Professional Documents
Culture Documents
باب الأول
باب الأول
تحت اشراف
بشير احمد محمد علي -حفظه هللا تعالى -
1443ه2022/م
مقدمة
بسم هللا والصالة والسالم على نبيه الحبيب المصطفى خير خلق هللا وخاتم أنبيائه والمرسلين ،أما بعد في
هذه المناسبة سأناقش حول تطور الفكر االداري
لقد تطور الفكر اإلداري خالل سنوات طويلة من الممارسات اإلدارية في المؤسسات اإلدارية المختلفة،
وكذلك أسهمت دراسات وبحوث عدد كبير من المفكرين والعلماء في إثراء المعرفة اإلدارية ،ووضع
نماذج ونظريات وبمبادئ تفسير اإلدارة كظاهرة اجتماعية.
وفي أثناء ها التطور اقسم الفكر اإلداري بسمات ميزت كل مرحة من حيث المداخل واالتجاهات التي
وجه إليها هؤالء العلماء اهتماماتهم ،وهو ما نتج عنه أكثر من رافد فكري ،تمثل في أكثر من مدرسة من
مدارس اإلدارة.ـ ولكل مدرسة نظرياتها التي أثرت الفكر اإلداري ،وال زالت تحظى حتى وقتنا هذا
باهتمام الباحثين والدارسين والممارسين لإلدارة لما تقدمه هذه النظريات من مفاهيم ومبادئ وقواعد
وأساليب منظمة لألنشطة واألعمال الهادفة.
اهدافه
يقصد بمصطلح الفكر اإلداري ذلك الفكر المختص بالقيام بالوظائف اإلدارية منها التخطيط والتفكير على
ضا تقسيم المهامالدوام برسم أبعاد الخطط المهتمة بعملية تنظيم عنصر العمل ،كما تقع على مسؤوليتها أي ً
توزيعها بين الموظفين تبعًا للمهارات التي يتمتعون بها ،ويهتم الفكر اإلداري بمسألة تنسيق الجهود بشقيّها
آن واحد لتحقيق أسمى درجات التقدم واالرتقاء ،وال يصنف الفكر اإلداري ضمن المالية والبشرية في ٍ
العلوم المستحدثة؛ إذ يع] من أقدم األنظمة عبر التاريخ ويقترن بعالقة وثيقة مع الدولة اإلسالمية ،إذ
حرصت األخيرة على تطبيق قيم سامية في ظ ِل اإلدارة كالرعاية والوالية واألمانة وموازنة العالقة بين
األهداف الشخصية والعامة وتنظيمها
وقد ترتب على تطبيق المقومات العلمية والمهنية لمهنة اإلدارة تقدم ملحوظ بالنسبة لدول العالم المتقدم ،
حيث أدركت القيادات السياسية في تلك الدول أن تقدم اقتصادها ونموه وتحقيق مزايا تنافسية تتفوق بها
علي دول أخري بل والسيطرة عليها مرهون بتطو ير مهنة اإلدارة من الجانبين العلمي والمهني ،لذلك فقد
عكف علمائها ومفكريها والباحثين ابها على مواصلة البحث عن آليات جديدة لتطوير الجانب العلمي
والمهني للفكر اإلداري.
حصل الفكر اإلداري على اهتمام العديد من الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية ،والحضارة
اإلغريقية ،والحضارة الصينية وفيما يلي سنوضح تطور الفكر اإلداري في الحضارات القديمة
لقي الفكر اإلداري اهتمام كبير في الحضارة الفرعونية حيث نجد أن الدولة الفرعونية كانت تعتمد على
التنظيم اإلداري الهرمي ففي رأس الهرم توجد الطبقة العليا التي تتكون من حاكم مصر والوزراء
والكهنة.
ثم يأتي بعد ذلك الطبقة الوسطى وتتكون من موظفي الدولة من الكتاب والحرفيين ثم الطبقة الدنيا وهي
تتمثل في العمال الذين ال يتقنون حرفة والعبيد
مر الفكر اإلداري في الدولة الفرعونية بعدة تطورات وكان من أبرزها التوجه الختيار أحسن الكوادر
اإلدارية لتحسين أوضاع الدولة.
