You are on page 1of 65

‫اإلدارة في االسالم‬

‫‪‬‬
‫‪‬بسم هللا الرحمن الرحيم ‪‬‬
‫مقدمة عن االدارة في االسالم‬
‫‪ -‬قال تعالى ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم‬
‫فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضأ ً سخريا) سورة الزخرف آية‬
‫‪.32‬‬

‫‪ -‬قال تعالى ( كنتم خير أمة أخر‪/‬جت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون‬
‫عن المنكر‪ )/‬آل عمران ‪.110‬‬

‫قبل أن نتطرق إلى اإلدارة االسالمية يجب أن نعرف االدارة بشكل‬


‫عام‪.‬‬
‫تعريف اإلدارة العامة‬

‫االدارة العامة لفظ مركب يتكون من كلمتي (ادارة) و(عامة) األول‬


‫اسم مترجم للمصطلح االنجليز‪/‬ي‬
‫( ‪ )Administration‬أو (‪.)Management‬‬
‫وهو يتضمن خاصيتين وهي‪-:‬‬
‫العمل المشترك والعمل التعاوني‪ ،‬ومن خاللهما يتحقق العمل‬
‫المشتر‪/‬ك‪.‬‬
‫تعريفات مختصرة عن االدارة في العصر الحديث‬

‫هي العملية أو االعمال المتعلقة بهدف الحكومة‪ ،‬والتي تهدف الى تحقيق االهداف العامة‬ ‫‪ -1‬وودر ويلسون‬
‫بأكبر قدرمن الكفاءة‪ ،‬وبقدر المستطاع‪ ،‬وفق رغبات الناس وارادتهم‪.‬‬

‫هي ذلك المجال الذي يتضمن جميع العمليات التي تحتوي اغراضها‬
‫‪ -2‬ليونارد هوايت‬
‫بالسياسة العامة أو تنفيذها‪.‬‬

‫هو ترابط وتعاون جهود الفرد والجماعة من أجل تحقيق السياسة العامة‪.‬‬ ‫‪ -3‬جون بفيفنر وروبرت برستوس‬
‫مظهر لحقل واسع هو االدارة‪ ،‬لكن االدارة (العامة)‬
‫تتميز عن غيرها من حيث أنها تتعلق بأهداف الدولة‬
‫‪ -4‬مارشل ادوارد ديموك وغاليز أوج‪ ،‬دن ديموك‬
‫وإرادة السياسة والمصالح العامة والقانون باعتباره الهدف‬
‫االساسي في المجتمع‪.‬‬

‫وضع ستة عناصر مهمة ورئيسية وهي‪/‬‬


‫‪ -1‬المجهود التعاوني الجماعي‪.‬‬
‫‪ - 2‬أنها تغطي السلطات الحكومية الثالث‪ /‬التنفيذية‪ ،‬التشريعية والقضائية‬
‫وعالقاتها المتداخل‪/‬ة‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن لها دورا هاما في تكوين السياسة العامة‪ ،‬ولذا جزء من العملية السياسية‪.‬‬
‫‪ -4‬أنها أهم من االدارة الخاصة‪ ،‬وتختلف عنها من جوانب رئيسية‪.‬‬
‫‪ -5‬فيلكس نجرو‬
‫‪ - 5‬أنها كحقل دراسي وكممارسة‪ ،‬تأثرت في السنوات األخيرة بمنهج العالقات االنسانية‪.‬‬
‫‪ -6‬أنها تتصل اتصاال وثيقا بعدد من الجماعات الخاصة واألفراد حين تأديتها‬
‫الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫على الرغم من أن دراسة ((االدارة العامة)) كعلم مستقل لم تظهر إال في‬
‫بداية هذا القرن‪ ،‬فإن االنسان قد مارس نوعا من االدارة العامة‪.‬‬
‫وقد أشار إلى تلك الحقيقة األستاذ مارشل ديموك في كتابة حول تاريخ‬
‫االدارة العامة‪ ،‬وذكر أنها كانت موضع اهتمام‬
‫الحضارة المصرية والحضارة االغريقية والصينية وغيرها من الحضارات‬
‫القديمة‪.‬‬

‫لقد أخذت االدارة العامة طابعا مميزا عندما بزغ فجر االسالم‪ ،‬كما سيتم‬
‫ايضاحه فيما بعد‪.‬‬
‫ما هي وظيفة اإلدارة ؟‬

‫إن وظيفة اإلدارة هي ‪ -:‬توجيه الطاقات البشرية توجيها ً صحيحا ً نحو خدمة‬
‫بعضها والوصول إلى الهدف الذي يحقق الخير والسعادة لجميع األفراد عن‬
‫طريق استخدام الموارد بجميع أنواعها‪ ،‬بشرية أم مادية‪ ...‬وكلما استخدم ِ‬
‫ت‬
‫األسلوب العلمي المبني على المعلومات والحقائق واإلحصائيات الدقيقة‬
‫َ‬ ‫اإلدارةُ‬
‫فسوف نتوقع نتائج وإنتاجا ً أفضل لعملياتها اإلدارية وهذا ما يجب أن يكون‬
‫عليه المدير‪ ،‬في كل مكان وزمان‪.‬‬
‫اإلدارة اإلسالمية تجمع في طياتها ثالثة عناصر مهمة وهي ‪-:‬‬

‫المنهج العلمي المبني على المنطق والمنهجية في التفكير واعتماد‬


‫الدليل والبرهان‪.‬‬
‫المنهج األخالقي الذي ينظم حياة البشر وفق قيم أصيلة ال مصالح‬
‫مؤقتة‪.‬‬
‫الهدف األخروي والرقابة اإللهية التي تمنع اإلنسان من الظلم‬
‫واالنحر‪/‬اف‪.‬‬
‫أيضا لقد تميزت الشريعة االسالمية عن القوانين والنظم الوضعية بعدة‬
‫خصائص وسمات لعل من أهمها ‪/‬‬
‫‪ -1‬الثبات والخلود‪.‬‬
‫• الشريعة االسالمية وضعها خالق هذا الكون وموجده‪ ،‬وهي باقية‬
‫مادام هذا الكون‪ ،‬وقد تكفل بحفظها هللا سبحانه عزوجل حينما قال‬
‫في كتابة الكريم‪ -:‬إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون‪ ‬اآلية‬
‫الكر‪/‬يمة‪.‬‬
‫‪ -2‬الع‪/‬مومية والشمول‬
‫وهي في الوقت نفسه دعوة ومنهاج حياة لكافة األنس والجن على‬
‫اختالف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم لدليل قوله تعالى‪ -:‬وما خلقت‬
‫الجن واإلنس إال ليعبدون‪ ‬سور‪/‬ة الذار‪/‬يات آية (‪.)56‬‬
‫باختصار فإن دعوة االسالم جاءت كاملة شاملة لكافة مناحي الحياة‬
‫ختم بها سبحانه وتعالى الوحي السماوي وبرسولها خاتم الرسل لدليل‬
‫قال تعالى‪-:‬اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت‬
‫لكم االسالم دينا‪ ‬سورة المائدة آية (‪.)3‬‬
‫الفكر اإلداري اإلسالمي‬

‫‪ ‬تحدث عنه د‪.‬حمدي عبد الهادي‪( -:‬اآلراء والمبادئ والنظريات التي‬


‫‪/‬سة عبر العصور واألزمنة‬ ‫دراسة وممار ً‬
‫ً‬ ‫سادت حقل اإلدارة ‪،‬‬
‫ويعتبر فكراً إسالميا ً ما يصدر من هذه اآلراء والمبادئ والنظر‪/‬يات‬
‫وذلك باالستناد إلى توجيهات القرآن الكر‪/‬يم والسنة النبوية المطهرة)‪.‬‬

