Professional Documents
Culture Documents
- مقياس مدخل إدارة الأعمال- الدروس الأولى
- مقياس مدخل إدارة الأعمال- الدروس الأولى
.6أهمية اإلدارة
انطالقا من خصائص اإلدارة باعتبارها نشاطا ديناميكيا وفاعال عن طريق استخدام الموارد البشرية والمادية الالزمة بفعالية
وكفاءة ،فهي تلعب دو ار كبي ار في تعظيم وتفجير الطاقات البشرية واالستخدام األمثل لإلمكانيات المادية المتاحة ،وهو ما يخدم
مصالح المنشأة عامة ومصا لح األفراد بها ،فاإلدارة تعتبر من أكثر األنشطة اإلنسانية شموال وحيوية ،فعلى الصعيد الميداني
تسهم اإلدارة في إحداث تغييرات جوهرية في الجهد اإلنساني من حيث زيادة كفاءته ،مما يقود إلى تعظيم معدالت اإلنتاجية
وتقليص التكاليف ،واستغالل الطاقات الكامنة ،وتنمية اإلبداع واالبتكار ،عالوة على دور اإلدارة في حل المشكالت ،وتصحيح
االنحرافات .ومنذ أن أصبحت اإلدارة علما أضحت تقدم األفكار والحلول بصورة منهجية ،مع إدخال األساليب العلمية والتقنيات
الحديثة في العملية اإلدارية تماشيا مع التطورات التكنولوجية واالقتصادية.
المطلب الرابع :عالقة علم اإلدارة (إدارة األعمال) بالعلوم األخرى
تربط علم اإلدارة عالقات عديدة مع مختلف العلوم األخرى ،ونتيجة لهذه العالقات ظهرت تخصصات عديدة متعلقة باإلدارة،
وكل علم يستفيد من نظريات ومبادئ العلوم األخرى ويستخدمها لتطوير نظرياته وأفكاره ،نذكر هنا بعض أهم العلوم التي
ترتبط بعلم اإلدارة.
.1عالقة علم اإلدارة بعلم االقتصاد
يهتم علم االقتصاد بكيفية تحقيق الثروة عن طريق االستغالل األمثل للموارد على اختالف أنواعها بهدف إشباع حاجات أفراد
المجتمع ،واالستغالل األمثل للموارد والطاقات المختلفة من صميم المهارات اإلدارية ،فاإلدارة هي التي تسير وتوجه العمليات
االقتصادية ،في المقابل فإن اإلدارة الناجحة هي التي تستخدم المعطيات االقتصادية واستغاللها بكفاءة عالية لتحقيق أهداف
المنظمة.
.2عالقة علم اإلدارة بعلم االجتماع
علم االجتماع يقوم على دراسة المجتمع اإلنساني وسلوك الفرد والجماعات ،واإلدارة تتفاعل مع المجتمع على اعتبار أنه يمثل
بيئتها الخارجية ،فعليها األخذ بعين االعتبار مكونات هذا المجتمع ورغباته وسلوكياته ويستمد اإلداري كل هذه المعلومات
والنظريات من علم االجتماع ،إضافة إلى ذلك يمكن النظر إلى المنشأة على اعتبار أنها مجتمع مصغر تطبق فيه مبادئ
ونظريات علم االجتماع ،واإلدارة الناجحة هي اإلدارة التي تطبق في فلسفتها اإلدارية مبادئ ونظريات علماء االجتماع المتعلقة
أساسا بتسيير العاملين وتحفيزهم ،ومن أهم التخصصات التي ظهرت في هذا المجال علم اجتماع التنظيمات.
يربط "ماسلو" مردود العامل وأدائه في العمل بمدى تحقيق احتياجاته والتي صنفها إلى خمس حاجات يتم تحقيقها بصفة
متتابعة ،فكلما حقق حاجة يصبو إلى تحقيق األخرى ،حتى يصل إلى تحقيق الحاجة األسمى وهي تحقيق الذات ،أي المشاركة
والمساهمة في تحقيق أهداف المؤسسة عن طريق المشاركة في اتخاذ الق اررات واإلبداع.