.الحضارة السومرية :مارسوا لونا ً من الرقابة اإلدارية من خالل نظام المعابد والكهنة .1
الحضارة المصرية : .نجد أن المصريين القدماء أقاموا شكل من أشكال الحكم المركزي ما بين .2
عام ( ) 2160– 1788قبل الميالد حيث قسمت الدولة الفرعونية إلى مقاطعات لكل منها حاكم
مسئو ل أمام الفرعون ،ومفوض منه بسلطات إلدارة وتسيير شئون الجماعة ،وقد كان لفرعون
نواب يخصهم ببعض المهام اإلدارية فى مركز الحكم.
الحضارة البابلية :كذلك نجد أن البابليين في عهد (بنوخذ نصر) عام 604ق .م .استعملوا الرقابة .3
اإلدارية على اإلنتاج ،فقد استخدمت األلوان كوسيلة للرقابة على خيوط الغزل التي يتداولها
المصنع كل أسبوع.
.الحضارة الصينية :أ سس اإلمبراطور (تشين شي هوانغ) أول دولة إقطاعية مركزية موحدة .4
متعددة القوميات في تاريخ الصين (أسرة تشين) .تدل الوثائق التاريخية على أن الصينيين كانوا
على علم ببعض المبادئ اإلدارية فى مجال التنظيم والتوجيه والرقابة ،ولذلك فإن دستور (تشاو)
الذي كتب عام 1100ق .م .يدل على أن هذا الدستور استخدم كدليل إداري للجميع من أصغر
موظفي الدولة إلى اإلمبراطور ،وكان هناك ثمانية قواعد يحكم بها رئيس الوزراء مختلف
األجهزة الحكومية ،إن عملية الكفاءة فى شغل الوظيفة لهو أمر هام للغاية بغية تحقيق أهداف
المنظمة ،وهذا األمر قديم قدم الزمان ،فقد أكد (فيريل هيرى) أن الحضارة الصينية ابتدعت
((أقدم نظام في التاريخ لشغل الوظائف العامة على أساس عقد اختبارات للمتقدمين لدخول الخدمة
واختيار األصلح من بينهم ،وكان معيار الصالحية هو كفاءة الموظف وقدرته على القيام بالعمل
،وكذلك أوجدوا جهاز من المفتشين المتنقلين الذين يقومون برقابة أداء ووالء
الموظفين )) .وهكذا نرى بأنه منذ أكثر من ثالثة ألف سنة عرف الصينيين القدماء بعض
المبادئ والمفاهيم اإلدارية في مجال التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة التي عرفتها اإلدارة
الحديثة.
الحضارة اإلغريقية :قد أدت طبيعة البالد الجبلية إلى اتجاه أهلها إلى البحر كوسيلة لالتصال لذا .5
كانت حضارة اإلغريق حضارة بحرية تجارية .يسمي سكان اإلغريق أنفسهم اآلخيين أو
الهيلينيين ،وقد ظهرت حضارتهم قبل الميالد بخمسمائة وخمسين عاما ومرت بمراحل ثالث :
العصر األرخي ،العصر الكالسيكي ،والعصر الهيلينيسي .
لقد عرف اإلغريق الوثائق المتعلقة بمبادئ اإلدارة فيما كتبه (أكسينفون) عن فكرة (الكلية في .6
اإلدارة والتخصص) ،وقد دل (أكسينفون) بوضوح على أن اإلدارة فن مستقل يتميز عن غيره
من الفنون ،وقد ترك اإلغريق تراثا ً مهما ً أيضا ً في مجال اإلدارة فيما يتعلق باختيار الموظفين
وتفويض السلطة وكذلك دراسة العمل والرقابة عليه ،ونجد أن اإلغريق ذهبوا إلى تمحيص كل
ألوان المعرفة واألفكار حتى اهتدوا إلى فكرة البحث العلمي ،وأدخلوا العلم واألستاذية في كثير
من مجاالت الفكر اإلنساني .