‫‪ ‬كما تحدث عنه د‪.‬طار‪/‬ق السويدان بأنه‪-:‬‬


‫علم اإلدارة المتوافق مع اإلسالم‪.‬‬
‫لم يتبلور الفكر البشري االسالمي بشكل عام واإلداري بصفة خاصة إال في‬
‫أواخر عهد الخلفاء الراشدين وبداية العصر األموي‪.‬‬
‫هناك عدة أسباب لظهور‪ H‬الفكر‪ H‬االداري االسالمي‪ .‬منها‪/‬‬

‫‪ -1‬أن فترة الرسول ‪ ‬كانت عبارة عن فترة اعداد لقيام وتأسيس الدولة‬
‫االسالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن فترة عهد الخلفاء الراشدين رضوان هللا عليهم أجمعين كانت فترة نشر‬
‫للدعوة االسالمية في أنحاء المعمورة شرقا وغربا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن اتساع الدولة االسالمية ودخول العديد من األمم ذات الحضارات‬
‫والمعتقدات والقيم المختلفة حتم أن يكون هناك فكر اسالمي أصيل راسخ‬
‫مستمد من تعليمات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن المسلمين في فترة عهد الرسول ‪ ‬وعهد الخلفاء الراشدين كانوا قريبين‬
‫وملتصقين بمصادر التشريع الرئيسية‪ -‬القرآن والسنة‪ -‬مما جعلهم ليسوا في‬
‫حاجة الى اشغال الفكر‪.‬‬
‫أعالم الفكر االداري في االسالم‬
‫الفارابي (‪339-259‬هـ)‬
‫ولد ابو نصر‪ /‬محمد بن محمد بن طرحان بن اوزلغ المعروف‬
‫بالفارابي حوالي سنة ‪259‬هـ في بلدة فاراب مسقط رأسه ثم انتقل‬
‫الى بغداد‪ ،‬وتعلم كثير‪/‬ا من اللغات ودرس على شيوخ بغداد وأعالمها‬
‫ومن بينهم أبو بشر بن يونس الفيلسوف وكان يدرس المنطق‪ ،‬وانتقل‬
‫من بغداد الى دمشق ثم الى مصر‪ /‬ثم انتقل الى حلب‪.‬‬
‫درس الفارابي كثيرا من المعارف والعلوم وألف فيها‪ ،‬وقد عده كثير‬
‫من المؤر‪/‬خين فيلسوف‪ /‬المسلمين بال مناز‪/‬ع‪.‬‬
‫كان للفارابي آراء واضحة عن رئاسة الدولة وعن المجتمع الفاضل‬
‫تطرق إليها بالتفصيل في كتابة (( أهل المدينة الفاضلة))‪.‬‬
‫قسم الفارابي الشروط الواجب توافرها في المرشح لرئاسة الدولة إلى قسمين‪/‬‬

‫القسم األول‪ /‬الصفات الفطرية وتشمل ما يلي‪-:‬‬


‫‪ - 1‬أن يكون تام األعضاء‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يكون جيد الفهم والتصور لكل ما يقال له‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يكون جيد الحفظ‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يكون جيد الفطنة ذكيا‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن يكون حسن العبارة يؤتيه لسانه على إبانة كل ما يضمره‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن يكون محبا للتعل‪/‬يم واالستفادة‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يكون غير شره لمل‪/‬ذات ال‪/‬دنيا كاألكل والشرب وغيره‪.‬‬
‫‪ -8‬أن يكون محبا للصدق وأهله‪ ،‬مبغضا ل‪/‬لكذب وأهله‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يكون كبير النفس محبا للكرامة‪.‬‬
‫‪ -10‬أن يكون الدرهم والدينار وسائر أعراض ا‪/‬لدنيا هينة عنده‪.‬‬
‫‪ -11‬أن يكون عادال مصلحا غير ظالم ومناصرا لل‪/‬مظلومين‪.‬‬
‫‪ -12‬أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي يريد تنفيذه‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ /‬الصفات المكتسبة وتشمل ما يلي‪-:‬‬

‫‪ - 1‬أن يكون حكيما‪.‬‬


‫‪ - 2‬أن يكون عالما حافظا للشرائع والسنن وغيرها‪.‬‬
‫‪ - 3‬أن يكون له جودة استنباط فيما ال يحفظ عن السلف‬
‫فيه شريعة محتذيا حذو األولين‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن يكون له جودة رؤية‪ H‬وقوة استنباط‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن يكون له جودة إرشاد بالقول إلى شرائع السابقين‪.‬‬
‫‪ - 6‬أن يكون له جودة ثبات ببدنه في مباشرة أعمال‬
‫الحرب‪.‬‬
‫الماوردي (‪450-364‬هـ)‬
‫ولد أبو الحسن علي بن حبيب البصري الماوردي بالبصرة ‪364‬هـ‪،‬‬
‫ومنها رحل إلى بغداد حيث نشأ وتعلم بها‪ ,‬درس كثيرا من العلوم‬
‫والمعارف كالسياسة واإلدارة واالجتماع واآلداب وغيرها‪.‬‬
‫تفقه في الدين وتقلد مناصب قضائية عالية وألف كثيرا من الكتب يعتبر‬
‫البعض منها مثل كتاب‪-:‬‬
‫(األحكام السلطانية والواليات الدينية‪ ،‬والوزارة‪ ،‬ونصيحة الملوك‪،‬‬
‫وتسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخالق الملك وسياسة الملك) كلها‬
‫مصادر عظيمة في المجال السياسي واإلداري‪.‬‬
‫يعد كتاب (( األحكام السلطانية والواليات الدينية)) من أبرز الكتب‬
‫الفريدة والموسوعة في مجال اإلدارة العامة في اإلسالم‪.‬‬
‫يتميز كتاب (( األحكام السلطانية والواليات الدينية)) عن الكتب اإلسالمية‬
‫األخرى المتعلقة بالمجال اإلداري والتي تؤكد منهجيته في الدراسة‬
‫والتحليل أمران‪/‬‬
‫أ ‪ -‬طابع التخصص واقتصاره على مجال اإلدارة الحكومية فقط‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المنهجية في دراسته لهذا المجال‪ ،‬حيث اتبع الماوردي (( المنهج‬
‫التأهيلي وتطورها العلمي بدال من األخذ بالمنهج التاريخي الواقعي))‪.‬‬
‫لقد احتوى الكتاب على عشرين بابا يتفرع من كل باب مجموعة من‬
‫الفصول اشتملت على معظم الموضوعات اإلدارية‪ ،‬ومن أهمها‪/‬‬

‫اإلمامة (القيادة) والسلطة‬ ‫تقسيم العمل وتفويض الصالحيات‬


‫الوزارة‬ ‫تصنيف الوظائف‬
‫المركزية والالمركزية‬ ‫اإلدارة المحلية‬
‫اإلدارة المالية‬ ‫الدواوين‬
‫الرقابة واإلشراف‬ ‫‪ ‬‬
‫الغزالي (‪ -450‬هـ)‬
‫هو أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي‪ ،‬ولد في قرية غزالة‬
‫من قرى طوس في بالد فارس عام ‪450‬هـ‪ ،‬وتنقل بين عدد من‬
‫البلدان اإلسالمية وانتهى به األمر في بغداد حيث عمل فيها مدرسا‪.‬‬

‫ألف الغزالي الكثير من الكتب القيمة‪ ،‬منها‪/‬‬


‫إحياء علوم ال‪/‬دين‪ ،‬مقاصد الفالسفة‪ ،‬المستصفي‪ ،‬االقتصاد في االعتقاد‪ ،‬تهافت‬
‫الفالسفة‪،‬‬
‫التبر المسبوك في نصيحة الملوك‪،‬‬
‫المنقذ من الضالل‪ ،‬ميزان العدل‪،‬‬
‫الفالسفة واألخالق‪ ،‬فضائح ال‪/‬باطنية‬
‫وغيرها من الكثير من المؤلفات‪.‬‬
‫ينسب عن الغزالي قوله ‪/‬‬
‫أربعة أشياء يجب أن تعرفها (أيها الملك) جيدا وتحافظ عليها‪ ،‬وهي‪-:‬‬

