتكامل للوصول إلى الغاية المحددة بعون هللا.
خامساً :مراحل مسؤولية التخطيط:
المرحلة الثانية :مرحلة تشخيص الواقع وتقييمه (الوضع الراهن):
أهم عناصر نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات على مستوى الدولة/المؤسسة
نقاط القوة: نقاط الضعف:
هي كIل مIا منحIه المIولى عَّIز وجَّIل من نعم ومIوارد طبيعيIة وإمكانIات هي األوضIاع والظIروف الداخليIة الIتي تعيIق أو تمنIع أو تIؤثر سIلبًا في
ومقIدرات نفسIية ومعنويIة وماديIة وثقافيIة سIخرها لإلنسIان ،والIتي يمكن - تحقيIق الغايIات الكIبرى للدولIة أو األمIة ومنهIا ضIعف العالقIة مIع هللا
باالسIتعانة باهلل واالعتمIاد والتوكIل عليIه -اسIتثمارها واالسIتفادة منهIا عن وضIعف الثقIة بIه وضIعف استشIعار المسIؤولية ،واالنجIرار وراء هIوى
طريIIق الحكمIIة والرشIIد في حمIIل أمانIIة المسIIؤولية وعبIIادة هللا وإعمIIار النفس ،إضIافة إلى ضIعف الواقIع الIداخلي في المقومIات األساسIية للحيIاة
األرض وإصالحها. من اقتصاد وبنية تحتية وضعف بناء وتأهيل اإلنسان وزكاء النفوس.
وتشIمل الموقIع الجغIرافي والقIوى البشIرية المؤمنIة والمؤهلIة والمIوارد
الطبيعية ،والمناخ وغيرها.
الفرص: التهديدات:
هي القضIIايا الرئيسIIة والمصIIالح المشIIروعة الIIتي تتشIIكل من وجIIود هي األوضIIاع والظIIروف الموجIIودة في البيئIIة الخارجيIIة المتمثلIIة
بتهديIدات ومIؤامرات ومخططIات األعIداء وحIركتهم الفاعلIة السIتهداف ظIروف وأوضIاع ومتغIيرات إقليميIة أو دوليIة يمكن اسIتغاللها واالسIتفادة
األمIIة في مختلIIف المجIIاالت والIIتي تشIIكل عقبIIة أمIIام تحقيIIق الغايIIات منهIIا في تقويIIة وتحصIIين الوضIIع الIIداخلي وإضIIعاف حركIIة األعIIداء
باالسIتناد على نقIاط القIوة وعالج نقIاط الضIعف والتعامIل مIع المهIددات واألهداف األساسية للدولة أو األمة أو المؤسسة.
والتحديات.
خامساً :مراحل مسؤولية التخطيط:
المرحلة الثالثة :تحديد األولويات:
شكل يوضح اإلجراءات والمعايير الخاصة بصياغة وتحديد األولويات
تعريف الهدف الرئيس :هي صيغة تحدد النتيجة المراد تحقيقها على مستوى
الدولة/المؤسسة خالل المدى الزمني للخطة ،يضعها المستوى المركزي األوفق توجيهات
القيادة ونتائج تشخيص الواقع واألولويات وتبّين كيف سيتم تطبيق الخطة وهي مجموعة
مترابطة من النتائج الرئيسة الكبرى التي تعمل معًا على تحقيق مستهدفات الخطة.
خامساً :مراحل مسؤولية التخطيط:
المرحلة الرابعة :وضع األهداف الرئيسة:
شكل يوضح سمات األهداف العامة والرئيسة
07 01
متكاملة ومترابطة بعضها ببعض وتحتوي
على فعل(عمل) وصفة (وصف) واسم جميعها أإهداف مشتقة من
(النتيجة). الموجهات ومتوائمة مع
األولويات.
األنشطة :مجموعة من اإلجراءات التي تم تحديدها بعناية ،لتحقيق جزء من أهداف المشروع.
اإلجراءات :هي الخطوات التنفيذية التفصيلية المتسلسلة بشكل منطقي وتراتبي لتنفيذ النشاط.
المؤشرات :هي أداة لمعرفIة كيIف يتم قيIاس التنفيIذ للخطIة ،فبواسIطته يتم تحديIد مسIتوى األداء(التقIدم)،
وله معادلة قابلة للقياس.
المخرجات/النتيجة المس4تهدفة :يحتIاج كIل مؤشIر إلى نتيجIة أو قيمIة للقيIاس ،تتحIدد مسIبقًا ،كتوقIع
للتنفيذ وعليها يحدد مقدار التقدم في تحقق المؤشر عن طريق فترة التنفيذ ،وتسمى النتيجة المستهدفة.
النتائج :تغيير في الحالة قابلة للوصف أو القياس ،ناتج عن عالقة سبب وتأثير أي عالقة سببية.
سادساً :أنواع التخطيط:
ينقسIم التخطيIط إلى عIدة أنIواع يمكن اللجIوء إليهIا من أجIل تحديIد المهمIة الIتي يجب التخطيIط لهIا من حيث المجIال أو
الزمن أو النطاق الجغرافي ونحو ذلك ،وهي كما يأتي:
أ -من حيث الزمن ينقسم إلى ثالثة أقسام وهي:
-1التخطيIط طويIل المIدى :وفيIه توضIع الغايIات واألهIداف الُم راد تحقيقهIا خالل فIترة تIتراوح بين خمس سIنوات إلى
عشIرين سIنة ،ويعتمIد هIذا التخطيIط في وضIع الغايIات واألهIداف الرئيسIة العامIة الIتي تIرغب الدولIة /المؤسسIة
بتحقيقها.
-2التخطيIط متوسIط المIدى :هي الخطIط الIتي من المفIترض تنفيIذها خالل مّIد ة تIتراوح مIا بين ثالث إلى خمس سIنوات،
وتحديد المتطلبات والتكلفة المالية الالزمة لتحقيق هذه األهداف.
-3التخطيIط قصIير المIدى :وهIو مIا يعIرف بالتخطيIط التنفيIذي أو التشIغيلي حيث تقIوم اإلدارة الفرعّي ة للمؤسسIة
بتحويIل األهIداف والخطIط العامIة إلى بIرامج تفصIيلّية ،وبIدء العمIل عليهIا بحيث ال تتجIاوز فIترة تنفيIذ هIذه األهIداف
مدة سنتين ،وال تقل عن سنة ،أي إّن التخطيط قصير األجل يتعلق بالمستقبل القريب والخطط قصيرة المدى.
سادساً :أنواع التخطيط:
شكل يوضح أنواع التخطيط من حيث الزمن
على مستوى
اإلدارة العليا
التخطيط
التنفيذي
التخطيط
القطاعي
المرحلي
التخطيط الحكيم
بعيد المدى
سادساً :أنواع التخطيط:
د -من حيث النطاق الجغرافي ومستوى الشمول:
-1التخطيIIط الشIIامل :التحكم في مختلIIف قطاعIIات النشIIاط في الدولIIة أو المؤسسIIة،
ويقIIوم على تحديIIد األهIIداف العامIIة والقطاعيIIة الرئيسIIة وتقIIدير اإلمكانيIIات
والموارد ،حاليًا ومستقبًال.
-2التخطيIط الجIزئي :يتم العمIل بIه في حالIة شIحة ومحدوديIة المIوارد ،بهIدف التحكم
في قطاع معين ويركز على األهداف والبرامج في ضوء اإلمكانيات المتاحة.
-3التخطيIIIط المحلي :يهIIIدف التخطيIIIط المحلي إلى إيجIIIاد تIIIوازن تنمIIIوي بين
المحافظات.
سادساً :أنواع التخطيط:
د -من حيث النطاق الجغرافي ومستوى الشمول:
شكل يوضح أنواع التخطيط من حيث النطاق الجغرافي ومستوى الشمول
الشامل
أنوع التخطيط
من حيث النطاق
الجغرافي
ومستوى
المحلي الشمول الجزئي
سابًعا :أهم أسباب عدم التخطيط ومعوقاته:
-4مسؤولية التنظيم
يتوقع بعد دراسة الفصل الرابع من المقرر أن يكون الدارس قادرًا بعون هللا
على ان:
يبِّين أهمية التكامل والترابط بين يطبق أسس وقواعد بناء وتصميم
ُيعدد خطوات توزيع المسؤولية في
التنظيم وبقية المسؤوليات اإلدارية الهياكل التنظيمية.
عملية البناء التنظيمي.
الرئيسة.
مسؤولية التنظيم
﴿أَفَم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َتْق َو ى ِم َن ِهَّللا َو ِر ْض َو اٍن َخ ْيٌر َأْم َم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َش َفا ُج ُر ٍف َه اٍر َفاْنَه اَر ِب ِه
يقIول المIولى عَّIز وجَّIلَ :
ِفي َناِر َجَهَّنَم َو ُهَّللا اَل َيْهِد ي اْلَقْو َم الَّظاِلِم يَن ﴾ ،ويقIول سIبحانه وتعIالى ﴿َو ُهَو اَّلِذ ي َجَع َلُك ْم َخ اَل ِئَف اَأْلْر ِض َو َر َفَع َبْع َض ُك ْم َفْو َق َبْع ٍض
َد َرَج اٍت ِلَيْبُل َو ُك ْم ِفي َم ا َآَت اُك ْم ﴾ ،وهنIاك الكثير من اآليIات الIتي ُيسIتدل بهIا على مسIؤولية التنظيم في القIرآن الكIريم ،والIتي تنطلIق
من تنظيم المولى عَّز وجَّل للكون والحياة بكل ما فيها.
فالتنظيم هIو المسIؤولية الثانيIة في إطIار العملّية اإلداريIة في الIدول/المؤسسIات الIتي تعمIل في القطاعIات المختلفIة ،فبعIد اسIتكمال
عمليIة التخطيIط ووضIوح الرؤيIة واألهIداف ووسIائل تنفيIذها ونطIاق العمIل يقIوم التنظيم بشIكل رئيسIي بإعIداد وتصIميم البنIاء
والهيكIل التنظيمي بالشIكل المضIمون الIذي يفي باحتياجIات العمIل ،وتوزيIع األدوار والمسIؤوليات ووصIف األعمIال بدقIة نحIو
تحقيق رؤية المؤسسة ورسالتها وأهدافها.
ولمسIؤولية التنظيم أهميIة بالغIة في تحقيIق الغايIات واألهIداف ونظم شIؤون الحيIاة وفIق المنهج اإللهي ،فIديننا اإلسIالمي هIو نظIام
حيIاة ،حيث يؤكIد الشIهيد القائIد -رضIوان هللا عليIه -أن الِّIد ين هIو نظIام لكIل شIيء فيقIول« :الِّIد ين هIو نظIام لكIل شIيء ،ليس هنIاك
شIيء ليس للِّIد ين عالقIة بIه ،ليس للِّIد ين وجهIة نظIر فيIه ،ليس للِّIد ين موقIف منIه ،كIل تصIرفاتنا مIع بعضIنا بعض ،مIع كIل مIا حولنIا
من مخلوقات هللا سبحانه وتعالى ،كلها ال تخرج عن أن يكون للِّد ين موقف فيها ،كلمته فيها».
مسؤولية التنظيم
أوالً :مفهوم مسؤولية التنظيم:
-1مبررات التنظيم:
التنظيم ضIرورة أساسIية ،فحينمIا يزيIد عIدد األشIخاص في أي عمIل عن شIخص واحIد وجب تقسIيم الواجبIات بينهم وجعIل كIل
شخص مسؤول عن جزء من هذه الواجبات وتفويضه الصالحيات الالزمة للقيام بعمله.