الحضارة الهندية :قامت حضارة الهند القديمة على ضفاف أنهارها ودلتاتها ،مثل وادي ال ِ ّسند .7
وروافده ،ونهر الغانج
وروافده ،وعلى ضفاف نهر كرشنا في الَّدكن .وأهم أسس الحياة االجتماعية في الهند نظام .8
الطبقات .وهي الكهنة أو البراهمة ،المحاربون ،المزارعون والتجار وأصحاب الحرف ،
ثم المنبوذون .وقد عرف الهنود في ذلك العصر عنصر التحديد والتخصيص فى توزيع العمل ،
كما عرفوا أهمية وضوح التعليمات وأدركوا قيمة كفاءة األفراد والعالقات اإلنسانية ودراسة
الحركة وترتيب موقع العمل وتداول األدوات وكلية اإلدارة والتنظيم العسكري والرقابة على
األعمال وتفويض السلطة والتخطيط ونظام فكرة الحوافز.
وجد عدة نظريات تبيّن تدرج التطور التاريخ للفكر اإلداري ،وفيما يأتي توضيحها
نظرية البيروقراطيّة
ّ
المنظمات بقطاعيها العام هي طريقة للتنظيم اإلداري لمجموع ٍة من الناس يعملون معاً؛ حيث تعتمد
والخاص ،بما في ذلك الجامعات والحكومات على البيروقراطية في عملها ،والمعنى الحرفي لمصطلح
بيروقراطية هو حكم المكاتب ،أو المكاتب ،وهو تعريف يسلّط الضوء على الطابع غير الشخصي في
أن البيروقراطيات تبدو أحيانا ً غير فعالة أو مسرفة فإ ّن إنشاء
كثير من األحيان ،وعلى الرغم من ّ
ٍ
ق متوافقة من خالل تحديد أدوار ً
البيروقراطية يساعد على ضمان أن يعمل اآلالف من الناس معا بطر ٍ
الجميع ضمن التسلسل الهرمي
والبيروقراطية كتنظيم إداري ضحم ترجع في نشأتها التاريخية إلى تواجد أقدم حكومة عرفها التاريخ في
الحضارات القديمة ،م نذ الحضارة المصرية القديمة ،حيث شهدة اإلدارة المصرية القديمة خاصة في
الفترة مابين ( 2475 – 2900ق.م) تنظيما وتنسيقا ً للجهاز الحكومي على درجة عالية من الكفاءة يدل
على مدى تقدم اإلدارة آنذاك.
وفي عهد اإلمبراطور شن الكبير الذي يرجع تاريخه إلى عام 2200ق.م .كانت اإلدارة في الصين القديمة
على مستوى عالي من التنظيم الحكومي .وفي فترة ما بعد القرن السابع قبل الميالد ،شهدت اإلدارة
الصينية ،في عهد كونفوشيوس وغيره من فالسفة الصين ،أستقرارا ً سياسيا ً واجتماعيا ً وإداريا ً نتيجة
لتطبيق القوانين ،ونتيجة لتطبيق نظم االمتحانات في شغل الوظائف اإلدارية.
ولقد عرفت اإلدارة اليونانية القديمة بعض المبادئ اإلدارية مثل مبدأ دوران الوظيفة كما عرفت مبدأ
الخدمة العامة والذي يتمثل في التأكيد على أن المصلحة العامة تسمو على المصالح الشخصية ،وهو
مايعتبر من الخصائص المميزة للسلوك اإلداري الجيد في ا لبيروقراطيات الحديثة.
وقد عرفت اإلدارة الرومانية القديمة ،خاصة ،في الفترة مابين عام 500ق.م .وحتى عام 14ميالدية
الكثير من التطورات التي كان لها األثر الكبير في تنظيم الجهاز الحكومي تأثرت بها اإلدارات األوربية
فيما بعد.
ولقد شهدت الحضارة اإلسالمية ال كثير من الممارسات اإلدارية المتقدمة مثل اختيار األفراد للوظائف
العامة على أساس مبدأ الجدارة ،كما فرقت بين عمالة (التفويض) وعمالة (التنفيذ) وهذه التفرقة هي التي
عرفتها اإلدارة الحديثة بصورة التفرقة بين الوظائف االستشارية والوظائف التنفيذية.