‫وأربعة أشياء يجب أن تبتعد عنها‪ ،‬وهي‪-:‬‬


‫ابن تيمية (‪728-661‬هـ)‬
‫هو شيخ اإلسالم تقي الدين أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السالم بن تيمية‪ ،‬ولد في‬
‫بحران من بالد الشام عام ‪661‬هـ ‪ ،‬وتوفي في سجن قلعة دمشق عام ‪728‬هـ‪،‬‬
‫عاش في عصر كانت الدولة اإلسالمية تعاني من الضعف والتمزق الديني‬
‫والسياسي‪ ،‬وظهور االنقسامات في الدولة اإلسالمية‪.‬‬
‫كان رحمه هللا عالما وفقيها باإلضافة إلى كونه مجاهدا‪ ،‬ألف العديد من الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬كان من أبرزها في مجال الفكر اإلداري اإلسالمي واإلصالح اإلداري‬
‫من خالل كتابية‪/‬‬
‫(السياسة الشرعية في إصالح الراعي والرعية) و ( الحسبة في اإلسالم)‪.‬‬
‫ركز في مجمل كتاباته اإلدارية على ثالثة‬
‫مواضيع‪/‬‬
‫االختيار والتعيين‪-:‬‬
‫حيث ذكر أربعة أصول ومبادئ عامة لالختيار‬
‫والتعيين في الوظائف العامة‪/‬‬
‫المالية العامة‪-:‬‬
‫بين الشيخ ابن تيمية أنواع الموارد المالية في اإلسالم وطريقة توزيعها وأنها‬
‫أمانة في عنق الحاكم والمحكوم مستدال بأمر النبي ‪ ‬لما ذكر في جور الوالة‬
‫فقال( أدوا إليهم الذي لهم‪ ،‬فإن هللا سائلهم عما استرعاهم)‪.‬‬

‫الحسبة‪-:‬‬
‫خصص شيخ اإلسالم بن تيمية رحمه هللا كتابا خاصا بالحسبة كما سبق‬
‫إيضاحه‪ ،‬وعرفها باختصار بأنها‬
‫(( األمر بالمعروف والنهي عن المنكر))‪.‬‬
‫تعنى الحسبة في اإلدارة اإلسالمية عملية الرقابة واإلشراف والتقويم للتأكد‬
‫من تحقيق أهداف وغايات الدولة اإلسالمية وهي عبادة هللا سبحانه وتعالى‬
‫وإقامة العدل وتأكيد المعروف وشجب المنكر‪.‬‬
‫ابن خلدون (‪808-732‬هـ)‬

‫هو أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي‪ ،‬ولد في تونس عام‬
‫‪732‬هـ ونشأ وتعلم بها‪.‬‬
‫تقلد العديد من المناصب السياسية واإلدارية ومن ثم اعتزل العمل اإلداري‬
‫وتفرغ للكتابة والتأليف فكتب موسوعته التاريخية المسماة بـ‪/‬‬

‫كتاب العبر‪ ،‬ديوان المبتدأ والخبر في أيام‬


‫العرب والعجم والبربر‪ ،‬ومن عاصرهم من‬
‫ذوى السلطان األكبر‪.‬‬

‫ومن ثم وضع مقدمته التي بلغت شهرـتها قمة اآلفاق الفكرية‬


‫وترجمت لعدة لغات عالمية‪ ،‬ثم سافر إلى مصر وعمل أستاذا‬
‫بجامع األزهرـ حتى توفي عام ‪808‬هـ بالقاهرـة‪.‬‬
‫يعتبر ابن خلدون‪/‬‬
‫أول من أدرك ا‪H‬لمفهوم االجتماعي لإلدارة‪ ،‬ذلك‬
‫باعتبار اإلدا‪H‬رة ظاهره اجتماعية تهدف إلى‬
‫تنظيم نشاطات البشر الجماعية‪.‬‬
‫القلقشندي (‪821-756‬هـ)‬
‫ولد أبو العباس القلقشندي بقلقشنده في مصر وذلك‬
‫عام ‪756‬هـ ونشأ بها‪ ،‬ثم رحل إلى اإلسكندرية‬
‫واشتغل باإلفتاء والتدريس ثم عمل بديوان اإلنشاء‬
‫وألف موسوعته المشهورة‬
‫صبح األعشى في صناعة اإلنشاء وهو عبارة عن‬
‫دائرة معارف إدارية خاصة فيما يتعلق باإلدارة‬
‫المكتبية وأعمال السكرتارية‪ ،‬ولذا يمكن القول بأن‬
‫القلقشندي أبو اإلدارة المكتبية‪.‬‬
‫من أبرز موضوعات التي تضمنها كتابه فيما يتعلق بصناعة اإلنشاء أو اإلدارة‬
‫المكتبية ما يلي‪/‬‬
‫وظيفة الكتابة ومتطلباتها‪.‬‬
‫بين أهمية الكتابة وضرورتها وأنها من أشرف الصنائع لعظم عائدها على‬
‫السلطان ودولته‪.‬‬
‫بين الصفات الالزم توافرها في الكاتب حتى يكون مؤهال للقيام بهذا العمل‪.‬‬
‫ناقش آداب الكتابة بأنها عمل أخالقي في الدرجة األولى‪ ،‬ويلزم من يقوم بها حسن‬
‫السيرة وحسن المعاشرة‪.‬‬
‫التنظيم المكتبي وإجراءاته‪.‬‬
‫تحدث القلقشندي عن وظيفة ((رئيس ديوان اإلنشاء)) ومسئوليتها ومهامها‪.‬‬
‫ناقش وظائف الديوان التي صنفها إلى مجموعتين‪/‬‬
‫المجموعة األولى وهي وظائف كتابية أي (( أصناف الكتاب واختصاصاتهم))‪.‬‬
‫المجموعة الثانية وهي وظيفتي خازن الديوان وحاجبة مبينا الوصف لواجبات‬
‫شاغلها‪.‬‬
‫ما هي أهداف اإلدارة اإلسالمية ؟‬
‫إن الهدف الر‪/‬ئيسي من إقامة دولة إسالمية هو إقامة عقيدة‬
‫التوحيد التي تقوم على مبدأ تخليص البشر‪ /‬من عبوديته لغير هللا‬
‫وتحرير االنسان من الخضوع ألي مخلوق‪.‬‬
‫إن أهداف اإلدارة اإلسالمية هي أهداف‪ /‬ومقاصد الشريعة‬
‫اإلسالمية والتي تسعى اإلدارة لتحقيقها وهي ما يعرف‪/‬‬
‫بـ(الضر‪/‬وريات الخمس) وهي‪-:‬‬
‫‪ -1‬حفظ الدين‪ :‬حفظ دين هللا والقيام التام على إقامته من أهم‬
‫أصول اإلدارة في اإلسالم وذلك بتنفيذ أوامر‪ /‬هللا وتحكيم شرعه‬
‫على كل المستويات وفي كل الظروف‪ ،‬وعليه فيكون من أهداف‬
‫المدير المسلم مراعاة الشرع في كل ما يعمل‪ ،‬وتوجيه من حوله‬
‫لاللتزام بالدين من خالل األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬
‫‪ - 2‬حفظ العقل‪ :‬وهو الحفاظ على عقول الناس مما يسيء أو يؤثر فيها من أسباب مادية‬
‫أو معنوية فكرية‪ ،‬وتوجيههم للتفكير المنطقي السليم واتخاذ القرار وفق ذلك المنهج‬
‫القويم‪.‬‬
‫‪ -3‬حفظ النفس‪ -:‬وهو الحفاظ على النفس من القتل بدون سبب ويتم ذلك بتطبيق‬
‫شرع هللا عن طريق القصاص قال تعالى ((ولكم في القصاص حياة يا أولي األلباب‬
‫لعلكم تتقون)) سورة البقرة آية ‪.179‬‬
‫‪ -4‬حفظ العرض (الشرف)‪ -:‬على اإلدارة اإلسالمية وهي تتبع وتنطلق من مقاصد‬
‫الشريعة اإلسالمية أن تحافظ على شرف وكرامة األمة بسلوك واتباع أخالق اإلسالم‬
‫في التعامل في جميع األحوال والظروف‪ ،‬وتراعي زرع القيم األخالقية التي تركز‬
‫على األسرة واالهتمام بها حتى في محيط العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬حفظ المال‪ -:‬من مسؤولية اإلدارة اإلسالمية رعاية المال العام والمساعدة في‬
‫الحصول عليه بالطرق الحالل‪ .‬وصرفه‪ ،‬واستخدامه بالوسائل المشروعة التي أقرها‬
‫اإلسالم‪ ،‬ويأتي هنا دور المدير المسلم بتحري الحالل في كل معامالته المالية‪،‬‬
‫وإعطاء العاملين معه حقوقهم كاملة وإال اعتبر غاشا ً أو سارقا ً‪.‬‬
‫وظائف الدولة في اإلسالم‬

