You are on page 1of 15

‫تطور الفكر اإلداري‬

‫الزهرة القرطبي بني حسن‬


‫‪443022418‬‬
‫قسم العلوم اإلدارية والمالية‬

‫تحت اشراف‬
‫بشير احمد محمد علي ‪ -‬حفظه هللا تعالى ‪-‬‬

‫جامعة االمام محمد بن سعود االسالمية اندونيسيا‬


‫العام الدراسي‬

‫‪1443‬ه‪2022/‬م‬
‫مقدمة‬

‫بسم هللا والصالة والسالم على نبيه الحبيب المصطفى خير خلق هللا وخاتم أنبيائه والمرسلين ‪ ،‬أما بعد في‬
‫هذه المناسبة سأناقش حول تطور الفكر االداري‬
‫لقد تطور الفكر اإلداري خالل سنوات طويلة من الممارسات اإلدارية في المؤسسات اإلدارية المختلفة‪،‬‬
‫وكذلك أسهمت دراسات وبحوث عدد كبير من المفكرين والعلماء في إثراء المعرفة اإلدارية‪ ،‬ووضع‬
‫نماذج ونظريات وبمبادئ تفسير اإلدارة كظاهرة اجتماعية‪.‬‬
‫وفي أثناء ها التطور اقسم الفكر اإلداري بسمات ميزت كل مرحة من حيث المداخل واالتجاهات التي‬
‫وجه إليها هؤالء العلماء اهتماماتهم‪ ،‬وهو ما نتج عنه أكثر من رافد فكري‪ ،‬تمثل في أكثر من مدرسة من‬
‫مدارس اإلدارة‪.‬ـ ولكل مدرسة نظرياتها التي أثرت الفكر اإلداري‪ ،‬وال زالت تحظى حتى وقتنا هذا‬
‫باهتمام الباحثين والدارسين والممارسين لإلدارة لما تقدمه هذه النظريات من مفاهيم ومبادئ وقواعد‬
‫وأساليب منظمة لألنشطة واألعمال الهادفة‪.‬‬

‫اهدافه‬

‫معرفة معنى تطور الفكر االداري‬

‫معرفة تطور االداري في الحضارات القديمة‬

‫معرفة التطور التاريخي للفكر االداري‬

‫معرفة مدارس تطور الفكر االداري‬


‫الفكر اإلداري‬

‫يقصد بمصطلح الفكر اإلداري ذلك الفكر المختص بالقيام بالوظائف اإلدارية منها التخطيط والتفكير على‬
‫ضا تقسيم المهام‬‫الدوام برسم أبعاد الخطط المهتمة بعملية تنظيم عنصر العمل‪ ،‬كما تقع على مسؤوليتها أي ً‬
‫توزيعها بين الموظفين تبعًا للمهارات التي يتمتعون بها‪ ،‬ويهتم الفكر اإلداري بمسألة تنسيق الجهود بشقيّها‬
‫آن واحد لتحقيق أسمى درجات التقدم واالرتقاء‪ ،‬وال يصنف الفكر اإلداري ضمن‬ ‫المالية والبشرية في ٍ‬
‫العلوم المستحدثة؛ إذ يع] من أقدم األنظمة عبر التاريخ ويقترن بعالقة وثيقة مع الدولة اإلسالمية‪ ،‬إذ‬
‫حرصت األخيرة على تطبيق قيم سامية في ظ ِل اإلدارة كالرعاية والوالية واألمانة وموازنة العالقة بين‬
‫األهداف الشخصية والعامة وتنظيمها‬

‫ي اإلدارة‪ ،‬وتتمثّل في متابعة‬


‫ي اعتمد على الفوائد التي يُحققها لمتعلم ّ‬ ‫ّ‬
‫إن االهتمام في دراسة الفكر اإلدار ّ‬
‫ي الذي اهت ّم بضرورة التطبيق الف ّعال لها‪ ،‬ومعرفة العوامل المؤثرة‬ ‫أصول علم اإلدارة ضمن المناخ الفكر ّ‬
‫ي في مختلف اتجاهاته ومضموناته وأشكاله‬ ‫على الفكر اإلدار ّ‬

‫تطور الفكر اإلداري‬

‫وقد ترتب على تطبيق المقومات العلمية والمهنية لمهنة اإلدارة تقدم ملحوظ بالنسبة لدول العالم المتقدم ‪،‬‬
‫حيث أدركت القيادات السياسية في تلك الدول أن تقدم اقتصادها ونموه وتحقيق مزايا تنافسية تتفوق بها‬
‫علي دول أخري بل والسيطرة عليها مرهون بتطو ير مهنة اإلدارة من الجانبين العلمي والمهني ‪ ،‬لذلك فقد‬
‫عكف علمائها ومفكريها والباحثين ابها على مواصلة البحث عن آليات جديدة لتطوير الجانب العلمي‬
‫والمهني للفكر اإلداري‪.‬‬

‫تطور الفكر اإلداري في الحضارات القديمة‬

‫حصل الفكر اإلداري على اهتمام العديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية‪ ،‬والحضارة‬
‫اإلغريقية‪ ،‬والحضارة الصينية وفيما يلي سنوضح تطور الفكر اإلداري في الحضارات القديمة‬

‫لقي الفكر اإلداري اهتمام كبير في الحضارة الفرعونية حيث نجد أن الدولة الفرعونية كانت تعتمد على‬
‫التنظيم اإلداري الهرمي ففي رأس الهرم توجد الطبقة العليا التي تتكون من حاكم مصر والوزراء‬
‫والكهنة‪.‬‬
‫ثم يأتي بعد ذلك الطبقة الوسطى وتتكون من موظفي الدولة من الكتاب والحرفيين ثم الطبقة الدنيا وهي‬
‫تتمثل في العمال الذين ال يتقنون حرفة والعبيد‬