كذلك عرفت اإلدار ة اإلسالمية مبدأ تفويض السلطة وتقسيم العمل ،كما طبقت مبدأ الشورى في نظم الحكم
واإلدارة.
مما سبق ،يتضح لنا أن ظاهرة البيروقراطية قد تعلقت أساسا ً ،وفق نشأتها التاريخية وظاهرة هذه النشأة
ونموها وأسبابها بالوظيفة العامة واإلدارة الحكومية.
بيد أن البيروقراطية كموضوع يستثير عمة العلماء ارتبط بعالم االجتماعي األلماني (ماكس
فيبر 1864م 1920 -م) والتي أثارت كتاباته عن البيروقراطية العديد من التعليات والمزيد من األبحاث
والدراسات.
لقد ارتبطت نظرية اإلدارة العلمية باسم المهندس األمريكي فريدريك تايلور الذي قام ببناء إطار نظري جديد حينها،
يختلف من حيث األساليب المستخدمة في التنظيم والرقابة ،حيث يعتمد هذا التنظيم على األساليب العلمية في دراسة
الوقت والحركة وقد بنى تصوراته الفكرية وافتراضاته على خبرته كمهندس وعلى مالحظاته لتسلسل حلقات العمل
وخطواته ،و أوجه الهدر والضياع الذي تعانيها المنظمة جراء عدم استخدام األساليب العلمية في العمليات اإلنتاجية
ويعتبر تايلور من األوائل الذين أسهموا في تطوير اإلدارة وهذا باالبتعاد عن طرق اإلدارة التقليدية النابعة من التجربة
والخطأ والحدس والتخمين والتقدير إلى اإلدارة العلمية التي تعتمد على الدراسة للعمل ومن هنا نطرح اإلشكال اآلتي
ما هي أهم أفكار ومبادئ نظرية اإلدارة العلمية وأهم االنتقادات التي تعرضت لها؟
إن نظرية اإلدارة العلمية هي النظرية التي تمتاز باألهداف النبيلة التي تسعى لتحقيقها والمتمثلة في
التوفيق بين مسألتين ارتفاع األجور للعمال والحد من االرتفاع المتزايد لتكاليف اإلنتاج واإلدارة العلمية
هي التي ينبغي أن تضمن أكبر قدر من االزدهار لصاحب العمل وللعامل ،واإلدارة العلمية هي اإلدارة
التي تعتمد على إدخال األساليب العلمية في اإلدارة وهذا بهدف القضاء على التبذير للموارد وكذلك
تضييع الوقت من طرف العمال.
-واإلدارة العلمية كما يقول تايلور تتضمن ثورة عقلية كاملة لدى األفراد الذين يعملون في أي منشأة
وثورة عقلية أيضا لرجال اإلدارة.
إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا ً لعمليات
التنظيم والتصميم اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة حيث إن هنري فايول فرنسي،
وليندال أرويك بريطاني ،أما لوثر جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة
أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة ،وذلك فإن أفكار
هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريدا ً من نظرية اإلدارة العلمية واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية
العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم إداري.
اسهمات هنري فايول 1841م – 1925
لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ،بأنه كان من بين
الكتاب األوائل الذين حاولوا تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا ،بينما كان تايلور
يعمل في خط اإلنتاج ،ومن ثم اهتم فايول بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة ،وحاول يطور نظاما ً
فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته.
فعلي حين شغلت الواليات المتحدة األمريكية وانجلترا بالنتائج التي توصل إليها فريدريك تايلور لرفع
الكفاءة اإلنتاجية للعامل في المصنع ،كانت هناك محاوالت مهمة تجري على أرض فرنسا بمعرفة هنري
فايول رجل الصناعة الفرنسي لوضع نظرية عامة لإلدارة ،اتضحت معالمها في كتابه الذي ظهر في
فرنسا عام 1916م تحت عنوان " اإلدارة الصناعية والعامة ".