فمسIؤولية تحقيIق الغايIات واألهIداف على مسIتوى الدولIة –مثًال -تتطلب اشIتراك عIدد من المؤسسIات أو الجهIات والمIوظفين والفنIيين والعمIال ،وكIذلك
الحIال بالنسIبة للمؤسسIة أو المنظمIة أو الشIركة ،ومIع تطIور الحيIاة وتطIور الصIراع والتنIافس واتسIاع رقعتIه وتعIدد مجاالتIه ،أصIبح من الصIعوبة السIيطرة
على األعIداد الكبIيرة من العIاملين وتحقيIق االسIتخدام المثالي للمIوارد أو تحقيIق األهIداف بالصIورة المطلوبIة ،كّم ًا أو كيًف ا ،دون التنظيم اإلداري المتقن
والIدقيق ،حيث يقIول السIيد القائد-يحفظIه هللا« :-اإلنسIان كلمIا كIبرت مسIؤوليته ،كلمIا احتIاج إلى من يعينIه من النIاس ،ال يسIتطيع هIو بمفIرده أن يسIتوعب
كIل التفاصIيل ،كIل األمIور ،أن ينجIز كIل األشIياء ،أن يسIتقبل كIل شIيء دفعًIة واحIدة ،يحتIاج إلى من يعينIه في اسIتقبال األمIور ،في تنظيمهIا ،في ترتيبهIا ،في
اختصIارها ،في تقريبهIا ،وفيمIا بعIد في إنجازهIا ،في متابعتهIا… إلى غIير ذلIك ،وتنظيم هIذه المسIألة في إطIار المعيIنين من هIؤالء (اإلداريين ،والكَّت اب،
وأمنIاء السIر… وغIيرهم) ،تنظيم هIذه المسIألة فيمIا يتعلIق بالمجIاالت :هIذا على مجIال كIذا ،هIذا على ملIف كIذا ،هIذا على موضIوع كIذا ،مسIألة مهمIة جIدًا،
أن يتفIرغ مثًال كٌّIل منهم في متابعIة مجIال معين ،أو ملIف معين ،ليهتم بشIكٍل كبIير ،ويسIاعدك بشIكٍل جيIد ،مIع مالحظIة قولIه “عليIه السIالم”(( :اَل َيْقَه ُر ُه
َك ِبيُر َه ا)) ،هIذا عمIل ينظم عملIك ،يسIاعدك على نظم عملIك ،عنIدما يكIون على رأس كIل أمٍIر من األمIور شIخص يتIابع ،ولكن يمتلIك الكفIاءة لمتابعIة ذلIك
المجال ،أو ذلك الملف»
مسؤولية التنظيم
أوالً :مفهوم مسؤولية التنظيم:
-1مبررات التنظيم:
شكل يبِّين أهم مبررات التنظيم
التنظيم كمسIؤولية إداريIة هIو جIزء من العملّية اإلداريIة الكIبرى ويعIد المسIؤولية الثانيIة بعIد التخطيIط ،ويتضIمن مجموعIة من
اإلجIراءات المنظمIة والترتيبIات الدقيقIة لتقسIيم وتوزيIع األدوار للمسIؤوليات والمهIام والواجبIات العامIة وإعIداد وتصIميم البنIاء
والهيكIل التنظيمي بالشIكل والمضIمون الIذي يفي باحتياجIات العمIل ويؤسIس وينظم العالقIات والروابIط فيمIا بينهIا بعالقIات ثابتIة
وخطIط اتصIال واضIحة وفIق أسIس إيمانيIة ،وفي إطIار المسIؤولية الجماعيIة ،وتحديIد طريقIة أدائهIا على مسIتوى الوحIدات اإلداريIة
وبين أفراد العمل في مواقع المسؤولية ،ويهدف رفع كفاءة األداء وفاعلية تحقيق األهداف المحددة مسبقًا.
مسؤولية التنظيم
أوالً :مفهوم مسؤولية التنظيم:
شكل يوضح أهم عناصر المفهوم العام لمسؤولية التنظيم
المرونة
المركزية
والمواكبة
والالمركزية
للمتغيرات
فالتنظيم ليس إال وسIيلة لتحقيIق غايIة أو أهIداف محIددة ،وإذا لم يكن هنIاك هIدف ،أو أهIداف فال حاجIة لوجIود التنظيم .وإذا
كIانت المؤسسIة تتكIون من عIدد من الوحIدات اإلداريIة ،فيجب أن تسIهم تلIك الوحIدات في تحقيIق األهIداف الرئيسIة (العامIة) ،ويتم
ذلIك بتحديIد أهIداف فرعيIة (ثانويIة) لتلIك الوحIدات بحيث تكIون األهIداف الفرعيIة متكاملIة ومتناسIقة ،وتIؤدي إلى تحقيIق األهIداف
الرئيسIة للمؤسسIة دون حIدوث اختالف أو تنIازع بين الوحIدات اإلداريIة ،وبين العIاملين فيهIا .ويطلIق على مسIاهمة الوحIدات
اإلدارية والعاملين في الوصول إلى األهداف الرئيسية للدولة/المؤسسة اسم (وحدة الهدف).
مسؤولية التنظيم
ثالثاً :أسس مسؤولية التنظيم:
-2التركيز على المهام والمسؤوليات وليس األشخاص:
يجب أن يتم التنظيم اإلداري أليIIIة مؤسسIIIة (حكوميIIIة أو خاصIIIة) على اسIIIاس الوظIIIائف (نIIIوع األعمIIIال
والمسIؤوليات المطلIوب القيIام بهIا ).وليس حIول األشIخاص العIاملين) .فالوظيفIة هي المسIؤولية والوحIدة األساسIية
الIتي يتكIون منهIا كIل تنظيم ،وهي عبIارة عن منصIب أو عمIل معين يتضIمن واجبIات ومسIؤوليات محIددة .وقIد
تكIIون الوظيفIIة مشIIغولة أو شIIاغرة وال تتIIأثر الوظيفIIة بمن يشIIغلها من العIIاملين ،وفي ذلIIك يقIIول السIIيد القائIIد:
«واألعمال ال تفَّصل أساسًا بمعيار أهواء الناس ،ورغباتهم الشخصية ،واعتباراتهم الشخصية»
إِّن من األسIس المهمIة في مسIؤولية التنظيم اإلداري ونظم األعمIال في اإلدارة اإلسIالمية وجIوب تحديIد واجبIات ومسIؤوليات
الوظيفIة كمسIؤولية وصIفات ومIؤهالت من يشIغلها قبIل أن يعين فيهIا أحIد .وهي ال تتIأثر بالشIخص المعين عليهIا ،فهي ثابتIة رغم
تعIاقب العIاملين عليهIا ،ويجب أن يتم التنظيم اإلداري أليIة مؤسسIة (حكوميIة أو خاصIة) على أسIاس نIوع المهIام والمسIؤوليات
واألعمال المطلوب القيام بها وليس حول األشخاص العاملين أو المرشحين للعمل فيها.
مسؤولية التنظيم
ثالثاً :أسس مسؤولية التنظيم:
-3نطاق اإلشراف المناسب:
من األسIس المهمIة في العمليIة اإلداريIة في اإلسIالم مراعIاة حجم العمIل وعبء العمIل الملقى على عIاتق الشIخص المكلIف بالمسIؤولية،
يقIول تعIالى﴿ :اَل ُيَك ِّل ُف ُهَّللا َنْفًس ا ِإاَّل ُو ْس َعَها َلَه ا َم ا َك َس َبْت َو َع َلْيَه ا َم ا اْك َتَس َبْت ﴾ ،وتشIير هIذه اآليIة الكريمIة إلى محدوديIة القIدرات
اإلنسIانية في أداء المسIؤوليات والمهIام بحيث يوجIد في كIل مركIز إداري حٌّIد لعIدد الوحIدات اإلداريIة واألفIراد الIذين يمكن لإلداري
اإلشIراف عليهم ،وأنIه ال يجIوز أن يزيIد عIدد األفIراد الIذين يشIرف عليهم المسIؤول الواحIد عمIا يسIتطيع .ويرتبIط نطIاق اإلشIراف بحجم
وعبء العمIل وبعIدد العIاملين الIذين يمكن للمسIؤول المباشIر اإلشIراف عليهم بشIكل فَّعال ،وكIذلك طبيعIة العمIل وقIدرة المسIؤول وقIدرة
العاملين ،والموقع الجغرافي.
».
يتIبين هنIا أن لكIل مسIؤول طاقIة محIدودة لإلشIراف على حجم العمIل والعIاملين ،فIإذا كIان عIدد الوحIدات اإلداريIة والعIاملين كبIيرًا في نطIاق
إشIراف واسIع يصIعب على المسIؤول اإلشIراف عليهم ،ويعجIز عن مIراقبتهم ،واإلحاطIة بمIا يقومIون بIه من أعمIال ،أمIا إذا كIان عIدد العIاملين
صIغير ومناسIب (نطIاق اإلشIراف محIدود) فIإن المسIؤول يجIد لديIه متسIعًا كبIيرًا من الIوقت لرعIايتهم وتفقIد أمIورهم وتقIييم أعمIالهم ،ولكي
يسIتطيع المسIؤول ممارسIة إشIرافه ،فIإن عليIه أن يIوازن بين قدراتIه وصIالحياته وحجم األعمIال الملقIاة على عاتقIه ،ولIذلك تتمثل العدالIة في
اإلسIالم في إسIناد األعمIال والمهIام المناسIبة لقIدرات الفIرد واسIتعداداته وعIدم تكليفIه فIوق طاقتIه ،وهIذا أسIلوب قIرآني يهIدف إلى المحافظIة على
الروحية المعنوية لإلنسان وعدم تعرضه للَج ور.
مسؤولية التنظيم ثالثاً :أسس مسؤولية التنظيم:
-4التسلسل اإلداري:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIلَ﴿ :و ُه َو اَّل ِذ ي َجَع َلُك ْم َخ اَل ِئ َف اَأْلْر ِض َو َر َف َع َبْع َض ُك ْم َف ْو َق َبْع ٍض َد َرَج اٍت ِلَيْبُل َو ُك ْم ِفي َم ا َآَت اُك ْم ﴾،
التنظيم في اإلسIالم يؤخIذ بعين االعتبIار سلسIلة المIراتب في تقسIيم المسIؤوليات ،وقIد ُطبقت منIذ صIدر اإلسIالم ظIاهرة
مIا يعIرف في علم اإلدارة بالتIدرج الرئاسIي أو مIا يسIمى بالتسلسIل الهIرمي في أداء المسIؤوليات ،ويتضIح مفهIوم
التسلسIIل اإلداري من قمIIة الهIIرم اإلداري وحIIتى مسIIتوياته الIIدنيا في اإلدارة اإلسIIالمية بمIIا قالIIه اإلمIIام علي -عليIIه
السIالم -في وثيقIة العهIد (َفِإَّنَك َفْو َقُهْم َوَو اِلي األمIر َع َلْي َك َفْو َقَك َو ُهَّللا َفْو َق َم ْن َو اَّل َك ) ويتIبين هنIا أَّن التسلسIل يIأتي ضIمن
عمليIة توزيIع الصIالحيات بين المكونIات والوحIدات اإلداريIة واألفIراد في إطIار المنظومIة الواحIدة والعمIل الجمIاعي،
الIذي هIو سIمة من سIمات المنظومIة اإلداريIة في اإلسIالم ،وبحيث تخضIع كIل النشIاطات واألفعIال إلدارة المسIؤول الIذي
يكIون مشIرفًا على كIل الممارسIات المطلوبIة لIدى العIاملين في نطIاق مسIؤوليته ،بمIا يجسIد وحIدة التوجيIه وتوحيIد
مصIدر األوامIر وفIق سلسIة المIراتب ،حIتى ال يكIون هنIاك خلIل في العمليIة اإلداريIة الIتي يتIولى أمرهIا المسIؤولون
المكلفون في المنظومة اإلدارية
مسؤولية التنظيم
ثالثاً :أسس مسؤولية التنظيم:
-5التوازن بين الصالحيات والمسؤوليات:
يقصIد بالصIالحيات بحIق إعطIاء األوامIر والتوجيهIات للعIاملين وحIق اتخIاذ القIرارات ضIمن حIدود معينIة ،والتنفيIذ واالمتثال منهم ،أمIا المسIؤولية فهي:
االلIتزام من قبIل المسIؤول والعامIل بالقيIام بواجباتIه ومهامIه مسIؤوليته ،وتحقيIق أهIدافها بمIا يرضIي هللا ،والمحاسIبة عن نتIائج عملIه بنIاء عليهIا ،بحيث يتم
التركيز هنا على وجوب توازن بين المسؤولية والصالحية المفوضة للمسؤول ،حتى يستطيع المسؤول القيام بعمله بكفاءة وفاعلية.
والصIالحية مالزمIة للمسIؤولية ال للفIرد القIائم على الوظيفIة ،وهي ناتجIة عن مركIزه الIوظيفي وموقعIه في المسIؤولية ،ومن ثم فIإن األفIراد الIذين في
مستوى تنظيمي واحد لديهم الصالحيات نفسها.
والمسIؤولية هي الوجIه اآلخIر للصIالحية ،فال يمكن من الناحيIة اإلداريIة أن يكIون شIخص مIا ذا صIالحية معينIة وال يكIون
مسIؤوًال عمIا يقIع في حIدود صIالحياته ،فالصIالحية هي الحIق في التصIرف في حIدود واضIحة ومحIددة ،والمسIؤولية هي االلIتزام
بتنفيIذ المهمIات الIتي يتعلIق بهIا ذلIك الحIق بمIا يرضIي هللا ،كمIا أن المسIؤولية هي اسIتعداد لتحمIل أي نتIائج تIترتب عن سIوء اسIتعمال
الحق (الصالحية) أو الفشل في استعماله وهذا تأصيل لموضوع المساءلة.