‫مر الفكر اإلداري في الدولة الفرعونية بعدة تطورات وكان من أبرزها التوجه الختيار أحسن الكوادر‬
‫اإلدارية لتحسين أوضاع الدولة‪.‬‬

‫الفترة ما قبل الميالد‬

‫‪.‬الحضارة السومرية ‪ :‬مارسوا لونا ً من الرقابة اإلدارية من خالل نظام المعابد والكهنة‬ ‫‪.1‬‬
‫الحضارة المصرية ‪ : .‬نجد أن المصريين القدماء أقاموا شكل من أشكال الحكم المركزي ما بين‬ ‫‪.2‬‬
‫عام (‪ ) 2160– 1788‬قبل الميالد حيث قسمت الدولة الفرعونية إلى مقاطعات لكل منها حاكم‬
‫مسئو ل أمام الفرعون ‪ ،‬ومفوض منه بسلطات إلدارة وتسيير شئون الجماعة ‪ ،‬وقد كان لفرعون‬
‫نواب يخصهم ببعض المهام اإلدارية فى مركز الحكم‪.‬‬
‫الحضارة البابلية‪ :‬كذلك نجد أن البابليين في عهد (بنوخذ نصر) عام‪ 604‬ق‪ .‬م‪ .‬استعملوا الرقابة‬ ‫‪.3‬‬
‫اإلدارية على اإلنتاج ‪ ،‬فقد استخدمت األلوان كوسيلة للرقابة على خيوط الغزل التي يتداولها‬
‫المصنع كل أسبوع‪.‬‬
‫‪.‬الحضارة الصينية ‪ :‬أ سس اإلمبراطور (تشين شي هوانغ) أول دولة إقطاعية مركزية موحدة‬ ‫‪.4‬‬
‫متعددة القوميات في تاريخ الصين (أسرة تشين) ‪ .‬تدل الوثائق التاريخية على أن الصينيين كانوا‬
‫على علم ببعض المبادئ اإلدارية فى مجال التنظيم والتوجيه والرقابة ‪ ،‬ولذلك فإن دستور (تشاو)‬
‫الذي كتب عام‪ 1100‬ق‪ .‬م‪ .‬يدل على أن هذا الدستور استخدم كدليل إداري للجميع من أصغر‬
‫موظفي الدولة إلى اإلمبراطور ‪ ،‬وكان هناك ثمانية قواعد يحكم بها رئيس الوزراء مختلف‬
‫األجهزة الحكومية ‪ ،‬إن عملية الكفاءة فى شغل الوظيفة لهو أمر هام للغاية بغية تحقيق أهداف‬
‫المنظمة ‪ ،‬وهذا األمر قديم قدم الزمان ‪ ،‬فقد أكد (فيريل هيرى) أن الحضارة الصينية ابتدعت‬
‫((أقدم نظام في التاريخ لشغل الوظائف العامة على أساس عقد اختبارات للمتقدمين لدخول الخدمة‬
‫واختيار األصلح من بينهم ‪ ،‬وكان معيار الصالحية هو كفاءة الموظف وقدرته على القيام بالعمل‬
‫‪ ،‬وكذلك أوجدوا جهاز من المفتشين المتنقلين الذين يقومون برقابة أداء ووالء‬
‫الموظفين )) ‪ .‬وهكذا نرى بأنه منذ أكثر من ثالثة ألف سنة عرف الصينيين القدماء بعض‬
‫المبادئ والمفاهيم اإلدارية في مجال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة التي عرفتها اإلدارة‬
‫الحديثة‪.‬‬
‫الحضارة اإلغريقية ‪ :‬قد أدت طبيعة البالد الجبلية إلى اتجاه أهلها إلى البحر كوسيلة لالتصال لذا‬ ‫‪.5‬‬
‫كانت حضارة اإلغريق حضارة بحرية تجارية ‪ .‬يسمي سكان اإلغريق أنفسهم اآلخيين أو‬
‫الهيلينيين‪ ،‬وقد ظهرت حضارتهم قبل الميالد بخمسمائة وخمسين عاما ومرت بمراحل ثالث ‪:‬‬
‫العصر األرخي ‪ ،‬العصر الكالسيكي ‪ ،‬والعصر الهيلينيسي ‪.‬‬
‫لقد عرف اإلغريق الوثائق المتعلقة بمبادئ اإلدارة فيما كتبه (أكسينفون) عن فكرة (الكلية في‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلدارة والتخصص) ‪ ،‬وقد دل (أكسينفون) بوضوح على أن اإلدارة فن مستقل يتميز عن غيره‬
‫من الفنون ‪ ،‬وقد ترك اإلغريق تراثا ً مهما ً أيضا ً في مجال اإلدارة فيما يتعلق باختيار الموظفين‬
‫وتفويض السلطة وكذلك دراسة العمل والرقابة عليه ‪ ،‬ونجد أن اإلغريق ذهبوا إلى تمحيص كل‬
‫ألوان المعرفة واألفكار حتى اهتدوا إلى فكرة البحث العلمي ‪ ،‬وأدخلوا العلم واألستاذية في كثير‬
‫من مجاالت الفكر اإلنساني ‪.‬‬
‫الحضارة الهندية‪ :‬قامت حضارة الهند القديمة على ضفاف أنهارها ودلتاتها ‪ ،‬مثل وادي ال ِ ّسند‬ ‫‪.7‬‬
‫وروافده ‪ ،‬ونهر الغانج‬
‫وروافده ‪ ،‬وعلى ضفاف نهر كرشنا في الَّدكن ‪ .‬وأهم أسس الحياة االجتماعية في الهند نظام‬ ‫‪.8‬‬
‫الطبقات‪ .‬وهي الكهنة أو البراهمة ‪،‬المحاربون ‪ ،‬المزارعون والتجار وأصحاب الحرف ‪،‬‬
‫ثم المنبوذون ‪ .‬وقد عرف الهنود في ذلك العصر عنصر التحديد والتخصيص فى توزيع العمل ‪،‬‬
‫كما عرفوا أهمية وضوح التعليمات وأدركوا قيمة كفاءة األفراد والعالقات اإلنسانية ودراسة‬
‫الحركة وترتيب موقع العمل وتداول األدوات وكلية اإلدارة والتنظيم العسكري والرقابة على‬
‫األعمال وتفويض السلطة والتخطيط ونظام فكرة الحوافز‪.‬‬