ولم يترجم هذا المؤلف الذي نشر بالفرنسية إلى اإلنجليزية حتى عام 1929م في بريطانيا ،وعام 1949م
في الواليات المتحدة األمريكية .وإن كان جانب من إنتاج فايول قد تضمنته مجموعة الوثائق التي أصدرها
لوثر جوليك وليندال أرويك عام 1937م.
وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة ،ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في
تحديد أسس اإلدارة ،ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط
اإلداري ،وفي إيمانه القوي بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها ،ووجوب تدريسها .فلقد اهتم فايول
باإلدارة في قطاع األعمال ،ولما كانت األصول العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة
العامة وإدارة األعمال ،ونظرا ً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر
اإلداري.
لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى ستة مجموعات رئيسة وهي على النحو
التالي :
• تطور االدارة كعلم له مبادئ وأسس ونظريات هو حديث النشأة مقارنة بالعلوم األخرى.
• بدايات تأطيره تعود ألوائل القرن الماضي (العشرين) ،ففي القرن الثامن عشر مع الثورة الصناعية
انتشرت المصانع توسعت ،لذا ظهرت الكثير من المشاكل االدارية والتنظيمية والعمالية استدعت البحث
عن حلول لها.
• كما أن هدف المنظمات تركز حول زيادة االنتاج ،مما دفعها للبحث عن زيادة الجهود البشرية لكي
تستمر هذه المنظمات في العمل.
• في النصف الثاني من القرن الماضي بدأت موجة المنظمات الخدمية بالتوسع واالنتشار بسرعة حتى
وصلت إلى ما وصلت إليه في الوقت الحاضر .مما أدى للبحث عن الوسائل الكفيلة بزيادة الكفاءة
والفعالية لتوظيف الجهود البشرية واستخدام الموارد المتاحة لهذه المنظمات لتحقيق أهدافها وضمان
استمراريتها.
• اجريت دراسات ميدانية وأبحاث عديدة والتي قام بها مدراء وخبراء ،مما أدى لتراكم قاعدة معرفية
واسعة تتضمن العديد من النظريات والمفاهيم االدارية في حقل االدارة خالل العقود العشرة الماضية .
النظرية الكالسيكية هي النظرية التقليدية ،حيث يتم التركيز بشكل أكبر على المنظمة بدالً من الموظفين
العاملين فيها .وفقًا للنظرية الكالسيكية ،تعتبر المنظمة كآلة والبشر كمكونات /أجزاء مختلفة من هذه
اآللة
النظرية الكالسيكية لالقتصاد هي النظرية الثانية المتعلقة باألعمال ،وتم ذكر الفكرة ألول مرة في كتاب
ثروة األمم آلدم سميث في عام ، 1776تؤمن النظرية الكالسيكية بنظام اقتصادي يعمل بنظام عدم
التدخل ،وترجع الفكرة األساسية هي أن االقتصاد يمكن أن يعمل بشكل جيد دون أي تدخل حكومي ،ليست
هناك حاجة لتطبيق السياسات المالية عندما يتباطأ النشاط االقتصادي ،ويعتقد االقتصاديون الكالسيكيون
أن قوى العرض والطلب ستعيد االقتصاد تلقائيًا إلى التوازن إذا كان هناك أي تباطؤ
تستند نظرية اإلدارة الكالسيكية إلى االعتقاد بأن العمال لديهم احتياجات مادية واقتصادية فقط ،وال يأخذ
في االعتبار االحتياجات االجتماعية أو الرضا الوظيفي ،ولكنه بدالً من ذلك يدعو إلى التخصص في
العمل ،والقيادة المركزية وصنع القرار ،وتعظيم الربح .تم تصميم هذه الفكرة فقط لتبسيط العمليات ،
وزيادة اإلنتاجية وتحسين النتيجة النهائية ،وقد نشأت في أواخر القرن التاسع عشر واكتسبت شهرة خالل
النصف األول من القرن العشرين.
في حين أنها ليست مشتركة على نطاق واسع في العصر الحديث ،تقدم هذه النظرية بعض المبادئ التي
تظل صالحة إلى حد ما في بيئات األعمال الصغيرة فيما يتعلق بالتصنيع.