والتحديIد الواضIح للصIالحيات والمسIؤوليات والتIوازن فيمIا بينهIا يحIد من تIداخل االختصاصIات بين الوحIدات اإلداريIة وبين
المسIIؤولين والعIIاملين فيهIIا ،ومن ثم تقIIل االزدواجيIIة والتIIداخل في األعمIIال ،ويتم تجنب حصIIول أي تنIIازع أو تضIIارب في
الصالحيات.
مسؤولية التنظيم
ثالثاً :أسس مسؤولية التنظيم:
-6الرشد في البناء التنظيمي:
إَّن التركIيز في عمليIة البنIاء التنظيمي أو تصIميم الهيكIل التنظيمي للدولIة/المؤسسIة بمIا يفي باحتياجIات العمIل وفIق األهIداف
والمسIؤوليات الرئيسIة للدولIة/للمؤسسIة ،بعيIداً عن أي اعتبIارات أو أهIداف شخصIية ،األفIراد أو الجماعIات الموجIودة أو المIراد
اسIتقطابها ،بحيث يلIتزم بعIدم التIأثير في بنIاء الهيكIل التنظيمي لتلبيIة أهIداف شخصIية ألي فIرد ،مهمIا كIانت قدراتIه وكفاءاتIه،
ومهمIا كIان موقعIه التنظيمي أو مسIؤوليته مIع الحIرص على الرشIد في التنظيم ،حيث إن التوسIع في الهيكIل يIترتب عليIه إضIافة
المزيد من األشخاص والوحدات إلى هيكل أي تنظيم إداري بما يفرض أعباء وتكاليف زائدة وهدرًا للجهود واإلمكانيات.
ويتIبين هنIا أهميIة تجنب التضIخم التنظيمي الIذي يIؤدي إلى التضIخم اإلداري الIوظيفي ،بحيث يتم تحديIد خIط اإلشIراف والمسIافة
الواقعIة بين قّم ة الهIرم اإلداري وقاعدتIه ،أو عIدد الحلقIات والمسIتويات اإلداريIة بين القّم ة والقاعIدة ،وتخفيض عIدد المسIتويات
اإلداريIة والحلقIات الIتي تصIل القّم ة بالقاعIدة ،بمIا يسّIهل عملّيات اتخIاذ القIرار وعملّيات االتصIال ويسِّIر عها من القّم ة إلى القاعIدة
وبIالعكس ،بحيث ُيحاَف ظ عليIه في حIدوٍد معقولIة ،وال يكIون واسـعًا إلى الحIد اّل ذي يفقIد فيIه المسIؤول القIدرة على السIيطرة
واإلشراف الفّعال ويرفع من حجم األعباء والتكاليف.
مسؤولية التنظيم
ثالثاً :أسس مسؤولية التنظيم:
-7توزيع المهام وتقسيم العمل وفق التخصص:
يركIز على توزيIع المهIام والمسIؤوليات في التنظيم وفIق جIانبين متIوازنين ومتكIاملين ،األول :التخصIص ،وهIو توزيIع
مهIام المؤسسIة/على وحIدات متخصصIة ،تقIوم كٌّIل منهIا بأعمIال محIددة ،والثاني :تقسIيم العمIل ،وهIو توزيIع األنشIطة
الالزمة للقيام بعمل على عدة أشخاص.
فتنظيم المهIام والمسIؤوليات وتوضIيح األدوار وفIق مبIدأ التخصIص ووفقًIا للمعIايير اإللهيIة تجعIل الفIرد قIادرًا على
النهوض بمسؤولياته وعدم االنشغال بصراع تملك األدوار،
وبمIوجب ذلIك يتم في عمليIة البنIاء وتصIميم الهيكIل التنظيمي تقسIيم العمIل إلى وحIدات وأقسIام وفIق التخصIص عن طريIق تقسIيم
أنشIطة المؤسسIة إلى أقسIام تخصصIية رئيسIة ومن ثم تقسIيم هIذه األنشIطة الرئيسIة إلى أقسIام فرعيIة ،بحيث تربIط النشIاطات
المتجانسIة مIع بعضIها بعالقIات وظيفيIة محIددة ،وذلIك لالسIتفادة من مزايIا التخصIص في السIرعة واإلتقIان واإلنتاجيIة المرتفعIة،
والجIانب الثاني يعIني تقسIيم العمIل المحIدد في أي مجموعIة ،فتقسIيم العمIل يIؤدي إلى سIرعة تنفيIذه وتحسIين جودتIه ،وكIذلك يسIاعد
على سير الجماعة بصورة منظمة وبعيداً عن الفوضى وانعدام المسؤولية أو ضياعها..
مسؤولية التنظيم
ثالثاً :أسس مسؤولية التنظيم:
-8المرونة والمواكبة للمتغيرات:
أهداف التنظيم هي تحقيق األهداف بكفاءة هي إشباع حاجة كل فرد أو مجموعة أفراد في التنظيم.
وفاعلية.
المحاسبة محاسب ومسؤول عن أداء ال يمكن محاسبته على نتائج أعماله
والمسؤولية مسؤولياته
مسؤولية التنظيم
رابًع ا :أنواع التنظيم:
لبنIاء الهياكIل التنظيميIة وتصIميمها أسIس وقواعIد واضIحة ومحIددة ،إذ يتعَّين عنIد تصIميم البنIاء التنظيمي ورسIم
الهيكIل أو الخارطIة التنظيميIة مراعIاة المبIادئ واألسIس الدينيIة امتثاًال لقولIه تعIالىَ﴿ :أَفَم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َتْق َو ى
ِم َن ِهَّللا َو ِرْض َو اٍن َخ ْي ٌر َأْم َم ْن َأَّس َس ُبْنَياَن ُه َع َلى َش َفا ُج ُر ٍف َه اٍر َفاْنَه اَر ِب ِه ِفي َن اِر َجَهَّنَم َو ُهَّللا اَل َيْه ِد ي اْلَق ْو َم
الَّظ اِلِم يَن ﴾ ،بحيث يكIون البنIاء والتصIميم بمراعIاة تنفيIذ األعمIال والمهIام وفIق تنظيم دقيIق ومحكم ،بحيث يصIبح
الجميع باختالف األفراد والوظائف كيانًا واحدًا يتعاون ويتكامل لتحقيق غايات وأهداف محددة مسبقًا.
وفي ذلIك يقIول السIيد القائIد« :يتم تطIوير وتحIديث الهيكلIة والتنظيم بمIا يلIبي الحاجIة العمليIة ،ويسIاعد على نظم
األمIر ،واالبتعIاد عن العشIوائية ،ويسIهل عمليIة تنفيIذ المهIام على نحIو تكIاملي ومنظم ،وبمIا يIواكب االنتقIال إلى
مراحIل ومتغIيرات في الواقIع تكIبر معهIا المسIؤوليات ،وتتطلب قIدرًا اكIبر من االسIتيعاب والتفعيIل ،وبمIا يتوافIق مIع
أسIس ومبIادئ ثقافتنIا القرآنيIة وال يخالفهIا مIع الحفIاظ على الحالIة الجماهيريIة والشIعبية الIتي تتمIيز بهIا مسIيرتنا
القرآنية»
مسؤولية التنظيم
رابًع ا :أنواع التنظيم:
أ -تعريف الهيكل والبناء التنظيمي
البن44اء التنظيمي :يقصIIد بIIه اإلطIIار الIIذي يحIIدد البنIIاء والIIتركيب الIIداخلي
للمؤسسIIة ،ويIIبين عناصIIر التقسIIيمات الIIتي يتكIIون منهIIا والوحIIدات واألقسIIام
الفرعيIة الIتي تقIوم بتنفيIذ األعمIال ،وتIؤدي مختلIف الوظIائف وتحقIق األنشIطة
والمهIام الIتي يتطلبهIا ،ويعكس طبيعIة التعامIل والتنسIيق الIذي يربIط بين مهIام
األفراد والجماعات في المؤسسة بما يعمل على تحقيق أهدافها.
مسؤولية التنظيم
رابًع ا :أنواع التنظيم:
أ -تعريف الهيكل والبناء التنظيمي
.3أهمية الهيكل التنظيمي:
المدير
(المسؤول)
القوى
المالية العمليات الخدمات اإلعالم
البشرية
مسؤولية التنظيم
رابًع ا :أنواع التنظيم:
أ -تعريف الهيكل والبناء التنظيمي
.5أنواع الهياكل التنظيمية:
هناك العديد من النماذج لبناء وتصميم الهياكل التنظيمية نستعرض منها ثالثة نماذج فقط:
-2هيكل الخدمة/المنتج/المتعاملين
يبIنى التنظيم في هIذا النمIوذج عن طريIق تجميIع األنشIطة الIتي تخIدم شIريحة معينIة من
المسIتفيدين أو تجميIع األعمIال الخاصIة بتقIديم خدمIة في قسIم واحIد فيمIا يتعلIق بالخدمIة أو
المنتج وفيمIIا يتعلIIق بالمتعIIالمين/المسIIتفيدين يتم تقسIIيم أعمIIال الجهIIة وأنشIIطتها بحسIIب
المتعاملين معها.
مسؤولية التنظيم
رابًع ا :أنواع التنظيم:
أ -تعريف الهيكل والبناء التنظيمي
.5أنواع الهياكل التنظيمية:
شكل يوضح نموذج الهيكل بحسب الخدمة أو المنتج
اإليجابيات السلبيات
خدم44ة متم44يزة للمس44تفيدين وقابلي44ة للتكي44ف م44ع التغ44يرات في احتياجاتهم عن طريق إيجاد وح44دة تنظيمي44ة - ارتفاع التكلفة بس444بب -
متخصصة لكل خدمة. ازدواجي4444444ة الجهود
سهولة حساب عائدات الخدمة أو منافعها ،وضوح المساءلة الخاصة بكل خدمة. - والوظائف.
سهولة التنسيق بين الوظائف والمسؤوليات في الوحدات التنظيمية الواحدة. - صعوبة إيجاد المهارات -
قصر الهرم الوظيفي وسرعة عملية اتخاذ القرار. - المتخصصة.
المدير (المسؤول)
تقديم توعية
مسؤولية التنظيم
رابًع ا :أنواع التنظيم:
أ -تعريف الهيكل والبناء التنظيمي
.5أنواع الهياكل التنظيمية:
شكل يوضح نموذج الهيكل بحسب المتعاملين/المستفيدين
مسؤولية التنظيم
رابًع ا :أنواع التنظيم:
أ -تعريف الهيكل والبناء التنظيمي
.5أنواع الهياكل التنظيمية:
هناك العديد من النماذج لبناء وتصميم الهياكل التنظيمية نستعرض منها ثالثة نماذج فقط:
المدير (المسؤول)
إعالم
مسؤولية التنظيم
خامساً :إجراءات وقواعد توزيع المسؤولية وتصميم الهيكل التنظيمي:
)2المقارنIة المرجعيIة مIع جهIات مماثلIة في الIداخل )1تحليل أهداف الجهة ومهامها في إطار
أو خارج البلد: التشريعات المؤسسة ويشمل اآلتي:
تحديIد الجهIات الIتي سIيتم المقارنIة المرجعيIة معهIا تحديد الهدف الرئيس للجهة.
والدولة التي تتبعها. تحديد األهداف الفرعية.
تحديIد المكونIات التنظيميIة (الوظIائف) الداخليIة الIتي تحديد المهام األساسية.
سيتم المقارنة المرجعية معه. تحديد األنشطة التي تحقق المهام المحددة.
تحديIIIد معلومIIIات المقارنIIIة (التبعيIIIة /الحجم.../
أخرى).
مسؤولية التنظيم
خامساً :إجراءات وقواعد توزيع المسؤولية وتصميم الهيكل التنظيمي:
)3إعداد النموذج التشغيلي:
هو تمثيل لكيفية عمل الجهة الحكومية عن طريق ترابط نشاطاتها ،ويشمل اإلجراءات اآلتية:
تصميم األعمال :وتشمل النشاطات األساسية المعنية بتصميم اآلليات واألطر لتنفيذ العمل ،من سياسات وإجراءات وأنظمة...إلخ.
تمكين األعمال :وتشمل النشاطات الداعمة لتنفيذ األعمال ،وما يسمى باألنشطة المساندة
تنفيذ األعمال :وتشمل النشاطات الرئيسة والفنية لتقديم الخدمات.