‫لقد تناول كثيرـ من علماء المسلمين عن الوظائفـ في الدولة‬


‫اإلسالمية فسوف نختصر الشرح بالنقاط األهم‪/‬‬

‫‪ -1‬الوظائف التعبدية (إقامة التوحيد وعبادة هللا في األرض)‪.‬‬


‫‪ -2‬الوظائف المالية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -3‬العدل والقضاء‪.‬‬
‫‪ -4‬عمارة األرض‪.‬‬
‫‪ -5‬حماية األمن الداخلي والدفاع عن الوطن والجهاد في سبيل هللا‪.‬‬
‫العملية اإلدارية‬
‫لو تأملت في تعريفات اإلدارة أخي الطالب فإنك ستجد عدة أمور‬
‫ال بد من وجودها ضمن أي مفهوم أو تعريف لإلدارة‪-:‬‬
‫‪ - 1‬لإلدارة أعمال وهي المعروفة بالعمليات اإلدارية الخمس‬
‫(التخطيط‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والتوجيه واالتصال‪ ،‬والرقابة‪ ،‬القيادة)‪.‬‬
‫‪ -2‬لإلدارة مدير يوجه األعمال والعاملين‪.‬‬
‫‪ -3‬لإلدارة هدف ال بد من تحقيقه‪.‬‬
‫‪ -4‬لإلدارة موظف أو موظفون يقومون بتحقيق األهداف‪.‬‬
‫وهذه األمور نجدها جميعا ً في كل أنواع اإلدارة سواء إدارة عامة‬
‫(إدارة حكومية) أو إدارة خاصة (شركات ومؤسسات ربحية‬
‫خاصة) أو إدارة دولية أو إدار‪/‬ة مؤسسات عامة أو مؤسسات‬
‫خير‪/‬ية‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫مهام اإلدارة اإلسالمية‬

‫أوال‪ /‬التخطيط‪.‬‬
‫بال شك أن التخطيط اإلداري يعد بمثابة الجسر الممتد بين‬
‫الحاضر والمستقبل‪.‬‬
‫هناك عدة مفاهيم للتخطيط وسوف نذكر منها ما يلي‪/‬‬
‫ذلك النشاط المتعلق بحلول‬
‫المستقبل‪ ،‬مع تقييم الحلول البديلة‬
‫والطرق التي يتم بها انجاز هذه‬
‫الحلول‪.‬‬

‫عملية غايتها صياغة برامج وأساليب‬


‫عمل لتحقيق األهداف خالل فترة زمنية‬
‫مقبلة‪.‬‬

‫هو مجموعة متصلة من القرارات وهو العنصر الذي يتضمن وضع‬


‫األهداف والمعايير ورسم السياسات‬
‫واإلجراءات المطلوب تنفيذها‪ ،‬ورسم السياسة اإلستباقية للمستقبل‪.‬‬
‫فالمقصود باألهداف هنا‪ /‬النتائج المطلوب تحققها بالجهد الجماعي‬
‫والسياسات هي القواعد التي تستخدم للتطبيق في الحاالت المماثلة‪.‬‬
‫أما المقصود باالستباق‪ /‬توقع األحوال في المستقبل في ضوء ما حدث‬
‫في الماضي ويحدث في الحاضر‪.‬‬
‫مرحلة التخطيط‬

‫تعتبر مرحلة التخطيط من أهم عناصر العملية اإلدارية‬


‫بل أنها أساس تلك العملية والموجه الرئيسي لبقية‬
‫العمليات اإلدارية التي يعتمد نجاحها اعتمادا رئيسيا على‬
‫دقة التخطيط وفاعلية الخطة والتي تعد ((ترجمة فعلية‬
‫لنقل النظريات في التخطيط ( مفاهيم ‪ ،‬أسس ‪ ،‬مبادئ )‬
‫إلى نشاط تنفيذي‪ ،‬وهي ما يسمى بنقل المعرفة اإلدارية‬
‫إلى مهارات فنية وإدارية وإنسانية وصياغة خطة شاملة‪.‬‬
‫تتضمن عملية التخطيط خمسة مقومات أساسية هي‪/‬‬
‫األهداف‪ /‬ويقصد بها الغايات أو النتائج المطلوب تحقيقها في المستقبل‪.‬‬
‫السياسات‪ /‬ويقصد بها مجموعة المبادئ والقوانين التي تحدد أسلوب‬
‫التصرف نحو تحقيق األهداف‪ ،‬أو الغايات المرجوة‪.‬‬
‫اإلجراءات‪ /‬وهي تحديد الخطوات التي يجب إتباعها لتحقيق أهداف معينة‬
‫وكذلك تسلسلها‪.‬‬
‫الميزانيات‪ /‬وتمثل تسجيال لالفتراضات المستقبلية لتحقيق األهداف وترجمة‬
‫السياسات على شكل أعداد رقمية تكون أساسا لسير العمل‪.‬‬
‫البرامج‪ /‬وتعني بالبيانات التي تتضمن مجموعة األنشطة الواجب القيام بها‬
‫لتحقيق هدف فرعي وذلك نتيجة أهداف وأغراض وسياسات وإجراءات‬
‫وميزانيات قد تعرف سلفا‪.‬‬
‫التخطيط في نظر اإلسالم‬
‫أمر هللا سبحانه وتعالى نبيه بالتخطيط حين قالى تعالى في كتابه ‪ ‬وأعدوا‬
‫لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل‪ ‬سورة األنفال اآلية( ‪.)60‬‬
‫من اآلية الكريمة يتبين أن التخطيط جاء من صميم اإلسالم ومهم بالنسبة‬
‫للمسلمين في المستقبل سواء كان في تطوير حياتهم االجتماعية‪ ،‬أو اإلعداد‬
‫والتحصين في مستقبلهم ضد أعدائهم‪.‬‬
‫هناك نوعين من التخطيط في مجال اإلدارة العامة هما‪/‬‬
‫‪ - 1‬الخطة اإلستراتيجية بعيدة المدى أو المستقبلية‪.‬‬
‫‪ - 2‬الخطة العملية المركزة على وضع برامج العمل والجداول الزمنية‪.‬‬
‫نماذج من التخطيط في صدر اإلسالم‪/‬‬

‫أوال‪ /‬مرحلة ما قبل قيام الدولة اإلسالمية (العهد الملكي)‪.‬‬


‫ثانيا‪ /‬مرحلة تأسيس الدولة اإلسالمية (العهد المدني)‪.‬‬
‫أوال‪ /‬مرحلة ما قبل قيام الدولة اإلسالمية (العهد الملكي)‪.‬‬
‫إن األمر بالتوحيد واعالن الدعوة للناس كافة وإخالص العبودية هلل (الهدف العام للدين‬
‫اإلسالمي)‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق وضع الرسول ‪ ‬خطة عمل للدعوة اإلسالمية في مكة واستمر‬
‫تنفيذها على مدى ثالثة عشر عاما تضمنت المراحل التالية‪-:‬‬