‫التطور التاريخي للفكر اإلداري‬

‫وجد عدة نظريات تبيّن تدرج التطور التاريخ للفكر اإلداري‪ ،‬وفيما يأتي توضيحها‬
‫‪ ‬نظرية البيروقراطيّة‬

‫ّ‬
‫المنظمات بقطاعيها العام‬ ‫هي طريقة للتنظيم اإلداري لمجموع ٍة من الناس يعملون معاً؛ حيث تعتمد‬
‫والخاص‪ ،‬بما في ذلك الجامعات والحكومات على البيروقراطية في عملها‪ ،‬والمعنى الحرفي لمصطلح‬
‫بيروقراطية هو حكم المكاتب‪ ،‬أو المكاتب‪ ،‬وهو تعريف يسلّط الضوء على الطابع غير الشخصي في‬
‫أن البيروقراطيات تبدو أحيانا ً غير فعالة أو مسرفة فإ ّن إنشاء‬
‫كثير من األحيان‪ ،‬وعلى الرغم من ّ‬
‫ٍ‬
‫ق متوافقة من خالل تحديد أدوار‬ ‫ً‬
‫البيروقراطية يساعد على ضمان أن يعمل اآلالف من الناس معا بطر ٍ‬
‫الجميع ضمن التسلسل الهرمي‬

‫والبيروقراطية كتنظيم إداري ضحم ترجع في نشأتها التاريخية إلى تواجد أقدم حكومة عرفها التاريخ في‬
‫الحضارات القديمة‪ ،‬م نذ الحضارة المصرية القديمة‪ ،‬حيث شهدة اإلدارة المصرية القديمة خاصة في‬
‫الفترة مابين ( ‪ 2475 – 2900‬ق‪.‬م) تنظيما وتنسيقا ً للجهاز الحكومي على درجة عالية من الكفاءة يدل‬
‫على مدى تقدم اإلدارة آنذاك‪.‬‬

‫وفي عهد اإلمبراطور شن الكبير الذي يرجع تاريخه إلى عام ‪2200‬ق‪.‬م‪ .‬كانت اإلدارة في الصين القديمة‬
‫على مستوى عالي من التنظيم الحكومي‪ .‬وفي فترة ما بعد القرن السابع قبل الميالد‪ ،‬شهدت اإلدارة‬
‫الصينية‪ ،‬في عهد كونفوشيوس وغيره من فالسفة الصين‪ ،‬أستقرارا ً سياسيا ً واجتماعيا ً وإداريا ً نتيجة‬
‫لتطبيق القوانين‪ ،‬ونتيجة لتطبيق نظم االمتحانات في شغل الوظائف اإلدارية‪.‬‬

‫ولقد عرفت اإلدارة اليونانية القديمة بعض المبادئ اإلدارية مثل مبدأ دوران الوظيفة كما عرفت مبدأ‬
‫الخدمة العامة والذي يتمثل في التأكيد على أن المصلحة العامة تسمو على المصالح الشخصية‪ ،‬وهو‬
‫مايعتبر من الخصائص المميزة للسلوك اإلداري الجيد في ا لبيروقراطيات الحديثة‪.‬‬

‫وقد عرفت اإلدارة الرومانية القديمة‪ ،‬خاصة‪ ،‬في الفترة مابين عام ‪ 500‬ق‪.‬م‪ .‬وحتى عام ‪ 14‬ميالدية‬
‫الكثير من التطورات التي كان لها األثر الكبير في تنظيم الجهاز الحكومي تأثرت بها اإلدارات األوربية‬
‫فيما بعد‪.‬‬

‫ولقد شهدت الحضارة اإلسالمية ال كثير من الممارسات اإلدارية المتقدمة مثل اختيار األفراد للوظائف‬
‫العامة على أساس مبدأ الجدارة‪ ،‬كما فرقت بين عمالة (التفويض) وعمالة (التنفيذ) وهذه التفرقة هي التي‬
‫عرفتها اإلدارة الحديثة بصورة التفرقة بين الوظائف االستشارية والوظائف التنفيذية‪.‬‬
‫كذلك عرفت اإلدار ة اإلسالمية مبدأ تفويض السلطة وتقسيم العمل‪ ،‬كما طبقت مبدأ الشورى في نظم الحكم‬
‫واإلدارة‪.‬‬

‫مما سبق‪ ،‬يتضح لنا أن ظاهرة البيروقراطية قد تعلقت أساسا ً ‪ ،‬وفق نشأتها التاريخية وظاهرة هذه النشأة‬
‫ونموها وأسبابها بالوظيفة العامة واإلدارة الحكومية‪.‬‬

‫بيد أن البيروقراطية كموضوع يستثير عمة العلماء ارتبط بعالم االجتماعي األلماني (ماكس‬
‫فيبر ‪1864‬م ‪1920 -‬م) والتي أثارت كتاباته عن البيروقراطية العديد من التعليات والمزيد من األبحاث‬
‫والدراسات‪.‬‬