الحوكمة :وتشتمل على عناصر الرقابة الفاعلة مثل عدم تبعية الشئون اإلدارية للشئون المالية ،ضمان عدم تعارض المصالح.
تحديد الخبرات والمهارات المطلوبة لكل وظيفة ويحدد المهام للموظف بحيث يتم االختيار والتعيين في
الوظائف وفق ذلك
مسؤولية التنظيم
سادساً :التوصيف الوظيفي:
ج -أهمية التوصيف الوظيفي :شكل يوضح أهمية التوصيف الوظيفي
-5مسؤولية التوجيه
يتوقع بعد دراسة الفصل الخامس من المقرر أن يكون الدارس قادرًا بعون هللا
على ان :
ُيعرف التوجيه كمسؤولية إدارية ُيبِّين العالقة بين مسؤوليات
ُيعدد أهم األسس والقواعد التي
وُيبِّين أهميته في المنظومة التخطيط والتنظيم والتوجيه في
يقوم عليها التوجيه.
اإلدارية. إطار العملية اإلدارية.
المفهIوم العIام للتوجيIه هIو أن العمIل في إطIار المنظومIة الواحIدة والقيIادة الواحIدة والخطIة
الواحIدة ال يسIير إال بتوجيIه من مسIتوى إلى آخIر بتسلسIل هIرمي متIدرج وتراتبيIة منظمIة
ودقيقIة ،وهIذه العمليIة والمسIؤولية اإلداريIة تسIمى التوجيIه ،وحIتى يصIبح التوجيIه فIاعاًل
يجب أن يكIون امتIدادا لتوجيهIات القيIادة وأن ينطلIق من منظومIة القيم اإليمانيIة باعتبIار أن
اإلدارة في اإلسIالم رعايIة وتوجيIه ،وذلIك عن طريIق إرسIاء قيم وسIلوكيات ايمانيIة للعمIل
وتطIبيق نظIام للرعايIة والبنIاء والتأهيIل وكIذلك للمكافIأة والتحفIيز والمسIائلة والمحاسIبة
بغرض تشجيع العاملين والدفع بهم إلى العمل بالكيفية المطلوبة لتحقيق األهداف المحددة.
مسؤولية التوجيه
أوالً :مفهـوم مسؤولية التوجيـه:
ب-تعريف مسؤولية التوجيه:
بعIد اسIتكمال عمليIتي التخطيIط والتنظيم في إطIار منظومIة العمليIة اإلداريIة الموحIدة والشIاملة يلحIظ أن رؤيIة
وغايIات وأهIداف الدولIة/المؤسسIة أصIبحت واضIحة ومحIددة فهي تعIرف مIا تريIد تحقيقIه والوسIائل المطلوبIة لIذلك
وكIذا التنظيم والهيكIل اإلداري المناسIب والمهIام والوجبIات للمسIؤوليات والوظIائف المطلوبIة ومواصIفات وشIروط
العIاملين المطلIوبين لشIغلها ،ونIوع ومواصIفات الخIدمات المطلIوب تقIديمها للمجتمIع والنتIائج المسIتهدفة والمتوقعIة
المطلIوب تحقيقهIا...الخ وهنIا تبIدأ المرحلIة الثالثة من العمليIة اإلداريIة ،حيث يتم نقIل الغايIات واألهIداف والخطIوات
الموجودة بالورق إلى أرض الواقع من خالل التوجيه.
وتعريIف التوجيIه كمسIؤولية إداريIة فيقصIد بIه السIلوك الIذي ينتهجIه الفIرد المكلIف بالمسIؤولية في إرشIاد
العIاملين والتIأثير في سIلوكياتهم كIأفراد وجماعIات نحIو إنجIاز وتحقيIق األهIداف المرغوبIة ،وهIدايتهم إلى سIلوك
الطريIق القIويم والعمIل على اشIاعة روح التعIاون وتقIديم القIدوة النمIوذج ،وتشIجيعهم على المبIادرة واإلسIراع
لتحقيق الكفاءة والفاعلية في األداء.
مسؤولية التوجيه
أوالً :مفهـوم مسؤولية التوجيـه:
شكل يوضح أهم عناصر مفهوم التوجيه كمسؤولية إدارية
االهتمام المباشر بالعاملين والقرب منهم واالستماع إليهم وتلمس التذكير المستمر بالمسؤولية وبمخاطر اإلهمال والتفريط
همومهم. والتخاذل.
مسؤولية التوجيه
ثانياً :أهمية مسؤولية التوجيه:
تكتسIب مسIؤولية التوجيIه في اإلدارة اإلسIالمية خصوصIية وأهميIة بالغIة باعتبارهIا إحIدى ركIائز التIأثير في
سIلوك العIاملين ،واألخIذ بأيIديهم ومسIاعدتهم لبلIوغ الهIدف المنشIود ،عIبر تجسIيد القIدوة والنمIوذج القIرآني ،كمIا
إن للتوجيIه أهميIة كبIيرة في إطIار العمليIة اإلداريIة في أداء المسIؤوليات ،فنجIاح التخطيIط والتنظيم اليعIني
تحقيIIق األهIIداف بفعاليIIة فقIIد يكIIون هنIIاك خطIIة واحIIدة جّي دة ومتناسIIقة ،وتنظيم مالئم لألعمIIال واألنشIIطة
ووضIوح في التسلسIل العملي والعالقIات بين المسIؤوليات والوحIدات والمسIتويات اإلداريIة ،ونظم متكاملIة
وكIوادر بشIرّية مؤّهلIة إّال أّنهIا تفشIل في تحقيIق أهIدافها؛ وذلIك بسIبب غيIاب التوجيIه واإلشIراف اإلداري السIليم
القIائم على الرعايIة واالهتمIام وتسIيير شIؤون العمIل والعIاملين بحكمIة ورشIد ،نظIرًا ألن غيIاب الحكمIة والرشIد
ينعكس بشكل مباشر على األداء.
مسؤولية التوجيه
ثانياً :أهمية مسؤولية التوجيه:
أ -أهم فوائد وجدوى التوجيه:
شكل يوضح أهم فوائد وجدوى التوجيه
يساعد على تنمية الجوانب اإليجابية يسيطر على المشاكل الحاصلة في
سهولة االتصال والتواصل الفعال التوظيف األفضل واألمثل في المؤسسات المختلفة ،وتقليص المؤسسة ،وتسعى إلى حلها بأقل
واالرتقاء المستمر بالعاملين. لإلمكانيات والموارد المتاحة. الجوانب السلبية. الخسائر الممكنة.
مسؤولية التوجيه
ثانياً :أهمية مسؤولية التوجيه:
ب -أهم آثار غياب أو ضعف التوجيه:
تتطلب مسIؤولية التوجيIه أن تسIود الثقIة وروح االلفIة والتعIاون داخIل المؤسسIة ،الن تIرّد ي العالقIة بين المسIؤول
والعاملين ينعكس سلبًا على العمل ويؤثر على إنجاز األهداف والنتائج المستهدفة.
ويلحIظ كثيرا ان ضIعف األداء أو فشIله وغيIاب الحكمIة والرشIد في أداء مسIؤولية التوجيIه يعIود بشIكل أساسIي
ألسIباب نفسIية ذات بعIد تربIوي وخلIل في العالقIة مIع هللا ونقص وعي وبصIيرة وفي ذلIك يقIول السIيد القائIد« :في
نطIاق المسIؤولية هنIاك واجبIات تجIاه األفIراد التIابعين لIك تحت إمرتIك :حسIن التعامIل معهم ،عIدم التعIالي عليهم،
التربيIة اإليمانيIة لهم ،والحIرص على تثقيفهم وتصIحيح سIلوكياتهم ،الرعايIة لهم ،ترسIيخ الIوعي المعيشIي ،حIل
المشاكل ،معالجة الظروف الصعبة ،االهتمام باإلنتاج والعطاء».
مسؤولية التوجيه
ثانياً :أهمية مسؤولية التوجيه:
ب -أهم آثار غياب أو ضعف التوجيه:
شكل يوضح أهم آثار غياب أو ضعف مسؤولية التوجيه
زيادة احتمال
عدم كفاءة األداء غياب الُم تابعة
ضعف ثقة ضعف الرعاية تعارض المصالح حدوث فجوة بين تفاقم المشكالت
ضعف الحافز لدى والتعليمات التي المستمرة لبيئة
العاملين في والتوجيه للعاملين واألهداف بين المستويات اإلدارية بما
األفراد لتحسين تصدرها اإلدارة العمل ،وضعف
مسؤوليهم لغياب وإعانتهم على األفراد وبعضهم اإلدارية وغياب ينعكس على
أدائهم. أو عدم تحقيقها دعم ورفع
التوجيه. أداء مسؤولياته. البعض أو بينهم وضعف التنسيق. مستوى األداء
ألهدافها. معنوّيات العاملين.
وبين المؤسسة.
مسؤولية التوجيه
ثالثاً :أهم أساليب التوجيه الفعال:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIل﴿ :اْد ُع ِإَلى َس ِبيِل َر ِّب َك ِباْلِح ْك َم ِة َو اْلَم ْو ِع َظ ِة اْلَحَس َنِة َو َج اِد ْلُهْم ِب اَّلِتي ِهَي
َأْح َس ُن ﴾ ،ويقIIول عIIز من قائIIلَ﴿ :و َل ْو ُكْنَت َفًّظ ا َغ ِليَIظ اْلَقْلِب اَل ْنَفُّض وا ِم ْن َح ْو ِل َك َف اْع ُف َع ْنُهْم
َو اْس َتْغ ِفْر َلُهْم َو َش اِوْر ُهْم ِفي اَأْلْم ِر َف ِإَذ ا َع َز ْم َت َفَتَو َّك ْل َع َلى ِهَّللا ِإَّن َهَّللا ُيِح ُّب اْلُم َت َو ِّك ِلينَ﴾ ،القIرآن
الكIريم تضIمن أسIاليب حكيمIة ومتنوعIة في عمليIة التوجيIه منهIا مIا جIاء عن طريIق الخطIاب
اإللهي المباشIر لعبIاده ومنهIا مIا جIاء على لسIان األنبيIاء عليهم السIالم وغIير ذلIك ولنIا أن نسIتفيد
منهIا في معرفIة الطIرق واألسIاليب المناسIبة في طريقIة ارشIاد وتوجيIه العIاملين والتواصIل الفعIال
معهم وترشIيد سIلوكهم فعلى سIبيل المثال نسIتعرض بعضIا من هIذه األسIاليب القرآنيIة على النحIو
اآلتي:
مسؤولية التوجيه
ثالثاً :أهم أساليب التوجيه الفعال:
شكل يوضح أساليب التوجيه
أسلوب التقديم
والتمهيد للموضوع
أسلوب التوجيه بما
أسلوب النصح
يتناسب مع طبيعة
والتواصي
الموقف
أساليب
أسلوب التذكير
المستمر
التوجيه أسلوب مراعاة
الوضعية
ويتIبين من ذلIك بIأن أسIلوب التمهيIد للقضIية أو الموضIوع وطريقIة تقديمIه مهمIة جIدا في اإلقنIاع والتIأثير في
االخIرين ،وهكIذا في بيئIة العمIل وفي التخIاطب مIع العIاملين أو مIع المجتمIع تحتIاج الى تمهيIد وتقIديم بصIورة
موضIوعية مناسIبة غIير مثيرة وال مسIتفزة وتحتIاج إلى طIرح مسIبق ونقIاش ثم تIرغيب واثIارة للموضIوع بعIد
ذلك وبعدها يأتي التذكير باإلجراءات والعواقب في حال التقصير أن اقتضت الضرورة ذلك.
مسؤولية التوجيه
ثالثاً :أهم أساليب التوجيه الفعال:
ب -أسلوب التوجيه بما يتناسب مع طبيعة الوضعية والموقف:
ُيبِّين السIيد القائIد أهميIة مراعIاة طبيعIة الموقIف في عمليIة التوجيIه ،فيقIول« :فيجب أن تكIون الطريقIة في أداء العمIل حكيمIة ،ال
تسIتثير النIاس قIدر اإلمكIان ،ال تسIتفزهم ،البعض من األعمIال تحتIاج إلى تهيئIة ،إلى توضIيح ،إلى تبIيين ،البعض من األعمIال
طريقIة التنفيIذ فيهIا خيIارات متعIددة ،وقIد يكIون هنIاك من األسIاليب مIا يضIمن التنفيIذ من دون اسIتفزاز ،وأسIلوب آخIر مسIتفز،
فاترك األسلوب المستفز ،ونِّفذ بتلك الطريقة التي ال استفزاز فيها».