هدف هذه النظرية هو منح العاملين فرصا للمشاركة في تحقيق أهداف المؤسسة التي يعمل بها وشعوره باالنتماء ،هذا ما
يسمح له بإشباع حاجاته ورغباته المعنوية والنفسية وليس فقط المادية ،فيكون له الحق في اتخاذ الق اررات بتفويض من رؤسائه
في العمل.
ولقد تعرضت نظرية سلم الحاجات النتقادات أهمها:
-تختلف حاجات األفراد من حيث النوع والعدد وال يمكن حصرها في هذه األنواع الخمسة بالنسبة لكل األفراد.
-ترتيب الحاجات بهذا التسلسل المقترح فيما يتعلق باإلشباع يمكن أن يختلف من فرد إلى آخر.
-ال يمكن أن نجزم باستقرار هيكل الحاجات بالنسبة لكل األفراد.
.3.1نظرية ERG
قدم "ألديرفر كاليتن" ( )Alderfer. Kعام 1969نظرية مغايرة لنظرية سلم الحاجات لماسلو ،وهي عبارة عن تنقيح وتعديل
لها؛ حيث أعاد تصنيف الحاجات اإلنسانية إلى ثالثة أصناف بدل خمسة حسب "ماسلو" ،كما لم يخضع إشباعها إلى تدرج
هرمي.
-حاجات البقاء ( :)Existence needsوتشمل الحاجات الفزيولوجية وحاجات األمان.
-حاجات االرتباط ( :)Relatedness needsوتشمل الحاجات االجتماعية.
-حاجات النمو ( :)Growth needsوتشمل حاجات التقدير واالحترام وحاجات تحقيق الذات.
وتختلف هذه النظرية عن نظرية "ماسلو" في أنها تعتبر بأن الحاجات اإلنسانية ال تتبع هرما في إشباعها ،بل قد يحاول الفرد
تحقيق أكثر من نوع من الحاجات في آن واحد ،كما أنه قد يحقق حاجات التقدير واالحترام مع ضعف في إشباع الحاجات
الفزيولوجية مثال ،فتداخل االحتياجات أمر معقد فهي قد تتعارض وقد تتفق في إشباعها وقد تسبق هذه تلك.
العاملين
ْ .4.1نظرية
رائد هذه النظرية هو "فريدريك هرزبرج" ()F. Herzberg؛ حيث أجرى دراسة على مجموعة من المهندسين والمحاسبين
يعملون في مصانع بمدينة "بترسبرج" عام ،1966وكان للنتائج التي توصل إليها أثر كبير على االتجاهات السلوكية للعاملين
متغيرْين يؤثران على
عاملين ّ
ْ في المنشأة ،وخاصة فيما يتعلق بالدوافع والحوافز ،وخلص إلى وجود مجموعتين من العوامل ،أو
دوافع وحوافز األفراد.
-المجموعة األولى :العوامل الوقائية؛ وهي عوامل أساسية بالنسبة للفرد العامل ،وتسعى المنشأة توفيرها للعامل ،وتتمثل
في :سياسة المنظمة تجاه العاملين وادارتها ،وعدالة نظمها ،ونمط اإلشراف ،والعالقات مع الرؤساء ،وظروف العمل ،االستقرار
واألمن الوظيفيين ،الراتب والمكافآت.
وتعتبر هذه العوامل أساسية بالنسبة للفرد؛ حيث أن وجودها ال يزيد من رضا الفرد العامل فهي ليست محفزات ،أما نقصها
أو انعدامها فيشعر الفرد باإلحباط وبعدم الرضا.