والنظرية الكالسيكية لإلدارة تعد واحدة منهم ،وقد جاء فريدريك تايلور بهذه النظرية في أوائل القرن
العشرين ،وكان يعتقد أن الموظفين لديهم حاجتان فقط:
المادية
واالقتصادية.
كما ولم يكن المفكرون الكالسيكيون موحدون كليًا في معتقداتهم أو فهمهم لألسواق على الرغم من وجود
مواضيع مشتركة بارزة في معظم األدب الكالسيكي ،وفضل األغلبية التجارة الحرة والمنافسة بين العمال
والشركات إذ فضلوا االنتقال بعيدًا من الهياكل االجتماعية الطبقية وذلك لصالح مجتمع الجدارة ،ويسلط
مثاال على تعريف النظرية الكالسيكية الضوء على بعض أبرز كتاب ثروة األمم آلدم سميث والذي يعد ً
التطورات في االقتصاد الكالسيكي إذ تُركز رؤيته حول التجارة الحرة ومفهوم اليد الخفية ،كما وساعدت
دراسات سميث على تعزيز التجارة المحلية وقادت إلى المزيد من الكفاءة والتسعير المنطقي في أسواق
المنتجات المرتكزة على العرض والطلب.
روبرت أون في 1813أول مفكر في اإلدارة يتكلم عن دور وأهمية الفرد في محيط العمل وال يعطي
االهتمام األكبر لآللة بل يعطي اهتمام للبشر يفوق اآللية المادية ،ويعد هذا النوع من التفكير في ذلك
الوقت سابقا ً ألوانه بفترة زمنية طويلة .
اهتمت أيضا ماري باركر فيوليت في 1920بإدارة األفراد والعالقات الجماعية في العمل وركزت على
دور العالقات اإلنسانية والعمل الجماعي كأساليب إدارية تساعد اإلدارة على استغالل طاقات وإمكانيات
البشر إلي أقصى درجة ممكنة .
وبالرغم من أفكار روبرت أون وكذلك ماري باركر فيوليت التي ظهرت مبكرا ً إال أن التفكير والدراسات
اإلنسانية والسلوكية في اإلدارة قد بدأت بشكل جدي مركز بعد أن أدى تطبيق مبادئ اإلدارية الكالسيكية
إلي مشكالت إدارية أدت إلي عدم تحقيق الكفاية الكلية في العمل Total efficiencyوأن توقعات
أص حاب الفكر الكالسيكي فيما يتعلق باإلنتاجية وبسلوك وتصرفات العمال لم تتحقق ولم تتطابق مع ما
تقوله النظرية الكالسيكية .
تعد المدرسة السلوكية لفكر اإلدارة من المدارس التي تطورت جزئيا ً وذلك بسبب نقاط الضعف الموجودة
في افتراضاتها ،وقامت المدرسة الكالسيكية على تأكيد الكفاءة والعملية والمبادئ مما أدى إلى رؤية أن
التركيز يعمل على تجاهل جوانب مهمة من الحياة التنظيمية وخصوصا األمور التي تتعلق بالسلوك
اإلنساني ،فقد قامت المدرسة السلوكية على التركيز على محاولة فهم العوامل التي تعمل على التأثير على
السلوك في العمل
ويالح ظ أن التفكير السلوكي في اإلدارة جاء ليعيد بعض التوازن اإلداري ) ( Balanceفي الفكر
اإلداري فقد ركزت األفكار الكالسيكية على الجانب المادي Physicalالفني للعمل ( تخطيط– تنظيم –
رقابة ) على حساب العنصر البشري ،هذه الحدة Severeفي اإلدارة ولدت مشكالت إنتاجية على عكس
ما توقع المفكرين في ذلك الوقت.