نسIتفيد من هIذا األسIلوب كيIف يتعامIل المسIؤول مIع العIاملين في حIال إن قصIروا في أداء أعمIالهم على أسIاس أنIه أدى
مسIؤوليته وقIام بIدوره تجIاه العIاملين ،وبين لهم وأقIام الحجIة عليهم ،فالتوجيIه في اإلسIالم يقIوم على شIرح الموقIف اإلداري
الIذي يواجIه المسIؤول والتبIيين واإلقنIاع وإقامIة الحجIة على العIاملين وشIرح مIا غمض فيIه عن العIاملين ليسIهل لهم الوقIوف
عليه وإدراك حقيقته والتعامل معه وفق ما يجب.
مسؤولية التوجيه
ثالثاً :أهم أساليب التوجيه الفعال:
د -أسلوب التذكير المستمر:
التوجيIه ليس تسIلطًا أو قسIوة وتجIبرًا؛ وإنمIا هIو رحمIة وخدمIة ورعايIة ،ومن المهم جIدًا التIذكير المسIتمر للعIاملين وشIهدهم إلى
هللا ،باعتبIار أن المهIام المكلفين بهIا مسIؤولية وأمانIة أمIام هللا ،والتIذكير بخطIورة التفريIط والتقصIير واإلهمIال ،وفي ذلIك يقIول
الشIهيد القائIد -رضIوان هللا عليIه« :-فعنIدما تIذكر اإلنسIان بقضIية ،أن فيهIا خطIورة عليIه ،تقIدمها بشIكل واضIح ،تIبين لIه طريقIة
الوقايIة منهIا ،هنIا يوجIد تجIاوب في داخIل نفسIيته ،عIادة يوجIد تجIاوب ،وهIذه من األشIياء المهمIة :أن هIذا الIدين كمIا قIال هللا عنIه:
﴿فِْط َر َت ِهَّللا اَّلِتي َفَط َر الَّن اَس َع َلْيَه ا﴾ (الIروم :من اآليIة )30هIذه تسIاعدنا على إزالIة مفهIوم -تقريبًIا -قIد يكIون نتيجIة أننIا ال
نسIتقري فطIرة النIاس وتكIون النتيجIة عنIد هIذا الشIخص :أن هIؤالء مIا رضIيوا يسIمعوا ،وال رضIيوا يفهمIوا وال يريIدوا الحIق وال،
وال﴾ بالطريقة هذه يكون سريعًا إلى أنه يتوقف!.».
التIذكير المسIتمر بIالقرآن الكIريم هIو أبلIغ موعظIة وأرقى تIذكير وأوضIح تبIيين ،كفيIل بIأن يخIاطب القلIوب ويصIل إلى
أعمIاق النفس ويIؤثر تIأثيرًا في اآلخIرين وقنIاعتهم ويحفIزهم نحIو القيIام بمسIؤولياتهم كأمانIة أمIام هللا ويقIويهم نحIو المضIي
من أجIل تحقيIق األهIداف المرسIومة ،ووسIيلة للحفIاظ على نفسIية العIاملين واعIادتهم الى جIادة الصIواب وتIوجيههم الوجهIة
الصحيحة التي ترضي هللا سبحانه وتعالى.
مسؤولية التوجيه
ثالثاً :أهم أساليب التوجيه الفعال:
هـ -أسلوب النصح والتواصي:
ُيوِّض ح الشIهيد القائIد -رضIوان هللا عليIه -أهميIة التناصIح والتواصIي ،فيقIول« :نحن بحاجIة إلى أن نIدعو هللا سIبحانه وتعIالى إلى
﴿وَتَع اَو ُنوا َع َلى
أن يعيننIا على أنفسIنا في أن نصIلح عيوبهIا ،ونحن بحاجIة إلى بعضIنا بعض في أن نصIلح عيIوب بعضIنا بعضَ :
اْلِب ِّر َو الَّتْق َو ى﴾ (المائIدة :من اآليIةَ﴿ )2و ْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة َي ْد ُع وَن إلى اْلَخْي ِر َو َي ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َيْنَه ْو َن َع ِن اْلُم ْنَك ِر ﴾(آل عمIران:
من اآليةِ﴿ )104إاَّل اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َع ِم ُلوا الَّصاِلَح اِت َو َتَو اَص ْو ا ِباْلَح ِّق َو َتَو اَص ْو ا ِبالَّصْبرِ﴾ (العصر.»)3:
فالعنايIIة بالتناصIIح والتواصIIي بIIالحق مIIع الIIتزام األسIIلوب الصIIحيح في النصIIح الخIIالي من
التجIريح واإلسIاءة والتحطيم هIو أسIلوب مهم جIدًا في التIأثير على العIاملين وتصIحيح وتقIويم
سلوكهم.
ولIذلك يجب االسIتفادة من هIذه األسIاليب طIرق التعامIل مIع العIاملين فIالقرآن الكIريم أوضIح لنIا
كيIف يكIون التعامIل مIع اإلنسIان ومIاهي الطIرق واألسIاليب الIتي تجعIل المسIؤول قIريب من
العاملين وقادر في الوصول إلى أعماق نفوسهم.
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
إن اإليمIان باهلل والثقIة بIه واالرتبIاط بهIداه وتوجيهاتIه يضIمن صIالح اإلنسIان وصIالح الحيIاة ولIذلك يجب
االرتبIاط باهلل سIبحانه وتعIالى في كIل شIئون الحيIاة ،ألن التوجيهIات اإللهيIة المباشIرة تشIمل كIل شIئون الحيIاة
ومجاالتهIا هدايIة وإدارة وتخطيطًIا وتنظيمًIا وتوجيهًIا منIه ،فيمIا يصIلح اإلنسIان فIيزكي نفسIه ،ويطهIر قلبIه،
ويقIوم سIلوكه ،ويسIدد قولIه ،ثم ليكIون لIذلك األثIر الكبIير في واقIع الحيIاة ،ولIذلك فIإن التوجيIه في إطIار العمليIة
اإلداريIة يجب أن يسIتمد أسسIه وقواعIده المتينIة من القIرآن الكIريم واعالم الهدايIة ،ومن خالل توجيهIات القيIادة،
يقIول ربنIا –سIبحانه وتعIالى ﴿َي ا َأُّيَه ا اَّل ِذ يَن َآَم ُن وا اْس َتِج يُبوا ِهَّلِل َو ِللَّرُس وِل ِإَذ ا َدَع اُك ْم ِلَم ا ُيْح ِييُك ْم َو اْع َلُم وا َأَّن َهَّللا
َيُح وُل َبْيَن اْلَم ْر ِء َو َقْلِب ِه َو َأَّن ُه ِإَلْي ِه ُتْح َش ُروَن ﴾ األنفIال ،24:وهنIا سIنذكر أهم العناصIر األساسIية الIتي يجب أن
تقوم عليها مسؤولية التوجيه في إطار العملية اإلدارية وأهمها ما يلي:
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
شكل يوضح أهم األسس والقواعد التي يجب أن تقوم عليها مسؤولية التوجيه
القرب من
االختيار الكفاءة والتدرج الرعاية وحسن
وحدة االتجاه العاملين
والتعيين الوظيفي التعامل
والتشاور معهم
كمIا أّن تعIدد مصIادر التوجيهIات يIؤدي إلى ضIعف االنضIباط ،ويزيIد من كميIة التشIتيت وعIدم التركIيز في
إنجIاز األعمIال ،وااللIتزام بIذلك يجعIل من العمIل اإلداري متكIامًال ،ويضIبط سIلوك األفIراد وعالقIاتهم المختلفIة
ببعضهم البعض سواء داخل المؤسسة اإلدارية أو خارجها.
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
ب -الكفاءة والتدرج الوظيفي:
الكفIIاءة والخIIبرة عنصIIر أساسIIي للقيIIام بمسIIؤولية التوجيIIه وتسIIتند إلى اإليمIIان والتقIIوى واإلخالص والصIIدق
واألمانIة ،وعلى المسIؤول أن يحسIن االختيIار لألفIراد الIذين يوكIل إليهم المهIام وقIد أولى اإلمIام علي -عليIه السIالم-
مسIألة اختيIار األشIخاص الIذين تنIاط بهم المسIؤوليات والمراكIز القياديIة اهتمامًIا بالغIا ،فIرأى ضIرورة أن يجIري
انتقIائهم على أسIاس مواصIفات دقيقIة يرتبIط بعضIها بالجIانب األخالقي كIالتقوى والIورع واألمانIة ،ويختص بعضIها
اآلخIر بالجIانب العملي كالجIدارة والكفIاءة ،ونهى أن يكIون االختيIار وفIق المقيIاس الشخصIي الIذي يتحكم فيIه
الحIدس والظن ،وإنمIا وفIق االختبIار بالتجربIة ،فقIال -عليIه السIالمُ« :-ثَّم َال َيُك ِن اْخ ِتَي اُر َك ِإَّي اُهْم َع َلى ِفَر اَس ِتَك
َو اْس ِتَناَم ِتَك َو ُح ْس ِن الَّظِّن ِم ْن َك َ ،فِإَّن الِّر َج اَل َيَتَع َّر ُفوَن ِلِفَر اَس اِت اْل ُو َالِة ِبَتَص ُّنِع ِهْم َو ُح ْس ِن ِخ ْد َم ِتِهْم َ ،لْيَس َو َر اَء ذِلَك ِم َن
الَّنِص يَحِة َو اْال اَن ِه َش ْي ٌء َ ،و لِكِن اْخ َتِب ْر ُهْم ِبَم ا َو ُل وا ِللَّص اِلِح يَن َقْبَل َك َ ،فاْع ِم ْد ألْح َس ِنِهْم َك اَن ِفي اْلَع اَّم ِة َأَث رًاَ ،و َأْع َرِفِهْم
ِباألَم اَنِة َو ْج هًاَ ،فِإَّن ذِلَك َد ِليٌل َع َلى َنِص يَحِتَك هلل َو ِلَم ْن َو ِليَت َأْمَر ُه».
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
ج -الرعاية وحسن التعامل:
الرعايIة األبويIة الIتي تمثل االهتمIام بIأمورهم ماديًIا ومعنويًIا وتَفُق د ظIروفهم وأحIوالهم والعنايIة الشIاملة بهم
والوفIIاء بحقIIوقهم ،وعIIدم التميIIيز بينهم بحسIIب األهIIواء والمIIزاج ،والتفاعIIل مIIع مناسIIباتهم االجتماعيIIة
ومشIاركتهم ألفIراحهم وأحIزانهم ،تنطلIق مسIؤولية التوجيIه اإلداري للعIاملين من واقIع المسIؤولية والرعايIة
واالهتمIام والتفقIد لشIؤونهم ،وبنIاء عالقIة معهم قائمIة على االحIترام والمحبIة والتناصIح واالطمئنIان وحسIن
الظن واالنصاف بما يهيئ لالستجابة العملية ويعزز الثقة المتبادلة.
ويؤكIد الشIهيد القائIد على أهميIة األلفIة واألخIوة والمحبIة وحسIن التعامIل واالهتمIام بالقضIايا الكبIيرة الIتي على
رأسIها العمIل في سIبيل هللا ،إلعالء كلمتIه ونصIر دينIه ،فيقIول« :إذا مIا توجIه النIاس إلى هIذا ،إذا مIا وجهت
طالبIك إلى هIذا فإنIك من سIترى نفوسIهم -إذا كIانوا يصIغون إلى ذلIك التوجيIه -مهذبIة مليئIة بخIوف هللا،
بالخشIية من هللا ،وهم من سIترى أعمIالهم وتعIاملهم فيمIا بينهم حسIنًا .حIاول إنIك تIنزل إلى األعمIاق ،حIاول تIذكر
وتتطIرق لألشIياء الIتي هي موجIودة ،في واقعهم ،أسIلوب مناسIب ،تقIدمها كأمثلIة ،بطريقIة مناسIبة ?.ال تكتIف
بالتIذكير هكIذا دون أن تحسIب حسIاب مIا في أعمIاق نفIوس النIاس ألن عIادة بجي العوائIق وين؟ في أعمIاق
النفوس ،المطلوب أن يجي ما يالمس أعماق النفوس ،نعم»
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
د -القرب من العاملين والتشاور معهم:
من العناصIر األساسIية لمسIؤولية التوجيIه في اإلسIالم الحIرص على التواصIل الفعIال بين المسIؤول والعIاملين
والتشIIاور معهم فمن خالل االتصIIال والتواصIIل المباشIIر يسIIتطيع المسIIؤول التعIIرف على نفسIIية العIIاملين
ومشIاكلهم ،ويتفهم حاجIاتهم ومخIاوفهم ،فيعمIل على اعIانتهم ومسIاعدتهم وهIذا سيشIعرهم برضIا ورغبIة في
تحقيIق األداء وهIذا األمIر يشIير إلى أن احتجIاب المسIؤول عن أفIراده يتسIبب في كثير من اإلشIكاليات مثل
اتخIاذ قIرارات خاطئIة أو تنفيIذ مهIام بشIكل غIير صIحيح وربمIا تنفيIذ المهIام بعيIدًا عن األهIداف الIتي تم رسIمها
مسبقًا.