‫‪ ‬نظرية اإلدارة العلمية‬

‫لقد ارتبطت نظرية اإلدارة العلمية باسم المهندس األمريكي فريدريك تايلور الذي قام ببناء إطار نظري جديد حينها‪،‬‬
‫يختلف من حيث األساليب المستخدمة في التنظيم والرقابة‪ ،‬حيث يعتمد هذا التنظيم على األساليب العلمية في دراسة‬
‫الوقت والحركة وقد بنى تصوراته الفكرية وافتراضاته على خبرته كمهندس وعلى مالحظاته لتسلسل حلقات العمل‬
‫وخطواته‪ ،‬و أوجه الهدر والضياع الذي تعانيها المنظمة جراء عدم استخدام األساليب العلمية في العمليات اإلنتاجية‬
‫ويعتبر تايلور من األوائل الذين أسهموا في تطوير اإلدارة وهذا باالبتعاد عن طرق اإلدارة التقليدية النابعة من التجربة‬
‫والخطأ والحدس والتخمين والتقدير إلى اإلدارة العلمية التي تعتمد على الدراسة للعمل ومن هنا نطرح اإلشكال اآلتي‬
‫ما هي أهم أفكار ومبادئ نظرية اإلدارة العلمية وأهم االنتقادات التي تعرضت لها؟‬

‫مفهوم اإلدارة العلمية‪.‬‬

‫إن نظرية اإلدارة العلمية هي النظرية التي تمتاز باألهداف النبيلة التي تسعى لتحقيقها والمتمثلة في‬
‫التوفيق بين مسألتين ارتفاع األجور للعمال والحد من االرتفاع المتزايد لتكاليف اإلنتاج واإلدارة العلمية‬
‫هي التي ينبغي أن تضمن أكبر قدر من االزدهار لصاحب العمل وللعامل‪ ،‬واإلدارة العلمية هي اإلدارة‬
‫التي تعتمد على إدخال األساليب العلمية في اإلدارة وهذا بهدف القضاء على التبذير للموارد وكذلك‬
‫تضييع الوقت من طرف العمال‪.‬‬

‫‪ -‬واإلدارة العلمية كما يقول تايلور تتضمن ثورة عقلية كاملة لدى األفراد الذين يعملون في أي منشأة‬
‫وثورة عقلية أيضا لرجال اإلدارة‪.‬‬

‫‪ ‬نظرية التقسيم اإلداري‬

‫إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات‬
‫التنظيم والتصميم اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة حيث إن هنري فايول فرنسي‪،‬‬
‫وليندال أرويك بريطاني‪ ،‬أما لوثر جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة‬
‫أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة‪ ،‬وذلك فإن أفكار‬
‫هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريدا ً من نظرية اإلدارة العلمية واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية‬
‫العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم إداري‪.‬‬
‫اسهمات هنري فايول ‪1841‬م – ‪1925‬‬

‫لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ‪ ،‬بأنه كان من بين‬
‫الكتاب األوائل الذين حاولوا تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا‪ ،‬بينما كان تايلور‬
‫يعمل في خط اإلنتاج‪ ،‬ومن ثم اهتم فايول بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة‪ ،‬وحاول يطور نظاما ً‬
‫فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته‪.‬‬

‫فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع‬
‫الكفاءة اإلنتاجية للعامل في المصنع‪ ،‬كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري‬
‫فايول رجل الصناعة الفرنسي لوضع نظرية عامة لإلدارة ‪ ،‬اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في‬
‫فرنسا عام ‪1916‬م تحت عنوان " اإلدارة الصناعية والعامة "‪.‬‬

‫ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى اإلنجليزية حتى عام ‪1929‬م في بريطانيا‪ ،‬وعام ‪1949‬م‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق التي أصدرها‬
‫لوثر جوليك وليندال أرويك عام ‪1937‬م‪.‬‬

‫وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة ‪ ،‬ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في‬
‫تحديد أسس اإلدارة‪ ،‬ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط‬
‫اإلداري‪ ،‬وفي إيمانه القوي بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها ‪ ،‬ووجوب تدريسها‪ .‬فلقد اهتم فايول‬
‫باإلدارة في قطاع األعمال‪ ،‬ولما كانت األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة‬
‫العامة وإدارة األعمال‪ ،‬ونظرا ً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى ستة مجموعات رئيسة وهي على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪ -‬النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات التجارية ( المشتريات‪ ،‬المبيعات والتبادل)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ‪ ,‬االستثمارات والمصروفات)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص)‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف واإلحصاءات‪.‬‬

‫‪ -‬النشاطات اإلدارية ( التخطيط ‪ ،‬التنظيم والتوجيه‪ ،‬التنسيق والرقابة)‪.‬‬


‫مدارس تطور الفكر اإلداري‬

‫مدارس الفكر االداري خالل القرن العشرين(‪)1900-2000‬‬

‫• تطور االدارة كعلم له مبادئ وأسس ونظريات هو حديث النشأة مقارنة بالعلوم األخرى‪.‬‬

‫• بدايات تأطيره تعود ألوائل القرن الماضي (العشرين)‪ ،‬ففي القرن الثامن عشر مع الثورة الصناعية‬
‫انتشرت المصانع توسعت ‪ ،‬لذا ظهرت الكثير من المشاكل االدارية والتنظيمية والعمالية استدعت البحث‬
‫عن حلول لها‪.‬‬

‫• كما أن هدف المنظمات تركز حول زيادة االنتاج‪ ،‬مما دفعها للبحث عن زيادة الجهود البشرية لكي‬
‫تستمر هذه المنظمات في العمل‪.‬‬

‫• في النصف الثاني من القرن الماضي بدأت موجة المنظمات الخدمية بالتوسع واالنتشار بسرعة حتى‬
‫وصلت إلى ما وصلت إليه في الوقت الحاضر‪ .‬مما أدى للبحث عن الوسائل الكفيلة بزيادة الكفاءة‬
‫والفعالية لتوظيف الجهود البشرية واستخدام الموارد المتاحة لهذه المنظمات لتحقيق أهدافها وضمان‬
‫استمراريتها‪.‬‬