‫مرحلة الدعوة إلى هللا سرا‪.‬‬


‫مرحلة الدعوة إلى هللا جهرا‪.‬‬
‫مرحلة الهجرة إلى الحبشة‪.‬‬
‫بيعة العقبة األولى‪.‬‬
‫بيعة العقبة الثانية‪.‬‬
‫الهجرة إلى يثرب‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬مرحلة تأسيس الدولة اإلسالمية (العهد المدني)‪.‬‬
‫بعد وصول النبي ‪ ‬إلى المدينة بدأ ببناء الدولة الفتية‬
‫مستهال ذلك بالبرامج الرئيسية التالية‪-:‬‬

‫بناء مسجد قباء‪.‬‬


‫بناء المسجد النبوي‪.‬‬
‫المؤاخاة بين المهاجرين واألنصار‪.‬‬
‫وضع دستور المدينة‪.‬‬

‫ومن هذه البرامج قامت أعظم دولة عرفها التاريخ‪.‬‬


‫تلك الدولة التي تأسست ومنذ بدايتها على مبادئ التفكير السليم واإلعداد‬
‫المنظم‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬التنظيم‪.‬‬
‫حظي موضوع التنظيم باهتمام كبير من قبل‬
‫علماء اإلدارة على اعتبار أنه من أهم الوظائف‬
‫اإلدارية‪ ،‬ونشوء عدد من المدارس والنظريات‬
‫الخاصة بالتنظيم‪.‬‬
‫هناك عدة مفاهيم للتنظيم وسوف نذكر منها ما يلي‪/‬‬
‫بعد دراسة لمفاهيم المنظمة والتنظيم يمكننا القول بأن عملية التنظيم عبارة عن‪-:‬‬

‫وظيفة إدارية تعمل على تنسيق النشاطات والجهود وتحديد العالقة بين‬
‫أعضاء المنظ مة لتحقيق أهداف معينة وذلك من خالل ترتيب وتقسيم‬
‫األعمال واألدوار وتوزيعها في إدارات وأقسام ووحدات متخصصة‬
‫يعرف كل عضو فيها مسئولياته الوظيفية وعالقته باآلخرين‪.‬‬

‫أو‬
‫هو عملية إدارية تهدف إلى وضع نظام آللية العمل‬
‫بين األفراد المعنيين للتحقيق الهدف المشترك‪.‬‬
‫تتضمن عملية التنظيم أربعة عشر مقومات أساسية‪ ،‬وهي ما يلي‪/‬‬

‫تسلسل السلطة‬ ‫السلطة‬


‫وحدة الهدف‬ ‫التخصص‬
‫تكافؤ السلطة والمسؤولية‬ ‫وحدة األمر‬
‫ثبات المسئولية‬ ‫تفويض السلطة‬
‫المحاسبة‬ ‫تقسيم العمل‬
‫وحدة االتجاه‬ ‫نطاق اإلشراف‬
‫المسئولية‬ ‫المركزية والالمركزية‬
‫المدارس المعاصرة في التنظيم اإلدار‪H‬ي‪/‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أوال‪ /‬المدر‪H‬سة التقليدية الكالسيكية‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫روادها هم‪ /‬هنري فايول‪ ،‬وفر‪H‬يدر‪H‬يك تايلور‪ ،‬وماكس‬ ‫‪.3‬‬
‫فيبر‪ ،H‬وغير‪H‬هم‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬المدرسة السلوكية في التنظيم اإلدار‪H‬ي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫روادها هم‪ /‬التون مايو‪ ،‬وماري فوليت‪ ،‬وإبراهام‬ ‫‪.5‬‬
‫ماسلو‪ ،‬وماكريقر‪ ،‬وهيرزبر‪H‬ج‪ ،‬وغير‪H‬هم‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬المدر‪H‬سة الحديثة في التنظيم‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫روادها هم‪ /‬شستر بارنارد‪ ،‬وهربر‪H‬ت سيمون‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫وليكرت‪ ،‬وغير‪H‬هم‪.‬‬
‫مفهوم التنظيم اإلداري في اإلسالم‬
‫وظيفة إدارية تهدف إلى تحقيق أغراض شرعية وتعمل على تنسيق النشاطات والجهود وتحديد العالقة‬
‫بين أعضاء المنظمة في إطار ما ورد في القرآن الكريم وما جاءت به السنة النبوية المطهرة‪.‬‬
‫لقد عمل الفكر اإلسالمي على آيات الذكر الحكيم والتي أعطت كل أبعاد التنظيم‪ ،‬ويالحظ من خالل الوثيقة‬
‫األسس التنظيمية والتي تضمنت ما يلي‪/‬‬
‫‪ - 1.1‬إيالء النشاط اإلنساني أهمية إدارية واضحة‪.‬‬
‫‪ - 2.2‬االهتمام بتشكيل لجان استشارية من المتخصصين‪.‬‬
‫‪ - 3.3‬إنشاء شبكة من الخبراء للمراقبة في فروع وأقسام العمل‪.‬‬

‫سريان النشاط الهيكلي اإلداري‬


‫القائد اإلداري مستشارون عناصر منتقاة‬ ‫مستشارون متخصصون‬

‫رقابة أمناء إدارات دنيا‬


‫خصائص التنظيم اإلداري في اإلسالم‪/‬‬
‫أوال‪ /‬مشروعية التنظيم‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬التنظيم اإلداري اإلسالمي ذو أصول شرعية‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬مرونة التنظيم‪.‬‬
‫أوال‪ /‬مشروعية التنظيم‪.‬‬
‫يعتبر تحديد ونوعية هدف المنظمة العام أو هدف عملية التنظيم ذاتها خاصية يتميز بها‬
‫التنظيم اإلداري في اإلسالم عن كافة التنظيمات اإلدارية الوضعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬التنظيم اإلداري اإلسالمي ذو أصول شرعية‪.‬‬
‫معنى ذلك أن تكون جميع المبادئ واألسس المستخدمة في عملية التنظيم اإلداري‬
‫متمشية مع ما جاء في كتاب هللا وسنة رسوله ‪ ‬وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين من‬
‫بعده ويشمل ذلك‪/‬‬

‫‪ -1‬مبدأ الطاعة بالمعروف‪.‬‬ ‫‪ -2‬مبدأ المشاورة‪.‬‬


‫‪ -3‬مبدأ تحديد المسئولية‪.‬‬ ‫‪ -4‬مبدأ التخصص وتقسيم‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬المبادئ التي يلزم مراعاتها عند‬
‫دراسة الهيكل التنظيمي ألي منظمة‬ ‫‪ ‬‬
‫إسالمية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬مشروعية التنظيم‪.‬‬
‫يعتبر تحديد ونوعية هدف المنظمة العام أو هدف عملية التنظيم ذاتها خاصية يتميز‬
‫بها التنظيم اإلداري في اإلسالم عن كافة التنظيمات اإلدارية الوضعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬التنظيم اإلداري اإلسالمي ذو أصول شرعية‪.‬‬
‫معنى ذلك أن تكون جميع المبادئ واألسس المستخدمة في عملية التنظيم اإلداري‬
‫متمشية مع ما جاء في كتاب هللا وسنة رسوله ‪ ‬وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين‬
‫من بعده ويشمل ذلك‪/‬‬