والتوجيIIه في اإلسIIالم ليس تسIIلطًا وتجIIاهًال لآلخIIرين ،فالمسIIؤول المIIؤمن هIIو الحIIريص على التشIIاور مIIع
العIالمين معIه في المهIام في المهIام المختلفIة الIتي يIرغب في تحقيقهIا حIتى يتIبين لIه إمكانيIة تنفيIذها وتوجIد
القناعة والشراكة في التنفيذ.
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
هـ -الحكمة الرشد:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIلَ﴿ :فِبَم ا َر ْح َم ٍة ِم َن ِهَّللا ِلْنَت َلُهْم َو َل ْو ُكْنَت َفًّظ ا َغ ِليَIظ اْلَقْلِب اَل ْنَفُّض وا ِم ْن َح ْو ِل َك َف اْع ُف َع ْنُهْم َو اْس َتْغ ِفْر َلُهْم
َو َش اِوْر ُهْم ِفي اَأْلْم ِر َف ِإَذ ا َع َز ْم َت َفَتَو َّك ْل َع َلى ِهَّللا ِإَّن َهَّللا ُيِح ُّب اْلُم َت َو ِّك ِليَن ﴾ آل عمIران ،159:من أهم عناصIر مسIؤولية التوجيIه
التحلي بالحكمIة والرشIد في التعامIل مIع العIاملين والمجتمIع ومفهIوم الرشIد اإلداري :هIو قIدرة المسIؤول على التIأثير في سIلوك
اآلخIرين ،من خالل تجسIيد القIدوة الحسIنة الIذي يشIدهم إلى هللا ،ويIرتقي بهم في الجIانب اإليمIاني والعملي ،وينّم ي فيهم حالIة البIذل
والعطIاء والتحIرك الIذاتي للمسIاهمة لتقIديم الشIهادة من الواقIع العملي على عظمIة وجاذبيIة المشIروع القIرآني ونفعIه للناس .حيث
يقIIول السIIيد القائIIد« :نؤكIIد على تقIIديم النمIIوذج الIIراقي والقIIدوة الحسIIنة من المشIIرفين في محيطهم العملي ،والعنايIIة بالتربيIIة
االيمانية والتثقيف القرآني ألنفسهم ومحيطهم العملي».
للحكمIة والرشIد دور أساسIي مهم جIدًا في توجيIه العIاملين وتيسIير شIؤون المؤسسIة وتنظيم األعمIال وتكاملهIا نحIو تقيIق األهIداف
المحIددة فالحكمIة والرشIد في أداء المسIؤوليات هIو مفتIاح النجIاح في اإلدارة؛ ألّنهIا الوسIيلة المIؤثرة والفعالIة على مسIتوى األداء
وعلى العاملين.
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
و -تفويض األعمال ومنح الصالحيات:
التفIويض هنIا مقيIد ،ويشIمل تفIويض األعمIال ومنح الصIالحيات بحسIب اللIوائح واإلجIراءات المتبعIة ،بالشIكل الIذي
يسIاعد على بنIاء كIIوادر وكفIاءة جIديرة بتحمIIل المسIؤولية وعIدم احتكIIار األعمIIال أو مصIIادرة صIالحيات وأدوار
اآلخIرين ،ومن بعض أشIكال التفIويض المحIدد وهIو عملّية النقIل االختيIاري المIؤقت والمحّIد د لبعض الصIالحيات من
المسIؤول إلى بعض المسIؤولين األدنى منIه في التسلسIل اإلداري لتنفيIذ مهIام محّIد دة ،مIع بقIاء المسIؤولّية الكلّي ة على
عIاتق المسIؤول .يقIول تعIالىَ﴿ :و اْج َع ْل ِلي َو ِزيًIر ا ِم ْن َأْهِلي * َه اُروَن َأِخ ي * اْش ُد ْد ِب ِه َأْز ِر ي * َو َأْش ِر ْك ُه ِفي َأْم ِر ي *
َك ْي ُنَس ِّبَح َك َك ِث يًر ا * َو َن ْذ ُك َر َك َك ِث يًر ا * ِإَّن َك ُكْنَت ِبَن ا َبِص يًر ا﴾ طIه ،٣٢-٢٩:وهIذا التفIويض ارتبIط بمعIايير ومIؤهالت
يقIول الشIهيد القائIد -رضIوان هللا عليIه« :-هIو يعIرف بأّن ه لن يغيب عنهم إال ثالثين ليلIة أو أربعين ليلIة على األكIثر،
يالحIظ من هIو أرقى شIخص ،وأكمIل شIخص فيهم ليعينIه بعIده﴿،اْخ ُلْفِني ِفي َقْو ِم ي َو َأْص ِلْح َو ال َتَّتِبْع َس ِبيَل اْلُم ْفِس ِد يَن ﴾ مIع
أنه قد انتقى أعلى شخص فيهم ،وأيضًا يوجهه بالتوجيهات الهامة ،أن تصلح ،وأال تصغي للمفسدين﴾».
مسؤولية التوجيه
رابًع ا :العناصر األساسية التي تقوم عليها مسؤولية التوجيه:
زـ -صالح ذات البين والحفاظ على دوام الروابط االيمانية:
يقIIول هللا تعIIالىَ﴿ :ف اَّتُقوا َهّللا َو َأْص ِلُحوا َذ اَت ِبْيِنُك ْم ﴾ االنفIIال ،1من أهم عوامIIل نجIIاح اإلدارة بشIIكل عIIام
ومسIؤولية التوجيIه بشIكل خIاص هIو اصIالح ذات الIبين والحIرص على أن ال ُيبقي في المؤسسIة خصIومة بين
العIاملين حIتى ال يفسIد العمIل وأن تسIتمر الروابIط األخويIة الكفيلIة بنجIاح العمل .يقIول السIيد القائIد« :ولIذلك
عنIدما ال يكIون هنIاك اهتمIام بإصIالح ذات الIبين ومن منطلIق التقIوى والمسIؤولية يكIون البIديل تراكمIات كثيرة
تنشIأ إشIكاالت سIوء تفIاهم حالIة من البغضIاء هIذا غاضIب على ذاك وهIذا ليس راض عن األخIر وهIذا عنIده
عقIده على األخIر وهIذا عنIده موقIف من األخIر وهكIذا تتكIاثر وتIتراكم حIتى تصIبح الحالIة الداخليIة حالIة غIير
سIليمة لم تعIد الحالIة اإليمانيIة ،حالIة مليئIة بالبغضIاء والتشIاحن والحساسIيات واألحقIاد والعقIد والبغضIاء والتنIافر
وهذا بالتأكيد سيضعف األمة يؤثر عليها ويعيقها دون النهوض بمسؤوليتها الجماعية».
مسؤولية التوجيه
خامساً :أهم الصفات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه:
شكل يوضح أهم المهارات المطلوب توفرها في المسؤول لنجاح عملية التوجيه
استشعار مخاطر
استشعار قداسة العمل
التفريط واإلهمال إشعار العاملين بروح تنمية روح التعاون بين
فيما يقرب من هللا وأنه زيادة نواتج العمل،
والتنصل عن العدالة والتكريم العاملين ،وتنمية روح
ضمانة لمستقبل وجودة العمل ونوعيته.
المسؤولية في الدنيا واالحترام والتقدير. الفريق والتضامن.
اإلنسان عند هللا.
واآلخرة
مسؤولية التوجيه
سادساً :أهم وسائل مسؤولية التوجيه:
ب -البناء والتأهيل:
من أهم أدوات ووسIائل التوجيIه عمليIة نقIل المعرفIة والخIبرة إلى العIاملين وتشIجيعهم ورفIع كفIاءتهم وبنIاء قIدراتهم وتIأهيلهم وتحفIيزهم على
تحسIين األداء ،والسIعي لالرتقIاء بهم إيمانيًIا وأخالقيًIا ،ويشIمل هIذا الجIانب كIل مIا تقدمIه اإلدارة من فIرص إلتقIان العمIل علميًIا وعمليًIا عن
طريIق التIدريب والدراسIة والIدورات ،ممIا يعIود على المؤسسIة برفIع كفIاءة األداء وفاعليتIه ،وعلى العIاملين بالمكاسIب المعنويIة والماديIة عن
طريIق إحIداث التزكيIة النفسIية واألخالقيIة لألفIراد والبنIاء المعIرفي والمهIاري ،وتشIكيل السIلوك اإلداري القIويم والسIلوك المهIني المتقن،
وبنIاء السIلوك الشخصIي القIويم وصIبغه بIالقيم الفاضIلة من صIدق وأمانIة والIتزام واحIترام وإتقIان للعمIل واحIترام لقيمIة الIزمن ،وبمIا يIوفر
السند المطلوب لتحقيق الغايات الكبرى لألمة.
وباعتبIار أن هIذه الوسIيلة ضIمن المسIار الIوظيفي للعIاملين والحIرص على تطIوير أدائهم وأثنIاء ممارسIتهم ألعمIالهم ،حيث يقIول الشIهيد القائIد
-رضIوان هللا عليIه -عن أهميIة ذلIك« :ومن هIذا نسIتفيد أن قضIية التأهيIل ،قضIية المعرفIة ،ليسIت أوالً تجهIيز بنسIبة مائIة في المائIة ثم
انطالقIة ،المعرفIة مرتبطIة بالحركIة ،بحركIة اإلنسIان في الحيIاة ،وهنIاك أسIس ينطلIق منهIا ،وفي مسIيرته يحتIاج إلى مواصIلة ،ومتابعIة في
مسIيرة عملIه إلى مIا يهتIدي بIه ،بهIذا األسIلوب تكIون المعرفIة لهIا قيمIة ،تكIون المعرفIة ليسIت فقIط مجIرد تIرف فكIري -كمIا يقولIون -أو مجIرد
تنظير ،أو مجرد جدل ،أو نقاش ،أو أشياء من هذه ،مسيرة عملية يترافق معها توجيهات ،يأتي من خالل الوضعية هذه معرفة عالية».
مسؤولية التوجيه
سادساً :أهم وسائل مسؤولية التوجيه:
ج -االتصال:
-1مفهوم االتصال اإلداري:
إِّن جIوهر مسIؤولية التوجيIه هIو االتصIال بين المسIؤول والعIاملين إلبالغهم بالتوجيهIات والتعليمIات الIتي تتعّلق
بكيفّية تنفيIذ األعمIال ،والحصIول منهم على التغذيIة الراجعIة باسIتخدام أسIاليب وطIرق متنوعIة تحIدث التIأثير
الفاعل في نفوس االخرين وتحافظ بشكل كبير على العالقات والروابط األخوية.
واالتصIال اإلداري في إطIار مسIؤولية التوجيIه هIو عمليIة عIبر تIدفق التوجيهIات واألوامIر وانسIياب المعلومIات
وتوجيIه البيانIات والمعلومIات بين أقسIام الهيكIل التنظيمي ومسIتوياته المختلفIة ويعIد بمثابIة الجهIاز العصIبي من
جسIم المؤسسIة ومن هنIا يIأتي دور وأهميIة االتصIاالت اإلداريIة كأحIد الوسIائل للقيIام بالمسIؤولية التوجيIه في
إطار العملية والمنظومة اإلدارية المتكاملة.
مسؤولية التوجيه
سادساً :أهم وسائل مسؤولية التوجيه:
ج -االتصال:
-2أهمية االتصال اإلداري:
لالتصIIال اإلداري أهميIIة بالغIIة جIIدًا فكلمIIا غIIاب أو ضIIعف االتصIIال الفعIIال كIIبرت الفجIIوة بين المسIIؤول
والعIاملين أو بين المسIؤول والنIاس الIذين يقعIون في نطIاق مسIؤوليته ،الن االتصIال والتواصIل الفعIال يبIني
العالقIات اإليجابيIة ويعIزز الثقIة مIع العIاملين ومIع المجتمIع ،ويعIزز روحيIة الترابIط واالنسIجام والتفIاهم
والتعIIاون ،ويؤكIIد السIIيد القائIIد على أهميIIة هIIذا الجIIانب فيقIIول« :العالقIIة مIIا بينIIك وبين من هم في نطIIاق
مسIؤوليتك ،يجب أن تكIون عالقًIة إيجابيIة؛ ألنIك لسIت في موقIع الخصIومة لهم ،وال العIداوة لهم ،أنت تتحمIل
مسIؤوليًة تجIاههم ،لخIدمتهم ،لالهتمIام بIأمرهم ،لنظم شIأنهم ،لالهتمIام بIأمورهم ،فالعالقIة بينIك وبينهم يجب أن
تكون عالقًة إيجابية ،من جانبك ،ومن جانبهم ،بدءًا بمشاعرك نحوهم ،أن تكون مطمئنًا تجاههم».