لذا جاءت األفكار السلوكية لتسد نقصا ً في التفكير الكالسيكي ولتتقدم نظرية اإلدارة خطوة إضافية
بالتركيز على العامل كفرد ،كعضو في جماعة صغيرة ،كعضو في جماعة كبيرة لـه احتياجات متعددة
(وليست مادية فقط كما يعتقد المفكرون الكالسي) يرغب في إشباعها داخل المنظمة ،ومن هنا بدأ االهتمام
بالبيئة االجتماعية للعمل وأثرها على اإلنتاج وظهور مفاهيم المدرسة السلوكية الخاصة بالدافعية ،
واالتصالت اإلدارية ،والقيادة …. ،الخ
تعد أبرز خصائص المدرسة السلوكية في اإلدارة القيام بالتركيز على الطريقة التي يتم بها إدارة
اإلنتاجية ،وذلك من خالل فهم سلوك العاملين ودوافعهم ،حيث يتضمن ذلك التوقعات واالحتياجات
باإلضافة إلى االهتمامات وطريقة تفاعل المجموعات
هي المدرسة التي تحاول تقديم نماذج موضوعية ومعيارية يمكن للمدير أن يسترشد بها في اتخاذ
القرارات مما يحد من عملية التقدير والحكم الشخصي
من التطورات الهامة في الفكر اإلداري تلك اإلسهامات الخاصة بالمدرسة الكمية والتي قدمت مدخالً
جديدا ً لإلدارة يعتمد على استخدام النماذج واألساليب الرياضية واإلحصائية في حل مشكالت واتخاذ
القرارات وتحليل العمليات التنظيمية وقد نتج عن هذا التحول في الفكر اإلداري ظهور ما يعرف بعلم
اإلدارة Management Scienceالذي هو في الواقع تجسيد ألفكار واتجاهات أصحاب المدرسة
الكمية .إن معظم تطبيقات علم اإلدارة تتعلق بالمواقف والمشكالت المعقدة وتتطلب معرفة مهارات عالية
ومتخصصة في تصميم استخدام النماذج والتحليل اإلحصائي.
هي إحدى مدارس الفكر اإلداري ،وينظر روادها إلى العمل اإلداري داخل المنظمة وصنع القرارات
وحل المشاكل على أنها عمليات إدارية متنوعة في مجاالت مختلفة تتصف بالمنطقية حيث يمكن تمثيلها
بصورة كمية على شكل معادالت ورموز رياضية لصنع قرارات موضوعية حيالها تكون بعيدة عن
التخمين والحكم الشخصي.
ويستدعي هذا األمر تحضير المعلومات المطلوبة لصنع القرار وحل المشكلة ،ثم إعدادها على شكل
معادالت ومتراجحات رياضية ،إلظهار العالقة القائمة بين المتغيرات التي تشكل مضمون المشكلة المراد
صنع قرار حيالها ،ثم يسعى إلى حلها بشكل موضوعي رياضياً .ومع ظهور الحاسبات اإللكترونية
وتطورها المذه ل ،أمكن وضع نماذج رياضية متعددة أثبتت جدواها في صنع قرارات جيدة وموضوعية
وم ّكنت المنظمات ومديريها على اتخاذ قرارات رشيدة وعقالنية.
بين عناصره الخاصة (التدفقات المالية ،والمادية ،وتدفقات المعلومات)… ،؛
شركاء.)… ، الزبناء ،الدولة ،ال ُّ
زودونُّ ،
مع عناصر البيئة الخارجية (المنافسون ،ال ُم ّ ِ
هذه المقاربة تقدّم مزيّة تسليط الضوء على العالقات والتفاعالت بين مختلف عناصر المنظمة وبيئتها بدال
من طبيعة العناصر نفسها .العنصر إذن يتحد ّد بمكانه في النظام وليس بطبيعته الذاتيّة .وكذلك ،خصائص
بون في
عنصر في عالق ٍة معينة يمكن أن تتغير في عالق ٍة أخرى .على سبيل المثال ،أداء ز ٍ ٍ أو سلوكات
طرا عليه من قِبَل الشركة. قوةٍ ال يبقى هو نفسه عندما يصبح هذا األخير مسي َ موقع ّ
المكونة للكُ ّل (كما
ِّ النُّظُميّة هي إذن مقاربة شاملة بما أنها تركز االهتمام على «الكُلّ » وليس على األجزاء