‫• اجريت دراسات ميدانية وأبحاث عديدة والتي قام بها مدراء وخبراء‪ ،‬مما أدى لتراكم قاعدة معرفية‬
‫واسعة تتضمن العديد من النظريات والمفاهيم االدارية في حقل االدارة خالل العقود العشرة الماضية ‪.‬‬

‫أولا ‪ :‬المدرسة الكالسيكية‬


‫عادة ما يعتبر كتاب ثروة األمم آلدم سميث (المؤلف سنة ‪ )1776‬عالمة بداية االقتصاد الكالسيكي‪.‬‬
‫الرسالة األساسية لهذا الكتاب المؤثر هي أن ثروة األمم ال تقوم على الذهب والفضة ولكن على التبادل‬
‫التجاري‪ :‬عندما يتفق طرفان بحرية على مقايضة أو تبادل بضاعة ذات القيمة الن كليهما يرى فائدة في‬
‫عملية التبادل‪ ،‬تزداد الثروة الجملية للمجتمع‪ .‬االقتصاد الكالسيكي يختلف اساسا عن‬
‫الرؤية الليبرتارية لالقتصاد في رؤية دور الدولة في توفير الخدمات العامة‪ :‬سميث يعترف بتفوق الدولة‬
‫على السوق الحرة في خدمة الصالح العام‪ ،‬ويرى انه من الطبيعي ان يتحمل المواطنون األكثر قدرة على‬
‫الدفع جانبا أكبر من تكاليف الخدمات العامة‪.‬‬
‫الحظ علماء االقتصاد الكالسيكيون أن لالسواق القدرة على التنظيم الذاتي إذا كانت المعامالت السوقية‬
‫خالية من اإلكراه ‪.‬يستخدم سميث عبارة« اليد الخفية »كتعبير مجازي عن هذه الفكرة‪ ،‬والتي يمكن‬
‫اختزالها في أن الحوافز الخاصة تتماشى مع الصالح العام عندما تكون شروط المنافسة موجودة‪ .‬يحذر آدم‬
‫سميث بشدة من مخاطر االحتكار‪ ،‬ويشدد على أهمية المنافسة معيارا لتستطيع السوق تحقيق التوزيع‬
‫األكفأ‪.‬‬
‫تعريف‬

‫النظرية الكالسيكية هي النظرية التقليدية ‪ ،‬حيث يتم التركيز بشكل أكبر على المنظمة بدالً من الموظفين‬
‫العاملين فيها‪ .‬وفقًا للنظرية الكالسيكية ‪ ،‬تعتبر المنظمة كآلة والبشر كمكونات ‪ /‬أجزاء مختلفة من هذه‬
‫اآللة‬

‫النظرية الكالسيكية لالقتصاد‬

‫النظرية الكالسيكية لالقتصاد هي النظرية الثانية المتعلقة باألعمال‪ ،‬وتم ذكر الفكرة ألول مرة في كتاب‬
‫ثروة األمم آلدم سميث في عام ‪ ، 1776‬تؤمن النظرية الكالسيكية بنظام اقتصادي يعمل بنظام عدم‬
‫التدخل‪ ،‬وترجع الفكرة األساسية هي أن االقتصاد يمكن أن يعمل بشكل جيد دون أي تدخل حكومي‪ ،‬ليست‬
‫هناك حاجة لتطبيق السياسات المالية عندما يتباطأ النشاط االقتصادي‪ ،‬ويعتقد االقتصاديون الكالسيكيون‬
‫أن قوى العرض والطلب ستعيد االقتصاد تلقائيًا إلى التوازن إذا كان هناك أي تباطؤ‬

‫تستند نظرية اإلدارة الكالسيكية إلى االعتقاد بأن العمال لديهم احتياجات مادية واقتصادية فقط‪ ،‬وال يأخذ‬
‫في االعتبار االحتياجات االجتماعية أو الرضا الوظيفي‪ ،‬ولكنه بدالً من ذلك يدعو إلى التخصص في‬
‫العمل‪ ،‬والقيادة المركزية وصنع القرار‪ ،‬وتعظيم الربح‪ .‬تم تصميم هذه الفكرة فقط لتبسيط العمليات ‪،‬‬
‫وزيادة اإلنتاجية وتحسين النتيجة النهائية ‪ ،‬وقد نشأت في أواخر القرن التاسع عشر واكتسبت شهرة خالل‬
‫النصف األول من القرن العشرين‪.‬‬
‫في حين أنها ليست مشتركة على نطاق واسع في العصر الحديث ‪ ،‬تقدم هذه النظرية بعض المبادئ التي‬
‫تظل صالحة إلى حد ما في بيئات األعمال الصغيرة فيما يتعلق بالتصنيع‪.‬‬
‫والنظرية الكالسيكية لإلدارة تعد واحدة منهم‪ ،‬وقد جاء فريدريك تايلور بهذه النظرية في أوائل القرن‬
‫العشرين‪ ،‬وكان يعتقد أن الموظفين لديهم حاجتان فقط‪:‬‬
‫المادية‬ ‫‪‬‬

‫واالقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫صعود القتصاد الكالسيكي‬


‫والجدير بالذكر أن تعريف النظرية االقتصادية الكالسيكية تطورت بعد والدة الرأسمالية الغربية والثورة‬
‫الصناعية بفترة وجيزة‪ ،‬حيث قدم االقتصاديين الكالسيكيين أفضل المحاوالت المبكرة لشرح األعمال‬
‫الداخلية للرأسمالية‪ ،‬كما وطور أوائل االقتصاديين الكالسيكيين نظريات القيمة واألسعار والعرض‬
‫والطلب والتوزيع‪ ،‬ورفضت جميع الحكومات تقريبًا التدخل في البورصات مفضلين استراتيجية أكثر‬
‫ضا دعه يعمل‪laissez-faire.‬‬ ‫مرونة في السوق والمعروفة بالحرية االقتصادية أو كما تسمى أي ً‬