-المجموعة الثانية :العوامل الدافعة أو المحفزة ،ويسعى الفرد إلى تحقيقها ،وتتمثل في :الشعور باإلنجاز ،إدراك قيمة العمل
من خالل إتقانه ،إنجاز العمل المثير والمبدع الذي يشبع احتياجات الفرد وقدراته ،فرص النمو والتطور الشخصي ،إمكانية
التقدم والترقية في الوظيفة ،فرص تحمل المسؤولية وقيادة اآلخرين واتخاذ الق اررات.
وتعبر هذه المجموعة عن العوامل المحفزة بالنسبة للفرد العامل ،ووجودها يزيد من دافعية الفرد ودرجة الرضا ،لكن نقصها أو
ّ
انعدامها ال يشعر العامل بعدم الرضا..
حد ما مع نظرية ERGفي أن الحاجات قد يتم إشباعها في آن واحد ،كما تتفق مع العاملين لهازبرج إلى ّ
ْ وتتفق نظرية
نظرية "ماسلو" في أن الحاجيات األساسية ال بد من إشباعها أوال وتعتبر أساسية لشعور العامل بالرضا.
قدمت هذه النظريات أهم أفكار المدرسة السلوكية فيما يتعلق باالهتمام بسلوك األفراد في المنشأة واألسباب المؤدية لذلك
السلوك ،من خالل دراسة حاجات الفرد العامل ودوافع إنجازه والحوافز الواجب توفيرها ،بما يعنى بالعامل اإلنساني في العمل،
وهناك نظريات أخرى تدخل ضمن إطار النظرة السلوكية والتي ركزت على الدافعية والتحفيز ،كنظرية "فروم" للتوقع ،ونظرية
"ماكليالند" في دوافع اإلنجاز ،ونظرية "ليكارت" في الدوافع وتأثيرها على السلوك اإلنساني.
.2تقييم المدرسة السلوكية
في إطار ما جاءت به هذه المدرسة كامتداد لحركة العالقات اإلنسانية؛ فقد ساهمت بنظريات وأفكار تدعم هذا االتجاه وتنتقد
االفتراضات التي انطلق منها الكالسيك فيما يتعلق باإلنسان العامل في المنشأة ،وبذلك فقد تميزت أفكارها بمجموعة من
المزايا ،مقابل ذلك قدمت لها مجموعة من االنتقادات.
.1.2مزايا المدرسة السلوكية:
-ساهمت في تطوير الفكر اإلداري وذلك بتركيزها على العامل اإلنساني وسلوك األفراد في المنشأة.
-ركزت أكثر على ضرورة معرفة السلوك اإلنساني من خالل حاجاته ودوافعه في العمل بهدف الوصول إلى تحقيق اإلنتاجية،
وهو ما ميزها عن الكالسيك الذين ركزوا أكثر على كيفية تحقيق اإلنتاجية في العمل.
-قدمت للمنشأة والمشرفين عليها أفكا ار تتعلق بكيفية فهم سلوك األفراد وكيفية التعامل معهم واشباع حاجياتهم بهدف تحقيق
أهداف المنشأة.
-اعتبرت المنشأة وحدة اجتماعية أيضا وليست وحدة اقتصادية فقط كما اعتبرها الكالسيك.
.2.2عيوب المدرسة السلوكية:
-ركزت على الجانب اإلنساني والسلوكي في اإلدارة على حساب جوانب أخرى في المنشأة ،مما جعلها ال تقدم نظرية متكاملة
وشاملة في اإلدارة.
-سلوكيات األفراد وتصرفاتهم تختلف وتتغير ،وال يمكن التعامل مع الفرد أو إصدار حكم عليه؛ إال في وقت ذلك السلوك أو
التصرف الذي يبديه في ذلك الزمن المحدد.
-اعتبرت المنشأة نظاما مغلقا ولم تشر إلى تأثيرات البيئة الخارجية على الجوانب االجتماعية في اإلدارة ،فوقعت في نفس
خطأ الكالسيك.