‫‪ -1‬مبدأ الطاعة بالمعروف‪.‬‬ ‫‪ -2‬مبدأ المشاورة‪.‬‬


‫‪ -3‬مبدأ تحديد المسئولية‪.‬‬ ‫‪ -4‬مبدأ التخصص وتقسيم العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬المبادئ التي يلزم مراعاتها عند‬
‫دراسة الهيكل التنظيمي ألي منظمة‬ ‫‪ ‬‬
‫إسالمية‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬مرونة التنظيم‪.‬‬
‫لم يفرض اإلسالم تنظيما إداريا معينا يلزم األخذ به في كافة‬
‫األحوال وإنما ترك حرية التنظيم لما يتناسب وظروف المجتمع‬
‫في زمان ومكان على أن يكون ذلك التنظيم في إطار ما جاء في‬
‫كتاب هللا وسنة نبيه ‪.‬‬
‫مبادئ التنظيم اإلداري في اإلسالم‪/‬‬

‫تكافؤ السلطة والمسئولية‪.‬‬


‫الشورى‪.‬‬
‫تفويض السلطة ولها ضابطان‪ /‬أ‪ -‬صالحية المفوض إليه خير قيام‪.‬‬
‫ب‪ -‬بقاء المسئولية في مفوض السلطة‪.‬‬ ‫التدرج الرئاسي للسلطة‪.‬‬
‫نماذج من التطبيق العملي للتنظيم اإلداري في اإلسالم مختصرة على الخرائط‪/‬‬
‫أوال‪ /‬المالمح الرئيسية للهيكل التنظيمي للدولة اإلسالمية في عهد الرسول ‪.‬‬
‫القائد األعلى للدولة النبي ‪.‬‬
‫يندرج تحته مباشرة األجهزة األساسية‪-:‬‬
‫‪ -3‬أمين الخاتم‪.‬‬ ‫‪ -2‬المكتب السري (صاحب السر)‪.‬‬ ‫‪ -1‬مجلس الشورى ( النقباء)‪.‬‬
‫ثم فروع األجهزة الرئيسية التالية‪-:‬‬
‫الوالة اإلقليمية (المحليات)‪ .‬تتكون من المقاطعات وهي‪/‬‬
‫أ‪ -‬مقاطعة عمان‪ .‬ب‪ -‬مقاطعة تيماء‪ .‬ج‪ -‬مقاطعة الجند‪ .‬د‪ -‬مقاطعة بني كنده‪ .‬هـ‪ -‬مقاطعة‬
‫مكة‪.‬‬
‫ت‪ -‬مقاطعة نجران‪ .‬ز‪ -‬مقاطعة حضرموت‪ .‬خ‪ -‬مقاطعة البحرين‪.‬‬
‫‪ -4‬الحسبة (ديوان‬ ‫‪ -2‬التعليم ويقتصر على‪ -:‬تعليم الرجال وتعليم النساء‪.‬‬ ‫‪ -2‬القضاة‪.‬‬
‫الرقابة)‪.‬‬
‫‪ -9‬الكتاب‬ ‫‪ -8‬إمارة الحج‪.‬‬ ‫‪ -7‬الجهاد‪.‬‬ ‫‪ -6‬المالية العامة‪.‬‬ ‫‪ -5‬اإلحصاء‪.‬‬
‫ويندرج تحته‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الخطباء والشعراء‪ .‬ب‪ -‬المترجمون‪ .‬ج‪ -‬العهود والصلح‪ .‬د‪ -‬الرسائل واإلقطاع‪ .‬هـ ‪-‬‬
‫الوحي‪.‬‬
‫ثانيا‪ / /‬المالمح الرئيسية للهيكل التنظيمي للدولة اإلسالمية في عهد عمر بن الخطاب ‪.‬‬
‫أسس عمر بن الخطاب ‪ ‬أربعة دواوين رسمية هي‪-:‬‬
‫‪ - 1‬ديوان الجيش‪ /‬وهو المعروف بديوان الجند ويتضمن كل ما يتعلق‬
‫بالعسكريين من حيث تعيينهم والضوابط المتعلقة بذلك ومن حيث تخصصاتهم‬
‫المالية وغيره‪.‬‬
‫‪ - 2‬ديوان األعمال‪ /‬وهو ما يتعلق باألعمال من رسوم وحقوق‪ ،‬وهو عبارة‬
‫عن جهاز خاص بتحديد معالم المحليات واألقاليم من النواحي الجغرافية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والدينية وغيره‪.‬‬
‫‪ - 3‬ديوان الموظفين‪ /‬ويتضمن كل ما يتعلق بموظفي الخدمة المدنية أو‬
‫القطاع العام بالمفهوم العصري من تعيين وحقوق وواجبات وظيفية‪ ،‬ومن‬
‫حيث طبيعة العمل ومدة الخدمة‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ - 4‬ديوان بيت المال‪ /‬يقول الماوردي أن هذا الديوان يتضمن ما يتعلق ببيت‬
‫المال من دخل وخرج‪.‬‬
‫والدخل والخرج هنا تعني بالمفهوم اإلداري الحديث اإليرادات والمصروفات‬
‫العامة‪.‬‬
‫الخريطة المختصرة للهيكل التنظيمي للدولة اإلسالمية في عهد عمر بن الخطاب ‪.‬‬
‫القائد األعلى عمر بن الخطاب ‪.‬‬
‫يندرج تحته مباشرة األجهزة األساسية‪-:‬‬
‫‪ -2‬المكتب السري (صاحب السر)‪.‬‬ ‫‪ -1‬مجلس الشورى ( النقباء)‪.‬‬
‫ثم فروع األجهزة الرئيسية التالية‪-:‬‬
‫‪ -5‬الكتاب‬ ‫‪ -4‬القضاة‪.‬‬ ‫‪ -3‬التعليم ويقتصر على‪ -:‬تعليم الرجال وتعليم النساء‪.‬‬
‫ويندرج تحته‪-:‬‬
‫ب‪ -‬المترجمون‪ .‬ج‪ -‬العهود والصلح‪ .‬د‪ -‬الخطباء والشعراء‪.‬‬ ‫أ‪ -‬الرسائل واإلقطاع‪.‬‬
‫‪ -9‬الواليات اإلقليمية‬ ‫‪ -8‬الواليات اإلقليمية‪.‬‬ ‫‪ -7‬ديوان الجيش‪.‬‬ ‫‪ -6‬اإلحصاء‪.‬‬
‫تتكون من المقاطعات وهي‪/‬‬
‫أ‪ -‬األهواز والبحرين‪ .‬ب‪ -‬سجستان ومكران وكرمان‪.‬‬
‫ت‪ -‬طبرستان‪ .‬ث‪ -‬خراسان‪ .‬ج‪ -‬البصرة‪ .‬ح‪ -‬الكوفة‪ .‬خ‪ -‬حمص‪ .‬د‪ -‬دمشق‪.‬‬
‫ذ‪ -‬فلسطين‪ .‬ر‪ -‬مصر العليا‪ .‬ص‪ -‬مصر السفلى‪ .‬ك‪ -‬غرب مصر وصحراء ليبيا‪.‬‬
‫‪ -10‬ديوان األعمال‪ -11 .‬ديوان الموظفين‪ -12 .‬ديوان بيت المال‪.‬‬
‫أما بالنسبة لإلدارة في عهد عثمان وعهد علي فلقد بقيت على ما كان عليه‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عنهم أجمعين‪.‬‬
‫المالمح الرئيسية للهيكل التنظيمي للدولة اإلسالمية في عهد الدولة األموية‬
‫والعهد العباسي‪.‬‬
‫في عهد الدولة األموية‪/‬‬
‫اقتضى األمر التوسع في التنظيم وزيادة الدواوين (أجهزة القطاع العام) حيث‬
‫أصبحت تضم باإلضافة إلى تلك التي أسسها عمر بن الخطاب ‪ ‬مايلي‪-:‬‬

‫ديوان الخراج‬
‫ديوان الصدقات‬
‫ديوان الرسائل ديوان البريد‬
‫ديوان الطراز‬
‫ديوان الخاتم‬
‫ديوان المستقالت‬
‫ديوان النفقات وديوان االستخراج‬
‫في عهد الدولة العباسية‪/‬‬