‫كما ولم يكن المفكرون الكالسيكيون موحدون كليًا في معتقداتهم أو فهمهم لألسواق على الرغم من وجود‬
‫مواضيع مشتركة بارزة في معظم األدب الكالسيكي‪ ،‬وفضل األغلبية التجارة الحرة والمنافسة بين العمال‬
‫والشركات إذ فضلوا االنتقال بعيدًا من الهياكل االجتماعية الطبقية وذلك لصالح مجتمع الجدارة‪ ،‬ويسلط‬
‫مثاال على تعريف النظرية الكالسيكية الضوء على بعض أبرز‬ ‫كتاب ثروة األمم آلدم سميث والذي يعد ً‬
‫التطورات في االقتصاد الكالسيكي إذ تُركز رؤيته حول التجارة الحرة ومفهوم اليد الخفية‪ ،‬كما وساعدت‬
‫دراسات سميث على تعزيز التجارة المحلية وقادت إلى المزيد من الكفاءة والتسعير المنطقي في أسواق‬
‫المنتجات المرتكزة على العرض والطلب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المدرسة السلوكية‬


‫المدرسة السلوكية في اإلدارة‬

‫روبرت أون في ‪ 1813‬أول مفكر في اإلدارة يتكلم عن دور وأهمية الفرد في محيط العمل وال يعطي‬
‫االهتمام األكبر لآللة بل يعطي اهتمام للبشر يفوق اآللية المادية ‪ ،‬ويعد هذا النوع من التفكير في ذلك‬
‫الوقت سابقا ً ألوانه بفترة زمنية طويلة ‪.‬‬

‫اهتمت أيضا ماري باركر فيوليت في ‪ 1920‬بإدارة األفراد والعالقات الجماعية في العمل وركزت على‬
‫دور العالقات اإلنسانية والعمل الجماعي كأساليب إدارية تساعد اإلدارة على استغالل طاقات وإمكانيات‬
‫البشر إلي أقصى درجة ممكنة ‪.‬‬

‫وبالرغم من أفكار روبرت أون وكذلك ماري باركر فيوليت التي ظهرت مبكرا ً إال أن التفكير والدراسات‬
‫اإلنسانية والسلوكية في اإلدارة قد بدأت بشكل جدي مركز بعد أن أدى تطبيق مبادئ اإلدارية الكالسيكية‬
‫إلي مشكالت إدارية أدت إلي عدم تحقيق الكفاية الكلية في العمل ‪ Total efficiency‬وأن توقعات‬
‫أص حاب الفكر الكالسيكي فيما يتعلق باإلنتاجية وبسلوك وتصرفات العمال لم تتحقق ولم تتطابق مع ما‬
‫تقوله النظرية الكالسيكية ‪.‬‬

‫تعد المدرسة السلوكية لفكر اإلدارة من المدارس التي تطورت جزئيا ً وذلك بسبب نقاط الضعف الموجودة‬
‫في افتراضاتها‪ ،‬وقامت المدرسة الكالسيكية على تأكيد الكفاءة والعملية والمبادئ مما أدى إلى رؤية أن‬
‫التركيز يعمل على تجاهل جوانب مهمة من الحياة التنظيمية وخصوصا األمور التي تتعلق بالسلوك‬
‫اإلنساني‪ ،‬فقد قامت المدرسة السلوكية على التركيز على محاولة فهم العوامل التي تعمل على التأثير على‬
‫السلوك في العمل‬
‫ويالح ظ أن التفكير السلوكي في اإلدارة جاء ليعيد بعض التوازن اإلداري ) ‪ ( Balance‬في الفكر‬
‫اإلداري فقد ركزت األفكار الكالسيكية على الجانب المادي ‪ Physical‬الفني للعمل ( تخطيط– تنظيم –‬
‫رقابة ) على حساب العنصر البشري‪ ،‬هذه الحدة ‪ Severe‬في اإلدارة ولدت مشكالت إنتاجية على عكس‬
‫ما توقع المفكرين في ذلك الوقت‪.‬‬

‫لذا جاءت األفكار السلوكية لتسد نقصا ً في التفكير الكالسيكي ولتتقدم نظرية اإلدارة خطوة إضافية‬
‫بالتركيز على العامل كفرد‪ ،‬كعضو في جماعة صغيرة ‪ ،‬كعضو في جماعة كبيرة لـه احتياجات متعددة‬
‫(وليست مادية فقط كما يعتقد المفكرون الكالسي) يرغب في إشباعها داخل المنظمة‪ ،‬ومن هنا بدأ االهتمام‬
‫بالبيئة االجتماعية للعمل وأثرها على اإلنتاج وظهور مفاهيم المدرسة السلوكية الخاصة بالدافعية ‪،‬‬
‫واالتصالت اإلدارية‪ ،‬والقيادة ‪…. ،‬الخ‬

‫تعد أبرز خصائص المدرسة السلوكية في اإلدارة القيام بالتركيز على الطريقة التي يتم بها إدارة‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وذلك من خالل فهم سلوك العاملين ودوافعهم‪ ،‬حيث يتضمن ذلك التوقعات واالحتياجات‬
‫باإلضافة إلى االهتمامات وطريقة تفاعل المجموعات‬