هو الحال في المنهج التحليلي) .في الواقع ،عندما تتغير عالقةٌ ،المجموع يمكن أن يتحول تبعا لذلك .فعلى
تدهور في المناخ االجتماعي داخل الشركة يمكن أن يقود إلى تدَ ٍّن في األداء ،وإلى عدم ٌ سبيل المثال،
رضا الزبناء ،وإلى فقدان حصة من السوق ،وإلى انخفاض العائد… ،
بحسب فوريستر] ، (FORRESTER)[4نظام الشركة يمكن تحليله من خالل خصائصه التي يمكن
عرضها كما يلي:
محالت )… ،وغير ملموسة ّ نظام عملي :المكون من مجموعة من عناصر ملموسة (أفراد ،معدات،
(ثقافة الشركة ،تاريخها)؛
نظام نهائي :الذي يتبع مجموعة من األهداف العامة؛
نظام مرتَّب :والذي يتوفر على بنية تتسم بتقسيم للعمل وآليات للتنسيق؛
يعرف بتفاعُله مع بيئته طفرة ً دائمة؛
ي] :والذي ِ نظام دينامي [حيو ّ
مزود بأجهزة المراقبة التي تم ّكن من ضمان إجراءات الضَّبط (القرارات أو اإلجراءات نظام ُمحكَم ّ :
التصحيحية الرامية إلى تحقيق األهداف الكبرى للشركة)؛
نظام للقيادة :والذي يتّخذ القرارات التي تم ّكن من التصد ّي للعيوب واالختالالت التي تعترض الشركة
عادة ً.
يميّز فوريستر بين ثالثة أشكال للضّبط التي تم ّكن من تفادي االختالالت في المنظمات[5]:
يمس اشتغال النظام؛
ّ الضبط عبر الستباق :يهدف إلى التصدي لالختالل قبل أن
الضبط عبر اإلنذار :يسعى إلى تصحيح العيوب التي تُرصد في النظام للتّو ،من أجل منع أي اختالل
مهم للمنظمة؛
تدارك حالة حرجة
ُ الضبط عبر الخطأ :يتعلق بقرارات اإلجراءات التصحيحية المتخذة من أجل
موجودة سابقا.
بالنسبة لجاك ميليز ،الذي يعتبر أحد مناصري تطبيق المقاربة النظمية في حقل المنظمات ،يقدم منهجية
لوصف المنظمة( تحليل األنظمة لوحدات ): AMSيمكن أن يستعملها المسيِّرون لتحديد وفهم كل مشاكل
نظام يتم ّثل في رسم نموذج العناصر والعالقات]».[6
بأن« :وصف ٍ منظماتهم .يوضّح ّ
بالنسبة لميليز ،فإن الشركة هي نظام معقد ،مكون من أجزاء متعددة (أو وحدات) مترابطة ،في طفرة
دائمة تحت نشاط قادتها وبيئتها .تحليل األنظمة لوحدات يرمي إذن إلى تحديد األهداف ،أساليب التوجيه،
نطاقات القرارات ،المعلومات الخاصة بكل جزء (أو وحدة) من النظام وتفاعالته مع باقي الوحدات ومع
البيئة.
منتسبرغ ،من جهته ،يتصور تنظيم الشركة كترابُط دينامي لعناصر متنوعة .بالنسبة لهذا الكاتب الذي
ينتمي في نفس الوقت للمدرسة الكالسيكية الجديدة ) (néoclassiqueوللمدرسة النُّظمية
) ،(systémiqueفإن كفاءة بني ٍة تتعلق أساسا:
في الختام أتمنى أن أكون قد وفيت وأضفت وأفدت ولو بقدر قليل ..وأن المعلومات التي قدمتها قد حازت
كثيرا وال عجب ..فأعظم االكتشافات العلمية
على إعجابك ،فالقليل من اإلضافة في حديثنا هذا قد يصبح ً
بدأت بنظرية أو فكرة ..أرجو أال أكون قد أطلت عليكم
المراجع
mawdoo3.com
ar.wikipedia.org
cte.univ-setif2.dz
platform.almanhal.com
juwatha.net
www.almaerifaa.com
atharah.com
ae.linkedin.com
mafaheem.info
www.almrsal.com
kenanaonline.com
www.business4lions.com
almerja.net
specialties.bayt.com
dr-khalid.net
pustitemaso.com