‫أضاف العباسيون مع اتساع الرقعة الجغرافية لإلسالم أربعة دواوين جديدة وهي‪-:‬‬

‫ديوان العرض‪.‬‬
‫ديوان التوقيع‪.‬‬
‫ديوان المواريث‪.‬‬
‫ديوان البر‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬التوجيه‪.‬‬
‫وهي الوظيفة الرئيسية الثالثة فال بد من وجودها لتحقيق األهداف‪.‬‬
‫هناك عدة مفاهيم للتوجيه منها‪/‬‬

‫هو الوظيفة الرئيسية الثالثة من وظائف اإلدارة ومن أكثرها حساسية‪ ،‬خاصة‬
‫وأن هناك ارتباطا وثيقا بين عملية التوجية ومهارات المدير القيادية‪.‬‬
‫حيث يرى البعض أن التوجيه ليس إال عملية اتصال وأسلوب قيادة‪.‬‬

‫هو عملية إدارية فنية‪ ،‬هدفها إرشاد المرؤوسين في أثناء تنفيذهم لألعمال‪،‬‬
‫ضمانا للسير في خط تحقيق الهدف‪.‬‬
‫يتضمن عنصر التوجيه اإلداري ما يلي‪/‬‬
‫‪.1‬التحفيز بنوعيه المادي والمعنوي لرفع المعنوية للعاملين‪.‬‬
‫‪.2‬قيادة األدنى بالمبادأة والقدرة‪ ،‬والتأثير الشخصي‪.‬‬
‫‪.3‬االتصال بالمرؤوسين لتحقيق التفاعل بمجمل العملية اإلدارية‪.‬‬
‫وعملية التوجيه في نظرة تشمل ما يلي‪/‬‬
‫أ ‪ -‬القدرة على استخالص أكفأ النتائج من االحتكاك‬
‫اليومي بين الرؤساء ومرؤوسيهم على كافة المستويات‪.‬‬
‫ب ‪ -‬القدرة على إثارة اهتمام المرؤوسين بأهداف العمل‬
‫وخلق الترابط الالزم بين األهداف الفردية واألهداف‬
‫الجماعية‪.‬‬
‫ت ‪ -‬القدرة على تركيز كافة الجهود في اتجاهات تضمن‬
‫تحقيق األهداف المشتركة‪.‬‬
‫إن كفاية وفاعلية وعملية التوجيه تعتمد على توفر العوامل الرئيسية التالية‪/‬‬
‫أسلوب االتصال ووسائله‪.‬‬
‫وضوح األهداف‪.‬‬
‫معرفة دوافع العاملين وإيجاد الحوافز الالزمة إلشباعها‪.‬‬
‫أوال‪ /‬أسلوب االتصال ووسائله‪.‬‬
‫االتصال هو (( الوظيفة اإلدارية التي تربط كافة وظائف اإلدارة العامة عبر قنواتها‬
‫الممتدة داخل التنظيم وخارجه))‪.‬‬
‫تبرز أهمية االتصاالت ودورها في التأثير على المحصلة النهائية للعملية اإلدارية‪.‬‬
‫هناك ثالث قنوات رئيسية لالتصال‪/‬‬
‫‪ - 1‬االتصال الرأسي‪ -:‬يتمثل في اتصال الرئيس بمرؤوسيه واتصالهم به في المنظمات‬
‫التي يحكمها التنظيم الهرمي‪.‬‬
‫‪ - 2‬االتصال األفقي‪ -:‬يتمثل في اتصال المرؤوسين بعضهم ببعض في اإلدارة أو القسم‬
‫الواحد واتصال مدراء اإلدارات ذوي المستويات اإلدارية الوحدة بشكل مباشر‪.‬‬
‫‪ - 3‬االتصال غير الرسمي‪ -:‬يتمثل في أنه أهم قنوات االتصال ومن أكثرها فاعلية‪.‬‬
‫على القائد اإلداري أن يقوم باآلتي‪/‬‬
‫أوال‪ /‬يسمع من المرؤوس‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬يطلع على الوثائق‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬يفهم ما يدور وما تم عمله‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬فكر باألمر‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬يدقق كل ما سبق ذكره من خطوات‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬وضوح األهداف‪.‬‬
‫من أهم عناصر التوجيه ومقوماته وضوح األهداف المطلوب تحقيقها من‬
‫المرؤوس على وجه الخصوص ووضوح األهداف والغايات الكلية‬
‫للمنظمة بصفة عامة‪.‬‬
‫أما في المنهج اإلسالمي فقد تمثل فيما كان يفعله عمر بن الخطاب ‪‬‬
‫يولي واليا على أحد األقاليم أو البلدان فقد كان يكتب عليه عهد الوالية‬
‫الذي يضم خطوطا عريضة وأصوال عامة في طريقة اإلدارة والتنفيذ‬
‫وهي عبارة عن مجموعة من األهداف التي يلزم الوالي تحقيقها‪ ،‬وفي‬
‫إطار منهج إداري قويم في التعامل مع اآلخرين وطريقة تحقيق الهدف‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬معرفة دوافع العاملين وإيجاد الحوافز الالزمة إلشباعها‪.‬‬
‫الدوافع هي (( القوى أو الطاقات النفسية الداخلية التي توجه وتنسق بين تصرفات الفرد وسلوكه أثناء‬
‫استجابته مع المواقف أو المؤثرات البيئية المحيطة بالفرد والتي يمكن الحصول عليها أو استخداماتها‬
‫لتحريك دوافعه نحو سلوك معين وأدائه لنشاط أو أنشطة محددة بالشكل واألسلوب الذي يشبع رغباته أو‬
‫حاجاته أو توقعاته))‪.‬‬
‫ومن هنا كان التعرف على دوافع العاملين وإيجاد الحوافز الالزمة إلشباعها وتوجيه السلوك توجيها‬
‫إيجابيا من أهم عناصر التوجيه وبالتالي من أهم وظائف اإلدارة والمدير على حد سواء وذلك نظرا لتأثير‬
‫ذلك على األداء الكلي للمنظمة‪.‬‬
‫لقد تضمنت الوثيقة في جانب التحفيز إجراءات واضحة‪ ،‬منها‪/‬‬
‫‪ - 1‬التركيز التام على العمل الذي يرفع المعنويات‪.‬‬
‫‪ - 2‬التركيز في الفهم وضرورة أعمال الفكر‪.‬‬
‫‪ - 3‬تشديد المراقبة‪.‬‬
‫‪ - 4‬الحافز المادي في الوثيقة واضحة لتسهيل القيادة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ - 5‬تكريس الحافز المادي للعناصر ال‪/‬موالية والمندفعة للعمل والمقتنعة به على نحو تام‪.‬‬
‫‪ - 6‬تركز الحوافز المادية أوال على القادة أو المديرين في المراكز الحساسة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ - 7‬تراعى العدالة في ذلك‪ ،‬فال يتم تحفز غير المستحقين من الخاصة‪ ،‬أ‪/‬و الحاشية أو ذوي المراكز‬
‫المرموقة اجتماعيا أو األقارب‪.‬‬
‫‪ - 8‬ال بد من استخدام حافز ا‪/‬لرعاية االجتماعية والطبية وما شابه ذل‪/‬ك‪.‬‬
‫فبذلك تتكامل‪ /‬الحوافز المعنوية والمادية‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬الرقابة‪.‬‬
‫مهمتها التأكد من سير العمليات واألنشطة اإلدارية‪.‬‬
‫هناك عدة مفاهيم للرقابة وسوف نذكر منها ما يلي‪/‬‬