‫نظرية اإلدارة السلوكية‬

‫يتم تقسيم نظرية اإلدارة السلوكية إلى قسمين أساسيين‪:‬‬

‫‪ ‬نظرية العالقات اإلنسانية‪.‬‬


‫‪ ‬نظرية العلوم السلوكية‪.‬‬
‫‪‬‬

‫ثالثا ‪:‬المدرسة الكمية‬


‫تعريف‬

‫هي المدرسة التي تحاول تقديم نماذج موضوعية ومعيارية يمكن للمدير أن يسترشد بها في اتخاذ‬
‫القرارات مما يحد من عملية التقدير والحكم الشخصي‬
‫من التطورات الهامة في الفكر اإلداري تلك اإلسهامات الخاصة بالمدرسة الكمية والتي قدمت مدخالً‬
‫جديدا ً لإلدارة يعتمد على استخدام النماذج واألساليب الرياضية واإلحصائية في حل مشكالت واتخاذ‬
‫القرارات وتحليل العمليات التنظيمية وقد نتج عن هذا التحول في الفكر اإلداري ظهور ما يعرف بعلم‬
‫اإلدارة ‪ Management Science‬الذي هو في الواقع تجسيد ألفكار واتجاهات أصحاب المدرسة‬
‫الكمية‪ .‬إن معظم تطبيقات علم اإلدارة تتعلق بالمواقف والمشكالت المعقدة وتتطلب معرفة مهارات عالية‬
‫ومتخصصة في تصميم استخدام النماذج والتحليل اإلحصائي‪.‬‬

‫هي إحدى مدارس الفكر اإلداري‪ ،‬وينظر روادها إلى العمل اإلداري داخل المنظمة وصنع القرارات‬
‫وحل المشاكل على أنها عمليات إدارية متنوعة في مجاالت مختلفة تتصف بالمنطقية حيث يمكن تمثيلها‬
‫بصورة كمية على شكل معادالت ورموز رياضية لصنع قرارات موضوعية حيالها تكون بعيدة عن‬
‫التخمين والحكم الشخصي‪.‬‬

‫ويستدعي هذا األمر تحضير المعلومات المطلوبة لصنع القرار وحل المشكلة‪ ،‬ثم إعدادها على شكل‬
‫معادالت ومتراجحات رياضية‪ ،‬إلظهار العالقة القائمة بين المتغيرات التي تشكل مضمون المشكلة المراد‬
‫صنع قرار حيالها‪ ،‬ثم يسعى إلى حلها بشكل موضوعي رياضياً‪ .‬ومع ظهور الحاسبات اإللكترونية‬
‫وتطورها المذه ل‪ ،‬أمكن وضع نماذج رياضية متعددة أثبتت جدواها في صنع قرارات جيدة وموضوعية‬
‫وم ّكنت المنظمات ومديريها على اتخاذ قرارات رشيدة وعقالنية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مدرسة النظم‬


‫العديد من ال ُكتّاب في اإلدارة استلهموا من أعمال بيرتاالنفي‪ ،‬مثل‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬جاي فوريستر ‪(J.‬‬
‫)‪ ،FORRESTER‬هنري منتسبرع)‪ ، (H. MINTZBERG‬جاك ميليز)‪ ، (J. MÉLÈSE‬برونو‬
‫إن َو ْقع النظرية العامة للنُّظُم في إدارة المنظمات هو في السعي إلى‬
‫لوساتو)‪ ، (B. LUSSATO‬إلخ‪ّ .‬‬
‫ي (الكالسيكية‪ ،‬العالئقية‪ ،‬اإلمبريقية‪ .)… ،‬وفي هذا‬‫التقريب بين إسهامات مختلف مدارس الفكر اإلدار ّ‬
‫الصدد‪ ،‬يوضح لوساتو ]‪ (LUSSATO)[3‬أن« باحثي نظرية ال ُّن ُظم يسعون ليس فقط إلى ردم الفجوة‬
‫التي تتوسع دون توقف بين مختلف الحركات‪ :‬النوعية (السيكوسوسيولوجية)‪ ،‬الك ّمية واإلمبريقية‬
‫(النيوكالس يكية)‪ ،‬ولكن أيضا إلى إلغاء الحواجز التي تفصل باقي علوم النشاط اإلنساني‪ :‬اقتصاد الشركة‪،‬‬
‫المعلوميات‪ ،‬البحث التنفيذي‪ ،‬االقتصاد ال ُكلي‪ ،‬األرغونوميا [علم تنظيم الشغل]‪ ،‬علم النفس الصناعي‪،‬‬
‫إلخ‪.».‬‬
‫َّ‬
‫منظمة تُما ِثل نظاما مفتوحا َّ‬
‫مكونا من مختلف العناصر (أفراد‪ ،‬رؤوس‬ ‫حسب المقاربة ال ُّن ُ‬
‫ظميّة‪ ،‬ك ّل‬
‫أموال‪ ،‬معدّات‪ ،‬معلومات‪ )… ،‬وذا اشتغال يتوقف على التفاعالت‪:‬‬

‫بين عناصره الخاصة (التدفقات المالية‪ ،‬والمادية‪ ،‬وتدفقات المعلومات‪)… ،‬؛‬ ‫‪‬‬
‫شركاء‪.)… ،‬‬ ‫الزبناء‪ ،‬الدولة‪ ،‬ال ُّ‬
‫زودون‪ُّ ،‬‬
‫مع عناصر البيئة الخارجية (المنافسون‪ ،‬ال ُم ّ ِ‬ ‫‪‬‬
‫هذه المقاربة تقدّم مزيّة تسليط الضوء على العالقات والتفاعالت بين مختلف عناصر المنظمة وبيئتها بدال‬
‫من طبيعة العناصر نفسها‪ .‬العنصر إذن يتحد ّد بمكانه في النظام وليس بطبيعته الذاتيّة‪ .‬وكذلك‪ ،‬خصائص‬
‫بون في‬
‫عنصر في عالق ٍة معينة يمكن أن تتغير في عالق ٍة أخرى‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أداء ز ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫أو سلوكات‬
‫طرا عليه من قِبَل الشركة‪.‬‬ ‫قوةٍ ال يبقى هو نفسه عندما يصبح هذا األخير مسي َ‬ ‫موقع ّ‬
‫المكونة للكُ ّل (كما‬
‫ِّ‬ ‫النُّظُميّة هي إذن مقاربة شاملة بما أنها تركز االهتمام على «الكُلّ » وليس على األجزاء‬
‫هو الحال في المنهج التحليلي)‪ .‬في الواقع‪ ،‬عندما تتغير عالقةٌ‪ ،‬المجموع يمكن أن يتحول تبعا لذلك‪ .‬فعلى‬
‫تدهور في المناخ االجتماعي داخل الشركة يمكن أن يقود إلى تدَ ٍّن في األداء‪ ،‬وإلى عدم‬ ‫ٌ‬ ‫سبيل المثال‪،‬‬
‫رضا الزبناء‪ ،‬وإلى فقدان حصة من السوق‪ ،‬وإلى انخفاض العائد‪… ،‬‬

