You are on page 1of 4

‫تاريخ الفكر السياسي السنة األولى جذع مشترك‬

‫المحاضرة الثانية‬

‫االتجاه الفقهي في الفكر السياسي االسالمي‬

‫أبو حامد الغزالي‬

‫ذكرنا سابقا ان االتجاه الفقهي يستند الى األصول الشرعية‪ ،‬ومن رواده أبو الحسن‬
‫الماوردي وابن تيمية وغيرهم‪ .‬وابو حامد الغزالي بالرغم من اشتغاله بالفلسفه والرد‬
‫على الفالسفة‪ ،‬إال أنه ينتمي لهذا االتجاه‪.‬‬

‫السياسة عند الغزالي‬

‫السياسة في الفكر اإلسالمي هي القيام بالشيء بما يصلحه وعليه ذهب الغزالي‬
‫العتبارعا واجبة كعلم نظري وعملي وهي من فروض الكفاية‪ ،‬وهي أشرف‬
‫الصناعات و العلوم على االطالق لشرف الموضوع والغاية فيها‪.‬‬

‫فاعتبرها من االصول التي الغنى عنها مرادها التأليف والتعاون على أسباب المعيشة‬
‫وضبطها‪.‬‬

‫وقسمها أربع مراتب‪:‬‬

‫اوال‪:‬السياسة العليا وهي سياسة االنبياء عليهم السالم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سياسة الخلفاء والملوك والسالطين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سياسة العلماء‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬سياسة الوعاظ‪.‬‬


‫وينتهي إلى أن سياسة التعليم والتهذيب هي أشرف المقامات بعد النبوة‪ ،‬وتالحظ‬
‫معي كيف يجمع بين العلم والتهذيب أو بين السياسة واألخالق‪ ،‬في اتجاه يرفض‬
‫الفصل بينهما‪ .‬والسياسة واألخالق يشكالن فصلين من علم واحد هو علم االنسان‪.‬‬

‫وتالحظ معي كيف كان الرجل سابق لعصره في فهم مقتضيات التطور والتقدم‬
‫المرتكز على العلم والقيم‪.‬‬

‫ويعتقد الغزالي أن اال سالم قد أوجد الحلول لمشكالت االنسان المختلفة‪ ،‬فالدين هو‬
‫األصل والسلطان هو الحارس‪ ،‬وماال أصل له مهدوم‪ ،‬وماال حارس له فضائع‪.‬‬

‫وهذا يؤكد الملك أو السلطة والدين اليقوم أحدهما دون اآلخر‪ .‬ولكن مع جعل‬
‫السياسة في خدمة المحكومين وليس في خدمة الحاكم‪.‬‬

‫نشأة الدولة‬

‫الدولة ضرورية لالجتماع البشري‪ ،‬والحاجات االنسانية متطورة باستمرار وهو األمر‬
‫الذي يفرض وجود سلطة الدولة لتنظيم شؤونه‪.‬‬

‫فاالنسان في سعيه لتحقيق الحاجات بحاجة لالجتماع االنساني‪ .‬وتأتي الحاجة‬


‫لسببين‪:‬‬

‫الحاجة إلى النسل الستم ار االنسان نفسه‪.‬‬

‫الحاجة التعاون لتحقيق مط الب الحياة في المطعم والملبس وللمسكن وغيرها‪ .‬ومن‬
‫هنا جاءت الحاجة للحاكم الذي يدير شؤونهم‪.‬‬

‫ويرى أن الدولة تنهار لجملة األسباب التالية‪:‬‬

‫_االستبداد بالرأي واهمال المشورة وسوء التدبير‬

‫_انتشار الجهل والغرور بين الحكام ألنه معطل لالصالح‬

‫_تسليم األمر إلى غير أهله‪.‬‬


‫_انتشار الظلم والفساد‪.‬‬

‫اإلمامة أوالخالفة‬

‫بما أن الدين أصل والملك حارس وماال أساس له فمهدوم وما الحارس له فضائع‪،‬‬
‫كما ذكرنا سابقا فإن اإلمامه ضرورة أساسية لحفظ الدين وقيام الدنيا معا‪ ،‬والسلطة‬
‫مطلوبة مؤيدة باجماع األمة إذ بدونها يزول األمن و تعطلت المعايش‪.‬‬

‫وينظر الغزالي الى اإلمامة من وجوه ثالث‪:‬‬

‫اوال‪ :‬وجوب تنصيب اإلمام لحراسة الدين وسياسة الدنيا‬

‫ثانيا‪ :‬اإلمام‬

‫‪_1‬صفات اإلمام‬

‫أ_ صفات خلقية‬

‫_ البلوغ _ العقل_ الحرية _ الذكورة _ النسب القرشي_ سالمة الحواس‬

‫وهذه الصفات غريزية غير مكتسبة‪.‬‬

‫_ الصفات المكتسبة‬

‫_النجدة وهي الشجاعة والجرأة‬

‫_ الكفاية وهي المماثلة في القوة والشرف والقدرة علي العمل وحسن تصريفه‪.‬‬

‫ب _ التنصيص‬

‫يذهب الغزالي إلى أن النبي صلي هللا عليه وسلم لم ينص على إمام معين أصال‪،‬‬
‫ولذلك لم تكن خالفة أبوبكر الصديق إال باالختيار والبيعة وأما النص فهو مذهب‬
‫الشيعة الذين يرون الخالفة في أهل البيت دون غيرهم‪.‬‬

‫ج _التفويض وهو عند الغزالي يوازي الشورى أو رأي أهل الحل والعقد‬
‫ثالثا_ شرح عقيدة أهل السنة‬

‫يرى أن اإلمامة انعقدت للخلفاء ترتيبا في الفضل وبالتالي ترتيبا في الخالفة وال‬
‫يطعن في أحدهم وهو اجماع أهل السنة والجماعة‪.‬‬

You might also like