‫التأكد من أن جميع األنشطة اإلدارية تسير مسارا صحيحا نحو تحقيق‬


‫األهداف الموضوعة في الخطة‪.‬‬

‫التأكد من سير العمل طبقا لما يمكن أن يحقق الهدف‪ ،‬أي أنها‬
‫عملية متابعة التنفيذ في مراحله جميعا‪ ،‬والتأكد من النتائج بعد‬
‫إنجاز المهام‪.‬‬
‫تتضمن عملية الرقابة في ثالث خطوات رئيسية وهي‪/‬‬
‫أ ‪ -‬وضع معايير األداء‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قياس األداء عن طريق مقار‪/‬نة الناتج الفعلي باألهداف المقررة‬
‫بواسطة المعايير‪ /‬الموضوعة‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إيجاد الحلول الالزمة لتصحيح أي انحراف في عملية األداء‪.‬‬
‫ومن خالل هذه المعايير السابقة نستطيع أن نعرف الرقابة اإلدارية‬
‫بأنها تلك العملية التي تعني بالتأكيد من أن نشاطات أعضاء‬
‫المنظمة ونتائج إنجازها تسير وفق الخطط الموضوعة وذلك‬
‫بواسطة أسلوب علمي يقوم على استخدام معايير أداء محددة مسبقا‬
‫لقياس أوجه التوافق واالختالف بين األهداف المرسومة والنتائج‬
‫الفعلية وتصحيح انحرافات األداء‪.‬‬
‫ويوضح الشكل (‪ )1‬عملية الرقابة اإلدارية بمفهومها الواسع‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وضع المعايير‬

‫(‪)2‬‬
‫إجراء التعديالت الالزمة‬ ‫األداء الفعلي‬
‫(إذا لزم األمر)‬

‫مقارنة األداء الفعلي بالمقاييس‬


‫الموضوعة مقدما‬

‫المصدر‪ -:‬د‪ .‬محمد عبد الفتاح ياغي ـ الرقابة في اإلدارة العامة‪.‬‬


‫أساليب الرقابة في النظام اإلداري في اإلسالم‪/‬‬
‫‪ - 1.1‬الرقابة الذاتية‪.‬‬
‫‪ - 2.2‬الرقابة الرئاسية‪.‬‬
‫‪ - 3.3‬رقابة األجهزة اإلدارية المختصة‪.‬‬
‫‪ - 4.4‬الرقابة الشعبية‪.‬‬
‫أوال‪ /‬الر‪/‬قابة الذاتية‪.‬‬
‫* أعظم ما يتميز به النظام اإلداري في اإلسالم عن غيره من النظم اإلدارية هو‬
‫التركيز على الرقابة الذاتية كأسلوب رئيسي في ضبط سلوك أفراد المنظمة‪.‬‬
‫* تتجلى معاني الرقابة الذاتية وعظمتها في اإلسالم في تفسيره (‪ )‬لإلحسان‬
‫عندما سئل عنه‪ ،‬حيث قال‪ (( -:‬اإلحسان أن تعبد هللا كأنك تراه فإن لم تكن تراه‬
‫فإنه يراك))‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬الرقابة الرئاسية‪.‬‬
‫أقر اإلسالم مبدأ التدرج الرئاسي في النظام اإلداري بوجه خاص وفي النظم‬
‫االجتماعية بصورة عامة‪.‬‬
‫في الوقت نفسه أوجب اإلسالم الرقابة الرئاسية لحديث ‪ (( -:‬كلكم راع وكل راع‬
‫مسئول عن رعيته))‪.‬‬
‫تأسست الرقابة الذاتية على يد النبي ‪‬؛ ألنه كان يعلم بأن اإلنسان مخلوق ضعيف‬
‫ليس معصوما من الوقوع في الخطأ‪.‬‬
‫ثالثا‪ /‬رقابة األجهز‪/‬ة اإلدار‪/‬ية المختصة‪.‬‬

‫لما نمت الدولة واتسعت وتشعبت مسئولياتها ومهامها اإلدارية وازداد تبعا لذلك‬
‫عدد موظفيها‪ ،‬قامت الدولة بإنشاء أجهزة إدارية متخصصة في عملية الرقابة‬
‫عرفت حينئذ بـ ( الدواوين)‪.‬‬
‫يعتبر ديوان البريد واألخبار في مقدمة الدواوين المتخصصة بأعمال الرقابة‬
‫اإلدارية في النظام اإلداري اإلسالمي‪.‬‬
‫رابعا‪ /‬الرقابة الشعبية‪.‬‬
‫تعرف الرقابة الشعبية في اإلسالم بـ ( الحسبة )‪.‬‬
‫عرفها الماوردي بأنها (( أمر بالمعروف إذا ظهر تركه ونهي عن المنكر إذا‬
‫ظهر فعله))‪.‬‬
‫لقد نظم اإلسالم عملية الرقابة الشعبية ووضع لها أصوال وقواعد عامة‪ ،‬وحدد لها‬
‫شروطا معينة ال بد من توافرها فيمن يقوم بمهمة الرقابة‪ ،‬ومن أهم تلك الشروط ‪/‬‬
‫اإلسالم ‪ ،‬التكليف ‪ ،‬القدرة والعلم ‪.‬‬
‫خامسا‪ /‬القيادة‪.‬‬
‫من أعظم الواجبات ألنه ال قيام للحياة إال بها‪.‬‬
‫في مجال القيادة وممارستها كعنصر من عناصر اإلدارة نجد أن في الوثيقة‬
‫تكريسا لصفات القائد اإلداري المطلوبة وتطويرها ومنها‪/‬‬
‫‪ -‬الرأفة قاعدة والشدة استثناء‪ ،‬عند حدوث الخلل‪ ،‬في اتخاذ القرار اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬الحيوية في العمل والتركيز على الهدف‪.‬‬
‫‪ -‬التمحيص والتدقيق المستمرين في متابعة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬السرعة في الحسم‪ ،‬وعدم تأخير العمل وانجازه أوال بأول‪.‬‬
‫‪ -‬التحلي بالصفات الحميدة‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫إن هذه النماذج من التوجيهات لبناء القائد اإلداري في حالة تطبيقها ستحوله‬
‫بالفعل من رئيس إلى قائد إداري نافع في الجماعة‪.‬‬
‫يشترط فيمن يقلد القيادة شرطان وهما‪/‬‬
‫الكفاءة واألمانة؛ ليجلب مصالح المولى عليهم‪ ،‬ويدرأ المفاسد عنهم‪.‬‬
‫الخالصة‪/‬‬
‫‪ - 1‬اهتمت اإلدارة اإلسالمية بالفرد والجماعة وبذلك يتحقق الخير والمنفعة للجميع‬
‫دون تمييز ووفق مبادئ وأسس بينة‪.‬‬
‫‪ - 2‬سخرت اإلدارة اإلسالمية الجهود كافة نحو تحقيق األهداف لحياتهم في الدنيا‬
‫وسعادتهم في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ - 3‬اعتمدت اإلدارة اإلسالمية التفكير السليم والقويم وربطت بين عمل اإلنسان‪،‬‬
‫وسالمة النية في سبيل هللا‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫‪ - 4‬السرعة في الحسم والمشاركة الجماعية على وفق روح ومبادئ التعاون‬
‫واإليثار‪.‬‬
‫‪ - 5‬إن األفكار اإلدارية اإلسالمية تأتي على ما تقتضيه الشريعة اإلسالمية من‬
‫أحكام شرعية ومبادئ خلقيه‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫‪ - 6‬تعمدت مبدأ الحسم واحترام القرار والوضوح والصراحة والواقعية القائمة على‬
‫التمحيص وبعد النظر‪.‬‬
‫‪ - 7‬تلك بعض أهم المبادئ التي قامت عليها اإلدارة اإلسالمية‪.‬‬
‫المراجع‪/‬‬
‫النموذج اإلسالمي في اإلدارة لـ د‪ .‬فهد صالح السلطان‪.‬‬
‫أصول التنظيم اإلداري اإلسالمي لـ د‪ .‬خالد خليل الظاهر‪.‬‬

You might also like