‫بحسب فوريستر]‪ ، (FORRESTER)[4‬نظام الشركة يمكن تحليله من خالل خصائصه التي يمكن‬
‫عرضها كما يلي‪:‬‬
‫محالت‪ )… ،‬وغير ملموسة‬ ‫ّ‬ ‫نظام عملي ‪:‬المكون من مجموعة من عناصر ملموسة (أفراد‪ ،‬معدات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫(ثقافة الشركة‪ ،‬تاريخها)؛‬
‫نظام نهائي ‪:‬الذي يتبع مجموعة من األهداف العامة؛‬ ‫‪‬‬
‫نظام مرتَّب ‪:‬والذي يتوفر على بنية تتسم بتقسيم للعمل وآليات للتنسيق؛‬ ‫‪‬‬
‫يعرف بتفاعُله مع بيئته طفرة ً دائمة؛‬
‫ي]‪ :‬والذي ِ‬ ‫نظام دينامي [حيو ّ‬ ‫‪‬‬
‫مزود بأجهزة المراقبة التي تم ّكن من ضمان إجراءات الضَّبط (القرارات أو اإلجراءات‬ ‫نظام ُمحكَم ‪ّ :‬‬ ‫‪‬‬
‫التصحيحية الرامية إلى تحقيق األهداف الكبرى للشركة)؛‬
‫نظام للقيادة ‪:‬والذي يتّخذ القرارات التي تم ّكن من التصد ّي للعيوب واالختالالت التي تعترض الشركة‬ ‫‪‬‬
‫عادة ً‪.‬‬
‫يميّز فوريستر بين ثالثة أشكال للضّبط التي تم ّكن من تفادي االختالالت في المنظمات‪[5]:‬‬
‫يمس اشتغال النظام؛‬
‫ّ‬ ‫الضبط عبر الستباق ‪:‬يهدف إلى التصدي لالختالل قبل أن‬ ‫‪‬‬
‫الضبط عبر اإلنذار ‪:‬يسعى إلى تصحيح العيوب التي تُرصد في النظام للتّو‪ ،‬من أجل منع أي اختالل‬ ‫‪‬‬
‫مهم للمنظمة؛‬
‫تدارك حالة حرجة‬
‫ُ‬ ‫الضبط عبر الخطأ ‪:‬يتعلق بقرارات اإلجراءات التصحيحية المتخذة من أجل‬ ‫‪‬‬
‫موجودة سابقا‪.‬‬
‫بالنسبة لجاك ميليز‪ ،‬الذي يعتبر أحد مناصري تطبيق المقاربة النظمية في حقل المنظمات‪ ،‬يقدم منهجية‬
‫لوصف المنظمة( تحليل األنظمة لوحدات )‪: AMS‬يمكن أن يستعملها المسيِّرون لتحديد وفهم كل مشاكل‬
‫نظام يتم ّثل في رسم نموذج العناصر والعالقات]‪».[6‬‬
‫بأن« ‪:‬وصف ٍ‬ ‫منظماتهم‪ .‬يوضّح ّ‬
‫بالنسبة لميليز‪ ،‬فإن الشركة هي نظام معقد‪ ،‬مكون من أجزاء متعددة (أو وحدات) مترابطة‪ ،‬في طفرة‬
‫دائمة تحت نشاط قادتها وبيئتها‪ .‬تحليل األنظمة لوحدات يرمي إذن إلى تحديد األهداف‪ ،‬أساليب التوجيه‪،‬‬
‫نطاقات القرارات‪ ،‬المعلومات الخاصة بكل جزء (أو وحدة) من النظام وتفاعالته مع باقي الوحدات ومع‬
‫البيئة‪.‬‬

‫منتسبرغ ‪ ،‬من جهته‪ ،‬يتصور تنظيم الشركة كترابُط دينامي لعناصر متنوعة‪ .‬بالنسبة لهذا الكاتب الذي‬
‫ينتمي في نفس الوقت للمدرسة الكالسيكية الجديدة )‪ (néoclassique‬وللمدرسة النُّظمية‬
‫)‪ ،(systémique‬فإن كفاءة بني ٍة تتعلق أساسا‪:‬‬

‫التكييف المتبادل للعناصر التي تشكلها؛‬ ‫‪‬‬


‫الكشف عن العوامل الطارئة والتحكم فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خاتمة‬

‫في الختام أتمنى أن أكون قد وفيت وأضفت وأفدت ولو بقدر قليل‪ ..‬وأن المعلومات التي قدمتها قد حازت‬
‫كثيرا وال عجب‪ ..‬فأعظم االكتشافات العلمية‬
‫على إعجابك‪ ،‬فالقليل من اإلضافة في حديثنا هذا قد يصبح ً‬
‫بدأت بنظرية أو فكرة‪ ..‬أرجو أال أكون قد أطلت عليكم‬
‫المراجع‬

mawdoo3.com

ar.wikipedia.org

cte.univ-setif2.dz

platform.almanhal.com

juwatha.net

www.almaerifaa.com

atharah.com

ae.linkedin.com

mafaheem.info

www.almrsal.com

kenanaonline.com

www.business4lions.com

almerja.net

specialties.bayt.com

dr-khalid.net

pustitemaso.com

You might also like