مسؤولية التوجيه
سادساً :أهم وسائل مسؤولية التوجيه:
د – أهم األسباب التي تدعو لالتصال اإلداري:
• لتنفيذ المهام واالنضباط الداخلي ومتابعة اإلنجاز.
• إلبالغ التعليمات والقرارات والتعاميم تبادل المعلومات بين الوحدات اإلدارية.
• لتعريف كل فرد بدوره داخل المؤسسة وشرح وتفسير القواعد واإلجراءات التنفيذية.
• التواصل بين اإلدارة والعاملين لتوضيح ما يجب عمله أو االمتناع عنه.
• االتصال بين العاملين مع بعضهم البعض لتبادل األفكار جمع المعلومات.
• لتلبية حاجة الموظف للدعم والمساندة تأكيد وتعزيز عالقات العمل.
مسؤولية التوجيه
سادساً :أهم وسائل مسؤولية التوجيه:
شكل يوضح أهمية االتصال اإلداري
أهمية
االتصال
اإلداري
تنسيق انسياب العمل يساعد في إحكام عملّية
وتدارك المشاكل قبل المتابعة والسيطرة ،على
حدوثها. األداء.
ونخلص الى مفهIوم عIام لعمليIة التفقIد والتقIييم والرقابIة كمسIؤولية ضIمن
المنظومIة اإلداريIة باعتبارهIا المسIؤولية الIتي تهIدف إلى التأكIد من أن تنفيIذ
األهIداف المطلIوب تحقيقهIا تسIير سIيًر ا صIحيًح ا حسIب الخطIة والتنظيم
والتوجيIه وهIذا أهم ركن من أركIان اإلدارة الحكيمIة ونظIام ادارة الجIودة،
ولعIل اإلداري المIؤمن هIو المIدرك حIق اإلدراك ألهميIة التفقIد والتقIييم،
والعمل على إنفاذها سواء على نفسه أو على غيره.
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
أوالً :المفهوم العام للتفقد والتقييم والرقابة:
تعتبر عملية التفقد والتقييم والرقابة من القضايا الرئيسية المهمة التي ركز عليها الشهيد القائد وذلك لالتي:
06 01
استشعاراً للرقابة اإللهية ،واستعدادًا للحساب
األخروي الذي يأتي بغتة في أي لحظة تربية الناس على المسئولية والوفاء
باألمانة الملقاة على عاتقهم
05 02
تجسيدا لمفهوم االستخالف والتمكين
انطالقاًامن قول هللا تعالىَ( :ع َس ى َرُّبُك ْم َأن التعامل الصحيح مع واقعهم ومع
ُيْه ِلَك َعُد َّو ُك ْم َو َيْس َتْخ ِلَفُك ْم ِفي اَألْر ِض َفَينُظَر مجتمعهم المحيط بهم
َك ْيَف َتْع َم ُلوَن )
04 03
تربيتهم على االستعداد للتقييم اإللهي الدائم الوقوف بشكل دوري ومستمر على
والمستمر لهم في كل المراحل مستوى األداء للمسؤوليات والمهام
وتصويب المسارات أوال بأول
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثانياً :أهمية التفقد والتقييم والرقابة:
للتفقIد والتقIييم والرقابIة أهميIة بالغIة في أداء المهIام والمسIؤوليات ونجIاح األعمIال ودافIع لالهتمIام والحIرص على
النجIIاح من اهمهIIا معرفIIة األخطIIاء في الIIوقت المناسIIب واكتشIIاف جIIوانب النقص والقصIIور ومعرفIIة نIIوع
الصIعوبات وكIذا أسIبابها بهIدف معالجتهIا بأقصIى سIرعة وبIدون تIأخير حIتى يتواصIل ويسIتمر النشIاط اإلداري
العملي .كمIا أنهIا تسIاهم في التعلم وتعزيIز الخIبرات والتجIارب بتعميم الخIبرات الجيIدة أي معرفIة أمIاكن تحقيIق
النجاح واستخالص النتائج المطلوبة من ذلك بهدف تعميم هذه النجاحات على أماكن أخرى.
ويقIول السIيد القائIد -يحفظIه هللا« :-من الجIوانب المفيIدة إلصIالح العمIل ومعالجIة الخلIل التفقIد والتقIييم ،وهIو من
لIوازم النجIاح في العمIل ،ومن المهم التفاعIل اإليجIابي من الجميIع معIه وعIدم التحسIس أو االسIتياء منIه فهIو عامIل
مسIاعد لIذوي األعمIال أنفسIهم لصIالح عملهم ،ويقIول -رضIوان هللا عليIه -الجIانبَّ الرقIابي هIو عIون لإلنسIان إذا
علم أن هنIاك رقابIة على أعمالIه ،هIذا سيشIجعه على االهتمIام أكIثر ،الجIانب الرقIابي إعانIة للمسIؤول ،وتصIحيح
لعمله ،فال يكون هناك تحسس من الجانب الرقابي»
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثانياً :أهمية التفقد والتقييم والرقابة:
شكل يوضح أهم فوائد التفقد والتقييم والرقابة
حافزودافع لالهتمام والنجاح وتعزيز التعلم مراجعة الواقع وإصالح الخلل واالستفادة
الفردي والمؤسسي ،وتوفير إطار مالئم من األخطاء والعمل على تالفي القصور.
للمساءلة.
مواكبة العاملين في بنائهم وتفقدهم وفي متابعة االرتقاء في العمل الرتباطه بالتقييم
سير عملهم واهتمامهم وأعانتهم على حل والمراجعة
مشاكلهم).
التفقد
والمتابعة
عناصر
عملية
التفقد
الرقابة التقييم التقييم
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثالثاً :عناصر عملية التفقد والتقييم:
أ -التفقد:
تركIز عمليIة التفقIد بمفهومهIا الشIامل والمتابعIة على متابعIة العمIل وسIيره بشIكل منتظم ومسIتمر وتفقIد ورعايIة العIاملين،
وتتبIع سIير األداء وقيIاس مسIتوى التقIدم فيIه بالمقارنIة مIع األهIداف المحIددة والخطIط الموضIوعية ومعIايير األداء الخاّص ة
للكشIف عن أي أخطIاء إذا وجIدت من منطلIق االهتمIام والرعايIة ،والهIدف منهIا التأّك د من التقّي د في تنفيIذ قواعIد العمIل،
ومعرفIة مسIاره والسIلوك الخIاص بالعIاملين من خالل تشIجيع وتحفIيز ورفIع معنوّيات العIاملين عن طريIق تطIبيق وسIائل
اإلدارة الحديثة المنطلقة من المبادئ والقيم القرآنية.
وهي مسIؤولية أساسIية تشIمل كافIة المسIؤوليات والمسIتويات اإلداريIة ،إذ ال يسIتقيم العمIل بIدونها ،حيث يقIول السIيد القائIد:
«متابعIة العمIل نصIف العمIل» ويؤكIد السIيد القائIد على أهميتهIا ،فيقIول« :فلIذلك العوامIل الIتي هي عوامIل للنجIاح ،عوامIل
وأسIس تسIاعد على األداء الصIحيح ،على تصIويب األعمIال ،على تالفي األخطIاء ،على السIعي إلى تفIادي الكثير من الخلIل
الرهيب الذي يحصل نتيجة اإلهمال والغفلة ،وترك الناس يعملون كيفما أرادوا وشاءوا ،أو يكتفى فقط بتقاريرهم هم»
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثالثاً :عناصر عملية التفقد والتقييم:
أ -التفقد:
الرقابة الظاهرة:
الرقابة العامة رقابة األجهزة الرقابة السرية الرقابة الذاتية
اإلدارية
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثالثاً :عناصر عملية التفقد والتقييم:
ج -الرقابة:
-1الرقابة الذاتية:
يقIول المIولى عَّIز وجَّIلَ﴿ :و اَل َتْع َم ُل وَن ِم ْن َع َم ٍل ِإاَّل ُكَّن ا َع َلْيُك ْم ُش ُهوًد ا ِإْذ ُتِفيُض وَن ِفيIهِ﴾ ،هي رقابIة تقIوم على
رقابُIة العامIل لنفسIه واستحضIار رقابIة هللا عليIه في كافIة تصIرفاته واعمالIه ،إن من أعظم مIا يتمIيز بIه النظIام
اإلداري في اإلسIالم عن غIيره من النظم اإلداريIة المعاصIرة هIو التركIيز على الرقابIة الذاتيIة المنطلقIة من
استشIعار رقابIة المIولى عَّIز وجَّIل كأسIلوب اساسIي في ضIبط سIلوك الفIرد داخIل وخIارج المؤسسIة في نطIاق
عملIه ومسIؤليته أوفي منزلIه أو أي مIان أو مجIال يتحIرك فيIه في هIذه الحيIاة ،باعتبIار ،أن الرقابIة جIانب تعبIدي
تعIزز الصIلة العظيمIة بين العبIد وربIه يقIول هللا سIبحانه وتعIالىَ﴿ :يْع َلُم َخ اِئَن َة اَأْلْع ُيِن َو َم ا ُتْخ ِفي الُّص ُد وُر ﴾،
ويقIIول سIIبحانه ﴿َو ُق ِل اْع َم ُل وا َفَس َيَر ى ُهَّللا َع َم َلُك ْم َو َر ُس وُلُه َو اْلُم ْؤ ِم ُن وَن َو َس ُتَر ُّد وَن إلى َع اِلِم اْلَغ ْيِب َو الَّش َهاَد ِة
َفُيَنِّبُئُك ْم ِبَم ا ُكْنُتْم َتْع َم ُل وَن ﴾ ،والقIرآن الكIريم مليء باآليIات الIتي ُتؤِّك د على مسIالة الرقابIة اإللهيIة ﴿ِإَّن َهَّللا َك اَن
َع َلْيُك ْم َرِقيًب ا﴾ ،وقولIه تعIالىَ﴿ :و َك اَن ُهَّللا ِبَم ا َيْع َم ُل وَن ُمِح يًط ا﴾ ،وقولIه سIبحانهَ﴿ :و ُهَّللا ِبَم ا َتْع َم ُل وَن َبِص يٌر ﴾ ،وقولIه
عَّIز وجَّIلَ﴿ :فَم ْن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َخ ْي ًر ا َيَر ُه * َو َم ْن َيْع َم ْل ِم ْثَقاَل َذ َّر ٍة َش ًّر ا َيَر هُ﴾ .وهIذا قضIيته أساسIية في الIدين
اإلسIالمي ،وفي هIذا الجIانب يقIول السIيد القائIد« :اإلنسIان بحاجIة إلى أن يرِّس خ في نفسIه هIذا الضIابط المهم
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثالثاً :عناصر عملية التفقد والتقييم:
ج -الرقابة:
-2الرقابة السرية:
قال هللا تعIالى﴿ :اْلُم وُف وَن ِبَع ْه ِدِهْم ِإَذ ا َع اَه ُد وا﴾ ،الرقابIة السIرية ضIروريٌة جًّIد ا ،وهي أكIثر فاعليًIة من الرقابIة
الظIاهرة والعلنيIة؛ ألن الكIل سIيلحظون ،وبالIذات عنIدما تIأتي المحاسIبة ،عنIدما تIأتي المتابعIة ،عنIدما يIأتي
التصIويب ،من غIير كشIف ذلIك الIرقيب ،من غIير اإلْخ َبار بIه ،لكن عنIدما يلحIظ ذلIك المسIؤول أنIك تتابعIه نتيجIة
خلIل معين ،أو سIوء تصIرف ،أو سIوء معاملIة﴿ ،أنت أسIأت المعاملIة مIع فالن ،أنت فعلت كIذا ،أنت تصIرفت
بكذا﴾.
ِق ْف ِّرال َو ، ِة َنا َمَأْلا ِلا َم ْعِت اْس ىَل َع ْمُهَل ٌة َو ْد َح ، ِهْم و ُمُأِل يقIول أمIير المؤمIنين -عليIه السIالمَ« -فِإَّن َتَع اُهَدَك ِفي الِّسِّر
ِر
ِبالَّر ِع َّي ِة» ،ويقIول أيضًIا« :وأبعث عليهم العيIون من أهIل الصIدق والوفIاء» ،ويشIرح السIيد القائIد ذلIك ،فيقIول:
«المراقبIIة لهم ،والتحIIري عن أدائهم ألعمIIالهم بهIIذه الطريقIIة السIIرية ،هIIو عامٌIIل مسIIاعٌد لهم على أداء
مسIؤولياتهم بشIكٍل صIحيح ،وباألمانIة ،وبIالرفق بالرعيIة ،الرفIق بالنIاس ،الرفIق بمن لهم ارتبIاط بمسIؤولياتهم،
بمن هم في نطIاق مسIؤولياتهم ،بمن تتوجIه تلIك المسIؤوليات إليهم ،لخIدمتهم ،للعنايIة بشIأنهم ،إلدارة شIؤونهم؛
ألن هIذا جIانٌب أساسٌIي (الرفIق) يعIني :حسIن التعامIل ،االهتمIام بالنIاس بطريقIة ليسIت عنيفIة ،ليسIت غليظIة،
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثالثاً :عناصر عملية التفقد والتقييم:
ج -الرقابة:
-3الرقابة الظاهرة :رقابة األجهزة اإلدارية:
مع توسIع المهIام والمسIؤوليات وزيIادة عIدد العIاملين كIان البIد من إنشIاء أجهIزة إداريIة متخصصIة تقIوم بأعمIال الرقابIة اإلداريIة
عن العمIل وعن أهميIة ذلIك يقIول السIيد القائIد« :إضIافًة إلى عمليIة التفقIد والتقIييم يكIون هنIاك أيضًIا رقابIة ،الرقابIة في هIذا الIزمن
هناك رقابة ظاهرة ،وأجهزة عادًة ما تكون في الدولة ،مهمتها رقابية».
ومن أمثلIة على ذلIك الجهIاز المركIزي للرقابIة والمحاسIبة واللجنIة العليIا للرقابIة على المناقصIات والمزايIدات والهيئIة الوطنيIة
العليIا لمكافحIة الفسIاد وجهIاز المفتش العIام بIالقوات المسIلحة أو جهIاز المفتش العIام بIوزارة الداخليIة ،وغيرهIا من األجهIزة الIتي
عملها ظاهر ومعلن في ممارسة دورها الرقابي.
وكIذلك الرقابIة اإلداريIة المتمثلIة بIادارة الرقابIة والتفIتيش أو المراجعIة الداخليIة ومIا في حكمهIا ،والIتي ُتعتIبر ُج زءًا من نظIام التحّك م
الIداخلّي في المؤسسIات ،وتهIدف إلى دعم تنفيIذ كاّف ة األعمIال في األوقIات الُم ناسIبة ،والُم رتبطIة مIع السياسIات اإلداريIة ،وتسIتخدم
َم جموعٌIة من التطبيقIات واإلجIراءات المناسIبة من أجِIل الوصIول إلى الكفIاءة اإلداريIة في تحقيIق السIيطرة على العمIل ،وهي ِم ن
الوسائل القانونّية الُم ستخدمة في التنظيم والتوجيه اإلداري والُم رتبطة في نجاح الّر قابة.
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
ثالثاً :عناصر عملية التفقد والتقييم:
ج -الرقابة:
-4الرقابة العامة:
يقIول هللا عَّIز وجَّIلُ﴿ :كْنُتْم َخْي َر ُأَّم ٍة ُأْخ ِر َج ْت ِللَّن اِس َت ْأُم ُروَن ِب اْلَم ْعُروِف َو َتْنَه ْو َن َع ِن اْلُم ْنَك رِ﴾ ،وهنIا يتضIح لنIا ان هللا سIبحانه
وتعIالى قIد فIرض على المسIلمين األمIر بIالمعروف والنهي عن المنكIر وهي مIا تعIرف بالرقابIة الشIعبية لمIا لهIا من أهميIة كبIيرة
ولقIIد مIIيز هللا ع َّIز وجَّIIل األمIIة اإلسIIالمية بIIذلك عن غيرهIIا من األمم .وتعّIIر ف الرقابIIة العامIIة بأنهIIا رقابIIة النIIاس على أداء
المسIؤولين ،متابعIة الرعيIة ألعمIال المسIؤولين ومحاسIبتهم عليهIا ألنهم مسIؤولون عن نشIاطهم أمIام النIاس بعIد مسIؤوليتهم أمIام
هللا.
ويشIمل هIذا النIوع من الرقابIة إتاحIة مجموعIة من الوسIائل الIتي تمكن النIاس من التظلم وتقIديم شIكاويهم ضIد أي مسIؤول ،وتسIاعد
على توضIيح مجموعٍIة من الَم علومIات للمسIؤولين عن الصIورة الحقيقّي ة لطبيعIة العمIل ،واألخطIاء الIتي حIدثت من أجIل تجّنب
حدوثها في المستقبل.
وينطلIق هIذا النIوع من الرقابIة من التعامIل مIع المسIؤولية كIواجب شIرعي لخدمIة النIاس ،ومن بين مجاالتهIا الحIرص على فتح
قنIوات تمكن الجميIع من تقIديم المقترحIات واالسIتفادة منهIا ،بمIا يحقIق التكIاتف والتكامIل وتعزيIز الروابIط بين أفIراد المجتمIع
ومؤسسات الخدمة العامة.
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
رابعاً :أهداف التفقد والتقييم والرقابة:
شكل يوضح أهم أهداف التفقد والتقييم والرقابة في المنظومة اإلدارية
أهم أهداف عملية التفقد والتقييم:
05
تفقIIد كفIIاءة وفاعليIIة األداء واإلدارة الحكيمIIة تفعيIل المسIائلة ومبIدأ الثواب والعقIاب للتفريIق
وتوفIIير معطيIIات معلوماتيIIة للقيIIادة لمسIIاءلة بين المحسن والمسيء
المعنIIIيين عن جIIIوانب القصIIIور واالشIIIادة
04 باإلنجازات والتعلم منها.
االل4تزام بالنزاهة والحذر من الخيان4ة واجتن4اب الظلم .واالل4تزام بالموض4وعية وع4دم التحيز فمهمت4ه ليس تص4يد االخط4اء وانم4ا دعم
النزاهة تحسين وتقويم األداءَ﴿ ،و اَّلِذ يَن ُهْم َأِلَم اَناِتِهْم َو َعْه ِدِهْم َر اُع وَن ﴾.
الحIرص على المبIادرة والمسIارعة والجديIة في القيIام باألعمIال والمتابعIة لهIا بIإخالص هلل ،متجIردًا من األهIداف الشخصIية والرغبIات
المبادرة وبصIورة متوّثبIة ونشIيطة ،وباإلحسIاس العIالي بالمسIؤولية وإدراك خطIورة اإلهمIال والتفريIط والتثاقIل والتبIاطؤُ﴿ ،أوَلِئَك ُيَس اِر ُع وَن ِفي
والمثابرة اْلَخ ْيَر اِت َو ُهْم َلَها َس اِبُقوَن ﴾.
التعامIل مIع كIل واقعIة بحياديIة وموضIوعية وإنصIاف والقيIام بالمهIام والمسIؤوليات بأمانIة وتجIرد مIع جميIع من تسIتهدفهم عمليIة التفقIد
الحياد والتقIييم والرقابIةُ﴿ ،ك وُن وا َق َّو اِم يَن ِباْلِقْس ِط ُش َهَد اَء ِهَّلِل﴾« ،يعتمIد عليهم في نقIل الحقيقIة ،في التثبت ،في التIبين ،في التIدقيق في الواقIع
واإلنصاف العام ،في أداء المسؤولين».
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
خامساً :الصفات الالزمة في القائمين بمسؤولية التفقد والتقييم والرقابة:
الس4يطرة على النفس وكسـرها أم4ام الش4هوات والرغبات الشخص4ية والم4ؤثرات الس4لبية والحرص في البحث والتقص4ي
لتحقي4ق عدال4ة التفقد والتقييم والرقاب4ة .وذل4ك باستش4عار الع4املين ب4أنهم مؤتم4نين ومس4ؤولين ومراق4بين من هللا س4بحانه
وتع4الى ،وأنهم في موق4ع المؤاخذة اإللهي4ة في حال4ة التفريط والتقص4ير والتجاوز والالمباالةَ﴿ ،و اَل َتْع ُل وَن ِم ْن َع ٍل ِإاَّل الرقابة الذاتية
َم َم
ُك َّنا َع َلْيُك ْم ُش ُهوًد ا﴾.
جوهر جIودة تقريIر التفقIد والتقIييم ومIدى قبولIة مرهIون بدقIة التقIييم فالدقIة عنصIرا حاسIم في عمليIة التقIييم فبIدونها يتعIرض
األمانة التقييم لالختالل ويذهب التقييم باتجاه خاطئ يظلم به جهات أو ترفع جهات ال تستحقِ ﴿ ،لَيْج ِزَي ُهَّللا الَّصاِدِقيَن ِبِص ْد ِقِهْم ﴾.
﴿َو َتَع اَو ُنوا َع َلى اْلِب ِّر َو الَّتْق َو ى﴾ المائدة ،2:تتطلب مهام التفقد والتقييم والرقاب4ة العم4ل الجم4اعي ب4روح الفريق والحرص
العمل على تعزيز األداء ب44روح جماعي44ة كون حجم وكمي44ة المهام كبيرة وتس44تدعي حش44د الطاق44ات وتقاس44م االدوار ب44روح
الجماعي جماعيةَ﴿ ،بْعُضُهْم َأْو ِلَياُء َبْع ٍض﴾.
تعقيIدات عمليIة التفقIد والتقIييم تحتIاج من المعنIيين التحلي بالصIبر لقطIف ثمIار جيIدة مIالم فاالسIتعجال سIيؤدي إلى نتIائج
الصبر وخيمIة وتقييمIات غIير دقيقIةَ﴿ ،و اْص ِبُروا ِإَّن َهَّللا َم َع الَّص اِبِريَن ﴾ األنفIال ،46:فIإلى جIانب أهميIة تطIبيق معIايير وقواعIد التفقIد
والمرونة والتقIييم بمهنيIة اال ان المرونIة امIر مطلIوب فالهIدف ليس تطIبيق القواعIد وانمIا تحديIد األداء وتحسIينةِ﴿ ،إَّنَم ا اْلُم ْؤ ِم ُن وَن
ِإْخ َو ٌة﴾.
مسؤولية التفقد والتقييم (الرقابة)
سادساً :أهم المعايير العامة للتفقد والتقييم والرقابة:
شكل يوضح أهم معايير التفقد والتقييم والرقابة اإلدارية
اإلتقIIان :ويهتم هIIذا المعيIIار بقيIIاس فيمIIا إذا
كIانت الخدمIة المقدمIة تتالءم مIع المواصIفات
الفنية التي تم اعتمادها وضعها مسبقًا الكفاءة :ويقصد بها فيما إذا استخدم
الموارد بحكمة ورشد إلنجاز الهدف أو
المهام والمسؤوليات.
المالءمIة :يقصIد بهIذا المعيIار مIدى الموائمIة الفاعليIIIة :ويقصIIIد بهIIIا فيمIIIا إذا تم تحقيIIIق
بين مIدخالت ومخرجIات النشIاط وأهدافIه مIع المرضIIIية مقارنIIIة بالهIIIدف الموضIIIوع أو
األولويIIات االجتماعيIIة المطروحIIة والتIIوقيت الخطة المرسومة.
المناسIIب لتنفيIIذه ،وفيمIIا إذا كIIانت التغيIIيرات
االجتماعيIIة خالل فIIترة تنفيIIذ النشIIاط تIIبرر قيIاس المؤشIرات والنتIائج المسIتهدفة
القناعIات الIتي بIني عليهIا .فالمالءمIة هي مقيIاس والتحقIIIق من مسIIIتوى األداء الكمي
لمIIIIدى انتفIIIIاع األغلب األعم من النIIIIاس من والنوعي.
األنشIطة ومIدى الموائمIة مIع أولويIات وحاجIات
المجتمع
المقارنة بين التخطيط والتنظيم والتوجيه ،حيث
تمثل هذه الثالثة المسؤوليات المعايير واألسس
التي تقوم عليها الوظيفة الرابعة المتمثلة "بالتفقد
والتقييم والرقابة" ،وتحقق بموجبها جودة الرقابة
واإلشراف والمتابعة والمسائلة.
التدقيق المالي واإلداري ،وهذا يأتي
ضمن مفهوم الرقابة اإلدارية